آخر 10 مشاركات
عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          قصيدة بقلمي : أبدا لن ننكسر ....*مميزة* (الكاتـب : حكواتي - )           »          انتصار الإسباني (48) للكاتبة: Daphne Clair (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          سجل حضورك ببيت شعر ^^ * مميزة * (الكاتـب : ميار بنت فيصل - )           »          صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > سلاسل الروايات المصريه > منتدى سلاسل روايات مصرية للجيب

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-08-20, 06:27 PM   #1

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
Icon24 القطرات الأخيرة بقلم د.أحمد خالد توفيق



القطرات الأخيرة

عن الفنان / إسماعيل دياب

كأن الأمر كذلك: عندما قامت ثورة 1919 امتدت يد الزمن العملاقة تعتصر ضرع مصر الحلوب، ولسنوات عديدة سالت منه بسخاء قطرات مثل العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ – الطبيب والأديب كليهما – وسيد درويش وأم كلثوم وعبد الوهاب .. الخ .. الزمن يمضي وقد مر نحو القرن، وهاهي ذي القطرات الأخيرة تتدفق من الضرع قبل أن يجف: هيكل .. صلاح جاهين .. بيكار ..جلال أمين ... لا ندري كم من الوقت يجب أن يمضي قبل أن يمتلأ الضرع بالخير ثانية، لكني أعرف جيدًا أن إسماعيل دياب كان بين تلك القطرات الأخيرة..
وصوت إحدى سيمفونيات بيتهوفن ينبعث من جهاز الهاي فاي – من بين أشياء نادرة امتلكها في حياته – وأمامه فنجان القهوة، كانت تعن له فكرة ساخرة فيضحك، ويمتزج الضحك بشخشخة السعال في صدره الذي أرهقه التدخين .. هناك في تلك الشقة الصغيرة – التي لا يملكها - في ميدان الجيش كان يغمس فرشاته باللون وبضربات محكمة خبير يولد على الورق غلاف جديد .. غلاف تشم فيه رائحة رواية لتولستوي أو دستويفسكي أو بلزاك .. وبشكل ما كنت أشعر أنه ينتمي لذلك العالم وانه كان صديقًا شخصيًا لجوركي وديكنز وموباسان .. كان يتذوق الأدب كأفضل نقاده وكانت ثقافته موسوعية ..
أرمق الصورة المعلقة على الجدار خلفه وأتساءل عن معناها .. صورة زيتية لرجل ملقى على الأرض محطمًا منهكًا .. يمد يده إلى إناء فارغ مقلوب أمامه .. ما معنى ذلك ؟

اسمه إسماعيل دياب .. كان يعرف الكثير لكنه لم يتصور قط أن رسومه محفورة في جيلين على الأقل ممن لم يقرءوا الأدب إلا مرسومًا بريشته الساحرة شبه التأثيرية .. منذ كانوا أطفالاً يقرءون قصص دندش وباسل في مجلة سمير حتى عرفوا أن هناك من يدعى جي دي موباسان وبلزاك ...
كنت تلمح في وجهه الطيب المجعد الذي رأى كل شيء، وشعره الأشيب تلك السمات التي لا تخطئها العين .. سمات الناسك الذي يردد: "فلتزأر العاصفة" ويرمق الحياة في ترفع باسم.. تلك النظرة التي رأيتها من قبل في عيني نجيب محفوظ وغاندي وماركيز وتشيكوف ومانديلا.. يشعل لفافة تبغ أخرى ويقول في فخر: "أنا لا أملك أي شيء وأحمد الله على هذا .."
اسمه إسماعيل دياب .. لم يكن يتكلم كثيرًا عن نفسه .. وبصعوبة بالغة تعرف أنه ابن الإسماعيلية .. تخرج في كلية الفنون الجميلة عام 1962 .. هذه الدفعة ضمت أسماء ليست أقل من اللباد وجميل شفيق وعبد الغفار شديد ..
كانت تجاعيد وجهه خارطة مفصلة لتاريخ الصحافة المصرية بعد الثورة .. لقد عمل في أخبار اليوم وروز اليوسف ودار الهلال (مجلة سمير) ودار المعارف والأهرام والهيئة العامة للكتاب .. وكان في حياته سر أكثر جمالاً هو أنه شقيق الأديب محمود دياب .. لم أعرف هذا إلا عندما أخبرني به .. محمود دياب .. الكاتب الثائر الذي تنبأ بالتحولات المرعبة التي توشك أن تعيد الاستعمار الخفي إلى مصر .. مسرحية دنيا بيانولا .. مسرحية تتنبأ بالخراب الذي يقودنا إليه الانفتاح، وللمرة الأولى نرى تيمة العائد من الخارج ليهدم بيت الأسرة القديم وهي تيمة استعملها الجميع فيما بعد .. يوسف السباعي كان ضمن الموجودين في العرض الأول وقد كان رحمه الله من قادة كتيبة الانقلاب ضد مثقفي الستينات، وقد أدرك بفطنته الإشارات التي يرسلها هذا العرض .. وقد ظل يشاهد الأحداث متذمرًا ثم انفجر فجأة واصفًا المسرحية بأنها كلام فارغ وتهريج .. هنا انفجر فيه محمود دياب بدوره .. وكانت هذه نهاية المسرحية ..وبعد أيام احترق المسرح كأن الأقدار تأبى إلا أن تشارك في هذه اللعبة العبثية ..

محمود دياب يدرك حقيقة أن الزمن لم يعد زمنه وأن قواعد جديدة توضع للعبة، وهو ذا يعتزل العالم في شقته الواقعة خلف مستشفى هليوبوليس .. يرقب الناس من الشرفة مشمئزًا مندهشًا من قدرتهم على الحياة وسط هذا الزيف .. يوم 10/10/1983 يموت محمود دياب غريبًا محبطًا كما مات من قبله ومن بعده جمال حمدان ورجائي عليش ونجيب سرور وآخرون لن يتوقفوا عن الدهشة فالحزن فالانكسار فالموت ..
الآن يخيل إلي أنني أفهم الصورة الزيتية المعلقة على الجدار وراء الفنان ..

اسمه إسماعيل دياب .. وكانت ذكرى أخيه من اللحظات النادرة التي يتكلم فيها عن نفسه كثيرًا وبلا توقف ..يتكلم عن أولاد أخيه هشام وهالة وهبة .. أذكر يوم جلبت له مقالاً طويلاً نشر في مجلة وجهات نظر عن محمود دياب، ورأيت الفرحة الطفولية تغزو وجهه ..كان يحتفظ بكل ما كتب أخوه ولا اعتقد أنني كنت واجدًا أية نسخة من الظلال في الجانب الآخر إلا تلك التي أقرضني إياها .. دعك من الهرميتات الصوفية التي كان يطالعها أكثر من مرة أسبوعيًا والتي أثرت حنقه عندما اعترفت بأنني لم أفهمها أو فهمتها ولم أفهم المراد بها ..
لم أكن أعرف أن له ابنًا في العقد الرابع من العمر.. (وائل) مصمم جرافيك في الأهرام.. وابنة هي (جيهان).. موظفة في الثقافة الجماهيرية .. كان يقول لابنه: "يا بني أنا عمري ما كنت معاك أب .. أنا صاحبك وأخوك.".
تلقى الكثير من عقود العمل بالخليج، لكنه لم يسمح لنفسه بالسفر خارج مصر إلا للسياحة .. من على شاكلته جميعًا لا يعرفون لأنفسهم عملاً ولا بيتًا ولا قبرًا خارج مصر .. سافر لأمريكا عام 1978 وقضى ثمانية أشهر يدرس تصميم المناهج الدراسية .. قضى في الرياض يومين لا أكثر .. ثم عاد .. دائمًا يعود .. لم يقم أي معرض خاص قط .. معرضه الدائم كان على أغلفة الكتب .. مرسمه الصغير في المسافرخانة بالحسين احترق عام 1997 ومن وقتها استقر في شقته الصغيرة بميدان الجيش .. يعمل في تصميم روايات مصرية للجيب الموجهة للشباب ويبدي رضاه عن هذا العمل .. رسومه تحفر نفسها بقوة في تعاريج مخ جيل كامل.. لا يتحدث عن أجره فهو يقبل أي مبلغ يكفيه ليحيا .. بينما دور النشر الأخرى جميعًا تتصارع من اجل الاستئثار به .. فلتزأر العاصفة .. فلتزأر العاصفة ..

الآن يتكلم عن اللوحة المعلقة على الجدار .. لقد رسمها يوم 6 يونيو عام 1967 عندما عرف الحقيقة .. إنه ذات الشرخ الذي تجده في نفسية كل مثقفي الستينات ..يسهل أن تعرف ما شعر به في تلك اللحظات القاسية ..
كان في عالم الرسم يعشق التأثيريين .. يعشق جوجان ورينوار وديجا .. لكنه كان يحمل حبًا خاصًا لرمبرانت .. هذا الجو المظلم الذي يخترقه الضوء الذهبي القادم من اليسار .. هذا الزيغ كان يروق له، خاصة عندما عرف أن رمبرانت كان واهن البصر في أيامه الأخيرة .. في الوقت ذاته كانت عدسة عينه تزداد إعتامًا واستطاع ان يرى العالم كما رآه رمبرانت .. وأن يفهمه ..
بالنسبة للمصريين كان يعشق بيكار ومحمود سعيد .. صديق عمره محمد قنديل الذي تزوج ابنه – ابن إسماعيل دياب - ابنته .. زهران سلامة .. اللباد .. جميل شفيق .. رمزي مصطفى ..

اسمه إسماعيل دياب .. وعندما توفي في صمت وسلام في ذلك الأسبوع الصاخب الحزين، كان العالم يتحدث عن وفاة رفيق الحريري وثابت البطل .. لكن الشباب الذي عشق أعماله – الآلاف منهم - أقام له حفل تأبين لا يوصف على شبكة الإنترنت وفي منتدياتها .. طلاب مدارس إعدادية .. طلاب جامعة .. خبراء كمبيوتر .. خبراء علم وراثة .. أطباء .. مهندسون .. معلمون .. محاسبون .. كلهم بكوه بحرقة دون أن يطلب منهم أحد شيئًا، وولد اقتراح بعمل معرض دائم على الإنترنت له، كما اقترح البعض أن تصدر القصص التالية بغلاف أسود لأنهم لا يقبلون أن يروا رسامًا آخر على الأغلفة .. والعالم يتحرك ولا يشعر بكل هذه الشموع الموقدة في ذكراه وسط ظلام شبكة الإنترنت .. ولو شعروا بها لأصابهم الذهول ..

اسمه إسماعيل دياب .. أبي ومعلمي ..وقطرة أخيرة من ذلك الزمن الجميل الذي ضاع .. كان فنك أجمل من حياتك .. وكانت حياتك أجمل من فنك .. فشكرًا على كل شيء




MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:48 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.