آخر 10 مشاركات
أربعة شكلوا حياتها (66)-شرقية-ج2 سنابل الحب-للمبدعة:منال سالم [مميزة] *كاملة بالرابط* (الكاتـب : منال سالم - )           »          1107-معركة التملك-شارلوت لامب د.ن (ج2 من السداسيه كاملة)** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          سِـــيدْرَا (41) -نوفيلا- ج1 من سلسلة سنابل الحب للرائعة: منال سالم *كاملة & الروابط* (الكاتـب : منال سالم - )           »          شَهدُ الأفاعي (43) -ج3 سلسلة سنابل الحب- للمبدعة: منال سالم*مميزة*كاملة مع الروابط* (الكاتـب : منال سالم - )           »          193 - دمعة على ثوب أبيض ! - كيت والكر (الكاتـب : dalia - )           »          إمرأتي و البحر (1) "مميزة و مكتملة " .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          العشق الممنوع(71)-قلوب شرقية-للمبدعة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد[حصريا]مميزة-كاملة&الروابط (الكاتـب : منى لطفي - )           »          حين تشاء الأقدار(51)-قلوب شرقية- للرائعة :مروى شيحه [حصرياً] مميزة*كاملة& الروابط* (الكاتـب : مروى شيحه - )           »          محكوم بأمر الحب (55) -قلوب شرقية- للرائعة: mema ameen [مميزة]*كاملة* (الكاتـب : mema ameen - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4154Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-01-22, 11:48 AM   #2281

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايمان صفي مشاهدة المشاركة
بصراحة انا كتير بكره اي رواية لمن بيكون فيها انو دائما الزوجة الاولى شريرة شي قرف والزوجة الثانية المنيحة اللي ما فيه متلها
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايمان صفي مشاهدة المشاركة
ما بعتقد رح كمل الرواية لانو كرهتها


الزوجة الأولى هنا ليست سيئة بل هى ضحية افكار مجتمع وجهل وأم وده الهدف من تصويرها بهذا الشكل وليس الهدف مجرد الزواج الثانى
فى شخصيات أخرى محورية فى الرواية غير شخصية أحمد كان ممكن تلاقى قبولك لكن واضح أنك ركزتى فى جانب محدد فقط

لك كل الحرية فى عدم المتابعة ديه حرية شخصية وشكرا لذوقك


سما صافية متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-01-22, 10:58 AM   #2282

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,966
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

صباحووو بانتظار القصل الجديد
نجوى زعلت رغم.كلشي عليها تفكيرها القديم وانو الصبي راح يجيبلها العزوة والاحترام ووداعا بداهية طبعا زن والدتها وتحريضها كان المساهم الاكبر والنتيجة خسروها مع الولد لنشوف بناتها واحمد وشموع كيف راح تصير حياتن
صفا النقاء كلو وجع من نوع اخر بتمنى جلال يسمع لوصيتها لينا بتحبو فعلا
اشتأنا لجاد بانتظارك


Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-22, 12:51 PM   #2283

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ektimal yasine مشاهدة المشاركة
صباحووو بانتظار القصل الجديد
نجوى زعلت رغم.كلشي عليها تفكيرها القديم وانو الصبي راح يجيبلها العزوة والاحترام ووداعا بداهية طبعا زن والدتها وتحريضها كان المساهم الاكبر والنتيجة خسروها مع الولد لنشوف بناتها واحمد وشموع كيف راح تصير حياتن
صفا النقاء كلو وجع من نوع اخر بتمنى جلال يسمع لوصيتها لينا بتحبو فعلا
اشتأنا لجاد بانتظارك


صباح الفل والياسمين 🌹
الفصل يوم الثلاثاء إن شاء الله
نجري ضحية تفكير والدتها العقيم والنهاية كانت حزينة لنجري وبناتها ففقد الام شئ عظيم
صفا تركت أثر في القلوب بنقاء قلبها وجلال تأثر كثيرا بوفاتها ولكن الحياة يجب أن تستمر
تسلمي حبيبتي ❤️ ❤️ ❤️


سما صافية متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-02-22, 02:31 PM   #2284

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

انتظرونى اليـــوم والفصـل الأخيـر من الرواية
والخاتمة الأسبوع القادم إن شــــاء الله
دمتـــم بكل خيـــر وسعـــادة




سما صافية متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-02-22, 10:20 PM   #2285

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصـــل الأخيـــــر

*********


قام فى وقت قصير بالتمهيد وإقناع الفتيات بضرورة انتقال شموع للمنزل معهن لم شمل الأسرة واستطاعته رعاية الجميع بشكل متساوى وبالطبع لم يسلم من الصراع والمشاحنة مع جدتهم رتيبة التى طالبت بالاحتفاظ بهم وقوبلت بالرفض القاطع من أحمد فلن يترك بناته عرضه لنشأة خاطئة كالتى عانت منها والدتهم وأودت بحياتها
بعد ما يقرب من أسبوعين على وفاة نجوى انتقلت شموع إلى منزل أحمد وقد وعدت بتحمل العقبات التى لابد ستواجهها فى البداية حتى تستقر الأمور ولكن كل شىء يهون فى مقابل قربها من زوجها
انقضى الأيام طويلة فى حالة تربص وتوجس من الطرفين حتى مر ما يفوق الشهر عليهم، الفتيات فى حالة ترقب دائم لتصرفات شموع ووالدتها نرجس التى انتقلت معها للمنزل وحصلت على غرفة بالطابق الأرضى أما شموع فكانت تتصرف بطبيعتها العفوية معهن وحسب توجيهات أحمد الذى كان رمانة الميزان بين الطرفين
إلا أن شموع رغم ذلك لم تستطع سوى كسب حب فجر الصغيرة التى وجدت فى عبدالله رفيق لعب ومرح
أما باقي الفتيات فكانوا يتعاملون معها ببرود وتجاهل وخاصة أثناء غياب والدهم أما فى وجوده فكان الجميع يجتمع حوله فى أوقات الطعام أو الراحة وغير ذلك كانت غرفتهم الملجأ الأمن لهم بعيداً عن زوجة والدهم التى تم تحذيرهم منها من قبل جدتهم رتيبة كما أن فهيمة كانت رافضة لهذه الزيجة لذا ترسخ فى عقولهم حتمية الابتعاد عن هذه المرأة التى اختطفت والدهم
دقات خفيفة على باب الغرفة تلاها دلوف شموع حاملة صينية بها كوبين من الشاى بالحليب وطبق كبير يحوى قطع من الكيك بالشيكولاته فى واحدة من محاولاتها العديدة للتقرب من البنات
تقدمت ببطء حرج تحت نظرات الفتيات المحملقة بها، ابتسمت بارتباك ووضعت الصينية على طرف المكتب الخشبى حيث تجلس سلمى وليس ببعيد عنها كانت سندس تجلس باسترخاء فوق مقعد وثير وبين يديها كتاب مدرسى تستذكر منه إستعداداَ لاختبارات نصف العام أما نوارة فكانت تستلقى فوق الفراش تُطالع مجلة أطفال بعد أن انهت اختباراتها وبدأت فى الإجازة
أجلت صوتها وقالت بخفوت وهى تفرك كفيها بقلق من الرفض الظاهر فى عيونهن
:- اتفضلوا يا بنات .. أنى جولت اچيبلكم كوبايتين شاى بالحليب وشوية كيكة لاچل ما تركزوا فى المذاكرة
استدارت نحو نوارة التى تحدق فيها وأردفت تحاول كسب ودها :- عملت الكيكة بالشيكولاتة مخصوص لاچل نوارة خلصت امتحانها .. عجبال ما نعمل الشربات يوم النچاح إن شاء الله
لم تتحرك نوارة من مكانها قيد أنملة تطالعها بنظرات قطة شرسة، تشعر بالحنق نحو شموع التى استولت من وجهة نظرها على اهتمام وحب والدها حتى إنها أصبحت تجلس بجواره حول المائدة مكان والدتها القديم وأضطرت نوارة للجلوس بمقعدها بعيداً عن والدها
ابتلعت شموع ريقها حرجاً حين قابلها الصمت وأطرقت برأسها أمام رفض الفتيات والذى أوضحته سلمى بلهجة حزم
:- متشكرين يا خالة شموع .. بس إحنا مطلبناش حاچة
بللت شفتيها تبتلع غصة استحكمت فى حلقها وحاولت تجاوز هذا المأزق الحرج مبررة لارتباك
:- أنى جولت الشاى بالحليب يساعدكم على المذاكرة ومش غرضى أبداً أزعچكم ولا أخد مكان أماتكم لا سمح الله
تعاطفت سندس مع شموع باعتبارها الأكثر تعقلاً وتقبلاً لها فوالدها تزوج بالفعل فى حياة والدتها ولم تحاول شموع إزاحة والدتها أو الاستحواذ على مكانتها كما إنها ليست كنوارة التى تغار على والدها من زوجته بدافع الحب والتملك
لذا أعتدلت فى جلستها وأنزلت قدميها أرضاً وقالت بامتنان أمام نظرات شقيقتها الكبيرة المغتاظة :- شكراً يا خالة .. كتر خيرك
ارتاحت ملامح شموع وابتسمت فى وجهها شاكرة ثم التقطت أحد الأكواب من فوق الصينية وتقدمت نحو سندس تعطيه لها وعرضت عليها ببساطة وود
:- ربنا يچبر بخوطرك يا سندس .. تحبى اچبلك طبج فى كيكة .. ديه حلوة جوى والله
تناولت سندس الكوب بين كفيها وقبل أن تجيب لمحت والدها يقف فى فراغ الباب المشرع يراقب ما يحدث ولا تعلم منذ متى كان يقف هناك
تقدم إلى داخل الغرفة ببسمة خفيفة على محياه حين التقت عينيه بعينى سندس ووقف بجوار مكتب سلمى، مد أصابعه والتقط قطعة من الكيك وضعها فى فمه يلوكها ببطء ثم قال يشاكس سندس التى دأبت على عمل كيك محروق
:- تسلم يدك يا شموع .. بس كان لازمن تتحرج شوية من الأطراف .. إحنا بنحبها محروجة
قهقهت سندس وقد فهمت تلميحه ولم تستطع سلمى أن تمسك بسمتها أيضاً بينما قفزت نوارة من فوق الفراش والتصقت بوالدها تحاوط خصره بذراعيها بتملك، التقط قطعة أخرى وقربها من فم نوارة ولكنها رفضت بهزة من كتفها فتسائل معاتباً
:- ليه يا نوارة ديه لساتها سخنة وطعمها حلو جوى .. چربى هتعچبك ولا هتكسفى يد أبوك كمان
رفعت عينيها نحوه مستسلمة لتأثيره عليها والتقطت القطعة منه وبدأت فى تذوقها بتمهل
تهللت أسارير شموع وتنفست الصعداء لوجوده بالقرب منها يساندها ويساعدها فى مد جسور الود مع بناته، منحته ابتسامة ممتنة جذابة تلقاها بهدوء وقال يصرفها بذوق ليختلى ببناته
:- بجول إيه يا شموع .. يا ريت تعمليلى فنچان جهوة من يدك وصحن كيك كبير لنوارة .. أنا هكلم البنات كلمتين ونحصلك
ضم جسد نوارة إليه فامتلأت روحها تفاخر وفرح، تتابع شموع وهى تغادر وكأنها انتصرت عليها
سحب مقعد جانبى ووضعه بجوار سلمى ومازالت نوارة تجاوره وتستند على كتفه بذراعها بينما مد ذراعه على ظهر مقعد سلمى الخشبى وباليد الأخرى تناول كوب الشاى بالحليب الأخر ووضعه أمامها .. تطلعت فى وجهه معاتبه ثم قالت بتدلل
:- كنت بتحب تشرب الجهوة من يدى يا أبوى
انزلقت ذراعه من فوق ظهر الكرسى إلى ظهرها يحتويها بحنان وقال بصوت رخيم يراضيها
:- ولسه بحب جهوتك المظبوطة .. لكن ديه وجت المذاكرة ديه ثانوية عامة يا سلمى فى الاچازة الجهوة هتبجى تخصصك أنتِ وحدك
ارتضت بحكمه بقبول، تستشعر جهده ليراضى الجميع ولا يُحزن أياً منهم، حمحم بخفة ثم بدأ حديثه بهدوء ومازال يحتوى نوارة الملتصقة به وعينيه تتجول فى ملامح البنات المنصتة إليه
:- شموع بجالها أكتر من شهر أمعانا فى الدار ولسه حاسس إنكم مش جابلينها .. هى مش إهنا لاچل تاخد مكان أى واحدة منيكم بالعكس ديه كل اللى بتعمله لاچل راحتكم ورضاكم .. هى من حجها كانت تعيش إهنا من أول الچواز لكن لاچل خاطر المرحومة وللبعد عن المشاكل خليت شموع بعيد
زفرت سلمى بضيق وسألت متبرمة وكفها تتلاعب بطرف الكتاب الموضوع أمامها :- هى اشتكت منينا يا أبوى
شدد من ضمه نوارة إليه ويجذب تركيزها للحديث وعينيه مسلطة على وجه سلمى وأجابها بجدية
:- لاه يا سلمى شموع مش النوع اللى يشتكى أصلا .. أنى اللى ملاحظ معاملتكم الحذرة أمعاها وأنى بدى تكونوا كلاتكم مرتاحين ومبسوطين .. شموع طيبة وغرضها تجرب منيكم على الاجل تفتحوا جلبكم وأحكموا عليها بالعدل
أطرق للحظات ثم رفع رأسه يمرر نظراته على ثلاثتهن ثم قال بحذر
:- لاچل خاطرى حاولوا تجربوا منيها وتعاملوها كأخت كبيره لكم .. وخصوصى إنها عن جريب هتبجى أم أخ أو أخت لكم
اتسعت العيون المحدقة به وخاصة نوارة التى ابتعدت خطوة عن صدره تناظره بغضب كزوج خان زوجته
ران الصمت على الغرفة فى ذهول فقال بصوت رخيم بطبيعية :- أكيد كنتم متوجعين إن حاچة كيف ديه ممكن تحُصل .. ديه مرتى على كل حال
تقلصت ملامح سلمى حزناً تتذكر والدتها وكيف توفت وقالت بلوم خافت :- ماكنش بدك أمى تخلف .. فكرتك اكتفيت بينا
وضع كفه فوق كتفها وقربها منه وبأصابع اليد الأخرى أجبرها لتنظر نحوه برفق وقال موضحاً
:- أمايتك كانت تعبانة والدكتورة حذرت من حملها بعد فچر ولولا زنها هى وچدتك رتيبة وموافقة الدكتورة جصاد إصرارهم رغم تحذيراتها .. وافجت يمكن تهدى وترتاح لما تچيب الواد
هز رأسه مشفقاً على تفكير زوجته المنغلق الذى أودى بحياتها وأردف بتعاطف
:- أمايتك هلكت من كتر الحمل .. أنتِ كنتِ واعية لها يا سلمى وتعرفى زين كام مرة حملت وسجطت .. الله يرحمها
تنفس بقوة وبدل نظره فى وجوههن من جديد ثم استطرد بتعقل :- شموع مرتى برضك وحجها تخلف وخصوصى إنها لساتها صغيرة
هتفت نوارة بتذمر وأشاحت بذراعها فى الهواء بغضب طفولى :- يعنى هتچيب الواد وتحبه أكتر منينا
سحب ذراعه من فوق كتف سلمى وجذب سلمى إلى أحضانه يحاول الحديث ببساطة حتى يستوعب عقلها الصغير
:- واد ولا بت .. هيبجى أخوكم نفس الدم يعنى هحبه كيف ما بحبكم .. هو فى أب بيفرج بين ولاده ولا يحب واحد أكتر من التانى .. أنتوا هتفضلوا بناتى وعزوتى والحنية كلاتها اللى فى حياتى
شدد من احتضانها يهمس فى أذنها متغزلاً :- ولا هياچى أحن ولا أحلى من نوارة الدار وفرحته
رفعت ذراعيها الصغيرين تحيط عنقه بتملك وتريح رأسها على كتفه وهو يربت على ظهرها بحنان واستطرد يُسمع الفتيات ويطمأنهم
:- الأب لو خلف دستة عيال بيفضل يحب ويهتم بكل واحد وكنه الوحيد .. غير إكده يبجي مريض نفسى .. أنتوا شايفين أبكوا إيه
هتفت سندس بحمائية :- سيد الرچال وكبير البلد يا أبوى
قهقه بسعادة فخوراً باعتزاز بناته به وفرد جناحيه حول ابنتيه المجاورتين له يضمهم إلى أحضانه مردداً
:- ربنا يحميكم يا بنات أحمد السمرى
شعرن بالفخر حين نسبهم له بلهجته المتفاخرة المعتزة بهم، نهض من مكانه بعد برهة وأشار نحو سندس التى كانت تجلس على بعد فنهضت من مكانها وتقدمت نحوه ترتوى من أحضانه أيضاً بعد أن فتح ذراعيه لها يضمها بقوة إلى صدره ويمسد على ظهرها بحنان

*****************

يتبـــــــــــــــع


سما صافية متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-02-22, 10:21 PM   #2286

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

هبط الدرج ونوارة تحت ذراعه يحدثها بمهادنة في محاولة للتأثير عليها لتتقبل وجود شموع
:- جوليلي يا حبيبة أبوكِ .. شموع سبج وضايجتك ولا جالتلك كلمة إكده ولا إكده
هزت رأسها يميناً ويساراً فى صمت فأضاف بخفوت بعد أن مال عليها وكأنه يشاركها سراً
:- طب خلينا نتفج مع بعض .. حاولى تتحدتى وياها شويه .. أجله تشكريها لو عملت حاچة زينة وتجبري بخاطرها .. بكده أبوكِ هيبجي فرحان بكِ يا نوارة الدار .. اتفجنا
حركت عينيها داخل محجريهما تفكر للحظات ثم أومأت بخفة طائعة، قبل رأسها وواصلا النزول حتى غرفة المعيشة حيث التلفاز يعرض فيلم كرتونى للأطفال وعبدالله يجلس بجوار والدته على الأريكة أما فجر فتقف فى مواجهة شموع، تصيح فى وجهها بتذمر وأصبعها الصغير يشير نحو عبدالله الذى تعتبره دميتها الخاصة
توقف أحمد ونوارة عند حدود باب الغرفة يشاهدان المنظر وهذه الصغيرة القصيرة تطلب بإصرار أن يشاركها عبدالله أكل الكيك
وشموع تحاول إفهامها أنه نال كفايته ويجب أن ينام
تدخل أحمد يفك هذه المشاحنة الغريبة من نوعها، جلس بجوار شموع يواجه فجر ويحاول إقناعها بترك الصغير لوالدته
:- فى إيه يا فچر .. عبدالله لساته صغير وميجدرش ياكل
قطبت حاجبيها الرفيعين متذمرة وأشارت نحو أسنانها تؤكد له :- لاه يجدر وعنديه سنتين إهنا .. أنى شفتهم
ضم شفتيه يسيطر على ضحكة مجلجلة ترغب فى الإنطلاق ونوارة تقهقه بجواره بمرح، أخفض رأسه يدارى ضحكته ثم حمل الصغيرة بين كفيه وأجلسها على ساقه وقال يحاول إقناعها
:- صُح عنديه أسنان .. بس مش لولى كيف أسنانك يا جمر أنتِ
بدأ يدغدغ بطنها وهى تتلوى من الضحك فوق ساقه ثم ضمها إلى صدره لتهدأ بينما قالت شموع تحاول إقناعها بدورها وقد ضمت عبدالله إلى صدرها تهدهده
:- عبدالله هينام دلوك .. الصبح ياكل أمعاك يا فچر
رفع عبدالله ذراعه يشير نحو أحمد يناغى ببعض الحروف المتعثرة :- بوه .. بوه
شهقت نواره متعجبة وهتفت لوالدها تنبه للصغير وكأنه اقترف خطأ :- بيجولك بوى يا أبوى
أطلق أحمد ضحكة مبتهجة وأمسك بكف عبدالله يقبل ظاهرها موضحاً لنوارة :- ما هو عبدالله ولدى دلوك وأخوكم مش إكده
أجابت فجر بحماس مؤيدة :- أيوه .. عبدالله أخوى
ضمها إلى صدره يقبل وجنتها الناعمة وشموع تدعو لها بالخير وقد شعرت بجبر الخاطر من الصغيرة، التفت أحمد نحو نوارة التى جلست بجواره ساهمة وعينيه تدور عليهم فى سكون
عاد يدغدغ صغيرته التى استكانت فوق ساقيه يداعبها برقة :- أخوكِ عبدالله ينام وأنا ونوارة ناكل الكيكة أمعاكِ .. إيه رأيك!!
مطت عنقها الصغير تنظر فى وجه عبدالله الناعس وعينيه التى تكاد تنغلق ثم أومأت موافقة واستكانت فى أحضان والدها تومئ برأسها موافقة التفت أحمد نحو نوارة الساكنة فى مكانها وحثها على المشاركة
:- يلا يا ست البنتة أملى الاطباج بالكيكة .. كل واحد حتة
امتثلت للأمر وبدأت فى ملئ الأطباق أما شموع فنهضت تحمل ابنها بين ذراعيها وقالت بسلاسة :- هعملك الجهوة حالاً يا سى أحمد
استوقفها قابضاً على مرفقها قائلاً
:- اجعدى يا شموع خلينا ناكل سوى .. الوجت أتاخر على الجهوة كمان
قالت بقبول تبذل قصارى جهدها لإرضائه
:- طب هعملك كوباية شاى بالجرنفل تشربها مع الكيكة .. أعملك كوباية لبن دافي يا نوارة
عرضت بمهادنة على نوارة التى هزت رأسها رافضة ومقلتى والدها تتابعها، صمتت للحظة قبل أن تفهم نظرته فأضافت وشموع على وشك المغادرة :- شكراً يا خالة
التفتت شموع نحوها ذاهلة لا تصدق ما سمعته من شكر ثم منحتها ابتسامة هادئة حنونة وشكرتها بدروها قبل أن تغادر

قضوا وقت فى هدوء مرح أثناء مشاهدة هذا الفيلم الكرتونى الذى أجبرتهم فجر على متابعته وبالفعل استمتع به الجميع وشع جو من البهجة والفرح بينهم
همهمت نرجس وهى تقف على باب غرفة المعيشة تنظر إلى حفيدها الغافى فى أحضان والدته وقالت بخفوت
:- تصبحوا على خير أنى هنام .. لافينى عبدالله ينام أمعاى الليلة يا شموع
رفع أحمد نظراته نحوها وقال يحثها على الانضمام إليهم
:- هتنامى من دلوك يا خالة نرچس .. ديه يا دوبك صلينا العشا
ابتسمت فى وقته شاكرة ووضحت بخجل :- هسطح شوية واسمع إذاعة القرآن الكريم
تناولت عبدالله من بين أحضان شموع ثم ألقت التحية مغادرة
مال أحمد على أذن زوجته قليلاً يحادثها وحدقتى نوارة تتابعه بغيرة
:- أمايتك مرتاحة إهنا يا شموع .. حاسس إنها مش واخدة راحتها وطوالى واخدة چنب أو جاعدة فى أوضتها
تشابكت أصابع شموع فى حجرها وبررت بخفوت :- مرتاحة والحمدلله يا سى أحمد .. بس هى بتحب تسمع الإذاعة جبل ما تنام والتلفزيون يا دوب على جد المسلسل وبس
أومأ متفهماً وشعر برأس فجر وقد ثقلت على صدره فأخفض رأسه ينظر نحوها ليجدها تفتح عينيها وتغلقهم بتثاقل
همست شموع معللة بتعاطف
:- طول اليوم لعب وچرى ما شاء الله عليها لازمن تتعب وتنام
أراح رأسها برفق على ذراعه فى حين مالت شموع مقتربة بجسدها منه ومدت ذراعيها تلتقط الصغيرة من بين ذراعيه تحت نظرات نوارة التى تراقب الوضع كحكم مبارة يرغب فى رفع الكارت الأحمر لزوجة أبيها
احتضنت شموع الصغيرة تهدهدها برقة لتغط فى النوم بين أحضانها الحانية بينما فرد أحمد ذراعيه يتمطى وهو يجلس بين شموع ونوارة ثم أخفض ذراعيه ببطء يمسح على ظهر شموع برقة خُفية عن مراقبة ابنته ليشجعها ويساندها وفى نفس الخطوة ضم نوارة إليه يناقشها فى الفيلم الكرتونى بجدية يتبادلان الضحك والمرح
وأثناء الحديث كان يتعمد إشراك شموع فى الحديث ليندمجا معاً ويتخطوا الحواجز الثلجية التى بدأت تذوب رويداً رويداً
أكتمل الجو العائلى المحبب حين انضم إليهم سلمى وسندس ليستريحا قليلاً قبل موعد النوم وهنا قامت شموع بمحاولة تودد جديدة نحو الفتيات فعرضت على سندس التى تحب أعمال الطهى والمطبخ
:- إيه رأيك يا سندس نعمل شوية سندوتشات للعشا وتاكلوها جصاد الفيلم
وافقت سندس دون تفكير ونهضت تشارك شموع التى وقفت ووضعت فجر النائمة فوق الأريكة برفق ثم غطت جسدها بشال خفيف
راقبتها سلمى بتمعن وعقلها يشير عليها أن تُرضى والدها وتهادن زوجته خاصة وهى تخدمهم دون ملل أو كلل وتحاول التودد إليهن بكل طريقة
قبل أن تغادر شموع بصحبة سندس الغرفة كانت سلمى تنهض من مكانها وتنضم إليهم بتردد :- وأنا هاچى أساعدكم كمان
رحبت شموع وسندس بانضمامها إليهما وسندس وتحركوا سوياً نحو المطبخ لإعداد وجبة العشاء سوياً
تنفس أحمد الصعداء وأشرقت ملامحه بابتسامة جذابة، يحمد الله فى سره ويدعو لهم بالألفة والمودة بينما تعالى صوت نوارة التى تتكأ بجسدها على صدر والدها تطالب بحماس
:- أنا بدى سندوتش چبنة بالطماطم
قهقه والدها مرحاً وسعادة وقرص وجنتها المكتنزة قبل أن يمنحها قبلة دافئة وقد شعر أخيراً بجو أسرى حقيقى يلف عائلته الصغيرة

*****************

أمام الفرن الطينى بركن الحديقة الصغيرة للمنزل كانت بهية منهمكة فى خبز بعض من الأرغفة والفطائر وهى جالسة على كرسى خشبى قصير يناسب طول الفرن
خرجت من المنزل ياسمين تحمل بين يديها صينية ضخمة تحوى بطة سمينة ترقد فوق بعض من الخضروات المقطعة
حانت من بهية التفاته بسيطة نحو درج السلم الخاص بالمنزل على أثر صوت الخطوات القادمة إليها، فلمحت ياسمين تهبط بحذر شهقت بتخوف ونهضت بصعوبة من مكانها محذرة
:- على مهلك يا بتى .. ليه شيلتى الصينية وتعبتى حالك فينها منار .. كيف تهملك تشيلى الحمل ديه
ابتسمت ياسمين برقة وهى تتقدم نحوها ووضعت الصينية بين يدى بهية المفتوحتين وقالت برقة :- ليه كل ديه يا خالة ما أنى زينة أهاه ولازمن أساعد برضك
وضعت بهية الصينية فوق الفرن الطينى ثم عادت تتأمل ياسمين التى تقف قبالتها منتفخة البطن بجنينها الأول، تنهدت بارتياح وقالت بحماس وأمل فى القادم
:- يا رب دايما زينة يا مرت ابنى .. أما يا ياسمين لو طلع اللى فى بطنك ولد والله الفرحة ما تساعنى ديه أنى أرجص وأملا الدنيا زغاريد
مسدت ياسمين على بطنها المنتفخة بحنو وقالت تشاغب حماتها
:- ولو مش ولد هتعملى إيه يا خالة؟
لوحت بكفيها فى الهواء ببهجة ورضا بالمقسوم هاتفه بقناعه
:- كل اللي يچيبه ربنا خير يا بتى .. ويبجى المرة اللى بعدها ياچى الواد
جلست بهية على مقعدها الخشبى الصغير أمام طاقة الفرن تراقب ما بداخله بينما جلست ياسمين على أحد مقاعد الحديقة القريبة من والدة زوجها تتابع جدية بهية وهى تخرج بعض الفطائر من الفرن وتستعد لوضع المزيد وقالت مجاملة :- تعبتى حالك اليوم يا خالة
رفعت بهية عينيها إلى ياسمين معاتبة وقالت بسلاسة
:- وديه كلام برضك يا بت الأصول ديه يوم السعد يوم ما رچلك خطت الدار واتچوزتى ولدى الداكتور .. ولا كان بدك تجفى تطبخى وتتعبى حالك وأنت شايلة ولدك إكده
ابتسمت ياسمين فى وجهها ممتنة فاليوم هو الذكرى الأولى لزواجها وأصرت بهية على الاحتفال وعمل وليمة خاصة لهما حتى لا ترهق ياسمين نفسها فى أى شئ
تنهدت ياسمين بعمق وأخفضت نظرها إلى بطنها البارزة، تحمد الله على حملها الذى أعاد لها الثقة بنفسها ودحر كل مخاوفها وألامها ولولا احتواء هذه الأسرة الطيبة لها ومساندة زوجها ويقينه فى عطاء الله لما استطاعت أن تتخطى مخاوفها وتسعد بحملها
جذبها من شرودها صوت بهية تتساءل بلهفة :- ألا الداكتورة ماجلتش واد ولا بت يا ياسمين
فردت ياسمين ظهرها بتألم ومازال كفها يداعب وليدها بداخل بطنها وردت بتلقائية
:- لاه .. أنا لسه داخلة الشهر الخامس من كام يوم والزيارة الچاية نعرف إن شاء الله .. ولو أن طه بيجول بلاش نعرف ونفرح به يوم ميلاده سوا ولد ولا بنته
تنهدت بهية تحمد الله على عطاءه مرددة
:- كله خير من عند ربنا .. بالك يا ياسمين الود ودى أشوف عيال طه بيچروا حواليا في الدار ومالين علينا الدنيا النهارده جبل بكره .. ديه طه ديه الغالى
أجلى الشيخ رضا صوته وهو يدلف من بوابة الحديقة المعدنية ثم اتجه ناحيتهم مُلقياً السلام، التقطت عينيه الصينية الضخمة التى تحوى البطة قابعة فوق الفرن فقال متذمراً
:- أنتوا لسه ماخلصتوش الوكل يا حاچة .. ديه العصر أذن
رمته زوجته بنظره مشاغبة ضاحكة على تذمره فهو يحب أن يجد الطعام مُعد بمجرد عودته من المسجد وقالت تشاغبه
:- طوالى يمسكك الچوع أول ما تخش الدار يا شيخ رضا .. حالاً أخرج اللى فى الفرن وأدخل البطة طوالى … يكون الداكتور طه وصل
عدل من وضع العباءة الكشميرية فوق أكتافه وقال متأففاً
:- هو ولدك ديه يعنى لازمن يشتغل يوم ذكرى چوازه .. كيف هملتيه يخرچ يا ياسمين يا بتى
ضحكت ياسمين بدورها فكل ما يهم الشيخ رضا الأن أن يتناول طعامه ويأخذ قيلولته قبل أذان المغرب، أجابته باستسلام
:- ما أنت خابر طه يا عمى الحاچ .. الشغل أهم شى عنديه
نهضت من مكانها ببطء وقالت قبل أن تدلف إلى داخل المنزل
:- أنا هدخل أساعد منار فى المطبخ وأول ما طه يوصل ناكل طوالى
شجعتها بهية حتى ترضى زوجها قائلة :- أيوه يا بتى كتر خيرك .. وحضروا السلطة بالمرة زمان طه معاود
جلس الشيخ رضا مكان ياسمين ونظر نحو زوجته بمكر ممتعضاً
:- كل حاچة طه ووكل طه .. وما بجاش فى مكان للشيخ رضا يا ولية
رمقته بدلال بنظرة جانبية فهى تعلم طبيعته حين تجوع معدته، التفتت تلتقط من صحن كبير مغطى بقطعة قماش بيضاء نظيفة بجوارها أحد الفطائر الصغيرة وقدمتها إليه
:- اتفضل اتصبر بديه يا سيدنا الشيخ والوكل هيچهز حالاً .. إحنا عندينا بركة غيرك يا أبو الداكتور
تناولها منها بفرحة طفل صغير وشرع يأكل منها بتلذذ، بعد وقت قصير دلف طه إلى حديقة المنزل دون أن يشعر به والديه اللذان يتناقشوا بجدية حول حال البطة السمينة التى خرجت من الفرن لتوها ووالده يشير نحوها بجدية يدلى برأيه فى درجة تسويتها
:- أجلبيها من الناحية التانية بجى .. محتاچة شوية سوا من الچيهة ديه
قطبت بهية حاجبيها غير مقتنعة بكلامه وقال رافضة :- كفاية يا حاچ بدل ما تتلسع .. ما هى زى الفل أهاه
أصر على رأيه كطاهى محترف يعلم ما يفعل :- اسمعى الكلام يا حاچة .. دخليها كمان شوى وهتبجى عال العال ويبجى لونها دهبى ملعلع إكده
ارتفعت ضحكاته على مشاكستهما ثم ألقى السلام عليهما ووقف بجوار والده يمازحه :- يظهر إنك چوعت يا شيخ رضا
رفع الشيخ عينيه يناظر ابنه بعبوس وقال يقارعه
:- ما هو أنت السبب يا داكتور .. حبك الشغل يوم الاحتفال بعيد چوازك وأمايتك عاملة وليمة خصوصى لاچل خاطرك
فتح كفيه يسلم أمره لله وقال بعفوية :- أكل العيش يا شيخ رضا .. چايلنا عيال وبدنا نربيهم
اتسعت ابتسامه والدته تدعو له بالخير :- ربنا يبارك فى عيالك ويكترهم حوالينا جادر يا كريم
أجاب والدته بامتنان وهو يتلفت حوله :- ربنا يباركلى فيكم يا حاچة ... هى ياسمين فين أومال؟
أشارت بهية نحو المنزل :- چوه المطبخ بتساعد منار
استأذن منهما وتحرك صوب المنزل وصوت والده يتبعه آمراً :- أطلع غير خلجاتك وأنزل طوالى .. الوكل چهز وبدنا ناكل
كتم طه ضحكته على تذمر والده وهو يسرع إلى الداخل وقال طائعاً :- أمرك يا حاچ
داخل المطبخ نادت ياسمين على شقيقة زوجها بارهاق :- منار .. تعالى شوفى اللى فى الفرن .. مش جادرة أوطى
وضعت كفيها خلف ظهرها وفردت قامتها بتألم ثم بدأت تمسد على بطنها بحنان وبسمة رقيقة تزين ثغرها غير واعية لزوجها الذى وقف يتكئ بكفه على إطار باب المطبخ المفتوح يتأملها بحب بعد أن تحقق حلمهما
تخطوا سوياً أيام وليالى من القلق والخوف والألم حتى تم المراد وتوج الله مجهودهما ومحبتهما بطفل يحمل دمائهما سوياً
تأوهت ياسمين بخفوت واستدارت نحو الطاولة التى تتوسط المطبخ فتفاجأت بوجود طه يحدق بها بعشق واهتمام
ابتسمت في وجهه ورحبت به تعانق عينيه برموش عينيها وكيف لا وهو طبيب قلبها، أخرجت منار محتويات الفرن ووضعته على الطاولة ووقفت بجوار ياسمين ترحب بشقيقها
تنحنح طه بحرج وفصل عينيه عن مقلتى زوجته يرد تحيه شقيقته ثم قال بجدية مصطنعة
:- منار الحاچة بتجولك چهزى السفرة .. الشيخ رضا معندوش صبر خليص
أطاعت منار بهدوء وبدأت بالفعل فى التجهيز والترتيب أما طه فأشار بطرف أصابعه نحو زوجته بخفة لتنسحب ببطء وتتبعه إلى الخارج قبض على كفها وسحبها خلفه إلى السلالم المؤدية للأدوار العليا وهى توقفه بتمنع :- على فين يا طه براحة عليا
حثها على الحركة معه بتلهف يرغب فى الاختلاء بها فى شقتهما فقال بنبرة رجاء :- تعالى بس يا ياسمين
تخطى الطابق الأول وياسمين تجذب ذراعه معلنه رفضها فى الصعود أكثر من هذا هاتفه بخفوت توقف تقدمه
:- على فين بس يا طه .. أنا مش هجدر أطلع السلالم وأنزل تانى ولازمن نحضر الوكل
احتوى كتفيها بكفيه يتعمق داخل عينيها الحنونه معتذراً بحنو ثم أخفض يده تحتوى بطنها المنتفخة
:- لامؤاخذة يا ست البنات أصلى اتوحشتك جوى .. كان لازمن يعنى نحتفل بعيد چوازنا مع العيلة كلاتها
عاتبته بنية صادقة ونبرة متدللة ويديها ترتفع إلى أزرار قميصه تتلاعب بها
:- وماله يا طه ديه أماه الحاچة هطير من الفرح بالمولود .. وبعدين ما أحنا حنفتل بالليل تانى
اتسعت بسمته وقربها إلى جسده أكثر يستند بجبهته فوق جبهتها هامساً بسرور :- كلاتنا فرحنين بكِ يا ست البنات .. يا ريحة الياسمين أنتِ
احتضنها إلى صدره بقوة، عشقه لها يزيد مع الزمن وارتباطهما يقوى بنيانه كل يوم عن الأخر كما سيزيد عدد أسرتهم الصغير عام تلو الأخر كما ينتويان
همس بجوار أذنها بشقاوة وقد تذكر سبب رغبته فى الاختلاء بها :- هأچل هديتك لما نحتفل لحالنا بالليل يا ست البنات
شهقت مبتعدة قليلاً عن أحضانه وتشبثت بأكتافه هاتفه باندفاع مبتهج :- چبتلى هدية كمان .. هى فين يا طه؟
:- لاه مش دلوك .. لما نبجى لحالنا
ألحت عليه للإفصاح لكنه رفض وأثناء جدالهما معاً ارتفع صوت الشيخ رضا متذمراً من غرفة الطعام
:- أنا هاكل واللى بده ياكل يحصلنى .. أه اللى ياكل على ضرسه ينفع نفسه
كتما ضحكاتهما المرحة وبدأ فى العودة إلى الأسفل للانضمام إلى باقى أفراد العائلة احتفالاً بذكرى زواجهما

******************

يتبــــــــــــــــع


سما صافية متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-02-22, 10:22 PM   #2287

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


بيبي شارك دو دو دو
مامي شارك دو دو دو
بابي شارك دو دو دو


انطلقت أغنية الأطفال الشهيرة ترج أركان الغرفة ويوسف يقف مقابل الفراش يحرك أصابعه فى الهواء على أنغام الموسيقى كمن يقوم بتحريك الدمى الخشبية وأمامه فوق الفراش كان يجلس توأميه متجاورين تتراقص أجسادهم فى أماكنهم بحركة رتيبة وارتفعت أذرعهم فى الهواء مع ارتفاع الضحكات الطفولية السعيدة ووالدهم يلاعبهم بحركاته البهلوانية
اندمج يوسف فى الغناء بصوته الأجش وقد أمسك بذراع كل طفل على حده وبدأ يحركهما فى الهواء ويراقص رأسه يمنه ويسره يداعبهم بحركاته المرحة
تسللت شمس من خلفه بعد أن دلفت إلى الجناح تكتم ضحكتها بكفيها تشاهد هذا السيرك العائلى الذى يقيمه يوسف كلما اختلى بتوأميه
بالكاد استطاع الأطفال الجلوس والتحكم فى أجسادهم وهو يستغل كل بادرة منهم ليستمتع بمراحلهم العمرية المختلفة
احتضنت ظهره بذراعيها وتركت العنان لضحكاتها المرحة لتنطلق في الهواء تشاكسه هاتفه
:- مش هتبطل تعمل السيرك بتاعك ده كل ما تستفرد بالولاد
استدار بحركة مباغتة ليصبح هو من يحتضنها يقارعها بشقاوة
:- طب بذمتك مش بشغلهم عنك وبتاخدى راحتك على الأخر وتشوفى حالك من غير ما أقولك تعالى ألحقينى ولا نقطع عليكِ استجمامك
غمز لها مراوغاً يتبادلان نظرات المكر والشقاوة بعشق وتفاهم سكن قلبيهما وعلى بغتة لمحت شمس حسن يتراجع بظهره وينقلب فوق الفراش بعد أن اختل توازنه
صرخت فزعاً وانفلتت من بين ذراعى زوجها وقفزت فوق الفراش بجوار الصغير الذى تكور على نفسه يمسك أقدامه بذراعيه ويتمرغ فوق الفراش وهى تسرع لاحتواء جسده الصغير هاتفه بجزع
:- اسم الله عليك يا نور عينى
كاد حسين أن يسقط على ظهره أيضاً وكأنهما اكتفيا بالجلوس ولا يستطيعان المواصلة على هذا الوضع بأجسادهما الصغيرة، فسقط على ظهره وهو يشبك أصابعه ويدسهما داخل فمه فأسرع يوسف لحمايته واستلقى بجواره على الجهة الأخرى بشكل عرضى على الفراش ليصبح التوأم بينهما
بالطبع انطلقت شهقة شمس من جديد خوفاً على حسين ثم عاتبت زوجها :- عجبك كده الولد كان هيقع من على السرير
أخفض رأسه ورفع حدقتيه يناظرها بخبث مقارعاً
:- يقع فين يا مفترية .. الولاد فى نص السرير ومحاوطهم بالمخدات وبعدين سيبيهم يقعوا لازم ينشفوا كده ويطلعوا رجالة زى أبوهم
مطت شفتيها متذمرة من حديثه وضمت الصغير إلى حضنها تقبله وتطمئن عليه ثم مدت كفها نحو التوأم الأخر تطمئن على جسده الصغير وبررت تنصحه
:- الولاد ما يستحملوش القعدة الطويلة ديه .. عضمهم لسه طرى حرام عليك
تأملها تفتش فى الأطفال باهتمام وكأنه التهم جزء من أجسادهم الصغيرة أثناء لعبه معهم ثم مالت تغدق القبلات على واحد تلو الأخر بحب وحسن الأقرب إليها يحاول مص وجنتها بشفتيه الصغيرتين المكتنزتين
أتكئ يوسف على مرفقه يتأمل أسرته الصغيرة بسعادة، كان يعانى من الوحدة لسنوات حتى يأس من الحياة وهاهو ينعم برزق الله والدفء الأسرى الذى طالما تمناه بعد فقده لوالديه
مد يده فوق الأولاد وقبض على معصم شمس يقربها منه قليلاً وهمس لها مغازلاً بنظرة مغوية :- بقول إيه .. ما تيجى نخاوى الولاد ونجيب دفعة جديدة
قربت حاجبيها المنمقين تتساءل بعدم فهم :- دفعة إيه!!
غمز مراوغاً وقبضته تجذب جسدها إليه أكثر والتوأم بينهما يتلاعبان بأذرعهم فى الهواء وقال بثقة :- التوأم الجديد
شهقت اعتراضاً واعتدلت جالسة تناظره برفض هاتفه فى وجهه :- توأم تانى يا چو .. حرام عليك
مال نحوها بجذعه يحاول نصحها بنبرة إقناع وهو يفرقع أصبعيه في الهواء دليل على سهولة الأمر :- يا عبيطة ده لمصلحتك .. بدل ما تخلفى أربع مرات كمان .. يبقوا اتنين فى اتنين ونخلص
فغرت فمها دهشة تناظره بذهول مرددة :- أربع مرات!! .. أنت ناوى على إيه بالظبط يا چو
قال ببساطة وهو يهز رأسه بثقة :- نص دستة بعون الله
شهقت فزعاً وقبضت على تلابيبه مشاحنة بمزاح :- ليه أنت ناوى تعمل فريق كورة
قهقه ضاحكاً يراقص حاجبيه يغيظها مشاكساً وقال :- واضح أن معلوماتك الكروية ضحلة جداً .. طب قولى فريق سلة خمسة يلعبوا وواحد احتياطى
تقلب حسين فوق الفراش وتشبث بذراع والده المتكأة على الفراش فالتفت يوسف نحوه وحمله بين ذراعيه يلثم وجنته بقبلة أبوية حارة ثم احتضن وجهه الصغير بحنان وقال يحاول التأثير عليها
:- بذمتك حد يرفض يبقى عنده ولاد حلوين كده .. بصى ده حتى نسخة منى
قهقهت عالياً ومالت عليه تمسد على ذقنه الخشنة بحب هامسة بعشق مستوطن قلبها منذ أول لقاء بينهما وشعورها بشهامة ورجولة هذا الرجل
:- ربنا يخليكوا ليا يا أحلى حاجة حصلت فى حياتى
وضع كفه فوق راحتها المحتضنة وجهه، يحملق داخل عمق عينيها، يوصل مشاعره وهمسه إلى قلبها مباشرة
:- ربنا يخليكِ أنتِ لينا يا حب عمرى .. فاكرة يا شموس إزاى اتقابلنا .. مكنتش أفتكر أبداً أن ممكن يجى اليوم وتبقى كل حياتى وسبب رجوعى لأهلى وأرضى
مد أنامله يتخلل شعرها المنسدل على أكتافها يواصل همسه العاشق :- سبب سعادتى ورفيقة حياتى وأم أولادى
زحفت فوق الفراش تقلص المسافة بينهما واحتضن خصره بذراعيها وأراحت رأسها على كتفه وقد استعادت ذاكرتها كل ما مروا به من صعوبات فى بداية حياتهما معاً
مال برأسه يريحها فوق رأسها وضمها بذراع وحسين فوق الذراع الأخر أما حسن فزحف بجسده ليضع رأسه فوق ساق والدته فرفعته إليها وضمته إلى صدرها لتتوحد عائلتهم الصغيرة، يتبادلون الدفء الأسرى والاحتواء

*************************

فى جناحه الخاص وفوق سجادة الصلاة الخاصة بزوجته الراحلة وأمام مصحفها الكبير ذو الصفحات الملونة الموضوع فوق حامل خشبى مفرغ جلس عاقد الساقين يقرأ ورده الخاص بخشوع ثم رفع عينيه عن صفحات المصحف الشريف ورفع كفيه إلى السماء يردد بعض الأدعية التى شملت أحبائه الراحلين وانتهى بأن مسح على وجهه بكفيه بهدوء وقد هدأت نفسه وأرتاح قلبه
أستند بظهره إلى الحائط خلفه وعينيه تتجول فى الجناح الهادئ، هذا الركن المُعد للصلاة قامت صفا بترتيبه وتجهيزه بنفسها ومن يومها وهو على حاله وسيظل هكذا دوماً
فى هذا الركن كان ينام على ساقها وهى ترتل القرآن الكريم وفى هذا الركن تعلم منها أن يصبح له ورد يومى يتواصل به مع خالقه ويرسل منه رسائل دعاء تحمل الأمانى فى الدنيا ورسائل محبة لمن رحلوا إلى الدار الآخرة
أرخى جفنيه وسحب نفس عميق ثم أخرجه ببطء شديد، مر على رحيلها أربعة أشهر لكنها تشاركه الحياة يوماً بيوم، يشعر بالسعادة حين يجد نفسه لاشعورياً يتبع نهجها فى بعض أمور حياته
زواجه منها كان مرحلة تهذيب لنفسه وروحه وتعلم منها العديد من الأمور الدينية التى درستها فى المعهد الأزهرى والتى أصبحت جزء من روتينه اليومى
لقد صدق يوسف حين أخبره أنها تركت أثر فى نفس كلاً منهم ولن تغادرهم أبداً، تنهد من جديد وزحفت نظراته إلى السماء الصافية المطلة عليه من باب الشرفة المشرع
هذه السماء بلونها الصافى دائماً تذكره بحب عمره وجرح قلبه فى نفس الوقت لكن الجرح التئم حين علم أسباب الفراق وليس هذا فقط بل أن سعيها إليه بعد وفاة زوجته ومحاولتها مساندته فى حزنه كان لها أثر كبير فى نفسه
خاصة وقد شعر بتقديرها لزوجته الراحلة التى أحبها الجميع على اختلاف طبائعهم كما أنه شعر أيضاً باهتمامها وحفاظها على عهد القلب الذى ربط بينهما فى يوم من الأيام
أرخى جفنيه ببطء مع تنهيدة طويلة أنطلقت من صدره حنيناً لأيام عشق جمعتهما سوياً وصوت صفا الحانى يتردد فى عقله "چلال يا حبة جلبى عيش وأفرح وأتزوچ وهات ولاد كتير وأفرح بيهم"
ومن خير من حبه الأول (برتقالته الخاصة) لتكون زوجة وأم لأولاده، تضمه بين أمواج عينيها وتحتويه على شطأن سمائها الصافية
دقات خافتة على باب الغرفة انتشلته من تفكيره الحالم، نظر نحو الباب وسمح للطارق بالدلوف
دلف يوسف بصخبه مع أولاده فى زيارة أصبحت يومية لجناح جلال منذ وفاة صفا فى محاولة لانتشاله من أحزانه ووحدته التى فرضها على نفسه .. هتف بمرح وهو يتقدم للداخل وأولاده فوق ذراعيه
:- الولاد بيسألوا على عمهم جلجل .. قولنا نيجى نسلم عليك
ضحك جلال بمرح ونهض من مكانه يستقبلهم ومد ذراعيه يلتقط واحد من التوأمين الذى احتضن عنقه برقة طفولته، مسد جلال على ظهر الطفل برفق وقال يشاكس ابن عمه
:- أهلاً وسهلاً .. ولو أننا كنا مع بعض من شوية واتغدنا سوى ولا نسيت يا ولد عمى
توجه يوسف نحو أريكة جانبية وجلس عليها ووضع طفله فوق ساقه قائلاً بعفوية :- بتطردنا يعنى ولا إيه .. وبعدين أيوه شوفنا بعض على الغدا وسط العيلة كلها لكن إحنا جايين نقعد قعدة رجالة عندك مانع!!
تبعه جلال يجاوره على الأريكة المريحة مقدراً مجهود ابن عمه الذى يبذل قصارى جهده ليساعده على تخطى أحزانه وقال ببساطة :- تنوروا يا سيدى
أجلس الصغير على ساقه بحرص ثم نظر نحو يوسف الذى يتفحص ملامحه ثم سأله باهتمام :- لو محتاج تقعد لوحدك قولى .. بس حسيت أن فكرك مشغول النهارده أكتر من كل يوم قولت نقعد نتكلم شوية
تراجع بظهره يستند على ظهر الأريكة والصغير القابع فوق ساقيه يحرك ذراعيه فى الهواء يحاول الوصول لشقيقه المقابل له على ساقى والده بينما قال جلال وهو يداعب ذقن الصغير
:- أبداً العادى يعنى .. مفيش جديد
هاجمه يوسف بسؤال مباشر دون أى مهادنة :- أخبار الدكتورة إيه؟ .. شفتها من يوم المزرعة ولا لأ؟
رفع جلال رأسه متسع العينين يناظر ابن عمه بدهشة، لم يتوقع هذا السؤال صراحة فمنذ زيارة لينا له فى حديقة الفاكهة والتى تجاوزت الشهر الأن لم يفتح يوسف معه هذا الحديث مرة أخرى
ارتبك جلال من السؤال وجاوب بتلعثم وهو يزوغ بنظراته عنه
:- لأ .. هشوفها فين .. ولا ليه!!
رمقه يوسف بمكر رجولى مضيقاً عين دون الأخرى وقال مراوغاً :- يعنى البنت جت لغاية عندك تسأل وتطمن .. على الأقل يبقى فى تواصل وتشكرها على عواطفها
حدجه جلال بنظره لائمة فصحح كلمته الأخيرة بدهاء :- أقصدى تعاطفها مع أحزانك
شغل جلال نفسه بملاعبة الصغير وأجاب باقتضاب :- على أى حال شفتها مرة ولا مرتين فى أرض المشروع .. كانت جاية تزور المهندس صلاح والدها
رفع يوسف رأسه وأعادها للخلف مردداً بشقاوة :- أأأه المشروع ... أتاريك مهتم بالمشروع وبالمهندس صلاح أوى
نادى باسمه محذراً ليوقف تلاعبه بالألفاظ ولكن يوسف لم يتوقف بل تكلم صراحة متعاطف مع وضع ابن عمه الحائر
:- يا جلال كفاية هروب من مشاعرك .. محدش هيلومك أنك تعيش حياتك ولا حتى والدة صفا نفسها .. بالعكس الناس مقدرة تضحيتك واهتمامك ببنتهم
زفر بعمق وعدل من وضع الصبى فوق حجره وهدأت نبرته قليلاً مردفاً :- أنا بتكلم لمصلحتك وبصراحة مش عاوزك تخسر البنت ديه تانى .. أنت بتحبها يا جلال
رفع عينيه يحدق فى عينى ابن عمه بهدوء ويوسف يضيف بجدية :- وهى كمان باقية عليك وشارية ودك
ضيق جلال نظراته وتساءل بلهفة متعجباً :- مين اللى قالك الكلام ده؟
رفع يوسف كتفيه وأخفضهما من جديد واعترف ببساطة
:- بصراحة سألت أمل أختى وفهمت منها أن الدكتورة باقية على عهدكم .. سامحنى لو اتطفلت على حياتك الشخصية بس أنت أخويا يا جلال وأنا يهمنى سعادتك
بلل شفتيه حرجاً وأشاح بنظره بعيداً لبرهة ثم سأل بخفوت :- وقالت إيه كمان؟
حرك يوسف رأسه نافياً بهدوء وأجاب بتلقائية :- ولا حاجة .. أمل وضحت بأقل الكلمات حرصاً منها على كرامة بنت خالها وسعادتها فى نفس الوقت .. وأنا مكنتش عاوز أعرف أكتر من كده
عاد جلال ينظر نحوه بامتنان فحقاً يوسف بمثابة الأخ الكبير الذى يعتنى ويراعى كل من حوله بمنتهى الاهتمام والعزم
أخيراً بعد صراع صغير تشابكت أذرع الصغار ببعضهما وبدأ كلاً منهما فى جذب شقيقه، أخفض يوسف نظره نحوهما وحاول فك هذا التشابك ثم دس يده فى جيب قميصه وأخرج لعبة صغيرة من الكاوتشوك الملون تصدر بعض الأصوات المجلجلة تنتهى بدائرة مفرغة ليسهل على الطفل الامساك بها ووضعها فى يد صغيره ثم دس يده فى جيب بنطاله يخرج لعبة مماثلة بلون مختلف وضعها فى يد التوأم الأخر أمام نظرات جلال الذاهلة
انطلقت قهقه جلال الشقية وهو يرى ابن عمه يملأ جيوبه بألعاب أولاده وشاكسه مازحاً على خلفية صوت الشخللة الذى يصدره الأولاد من حركة أيديهما بالألعاب :- والله وبقيت أبو العيال يا يوسف
شاركه يوسف الضحك ابتهاجاً ثم ضم جسد الصغير إلى جسده مؤكداً بفخر :- ويا رب أبقى قد المسئولية ديه
هدأت ضحكته ثم قال بتأثر مستطرداً :- وعقبال ما نشوف أولادك .. بيتهيألى دلوقت مبقتش الشجرة الوحيدة المثمرة فى عيلة البدرى
.. الكلام اللى قلته قبل كده كان عشان خاطر حالة صفا المرضية مش كده؟
استمع له جلال وإستعاد حوارهما السابق حين رُزق يوسف بأولاده ثم أومئ مؤيداً وقال بصدق :- صدقنى كان نفسى ربنا يطول فى عمرها وكنت هفضل مخلص لها طول العمر
مد يوسف كفه يقبض على كتف جلال، يهزه بقوة ليستفيق لنفسه مردداً بإيمان :- لا اعتراض على قضاء الله .. ديه أقدار وربنا كتبلك تعيش وتتجوز وتخلف لنا برتقان صغير
جحظت نظرات جلال من جديد يناظر يوسف ذاهلاً وسأل بارتباك :- برتقان إيه!! .. اشمعنى برتقان يعنى
غمز يوسف بخبث رجولى مشيراً إلى يوم أن التقى بلينا فى حديقة الفاكهة ووضح ببساطة :- تفتكر يعنى إنى ما أخدتش بالى من البرتقانة اللى اتقسمت نصين بينكم
حرك جلال رأسه بخجل رجولى يزفر بنفاد صبر على ابن عمه الذى يلتقط أبسط الأشياء بذكاء فطرى إلا أن صوت يوسف شاكسه من جديد وهو يداعب خدود ابنه الصغير :- خلى عليك البرتقان وعليا التفاح
التفت نحوه جلال يرميه بنظرة غيظ ثم انفجرا يتشاركان الضحك المرح ويداعبان الصغيران بسعادة وبهجة

**********************


يتبـــــــــــــــــع


سما صافية متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-02-22, 10:24 PM   #2288

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

على مدار شهرين كان جلال دائم الزيارة إلى موقع المشروع للمشاركة فى وضع اللمسات النهائية به وخلال هذه الفترة كانت الصدفة تجمعه بلينا فيتبادلا النظرات عن بعد وربما الابتسامات المختلسة حتى تحولت الصدف العديدة إلى صدف متعمدة
ودون اتفاق أصبح للصدفة ميعاد محدد لا يخطأه إياً منهما واليوم اختلق جلال سبب لزيارة المشروع وتوجه إلى هناك بسيارة نصف نقل توقفت أمام مبنى المشروع الذى اكتمل أركانه وأصبح تحفة معمارية انبثقت من قلب الأرض محاكية للطبيعة المحيطة به
دلف إلى ساحة البناء المكشوفة وتوجه نحو المهندس صلاح الذى كان يقف يحدث واحد من العمال، أقترب منهم جلال يُلقى التحية وانضم معهم فى الحديث حتى انصرف العامل والتفت صلاح نحو جلال بنظره غامضة ثم ألقى نظره على ساعة يده وقال مًرحباً
:- أهلاً يا باشمهندس .. ما شاء الله عليك دايماً فى ميعادك
تنحنح جلال بحرج أمام نظرات صلاح الكاشفة والذى ألتقط هذه الصدف المرتبة التى تجمع ابنته مع جلال وفهم مغزاها
مسح جلال على ذقنه ثم لف جذعه يشير نحو السيارة النصف نقل التى تقف أمام المركز محملة بجريد النخيل برر وجوده بارتباك
:- إحنا كنا بنقلم النخل وقلت أجيب السعف الجاف نحطه فى المخزن هنا ونستغله فى شغل الخوص
ألقى صلاح نظره نحو السيارة والتى وقف جوارها ثلاث من العمال فى انتظار الأوامر، ربت صلاح على كتف جلال مشجعاً
:- عفارم يا ياشمهندس .. أهو هو ده المطلوب استغلال موارد الطبيعة وإعادة تدوير كل المواد الموجودة حوالينا .. يلا أدخل مكتبى هتلاقى مفتاح المخزن فى الدرج اليمين
نفذ جلال الأمر بهمة كبيرة وأرشد العمال إلى العمل ثم عاد يقف بجوار صلاح يتأمل البناء الجميل المستوحى من المنازل الريفية القديمة واللافتة الجديدة التى تم إضافتها فوق البناء (مركز الحرف اليدوية الصغيرة) ثم قال مادحاً
:- تسلم إيدك وأفكارك يا باشمهندس .. المركز بقى قطعة فنية مميزة
هز صلاح رأسه ببطء فخوراً بعمله وعينيه تتجول فى المكان، يشعر أنه ولد من جديد واستعاد شبابه فوق تراب هذه الأرض الطيبة التى عاد لها بعد غياب، التفت نحو جلال وقال بنبرة شاكرة
:- البركة فى أفكار فاروق .. هو اللى أقترح فكرة المشروع
مد كفه ووضعها فوق كتف جلال مردفاً :- والبركة فى جهدكم وتعبكم معايا لغاية المشروع ما طلع للنور وبقى حقيقة قدام عينينا
خلال الشهور الماضية توطدت العلاقة بين صلاح وجلال كثيراً لذلك استطرد صلاح يسهب فى الحديث ويلقى بالتلميحات الصريحة
:- والحقيقة أنت ساعدتنى كتير يا باشمهندس جلال وخصوصاً فى الفترة الأخيرة جهدك وضح وزاد أوى .. ولو إنى كنت حاسس أنك قافل من المشروع أو مش عاوز تشارك فيه فى البداية
أجلى جلال صوته وفرك مؤخرة عنقه ببطء وقد فهم كل تلميحات صلاح، حقاً كان رافض المشاركة فى البداية فى حياة صفا حتى يبتعد عن لينا أو أى طيف يذكره بها إحتراماً وتقديراً لزوجته أما الأن فالوضع اختلف كثيراً
تحدث أخيراً يحاول التفسير بحرج :- حضرتك عارف يا باشمهندس المشاكل اللى حصلت بسبب الخلافات اللى كانت بين العيلتين والحمدلله أن الأمور استقرت والوضع اختلف
أومئ صلاح متفهماً وزفر بعمق وشريط طويل من الذكريات يمر أمام عينيه بسبب هذه الخلافات والتى طالت ابنته أيضاً واكتوت بنارها فى النهاية ثم ردد بخفوت
:- الحمدلله النفوس هديت والأمور اتصلحت .. مين كان يصدق أن أرض بور زى اللى واقفين عليها دلوقتى يتبدل حالها وتبقى مركز كبير بالشكل ده .. سبحان من يغير ولا يتغير
أكد جلال على الحديث يراقب بعينيه المركز وعينيه تجرى نحو البوابة الخارجية من حين لأخر ثم قال بجدية
:- الحمدلله .. وحضرتك ناوى نبدأ أمتى الشغل فى المركز .. ولاد كتير بيسألونى ومتحمسين جداً للشغل هنا
ابتسم صلاح بارتياح وأمل كبير فى نجاح مشروعهم الخيرى وقال يؤيد كلام جلال :- فعلاً أنا ناس كتير بتيجى تسألنى .. ستات بيوت مطلقات وأرامل المشروع ده هيفتح لهم باب رزق إن شاء الله .. ده حتى بعضهم بيجى من الكفور اللى حوالينا .. على أى حال فاروق اتفق على أنوال النسيج وهتوصل الأسبوع الجاى وبعدها نقدر نفتتح المركز رسمى إن شاء الله
أخذهم الحديث سوياً حتى اقترب منهما أحد العمال والذى أعلن انتهائهم من نقل السعف إلى المخزن فاستئذان جلال ليشرف على الوضع وترك صلاح فى الساحة بمفرده
ما هى إلا دقائق حتى دلفت لينا إلى المركز تتقدم برشاقة نحو والده ومالت تلثم وجنته بحب هاتفه بشقاوة :- وحشتنى أوى يا بابى
رفع عينيه إلى السماء ببسمة ماكرة ثم التفت نحوها يشاكسه بمرح :- حبيبة بابى .. لحقت أوحشك أحنا كنا مع بعض من ساعة واحدة
تأبطت ذراعه بغنج وقالت بدلال طفولى :- ما أنا معنديش شغل النهاردة يا بابى .. وحضرتك بتوحشنى أعمل إيه طيب
حدقها بنظره محذرة أن تتوقف عن الإدعاء وقال بمراوغة :- بوحشك كل يوم سبت الساعة عشرة تمام مش كده
سرت الدماء الحارة فى وجنتيها فتوهج وجهها خجلاً وعضت على شفتها مطأطأة الرأس وقد كشفها والدها بجرمها المشهود
مد أصابعه يقرص أذنها بخفة وتمتم بخفوت :- لولا إنى عارف الظروف اللى كانت ضدكم مكنتش سكت على الوضع ده وأنتوا بتتقابلوا زى المراهقين وتبصوا لبعض من بعيد وعاملنى كوبرى يا ولاد ال...
ابتلع باقى سبته فى جوفه بينما فغرت فاها مستنكرة وقالت مدافعة :- محصلش حاجة والله يا بابى .. جلال محترم جداً
نفخ أشداقه وأخرج نفس طويل ثم قال بفارغ صبر :- ما هو ده اللى مصبرنى عليكم .. إنه إنسان محترم
تبادلا النظرات سوياً ثم ابتسمت فى وجهه باتساع تحاول إرضائه ببعض الكلمات، أنهى جلال العمل وعاد حيث صلاح ليتفاجأ بوجود لينا معه
لانت ملامحه وتوقف يتأملها باشتياق بابتسامتها الجذابة التى ترتسم على ثغرها وشعرها المائل للشقرة والذى استطال كثيراً بعد أن كان قصير يشبه الرجال، رشاقة قدها فى البنطال الأسود الواسع وهذه البلوزة الناعمة ذات الأكمام بلونها الموف الهادئ
خفق قلبها بشدة يعلن التمرد ويبغى القرب والارتواء من صفاء عينيها الحبيبة فتقدم كالمجذوب نحوها ثم توقف يلقى التحية عليها والتى ردتها مغلفة بابتسامة تشع ضياء من عينيها
تنحنح صلاح بخشونة ورمى جلال بنظره صارمة فالتفت جلال نحوه ومد يده بمفتاح المخزن وقال بتوتر
:- أنا قفلت المخزن وكل حاجة تمام يا باشمهندس
شكره صلاح وانسحب متعمداً ليتركهما سوياً لدقائق لعل هذه القلوب الحائرة أن تجد مرساها
تابعه زوج من العيون وهو يختفى داخل مكتبه القابع فى الدور الأرضى ثم التفت جلال نحوها يُغرق نفسه فى بحور عينيها لعل قلبه يرتوى ويهدأ وقال هامساً بارتباك كمن يتعلم الكلام حديثاً
:- إزيك يا لينا .. أنتِ .. أنا حظى سعيد إنى شفتك النهارده
شبكت أصابعها برقة أمام جسدها تناظره بنفاد صبر، نعم لقد طالت المدة التى لم يتحدثا فيها سوياً ولكن لا وقت الأن للتعارف وتضيع الوقت عليه أن يحسم أمره سريعاً لذا قالت بخفوت تحذره
:- جلال .. بابى واخد باله من كل حاجه ولازم تقرر بسرعة ناوى على إيه!!
التفت نحو باب المكتب ثم عاد ينظر نحوها وأعتدل ليواجهها مباشرة يتساءل بقلق :- واخد باله من إيه بالظبط؟؟
مطت شفتيها بطريقة أشعلت النيران فى دمائه ثم قالت بنبرة مغتاظة :- من الصدفة اللى بتجمعنا كل يوم سبت الساعة عشرة .. من النظرات وشغل المراهقين على حد قوله
رغم خفقات قلبه الثائرة والتى تطالب بالقرب وتتوق لعناق طويل لا ينتهى إلا إنه قطب حاجبيه وقال بشقاوة :- هى وصلت لحد قوله
فتحت عينيها تناظره بحنق فليس هذا وقت المزاح فأردف مغازلاً
:- طبعاً لازم يا خد باله هو الحب بيستخبى .. مهما حاولنا هيفضل واضح وصوته عالى يعلن عن وجوده
أشاحت بعينيها بعيداً بخيلاء تتذكر أخر محادثة بينهما من شهور فى حديقة عائلته وقالت معاتبة :- حب إيه يا باشمهندس .. أنت مش فاكر كلامك أخر مرة معايا وقلت أن كل اللى بينا انتهى من زمان
أخذ خطوة نحوها منكس الرأس ثم رفع رأسه وبرر بعاطفة جياشة انتابت نبرته الهادئة :- كنت فاكر إنى هقدر أنساكِ .. لكن الحقيقة إنى مفيش لحظة عدت عليا نسيتك فيها حتى وأنا متجوز .. وده اللى كان تاعب ضميرى فى حياة صفا وبعد وفاتها
احتوته نظراتها تطمئنه وتمنحه السلام والمؤازرة بينما طأطأ رأسه لبرهة ثم رفعها لتلتقى العيون وتتوحد دقات القلب ويردف هامس من قلبه :- لكن أنتِ حتة منى يا لينا .. من أول يوم اتقابلنا فيه وقلوبنا بقت قلب واحد .. ولو قبلتى حياتنا وأرواحنا يبقوا شركا طول الحياة
فتحت فمها لتجيب إلا إنه استوقفها بإشارة من أصبعه يضيف بتأثر :- لازم تعرفى إن صفا هتفضل غالية عندى ومش هقدر أنساها .. وإحتراماً لذكراها هأجل الجواز بعد الذكرى السنوية بتاعتها
اتسعت ابتسامه رضى على شفتيها وتألقت عيونها بعشق لا ينتهى فهذا هو جلال الإنسان الشهم الذى لا يغفل عن مشاعره وقلبه الحساس ودون أن يشعرا التقت أكفهما فى عناق حار وعينيها تعلن القبول قبل لسانها
خلال لحظة كان صلاح يقف أمامهما وهو الذى كان يراقب الوضع من الداخل، بدل نظراته بينهما ثم توقفت عينيه على كفيهما المتعانقين
تنحنح جلال حرجاً وسحب كفه ببطء يطلق سراح كفها وقال بخجل ذكورى وعينيه منكسة حياء من نظرات صلاح المترقبة للحديث
:- باشمهندس صلاح .. تسمحلى أطلب إيد الدكتورة
أرخى جفنيه مع أكتافه المتشنجة وزفر بنفاد صبر ثم فتح عينيه وناظرهما بغموض قبل أن يقول :- أخيراً رسيتوا على بر .. مش محتاج أعرف رأيك طبعاً ما هو واضح
أشار إلى أيديهما التى كانت متشابكة منذ قليل فابتسمت لينا بسعادة وألقت بنفسها إلى أحضانه الحانية فهو الصديق والأب وكاتم السر
مسد على ظهرها بحنان يضمها إلى صدره بقوة ثم ابتعد قليلاً يحتضن رأسها يتأمل سعادتها الغامرة ثم نظر نحو جلال يرفع سبابته فى وجهه موبخاً
:- لولا أنك عجبتنى وطلعت إنسان حقيقى مكنتش وافقت على جوازك من بنتى .. ألف مبروك يا ولاد
******************

مرت الأيام وحان موعد ولادة ياسمين فأسرع طه بنقلها إلى المستشفى حيث تجمع حوله الأهل من الجانبين، جلست أصيلة بجوار بهية على المقاعد المعدنية الخاصة بالمستشفى بينما منار وندى يقفان جانباً يتحدثان بخفوت
وعلى بعد خطوات جلس الشيخ رضا يسبح على حبات مسبحته فى هدوء أما طه فكان على وشك الاشتعال خوفاً على زوجته ووليده فأخذ يتحرك على غير هدى طوال الوقت، يفرك كفيه بتوتر
يتمتم بالدعاء ثم يتوقف أمام جلال ويوسف الواقفان فى نهاية الممر المؤدى لغرفة العمليات ويهتف فى وجه جلال بعصبية غريبة عليه :- فين خطيبتك يا چلال أتأخرت أوى
ربت جلال على ساعده يحاول تهدأته وقال مهادناً :- أنا كلمتها وفى الطريق يا طه وبعدين دكتورة التوليد معاها جوه .. أهدى أنت
فرك كفيه فى بعضهما بقوة ثم خلع نظارته الطبية ومسح على عينيه مردداً بتخوف :- كانت تعبانة جوى جوى وبتصرخ
ارتفع صوت والدته من خلفه مفسرة :- طبيعى يا ولدى تصرخ مش بتولد .. الله يكون بعونها ويكتبلها ساعة سهلة .. أدعيلها أنت بس
رفع كفيه ووجهه إلى السماء يتضرع إلى الله فى خفوت ثم عاد يتجول من جديد ذهاباً وإياباً، قال يوسف يحاول طمأنته من واقع خبرته السابقة فى الإنجاب
:- أهدى يا طه .. هى لسه داخلة مفيش نص ساعة والولادة بتاخد وقت أسألنى أنا
أومأ مستسلماً وحاول الهدوء قليلاً، فجأة ظهرت لينا واتجهت نحو جلال الذى استقبلها بحب والتقت أكفهما معاً إلا أن طه لم يسمح له بقول المزيد وقاطعه بانفعال :- اعملى معروف يا دكتورة تدخلى وتطمنى على ياسمين .. ديه تعبانة جوى جوى وبتتوچع
وافقت لينا بهدوء ونفذت سريعاً مقدرة خوفه على زوجته وجلال يشيعها بنظراته العاشقة، أخيراً تمت خطبتهما منذ ثلاثة أشهر فى جو عائلى بسيط وكل يوم يمر يقربهما من يوم الزفاف أكثر فأكثر وهو فى الانتظار على أحر من الجمر
مر وقت شعر به طه طويل وثقيل حتى خرجت لينا تحمل طفل صغير بين يديها توقفت خطوات طه الدؤوبة ووقف يتأمله طفله الذى لا يعرف جنسه حتى الأن فقد رفض أن يعرف نوع الجنين ليستمتعا بفرحة المفاجأة
توجهت لينا بمجرد خروجها من الغرفة نحو أصيلة التى كانت تتمت بالدعاء طوال الوقت لابنتها، مالت لينا ووضعت المولود بين يدى جدته مرددة :- مبروك حفيدتك يا ماما أصيلة
تلقتها أصيلة بين حنايا قلبها وصممت عينيها أن تشارك الفرحة بدموعها الغزيرة، دموع فرح وحمد لله على جميل صنعه وعطاءه
اشرأبت عنق بهية تنظر فى وجه المولود وقالت بحماس :- بنته .. ما شاء الله خير .. البنته رزجهم واسع
استوقف طه لينا يسأل عن حال زوجته باهتمام وقلق فحاولت أن تطمئنه :- ياسمين كويسة جداً والولادة كانت طبيعية .. ربع ساعة وتكون فى أوضتها .. مبروك يا دكتور
مسح على وجهه من فوق نظارته الطبية من شدة ارتباكه ثم خر ساجداً شكراً وامتناناً لله ووالده يتابعه بابتسامة رضا وقد كافئه الله على يقينه ورضائه بالمقسوم ثم تلا قول الله تعالى (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)
رفع طه رأسه من السجود ونظر نحو والده مردداً ونعم بالله ثم نهض من مكانه ووالدته تنادى عليه بسعادة وافتخار
:- تعالى يا طه شوف بتك الجمر ديه .. ما شاء الله .. الله أكبر عليها
تقدم نحوها يتلقى التهانى والمباركات من الجميع ورفع مولودته الأولى بين ذراعيه بحرص يتأملها بابتسامة عريضه ولسان يلهج بالحمد، تمسكت شقيقته الصغرى بساعده تسائله بلهفة
:- هتسميها إيه يا أبيه؟
التفت نحو والده الشيخ الجليل وابتسم فى وجهه ومازالت الأية الكريمة تتردد فى أذنيه ويستشعر وقعها فى قلبه وقال بهدوء :- يُسر .. هسميها يُسر

*********************


قـــــــراءة ممتـــــــعة
الختام الأسبوع القادم إن شاء الله


سما صافية متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-02-22, 10:27 PM   #2289

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,729
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 35 ( الأعضاء 11 والزوار 24)
‏سما صافية, ‏Time Out, ‏هدوء الصمت222, ‏غمزة نظر, ‏فاطمة زعرور, ‏سوووما العسولة, ‏رنا رونا, ‏bobosty2005, ‏Marwahr, ‏عزيزة يسلم, ‏نور الدنيا


سما صافية متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-02-22, 10:40 PM   #2290

ولاء حنون

? العضوٌ??? » 400875
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » ولاء حنون is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايديكى ع الفصل حبيبتى ❤️

ولاء حنون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:34 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.