مقتطفات من رواية ( هاليو )

[MooNy87]

"جمهوري العزيز... لا يمكنني أن أصف لكم كم سعادتي بلقائكم بشكل مباشر والتفاعل معكم وجهًا لوجه، وليس فقط من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فأنتم من صنع اسم (جو جي سوب) وشهرته ليس فقط في كوريا، بل وأيضًا خارجها".
بهذه العبارات، بدأ نجم (الهاليو) الشهير ترحيبه بمعجبيه داخل القاعة الكبيرة التي خصصها للقائهم. ودار يعينيه الواسعتين المسحوبتين بين الحضور، قبل أن يستقر نظره في اتجاه معين، ويرسم ابتسامة رائعة على شفتيه، وهو يكمل حديثه:
"أعلم أن شهرة الدراما والموسيقى الكورية وصلت لأنحاء مختلفة من قارة آسيا، وخاصة الصين واليابان، وبعض دول الخليج، لكن كان من المفاجيء والمفرح بالنسبة لي أن أجد بين أسماء الحضور معجبة من مصر، أرض الأهرامات ونجم الكرة محمد صلاح، لذا استأذنكم أن نرحب بها هنا على المسرح لنتعرف عليها أكثر... تفضلي يا آنسة (سماء)"
لم تصدق (سماء) أذنيها، وهي تستمع إليه يتحدث عنها ويبتسم لها، بل ويطلب محادثتها وجهًا لوجه من بين كل الحاضرات، اللاتي توجهت أنظارهن إليها تلقائيًا، وبدا مزيج من الحسد والكراهية في عيونهن لأنها هي من حظت باهتمام نجمهن المحبوب، لكنها تجاهلتهن تمامًا، وهي تعدل من هندامها بسرعة، وتغادر مقعدها لتتوجه بخطا مرتبكة نحو خشية المسرح، وعيناها تملأهما السعادة وهي تنظر إلى وجه (جي سوب) الوسيم، دون أن تنتبه لساق إحدى المعجبات التي امتدت بشكل عرضي في طريقها، فتتعرقل وتسقط على وجهها أمام الجميع..
وبينما هي منكفئة على الأرض والإحراج يملأها، فتحت إحدى عينيها بحذر، لتجد مضيفة الطائرة منحنية عليها باهتمام، وتسألها:
- "هل أنت بخير؟ لقد سقطت من على مقعدك أثناء نومك... هل يمكنك الوقوف؟! أتشعرين بألم في مكان ما من جسدك؟".
فتحت (سماء) عينها الأخرى في دهشة، لتجد عيون الركاب تنظر لها في فضول وسخرية من خلف ظهر المضيفة، فعادت لإغلاق عينيها مرة أخرى، وهي تهمس لنفسها: "يالإحراج... يالإحراج... ويالخسارة، لقد كان حلمًا تحول إلى كابوس".
وبسرعة تناولت يد المضيفة الممدودة إليها وهي تنهض في رشاقة رغم آلام ظهرها إثر السقوط، ثم مدت يديها لضبط شعرها المتناثر، وهي تبتسم قائلة:
- "نعم أنا بخير ولا أشعر بأي ألم... أشكرك جدا"
وعادت لتجلس في مقعدها، وهي تتظاهر بالقراءة في المجلة الموضوعة أمامها، حتى لا تتلاقى نظراتها بنظرات الركاب.

***************
مقتطف من (هالـــيو) رواية اجتماعية - أدب رحلات - تأليف علا سمير الشربيني

[MooNy87]

سألته وهما يركبان السيارة:
- "هل تكره شهرتك؟".
أشار بيده نافيًا، وقال:
- " لا أبدًا بالعكس، أنا أحب عملي للغاية، وشهرتي دليل على نجاحي، وولولا اهتمام الصحافة بتغطية أخباري، ولولا حب الناس والمعجبين لي، لم أكن لأصبح شيئًا... المبالغات تكون هي المرهقة والمضجرة، فالكثيرون من الصحفيين وبعض المعجبين لا يفهمون الحد الفاصل بين الحياة العامة للمشاهير، وحقهم الإنساني الطبيعي في التمتع بحياة خاصة بعيدة عن الأضواء، وقد ينتهي ذلك بمأساة كما حدث في حالة الأميرة الراحلة ديانا، فعندما تعرضت لحادث السيارة الشهير الذي أودى بحياتها في باريس، كان يلاحق سيارتها عدد من الصحفيين، الذين اهتموا في المقام الأول بالتقاط صور الحادث، والحصول على سبق صحفي، دون أن يحاول أحدهم إنقاذ الأميرة ومرافقها، أو طلب النجدة إلا بعدما مضى وقت طويل... وعلى كل حال لكل مهنة متاعبها، وقد فهمت الآن أن عليّ الابتعاد عن أماكن شهرتي عندما أرغب في الاستمتاع ببعض الخصوصية".