شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة (https://www.rewity.com/forum/f524/)
-   -   أغلال عشقك قيدي (https://www.rewity.com/forum/t472255.html)

رحمة غنيم 05-11-20 02:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هويدا سنوسي (المشاركة 15180871)
ما هذا الجمال والله وصفك فى مكان تاني خالص يا رحمة تسلم ايدك يا قمر

حبيبتى اناااااا بجد بشكرك من كل قلبى على كلامك الجميل ده بجد

om ahmed altonsy 05-11-20 08:38 PM

فصل رووعه تسلم ايديك حبيبتي ❤️❤️❤️❤️❤️

رحمة غنيم 06-11-20 03:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء رجائي (المشاركة 15182550)
فين ميرال وطارق عشان بتخنق بسرعة3..
الفصل صغير انت بتخمي ياروما

حبيبتى يا اسوم تسلميلى يا قلبى و باذن الله الفصل القادم طويل

رحمة غنيم 07-11-20 02:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة om ahmed altonsy (المشاركة 15183891)
فصل رووعه تسلم ايديك حبيبتي ❤❤❤❤❤

حبيبتى انا تسلميلى يا جميل سعيدة جداً بمتابعتك و تفاعلك 😍

رحمة غنيم 07-11-20 09:30 PM

مساء الجمال يا أجمل متابعين 😍😍

الفصل الخامس عشر


أغمض أردال مقلتيه و صداع عاصف يفتك براسه .... يشعر بنيران تحرق أحشاءه تكاد ان تقتله .... لماذا يشعر بهذا الشعور المؤلم لماذا يشعر بحرقه غريبه بحلقه لا تجعله يستطيع ان يأخذ انفاسه !

تسارعت وتيره نبضاته و كلمات آسر تعود لتاخذ صداها من جديد .... هل هذا جنون ... لماذا يشعر و كأنها تنتمى له هو و ليس آسر .... لماذا أراد ان يخنق كلماته عن صفاء عيناها .... لا بل صفاء سمائها !! .... انه لم يطالع هذا الصفاء سوى مرات معدودة فقط !! .... فهو دائماً ما يجعل سمائها تعصف بأمطار متألمة

ازدرد أردال ريقه بقسوة يبتلع تلك الغصة الحارقة و هو يستحضر صورتها أمامه ... مشاهد جمعتهم معاً ..... مشاهد دائماً ما كانت تترك اثر عجيب بخفقات قلبه !!

أخذت نبضاته تتباطأ برتابة حتى تركته منهك القوى ... يرفض هذا الالم كما يرفض تلك المشاعر .... لا يريد ان يشعر هكذا لا يحق له ان يفعل ... ليس من المفترض ان يشعر بذلك الخواء المؤلم !!

***

مر الوقت عليها ببطء غريب ... لقد أخذت تطالع xxxxب الساعة دون ان تتوقف !! ... لن تكذب على نفسها فهى تعلم انها تنتظر ان يمر الوقت حتى ياتي وقت رحيلها معه ... لقد جنت تماماً تعلم ... لكنها لا تريد لن تخرج من ذلك اليوم !!

لا تريد ان تستيقظ من حلمها الاحمق هذا ... تنفست نارفين بعمق و هى تغلق حاسوبها لتنهض نحو مكتبه !! ... شعرت بحماسة عجيبه تدب داخل عروقها و نبضاتها انها سوف تراه ... تحركت بخطوات متسارعة تسارع خفقات قلبها المضطربة

***

دلف طارق الى مكتب أردال و هو يسارع بالقول

( أردال هل انهيت ..... )

بتر طارق حروفه يطالع خلو المكان بملامح معقودة !! .... يمط شفتيه بتساءل متعجب عن ذهاب أردال المفاجئ بذلك الشكل .... فقط لحظات قليلة قبل ان يرى جسد نارفين الذى دلفت بدورها الى الغرفة و هى تتساءل بملامح متحمسة

( طارق ... أين أردال ؟! )

حرك طارق راسه بعشوائية و هو يردف

( لقد ذهب ! )

عقد طارق حاجبيه و هو يطالع ملامح نارفين التى فقدت حماستها و نظراتها التى هرب البريق منها و هى تردد بخفوت منكسر لم يستطيع فهمه

( لقد كنّا سوف نذهب معاً !!! )

لحظة فقط التى مرت قبل ان يسارع طارق بالتبرير يشعر ان عليه ان يفعل دون ان يعلم حقاً أين ذهب صديقه هكذا قبل ان يقول شئ

( أجل نارفين أعلم .... لقد قال لى أردال ان اعتذر منك قبل ان يذهب !! .... لقد جد أمر عاجل عليه لهذا توجب عليه الذهاب بشكل سريع !! )

تابع طارق ابتسامتها التى عادت الى شفتيها من جديد مما جعله يتنفس بعمق حتى سمعها تردف

( حقاً ... حسناً لا باس .... اذاً لقد بقى الأمر عليك ! )

ابتسم طارق بإشراق يخفى شعوره بعدم الراحة و هو يردد

( أعلم أعلم ايتها السيدة الصغيرة هل انتظرتينى هنا قليلاً ؟! )

اومأت نارفين له بحركة خفيفة ليتحرك هو بدوره من أمامها و أنامله تلتقط هاتفه المحمول يخط أرقام أردال لكن دون جدوى !!!!

أخذت نارفين تتلفت من حولها تبتسم و هى تطالع الغرفة من جديد .... لكن طرقات حذاء ذات خطوات متدللة جعلتها تلتفت نحو مصدر ذلك الصوت !! .... و كم شعرت بنفور حاقد على صاحبة الخطوات و التى لم تكن سوى تاليا ..... هذه الأنثى الكاملة التى قررت هى الصمود بوجهها و مواجهتها أمس بكل ما تملك من قوة !

تابعت نارفين نظرات تاليا التى أخذت تشملها بشكل استفز جميع خلاياها ..... لتستمع الى نبراتها الأكثر استفزاز و هى تتساءل

( أين أردال؟! )

وقحة !! .... انها حقاً وقحة كيف تستطيع ان تكون هكذا ؟!!! .... تنفست نارفين بعمق انها يجب ان تلعب على ذات الوتر معها فاخذت هى الآخر تطالعها بصمت .... تتابع ملامحها الجامدة بفضول .... لكنها اردفت اخيراً ببرود موحى

( على ما يبدو لا يوجد أحد بالخارج ... اليوم ايضاً أليس كذلك ... آنسة تاليا؟!! )

رفعت تاليا حاجبيها و داخلها يشتعل باستحقار الى تلك المخلوقة التى تقف أمامها ... لكنها رسمت ابتسامة مصتنعة على شفتيها المطلاة بأحمر قانى بطريقة احترافية و هى تتساءل بتعمد

( عفواً لم نتعرف ؟!! .... )

عادت نارفين لتشعر بضعف مرعب لكن كان هذا للحظة واحدة فقط ... قبل ان تستحضر كلمات ميرال عن تلك المرأة التى تواجهها الأن ... لكن ما جعل خفقاتها تتسارع و قوة غريبة تكتسح كيانها هذا المشهد الصباحي التى عادته عدة مرات و كلمات أردال التى أخذت ترن بعقلها مما جعلها تتنهد بقوة تزفر هذا الضعف و هى تطالع تاليا باستهزاء عجيب تلبس روحها حقاً فى هذه اللحظة و هى تردف و ابتسامتها تتسع

( حقاً ... لقد كنت أظن ان امرأة ذكية مثلك لا تستخدم تلك الأساليب )

شعرت نارفين بسعادة عارمة و هى تطالع هذا الاهتزاز الذى كسى مقلتيها للحظات قبل ان تخفى هى ذلك باحتراف تتعجب من هذه القوة انها تتذكر جيداً هيئة تلك الفتاه الأقل من عادية فى المرة السابقة ما الذى حدث ... أخذت تاليا ترسم ابتسامة واثقة و هى تردد

( هل هذا يعنى أنكِ تعرفين من أكون ؟! )

رفعت نارفين مقلتيها بثبات تردد و كأنها تؤكد تلك الكلمات لروحها

( أجل بالطبع الجميع يعلم .... كونك زوجة أردال السابقة ! )

صدحت ضحكة هازئة من بين شفتى تاليا ... ضحكة أخذت صدى مؤلم داخل نبضات نارفين لكن ما جعلها تتألم بشكل مضاعف تلك الكلمات التى خرجت بثقة عجيبة من نبراتها

( السابقة !! .... ربما أصبحت زوجة سابقة كما تقولين .... لكن ... أنا حبيبة أردال الوحيدة كنت و لازلت !! )

صمتت نارفين تتحامل على هذا الالم الغادر الذى يضرب داخلها بضعف !! .... لا يجب ان تضعف هكذا لقد عاهدت نفسها ان تقف أمامها ... لكن ماذا يجب ان تقول ... هى نفسها تدرك انها محقة !!! .... اجفلت نارفين من تخبطها على نبرات طارق المتساءلة

( نارفين هل نذهب ؟! )

تنفست نارفين براحة لقد جاء طارق بالوقت المناسب لينقذها .... نقل طارق انظاره نحو تاليا و هو يردد برسمية

( مرحباً تاليا )

اومأت له بهدوء و داخلها يشتعل !!! .... كم تشعر بالحقد الساحق نحو تلك الفتاة ... انها سوف ترى من هى تاليا ... اتنعتها بالزوجة السابقة سوف ترى اذاً ماذا سوف تفعل بها اليوم !!

***
يتبع...

رحمة غنيم 07-11-20 09:31 PM

لا تعلم كيف مرت الساعات عليها !! ... و هى تلعن ضعفها .... لماذا لم ترد عليها ... لماذا وقفت صامته بذلك الشكل الأحمق .... لماذا سمحت لها ان تقول تلك الكلمات دون ان ترد عليها .... اجفلت نارفين بعنف و هى ترى كف ميرال التى ارتفعت لتلوح أمام وجها بحركات سريعة و التى تبعتها نبرات ميرال المرتفعة

( نااااااارفين أين أنتِ أنا اتحدث معك ؟!!! )

حركت نارفين رأسها ترفع حاجبها و هى تدرك مدى شرودها لتردد

( ميرال اعتذر ... ماذا هناك ؟! )

رفعت ميرال حاجبيها و هى تردف بنبرات متذمرة

( يااالهى نارفين ... أنا اتحدث معك منذ وقت طويل ... لقد كنت أسالك اَي ثوب أفضل للحفل ؟ )

اردفت ميرال جملتها الاخيرة و هى ترفع ثوبان غاية فى الجمال و الاناقة أمام مقلتى نارفين التى اشارت الى ذلك الثوب الأحمر الدموى ذات الفتحات الجانبية المرصوصة بنعومة على الخصر صاحب الأكمام الشفافة برقة و هى تردد

( هذا الثوب سوف يكون خلاب عليكِ ميرال لونه رائع )

ابتسمت ميرال و هى تلتفت لتقف أمام المراة تضع ذلك الثوب بشكل تجريبي على قوامها و هى تضيف

( حسناً لقد كنت أميل له أنا ايضاً ! )

عادت ميرال لتلتفت و هى تتساءل باندهاش

( نارفين لماذا أنتِ هنا يجب ان تتجهزي أنتِ ايضاً )

نهضت نارفين بتخاذل توما برأسها لكن ميرال قبضت على معصمها برفق قبل ان تغادر و هى تتساءل باهتمام صادق تطالع ملامح نارفين الغامضة

( نارفين هل حدث شئ معك ؟!! )

صمتت نارفين و هى تبتلع ريقها لا تستطيع ان تحتمل هذا التساءل الذى يدور بعقلها مند الصباح !! ... حتى انها كادت ان تسال طارق هو الآخر .... زفرت انفاسها و هى تردد متساءلة بتلعثم

( برأيك ميرال ..... هل استطاع أردال نسيان تاليا ... يعنى ! )

صمتت نارفين لا تقوى على إكمال كلماتها لكن نبرات ميرال المتفاجئة جعلتها تتألم أكثر حينما قالت

( نارفين ماذا تقولين أنت ؟!! ... أنت زوجته ... ان لم يكن يحبك لما تزوجك ايتها الحمقاء )

أغمضت نارفين مقلتيها و المها يتزايد لكن و كان جنون عجيب تلبسها .... جنون عجيب جعلها تفقد ذلك التحكم الواهى التى تمتلك لتردف بخفوت يائس

( لا ميرال .... أردال لا يحبنى ... انه لم يتزوج بى لانه يحبنى ... أنا ..... )

صدمة غريبة ضربت ملامح ميرال التى تسمرت أمام نارفين دون ان تردف بحرف واحد !! .... لكن وكان مارد شيطانى قد مس نارفين ليحرر خوفها .... يحرر هذا الذنب التى تشعر به بكل مرة تتلمس صدق ميرال معها ... فى كل مرة تقف أمامها ... جمعت نارفين شجاعتها لتردف اخيراً تلك الكلمات التى لا تعلم ماذا سوف تكون ردت فعل ميرال عليها

( أنا أريد ان اقول لك الحقيقة ميرال ... أردت ان افعل ذلك منذ وقت حقاً سامحيني ...... أردال..... أقصد ... انه فقط تزوج بى من أجل الطفل .. من أجل ان ... )

بترت نارفين حروفها و تساؤل ميرال المشدوهة يقتلها

( هل تحبينه نارفين ؟! )

لم تكن نارفين هى فقط من صدمها هذا السؤال بل كانت ميرال تحمل من الصدمة ما يكفى .... انها تشفق على نارفين .... أليس من المفترض ان تشعر بالسعادة اثر تلك الكلمات ... لكن ... على العكس انها تشعر بالحزن على هذه الفتاة التى وقعت هى الاخرى بذلك الرجل ... نفضت ميرال رأسها و هى تعيد هذا التساؤل على مسامع نارفين الجامدة بصدمة أمامها

( هل تحبينه نارفين اجبينى ؟!!! )

تحبه !!!!! ...... ياااااالهى .... انها .... انها حقاً تحبه !! .... كم هى حمقاء مجنونة ... كيف تركته يتغلغل بذلك الشكل داخلها ... كيف ؟!!! ... اومأت نارفين بعجز نحو ميرال التى أمسكت بكتفيها تردف بثقة مجنونة

( حسناً لا يهم ان كان تزوجك من أجل طفله اذاً!!! .... فانت تستطيعين ان تجعليه يحبك .... فأنتِ تمتلكين اهم شئ لديه الأن ... طفله !!! )

ارتد رأس نارفين للخلف و هى تعى فهم ميرال الخطئ للأمر .... لماذا يحدث معها هذا ... انها تريد ان تعترف لها ... تريد ان تصارحها حقاً ... انها لا تستحق منها ذلك !!

***

دلف أردال الى الغرفة بخطوات هادئة تنافى نبضات قلبه !! .... انه يشعر بضيق يكاد ان يخنقه ... يشعر بالم غادر يريد ان يقتلعه بعيداً عنه !!! .... ما هذا الجنون .... انه يعلم منذ البداية ... ما الذى يحدث معه الأن .... انها فقط مسرحية سوف ياتى وقتها لتنتهى !

ألقى سترته باهمال ليلتقط هذا الطاقم الذى قام بتجهيزه مسبقاً من أجل الحفل لكن و كان القدر أراد ان يباغته حينما رآها تطل من باب الحمام لتسرق نبضاته المتعبة من جديد !

تسرقها لتجعلها تتقافز بشكل اربك كيانه .... تتقافز بشكل أقوى و أقوى و عيناه تنتقل بتوهان عجيب على هيئتها الأنثوية الساحرة بداية من هذا الثوب الداكن المرسوم كلوحة فنية على قوامها المكتنز رغم ذلك الانتفاخ الظاهر عند بطنها بشكل طفيف .... و لكنه أعطاها جمال آخر مختلف كلياً .... بينما اخذ يشرد مع هذه الالماسات المرصوصة تلتمع بتمازج عجيب مع بريق عينيها المشع نحوه !!

خصلاتها المتطايرة بنعومة على اكتافها ... ازدرت أردال ريقه بخفه يحاول السيطرة على انفاسه التى فلتت من انتظامه لكنه شعر بجنون اخذ يغزو عقله حينما تحدث بخفوت مغيب عن اى ادراك

( تبدين رائعة !! )

صدمة رجت أحاسيسها المتقافزة نحوه !! ... صدمة أخذت تسرق انفاسها المحبوسة بكبت داخل رئتيها و هى تطالع نظراته العميقة نحوها !!! .... هل تتخيل أم انها حقاً ترى هذا البريق المطل من مقلتيه نحوها هى تحديداً

زفرت انفاسها بهدوء ارادت ان تتماسك به و هى تتقدم نحوه ... لا تستطيع ان تبتعد عن مرمى نظراته التى تجول على تفصيلها بتعجب لكنها همست بنعومة لم تكن تدركها

( حقاً ؟! )

رفع أردال حاجبيه و هو يستمع الى ذلك الطنين المزعج الذى اخذ يخطره به عقله .... هل تفوه حقاً بتلك الكلمات ؟!! .... نفض رأسه و داخله يتلاطم كالأمواج الثائرة لكنه لم يستطيع ان يردف بشئ فاكتفى بحركة من رأسه تؤكد كلماته المجنونة سابقاً

ليلتفت بعدها بحركة عمليه يسيطر بها على ارتجاف جسده الذى لا يعلم ما هى اسبابه و بنبرات اختفت من طياتها اى مشاعر حينما اردف و هو يتقدم نحو حمام الغرفة

( سوف أذهب لارتدى ملابسى !! )

كلمات ألقها دون ان يلتفت ليواجها حتى .... لانه شعر للمرة الاولى انه لن يستطيع ان يفعل ... شعر بغضب ساحق يتزايد من نفسه و هو يدرك انها أصبحت تؤثر عليه حقاً !! و بشكل عجيب

أصبحت تؤثر به بجميع تفاصيلها التى اصبح يلتهمها !! ... اى جنون هاذا ؟! ..... زفر انفاسه بحده و هو يتمتم بغضب مكبوت

“ لا تفعل أردال ... لقد اقترب انتهاء هذه المسرحية ! “

لا تزال تقف و هى تطالع الباب الذى يفصلها عنه ... هل شعرت بتصلب جسده للحظات ام انها تتوهم ؟! .... و ماذا عن تلك النظرات التى رأتها داخل محيطة العميق .... لحظات عديدة مرت عليها و هى تقسم داخلها انها سوف تسعى لتنفذ ذلك الوعد التى اتخذته نحوه ... ان تفعل اى شئ حتى تحتل هذه المكانة المميزة لديه ... تنهدت بعمق و هى تستمع الى صوت خطواته التى عادت تقترب حتى رأته يظهر أمامها !!

شعرت بقدميها تتسمر و اهتزاز طفيف يغزو مقلتيها و هى تطالع قامته العريضة ... هيئته الوسيمة بطريقة ألمت نبضات قلبها ... اى تاثير يمتلك عليها لتشعر بكل هذه العواصف الكهربائية و هى تطالعه !!

اجفلت نارفين على نبراته التى خرجت بتساءل زاد من ارتباكها و هى لا تستوعب معناه

( هل لازلت تتحسسين من رائحة العطر ؟! )

للحظات أخذت تُحرك رأسها بعدم فهم مما جعل أردال يرفع قنينة العطر التى التقطتها من طاولة الزينة أمامه و هو يحاول ان لا يتاثر بحركاتها العفوية تلك مردداً

( العطر نارفين لايزال يؤثر عليك ؟! )

شرود عجيب احتل كيانها و هى تخترق بمقلتيها نظراته الهاربة كأنها تجيب على سؤال اخر كان هو بطله و ليس تلك القنينة التى تستكين بين قبضته .... شرود جعلها تجيبه بنبرات خافته تسللت الى نبضاته بطريقة صدمته

( لقد أصبح يؤثر عليا بشكل عجيب !! )

لحظات مرت من الصمت الممزوج بذبذبات أصبحت تنشب بينهم بشكل مرعب .... لينسحب منها أردال اولاً بهدوء و هو يعيد القنينة نحو سطح الطاولة من جديد و عقله يسترجع كلماتها التى شعر بها تصيب خفقاته بشكل مباشر !!

***
يتبع...

رحمة غنيم 07-11-20 09:31 PM

ضجيج يصدح بالارجاء ... ذلك الضجيج الذى يرتفع مع التحام الكاؤس ببعضها البعض .... ضجيج تلك المجاملات الاجتماعية التى يجيدها هذا المجتمع الراقى !! ... مجتمع رجال الاعمال المخملي !

زفرت ميرال بسخط و هى تجول بنظراتها ارجاء المكان .... تبحث عنه !! .... تُدرك انها لن تستطيع ان تتعامل معه أمام تلك العيون المتربصة .. لكنها ... لكنها تمنت ان تراه !! .... رفعت أناملها بارتباك تزيل خصلاتها الداكنة للخلف و داخلها يتساءل ... ما الذى تريده من طارق تحديداً ؟! ... انها تعى جيداً هذا التناقض الذى يحدث معها منذ هذا اليوم نحوه !

حركت رأسها بعجز و هى تتذكر كلماته لها .... هل حقاً ما شعرت به بتلك القبلة ليس سوى ..... توقف تفكيرها بنفور و نبرات آسر المستفزة تتسلل بالقرب منها

( هل تبحثين عنه ؟! )

كانت ميرال تعى لوجوده بجانبها على ذات الطاولة لكنه لم يكون متواجد بالنسبة لها سوى لإكمال تلك الصورة العائلية التى ارادها والديهم ... فهم بالأساس كانوا ولازالوا أحد التماثيل الخاصة بهم !

التفتت ميرال نحوه تطالعه باستهزاء أجادت رسمه مع ابتسامتها الثلجية تجيبه بتهكم

( لماذا لا تبحث عن أحد عشيقاتك و تبتعد عنى آسر ؟! )

رفع حاجبيه بصدمة و نبراته تجيبها باستهزاء مقزز

( متى أصبحتِ متصالحة مع عشيقاتى بهذا الشكل ميرال ؟!! .... ام ربما حينما وجدت عشيقك الخاص ؟! )

رمقته ميرال باستحقار و حقدها يتزايد نحو هذا المخلوق ... كم كانت حمقاء حينما ألقت بنفسها لترتبط بذلك الوغد

( ليس الجميع مثلك آسر .. فكلانا يعلم جيداً لماذا تسعى بادعاءتك تلك ! )

تجمدت ملامح آسر للحظات قبل ان تزيد ميرال من صدمته و هى تكمل

( فأنت تسعى لإثبات أننى خائنة مثلك حتى تستطيع ان تقف أمام والدك و تُطالب بالانفصال !! )

احتدت ملامحه بعنف و داخله يشتعل اثر كلماتها المقللة له .... ليردّد بحدة متزايدة

( انا لا اخشى شئ ميرال و سوف ترين هذا قريباً ... سوف انفصل عنك و والدى سوف يقبل ذلك لانه يريد حفيد يحمل اسمه ! .... هذا الحفيد الذى لا تستطيعين اعطاءه له و لن يستطيع والدك فعل شئ حينها ! )

ابتلعت ميرال تلك الغصة التى شعرت بها تحرقها قبل ان ان تردف بشموخ و هى تشير برأسها نحول طاولة والدها و والد آسر

( انهم هناك أمامك ... يمكنك ان تقص مشكلتك عليهم فأنا مللت كلماتك )

تحركت ميرال بهدوء أمام نظراته المشتعلة بالكره نحوها .... تتحرك بالم تلك الأنثى الجريحة بداخلها ... تحاول ان تخفى الم روحها المكلومة و كبريائها الجريح و دون اراده منها أخذت تبحث عن هيئة طارق !

تبحث عن نظراته التى لا طلما أشعرتها انها امرأة ... امرأة كاملة كما لم يراها أحد غيره .... فهو الوحيد الذى كان يرى بها ذلك الجانب الذى اهمله الجميع حتى جعلوها تهمله ايضاً حتى تناسته !!! .... و كان لها ما تمنت فقد شعرت بجسدها يتصلب و هى تقابل نظراته البعيدة عنها و هو يدلف نحو الاحتفال .. لم تسيطر على اهتزاز حدقتيها و هى تتلمس بنظراته ذلك الفضول !

انه هكذا دائماً كان يلتقط جميع اختلاجاتها من نظراتها فقط ... و كأنها مرآته الخاصة !! ... ابتسمت نحوه باهتزاز تبحث عن ثبات روحها التى تسربت منها قبل قليل .... لكنها وجدت بعض منها بتلك النظرات التى التقطتها من مقلتيه الهادئة ببريق

أجل انها ذات النظرة التى كانت تفكر بها ... تلك النظر التى تعيد لها كبريائها !! ....... شعر طارق بأنين متألم بدأ يغلف نبضاته حينما وقعت عيناه عليها .... لن ينكر انه اخذ يبحث عنها رغماً عنه ... كم كان يحفز نفسه ان لا يفعل لكن كما الحال دوماً تسقط حصونه دون اى مقاومة أمام نظراتها ... اخذ يتساءل عن سبب هذا الالم المطل من نظراتها ... هو يعلم جيداً حالتها هذه ... لقد رآها العديد و العديد من المرات !

لمح طارق قامة قادير الأنيقة و هو يقترب منه بخطوات واثقة متعالية .... يرمقه بابتسامة غريبة لم يستطيع تفسيرها و للعجب رَآه يمد كفه ليصافحه و هو يردد بغموض

( لقد اتيت ؟!!)

ابتسم طارق برسمية يصافح كفه التى ضغطت بقوه على قبضته لكنه اردف دون ان يفلت قبضته

( كيف لا البى دعوتك الشخصية لى سيد قادير ! )

مال فم قادير بشبه ابتسامة بينما أردف و هو يسحب كفه

( كنت أعلم أنك شجاع ... لكن لا تنسى ان تكبح تلك الشجاعة عند اللزوم ! )

ازدرد طارق ريقه بثبات فهو كان يعلم جيداً انه تلقى تلك الدعوة ليتلقى أحد الدروس العظيمة بعدم تخطى الحدود ... يعلم ان الأمر ربما لن يتوقف عند هذا الحد لكنه أراد ان يثبت انه لا يخشى هذه الرسائل المبطنة

أومأ طارق براسه باحترام يعلم انه يرضى هذا الذى يقف أمامه جيداً .... ليرى بعدها قادير يغادر متجهاً نحو عزام الذى يقف بأحد الزواية يرمقه بشراسة قاسية

تحدث عزام فور وصول قادير باتجاهه و نبراته تحاكى ذلك الغضب المستعر بداخله

( ما الذى أتى بهذا الحقير الى هنا ؟! ... هل أردال هو من دعاه ؟! )

حرك قادير راسه نافياً و هو يردف دون اهتمام

( بل أنا من دعوته ! )

ارتفع حاجبي عزام بعدم تصديق و بنبرات مستنكرة تحدث

( هل فقدت عقلك قادير ؟! ... كيف تفعل ذلك و أنت تعلم تلك الشائعات ! )

زفر قادير لهب انفاسه قبل ان يستدير ليواجه نظرات عزام الناقمة نحوه مردد بنبرات واثقة

( لهذا تحديداً دعوته ... لكي يعلم الجميع انها ليست سوى شائعات مغرضة لا أكثر ... كى نخرس تلك الأفواه التى تتحدث من خلف ظهرنا ... الا ترى نظرات الجميع لنا و أنا أقوم بمصافحته )

مال رأس عزام بتلك النشوة التى شعر بها من كلمات قادير و نبرات خرجت مبهورة عكس ملامحه الثابتة

( لقد اعجبتني قادير ... لاطلما اعجبني تفكيرك ... لا اعلم لماذا لم يرث آسر منك هذه العقلية ... حينها كان تمكن من كسب ابنتى و العبث مع تلك الفتاه دون ان يورط نفسه بالمشاكل كما كنّا نفعل نحن !!! )

لحظات من الصمت الغريب الذى تمازج مع غموض مظلم طغى على ملامح قادير و نظراته و دون اى قصد أخذت عيناه تبحث عن طيف كان ولازال يراقبه فى صمت .... هذا الطيف الذى لم يستطيع الحصول عليه مهما فعل ... حتى وصل به الحال لقتل روح كانت غالية عليه بيوم من الأيام أكثر من نفسه !

قبضة غليظة خطت على كتفيه جعلته يعود من شروده و نبرات عزام تعود لتقتحم تلك الذكريات المريرة داخل عقله

( أين ذهبت يا رجل ؟! ... هل تريد ان نعيد تلك الأيام التى كنّا نلهو بها معاً ؟! )

لم يتغير الغموض الذى حل على قادير و هو يردد بنبرات متحجرشة نحو عزام

( ربما كنّا نفعل لاننا لم نحصل على من تستطيع السيطرة علينا بالكامل ! )

عقد عزام حاجبيه بعدم رضا واضح و هو يردد باستنكار

( هل تعنى ان تلك الفتاة الحقيرة استطاعت ان تفعل ما لم تفعله ابنتى ؟! )

اغمض قادير جفونه يحاول ان يسيطر على ردت فعله التى أفلتت منه و هو يردف

( أنت تعنى ما تقوله عزام ما علاقة ذلك بذاك ؟! ... و هل كنت تقارن يوماً ما نعبث معهم بزوجاتنا ؟! )

لم يستطيع عزام الاجابة على تساءل قادير و هو يستمع الى سؤاله المباغت

( ما الذى أتى بهذه الفتاه الى هنا ؟! )

التفت عزام باتجاه نظرات قادير و التى كانت تتوجه نحو هيئة تاليا التى دلفت بأنوثتها المعهودة بارجاء الحفل

كم كان يريد ان يمتلك هذه القطة البرية بين مخالبه حقاً ... مال فمه بابتسامة ذات مغزى و هو يطالع هيئتها بثوبها القانى الذى حدد ثنايا جسدها المغرى و هو يردد

( أنا ايضاً لدى مدعوينى الخاصين قادير !! )

التفت قادير بصدمة نحوه و بفحيح معترض اردف

( هل فقدت عقلك ... لماذا تفعل شئ كهذا عزام .... هل تريد ان تقلب الوسط .... ان بهار سوف تحملني هذا الأمر لماذا فعلت ؟! )

لم يحرك عزام ساكناً و هو يجيبه

( لطالما تساءلت لماذا تهتم براى تلك المرأه العابسة حقاً ؟!! )

ضغط قادير على فكه بعنف و هى يردد بحده

( عزاااام لا تتجاوز حدودك .....صدقاً لماذا لا تُخرج أردال من رأسك و تتوقف عن العبث معه ؟! .... لماذا تسعى لاثارة غضبه الذى يجعلك تغضب أضعاف بعدها ؟! )

***

( ياااااااالهى كم تبدين خارقة الجمال يا ابنتى ! )

ابتسمت نارفين بخجل و هى ترى نظرات بشرى التى تشع نحوها و التى لحقتها نبرات بهار و هى تثنى على اختيارها لذلك الثوب قائلة

( كنت أعلم انه سوف يناسبك لكن لم اكن أتوقع انه سوف يكون بتلك الروعة .... أليس كذلك بنى ؟! )

وجهت بهار التساءل نحو أردال الذى كان يحاول جاهداً تجنب هذا الخفقان المربك الذى يشعر به داخل جانبات صدره بتواجد نارفين بجانبه و هم يخطان هذا الممر الذى يؤدى الى مكان الحفل .... شعر بارتجاف رقيق يداعب أوتاره و هو يرى نظراتها التى انتقلت بشكل فورى نحوه و كأنها تنتظر إجابته !! ... بل هى حقاً تفعل .... ما تلك الهالة التى أصبحت ترافقها ؟!! ... بل لماذا هو أصبح يتاثر بها هكذا !

لم يستطيع سوى ان يؤما براسه اجاباً بخفه وقورة و هو يشعر بنظرات ثلاثتهم الموجهة نحوه تنتظره .... عادت نظرات نارفين لتتجه نحو بهار و ملامحها المشرفة تُحاكى هذه الاحاسيس المختلطة داخلها .... تبتسم و هى تردد بشكر خجول

( شكراً لك على هذا الثوب الرائع سيدة بهار )

اقتربت بهار بخطوات هادئة نحو نارفين تمسد على خصلاتها البنية القصيرة و هى تردف

( سيدة مجدداً .... لماذا لا تتوقفين عن تلك الألقاب ابنتى )

كانت نظرات أردال تتعلق بذلك المشهد بتعجب لم يظهر على ملامحه ... و داخله يتشتت أكثر... و هو يواجه طريقة أمه بالتعامل مع نارفين !!! ..... هل تدعوها ابنتى حقاً ؟؟! .... ما الذى وجدته بها لتتقبلها بذلك الشكل الغريب و السريع ايضاً منذ اول لقاء بالرغم من كل شئ !! .... هذا التقبل الذى طالما سعى ليحصل على ربعه مع تاليا من قبل و لم ينجح لم يسمع أمه تنعتها هكذا لقد كانت دائماً تتعمد نطق اسمها بطريقة جافة و رسمية !!!

عاد من تخبته و هو يستمع الى نبرات نارفين المتساءلة الموجهه نحو بشرى

( لماذا لم تستعدي حتى الأن ؟! )

ابتسمت بشرى ببشاشة و هى تحرك رأسها معترضة

( لا يا ابنتى أنا لا أشارك بتلك الحفلات ... أنا لا أستطيع ان اتعامل ما هذا الكم الهائل من النفاق القابع بالخارج )

حركت بهار رأسها و هى تردد بمشاكسة

( دعك منها نارفين لا تحاولي حتى .... فهى تمتلك رأس عنيد كالحجر و مع الأسف لقد نقلته لهذا الولد الذى يقف بجانبك و أصبحت اعانى مع كلايهم )

ابتسامة مرحة أشرقت على ملامحهم جميعاً لكن نبرات بشرى قطعتها و هى تردد بعتاب

( سامحك الله بهار )

رفعت نارفين أناملها تعيد خصلات شعرها للخلف بحركة خفيفة حازت على انتباه أردال لتجعل نظراته تتوقف نحوها و هى تردف

( يجب ان يكون أردال رجل هكذا و هو يمتلك امهات رائعة مثلكم )

لم يكن يدرك البريق الذى طغى على محيطه و نظراته التى تُطالعها ... هذا البريق الذى تسلل داخل كل من بشرى و بهار لينير بنوره الأمل أكثر و أكثر و كان ذلك البريق انتقل الى مقلتيها بعد ان التفتت لترى نظراته ... انها أصبحت تنزلق بعنف ... تنزلق دون اى مقاومة بجنونها هذا !! .... شعرت بارتجاف لذيذ يسرى داخل عروقها و هى ترى ذراعه الذى امتد نحوها حتى تتعلق به ! .... انها تفقد نفسها ... تفقد نبضاتها و كيانها

***
يتبع...

رحمة غنيم 07-11-20 09:32 PM

شعرت ميرال بنيران تنهش داخلها و هى تطالع هيئة تاليا التى كانت تتقدم بكل ثقة داخل الحفل لا تأبى لنظرات الجميع المدهوشة من حولها .... شعرت بالم غادر يتسلل اليها و هى تكاد تجزم ان أباها خلف ذلك الأمر !

لا يفكر سوى بنفسه كما كان يفعل دائماً ... لا يهتم الى قلب ابنته الذى يتمزق الأن.... لا يسعى سوى لإغضاب أردال ... يريد ان ينتقم منه !

ضحكت بسخرية مريرة بداخلها من الذى يفترض ان ينتقم من من ؟! .... هل سوف تكون جنت ان ذهبت الى أردال و أخبرته بكل شئ .... ان من لعب بعقل زوجته و جعلها تقتل طفله هو فى الواقع والدها !

حاولت ان تسيطر على ذلك القناع المثلج الذى ينافى حريق خلاياها و قلبها و هى تستقبل ضحكة تاليا الهازئة نحوها ..... نارفين !! اسم رن داخل عقلها ... ياالهى انها أضعف من ان تواجها ... انها تشعر بهذا الالم الذى سوف تستشعره فور رؤيتها الى تلك الأفعى !

لقد عانت منها الكثير و الكثير ... لكن لا لن تسمح لها ان تحرق المزيد من الأرواح ... لن تترك نارفين تواجهها وحدها ... أخذت ميرال تبحث بمقلتيها المهزوزتين عن نارفين لتجدها اخيراً و هى تتقدم داخل الحفل ... شعرت براحة و هى ترى ذراعهم المتشابكة ... انها استشعرت انجذاب أردال لها عدة مرات

***

كانت تشعر بارتجاف أناملها على ساعده فهذا التقارب كما يجعلها قوية يضعفها ... فهى و دون إرادة منها ترتجف ... ترتجف بإدراكها ان نظرات الجميع سوف تتوجه نحوها ... غريب انها لا تشعر بالخوف من نظرات الحقد الكامن داخل مقلتى هذا الرجل الذى دائماً اثار رعبها و قد اعطته كامل الحق فهى قد دمرت حياه ابنته دون وجه حق

حتى نظرات قادير المتفحصة لها بغموض لم تعد تُربكها .... فهو يقف جانبها تتكئ بكفها الصغيرة على ساعده الصلب ... شعرت بكره لا ارادى يطفو على روحها و أنظارها تقع على آسر !!!

كم غريبة تلك الحياة انها كانت تبحث عنه و تحلم برؤيته من قبل ... كانت تحلم بتلك للحظات التى جمعتهم و التى سوف تجمعهم معاً .... لم تكن تُدرك ان كل هذا سوف يقلب حياتها ... انها سوف تصدم بواقع قاسى كاذب كان هو السبب به .... ذلك الواقع الذى القاها به دون ان يهتم بما سوف يصيبها .... ليلتحم قدرها هذا الرجل الذى يسير بجانبها الأن

هذا الرجل التى لم ترى مثله من قبل .... كم هو عجيب ... كيف يحملان نفس الدماء و شتان بين كل منهم ... شعرت ببرود مقيت يكتسح روحها و عينها تفقد ذلك البريق اللامع و هى تتوقف عند جسدها الأنثوي ... تاليا !!

انها الشخص الوحيد التى لم تتوقع رؤيته بهذا الحفل ... فعلى حد علمها ان الجميع لا يستطيع ان يدعوها ... فذكر اسمها كان محرم .... توقفت و هى تتساءل داخلها .... هل يعقل ان يكون أردال هو من دعاها !!!!

صمت مرعب غزى داخلها بتلك اللحظة ... لكنها و على الرغم من الالم الذى عرف طريقة الى نبضها تذكرت انها سوف تنفذ ذلك الوعد التى قطعته على نفسها مهما حدث


شرار حاقد كان يتطاير من مقلتيه و هو يتابع تشبثها بأردال !! .... دخولهم بهذا الشكل الذى جعل الم روحه يتزايد بداخله دون ان يستطيع السيطرة عليه .... بينما الذى كاد ان يفقد عقله نظراتها الهاربة منه .... لا بل تلك النظرة التى لمحها بعيناها .... هل راى حقاً خواء بهم ؟! ... ام انه يتخيل .... لا لن يقف هكذا مكتوف الايدين بعد الأن .... سوف يواجه من تسبب بهذا الأمر .... سوف يقف أمام والده يطالب بها !

انها حبيبته و أم طفله .... أغمض آسر مقلتيه يهرب من هذا المنظر الذى يستفز جميع خلاياه لكن نبرات تاليا جاءت لتداهم ما تبقى من اعصابه و هى تردف

( لقد انتظرت اتصالك ... لكنك لم تفعل ؟! )

ازدرد آسر ريقه بهدوء يحاول ان يسيطر على غضبه ... يحاول ان يرتدى الهدوء لينبعث من نبراته ايضاً ... فتح عينيه يلتفت نحوها و هو يردد بثبات

( لم اجد الشئ الذى اردته تاليا ! )

لم تتحرك عضلة واحده من ملامح وجهها .. فهى أتت اليوم لتستجمع ما تريده لتضرب تلك الفتاه بأضعف ما لديها .... لقد شعرت بالم غادر يطعن صدرها و هى تراهم معاً هكذا ... ترى هذا الانتفاخ الذى يحمل طفلهم !

ان تلك الفتاه استطاعت ان تربط أردال بها طيلة العمر ... لقد استطاعت ان تدخل له من نقطة ضعفه و ...... و ضعفها ... خطأها الأكبر نحوه بل نحوهم معاً .... عادت لتتحدث بهدوء ينافى تسارع خفقاتها من تلك الذكريات

( لا تتسرع باختيار طرفك آسر ... فأنا أشعر أنك سوف تحصل على ما يساعدنى عن قريب ! )

شعر أردال بتضارب مربك يحتل داخله خاصتاً و هو يستشعر حركات نارفين المضطربة بجانبه و الذى يعى جيداً انها سيطرت عليها عند رؤيتها لتاليا .... ما هذا الشعور الخانق الذى يحتله الأن ... لماذا يريد ان يبرر تواجد تاليا هنا .... هذا جنون لا يجب ان يفعل .... و لماذا يفعل ؟!

شعر بصدره يضيق و هو يشعر بنظراتها الهاربة منه ... حك اسفل عنقه بتشتت انه يعلم ان هذا الأمر لن يخرج سوى من عزام لا أحد سواه ... يريد ان يضربه من حيث نقطه ضعفه كما يظن هو ! .... شعر أردال بارتعاد جسد نارفين بجانبه و الذى صاحب نبرات تاليا التى صدحت بالارجاء تحمل اسمه !!

التفت كل من أردال و نارفين نحو تاليا التى تقف بدلال و ثقة عجيبه و التى عادت نبراتها تتردد و هى تردف

( لقد اتيت اليوم الى الشركة ولم اجدك ... لكننى تعرفت على زوجتك ! )

لحظة فقط جعلت عقل أردال يتشتت بشكل أعنف ... و تصريح تاليا يعنى له شئ لم يكن يتوقعه !! .... التفت نحو نارفين التى وجدها تبتسم نحو تاليا و هى تردد بهدوء زاد من تعجبه

( أجل لقد تعرفنا بشكل صحيح اليوم ! )

هذا يعنى انها ... شعر أردال بخفقات غريبه تتقافز و تسارع داخل صدره بينما لم يستطيع ان يحرك انظاره من على نارفين و هو يدرك انها قامت بمواجه تاليا ... لم تهرب كما فعلت سابقاً ... لقد أعلنت عن زواجها منه ... هل هذا يعنى انها .... توقف تفكيره و صوت تاليا يعود لكن بخفوت مدروس و هى تردف بايحاء

( لقد اتيت لك حينما علمت أنك سوف تُشارك بالمناقصة الخاصة بشركتي )

شعر بغضب عجيب و ارتجاف كف نارفين يعود بشكل أقوى يشعر به يخترق قماش طاقمه ... يعلم ان تاليا تتقصد هذا .... ابتسم أردال باستهزاء نحوها و هو يردد بثبات ثلجي

( أجل... سوف نشارك بهذه المناقصة بالفعل تاليا ... لكننا كنّا سوف نفعل هذا منذ ان علمنا عنها ... اعتقد ان ذلك كان قبل قدومك الى هنا ... أجل أقصد قبل عودتك .. )

ابتسمت تاليا بدلال و هى تخرج نبراتها هادئة بايحاء كاد ان يطيح بتعلق نارفين التى كادت ان تختنق من حبس انفاسها المتشنجة بداخلها و تمالك جسدها المرتجف .... هل يعقل انه فعل ذلك من اجلها ... هل يريد ان يُعيدها الى حياته !

( كم سوف يكون ممتع العمل معك من جديد أردال )

هل حقاً يغضب من نفسه الأن و هو يستشعر تشنج جسد نارفين بجانبه ... تنهد بحركة تمثيلية أراد ان يخفى بها تخبطه الداخلي كما اعتاد ان يفعل و هو يردد

( لا تستبقين الأحداث تاليا ... من الممكن ان لا نربح المناقصة )

ارتفع حاجبى أردال و هو يرى تقدم تاليا منه بشكل وقح و نبراتها تخرج بثقه زادت من غضبه و نظراتها تخترق مقلتى نارفين المنكمشة بجانبه

( أنا اثق بعقليتك المميزة أردال ... سوف نلتقى كثيراً بالأيام القادمة )

تحركت بهدوء و ابتسامة نصر تزين شفتيها و هى تدرك هذا الارتجاف التى ألقته على هذه الفتاه المسكينة !

ازدرد أردال ريقه ليشعر بتلك الغصة التى آلمته و هو يطالع جسد نارفين الذى لا يزال ينكمش .... نظراتها الهاربة باهتزاز ... كادت حروفه ان تتحرك ليجفل على حركتها المباغتة و التى جعلت صدره يضيق بالم و هى تسحب كفها المشبوك بساعده و نبراتها الخافتة المرتبكة و هى تردد

( سوف اذهب الى الحمام )

لم تنتظر نارفين اى رد من أردال الذى كاد ان يفقد تحكمه و هو يراها بذلك الشكل و هى تتحرك من أمامه و البريق قد اختفى من مقلتيها

***
يتبع...

رحمة غنيم 07-11-20 09:33 PM

كانت ميرال تتابع هذا المشهد من بعيد ... كانت تُدرك ان نهايته لن تكون بصالح نارفين .... لكن تلك الحمقاء لم ترى نظرات أردال .... الم تشعر بهذا البرود الذى ينبع من جسده نحو تاليا .... ربما لم تفهم لانها لم تراه من قبل أمامها ... لم ترى ذلك الشرار الذى كان يحتل جسده أمامها من قبل !

تحركت ميرال لتتبع نارفين التى أخذت تسير بشرود و روحها تتألم .... تشعر بقبضة قوية تعتصر قلبها تكاد ان توقف نبضاته ..... انها لا تستطيع ان تتماسك ... لا تستطيع ان تتحكم بمشاعرها .... لا تستطيع ان توقف الم قلبها الأن بتلك اللحظة ... هذا الالم التى تشعر به يدمى روحها

شعرت نارفين بذراعين قويه تحتوى جسدها من الخلف و انفاس ملتهبه تخط بالقرب من اذنيها انفاس استطاعت ان تميز صاحبها حينما سمعت نبرات آسر و هو يردد بنبرات مشتعله بأشواقه نحوها

( نارفين ياااااالهى لقد اشتقت اليكِ )

شعرت وكان جسدها يرفض هذا التقارب بل يمقته فاخذت تتخبط داخل ذراعه و هى تردد بخفوت حاد

( آسر اتركنى .... توقف ماذا تفعل ابتعد هل جننت !!)

سحب آسر انفاسه ليستنشق رائحتها التى شعر بها تعيده للحياه مرة اخرى و هو يردف

( توقفى أنت نارفين .... لقد تركتك حتى تهدئي .... تركتك الاننى لم اكن أستطيع مواجهتك ... لكن الأن... )

احكم آسر ذراعيه حولها و هو يشعر بتخبطها الذى اخذ يزداد و هى تردد بقسوه

( آسر قلت لك توقف ... دعنى )

تنهد يحاول السيطرة على نفسه .... لقد اشتاق لها ... اشتاق لكل تفاصيلها

( لن أدعك بعد الأن نارفين ... سوف انفصل عن ميرال ... لقد اردت ان اقول لك هذا ... سوف انفصل عنها لنكمل حياتنا معاً أنا و أنتِ و طفلنا !! )

شعر أردال بسهام تخترق صدره ... تنغرس بعنف داخل روحه و هو يشاهد هذا المشهد من بعيد يشاهد ظهر آسر و جسدها المستكين بين ذراعيه ... لقد تبعها حتى يبرر لها كلمات تاليا ... لقد كاد ان يتنازل حتى يصحح لها ... شعر أردال بأنفاسه تتسارع و غضب مستعر يسيطر عليه حتى باتت عيناه كالمحيط الهائج تعصف بجميع انواع العواصف و شعور غريب أخذ يتسلل اليه و يتملكه ..... يشعر وكأنه سقط ببئر مظلم

مظلم لدرجة جعلته يشعر بالاختناق يسيطر على روحه المحترقة دون ان يعلم سبب لذلك ... حتى دون ان يستطيع ان يسيطر عليها و للمرة الاولى بعد زمن تعلم به السيطرة على مشاعره و ردات فعله يعجز عن كبت تلك العاصفة التى توحشت لها ملامح وجهه و ثارت لها براكين عضبه .... ما الذى يحدث معه لا يعلم .... لا بل يعلم انها رجولته ... رجولته التى تهينها تلك الفتاة و أمامه و التى من المفترض انها زوجته أمام الجميع يجب ان تحترم هذا الأمر حتى ان كان مجرد عرض مسرحي مبتذل و جد نفسه يمثل به بل و يستحوذ على بطولته أيضاً ... و الأغرب من كل ذلك انه تناسى و عاش به للحظات ... بل و كاد ان يجن أكثر و هو يتخبط بتلك المشاعر ... هل كان يتوهم تلك الشرارات التى كانت تنشب بينهم ... ما هذا الخفقان الذى يحتل جسده يؤلمه بهذه القسوة ... لماذا يشعر باحشاءه تتقلص بالم يكاد ان يفتك به .... أغمض عيونه لينتزع هذا المشهد من أمام عينيه

أجل يعلم علاقتهم السابقة لكن ان أرادوا ان يفعلوا شئ أو يكملون علاقتهم تلك لن يكون هو الغطاء لهذا الأمر ... لقد اخطاء حين شعر للحظة واحدة انها تستحق ان يتعامل معها ببعض من الاحترام و الآدمية ... كيف .... كيف أعماه ثوبها الطفولى و برائتها المصطنعة تلك .... كيف كاد ان يفقد نفسه أمام هذه الهالة الساحرة خاصتها !! .... لا يجب ان ينهي هذا الأمر ... اليوم قبل الغد

انسحب ليغادر تلك الزاوية التى باتت تشتته ... الزاوية التى نشبت صراع داخله لا يعلم كيف يسيطر عليه مع هذه الانفاس الملتهبة التى تحرقه هو دون غيره ....... تسارعت خطواته مع تسارع انفاسه ليبتعد و يترك هذا المشهد دون ان يتابع نهايته و التى كانت ربما سوف تصدمه أكثر !!

شعور غريب بالنفور أخذ يتسلل اليها ... شعور بالرفض .. بالأشمئزاز منه و من لمساته التى كانت تعشقها و تتمناها من قبل .... ماذا يحدث معها الأن حتى ينكمش جسدها بهذا الشكل حتى انها أصبحت تشعر بالغثيان من هذا التقارب ... للحظة و طيف رجل اخر مر من أمام مخيلتها جعل داخلها ينتفض قبل جسدها لتدور بعنف و هى تدفعه عنها بعنفوان استمدته من هذا الطيف وهى تصيح به بغضب و رفض ادهشه و ارتجف له قلبه بنبرات ثائرة

( آسر قلت لك توقف الا تفهم .... ابتعد أنت.... أنت كيف تستطيع ان تفعل هذا .... اى شخص مريض أنت ... لقد خدعتني و كذبت على لم تخبرنى حقيقة كونك رجل متزوج ... كيف لم ارى كم أنت مثير للشفقة بهذا الشكل من قبل ..... لقد كنت تبرر لنفسك خيانتك لميرال بترهات و حجج واهية .... لكن الا تدرك أنك الأن تخون أردال بتصرفاتك تلك ..... أردال.... الذى تدعوه باخى طوال الوقت و الذى كنت تتغنى بمساعداته و تربيته لك ..... أهكذا ترد له المعروف ...... لا آسر ان كنت تفعلها فأنا لم و لن افعل هذا للرجل الوحيد الذى أنقذ حياتى و حياة طفلي فى الوقت الذى كنت أنت تقف و تشاهدنا نُهان أمام عينيك دون ان تتحرك لخطوة واحدة )

شعر آسر بغضب قاسى يحتل كيانه و ذكرها لأردال يفقده سيطرته مما جعله يقترب منها تلك الخطوة التى ابتعادها عنه و هو يردد بفحيح

( أردال ..... أليس كذلك ... هل أعجبك الأمر ام ماذا نارفين ... هل صدقت تلك التمثلية .. هل أعجبك و وقعت بحبه !! )

صدمه كست ملامحها ... صدمه صدمت روحها النازفة ... هل هذا هو الرجل التى تحمل طفله حقاً ؟!! .... هل كان هكذا من قبل ... كيف لم ترى تلك الحقارة به اذاً !

تراجعت نارفين خطوة اخرى بتخبط و هى تستجمع حروفها حتى اردفت اخيراً بتلعثم خافت

( أنت ... هل كنت بتلك الوضاعة من قبل ... كيف أحببتك ... كيف صدقتك ؟!! ... كيف كنت حمقاء هكذا ؟!! )

اعتقل آسر ذراعها بعنف يهزها بقسوة ذلك الاشتعال الكامن داخل عروقه و كلماتها تصيبه بالجنون

( أنتِ سوف تكونين حمقاء حقاً نارفين ان ظننت للحظة ان من الممكن لأردال ان ينجذب لكِ او ينظر نحوك بطريقة مختلفة .... ان لم يكن من أجلى فسوف يكون من أجل هذا العشق الذى يسيطر عليه و يأسره يوماً بعد يوماً .... ان أردال عاشق لامرأة واحده فقط " تاليا " ... هل تسمعين نارفين " تاليا فقط هى من تحتل قلبه ..... هو يحميك من أجلى فقط هل تسمعين .... لقد ذهبت له اليوم و أخبرته أننى سوف انفصل عن ميرال حتى اعود لكِ أنتِ و طفلى .... لذلك لا تحلمي نارفين ... أنت لى هل فهمت )

تركها حتى كاد جسدها يهوى أرضاً .... و كلماته المسمومة تسمم روحها ... تلك الكلمات التى أخذت تنغرس كالسكين الصدئ داخل قلبها حتى كاد ان يتوقف

شعرت بعبراتها تتجمع بعنف أمامها حتى بدأت تتساقط بالم و عقلها يتخبط .... مع كلمات آسر ... ان أردال لا يفكر بها ... انها فقط حمل ثقيل احتمله من أجل ابن عمه !!!

اتكأت بجسدها على الحائط من خلفها تحاول ان تتحايل على هذا الارتجاف المسيطر على أوصالها لم تكن تعى ذلك الجسد الذى كان يرتجف معها بأحد الزواية المظلمة .... فقد كانت ميرال تكتم شهقتها و عبراتها تنزلق بصمت ... ذلك الصمت الذى احتل جميع خلايا روحها .... هل ما رأته .... هل ما سمعته حقيقة ؟! .... هل كانت بهذا الغباء حقاً بنظرهم .... كيف .... كيف ؟!

شهقت لتلتقط انفاسها المخنوقة و بعنف أخذت تكفكف عبراتها ... و بحركات هستيريه توجهت نحو الخارج نحو سيارتها و سواد كاسح يحتل عالمها ..... سواد بدأ يسيطر على تفكيرها حتى اعمى عينيها .... فحتى ذلك الطريق المظلم التى أصبحت تسير به بجنون لا تعرف كيف و متى بدأ يختفى من حولها و مقلتيها تنزف دموع مقهوره

ضربت على مقود سيارتها الذى اختل توازنه للحظات و صرختها تخرج لتشق سكون الليل ..... لتشعر بعدها بصداع كاسح اخذ يحتل رأسها و هذا المشهد يتكرر من جديد أمامها .... و أصوات بعيده تهاجم ظلامها الذى يتكاثف من حولها ..... تلك السرعة الجنونية التى أصبحت تسر بها و عقلها غائب عن اى ادراك و تعقل ..... فقط صرخه واحدة اخرى هى التى استطاعت ان تشق ظلامها هذا

( ميراااااال ...... احذرى )

تلك النبرات البعيدة التى أخذت تنبعث بشكل طفيف الى هذا الظلام التى شعرت به مع ارتطام رأسها بمقود السيارة كانت اخر ما ربطها بالعالم .... عالم لم تعد تريد ان تعيش به .... عالم لم ينصرها يوماً اى شخص به

***
يتبع...

رحمة غنيم 07-11-20 09:34 PM

سحب انفاسه ببطء مرتجف يشعر بنبضاته تصيح داخل جانبات صدره بالم كاسح .... الم عاد ليظلم العالم من حوله مجدداً .... اغمض عينيه يتنهد بحرقة أشعلت كيانه و هذا المشهد يعود ليتمثل أمامه يسخر منه و من هذا التشتت الذى كان يعايشه بتلك الأسابيع المنصرمة نحوها !!

زاد من إغلاق جفونه المرهقة و دون اى اراده منه عادت صورتها بذلك الثوب تداعب مخيلته ... طلتها التى لم يستطيع ان يمر من أمامها مرور الكرام !! ..... هذا اللمعان المطل من ثوبها لايزال يعكس بريق مقلتيها بانظاره !! ... لماذا يشعر بالم غادر يمزق أحشاءه و صورتها مع آسر تقفز أمامه تشعل براكين احاسيسه

كم يشعر بالصدمة من تلك النيران التى نشبت بعروقه و هو يراها بجانب آسر .... هل جن الى هذا الحد حقاً .... هل فقد سيطرته بذلك الشكل المرعب !! ... ما الذى يحدث له حقاً ؟!

اجفل على ملمس انامل رقيقة اخذت تداعب ياقة قميصه .... انامل عرف من هى صاحبتها خاصتاً مع رائعة عطرها التى يعرفها حق المعرفة ... و قد تأكد حدثه و هو يستمع الى نبراتها المدللة التى كانت تفقده لبه بالسابق و هى تردد

( يااالهى كم كنت اعشق تلك الشرفة سابقاً !! ... هل تعود الى تلك الأيام الأن مثلى أردال .... هل تتذكر ؟!! )

فتح أردال جفونه بهدوء ثلجي .... هذا الهدوء الذى شعر به يمتزج بخواء عجيب و هو يطالع تلك المخلوقة !! .... كم عجيب حقاً .... هل هذه حقاً تاليا من تقف الأن امامه هكذا ؟!!

هل صدقاً تقف بكل دلالها هذا دون ان تحرك به شعرة واحده .... شعرت بحريق هادر ينشب داخل صدرها و هى تتلقى نظرات أردال الثلجية .... هل حقاً تأخرت بالعودة ام انها تتوهم برودته هذه ..... زفر أردال انفاسه الساخنة بنفور و هو يجيبها بثبات حاد مزق حصون دلالها

( كم غريب .... لم أعد اتذكر تلك الأيام حقاً !!! )

جنون مرتبك اخذ يتصاعد داخل روحها ما الذى يحدث تحديداً .... انها حقاً لا ترى صورتها بنظراتها كما كان الحال بالسابق ... ضحكت تاليا بارتجاف رافض و هى تردد بثقة واهية

( لا تحاول أردال.... لا تفعل .... كلانا يعلم تاثير كل منا على الآخر !! .... ليست هذه الشرفة و حسب .... بل كل ركن بهذا القصر يشهد على قصتنا .... )

صمتت لتلتقط انفاسها الهاربة من رئتيها و هى تقترب منه خطوات مدروسة .... تعلم انها كانت تؤثر به و تستدرجه بها بقوة .... لكنها لم تعلم ان ذلك كان بين طيات الماضى كتلك الذكريات التى تريد ان تعيدها الأن .... رفعت مقلتيها لتتوه بين محيطه المظلم بغموض و هى تردد بنبرات شارده

( هل نسيت المكتبة أردال ؟! ..... هل نسيت كلماتك عن كونها سوف تحمل معها حكايتنا الأبدية بتفاصيلها .... حتى نتغنى بها فى المستقبل أمام أطفالنا ؟! )

***

شعرت و كان نصل حاد ينغرس داخل صدرها بعنف ساحق و امطار عينيها التى تجمعت بقسوة لتمنع روئيتها الواضحة لذلك التقارب المؤلم لخفقاتها ... خاصتاً حينما اجتمع مع صدى كلمات آسر المسمومة لها قبل قليل !!

الكلمات التى رفضت تصديقها لتُصدم بحقيقتها التى كانت تدركها و تهرب منها فى ذات الوقت .... تلك الكلمات التى أخذت تتردد بقسوه مرة بعد مرة داخل عقلها حتى شعرت بطنين مرعب يفتك برأسها

" أنت سوف تكونين حمقاء حقاً نارفين ان ظننت للحظة انه من الممكن لأردال ان ينجذب لكِ او ينظر نحوك بطريقة مختلفة .... ان لم يكن من أجلى فسوف يكون من أجل هذا العشق الذى يسيطر عليه و يأسره يوماً بعد يوماً .... ان أردال عاشق لامرأة واحده فقط " تاليا " ... هل تسمعين نارفين " تاليا فقط هى من تحتل قلبه "

أغمضت عيناها بالم جفونها و بخطوات ميته أخذت تتحرك .... تتحرك بشرود لا تعلم أين سوف تحملها اقدامها المرتجفة ارتجاف نبضاتها ... لقد جنت .... أجل جنت حينما استمعت لكلمات عقلها المحدود هذا ... تحركت نارفين بهدوء تجر اقدامها حتى اخذتها الى غرفتهم !! .. لا بل غرفته هو !

دلفت لتطالع هيئتها المتعبة أمام المرآه .... تتطلع بعيون دامعه جلبت لروحها ذكرى الشخص الوحيد الذى احتواها ... والدها ..... كم اشتاقت له .... لم يكن ليحدث معها اى من تلك الأشياء ان كان على قيد الحياه .... لم تكن لتبحث عن حنانه باشخاص اخرين

***

أزاح أردال كف تاليا برفق و عيناه تهزء منها .... انه يريد ان يشعر نحوها باى شئ ... لكنه لا يستطيع .... يريد ان يتحرر من هذا الشعور الخانق .... تلك الصورة التى تقفز بمخيلته ... لكنه لا يستطيع .... تراجع خطوة للخلف و هو يردف أمام اهتزاز مقلتى تاليا و تجمد جسدها

( نحن انتهينا منذ زمن تاليا )

تركها ترتجف بالم .... و هى تستشعر صدق كلماته !! .... انه يعنيها حقاً .... انها رأتها بمقلتيه ..... ضمت كفها بقسوه ... تريد ان تشعر بالالم ..... لكن نبرات آسر التى اجفلتها و هو يردد بفحيح لم تسمعه منه سابقاً

( لقد كنتِ محقة تاليا لقد اخترت صفك ... و الأن هل أنتِ مستعدة لسماع الحقيقية !! )

***

دلف أردال داخل غرفته لتتسمر قدميه و هو يراها تقف أمام المرآه .... لقد أراد الهرب من شبحها الذى يطارده لتظهر هى أمامه بشحمها و لحمها الأن .... توقف للحظة وهو يرى التماعة الدموع داخل مقلتيها ... لكن الغضب المشتعل داخله طغى على اى شعور اخر نحوها و هذا المشهد يعود ليجعل غضبه يتعاظم أكثر و أكثر ...... كان يرسم القناع الثلجى و هو يطالع نظراتها الغريبة نحوه عبر المرآه .... لكنه شعر بدلو ماء مثلج يلقى عليه و هو يستمع الى تساءلها الذى لم يستوعبه لبعض اللحظات

( هل لازلت تحبها ؟! )

هل جنت أجل ... لقد جنت لكنها لم تعد تحتمل .... تريد ان تسمعها منه صراحتاً حتى تتوقف عن أحلامها الوردية .... يجب ان تستجمع شجاعتها لمرة واحده أمامه..... رات ملامح وجهه المستنكرة و حاجبيه التى زادت عقدتهم و هو يردف متساءلاً

( ماذا ؟؟! )

شهقت بخفة لتلتقط انفاسها ... و كفها تتكئ على طاولة الزينة لتدعم جسدها حتى أخذت تلتفت بهدوء لتصبح قبالته بشكل مباشر تُعيد تساءلها المرتجف بكلمات اخرى أكثر تلعثم

( يعنى ... أقصد ... ان كنت تريد العودة لها ... تستطيع ان ..... يعنى ..... أقصد ... ننفصل !! )

هل حقاً شعر بقبضة عنيفة لكمته بمنتصف معدته !!! ... الهذه الدرجة كان مغفل ؟! .... يالهى ان لم يكن رآها و هى بين ذراعى آسر لصدق انها تريد ان

توقف عقله عن التحليل و قدماه أخذت تتقدم بهدوء زائف .... هدوء ينافى البركان الذى تفجر داخله ..... قست ملامحه بطريقة جمدتها حينما وصل اليها و لم يعد يفصلهم سوى خطوه اخرى .... و ابتسامة مرعبة ارتسمت على صفح وجهه و هو يردد بعدم سيطرة و الم قلبه يتحكم به

( يااالهى .... أنتِ ماهرة حقاً .... الأن أصبحتِ تريدي الانفصال .... )

صدحت ضحكة اخرى من بين شفتيه و قبضته ترتفع لتقبض على ذراعها و ملامحه تتحول من القسوة للألم و بنبرات غريبة تمازجت مع انفاسه المتهدجة

( هل اشتقت اليه الى تلك الدرجة ؟! ... تلك الدرجة التى تجعلك تنسين اى شئ فعلته من اجلك )

صمت و شعوره بالاختناق يتزايد .... ما هذا الجنون الذى تلبسه ... اقترب أردال الخطوة الفاصلة بينهم و هو يكمل بغضب

( تلك الدرجة التى تجعلك ترتمين بين احضانه و أنت زوجتى نارفين !! ... هل حقاً لم تكوني تعلمي انه متزوج بميرال .... و الأن تأتي لتقنعينى أنكِ تريدين الحفاظ على حبى ... أنتِ ماهرة .... بل شيطانة )

شهقت نارفين بصدمة و كلماته تمزقها بعنف ... عنف جلب العبرات الى مقلتيها .... عنف اخذ يعتصر قلبها و روحها ... عنف جعلها تسدل أهدابها تهرب من نظراته المستحقرة تلك .... لكنها على الرغم من اختناق حروفها أردفت بتقطع خافت

( لماذا لم تُكمل المشهد للنهاية اذاً .... لماذا أخذت فقط ما تريد أنت رؤيته ؟!! )

عقد حاجبيه و روحه لم تعد تستطيع احتمال قربها بتلك الطريقة ... لكن نظراتها التى ارتفعت من جديد نحوه لتجعله يشعر بالم غريب يحتل كيانه جعلته رغماً عنه يصدقها ... لكن كلماتها التى بدأت تصدح بنحيب و ارتجافة جسدها التى تزايدت بشكل اربك كيانه و هو يرها و يستمع اليها

( ربما كنت سوف تعلم حينها الى اى درجة ؟! .... كنت سوف تعلم أننى لن أفعل اى شئ يمس اسمك الذى قدمته لى و لم يفعل هو ..... أننى لن اتساهل بحق هذا الرجل الذى انقذنى من الموت أنا و طفلى حينما لم يفعل هو )

صمتت و شعورها بالاختناق يفتك بانفاسها لتكمل بتلعثم و كفها الآخر يتكئ على معصمه الذى يمسك بها

( كنت ربما سوف تُدرك أننى لم أعد أريده بحياتى من بعد الأن ... سواء كنت ام لم تكن أنت بها ...... )

خرجت انفاسها بتقطع مرتجف و عبرات اخرى تنزلق بصمت معذب قبل ان تضيف بالم خفقات قلبها الدامى

( لكن ما لم تكن سوف تدركه هو شعورى و انا أتخبط بين ذراعيه ..... لم تكن سوف ترى هذا النفور الذى اخذ يحل على روحى ... هذا الاشمئزاز الذى شعرت به مع كل نفس يخرج منه ليخط على ملامحى .... لم تكن لتدرك تلك الثوره التى حدثت بداخلى لادفعه بعيداً عنى .... الثورة التى اندلعت داخلى و أنا ارى طيفك يقفز أمام وجهى .... لأدرك أنا أننى لم أعد أستطيع ان أتقبل اى تقرب منه لأنك .... لأنك من أصبح يسكن كيانى !! ... )

صمتت لتغلق جفنيها بتعب تحرر ما تبقى من عبراتها المؤلمه .... لكنها عادت لتردف بخفوت متعب كمن يلفظ كلماته الاخيرة

( لقد كان محق حينما قال أنك لن تنظر لى مهما فعلت .... و أننى حمقاء لاننى أصبحت احبك !! .... اننى سوف اظل فى نظرك وضيعة ... فتاة فرطت بشرفها ... لن تثق بى مطلقاً مهما حدث ! ... فانا فتاة متحررة تستطيع ان تفعل اى شئ )

عادت لتفتح مقلتيها لتطالع ملامحه المشدوهه أمامها و جسده الذى اهتز و بعنف انفاسه التى شعرت بها تلفحها لكنها تساءلت بالم

( هل زاد استحقارك لى الأن ؟!! .... هل أصبحت أكثر وضاعة بنظرك ؟! )

نهاية الفصل الخامس عشر

يارب يكون الفصل نال اعجبكم ❤

هايدى حسين 07-11-20 10:40 PM

ياااا الله ايه الجمال ده بجد مش طبيعى الوصف ولا المشاعر ولا الاحداث حقيقى كل حاجة ولا اجمل من كده انت رائعة تسلم ايدك

ازاى هنفضل للاسبوع القادم مع كل الحماس ده

Amou Na 07-11-20 10:53 PM

خلص الفصل امتى وازاااااااااااااي يا رحمة ليييييييه كده طب هاتي رد آردال يا روما 😭😭😭😭
فصل متفجر و نااااااار، و أصعب اعتراف بالحب وجع قلبي 😢
واللي حصل لميرال صعب جدا ياريته آسر الوسخ كان بدالها
روح إلهي تولع انت انت و تاليا في يوم واحد يا بعيد

om ahmed altonsy 08-11-20 01:42 AM

فصل فيه كميه مشاعر واحاسيس ووجع بجد اسلوبك رووعه ما شاءالله عليكي تسلم ايديك حبيبتي ❤️❤️

رحمة غنيم 08-11-20 05:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هايدى حسين (المشاركة 15187354)
ياااا الله ايه الجمال ده بجد مش طبيعى الوصف ولا المشاعر ولا الاحداث حقيقى كل حاجة ولا اجمل من كده انت رائعة تسلم ايدك

ازاى هنفضل للاسبوع القادم مع كل الحماس ده

قلبى انا حقيقى مش عارفة اقول ايه على كلامك الجميل ده و بجد سعيدة جداً ان الاحداث عند حسن ظنكم

رحمة غنيم 09-11-20 12:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amou na (المشاركة 15187382)
خلص الفصل امتى وازاااااااااااااي يا رحمة ليييييييه كده طب هاتي رد آردال يا روما 😭😭😭😭
فصل متفجر و نااااااار، و أصعب اعتراف بالحب وجع قلبي 😢
واللي حصل لميرال صعب جدا ياريته آسر الوسخ كان بدالها
روح إلهي تولع انت انت و تاليا في يوم واحد يا بعيد

حبيبتى يا امونة بجد مش عارفة اقول ايه على تفاعلك و دعمك الجميل ده تسلميلى يا قلبى انا 😍😍

أسماء رجائي 09-11-20 10:18 PM

رواية
 
افصل حلوو اوووووووي ياروما..
التطور ف السرد رهيب الاحداث بقت مشتعلة
بس فين برده ميرال وطارق

رحمة غنيم 10-11-20 05:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة om ahmed altonsy (المشاركة 15187754)
فصل فيه كميه مشاعر واحاسيس ووجع بجد اسلوبك رووعه ما شاءالله عليكي تسلم ايديك حبيبتي ❤❤

حبيبتى انا تسلميلى يا جميل حقيقى كلامك شرف ليا و كتيير فرحانة ان الرواية عجبتك و ان الفصل نال حسن ظنك يا جميل 😍

رحمة غنيم 10-11-20 11:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء رجائي (المشاركة 15190985)
افصل حلوو اوووووووي ياروما..
التطور ف السرد رهيب الاحداث بقت مشتعلة
بس فين برده ميرال وطارق

قلبى انا يا اسوم تسلميلى يا جميل بجد مش عارفة اقول ايه على كلامك الجميل ده و باذن الله الفصل 16 فيه اكثر من مشهد لطارق و ميرال

سما انور 12-11-20 01:06 PM

الفصل اكثر من رائع الصراحة كل فصل بيكون اجمل من اللى قبله تسلم ايدك

رحمة غنيم 12-11-20 09:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سما انور (المشاركة 15195400)
الفصل اكثر من رائع الصراحة كل فصل بيكون اجمل من اللى قبله تسلم ايدك

حبيبتى انا تسلميلى يا قلبى بجد على كلامك بشكرك من كل قلبى

هويدا سنوسي 13-11-20 04:34 PM

الفصل يجنن يا قمر مشاء الله على جمال قلمك

رحمة غنيم 14-11-20 04:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هويدا سنوسي (المشاركة 15197219)
الفصل يجنن يا قمر مشاء الله على جمال قلمك

حبيبتى تسلميلى يا جميل على كلامك الحلو ده شرف ليا

احمد حميد 14-11-20 05:16 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . ان شاء الله اليةم فى فصل

رحمة غنيم 14-11-20 07:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد حميد (المشاركة 15199153)
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . ان شاء الله اليةم فى فصل

باذن الله اليوم فى فصل الساعة 9 بتوقيت القاهرة ... شكراً جداً

رحمة غنيم 14-11-20 09:25 PM

مساء الجمال على أجمل متابعين 😍😍


الفصل السادس عشر


أخذت ترمش بجفونها و صداع قاتل كاد ان يفتك براسها يتضاعف ... حاولت ان تتحايل على هذا الالم و هى تفتح عيونها ... لكن سرعان ما عادت لتغلقهم و هى تشعر بالاستياء من تلك الاضاءة التى ضربت مقلتيها ..... بينما أخذ ادراكها يلتقط صوت بدأ يناجيها بهمس قلق

صوت استطاعت ان تتعرف على صاحبه قبل ان تعود لتفتح جفونها بتعب من جديد و هو يردد

( ميرال ... هل أنتِ بخير ... ميرال هل تسمعينى ؟! )

تحركت رأسها بخفه اثر هذا الالم المسيطر على كامل جسدها لتقابل هيئة طارق المرتعبة أمامها ... تسمعه و هو يعود ليتحدث من جديد و كفه تخط على خصلات شعرها بحنان

( ميرال يااالهى لقد كدت ان افقد عقلى ... لم اكن لاسامح نفسى ان حدث لك شئ )

شعرت بالم غادر داخل أعماق قلبها و ذلك المشهد يعود ليهاجم مُخيلتها يحرق بنيرانه احشائها مما جعلها تضم جفونها بالم تمنع انزلاق هذا السائل السخن بينما أخذت تردد بخفوت متالم

( ليتني مت ... لماذا لازلت على قيت الحياة ؟! )

شحب وجه طارق و مجرد التخيل يقتله لا ... لن يستطيع ان يعيش بدونها ... أجل لم يستطيع ان يمتلكها بحياته طيلة تلك السنوات لكنه مع هذا يرضا بهذا الحيز البسيط ... يُرضيه ان يراها بين الحين و الآخر ان يستمع الى نبراتها ... حتى و لو كانت نحيب على حب شخصاً آخر !! ... لم يتمالك اعصابه ليجد نفسه يردف بوجع

( لا ميرال ... لا ... أنا لا أستطيع بدونك )

رآها ترمش بتعب لا يعلم عن حريق قلبها شئ ... لكنه تابع نظراتها العجيبة نحوه و التى تُطالعه بها للمرة الاولى دون ان يدرك هذه الكلمات التى أخذت ترددها هى داخل نفسها

“ حتى أنت يا طارق .... ليتك لم تكن معهم ... لكنت هربت اليك “

تنهدت بتعب روحها بينما كانت تحاول ان تعتدل فى جلستها لشهقت و هى تشعر بصداع ساحق كاد ان يفتك برأسها

لتلاحقها نبرات طارق المستنكرة و هو يردد

( ميرال ماذا تفعلي لا يجب ان تتحركِ )

لم تتوقف و كانها لا تستمع الى حروفه من الاساس بل أخذت تُحارب حتى استطاعت ان تستقيم بفعل ذراعه التى دعمتها من الخلف حينما وجد اصرارها على النهوض

اغمض عينيه و داخله يرتجف و رائحة خصلاتها تداعب انفه ... ماذا لو كان فقدها .. كيف كان ليتنفس بدونها ... حسناً ليكن ما تريد هى ... اى مسمى تريد يكفيه ان يكون بجانبها فقط !!

اغمضت ميرال جفونها و شعورها بتوتر عجيب يجتاح جسدها من قربه هذا ... حركة حلقه التى تراها و تلمس بها توتره هو الآخر .... نفضت رأسها و طيف تلك القبلة التى جمعتهم يعود اليها ... لتعنف نفسها بخشونة ... جميعهم لعبوا عليها ... لقد كانت كالحمقاء بنظرهم ... و هو لا يفرق عنهم بشئ

( هل اخبرت أحد ؟! )

ارتد رأس طارق للخلف و نبراتها تفاجئه ليبتعد عنها برفق يطالع نظراتها العجيبه و هو يردد

( لا لم أفعل )

زفرت انفاسها براحة قبل ان تردف بهدوء حاد

( جيد ... أنا أريد ان اغادر الأن )

عقد طارق حاجبيه باستياء و نبراته الرافضة تصدح باعتراض واضح

( أنتِ لستِ فى حالة تسمح لك بالخروج ميرال انظري الى نفسك )

وجدها ترفع كفها تحاول ازالة تلك المحاليل بهدوء و اصرار غامض غلف نبراتها و مقلتيها تخترق خاصته

( أنا سوف اذهب معك طارق ... ارجوك لا استطيع ان اعود للقصر ... أنا اختنق هناك لن استطيع ان اعود الليلة .. ارجوك أنا ليس لدى سواك !!! )

ابتلع طارق ريقه و خفقان عجيب اخذ يسيطر عليه و هو يتابع توسلها و نظراتها بهذا الشكل نحوه ... انه جنون ... و هو يعلم هذا جيداً لكن كفها التى ارتفعت لتخط على كفه برجاء و هى تعود لتردد

( ارجوك !! )

و دمعة غادرة تنحدر من زاوية عينها جعلته يحرك راسه بقلة حيلة مسلوب الإرادة نحوها

***

لم تكن تفارق الصدمة ملامح تاليا و عقلها يُعيد ترتيب حديث آسر لكنها و بالرغم من كل محاولاتها فشلت فى تدارك صدمتها و هى تردد بعدم تصديق

( حبيبتك ؟! ... نارفين حبيبتك أنت ؟! )

اغمضت عينيها و راسها يتحرك بعدم استيعاب لتعود و هى تتساءل بلهفة اكبر

( أنت لا تمزح معى آسر أليس كذلك ؟!! ... هذا الطفل ابنك أنت كما قلت حقاً ؟! )

زفرت و كفها ترتفع تخط على ثغرها الذى بدأ يتسع بابتسامة لتلتفت بعدها تسحب الهواء داخل رئتيها لتنتشى بعبيره و راحة عجيبة تسكن داخلها بينما أخذت تتمتم بسعادة

( يااالهى لا اصدق )

لتتسع ابتسامتها لكن هذه المرة بمكر و تشفى و هى تردف داخلها بعد ان عادت لتواجة آسر من جديد

“ كم أنتِ حمقاء يا ميرال حتى آسر لم تستطيعي السيطرة عليه لتسرقة فتاة كتلك منك كم اطوق لارى وجهك حينما تعرفين الأمر“

تقدمت خطوة لتردد بنبرات سعيدة

( أنا سوف اساعدك لتتخلص من ميرال لا تقلق آسر أنت تعلم اننى استطيع ان اتعامل معى عزام بطريقتى الخاصة )

عادت لتتنهد براحة انه كان يفعل فقط ليعذبها ... أجل فأردال التى تعرفة مستحيل ان يرى او يعشق امرأة غيرها مهما حدث ... انه لها ... لها وحدها !

اجفلت و هى تشعر بنبرات آسر القريبة منها و التى جعلت سعادتها تلك تهتز حينما استمعت لكلماته

( يجب ان تتقربي من أردال تاليا هذا هو ما أريده ..... فأنا لم اخبرك كل هذا من أجل ان تساعديني بأمر عزام )

شعرت باهتزاز يسري بعروقها و كلمات آسر توحى لها باشياء لا تريد ان تصدقها لكنها حاولت كثيراً ان تسيطر على احاسيسها و هى تقترب منه بهدوء مصتنع تتساءل بتلعثم

( ماذا تقصد آسر ؟! )

راته و هو يحاول ان يتمالك اعصابه لكن و بالرغم من كل محاولته التقطت تلك الحدة بنبراته حينما اردف

( أشعر ان هناك شئ يحدث ... شئ يتغير بمشاعر أردال نحوها !! )

أرتد جسدها و هى تتلقى كلماته بل شعرت بالبرودة تسكنه ليجلب لها الارتجاف انها حقيقة اذاً .... ان ما شعرت به من نظراته نحوها لم يكن تمثيل ... و هى بالطبع ... بالطبع سوف تبادله تلك المشاعر ... اى امرأة مجنونة هذه التى لن تسقط بعشق رجل كأردال !

اجفلت من تخبطها على كف آسر و نبراته التى عادت لتصدمها

( لا تاليا ... لا وقت لصدمتك الأن ... يجب ان نتحرك ... يجب ان نحاول ان نكسبهم من جديد قبل ان ..)

صمت و هو يرى نظراتها التى ارتفعت بصدمة من كلماته و داخلها يستنكر تلك الكلمة “ نكسبهم “ .... هل سوف تسعى لتكسب أردال !!! .... كيف ؟! ... هل خسرته لتعود و تحاول ان تكسبه من جديد !! ..... مستحيل ... لم تستطيع ان تعترف كبريائها لا يسمح لها ... لهذا اعتدلت بوقفتها تردد بينما أخذت تُعيد خصلات شعرها الأشقر بثقة نحو الخلف و هى تردد بشموخ

( لا تقلق آسر .... أنت تعلم ان أردال لا يستطيع ان يتخطاني بتلك السهولة ... كما اننى أعلم جيداً كيف سوف أحصل عليه من جديد لا تقلق ... فنحن سوف نعود لنعمل معاً ! )

اتسعت مقلتي آسر و هو يردد بعدم تصديق

( حقاً تاليا ... هذا سوف يكون مذهل ... أنا أعلم أنكِ تستطيعي كسبه من جديد لهذا اتيت اليك )

اومأت تاليا بهدوء ينافي هذا الحريق المشتعل بداخلها فهى نفسها لا تستطيع ان تتحدث بتلك الثقة التى يمتلكها آسر !!! ... لكنها اقسمت داخلها انها سوف تفعل كل شئ لتحصل عليه من جديد حتى اذا تطلب الأمر ان تتخلص من تلك الفتاة كما وعدها عزام !!

***

كل شئ كضرب من الجنون ..... ما يشعر به الأن تحديدا من فقدان سيطرة ...... هذا الارتجاف الذى احتل كيانه و اعترافها يضرب خفقات قلبه بعنف .... لكن فقط لحظات هى التى استغرقها ليتوه بهذا الاعصار الذى شعر به يهيج داخل صدره ... انفاسه التى انحصرت ليُدرك منها انه بالفعل يكبت جميع انفعالاته حتى لا يهرع ليضمها اليه .... حتى لا يتجاوب معها بجنون مشاعر لم يكن يصدقها .... كيف و اين و متى تمكنت منه بذلك الشكل !!

تفاجأ باقترابها منه و رائحتها تصدم حواسه ..... رائحتها التى تفقده قدرته على التراجع لكن هذا الصراع الذى كان يجول بعقله يمنعه من التحرر بالكامل ... يمنعه ان يتعمق أكثر بهذا الجنون الذى سوف يحدث ان اعترف هو الآخر ... ان هذا جنون .... انها .... انها ..... شعر بنبرات بعيده تناجيه كلمات عادت لتتردد على مسامعه كالتعويذة التى جعلته يتراجع كالملسوع !!

“ أنا لا أستطيع ان اكمل حياتى دون نارفين ... أنا ... لا أستطيع ان انظر بعينيها ان أواجهها !! “

ابتعد أردال عنها و كفه ترتفع لتمسح على ملامحه بارتجاف .... ابتعد عدة خطوات للخلف بنفور صدمها .... نفور جعل احشائها تتقلص بالم كاد ان يخنقها .. فهى لم تكن تعلم ان هذا النفور المسيطر عليه لا يمت لها بصلة ... بل كان موجة لنفسه ... لشعوره الذى احتله و هو يستمع الى كلماتها ... شعور عجيب بالنشوة... نشوة اعتبرها محرمة عليه

تراجع مرة اخرى و صورة آسر تعود لتقتله من جديد ... كيف يفعل ... لا ... لا يستطيع ان يتمادى أكثر من هذا ... انها .... شعر بالم كاسح أخذ يعتصر قلبه حينما رفع انظاره نحوها ... نحو مقلتيها المرتجفة ككامل جسدها .... نظرتها المصدومة نحوه !! ... لحظات مرت من الصمت المميت عليهم ... صمت لم يقطعة سوى خطوات حذائها لتصدمه من جديد وهى تقف على بعد خطوة واحدة فقط منه تطالعه بالم !!

فتراجعه بتلك الطريقة و نظراته نحوها يدل انه .... انه مستاء بل مشمئز منها من اعترافها .... حاولت ان تتحايل على نبرات صوتها التى ترفض ان تتحرر لتخرج بعد عناء بارتجاف استحواذ على كيانه و هى تردد

( كنت أعلم ! )

صمتت تحاول ان تبتلع تلك الغصة التى احرقت حلقها لكنها لم تسيطر على جسدها و هى تعود لتقترب منه تلك الخطوة حتى أصبحت تواجه عينيه التى كانت تعصف باعصار مرتجف لم تستطيع ان تستشف منه اى شئ لتكمل و عينيها تجول على ملامح وجهه الجامدة

( لكنني لم استطيع لا أعلم كيف فعلت هذا ... فانا أعلم أنك ترانى كعبء لا أكثر ... فتاة لا ترقى ان تحمل اسمك كما قلت منذ قليل ... )

كاد ان يرفع كفه ليقبض على شفتيها ليجعلها تتوقف عن هذا الجنون التى تنطق به ... انه لا يراها بهذا الشكل مطلقاً ..... لو تعلم اى جنون تلبسه و هو يراها بين ذراع آسر ... آسر الذى و من المفترض انه يحميها من اجله ... لو تعلم ما فعلته به منذ لحظات ... شعوره بكلماتها و اعترافها و كانها اعادته للحياة من جديد ... لكنه بدل من كل هذا رفع كفه بهدوء زائف كاذب ككل حرف نطق به ليخط على كتفها برفق و هو يردف بخفوت

( أنا اقدرك نارفين صدقاً .... لا اراك بذلك الشكل مطلقاً .... و مشاعرك ...)

ابتلع ريقه و ببرود مميت أخذ يقتل داخلها اكمل

( مشاعرك تلك ... انها ليست سوى امتنان لما فعلت من اجلك ... أنا اكييد من هذا )

التفتت برأسها تتابع كفه التى تلامس كتفها بالم و كلماته جعلتها تُدرك مدى حماقتها ... ماذا كانت تظن ... هل حقاً كانت حمقاء الى تلك الدرجة الذى صور لها عقلها انه سوف يتجاوب معها ... لا انها كانت تعلم جيداً انه لن يفعل .... لماذا اذاً ؟!

ابتعدت خطوة للخلف تبتعد عن لهيب كفه التى تجعل جسدها يرتجف بالرغم من كل شئ ... ليتابع هو كفه التى أصبحت معلقة فى الهواء و داخله يحترق ... لكنه لا يستطيع ان يفعل سوى هذا .... لا يحق له !! .... لا يستطيع ان يفعل هذا بآسر .. شعر بانه يختنق فى كل لحظة و هو يتابع اهتزاز جسدها بهذا الشكل عبراتها الحبيسة التى تحاول كبحها ... كم ود لو اقترب لياخذها بين ذراعيه ان يحتوى هذا الارتجاف بين ضلوعه لكنه بالنهاية لم يستطيع سوى ان يتراجع ليغادر الغرفة بل يغادر القصر باكمله ... لتترك هى العنان لتخاذل جسدها الذى سقط لتسقط معه دموعها بصمت كاد ان يقتلها و كلماته ترن داخل عقلها من جديد !

***
يتبع...

رحمة غنيم 14-11-20 09:26 PM

أخذت خطوات تاليا تتقدم نحو قامة عزام و داخلها يحترق بغل نحوه تتابع حركة من حولها بذلك الحفل دون ان تشعر بشئ من تلك النيران التى تكاد ان تبتلعها ... لقد لعب بها من جديد ! ... يريد ان يستغلها لصالحه .... لم يخبرها بحقيقة الامرع ... لكنها سوف تنتقم... سوف تلعب عليه كما فعل معها .... سوف تستغله لصالحها دون ان يدرك هو ... رسمت أحد ابتسامتها بدلال حينما وصلت اليه لتحدثت بخفوت مدروس

( لقد قبلت عرضك ! )

انشرحت ملامح عزام و داخله يمنيه بنصر قريب فهو كان يعلم انه سوف يحصل على القبول بعد ان يجعلها ترى بعينيها تلك المكانه التى خسرتها لتذهب الى هذه الفتاة .... اتسعت ابتسامته من جديد و هو يلتقط نبراتها حينما اردفت

( سوف اساعدك لتعمل مع أردال بذلك المشروع ..... لكن )

ضاقت عينيه بترقب ينتظر ان تكمل ليسمعها تضيف و الحدة تغلف كلماتها

( لكنك سوف تساعدنى بالتخلص من هذه الفتاه حينما أريد أنا ذلك !! )

***

نظرت ميرال حولها تطالع تلك الغرفة الفندقية بخواء عجيب بينما كانت تجلس على الاريكة بتعب تتابع حركة طارق من حولها .... لم تعد تشعر بأي شئ وكانها سقطت ببئر مظلم ... لا تشعر سوى بالم روحها المكلومة ..... و داخلها يردد بالم أعظم فى كل مرة و عيناها تتابعه

“ حتى أنت يا طارق ! “

أغمضت عيناها تحاول ان تنسى هذا المشهد .... لماذا يحدث هذا معها ... لقد كانت ..... لقد كانت تحاول ان تتغير .... كانت تحاول ان تؤمن بهذا الوهم الذى يدعى بالعلاقات الانسانية ...... شددت من اغلاق جفونها و صورة نارفين تقفز أمامها و صدى كلماتها تعود لترن من جديد داخل رأسها

“ ( آسر قلت لك توقف الا تفهم .... ابتعد أنت .... أنت كيف تستطيع ان تفعل هذا .... اى شخص مريض أنت ... لقد خدعتني و كذبت على لم تخبرنى حقيقة كونك رجل متزوج ... كيف لم ارى كم أنت مثير للشفقة بهذا الشكل من قبل ..... لقد كنت تبرر لنفسك خيانتك لميرال بترهات و حجج واهية .... لكن الا تُدرك أنك الأن تخون أردال بتصرفاتك تلك ..... أردال.... الذى تدعوه باخى طوال الوقت و الذى كنت تتغنى بمساعداته و تربيته لك ..... أهكذا ترد له المعروف ...... لا آسر ان كنت تفعلها فأنا لم و لن أفعل هذا للرجل الوحيد الذى أنقذ حياتى و حياة طفلي فى الوقت الذى كنت أنت تقف و تشاهدنا نُهان أمام عينيك دون ان تتحرك لخطوة واحدة ) “

شعرت بنصل حاد يعود ليطعنها من جديد ... و هى تحاول ان تبرر موقف نارفين هذا ... لانها رات بها صديقة لالام روحها ... لا تعلم لماذا الأن لا تستطيع ان تحقد عليها كما تفعل معهم ... جميعاً تلمسوا بها القسوة ... جميعهم كانوا يروها ابنته فقط “ عزام الصايغ “ الا هى لم تفعل ... لماذا كذبت عليها لماذا ؟!

توقفت للحظات ماذا كانت تريد منها ان تقول ... انها تلك الفتاة التى سرقت زوجها و تحمل طفله فى احشائها ايضاً !!

شعرت بالم كاسح كاد ان يفقدها انفاسها ... الم جعلها تشهق لتطالب بالهواء لتستمع بعدها الى نبرات طارق القلقة و هو يردد بينما اخذ يقترب منها

( ميرال أنتِ بخير ... ماذا يحدث معك ؟! )

جثا ارضاً أمامها يطالع هذا الالم الذى لا يعرف سببه لكنه لم يعود ليسالها عن السبب فقد فعل كثير من المرات دون ان يحصل على إجابة لذلك

( اعتذر ميرال لم استطيع ان اذهب بكِ لمنزلي ... هنا أفضل لكِ ... لا أريد ان يحدث معنا كما حدث فى المرة السابقة ... لقد عاهدت نفسي اننى لن أجعل سوء يمس اسمك و سمعتك من جديد ... فأنا لازلت لا اسامح نفسي على ما حدث )

كانت تتابع تعابير وجهه الذى يقابلها و شعور غريب يحتلها شعور امتزج به كل من الالم و غضب و الاحتياج !! .... فهى بالرغم من كل هذا الالم و الغضب الذى تكنه له و لهم جميعاً ... تحتاج لوجوده بجانبها حتى انها لا تستطيع ان تُفسر هذا الارتجاف الذى احتل جسدها مع تلميحه الاخير حتى انها لم تستطيع السيطرة على كلماتها حينما تساءلت بخفوت أحمق

( أنت تقصد هذه القبلة أليس كذلك ؟!! )

صدمة أخذت تسيطر عليها قبل ان تسيطر عليه من تلك الجراءة الوقحة التى تلبستها ماذا تفعل ما الذى تحاول ان تصل له ؟!

ابتلع طارق ريقه يحاول ان يتمالك نفسه ... و الذكرى تعود لتداعب عقله لكنه اخذ يردد بما يصدقه و كفه ترتفع لتضم كفها

( هذا كان خطأ ميرال ... لقد اخطات بحقك و بحقى ... بحق زواجك و بحق أردال ... لذلك اعتذر عن ما حدث )

صمت للحظات جعلتها تتالم أكثر و جنون خطير يدب داخل عقلها لتسمعه يكمل و عينيه تعود لتحتوى خاصتا تشبع من احتياج روحها

( لكن ... أنا هنا بجانبك فى اى وقت تحتاجين به لمساعدتي ... سوف اظل دائماً صديقك الوفى كما كنتِ تقولي لي )

لم تستطيع ان تمنع تلك الدمعة التى انزلقت من مقلتيها ... دمعة الم و ندم و غضب على نفسها .... انها كانت تشعر بمشاعره ... أجل لن تكذب .... كانت ترى نظراته التى تتوه بها الأن .. ذات النظرات التى كانت تُشبع كبريائها دائماً .... حتى انها الأن قد ادركت انها لم تشعر بانوثتها سوى من انعكاس نظراته لها ... كما لم تشعر من زوجها المزعوم او حتى حبيبها التى كانت تركض دائماً خلفه

نكست راسها تشعر انها تختنق تتابع انزلاق عبراتها بصمت واحدة تلو الاخرى حتى شعرت بكهرباء دبت بكامل جسدها و هى تشعر بانامله التى احتوت ذقنها ترفع راسها و نبراته الحانية التى داعبت اوتار قلبها بينما كان يتساءل

( ميرال .... ما الذى حدث معك ؟! ... أنتِ لستِ بخير ! )

لم تشعر بنفسها و هى ترتمى بين احضانه تجهش فى بكاء لم تستطيع ان تسيطر عليه ... و نحيب اخذ يتزايد مع كلماتها المتالمة

( أنا بحاجة لك طارق ... لا تتركني ارجوك ... أنا اختنق )

صمتت لتشهق حينما أخذت رئتيها تطالب بالهواء لكنها سرعان ما اكملت و انفاسها التى تحرق تجويف رقبته و هذا التقارب يفتك بعقله و ينشب الحرائق بجسده يجعلوه بعالم آخر

( أنا اشعر بالم يكتسح قلبي طارق ... لا احتمل )

تحامل على تسارع انفاسه و هو يحاول ابعاد جسدها برفق فهذا الجنون الذى بدأ يحتل كيانه و هو يشعر بجسدها بين يديه ليس بخير ابداً ... كل ما يحدث الأن ليس سوى جنون

( ميرال اهدئي ... أنا هنا بجانبك )

لم يستطيع ان يتحدث أكثر من ذلك فنبراته المتاثرة فضحته .... اغمضت ميرال جفونها للحظات و هى تُدرك مشاعرها العجيبة فى هذه اللحظة .... لتعود لتفتحهم من جديد تتابع ملامحه القريبة منها

أخذت انفاسها تتسارع و هى تشعر بتلك المطالب العجيبة الذى يمليها عليها جسدها ... احاسيس لم تشعر بها من قبل تجتاحها ... احاسيس جعلتها تتلعثم هى تردد بخفوت مرتجف

( طارق ..... أنا )

لم تستطيع ان تُكمل كلماتها و هى تشعر بجسدها يرتفع بفعل كفه التى سحبتها و لفحة الهواء البارد التى رافقت ابتعاده و هو يردد بخشونة

( يجب ان اغادر الأن !! )

توقف جسده بحركة كفها التى قبضت على معصمه لكنه سارع ليردد بعد ان عاد ليواجهها

( أنتِ لستِ بوعيك الأن ميرال ... لهذا يجب ان اغادر )

افلت معصمه ليغادر لكن نبراتها التى صرخت بحده الجمته ليتسمر مكانه

( أنت تهرب طارق ... كما كنت تفعل دائماً )

لحطة واحدة فقط هى ما فصلته عنها قبل ان يلتفت نحوها يقترب بخطوات شرسة و هو يردد بعنف

( اهرب !! .... أجل اهرب ميرال ... اهرب لأنكِ امرأة متزوجة .... و ما كاد ان يحدث الأن و ما فعلته من قبل ليس سوى حقارة منى ... انه خيانة ! )

كانت انفاسها تتسارع و جنون كل ما حدث بحياتها يمر أمام عينيها لكن كلماتها التى أخذت تصدح بهستيريا و كفها تضرب على صده لا تدرك ما تتفوه به

( لأنك جبان طارق .... أجل ... لا تنظر لي هكذا ... لم تحاول ... لم تتجرا ان تصرح لى عن مشاعرك ... )

شعرت بجسدها يتحرك بجنون كفه التى اخذت تهزها و هو يعصف بكل تلك الالام التى تحملها

( حقاً ميرال ؟!! ... أنا لم احاول حقاً ؟!! .... لا تخدعي نفسك ميرال .. لقد حاولت لم اقولها صراحة ربما ... لكن كل شئ بى كان يصرح لك عن حبى ! .... لكن كان ينتهى بى الحال و أنا استمع الى قصة عشقك لأردال .... الا تتذكرين حقاً ... هل تريدين ان اكمل ... )

توقف سيل كلماته مع صرختها و كفها تدفعه لتكتم اذنيها تردد بعدم سيطرة منها

( توقف ... توقف ارجوك )

لم يشفق على حالها كما كان يفعل دائماً ... بل شعر انه يريد ان يصرخ بها أكثر يهزها بعنف جراح قلبه التى تقتله يوماً بعد يوم

( لماذا ميرال ... لماذا اتوقف الأن ... فانا لم انتهي ... لازال يوجد آسر !! )

تقدم منها تلك الخطوات التى ابتعدتها ليكمل بعدما عادت كفه لتهزها من جديد بحدة أكبر غير اباً لدموعها التى أخذت تنزلق بعنف

( هل تتذكرين اليوم التى جئتِ لي لتخبريني أمر زواجك به ... أنا لازلت اتذكر كل حرف خرج من بين شفتيك ... لانهم كانوا كالحمم التى احرقتني )

نفضت نفسها عنه و ارتجاف جسدها اخذ يتزايد ... هستيرية شلت كل تعقل لديها و كلماته تخترق قلبها كالسكاكين ... حتى انها لم تكن تعى تلك الحروف التى أخذت تلقيها عليه لتجعله يتسمر دون حراك

( أنت مثلهم ... كنت تريد الانتقام منى اذاً ... لهذا اشتركت معهم فى خداعي ... كنت تريد ان تتشفى بي ... تريد ان ترانى و انا اعاني ... تُمثل معهم مسرحية زواج أردال و نارفين لتقتلني ... تشاهدني و أنا ابكى حبى لتنتقم مني ... نارفين يا طارق التى هى بالأصل عشيقة زوجى التى كنت ابحث عنها )

أخذ صدرها يعلوا و يهبط من فرط الانفعال بينما بدأ جسدها يرتجف بعنف أكبر ... لكن لحظات هى التى مرت عليها قبل ان تُدرك ما تفوهت به و هى تتابع تعابير طارق المشدوهه ... صمته الغريب و جسده الذى لم يتحرك ... فقط حركة صدره و انفاسه هى التى تدل انه لم يتحول الى تمثال !

لحظات أخرى مرت حتى هدأت انفعالاتها و هى لاتزال تتابع صمته و داخلها يتالم على ما تفوهت به لكن تساءله الذى اتاها بنبراته العجيبة الخشنة ببؤس تستشعره للمرة الأولى جعلها ترمش عدة مرات

( منذ متى و أنتِ تعلمين بالأمر ؟!! )

ابتلعت ريقها بالم دون ان تجيبه بحرف لا تعلم انها بذلك تحضر شياطين جنونه .... لحظة واحدة فقط هى التى مرت قبل ان تشعر بكفه تعتصر ذراعها بطريقة مؤلمة و انفاسه الملتهبة تحرق ملامح وجهها و هو يردد تساءله من جديد

( منذ متى ميرال ؟!! )

أغمضت جفونها بالم جسدها و روحها معاً قبل ان تُلقى كلماتها التى قتلته دون ان تعلم هى

( اليوم ... قبل الحادث علمت كل شئ )

راته يغلق جفونه و الم عجيب يكتسح ملامح وجهه قبل ان تجده يبعدها بنفور عنيف جعلها تسقط على الاريكة من خلفها ... القها بنفور و ظنونه تتاكد له ... لقد دعا ان تُكذب حدثه لكنها كما توقع تماماً !!

كانت تحملق به بصدمة و نظراته تقتلها دون ان تعرف لهذا سبب .... نظرات جعلت جسدها يرتعد و هى تقول لها اشياء ترعبها لكن نبراته خرجت بهدوء هذا الظلام الذى كسى روحه ليؤكد لها رعبها هذا

( ما كاد ان يحدث قبل قليل .... لهذا القيت بنفسك بين احضانى .... أنتِ كنتِ تريدين الانتقام لكرامتك منهم بي !! )

جحظت مقلتيها برعب جعلها تنتفض من مكانها و هى تردد بهلع

( طارق ... لا )

لكن كفه التى ارتفعت أمام وجهها بحدة لتصمت جعلتها تتسمر مكانها لتتلقى كلماته التى أخذت تصفعها بعنف

( لقد كدت ان احترق و أنا اشعر بانفاسك القريبة منى ... شعرت للحظة انني امتلك و لو بعض من تلك الخفقات التى كانت تقرع فوق صدرى .... لكن الأن تحديدا فهمت انه مستحيل ... أنا و بعد سنين اخيراً ادركت ما كنت احاول عدم تصديقه ... أنتِ .... أنا .... لقد بدأت اشعر بالتقزز من مشاعرى نحوك ... من وجودي حولك ... كم أنتِ انانية ... لقد اكتشفت الأن أننى كنت مخطئ ... أننى كنت الأحمق الوحيد بينهم .... ادركت أنكِ حقاً انانية و مثيرة للشفقة !! )

تابعت نظراته التى قتلتها بحق قبل ان تشاهده و هو يغادر ... يغادر لتغادرها انفاسها معه و شعورها بالاختناق يتزايد ... بل شعورها بالخسارة يكاد ان يقتلها حتى انها لم تكن حتى تشعر بعبراتها التى بذأت تتعاقب برتابة على وجنتيها و ارتجافة جسدها المتعاظم حتى شفتيها التى كانت ترسم حروف اسمه بصمت لم تكن تشعر بها !!

***
يتبع...

رحمة غنيم 14-11-20 09:28 PM

صباح يوم جديد كانت تتابع ملامح وجهها المنتفخ أمام المرآه تشعر انها لا تريد ان تواجه أحد اليوم .... لا تريد ان تظهر بهذا الضعف أمام أحد يكفيها ضعف و الم ... يكفيها حماقة !

أغمضت جفونها بتعب و حرقة عبراتها تعود لتداهمها و صور ليلة أمس تقفز من جديد داخل مخيلتها ... التفتت لتطالع الاريكة الخالية .... لم يعود ... لقد ظلت تنتظر و تنتظر لكنه لم يعود .... كم قتلتها عدم عودته .... لم يكن عليه ان يفعل هذا حتى يؤكد لها انه لا و لن يراها سوى عشيقة لابن عمه !!

حمقاء .... أجل هى من اخطات و تسرعت .... كيف استطاعت ان تفعل ما فعلته هذا .... على اى اساس ... أغمضت عينيها بقوة تمنع هذا الارتجاف الذى حل بها ... لتردد داخلها انها سوف تصمد .... سوف تكون قوية بالرغم من كل شئ .... لكنها سوف تبتعد عنه و عن احلامها الحمقاء تلك .... رفعت هاتفها و كفها تخط ارقام هاتف طارق .... لكنها ابعدته بعد لحظة واحدة بعد ان استقبلت رسالة ان هاتفه مغلق !

***

كانت تسير بالممر و داخلها يشعر بالقلق عليه ... انها حتى لا تجرؤ ان تسال أحد عنه ... توقفت قدمها دون ارادة منها عند باب تلك الغرفة “ المكتبة “ و سؤال مؤلم يدب فى عقلها ... هل من الممكن ان يكون بالداخل ؟!

نفضت راسها من جنونها و هى تتقدم خطوة لكنها عادتها من جديد و حريق قلبها يحثها ان ترى ان كان بالفعل هرب لماضيه بعد ما حدث ام لا ... و بالفعل طاوعت هذا الجنون لتجد قدمها تتقدم نحو الداخل بحذر و هدوء

لحظات مرت عليها بترقب صاحب تسارع مربك لخفقان قلبها ... لكنها سرعان ما اطلقت انفاسها براحة و هى تتاكد من خلو الغرفة منه و من اى شخص .... لكن شيطان عقلها نحو هذه الغرفة لم و لن يهدأ ابداً .... فضولها عن هذا الماضى الذى اصبح يؤلمها بات مرضى و كانها تحاول تعذيب نفسها بشتى الطرق لم يكفيها ما حدث أمس ؟!

حركت راسها ترفض الهروب لتواجة هذا الماضى بكل ما فيه .... تقدمت نارفين من أحد الرفوف لتسحب كتاب بشكل عشوائى تبحث بين صفحاته عن تلك الصور التى كانت تجمعه مع تاليا لكن دون ان تعثر على شئ .. لتتقدم من رف آخر و كتاب آخر يتبعه العديد من الكتب دون ان تجد شئ من تلك الصور ايضاً !!

( لقد تخلص منهم جميعاً ! )

انتفضت نارفين على نبرات بهار التى صدحت من خلفها ... لتسارع بوضع الكتاب مكانه تردد بتلعثم

( أنا لم أقصد ان أتى الى هنا .. أنا فقط )

تجاهلت بهار محاولة نارفين الفاشلة بالتبرير و هى تردف و خطواتها تتقدم

( الم ترين هذه الصناديق أمس ... انها كانت تحمل جميعهم ! )

رفعت نارفين راسها و هى لا تصدق انه تخلص من جميع الصور حقاً ... لكن نبرات بهار عادت لتشوش على افكارها و هى تقول

( حتى انى أعتقد انه قد تخلص من هذا الماضى باكمله ! )

أغمضت نارفين عينها تحاول ان تسيطر على تلك العبرات التى شعرت بها تهاجمها ... كيف لها ان تقول انه لم يفعل .... انه مازال يعشقها فكل شئ يؤكد لها هذا ... و انها هى الحمقاء التى تنتظر ان يراها فقط ... حركت راسها بعجز دون ان تردف بشئ اى شئ حتى لا تفقد هذه السيطرة الواهية التى تتسلح بها .

***

رفع كفه يضغط بعنف على مقدمة رأسه ... يشعر به يكاد ان ينفجر من فرط التفكير .... يشعر بالم غريب داخل صدره و منظرها المكسور من كلامه يقتله !

تنهد و هو يغمض جفونه بالم ... حتى كلامه المه هو شخصياً ... لكن تلك المشاعر التى اجتاحته كادت ان تبتلعه .... مشاعره و خفقات قلبه الذى شعر بهم يعصفوا داخله جعلوه يهرب .... أجل يعترف انه هرب منها و من مشاعره التى فاجئته بل صعقته .... يهرب للمرة الاولى بحياته ... ماذا فعلت به ... كيف .... انه لا يستطيع ان يتوقف عن التفكير بها .... لكن ..... آسر

خرجت ااااه حارقة من بين شفتيه ليردد بعدها بالم و كفه تتخاذل على سطح مكتبه ... مكتبه الذى قضى ليلته به ... فهو لن يستطيع ان يعود ليواجها... حتى لا يضعف !!!

( مستحيل ... انه مستحيل عد لوعيك ... انها .... انها تخص آسر ! )

شعر بحرقة انتشرت داخل صدره و كان هذا الاسم قد احرقه ... لكنه اجفل و هو يرى مساعدته تطل من خلف الباب قبل ان تردد بتوتر معتذر

( سيد أردال ... اعتذر لم اكن أعلم أنك بالداخل ... لقد اردت ان اضع هذا الملف قبل ان تصل لتراه )

حرك راسه و عقله بعيد كل البعد عن اى ادراك لكلماتها لكنه تساءل و كفه تمتد نحو هاتفه

( اين طارق هل اتى ؟! )

حركت راسها بالرفض تردد

( لا لم ياتى بعد )

عقد أردال حاجبيه بتعجب ... انه لا يستطيع الوصول اليه منذ أمس ... اومأ لها لتغادر و شعور بعدم الراحة يتزايد داخل اوصاله و كفه تعود لتخط ارقام هاتفه من جديد !!

***

لم تستطيع ان تمنع نفسها ان تاتى الى غرفة مكتبه ... تريد فقط ان تطمئن عليه لا أكثر .. فعدم عودته أمس جعلت قلق عجيب يحتلها .... تعلم انه لا يريد ان يراها بعد ما فعلت لكن ماذا تفعل بقلبها الأحمق هذا ... تقدمت نارفين بهدوء من مساعدة مكتبه بتستقبلها بابتسامة مرحبة و هى تردد

( سيدة نارفين اهلاً بك )

ابتلعت ريقها لا تعلم ما الذى عليها قوله بالضبط هل تسالها اين زوجها الأن!! ... غمضت عيناها تشجع نفسها قبل ان تردف بابتسامة مصتنعة

( انه بالداخل أليس كذلك ؟! )

حمقاء !!! ... هكذا أخذت تردد داخل نفسها لكن ذهب كل هذا التوتر الذى كان يحتلها و هى تستقبل إجابة مساعدته

( أجل يمكنك الدخول لا يوجد أحد معه الأن)

تنفست الصعداء و هذه الإجابة تجلب الراحة الى كيانها لكن تلك الراحة لم تدم كثيراً و هى تواجة قامة ميرال التى ظهرت أمامها !! ..... جحظت مقلتيها و هى ترى هذه الضمادة الموضوعة على رأسها بينما انتشرت بعض الخدوش على وجها ... جسدها التى تتحامل عليه لتستطيع الوقوف

( ميرال؟! .... ماذا حدث معك ... أنتِ ... ياااالهى ... هل أنتِ بخير ؟! )

أخذت نارفين تردد بهلع بعد ان تقدمت نحوها و عيناها تمشط كامل جسدها برعب ... رفعت ميرال انظارها نحوها و داخلها يضيع أكثر .... انها ترى قلقها حقاً ... تستطيع ان ترى مدى صدق مشاعرها و خوفها لكنها لم تستطيع ان تستوعب تلك الحقيقة بعد ... يكفيها ما فعلت ... المهم الأن ان تجده .... ان تصحح له الأمر ... ابتلعت ميرال ريقها المتحجر بالم لتردد بعدها اسمه بالم صاحب تعابير وجهها

( طارق ... اين هو ؟! )

عقدت نارفين حاجبيها بتعجب و هى ترى حالة ميرال هذه و الم بدأ يغزو كامل جسدها و شعور بتانيب الضمير اخذ يسيطر عليها ... انها شاركت بكسر تلك المرأة التى تقف أمامها ... أجل لقد فعلت

( اين هو نارفين ؟! )

اجفلت نارفين على نبراتها التائهة هذه و قلق آخر بدأ يدب داخلها على صاحب هذا الاسم ... لقد حاولت الوصول له صباحاً لكنها لم تستطيع

( لا أعلم ميرال .... فى الحقيقة .. )

صمتت قبل ان تلتفت الى تلك المساعدة التى كانت تطالعهم باهتمام لتردف

( هل تعلمين اين هو السيد طارق ؟! )

انتقلت ملامح ميرال نحو تلك الفتاة بلهفة لم تدم سوى للحظة واحدة قبل ان تسمعها تقول باسف

( مع الأسف لا أعلم... لم ياتى اليوم .. حتى السيد أردال كان يحاول الوصول اليه )

شعرت بالارتجاف يغزو جسدها للحظات حينما استمعت لأسمه لكنها عادت لتجفل على جسد ميرال الذى أخذ يتحرك دون ان تنطق بحرف واحد لتتبعها و هى تتساءل بقلق

( ميرال الى اين ؟! )

لم تتوقف خطواتها بينما اجابتها بخفوت متالم

( يجب ان اعثر عليه )

سارعت نارفين لتقف أمامها تمنع حركتها و كفها ترتفع لتحتوى وجنتها برفق

( ميرال أنتِ لستِ بخير ... لما لا نذهب للقصر معاً )

صعقت نارفين و هى ترى تلك العبرة التى انزلقت من عين ميرال و هذا الالم الذى تشرب كلماتها

( لا أستطيع ... يجب ان اجده )

تقدمت نارفين نحوها من جديد و كفها تسارع لتمسح دموعها برفق لتردد بحزم و هى ترى حالة ميرال التى تكاد ان تسقط فملامح وجهها تدل انها قد عانت طوال الليل

( حسناً ميرال ... لكنني سوف اذهب معك ... لن اتركك بتلك الحالة مطلقاً ! )

لا تعلم لماذا لم تعترض على قدومها معها .... بل على العكس لقد ارادت ان تتسلح بها ان تشعر بوجودها .... فهي دائماً كانت وحيدة منبوذة !

لا أحد يقف بجانبها ... لا أحد يساندها و يقف معها .... سواه هو .... لم تريد ان تشعر انها خسرت الشخص الوحيد الذى كان يعرض عليها المساعدة ... حتى و ان كانت عشيقة زوجها !! .... فهى لا تستطيع ان تتحمل كل هذا الالم وحدها !

عادت ميرال من عالم شرودها على نبرات نارفين و هى تتساءل بعدما خرج كلاهما من الشركة

( اين سوف نذهب ... هل سوف نذهب الى منزله ام أنكِ بحثت هناك ؟! )

لحظة واحدة فقط هى التى مرت عليهم و قبل ان تردف ميرال بحرف واحد فقد كانت كل منهم قد تسمرت بمكانها و تلك السيارة الضخمة تقف أمامهم بسرعة لم يستطيعون استيعاب اى شئ منها و نظراتهم تقع على هؤلاء راجال الذين ظهروا من داخلها !

لم تشعر ميرال بجسدها سوى و هو يرتطم بالارض اثر حركة و احدة من أحد هؤلاء الرجال ... لكن صدمتها بدأت تتلاشى مع صراخ نارفين التى كانت تحاول ان تُقاوم بشكل هستيري ... لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل لتجد جسدها يُلقى داخل هذه السيارة و صراخ ميرال باسمها يصدح بالارجاء !

حاولت ميرال النهوض غير ابية لهذا الجرح الذى وقع على ذراعها اثر ارتطام جسدها بالأرض ... فقد كان ارتجافها و صدمتها هم الأعظم .... أخذت تمسح على ملامحها تردد بهستيريا

( يااالهى ... يااالهى نارفين ... ماذا أفعل ؟! )

و كأن هناك مارد قد مسها ... لتعود لتجثوا جانب حقيبتها التى سقطت منها و كفها تبحث عن هاتفها بارتجاف حتى استطاعت ان تعثر عليه و بانامل مرتجفة بدأت تخط أرقام هاتف أردال لتصدح نبراتها بذعر عندما شعرت بانفتاح الخط

( أردال ... ساعدنى نارفين .... ياااالهي لقد .... لقد اختطفت !!! )

نهاية الفصل السادس عشر

اتمنى الاحداث تكون عند حسن ظنكم
ملحوظة الفصل مش قصير هو اااه اقل من اللى فات بس انا كمان اللى قللت عدد المشاركات 😍😍

هايدى حسين 14-11-20 10:07 PM

لاااااا بقى هو ايه القفلات دى ليه كده بس
الفصل وجع وجع بجد مش كده

رحمة غنيم 14-11-20 11:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هايدى حسين (المشاركة 15199596)
لاااااا بقى هو ايه القفلات دى ليه كده بس
الفصل وجع وجع بجد مش كده

حبيبتى كتيير سعيدة بحماسك ده والله تسلميلى يا قلبى

احمد حميد 15-11-20 12:13 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . حرام والله اسبوع الواحد عقلو هيطر

سما انور 15-11-20 11:44 AM

ايه تصاعد الاحداث ده مش طبيعي كل فصل اجمد من اللى قبله خرافة

زهرة النيلوفر 15-11-20 02:17 PM

السبت مينفعش يبقى بكرة طيب الاقتباس امتى بقى

هايدى حسين 16-11-20 11:18 AM

الاقتباس امتى ما مش قفلة دى الصراحة

رحمة غنيم 16-11-20 09:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد حميد (المشاركة 15199876)
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . حرام والله اسبوع الواحد عقلو هيطر

حبيبتى انت تسلميلى يا جميل على كلامك و تفاعلك الجميل شرف ليا متابعتك الجميلة دى

اويكو 16-11-20 09:58 PM

روايه رائعه جدااا واتمنى تطولين البارت شوي واتمنى لك التوفيق ❤❤❤

رحمة غنيم 17-11-20 12:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سما انور (المشاركة 15200651)
ايه تصاعد الاحداث ده مش طبيعي كل فصل اجمد من اللى قبله خرافة

حبيبتى انا سعيدة جداً جداً بكلامك الجميل ده والله تسلميلى يا جميل 😍

رحمة غنيم 17-11-20 04:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اويكو (المشاركة 15203449)
روايه رائعه جدااا واتمنى تطولين البارت شوي واتمنى لك التوفيق ❤❤❤

حبيبتى انا بجد بشكرك من كل قلبى على كلامك الجميل و متابعتك و باذن الله هطول الفصول على قد مقدر 😍😍

رحمة غنيم 18-11-20 12:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة النيلوفر (المشاركة 15200823)
السبت مينفعش يبقى بكرة طيب الاقتباس امتى بقى

حبيبتى والله مش عارفة اقول ايه على حماسك الجميل ده تسلميلى

رحمة غنيم 18-11-20 09:52 PM

مساء الجمال يا قمرات مين متحمس هناااا 😍🙈🙈

( أردال !! ... أنت كيف تستطيع الجلوس بذلك الشكل ؟!! )

كاد أردال ان يسحق فكه و هو يضغط عليه فقد شعر بجميع عضلات جسده تتصلب و حريق غائر يشتعل بداخله .... بينما كان يحاول السيطرة على هذا الشعور المظلم الذى جعل كل شئ أمامه يكتسى بلون الدماء ! .... و اخر شخص يريد ان يراه بهذه اللحظة تحديداً يقف أمامه يثير جميع أنواع الاستفزاز بكيانه المتألم

ازدرد أردال ريقه المتحجر كحال ملامحه و هو يردف بنبرات خافته و كأنها تتسرب من بئر مظلم

( غادر آسر ! )

أطبق أردال جفونه مرة آخرى يخفى نظراته التى لو وجهها نحو آسر لقتلته و هو يشعر بخطواته الغاضبة تقترب منه لكن ما لم يكن يتوقعه كفه التى امتدت لتقبض على تلابيب قميصه و نبرات تصيح به بما لا يستطيع تحمله

( أنت ... كيف تستطيع ان تجلس بهذا الهدوء و نحن لا نستطيع العثور عليها .... كيف تستطيع ان تكون هكذا و هى مخطوفة !! .... أنا كيف تصورت للحظة أنك تهتم بأمرها ؟!!! ..... كيف ؟!! .... يااالهى كيف كنت أحمق و شككت للحظة انها تعنى لك شئ ؟! و بأنك تخليت عن حبك المريض لتاليا ! )

لم يستمع آسر سوى صوت تهشم تلك المزهرية الذى خالف ارتطام جسده بالطاولة من خلفه و الذى نتج اثر لكمة أردال العنيفة نحو فكه مباشرة !

لم يكد يستوعب ما حدث له ليجد جسده يرتفع بحركة مباغتة و قبضة أردال تكاد تخنقه و هى تعتصر تجويف عنقه بينما يهدر به بهذا الألم و التشوش و الضياع و الجنون المسيطر على روحه و ملامحه تحاكى غضب و فحيح مرعب يصدح منه

( الأن أصبحت تهتم بأمرها ؟! .... أين كنت حينما سلمتها لى بدماً بارد ! .... أين كنت و أنت تقف عاجز أمام إرادة عمى و عزام بالتخلص منها ! ..... أنا من فعلت بدلاً عنك هل تتذكر ام لا ؟؟!! .... أنا من حميتها منهم ... أنا من وقفت أمام الجميع حتى انقذ حياتها و حياة طفلها .... فحتى أنت لا تستحق ان ينتسب لك لأنك لم تفعل اى شئ من أجله ... أنا من تزوجتها و أنا الذى كاد ان يفقد عقله و هو يبحث عنها .... أنا من يكاد ان يختنق و هو لا يستطيع ان يجدها .... أنا الشخص الوحيد الذى طالما أهتم بأمرها و أنا الشخص الوحيد الذى ...... !!!! )

افلت أردال جسد آسر الذى شاهده يتخاذل أمامه حتى سقط .... بينما كان هو يلهث انفاسه المتسارعة بجنون و صدمة بما كاد ان يتفوه به !!

هل حقاً كاد ان يلفظ تلك الحروف التى طالما هرب منها و رفضها !! .... متى و أين و كيف ادرك هذا حتى يعترف به بهذا الجنون الأن .... متى أصبحت تتغلغل داخل أعماقه بتلك الطريقة ؟!

كيف استطاعت ان تطفو على ظلمته و ماضيه لتشكل نورها الخاص بداخله و الذى بات لا يستطيع الهداية بدونه ؟! .... و أين ذهبت بعدما نجحت بجعله يعترف بذلك الحب الذى يشعر به يقتل روحه بكل لحظة تمر بغيابها !!

نفسى كده اشوف بقى تعليقات و مشاركات و اعرف رايكم فى الرواية لحد دلوقتى ❤❤

مشمش مندلينا 19-11-20 05:17 AM

كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟


الساعة الآن 07:25 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.