شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   رواية خلف قضبان الاعراف *مميزة ومكتملة* (https://www.rewity.com/forum/t473948.html)

هند صابر 15-12-20 02:25 AM

خلف قضبان الاعراف .... الفصل التاسع والثلاثون
 
خلف قضبان الأعراف

الفصل التاسع والثلاثون ....

(بين جدران القصر)

ضاقت عينين عفاف بالتدريج وهي تتطلع بماجدة التي باحت لها بسر كوثر وتجسسها ونقل اخبار ما يدور في القصر وبالتحديد بين ندى وسامر
انتهت ماجدة من كلامها منتظرة ردة فعل عنيفة او انفعال وطال انتظارها حتى رفعت بصرها قائلة بدهشة: "سيدتي؟ .... سيدتي!"
انتبهت عفاف التي كانت سارحة ومستغرقة وقالت بنبرة فاترة: "امممم .... حسنا جيد انك اخبرتني .... الان يمكنك الانصراف"
بقيت ماجدة متسمرة بمكانها وعندما رفعت عفاف حاجبها تحركت بخطوات بطيئة وانصرفت!
ما بها؟ لماذا صمتت؟
لماذا سرحت؟
اليس من المفروض ان تقيم الدنيا وتقعدها كما فعلت معي سابقا؟
اليس من المفروض ان تنادي عليها وتوبخها وتطردها كما طردتني سابقا؟
ترى بماذا تفكر؟
ردة فعلها غريبة وباردة!
ربما برأسها مخطط ما؟
ربما تحاول ان تمسكها متلبسة بجرم التجسس وتقبض عليها بحجة بالغة
ربما تفكر ان تنصب لها كمين وتوقعها بشر عملها؟
.................................................. .................................

عند العاشرة مساءا ركب سامر سيارته من هنا واتصلت سجى بأمها تخبرها انها ستنام الليلة عند جنان بحجة ان جنان تواجه مشكلة خاصة ثم اتصلت بجنان تطلب منها ان تأتي اليها فورا وتجلب معها ملابس لها مما جعل جنان تستغرب!
ماذا حدث؟
.................................................. .................................

بوجه متجهم جدا وملامح متخاذلة كان سامر يتطلع بالطريق امامه ويقود بسرعة بطيئة للغاية حتى وجد نفسه يتنحى جانب الشارع العام على الطريق الترابي ويوقف سيارته وكأنه لا يعرف اين وجهته!
أغمض عينيه بتعب وأنهاك ومشاعر متناقضة تدور بفلك عقله وقلبه وعبارات ومشاهد وكلمات اقتحمت ذاكرته وكادت ان تفجر رأسه بضغوطها حتى كبر المقت بداخله وزمم شفتيه بغضب وتسللت يده الى صندوق القفازات ليتناول منه المسدس!
تطلع به وبريق حاقد سرى بعينيه المحتقنين
بقيادة هوجاء دخل سباق مع الزمن وبأقصى سرعة زاحم السيارات غير مكترث بالتزمير والمحاذير التي يجب ان يتوخاها بالخط السريع!
.................................................. .........................
في منزل رشاد ....

التفت عادل خلفه عندما ظهر له علي قائلا: " لا يا عادل ذلك ليس حلا .... سوسن صحيح زوجتك لكنها اختي أيضا ومن واجبي ان اتدخل .... برأيي كفى اختباء وراء الستائر وكن على قدر المسؤولية التي وضعتها على عاتقك .... صارح هديل بالحقيقة وأخبرها بزواجك الثاني وواجه المشكلة لأنها بصراحة بدأت تكبر وتتعقد اكثر .... لا بعودة سوسن الى الشقة الحل ولا بالكذب على هديل لأن المشكلة ستبقى قائمة بكل الأحوال ومنتظرة النهاية منتظرة الحلول .... لست موافق على عودة سوسن اليك الا بعد ان تخبر زوجتك الأولى بكل شيء .... هذا اخر كلام عندي"
ابتلعت سوسن ريقها عندما تطلع عادل بها بوجوم وواصل علي وهو يقترب منها: "اما ان ارادت سوسن خلاف ذلك وقررت العودة رغما عني انا لا امنعها لكنها ستخسر وقوفي الى جانبها لاحقا وستبقى تتحمل العواقب وحدها بدوني"

اطرق عادل بضيق عندما قالت سوسن بنبرة خافتة: "ليس لي رأي بعد رأيك يا اخي"
تطلع علي بعادل الذي اومأ برأسه ببطء وعضت سوسن على شفتها عندما استدار واتجه الى الباب وانصرف دون ان ينطق بكلمة واحدة.
.................................................. ............................
دخلت هديل الى القصر متهالكة وبسرعة صعدت الى جناحها دون ان ترى او تسأل على طفليها اللذان يمضيان وقتهما مع ندى بجناحها
وقد لعبت معهما كل الوقت متعمدة لغايتين بنفسها
أولها لتتناسى بهما اوجاعها وحزنها وقلقها
وثانيا لتخفف عنهما وطأة غياب الاب والام وعدم تفرغهم لهما وتغطي الفراغ الذي يعيشانه.
.................................................. ..............................
حضنت سجى جسدها بذراعيها وسرت بجسدها قشعريرة ورعشة برد وهي تتطلع من خلال نافذة سيارة جنان الى الظلمة الحالكة
جنان كانت تتطلع بها بين الحين والأخر بقلق وعدم رضا عما تفعله بنفسها او يحصل لها على يد سامر المتبجح بظلمها واذيتها.
.................................................. ..............................
أوقف سيارته امام منزل رشاد ونزل صافقا الباب خلفه بضجة
وخطى وقوى الشر متحكمة به ومسيطرة عليه وبيده المسدس المحشو بالرصاص وبقلب جامد رن الجرس رنين متواصل صاخب وليس برأسه سوى هدف واحد لن يتراجع عنه.

فتح علي الباب واتسعت عينيه بصدمة عندما رأى امامه سامر وهو مستشيط غضبا منه ونار مستعرة بصدره تحركه وتأمره ان ينفذ عليه فورا!
شهر السلاح عليه بلا كلام ولا عتاب وبكل رعونة وجلادة ضغط على الزناد
وبهتت تعابيره عندما اخترق الرصاص صدر وقلب علي واخترق صوت الرصاص دماغه! بهذه اللحظة كأن عقله عاد اليه ورشده الذي فقده استرده وتعابير الصدمة والفزع غزت محياه!
.................................................. .................................
دخلت سيارة عادل رواق القصر بسرعة فائقة ونزل عنها بتجهم ليترك الحارس يتولى ركنها بالكراج ثم هرول على السلم وقد عقد العزم على اخبار هديل بكل شيء وليوقف دوامة الحيرة التي تدور به وتشتته.

بهذه الاثناء دخل سامر القصر وهرول الحارس لاستقباله لكنه استغرب من السرعة البطيئة التي يقود بها على غير عادته اذ انه متهور بالقيادة ويحدث عادة ضجة مزعجة!
فغر الحارس فمه وهو يمد يده لسامر الذي سرح بوجهه وكرر عليه بتعجب: "المفتاح يا أستاذ!"
انتبه سامر ورمى المفتاح عليه ليتلقفه الحارس ويراقب دخوله .... ما به كأنه ضيع السكة؟
قبل الزواج كان ارحم بكثير وعقله برأسه
تلك الفتاة هي وابوها المستفز طيرا عقله وضيعوا راحة أصحاب القصر حسبي الله ونعم الوكيل بهم زيجة الشؤم.

دخل سامر قاعة الاستقبال الرئيسية بخطى ثابتة وصارمة وكان بنيته ان يتجه الى ندى لكنه تراجع فجأة وتوقف بمنتصفها
شعر بعدم رغبته برؤية أحد لذلك جلس في ركن الصالة المظلم قرب حوض الأسماك الكبير ذو الانارة الخافتة وخرير الماء من أحد التماثيل في الجانب الاخر أحدث ضوضاء وزاحم الأصوات برأسه مما جعله يمسك جبينه بكلتا يديه

صعدت كوثر مسرعة الى عفاف واخبرتها عن سامر مما جعل عفاف تنزل اليه وغايتها ان تخبره عن مغادرة ندى القصر دون علمه

عندما اقتربت منه سرعان ما تلاشت تعابير الحدة بوجهها وخفت حماسها تدريجيا حتى جلست بالقرب وهمست: "يمكنك اخباري بكل ما يزعجك ويعكر صفوك .... انا أمك وغايتي الوقوف بصفك ومساعدتك"
رفع رأسه ببطء وقال وكأنه يتحدث مع نفسه: "انا نادم .... نادم على كل شيء .... نادم حتى على عودتي من السفر ليتني بقيت هناك ليتني بقيت بغفلتي ارحم مما انا به الان"
اومأت عفاف بتفهم ثم قالت بخفوت: "انا أيضا نادمة ووالدك نادم بقدر شعر رأسه على اقحامك بقعر المشاكل بسبب زواجك الذي لا يريد ان يعتقك من تلك البنت .... كأنها افعى التفت حول عنقك وكلما حاولت ان تحرر نفسك انزلقت يديك على جلدها الاملس لتخنقك أكثر .... والطفل ال"
اجفلت عندما هتف بغيظ: "لا تذكري ذلك امامي .... لا طفل ولا زفت يمكن ان يقيدني ويسلب ارادتي .... لا اريد طفل منها ولا من غيرها"
واتسعت عينيها ببريق متألق عندما نهض بعصبية وغادر الصالة نحو الجناح وهو مشتعل نار!
فتح باب ردهة الجناح بهياج وأسرع ناحية الغرفة.
.................................................. ............................
عادل وبتردد: "نعم ضروري ان تعرفين يا هديل.... انا .... انا .... انا اخفيت عنك امر كبير"
خفقت اهداب هديل واشاحت ببصرها قائلة: "اشعر بترددك .... لا تستعجل خذ وقتك وفكر جيدا قبل ا تقول لي أي شيء يمكن ان يعكر صفو علاقتنا"
.................................................. ........................
بدأت خطوات سامر تتباطأ وهو يقترب من الغرفة اذ سمع ضحكات الأطفال وهتافهم بالداخل
عقد حاجبيه وهو يمسك مقبض الباب عندما سمع محمد يهتف بحيوية: "حان دورك الان هيا أغمضي عينيك وتمني امنية"
تلاشت ابتسامة ندى وبهتت تعابيرها لوهلة ثم ابتسمت بحزن: "امنية واحدة؟ لا ينفع امنيتين؟"
مريم وبسرعة: "ينفع لكن بشرط ان تخبرينا عنهما وانا اعرف ما ستتمنين"
ندى وبرفق: "تعرفين؟ أخبريني اذن؟"
مريم وبحماس: "سأخبرك لاحقا"
اغمضت ندى عينيها وقالت بنبرة صادقة: "أتمنى ان يجري اخي عملية أخرى وتنجح ويعود كالسابق يمشي على قدميه وامنيتي الثانية ان الد طفلي بصحة وسلامة ويبعد الله عني كيد الاشرار"

أسدل سامر اهدابه واراد ان يقتحم الغرفة لكنه توقف عندما قالت مريم: "ظننتك ستمنين ان يحبك عمو سامر ويتوقف عن ازعاجك"
ندى وبملامح ونبرة يسودها الحزن واليأس وكأنها تحدث نفسها: "لو أراد الله ذلك لألقى المودة والرحمة بقلبه منذ البداية لكن يبدو ان طريقنا ليس واحد"
مريم: "لا افهم معنى ذلك"
التفتوا جميعا الى الباب عندما دخل سامر وقال باتقاد وهو يتطلع بها بعينين مشتعلتين مخيفتين: "فعلا .... اول مرة اراك تفكرين صح .... طريقنا ليس واحد"
نزل الأطفال بفزع من السرير لأن صوته كان عاليا ونظرته قاسية وتسمرت عيون ندى التي اعتدلت بصدمة وتسلل الى قلبها الخوف والقلق من دخلته هذه!

هتف عاليا وبغضب: "هيا انهضي واجمعي ملابسك واغراضك والى بيت والدك الانتهازي الوصولي القذر مثلك لا اريدك هنا لا اريدك في بيتي لا اريد رؤية وجهك بعد الان"

نهضت وتطلعت بالطفلين اللذين التصقا بزاوية الغرفة وعلى وجهيهما نظرات الخوف تعابير الذعر وكأنهما محتجزان ويخشان الفرار لأنه واقف قرب الباب

قالت بسرعة غير مكترثة بنفسها بقدر ما شغلها خوف الأطفال: "لا تخافان .... لا تخافان"

واسرعت اليهما وجذبتهما والصقتهما عليها وتطلعت به بنظرة استنكار وهي تربت على ظهريهما
.................................................. ....................

نزل عادل على إثر صراخ سامر وهديل تتبعه بقلق
صادفا عفاف التي كانت واقفة قرب باب الجناح وبدت مترقبة!

تغيرت ملامح سامر بالتدريج وهدأ عنه الغضب وهو يتطلع بصدمة بدموع مريم المنهمرة!
ويدين محمد الصغيرتين اللتين تحيطان جسد ندى بقوة وغامرا رأسه بها!

اشاح ببصره الى الناحية الأخرى مبتعدا وخرجت ندى بالأطفال من الغرفة وهي تردد عليهما كلمات تطمئنهما واوصلتهما الى باب الجناح قائلة: "هيا اذهبا الان"

التفت سامر ببطء نحو باب غرفته عندما سمع صوت مريم تقول مرعوبة: "تعالي معنا لا تبقين معه هنا سيؤذيك"
محمد وبانفعال كأنه بطلها: "سنبقى معك لن نتركك وحدك"

اومأت مبتسمة وهي تقاوم الدموع وفتحت باب الجناح لتخرجهما
رفعت بصرها وبعينين حمراوين تطلعت بعفاف التي رمقتها بنظرة مظلمة
واقتربت بسرعة هديل قائلة بتأثر: "ما الامر يا ندى ما به سامر؟"
ندى وعبر انفاس لاهثة ومضطربة: "لا اعرف .... يريدني ان اغادر"
جذب عادل أبنائه ودخلت هديل معها الردهة قائلة بقلق ورفض: "كيف تغادرين؟ لا طبعا"

رفعت عفاف حاجبها ورمقت عادل بنظرة جافة قائلة: "لما لا تخبر زوجتك الا تحشر انفها بين اثنين؟"
ثم دخلت الى الردهة بسرعة وخرج عادل بالاطفال الى الحديقة
اسرعت ماجدة وهي تدعك بيديها بقلق وخلفها كوثر وثريا وجانيت الأجنبية! واقتربن جميعهن من باب الجناح

خرج سامر من غرفة النوم وقال بتوبيخ: "لا طبعا؟! .... على أساس إنك تقررين عني؟ .... هذه ستغادر وتعود الى أهلها لا اريدها هنا"

نزلت دموع ندى ودارتها عنهم عندما استدارت الى الناحية الأخرى
اقتربت هديل منه قائلة بجدية: "لا يا سامر .... ندى حامل بالشهور الأولى والطبيب حذرها من التعب والمشقة ومسافة الطريق ستعرضها للخطر"
قطبت عفاف وهي تراقب الأجواء ورمق سامر ندى بنظرة خاطفة وهي تمسح دموعها بكفيها ثم تطلع بهديل وبنبرة قاسية: "لا يهمني الطفل ولا صحتها .... لا اطيقها هنا"
دارت عفاف تعابير الرضا بملامحها وتظاهرت بالاستنكار وهتفت هديل: "مهما يكن تريث على الأقل لشهر تستعيد به صحتها وبعدها افعل ما تشاء"
جلست عفاف ووضعت ساق فوق الأخرى قائلة بنبرة فاترة متصنعة: "انا مع رأيي هديل .... لا يجب ان تذهب ندى من هنا وتعود الى جابر ليتحكم بنا ويذلنا بحفيدنا .... لا نسمع لك صوت الا تقولي شيء يا ندى؟"
بقيت ندى صامتة وهتف سامر بغطرسة: "وماذا يمكن ان تقول؟ تعرف انها مذنبة وتستحق معاملة اسوء من هذه وانت يا هديل؟ منذ متى وتدافعين عنها؟ تدارين عليها! الست من ينتقدها كل الوقت ويسخر منها؟ الست من ال"
هديل وبسرعة وتأثر: "ارجوك لا تكمل .... كنت لا اعرفها سابقا لكنني من خلال العشرة فهمت عنها الكثير وتعلمت منها الكثير وأدركت انني كنت مخطئة بحقها ندى بنت مهذبة وناعمة ونقية وتكاد تكون بلسم للجروح"
ابتسم سامر بسخرية واستخفاف من كلامها
ورفعت عفاف كتفيها واعادتهما قائلة: "ربما .... لكن بكل الأحوال ندى لا يجب ان تغادر القصر ما دامها حامل بابنك"
فتح فمه ليقول شيء لكنه تردد وشعور خفي الجم لسانه وكأنه لا يريد ان يجاهر بسبب طرده لها وقرر ان يكون هذا الامر بينه وبين نفسه وسيعاقبها بطريقته دون ان يعلم الاخرين عن السبب الحقيقي

اتجه نحو ندى ووقف خلفها جدا حتى كاد ان يلامس جسدها وقال بنبرة صارمة وعيون خبيثة وماكرة وكأنه يتنفس حقد عليها: "ما دام الامر هكذا اذن لتبقى .... لكن ليس هنا .... ليس بهذا الجناح وانما.... بجناح الخدم"
رفعت ندى بصرها بصدمة كبرى واعتصر الألم قلبها بقسوة
والتفتت هديل بسرعة وباستنكار الى عفاف التي لمعت عينيها بزهو خفي وتألق داخلي انعشها!
التفتت ندى بانفعال لكنها تراجعت خطوة لأنه كان قريب جدا
وقبل ان تنطق تشتتت الكلمات بداخل فمها وتشتت فكرها عندما انزلت بصرها الى عنقه
الان فهمت كل شيء
فهمت سبب دخلته الغريبة عليها واندفاعه وقسوته وضغينته وثورته
.... صحيح ان عرف السبب بطل العجب!

تأملها وهي مركزة به منتظر منها أي كلام او ردة فعل حتى قالت بنبرة فاترة: "جناح الخدم؟ الحمد لله .... دائما والدتك تقولها سامر وحده الذي يضعك بحجمك الطبيعي والخدم بشر من لحم ودم قد تكون بيني وبينهم صفات مشتركة مثل فقدان السلطة التي تحولنا الى جبابرة وطغاة .... وفقدان السيادة التي تمنعنا من شراء عبيد وجلدهم مرة باللسان ومرة بالعنف والاذلال .... وفقدان الأمان الذي يمنعنا ان نحمي أنفسنا من خطر الأقوياء .... انت لم تسيء الي بالعكس انت رحمتني أخيرا سأتنفس الهواء بحرية وانام ملأ جفوني .... العيش بجناح الخدم ارحم منك ومن ابي"

كانت هديل خافضة بصرها كل الوقت وعفاف تتطلع بها بعينين ضيقتين وسامر متأمل بها بوجه خال من التعابير!
هتفت عفاف وهي تتطلع حولها: "ما شاء الله ابنة اللص جابر تلقننا درسا بالأخلاق وتسبنا وتلقح الكلام علينا وهي بقعر دارنا! ماذا تنتظر يا سامر؟ ان تضع اصابعها بعينيك وتفقأهما ام ماذا؟
تطلعت ندى به باستياء وخرجت بخطوات سريعة تاركة المكان.
.................................................. ..............................

جنان وبتوبيخ وانفعال: "تلعبين بالنار يا سجى وترقصين على شفا حفرة جحيم ستزل قدمك وتنزلق اليها .... كيف تتقبلين على نفسك هكذا ذلة؟"
تطلعت سجى بالسرير وجذبت الشرشف قائلة بتعب وخفوت: "اريد ان انام انام فقط انا متعبة .... لا اريد ملامة ولا عتاب ارجوك .... ارجوك"
واندست في السرير بين الاغطية وكأنها تخبأ نفسها وما زالت ترتجف كل اوصالها ترتعش وكأنها مصابة بنوبة برد وبقيت تردد بهمس: "انام فقط .... ارجوك"
اندست جنان في السرير المجاور وتطلعت نحوها بحزن وتعاطف وقالت برفق: "ارحمي نفسك منه .... خلصي نفسك ولا تنتظري ان يرحمك .... الذي يفعل هكذا أفعال بحبيبته لا يستحق الحب والذي فعلته معه بالنهاية غير مقبول ولا سائغ ولا يناسب بنت مثلك .... كنت راقية يا سجى لا تعرفين قيمة نفسك سابقا الا بعدما تتطلعين بها الان! .... طالبة هندسة ابنة ناس محترمين لديك شقيق رائع وام طيبة وعفيفة وألف رجل يتمناك ويحلم بك .... انهضي وتطلعي بالمرآة ركزي بشكلك وحبذا لو تجردين نفسك من الثياب .... احكمي حينها الى أي خانة أصبحت تنتمين بمنظرك هذا؟ الى خانة الساقطات"
تساقطت دموع سجى واغرقت الوسادة والشراشف وهزت رأسها رافضة وهي تردد بهمس: "لا .... لا .... لا لست كذلك"
ثم أبعدت الغطاء والتفتت قائلة عبر دموع وبتبرير: "انت لا تعرفين شيء عني لا تحكمين بمزاجك .... انا .... انا احبه وهو ذلني كثيرا
واليوم بالذات دمرني وتبجح بإهانتي واثبت لي انه مستغني وبائع وهشم عظامي وفمي من اجلها وقذفني بألفاظ بذيئة لا تحتملها امرأة على نفسها استخف بي وبحبي وتضحياتي ونعتني بصفات قذرة وبصق بوجهي ومزق ملابسي وادار لي ظهره واراد ان يمضي ويتركني بهكذا حال تنهشني كلاب الشارع لم يعد يهمه امري"
ثم ابتسمت كالفاقدة الصواب والتركيز والعقل: "سامر اعتقد انه تحرر مني ولم يسقط بين يدي واخذته العزة بنفسه وصدق انه تاب مني .... لذلك انتقمت منه ذللته امام نفسه قهرته حرقت قلبه ابكيته واضعفته واثبت له انني لم اخرج منه بعد وانه يريدني ويستمتع معي ويجد نفسه بحضني .... اثبت له ان يسقط امامي عندما اقرر ان يسقط .... ربما لا تصدقينني ان قلت لك انا كرهته
بقدر ما احببته بدأت أكرهه واحقد عليه وأريد ان اعذبه بأي وسيله اريد ان اراه يختنق حتى الموت لم اعد أحب سامر .... لم اعد احبه"

اشاحت جنان ببصرها الى الناحية الأخرى وتنهدت .... فعلا مسكينة ولا تعرف ماذا تفعل بنفسها.
.................................................. ...............................

وضعت ندى يدها على فمها وهي تجهش بالبكاء في احدى حمامات القصر بعد ان استفرغت ثم جلست على حافة حوض الاستحمام خائرة القوى وهي تهز رأسها "خائن ومفتري .... ساعدني يا الله لم اعد احتمل نفذت طاقتي ونفذ صبري ونفذت دموعي بين جدران هذا القصر"



هند صابر 15-12-20 02:53 AM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 42 ( الأعضاء 16 والزوار 26)
‏هند صابر*, ‏شيخهه, ‏randa duidar, ‏safsf, ‏احمد حميد, ‏Rasha kazem, ‏الذيذ ميمو, ‏Hajar88 r, ‏زهراء ش, ‏ovis, ‏nouhailanouha, ‏marwa2010, ‏00nofa00, ‏Majd nor, ‏emily yong, ‏بشرى ابنتي

هند صابر 15-12-20 03:09 AM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 54 ( الأعضاء 12 والزوار 42)
‏هند صابر*, ‏احمد حميد, ‏Dalia.7rb, ‏randa duidar, ‏شيخهه, ‏safsf, ‏Rasha kazem, ‏ovis, ‏nouhailanouha, ‏marwa2010, ‏00nofa00, ‏Majd nor

هند صابر 15-12-20 03:28 AM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 48 ( الأعضاء 11 والزوار 37)
‏هند صابر*, ‏احمد حميد, ‏afnan saleh, ‏Dalia.7rb, ‏randa duidar, ‏شيخهه, ‏safsf, ‏Rasha kazem, ‏ovis, ‏nouhailanouha, ‏marwa2010

ovis 15-12-20 03:54 AM

سامر من حفره لدحديره

هند صابر 15-12-20 04:40 AM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 38 ( الأعضاء 10 والزوار 28)
‏هند صابر*, ‏ندى الحمدان, ‏nadosh89, ‏safsf, ‏ovis, ‏nouhailanouha, ‏ام معتوق, ‏Nahla71, ‏احمد حميد, ‏afnan saleh
أدوات ال

ovis 15-12-20 04:54 AM

مافهمت هل الرصاصه اصابت علي ؟

هند صابر 15-12-20 05:45 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ovis (المشاركة 15250564)
مافهمت هل الرصاصه اصابت علي ؟

المشهد كان مجرد تخيل وامنية سامر بلحظة غضب
كما حصل لذلك المشهد سابقة عندما تخيلت سجى انها تقتل ندى بالمستشفى

هند صابر 15-12-20 05:49 AM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 38 ( الأعضاء 10 والزوار 28)
‏هند صابر*, ‏ندى الحمدان, ‏nadosh89, ‏safsf, ‏ovis, ‏nouhailanouha, ‏ام معتوق, ‏Nahla71, ‏احمد حميد, ‏afnan saleh

ABDELRAHMAN WAHEED 15-12-20 11:26 AM

انا قرات الرواية من الاولى ندى مظلومة من اهلها من اهل زوجها نهاية الرواية موت سامر


الساعة الآن 09:19 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.