آخر 10 مشاركات
سلسلة رسائل حب Love Letters للكاتبة K.L. Donn (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          283 - الحب لا يكذب - كارولين اندرسون (الكاتـب : عنووود - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          رهين الشك _ شارلوت لامب _ روايات غادة(مكتوبة /كاملة) (الكاتـب : منة الله - )           »          زوج لا ينسى (45) للكاتبة: ميشيل ريد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-10-20, 11:13 PM   #601

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سوزان يوسف مشاهدة المشاركة
وين باقي الروايه ؟؟؟




الرواية لا تزال قيد التنزيل لم تنته بعد 🙄


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-20, 11:14 PM   #602

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maha_1966 مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


يسلمك حبيبتي 💖🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-20, 11:14 PM   #603

زمردة الاسلام

? العضوٌ??? » 474237
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 68
?  نُقآطِيْ » زمردة الاسلام is on a distinguished road
افتراضي

فهمت مقصدك .. أنا فقط أعطيتك تحليلي الأولي لانو لو أضفتو في التعليق الأول سيكون مطول جدا
حظا موفق لك حبيبتي


زمردة الاسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-20, 11:17 PM   #604

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زمردة الاسلام مشاهدة المشاركة
فهمت مقصدك .. أنا فقط أعطيتك تحليلي الأولي لانو لو أضفتو في التعليق الأول سيكون مطول جدا
حظا موفق لك حبيبتي


كل الملاحظات مرحب بها عندي لأنها دليل على ان الأحداث تحرك فضول و اهتمام القراء حتى 💖💖شكرا 🌹🌹🌹🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-20, 02:15 PM   #605

آلاء الليل

? العضوٌ??? » 472405
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 477
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » آلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اللهم لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

آلاء الليل غير متواجد حالياً  
التوقيع
تابعوا معنا رواية أسيرة الثلاثمئةيوم للكاتبة المتألقة ملك علي على الرابط التالي
https://www.rewity.com/forum/t471930.html
رد مع اقتباس
قديم 01-11-20, 10:05 PM   #606

آلاء الليل

? العضوٌ??? » 472405
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 477
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » آلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجييييييييل حضوووووور ❤❤❤❤❤❤❤

آلاء الليل غير متواجد حالياً  
التوقيع
تابعوا معنا رواية أسيرة الثلاثمئةيوم للكاتبة المتألقة ملك علي على الرابط التالي
https://www.rewity.com/forum/t471930.html
رد مع اقتباس
قديم 01-11-20, 10:57 PM   #607

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي





البارت الثاني و الثمانون قبلة و تملك 💖





خلف المسرح لم تستطع ملك منع دموعها من النزول , هي حتى لم تدرك الشهقة الصغيرة التي تجاوزت شفتيها ,
و حاولت كتمها بيدها تفاديا للاحراج ,


لكن كان من المستحيل عليها تمالك نفسها , و طوفان من المشاعر و الذكريات تداهمها بقسوة , مستغلة الهشاشة العاطفية التي تمر بها مؤخرا ,



تذكرت حينما كانت صغيرة , لم يكن أحد والديها يفوت حدثا , من الأحداث المدرسية الخاصة بها , مهما بلغ انشغالهما و مشاكلهما ,


من جهتها هي كانت تبذل مجهودا مضاعفا , لتشريفهما بحصد المراتب الأولى دائما ,

و قد كانت جائزتها الكبرى التي تعيش لتحصيلها , هي نظرة الفخر و التقدير في عينيهما , و التي لا يضاهيها شيء .




تذكرت ملك أيضا كيف وقف والدها يصفر و يشجعها بالهتاف , في حفل تخرجها من كلية الطب و هي بطول الحائط ,
و كيف احتضنها بقوة و رفعها عن الأرض , بعد أن استلمت شهادتها .


فلطالما كانت بالنسبة لهما ابنتهما الصغيرة , التي حملاها في اللفة من المشفى , بعدما كتبت لها الحياة بأعجوبة ,
و لطالما كانت معجزتهما الصغيرة التي يباهيان بها العالم .




" و الآن ؟ "

غص حلق ملك فجأة , و قد داهمتها الحقيقة المرة و الواقع بكل قسوته ,
جعلت دموعها أكثر غزارة و قلبها أكثر ارتجافا .


فالآن هي لم تعد تملك شيئا , فبعد أن كانت قره أعينهما , أصبحت منبوذة منهما دون ذنب ,
و لا تعرف حتى ان كانت الحياة , ستمنحها فرصة أخرى لرؤيتهما بخير أو لا .





عادت ملك سريعا الى الركح و ما يحصل عليه , محاولة تناسي بركان الألم الذي عصف بروحها ,

و كفكفت دموعها برؤية ابتسامة الطفلة , التي أصبحت قطعة من قلبها ,
منذ اليوم الذي مسحت فيه على شعرها و هي مريضة ,

و التي تحرك مشاعرها بطريقة لم تختبرها يوما , تعدت مجرد تعلق و تأثر بأحد مرضاها .



كانت ملك تفكر أنه اذا كان هناك شيء , قد يخفف من وطأة العذاب الذي تعيشه بفراقها عن والديها ,
فهو وجود رنا بكل براءتها و نقاء روحها حولها , تبدد ظلمة حياتها و مرارة أيامها .





بعد أن هدأت مريم أخيرا أطلقت ابنتها , مع قبلة حارة أودعت فيها كل حنانها ،

ليعود بعدها الجميع إلى أماكنهم ، و يقف التلاميذ على المنصة لاستلام شهاداتهم و جوائزهم ,


لم تغادر ملك الكواليس , كانت تقف جانبا تراقب بهدوء , فبعد ذلك المشهد المؤثر , هي لا تريد أن تكون دخيلة على الأشخاص الثلاثة ،


و قد أصبحت أكثر اقتناعا من ذي قبل , أن مكانها ليس بينهم و لن يكون يوما ، لأنها قد تشوه سعادتهم و انسجامهم ,


فذلك الرجل الذي يقول أنه زوجها ، ملك لامرأة أخرى و لطفل آخر ، ستكون أنانية مجرمة إن فكرت , في الاستيلاء على حياتهم و تعكير صفوها .





جلست ملك مكانها تراقب دور رنا ، في الحصول على شهادتها من المشرف العام ، و قد حصلت معدلا جيدا رغم كل الظروف ,


بمجرد أن تسلمت الطفلة الشهادة ، حتى ركضت ناحيتها أولا بفرحة كبيرة ،
احتضنتها ملك بحب كبير و قبلتها لتهنئتها , ثم عادت للجلوس الى جانب والديها ، بعدما حصلت على تهنئتها منهما .




قررت ملك بعدها الخروج و الانتظار , في الساحة حتى ينقضي الحفل ، بعد أن انتهى ما جاءت من أجله إلى هنا ,

و قد بدا مغريا جدا تنشق بعض الهواء العليل , لتصفية ذهنها و غسل همومها ,
التي لا يبدو أنها تتناقص أبدا ,

بالعكس كلما مر عليها يوم هنا تراكمت و زادت , ككرة ثلجية صارت تخاف أن تدفنها في أية لحظة ,




غادرت ملك غير منتبهة للعينين السوداوين , اللتين تراقبان كل سكناتها و حركاتها ,
و التي لم تفوت نظرة الحزن القاتل في عينيها , رغم المسافة التي تفصلهما .



انصرفت ملك بخطوات متثاقلة ثقل قلبها , و قد كان ذهنها مشوشا و تركيزها غائبا ,
لدرجة أنها لم تلاحظ , الحركة الخفيفة القريبة منها , أو بالأحرى التي تلاحق خطواتها ,


فحينما كانت بصدد المرور في الردهة الخلفية للمسرح وسط الظلام ، شعرت بيد دافئة مع أصابع ضخمة تشدها من يدها ،
و تجذبها الى زاوية معتمة هناك .




شهقت ملك للحركة المريبة و انقبض قلبها , فبعد ثانيتين فقط وجدت نفسها , في حضن شخص ما لا ترى وجهه ,

كان الشبح يطوقها بذراعين قويتين , و يضمها إلى صدره الصلب بشدة ، واضعا يدا على خصرها , و مثبتا رأسها بيده الأخرى ,
و سرعان ما سمعت أنفاسه المتأنية , و هدير قلبه كالمضخة تحت أذنها .




شعرت ملك بالذعر لأنها اعتقدت , أن أحدهم يتحرش بها في هذا المكان المعزول ،
و شلت حركتها حتى أنها لم تقو على الصراخ و طلب المساعدة ,

خاصة أن التصفيق و الضجيج في الخارج , يغطيان على كل محاولة للاستنجاد بالآخرين .


في لحظة بردت أطرافها من الخوف , و بدأت ترتجف بأكملها بطريقة ظاهرة ،
و قد اعتقدت للحظات أنها ستصاب بنوبة قلبية من الفزع .




رفعت ملك يديها لتدفع المتحرش بها من صدره , و اتسعت عيناها محاولة التعرف على مهاجمها ,
دون جدوى بسبب الظلمة الحالكة مما زاد توترها ,


لكن و قبل أن تفتح فمها لقول أي شيء ، وصلت إلى أنفها رائحة عطر هذا الشخص ،
و الذي رغم أنها لا ترى وجهه , إلا أنها متأكدة أنه علي ,


هي لا يمكنها أن تخطئ رائحة عطره المميزة ، الرائحة التي حفرت في ذاكرتها عميقا ,
الرائحة التي ارتبطت بأسوء لحظات انهيارها و خوفها ,


فلا أحد آخر يضع مثل عطر هذا المتكبر الفاخر ، يبدو و كأنه يصنع خصيصا من أجله .




بادراك الأمر هدأت ملك قليلا , دون حتى أن تستوعب الفكرة

لماذا يشعرها وجوده الآن بالذات , ببعض الأمان بدل الذعر الذي كان يكتسحها ؟

لكنها لم تفهم ما الذي يفعله المجنون هنا ، و لم يحتضنها و كأن قنبلة على وشك الانفجار ؟



في المقابل ارتخت عضلات علي براحة كبرى , و هو يضم ملك بطريقة لطالما تخيلها ,
و قد زال ذلك التشنج الذي شعر به برؤية دموعها ,


كانت رائحة الياسمين المنبعثة منها تداعب حواسه كلها , و الدفء الصادر عن جسدها الغض , يوسوس له بأفكار مجنونة ,


لكنه شعر و كأنه عثر أخيرا , على قطعة ناقصة من روحه , لم يدرك حتى أنه يفتقدها مسبقا .



مرت لحظات و الاثنان يقفان , وسط الظلام بسكينة تامة , حيث كان علي يستمتع بالملمس الحريري , تحت أنامله لبشرتها و شعرها ,
و ملك ترزح تحت وطأة الصدمة .



و قبل أن تتمالك ملك نفسها لتتخلص من ذراعيه ، و تسمعه وصلة التوبيخ التي تصاعدت في رأسها ,

جاء صوته الرخيم إلى جانب أذنها ، ليؤكد هوية هذا المتطفل المجنون ,
و ما لبث علي أن همس في أذنها كلمة واحدة

" شكرا "



بعدها أطلقها مباشرة مانعا نفسه من التمادي , و قاطعا الطريق على فقدان سيطرته ,
و التصرف بمجون هنا ارضاءا لرغباته الملحة ,


لكنه لم ينه هجومه بعد , فقد انحنى عليها ليطبع قبلة خاطفة , على جبينها استمرت لثانيتين ،
ثم خطا الى الخلف لينصرف بعدها مباشرة , تاركا ملك مصدومة وسط الظلام .



كانت القبلة سريعة دافئة , و حنونة تشبه تقبيله لرنا , تركت أثرا رطبا هناك , يثبت أنه لم يكن تخيلا أو حلما ,

و قد حصل كل شيء خلال ثوان ، دون أن يكون لديها فرصة , للقيام بردة فعل مناسبة .



وقفت ملك مكانها مجددا تلتقط أنفاسها المتسارعة ، تحدق بتيه في الاتجاه الذي غادر منه المجنون ,

واضعة يدا على مكان القبلة الندي ، و الأخرى على قلبها الذي يركض بجنون ,
يكاد يقفز من غلافه , و الحيرة تملأ عقلها دون أن تفهم

ما الذي قام به علي للتو ؟

علام يشكرها و ما معنى تلك القبلة ؟

ثم كيف تجرأ و قبلها , من سمح له بذلك ؟



عادت ملك للارتجاف بشدة , من الغيظ هذه المرة , و قد شعرت أن علي استغلها , و لمسها بطريقة غير لائقة دون ارادتها ,


كانت تريد اللحاق به و الصراخ في وجهه , كما تفعل دائما حينما يستفزها ,
لكنه كان قد اختفى بالفعل ، و غادر المكان عائدا الى كرسيه ، قبل حتى أن تستفيق من صدمتها .



كانت ملك تشعر بارتفاع حرارة وجهها و طنين في أذنيها ، أما قلبها فكان يدق بجنون ،
ربما بسبب الخوف أو المفاجأة هي لا تعرف .


لكن لا المكان و لا الزمان كانا مناسبين لأية ردة فعل , فقد كانا وسط جمع غفير من الناس ،
و لا أحد هنا يعرف عنها شيئا ،

إذا تصرفت بطيش فقد تثار فضيحة ، إضافة إلى أن مريم قد تستاء ، إن هي قالت أمامها شيئا كهذا عن علي .




أسرتها ملك في نفسها ، و قررت أن تحاسبه لاحقا ، لن تدع الأمر يمر بسهولة ،
هو وعدها ألا يقترب منها ، و لكنه أخلف بوعده و ستجعله يندم .



في الطرف الآخر ، كان علي قد عاد إلى مكانه في القاعة ، مع ابتسامة خفيفة على فمه و قد بدا الرضا عليه ،


كان الرجل يشعر بسعادة غامرة ، فلأول مرة تمكن من إظهار امتنانه لملك ,
بعد كل ما قامت به من أجل عائلته , تمكن أخيرا من شكرها بطريقته الخاصة ,


لو كانت شخصا آخر , لأنهى الأمر باصدار شيك محترم ,
لكنها العنيدة التي لا تتعامل الا بالعواطف , و قد أغدق عليها كما لم يفعل يوما في حياته .




هو لم يصدق أنها تكبدت عناء الجدال معه ، و تحملت كل ذلك الانتقاد و الابتزاز ,
فقط من أجل أن تحضر مريم , هذه اللحظات النادرة مع ابنتها ، فهي لا تستميت الا من أجل الآخرين ,



كان عليه ادراك ذلك منذ البداية , بمجرد أن وافقت على مرافقته للعشاء ،
رغم أنها لا تحب التواجد معه ، و قد بدا واضحا أنه تنازل منها , لأمر أكثر أهمية ألا و هو رنا .



قد يعتبره الآخرون تهورا , خاصة من يعرفون بقصته معها , لكنه الآن يستأمن ملك على ابنته ، أكثر من أي انسان على الأرض , يكفي أنها تؤثرها على نفسها .




هو ليس شخصا يشكر الآخرين بسهولة ، لأنه أصلا لا يعطي الفرصة لأحد حتى يقيده بأفضاله ،
لكن ما تفعله ملك قصة أخرى ،


لأن هاته العنيدة التي لا تدرك مقدار السعادة ، الذي جلبته إلى هذه العائلة البائسة ، منذ دخولها الى بيته تستحق امتنانه ،


رغم كل ما جرى بينهما , إلا أنها أول شخص منذ وقت بعيد ، تمكن من أن يدين له بالكثير ، رغم ظروف بقائها تحت سقف بيته .





خالج شعور غريب قلب علي لم يسبق أن اختبره

هل يعقل أن القدر ألقى بها في طريقه ، فقط من أجل كل هؤلاء ؟

هل يعقل أنه عثر على كنز صدفة , و بسبب سوء فهم غريب ؟

هل هذا ما يقصد به " و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم " ؟

تساءل علي بينه و بين نفسه ، و هو يراقب الابتسامة المشرقة , على وجهي مريم و رنا .




لكنه شعر فجأة بقشعريرة كريهة , تسري في جسده كله ، حينما لاح له احتمال أن مارك ذلك الغبي ،
كان قد زوجها إلى شخص آخر , حينما رفض هو الزواج منها ،


انقبض قلبه و ضاق صدره , و هو يتخيل ملك تعاني مع رجل آخر , ألقاها هو له بيديه .


لكن سرعان ما تراجع علي عن التفكير في الأمر ، فما حصل كان من تدابير القدر ، و أكيد لحكمة لا يفهمها حاليا ,


هو لا يهمه ما سيواجهه مستقبلا ، لكن كل ما عليه فعله الآن , هو ايجاد طريقة لابقاء تميمة الحظ هذه الى جانبه طوال عمره .

.
.



في السيارة و في طريق العودة ، لم تكف رنا عن إثارة الفوضى باشاراتها الكثيرة ،
معلقة على ما حصل خلال الحفل , و كانت مريم ترد عليها في كل مرة .


أما ملك التي كانت لا تزال غاضبة ، فقد كانت ترمق علي الذي يتجاهلها ، بالتحديق في هاتفه بنظرات قاتلة .



كان علي بالكاد يستطيع السيطرة على نفسه ، حتى لا ينفجر ضاحكاً بصوت عال ،
بسبب تعابير وجه ملك المستاءة و احمرار وجنتيها ,


لاحظت مريم أن ملك ليست على طبيعتها ، فبادرت الى السؤال عن حالها

" ملك ما بالك هل أنت مريضة ؟
وجهك متورد هل تعانين من حمى ؟ "



لم يصدر علي أي صوت ، لكن ظهرت ابتسامة شريرة على طرف فمه ، التقطتها ملك و زاد استفزازها

" ها ؟ لا شيء ، فقط ارتطمت بحائط قبل قليل "


قالتها بلهجة مستنكرة تقصده , و لمست جبينها مجددا مكان القبلة ,
و كأنها تركت أثرا حسيا هناك لا يزول .



لم يصدق علي أذنيه ، يا الهي هل تصفه هذه العنيدة بالحائط ؟

رفع بصره ناحيتها و رمقها بنظرة محذرة ،

لكنها كالعادة لا تهتم لأمره , بل ردت نظرته بأخرى متحدية و أضافت

" كان حائطا باردا , لكن لا تقلقي أنا الآن بخير "

و أشاحت بنظرها ناحية النافذة هربا من عينيه .



" حائط بارد ؟

سأريك أيتها المتعجرفة , النيران التي سينفثها هذا الحائط البارد "

توعدها علي بحنق كبير , لكنه التزم الصمت حاليا , سينتقم من لسانها السليط لاحقا .




بمجرد الوصول إلى البيت ، غادر الجميع الى غرفهم بما أن الوقت متأخر ، و لكن ملك لا تريد أن تفوت ما حصل بسلام ,

هي ليست فتاة شارع أو بائعة هوى , ليضع يده عليها متى أراد ،
هناك اتفاق بينهما و ستحرص على تنفيذ شقه منه .



لذلك لاحقت علي على السلم , قبل أن يصعد بضعة درجات , و استوقفته بلهجة ساخطة جدا

" أنت مالذي فعلته ،
ألا تخجل من التصرف بانحراف ؟

ألا تتذكر الاتفاق بيننا ؟ "



نظر اليها علي بحيرة مصطنعة ، و كأنه لا يفهم ما تقوله

" مالذي فعلته أنا الآن ؟ "

قال بلا مبالاة و بنبرة ملل , و هو يضع يديه في جيبه ،

مما زاد في حنق ملك عليه

" أثناء الحفل خلف المسرح "



ادعى علي الجهل دائما , رفع حاجبه بتساؤل و استفسر منها

" أنا لا أفهم عما تتحدثين ؟

أنا لم أبرح مكاني خلال الحفل ، ما الذي حصل خلف المسرح ؟ "

قال بكل هدوء متصنعا البراءة .



مما زاد غضب ملك و صرخت في وجهه , و هي تقف في أول السلم غير بعيد عنه ,
فيما هو ينظر لها باستمتاع من فوق , مراقبا تماوج التعابير الذي يعشقه على وجهها الصغير

" أنت قمت ب ..."

و توقفت فجأة لا تعرف ما تقوله له و هو ينكر الأمر .




" قمت بماذا ؟ "

حثها علي على الاستمرار فيما كانت تقوله ،
و هو يريد رؤيتها تحرج نفسها ، خصوصا أن وجهها يبدو الآن كحبة طماطم



" هل تراوغ الآن ؟ صحيح أن المكان كان مظلما ،
و لكنني متأكدة أنه أنت "

قالت ملك بثقة محاولة دفعه للاعتراف ,

لكنه كان أكثر خبثا و حاول استدراجها

" كيف عرفت أنه أنا ، إذا كان هناك ظلام "



أجابت ملك دون تفكير

" لأن رائحة عطرك كانت .."


و توقفت في منتصف الجملة مجددا ، ارتبكت و عظت على شفتها السفلى ،
و قد أدركت كم أن ما قالته محرج و غير لائق ،

فكيف تخبر رجلا أنها تعرفت على رائحة عطره , لأنه كان يحتضنها وسط الظلام ؟




" يا الهي هل كان شخصا آخر ؟ "

اتسعت عينا ملك بذعر , بعدما أدخل علي الشك على قلبها ,


لكنها سرعان ما استعادت رباطة جأشها بتذكر صوته , بصمة خاصة أخرى من بصمات المجنون ,
التي لا يمكن أن تخطئها .


اضافة الى أن ردة فعله الهادئة الآن , تشير الى أنه الفاعل ,

فلو قالت ما قالته عن شخص آخر , لقفز من مكانه و بدأ جنون غضبه ,
لمعرفة هويته و الذهاب للانتقام منه .



أما علي فقد استكمل تمثيله ، رفع يده و شم كم قميصه متصنعا الغباء

" ما بها رائحة عطري هل تزعجك ؟
هل تريدين أن أغيرها ؟ "



" هذا الرجل فعلا مثل الهواء ، لا يمكن إمساكه أو إدانته "

تمتمت ملك بينها و بين نفسها , و قد شعرت بالعجز فجأة و احتقن وجهها ،

و بدأت في لوم نفسها , لأنها سمحت له باحراجها مرتين في يوم واحد .




بعد دقيقتين من تبادل نظرات التهديد و التحدي , رفعت سبابتها في وجهه و حذرته بجدية

" لا شيء ، فقط تجرأ و افعلها مجددا "



عادت ملك بعدها مسرعة الى غرفتها ، قبل أن تتهور و تلكمه على أنفه ,
أما علي فقد تحولت ابتسامته الى ضحكة ، مستمتعا بمنظر ملك الذي صار يسليه



" هاي أنت ما به عطري ؟

سأتصل بمسؤول الماركة غدا لتغييره , لكن ماذا علي أن أخبره ؟ "

قال باستمتاع بالغ , و عاد هو الآخر بتأن الى غرفته , دون أن يلاحظ سارة ، التي كانت تقف أعلى الدرج و كأنها تترصده ,


كانت تراقب حوارهما منذ البداية ، و قد خمنت ما حصل بالفعل , رغم أن ملك لم تقل أية التفاصيل ، إلا أن ملامح وجهها كانت جد معبرة ,

واضح أن علي قام بأمر حميمي اتجاهها ، و هو ينكر الآن حتى لا تثور في وجهه و تخاصمه .




عادت سارة إلى غرفتها و الغيرة تأكلها ، من التطور السريع للعلاقة بين الاثنين ,
فكلما زاد اهتمام علي بملك ، كلما زادت حرقة قلبها ،


هي الآن لا تريد طرد ملك من البيت فحسب ، بل تريد تحطيمها و اخراجها من حياة علي نهائيا ،


تريده أن يكرهها و يحقد عليها بقية حياته ، و تريدها ألا تلتقط مشاعره أبدا ، و أن تستمر في كرهها له الى الأبد .

و هذا ما عليها التخطيط له ببراعة , أو بالأحرى عليها الاسراع في تنفيذ خطتها التي فكرت بها , قبل أن تخسر كل شيء الى الأبد .


.
.
.


في اليوم الموالي ، عادت علياء للبقاء بضعة أيام ، و قد تركت ولديها لدى صفية ،
كما رتبت أمر إرسال رنا , للبقاء يومين هي الأخرى ,

و وعدت علي أنها لن تغادر ، إلا إذا تأكدت أن ملك جاهزة للقاء .



جلس الشقيقان يتبادلان الحديث في غرفة علي بعد العشاء

" لا تقلق سيكون كل شيء بخير أنا متأكدة ,
ثم أنت اخترت أفضل من يقوم بذلك "

و أشارت لنفسها بكل فخر



رمقها علي بنظرة مستهجنة بسبب غرورها ، ثم سرعان ما تراجع ليؤكد كلامها

" حسنا لذلك أنا أعتمد عليك "




ترددت علياء لبعض الوقت قبل أن تسأله بفضول

" علي أريد أن أسألك ،
لم طلبت من ملك أن ترافقك الى هاته المناسبة بالذات ؟
أنت تحضر الكثير من اللقاءات بالفعل دون مرافق "



ابتسم علي بخبث و أجاب بغموض

" لأنني أريد درعا بشريا "



لم تفهم علياء قصده ، لكن واضح أن لديه سببا وجيها لاصطحاب ملك ، و اصراره على أن تكون في أفضل مظهر .


صمتت بعدها قليلا ثم سألت مجددا

" بالمناسبة أين زجاجة العطر التي اشتريتها من أجلها ؟ "



نظر إليها علي باستغراب

" لماذا ؟ "

" أرني إياها أشعر بالفضول "



حدق إليها علي بصمت للحظات ، قبل أن يشير إلى أحد الأدراج في خزانة ملابسه

" هناك في الدرج الثاني ، نقلتها من المكتب خفت أن يجدها أحدهم "




نهضت علياء بحماس و أخرجت الزجاجة ، و بمجرد أن أمسكتها بين أصابعها ، اتسعت عيناها و فتحت فمها ,

ثم شهقت عائدة ناحية علي ، الذي لا يبدو أنه تفاجأ بردة فعلها


" يا الهي أخي ، واو هل أنت جاد ؟
هذا العطر صنع خصيصا من أجلها ،

و هاته الزجاجة تساوي ثروة ، كيف حصلت عليها ؟ "



هز علي كتفيه ببرود و أجابها بلامبالاة

" تعرفين أنني لا أجيد شراء الأشياء الرخيصة "




لكن علياء لم توقف انبهارها بما تحمله

" بربك أخي , هاته الزجاجة اصدار محدود من شانيل ،
تساوي أكثر من ربع مليون دولار , عطر يصنع خصيصا لصاحبه ،

يا الهي حتى أن اسمها مكتوب على الغطاء "


قلبت بعدها العلبة و قرأتها لتتسع عيناها بصدمة

" و ماذا لدينا هنا العنيدة ؟ فعلا ؟
منذ متى عدت الى مراهقتك يا أخي ؟ "

قالت علياء بتهكم و ضحكت بصوت عال .



نهرها علي بتأفف و قد ندم بالفعل لأنه أراها اياها , كان عليه اخفاؤها لن يسلم من سخريتها الآن

" اخفضي صوتك سيسمعك أحدهم "




تنهدت علياء بملامح مبتئسة , و ردت عليه بنبرة غيرة

" واو أنا أحسد ملك فعلا على اهتمامك ،
أنا لا أتذكر آخر مرة حصلت على عطر كهدية من سعد "



" ماذا أفعل لك اذا كان زوجك رجلا بخيلا ؟ "

قال علي منتقدا سعد , الذي لا يزال يحقد عليه , لأنه اختطف منه شقيقته الوحيدة .



لكن علياء لم ترد عليه , و قد كانت مشغولة بالعطر , و الذي بعد أن تفحصته جيدا ،
أخرجت الزجاجة و ناولته العلبة فارغة

" خذ تخلص من هذه "



مد علي يده يريد استرجاعها بانزعاج

" أنت كفي عن الشغب و أعيدي الزجاجة مكانها "



لم تلق علياء بالا إلى طلبه ، بل أخذت الزجاجة و بدأت برش العطر منها , على رقبتها و ملابسها بطريقة كثيفة .



قام علي من مكانه بتحفز , و قد بدأ يشعر بالاستياء لما تفعله

" ما الذي تفعلينه أنت ؟ أعيديها ليست لك ،

اذا أردت أقتني أخرى من أجلك ، لكن هذه لملك توقفي عن استعمالها "


نهرها بجدية و مد يده يريد استعادتها منها ،
هو لن يسمح لها باستعمال العطر , الذي اختاره من أجل ملك بنفسه ، حتى لو كانت أخته .



لكن علياء بعنادها تملصت منه ، و بقيت ترش لثوان أخرى ، قبل أن تتوقف و تحدثه ، و هي تضع الزجاجة أمام عينيها ، لتتأكد من الكمية المتبقية ,



نظرت بعدها ناحية شقيقها الذي بدأ يدنو منها , بملامح متجهمة ليأخذها عنوة من يدها ,
و سألته بخبث بالغ مع ابتسامة شقية

" أنت ألا تريد من ملك أن تأخذ هديتها ؟ "



نظر علي اليها بتوجس ، وقف مكانه و هز رأسه

" أكيد "

" و أنا سأجعلها تأخذها "



فجأة توقف علي عن التكشير , و حاول فهم ما تصبو اليه

" ماذا تقصدين ؟ "



" ذلك شأني لا تتدخل ، تصبح على خير "

أجابته و حملت بعدها الزجاجة معها , لتغادر الى غرفة الضيوف لقضاء الليلة .




لم يعترض علي على شغبها , لأنه يعلم بأن علياء تنفذ ما تعد به ،
و مادامت قالت ما قالته ، أكيد لديها خطة لذلك سينتظر و يرى .


.
.
.


تاهت أسيل في أفكارها , و هي تجلس أمام طاولة التصميم خاصتها , ترتدي منامة مريحة و ترفع شعرها كعكة ,

تمسك القلم في يدها , و عينيها تحدقان بتيه الى الفراغ , و هي تسترجع ما حصل معها منذ أيام




" مرحبا أسيل "

ألقت عليها ندى التحية , و جلست قبالتها على الكرسي , متجاهلة الملامح المتصلبة لأسيل ,
و التي سارعت لطأطأة رأسها , متجنبة الدخول في حوار معها .



لم تفهم أسيل سبب مجيئها اليوم لرؤيتها , و هي لم تلتقها منذ أكثر من شهر ,
أو بالأحرى منذ الليلة التي دخلت فيها المشفى ,


هي لم تنس بعد كيف عاملتها , بمنتهى القسوة يوم الورشة , كالت لها التهم و الشتائم و حملتها نتائج تهورها ,

حتى أنها رفعت يدها عليها و صفعتها , و بالتالي فهي غير مرئية بالنسبة لها مهما قالت .




تململت ندى قليلا في كرسيها قبل أن تبادر

" كيف حالك ؟ "

قالت بصوت هامس , و قد بدت مترددة جدا في كلماتها , ثم أضافت بابتسامة مصطنعة محاولة لفت انتباهها

" هل أنهيت مشروعك ؟ "



وصلة صمت آخرى جعلت ندى , تشعر بالارتباك للمعاملة الباردة , التي خصتها بها صديقتها القديمة ,
و التي غرست رأسها في حاسوبها و كأنها لا تسمعها .




بعد بضع دقائق حاولت ندى مجددا , فيما لا يبدو أنها ستغادر بسهولة

" أسيل أنا آسفة عما حصل بسببي , أعتذر لأنني تسببت في جرح شعورك "



تشنجت ملامح أسيل لكنها تجاهلتها دائما , فيما لا يبدو بأن أي شيء قد تقوله ندى الآن ,
سيجعلها تسامحها و تنسى ما حصل


" أنا طيبة لكنني ليست بلهاء و عديمة الكرامة "

ذكرت أسيل نفسها , و قد اعتقدت أن ندى ستغادر , فهي تعرف كم أن أنفتها هائلة ,
و لن تتحمل معاملتها المهينة لها .


لكن ندى خيبت ظنها , و بقيت جالسة مكانها تلتزم الصمت المطبق , تحدق في اتجاه صديقتها و تلاعب أصابعها



و بعد وقت طويل انطلق صوتها مرتجفا يتخلله نشيج واضح

" أسيل لقد فقدت طفلي "



و دخلت مباشرة في نوبة بكاء مريرة , لدرجة أنها بدأت تشهق بصوت مرتفع , و تغطي وجهها بكلتا يديها ,



و هذه المرة لم تستطع أسيل الاستمرار بتجاهلها , فقد آلمها قلبها لنبرة العذاب في كلامها ,


رفعت أسيل رأسها فورا , و قد بدى التعاطف على ملامحها , لكن هالها منظر وجه ندى , و الذي لم تنتبه له الا الآن ,


لأول مرة تراها شاحبة اللون , دون الزينة التي لم تكن تغادر بيتها الا بوضعها ,
مع هالات سيئة تحت جفونها , و شعرها مجعد و مرفوع بعشوائية .


لطالما كانت دائمة التأنق , لكنها تبدو بحال بائسة هنا , و عيناها تكادان تخرجان من محجريهما بسبب نحيبها .




" حسنا أنا بلهاء "

تمتمت أسيل لنفسها باستسلام , و قد خالفت كلامها السابق مباشرة ,
هي لا تستطيع التصرف بقسوة , أمام شخص يبكي بحرقة , و يقول أنه فقد طفله .



لذلك قامت مباشرة من مكانها , و سارعت للوقوف الى جانب ندى التي حضنتها لمواساتها

" البقاء لله , انا لله و انا اليه راجعون ,
اهدئي كل شيء سيكون بخير "

قالت أسيل محاولة التخفيف عنها , و قد بدأت الأعين الفضولية بالتحديق ناحيتهما .



هزت ندى رأسها دون كلام , و استمرت في بكائها , و هي تغرس رأسها في خصر أسيل ,
التي بدأت عينيها هي الأخرى بذرف الدموع .


لأول مرة منذ تعرفها بندى , تراها كسيرة الروح هكذا , لطالما كانت قوية الشخصية لا تهاب شيئا ,
لكنها تبدو منهارة جدا بطريقة مخيفة .



" لنغادر من هنا "

اقترحت أسيل و قد بدأت تشعر بعدم الارتياح , من التواجد هنا بسبب النظرات المتطفلة , و وافقتها ندى بروح غائبة .



جمعت أسيل أغراضها و غاردتا الاستراحة , بحثا عن مكان هادئ , من أجل بعض الخصوصية ,

بعد ربع ساعة استقرتا على كرسي في باحة الجامعة , يتوارى خلف الأشجار بعيدا عن الفضوليين .



استمرت ندى بالبكاء بحرقة لوقت طويل , و كانت أسيل تجلس هناك تمدها بمناديل ورقية ,

قبل أن تعطيها كأس ليمون لتهدئ أعصابها الثائرة , منتظرة بكل صبر أن تتوقف و تكلمها .



" اكتشف والدي ما حصل معي , اضطرت والدتي لاعلامه , بعدما وصلت الى طريق مسدود مع حسام ,
الذي كان يتهرب مني طوال الوقت ,

بسماعه ما حصل غضب مني بشدة , حتى أنه رفع يده علي , لأول مرة في حياته "

تمتمت ندى بصوت مبحوح , ازدردت ريقها و أضافت

" لولا أن جدتي تدخلت و أقسمت عليه , لما تركني الا جثة هامدة "



مسحت ندى وجهها الغارق بالدموع للمرة المائة , و استرسلت فيما أسيل تجلس بصمت تام

" اتصل بعد ذلك بوالد حسام لحل الموضوع , لكن الوضع ساء بمجئ حسام لمواجهته ,
بعدما هدده والده بالتبرؤ منه "



أخذت ندى نفسا عميقا , تسترجع ما حصل يومها , و أضافت بصوت معذب

" ما قاله يومها أمام عائلتي , جعلني أتمنى الموت على أن أعيش تلك اللحظات ,

قال أنني امرأة منحلة دون أخلاق سهلة المنال , و أنني آخر من يفكر الزواج بها ,
لأنني لست محترمة و لا أستحق اسمه ,


قال لوالدي أنه لم يحسن تربيتي , و الا ما كنت لوثت شرفه , و حملت طفلا دون زواج ,

و في الأخير عرض تسوية فرضها والده , بكتابة عقد زواج صوري بيننا ,
لمدة قصيرة لا تتعدى ثلاثة أشهر ,

و ننفصل بعدها بطلاق بالتراضي , لأنه لا يفكر أن يسدد نفقة لي كما قال ,

تخيلي أسيل صرخ في وجهي بكل وقاحة , ألا أحلم أبدا بأن يكون أبا لطفلي ,
و أن علي أن أتحمل مسؤوليته وحدي "




ربتت أسيل على كتفها بحنان و اغرورقت عيناها , لكنها لم تعرف ما يمكنها قوله , لتخفيف الأمر عليها


" المشكلة أن والدي وافقه على ما اقترحه , دون نقاش و كأنه يتصدق عليه ,
بدا ممتنا له جدا لأنه تنازل و قرر ستري ,


أخبرني أبي بعدها أنني علي أن أرحل بعد التخرج , حتى يمكنهم تلفيق القصة باختفائي ,
و أنه من الأفضل ألا أعود هنا مجددا ,

قال أنه موعود بمنصب اقتصادي هام في الحكومة , و لا يريد تضييعه بسبب استهتاري "



صمتت ندى للحظات , قبل أن تضع يدها على بطنها بشرود كبير و تضيف

" ليلتها شعرت بانقباضات سيئة جدا , و أصبت بنزيف شديد ,
فقدت بعدها جنيني أول طفل لي , من الرجل الذي اعتقدت أنني أحبه و يحبني "



أطلقت بعدها ندى صرخة مكبوتة , و كأنها كانت تكتمها داخل صدرها ,
و هي تتحسس مكان رحمها الخاوي , من جنينها الذي كان يرافقها لثلاثة أشهر ,


حركة جعلت عينا أسيل تدمع بشدة , و تسارع لاحتضانها مجددا , و هي تربت على ظهرها محاولة تعزيتها

" لا بأس هوني عليك , لم يكتب له الله ليعيش ندى ,
ستنجبين غيره من رجل يحبك فعلا "



لم تستطع أسيل أن تخبرها , أن الخطأ يجر خطأ الى أن تحصل الكارثة ,
صحيح أن حسام تلاعب بها , و وعدها أن يتحمل المسؤولية حتى تثق به ,

لكن الوضع بأكمله كان غير سوي , و ما حصل كان متوقعا منذ البداية .




قطعت عليها ندى أفكارها بأن استدارت ناحيتها

" شكرا أسيل لأنك لم تقولي عن وضعي شيئا , حينما تجادلت مع حسام هنا و تفضحيني ذلك اليوم "



رغم أن أسيل كانت حانقة جدا على ندى , الا أنها حينما اشتبكت مع حسام ,
لم تلمح حتى لعلاقته مع ندى أو الى حملها

و قد كانت ممتنة جدا لوفائها و تكتمها , و هذا ما جلبها اليوم هنا للاعتذار منها .




" لا بأس المشكلة كانت بيني و بينه , لم تكن تصفية حسابات معك "


هذا ما فكرت فيه أسيل بعد كل ما جرى , فلولا نذالة حسام لما تلاعب بصديقتها ,
ثم قرر عرض مشاعره عليها ,

فثورة ندى كانت مبررة الى درجة ما , خصوصا مع الوضع اليائس الذي وضعها فيه , و هرب منه كالجبان .




ابتسمت لها ندى بعناء , و قد تشوهت ملامح وجهها بسبب نحيبها

" أعلم و شكرا لأنك رفضته و لم تمنحيه فرصة , لأنني حينها لم أكن سأحصل ,
حتى على تلك التسوية الرخيصة , التي ستنقذ ما تبقى من كرامتي التي أهدرها "




" حسام آخر رجل قد أفكر بالارتباط به , حتى لو لم يصل الأمر الى حمل , ما كنت وافقت عليه "


قالت أسيل بصراحة ما تفكر فيه , و احتضنتها ندى بشدة لأنها تعرف أنها صادقة





" مجتمع ذكوري بغيض , يحاسب المرأة و يزكي الرجل "

تمتمت أسيل بغل كبير , و هي تغوص في ذكريات ما حصل , و قد قضت يومها أكثر من ساعتين لتهدئة ندى ,


فرغم أن الذنب ارتكبه الاثنان , الا أن صديقتها ستدفع الثمن وحدها ,
فيما سيرتع ذلك السافل براحته و يستمتع بحياته , ليتزوج بعدها زيجة مشرفة ,

ستظل ندى منبوذة من أهلها , و المجتمع بقية حياتها , خاصة أنها أخبرتها بعدما هدأت , أن وجهتها ألمانيا بعد التخرج .






" أنت أيتها الحمقاء أنا أكلمك "

خرجت أسيل من أحلام اليقظة , على صوت خالد الخشن و هو ينهرها

" ماذا تريد ؟ "


" ليس أنا , والدي يطلبك في الصالون , قال أنه يحتاجك في أمر هام ,
و أنا أقف هنا أناديك منذ دهر , فيما أنت تحلقين في مكان ما كالبلهاء "



قلبت أسيل عينيها بتذمر , و نهضت من مكانها بتباطؤ ,
و قد توجست من الموضوع الهام , فوالدها لا يحدثها الا اذا حمل لها مصيبة




" مساء الخير أبي "

ألقت التحية و رد سالم مباشرة و هو يخلع حذاءه

" مساء الخير ,
أريدك أن تجهزي نفسك غدا , لترافقيني الى موعد هام جدا "


بسماع أوامره شحب وجه أسيل و قطبت جبينها , أكيد سيعرضها على أحدهم أو يعرفها برجل ما




نهرها والدها مجددا و طلب منها بنبرة تهديد جلية

" ما بك لا تنظري الي هكذا كالصنم ,
أريدك أن ترتدي فستانا عصريا و تتزيني بأناقة ,

أريدك أيضا أن تتصرفي برزانة و أدب ,
و يا ويلك لو أحرجتني هناك , تعرفين ما سيحصل لك "




هزت أسيل رأسها دون نقاش , و عادت الى غرفتها تجتر همومها ,
حتى أنها منعت نفسها من السؤال عن وجهتهما , لن يغير ذلك شيئا في الوضع ,


لكنها كانت متخوفة و بشدة , أن يقتادها الى عقد قران لا توافق عليه , كشاة تقتاد الى المذبح .





" ألمانيا اختيار جيد "

تمتمت أسيل لنفسها , و هي مستلقية على فراشها , و قد قارب الفجر على البزوغ ,
بعد ليلة مضنية من التفكير , فيما قد تكون المفاجأة التي يحضر لها والدها .


و قد حزمت أمرها بالفرار من هنا , اذا حاول والدها اجبارها على الزواج من رجل لا تريده .



.
.
.



وصل موعد عشاء العمل ، الذي طلب علي من ملك مرافقته اليه ,

في الثالثة قصدت علياء مع ملك صالون التجميل , حتى لا تتأخرا في الاستعداد ،

و رغم أن ملك كانت مصرة ، على أن تكون اطلالتها بسيطة كما تعودت ،
لكن علياء بأسلوبها الجميل ، أقنعتها أنها عليها أن تتأنق لأن الموعد هام .



بعد ساعتين التحق بهما علي مع كريم ، الذين قصدا الشركة سابقا لانهاء بعض الأعمال ,



كانت علياء تجلس بهدوء في غرفة الانتظار ، تقلب مجلات المودة الموضوعة أمامها ،
و علي يجلس بجانبها يقلب هاتفه ، بحثا عن الأخبار الاقتصادية ،


أما كريم فقد وقف الى جانب الشرفة ، لإرسال بعض الرسائل الالكترونية ،
هو لا يحب هذه الأماكن ، لكنه هنا لأنه سيقل الزوجين ، و سيحضر مع علي كنائب له .





بعد انتظار مطول بدا الانزعاج على وجه علي ، هو لا يحب انتظار أحد ، و ملك أخذت وقتها لعمل الشعر و الماكياج



" لم كل هذا الوقت ؟
ملك لا تحتاج لعملية تجميل ، حتى تأخذ كل هذه الساعات "

قال علي متذمرا و هو يهمس في أذن أخته ، التي رمقته بنظرة تحذير و نهرته

" أنت تريدها أن ترافقك كزوجتك ، عليك أن تسمح لها أن تبدو كذلك ،
كف عن التذمر "



قبل أن يفتح علي فمه مجددا , و يضيف ما يفكر فيه ، دخلت صاحبة الصالون ، لتعلن عن انتهاء التحضير و جاهزية ملك للمغادرة ،


صفقت بيديها الاثنتين و بعد دقيقتين ، دخلت ملك بخطى متأنية ، تحمل جانبي قفطانها في يديها ,

كانت متوترة بعض الشيء , و ترددت قبل الخروج لهم , لكن ذلك لم يغير شيئا في جمالها ،


كان منظرها ساحرا ، شعرها مرفوع في عقدة منخفضة ، مع بعض الخصلات تنسدل على جبينها ،

مكياج خفيف ركزت فيه المرأة على إبراز عينيها , و طلاء أظافر زهري أظهر جمال أصابعها الرقيقة ,


اللون الذهبي في القفطان ، تناغم برقة مع لون بشرتها الشفافة , و انعكس ليزيد بريق عينيها العسلية ،

أما الحلي البسيطة , فزادتها أبهة دون ابتذال .



انسدل القفطان ذو اللون الفيروزي على جسمها ، و كأنه تمت خياطته خصيصا من أجلها ،
مع ترامي أطرافه على الأرض ، و فوق حذائها ذي الكعب العالي .



بدخولها كان علي أول من تفحصها , من رأسها الى اخمص قدميها , اتسعت عيناه من المفاجأة ، و ابتلع ريقه قبل أن ينهض من مكانه ببطء ،
و قد جالت نظراته التقييمية , على كل أنحاء جسدها بتركيز كبير ,



كان علي مشدوها بالمنظر أمامه , هو يعرفها منذ مدة طويلة نسبيا ،
لكنها لطالما كانت ترتدي ملابس عادية ، مريحة و فضفاضة معظم الوقت ، حتى أن مناماتها طفولية و بسيطة ,


أما ما ترتديه الآن يجعلها تبدو أكثر نضوجا و اثارة ، تجعلها امرأة بأتم معنى الكلمة , حتى أنه بالكاد تعرف عليها ،

استمر علي بالتحديق , دون أن يقول كلمة واحدة , و قد شعر بأن قلبه قد زادت نبضاته .





ردة فعل علياء لم تختلف عن ردة فعله ، رغم أنها رافقت ملك الى التسوق ، و اختارت معها ما ترتديه الآن ،

لكنها لم تتوقع أن تكون بهذا الجمال , بعد ارتداء كل هذا ،
و كانت بدورها تشعر بالانبهار .



حتى كريم الذي لا ينتبه كثيرا ، إلى هيئة الآخرين خاصة النساء ،
توقف عن استعمال هاتفه ، و بقي يحدق ناحية ملك بفضول .



شعرت ملك و صاحبة الصالون ، بالنظرات الغريبة من الأشخاص الثلاثة الواقفين قبالتهما ،
دون أن تسمعا رأيا محددا

لذلك بادرت المرأة بالسؤال

" ها ما رأيكم ؟ ألا تبدو ساحرة ؟ "



كلامها أشعر ملك بالخجل ، و توردت وجنتاها أكثر مغطية على ظلال الخدود ، الذي وضعته مختصة التجميل


و كانت علياء أول من تحدث مع ابتسامة رضا

" و الله تبدو رائعة ، لم أتوقع هذا "




علي الذي يلتزم الصمت منذ البداية ، انتبه أخيرا بعد سماع ما قالته أخته ,

بعدما بدا الانبهار على وجهه للوهلة الأولى ،
تحولت ملامحه فجأة الى استياء عارم و امتعاض واضح ، قطب جبينه و قد تجمدت تقاسيم وجهه ,

دون أي أثر للتقدير و الإعجاب كما توقع الجميع ، و سرعان ما فتح فمه ليبدي رأيه


" لا ليس جيدا ،

لم لا تساعدينها في التغيير الى ثوب آخر أكثر ملاءمة ؟ "

كلم المرأة بفضاضة أجفلتها , و نظر بعدها إلى علياء , و قد عبس وجهه أكثر



" ألم تقتني ثوبا آخر ؟
أو عباءة مثلا ؟ "

قال بنبرة منزعجة , و همس آخر كلمتين بين أسنانه



" عباءة ؟ "

تفاجأت علياء لطلبه ، و هي لا تفهم ما الذي دهاه ،
فملك تبدو جميلة جدا هكذا ، هل أصبح ذوقه سيئا فجأة ؟


لكنها أجابت بصراحة

" لا لم نشتر شيئا آخر ،
ثم ما ترتديه ملك الآن أفضل ما يمكن ايجاده "




بعدما سمعت ملك تعليقه نظرت اليه بصدمة ، و قد التمعت عيناها بدموع مقهورة ,

هي لم تتوقع اطراءا منه , بما أنه ينتقد كل شيء و أي شيء ، كالمهووس الذي هو عليه ,


لكنها تفاجأت لمعارضته القوية لما ترتديه ، كان بامكانه التزام السكوت و مراعاة خاطرها ,
لكنه كالعادة لا يمكنه ابقاء لسانه السام داخل فمه .



شعرت ملك بالاستياء فجأة ، و ألقت نظرة على ما تلبسه , و سألت بعفوية و بصوت مرتجف

" هل هو سيء ؟
هل أبدو بشعة في هذا القفطان ؟ "


على الأقل هذا ما كانت تقوله نظرات علي المستنكرة , التي أشعرتها أنها ترتدي كيس بطاطا مرقعا .



هنا تدخلت صاحبة الصالون ، و التي لم تعد تتحمل الانتقاد غير المنصف , الذي تسمعه من علي


" عن أية بشاعة تتحدثين سيدتي لا سمح الله ،
لو كنت أنت بشعة فسأغلق صالوني من الغد ، لأن لا أحد سيحتاج خدماتي "



رمقت بعدها علي بنظرة عتاب و أضافت

" أرجوك سيد علي ألق نظرة أخرى ،
السيدة تبدو آية في الجمال و الأناقة "


قالت محاولة التأثير على رأيه , دون أن تدرك أن هذا بالضبط ما يفكر فيه ،



فمنذ اللحظة التي خطت فيها ملك داخل الغرفة , و هي تبدو كدمية جميلة , خرجت للتو من علبتها ،
دمية تغريه ليعيدها الى كيسها و يخفيها عن العالم ,


هو لا يريد لأحد أن يراها هكذا ، لا يريد لعينين غير عينيه , أن تستمتعا بهذا الجمال و هذه الفتنة ,

حتى لو كان ما ترتديه ، مجرد قفطان جميل و محتشم ، و ليس ثوب سباحة فاضح .




تذمر علي بغيظ و بدأ يلوم نفسه , لأنه فكر في اصطحابها إلى العشاء معه ,

أو ربما عليه الغاء اللقاء مثلا و العودة إلى البيت , فقد بدت الفكرة مغرية جدا في رأسه .



لم تأخذ علياء وقتا طويلا لادراك ما يحصل ، فهي تحفظ شقيقها عن ظهر قلب ,

لذلك قررت التدخل و ايقافه ، قبل أن يتطور الأمر الى انزعاج ملك ، و رفضها مرافقته نهائيا ،
لا تريد أن يضيع جهدها في تقريبهما سدى .



" احم السيدة أعجبتها ملك , و أنا أراها رائعة "

قالت و هي ترسل نظرات معبرة ناحية علي ، الذي كان منشغلا بالتهام ملك بعينيه , و لم يلتقط الإشارة .



أضافت ملك ردا عليها

" و أنا أيضا يعجبني "



استرسلت علياء بأن أخذت نفسا عميقا

" لم يبق في الغرفة إلا كريم ، حسنا ما رأيك ؟ "




"....."

كريم الذي كان لا يزال واقفا مكانه الى جانب الشرفة ، تفاجأ للسؤال و قد تحولت الأنظار كلها إليه ،
مما أشعره بالارتباك و قلة الحيلة



من جهة نظرة علي القاتلة ، كمسدس موجه إلى رأسه ، إذا قال أنها جميلة قد يقتله ،

و من جهة أخرى نظرة ملك المتأملة ، إن قال أنها سيئة ستحزن ،
اضافة إلى كونها كذبة فاضحة ، فالمرأة هناك تبدو مثل عارضات الأزياء .



صمت كريم لبضع ثوان ثم أجاب بحيادية , بعدما حاول أن يضع أكثر نظرة جدية على ملامح وجهه

" تبدو مناسبة "



لم يقل جميلة و لم يتغزل بمظهرها , رغم أنها تستحق الثناء ، إلا أن ذلك لم يمنع علي ، من إرسال نظرات مهددة ناحيته تقول

" مناسبة ؟ انتظر سأريك لاحقا "

قبل أن يسارع كريم ، و يشيح بوجهه إلى الخارج ، خوفا من أن يقفز علي عليه و يخنقه .





بعد سماع جواب كريم ، سارعت علياء لانهاء الموضوع

" إذا تفوز ملك بأغلبية الأصوات "



نظر إليها علي نظرة مستهجنة ، سيكون حسابها معه عسيرا لاحقا ,
بسبب هذا الكرنفال الذي تسببت فيه , ما كان عليه تركهما يختاران بحرية ,

لكنها دنت من أذنه و همست له

" بربك أخي توقف عما تفعله ، غيرتك واضحة ستفضح نفسك "



"....."

نظر إليها علي و المفاجأة في عينيه ،
لم يتوقع أن ترى أخته من خلال تفكيره ، حتى هو لم يدرك أنها غيرة إلا قبل لحظات ,


المشكلة أن علياء لم تكن الوحيدة التي لاحظت الأمر ، بل كريم و صاحبة الصالون أيضا ،
فقد بدا تملك علي واضحا جدا ناحية ملك ، و لكنهم لم يقولوا شيئا لاحراجه .



حك علي جبينه بتوتر يفكر فيما يفعله , و قد راوده شعور سيء , بأنه سيأخذها لعرضها هناك ,
و الفكرة تعمي بصيرته , و تشعل النار في قلبه .

رغم أن الحضور لا يتعدى خمسة أشخاص , الا أن ذلك لم يخفف من شعوره بالاستياء .




بعد دقائق من الصمت ، كانت ملك من أخذ زمام الحديث

" ماذا الآن ؟ أنا تعبت من الوقوف ،

إن لم يكن مناسبا بالنسبة لك ، لا مشكلة سأغير ملابسي و أعود إلى المنزل ,
بإمكانك الذهاب إلى العشاء لوحدك "



قالت بعدما تفحصت ما يرتديه ، كانت بدلة أرماني فاخرة سوداء ،
و قميص أبيض مع ربطة فراشية مفتوحة ، و أزرار فضية على كميه ،
و قد حلق ذقنه و مشط شعره باتقان


كان علي يبدو أنيقا جدا و وسيما ، لذلك افترضت أنه لا يريدها أن ترافقه هكذا ،
لأنه يعتقد أنها لا تناسبه , فقط لو تعرف فيما يفكر .





قطع علي الجو المكهرب أخيرا , بأن ألقى عليها نظرة متفحصة أخيرة و أومأ برأسه

" حسنا لا بأس لنغادر "


قالها بلهجة استياء مخفيا , فقدانه السيطرة على تملكه المجنون , الذي طفا على السطح و كاد يفضحه ,

و وجهت له ملك نظرة بنفس درجة الاستياء .








البارتات الجاية دمار , شكرا لوفائكم

😘💞💞







.......



ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-20, 11:15 PM   #608

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 66 ( الأعضاء 21 والزوار 45)
‏ملك علي, ‏منيتي رضاك, ‏آلاء الليل, ‏ام الور, ‏Lolav, ‏وردة الطيب, ‏ميسيلسا, ‏maha_1966, ‏tok, ‏روجا جيجي, ‏Just give me a reason, ‏Rere4040, ‏mokdan, ‏رهف أوس, ‏قلب الاحزان, ‏nora74, ‏amana 98, ‏هانا مهدى, ‏بيجو, ‏الاء ابراهيم, ‏بالتفاؤل أحيا



شكرا حبيباتي 💖💖🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-20, 11:16 PM   #609

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

بارت مطول كان من المفروض ان يكون جزءين لكن لا بأس لا احب أن اكون بخيلة معكم ☺️🤗
الكثير من الجنون و اتوقع اراءكم المحللة و توقعاتكم لما سيأتي 😘🌹🌹🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-20, 11:25 PM   #610

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

بمناسبة ذكرى اندلاع ثورتنا التحريرية المجيدة اهنيء نفسي و كل الجزائريين 🌹🌹🌹🌹
المجد و الخلود لشهداءنا الابرار 💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.