آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
24-09-20, 05:58 PM
| #12 | ||||
 
|  وصلت وإياكم الى نهاية الرحلة مع شهم وسهر.. أرجو أن تكونوا قد استمتعتم بها ونالت رضاكم.. الفصل العاشر والأخير ترجمت حركات جسده مدى غضبه حين ارتجفت أنفاسه وتقلص فكّاه وقبضتاه اللتان كانتا تضمانها بشوق قبل قليل وهو ينزلهما الى جانبي جسده. غضب وشعور بالعجز سيطرا عليه وهو يفكر بما تعرضت له من أهوال تلك الليلة لدرجة أن تقرن لمساته التي فاضت شوقا وحبا بما فعله عديم الشرف معها تلك الليلة. كل هذا وذلك السافل لم ينجح فيما أراد، فكيف لو فعل؟! غصة خوف وألم قبضت على قلبها وهي تفكر بردّ فعله على ما قالته للتو. "لا بد أنه غضب لأنني قرنت اقترابه مني بما فعل ذلك السافل!" فكرت بخوف ثم همست بارتجاف دون أن تنظر إليه: - ليتني أستطيع السيطرة على نفسي! ليتني أتخلص من أفكاري.. قاطعها حين أمسك رأسها بين كفيّه وطبع قبلة على جبينها ليهمس بعدها بصوت متهدج: - ليتك لم تعيشي ذلك الرعب الذي ما زال يلقي بآثاره عليك بعد كل تلك السنوات. زادتها كلماته حيرة فتطلعت الى وجهه ونظراتها تعكس خوفها من ردّ فعله. شعر بمخاوفها فأخذ نفسا عميقا وهو يزيل البرقع عن رأسها وينزل سحاب فستانها متجنبا النظر لعينيها بعدما لمح فيهما الخوف. ابتعد متجها الى حقيبة ثيابهما وأخرج ثوب النوم الأكثر احتشاما بين ثيابها ثم اقترب منها ليناولها الثوب وهو يهمس: - اهدئي فلن يحصل ما تخشين. زفرت نفسا عميقا حبسته وهي تشعر ببعض الراحة بعد ذلك التوتر. غيرت ثيابها بسرعة ثم تمددت على الجانب الأيمن من السرير بحيث تولي شهم ظهرها ثم سحبت الغطاء على جسدها. توترت حين شعرت بشهم يتمدد قربها ثم يضمها لكنها هدأت قليلا حين بدأ يمرر كفّه على شعرها بحنان وهو يعدها مطمئنا: - معا سنهزم مخاوفك كما هزمت عنادي وقسوتي وغيّرتِني. مسح دموعها حين شعر باهتزاز جسدها بين ذراعيه من أثر بكائها الصامت بسبب روعة كلماته وأفعاله. ضمت كفه بقوة واستسلمت لذلك الأمان الذي شعرت به فظل يلامس شعرها حتى استقرت أنفاسها بعدما نامت. مرّ اليوم التالي سريعا فقد قضيا أغلبه في التنزه. تناولا طعام الغداء في أحد المطاعم ودخلا قاعة السينما لمشاهدة أحد الأفلام ثم تناولا عشاءً خفيفا وهما يسيران حتى وصلا الفندق. أما الليلة فمرت كسابقتها حيث نامت سهر مولية ظهرها لشهم فضمها حتى غفت. استيقظ الاثنان على صوت المنبه في الساعة العاشرة صباحا. نهضت سهر مسرعة وهي تلقي عليه تحية الصباح وتهرب من النظر إليه. ذهبا الى منزل العائلة لأخذ سامية والعودة الى المزرعة فاستقبلهم الجميع بالتهاني. كعادة حكم كلما التقى بشقيقه، طرح نفس السؤال حين كان الجميع جالسا الى مائدة الغداء: - بعدما تزوجت، ألن تفكر بإنهاء عزلتك في تلك المزرعة وتعود الى بغداد لتكونوا بيننا ويعيش سيف وسط أهله؟ تألقت عينا سيف فرحا وهو يفكر بقضاء أوقاته مع أهله بينما طرح حكم سؤالا مرحا على سهر: - ألن تؤثري عليه وتعيديه الى بغداد يا وزيرة الداخلية؟ خاصة أنك معتادة على العيش في بغداد؟ ابتسمت بخجل وقالت وهي تنظر لشهم: - القرار لشهم. أينما يرتاح سنعيش. رمقها شهم بابتسامة وعيناه تتألقان شوقًا بينما قالت سامية في محاولة للضغط على شهم: - ما دمتما تزوجتما فقد انتهت مهمتي. سأستعد للعودة الى بغداد قريبا. رمقها شهم بقلق معترضا وهو يفزع لفكرة ابتعادها عنه فهزّت رأسها وكأنها تخبره بأنه لا يحق له الاعتراض. تساءل شهم وهو يرمق حكم بامتعاض: - ألن تكفّ عن طرح هذا الأمر كلما التقينا؟ ابتسم حكم وهو يتوقع قبول شهم العودة الى بغداد قريبا. 🚫 🚫 🚫 كان شعورا مختلفا ما أحست به سهر حين دخلت المزرعة مع شهم كزوجة له لا موظفة عنده. كم اشتاقت لكل شيء في المزرعة! أول مرة تغيب عنها ما يقارب الشهر منذ دخلتها قبل ثمانية أشهر ونصف. دخلت سهر غرفة شهم لأول مرة. كانت الغرفة معدة كأفضل ما يكون لاستقبال عروسين. لمسات شاعرية من شموع وزهور صناعية منثورة في عدة زوايا وستائر رقيقة نزلت من الأعمدة المحيطة بالسرير، كلها باللون الليموني والأخضر الفاتح الذي شابه لون الطلاء وتناسق مع الأثاث الأنيق الأبيض الذي اشتراه شهم وأوصى بنقله وترتيبه في الغرفة بعدما انتهى مهندس الديكور من إضفاء بعض اللمسات والطلاء عليها. دفء وسكينة شعرت بها سهر وهي تراقب الغرفة، وحزن بسبب سقف توقعات شهم الذي هدمته حين خيّبتها أمس. بعدما غيرا ثيابهما وتناولا العشاء المميز الذي أعدته أم رائد احتفالا بزواجهما، خرجا الى المزرعة بينما ذهبت سامية الى النوم وسبقها سيف إليه بسبب تعب السفر. تنهد شهم وهما يسيران قرب الحضيرة وقال وهو يأخذها بين ذراعيه: - كم خفت يوم الحريق حين رأيتك تخرجين من الحضيرة بذلك المنظر! حينها أدركت أن إنكاري لحبك ما عاد يجدي نفعا. سارا حتى المقعد الذي أجلسها يومها عليه. جلسا وهما يتذكران تلك اللحظات الجميلة رغم صعوبة ذلك اليوم. لامس وجهها بكفّه الأيسر وأحاط ظهرها بذراع الأيمن وضغط عليه كما فعل يومها ثم قال وهو ينظر في عينيها بشوق أكبر ورغبة أوضح: - تمنيت وأنت بين يدي يومها لو أن اللحظات تنقلب الى ساعات كي لا تبتعدي سريعا. همست وهي تخفض رأسها خجلا: - وأنا أيضا. أعني.. لأنني تأكدت من حبك لي حينها من خلال نظراتك. كان يعرف أنها تكذب حياءً وخوفًا فهو يقرأ في عينيها شوقها له ورغبتها به حين لا يكونان وحيدين في الغرفة. إنها تريده كما يريدها لكن خوفها يقيدها. نهضا وعادا للسير وهو يحيط كتفيها بذراعه. مرّا قرب المكان الذي كانت جالسة فيه تلعب مع شهد فقال مشيرا بإصبعه: - كنت واقفًا هناك أراقبك وأنت جالسة تلعبين مع شهد تحت تلك الشجرة عصرًا. قطبت جبينها وفي عينيها نظرة استغراب لأنها لم تره يومها. ضمها بقوة وذراعاه تصفان شوقه كما صوته حين همس بوقاحة محببة: - لو تعلمين ماذا فعلتِ بي حينها وأنت غافلة عن وجودي! لقد قلبت حركاتك العفوية مع شهد كياني وحركت فيّ مشاعر ظننتها ماتت. بلعت ريقها وشعر بتوتر أنفاسها فأضاف بشغف وهو يلامس شفتيها ثم وجهها: - رغبت بتقبيل شفتيك وضمك الى صدري بقوة وتخليل أصابعي في شعرك الذي أثار جنوني. رفع وجهها لينظر في عينيها فابتسمت بخجل لتخفي حزنها عليه. كم يتوق لها ويريدها جسدًا كما روحًا لكن خوفها يقف حائلا دون سماحها بذلك. بعد عناق طويل، طلبت العودة الى المنزل لأنها شعرت بالنعاس والحقيقة أنها كانت تهرب من شعورها بالذنب تجاه شهم خاصة بعدما ترجم عناقه مدى شوقه لها. أحاط خصرها وأومأ برأسه واتجها ال المنزل. رمقها خلسة وعلى وجهه ابتسامة وهو يدرك بأن تأثير تقاربهما وعناقه لها جعلها أقل توترا. حالما دخلا الغرفة، دخلت الفراش وتلحفت بالغطاء فسألها بصوت وشى بضحكة يكتمها: - هل ستنامين بثياب الخروج؟ قالت وهي تتصنع النعاس: - نعم. أنا متعبة جدا ولا طاقة لي لتغيير ثيابي كما أنها مريحة ولن تزعجني أثناء النوم. غير ثيابه على عجل وتمدد قربها ليضمها ويغفوان معا كما في الليلتين السابقتين. فتح شهم عينيه ليجد ذلك الجسد الحبيب ممددًا قربه وأشعة الصباح الذهبية تغمره لتزيده روعة. رغبة انتابته بطبع قبلة على كتفها الأيمن وهي توليه ظهرها فاقترب منها أكثر ورفع كمّ قميصها الفضفاض الذي يصل الى منتصف ذراعها. اختفت ابتسامته حين ظهرت أمامه آثار الضرب على كتفها جليّة في ضوء النهار. أزاح فتحة قميصها عن أعلى ظهرها ليجد مزيدا من تلك الآثار فدمعت عيناه وهو يتذكر حديثها عن الضرب الذي تعرضت له في السجن. الآن فهم إصرارها على عدم ارتداء فستان زفاف بظهر مفتوح أو كمين قصيرين، وارتدائها دوما لثياب لا تكشف أعلى ذراعيها. دسّ ذراعه تحت جسدها وطوقها بقوة وسقطت دموعه رغما عنه وهو يتخيل سنوات العذاب التي قضتها في السجن. فتحت عينيها حين شعرت بدفء جسده وبكائه الصامت فغاص قلبها ألما وظنت أنه يعاني تأنيب الضمير لأنه اعتبر زواجه منها خيانة لنجوى. ربما قضى ونجوى أياما جميلة في المزرعة لذا تأثر حين نام قربها ليلة أمس. التفتت نحوه بعنف ووجهها يعكس غضبًا وخيبة لم يلاحظها وسط دموعه. كشف عن كتفها الأيسر وراح يقبل آثار الضرب عليه وكأنه يعالجها وسط دهشتها وشعورها بالندم لإسراعها بالحكم عليه. اجتاحت جسدها قشعريرة دفعت الدموع الى عينيها هي الأخرى فدفنت وجهها في صدره تطلب المواساة والأمان الذين حرمت منهما حين كانت تجلد من قبل عديمات الرحمة في السجن. طال العناق وتحول مغزاه من مواساة الى شوق ولهفة، وزادت اللمسات جرأة حتى قضت على مخاوفها واحدا تلو الآخر، ويبدو أن حصون تلك المخاوف تزعزعت بسبب وجودهما في المزرعة التي اعتبرتها سهر بيتا آمنا لها بعد منزل مختار! 🚫 🚫 🚫 ما الذي يسعد الرجل أكثر من إخباره أنه سيصبح أبًا؟ لكن شهم الذي ذاق اللوعة سابقا، لم يكن ليسعد بخبر كهذا كثيرا. رغما عنه، قفز الماضي أمامه واجتاح الخوف على سهر قلبه حين أخبرته بابتسامة كبيرة أنها حامل في بداية الشهر الثاني. كان يشعر بالراحة في كل شهر يتأكد فيه أن الحمل لم يحدث حتى ظن أنه لن يحدث مطلقا بسبب تجاوز سهر عامها الثاني والأربعين لذا شلت الصدمة لسانه وظل يحدق بسهر حين فاجأته بخبر حملها الذي تأكدت منه بتحليل الدم. شعرت بما يدور في فكره فقالت بابتسامة كي تطمئنه: - صحيح أن الحمل في هذا العمر ليس سهلا لكن الطبيبة طمأنتني. ليس هناك خطورة عليّ بسبب الحمل والولادة. أومأ شهم بابتسامة باهتة وهو يقول أخيرًا كلمة المباركة بصوت خافت وكأنه مجبر على قولها. مرّت أسابيع ثمانٍ على حمل سهر، عانت خلالها من غثيان صباحي وآلام في الظهر. شأنها شأن أغلب النساء الحوامل لكن شهم بالغ في قلقه وصار يسألها كل يوم إن كانت تشعر بسوء. انهار صمتها وطاقة تحملها أمام مخاوفه التي بدأت تكبر منذ عرف بحملها فانفجرت غاضبة في أحد الأيام بعدما سألها بقلق بعد عودتها من زيارة الطبيبة، إن كانت أخبرتها بشيء غير عادي في الحمل أو الولادة. بدأت تتحدث بصوت مرتجف ودموعها تتزاحم في مقلتيها: - كفى أرجوك! كفاك عيشا في الماضي! لن أموت في صالة الولادة لذا كفّ عن فزعك ومخاوفك ودعنا نستمتع بانتظار طفلنا. عش ذلك الشعور الجميل الذي لم تستطع عيشه سابقا بسبب خوفك على نجوى رحمها الله. كان يتأمل ملامحها بخوف وعدم اقتناع فحلّ الغضب وبعض الغيرة بدل الحزن في نظراتها وصوتها حين هتفت لتضيف: - أعرف أنك لن تحبني بقدر ما أحببتها لكن أرجوك، كفّ عن تذكيري بذلك! خوفك من موتي أثناء الولادة يذكرني بذلك ويضربه في وجهي فارحمني وكفّ عن تذكيري بأني سأبقى رقم اثنين في حياتك! قطب جبينه وهو يرمقها مستغربا استنتاجاتها الغريبة وتحليلها لخوفه البعيد كل البعد عن الحقيقة، فما فزعه عليها إلا عشقًا وولهًا فاق حدود توقعاته. حدقت به وقد هدأت ثورتها ليغزو الفرح نظراتها وملامحها وهي تغوص في عينيه محلّلة معاني نظراته. أبعد عينيه عنها فاحتضنت وجهه وهي تقول بصوت ارتجف هذه المرة سعادة: - لا تحرمني قراءة ما لم تقله شفتاك في نظراتك! عاد ينظر في عينيها وجفناه يرتجفان تأثرا كجفنيها فتنهدت بارتياح وألقت رأسها على صدره وهي تضمه بقوة وكان لا بد من انهمار دموع الفرح تلك اللحظة من عينيها لتخفف من انفعالها. أخيرا بعد انتظار دام أكثر من عام منذ أحبته، تشعر بأنه ملكها حقا. تشعر بأنها ملكت قلبه بالكامل وإن كان سيبقى فيه جزء كما في روحه وفيّ لحبه الأول وأم ولده نجوى. لم يكن ذلك يضايق سهر بل العكس فهو يدل على مدى وفاء حبيبها ورقة مشاعره وهو واحد من الأسباب التي جعلتها تعشقه. أحاطها بقوة وحنان بذراعيه وهو يتنفس بعمق وارتياح حتى أبعدها بلطف وهو يقول: - هل يؤلمك بطنك؟ عادت لضمّه بقوة وهي تهمس: - وهل يمكن أن يؤذي حضنك طفلنا؟ همس بمكر وشغف وهو يلامس وجهها وشعرها: - ما دام الأمر كذلك.. ترك جملته معلقة فأطلقت سهر ضحكة عالية ودفنت وجهها في صدره. 🚫 🚫 🚫 شعور غريب ورائع جعل الدموع تتجمع في عيني شهم وهو يسمع نبض طفله عبر جهاز الفحص ويرى طيفا غير واضح يتحرك في رحم زوجته الحبيبة. تبادلت سهر وإياه نظرة سرور وابتسامة ثم استمعت الى الطبيبة وهي تخبرهما بحالة الجنين وأنه بخير. كل شهر يمر على حمل سهر، يحمل شيئا جديدا وشعورا رائعا لشهم الذي لم يستطع الاستمتاع سابقا بتلك المشاعر بسبب خوفه على نجوى من الموت عند الولادة. أما الآن، فهو يحاول عيش كل حدث كما يجب مع سهر وسيف الذي كان متلهّفا جدًا لقدوم شقيقه الى الدنيا. 🚫 🚫 🚫 مهما حاولنا، لا نستطيع اقتلاع الماضي من جذوره من روحنا وذاكرتنا. ذلك ما جعل الخوف يسكن قلب شهم حين بدت أعراض المخاض على سهر. حاول جاهدا منع فزعه من الظهور في صوته المرتجف وعينيه الزائغتين لكنه فشل. كانت سهر تمسك يده لتطمئنه رغم آلامها، وحاولت قدر استطاعتها إخفاء أوجاعها عنه كي لا يضطرب أكثر. قرب صالة الولادة، جلس شهم على أحد المقاعد وعقله يرفض محو صورة موقف مشابه انتهى بكارثة. تشنجت ساقاه لكثرة ما هزّهما بعنف وهو ينتظر بفارغ الصبر خروج والدته أو حياة من صالة الولادة حيث دخلتا مع سهر. خرجت سامية فنهض مسرعا وهو يسألها: - كيف حالها، أمي؟ ربتت على كتفه وهي تقول: - اهدأ يا ولدي! ما زال أمامها وقت حتى تلد. خذ المصحف واقرأ كلام الله عسى أن يزرع الطمأنينة في نفسك يا بنيّ. تناول منها المصحف وبدأ بتلاوة القرآن ودموعه حبيسة في عينيه وقلبه يدعو بخشوع بالسلامة لسهر وطفله القادم. أخيرًا سمع صراخ صغيره فوثب نحو باب صالة الولادة، بانتظار أن تخرج الطبيبة فتطمئنه. ربما كانت تلك أصعب لحظات انتظار عاشها بعد انتظار مشابه عاشه قبل عشر سنوات تقريبا. خرجت الطبيبة فأسرعت سامية وحياة نحوها أيضا وسألها شهم بإيماءة من رأسه وقد فرّت الكلمات من فمه. ابتسامة وعبارة وحيدة قالتها الطبيبة جعلت شهم يقع ساجدًا لله شكرا على حفظ سهر. سألتها سامية وقد راود الخوف قلبها هي الأخرى في آخر دقائق حين كانت تسمع صرخات سهر القوية: - هل هي بخير؟ مازحتها الطبيبة: - وكأنك لم تلدي من قبل يا خالة! لقد أنجبت ولم تكن تصارع الموت! نزلت دموع سامية فربتت حياة على كتفها مقدرة حالة القلق التي عاشتها والحزن الذي شعرت به وهي تتذكر نجوى ابنة أختها. حالما خرجت الممرضة وأذنت لهم بالدخول لرؤية سهر، اندفع شهم نحو الغرفة وجلس على السرير قرب سهر. تأملها وكأنه لا يكاد يصدق نجاتها ثم عانقها بحذر وسالت دموعه فخللت أصابعها في شعره وهي تهمس: - أنا بخير، وطفلنا بخير. نظر في عينيها وراح يمسح قطرات العرق عن جبينها وقد استطاع الكلام أخيرا: - الحمد لله! الحمد لله! دخلت سامية وهي تحمل الطفل وحياة خلفها وهما في شوق للاطمئنان على سهر فقد أجلتا دخولهما الغرفة كي تمنحاها وشهم بعض الخصوصية.. تعلمنا الحياة الصمود والمقاومة رغم ثقل الأزمات وقسوة الظروف. والحياة علمت سهر أن تجعل من أوجاعها رحمة لمن يستحق بدل أن تحولها الى نقمة تعم ولا تخص الذين ظلموها. علمتها الأزمات أن تقف بعد كل سقوط بل وتساعد غيرها على الوقوف بدل أن تركع للظروف وتبقى ملقاة على أرض الاستسلام. النهاية | ||||
|  |
|
27-09-20, 12:07 AM
| #13 | ||||
| الرواية أعجبتني جدًا بكل ما حدث بها لا نستطيع تغيير الماضي ولكن بيدنا الحاضر قد يكون ايطال الرواية أغلقوا انفسهم في سجون الماضي بسبب كلمة نطقت خطأً .. بسبب حدث غير مقصود .. أو بسبب قضاء الله وقدره و أحببت في النهاية تجاوزهم لكل هذه القيود وعودتهم لبر الأمان أول رواية أقرأها من هذه السلسلة ولن تكون الأخيرة وقد أحببتها جدًا سلمت أناملك على هذه الرواية الرئعة وعبرتها الجميلة عدم الاستباق بالحُكم دون معرفة الحقيقة من جميع الأطراف.. شكرًا لكِ | ||||
|
| |
|
28-09-20, 03:24 AM
| #14 | |||||
| اقتباس:
اسعدتيني بمتابعتك ويسعدني إن القصة عجبتك 🥰 | |||||
|
| |
|
03-10-20, 02:13 PM
| #15 | ||||
| اشراف القسم 
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تم تمييز النوفيلا وتثبيتها بتميز اسلوب كاتبتها اسلوبا وطرحاً الف مبروك ونتمنى لك دوام التميز ونرجو أن يعجبك الغلاف الاهداء من احدى مصممات فريق وحي الاعضاء  اشراف وحي الاعضاء | ||||
|
| |
|
05-10-20, 02:35 AM
| #18 | ||||||
| اقتباس:
اقتباس:
الله يسلمك 💖 يسعدني انها عجبتك 🌹🥰 ان شاء الله أقدم دائما ما يرضيكم | ||||||
|
| |
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
3Likes
العرض العادي
