آخر 10 مشاركات
متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الثأر -ج3 من سلسلة بريد الشتاء- للكاتبة الأخاذة: هبة الفايد [زائرة ] *كاملة&بالروابط* (الكاتـب : هبةالفايد - )           »          إنه انت * مكتملة * (الكاتـب : الكاتبة الزرقاء - )           »          وَرِيث موريتي(102) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء1 من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          حكاية قلبين (باللهجة العراقية) *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : شوق2012 - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4154Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-05-21, 07:15 PM   #1081

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maryam tamim مشاهدة المشاركة
أتمنى يعجبكم الغلاف الجديد




سلمت أناملك الذهبية غاليتي مريومة
ويسلم ذوقك الراقي ❤️❤️


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-05-21, 07:18 PM   #1082

tok
 
الصورة الرمزية tok

? العضوٌ??? » 270912
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » tok has a reputation beyond reputetok has a reputation beyond reputetok has a reputation beyond reputetok has a reputation beyond reputetok has a reputation beyond reputetok has a reputation beyond reputetok has a reputation beyond reputetok has a reputation beyond reputetok has a reputation beyond reputetok has a reputation beyond reputetok has a reputation beyond repute
افتراضي

بالتوفيق باذن الله
سما صافية likes this.

tok غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-21, 09:29 PM   #1083

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 1 والزوار 7)

‏موضى و راكان


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تسجيل حضور فى أنتظار الفصل

سما صافية likes this.

موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-21, 10:06 PM   #1084

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السابع والعشرين
***********


تحرك الجسد الصغير فوق الفراش بثقل، رفرف أجفانه بتكاسل ونادى بخفوت على والدته قبل أن يفتح جفنيه ويحرك رأسه فى محتويات الغرفة الغريبة عليه
أعتدل فوق الفراش يتجول ببصره بهلع يتزايد داخل نفسه وبدأ يتنفس بصعوبة وهو يغالب بكائه وقد تذكر فجأة ما حدث
كان يقف أمام كشك الحلوى يشترى "سكر النبات" للفرسة عزيزة بعد أن وضعت مُهرها الجديد وما أن تناول الحلوى فى يده وابتعد خطوتين حتى وجد نفسه يرتفع للأعلى، شخص حمله من الخلف وألقاه على كتفه وفر به إلى سيارة أجرة
وما أن دلف السيارة حتى كتموا أنفاسه بمنديل مبلل بمادة مخدرة فغاب عن الوعى من فوره
أخذ ينهج أنفاسه كاتماً بكائه خوفاً من مصير مجهول ينتظره، نزل من على الفراش نحو نافذة مغلقة بأحكام بقضبان حديدية، حاول دفع خصاص النافذة بكل قوته لكن ذراعيه الصغيرين لم يستطعا حتى تحريكها قيد أنملة، يبدو أنه تم تثبيتها بطريقة ما حتى لا تنفتح أبداً
وقف يلصق ظهره إلى الحائط خلفه يذرف الدمع الحزين وفجأة انفتح باب الغرفة ببطء ودلف رجل نحيل الجسد ذو عرج واضح فى ساقه
لم يمهله فارس الوقت إنما اندفع بكل شجاعة ليتخطى الباب فضرب أثناء اندفاعه جسد الرجل بقوة بغير قصد فاختل توازنه وأستند إلى الباب خلفه
للحظة ساد الذهول على ملامح الرجال المجتمعين فى الصالة وفارس يمر بينهم وعينيه تدور بحثاً عن باب الهروب
لم يتوقع أحد أن صغير مثله قد يقوم بمحاولة الهرب بهذه الجرأة والشجاعة والاندفاع أيضاً
اندفع حامد خلفه وكبل حركته بغل وفارس يطلق صوته فى الهواء يستغيث ويستنجد بالناس، كتم حامد أنفاسه بغيظ وسحبه بعيداً عن باب الشقة بينما وقف عسران والد حامد يتأمل الصغير الشجاع بإعجاب واضح، لوى فمه بابتسامة بسيطة مادحاً
:- بينك واد مچدع ... خسارة أن دمك دم السمرى
شدد حامد قبضته على الصغير الذى تألم بصوت مكتوم وهتف بحقد
:- مچدع إيه يا أبوى ... ده ولد عفاريت وغرجان فى فلوس أبوه
أفاق جاد من ذهوله ثم تقدم نحو حامد ومد كفيه يبعد كف حامد عن فم الطفل وحاول تخليصه من بين يديه هاتفاً
:- بَعد يدك يا حامد .. هتخنج الواد
دفع حامد كتفه فى صدر جاد بخشونة ليصد محاولته فى تخليص الصغير الذى هتف بعد تحرير فمه مُهَدداً
:- أبوى هيجتلكم كلاتكم .... رچعونى لأبوى أحسن لكم
ضحك الجميع من حوله ما عدا جاد الذى لم يتوقف عن محاولة تخليصه من يد حامد حتى نجح فى ذلك وضم ظهر الصغير لصدره
نهض مجاهد من مكانه ووقف بجوار شقيقه عسران وقال بمرح
:- الصغير بيهددنا
قال حماده رداً على كلام والده
:- مستجوى بأهله ... مش خابر أن إهنا لا له حول ولا قوة
تقدم حامد منه خطوة دفعت جاد للتراجع للخلف ساحباً فارس معه يحاول حمايته من بطش شقيقه، أحنى حامد ظهره يحدق فى عينى الصغير بحقد والغريب أن فارس بادله النظرة ببغض واضح وقال حامد يخيف الصغير ويشتت عزمه
:- أبوك اللى بتخوفنا به مش جادر حتى يعرف مكانك لحد دلوك ... أبوك فاروج السمرى هيسف التراب لاچل ما يرچعك تانى (رفع كفه يشير بأصبعين مقوسين علامة على الحجم الصغير يرهب الطفل) خابر هرچعك لأبوك كيف ... هجطع جتتك حتة حتة وكل حته كد إكده
جحظت مقلتى فارس وانكمش فى صدر جاد صامتاً يتنفس بخوف بينما يواصل حامد تخوفيه
:- إياك اسمع صوتك تانى ... خشمك ده تغفلقه على لسانك أحسن ما أجطعهولك
زم الصغير شفتيه هلعاً من صوت حامد الحاقد ونظرته البغيضة
بينما سحب جاد الصغير خلف ظهره يخفيه ويعلن حمايته له ووقف يواجه شقيقه الأكبر يؤنبه بشجاعة وقد فاض به الكيل من كل ما هو مجبر على معايشته مع هذه الأسرة الحاقدة
:- بكفياك يا حامد ... طول عمرك بتخوف الأصغر منيك وتتچبر عليهم حرام عليك يا أخى ... مش كفاية اللى الواد فيه
تشبث فارس بظهر جاد وقد أدرك أن أمانة معه بينما انقض حامد على رقبة جاد يضغط على قصبته الهوائية بكفه وكأنه سيقتلعها وهتف فى وجهه موبخاً
:- مش ناجص غيرك أنت اللى تعلمنى الصُح يا عروچة
هتف عسران فى أبنائه اللذين اشتبكوا فى صراع مؤنباً
:- بكفياكم أنتوا التنين ... ده مش وجت عراك بيناتكم .. وأنت يا حامد راعى شجيجك الصغير
دفع حامد جاد بغل للخلف فتراجع خطوتين وفارس خلفه يدعم ظهره، رفع جاد كفه يدلك رقبته ويستنشق الهواء ثم قال معاتباً
:- طول عمرك غلاوى وبتكره كل الخلج ... حتى أنا أخوك دايماً بتعايرنى باللى چرالى كأنه حُصل بمزاچى
أشار نحو فارس وهو يواصل حديثه بانفعال
:- لو كنت بتحجد على الناس الأغنية ... بتعمل معاى كده ليه وأنا من دمك ولحمك
أشاح حامد بذراعه فى الهواء وهتف بغل
:- لأنك عامل حالك شريف وهتصلح الكون ... اللى زى دول كلوا مالنا واتمرغوا فى الفلوس والعز وأحنا بنسف تراب الفجر والچوع
... لو كان حدانا فلوس مكناش اشتغلنا وشفنا الغلب من وأحنا عيال ... مكنش رچلك أتچبست غلط لما انكسرت وفضلت تعرچ والعيال تتنأوز (تتريق) عليك طول عمرك
هز جاد رأسه باعتراض وقال مشفقاً
:- شربت الحقد والغل من صغرك ومبقتش جادر تحب حد يا حامد ... طول عمرك بتبص للى فى يد غيرك وعمرك ما حمدت ربنا على اللى فى يدك
تنفس حامد مستنكراً وقال بتهكم
:- وأنا كان فى يدى حاچة ... طول عمرى محروم من كل شئ
تابع عسران حديث أولاده وقد زاد عبوس ملامحه وكبر الحقد فى قلبه على عائلة السمرى ثم هتف فيهما
:- كفايكم حديت يا ولاد ... خليص چه وجت الحساب وهنعوض كل اللى فات
أشاح حامد بوجه بعيداً بينما طأطأ جاد رأسه برفض لهذه الأموال المدنسة واستدار يضم كتفى فارس ويعود إلى الغرفة الصغيرة

*************

أغلق جاد باب الغرفة خلفه حينها تقدم مجاهد من شقيقه الأكبر عسران وعاتبه قائلاً
:- عچبك ولدك چاد يا عسران … ده هيخرب كل تخطيطنا
استدار عسران نحوه ووضع كفه فى جيب جلبابه بخيلاء يناظره بثقة ثم ربت على كتفه بخفه وتحرك ليجلس فوق الأريكة ورفع أحد قدميه فوقها واتكأ بذراعه فوق ركبته وقال بهدوء
:- چاد واد طيب وجلبه لين … هيجدر يسيطر على حفيد السمرى ويخلصنا من زنه ... ماتجلجش منيه
تحرك حامد وجلس على مقعد خشبى أمام مائدة سفرة صغيرة وقال يطمئن مجاهد
:- چاد مش هيجدر يعمل حاچة … چاد إهنا محبوس كيفه كيف حفيد السمرى ... طمن بالك يا عمى
اتخذ مجاهد مجلسه بجوار شقيقه هاتفاً بحمائية واضحة
:- چاد سبج وخرب شغلنا ومنع حماده يخلص على يوسف ابن البدرى … ومستفدناش بشغله حدا البدرى واصل ... لا كان بيوصل أخبارهم ولا يساعدنا فى شى
أراح ظهره إلى مسند الأريكة الخلفى وقال متفاخراً
:- البركة فى حماده اللى اشتغل فى أرض السمرى وعرف فوزى على حامد ... ومراقبة چابر ليوسف وعرف مكان سفره ورچوعه
مكناش عرفنا نوجع بينه وبين السمرى
لوى عسران فمه باستهزاء قائلاً
:- ومتنساش يا مچاهد أن ولدى حامد هو اللى خطط لكل حاچة إحنا بجالنا سنين فى انتظار ولادنا يكبروا ويبجوا عزوه حوالينا ... لاچل ما ناخد تارنا من عيلة السمرى
دس يده فى فتحه جلبابه وأخرج من جيب الصديرى الداخلى علبة سجائره وأشعل واحدة منها ثم استطرد
:- اللى بيعمله چاد دلوك فى مصلحتنا ... حفيد السمرى لازمن يرچع صاغ سليم مش رايدين تمنه يجل
تسائل حمادة بحماس
:- وميتا هتتصل بفاروج يا عمى
نفث عسران دخان سيجارته فى سقف الغرفة وقال ببغض
:- مش دلوك ... همل عدلى وولده ياكلهم الخوف على ولدهم
رضخ حمادة لحديث عمه بصمت بينما قال مجاهد
:- أنزل يا چابر أستجضى حاچة ناكلها ... و باكر عسران يطلب فدية الواد
أومأ جابر بطاعة وغادر الشقة تاركاً الجميع كلا يمنى نفسه بأموال كثيرة ستصبح قريباً تحت تصرفهم

***************

انسدلت ستائر الليل وهدأت الحركة فى القرية ولكنها لم تهدأ فى عقل أو قلب فاروق خوفاً على ابنه الصغير، لم يشفى غليله ما فعله بفوزى ولم يرتاح قلبه بخبر عن ابنه ولم يتبقى له سوى الانتظار بعد أن قلب البلدة كلها بحثاً دون جدوى
يجلس حاملاً رأسه بين كفيه وكأنه غير قادر على رفعها بكل ما تموج به من أفكار، بالقرب منه جلس شقيقه الأكبر يرمقه بين
الفينة والأخرى تعاطفاً وشفقة عليه
أما عدلى فيجلس فى مواجهتهم على الأريكة يمسك عصا والده أمامه يتأمل رأسها الفضى وعقله يستعيد شبابه مع والده، كم كان طاغى ومستبد، ينفذ دون مجادلة أوامر والده ثم يعود ليندم بعدها ثم يدفن ندمه حتى لا يُحزن والده أو يرد له كلمة، تربى على طاعة عمياء أماتت قلبه
الآن ينظر لابنه المهموم على فقد ولده ويتذكر ما أقترفه يوماً فى حق حسين البدرى وحرمانه من رؤية ابنته ... ابنته التى لم يحافظ عليها وتركها ككم مهمل فى منزله تحت وطأة زوجته التى أساءت معاملتها
الآن يتجرع ألم الفقد... فقد حفيده الذى لا يطيق غيابه لساعات قليلة، كيف تحمل حسين البدرى طوال سنوات حرمانه من ابنته، حسين الذى كان صديقه ولم يراعى فيه حق الصداقة أو العشرة فخدعه ولم يفصح عن حالة شقيقته النفسية قبل زواجها من حسين وجرحه حين ساهم فى إخفاء ابنته عنه وكل هذا بسبب طاعته لوالده سيد السمرى الذى فرد سيطرته على القرية بالقسوة والتنكيل إذا لزم الأمر
بجواره كانت تجلس فهيمة التى تسند رأسها بيدها بكآبة، ترفع صوتها من وقت لأخر تشكو غياب حفيدها وتحث أبنائها على التحرك لعمل أى شئ لاستعادته ثم تعود للبكاء أو الصمت الحزين
تعالى صوت سعال مصطنع مبالغ فيه يعلن عن قادم، نهضت فهيمة ودلفت إلى غرفتها أما أحمد فتوجه لاستقبال القادم الذى كان سعيد السمرى فسلم عليه ودعاه للدخول متجاهلاً حمدى الذى تبعهم بتوجس من مواجهة أحمد السمرى
رفع سعيد صوته وهو يتقدم نحو شقيقه مواسياً
:- جلبى عنديك يا عدلى ... ربنا يرد فارس على خير
رحب به عدلى من مكانه بهدوء وأدعى التماسك والبرود، جلس سعيد بجوار شقيقه وهو يواصل حديثه بخبث
:- نجول إيه الله يچازى اللى كانت السبب وضيعت هيبتنا فى البلد ... ليهم حج الناس يتطاولوا علينا
تحفزت حواس فاروق لحديث عمه الماكر الذى أردف بفظاظة
:- لو من البداية ولدك وجفها عند حدها ورچعها بالجوة ما كنتش هيبتنا ضاعت وسط الخلج
واصل حمدى حديث والده بعد أن اتخذ مقعده بجواره وألقى بسمومه على فاروق
:- ولا كان رمى عليها اليمين ... كيف ما هربت وهملته
رمقه فاروق بحدقتين قاتمتين يموج داخلهما إعصار من الغضب بينما واصل حمدى بجلافة
:- ومش إكده وبس ... ده داير فى البلد مع ولاد البدرى يدوروا على الواد وكل ديه لاچل السفيرة عزيزة
لم يدرى أحد متى نهض فاروق من مكانه وقطع المسافة الفاصلة بينه وبين حمدى ثم رفعه من مكانه قابضاً على تلابيبه وكاد يلصق وجهه بوجه حمدى وهو يقول بفحيح جازاً على نواجذه
:- أحفظ لسانك يا حمدى … وسيرة الحريم متچيش على لسانك بدل ما أجطعهولك وأرميه للكلاب
ابتلع حمدى ريقه رعباً خاصة حين تجاهل أحمد ما يحدث ولم يخلصه من يد شقيقه وتابع عدلى ما يحدث ببرود بينما نهض سعيد صائحاً يحاول تخليص حمدى الذى اتسعت مقلتيه هلعاً وهو يواجه غضب فاروق
:- چرالكم إيه يا ولاد السمرى هتتخانجوا لاچل ولاد البدرى … لاه ولاد البدرى مالهموش مكان وسطينا وبتهم رچعت لهم وخليص
لم يفلته فاروق من قبضته وحدقتيه مسلطة على وجه حمدى تملأه خوفاً ورعباً وبعد لحظات دفع فاروق حمدى بعنف بعيداً عنه فسقط على المقعد خلفه الذى تأرجح به جانباً قبل أن يوازن نفسه عليه بينما استطرد سعيد يناصر ابنه
:- حمدى عنديه حج ... إيه اللى صبرك لحد دلوك ارمى عليها اليمين حالاً يا ابن عدلى وأرفع راس عيلتك
أرخي فاروق جفنيه ضاغطاً على نواجذه يلوم زوجته في نفسه على هذا الوضع الذى أهان كرامته وجعل من سيرتها وحياتهم مجال للنقاش ثم رفع ذقنه بكبرياء وقال بحزم مؤكد على حروفه
:- سبج وچمعت مچلس العيلة يا عمى واتحدتنا فى موضوع مرتى وجلتلكم أمرها يخصنى وحدى ومش من حج حد يتدخل فيه
خبط عدلى بطرف عصاه على الأرض وتساءل بتأفف
:- أنت چاى تواسينا وتطمن على ولدنا الغايب ولا تتحدت فى الجديم يا سعيد
استدار سعيد نحوه يعدل من وضع عباءته فوق أكتافه وقال يناطح شقيقه الأكبر
:- الجديم مبنى عليه الچديد ... يعنى كان الواد هيتخطف لو أمه بتراعيه ومهربتش من الدار ... ولا تلاجيها تمثيلية عملها ولاد البدرى لاچل ما يرچعوا بتهم ولا ياخدوا الواد كيف ما أخدنها منيهم وهى صغار
رسم عدلى ابتسامة ساخرة على فمه، لن يتغير سعيد أبداً وسيظل على تفكيره الحاقد نحو الجميع ... قال عدلى برزانة ويده ترتاح فوق رأس عصاه
:- مرات فاروج بتنا ... ولا نسيت أن أمل بنت أختك (دق بطرف عصاه أرضاً ثم استطرد) وليه مفكرتش أن اللى بيحصل بسبب چبروتنا وظلمنا للخلج زمان وأهو أترد لنا دلوك
ثارت حمية سعيد بالباطل وصاح فى وجه شقيقه وهو يشير لعصا والدهم
:- عيب عليك يا عدلى تغلط فى أبوك بعد ما عملك كبير العيلة وعطاك عصاته ... رمز قوته وسلطته
هز عدلى رأسه يكمل حديث شقيقه بمرارة
:- صُح ... وكمان شيلنى ذنوب خلج كتيرة جوى ... وأدينى بدفع تمنها دلوك أنا وحفيدى اللى مالوش صالح بحاچة
غامت مقلتى فاروق بحزن على ولده الغائب بينما هتف سعيد محذراً
:- أنت باين عليك عجلك تار خليص يا عدلى وبتغلط فى السمرى الكبير كمان ... أنا مش هسكت على إكده
أشار نحو حمدى الذى مازال منكمش فوق مقعده خوفاً لوجود فاروق أمامه مباشرة وقال بحمئة
:- يلا يا حمدى ... رچعنى الدار أنا غلطان إنى چيت أواسيهم فى مصابهم
نهض حمدى من مكانه ببطء ومر بين أحمد وفاروق بتوجس مسرعاً خلف والده بعد أن أشعل غضب الجميع وزاد فى همومهم

****************
يتبــــــــــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-06-21, 10:06 PM   #1085

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


فى تلك الغرفة الضيقة الجدران جلس فارس منكمش فوق الفراش يذرف عبرات الخوف والرغبة فى العودة إلى أسرته
منذ دلف الغرفة من جديد مع جاد فقد الأمل فى الهروب ولا يدرى لما تأخر والده فى استعادته، كان يجب عليه أن يجده سريعاً ولا يتركه فى هذا الوضع المخيف
أجفل حين انفرج الباب وما لبث أن استعاد ارتخاء جسده حين وجد جاد يدلف حاملاً صينية فوقها بعض شطائر وزجاجة مياه وضعها على طاولة صغيرة وقربها من الفراش حيث يجلس فارس
جلس جاد فوق الفراش وقال بنبرة حاول أن تكون مرحة
:- عملتلك شوية ساندوتشات حكاية يا فارس بيه
مسح فارس عينيه بظهر كفه وهز رأسه رافضاً، رمقه جاد بتعاطف وقال بصوت حنون
:- فارس أنت راچل شديد ... وكلها كام ساعة وهتعاود لدارك
زم فارس شفتيه بحزن ولم يجيب، أعتدل جاد فوق الفراش والتقط أحد الشطائر قائلاً بحنو
:- أجولك أعتبر حالك فى رحلة ... ولا فى مغامرة وأنت الشاطر فارس
رمقه فارس بصمت وجاد يردف وهو يقرب الشطيرة منه
:- بس لازمن تاكل بكرة هتعاود لأبوك ولازمن يشوفك شديد وشچاع
تساءل فارس بتعجب
:- أنت طيب أوى يا عم چاد ... كيف الناس اللى بره دول يبجوا أهلك
أرخى جاد يده بالشطيرة وتنهد بآلم ثم قال بمرارة
:- محدش بيختار أهله يا فارس ... كله مجدر ومكتوب ... أبويا اتظلم زمان وبيحاول دلوك يرد حجه لكن بالطريجة الغلط
سرح بخياله بعيداً يفكر فى حاله وفى قطر الندى" ياترى ماذا تظن به الأن!! ... هل علمت أنه خائن ومختطف ... لقد ضاع حلمه قبل حتى أن يبدأ"
:- مالك يا عم چاد!!
زفر جاد بحزن واستدار نحو فارس ومد يده مرة أخرى بالشطيرة قائلاً بهدوء
:- حزين أنك مش رايد تاكل ... يلا كل حاچة تصلب طولك وأنا هاكل معاك وهفضل چارك مش ههملك واصل ... متخافش محدش يجدر يأذيك
ابتسم جاد فى وجه فارس يشجعه فمد فارس يده والتقط الشطيرة والتقط جاد أخرى وشرع فى الأكل ليقلده فارس وبدأ فى حديث عام يُلهى به عقل الصغير عن البكاء والحزن

****************

انتصف الليل ويأست النفوس وعم القرية صمت مطبق على النفوس وكل من بالقرية يتعاطف مع الطفل المخطوف، ويدعو الله أملاً فى عودته سالماً
تحرك فاروق فى منزل السمرى الفخم كالمغيب يشعر بخواء روحه وإظلام حياته، أختار أن يطبب قلب زوجته المكلومة بقرب ابنها وظل هو وحيداً دونهم
لجأ إلى غرفة أبناءه وتحديداً فراش فارس الصغير، تمدد بوجع أضنى قلبه وزفر زفرة طويلة حارة لا تقارن بلوعة واشتعال قلبه، وما القلب سوى موضع للأحباب الذى خلى منهم داره
تقلب على جانبه فوق الفراش يتنسم رائحة صغيرة فوق الوسادة عل النفس تهدأ والروح تستكين، ليعود للتفكير مرة أخرى فى وسيلة للوصول للغائب
فى نفس الوقت فى مكان آخر كانت الأم تتمدد بجوار بكرى أبناءها الذى راح فى ثبات قلق، ينتفض خوفاً من وقت لأخر ويتمتم باسم شقيقه وكأنه ينادى عليه ليعود
توغلت أناملها فى خصلات ياسين بنعومة، تربت على جسده من وقت لأخر تبثه الأمان وتتمتم بالدعاء، كان يمكن أن يكون أحلى أيامها اليوم بلقاء ابنها البكرى لكن الفرحة مسلوبة كما سُلب صغيرها منها، ليتها لم تغادره وترحل، كان يكفيها من الدنيا نسيم رائحته هو وشقيقه
مر الليل ثقيل على النفوس التى لم يزر النوم أجفانها ولم يتوقف العقل عن البحث فى جنباته عن المستفيد من هذه الفعلة
ومع خيوط الفجر كانت السماء تتلقى الدعاء الصاعد من قلوب تهفو لوليدها
أنهى عدلى صلاته مستغفراً من ذنوبه فهو على يقين أن أخطاءه سبباً لما آلت إليه الأمور الأن، أثم الكبار الذى يدفع ثمنه الصغار، يتجرع جزعه على حفيده الذى راح ضحية الانتقام من عائلته، تشاركه فهيمة مشاعر الفقد فتنوح وتولول من حين لأخر جزعاً على الصغير
أما يوسف فجلس بعد صلاة الفجر يدعو ويستغفر طلباً لله أن يجمع الشتات ويرد الغائب تؤازره زوجته التى جلست بجواره تؤمن على دعائه بقلب صافى ونية صادقة

****************

عاد أحمد السمرى إلى منزل والده بعد عدة سويعات قضاها فى منزله للاطمئنان على أهل بيته، منع بناته من الخروج للمدرسة وأمر بالتزام الجميع المنزل حتى تنقشع هذه الغمة
انضم إلى والده ووالدته التى تجلس تضع يدها على خدها فى صمت بينما يجلس فاروق فوق أحد المقاعد البعيدة نسبياً عنهم يحملق فى الفراغ بوجه عابس
ألقى أحمد السلام وهو يرمق شقيقه بتعاطف فاستقبلته فهيمة تتساءل بلهفة
:- فى أخبار يا أحمد؟؟
لم يجيب بل هز رأسه نفياً بإحباط واتخذ مجلسه بالقرب من شقيقه، خبطت على صدرها بكلتا كفيها تنهنه بنحيب
:- يا لهفى على الصغير ... يا لهفى عليك يا غالى
أخفى فاروق عينيه بكفه، لايحتمل أى صوت ولا يحتمل الجلوس بهذا الشكل الضعيف المستسلم وولده مفقود، لكن أين يمكن أن يبحث أيضاً فهو لم يترك شق إلا بحث فيه
مال أحمد عليه قائلاً بخفوت
:- محروس هيدور فى الدفاتر على اسم حماده ... يمكن نجدر نوصل لأى معلومة
تنهد فاروق بيأس وهز رأسه قائلاً بصوت محبط
:- دفاتر عمال اليومية مفيهاش غير الأسم والأچر اليومى وبس ... حتى البطاجة ما بنبصش فيها باعتبارهم عمال غير ثابتة يوم ياچوا ويوم لاه
قال عدلى بصوته الرخيم
:- لازمن تسلموا فوزى للظابط ... ما لوش عازه يفضل محبوس حدانا إكده ... خلينا نخلص من التهمة اللى نصبوها لفاروج
أومأ أحمد بطاعة قائلاً
:- هبلغ النجيب مدحت ياچى يستلمه
فجأة نهض فاروق من مكانه بانفعال وصرخ بنفاد صبر
:- أنا مش هجعد كيف الحريم إكده وولدى غايب ... لازمن أعمل شى
نهض أحمد يقف بجواره يحاول تهدئته وقال مؤازراً
:- أنا معاك تحب ندور فين؟؟
قال عدلى الذى يجلس مهموماً بجوار فهيمة بنبرة خافتة
:- اللى خطف ولدنا غرضه التار ولابد هيظهر نفسه ... مفيش جدامنا غير الانتظار دلوك
تقطيبة ارتياع علت الوجوه جزعاً على الصغير الذى يدفع ثمن ظلم وترويع ليس له من أمرهم شئ
فجأة تعالت رنات هاتف فاروق المحمول، فألتقطه بلهفة خاصة حين وجد رقم مجهول، فتح الاتصال بأنفاس متلاحقة ولم بنبث بكلمه ليصله صوت خشن من الجهة المقابلة
:- كيف أحوالك يا فاروج بيه
تحفز جسد فاروق وتسائل بامتعاض :- مين أنت؟
أستمر الصوت الخشن فى حديثه متجاهلاً سؤال فاروق وقال شامتاً
:- دورت فى كل مكان وأتوكدت أن ابنك مش موچود فى البلد
كور فاروق قبضته غضباً وانتفخت أوردة عنقه وهو يصرخ فى الهاتف بصوت جهورى
:- مين أنت يا واكل ناسك؟
تعالت ضحكات متتالية مستفزة وفاروق يضغط بقبضته على الهاتف بغل وترقب حتى نطق الصوت بتشفى
:- عرفت حرجة الجلب من ضياع الضنا
تسارعت أنفاس فاروق خشية على ولده وهتف محذراً
:- جسماً بالله لومسيت شعره منيه ليكون أخر عمرك على يدى
ضحكة متهكمة تلقاها قبل أن يكمل الصوت بمقت واضح
:- حسابى مش مع العيال ... حسابى مع الكبار ... أنت وأبوك
قطب فاروق حاجبيه والتفت يناظر والده الذى استقام جذعه بتحفز وهو ينصت لحوار ولده فى الهاتف بينما أردف الصوت
:- 3 مليون چنيه تمن رچوع ولدك
تنفس فاروق بقوة وهدأت نفسه قليلاً حين أدرك أن الأمر يخص المال فقال مهادناً :- أسمع صوته جبل ما نتفاهم
أطلق الصوت ضحكة مقتضبة قائلاً بتجبر :- مفيش تفاهم ... تچيب الفلوس تاخد ولدك سليم أو أبعتلك چتته
أبتلع فاروق لعابه الجاف بصعوبة رافضاً تلك الخاطرة البشعة ولكنه أظهر ثبات وهو يُصر على سماع صوت ابنه
دقائق وجاء صوت فارس باكياً هلعاً حين انتزعه حامد بقسوة من الغرفة وخرج به نحو الصالة ثم قرب الهاتف من أذنه وأمره أن يتحدث مع والده، صرخ فارس مستغيثاً
:- ألحجنى يابوى ... تعالى خدنى من إهنا
وكأن الهواء وصل أخيراً لرئة فاروق فاستطاع التنفس من جديد، حمد الله على سلامة الطفل ثم قال مشجعاً ولده
:- ماتخافش يا فارس ... هاچى أخدك ... خليك راچل وماتخافش
قبل أن يجيب الطفل كان أنتزع عسران الهاتف من يده ليقول بصرامة :- أطمنت .... الفلوس تبجى چاهزة وهكلمك أجولك نتجابل فين ... ومفيش داعى أجولك البوليس مالوش صالح بينا وإلا...
ثم أغلق المكالمة وقبضة فاروق تكاد تعتصر الهاتف بانفعال وأنفاسه الغاضبة تتسارع وتيرتها مع دقات قلبه

********************

فى منزل البدرى تجمعت العائلة بعد أن ترك كلاً منهم عمله أو دراسته لمساندة أمل وابنها فى مصابهم
حركت أصيلة حبات سبحتها ببطء ثم همهمت وعينيها مرتكزتان على حبات المسبحة
:- ذنب الكبار بيحمله الصغار ... ربنا يحفظ فارس ويرده لأمه ويطمن جلبها عليه
قالت شمس بتعاطف وهى جالسة بجوار زوجها
:- طول الليل صاحية مغمضش ليها جفن ... كل ما أدخل اطمن عليها ألاقيها صاحية جنب ياسين
:- الضنا غالى يا بتى
قالتها أصيلة وهى تنظر فى وجه يوسف الذى لم ينل قسطاً من النوم أيضاً قلقاً على ابن شقيقته كما حال الجميع وتساءلت بجدية
:- هتعمل إيه يا يوسف!! ... واچب تدوروا على العامل اللى بتجولوا عليه ده أنت وچلال
رفعت ندى حاجبيها متعجبة مع هزة رأسها الغير مصدقة للأمر وهى تردد برفض
:- أنا مش مصدقة ... جاد!! ... جاد يكون له يد فى خطف فارس ... أزاى!! ... ده طيب ومؤدب جداً أنا مش قادرة أستوعب ليه يعمل كده
تجهم وجه جلال العاقد الذراعين فوق صدره، لا يدرى كيف خدعه جاد لهذه الدرجة لقد وثق به وعاملة بالحسنى فلما يلجأ للخطف والترويع ... هناك أمر مريب فى هذا الأمر
فك عقدة ذراعيه وأجاب باقتضاب
:- عندك حق يا ندى ... أكيد فى سر .. بكره الحقيقة تبان
هبطت أمل درجات السلم بجوار ياسين متشابكى الأيدى فتحولت كل الأنظار نحوهما وكأن الجميع يطمئن ويساند دون حديث، ألقت تحية خافتة على الجميع ثم أمرت ياسين بود وهى تمسح على رأسه برفق
:- حب على يد چدتك أصيلة يا ياسين
تحرك ياسين نحو أصيلة التى استقبلته بابتسامة عذبة وربته حنون على كتفه، انحنى يلتقط كفها ويلثمه بخفة وهى تدعو له
:- ربنا يبارك فيك يا غالى يا ابن الغاليين
شاغبه يوسف من مكانه رغم نبرة الحزن فى صوته
:- مش هتسلم على خالك يا ياسين؟
التفت ياسين نحوه وناظره لثوانى وكأنه يستوعب معنى هذه الكلمة الجديدة عليه (خالك) ثم تحرك نحوه، لم يستسيغ أمر أن له خال بعد ولا يدرى كيف يتعامل معه، استقبله يوسف منفرج الأذرع ليضمه إلى صدره ويلثم وجنته ولكن ياسين قطب حاجبيه متشبه بوالده وقال معترضاً
:- الرچال متبوسش على الخد يا خال
ضحك يوسف رغماً عنه وقال مدافعاً
:- لامؤاخذة يا ياسين بيه ... أصل خالك من متربى فى العاصمة وميعرفش سلو بلدكم
تأمل ياسين ملامحه بفضول، يتعرف على شقيق والدته الذى كان سبب فى بعادها عنهم، يبدو عليه الطيبة كما يبدو على الجميع فى هذا المنزل، جلست أمل بجوار عمتها التى ربتت على ساقها بحنان ثم التفتت أمل لشقيقها تتساءل بهدوء
:- مفيس أخبار چديدة يا يوسف
أحنى يوسف جذعه قليلاً ومد ذراعه والتقط كف أمل يضغط عليه برفق يبثها القوة والطمأنينة ثم أجابها بجدية
:- أنا كنت منتظر اطمن عليكِ أنتِ وياسين وبعدين هنروح لفاروق أنا وجلال ونشوف هنعمل إيه النهارده ... إن شاء نقدر نوصل لحاجة وفارس يرجع بالسلامة
كان ياسين يراقب حديث والدته وخاله وتلامس أيديهم بحيرة، لم تتفاعل والدته مع أى رجل سوى والده من قبل ... كيف تتحدث بهذه البساطة والأريحية
تفاجأ ياسين بذراع شمس تلتف حول كتفيه قائلة
:- تعالى يا ياسين أحضرلك فطار ... وشطارتك بقى تأكل مامتك معاك
رفعت ندى صوتها بشقاوة هاتفه وهى تتقدم نحو ياسين الذى يقف بالمنتصف يتأمل الوجوه والانفعالات يقارن ما يراه مع ما سمعه خلال الفترة الماضية فى منزل السمرى خاصة من جدته فهيمة
:- لاه سبولى ياسين بقى ... أنا هفطره فطار فرنساوى
نظر إلى والدته وكأنه يأخذ الأذن منها فقالت ببسمة باهتة
:- روح مع خالة ندى يا ياسين
:- لا لا لا ... مفيش خالة ديه خالص أنا لسه صغيرة .. تعالى يا ياسين وأحنا هنتفاهم مع بعض
رمقها ياسين بتمعن وكأنه يقدر عمرها ثم وضع كفه فى كفها المفتوح نحوه وسألها بفضول
:- كيف فطار فرنساوى يا ندى!!
بدأت فى فتح حوار معه يشغل عقله ويخفف وطأة غياب شقيقه عنه وهما فى طريقهما نحو المطبخ، تبعهم شمس بعد أن قبلت رأس أمل قائلة
:- أنا هعملك حاجة صغيرة تاكليها وأوعى تقولى لأ ... عشان خاطر ياسين لازم تبقى قوية
بعدها أستأذن يوسف وجلال مغادرين بعد أن أكدت أصيلة عليهم أن يوالوهم بالأخبار الجديدة
اقتربت ياسمين بالقرب من مجلس أمل وقالت بتعاطف
:- إن شاء الله ربنا يطمن جلبك وفارس يرچع بالسلامة ... كلنا بندعى ... حتى الشيخ رضا دعا لفارس بعد الصلاة فى الچامع وكل الناس دعت معاه ... طه بيجول البلد كلاتها حزينة وبتدعى فارس يعود بخير
هزت أمل رأسها هزة خفيفة لم تُرى وتنهدت بلوعة أم يحترق قلبها لغياب طفلها بينما قالت أصيلة تؤكد على مؤازرة الجميع لها
:- الحاچة بهية كانت رايدة تاچى تطمن عليكِ وكمان نسمة وفرح من بيت العزازى ... لكن أنا جولتهم هنجتمع فى الفرح ... يوم رچوع فارس إن شاء الله
ارتعشت شفة أمل السفلية مؤذنة بهطول عبراتها اشتياق وجزعاً على فلذة كبدها

*******************
يتبــــــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-06-21, 10:07 PM   #1086

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


وقفت سيارة جلال أمام مزرعة السمرى وترجل منها يوسف وجلال ليدلفوا جنباً إلى جنب إلى المزرعة
لم يصبح غريباً أن يجتمع أبناء السمرى وأبناء البدرى معا فى سلام بعد أن طافوا يوم أمس القرية معاً بحثاً عن حفيد الأسرتين، فهذه المحنة قربت بينهم فالمصاب واحد والدم واحد
بالقرب من إسطبل الخيل حيث الجلسة الفسيحة استقبل أحمد وفاروق أبناء البدرى وجلسوا سوياً للحديث عن أخر ما وصلوا إليهم
بادر فاروق بالسؤال عن ولده مقاوماً رغبته أن يمتد سؤاله للاطمئنان على زوجته أيضاً ... ولكنه قال باقتضاب
:- كيف حال ياسين اليوم؟
رمقه يوسف بهدوء وأجاب بذكاء ليطمئنه على زوجته أيضاً
:- بخير متقلقش عليه ... نام كويس فى حضن والدته والكل بيراعيه وبيحاول يخفف عنه ... وجوده طمن والدته شوية وحاولت تسيطر على دموعها علشان خاطره
أخفض نبرة صوته ممتناً
:- بالمناسبة كنت عاوز أشكرك على موقفك الإنسانى مع أمل … أمل وياسين كانوا محتاجين لبعض أوى
هز فاروق رأسه بحزن، هو أيضاً في حاجة إليهم، يحتاج إليهم جميعاً بشدة فقد زاد جفاء ومرارة أيامه فى بعدهم
دقائق بسيطة مرت ووزع أحد العمال أكواب الشاى أمامهم على الطاولة، توقف فاروق عن الحديث حتى أبتعد العامل ثم واصل حديثه عما قاله فوزى من اعترافات
تبادل جلال ويوسف النظرات بتعجب ثم سأل جلال باستفهام وكأنه يفكر بصوت عالى
:- إيه الغرض من محاولة قتل يوسف وتلفيق التهمة لفاروق بيه ... إيه العامل المشترك بينهم!!
واصل يوسف التفكير معه قائلاً
:- حد له مصلحة فى زيادة المشاكل والفجوة بين العيلتين
أضاف فاروق بوجه عابس أصبح ملازمة منذ أيام
:- أو حد غرضة يولع نار التار بين العيلتين من چديد لغاية ما نخلص على بعض
تساءل يوسف باهتمام
:- اسمه إيه العامل اللى كان بيشتغل عندكم؟؟
:- اللى مكتوب فى دفاترنا ... حمادة مچاهد چابر... وطبعاً ده الاسم اللي جاله لكن مفيش صورة بطاجة ولا غيره ... مش متعودين كيف ما أنتوا عارفين عمال اليومية مش بنهتم أوى ببيانتهم
تفكر جلال للحظات ثم قال يحاول ربط الأمور ببعضها
:- جاد متسجل عندنا بأسم ... جاد عسران جابر و حامد عسران ... أنا أزاى مأخدتش بالى من الأسماء قبل كده
لام نفسه بصوت مرتفع، لكن الدفاتر والتسجيل من اختصاص رئيس العمال والمحاسب بينما قطب يوسف حاجبيه
:- كده هم أكيد من عيلة واحدة ... لكن إيه مصلحتهم إنهم يحاولوا قتلى ويلفقوا دليل ضد فاروق!!
لم يشترك أحمد فى الحوار الدائر إنما تابع بصمت يقلب الأسماء فى ذاكرته وفجأة أضاءت ذكرى الاسم فى رأسه ... تمتم بشرود
:- عسران چابر ... چابر أبو إسماعيل
تحولت الأنظار نحوه ذاهلة وأفصح يوسف عن تفكيره
:- الاسم ده كان فى ملف قضية ...
أكمل فاروق كلام يوسف :- مقتل عمى خالد
تقابلت نظرات يوسف وفاروق وقد توصلوا إلى معلومة واضحة أمامهم بينما وضح أحمد أكثر
:- هو ده الرابط بين العيلتين جضيه قتل عمى خالد الله يرحمه ... الچريمة تمت فى وچود أبوى عدلى السمرى ... ووالدك يا يوسف حسين البدرى وچدى سيد السمرى
شارك جلال في الحديث ليتم المشهد
:- وجابر خد حكم مؤبد ومات فى السجن
زاغت نظرات فاروق فى الفراغ يفكر فى منزل جابر أبو إسماعيل المهجور على أطراف المدينة، ربما هناك يحتفظوا بولده، التفت بجذعه نحو شقيقه الذى فهم سريعاً ما يفكر به وهز رأسه نافياً
:- لاه ... مش هناك الدار لساته مهچور ... محروس دور بنفسه هناك
ضرب فاروق قبضة فوق الطاولة بعنف وارتفع معدل القلق والخوف فى نفسه فالمسألة أصبحت لا تنحسر فى المال إنما فى ثأر قديم لن يهدأ سوى بإراقة الدماء

*****************

تلقى فاروق مكالمة تليفونية في فجر اليوم التالى بعد أن قضى ليلته مستيقظاً يتقلب على جمر من القلق والترقب والخوف على طفله الصغير، مستلقى فى فراش فارس الصغير بغرفة أولاده في انتظار تلك المكالمة التى ستعيد ولده الصغير إلى أحضانه مرة أخرى
تردد فى عقله صوت زوجته تتوسل حبه لأطفاله وحنانه عليهم، تتوسل ليُظهر مشاعر حبه وحنانه الأبوى على أطفاله ولكنه اتخذ سبيل بين الشدة واللين كونهم ذكور رغم أن شدته كانت طاغية أكثر عليهم
والأن لانت مشاعره وشعر بأهميتهم وقيمتهم أكثر بعد أن تولى شئونهم بنفسه فى غياب والدتهم وقربهم منه فأصبحوا ملاصقين له أغلب الوقت
الأن أدرك معنى أن يحتضن طفله ويشعر بقربه ويتشمم عبقه، الأن هو على استعداد لدفع كل مايملك هو وأسرته لاستعادة ولده سالماً معافى بل على استعداد لدفع حياته ثمناً لاستعادة أسرته الصغيرة التى تشتت بهروب زوجته من عرينه

***************

قطعت سيارة فاروق طرقات القرية حتى وصل إلى أطرافها حيث المكان المتفق عليه، مر بجانب المنزل المهجور المبنى من الطوب اللبن ثم تحرك فوق الأرض البور التى تشققت قشرتها من جفاف أرضها وهجر أصحابها لها مقترباً من تلة قريبة تشرف على الأرض ثم توقف وترجل من السيارة يدور ببصره فى الأنحاء بنفاد صبر
تفاجأ بسيارة البدرى تقترب بجوار سيارته يقودها يوسف، ترجل من السيارة و تقدم نحو فاروق الذى بادره بالسؤال بتشكك
:- إيه اللي چابك إهنا يا يوسف؟
أجابه يوسف بتلقائية جادة :- واحد أتصل بيا من نص ساعة وقالى أقابله هنا لوعاوز أطمن على ابن أختى .. وطلب منى ما أقولش لأى حد
التقطت نظرات يوسف عدلى السمرى الذى ترجل من السيارة بهيبته المعهودة ووقف بشموخ يطالع المكان من حوله بشرود
التفت فاروق حيث نظرات يوسف ليطالع والده وتطوع بالإجابة على سؤال غير منطوق لكنه واضح بمقلتى يوسف فقال موضحاً
:- طلب أن أبوى يبجى موچود أثناء التسليم
تقدم الاثنان نحو عدلى الذى يتفقد المكان بصمت متجاهلاً تحيه يوسف دون وعى منه ونظراته تمسح الأرض الجافة التى يقف فوقها والتلة القريبة التى تظللها وعلى مقربة يظهر بيت مهجور من أهله منذ سنوات طويلة
زفر عدلى بقوة وقال بشرود :- الأرض ديه شهدت موت أخويا خالد الله يرحمه ومن وجتها چرى الخراب على ناس كتير
تبادل فاروق ويوسف النظرات، فهذا الخراب أمتد حتى طالهم رغم مرور السنين
فجأة تعالى صوت من خلفهم من جهه التلة العالية فالتفت الجميع نحو الصوت الذى صاح بقوة
:- فاكر الأرض ديه ياعدلى؟
رفع عدلى نظره تجاه صاحب الصوت أما يوسف وفاروق فمسحت نظراتهم المشهد جيداً، ست رجال يعتلون التلة متباعدين نسبياً، ثلاث شباب يحملون الأسلحة النارية تعرف يوسف على حامد من بينهم ويبدو أن الأخر هو حمادة الذى سمع عنه وشقيقه الأخر
يحاوطون المتحدث الذى يبدو كبيرهم وبجواره رجل كبير فى السن أخر وعلى بعد خطوات قليلة تبين يوسف ملامح جاد الذى يقف بارتباك وربما رفض لما يحدث واضعاً كفيه برفق على كتف ولد صغير
ابتسم يوسف رغماً عنه لملامح ابن شقيقته الطفولية بينما جالت نظرات فاروق على ولده من أعلى رأسه لأخمص قدميه يطمئن على سلامته ويشجعه بنظرات صارمة أنه لن يتخلى عنه أبداً
تابع عسران حديثه لعدلى وهو يشير للأرض المتشققة عطشاً المحيطة بهم
:- أرض أبوى اللى أبوك سيد السمرى طمع فيها وسرجها ... طمع فى الأرض تدخل كردون مبانى وسعرها يعلى
ضحك بتهكم قبل أن يفتح ذراعيه ويردف :- سرج الأرض وطمع فيها وفى الأخر ... أها الأرض ماتت بجت بور ... عطشانة لعرج (عرق) صحابها
هتف عدلى بأعلى صوته حتى يصل لمحدثه الذى تبين هويته رغم خطوط الزمان التى خطت على وجهه
:- أبوك باع الأرض برضاه يا عسران ... ماحدش چبره على حاچة
تعالت ضحكة ساخرة متألمة ورافضة لتلك الكلمات وقال بمرارة
:- صُح أبويا باع برضاه وهو چاهل بغرض أبوك وخبثه ... وجبل بملاليم لأچل ما يربى ولاده ويعلمهم ولما علم بسعر الأرض الحجيجى وبدخولها كردون مبانى ... چه إهنا فى الأرض ديه وأبوك فيها بيخطط ويدبر
(بدأ يشير بذراعه وهو يسرد ذكريات ما حدث فى السابق) أنا كنت معاه وأنت كنت موچود وأخوك خالد (ألتفت نحو يوسف وأشار له) وأبوك يا يوسف كان موچود ... كان چاى يطالب ببته اللى سرجوها هيه التانية وحرموه منيها
طأطأ يوسف نظره بصمت متذكراً والده وشروده الدائم ورحلة بحثه عن ابنته التى علم أركانها من عمته، تحرك عسران بضع خطوات للأمام مطمئناً لحماية ابنة وأبناء شقيقه لظهره وأكمل حديثه وهو يشير للمنزل المهجور
:- فاكر الدار ديه يا عدلى ... كان عايش فيها راچل ومراته وولاده الأربعة ... كان عندهم أمل يتعلموا ويعيشوا فى أمان وسعة من المال .... لكن أبوك حكم عليهم (توقف يزدرد الغصة المستحكمة فى حلقه قبل أن يردف بحرقة) حكم علينا نسيب دارنا وبلدنا بعد ما رمى أبويا فى السچن وأتشردنا بين البلاد
رفع سبابته ووجهها نحو عدلى كرمح يخترق قلب عدلى المحمل بالذنب وصاح بغل
:- وأنت كنت اليد اللى نفذت ... دخلت برچالك وطردتنا من دارنا من غير لا شفجة ولا رحمة ... أخدنا اللى جدرنا عليه وتركنا الباجى ورانا ... نفدنا بچلدنا من ظلمكم
نكس عدلى رأسه بخزى، لقد فعل حقاً تنفيذاً لأمر والده كان مغيب العقل فى طاعة والده، كان يده التى يبطش بها
جز فاروق على أسنانه يتحرق لينهى هذا الموقف المخزى ويضم ولده بين جنباته، لكن عسران واصل حديثه بحرقة قلب
:- طلعنا من بلدنا أشتغلت ليل ونهار لاچل ما أكل أخواتى الصغار ومرتى ... عشنا كلاتنا فى أوضة فوج السطوح ستة أنفار فى أوضة ... أخواتى سابوا التعليم ... أختى الصغيرة ماتت من المرض .. وأبويا مات من الجهرة فى السچن
صمت خيم على الجميع للحظات يتعارك عدلى مع نفسه يعلم أن كل كلمة يسمعها صدق ... حقيقة عاشها مع والده المتجبر ونفذها بطاعة عمياء أظلمت قلبه قبل عقله
أقترب الرجل من جاد وفارس ووضع كفه على كتف جاد ليقول بصوت متحشرج :- ولدى ماجدرتش أعالچه وفضل طول عمره أعرچ العيال تعايره (طأطأ جاد رأسه بحرج بينما أردف والده) أمى أدفنت فى مجابر الصدجة ... أخوى الصغير طفش من الفجر والعوزة ومحدش عرف طريجه ( تحرك من جديد ليقف بجوار شقيقه مردفاً) مفضلش غيرى أنا ومچاهد من عيلة كبيرة وأبوك حكم عليها بالشتات
قلب شفته باشمئزاز وهو يحرك رأسه بجنون صارخاً بحقد
:- كل ده لاچل أرض طمعتوا فيها وسبتوها تموت .... تبور (ارتفع صوته تدريجياً حتى وصل للصراخ) كل ده وأنتوا عشتوا وأحنا اللى بنموت
جاء صوت عسران يتسائل بقهر وهو يشير نحو صدره
:- كيف أرد حجى منيكم ... كيف أرد الذل والجهر والمهانة اللى عشناها بسببكم يا ولاد السمرى
رفع فاروق حقيبة كبيرة كان يضعها بجواره رغبة فى إنهاء هذا الموقف الذى يوتر الجميع وينقذ والده من الحرج والخزى الذان يطلان على ملامحه فقال بإصرار
:- الفلوس اللى طلبتها ... والواد الصغير مالوش صالح بكل حديتك ده
رمقه عسران بنظره حاقده قبل أن يقول بغيظ
:- ولادى كمان ماكنش لهم ذنب وعاشوا فى فجر وذلة (أشار نحو حامد وجاد بقهر) اللى كان فيهم يتأذى ولا يتعب ماكنتش بلاجى تمن العلاچ .... هتعوضنا كيف ... أمى اللى دفنت بتها المريضة اللى مش لاجين تمن علاچها هتعوضها كيف يا ابن السمرى ... أتكلم هتعوضنى أنا وأخوى وولادنا كيف عن سنين عشناها فى ظلم وفجر
هتف يوسف بصوت مرتفع يجادله بتعقل
:- وده يديك الحق أنكوا تتحولوا لعصابة ... حاولتوا تقتلونى ولفقتوا القضية لفاروق وبعدين تخطفوا ابنه
تبادل الشقيقان من أبناء أبو إسماعيل النظرات بتهكم ثم قال عسران الذى يقود الحديث ساخراً
:- ويا ريتك طلعت راچل وكتلت فاروج وخدت تارك ... إلا طلعت ابن بنادر ورحت تطلب الصلح
حرك يوسف رأسه بتعجب لمنطق هذا الرجل وتساءل باستغراب
:- وتقتلنى ليه ... أنا أبويا أتظلم هو كمان
رفع مجاهد صوته أخيراً مفسراً منطقهم فى الأخذ بالثأر
:- كان لازمن أبوك ما يتدخلش من البداية ويسحب البندجة من يد أبوى ... كنا خلصنا من سيد السمرى وچبروته ... لكن عمل فيها شهم وحاول ينقذه والرصاصة طلعت وصابت خالد
أكمل عسران على حديث شقيقه
:- وفضل أبوك فى البلد معزز مكرم ... مكانة وفلوس عيلته بتحميه ... لكن أحنا أطردنا شر طرده
زفرعدلى بقوة ورفع رأسه عالياً، متقبل مصيره المحتوم وخطى خطوه للأمام يحاول أن ينهى الموقف وينال جزاءه وينقذ حفيده، فصاح فى وجه عسران
:- أنا جدامك أها ... خد تارك منى وهمل الواد الصغير
قبض فاروق على ساعد والده يمنعه من التقدم وقال بخفوت بالقرب من أذنه
:- بتجول إيه يابوى .... بَعد أنت
أبعد عدلى قبضة فاروق بقوة وقال بعزم
:- خد ولدك وأمشى أنت يا فاروج ... ديه غلطة أبوى وغلطتى وهتحملها
رفع فاروق صوته قائلاً بحسم
:- فلوسك چاهزة .. خدها وهمل الواد وأوعدك هترحلوا كلاتكم بخير ومحدش هيتعرض لكم
قاطعه صوت عسران مجلجلاً برفض
:- تارى مش فلوس وبس يا ابن السمرى
شعر فاروق بقرب الخطر فأسترق نظره خاطفة نحو المنزل المهجور، يتأكد من وصول أحمد داخله ليوفر لهم الحماية ثم أعاد نظره نحو فارس الذى يتململ فى وقفته ويرغب فى الخلاص
حرك فاروق شفتيه ببطء هامساً ليوسف الذى يقف على يمينه
:- أول ما ضرب الرصاص يبدأ ... تاخد فارس وتطلع تچرى بعيد يا يوسف
حرك يوسف مقلتيه جانباً نحو فاروق وهمس رافضاً
:- نحاول نحل الأمور مع آآآآآ
قاطعه فاروق الذى يفهم طبيعة عصبية وحمية أهل الصعيد وإصرارهم على الأخذ بالثأر وقال بصرامة
:- أنا خابر اللى فى دماغه ... تاخد الواد وتحميه ... أمانه فى رجبتك
أومأ يوسف باستسلام فهو لا يستوعب عصبية وعادات تلك البلاد
رفع فاروق رأسه وأعتدل فى وقفته مترقباً للدفاع عن والده الذى يبدو إنه هدف عسران، سلط عينيه على عسران فإشارة بدأ إطلاق النار ستبدأ من عنده حتماً
صاح عسران ببغض شديد وهو يشير نحو عدلى
:- حجى مش فلوس وبس ... حجى حرجة جلبك على ولادك يا عدلى
هنا ارتفعت الأسلحة مصوبة لصدر فاروق الذى أخرج سلاحه المخبأ بظهره سريعاً وبدأ فى تبادل إطلاق النار معهم وعينيه حائرة بين طفله الصغير الخائف وطلقات الرصاص المتطايرة من كل اتجاه مصوبة نحوه

***************

قبل ذلك بقليل وقبل أن يتأزم الوضع انحنى جاد على أذن فارس هامساً دون أن يلاحظه أحد
: أول ما أجولك تچرى تركب الريح وتنزل لأبوك ... فاهم يا فارس
هز الطفل رأسه وعيونه الخائفة تعانق وجه والده
مع نهاية كلمات عسران ارتفعت الأسلحة الرشاشة فى يد حامد وحمادة وجابر نحو صدر فاروق وأسرع عسران ومجاهد نفسيهما لسحب أسلحتهم الخاصة من ملابسهم
وبدأ تبادل إطلاق النيران هتف جاد على فارس الذى أنطلق هابطاً التلة ركضاً فى نفس اللحظة التى تحرك بها يوسف صعوداً ليلتقى بفارس ويحمله بين أحضانه ويجرى به يحتمى بالصخور بعيداً عن مرمى النيران تحت ستار من الحماية آمنه فاروق لهما من رصاصاته المتطايرة نحو الرجال فوق التلة
فى نفس اللحظة أسرع جاد على قدر خطوته التى تغوص فى الرمال ليحتمى من الطلقات لكنه تعثر فى الصخور فسقط يتدحرج على التلة وارتطمت رأسه بصخرة كبيرة أفقدته الوعى
عندما أستقر الحال بيوسف ضاماً فارس إلى صدره خلف الصخور أدرك أن الطلقات النارية تتطاير من أكثر من أتجاه
حرك مقلتيه نحو المنزل المهجور حيث ظهر أحمد رافعاً سلاحه الرشاش من أمام المنزل يدافع عن شقيقه ووالده وعلى بعد عدة أمتار كان مدحت يطلق رصاصاته أيضاً محتمياً بسيارة الشرطة فى محاولة للسيطرة على الوضع وبجواره جلال الذى أسرع إليه بمجرد أن عرف مكان التسليم
حين أعاد يوسف نظره نحو فاروق وجده ملقى أرضاً وبجواره والده والدماء ترسم طريقها حولهما

****************
قــراءة ممتــــعة


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-06-21, 10:13 PM   #1087

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

لأن المحبة والود رزق من عند الله فأحمد الله وأشكر فضله
أن أهدانى أجمل صديقات ومد حبل الوصال والمودة بيننا
شكراً للمصممة الرائعة مريم تميم ❤
والمصممة إيمى حسين ❤
على الأغلفة الجميلة التى أسعدتونى بها
حتى دون أن أطلب
آدام الله الود والمحبة بيننا وأشهد الله إنى أحبكم فى الله❤


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-06-21, 10:14 PM   #1088

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

غــلاف إهـداء المصممة الرقيقة (مريم تميم )



ولاء حنون likes this.

سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-06-21, 10:16 PM   #1089

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

[CENTER]غــلاف إهـداء المصممة الجميلة (إيمى حسين)




ولاء حنون likes this.

سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-06-21, 10:35 PM   #1090

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 8 والزوار 14)
‏سما صافية, ‏Maryam Tamim, ‏ولاء مطاوع, ‏فالنسيا, ‏بلانش, ‏الذيذ ميمو, ‏amana 98, ‏Rima08


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:16 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.