شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   طوق من جمر الجحيم * مميزة ومكتملة * (https://www.rewity.com/forum/t472650.html)

اروى محمدحمايده 19-12-20 08:34 PM

فصول روايه
 
مرحبا 🙋‍♀
سنبدا بالروايه 🥰🥰🥰🥰🥰

Eman mmm 20-12-20 08:42 PM

رواية مميزة تسلمى عليها ياسمر💙💙

Scarlette 20-12-20 08:59 PM

انا حقا منبهرة بأسلوبك.... أنا قارئة يهمني الأسلوب جدا فمهما علت القصة و بلغت أحداثها من ثراء يظل الأسلوب هو الشرط الرئيسي و عليه أقرر إن كنت سأتابع أو لا ... لكن أنت جمعت بين أسلوب مبهر و أحداث تخطف الأنفاس .. عادة لا أحب القصص السوداوية أو المرأة الخانعة الضعيفة لكن أسلوبك أنت ..سردك أنت.. جعل حبكة القصة تسلب الأنفاس ... لقد بدأت الرواية مساء أمس و أنا أتمم فصولها الأن .... التشويق بين أسطرك لا ينتهي أنت ماكرة جدا بأسلوبك سرقت النوم من عيني ليلة كاملة !!! مضت مدة طويلة لم أتحمس بها لرواية و لم يشدني أسلوب روائي تقريبا منذ إنتهت رواية "عشقك عاصمة ضباب " و أتيت أنت و أضرمت نيران الحماس داخلي .....
أكثر علاقة شدتني بالرواية كانت من نصيب عزة و مصعب بينهما كيمياء رهيبة كلاهما مغتربين بقلب دارهما ..كلاهما تائه تائق لوطن يحتضنه لكنهما لم يعتادا الحب لم يعتادا الاهتمام فلفظاه قبل أن يفهما ما يعنيه الحب حقا ... أترقب لأشهد نهاية جولتهما و اتمنى أن يجدا الوطن الذي يتوقان إليه بالنهاية...
و أحببت حقا شخصية مصعب و منتصر
ملاحضة : عزة نسخة طبق الأصل مني

ملك سيد فراج 21-12-20 02:44 AM

الرواية رائعة جدا جدا جدا جدا ابدعتي

حبيبة اميري 21-12-20 11:17 PM

الرواية جميلة جدا لكن متي موعد نزول الفصول

samar hemdan 21-12-20 11:31 PM

الفصل الخامس والثلاثون
***
البداية اختيار والنهاية إجبار..
..
تململ في رقدته على فراشه، تمزقت من حوله خيوط راحته الواهية وتمزق معها وهم اندثار الماضي فالماضي يتجسد ويحول بينها وبين قلبه أثناء الصحو الكامل، مد يده يبحث عنها وعيناه مغمضتان ونصف إدراكه غائب لا يزال، وجد محلها باردًا فاتسعت عيناه وتبدد نعاسه كليًا ونهض متسع العينين ينتفض من فوق فراشه انتفاضًا، هبط أرضًا وراح يبحث عنها بصمت وترقب، تملكه شعور مبهم، خوف غريزي من أن ينتهي كل شيء فوره البدء، سارع في البحث عنها و الغرفة فارغة والحمام فارغ كما الهوة التي تتسع بداخله، هرول إلى الخارج فتسمر محله حين وجدها جالسة توليه ظهرها وتستند به إلى جانب الأريكة تفرد ساقيها أمامها وتتشاغل بشيء ما، تقدم ببطء صوبها، وقف على مقربة صامتًا فشعرت بوجوده فتلتفت برأسها ببطء، اتسعت عيناه مع تلك الاستدارة التي أخذته كليًا، وضعت ما بيدها على الطاولة المحاذية للأريكة فتبين أنها كانت تشكل الصلصال، سرقت بصره المشدوه بهبوط أقدامها على الأرض فلاحظ طلاء أظافرها الأحمر القاني، صعد ببصره الجامد على ساقيها العاريتين تخطى حاجز ثوبها الأرجواني عند ركبتيها وصعد إلى أعلى، اتساع الثوب بالأسفل يضيق عند خصرها ويتسع تدريجيًا ليحتضن جسدها وينتهي بحمالتين رفيعتين كاشفًا ذراعيها وجيدها ورقبتها، وتلك كارثته فآثار عدوانه لم تقتصر على عضديها فقط فقد تناثر الخمش على كل الجزء العاري بالأعلى إلى حد وجود بعض الخمشات على ذقنها، تقدمت منه بصمود، ترفع رأسها إليه وتتقدم حتى تمام التوقف على بعد خطوة منه، جمود ملامحها قابله اختلاج عضلات فكيه وتراجع منه بل واستدارة كاملة، أولاها ظهره غير قادر على المواجهة، احتدم بداخله صراع الأمس، لذة القرب ومرارة المعرفة، فالأسوأ من أن تخونك امرأتك هو أن تعرف بذلك، غير أن في قربها نشوة كنشوة المرور على ألف امرأة، وهو عاجز عن الابتعاد كما العجز عن ارتشاف القرب كما يجب..
سألته بحروف بطيئة:
ـ هل أصبحت بخير؟
بحة صوتها ازدادت ثقلًا مما جعله يمعن في وجهها النظر وجهها الهادئ هدوء ما بعد العاصفة فبعد العاصفة حُطام، كانت عيناها الرمادية هادئة بغير قتامة، جزء من شعورها تلاشى، فقد أمات فيها شيء لن يحيا مهما حدث، احترق قلبه بغصة، تمنى المستحيل حينها، تمنى أن يقتلها ولا تموت ويمعن في قسوته وتظل على عهدها عاشقته، لاحظت اضطرابه فقلصت الخطوة بينهما واقتربت منه، صارت خمشاته أكثر ظهورًا وبشاعة أمام عينيه، تجاهلت كل ذلك وسألته بنبرة محايدة:
ـ هل أعد لكَ الفطور؟
تغضن جبينه بصدمة، جمودها لا يمنحه التفوق فكأنما إيلامه لقلبها عمدًا حاوطها بسياج حماية يمنع بأسه عنها، هز رأسه بخفة ينفي، فازداد جمودها وضوحًا:
ـ جيد، لدينا حديث مهم..
كتف ذراعيه أمام صدره وابتعد خطوة يبيح لنفسه مسافة تنفس بلا توتر:
ـ أسمعك..
كتفت ذراعيها مثله أمام صدرها وقالت:
ـ لم نتفق على تفعيل الزواج..
مال جانب ثغره بسخرية:
ـ وتزوجنا من أجل أن تطمئن زاد!
رفعت أحد حاجبيها بذات السخرية:
ـ ألم تخبرني أنتَ بذلك؟
فك وثاق ذراعيه وأنزل يديه يضعهما في جيبي سرواله ببرود:
ـ لم أجد ممانعة مناسبة، كنتِ سهلة الاستسلام..
طعنها في صميم قلبها وكرامتها فأعادت له الطعنة بذات القسوة:
ـ هذا لأنني سهلة الاستسلام بالفعل..
طاف بعينيه شيء قائم، بل تجلت حقيقة يأسه ودليل استحالة ثقته، تجاوز ذلك الشعور وعقب:
ـ لا أحد يتزوج من أجل أحد غيره، لم نتزوج فعليًا من أجل زاد يا صبر..
والمرارة التي استقرت بحلقه طفا أثرها على وجهه:
ـ لا تجعليني أشك في ذكائك..
كانت المواجهة صريحة والحقيقة عارية دون تشوش، من داخلها على يقين بأن كل ذلك خدعة وعاشت الخدعة بملء إرادتها، وكانت مدركة أنه لن يكون مسالمًا لكن معايشة الأمر أصعب من مجرد تخيله، مرت بجسدها رجفة قبل أن تشد عودها وتتسلح بالصمود ثانية:
ـ لن أستمر في تلك المهزلة..
تلكأت عيناه عليها كليًا بنظرة تملك سافرة:
ـ وكيف ستفعلين ذلك؟
توحشت على ثغرها بسمة وعصفت بعينيها ثورة الرماد الداكنة:
ـ سأتوقف عن كوني متاحة وسهلة الاستسلام..
لم يعجبه المسار البتة يتحدثان عنها بدونية وهما وصل بهما الحال لم يتخيلها كذلك قط، زعق بقوة:
ـ صبر!
زعقت بالمثل:
ـ أنت من قلت ذلك، لماذا تشعر بالإهانة حين أردد أنا خلفك..
أمالت برأسها تكز على أسنانها وتهتف:
ـ لماذا تتصور بأن تحملي الإهانة من إحدى واجباتي..
أشاح بوجهه فسمعها تردف:
ـ ليس لك أي حقوق لدي كي تتجبر بتلك الفجاجة..
عاد ببصره إليها فأشارت بيدها إليه باستهانة:
ـ كما أني أنصحك بزيارة طبيب، تحتاج للعلاج قبل الزواج من عدن اللطيفة فلا أعتقد أنها تتحمل ساديتك..
اندفع صوبها يسألها باستنكار:
ـ ساديتي؟!
مرت عيناها على آثار أظافره وأجابته بسؤال ساخر:
ـ ألا ترى!
نفضت نفسها من يديه فحررها حانقًا، ابتعدت مسافة مناسبة تطالعه ببغض:
ـ لا تناسبني تلك الحياة ولن أستمر فيها كثيرًا..
رمته بتلك الكلمات ودلفت إلى الغرفة وظل محله يفكر فإن مزقت الخيوط الواهية بينهما لن يستطع رتقها ثانية وسيعيش أسوأ كوابيسه..
***
يتبع..

samar hemdan 21-12-20 11:32 PM

منذ سفره بعد زفافه الكارثي ويتم التعامل معه كمنبوذ، كان يعرف أن الأمر يحتاج لبعض الوقت فتلك العائلة لا تلفظ أفرادها كليًا، بل يتركونه يعتقد ذلك لبعض الوقت، مشكلته معهم أنه يفهم أكثر من اللازم..
وصله طرد صغير وسط انشغاله بالعمل، تعمد إنجاز كل ما لديه كي يعود عاقدًا العزم على ضرب بكل التحذيرات عرض الحائط..
استلمه ووضعه أمامه على سطح مكتبه يمعن فيه النظر لعدة دقائق، وبيده البطاقة المرفقة به، مدون عليها تهنئة مقتضبة وإمضاء سليمان زايد بنفسه، مصعب الثابت دومًا ارتبك من هكذا موقف، مد يده يفض غلاف الهدية، وصدمته حقًا، كان هاتف ذكي ذكره برهانه مع صديقه حذيفة، علم في التو بأنه قد وشى به لدى جده، والهدية المصمتة أخبرته كم كان حقيرًا في عيني جده، وكم كانت حيلته رخيصة، ود لو يتحدث معه


ويشرح له أسبابه، ويعلم أن الرسالة الضمنية أكبر من مجرد هدية ، جده ببساطة يؤكد بأنه سيدفع الثمن غاليًا على فعلته الدنيئة مهما وصل إلى إنجازات..
..




أكرهها وأشتهي وصلها وإنني أحب كرهي لها..
..
ماذا إن ارتطمت كرات النار في فلك مغلق هل سيحدث انفجار هائل يدوي أرجاء الكون!
ربما..
هناك أسئلة لا تُسأل كالسؤال الأحمق المتمثل في لماذا عاد مصعب..
كانت عودته لازمة لأن له في ربوع الوطن وتد..
دون مقدمات طُرق الباب مما آثار دهشة دميانة فنهضت من جلستها على المقعد الخشبي تبث دهشتها لعزة التي ما عاد يدهشها شيء، ردت نظرتها دون انفعال و عادت تحدق في خصلة الشعر الملتوية المستكينة فوق سبابتها، ارتفع الطرق فتساءلت دميانة القلقة قبل أن تسير صوب الباب في عجالة:
ـ تـُرى من زائرنا..
فتحت الباب ببطء لتتسمر في موضعها، تسلطت عيناها على الضيف بذهول، استنكرت في نفسها استغرابها فقد كانت منتظرة مجيئه لكن سرعته في ذلك صدمتها، كان صلدًا شاحذًا كل دروعه على أهبة استعداده للمعركة، اختلف عن ذي قبل، ضاعت الوداعة منه أو ضيعها قاصدًا، احتارت دميانة كيف تخبر عزة بحضوره فتولى عنها ذلك ونظر خلفها ليصدح صوته الخشن بلكنة الغربية المميزة:
ـ عزة..
أشفقت دميانة على عزة مما جعلها تحدجه بعدم رضا وتزفر بعمق فالمواجهة على حدتها آتية لا محالة، ودت صفق الباب في وجهه واحترامها لذاتها منعها من ذلك، عم صمت وترقب قطعه احتلال عزة لبقعة خلف دميانة، كانت كشبح يتحرك دون حفيف، تركزت عيناه عليها، ثائرة الخصلات مجنونة العينين شاحبة ترتدي سروالا أسود اللون يعلوه قميص قطني بنصف أكمام يزيد عن قياسها بدرجتين جسدها يهتز بعنف وصوت أسنانها المصطكة قد هشم جدران الصمت، عيناها المتحجرتان تحتفيان بوهج البرق، توحشت عزة رُغم كل ما فيها، قبيلة مردة تعربد بداخلها دون رادع ، نقلت دميانة بصرها بينهما بتوتر، الطاقة التي شحنت ذرات الهواء كفيلة بإشعال مفاعل نووي، سمعت عزة تطلب بصوت حاد كسيف مسنون:
ـ اتركينا وحدنا..
انطلقت من عينا مصعب الذي يحافظ على جموده شرارة استقرت في عمق مجرتيها السوداوين فتوهجتا بحدة أكثر من ذي قبل..
لم يحتمل طلب عزة الطعن فيه فأفسح الطريق لتتخطاه دميانة مغادرة، أغلق الباب خلفها وتقدم خطوة وأخرى وتواصل العينين لم ينقطع، تلاطمت بينهما شرارات الجحيم، ليسا رجل وامرأته في أي وضع كان بل كانا كمفترسين على سفح جبل وكل قد سن أنيابه لنشبها في عنق الآخر، تليق بنزالهما ساعة الغروب تمامًا، ساعة نزف الشفق واندثار النور، وصلها متأملا إياها بظفر، أما له أن يحفل بنصره!
كانت فريدة كلوحة قُدت بفرشاة الجنون رسّامها فقد صوابه واختل مرغمًا، توقظ من غرائزه الأشد دناءة وبدائية، حين حضر أشعل بداخلها حريق لا تخمده أنهر العالم ولا محيطاته، ذاك الذي كسر عهد الصداقة باكتساح حميمي زلزلها وضيع منها نفسها جاءها بكل تبجح وامتلك القدرة لتحديها هكذا، أنهى المسافة باقتراب فج، لامس بأطراف أنامله تشعث خصلاتها النافرة قرب وجنتيها، تنفسها العسير زاد عينيها توحشّا وظلمة، تجمدت محلها وشيء أكبر منهما جعله يجول بأنامل يده الأخرى على بطنها حتى استقرت على موضع الجنين، اضطربت خلجاته فما يحدث له معها كله جديد عليه، لم يقف أمام امرأة من قبل وقد منحها طفلًا..
ألجم عزة صدمة اقترابه وعند التحام لمسته مع موضع جنينها قتلت الصدمة والجمود وصرخت بصوت بُح وجرحت حنجرتها من ـ فرط قوته:
ابتعد..
لم يتحرك قيد أنملة فابتعدت صارخة:
ـ لماذا فعلت بي كل ذلك!
هذا ثاني أغبي سؤال بعد السؤال عن سبب عودته، فعل لذلك لكل الأسباب الممكنة، فعلته في نظره هي سبب استقامة الكون ستعوج مسارات المجرات وتحدث كارثة إن لم يمتلكها روحًا قبل جسدًا، أتم كل شيء من أجل أن يسكنها وتسكنه وتعود الأشياء لأصلها وعن المنطق فالمنطق قد تبخر والراوي أسير الحبكة التي صنعها بطله..
اقترب ثانية وثورتها من عينيها فاضت، حاوطها بكلا ذراعيه ودفعها بجسده لتصل إلى الحائط مرغمة صرخت فيه وطفقت تبعده بكل قوة تمتلكها، كانت تصيح وتسبه وتركله وتكيل إليه لكمات عشوائية، كان يتوقع ذلك وجاهز لصدها ليس لأجله بل لأجل تلك النطفة التي تتهاون بوجودها في هاته اللحظة، كبلها بقوة عضلية قمعت مقاومتها، ومع ذلك لم تستسلم راحت تجاهد كي تبعده، تعاود الصراخ بأعلى صوت وتتأوه بألم، كلها تتألم، جسدها روحها..
وقلبها أيضًا..
كانت دافئة الجسد أكثر من المعتاد فقد استقرت حرارتها عند مؤشر أعلى من الطبيعي بدرجة، تركها تقاوم داخل حيز ضيق، ومقاومتها أمام قوته تتلاشى بالتدريج، جسدها واهن وهو في كامل حيويته، محاولاتها المستميتة باءت كلها بالفشل، خارت قواها وما تبقى منها كان مجرد امرأة منهكة القوى تقف بالكاد على أقدامها، ربما لو ابتعد خطوة لسقطت سقوطها الأخير..
تأملها بعينين نصف مغلقتين، صنيعة يده تبهره، تجذب نظره ولا يستطيع عنها انفصالًا..
باغتها بأن دفن وجهه بين خصلاتها الغجرية الحيّة وعنقها ارتج جسدها المغطى بالعرق كليًا، وشردت بعينين تعانقان الموت، لفحتها سخونة أنفاسه قبل اعترافه المتبجح:
ـ لستُ نادمًا عزة، لقد صار بيننا طفل وهذا أروع شيء..
أشعل فتيل المقاومة التي خمدت لحظات، ردها الصارخ رج الجدران من حولهما:
ـ سأقتلك وأقتله..
في كلمتها الأولى عزم وفي الثانية ضعف، كاذبة فلن تؤذي ذلك الطفل الذي تقبلته قبل حتى أن يأتيها مصعب، أبعد رأسه قليلًا ومازال يصفدها:
ـ لن تستطيعي فعلها، حياتك مربوطة به،
وبي أيضًا..
ثبت وجهه أمام وجهها العين أمام العين والبداية اختيار والنهاية إجبار:
ـ أنا وأنتِ وهو لن ننفصم أبدًا..
حاولت دفعه بعنف، لا تراعي وجود بين أحشائها نطفة من أضعف ما يمكن، وعنه فتمسك بها، كل حركة من جسدها يتوقعها فيكون لها بالمرصاد ويردعها، فشلت في صد تكبيله أنهكته لكن قواها خارت عن آخرها، أوشكت على فقدان الوعي ومالت برأسها واهنة مستهلكة لا يتحرك فيها إلا صدرها الذي يؤلمه تعثر الأنفاس، مال يحملها فشحذت قوتها ودفعته، لم يفرض نفسه عليها وتركها، ابتعدت عن مرماه تتحرك ببطء كأضحية قد تم جز عنقها وما عليها سوى ترك النزف يحدث بصمت فيغرقها بالدماء حتى تمام انفصال الروح، وصلت إلى الأريكة بوهن وسقطت عليه بلا حيلة، الآن عرفت حدود قوتها، لسانها كان سلاحها الأول وما دونه سراب، الآن عليها الاعتراف لقد انهزمت أمام مصعب الذي استهانت به، أطرقت لتسقط خصلاتها إلى جيدها وتسقط لتتهدل إلى فخذيها، تقدم منها ببطء ووقف أمامها يناظرها من علو، احتل حذاؤه الأرض أمامها، رفرفت أهدابها بتثاقل، تذكرت حديثها مع ليلى الأخير الذي ساعدها في تمزيق غشاوة عينيها، سألته بصوت أجش:
ـ ما هو ترتيبي في القائمة..
جثى على إحدى ركبتيه وأسند كفه على الأريكة، واستهدف ليل عينيها المجنون:
ـ أنتِ أول امرأة.
طاف بعينيها شعور البغض، فدعمًا لرواية ليلى كان مصعب رجل مخضرم في علاقته الحميمية بها، سألته بحرقة:
ـ أول امرأة في ماذا؟
تنفس ببطء، ببرود وانتشاء كبيرين:
ـ في الحمل..
سعلت باختناق وتذكرت لحظات لا تغيب أصلًا بل تدافعت بقسوة بأكبر، تلك اللحظات الأشد خصوصية التي أغمضت عينيها تتوسل محوها وتبتعد برأسها للوراء وتسندها لظهر الأريكة:
ـ كم امرأة يا مصعب؟..
لن تصمت حتى تعرف فتنهد بصوت مسموح وأجابها:
ـ حين كنت في السادسة عشر قال لي أبي لا تعاشر امرأة لا تحل لك ومن يومها وأنا أتزوج..
فرقت أجفانها على عينين قُدتا من ظُلمة ما بعد الاحتراق في الجحيم ونهضت تردد خلفه:
ـ السادسة عشر!
سألها بهدوء:
ـ ماذا في ذلك؟
كان جزء قواها قد عاد فزعق بقوة:
ـ في ذلك أنه زواج متعة مُحرم وتفعله منذ مراهقتك ..
جادلها بسفسطائية:
ـ الزواج أفضل من العلاقة دونه..
حدجته باشمئزاز:
ـ كله مقرف مثلك ومثل زواجنا هذا..
ساوى غرته النافرة ببسمة غامضة:
ـ زواجنا هو الشيء الصحيح الوحيد في كل ذلك..
باغتته بالتقدم فجأة وتكييل اللكمات إلى صدره:
ـ زواجنا هو الأقذر على الإطلاق..
كبل كفيها وواجهها بنصفيه الأثيرين، شطر الجليد وهوة الجحيم:
ـ بالعكس، زواجنا تم توثيقه مدنيًا ودينيًا وتم إشهاره..
دفعته بقوة فابتعد يشاهدها تثور من جديد تنبت القوة من جذورها، وبالعودة للسؤال الأحمق لماذا عاد مصعب، قد عاد مصعب من أجل لحظة كتلك، أن يرى العِزة تطفو فوق كل شيء، ويعلم تمام



العلم بأنها ستعود من جديد ومهما كانت النتائج فالطفل هو أهم أطراف تلك المعادلة..

انتهى الفصل
قراءة ممتعة🥰💙🌸

samar hemdan 21-12-20 11:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حبيبة اميري (المشاركة 15261057)
الرواية جميلة جدا لكن متي موعد نزول الفصول

تسلمي يارب كلك ذوق والله
موعدها كل اثنين في السهرة

samar hemdan 21-12-20 11:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك سيد فراج (المشاركة 15259721)
الرواية رائعة جدا جدا جدا جدا ابدعتي

تسلمي حبيبتي يارب القادم يعجبك بإذن الله💙💙

Lamees othman 21-12-20 11:45 PM

أول كومنت للجميلة سمر 🤍🤍🤍


الساعة الآن 06:25 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.