شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (https://www.rewity.com/forum/t471930.html)

جزيرة 05-08-20 12:55 AM

جميل جدا ردها ...

rehabreh 05-08-20 06:57 AM

thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks

ملك علي 06-08-20 07:42 PM





البارت السادس أعشق النساء الشرسات 💖







" excuse me sir ; if you imagine that you are a king ,
i can remind you that here there is no harem ,
because the real kingdom is there in your country "



( آسفة سيدي , اذا تخيلت أنك ملك , أستطيع أن أذكرك أن هنا لا يوجد حريم ,
لأن المملكة الحقيقية هي هناك في بلدك )



قالت ملك بصوت أنثوي عذب و هاديء , دون انفعال و دون أن تغادر الابتسامة الدافئة ثغرها ,






صعق الجالسون الى الطاولة بردها , لم يتوقع أحد أن يكون الرد مفحما و بليغا الى هذه الدرجة ,



فقد أخرسته بنفس درجة اهانته , بعدما طلبت منه أن يذهب الى بلده , بحثا عن المحظيات و الجواري و ليس هنا .





كان علي تحت الصدمة تماما كالجميع , استدار فورا ليتعرف على صاحبة الجواب ,
و ما رآه صدمه أكثر , حتى أنه رمش بعينيه مرتين للتأكد ,




فالشابة الجالسة هناك بكل أنفة , تبدو في العشرين من العمر لا أكثر ,

ترتدي بكل بساطة قميصا أبيضا بكمين , تفتح الزر العلوي منه ,

و تسدل شعرها الكستنائي الطويل على كتفيها دون تكلف ,


بشرتها شفافة و نقية دون عيوب و من غير مساحيق , و لا أثر للحلي الا طوق رقيق جدا يلف رقبتها .




الملفت للانتباه فعلا هو وجهها الطفولي , مع عينيها العسليتين الواسعتين و اللامعتين ,


مما يعطي احساسا بالبراءة و النقاء , و لكن ما قالته ينم عن كبرياء لا حدود له ,






فيم علي مستمر بالتحديق باعجاب مخلوط بانبهار , وقفت ملك من مكانها فجأة ,

فقد فقدت شهيتها و لا تريد أن تأكل على نفس الطاولة , مع هذا الرجل عديم الحياء ,



مسحت فمها الصغير الذي يبدو كحبتي كرز حمراوين بالمنديل , و أعادته الى مكانه برفق ,


و لأنها لا تريد أن تكون قليلة التهذيب مع البقية فلا ذنب لهم , حنت رأسها قليلا و قالت بكل هدوء




" merci pour votre participation ; bon appétit "


( شكرا لمشاركتكم , شهية طيبة )





ابتسم علي بطرف فمه و رفع حاجبيه باعجاب

" قبل قليل الانجليزية , و الآن الفرنسية و بكل اتقان "


تمتم بينه و بين نفسه , و هو يراقب الشابة التي غادرت الطاولة ,

متجهة الى مدخل القاعة , دون أن تحيد عنها عينيه السوداوين , حتى غابت عن الأنظار .





في الجانب شعر جورج بالارتباك بعدما قالته ملك ,
فلم يتوقع أن يفهم أحد من الجالسين ما قال , خاصة أن الكل هنا يتواصل بالفرنسية ,




كما لم يتوقع أن تكون الشابة أصلا عربية , فلا شيء في ملامحها يقول ذلك ,

أو ربما هي مجرد متعصبة لبني جنسها , لم يستطع أن يتبين الحقيقة ,




لكنه حاول اخفاء احراجه بالقهقهة كرجل مخبول , و دنا من علي الذي كان يراقب ملك تغادر و همس في أذنه




" i love savage women ; they are good in bed ;
i bet you that i can drag her to my room tonight hahaha "



( أعشق النساء الشرسات , هن رائعات في السرير , أراهنك أنني أستطيع جرها الى غرفتي هذه الليلة هاهاااا )





بدا الرجل واثقا جدا من نفسه , و لكن علي رد عليه باستياء , و عبس بشدة معربا عن تقززه من تصرفه ,



فأكثر ما يكرهه أن يباهي رجل بعلاقته مع النساء علنا , و لكنه اكتفى بتجاهله فالرد على أمثاله يقلل من احترامه .





استمر علي بتناول طعامه بكل هدوء , فيم بدأ يشعر بالفضول يزداد داخله ,

لرؤية ردة فعل الفرس الجامحة , صاحبة اللسان اللاذع و العينين العسليتين , حينما يعرض عليها جورج شيئا مماثلا .






بعد انتهاء العشاء , غادر جورج سريعا دون أثر , نهض بعده علي من على الطاولة يرافقه كريم


" أطلب منهم معلومات الاتصال بهم , و اعرض عليهم امكانية مشاركتهم في الحفل الذي يقيمه فندقنا في يناير "



قال موجها تعليمات لكريم الذي هز رأسه بالايجاب ,

لا يزال خمسة أشهر على التجمع , لكن الترتيبات يجب أن تكون مبكرة .





بعد تنفيذ ما طلبه علي , غادر الاثنان القاعة باتجاه المصاعد , أكثر ما يحتاجانه الآن قسط من الراحة قبل رحلة الغد ,



بمجرد خروجهما الى البهو , شد انتباههما وقوف جورج عند المدخل الرئيسي للفندق ,


و المفاجأة أنه لم يكن وحده , بل كانت ملك تقف قبالته ,
و كان واضحا أنه يحاول التودد اليها , و الاعتذار منها عما بدر منه





" miss i'm sorry ; please forgive my rudness in the dinner ;

i didn't intend to disrespect you or any women ,

so please don't take my words seriously "



( آنستي أنا آسف , أرجوك اعذري وقاحتي على العشاء ,
أنا لم أقصد أن أقلل من احترامك او احترام أية امرأة , لذلك أرجوك لا تأخذي كلماتي على محمل الجدية )





كان يتحدث مع ابتسامة خبيثة على وجهه , يحرك يديه أمام وجهه بمبالغة ,

يقف قريبا جدا من ملك , و يحاول أن يكون أقرب , مما أشعرها بالحرج و عدم الراحة ,
و أرادت التخلص منه بأسرع ما يمكن





" it's ok sir ; i don't mind "

( لا بأس سيدي , لم أعد أهتم )




" you are really kind and gorgeous , i appereciate your courage ,
it's a pleasur to know you "


( أنت فعلا لطيفة و فاتنة , أقدر شجاعتك كثيرا , كل الشرف لي لأنني تعرفت بك )





" thank you "



كانت ملك تبتسم بتكلف و تتراجع للخلف , خشية أن يقوم هذا الرجل المنحرف بأية حركة غير لائقة ,

حينها هي لن تمانع أن ترسله الى المستشفى من أجل بعض الغرز





في هذه الأثناء كان علي قد أبطأ حركة مشيه دون أن يتوقف ,

فهو يعرف أن هذا الرجل هو ذئب في هيأة انسان , و أن وقوفه مع الشابة هنا ليس بريئا ,



هو لا يعرف ما الذي عليه فعله , أو ما يجب أن تكون ردة فعله ,

لكنه لن يسمح له بالتحرش بها تحت أنظاره نخوته تمنعه ,





الا أنه سرعان ما غير رأيه و اتجه الى المصاعد , حينما رأى ابتسامة ملك الهادئة , فلا يبدو أنها منزعجة من تودد جورج لها ,



بالعكس يبدوان في غاية الانسجام , حتى أنهما لم يلاحظا مرور الرجلين من جانبيهما , لذلك قرر
ألا داعي لاهتمامه أو تدخله





لكن ملك كانت فعلا في قمة الضيق , و الابتسامة كانت مجرد ستار لتوترها , خاصة بعدما مد جورج يده ببطاقته



" this is my card ; you can ask for anything ; just call me anytime "



( هذه بطاقتي , بامكانك أن تطلبي أي شيء , اتصلي بي في أي وقت )





كان جورج يتظاهر بعرض المساعدة من أجل الجمعية , لكن كان واضحا من ضحكته الخبيثة أنه يقصد شيئا غير لائق ,



مدت ملك يدها لأخذ البطاقة و انهاء الأمر سريعا , فقد بدأت تشعر بالغثيان من رؤية وجهه





أثناء ذلك انغلق باب المصعد على عيني علي , و هو يشاهدها تمسك بالطرف الآخر للبطاقة ,

دون أن يفلت جورج يده , و هو يحاول أن يلامس أطراف أصابعها






شعر علي بحيرة في معرفة أية صورة هي الحقيقية , تأنيبه و رد اهانته على العشاء أمام الجميع ,


أو الوقوف معه و تجاذب أطراف الحديث , بكل انسجام و على انفراد الآن ,



لم يبد على هذه الشابة الرقيقة سابقا أنها عملة بوجهين , و لكن كالعادة فالمظاهر خادعة ذكر علي نفسه




لم يظهر على ملامح علي الباردة أي تغيير , لكنه شعر فجأة بالاستياء داخله لا يعلم لماذا ,


ربما لأنه اعتقد أن الدنيا لا تزال بخير , و أن هناك من لا يبيع كرامته , مهما بلغت المغريات و لكن خاب أمله مجددا .


.
.
.


في صباح اليوم الموالي , نزل علي و كريم الى المطعم لتناول الافطار استعدادا للمغادرة ,



فيما هما في انتظار النادل لتقديم طلبهما , دخل جورج القاعة , فقد كان قال البارحة أن طائرته هو الآخر في العاشرة صباحا ,




بمجرد أن رآهما حتى تقدم و جلس الى الطاولة المجاورة , كان يبدو منهكا مع هالات سوداء تحت عينيه , كمن لم ينم للحظة واحدة ,



كما كانت تفوح منه رائحة الشراب بسبب ثمالة ليلة أمس , حياهما بابتسامة و جلس مكانه





برؤية وجه جورج تجدد فضول علي , بشأن رهان ليلة البارحة ,

فقد بقي الأمر يشغل باله لوقت طويل قبل نومه , و هو الآن يريد أن يعرف نجاحه من عدمه




لذلك دنا منه و سأل مباشرة

" ؟ did you succeed in your mission yesterday "


( هل نجحت في مهمتك البارحة ؟ )





تفاجأ جورج في البداية من السؤال , و لكنه عاد و ابتسم بكل خبث , بعدما تذكر الرهان و همس له



" what do you think , it was a wonderful night hahaha "


( مالذي تعتقده ؟ لقد كانت ليلة رائعة هاهااااا )




صمت علي و عاد لإتمام إفطاره , و قد شعر بنغزة غريبة في قلبه ,

ربما كان قد توقع الأمر بعدما رأته عيناه أمس ,


لكنه ما زال يشعر بخيبة أمل , دون أن يعرف السبب ,
أصلا هو لا يصدق وجود نساء بريئات على وجه الأرض , و ما حصل أكد اعتقاداته المتزمتة ,





نظر الى كريم الذي كان يحدق اليه , و الذي سمع ما قاله جورج و همس له باستهزاء


" أخبرتك أن الجميع مزيف يرتدي قناعا , ليحقق غاياته و لا يهم الثمن "



لكنه لم يطل التفكير فيما حصل , فهما بالغين و بما أن الأمر تم برضا الطرفين فلا شأن له بهما ,


بعد الافطار غادر الرجلان ناحية المطار عائدين الى دبي .

..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..




البارت السابع سحر عينيه السوداوين 💖







بعد خمسة أشهر



" ملك حبيبتي جهزي نفسك , ستسافرين بعد أسبوع الى دبي , لتمثيل الجمعية في حفل يقام هناك "



قالت عدراء على طاولة الافطار بهدوء , و لكن ملك فزعت مما سمعته من والدتها شحب وجهها و اتسعت عيناها


" ماذا ؟ دبي ؟ أنا لا أعرف أحدا هناك ,

ثم أنا مشغولة جدا , امتحان الانتقال بعد شهرين ,


ما الذي سأفعله هناك ؟ أرسلي عضوا آخر من أعضاء الجمعية , أرجوك ماما "





قالت ملك متوسلة و عارضت والدتها بشدة

" غير ممكن , أنت أفضل اختيار لأنك حضرت التقارير السابقة معي , لا أحد أفضل منك ,


ثم دلال وضعت مؤخرا , لا تستطيع الذهاب و ترك رضيعها ,


و لا داعي للقلق , صاحب الفندق من دعانا بنفسه سيتكفلون بكل الأمور "





طبعا والدتها كانت تكذب , لأن بامكانها ارسال آخرين أو الذهاب بنفسها ,

لكنها وصلت حد اليأس لاقناع ابنتها , بأن ترتاح قليلا و تستمتع كقريناتها





كل وقتها للعمل و الدراسة , تقصد المستشفى حتى خارج ساعات الدوام لرؤية مرضاها ,


تناوب أحيانا عشر مرات شهريا , لدرجة أن تصل مناوبة بأخرى دون تردد ,

و تتغيب لأكثر من ثمان و أربعين ساعة عن المنزل في أيام كثيرة ,



لا تنام أكثر من خمس ساعات يوميا , و لا تتناول وجباتها بانتظام



و ما زاد الطين بلة قرب امتحان الانتقال , يعني أن فترة الاعتكاف على الأبواب ,


و هي الآن صارت قلقة عليها من أن تنهار نفسيا و تفقدها , لذلك وضعتها أمام الأمر الواقع .





" أنا فعلا مشغولة ماما , لدي الكثير من الالتزامات , أنا لا أستطيع الذهاب الآن أرجوك اعفني من السفر "



استمرت ملك في التملص من الأمر متوسلة , لكن والدتها كانت أكثر اصرارا


" لا أنت لم تأخذي عطلة منذ سنتين , اعتبريها استراحة تمهيدا للامتحان "




اعترضت ملك بسرعة

" لكنني ذهبت في ابريل الماضي الى المغرب "





استاءت والدتها من استمرارها في الجدال وضعت فنجانها من يدها و حدقت اليها بنظرة زاجرة


" فعلا تتحدثين عن رحلة المغرب ؟

ذهبت لثلاثة أيام لحضور مؤتمر طبي , و لم تغادري قاعة المحاضرات للحظة تسمين تلك عطلة ؟



انتهى النقاش ملك ستذهبين يعني ستذهبين ,

أصلا أخذت جواز سفرك , أنهيت المعاملات و حجزت تذكرة ذهاب و عودة بعد عشرة أيام ,

حتى أنني أرسلت اسمك كممثلة عنا , لا داعي للاعتراض "





صدمت ملك للمعلومة الاضافية التي أتحفتها بها والدتها

" يا الهي ماما , عشرة أيام كاملة أليس كثيرا ؟
لم ليست أربعة أيام فقط ؟ "





نهرتها والدتها بنظرة قوية

" قلت عشرة أيام و انتهى , أنه فطورك تأخر الوقت ,
و لا تنسي أن تقدمي طلب عطلة "





و لم تجد بعدها ملك الا الانصياع لأوامر والدتها بكثير من التأفف






بعد أسبوع كانت ملك قد أنهت ترتيباتها , مررت التزاماتها الى زميلاتها , و أخذت عطلة لتتمكن من التغيب ,



يوم الرحلة اصطحبها والداها الى المطار لتوديعها , و بعد منشور من النصائح ركبت أخيرا الطائرة .






بعد ساعات من الطيران , وصلت ملك الى وجهتها دبي مدينة الاضواء ,

بعد انهاء أوراقها غادرت المطار , لتجد سيارة مع سائقها في انتظارها , كان مسؤولوا الفندق قد أرسلوها خصيصا لتقلها




كانت ملك ترتدي قميصا مزركشا , مع بنطال أسود بسيط و حذاء مسطح ،

أما شعرها فقد تركته منسدلا مع انحناءات جميلة , و اكتفت بمكياج خفيف أظهر جمال عينيها العسلية ،

كان جمالها أخاذا و منظرها يخطف الأنفاس







كانت التظاهرة عبارة عن تجمع لعدد كبير , من الجمعيات الخيرية عبر العالم باختلاف جنسياتها ,

يلتقون لتبادل الخبرات و التواصل و التعاون فيما بينها ,




يقيمها الفندق سنويا , كنوع من مساهمة صاحبها في الأعمال الخيرية و النشاط الاجتماعي ,

و يهتم بنفسه بتفاصيل التنظيم و لائحة المدعوين , حتى أنه يصر على حضورها شخصيا مهما بلغ انشغاله ,




كما يحضرها عدد هائل من الأثرياء و رجال الأعمال و الساسة , لتقديم دعمهم و تبرعاتهم ,

اضافة الى أن لا فرصة أفضل من هذه للتقرب من علي و تقوية العلاقات معه .






وصلت ملك الى الفندق في الثامنة مساءا , كان الحفل قد انطلق بالفعل ,


استقبلتها مديرة العلاقات العامة للفندق , السيدة أمينة المكلفة بالتحضيرات في البهو ,

بمجرد أن رأتها تعرفت عليها , فقد سبق لها أن حادثتها على الانترنت , لتسوية بعض الترتيبات الخاصة بمشاركتها





" مرحبا آنسة ملك "

دنت منها بابتسامة على وجهها



" مرحبا سيدة أمينة , آسفة على تأخري كان هناك زحمة سير "

أجابت ملك متأسفة , و مدت يدها لتسلم على المرأة




" أعرف ذلك , سبق و أن اتصل بي السائق , لا تقلقي فقط اسرعي بالدخول و الا ألغوا فقرتك "




كانت أمينة سيدة ودودة و بشوشة جدا , لا يمكن للمرء الا أن يشعر بالطمأنينة و الألفة في وجودها ,




همت ملك بالدخول الى القاعة مع حقيبتها لكن المرأة استوقفتها

" ملك دعي أمتعتك هنا , سأضعها في الأمانات و أنهي حجزك ,

بامكانك استلامها لاحقا بعد الحفل , فقط اهتمي بعرضك الآن "





أدركت ملك أنه لم يكن من اللائق أن تدخل الى القاعة مع أمتعتها , و كان عرض أمينة مناسبا جدا , فلم تجد مانعا لقبوله


" شكرا لك "


شكرتها ملك و سلمت لها الحقيبة و جواز السفر , رافقها بعدها أحد الندل الى طاولتها بطلب من أمينة .






بعد جلوسها لعشر دقائق حان وقت تقديم فقرتها ,

اعتلت ملك المنصة و قدمت عرضا مفصلا , مع رسومات بيانية و احصاءات دقيقة ,

و أجابت على بعض أسئلة المتدخلين , كما دونت بعض الملاحظات الهامة


بعد انتهائها مباشرة عادت الى طاولتها , لمتابعة فقرات باقي المشاركين .








في هذه الأثناء عند مدخل الفندق الرئيسي , توقفت سيارة مرسيدس فخمة بنوافذ معتمة ,


نزل سائقها الخمسيني أولا , ثم فتح الباب الخلفي لينزل رجل طويل القامة , يرتدي بدلة رمادية أنيقة مع ربطة عنق




أغلق زر سترته , عدل ساعته الرولكس بعدما حدق فيها ,
ثم خطا بخطوات ثابتة الى داخل الفندق , كانت هيأته توحي بالأبهة و الفخامة .







لاحقه سائقه حاملا حقيبته الخاصة في يده , بمجرد أن لمحته أمينة سارعت لاستقباله بحماس كبير


" مساء الخير سيد علي "



هز علي رأسه دون أن يقول شيئا , و استمرت المرأة في كلامها

" كل شيء جاهز سيدي , كلمتك مبرمجة بعد نصف ساعة , اذا أردت حضرتك بامكاني تأجيلها "




" لا داعي "

قالها بنبرة حازمة مقاطعا اياها




لكن أمينة كانت مستمرة في الابتسام , فقد تعود موظفوه على برودة تعامله و قلة كلامه ,



لا أحد يمكنه التكهن بما يريده هذا الرجل , فالابتسامة على وجهه لا تعني بالضرورة رضاه , فقد تسبق زلزالا مدمرا ,


و غضبه قد يقتصر على نظرة شزراء من عينيه , كما أن هزة من رأسه قد تنهي مستقبل أحدهم





دون أن يعطي المرأة الواقفة أمامه فرصة للاسترسال في الحديث ,
استدار علي الى سائقه , أخذ منه الحقيبة و كلمه بنبرة أقل حدة


" ابراهيم بامكانك المغادرة , لن أعود اليوم "



" تصبح على خير سيدي "

ألقى الرجل التحية باحترام و غادر .




قصد علي جناحه الخاص , وضع أغراضه على عجالة , و نزل مجددا قاصدا قاعة المؤتمرات ,

لالقاء كلمة الترحيب على ضيوفه , هو يحب احترام مواعيده فلكل ثانية قيمتها ,




في طريقه الى هناك , التقى العديد من الوجوه التي يعرفها ,
سلم على بعضهم بكل لباقة دون اطالة , و أكمل طريقه باتجاه مسؤول التنظيم .





وسط حالة الهرج في القاعة , رن هاتف ملك و المتصلة كانت والدتها ,
التي انتظرت أن تتصل بها بعد وصولها , لكنها انشغلت مع العرض و نسيت طمأنتها ,



لذلك و بمجرد أن أعلنت مضيفة الحفل , عن استراحة صغيرة تمهيدا لكلمة ترحيبية مهمة ,

حملت ملك هاتفها و خرجت الى الشرفة بحثا عن مكان هادئ .





في هذه الأثناء قدم علي الى الحضور , بثناء كبير على أعماله و مساهماته الخيرية


" و الآن يشرفنا أن نستقبل راعي المؤتمر , و المشرف على تنظيمه ,

رجل الخير رمز الجود و الكرم , و مثال يحتذى به من شبابنا في النجاح و الريادة ,

و الذي رغم انشغاله الا أنه أبى الا أن يشاركنا تجمعنا هذا ,

أقدم مضيفنا الكريم السيد علي عبد الله الشراد , فلنرحب به بيننا "





بعد انتهاء المضيفة من تقديمه , اعتلى علي المنصة وسط تصفيق حار من الحضور , ابتسم لها و قال

" شكرا "

بصوت خافت , قبل أن تتنحى جانبا تاركة المجال له لقول كلمته .






دنا الرجل من الطاولة , وضع يديه الى جانبي الميكروفون , و حدق في الأرجاء متأملا وجوه ضيوفه ,

خطفت هيبته الأنظار , و ساد صمت مهيب القاعة , و كأنهم وقعوا تحت سحر عينيه السوداوين ,




ابتسم علي مجددا , مظهرا صف اللؤلؤ الأبيض , الذي يذيب القلوب قبل العقول , و بدأ في تقديم كلمته بكل هدوء و رصانة



" سلام عليكم ,

سألني صديق لي مرة , لم أصر على اقامة هذا المؤتمر سنويا ,


فأخبرته أن طبيبي الخاص نصحني , أن رؤية الكثير من الوجوه الجميلة في مكان واحد مفيد للصحة "





صمت لبرهة وسط الهمسات الضاحكة من هنا و هناك , ثم أضاف بصوته الرخيم الواثق


" لكن برؤيتكم اليوم أفكر جديا بتحويلها الى مسابقة للجمال "


قال علي مازحا في ثناء مبطن منه على جمال وجوه الحاضرين , نالت المجاملة اعجابهم , فضحك الجميع و صفقوا مجددا لروحه المرحة





بعد أن ساد الهدوء , استرسل علي في كلمته بجدية ظاهرة

" أنا فخور جدا لوجودي بينكم الليلة , شكرا على تلبيتكم الدعوة لانجاح هذا المؤتمر ,
و ايصال رسالته التي تهدف الى تخفيف آلام المرضى ,


بغض النظر عن عرقهم أو دينهم أو انتماءاتهم , فالألم لا يفرق بينهم , و الانسان هو نفسه في كل مكان ..."





استمر الخطاب لدقيقتين , قبل أن يختتمه علي , و ينزل عن المنصة وسط تصفيق حار ,
بعد أن أسر قلوب النساء و اختطف عقول الرجال





" يا الهي كاد يتوقف قلبي حينما ابتسم "

قالت احدى المشاركات واضعة يدها على قلبها , في اشارة الى تأثرها



" لم أعتقد أنه شاب الى هذه الدرجة , اعتقدته كبيرا في السن "

ردت عليها من تجلس الى جانبها


" يقولون أنه يرعى هذا المؤتمر , تكريما لزوجته المريضة "



تدخلت مشاركة ثالثة

" عن أي زوجة تتحدثين ؟

هو أعزب ثم لا يمكن أن يتزوج هذا الوسيم , دون أن يشاع الخبر في كل مكان ,


الصحافة مهووسة بأخباره أصلا , و اعتقد أنه احتل الصدارة , في استفتاء أكثر العزاب وسامة مؤخرا "




" لكن الشائعات تقول أنه تزوج و طلق أكثر من مرة "




" ها قد قلتها مجرد شائعات , ثم لا يبدو رجلا لعوبا ,
و حتى لو كان كذلك أية مجنونة تلك التي لا تقبل به و لو لنصف يوم "



قالت الأخرى بكل حسرة

" يا الهي , بل قولي من سعيدة الحظ التي ستتزوجه "





في هذه الأثناء كانت ملك قد أنهت مكالمتها , و عادت الى طاولتها حيث شهدت التصفيق , دون أن تعرف من كان يتكلم ,

فقد كان علي قد وصل طاولته , و انظم الى ضيوفه على العشاء




لكنها سمعت تعليقات من يجلسن معها , و اللواتي استمررن في النميمة ,

الا أنها لم تبال كثيرا , و عادت الى دردشتها مع ممثلة جمعية خيرية فرنسية , تنشط في نفس المجال تجلس الى جانبها ,

دون أن تسأل عما فاتها , فهي ليست فضولية بطبعها .









😘💞💞

....

ملك علي 06-08-20 10:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جزيرة (المشاركة 15016684)
جميل جدا ردها ...

اذا حبيتيه اطمانك انو لسانها الحاد هو من سيخرج علي عن صوابه 😉😅😅

ملك علي 08-08-20 08:56 PM





البارت الثامن امرأة في سريره







استمر برنامج الحفل الى ساعات متأخرة , و لم يلبث الندل أن بدؤوا بتقديم العشاء ,

و كما كان منتظرا فقد كان فاخرا , دلالة على جود صاحبه و حسن ضيافته ,




بعد نصف ساعة دنا نادل من ملك , انحنى عليها و قدم لها بطاقة غرفة فندقهم

" تفضلي آنستي ..... "

و تمتم ببضع كلمات أخرى ،





بالرغم من أن ملك لم تسمع كل ما قاله بسبب الضوضاء , الا أنها شعرت بالارتياح ,

فقد كانت تفكر أن أمينة قد نسيت أمر حجزها بسبب انشغالها الكبير ,

الا أنه من الواضح أن الاحترافية عنوان موظفي هذا الفندق بامتياز .





" شكرا لك "

شكرت ملك النادل بكل أدب و استلمت بطاقتها ,



و لم تلبث أمينة أن قدمت هي الأخرى , أثناء مرورها على الطاولات ,

لمراجعة الترتيبات و الاطمئنان على راحة الضيوف , و تأكدت من حصولها على بطاقة غرفتها ,



خاصة أنها أوصت عامل الاستقبال , لارسالها قبل ساعتين و لم تراجعه , لكن ملك طمأنتها و شكرتها .






بعد انتهاء العشاء مباشرة , انتقل علي مع مجموعة من رجال الأعمال , و المقربين منه الى قاعة ثانية ,


أين تم تجهيز سهرة تقليدية لهم , حيث يجلس الحضور على الزرابي و الوسائد ,
لتناول الشاي و المكسرات و تبادل الحديث تحت أنغام العود ,



كان نشاطا جانبيا للحفل الخيري , لكنه مهم جدا في التعاملات الاقتصادية بين الحاضرين , تاركين بقية المدعوين للاستمتاع بحفلة غنائية شرقية .






بقيت ملك لبعض الوقت , لكن بحلول الساعة الحادية عشر , لم تعد تقو على فتح عينيها من شدة التعب ,


فهي لم ترتح منذ الرابعة صباحا , اضافة الى الدوار الذي تشعر به , نتيجة التحليق لساعات طويلة , و كل الضوضاء التي صاحبت الحفل ,


لذلك استأذنت ممن يجلس معها , و تمنت لهم ليلة سعيدة و غادرت القاعة .






قصدت ملك أولا غرفة الأمانات بالفندق و استرجعت حقيبتها , ثم استقلت المصعد باتجاه الطابق الثلاثين , فقد كانت البطاقة تحمل رقم 3030 ,




بمجرد أن خرجت من المصعد , اتجهت ملك الى الغرفة المشار اليها ,

لكنها تفاجأت حينما قرأت ما هو مكتوب على الباب

" الجناح الملكي "




استغربت ملك وضعها في جناح بأكمله لوحدها , لكنها أرجأت الأمر الى امكانية كثرة المدعوين ,
و عدم كفاية باقي الغرف العادية , لذلك حصلت هي على هذا الجناح , بما أنها كانت آخر الواصلين الى هنا



لم تطل ملك التفكير كثيرا , فكل ما يهمها الآن هو سرير و وسادة , و أن تغط في نوم عميق ,


لذلك سارعت الى الباب فتحت الغرفة , و وضعت البطاقة داخل العلبة المسؤولة عن نظام الانارة المحاذية للمدخل





بمجرد أن أنارت الأضواء زاد استغرابها , فالجناح بمثابة شقة صغيرة فخمة :

بهو يحوي أريكتين متقابلتين تتوسطهما طاولة رخامية ,

غرفة نوم بسرير ملكي و شراشف حريرية , يغلب عليها اللون الأبيض الناصع و الذهبي ,

الكثير من الوسائد مع زرابي وثيرة تغطي الأرضية ,


ركن صغير به طاولة مرتفعة عن الأرض , و كراس كبيرة مع ثلاجة يشبه مطبخا مصغرا ,

علق على الحائط الذي بجانبه , تلفاز عملاق بشاشة مسطحة .






اتجهت بعدها ملك و ملامح الاعجاب تعلو وجهها , و فتحت بابا جانبيا لتجد حماما بديكور أوروبي فخما للغاية ,



كل شيء يلمع و كأنه ركب الآن , و الأثاث بجودة لا مثيل لها ,

سبق لملك أن أقامت في الكثير من الفنادق حول العالم , و لكنها لأول مرة تدخل جناحا بمثل هذه الأبهة و الرقي .






لم تطل ملك التأمل كثيرا فرجلاها بالكاد تحملانها ,

دخلت الحمام و أخذت دشا دافئا , جففت شعرها سريعا و ارتدت منامة خفيفة ,

صلت بعدها المواقيت التي فوتتها , و اندست مباشرة في فراشها ,




لم تفرغ ملك شيئا من حقيبتها , لأنها ستنتقل صباحا الى فندق آخر ,

فالحجز في هذا الفندق هو لهذه الليلة فقط , و بمجرد أن أغمضت عينيها غطت في نوم عميق .

.
.
.




استمرت سهرة علي الى الثالثة فجرا , غادر كريم بعدها عائدا الى شقته , بعدما اطمأن على ظروف اقامة الضيوف ,


و عاد علي الى جناحه الخاص , فقد قرر قضاء الليلة هنا ,


بما أن الوقت متأخر , و هو لا يريد أن يفوت اجتماعه الصباحي في الشركة , فالفندق أقرب الى الشركة من البيت .





صعد علي الى الطابق الأخير , وقف أمام باب جناحه , و دس يده في جيب سترته بحثا عن البطاقة , لكنه لم يجد شيئا


استغرب الأمر عاد و وضع يده مجددا , و بحث بشكل أفضل لكن دون جدوى ,

دس علي بعدها يده في بقية جيوبه لكن لا أثر للبطاقة ,



عبس و قطب جبينه فقد كان متعبا حد الانهاك , آخر شيء يحتاجه الآن ألا يجد بطاقة جناحه ,



" أستغفر الله العظيم "
استغفر و وضع يديه على خصره , ألقى رأسه الى الوراء مغمضا عينيه , ثم أخذ نفسا عميقا للتركيز لكن دون نتيجة



فهو لا يتذكر أين وضعها , حينما غادر مستعجلا في المساء , قبل أن ينظم الى الحفل ,

أو ربما ضاعت دون انتباه منه , لم تكن لديه أية فكرة .




أراد أن يتصل بكريم لحل الموضوع , لكنه تراجع لأن الوقت متأخر جدا , و هو بالتأكيد متعب بقدره ,

لذلك جر رجليه عائدا الى المصعد و منه الى بهو الاستقبال ,





بمجرد أن رآه محمد عامل الاستقبال المناوب , حتى وقف من مكانه و كأنه يؤدي التحية العسكرية

" مساء الخير سيدي "




أشار له علي بيده للجلوس و بادره

" أعطني بطاقة لجناحي "



" حاضر سيدي "

أجاب الشاب مباشرة دون أن يستفسر أو يماطل , نقر على الحاسوب أمامه بسرعة , و بعد دقيقتين سلمه بطاقة جديدة

" تفضل سيدي "




أخذها علي منه و همس بين شفتيه

" شكرا "



ابتسم الرجل بكل فرح , رغم أنه بالكاد سمع ما قاله مديره و سارع للرد عليه

" العفو سيدي , تصبح على خير "



لم يرد عليه علي هذه المرة , و عاد قافلا الى جناحه




بالوصول الى هناك فتح الباب سريعا , و لكنه بمجرد أن رفع يده , ليدس البطاقة في علبة الانارة وجد بطاقته الأصلية هناك ,



تنهد و هز رأسه

" يبدو أنني بدأت أفقد الذاكرة و أصاب بالزهايمر "

حدث نفسه باستياء





كانت الأضواء هناك مطفأة يدويا الا ضوء الحمام , خلع علي ملابسه و ألقاها على الكرسي ,


و لأنه كان يشعر بألم في عينيه , و صداع سيء في رأسه , قرر عدم انارة الغرفة , فالضوء يزيد الأمر سوءا .




دخل علي الحمام مباشرة , و لكنه فوجيء بحالته المزرية ,

فقد كان هناك بقايا صابون داخل الحوض , مع بعض المناشف المستعملة ملقاة جانبا , و رذاذ ماء منتشر على الأسطح الزجاجية




عبس علي مجددا و هو يراقب المكان


" ألم يمر عمال النظافة على جناحي صباحا ؟ "

سأل نفسه بانزعاج و قد بدا أن الحمام , لم يتم تنظيفه صباحا بعد مغادرته ،

و في المساء هو كان مستعجلا , و لم يلق نظرة على حاله




" غدا سيكون لي كلام آخر مع مسؤول النظافة في الفندق "




كان علي مستاءا جدا , اذا كان هذا جناح مالك الفندق ,
و قد ترك حمامه في هذه الفوضى , فكيف هي حال بقية الغرف ؟



لو لم يكن الوقت متأخرا و هو منهك , لكان جر كل المسؤولين الآن فورا , و أعطاهم درسا في الخدمة ,

لكن لا بأس في الصباح سيكون له تصرف آخر .





أخذ علي دشا سريعا دون استخدام الحوض , لبس سروالا قصيرا كعادته في النوم , و اندس في فراشه بانهاك شديد ,



استلقى على ظهره محدقا في السقف قليلا , تمتم أذكار النوم سريعا , ثم أغمض عينيه و استدار على جانبه الأيمن استعدادا للنوم ,




و لكنه بمجرد أن ألقى يده , حتى لمس نتوءا صلبا الى جانبه , و كأنه جسم شخص ما .



شعر علي بالفزع مما لمسه , فتح عينيه مباشرة و قد استفاق مجددا , و قفز من مكانه باتجاه القاطعة ,



بمجرد أن أنيرت الغرفة تحول فزعه الى دهشة , فبالفعل كان هناك شخص ما , يحتل الجانب الآخر من سريره

أو بالأحرى كانت هناك امرأة في سريره .


..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..




البارت التاسع أنت ؟







جفل علي للحظات بسبب المفاجأة , قبل أن يرفع نظره و يجول به في أرجاء المكان ,

فأول ما خطر على باله أنه أخطأ الجناح , بسبب قلة تركيزه و تعبه ,


خاصة أنه لم يكن يحمل البطاقة , و حصل على أخرى جديدة قبل قليل , و هو حتى لم يتذكر أين ترك الأصلية .




لكن بمراقبة المكان تأكد أن هذا جناحه الخاص , كيف يمكن أن يخطأه ؟

ثم هو وجد أغراضه الخاصة و ملابسه هنا ,


اذا السؤال الذي يطرح نفسه هو

" من هذه المرأة و كيف وصلت الى هنا ؟ "



سأل علي نفسه , و عاد للتحديق مجددا الى المرأة النائمة هناك بكل هدوء , و تبادر الى ذهنه ألف سؤال



" كيف دخلت الى هنا ؟

هل يعقل أن أحدهم أرسلها الى هنا كهدية مثلا ؟

من هذا المجنون الذي راهن بحياته و فعل ذلك ؟

هل يعقل أن يكون أحد الذين اجتمعت بهم في الأسفل ؟ "





لطالما سمع علي بالصفقات التي تحصل , باهداء فتيات كعرابين لاتمام الاتفاقات , أو لشراء ود رجال الأعمال ,

لكن الى الآن لم يجرؤ أحد على فعلها معه ,



الكل يعرف أنه لا يتورط في مبادلات مشبوهة كهذه , فهي تخالف مبادئه و دينه , و تنتقص من رجولته و كرامته ,


و لا أحد يجرؤ على التهور و اثارة غضبه , لأنه سيدخل المنطقة المحظورة التي سيدفع ثمنها غاليا .

فما الذي يحصل هنا اذا ؟





وقف علي مكانه دون حراك يفكر بعمق لدقائق , قبل أن ينتبه أخيرا أن عليه أن يوقظ هذه المرأة , اذا أراد اجابة على أسئلته ,





في هذا الوقت كانت ملك تستلقي هناك , بكل هدوء و طمأنينة تغط في نوم عميق ,

لم تشعر حتى بالحركة القوية التي أصدرها علي حينما قفز من السرير ,




كانت تلف نفسها بالغطاء مثل فراشة في شرنقة , تضع وسادة على رأسها بدل توسدها ,

و تحتضن أخرى الى صدرها , مع انسدال شعرها كله على وجهها , وصولا الى الفراش تحتها
و لم يكن يظهر شيء من ملامحها .





" هل هي أجنبية ؟ "

سأل علي نفسه مجددا , حينما لاحظ لون شعرها الكستنائي الفاتح .




بعدها أخذ نفسا عميقا , لمحاولة تهدئة أعصابه التي أصبحت على وشك الانفجار , و قرر ايقاظها بنفسه ,



خطا علي بسرعة الى الجهة الأخرى من سريره , تقدم و حرك الوسادة التي على رأسها دون رفعها

لكن ملك لم تحرك ساكنا , و كأنها دخلت في غيبوبة .




انزعج الرجل المستاء مجددا

" هل هي ثملة أو تحت تأثير مخدر ما ؟ "




فرغ صبره سريعا و مسح وجهه بيديه بسخط , فآخر ما يحتاجه الآن امرأة في غير وعيها ليتعامل معها ,


و هو لن ينتظر الليل كله لتستيقظ براحتها , لذلك دنا منها مجددا أمسك الوسادة و ألقاها جانبا هذه المرة .





انزعجت ملك مما فعله , و قد أيقظتها حركته المفاجئة من أحلامها ,

تمتمت دون فتح عينيها أو التحرك من مكانها

" ماما أريد أن أنام قليلا بعد أرجوك "






قرب علي أذنه ناحيتها

"....."


لم يفهم كل ما قالت , لكن أول كلمة كانت واضحة

" ماما ؟ هل أبدو كسيدة عجوز ؟ "




اقترب علي مرة أخرى مصرا على ايقاظها , شد الغطاء من عليها عنوة و ألقاه جانبا ,
حتى وقع بعضه على الأرض الى جانب السرير , فيما علق الطرف الآخر برجليها





ثم خاطبها بلهجة شديدة

" هاي أنت من تكونين ؟ و كيف دخلت الى هنا ؟

استيقظي هيا أنا أكلمك "




في البداية و بسماع صوته , رفعت ملك جفنيها قليلا , مع عبوس على ملامحها بسبب الازعاج ,

و حدقت دون رد فعل الى الخيال المقابل لها ,




هي كانت تغط في نوم عميق قبل لحظات , و الآن رؤيتها ضبابية و ذهنها مشوش , بعد أن تم ايقاظها بهذه الطريقة العنيفة ,




استغرق منها الأمر دقيقة كاملة , حتى تذكرت أنها في دبي الآن , و تقيم في فندق و أنها في غرفة منفردة ,


فمن يكون هذا الرجل الغريب الواقف هناك , و الذي يتكلم معها بطريقة فظة ؟





بمجرد أن أدركت ملك حقيقة الموقف , و استعادت وعيها كليا حتى تملكها فزع شديد ,

فتحت عينيها عن آخرها بصدمة , صرخت عاليا و قفزت من فوق السرير ,

راكضة بالاتجاه المعاكس لمكان وقوف علي , ثم تراجعت للوراء الى أن التصقت بالحائط .






كانت ملك تقف تحاول التقاط أنفاسها بسبب رعبها , كان شعرها مبعثرا و منسدلا على كتفيها , و وجهها شاحبا بسبب المفاجأة ,



كانت تعدل منامتها بيد , و تضع الأخرى على صدرها , محاولة اغلاق فتحة الياقة .





لم تكن ملك تضع عدساتها , و لكن كان بامكانها رؤية تفاصيل وجه الرجل المقابل لها ,


كان شابا بشعر أسود لامع , تتدلى بعض خصله الرطبة على جبينه , له لحية خفيفة و عينين سوداوين بلون الليل الحالك ,



ببشرة بيضاء و قامة طويلة , بالكاد يصل رأسها الى مستوى صدره , مما يجعلها ترفع رأسها لتحدق الى وجهه ,

لكنها متأكدة من أمر واحد , هي لا تعرف من يكون .





تحت أنظار الرجل الغريب , مدت ملك يدها المرتجفة , و أشاحت شعرها عن وجهها ,
و قد أخرستها الصدمة و كانت تجاهد لتنظيم أنفاسها




بمجرد أن فعلت وقعت ملامحها في عيني علي , صحيح أنه لا يتذكر الكثير من الوجوه التي يقابلها ,

و لكنه لا يمكن أن ينسى هذا الوجه الطفولي , و لا هاتين العينين العسليتين , اللتين أوشك على الانخداع بهما ,





لم يتذكر علي فقط موقفها من جورج ذلك اليوم , و لكنه تذكر أيضا أنها قضت معه الليلة , و كل التفاصيل التي جعلته يومها يشعر بالاشمئزاز ,


بمجرد استرجاعه ما حصل بدأ علي بالغضب فعلا .


" أنت ؟ "

قالها و هو يقطب جبينه , و قد ظهر السخط في عينيه , صرخ في وجهها باستياء شديد جعلها تقفز مكانها





لم تفهم ملك ما قصده

" لم يبدو عليه أنه يعرفها جيدا ؟ فيما هي لا تتذكر حتى أنها رأته في أي مكان سابقا ,

ثم لم هو غاضب هكذا ؟ "

سألت نفسها بحيرة كبيرة , و هي تحدق الى الرجل أمامها , دون أن تجيب عن أسئلته محاولة تذكر أي شيء له علاقة به .





لم تكن ملك تمثل , ففي المرة الأولى لم تحدق الى أحد من الجالسين الى طاولة العشاء ,

حيث كانت مشغولة بتأديب جورج , الذي استفزها بقلة أدبه , و وتر أعصابها و غادرت سريعا ,



أما في المرة الثانية , فقد كانت منشغلة بالتحدث الى والدتها على الهاتف ,
حينما تم التعريف به و ألقى خطابه , و عادت بعدها متأخرة ,





حاولت ملك عصر ذاكرتها دون جدوى , صحيح هي لديها مشكلة مع تذكر الأسماء و الوجوه ,

الا أنها متأكدة أنها لم تر هذا الوجه يوما , لكن هذا الآن غير مهم الأهم هو



" مممن من أنت ؟ و ماذا تفعل في غرفتي ؟ "

سألت أخيرا بصوت مرتجف محاولة اخفاء ارتباكها

بعدما ساد صمت بينهما لثوان , حيث كان كل واحد فيهما , يتفحص الآخر محاولا فهم الموقف .





لمعت عينا علي باستغراب , فلم يكن يتوقع أنها عربية , فملامحها تقول أنها أجنبية , و لأول مرة يسمعها تتحدث بلغته بلكنة مغاربية ,


ظهرت بعدها ابتسامة ساخرة على جانب فمه و قد أدرك ما قالته

" غرفتك ؟ فعلا ؟ "




كان علي يضع يديه على خصره و هو يسألها , ثم خطا خطوتين فجأة الى الأمام مقلصا المسافة بينهما ,



أضاف بجدية بعدما اختفت ابتسامته , و حل محلها تكشيرة سيئة و قد علا صوته فجأة

" هاي أنت هذا جناحي الخاص , أنت من سمح لك بالدخول الى هنا ؟ "






فتحت ملك فمها لاجابته , و لكنها لاحظت الآن فقط أنه نصف عار , مع جسم رياضي مفتول العضلات ,

لا يرتدي غير سروال قصير , و لا شيء يغطي جزءه العلوي ,




من شدة حرجها أشاحت ملك بوجهها , الذي تحول لونه الى الأحمر بعد أن كان شاحبا , و زادت ضربات قلبها لدرجة كانت تسمعها في أذنيها


لاحظ علي ردة فعلها , و انتبه هو الآخر الى حالته .




" تبا "

همس بسخط ثم مد يده ليأخذ قميصه , الذي كان يرتديه من على المشجب و لبسه بسرعة ,

آخر شيء يريده أن يراه أحدهم عاريا , خاصة امرأة لعوب مثلها




لكنه لم يوقف هجومه

" هاي أنت لا تمثلي الخجل و لا تغيري الموضوع , أنا أسألك من أدخلك جناحي ؟ "



قال و هو يزرر قميصه بسرعة , و يعود الى المكان الذي كان يقف فيه قبالتها ,

دون أن يشيح بعينيه عنها , خشية أن تقوم بحركة قذرة اتجاهه , حينها هو لن يمانع أن يكسر رقبتها ,





غضبت ملك من اصراره على أنه جناحه , رفعت رأسها مجددا حدقت مباشرة الى عينيه ,

و وجدت صوتها مع نبرته الحادة أخيرا

" لا تبدأ بالكذب الفندق حجز لي هذا الجناح ؟

أنت من تكون و كيف دخلت الى هنا ؟

هيا اخرج الآن أو سأستدعي رجال الأمن "

و أشارت له بأصبعها ناحية الباب , في محاولة يائسة منها لطرده .





كانت ملك تحاول أن تظهر أنها واثقة من نفسها , رغم الارتجاف الذي طبع كلماتها بسبب ادراكها أنها الطرف الضعيف هنا

لكنها لا تريده أن يعتقد أنها خائفة منه و الا ساء الأمر .




صدم علي لكلامها فلأول مرة في حياته , يجرؤ أحدهم على نعته بالكاذب و لم يجد بما يجيبها , و بقي يحدق ناحيتها بعينين قاتلتين


و فيما كان بصدد التفكير في الرد المناسب على اساءتها ,

كانت ملك قد حملت هاتف الفندق فعلا , و تهم باستدعاء رجال الأمن كما هددته قبل لحظات ,






لكن علي تحرك ناحيتها في ثانية و افتكه من يدها بقوة , مما أرعبها فتركته له و عادت للالتصاق مجددا بالحائط .



بما فعلته ملك الآن , تذكر علي مرة أخرى ما حصل مع جورج سابقا ,

و كيف أن المرأة التي تقف أمامه , مجرد ممثلة مدعية و أكيد خططها القذرة لا تنتهي ,




واضح أنها دخلت هنا لاغوائه أو للحصول على منفعة ما , و هي الآن تهدده برجال الأمن ليرضخ ,

لكنها لا تعرف مع من علقت , هذه المنحطة عديمة الأخلاق





ابتسم علي بسخرية مجددا , و هو يقلب هاتف الفندق بين أصابعه و سألها

" ما رأيك أن اتصل أنا بالشرطة , و أخبرهم أن منحرفة اقتحمت جناحي ؟ "

قال بلهجة مهددة و ردت ملك بغضب مباشرة




" من اقتحم جناحك يا هذا ؟ هل أنت أصم ؟

أنا قلت أنه حجز لي , و أنت من عليه المغادرة ,

ثم احترم نفسك من هو المنحرف بيننا ؟ "




لم يعد علي يتحمل جدالها المستفز , فهذه المرأة فعلا وقحة , لدرجة قول كذبة على أنها حقيقة ,


و الآن تقف بقلة حياء , و تطالبه بالاحترام و تطيل لسانها , فقبل قليل كان كاذبا و الآن أصبح منحرفا و أصما


فما كان منه الا أن رد عليها بنفس درجة اهانتها له


" فعلا ؟ ألست امرأة تعيش على التنقل بين غرف الرجال ؟ " .









😘💞💞









mansou 08-08-20 10:40 PM

مكانش فصل واحد اخر ملك على خاطر مشبعتش هههههه
ماذا بيك طولي شوي في الفصول

ملك علي 08-08-20 11:02 PM

رد
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou (المشاركة 15023669)
مكانش فصل واحد اخر ملك على خاطر مشبعتش هههههه
ماذا بيك طولي شوي في الفصول


انا احاول تنزيل فصلين كل يومين و وعد راح احاول تكون تنزيلات يومية 😉 اما عن طول الفصول فستزيد تدريجيا لأن هذه البداية فقط 💞

mansou 09-08-20 09:39 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ملك علي 09-08-20 10:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou (المشاركة 15025327)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته حنونة 💞

ملك علي 10-08-20 09:35 PM






البارت العاشر يقف وسط حقل ياسمين








" فعلا ؟ ألست امرأة تعيش على التنقل بين غرف الرجال ؟ "


فتحت ملك فمها و عينيها و قد صدمها ما قاله , الا أن علي شعر بالرضا لأته تمكن من استفزازها

و أضاف مع ابتسامة ساخرة

" ماذا ألم يعجبك التعبير , تريدين سماع كلمات منحطة تناسب ذوقك و مستواك ؟ "






عبست ملك بشدة و قد تحولت ملامحها الى الغضب و احتقن وجهها ,
هي لا تفهم فعلا لم يهينها هذا الرجل , و هي لا تعرف حتى من يكون ؟


و لكنها وصلت حد التحمل , و لم تعد تطيق الأخذ و الرد مع قليل التهذيب هذا , و قررت انهاء الموقف


" هاي أنت أنا لا أسمح لك باهانتي ,
هيا اخرج فورا أو سأبدأ بالصراخ , و أقول أنك اقتحمت غرفتي و حاولت الاعتداء علي "




بعدما صادر علي الهاتف منها , لم يبق أمامها الا الصراخ عل أحدا ينجدها ,
هي الآن تشعر بخوف كبير , و لا تعرف ما ينوي هذا الرجل فعله معها , خصوصا أنه يعتقد أنها بائعة هوى


و لكنها كانت تحاول الظهور بمظهر المتماسكة , حتى لا يستغل هذا الرجل المهتاج ضعفها .




لكن علي جن جنونه من تهديدها , فهو لن يسمح لها بتوريطه مع امرأة مشبوهة مثلها , في فضيحة أخلاقية داخل فندقه ,



لم يدر بنفسه الا و هو يتجه ناحيتها , و يضع يدا على فمها لمنعها من الصراخ , و الأخرى على الحائط خلفها بغية تثبيتها




ارتعبت ملك أكثر مما فعله , و قد فاجأتها ردة فعله العنيفة على ما قالته
كانت ترتجف بأكملها كورقة في مهب الريح , و كان قلبها يكاد يتوقف عن النبض ,

أغرق عرق بارد ظهرها , و تجمدت يداها و رجلاها ,
و كأنها تحت تأثير مخدر قوي , فلم يسبق أن عاملها أحد هكذا .





لم تجد ملك الا أن أغلقت عينيها بشدة , و تبللت رموشها ببعض الدموع التي لم تنزل بعد ,

و هي تدعو في سرها ألا يحصل لها , أمر مفجع هنا في هذه الليلة المشؤومة .




كانت تضع يديها الصغيرتين على صدره , لمنعه من التقدم و تخليص نفسها ,
لكن الأمر كان كمن يدفع حائطا من أمامه , فالرجل لم يتحرك انشا واحدا ,

بالعكس كان مصرا على الوقوف هناك , محدقا الى ملامحها عن قرب , محاولا استبيان صدقها من تمثيلها .



لم يكن علي يضغط بشدة على فمها , و لكن وقوفه ككتلة من العضلات أمامها , كان كافيا لارعابها و اخراسها ,

فحتى الرجال يجبنون أمام هيبته و تسلطه , ما بالك بفتاة نصف حجمه ,



للحظات تجولت عيناه السوداوان المتواريتان تحت خصلات شعره الرطب على ملامحها الرقيقة ,
مدققا في كل تفصيل فيها ,


عيناها المغمضتان و رموشها الطويلة , أنفها الدقيق و شفتيها الورديتين المكتنزتين , و التي كانت تمنع ارتجافهما , بالعض على شفتها السفلى بكل قوة حتى كادت تدميها ,



و شعرها الكستنائي الذي يتناثر في كل اتجاه , كانت بشرتها ناعمة وردية , كبشرة الأطفال دون أية شوائب ,
و رقبتها تغري أي انسان أن يغرس وجهه هناك و يستمتع بعبيرها ,




لم تكن ملك تضع أية مساحيق , و كانت رائحة الياسمين تفوح من شعرها و جسدها , دون أثر لأية عطور أخرى ,
كان علي و كأنه يقف وسط حقل زهور في فصل الربيع ,



كان جسدها المرتجف صغيرا جدا بين يديه , لدرجة أنه أشفق على حالها لوهلة من الزمن .





سرح علي للحظات حتى كاد ينسى ما الذي يجري , فالمنظر أمامه مغر جدا و هو رجل في النهاية , و لا يمكنه ألا يتأثر


و لكن أخرجه من شروده عيناها العسليتان , اللتين كانتا تحدقان اليه و هو لا يعلم حتى متى فتحتهما .
و هما تعكسان رعبها و قلة حيلتها ,




استمر الاثنان في تبادل نظرات الشك , فهي لا تصدق أنها تتعرض للاعتداء من طرف رجل غريب ,
و هو لا يصدق أنها خائفة منه فعلا .




تجاهل علي ردة فعلها , بلع ريقه و استعاد رباطة جأشه , ثم حدق اليها قليلا بعد ,

لكنه لم يطل الأمر فما لبث أن اقترب من أذنها , لفحتها أنفاسه الحارة مرسلة تيارا سرى على كل جسدها



ثم قال بصوت هامس , لكنه مخيف كأنه قادم من الجحيم

" لديك ثلاث ثوان اما أن تخرجي من هذا الباب , أو سيحصل معك ما لن تنسيه طوال حياتك "

و أشار برأسه الى باب الجناح بحركة خفيفة




كان تهديدا واضحا و جادا بالاعتداء , لذلك و بمجرد أن افلت يده ,
لم تدر ملك بنفسها الا و هي تركض ناحية الباب تفتحه و تخرج الى الرواق ,


و دون أن تلتفت وراءها , سمعت دوي اغلاق باب الغرفة بكل قوة , و للحظة شكرت الله أنه لا يفكر في مطاردتها



مشت ملك بضعة خطوات , قبل أن تدرك أنها لا ترتدي غير منامة خفيفة و قدميها حافيتين , و كل أغراضها مصادرة في الداخل ,



وقفت مكانها لبضع لحظات محاولة استعادة أنفاسها , و ترتيب أفكارها لاستيعاب ما حصل قبل قليل ,

فردة فعلها كانت دون أي تفكير , و بدأت تحدق في الأرجاء بحثا عن مخرج .





أرادت ملك النزول الى الاستقبال لاستدعاء رجال الأمن , لكنها أدركت أنها لا يمكنها التنقل بحالها هذه ,

ما الذي يضمن لها أنها لن تتعرض للاعتداء مجددا , من منحرف آخر في طريقها الى أسفل في هذا الوقت المتأخر ,


كما لا يمكنها أن تعود الى الغرفة لطلب أغراضها , و الا فان ذلك المجنون سينفذ تهديده و يعتدي عليها



" أية ورطة وقعت فيها يا ملك ؟ "


حدثت نفسها بتوتر و لم يكن منها أخيرا الا أن اتكأت على الحائط خلفها ,
جلست القرفصاء على الأرض , حيث لم تعد رجلاها قادرتان على حملها ,


ثم غرست رأسها بين يديها , اعلانا عن يأسها في ايجاد حل لوضعها ,
فهي فعلا لا تعرف أين تذهب , و كانت تريد فقط أن يهدأ خوفها قليلا قبل أن تطلب المساعدة .






في غرفة المراقبة كان حارس الأمن يتسامر مع عامل الاستقبال محمد , حول كأسي شاي و لعبة ورق ,

توقفت الحركة منذ بعض الوقت , فاستغلا الأمر للدردشة و تمضية الليلة ,
فيما هما مشغولين بالحديث , انتبه الحارس الى حركة غريبة على الشاشة أمامه


" انظر محمد هناك امرأة ترتدي منامة تجلس في الرواق "



هز محمد رأسه موافقا و هو يحدق الى الشاشة
" أجل حتى أنها حافية "



عبس الحارس بتشوش
" أتدري لم انتبه من أية غرفة خرجت ؟ "



" لكنها تكتفي بالجلوس فقط لا تفعل شيئا "
حاول محمد طمأنته



" أجل لكن سأنتظر لبضعة دقائق , ان لم يحصل شيء سأصعد لتقصي الموضوع ,
في النهاية الرئيس يقيم في هذا الطابق , لا أريد مشاكل معه "




وافقه محمد مباشرة
" أجل تريث قليلا , قد تكون خصومة ثنائي عادية لا داعي للتسرع "



كلمات محمد لم تكن من فراغ , فهذا فندق سبع نجوم ,
معظم المقيمين هنا أجانب , و العمال تعودوا على بعض التصرفات , كالسكر و الخلافات بين الثنائيات ,
و التنقل بين الغرف خاصة السياح الذين يتنقلون في مجموعات .



لذلك قوانين الفندق تمنع تدخلهم في تصرفات المقيمين , الا اذا كانت جانحة أو مشينة ,
كارتداء ملابس غير ملائمة , أو الدخول في عراك و ازعاج بقية النزلاء ,

فما كان من الرجلين الا التزام مكانيهما و انتظار أية تطورات .







في الجناح بعد مغادرة ملك , و اغلاقه الباب خلفها حتى لا تفكر في العودة ثانية ,

ظل علي واقفا خلف الباب , يضع يديه على خصره مغمضا عينيه بشدة , يحاول تمالك نفسه بأخذ أنفاس عميقة , لاستيعاب الحنون الذي حصل قبل قليل



لطالما توددت اليه الكثير من النساء , و لكن لأول مرة تجرؤ احداهن , على اقتحام غرفته و الوصول الى سريره ,

هو فعلا مندهش من جرأتها , لكنه فضولي أكثر عن كيفية وصولها الى هنا ,




تنهد بعدها بعمق ثم استغفر الله , و عاد أدراجه الى الغرفة أخيرا

لكن بمجرد أن وقعت عيناه على حالة الفوضى التي تسودها , امتعض بشدة و عبس وجهه و تجدد غضبه ,


فالملاءات على السرير مبعثرة , الوسائد ملقاة على الأرض ,
خصلات من شعر تلك المرأة , عالقة على الوسادة التي كانت تحتضنها ,


و الآن فقط انتبه الى الحقيبة الصغيرة , و بعض أغراضها على المنضدة الى جانب السرير .


" كيف لم انتبه حين دخولي ؟ "
سأل نفسه باستياء



فجأة تذكر حالة الحمام المزرية قبل قليل
" هل يعقل أنها هي من استخدمته ؟
و الرائحة التي تعبق في أرجاء الغرفة , تعود لصابون الحمام خاصتها , و الذي كان برائحة الياسمين "



شعر علي بالقرف فجأة , و تحول لون وجهه الى الأسود ,
خطا بغضب ناحية الهاتف و اتصل بالاستقبال


" أرسل أحدهم لتنظيف جناحي فورا , و افتح باب الغرفة المقابلة "
هو لن يستطيع استخدام الغرفة و هي ملوثة هكذا , فجسمه بدأ يحكه بالفعل .



لم يحتج محمد أن يتعرف على رقم المتصل , فلا أحد يملك هذه النبرة المتسلطة غير الرئيس ,
خاصة أنه أغلق مباشرة دون انتظار الرد ,



بعد ثوان تذكر علي شيئا آخر فعاود الاتصال

" و أرسل من يتخلص من كيس القمامة الموجود أمام باب الجناح "

و أغلق مجددا دون أي تردد



لم يفهم محمد عن أي كيس قمامة يتحدث , فلا يوجد شيء في الرواق ,
لكنه تذكر فجأة المرأة التي رآها على الشاشة

" هل يعقل أن تلك المرأة أزعجته ؟
هل خرجت من عنده ؟ "



الكل هنا يعرف صعوبة التعامل مع هذا الرجل , سيء المزاج صعب الارضاء , لن تجرؤ امرأة على التقرب منه ان لم يسمح لها


" هل يعقل أنه اصطحبها معه ثم غير رأيه ؟ "


لم يعرف محمد فيما يجب أن يفكر , و لكنه سارع لتنفيذ الأوامر ,
فتح حاسوبه بسرعة بيد , و بدأ في فتح الغرفة التي طلبها علي الكترونيا ,


و بيد أخرى اتصل على غرفة مناوبة المنظفات , ليطلب من العاملتين الاتجاه الى الطابق للتنظيف , دون أن ينسى أن يخبرهن أن الرئيس من طلب ذلك بنفسه ,




لم يطل الأمر كثيرا فقط عشرة دقائق , و وصلت عاملتي التنظيف الى الطابق ,

بمجرد أن رأتهما ملك , حتى لاح لها بصيص أمل , في امكانية تلقي المساعدة منهما ,

لكنهما تخطيتاها بسرعة دون أن تلقيا لها بالا متجهتين ناحية الجناح , دون اعطائها فرصة لقول كلمة واحدة ,



فتح الباب و دخلت العاملتان الى هناك , و بعدها بدقيقتين خرج علي الغاضب باتجاه الغرفة المقابلة , و قد عاود ارتداء ملابسه




بمجرد أن وقعت عيناه على ملك , تأجج غضبه مجددا و رمقها بنظرة اشمئزاز و احتقار ,

أشعرتها بقشعريرة من رأسها الى اخمص قدمها , و كأن تيارا كهربائيا مر عليها .



هي فعلا لا تعرف ما الذي فعلته لهذا الرجل , حتى ينظر اليها بكل هذا الازدراء ؟

أليس من المفروض أن تكون هي الغاضبة , بما أنه هو من اقتحم غرفتها ؟

ألا يعقل مثلا أن يكون مجرد خطأ من الفندق لا ذنب لها فيه ؟

لم يبدو اذا كمن أمسك بها متلبسة بجريمة شنعاء , لم يبدو واثقا من صحة موقفه ؟




لم تدم النظرة أكثر من ثلاث ثوان , أشاح علي بعدها بوجهه و دخل الغرفة المقابلة , متجها مباشرة الى الحمام ,

أكثر شيء يرغب به الآن , أن يمسك هذه المرأة المنحرفة من ذراعها , و يلقي بها في قسم الشرطة ,



لكنه لا يريد أن يرتبط اسمه مع اسم امرأة مشبوهة مثلها , في فضيحة سيكون الوحيد الخاسر فيها , لن يحقق مرادها مما فعلته



لذلك قرر التصرف بعقلانية , مادامت لم تنجح في مسعاها فسيكتفي بما فعله ,
لن تسول لها نفسها تكرار ما حدث أبدا .
.
.
.
.
.
.
.
.





البارت الحادي عشر الفرار من المجنون







بقيت ملك تقف مكانها في الرواق ، منتظرة خروج العاملات من الجناح ، حتى تحاول استعادة أغراضها ,

في هذه الأثناء كان حارسي الأمن قد وصلا لتنفيذ قرار الطرد ،


بمجرد أن رأتهما ملك حتى زاد حرجها ، فملابسها لم تكن لائقة أبدا , و الوضع المشبوه الذي وضعها فيه ذلك المنحرف ضاعف ارتباكها

فما كان منها الا أن اندست أكثر في الحائط , محاولة إخفاء هيئتها دون جدوى




تقدم منها أحدهما ، و حاول أن يكون لبقا قدر الإمكان
" سيدتي من فضلك رافقيني ، لا يمكنك البقاء و التجول هنا "



كانت ملك قد وصلت حدها من التحمل ، و لم تعد تطيق هراءا آخر و كان ردها مستاءا جدا

" اسمع سيدي أنا لن أذهب إلى أي مكان ، استدع الشخص المسؤول هنا ،
أريد رؤيته الآن حالا "




نظر الرجل إلى زميله ثم رد بقلة حيلة

" آسف سيدتي و لكن عليك مرافقتي أولا ، بعدها يمكننا مناقشة الأمر كما تريدين "


حسنا هو لا يمكنه اخبارها أن المسؤول الذي تطلبه ، هو نفسه التنين الذي أمر بإخراجها من هنا قبل لحظات




لكن ملك بدأت بالصراخ ، قاطعة الطريق على كل اقتراح ، قد يهدر حقها أو يعرضها الى إهانة أخرى


" اذا أنا لن أغادر لأن أغراضي كلها في الداخل , و هذا الجناح حجز لي ،

و لكن ذلك الرجل اقتحمه و طردني ، و أنا أريد المسؤول الآن لتوضيح الأمر "





نظر الحارسان لبعضهما باستغراب ، و حاول أحدهما شرح الوضع

" مستحيل سيدتي لا يمكن أن يكون ذلك الجناح قد حجز لك ل ..."



أراد الرجل أن يقول أن هذا الجناح ، هو الإقامة الدائمة لمالك الفندق ،
و لا أحد في الفندق كله يجرؤ على حجزه لأي كان , حتى لو كان النزيل رئيس دولة




لكن ملك قاطعته بلهجة حادة
" هل تقصد بأنني كاذبة , هل لأنني غريبة ستقومون باهانتي و طردي ؟ ,

اسمع اذا أنا الآن لا أريد المسؤول , استدع الشرطة أريد تسجيل شكوى ،
في حق الفندق و هذا المجنون المنحرف ، باهانتي و محاولة الاعتداء علي "



"....."

بسماعهما المرأة تقول عن الرئيس مجنون و منحرف ، أصيب الحارسان بالشلل ,
لم يسبق أن أهانه أحد هكذا سابقا ,


لكنهما فزعا أكثر لذكرها الشرطة , اذا فقدا السيطرة على الوضع ، فقد تكون النتائج وخيمة



لذلك سارع الرجل لمسايرتها

" اهدئي سيدتي أنا آسف ، لم أقصد أن أقول أنك كاذبة ,

أرجوك رافقيني الآن و أنا متأكد أن هناك التباسا في الأمر ,
فقط تعالي معنا و أنا أضمن لك أن تكوني راضية "



لم يكن الحارس يريد أكثر من إخراجها من هنا ، و إلا تأزم الوضع أكثر ،
هو لن يخاطر بأن يفقد الرئيس صبره , و يطرد كل من في المكان ,



لكن ملك كانت أكثر عنادا مما اعتقد ، استمرت في الجدال و رفضت المغادرة دون أمتعتها .




داخل الغرفة ضاق علي ذرعا بالضوضاء في الرواق , أكيد بقية النزلاء يشعرون بالانزعاج بقدره ,
كما لا يبدو بأن تلك المنحرفة ستغادر بسهولة



خرج من الحمام يلف منشفة على خصره ، و يمسك بأخرى يجفف بها شعره , و اتصل على جناحه



بعد دقائق خرجت إحدى العاملتان تجر حقيبة ملك ، بعدما جمعت أغراضها على عجل ,


بمجرد أن رأتها ملك ، شعرت بسعادة غامرة و سارعت لأخذها و قد انفرجت الأزمة أخيرا , و لكن لاحت لها مشكلة أخرى


" هل يمكن أن استعمل الغرفة لتغيير ملابسي ؟ "

سألت السيدة بتأمل ، فلا يمكنها أن تغير ملابسها في الرواق ,



لكن المرأة كانت حازمة و أجابتها بنبرة باردة

" آسفة سيدتي ، لكن السيد طلب منا اعطاءك أغراضك ، لا السماح لك باستخدام الغرفة "




استاءت ملك أكثر لما قالته السيدة ،
لم يعاملها هذا الرجل على أنها تحمل وباءا معديا ؟


لكنها لم تعد قادرة على الجدال أكثر ، هي أصلا منهكة و استهلكت كل طاقتها في العراك قبل قليل ,




برؤية التعبير على وجهها ، تدخل الحارس لعرض مساعدته

" اذا أردت سيدتي ، بإمكاني تدبر غرفة من أجلك لاستعمالها "



و سارعت ملك للرفض

" لا داعي "


مع الخوف الذي شعرت به اليوم ، لا يمكنها أن تبقى لحظة واحدة هنا ,
من يضمن لها أن لا تقتحم غرفتها ثانية ، و تتعرض لاعتداء حقيقي هذه المرة ؟ ,



لذلك جرت حقيبتها و اتجهت إلى الحمام في آخر الرواق ,
غيرت ملابسها على عجل ، و ألقت نظرة على أغراضها ، لتتأكد أنها غير منقوصة ثم غادرت بسرعة





فكرت ملك في طريق الخروج ، أن تتجه الى الشرطة و تشتكي لكنها تراجعت , فواضح أن ذلك
المجنون رجل ذو نفوذ , من يدري ما مكانته

و أن كل من كان هناك هم في صفه ، قد يتم تكذيبها إن هي اشتكت ,


خاصة أنها لا تملك دليلا ملموسا ، فالبطاقة التي أعطيت لها تركتها في الغرفة ،
و المعلومات المسجلة لديهم يسهل تغييرها ,



لذلك قررت أن تهدأ ، فالأولوية الآن هي الخروج من هنا , و بعدها ستفكر فيما يمكنها فعله ,




بعد أن هدأت ملك روعها نزلت إلى البهو لتغادر , و كان حارس الأمن يتبعها ، ليحرص على التزامها الهدوء ، و عدم إثارة مشاكل أخرى ,


بمجرد مرورها على الإستقبال ، تذكرت أنها لم تستعد جواز سفرها ,

فأثناء العشاء أعطاها النادل البطاقة فقط , لذلك اتجهت ناحية عامل الإستقبال و طلبت منه

" من فضلك أعد لي جواز سفري "




نظر إليها محمد باستغراب للحظات ، ثم فتح درجا أمامه و أخرج جواز سفرها ،


بدا الشاب و كأنه فوجيء لوجوده هناك , لكنه لم يقل شيئا سارع و فتحه , أخرج منه بطاقة دسها في جيبه ثم سلمه لصاحبته

" تفضلي سيدتي "




اختطفت ملك جواز سفرها من يده ، و غادرت مسرعة دون أن تقول كلمة أخرى ، فهي لا تريد البقاء هنا أكثر .




كانت الساعة تشير الى الرابعة و النصف صباحا ، حينما غادرت ملك الفندق ,

رغم أن الليل لا يزال يلقي بأجنحته على الأنحاء و لا أثر لضوء النهار ,
إلا أن المدينة لا تنام ليلا و الحركة لا تنقطع , و إلا كان من الخطر خروجها وحدها في هذا الوقت .




لم تلبث ملك أن استوقفت سيارة أجرة ، و طلبت منه أن يقلها إلى أقرب فندق ,
لم يكن هناك زحام في هاته الساعة ، لذلك وصلت وجهتها بعد ربع ساعة فقط .



كانت ملك تدعو طوال الطريق و تحمد الله ، لأنها تمكنت من الإفلات من المجنون ,

رغم أن غيضها مما فعله كان كبيرا ، إلا أنها كانت ممتنة جدا أنه لم يتعد حدوده ,

فالله وحده يعلم ما كان سيحصل ، إن هي أصرت على البقاء هناك .





بمجرد وصولها وجهتها حجزت ملك غرفة ، بعدها راجعت مع عامل الاستقبال رقمها أكثر من مرة ,
فقد أصبحت مهووسة بعدما حصل معها ,
هذا الأخير رغم استغرابه الأمر ، إلا أنه لم يعلق على تصرفها .



و بمجرد أن دخلت لاحقا إلى الغرفة ، حتى قامت بتمشيطها و التأكد من المنافذ ،


ثم قامت بجر طاولة من جانب السرير ، و وضعتها خلف الباب و تأكدت من استحالة فتحه ,
هي لن تسمح بتكرار ما حدث سابقا .



غيرت بعد ذلك ملابسها و ارتمت على السرير ، لكن النوم جافى عينيها ،

كلما همت باغلاقهما لاحت لها عينين سوداوين ، مليئتين بالغضب و الحقد تحدقان ناحيتها توشك على قتلها ,

يبدو بأنها لن تتخلص من الصدمة التي عانت منها سريعا .

.
.
.




في المقابل علي الذي قضى الليلة في الغرفة الجديدة ، كان يعاني أرقا سيئا و لم يتسلل النعاس الى جفنيه الا قرابة السادسة ,

لدرجة أنه لم يسمع منبهه , و لم يستيقظ إلا على صوت هاتفه يرن ,



دون أن يفتح عينيه أو يرفع رأسه مد يده و أخذ الهاتف

" صباح الخير سيدي "
كان صوت كريم في الطرف الآخر



" صباح الخير "
رد علي بصوت متكاسل مبحوح كان واضحا مدى تعبه



" سيدي إنها الثامنة صباحا , ابراهيم أمام الفندق و قال إنك لم تنزل بعد ,
أردت تذكيرك باجتماع التاسعة "


صمت علي قليلا و كأنه يفكر في رد مناسب

" أخبره أنني سأنزل بعد عشرين دقيقة "



" حاضر سيدي"

قبل أن يقفل كريم الخط بادره علي

" كريم "
و صمت بعدها



بقي الرجل ينتظر ما يريد قوله بكل صبر , شيء يقدره علي كثيرا , و أحد أهم الأسباب التي تبقيه كنائبه


و سرعان ما أضاف

" أعلم مدير الفندق ألا يصرف عمال مناوبة أمس ,
و أن يجمع كل المسؤولين في مكتبه , سأعود لاحقا من أجل اجتماع طاريء "




استغرب كريم طلب علي , فالاجتماعات عادة تكون دورية و مبرمجة قبلها بمدة ,
أما الاجتماعات الطارئة لا تعقد الا أثناء الأزمات ,


فما الذي حصل و جعل علي يطلب شيئا مماثلا ؟ و هل له علاقة بتظاهرة البارحة ؟


رغم حيرته إلا أن كريم كعادته ينفذ دون أن يسأل

" حاضر سيدي "





بعدها قام علي من فراشه , و اتجه ناحية جناحه مجددا اغتسل و غير ملابسه , ثم حمل حقيبته و نزل متجها الى الشركة ،


بمجرد أن ركب السيارة و أغلق السائق الباب , أغمض عينيه و ألقى رأسه الى الوراء , و قد كان الإرهاق واضحا على ملامحه



" سيدي هل أنت بخير ؟ "
سأل ابراهيم بقلق


" اممم "
كان كل ما قاله و أشار له بالانطلاق .




في هذا الوقت كان كريم قد اتصل بمدير الفندق و أوصل رسالة علي , هذا الأخير كاد يغمى عليه بسبب التعليمات ,


و ما كان منه الا أن استدعى طاقم العمل كله , و استفسر عما حدث بالأمس , فإلى غاية مغادرة الضيوف كل شيء كان بخير ,



روت له العاملتان و حارس الأمن ما حدث , كيف أن شابة كانت في جناحه و أنهما تجادلا ,
و هو طلب تنظيف الغرفة في الرابعة صباحا , و اصطحابها خارجا فارتاح باله قليلا




" إذا كان هو من اصطحب تلك المرأة معه , فما شأننا نحن إن نشب خلاف بينهما "


طبعا هو كان يعتقد أن علي رافقها الى جناحه , لم يعرف أنه وجدها هناك , و أنهما تنازعا ملكية الغرفة ,



لكنه أصيب بالاحباط مجددا , فكريم لم يقل في أية ساعة الاجتماع ,

يعني أن عليهم الانتظار حتى يفرغ الرئيس , من جدوله اليومي و يعود الى هنا , الأمر الذي قد يستمر الى الليل .




" هل هاته عقوبة من الديكتاتور أو ماذا ؟ "

سأل الرجل نفسه بتذمر , لأنه أيقن أن علي تعمد فعل ذلك حتى يزعج الجميع .



علي من جهته كان قد فكر مطولا ليلة أمس ,
و رجح أن تكون تلك المرأة , حصلت على مساعدة من داخل الفندق , للوصول الى هناك و إلا ما كانت مهمتها سهلة للغاية ,




حتى أن احتمال حصول خطأ في الحجز , يبدو بعيدا عن التصديق ,

لكنه قرر أنه مهما كان أساس القصة , عليه أن يحقق فيها بنفسه , و ينزل أشد العقوبة على المتورط , حتى لا يجرؤ أحد آخر على تكرارها .




بالوصول الى الشركة , اتجه علي مباشرة الى غرفة الاجتماعات , بعد أن طلب من سكرتيرته أن ترسل قهوته الصباحية , فقد نزل دون أن يفطر


" قهوة برازيلية مضاعفة دون سكر"

طلبت ليلى من عامل المقصف اعدادها , و لاحقته الى قاعة الاجتماعات .




دخل علي الى القاعة , حيث كان الجميع في انتظار وصوله ,
خطا ناحية كرسيه على رأس الطاولة , خلع سترته و جلس بعدما أشار الى الحضور بالجلوس .



ساد بعدها صمت الأرجاء , و بدأ المهندس المكلف بالالقاء في تجهيز أوراقه , منتظرا اشارة البدء من المدير ,

كان اجتماعا لدراسة اقتراحات تجهيز أماكن الترفيه , في آخر مشروع دخلته الشركة .




فتح علي بدوره حقيبته الخاصة لإخراج حاسوبه , لكن بمجرد أن ألقى نظرة داخلها , تغيرت ملامح وجهه الجادة و الباردة الى نظرة انزعاج ثم غضب ,

و تحول لون وجهه الى الأسود , و كأن غيمة حطت برعودها و أمطارها فوق رأسه .









😘💞💞


الساعة الآن 03:24 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.