01-08-20, 07:52 PM | #1 | ||||
| ذكريات تل لارونس ذكريات تل لارونس ملحوظة: ممنوع نقل الرواية أبداً فى أي موقع آخر. *^*^* الملخص الداخلي أما هي، فقد أسرتها ضربة سوطه على الأرض. كانت تشعر به يروضها هى؛ الملكة الطفلة. أحبت كلماته والشجاعة التى كان ينبض بها قلبه. أحست أنه _هو_ من تحتاجه وتستعد للتضحية بنفسها من أجله. تحبه حقا ولا تفتأ تتذكر كل شىء فيه: نظرته الساخرة، ضحكته النافحة بالأحزان. هوته وتأمل أن يكون هو كذلك يهواها كما تفعل. أما هو، فلن يتمكن من تخطى الحدود التى بينهما. لا يمكن له ركوب الشطط فى امره. هى مجرد طفلته التي _هو_ على شفا حفرة من ذرف حياته لأجل حياتها المتطلعة. إنَّها من تناسى كل أحزانه وهو فى صحبتها. هى من فتح لها قلبه. ولكن لا يمكن أن تزيد عن ذلك. أما هما، فكلٌ منهما يقول: ألهج بتلك الكلمات وأنت معى. أتحرق شوقا للصراخ بها وأنت بصحبتى. الثرى _تحت قدمينا_ يشعر بنا. وعليه، ستظل كل تلك الذكريات. فهذا هو مكان اجتماعنا السرمدى: عند هذا الوقت بالتحديد؛ وقت الغروب. *^*^* المقدمة رغمَ معالم الاحتفال العارمة قربَ القصرِ الملكي البعيد، فإنَّ السكونَ عمَّ هذه الرقعة من الجزيرة. بالكادِ انتهت مراسم التتويج الرسمي لها. وبذلك، باتَتْ ملكةً للبلاد وهي غير متزوجة. تحققَتْ رغبتها بحذافيرها بعدَ أعوامٍ من النضالِ. أخيراً، تمَّ قبولها كحاكمة لهذه الجزيرة رغمَ شبيبتها؛ وسنِّها الصغير. لقد تحدَّتْ الأعراف حتى هزمتها. وهذا بعدَ أنْ عاشَتْ لخمسِ سنواتٍ تخدمُ شؤون المملكة وتثبتُ أنَّها الأجدر على ولاية السلطةِ بدونَ مُعيِنٍ. ما زالَتْ تتذكَّرُ الخطاب الذي ألقتَهُ منذ قليلٍ على مسامع الأسرة الحاكمة؛ وعلى الشعب أجمع. فقد مَثَلَ أفراد شعبها فى الباحة الأمامية من القصر، وأنصتُوا إلى صوتِها الرخيم وبلاغتها المفوَّهة. وما كادَتْ تخلص من أداء القسمِ، حتى ضجَّتْ أركانُ المملكة بالتصفيق الحار. أجل، يحبُّها هذا الشعب؛ ويتأمَّلُ فيها خيراً. (لكن ما بي غير سعيدة؟ أخبرني أيُّها البحر التعيس؟!) ها هي بعدَ الانتهاء من دورِها وتقديم الوعود والتمنيات المعروفة، استطاعَتْ التملُّصَ _بعدَ التخفِّي فى ردائها الأسود الفضفاض_ وغاصَتْ وسطَ الأجسادِ. ثمَّ سعَتْ _كالمطاردة_ إلى مثواها الحبيب: تل لارونس. هربَتْ ببراعةٍ كعادتها وتحررَتْ من قيودِ المُلِكِ. فعندَ هذا التلِّ، تتمكن من التخفف من أعبائها وألقابها العديدة؛ والاكتفاء بشخصها المتواضع: فاطمة بنت طه؛ هذه الشابة قليلة الحظِّ فى الحبِّ. جلسَتْ ثاويةً على إحدى الصخور؛ تشرفُ على البحر الواسع حيالها. لم تكن الساعة قد تجاوزَتْ الخامسة عصراً. وفى جزيرتها _أرض تيبار_، فالدفءُ يشعشع على الأرجاء فى هذه الساعة؛ وكذا تستمرُّ الشمس فى ضخِّ ضيائها. لذا، غمرَ فاطمة شعورٌ بالأنسِ والألفةِ فى جلستها رغمَ أنَّهم كانوا فى شهر "فبراير" البارد عادةً. (أخبرني لماذا لا أتمكن من نسيانِكَ رغمَ علمِي باستحالةِ عودتِكَ إلي؟! أعلمُ أنِّي أعذبُّكَ بهذا القول أيها الحبيب؛ خاصةً أنِّي متيقنةٌ أنَّكَ هانىء البال فى عالمك الآخر .. لكن فقط أخبرني كيف أنساك كما يطالبني كل شىءٍ؟! لماذا ملكتَني إلى هذه الدرجة الموجعة؟!) كوَّرَتْ يدها لدى قلبِها بتعصُّبٍ. لقد حققَتْ ما تصبو إليه؛ ونالَتْ الاعتراف والتوقير من كل من قلل من قدرها قُبُلاً. لكنَّ هذا القلب ما زال عصيًّا؛ يرفضُ التسليمَ بالأمر الواقع. وهذا يسببُ لها ألماً فظيعاً. أحنَتْ رأسها، فانهالَتْ خصلاتٌ حمراء ملتهبة من الوشاح الذي تلتحفُ به. هذا قبل أنْ ترفعَ هامتها عالياً إلى السماء الشاهقة. فتبدَّتْ مقلتاها ذات اللون البندقي. كانَتْ امرأةٌ حسناء؛ بهذا المزيج الرائع. فهي صهباء؛ بيضاء البشرة؛ وبندقية المقل. عادَتْ تهمسُ بحزنٍ: (لا تقل أنِّي لم أنفذْ نصائحكَ برمَّتِها؛ لقد اهتممتُ بشؤون الرعيَّة وأحببتُ قضاء حوائجهم جميعاً .. لقد شغلتُ فراغي بكل المسؤولية الممكنة .. لكن، لكن ما زال هناك فراغٌ لا يمكن لأحدٍ أن يسدَّه .. إنُّه كجذع شجرة مخوَّخٌ يحتاجُ إلى نجَّارٍ ماهرٍ ليصلحه .. أنتَ كنتَ هذا النجار مهما أنكرتُ! أجل يا عزيزي؛ لقد عشتُ لأعوامٍ أتناسى هذه الحقيقة البائسة، لكن علي الاعتراف الآن .. أنا لم أهوَ سواك .. والنكبة الحقيقية هي أنَّكَ لم تهواني يوماً؛ وحتى وإن فعلتَ أبداً، فأنتَ ستبقى مجرد ذكرى .. إلا أنَّها ذكرى محفورة حفراً؛ موشومة وشماً .. يا الله!) صاحَتْ بالكلمة الأخيرة والجزعُ يملؤها. إنَّ الحنين بداخلها كانَ ينخر عظامها. ربما لأنَّها هذا اليوم قد آتت ثمار كل مجهوداتهما التي زرعاها سوياً. لكنَّ عليها أن تحصدها بمفردها. وهذا أمرٌ يشبعها تلكيماً وتقتيلاً. شوقها الذي لن يرتوي أبداً، ينكل بها تنكيلاً. (بعض العلاقات _يا مولاتي_ تكونُ أجمل؛ وهي ذكرى موشومة على جدار القلبِ .. أليس كذلك؟!) (أجل، معكَ حقٌّ!) فى البداية، أمَّنَتْ على القولِ دونَ سؤالٍ عن مصدره. فقد صدَّقَتْ أنُّه عقلها الباطن يتجسَّدُ إزاءها خالقاً شخصاً محبوباً تشاركه الحوار فلا تُجّنُّ. لكن بعدَ أن مرَّتْ لحظاتٍ وقد عاود الصمتُ يخيِّمُ عليها من جديد، رجعَتْ تتفكَّرُ. فالصوتُ، وبحَّتُه، وهذه الكلمات، وهذه اللغة، جميعهم مألوفون بالنسبة إليها. لم تكن متخصصةً فى علمِ النفس؛ لكنَّها تدركُ أنَّ اكتئابها لن يصل يوماً إلى حدِّ المرضِ الشديد الذي يفصمها عن العالمِ أجمل. أصيبت بالحيرة؛ والخوف أيضاً. وما أزاد الطينة بلّةً، أنَّها بدأت تستشعرُ وجودَ أحد برفقتها. هذا رغمَ أنَّ لا أحد تقريباً على علمٍ بلوذها بهذا المكان فى هذا التوقيت المميز. تكاثرَتْ الهواجس حتى أوشكَتْ على الاختناق. لكن فجأة، احتشدَتْ الشجاعة فى طيَّاتِ صدرِها. ثمَّ اعتزمَتْ على عدم الاتكالِ على هلعها؛ ليس وهي القابضة على مقاليد الحكم. "عليَّ أن أنبذَ جُبنِي! فلو اكتشفتُ أنِّي مريضةٌ؛ فهذا يعني أنَّ الملك قد ضاع إلى الأبدِ .. لا يمكن أن أكون مريضة؛ ومحال أن أكونَ قد سمعتُ هذا الصوت وهذه الكلمات وأنا بكامل قواي العقلية!" فى لحظةٍ مخطوفة، استدارَتْ برأسها وقد جمَعَتْ عتادَ البسالة كلَّه. إلا أنَّ ما شاهدتُه وراءها دفعَها للنهوض بدونِ أي ممهداتٍ. تلاحقَتْ أنفاسها؛ واستجابَ صدرها للارتعاب الذي نزلَ بها. فراحَ يعلو وينخفض فى اختبالٍ. كانَتْ عيناها جاحظتين؛ وقد فاضَ الكيل بها. دونَ أن تدري بفعلِها، بادَرتْ بالتراجعِ خطواتٍ إلى الوراء. فكلُّ أملِها تلخصُ _فى هذه الوهلة_ فى الفرار. لكنها لم تفطن إلى أنَّها كانَتْ تتقهقرُ إلى الهاوية. ولم تكن لتوعَى بذلك إلا من خلال النظرة الملتاعة لهذا الكيان _الذي كانَ منبع ارتياعها_؛ ومن خلال شعورها المباغت بفقدانها لتوازنها لدى حافة الجرف. وقبل أنْ تتمكن من الاستغاثة؛ أو طلب العونِ، كانَتْ قدمها تلتوي، وصرختها تدوِّي فى هذا الفضاء. وقد باتَ وقوعها إلى البحر العتيد واقعاً ملموساً ولا سبيل للفكاك منه. ولم يتشكَّلْ فى مخيلتها _قبل أن يُغشَى عليها_ إلا منظر وحيد: عينا الآخر وهروعه لمشاطرتها الوقوع فى الهاوية. وآخر عبارتين تخزنتا فى ذكراتها قبل الغياب الكُلِّي فى نفق الظلماتِ هما عبارته الصارخة باسمها؛ وعبارتها التي وسوسَتْ بها لنفسها: "حقا، إنَّ الجنونَ هو النهاية الأكثر ملائمةً لعلاقتنا يا .. ياسين"! *^*^*^*^ سيتم تنزيل الفصل _إن شاء الله_ يومي السبت والثلاثاء من كل أسبوع. تقبلوا مروري .. شكراً | ||||
01-08-20, 08:05 PM | #2 | ||||
اشراف القسم
| اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ... للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها https://www.rewity.com/forum/t285382.html كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط https://www.rewity.com/forum/t313401.html رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك https://www.rewity.com/forum/t6466.html كل عام وانت طيبة وبخير وصحة وسلامة ارجو منك تنزيل الفصل الأول لان ما تم تنزيله يعتبر دعاية ل الرواية ووقتها مكان الموضوع في الشرفة واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ... (rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti ) اشراف وحي الاعضاء | ||||
01-08-20, 08:22 PM | #3 | |||||
| اقتباس:
لكن الفصل الأول ليس معي الآن؛ أيمكن إذن أن يتم نقل الموضوع إلى الشرفة حتى يوم الثلاثاء القادم بحيث يكون الفصل الأول منتهي وتام معي؟؟ | |||||
25-08-20, 04:31 PM | #4 | ||||
اشراف القسم
| تغلق الرواية لحين عودة الكاتبة لانزال الفصول حسب قوانين قسم وحي الاعضاء للغلق عند رغبة الكاتبة باعادة فتح الرواية يرجى مراسلة احدى مشرفات قسم وحي الاعضاء (rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065, ebti ، رغيدا) تحياتنا اشراف وحي الاعضاء | ||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|