آخر 10 مشاركات
حب في الصيف - ساندرا فيلد - الدوائر الثلاثة (حصريــا)** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          52 - خداع المرايا - أجاثا كريستي (الكاتـب : فرح - )           »          ليالي صقيلية (119)Notti siciliane ج4من س عائلة ريتشي:بقلمي [مميزة] كاملة و الرابط (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          287 - كذبة العاشق - كاتي ويليامز (الكاتـب : عنووود - )           »          284 - أنت الثمن - هيلين بيانش _ حلوة قوى قوى (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          275 - قصر النار - إيما دارسي (الكاتـب : عنووود - )           »          269 - قطار النسيان - آن ميثر (الكاتـب : عنووود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-08-20, 09:23 PM   #111

Alaa_lole

? العضوٌ??? » 444507
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » Alaa_lole is on a distinguished road
افتراضي


في انتظار الفصل🤩✨💛

Alaa_lole غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-08-20, 09:27 PM   #112

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي




البارت الرابع و الثلاثون صك الخلاص 💞






ساد المكتب صمت رهيب , كان علي يجلس مكانه و يضع يده على ذقنه , مراقبا المرأة أمامه و هي تخط على الورقة بتركيز كبير ,


دون أن يفوته ارتكازها على الكرسي أمامها , منتظرا أن تشعر بالوهن و تتنازل لتطلب الجلوس ,


الا أن عنادها غالب غروره , و بقيت مكانها دون حراك , تموت و لا تطلب شربة ماء من هذا
المتسلط ,



في المقابل كانت ملك في عالم آخر , كتبت بداية بضعة سطور ثم هزت رأسها , طوت الورقة بتوتر و ألقتها على الأرض , فيما يبدو أنها تبحث عن صيغة مناسبة للعقد المزعوم ,



تلتها الثانية ثم الثالثة و الرابعة , في كل مرة كانت تعيد صياغة ما تريده , تحت أنظار علي الذي كان قلبه يؤلمه من رميها الأوراق على الأرض



" ألا يمكنها وضعها على المكتب , أو القاؤها في السلة مثلا ؟ "

تمتم و هو يخلل أصابعه في شعره بانزعاج , لكنه لم يوجه اليها أية ملاحظة أخرى و اكتفى بالمراقبة



أنهت ملك كتابة ما تريده و سلمت الورقة لعلي , طالبة منه قراءة المحتوى بايماءة من رأسها ,



نظر اليها قليلا و هي تحدق اليه بعيون متأملة , ثم مد يده بتأن و أخذ منها الورقة , و بدأ بقراءتها بعينيه



" أنا الممضي أدناه علي الشراد , أتعهد باطلاق سراح ملك الصافي , بعد عملها كخادمة لسنة مع احترام الشروط التالية :

لا يحق لي أن أطالبها بأية أعمال غير أخلاقية "



حدجها علي بنظرة مستنكرة

" أمور غير أخلاقية ؟ "

هل تعتقد هاته المرأة أنه يعمل في تجارة العبيد مثلا ؟

أو يبدو عليه أنه يدير ماخورا هنا ؟



استاء علي بشدة للحظات , لكنه أخذ نفسا عميقا و استمر بالقراءة , و هو شبه متأكد من أنه سيخرج مسدسه , و يطلق النار على رأسها بعد انتهائه من الورقة


" أستغفر الله "

تمتم بينه و بين نفسه و استمر

" لا أعترض استرجاع جواز سفرها , أو تبرئتها من تهمة التهريب بأية طريقة ,

أعمل على الغاء عقد الزواج ,

كما أتعهد بعدم التدخل في شؤونها الخاصة "



بعدما أنهى علي القراءة عبس

هي كتبت الغاء الزواج و ليس الطلاق , آخر شيء توقعه أن يتفقا في هذه النقطة



" الغاء عقد الزواج ؟ "

سألها بحاجب مرفوع محاولا التأكد من المعنى , لكن ملك قاطعته قبل أن يسأل

" المزيف , العقد الذي اختلقته تم دون موافقتي , و أنا لا أعتبره موجودا من الأساس حتى يكون له عقد طلاق "



صمتت لبرهة و هي ترتب أفكارها ثم أضافت

" آخر شيء قد أقبله أن يقترن اسمي باسمك باقي حياتي , حتى لو كانت بصفة سابقة "



زجرها علي الذي بدأ يفقد أعصابه

" هاي تأدبي "



و زفرت ملك بضيق تحاول السيطرة على أعصابها

" هذه الحقيقة , اذا كنت لا تقبلها تلك مشكلتك ,
لا أريد رؤية اسمك باقي حياتي و لو على ورقة "



التزم علي الصمت , و هو لا يستوعب لم لا يخيفها زجره لها , حتى الرجال يجبنون أمام غضبه ,



لكنه لا يفهم ما الذي ترمي اليه بشرط كهذا ؟

هي امرأة ان غادرت دون ورقة طلاق لاحقا , ستفقد كرامتها أمام أهلها ,

هل هذا غباء , لامبالاة أو تهور ؟

لكنه توقف عن ملاحقة الموضوع , ليس شأنه بما أنه في مصلحته .



فكر علي بعمق في كل كلمة كتبتها ملك , ثم تكلم أخيرا أمام المرأة التي تنتظر بفارغ الصبر


" و ماذا أكسب أنا من هذا الاتفاق ؟ أنت تحصلين على حريتك و براءتك و تعودين الى أهلك ,

و أنا لا شيء ثم بيتي ليس بحاجة الى خادمات "



كالعادة كلامه مثل السم القاتل , و وقاحته لا حدود لها
كيف يفكر هذا المستغل في الاستفادة من وضعية كهذه ؟





حدقت ملك اليه قليلا , أخذت نفسا عميقا حتى لا تريد عليه بحدة , و قد أرهقها الجدال مع هذا الرجل السادي ثم أجابته


" أنت ألا تفعل كل هذا لاذلالي و تقييد حريتي ؟

ألا تريد عقوبة سيئة بسبب ما تعتقد خطأ أنني فعلته ؟

اذا أنا أعتقد أن امضاء عام كامل معك في بيت واحد , و رؤية وجهك كل يوم , أسوء من حكم الاعدام بالنسبة لي "





"...."

علي الآن يعترف فعلا أن لا أحد يجيد مجادلته , بأسلوبه المستفز هذا أكثر من هذه المرأة .




" لكن هذا الاتفاق ينقصه الكثير "

قال بلغة العارف و استفسرت ملك بريبة , هذا الرجل كالثعلب لا تريد أن تتفاوض معه لأنها ستكون الخاسرة


" ماذا ؟ "



تنهد علي و أضاف

" أولا أنا من يحدد ماذا ستكون مهامك كخادمة , عليك الاقامة هنا و التقيد بقوانين هذا المنزل ,

كما لا يمكنك العمل في مكان آخر "



طبعا هو قصد أن يضيق عليها الخناق في الجانب الاقتصادي , و يضعها تحت مراقبته ,

لكن ملك لا تملك مكانا آخر تذهب اليه أصلا , فهي دون بطاقة هوية ,

كما أنها لا تملك الا القليل من المال , الذي لن يكفيها ان بقيت مطولا , أو قامت بكراء شقة أو حتى غرفة ,



هي كانت قد فكرت سابقا أن تعود الى بيت الشاطئ و لو مؤقتا , و لكنها لا تملك الجرأة لمقابلة عبد الحفيظ ,

بعدما اعترفت أمامه ذلك اليوم أن علي زوجها , و هي التي كانت تنكر الأمر طوال الوقت ,



لذلك فهذا أنسب وضع بالنسبة لها , ثم لن يكون هناك فرق ان بقيت هنا أو في مكان آخر , لأن هذا المترصد لن يدعها و شأنها في كل الأحوال .



لذلك سارعت للموافقة , فهي لن تخسر أكثر مما فعلت , على الأقل الآن أصبح لديها فكرة عن موعد رحيلها ,

فهي تعرف جيدا أن هذا الرجل ان أراد , بكلمة منه ستنتهي كل متاعبها

" موافقة "




نظر اليها علي بتمعن و استرسل

" ثانيا ان أنت انزعجت أو تذمرت أو أبديت عجزا , عن القيام بالمهام التي توكل اليك , فعليك تنفيذ الطلب الأول "

قال يقصد أن تكون زوجته لليلة واحدة



اشمأزت ملك مجددا و تراجعت خطوة الى الوراء

" سأنفذ كل ما يطلب مني لا داعي للقلق ,

لكن في المقابل ان أنت تعديت حدودك معي و أخليت بالاتفاق , فسيلغى و عليك أن تدعني أرحل "





ابتسم علي بسخرية , هذه المرأة تفاوض من منطلق ضعف , و لكنها لا تتوانى عن تهديده

" فعلا ؟ و كيف ستجبرينني على ذلك ؟

هل ستقتلين نفسك مثلا كما هددت في المستشفى ؟ "




ردت ملك بابتسامة أكثر خبثا , فيما يبدو أنها تعلمت منه الكثير

" أنصحك لا تستفز شخصا لا يملك ما يخسره ,

و أنت قلتها سابقا أنا طبيبة , أعرف مائة طريقة للانتحار , و لكنني أعرف ألف طريقة للقتل ,

ثم لا تنسى أنا في بيتك بين أناسك "



بدا واضحا أن ملك تهدده بجدية , كانت ملامحها حادة و عينيها تلمعان .


اختفت فجأة ابتسامة علي و جمد الدم في عروقه , لم يقو على الرد عليها و قد أفحمته أخيرا ,


دون أن يدرك أن ملك كانت تستفزه فحسب , فهي لا تقوى على قتل نملة , لكن من أين له أن يعلم أمرا كهذا .





استغلت ملك تشنج الرجل أمامها , أخذت الورقة من يده , أضافت ما طلبه و نسخت أخرى منها , وقعت على الاثنتين و ناولتهما له

" امضاؤك ؟ "



قرأ علي مجددا ما هو مكتوب في النسختين , تردد قليلا قبل أن يضع امضاءه , و بمجرد أن وقع الأولى اختطفتها ملك من يده , خشية أن يتراجع في قراره ,



نظرت اليها ملك مبتسمة , و تأكدت منها مجددا ثم نظرت اليه

" سأبدأ العمل منذ اليوم , و لا علاقة لك بي بعد الآن "




أخذت ملك بعدها صك خلاصها و طوته بحذر , ثم استدارت بعناء للمغادرة ,

بمجرد أن همت بالانصراف , توقفت على بعد خطوة من الباب , استدارت ناحيته و قالت شيئا أخيرا


" بالمناسبة يبدو بأنك رجل أعمال فاشل في التفاوض "



ظهرت نظرة استفهام على وجه علي و في عينيه , ابتسمت ملك له بسخرية كما فعل قبل قليل و شرحت

" حتى لو كنت طلبت أن أعمل هنا لعشرة سنوات كنت قبلت "

ثم رمقته بنظرة ازدراء و غادرت مكتبه .





جلس علي على كرسيه مجددا , يمسك الورقة في يده و كأن تيارا صعقه , كان مذهولا مما حصل للتو ,

و كيف أنه أمضى أسرع عقد في حياته , بعد عقد الزواج الزائف ؟



لم يبدو أن كل ما يتعلق بهذه المرأة خارج عن كل منطق ؟

هو لا يعلم لم تنتهي مناقشاتهما في كل مرة الى مكان , لا يعرف حتى كيف وصل اليه ,

و ها قد وجد نفسه للمرة الثانية , ينفذ ما تطلبه هذه العنيدة بسهولة , بعدما طاوعها ذلك اليوم في التزام الصمت أمام والدها .



ثم أيعقل أن ترفض امرأة أية امرأة , مهما كان وضعها أن تكون زوجته ,

و تفضل أن تكون مجرد خادمة و كأنه مسخ ؟

و الأدهى أنها تعتقد أنها مستفيدة أكثر منه من هذا الاتفاق .



هو الذي تركض الكثيرات خلفه لنيل الرضا , نساء تهتز الأرض لذكر أسمائهن ,

هل يعقل أن ترفضه هذه المجنونة النكرة , حتى و ان كان العرض مجرد مزحة ؟





تحرك غرور الرجل فجأة , و كأن الأمر أصبح يزعجه ,

صحيح هو لم ينو من البداية أن يجعلها زوجته حقا , فكرامته تمنعه من أن يكون مع امرأة لا تريده حتى و ان أحبها ,

فما بالك بامرأة يبادلها الكره و الحقد و لا تعني له شيئا ,

و لكن أن يكون الرفض من طرفها , فالأمر موجع بعض الشئ .



اضافة الى أنه لم يستوعب , كيف تجره هذه العنيدة في كل مرة لتنفيذ ما تريده ؟

و كأنها تلقي عليه بسحر ما , بمجرد أن تحدق ناحيته بتلك العينين العسليتين , و التي يعترف أنها توتره بطريقة غريبة , لم يسبق أن حصلت معه .



" يا الهي "

حك علي جبينه و هو يحدق الى الورقة في يده

هو لا يصدق أنه وقع على عقد اطلاق سراحها , و منحها ورقة تدينه عليها امضاؤه بكل بساطة .





هدأ علي نفسه و حاول مواساتها و مداراة خيبة أمله

" يبدو بأنها تكابر فقط , لتكسب بعض النقاط و تظهر مظهر العفيفة ,
تحاول أن تحفظ ما بقي من كرامتها ,


أعرف أنها ستتوسلني بنفسها لالغاء الاتفاق بعد أيام , لا يمكن أن تكون جادة أبدا ,

هي تحاول أن تبدو صعبة المنال حتى أرضخ لها , و لسوء حظها سبق و أن تعاملت مع نساء مثلها ,

مجرد تمثيل زائف "



هذا ما كان علي يمني به نفسه , لكنه لا يعرف ملك على الاطلاق , هي لم تتراجع يوما عن كلمة قالتها , و الأيام ستثبت خطأ اعتقاده .





فيم هو غارق في تفكيره , انتبه علي الى الأوراق الملقاة على الأرض , قام من مكانه انحنى على واحدة منها كانت تحمل آثار دم ,

كانت مكتوبة بالفرنسية قبل أن تغير رأيها و تعيد صياغتها بالعربية ,



عليه الاعتراف أن خطها جميل ليس كخطوط الأطباء , و هذه اللغة اللعينة لا يعرف حتى كيف يجيدها الآخرون

" يا الهي فيم تفكر أنت الآن ؟ "

لام علي نفسه على تشتيت ذهنه , حدق فيها لبعض الوقت ثم ألقاها في السلة ,

دس بعدها الأصلية في درج مكتبه , و عاد الى كرسيه لاستكمال عمله .





بعدما غادرت المكتب قصدت ملك المطبخ مباشرة , باحثة عن شيء تأكله قبل أن تموت جوعا ,

هي لمحته حينما كانت بصدد الخروج من غرفتها سابقا , فهو مقابل لرواق الخدم ,

كانت بالكاد تستطيع التقاط أنفاسها و الوقوف على رجليها , لكنها قصدته بخطى متباطئة .



و كباقي أنحاء هذا البيت , لم يكن المطبخ أقل فخامة , لكن ألوانه كانت فاتحة على عكس المكتب , الذي يصيب المتفرج بالاكتئاب ,

الآن فقط فهمت لم هناك هالة مخيفة حول ذلك الرجل , و لم ملامحه باردة و متجهمة طوال الوقت ,

كيف لا و هو يحيط نفسه بكل ذلك السواد , هي متأكدة أنها لو فتحت رأسه ستجد السواد في كل مكان .



بمجرد أن دخلت ملك من الباب , أصيبت الخادمات بالدهشة , و قد فاجأهن منظرها الذي بدا و كأنها روح هائمة ,



كن يتناولن قهوتهن بعد انتهاء العمل و يدردشن , لكنهن تركن أماكنهن و وقفن أمام الحوض , حتى أن احداهن رسمت الصليب على صدرها بسبب هلعها



هن لا تعلمن من تكون هذه المرأة , و لا متى دخلت الى هذا البيت ,

لكنهن حدقن الى بعضهن و قد خمن الأمر , فقبل أيام صرف السيد كل من بالمنزل , ليوم واحد باستثناء فاطمة ,


حينما عدن في ثاني يوم , لم يلاحظن أي شيء غير معهود ,

فقط فاطمة كانت على غير عادتها , تحمل صينية الطعام أثناء الوجبات , و تخرج بها من المطبخ قاصدة احدى الغرف , و لم يجرؤن على السؤال أو ولوج الغرفة دون اذن ,



ففاطمة ليست مدبرة المنزل و كبيرة الخدم فحسب , و انما هي مربية علي و تعتبر جزءا من العائلة ,

بكلمة منها لا يتم طردهن فقط , و انما يتم ترحيلهن الى بلدهن في يوم واحد .



لم تبال ملك بردة فعلهن , وقفت مكانها و حدقت اليهن قليلا , كن أربع خادمات آسياويات بملامح متشابهة , و لكن نظرتهن تطرح سؤالا واحدا

" من تكون هذه المرأة الشبح ؟ "



وحدها فاطمة من لم تبرح مكانها , حتى توجهت لها ملك بالكلام

" أريد طعاما "



قامت المرأة بصمت و أخرجت صينية من الفرن و وضعتها أمامها , جلست ملك مباشرة الى الطاولة دون انتظار الاذن و بدأت بالأكل بنهم ,


هي لم تذق لقمة واحدة منذ أيام , و كانت على وشك الاصابة بقرحة معدية ,

بمجرد وصول أولى اللقمات الى معدتها , بدأت تشعر بعدم الارتياح و الغثيان , لكنها كابرت تريد أن تستعيد عافيتها سريعا ,


هي لا تريد أن تكون ضعيفة , أثناء السنة التي ستبقاها هنا في هذا المنزل , أو أن تمنح ذلك الرجل سببا لالغاء الاتفاق .



غادرت فاطمة المطبخ و عادت مع علبة دواء وضعتها أمام ملك , كانت لآلام المعدة أرسلها الطبيب , و أوصى باعطائها لها بمجرد ان تعود لتناول الطعام ,



أخذت ملك الحبة في صمت , و بعد أن أنهت ما جاءت لأجله , عادت متثاقلة الى الغرفة التي كانت فيها , دون أن تكلم أحدا , متجاهلة نظرات الخادمات الفضولية ,


استلقت مجددا على السرير , و أخرجت الورقة لتتأملها مرة أخرى , و كأنها لا تصدق أنها معها ,

ابتسمت و حضنتها ثم أغلقت عينيها لتغفو قليلا , رغم أنها قررت البدء في العمل اليوم , لكن قواها لا تساعدها , و قررت أن تأخذ قسطا من الراحة أولا .





بقيت الخادمات في المطبخ تحت الصدمة , بمجرد أن غادرت فاطمة تحمل قهوة علي حتى بدأن في الثرثرة

" من تكون هذه المرأة يا الهي تبدو مثل شبح ؟ "

" تعتقدين أنها سبب تسريحنا ذلك اليوم ؟ "

" أكيد لكن كيف لم نلاحظ وجودها الا اليوم ؟ "

" و لكن السيد لم يسبق أن أحضر امرأة هنا "

" عن أية امرأة تتحدثين ؟ تبدو مثل فزاعة الحقل "

قالت ماري بغيرة ظاهرة و أشارت لها الباقيات بالصمت , لأن فاطمة لا تسمح لهن بانتقاد تصرفات أصحاب المنزل , و ان وصل الأمر الى مسامعها ستعاقبن بشدة .





وضعت فاطمة القهوة أمام علي , و بقيت واقفة مكانها بعدما أشار لها بذلك ,

هي فعلا فضولية كيف تمكن من اقناع ملك بالأكل في نصف ساعة , و قد كانت تضرب عن الطعام لأيام , و لم تفلح معها أية طريقة ؟



بقي علي صامتا لدقائق و كلمات التهديد التي قالتها ملك ترن في أذنيه , رغم أنها ربطت ذلك بتراجعه عن الاتفاق , لكن الحيطة واجبة



قاطعت فاطمة تأمله

" تلك الشابة أكلت أخيرا , لكن يبدو أنها تعاني من مشاكل في المعدة "



لم يعلق علي على كلامها و غير الموضوع

" فاطمة منذ اليوم تلك المرأة واحدة من طاقم الخدم "



شعرت فاطمة بالغرابة , فلم يسبق أن دخلت خادمة الى هذا البيت بهذه الطريقة ,

لم يتدخل علي يوما في أمر كهذا هذه صلاحياتها المطلقة , و لكنها لم تعترض هذا بيته و هو حر فيه .




أضاف علي بعد تفكير عميق

" أعطها واجبات كباقي العاملات , لا أريد محاباة لها لكن عليك مراقبتها ,

ممنوع منعا باتا أن تلج الطابق الثاني , و ممنوع أن تحتك مع رنا أو مريم , مفهوم ؟ "

و رمقها بنظرة جدية محذرة




" حاضر بني , لكن قد يكون الأمر صعبا قليلا مع رنا "

قاطعها علي بتوتر

" أعلم , ابذلي جهدك معها , فقط لبعض الوقت لن يدوم الأمر طويلا "

" حاضر "



أطرق علي لدقيقتين قبل أن يضيف

" شيء آخر لا أريدها أن تخدم الضيوف , و لا أن يلمح أحدهم طيفها في الجوار , مفهوم ؟ "



زاد استغراب فاطمة بما قاله علي

( ان كان لا يثق بها لم يبقيها هنا ؟

كان بامكانه اعطاءها بعض المال و تركها ترحل )

تساءلت بينها و بين نفسها و قد بدا الأمر مريبا



و لكنها لا تملك الا أن تنفذ الأوامر , دون أن تعلم السر الكبير الموجود بين هذين الاثنين

" حاضر بني كما تريد "



أشار لها بعد ذلك بالانصراف و بقي غارقا في تفكيره .



في الواقع كان علي يريد وقتا اضافيا فقط لحل هذه الوضعية , هو حينما عاد من سويسرا كان قد قرر بأن يدعها ترحل ,

و أن يبقي المراقبة عليها , فهي لا تستطيع الابتعاد كثيرا نظرا لظروفها ,



لكنها فاجأته بمجرد دخوله , و أبرمت معه ذلك الاتفاق الذي لم يعد يملك أن يتراجع عنه , و قد أدرك متأخرا أنه بقبوله عملها كخادمة هو مجبر على تركها هنا ,

فهذا المنزل الوحيد الذي يملكه , الباقي مجرد شقق و أجنحة فنادق و بيوت عطلات ,



كما أنه لا يجرؤ على ارسالها للعمل لدى والدته أو أحد معارفه , لأنه حينها يغامر بأن يكشف أمر الزواج المزيف , و كل الجنون الذي حصل خلال الأيام الماضية ,



و فوق كل هذا هذه المرأة مجنونة و عنيدة , ان أفلتت من مراقبته قد تقدم على القيام بأمور سخيفة أو تثير فضيحة , و سيكون هو من سيفقد ماء وجهه ,

على اعتبار أن هناك عقدا يجمعهما كزوجين , خاصة أن هناك بعض الأشخاص يعرفون بالأمر أصلا .



يعني اذا قررت ملك اذاعة الأمر في الخارج , فسيخسر الكثير و سيدخل مجددا في دوامة الاشاعات و الاتهامات , و هو لم يعد يتحمل , لذلك قرر العمل بمقولة

" أبق أصدقاءك قريبين و أعداءك أقرب "



هنا في بيته ستكون تحت أنظاره كل ثانية , و لن يسمح لها بالتصرف كما يحلو لها , الى أن تتراجع كما خمن و تأتي طلبا للصفح ,

فبالنسبة له لن يحتاج الأمر أكثر من بضعة أيام و هو صبور بطبيعته .



هز علي رأسه و غمغم بثقة

" طيب سنرى الى أين ستصلين أيتها العنيدة " .













😘💞💞





.........


بيبآا likes this.

ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-08-20, 09:36 PM   #113

Alaa_lole

? العضوٌ??? » 444507
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » Alaa_lole is on a distinguished road
افتراضي

في انتظار الفصل🤩✨💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛

Alaa_lole غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-08-20, 09:42 PM   #114

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alaa_lole مشاهدة المشاركة
في انتظار الفصل🤩✨💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛



حبيبتي نزلتو بعنوان صك الخلاص 💞
احب اعرف رايك فيه ⁦❤️⁩⁦❤️⁩


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-08-20, 10:08 PM   #115

روجا جيجي

? العضوٌ??? » 371410
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 554
?  نُقآطِيْ » روجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond repute
افتراضي

روايتك جميله جداً فكرتها غريبه شويه بس حلوه
متهيالى حيبدأ الاكشن ودايماً بتفجأينا بحاجه غير متوقعه
يا ترى ايه🙄🤣


روجا جيجي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-08-20, 10:24 PM   #116

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روجا جيجي مشاهدة المشاركة
روايتك جميله جداً فكرتها غريبه شويه بس حلوه
متهيالى حيبدأ الاكشن ودايماً بتفجأينا بحاجه غير متوقعه
يا ترى ايه🙄🤣





شكرا حبيبتي 💞😘
الرواية قاءمة على التناقض بين علي وملك و انا احب القصص التي تتحول من الكره الى الحب ⁦❤️⁩⁦❤️⁩
المفاجآت لا تزال كثيرة ترقبوا التطورات 🤫🤫🤗


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-20, 08:50 PM   #117

Alaa_lole

? العضوٌ??? » 444507
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » Alaa_lole is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك علي مشاهدة المشاركة
حبيبتي نزلتو بعنوان صك الخلاص 💞
احب اعرف رايك فيه ❤❤
ابدعتي متشوقه لمعرفه كيف بتمر السنه علي ملك والاحداث والمغامرات الصدامات ✨🤩🤩🤩🤩 اللي بتصير


Alaa_lole غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-20, 09:09 PM   #118

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي





البارت الخامس و الثلاثون ابنة سيد المنزل





بعد أن أخذت ملك قسطا من الراحة , أصبحت الساعة التاسعة ليلا ,
جلست على جانب السرير في غرفتها , تتفحص أغراضها التي أحضرها كريم مساءا , نزولا عند طلب علي ,


لم تكن الحقائب تحمل الكثير , فهي قد جهزت نفسها لرحلة أسبوع , ليتحول الأمر الى سنة كاملة ,



جيد أنها تسوقت و اشترت الكثير من الهدايا , فبامكانها استخدامها الآن , على الأقل لن تحتاج أن تطلب من سكان هذا البيت شيئا ,


جردت ملك الأغراض لترتيبها في الخزانة , و قد قررت البقاء في هذه الغرفة , لا تريد الخروج الى أي مكان آخر ,



حدقت في المكان الذي كان بسيطا بعض الشيء , لا يحوي الكثير عدا سرير و خزانة و طاولة , لكنه يشعرها بالراحة فهذا أبعد مكان قد يصله ذلك الرجل .



كانت ملك تفكر أنها خلال هذه السنة , ستكون منقطعة عن والديها , فهي لا تملك معلومات الاتصال بهما ,

و حتى لو تدبرتها هي متأكدة أنهما لن يسمعا ما ستقوله , خصوصا أنها لا تعرف بم تجيب ان كررا السؤال عن زواجها ,



ربما ستتريث بعض الوقت , ثم ستحاول مراضاتهما في انتظار عودتها , ستعتبر نفسها في رحلة تخييم لمدة طويلة حاليا , و قد تخدمها هذه القطيعة لاحقا


في المقابل ستتخلف عن زملائها في امتحان التخصص , و ستتوقف عن عملها لمدة طويلة , و لا تعلم ان كانت ستتلقى عقوبة عن تغيبها أو لا .



وضعت ملك رأسها بين يديها بيأس , فقد انقلبت حياتها رأسا على عقب فجأة , لكن لا خيار آخر أمامها فهذا صار واقعها ,


و من غير المجدي التفكير حاليا في أي شيء آخر , أولويتها الآن استعادة حريتها و العودة الى بلدها ,

و بعد ذلك ستفكر كيف تعيد ترتيب حياتها , التي يبدو و كأنها تعرضت لانفجار نووي , فربما تعود يوما ما الى طبيعتها .





فكرت ملك في وضعيتها الجديدة مليا , في هذا المنزل ليس هناك الكثير من السكان , المجنون و فاطمة اضافة الى أربعة خادمات

هي سمعت احداهن تنادي زميلتها ماري و الأخرى ياو , أما الاثنتين الأخريين فلا فكرة لديها عن أسمائهن , و هن يتحدثن العربية مخلوطة بالانجليزية بشكل غير مفهوم ,


لكنها لا تهتم فليس هناك أي داع للاحتكاك بأحد , فهي ليست هنا لتكون صداقات .



كانت ملك تحاول مواساة نفسها , للتأقلم مع هذا الوضع المفروض عليها , أثناء ذلك أطلت الفتاة الصغيرة , بابتسامتها البريئة من الباب و فاجأتها



" بسم الله الرحمن الرحيم "

همست ملك و وضعت يدها على صدرها , فهي ما زالت تعتقد بأنها شبح لطفل ما ,
لكن سرعان ما زالت شكوكها لأنها الآن في وعيها , و الفتاة الواقفة أمامها انسان حقيقي ,



بقيت الاثنتان تحدقان الى بعضهما لدقائق كما حصل أول مرة , بعدها بادرت ملك و ابتسمت لها , ثم طلبت منها أن تدنو مشيرة لها بيدها ,

نفذت الفتاة طلب ملك , و تقدمت بخطى صغيرة ناحيتها , و هي تشبك أصابعها الى الأمام




اليوم هي ترتدي فستانا حريريا قصيرا زهري اللون , تضع مشبكا في شعرها الذي مشط على شكل ظفيرتين على الجانبين , وتحمل أرنبا دمية في يدها تضمه الى صدرها


" اذا أنت حقيقية و لست شبحا ؟ "

سألتها ملك مع ابتسامة على وجهها



لأول مرة تبتسم منذ وصولها الى هنا , رغم المأساة التي تعيشها , الا أنها تمتلك ضعفا اتجاه الاطفال ,

لا يمكنها الا معاملتهم بكل لطف و حنان , حتى و لو كانت الدنيا تنهار من حولها ,

كان هذا السبب الرئيسي الذي دفعها الى اختيار التخصص , و لكنها كانت في أغلب الأحيان تتعلق بمرضاها , و تندمج في حياتهم الخاصة ,

مما يجعلها تعاني في مرات كثيرة , بسبب وفاة بعضهم و تدخل في اكتئاب لأيام .





" ما اسمك ؟ "

بادرت ملك بالسؤال محاولة فتح حوار , لكن الفتاة كانت تنظر اليها و ترمش بعينيها , دون أن تحرك شفتيها و دون أن ترد



سألت ملك نفسها

" هل يعقل أنها لا تفهم ما أقوله ؟ هل هي ابنة احدى الخادمات هنا ؟ "



دنت ملك منها أكثر و أمسكت بيدها الصغيرة

" تعرفين أن شعرك جميل ؟ "


هزت الفتاة أخيرا رأسها بالموافقة , لكن دون أن تصدر صوتا , مكتفية بابتسامة دافئة تظهر غمازتيها الجميلتين , و قد أعجبتها مجاملة ملك لها



" هل يعقل أن تكون حفيدة فاطمة ؟

هي تفهم ما أقوله كما أن ملامحها عربية , لا يعقل أن تكون ابنة احدى الخادمات الآسياويات "



فكرت ملك بعدما تمعنت في ملامح الطفلة أمامها , الآن فقط شعرت بأن عينيها السوداوين مألوفتين , و كأنها رأتهما في مكان ما سابقا لكنها لا تتذكر أين , لكنها استمرت في المحاولة

" حسنا أنا اسمي ملك ما اسمك ؟ "

صمت تام



" طيب كم عمرك ؟ "

أشارت الفتاة بأصابعها لرقم سبعة


" آه اذا أنت خجولة , لا تحبين التحدث أمام الاخرين "

قالت ملك و هي تداعب شعرها ثم أضافت

" حسنا أريد أن أشكرك , لأنني شفيت ذلك اليوم بعدما مسحت على رأسي "



هزت الطفلة رأسها باهتمام , ثم فتحت يدها لتعطيها شيئا , كانت هناك قطعتي شوكولا , أبهجت قلب ملك و أنستها همومها

" شكرا أنت لطيفة جدا "



ساد بعدها صمت المكان للحظات , و فيم كانت ملك تحاول أن تفتح حوارا مع الطفلة مجددا , دخلت فاطمة الى الغرفة مهرولة فزعة , و كأن أسدا يطاردها


" رنا ماذا تفعلين هنا ؟ "

كلمت الطفلة مباشرة متجاهلة ملك كلية



" اسمك رنا ؟ جميل جدا "

رددت ملك اسمها ببهجة , و مدت يدها لتمسح على شعرها مجددا ,



لكن فاطمة سبقتها و أمسكت بالطفلة من ذراعها , و خرجت تجرها الى الردهة , فيما بقيت يد ملك معلقة في الهواء , و قد استغربت ردة الفعل هذه ,



متسائلة ان كان يبدو عليها أنها مسيئة للاطفال , و ان كانت فاطمة لم تجد بيتا أفضل من بيت المجنون , لتربية طفلة رقيقة كهذه ,

لكنها لم تدقق كثيرا , و عادت الى ترتيب أغراضها , فلا شئ مما يحدث هنا طبيعي على كل حال .





في الرواق توقفت فاطمة لتكلم الطفلة

" رنا حبيبتي تأخر الوقت , يجب أن تكوني في سريرك الآن , و لا تأتي الى هنا ثانية ,

سيغضب علي كثيرا و يخاصمك , مفهوم ؟

هيا اذهبي الى غرفتك "



حدقت الطفلة بحيرة الى المرأة المستاءة , ثم هزت رأسها بالموافقة , و غادرت راكضة باتجاه غرفتها كما طلب منها .





عادت فاطمة مجددا الى غرفة ملك , و دون أن تأتي على ذكر ما حصل قبل قليل بادرتها

" ما اسمك ؟ "

" ملك "

ردت عليها بكل هدوء



تفحصتها المرأة قليلا ثم أشارت اليها

" رافقيني سأريك عملك "



و اتجهت ناحية المطبخ تتبعتها ملك بكل هدوء , واضح أن ذلك الرجل قد أرسلها للاعتناء بها ( فكرت ملك بسخرية )





" الغرفة التي كنت فيها هي غرفتك , و باقي الغرف للخادمات , الحمام في آخر الرواق مقابله غرفة الغسيل , و هذا المطبخ "



مشيا قليلا الى الصالون



" الصالون و غرفة المكتب أنت تعرفينهما , هذا الباب الرئيسي للخروج , و هناك باب خلفي للحديقة حيث حمام السباحة ,

في الطابق الثاني غرف النوم مع حماماتها , ممنوع عليك الصعود الى هناك "


قالت فاطمة بنبرة حازمة و نظرة جادة , و هزت ملك رأسها فيما كانت تراقب الأماكن , حيث تشير المرأة و لم تعلق على شيء .




استرسلت فاطمة


" يوميا أنا من يوزع الأعمال على الخادمات , الواجبات كثيرة سيكون عليك القيام بالتنظيف بأنواعه , سجاد نوافذ أرضية ,

تجهيز طاولة الطعام و رفعها , غسل الأواني تنظيف المطبخ , و الاهتمام بالأثاث و الأفرشة ,

غرفة الطعام في آخر الرواق المقابل , بعد الخروج من الصالون الى اليمين و مقابلها غرفة المعيشة "



و أخذتها لالقاء نظرة على هاته الأماكن , و هي تكمل تعليماتها


" أنا الوحيدة التي تطبخ هنا , السيد لا يأكل الا من يدي , و على العموم لا أعتقد أنك تجيدين طبخ أطباقنا "



صمتت المرأة قليلا ثم أضافت

" ماري مسؤولة عن خدمة السيد , تقوم بتلبية كل احتياجاته , فلا داعي للتقرب منه أو التدخل في أموره "



همست ملك بارتياح

" الحمد لله "


لكن فاطمة سمعتها و رمقتها بنظرة تحذير ثم استرسلت

" الافطار في السابعة , الغداء في الواحدة و العشاء في الثامنة ,

يتم تجهيز طاولة الطعام يوميا , حتى و ان لم يكن أحد في البيت ,

أنت و باقي الخادمات تتناولن طعامكن في المطبخ , و من غير المسموح استخدام أغراض البيت دون اذن "



" حاضر "

أجابت ملك أخيرا دون أن تسأل شيئا



حدقت اليها المرأة قليلا بعد ثم قالت بكل جدية

" هذا البيت أساسه الهدوء و الاحترام , لا مكان للصراخ و الجدالات , أو الكلام البذيء و قلة الاحترام ,

السيد صارم جدا بخصوص هذه الأمور , أي جدال سيعاقب الطرفين دون أي تحقيق ,

الضيوف هنا قلة و لكن أثناء تواجدهم , لا أريدك أن تظهري أمامهم ,

بالنسبة لزيك سأسلمك اياه لاحقا , اذا كانت لديك أسئلة تفضلي "

أنهت المرأة وصلة قوانين هذا البيت منتظرة أي تعليق



هزت ملك رأسها

" لا لا شيء , شكرا "



" حسنا اذا ابدئي بتنظيف سجاد غرفة الأكل و الصالون "

بما أن اليوم كان في نهايته , فقد أعطتها ما تبقى من عمل الخادمات



" حاضر "

وافقت ملك مباشرة

و دون أي نقاش جرت آلة تنظيف الزرابي , وضعت سماعاتها على أذنيها , شغلت الموسيقى لأنها لا تحب صوت الآلة المزعج ,

ثم بدأت بالتنظيف بكل تركيز و همة , رغم أنها لا تزال متعبة , الا أنها لا تريد منح ذلك الرجل مبررا لالغاء الاتفاق .




بحلول العاشرة ليلا أنهى علي عمله في مكتبه , كان متعبا جدا بعد رحلته الأخيرة ,

كما أن لديه الكثير من الأعمال العالقة في الشركة , لذلك قرر الخلود مبكرا الى فراشه ,



بمجرد أن فتح الباب , لمح ملك تقف وسط الصالون , ممسكة بآلة التنظيف و منهمكة في عملها ,

تفاجأ قليلا للأمر لأنه لم يعتقد أنها ستبدأ بهذه السرعة



" ألم يكن عليها البدء من الغد ؟ "

تساءل بينه و بين نفسه , و لكنه تذكر أنه هو من أخبر فاطمة , ألا تعاملها بمحاباة و توظفها مثل البقية



" لا بأس سنرى مدى تحملها "

تمتم بسخرية و فضول لرؤية نتائج التحدي



طبعا هو لا يعتقد أنها تقوى على انجاز أي عمل , لكن ما لا يعرفه أنها تتقن أعمال البيت المختلفة منذ سن صغيرة ,

فالعائلات الجزائرية مهما بلغ ثراؤها , الا أنها تعتمد على أفرادها في خدمة أنفسهم و بعضهم ,


و ثقافة الخادمات غير شائعة هناك , كما هي في دول الخليج , حيث يقتصر الأمر في معظم الأحيان , على امرأة تكلف بالتنظيف دوريا ,

أما اعداد الطعام فهو من مسؤولية نساء الأسرة , مهما بلغ مستواها و وضعها الاجتماعي ,

اضافة الى أن والد ملك تماما كعلي , لا يأكل الا من يد زوجته و حاليا ابنته ,

لذلك هي حيوية جدا , و تملك طاقة كبيرة للقيام بالكثير من الأمور , كما أنها ملمة بتفاصيل رعاية المنزل .



وقف علي مكانه يضع يديه في جيبه لبعض الوقت , محدقا للمرأة التي تعمل بكل تركيز .



لم تنتبه ملك في البداية الى وجوده واقفا خلفها , بسبب صوت الآلة و السماعات في أذنيها , و لكن ردة فعلها كانت هادئة جدا حينما استدارت فجأة و رأته ,


لم تركز في وجهه أكثر من ثلاث ثوان , و سرعان ما أشاحت بعدها بنظرها ناحية السجاد , متجاهلة اياه و كأنه غير مرئي .



طبعا علي التقط حركتها , و لكنه لم يعلق بكلمة , كما لم يستمر في الوقوف هناك , بل استدار و تسلق الدرج الى الطابق الثاني متجها الى غرفة نومه .



تنهدت ملك بسرية لمغادرته , هي تتوتر كثيرا لرؤية وجهه , و تدخل معه في جدال كلما خاطبها , لذلك من الأفضل تجاهله ربما يدعها و شأنها .



بينما هي منهمكة في عملها , ارتطم بها أحدهم بشدة في كتفها , لتتراجع خطوتين الى الخلف


رفعت ملك رأسها لتجد ماري أمامها , كانت تحمل صحن مكسرات عائدة من غرفة المعيشة ,

و بمجرد أن اصطدمت عنوة بملك , حتى تعمدت افراغ بقايا الطعام على السجاد ,


و برغم أن حركتها كانت مكشوفة جدا , الا أنها ادعت البراءة و ابتسمت بخبث

" sorry "



و عادت بعدها مسرعة الى المطبخ مختالة بما فعلته , و قد تعالت صوت ضحكاتها مع أخرى بمجرد دخولها هناك ,



أرادت ملك أن تعاتبها , و تطلب منها أن تنظف ما وسخته , و لكنها تراجعت حينما تذكرت ما قالته فاطمة عن جدال الخادمات ,

خصوصا أن هذه الخادمة تعمدت استفزازها بكل وضوح , كما أن لا أحد سينصفها ان اشتكت , لا سند لها هنا ,

و قد يتهمها المجنون بافتعال المشاكل للتهرب من العمل , و يستغل الفرصة للتراجع عن العقد .



تنهدت ملك بعمق و قد غالبها الحزن , قررت بعدها تجاهل الأمر و عادت للتنظيف من جديد ,

لكن كان لديها احساس أن هذه لن تكون آخر مرة , و أنها ستتعرض الى مزيد من التنمر , على يد خادمات السيد المتسلط ,

و من يدري ربما هو من يؤلبهن عليها لازعاجها , و تعكير صفو حياتها .





أكملت ملك ما طلب منها , و عادت الى غرفتها ملاذها الآمن , أخذت حماما دافئا مطولا و آوت الى فراشها ,

وضعت يديها على وجهها , و هي تحاول شحن معنوياتها

" مر يوم و بقي ثلاثمائة و أربعة و ستون يوما ,

لا تيأسي ملك لا تشمتيه فيك , لا تتركيه يفرح برؤية ضعفك و انهيارك ,

أنت أقوى من كل هذا , يجب أن تخرجي من هنا مهما كلفك الأمر , حياتك و عائلتك في انتظارك "



مسحت ملك الدمعتين اللتين نزلتا من طرف عينيها بسرعة , و ذكرت نفسها بأهدافها

استلقت بعدها تحدق في الفراغ , و هي تشعر ببعض الارتياح لأول مرة منذ دخولها هذا المنزل ,


أخيرا توصلت الى اتفاق مع ذلك الرجل , و بدأ العد التنازلي لوجودها هنا , أخيرا أصبحت العودة الى حياتها الطبيعية ممكنة ,



لكن رغم اطمئنان روحها , الا أنها لا تثق فيه و لا في أي أحد هنا , لذلك أحكمت اغلاق الباب من الداخل , قبل أن تخلد الى النوم .





في اليوم الموالي كان الاستيقاظ في السادسة صباحا , قصدت ملك المطبخ حيث تلقت التعليمات مع خادمتين أخريين ,



كانت فاطمة تجهز الافطار بنفسها , أشارت لاحداهن بتجهيز طاولة الأكل , و طلبت من ملك أن تخرج الفطائر من الفرن ,



فيما هن منهمكات دخلت رنا راكضة الى المطبخ , شعرها مبعثر و يتطاير في كل اتجاه , و الخادمة ياو تركض خلفها بمشط في يدها ,

لكن الطفلة كانت أسرع منها و اختبأت خلف فاطمة , و بقيت تطل عليها بملامح مستاءة



" آنستي لم أنت هنا ؟ لم لست جاهزة بعد ستتأخرين عن المدرسة ؟ "

كلمتها فاطمة بكل لطف ,


بعدها وجهت كلامها الى ياو بحدة بالغة

" الى متى ستبقين عديمة النفع هكذا ؟ ألا تستطيعين الآن حتى اقناعها بتمشيط شعرها ؟ "


كانت فاطمة تنهرها لايجادها صعوبة في السيطرة على تصرفات الطفلة



" آسفة لكنه لا يريد "

ردت ياو بكل يأس معتذرة عن قلة حيلتها , و رمقتها فاطمة بنظرة مستاءة ,


بعدها توجهت بالكلام الى الطفلة ثانية

" حبيبتي يجب أن تمشطي شعرك , لن يسمح لك والدك بالذهاب الى المدرسة بهذا الشكل "



أما الطفلة فكانت تشير اليها باشارات كثيرة و سريعة دون التكلم

" لا تريدينها هي أن تمشطك لأنك لا تحبين الجدائل ؟ "


سألت فاطمة بهدوء في محاولة فهم ما قالته رنا , و الطفلة هزت رأسها موافقة مع عينين متوسلتين .





ملك التي كانت تفرغ الفطائر , و تراقب التفاعل بين الاثنتين , توقفت فجأة و سألت نفسها

" لم تنادي فاطمة حفيدتها بآنستي ؟ و لم تشير الطفلة لها بدل التكلم ؟ "

تحرك الفضول في قلبها , و لكنها لم تسأل شيئا





ساقت فاطمة الطفلة أمامها الى خارج المطبخ , بعد أن طلبت من ملك الاسراع فيما تفعله

" ساعدي فانغ في وضع الافطار على الطاولة بسرعة "



و فيم بدأت ملك تساعد الخادمة في رص الأطباق , كانت فاطمة قد جدلت شعر رنا ظفيرتين , و عادت معها لتجلسها الى طاولة الطعام ,



بمجرد أن لمحت الطفلة ملك أمامها , شاورت لها بكل براءة مع ابتسامة عريضة ,



لكن ملك وقفت مكانها دون أن ترد تحيتها , فقد كانت مندهشة لا تفهم شيئا

" لم تجلس فاطمة حفيدتها الى طاولة أكل أصحاب المنزل ؟

ذلك المجنون سيرميها بالرصاص ان رآها هنا "



أثناء ذلك نزل علي على الدرج , فقد استيقظ كعادته باكرا , أجرى تمارين الصباح , ثم عاد استحم و غير ملابسه , و الآن موعد افطاره ,



كانت ملك لا تزال واقفة مكانها متسائلة عن أمر رنا , أثناء ذلك مر علي بجانبها متجاهلا اياها ,

و بمجرد أن جلس مكانه على رأس الطاولة , حتى جرتها فاطمة بايعاز منه و اتجهتا الى المطبخ



ما ان دخلتا الى هناك حتى بدأت ملك بأسئلتها , هي ليست فضولية بطبعها , و لكن الأمر غريب فعلا , و هي الآن تريد أن تفهم ما يجري ,



اضافة الى أنها شعرت بالشفقة , على تلك الطفلة التي تبدو كقطعة حلوى ,

ذلك الرجل بالكاد يتحمل ملابسه التي يرتديها , كيف تترك معه هذه المرأة حفيدتها ؟
ألا تخاف أن يؤذيها ؟ .



و رغم أنها لم ترد التدخل فيما يجري الا أنها أشفقت عليها

" لم تركت تلك الطفلة حفيدتك هناك ؟

ألا تخافين أن يؤذيها ؟ "



بدت ملك لحوحة في معرفة الأمر , في الوقت ذاته كانت فاطمة تحاول تغيير الموضوع و التهرب من الأسئلة ,

ليس لأن الأمر سر و لكن لأن علي أوضح أنه لا يريد أن تحتك ملك برنا , لكنها لم تجد بدا من الاجابة لاسكاتها


" آنسة رنا ليست حفيدتي , هي ابنة سيد المنزل " .













😘💞💞





.......



ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-20, 10:10 PM   #119

اميرةm*

? العضوٌ??? » 412422
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » اميرةm* is on a distinguished road
افتراضي

في الحقيقة تمنيت لو تم بقاؤها بزواجها منه او هذا ماكنت اعتقد انه سيحدث.. بالطبع لم تكن لتكون سيدة القصر...
رنا أحببتها كاضافة رقيقة ودافئة للاحداث...
ملك اظن انها تسرعت... كان بامكانها استغلال ذاك العقد ضده في السفارة والاستعانة مجددا بها.. ربما كان هذا ليجدي نفعا.
أعجبني تطرقك لاسوا شيء في الدنيا "الاعمال المنزلية" وهوس الامهات بتنظيف زوايا البيت قرنية قرنية 😂😂


اميرةm* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-08-20, 10:12 PM   #120

اميرةm*

? العضوٌ??? » 412422
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » اميرةm* is on a distinguished road
افتراضي

نسيت ان اذكر ان ملك رااائعة..
جراتها وانطلاقها... شجاعتها وحنانها... لازلت افضلها على علي... لا تزال جوانب كثيرة من شخصيته خفية...


اميرةm* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:02 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.