12-10-20, 11:26 PM
| #441 | |||||
 
|  اقتباس:
كلامك صح لكن لو صارحوها بالحقيقة عمرها ما كانت تقبلت ملك و لا خلاتها تساعدها لكن تأكدي ان التطورات راح تكون مرضية جدا 😉😉 بالنسبة لكريم و اسيل راح يكون لهم اكثر من بارت كامل ليهم و قريبا ما تقلقي 🤫 شكرا على الاهتمام و التحليل 💖💖🌺🌺🌺🌺🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹 | |||||
|  |
|
12-10-20, 11:52 PM
| #442 | |||||||||||
| نجم روايتي  
|  الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 32 ( الأعضاء 15 والزوار 17) موضى و راكان, ~~عنود ـ الصيد~~, Rere4040, اجمل انثى+, جزيرة, ملك علي, ميمي777, آلاء الليل, أم نسيم, ملك اسامة, ام منار, Lilan22, Alzeer78, nefrt  فصل مليان مشاعر عميقة من الحب و الغيرة و الحقد و الشفقة و الخذلان و الأمومة أعجبنى بشدة و تأثرت بما قالنه مريم لفاطمة ..  (" ليس من الضروري أن تقاسمه غرفته ، ليكون بينهما شيء ما فاطمة " قالت بصوت مبحوح هامس و هي شاردة النظرات , و كأن روحها غادرت جسدها . كانت فاطمة تقصد العلاقة الجسدية ، بينما قصدت مريم العلاقة الروحية ، فما رأته في عيني علي , يقول أنهما أكثر من مجرد زوجين , لمحت روحين متناغمتين , لا تحتاجان جدرانا لاثبات ارتباطهما , في الأسفل رأت مريم الحنين و اللهفة , رأت القلق و الاهتمام ، و الأسوأ من كل ذلك رأت الحب .) أبدعتى يا ملك   | |||||||||||
|
| |
|
12-10-20, 11:59 PM
| #443 | |||||
| اقتباس:
يعزك ربي حبيبتي 💖💖🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺 تحليلاتك تعطيني شعورا بأن مقاصد كلماتي تصل بحذافيرها و تلمس قلوب القراء 💖💖 شكرا لك و للجميع هنا 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹 | |||||
|
| |
|
13-10-20, 01:17 AM
| #444 | |||||||||||
| نجم روايتي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 36 ( الأعضاء 19 والزوار 17) موضى و راكان, ميمي777, nefrt, mansou, الاوهام, mango20103, لاار, Lilan22, مريم@, ملك علي, nora74, زمردة الاسلام, قلب الاحزان, وردة الطيب, Alzeer78, منيتي رضاك, ban jubrail, ريما حرب, Just give me a reason شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . | |||||||||||
|
| |
|
13-10-20, 01:31 AM
| #445 | |||||
| اقتباس:
و فيك بارك الله 💖💖💖💖 يسلملي حماسك الجميل 🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺💖💖💖💖 | |||||
|
| |
|
14-10-20, 08:37 PM
| #446 | ||||
| البارت الثالث و السبعون مواجهة قاسية 💔 " لم اذا هذا الانقلاب المفاجئ ؟ " تساءل علي أمام شاشة حاسوبه بعينين متفحصتين , أملا في ايجاد أي شيء يشرح الوضع الغريب , أو معرفة من تهور و ذكر الأمر أمام مريم . بعد وقت طويل من التفكير , كانت سارة أول و أكثر شخص شك فيه علي ، هي الوحيدة التي تبقى مطولا مع زوجته , إضافة إلى أنه يعرف نواياها ناحيته جيدا ، فهي لا تحاول التستر على محاولاتها للايقاع به , كما سبق و أن لاحظ طريقة نظرها إلى ملك ، كانت نظرة حقد و غيرة واضحة , لا يخطؤها أحد لديه عينين . لكنه لم يلق لها بالا يوما ، لأنه يجيد وضعها عند حدها باستمرار , كما أنه يعلم أنها لن تتهور , و تتدخل في حياته الخاصة ، هي أذكى من أن تحفر قبرها بيدها , إلا أن ذلك لم يمنعه من البحث خلفها ، لكن كل ما وجده كانت مجرد تلميحات و كلمات , قد لا تعني شيئا إذا لم يركز أحدهم فيها , خاصة اذا لم يكن لديه خلفية بطبيعة علاقته مع ملك , لكن ما لفت انتباهه فعلا ، هو الحديث السري الذي دار بين فاطمة و مريم في الشرفة هذا الصباح ، و الذي بدا هاما قد يشرح سبب تصرفات مريم المبهمة , لم يكن التسجيل أمامه يحمل صوتا ، بما أنهما كانتا في الشرفة غير المراقبة ، فما كان منه إلا أن استدعى فاطمة للاستفسار , و قد أصبحت المرأة العجوز مكمن أسرار بيته مؤخرا . " ما الذي أزعج مريم ، لدرجة طرد ملك من غرفتها ؟ " كان علي مباشرا كعادته , يجلس بهدوء الى كرسيه يشبك أصابعه , و يحاول قراءة ملامح المرأة المتوترة الواقفة أمامه . ترددت فاطمة قليلا قبل أن تجيب بكل صدق " عرفت بأمر ملك بطريقة ما ، و كانت غاضبة و حزينة لأنها فكرت في أمور سيئة ، لذلك اضطررت إلى أن أشرح لها أنها زوجتك , لكن صدقني هي تعرف بذلك مسبقا " عبس علي لسماع ما كان يتوقعه , و سألها مجددا بصوت مستاء " من أخبرها بالأمر ؟ ألم أطلب من الجميع التزام التكتم بخصوص الموضوع ؟ " هزت فاطمة رأسها و وجهها يعلوه الأسف , و قالت ما استنتجته من حوارها مع مريم " لا أعتقد أن أحدهم فعلها , مما فهمته فقد خمنت ذلك وحدها , هي لم تكن متأكدة مائة بالمائة حينما سألتني , و قد تفاجأت حينما أكدت لها الأمر , لذلك تحتم علي توضيح شكوكها السيئة , بقول الحقيقة تفاديا لسوء فهم كبير , لكن واضح أنها لم تقتنع تماما , و اتخذت موقفا اتجاه ملك " بسماع ذلك تنهد علي و أغلق عينيه بشدة ، تراجع برأسه إلى الوراء و حدثها بنبرة محبطة " حسنا لا بأس " قال و صرف فاطمة دون مناقشات غير ذات فائدة ، فهذا كل ما كان يحتاجه للتأكد من شكوكه . واضح أن تصرفاته التلقائية مع ملك أمامها أثارت شكوكها , التي غذتها سارة بهمزاتها المتكررة , كما أن مريم بسيطة لكنها ليست ساذجة , أكيد استرعى انتباهها علاقة ملك مع رنا , و معاملة الجميع لها هنا , و استنتجت أنها تبقى هنا بمكانة مميزة , لام علي نفسه و تذمر باستياء , فأكثر ما صار يكرهه في حياته , هو سوء الفهم و النتائج المترتبة عنه , أصلا سبب كل مصائبه مع ملك ، هو سوء الفهم الذي حصل بينهما في أول لقاء , ربما كان يجب عليه أن يستمع لملك , حينما رفضت أول مرة العناية بمريم ، و ألا يضغط عليها للقبول بذلك , أو ربما ما كان عليه مطاوعتها , حينما طلبت منه اخفاء الأمر عن مريم , كان عليه مصارحتها منذ البداية ليتفادى ما حصل . لكن بالتفكير في الأمر مليا , لو عرفت مريم من تكون ملك قبل الآن , ما كانت سمحت لها بأن تخطو داخل غرفتها من الأساس , و ما كانت أحرزت معها كل ذلك التقدم . حسنا هو لن يلوم مريم بسبب غيرتها عليه , من حقها أن تثور و تنزعج لمعرفة الأمر , هي زوجته و لن يحرمها أحد من هذه المكانة , لكن هذا لا يعني أن يسمح لها , بأن تعامل ملك بتلك الطريقة الفظة ، التي أثارت حفيظته بمجرد سماع كلماتها , لا يمكنه أن يقبل أن تتحمل ملك , ذنب كل تلك القرارات التي اتخذها هو رغما عنها ، و لا أن تحاسبها مريم بشأن أي شيء يخص وضعها , لأن ذلك ببساطة ليس من حقها . فكر علي في أن يكلم مريم حالا لتوضيح الوضع ، لكنه أرجأ الأمر بسبب ارتفاع ضغطها و تعبها ، و قرر فتح الموضوع معها غدا للتناقش بروية ، و بما أن نهاية الأسبوع على الأبواب , فسيكون لديه متسع من الوقت لفعل ذلك . في اليوم الموالي بعد تمارين الصباح و الإفطار ، قصد علي غرفة مريم للتحدث و توضيح الأمور معها , بعدما أشار إلى سارة بالمغادرة و تركهما وحدهما ، جلس قبالتها على الكرسي ، و سأل بهدوئه المعتاد دون أية تعابير معينة , لكن نبرته بدت جادة أكثر مما يجب " كيف حالك اليوم ؟ " " بخير " أجابت مريم دون النظر إلى وجهه ، لأنها تعلم فيما يريد أن يتحدث , منذ دخل من الباب بملامحه الباردة . صمت علي قليلا ثم سأل مباشرة " سمعت أنك لم تعودي تريدين أن تهتم ملك بك ، هل يمكن أن أعرف السبب ؟ " قال متفاديا نبرة اللوم في صوته رفعت مريم عينيها المتعبتين , و حدقت مليا في وجهه , قبل أن تجيب باستنكار واضح " هل تحتاج فعلا أن تسألني ؟ " رفع علي حاجبيه و رد عليها بسؤال آخر " حسنا ألا تعتقدين أنك أنت من عليه أن يسأل قبل أن يتصرف ؟ " قال بنبرة لوم و احتجت مريم مباشرة " أنت عودتني أن تخبرني ما أحتاج معرفته ، و بما أنك لم تقل شيئا ، فقد عرفت بطريقتي الخاصة " بمجرد سماع اعترافها خاطبها علي بصراحة " آه و بعد أن عرفت , قررت اهانتها بتلك الطريقة و طردها من هنا ؟ " قال مظهرا امتعاضه من طريقة معاملتها لملك . نظرت إليه مريم بغضب , لأول مرة منذ مدة طويلة جدا , فهي نادرا ما تتمرد عليه , و تثور في وجهه كما تفعل الآن , و أجابته بنبرة متحشرجة على وشك البكاء , مظهرة ألم كرامتها المجروحة " ماذا تريدني أن أفعل معها إذا ؟ أشتري لها هدية لأنها تكسب نقاطا لدى زوجي , على حسابي و تحت مسمى العناية بي ؟ " عبس علي لسماع الاتهام الشنيع و علا صوته ينهرها , و هو يجلس على حافة الكرسي بتأهب " يا الهي مريم ملك لم تسىء إليك يوماً ، فقط أخبريني عن شيء واحد سيء فعلته , و أنا سأحاسبها عنه بنفسي " ضحكت مريم بسخرية مخفية عذابها , لتلفظه باسمها بكل هذا التملك , و قد آلمها تحفزه للدفاع عن ضرتها , أرادت أن تصرخ في وجهه , ألا يذكر اسمها على لسانه أمامها , لكنها تمالكت نفسها , و ردت عليه بنبرة متشككة " أنت تعرف أنها لن تفعل ذلك أبدا , لن تستفيد شيئا بانتكاسي و موتي , فكيف تقضي على فرصتها الذهبية , للظهور بمظهر الحنونة المراعية أمامك ؟ لن تفعل لأنها تعلم أن استغلالي و بقائي بخير وحده , يضمن بقاءها و مكانتها هنا معك " لم يصدق علي أذنيه و ما سمعه من مريم , هي لم تكن يوما سيئة الظن كما هي الآن " بالله عليك مريم ماهذا الجنون ؟ منذ متى تتصرفين بلاعقلانية هكذا ؟ " " منذ أجبرتني على أن أكون تحت رحمة زوجتك الثانية " صرخت مريم في وجهه , و قد فقدت هدوءها المعتاد أخيرا . اتسعت عينا علي من الصدمة , لاتهامها له بالتواطؤ مع ملك لايذائها , و سارع للاعتراض بانزعاج كبير " يا الهي لم تتحدثين و كأنني تآمرت عليك مع أحدهم ؟ لم أعتقد أن رأيك في سيء إلى هذه الدرجة " و لم تجد مريم مفرا من شرح , ما تشعر به من ضغينة حاليا اتجاههما " تلك المرأة غريمتي , ضرتي و ليست أي أحد ، و أنت استغفلتني معها و قللت من احترامي , حينما جعلتني أضحوكة أمام الآخرين , ألا تعتقد أن هذا أسوء من التآمر ؟ " ساد صمت مريب الغرفة قبل أن يتحدث علي , الذي لم يصدق ما تسمعه أذناه " اعتقدت أن ثقتك في أكثر صلابة من هذا , لم أتوقع أن تشكي في مقدرتي على ايذائك , بعد كل هذه السنوات معا " رد الرجل بنبرة مجروحة , و قد شعر بخيبة أمل قاتلة , أظهرتها عيناه السوداوين , رغم السخط الذي احتلهما , فمريم آخر انسان توقع منه هذا الاتهام الوضيع . دمعت عينا مريم لرؤية معاناته , لكنها لا تستطيع تجاهل ما حصل من طرفه " ليس و زوجتك الثانية تتبختر تحت سقف بيتنا , و تعيش معك بكل حرية دون مراعاة لمشاعري , حتى أنها تسيطر على تربية ابنتي و ادارة بيتي , تتسلم زمام الأمور و كأنني توفيت و انتهى الأمر , و دون أن تجدا أنتما الاثنان الضرورة لاعلامي , بحقيقة وضعها هنا و كأنني نكرة " تراشق بعدها الاثنان عبارات اللوم و العتاب , حيث لم يبد أن هناك مفرا من هذه المواجهة القاسية ، كانت المرارة و الغيرة واضحتين , في كلام مريم و على ملامحها ، و انخرطت سريعا في نوبة بكاء صامت , و كان الاستهجان و الصدمة , سمة رد فعل علي على اتهاماتها المتوالية , لكن ذلك لم يمنعه من قول ما يريده . " اسمعيني مريم لأنني سأقول هذا الكلام مرة واحدة " قال أخيرا قاطعا وصلة التجريح المتبادل , أخذ تنهيدة عميقة و كأنه يحضر نفسه لقول شيء مهم جدا , ثم انطلق صوته بنبرة قاطعة لا تحتمل التأويل " ملك زوجتي هذا صحيح , و أنت تعرفين ذلك بالفعل , لكن ما لا تعرفينه أننا زوجين على الورق فقط , لظروف خاصة جدا على ملك أن تبقى هنا , الى أن يحين موعد رحيلها ، و إلى أن يأتي ذلك الوقت , ليس هناك سببا لتكرهيها أو تحقدي عليها " صمت علي قليلا يزن كلامه , ثم أضاف بمرارة في صوته لم تفوتها مريم " و اذا كنت تشعرين بالفضول , فأنا أؤكد لك أنه لو كانت هناك مشاعر لدى ملك اتجاهي , فهي مشاعر كره و حقد لا أكثر ، لذلك لم و لن تكون بيننا أية علاقة في أي وقت , هذا كل ما يمكنني ضمانه لك " صمتت مريم مستمرة في التحديق إلى زوجها , الذي يجلس أمامها يبرر وجود امرأة أخرى , غيرها تحت سقف بيته بكل راحة و سألت في سرها " أنت تتحدث عن مشاعرها نحوك ، لكنك لا تتحدث عن طوفان المشاعر ، الذي أراه في عينيك اتجاهها " بلعت مريم ريقها و كرامتها المهدورة , تمالكت نفسها و حبست الدموع العالقة من نوبتها في عينيها , و سألت بهدوء تام " لم تبق معها إذا ؟ " أجاب علي بنفس الغموض دون اعطاء تفاصيل " قلت لظروف خاصة جدا , أو بالأحرى بسبب وضع سيء , تسببت فيه أنا بطريقة مباشرة , و لا ذنب لها فيه كما سلف و ذكرت , لكنني آسف لا أستطيع قول المزيد " علي يعرف أن الاعتراف بالحقيقة كاملة لمريم ، سيجرحها و يهز صورته في عينيها ، هو لن يجرؤ أبدا على اخبارها , أنه من يجبر ملك على البقاء هنا , و أنه اختلق عقد زواجهما دون رضاها , هو أصلا بدأ يحتقر نفسه لما حصل بينهما ، لن يحتمل نظرة الاتهام و اللوم من عيني حبيبته مريم , لن يسمح أن يكون احترامها له , ثمنا آخر يدفعه لكل الجنون الذي حدث . " و مالذي يضمن لك أنها لن تؤذيني أنا أو رنا ؟ كيف تسلمها حياتنا و سلامتنا هكذا بسهولة , و في نفس الوقت تقول أنها تكرهك و تحقد عليك ؟ " سؤال منطقي لن يتمكن علي من التهرب منه مهما فعل , لكنه رد بصدق تماما كما يفكر " ليس لديها هذه المقدرة , حتى أنا لم تحاول يوما ايذائي , و أنا متأكد أنها لن تقدم على ذلك معكما , يمكن أن تكوني غاضبة و مجروحة الآن , لكن لا يمكنك انكار أنها لم تتصرف يوما بسوء اتجاهكما " قال علي بصوت أجش و هادئ , و هو يغرس رأسه بين يديه , و كأنه شعر بالاحراج فجأة , للاعتراف بما كان ينكره لشهور . قال ذلك دون حتى أن يدرك , منذ متى صارت ملك في خانة ثقته العمياء , لكنه متأكد من أمر واحد أنها استحقتها عن جدارة , و هو لن يكذب على نفسه أكثر مما فعل . صمتت مريم و لم تغص أكثر في الموضوع , لأنها تعرف زوجها جيدا ، لو أراد شرح الأمر أكثر , لكان فعل دون حتى أن تسأل , خاصة أن مديحه اللامنتهي هذا جدد غيرتها , و هي التي لا تراه الا منتقدا , لكل ما حوله بكل هوس , لكن ها هو يجلس يقول معلقة , في زوجته الأخرى تحت مسامعها , إضافة إلى أن معرفة الأسباب , لن تغير في الواقع شيئاً ، لذلك قررت تغيير اتجاه النقاش " لم لم تخبرني إذا ؟ إذا كانت علاقتكما بهذه السطحية , ما الذي تخشاه من معرفتي بالأمر ؟ " سعل علي بخفة و أجاب بتوتر " احم , لأن ملك طلبت ذلك و أصرت عليه ، أو بالأحرى اشترطت ذلك للاعتناء بك " نظرت مريم إلى وجه علي باستغراب ، غير مصدقة لما سمعته من فمه " منذ متى يسمح علي المتغطرس , لمخلوق أن يملي عليه شروطا ؟ و منذ متى هو ينفذ هكذا بكل بساطة ؟ " سألت بينها و بين نفسها ، و كأنها تكتشف جانبا مخفيا من زوجها صدمت فيه . و قطع عليها علي شرودها , حينما رفع رأسه و حدق ناحيتها بعينين نادمتين " أتعلمين لماذا ؟ " هزت مريم رأسها بالنفي , فلم تعد قادرة على الكلام و أضاف علي " قالت بأنها تكره نفسها كفاية ، و لا تريد أن تحقد على نفسها أكثر ، لأنها تثير غيرة امرأة مريضة , تعتقد خطأ أنها ضرتها " قال بصوت هامس , و قد بدا واضحا تأثره بكلمات ملك ، حتى أنه حفظها حرفا حرفا , مما أوجع قلب مريم أكثر و زاد من حيرتها , لأن ملك لا تعتبر نفسها ضرتها ، لا و بل تكره ذلك بشدة , و قد بدا الأمر مثيرا للسخرية و الشفقة . برؤية هدوئها استرسل علي في كلامه , يريد أن يوصل كل ما فكر فيه " حسنا مريم أنا لن أجبرك على قبولها كطبيبتك الخاصة ، رغم أنني أثق في كفاءتها التي جربتها بنفسك , و لن أطلب منك أن تعامليها بشكل جيد ، لأنني لن أسمح لها بالظهور أمامك مجددا ، أو أن تطأ غرفتك بعد اليوم ، لكنني أخبرك من الآن أنها ستبقى هنا ، لن ترحل إلى أي مكان ، لأنها لا تملك مكانا آخر تقصده " بدا علي و كأنه يحاول أن يكتم غضبه , حتى لا يجرح مريم أو يقول أمرا سيئا مراعيا لحالتها , لأنها لو كانت بخير لكان تصرفه أكثر حزما , هو لم يتعود منها أن تتصرف بقسوة و حقد مع أحد , كما أن ملك لم تفعل شيئا , لتستحق المعاملة السيئة التي تلقتها من زوجته , بالعكس مريم عليها أن تكون ممتنة لها ، على الأقل لأنها ترافق رنا و تعاملها بكل حب , و لأنها ليست بالخبث الذي تصفه , و الا لكانت سيدة البيت الآن رغما عنها . نهض علي من مكانه قصد المغادرة , لكنه تذكر أمرا أخيراً " بالمناسبة ملك لم تأخذ درهما واحدا مقابل العناية بك , هي تفعل ذلك طواعية و تطوعا " صمت للحظات يحك جبينه , قبل أن يسترسل بنبرة هامسة , بدا فيها يكلم نفسه قبل أن يكلم مريم " هي ترفض أموالي و تكرهها تماما كما تكرهني " أضاف باستياء جلي , بعدما تذكر ما قالته مريم ، عن أنها تدفع لها لتكون طبيبتها قصد اذلالها , و ملك لم تقل شيئا للرد عليها . بسماع آخر كلماته أشاحت مريم بوجهها , و أغمضت عينيها معلنة عن انتهاء النقاش ، طريقتها المثلى للهروب , و لم يصر علي لاستكمال الحديث , لأنه يعلم أن من حقها الغضب منه , خاصة أنه لم يقل شيئا واضحا بخصوص علاقته بملك , و هو سيعطيها الوقت لتهدأ و تفكر بعقلانية . " تعرفين أنني سأحبك دائما " همس لها و هو يمسح على شعرها , لتذكيرها بمكانتها في قلبه و حياته , ثم انحنى بعدها و طبع قبلة على جبينها ، قبل أن ينصرف بهدوء . بقيت مريم غارقة في أفكارها لساعات ، تسيل دموعها على وجنتيها تارة , و تضرب على فراشها بقبضتها تارة أخرى , هي تعرف أن علي محق في معظم ما قاله ، و لكنها لا تملك إلا أن تغار , خاصة حينما يتحدث زوجها عن ملك , بكل ذلك التأثر الذي لا يدركه حتى هو نفسه . هو لم يؤنبها منذ مدة طويلة ، لطالما راعى مشاعرها و لبى طلباتها ، لكنه أصبح غاضبا الآن منها , بسبب ما حدث مع ملك , و هذا ما يزعجها أكثر . يبدو أنها نسيت مع مرور السنوات ، أن علي دائما مع الحق مهما كان صاحبه , صفة لطالما أحبتها و قدرتها في شخصه , لكنها الآن أصبحت أكثر فضولا , لمعرفة كيف و لماذا تبقى ملك هنا ؟ و ما هي هاته الظروف , التي يرددها علي كل مرة دون أية تفاصيل ؟ أراد علي بعد مغادرته غرفة مريم , أن يكون واضحا اتجاه سارة , التي صار متأكدا أنها من بث السموم , في أفكار زوجته لتنقلب على ملك بعد استدعائها الى المكتب حذرها بكل وضوح " آنسة سارة أريدك أن تسمعي ما سأقوله و تحفظيه جيدا , هذا انذارك الثاني بعدما حصل آخر مرة , حينما تعرضت مريم للنوبة , اذا تكرر ما حصل من طرف مريم الأيام الماضية اتجاه ملك , اعتبري بأن فرصك انتهت هنا و ستغادرين مباشرة " كان يتحدث بنبرة تهديدية مخيفة , دون حتى أن ينظر الى وجهها . قاطعته سارة و قد أصابها الفزع , هي كانت تقوم بكل شيء بمنتهى السرية , فكيف عرف بذلك و سارعت للنفي " لكنني لا أفهم " رد علي ببروده و هو يحدجها بنظرة قاتلة , ارتجفت لها أوصالها " بلى تفهمين قصدي جيدا , و أنا لن أكرر ما قلته , غلطة واحدة أخرى , و ستكونين خارج هذا البيت , مفهوم ؟ " و أشار لها بأصبعه محذرا . بلعت سارة ريقها بسبب خوفها , و لم تزد حرفا واحدا لعلمها بجديته , بل انصرفت سريعا بعدما أشار لها علي بانتهاء النقاش , من جهته هو كان يريد طردها مباشرة , لكنه راعى حالة مريم النفسية المتقلبة هاته الأيام , و أجل هذا الأمر لوقت لاحق , فمريم الآن لا تعول الا على سارة , و تعتبرها حليفتها الوحيدة , ان هو طردها دون مبرر واضح , و جلب شخصا جديدا قد تتمرد و تنتكس , لكنه قرر وضعها نصب عينيه و تحت مراقبته , أية زلة و سيرسلها من حيث أتت . غادرت سارة المكتب و الغل يتآكلها , فبعدما ارتفع سقف آمالها مؤخرا , و اعتقدت أنها تخلصت من تلك المتطفلة نهائيا , اكتشفت أنها ورطت نفسها مع علي , و أصبحت مهددة الآن بالطرد بدلا عنها , هي فقط تريد أن تعرف كيف عرف بأمرها , أكيد تلك الأفعى المحتالة ملك , هي من تخبره عن كل تحركاتها , و قد نصبت لها شركا , و هي وقعت فيه بغباء . لكن اصرارها زاد و قررت ألا تستسلم أبدا , علي سيكون لها وحدها , و ملك من سيرحل في النهاية , لكنها قررت توخي الحذر حاليا الى أن تهدأ الأمور , بعدها ستنتقم منها بأسوء طريقة . . . . عادت ملك الى يومياتها المعتادة , قبل أن تبدأ بالعناية بمريم , و قد أدركت أن رنا هي الوحيدة التي لن تنقلب عليها , فهي دائما تتحول الى ظلها مهما كانت الظروف , لكن خلافا لما كان يحصل سابقا , لا أحد يسمح لها بلمس أعمال البيت مهما أصرت , لذلك اقتصر يومها على الكثير من أوقات الفراغ الطويلة . بعد مواجهته مع مريم , انهمك علي في عمله في مكتبه طوال اليوم , رغم ذلك كانت ملك لا تزال تشغل باله بسبب ما حصل , فقد كانت تبدو حزينة أثناء تناول الطعام , و لم تقل كلمة واحدة حتى لرنا , بحلول المساء شعر بأن جسمه بدأ يتصلب , نظر الى ساعته ثم وقف من كرسيه ، و اتجه الى الشرفة المطلة على الحديقة , لاستنشاق بعض الهواء و تحريك عضلاته . وقع نظره على الكرسي الحجري هناك ، حدق اليه بترقب و هو يعرف أن تلك العنيدة , تحب مراقبة غروب الشمس , كل يوم في هذا الوقت , لذلك و بمجرد أن لمحها , تخرج من باب البيت و تجلس على الكرسي ، حتى غادر هو الآخر مكتبه , متجها الى الحديقة بخطوات متأنية , حينما أصبح أمام النافورة , حيث تجلس ملك محدقة الى الغروب بشرود , جلس بهدوء الى جانبها . سابقا كانت لتغادر بمجرد وصوله , لكنها الآن لا تبالي , و كأنها تعودت على ازعاجه الذي لا ينتهي في حياتها , لذلك بامكانه البقاء اذا أراد لا فرق . جلس الاثنان في صمت مطبق يراقبان السماء , التي تحول لونها الى البرتقالي بالتدريج , و أغرق الأجواء في حنين غريب , بعدها كان علي من بادر بالحديث , بصوت دافئ غير معتاد منه " كيف حال يدك ؟ " تفاجأت ملك قليلا لسؤاله , لم تعتقد أنه أتى الى هنا للسؤال , عن الاصابة في كف يدها , لكنها ردت بصوت هادئ " بخير شكرا " قالت و هي تحدق الى كفها و كأنها تريه اياه . و سرعان ما عادا الى الصمت مجددا , و كأنهما لا يملكان ما يقولانه لبعضهما , فملكاتهما اللغوية لا تتفجر الا حينما يتصارعان , و كانت ملك من قطعت الصمت هذه المرة " كيف حال مريم ؟ " تفاجأ علي هو الآخر لسؤالها , لم يتوقع أن تتقبل ما فعلته مريم بهذه البساطة , غيرها كانت أقامت الدنيا و لم تقعدها , و لكنه كان على وشك الحصول على اجابته " جيدة , اعتدل ضغطها و هي تتحسن " هزت ملك رأسها معربة عن رضاها , آخر شيء تريده أن تنتكس مريم بسبب خلافهما , استمرت بعدها تحدق أمامها , و تسأل الرجل الجالس بهدوء غير معتاد " عرفت بأمري صحيح ؟ " كان تصريحا أكثر منه سؤالا , و ما كان من علي الا أن أكد الأمر بتنهد " أجل " كانت ملك قد فكرت مليا , و توصلت الى أن سبب انقلاب موقف مريم اتجاهها , لا يمكن الا أن يكون نتيجة معرفتها , بأمر زواجها من علي و قد كانت محقة , لكن في الحقيقة هي شعرت , بالراحة النفسية لانكشاف الأمر أخيرا , لأنها لن تكون مجبرة بعد الآن , على التحدث اليها لساعات , و هي تخفي عنها سرا كهذا , لم تتعود يوما أن ترتدي أقنعة أمام الآخرين , لذلك فقد كانت ردة فعلها العنيفة تلك , تعويضا لها عن كل عقدة الذنب , التي شعرت بها اتجاه مريم . أضاف علي محاولا تلطيف الجو " جلال أصيب بخيبة أمل و استاء كثيرا , كان يأمل أن تتحسن أكثر " ابتسمت ملك و أجابت لرفع معنوياته " لا بأس بإمكانه العودة إلى ما كان يفعله , هي كانت تعيش بشكل جيد سابقا , لن يحدث فرق كبير " بعد صمت للحظات أخرى , قال علي ما تردد في قوله منذ جلوسه , فهو لا يريد أن يفوت فرصة هدوء ملك , و قبولها اجراء حوار متحضر معه , و كأن الأمر معجزة من السماء " اذا كان يريحك الأمر , فأنا أعتذر عن ما قالته مريم , أؤكد لك أنها طيبة جدا , و لا تتصرف بقسوة أبدا " هزت ملك كتفيها بلا مبالاة , و أجابت دون أن تشيح بعينيها , عن قرص الشمس الذي يوشك على التلاشي " أعرف ذلك و لا داعي للاعتذار , هي لم تخطئ في شيء , بالعكس أرى أنها عاقلة جدا , و علي أن أكون ممتنة , لأنها لم تتهمني بمحاولة ايذائها , أية امرأة هاته التي تقبل أن تكون , تحت عناية امرأة من المفترض أنها عدوتها ؟ " صمتت ملك قليلا تحت أنظار علي , الذي لا يجد ما يقوله ثم أضافت , و هي تحدق الى يدها المصابة " هي طيبة كفاية لعدم التعرض لي , و الاكتفاء ببعض الكلمات الغاضبة , لو كنت مكانها لما سمحت لاحداهن باحتلال بيتي , و الاعتناء بي و بابنتي و البقاء حول زوجي , كنت سأصاب بالجنون , و أقتل تلك المتطفلة شر قتلة " قالت بنبرة شريرة بدت طفولية جدا "...." صدم علي من كلامها , و قد أدرك أن ملك لن تعتبره يوما زوجا لها , تنازلها عن هذه المكانة لمريم أمر أحبطه كثيرا و لكنه تمالك نفسه و استفسر منها " لم لم تشرحي لها الأمر إذا , بما أنك تعلمين سبب ثورتها ؟ " استدارت ملك ناحيته فجأة بعينين مشتعلتين , و قد كانت تحاول منذ جلوسه تفادي النظر اليه , بدا الاستياء على وجهها و قالت بنبرة منزعجة " فعلا ؟ هل أنت جاد ؟ هل تريدني أن اكتسب عادة سيئة أخرى أم ماذا ؟ المريضة لا تريدني أن أكون طبيبتها هذه أبسط حقوقها , نحن نسميه رفض العناية الطبية , في المستشفى نجعلهم يوقعون على الملف الطبي , و يغادرون بكل هدوء مع وصفة الدواء , و أنت تريدني أن أشهر مسدسا في وجه مريم , لأنها لا تريد العلاج ؟ " "...." كانت نظرتها المستاءة مرعبة لعلي , الذي أدرك الآن فقط , لم هي ليست غاضبة أو ثائرة بسبب ما حدث , اتضح أنهما لا يفكران بنفس النسق , واضح أن عقل هذه العنيدة بتركيبة فريدة , يفرز الأمور بطريقة غير اعتيادية , و لا عجب أنها لا تزال بمثابة الأحجية , التي لا يستطيع حلها بالنسبة اليه . أمام صمته و نظراته المتفحصة , أشاحت ملك بنظرها ناحية الغروب مجددا , و تمتمت بتذمر و هي تعبس " أي شيء أسوء من مجادلة مريض , مصاب بارتفاع ضغط الدم ؟ " نطق علي أخيرا بصوت متأمل , و قد اتسعت عيناه كأنه اكتشف كنزا " هل هذا يعني أن علي أن أصاب بارتفاع ضغط الدم , لتتوقفي عن مجادلتي هكذا بشراسة ؟ " "...." كانت ملك من أصيب بالصدمة هذه المرة , و نظرت اليه نظرة مهددة و كأنها تقول له " أنت فعلا مجنون " أرجع علي رأسه الى الوراء , و بدأ بالضحك بصوت عال , و قد بدا عليه أنه لم يستطع السيطرة على نفسه , مما زاد في انزعاج ملك , التي وقفت فجأة من مكانها و نهرته " أتعرف لم أعد أرغب بمشاهدة الغروب , صار منظره مزعجا , بامكانك احتلال المكان " و همت بالمغادرة متأففة من تطفله على لحظاتها الخاصة , لكن علي أشار لها بالبقاء , و قام هو من مكانه رافعا يديه أمام صدره , في اشارة الى استسلامه , بدأ يسعل و هو يحاول التقاط أنفاسه , متوقفا عن مشاغبتها التي أدمنها مؤخرا . " حسنا لا بأس لا تغضبي يا عاشقة الغروب , أردت فقط أن أخبرك أنني سأذهب , لزيارة والدتي الجمعة بعد العصر , يعني اذا لا زلت تريدين عيادتها و مرافقتي " قال اقتراحه لاخراجها من عزلتها , و قد نطق آخر كلمة بخفوت , و كأنه يحاول مراضاتها و تدليلها أصبحت ملامح ملك أكثر لطافة , و هزت رأسها موافقة فورا , فلا شيء تفعله هنا على كل حال . " طبعا لا داعي لتذكيرك , بعدم استحضار مواهبك الطبية أمامها , والدتي موسوسة أكثر من ابنها " أضاف علي ساخرا , و بدأ بالضحك بخفوت مجددا " هاي أنت " نهرته ملك و قلبت عينيها , لكن ظهرت شبه ابتسامة على جانب فمها , أشعرته بالرضا و سارع للنهوض , قبل أن يتغير مزاجها و تبدأ انتفاضتها . عاد علي بعدها أدراجه الى البيت , و عادت ملك للجلوس مجددا , لكنها تنهدت بعمق بعدما , أفسد هذا المجنون متعتها بتطفله , دون أن تدرك أنه يستمتع بالأمر بشدة . سار علي بخطى متثاقلة , و هو يفكر في سبب حزن ملك , الواضح في عينيها العسليتين " اذا لم تكن غاضبة بسبب ما حصل مع مريم , لم تبدو حزينة اذا ؟ هل طرأ أمر آخر أفسد مزاجها ؟ " سأل نفسه قبل أن يتوقف عند عتبة منزله , و يستدير واضعا يديه في جيبه , و هو يحدق ناحيتها بدفء كبير " لا أصدق أن هاته العنيدة , بامكانها اغضابي و اضحاكي بنظرة واحدة " حدث نفسه بعدم تصديق . تنهد علي من أعماق قلبه , و قد أدرك للتو أن ما يشعر به اتجاه ملك , مختلف جدا عما شعر به , اتجاه أية امرأة أخرى مرت بحياته , أدرك الآن فقط أنها تؤثر في نفسيته و تصرفاته و ردات فعله , كما لم يفعل أحدهم سابقا . في البداية هو أرجأ الأمر , الى العداوة التي كانت بينهما , و أن كل ما تفعله أو تقوله يستفزه و يثير جنونه , لكنه الآن لم يعد متأكدا مما يجري , فملك لا تعتبره حتى جزءا من حياتها , فيما أصبحت هي تحتل حيزا كبيرا من حياته , و الأسوء أن المساحة تكبر يوما بعد الآخر , دون أن يقدر على وضع عنوان لها , و كأنها أصبحت نقطة ضعف , لا يريد لأحد اكتشافها , وقف علي قليلا غارقا في أفكاره , قبل أن يستدير و يدخل البيت , تاركا ملك غارقة في تأملاتها . . . . مريم التي اعتقدت أنها شفت غليلها , بطرد ملك من غرفتها و اهانتها , و رغم أنها أوصلت استياءها من الوضع لعلي , الا أنها لا تزال تشعر بعدم الراحة , استمرت ثورتها و حنقها لبضعة أيام , قبل أن تعود لهيئتها الهادئة و الودودة , بعيدا عن أية استفزازات , كانت تستيقظ تأكل تنام و ينتهي يومها الكئيب , و رغم أنها لطالما عاشت نمط الحياة هذا , الا أنها تشعر أنها ينقصها شيء ما , ربما كانت ملك تملأ فراغا كبيرا , لم يظهر الا بعد مغادرتها , كانت مريم كلما حاولت فعل شيء , تتذكر طريقة ملك في شرحه أو فعله , تراها في وجه رنا و ابتسامتها , تراها في أكلها في أدويتها , و في كل ما حولها يحمل بصمتها , ربما لو لم تكن زوجة لعلي , لأصبحتا صديقتين مقربتين فقط لو . رغم الأفكار السوداء التي تلاعبت , بعقلها طوال الأيام الماضية , الا أن مريم أكثر عقلانية مما يبدو عليها , فبعدما تلقت سارة انذار علي , و توقفت على الوسوسة لها و الضغط عليها , بدأت هذه الأخيرة باعادة حساباتها , و ترتيب أولوياتها و قواعدها , بعيدا عن الأنانية و ما يقوله الآخرون " و ماذا لو كانت زوجة لعلي ؟ سيأتي يوم و يتزوج لم أخدع نفسي ؟ لن يبق الأمر على حاله الى الأبد , هو لن يراعي وضعك طوال حياته الى أن يشيخ , اذا أليس من الأفضل أن تكون هي , و ليست واحدة أخرى ؟ على الأقل هي تحب رنا , تهتم لأمرها و تحنو عليها , حتى ابنتي تحبها كثيرا " فكرت مريم بينها و بين نفسها ثم تمتمت " لم تحاولين خداع نفسك يا مريم , لم أنت بهذه الأنانية ؟ علي صبر معك كل هذا الوقت , أليس من الظلم ابقاؤه مكبلا بامرأة عليلة ؟ تعلمين أنك قد تموتين في أية لحظة , و هو بامكانه الزواج في اليوم الموالي و هذا حقه , أليس من الأفضل أن تتسلم امرأة جديرة بالثقة , زمام هذا المنزل و الاعتناء بابنتي ؟ أليس مريحا أكثر أن أعرف هذا الشخص , و اختبر اخلاصه في حياتي ؟ ماذا لو تمكنت امرأة سيئة , من التسلل الى هذا البيت بعد رحيلي ؟ امرأة تسيء معاملة ابنتي و تحزنها " بالتفكير في الأمر شعرت مريم بقشعريرة , تسري في جسدها و انقباض في قلبها , هي كانت طوال الوقت تفكر بهذه الأمور , و لكنها لم تعد مخيفة و محزنة بهذا القدر الا الآن , ربما لأنها وجدت البديل أخيرا , و هي على وشك فقدانه بأنانيتها و غيرتها المبررة . كانت الكثير من الأفكار , تجول في خاطر مريم مؤخرا , لكنها لا تجرؤ على البوح بها أمام أحد , أوقات فراغها أصبحت كثيرة و طويلة , لا تملؤها الا وساوسها و افتراضاتها " ماذا لو ؟ " لكنها لا تستطيع الافصاح عنها , لا تستطيع منح ملك بركتها , لأخذ مكانها في قلب زوجها و ابنتها , و هي على قيد الحياة , فالأمر مؤلم حد الموت . . . . بعد يومين و في صباح جمعة , كان علي في فراشه يغط في نوم عميق , فهو لا يحظى بهذا الهدوء الا اليوم , لكن رنا المشاغبة كان لديها أفكارا أخرى , فقد تسللت تحت الغطاء و بدأت بدغدغة رجليه , سحبهما علي في المرة الأولى , كردة فعل دون فتح عينيه , لكنها استمرت في فعل ذلك , و هي تكتم ضحكتها التي تسخر منه , فما كان منه الا أن سحبها من يديها , و احتضنها الى صدره لايقافها . " ماذا تفعلين هنا باكرا ؟ ألا تعلمين أن اليوم عطلة , و بابا يرغب بالنوم قليلا بعد ؟ " قال بصوت مبحوح و هو مستلق , دون أن يفتح عينيه , آخذا نفسا عميقا من رائحة ابنته , التي تذوب قلبه و تشعره بالسكينة . توقفت رنا عن الضحك أخيرا , و ربتت بلطف على خده , تريده أن يفتح عينيه , لأنها ترغب في اخباره أمرا ما . عبس علي قليلا بسبب الازعاج , لكنه رضخ و سألها بعينين نصف مفتوحتين " ماذا تريدين الآن ؟ " أشارت رنا بأنها تريد شراء هدية " لمن ؟ " استغرب علي الأمر , فمحيط رنا كله لا يتعدى خمسة أشخاص , لمن تريد احضار الهدية اذا ؟ أشارت رنا مجددا الى أنها تريد شراءها , من أجل ملك بمناسبة عيد ميلادها . برؤية ما تريده فتح علي عينيه فجأة , و قد استفاق تماما " كيف ؟ متى عيد ميلادها ؟ ثم من أخبرك ؟ " 😘💞💞 ....... | ||||
|
| |
|
14-10-20, 10:44 PM
| #448 | ||||||||
| آخخخ و أخيرا و الله يلاقلي بزاف باش نتعود على نمط التنزيل الجديد حتى لو ما كاش بارة جديييد ندخل للرواية و نحدث الصفحة 😭😭😭😭😭😭😭 بااارت اليوم كالعادة جميل جدا 👏👏👏👏 كان لابد ممتن مواجهة علي و مريم وو ضع النقاط على الحروف حتى ولو ليست كلها المهم الآن ان مريم تعلم ان ملك لا تبادل علي اي مشاعر جيدة احببت شخصية مريم لواقعيتها فهي حتى لو كانت طيبة لا تستطيع الا ان تغار على زوجها و تغضب و تثور و تستجيب لوساوس الغير لأن هذا الطبيعي و لكن بمجرد انفرادها بنفسها و التفكير قلبلا بعيدا عن 🐍🐍🐍سارة وجدت نفسها تعترف انها تستطيع ائتمان ملك على عائلتها احببت هذا التفصيل جدا 😊😊😊😊😊 علي و بما ان ملك دخلت منطقة ثقته العمياء يجد نفسه يفكر فيها دوما و يريد استفزازها و التقرب منها مشهد الغروب كان رائع داىما احي نقاشاتهم المتحضرة 😍😍😍😍😍😍😍😍 يااااااي الفصل الجاي عيد ميلاد ملك جد متشوقة لردة فعل الجميع و خاصة علي و مريم اتمنى ان تصالحها الاخيرة في هذا اليوم خاصة و ان ملك بعيدة لاول مرة عن عائلتها 😥😥😥😥اتمنى ايضا ان يفهم مدى تأثير هذا البعد عليها 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹 | ||||||||
|
| |
|
15-10-20, 12:23 AM
| #449 | |||||
| اقتباس:
أعرف أن التنزيل كل يومين مشوق و شاق لكن من اجل الحفاظ على مستوى راق يرضيني و يرضيكم في الاحداث 🤗🤗 بالنسبة للاحداث لا تزال التطورات كثيرة و لا أضمن الا ان اضع فيها كل طاقتي لتكون في مستوى تطلعاتكم ☺️ شكرا حبيبتي دائما ما تكونين اول من يناقش الأحداث بحماس و وعي كبير 💖💖💖🌹🌹🌹🌹🌹🌹💖💖💖 | |||||
|
| |
|
15-10-20, 01:31 AM
| #450 | |||||||||||
| نجم روايتي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 12 والزوار 6) موضى و راكان, Alaa_lole, قلب الاحزان, مرمرية, ملك علي, رسوو1435, آلاء الليل, أم نسيم, بلانش, Alzeer78, amatoallah, Lilan22 أبدعتى ملوكة فصل دسم و مليان مشاعر لوم و عتاب و غيرة بطريقة راقية شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . | |||||||||||
|
| |
 |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ، |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
678Likes
.png)
العرض العادي
