آخر 10 مشاركات
نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree4154Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-03-21, 10:12 PM   #851

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثانى والعشرون
**********


منذ يومين يعيش في قلق مزدوج أحدهما من عدم إجابة ياسمين حتى الأن على طلبه لها للزواج والأخر من رفض والدته التى التزمت الصمت وتجنبت التواجد معه بمفردهما كأنها تخشى تأثيره عليها أو تخجل من مواجهته برفضها الذى يستشعره من تعبيرات وجهها وكل تصرفاتها
أستغرق فى النوم هذا الصباح حتى وقت متأخر ولما لا فاليوم يوم (الجمعة) الإجازة الأسبوعية الخاصة به، يقضى نصف يومه بصحبة والده بين المسجد والمنزل وأخر النهار يقضيه عادة مع صديقه جلال وياليته يحصل على إجابة شافية تثلج قلبه هذه الليلة
مال برأسه يتأمل أشعة الشمس المتسللة إلى غرفته عبر النافذة محملة برائحة فطائر ومخبوزات شهية داعبت أنفه وتوغلت إلى معدته فأيقظت عصافيرها تزقزق وتغرد طلباً للطعام
نهض من فراشه المتواضع فى غرفته التى تكاد تكون خالية كبقية غرف شقته الخاصة وتوجه إلى الشرفة، فتحها وطل منها نحو فرن والدته الطينى بأحد أركان الحديقة الصغيرة للمنزل يتتبع الرائحة الذكية للخبز
ابتسم بمحبة حين وجد والدته أمام الفرن تقوم بخبز فطائرها الشهية تحت مظلة عريضة من الخشب على شكل هرمي
دلف للغرفة ومنها إلى الحمام وجهز نفسه للهبوط إليها وما هى إلا دقائق حتى كان فى حديقة المنزل الصغيرة يتجه حيث والدته، انحنى يقبل رأسها قبلة دافئة طويلة ثم جلس على كرسى خشبى مرتفع نسبياً بالنسبة لجلستها أمام الفرن على كرسى خشبي قصير
مال بجذعه نحوها وارتكز بمرفقيه على ركبتيه قائلاً بود
:- والله زمان يا أماى … بجالنا فترة محرومين من الروايح اللى تچوع ديه
رفعت بهية بصرها نحوه باسمة، ما زال كما هو منذ كان صغير يحب الجلوس بجوارها أثناء خبزها، يتناول الفطائر الساخنة بنار الفرن
اتسعت ابتسامتها ومدت يدها نحو فطيرة ساخنة اقتطعت جزء كبير منها وقربتها نحوه قائلة بحنين لطفلها الصغير
:- لساك كيف ما أنت يا طه … مش هتكبر واصل
التقط قطعة الفطيرة منها وشرع فى أكلها باستمتاع وهى تتفحص وجهه بحب أم لابنها البكرى، أول فرحتها فى الحياة، من وفر لها ولوالده وأشقائه حياة كريمة ورفعهم إلى مصاف علية القوم، تنهدت بخفة مردفه
:- بس أنا كبرت يا طه ومبجتش أجدر أخبز كل يوم
مضغ ما فى فمه وابتلعه سريعاً ليجيبها راجياً الله
:- ربنا يبارك في عمرك ويعطيك الصحة والعافية يا ست الحبايب
ربت على ساقه بكفها المتغضن ثم عادت تواصل عملها، رمقها بمكر وقضم قطعة أخرى يلوكها فى فمه ومقلتيه تتفحصها بإمعان يتلمس رضاها وموافقتها ثم قال مشاكساً
:- بس أنتِ دلوك بتخبزى أما يكون مزاچك رايج ... مش إكده!!
تأملت وجهه من جديد وعينيه المترقبة لقبولها، تشعر به منذ أعلن رغبته فى الزواج من ابنة البدرى، الأمر الذى أرق لياليها حتى ليلة أمس، حين جلس زوجها الشيخ رضا بجوارها على كنبتهم القديمة بغرفتهم الخاصة يمسد على ظهرها برفق يجادلها بهدوء وتعقل
:- إيه اللى مخوفك يا أم طه!!... أن ابنك يتحرم من الخلفة؟ ... ماهو ممكن يتحرم منيها بردك لو اتچوز أى بنت تانية … اللى من نصيبه هيصيبه هو أحنا هندخل فى علم الغيب
حركت جسدها بكامله تواجهه وهى متربعة الساقين أمامه
وقالت برغبة أم تسعى لسعادة أبنائها
:- كان ودى يتچوز بنت بنوت وأشوف ولاده يملو الدار علينا يا أبو طه … كان ودى أعمل فرح كبير لولدى الداكتور
ابتسم رضا يهز رأسه بيأس وهى تضيف
:- والله كنت نادرة أرجص في فرحه يا حاچ رضا ... وأزغرد لحد ما صوتى يروح من الفرحة
قبضت على كفه تتلمس تفهمه لمشاعرها وقالت بلوعة
:- ده البكرى ... أول فرحتنا يا حاچ
ترك كفه بين راحتها وحرك الأخر فى الهواء بتعجب متسائلاً
:- وإيه الى يمنع تعملى فرح يا بهية … وأكبر فرح فى البلد كلاتها كمان (مال بكتفه يلكزها بخفة مشاكساً) وأرجصى وأملى الدنيا زغاريد كمان ... بس وسط الحريم ولا غرضك الرچالة تعاكسك
رمقته بدلال معاتبة على مشاكسته وهى فى هذه الحالة من القلق والهم، مد راحته يضعها فوق كفها القابضة على كفه الأخر وضغط عليه برفق يسألها بهدوء
:- جوليلى … غرضك ولدك يبجى مبسوط ومرتاح في چوازه ولا متنكد ويتچوز أى بنت والسلام
شهقت جزعاً واندفعت تجيب بلهفة
:- وديه فيها كلام يا رضا … ربنا العالم مش رايده غير راحته وانبساطه
شدد على كفها يحاجيها بالمنطق لعل قلبها يرتاح ويسعد من أجل ولدها، وعاد يسألها من جديد
:- وأنتِ مش حاسة أن ولدك مبسوط دلوك بعد ما طلب البنت … مش حاسة أنه منتظر كلمة جبول منك لاچل ما سعادته تتم
سحب كفه من فوق كفها وأعتدل ينظر أمامه وهتف ساخراً
:- أومال جلب أم إيه ... وبتحس بولادها كيف!!
قطبت حاجبيها هاتفة بدفاع عن أمومتها
:- حاسة ... حاسة يا حاچ ... بس بردك آآآ
مد أصبعه إلى جانب رأسها ينغزها برفق قاطعاً حديثها
بس شيطانك وزك … بيلعب بدماغك الكرة :-
نزل بأصابعه على ظهرها يربت عليه بحنو ناصحاً
:- استعيذى بالله من الشيطان … وجومى صلى ركعتين لله وأطلبِ منه ينور بصيرتك ويشرح صدرك للى فيه الخير
ناظرته بمشاعر حائرة فحثها على النهوض بدفع ذراعها برفق مردداً
:- يلا ... يلا يا أم طه أتوكلى على الله ربنا يشرح صدرك
أنزلت قدميها على الأرض وربتت على فخذه مطيعة قائلة برجاء
:- حاضر يا حاچ ... وأدعيله أنت التانى ربنا يسعد جلبه
أرخى جفنيه وأومأ برأسه ولسانه يلهج بالدعاء الهامس لله

انتشلها من شرودها صوت طه القلق وهو يميل نحوها
:- خير يا أمى ... روحتى لحد فين!! اللى واخد عجلك
حولت بصرها نحوه وابتسمت فى وجهه ثم انتبهت لما تخبزه داخل الفرن فالتفتت تخرج بعض المخبوزات وتضع غيرها قائلة بغموض
:- اللى واخد عجلى يتهنابه يارب
ضيق طه عينيه حائراً هناك أمر تبدل فى والدته منذ الأمس، التفتت من جديد نحوه وأجابت سؤاله بعفوية
:- صحيت لجيت حالى مرتاحة ... جولت أعمل شوية فطير وفايش لعروسة ولدى الداكتور
توقفت اللقمة فى حلق طه وجحظت مقلتيه ذاهلاً فشرع يسعل بقوة عدة مرات طلباً للهواء، حاولت والدته النهوض من جلستها لمساعدته ولكنه أوقفها حين وضع كفيه على كتفيها ثم نزل أمامها على ركبتيه وقد عاد الهواء يمر لرئتيه وقال بلهفة عاشق
:- صُح يا أماه ... صُح ولا ودانى بتخدعنى ... أنتِ موافجة!!
تفحصت لهفته المرتسمة على ملامحه والتماع مقلتيه بنور الفرحة فترقرقت الدموع بمقلتيها وانكمشت ملامحها تقاوم البكاء هاتفة بدلال وغيرة أم
:- كانك غرجان فى الحب لشوشتك يا داكتور (مسدت على ذراعيه المتمسكة بكتفيها وقالت بخفوت) موافجة طبعاً ... أنا يهمنى إيه غير سعادتك
ألقى برأسه فوق كتفها كالطفل الصغير وأعتصر جسدها بين ذراعيه شاكراً الله ومستبشراً بقرب تحقيق حلمه البعيد
رفع رأسه من فوق كتفها وقبل رأسها ووجنتيها عدة مرات وهى تقهقه جذلاً لسعادة ولدها العاشق، ربتت على ساعديه حين استقام جالساً على ركبتيه أمامها، مسحت على وجنته وقالت بنبرة حانية والدموع تتراقص فى مقلتيها
:- ربنا يسعد جلبك ياولدى
التقط كفها يقبل ظاهرها ثم رفع مقلتيه يناظرها بابتسامة مشرقة فأردفت بعاطفة وقد أطمئن قلبها وحمدت الله على قرارها الذى ألهمه الله لها بعد أن تضرعت طلباً لسعادة ابنها فدعوة الأم لا ترد
:- اليوم هروح أنا وخايتك نطلبها رسمى ... كيف الأصول مايصحش أنت تتكلم لحالك إكده ... وربنا يجدم ما فيه الخير
أومأ بسعادة وقبل وجنتيها من جديد وهو يعتصر كيفيها تحت راحته ثم هتف بفرحة
:- ميتا هتروحى يا أماى ... أنا هوصلك
قهقهت والدته ضاحكة وقد اطمأن قلبها بعد أن رأت لهفة ولدها جلية أمام عينيها، تعالى صوت الشيخ رضا على درجات السلم الخارجى للمنزل قائلاً باستحسان
:- ما شاء الله ... ربنا يسعد جلبك يا أم طه
نهض طه يستقبل والده وأسرع ينحنى ويقبل ظاهر كفه، ربت والده على ظهره بينما مسحت أم طه دموع الفرحة بطرف وشاحها الشفاف ثم سحبت نفس إلى صدرها قائلة بود لزوجها
:- ويسعدك دنيا وأخرة جادر يا كريم
حاولت النهوض من مكانها فأسرع طه يمد يده ليساعدها، مدت كفها تربت على قلبه برفق وقالت بحبور
:- أجعدوا ومنار هتسوى الشاى طوالى لاچل ما تاكلوا لجمة
تحرك الشيخ وخلفه طه إلى ركن أخر مشمس بالحديقة وجلسوا حول طاولة مستديرة لتناول الإفطار سوياً فى جو من البهجة سببه قبول ورضا والدة طه

**************

(على فين ياولية)
صدح بها صوت حجازى الأجش على زوجته التى ارتدت عباءتها السوداء وتتوجه بعزم نحو باب المنزل، استدارت تواجهه بوجه متورم من البكاء طوال الليل وهتفت فى وجهه
:- هدور على بتى ... جلبى وكلنى عليها ... بجالها يومين لا حس ولا خبر
أقترب منها بجلبابه المنزلى ومازال وجهه يحمل أثار النوم وقال بجمود
:- هتدورى فين يا مخبلة ... هتدورى فى الشوارع تنادمى عليها
وضعت كف فوق الأخرى أمام بطنها وقالت بإصرار
:- هروح أسأل چوزها ... يطمن جلبى عليها أو هروح أشوفها بنفسى ... مش هجعد إكده وأنت حاطط يدك فى الميه الباردة
هز رأسه بامتعاض وأقترب منها يحاول تهدئتها حتى لا تسبب مشاكل لحمدى وبالتالى يصب حمدى غضبه عليه وقال مهادناً
:- أعجلى بس وأنا هروح أسأله وأطمنك (ناظرته بعدم تصديق وهو يواصل إقناعها) تلاجى موبيلها خرب ولا حاچة هيُحصل لها إيه يعنى ... ديه عايشة فى عز
تجمدت نظراتها فوق وجهه لاتصدق حديثه، قلبها متخوف ويشعر بخطر يحيط بابنتها خاصة إنها تعلم بخبر حملها، هل واجهت حمدى وماذا كان رد فعله؟ أم تخلصت من الجنين وأصابها مكروه؟؟
لاتدرى ولكنها يجب أن تصل لابنتها ويطمئن قلبها سريعاً، أضاف حجازى وهو يربت على ظهرها
:- أطمنى يا نرچس ... هعدى عليه بعد صلاة الچمعة وأطمنك ... أنتِ خابرة هو مش رايد حد يعرف بحكاية الچواز ديه ... ربنا يكفينا شره
نكست رأسها بتخاذل والكلمة تتردد فى عقلها "ربنا يكفينا شره" وماذا تفعل ابنتها وهى تعاشر هذا الشر كارهه
وبكل ضعفها وخنوعها أطاعت حديثه فهى لاتستطيع التصرف بدونه على أى حال، ضعفها وجهلها يعوقان تفكيرها وحركتها

***************

منذ الصباح وهى تقف فى مطبخ أسرتها الكبير، تقوم بصنع طعام الإفطار للجميع بسعادة ورضا .... تتحرك برغبتها كالفراشة دون أمر أو ضغط بل هى من سعت وطلبت من العمة أصيلة أن تمنح هنية مساعدة المنزل إجازة اليوم لتتولى هى شئون المطبخ
فى محاولة منها للاندماج والتوغل فى هذه الأسرة التى احتوتها وتقبلتها دون قيد أو شرط، حقاً سعادتها منقوصة بغياب أولادها الذى يؤلم قلبها، ولن تُنكر أنها اشتاقت ... اشتاقت لمن ملك الفؤاد رغم قسوته ولكن عليها أن تتماسك حتى تستقيم حياتها وتحافظ على كرامتها المهدورة
تنهدت بحنين وواصلت عملها فى إعداد الطعام، بين الحين والأخر تظهر أحد الفتيات تعرض المساعدة فتصرفها بهدوء ثم تكمل عملها بشرود
صوت دبيب خطوات خافت يأتى من خلف ظهرها جعلها تهتف بفارغ صبر بينما تعمل يديها على الأطباق أمامها
:- جولت لكم أصبروا يا بنات ... أول ما خلص هنادم عليكم
توقفت الخطوات خلفها مباشرة وأمتدت يد بجانب خاصرتها نحو صحن موضوع أمامها على الطاولة وسحب منه بعض من الأوراق الخضراء
شهقت حين وجدتها يد رجل فالتفتت بجزع لتتعالى قهقهات شقيقها بمشاغبة ورفع كفيه يحتضن أعلى ذراعيها ثم مال وقبل رأسها قائلاً
:- إيه يا ست أمل ... عاملة إرهاب لبنات البيت كله وتاعبه نفسك ليه ... وعاملة معسكر فى المطبخ
نفخت بجبين مجعد جزعاً ثم ناظرته بعتاب قائلة
:- خلعتنى يا أخوى الله يسامحك
ضحك من جديد ورفع أوراق الخضروات دسها فى فمه وضم كتفها باليد الأخرى ثم جذبها معه نحو مقاعد مرتبة حول طاولة مستطيلة تتوسط المطبخ الكبير وأجلسها ثم جلس أمامها
:- سلامتك من الخضة يا حبيبتى .... فهمينى بقى ليه مانعة البنات تساعدك
هزت كتفيها بمعنى (لاشئ) وقالت موضحة
:- من يوم ما چيت الدار وكلاتهم بيشتغلوا ويخدمونى ... حبيت أرد شوية وأساعد أنا كمان ... وبعدين أنا مش واخدة على الراحة
ابتسم بلطف واحتضن كفها قائلاً بود
:- يا حبيبتى ده بيتك زى ما هو بيت كل واحد فينا ... ما تعمليش فرق يا أمل وأوعى تحسى إنك غريبة هنا ... ده بيت أبوكِ حسين البدرى
ابتسمت بوجهه وشعرت بالفخر والتحرر، أصبح من حقها ذكر اسمها كاملاً دون خجل أو تخوف، أصبح لها مكانة والجميع يحيطها بالحب والعناية بعد سنوات من القسوة والإهانة ورغم كل هذا الكم من المشاعر الجميلة ما زال القلب ملتاع يبحث عن نصفه المفقود بل كله المفقود ببعد الزوج والأبناء
قرأ فى حركة حدقتيها المهتزة شعورها بالفقد فقال بهدوء
:- إن شاء الله هعدى على فاروق النهارده بعد صلاة الجمعة ... وأكلمه عشان تقدرى تشوفى الولاد
اتسعت ابتسامتها وناظرته بامتنان غير قادرة على التعبير عما يجيش بصدرها بالكلمات
دلفت شمس وتنحنحت بصوت مرتفع وقالت تشاكسهم بشقاوة
:- ناس لها حظ وناس جعانين
قهقه يوسف ضاحكاً وشاركته أمل التى بدأت تعتاد على الجو الأسرى الجديد، مال يوسف ولثم خد شقيقته التى شهقت بخجل، مازالت تجفل من مشاعره معها ثم نهض يتحرك خلف زوجته وأقترب منها وهى تضع الأطباق الجاهزة فوق صينية كبيرة لنقلها للخارج
استدارت تواجه حين شعرت باقترابه فمال عليها بشكل حميمى ليلتقط قطعة جزر من الطبق خلفها ثم أعتدل وقضم الجزرة وقال ببرود :- بسرعة عشان جعان
رفعت أمل كفيها تكتم ضحكاتها وهى تشاهدهم باهتمام، ظنت أن مثل هذه المشاكسات بين الأزواج تحدث فى الأفلام فقط بينما ضيقت شمس عينيها وقالت متأففة
:- ده المتوقع منك على فكرة ... مفيش أى أى .... أف
تأمل وجهها بإمعان ثم غمز بشقاوة وخرج من المطبخ ضاحكاً،
نهضت أمل تقترب من شمس تساعدها قائلة
:- ربنا يحفظكم لبعض يا مرت أخوى ... يظهر بتحبوا بعض جوى
تركت شمس ما تقوم بها وتنهدت بلوعة هامسة
:- أوى أوى يا أمل ... أدعى ربنا يوفقنا ونفضل مع بعض على طول
شردت أمل ببصرها لبعيد تدعو بهمس لشقيقها و... لزوجها

****************
يتبــــــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 10:13 PM   #852

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


اقترب موعد صلاة الجمعة فبدأ يوسف وجلال السعى إلى الصلاة وخرجوا من بوابة منزلهم فى اتجاه المسجد الكبير للقرية، تفاجأ جلال بوالدة طه تأتى فى اتجاه منزلهم بصحبة ابنتها الصغرى التى تحمل سبت كبير من الخوص مغطى بمفرش ناصع البياض
توقف يستقبلها بابتسامة وعرفها على ابن عمه يوسف ثم سألها عن وجهتها وهو يحمل عن منار حملها وحادثها بلهجته الأصلية
:- على فين يا خالة ... وكيف دكتور البهايم يهملك لحالك إكده كان واچب يوصلكم
عقدت أم طه حاجبيها باعتراض رغم معرفتها لمشاغبة طه وجلال فهم تربوا سوياً وتحت نظرها ولكنها قالت مستهجنة
:- ماله داكتور البهايم بجى يا باشمهندز ... إيمة وسيما ولا عنديك رأى تانى
ابتسم جلال وهز رأسه بقلة حيلة وهو يعدل السبت بين ذراعيه
:- أمرى لله ... لاچل خاطرك بس ياحاچة
ابتسمت بحبور وأشارت نحو دار البدرى موضحة بنبرة ذات مغزى
:- إحنا چايين نزور الحاچة أصيلة ... جولت إيه!!
مال بجذعه مقترباً من قامتها القصيرة وغمز لها مشاكساً وقد فهم مغزى حديثها فقال مُرحباً
:- تنورى يا أم الدكتور ... خطوة عزيزة
تقدمها وفتح البوابة يصطحبها للداخل مع ابنتها بينما يوسف يقف على بُعد خطوات وأومأ لها بترحاب وهى تمر من أمامه
عند الباب الداخلى للمنزل توقف جلال فكل النساء بالداخل يعلمون بمغادرته ولا يصح أن يقتحم الدار دون تنبيههم
صفق بكفيه عدة مرات بعد أن وضع السبت أمامه ونادى على شقيقته، فخرجت نحوه واستقبلت الضيوف بينما خرج جلال مرة أخرى ليوسف الذى ينتظره بالخارج، استقبله يوسف قائلاً بمرح
:- يظهر أن الدكتور طه بعت فرقة كوماندوز خاصة عشان يحصل على قبول من الأستاذة
ضحك جلال وضرب كفه بكف يوسف وقال مؤيداً
:- وأى كوماندوز ديه الحاجة بهية الشهيرة بأم طه (اختلفت لهجته للجدية وقال باستحسان) أنا كده اطمنت ... مادام أم طه جت بنفسها تبقى موافقة على الجواز وده هيعطى الثقة لياسمين فى نفسها
أومأ يوسف موافقاً وضميره ينغزه بسبب ما حدث فى موضوع عماد بسبب اندفاعه وقال بثقة
:- ياسمين بنت زى الألماظ وتستاهل كل خير ... وطه جدع أوى وراجل ويقدر يحافظ عليها
أما فى الداخل فكان اللقاء حار بين أصيلة وبهية التى دلفت ببشاشة تلقى التحية على الجميع مع ابنتها ثم جلسوا جلسة ودية بدأتها الحاجة بهية وهى تشير نحو السبت الخوص
:- ديه شوية حاچات بسيطة من صنع يدى يا حاچة أصيلة ... صحة وهنا عليكم
ابتسمت أصيلة بود وقد اطمأن قلبها على ابنتها حين رأت والدة طه تدخل عليها محملة بالهدايا وقالت برصانة
:- تسلم يدك يا حاچة ... تعبت نفسك والله
:- مفيش تعب يا حاچة أصيلة ... ده أحنا أهل ولا إيه؟
مالت بهية جانباً نحو أصيلة تتلمس الرضا منها فأومأت أصيلة بحبور مؤيدة
:- ربنا يديم الود والمحبة جادر يا كريم
استغلت بهية الفرصة وقالت بذكاء
:- آمين يارب ... وتكمل بالوصل والنسب الطيب إن شاء الله
هزت أصيلة رأسها عدة مرات بخفة دون إجابة ثم توجهت بدفة الحديث لاتجاه أخر وبدأت فى الحديث عن موضوعات عامة، فلن تعطى كلمة قبل استشارة ابنتها بينما جلست ندى تتبادل حديث جانبى مع منار وانسحبت شمس وأمل إلى غرفة ياسمين التى كانت غائبة عن الجلسة
فى مكان خفى فى الممر المؤدى للمطبخ كانت ياسمين تتابع الحوار، انضمت شمس وأمل إليها ثم توجهوا للمطبخ لإعداد واجب الضيافة
جلست ياسمين على المقعد الخشبى تفكر بصمت والفتاتان تحاوطانها، بادرت شمس بالحديث
:- كده ظهرت الرؤية وأم العريس جاية بنفسها تطلبك يا ياسمين ... ملكيش حجة
جذبت أمل المقعد المجاور لياسمين وجلست بجوارها تؤيد
:- أنا جولتلك الداكتور عاشج وباجى عليكِ ... وأها أمه فى الدار بتأكد على طلبه
حولت ياسمين رأسها بينهما تتفحص ملامحهما غير مصدقة لما يحدث ثم هزت كتفيها حائرة وعاجزة عن الكلام
ضحكت شمس بخفوت ولكزت ياسمين بكتفها قائلة
:- مالك القطة كلت لسانك ... أنا هعمل الشاى عشان تدخليه
أسرعت تعد أكواب الشاى بينما ربتت أمل على كف ياسمين وهزت رأسها مطمئنة إياها بابتسامة رقيقة
أما ياسمين فكانت ذاهلة على وضعها غير مستوعبة للموقف، هل يأتى الفرج من عند الله بهذا الشكل وهذه السرعة ولما لا وهو من ينزل الغيث ليروى الأرض العطشى لقطرة ماء فلما لا يروى قلبها الذى طال ظمأه ويُزهر روحها التى وهنت من خبث الكلمات
دلفت ندى على حين غرة ليجفل الجميع منها وهى تهتف رغم صوتها الخافت
:- أنتوا قاعدين هنا وسايبين الحكومة بره من غير واجب الضيافة
تحركت نحو ياسمين وضمت كتفيها بحب وأضافت بحماس
:- حماة ياسمين جاية وناوية تاخد الموافقة معاها ... يلا يا عروسة وضبى نفسك عشان تخرجى تقابليها
تجمدت نظره ياسمين على وجه ندى بتخوف وحركت رأسها برفض، كتمت الفتيات ضحكاتهن ثم بدأن فى مد أيديهن لتعديل وضع حجابها ومشاغبتها وهى تحاول دفع أيديهن عنها
نهضت أمل بتعقل وقالت بحزم
:- عيب يا بنات ميصحش ... الست تسمعنا مش حلوة فى حج ياسمين ...(مدت ذراعها تجذب ذراع ياسمين وأردفت برقة قلبها) جومى يا ياسمين وضبى حالك لاچل ما تدخلى واچب الضيافة للحاچة بهية
ثم استدارت تصب الشاى فى الأكواب ونادت على شمس لتعد طبق من المخبوزات منزلية الصنع التى قامت أمل بإعدادها بنفسها صباحاً
بعد دقائق كانت ياسمين تدلف للقاعة الداخلية حيث تجلس والدتها مع والدة طه، قدمت الشاى للجميع ثم جلست بالقرب منهم بحياء يظهر على محياها، جذب نظرها صوت منار التى قالت بمحبة
:- أتوحشتك جوى يا مس ياسمين ... ياريتنى ما سبت الأعدادى والله كنتِ أحسن مدرسة عندينا وكل البنات بتحبك
ابتسمت ياسمين لتلميذتها الصغيرة وقالت بحبور
:- تسلمى يا منار أنتِ اللى شاطرة ما شاء الله عليكِ ... ربنا يوفجك فى الثانوية العامة ونفرح بنچاحك
:- ربنا يفرحنا چميعاً بالنچاح ... والچواز
قالتها بهية وهى تتفحص ياسمين بعيون أنثى خبيرة تعاين زوجة ابنها المستقبلية رغم معرفتها الوثيقة بها ولكن الأن النظرة أختلفت، طأطأت ياسمين رأسها بخجل تُخفى تورد وجنتيها بينما شفتى أصيلة تتمتم بالدعاء والأمل يغزو قلبها
تدخلت منار بحماس تحثها على القبول
:- ياريت يا مس ياسمين ... ده الدكتور طه طيب وحنين أوى مش هتلاقى أطيب منه ... وهتنورى دارنا والله
عضت ياسمين على شفتها السفلى بخفة خجلاً بينما قالت بهية تشرح وضع ابنها المادى
:- الدكتور طه چاهز من كله ... الدار طه چددها من سنتين وهياخد الدور التالت كلاته والعفش العروسة تختار وتشاور وهو ينفذ ... وأنا أبوه فى الأرضى وفى شجتين للبنات فى الدور الأول لما يچيوا يزورونا وأخوه واخد الدور التانى ... يعنى الدور التالت بالسطح بتاعك تعملى ما بدالك كانه ... كانه (توقفت تبحث عن الكلمة التى هربت من رأسها ثم سألت ابنتها) اسمه إيه يا منار؟
:- روف يا أماى ... روف
:- هو ده اللى منار بتجول عليه
قالتها بهية وهى تضحك بخفة وأصيلة تشاركها الابتسام بينما كانت ياسمين تتفحص وجه والدة طه أثناء حديثها بتمعن، تحاول استشعار ما خلف كلماتها من إحساس، هل هى مجبرة على القبول؟ أم تضحى من أجل إبنها وتقبل بزوجة عقيم؟
ولمَ يضحى ابنها ويتزوج فتاة مثلها مطلقة وعاقر، هزت رأسها دون أن يلمحها أحد تبعد تلك الأفكار المتشائمة عن رأسها لقد زرع المجتمع نفاياته فى عقلها فأصبحت تصدق ما يتداوله
ماذا لو أخفقت فى أول تجربة زواج ... أليس هذا شرع الله فى قوله تعالى: (فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ)
لمَ على المرأة أن تتحمل تبعه الإخفاق ولا يمس الرجل شائبة، لمَ عليها أن تعاقب حتى أن كانت تعانى من العقم فهو قضاء الله عليها ولن تكون أول النساء ولا أخرهم
قطع حبل أفكارها صوت والدتها الذى أرتفع نسبياً لينبهها من شرودها
:- أنتِ هتكلمينى على الدكتور طه ... ده كيف ولدى ومتربى بيناتنا ... أدب وأخلاج وأصل طيب ده كفاية أنه ابن الشيخ رضا
ابتسمت بهية ومنار بحبور بينما واصلت أصيلة بنبرة هادئة تعزز قدر ابنتها وترفعه وتعطيها الفرصة للإجابة بحرية
:- الحكاية كلاتها أن ياسمين كانت شايله موضوع الچواز ده من راسها خالص والدكتور فجأنا بطلبه
ضغطت على ساعد بهية المجاورة لها بحميمية تطمأنها بثقة
:- لكن جلبى بيجول ... الخير جريب ... يومين ونبعت البشارة إن شاء الله

***************

فى المسجد الكبير اجتمع رجال القرية لصلاة الجمعة، جلس الشيخ رضا فى صدر المسجد على مقعد المقرئ فى انتظار توافد المصلين بينما وقف طه أمام الميكرفون يطمأن على إعداده ووصلاته كما أعتاد أن يفعل منذ الصغر وبجواره يقف المؤذن يستعد لبداية إقامة الشعائر
توافد المصلين تباعاً حتى أقترب المسجد على الامتلاء، فى الصف الأول اجتمعت الأضداد والمتخاصمين جنباً إلى جنب فى بيت الله ولغرض واحد إقامة الصلاة دون تناحر أو خصوم
فى يمين الصف الأول جلس يوسف بجوار جلال يفصلهم حسام والحاج سليم العزازى عن عدلى الذى جلس فى منتصف الصف تقريباً على يمينه أبناءه أحمد وفاروق ثم أبناء فاروق وعلى يساره جلس سعيد وبجواره ابنه البكرى ناصر
مط يوسف عنقه قليلاً يتأمل أبناء شقيقته الصغار فالتقت مقلتيه بمقلتى غاضبة تحمل نظره بغض موجهة له، مقلتى رجل فقد زوجته، محبوبته ليتبادلا النظرات للحظات قطعها إرتفاع صوت الشيخ رضا بآيات الذكر الحكيم
انفصلت نظراتهم لينكس كلاً منهما رأسه وينصت للقرآن الكريم، تحرك طه ليتخذ مكانه بمحاذاة الصف جوار صديقيه
خيم السكون والإنصات على جميع الحضور فى المسجد حتى انتهت شعائر صلاة الجمعة فبدأ المصلين فى الانصراف وكان من أول المنصرفين بعد انتهاء الصلاة جاد والذى كان فى أواخر صفوف الصلاة، أنهى الصلاة ورحل فى حال سبيله بينما حامد الذى كان فى الصف الأخير خارج المسجد وقف بالقرب يتابع بتركيز خروج فاروق وأولاده من المسجد ثم توجهوا إلى سيارته وغادروا سريعاً تحت نظرات يوسف الذى وقف على باب المسجد يشيعهم بنظراته بينما توقف عدلى وأحمد السمرى لتحية بعض من أهل البلدة والتحدث مع أخرين يزاحمهم سعيد وولده لإثبات وجوده وسطوته التى يستمدها من شقيقه الأكبر
انضم جلال وطه إلى يوسف وانتظروا قليلاً الحاج سليم وحسام ثمتحركوا جميعاً مغادرين

********************

يتبــــــــــــــع


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 10:14 PM   #853

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي


دلف حجازى إلى أرض سعيد السمرى وحدد وجهته نحو حمدى الذى يجلس بصحبة والده وشقيقه الأكبر في تعريشية من سعف النخيل على حدود أرضهم بعد أن عادوا من الصلاة، قال سعيد يعاتب حمدى
:- كنت فين يا حمدى كان واچب تصلى معانا ... أهل البلد يجولوا إيه ... عمك عدلى ولاده چاره محدش فيهم بيغيب عنيه وأنا لازمن أنبه عليكم وأطلب منيكم
فرك حمدى رأسه بلا مبالاة، فوالده لا يمل من المقارنة بينهم وبين أبناء عمه الكبير، زفر بنفاد صبر قائلاً
:- راحت عليا نومه يا أبوى ... الدنيا مخربتش يعنى
أطلق شقيقه ما يشبه الضحكة متهكماً
:- كيف كل چمعة يعنى ... لازمن تروح عليك نومه
حدجه حمدى شزراً بينما حرك سعيد رأسه بيأس من هذا الابن الذى لا يصلح لشئ، قطب ناصر حاجبيه حين لمح حجازى يقترب من جلستهم وتسائل متعجباً
:- إيه اللي چاب حچازى حدانا!! (حول بصره نحو حمدى يردف باستخفاف) ده أكيد رايدك أنت يا حمدى
كشر سعيد وجهه بنظره غضب بينما اهتزت ثقة حمدى وازدرد ريقه بتخوف وهو يُلقى نظره خاطفة على حجازى" ما الذى أتى به الأن؟؟ هل أكتشف أحدهم جريمته؟؟ أو ربما ..." لم يترك أفكاره تتلاعب به أكثر ونهض من مكانه بانفعال واضح هاتفاً بحمائية زائفة
:- وحچازى هيريد إيه منى يا ناصر … يمكن چاى فى شغل ولا فى مظلمة
أراح ناصر ظهره إلى مسند مقعده، يمرر نظره على طول جسد شقيقه الماثل أمامه وقال بتهكم
:- مظلمة إيه!! وهيكون رايد من غيرك … أنت اللى جاعد فى الجهوة ليل نهار ومهمل الشغل فوج دماغى لحالى وفى الأخر تمد يدك وتطلب فلوس
هاجت أعصاب سعيد من تناحر أولاده الدائم، هو يرغب فى وحدتهم كأبناء عدلى حتى يكونوا سند له حين يتمكن من اقتناص الزعامة لنفسه، زجر ابنه البكرى يسكته بصوت أجش
:- خُلصنا يا ناصر (رمق حمدى باشمئزاز وأشار نحوه بطرف ذقنه آمراً) وأنت هم وأبعد الراچل دِه عن هنا مش فاضيين لوچع الراس
تحرك حمدى من فوره نحو حجازى الذى توقف على بعد عدة أمتار فى انتظار حضور حمدى الذى قبض على ساعده يبعده أكثر عن جلسة والده وقال زاجراً بخفوت
:- إيه اللى چابك إهنا يا حچازى؟
خلص حجازى ذراعه من كف حمدى والتف يواجهه ثم قال بنبرة تحذيرية
:- أنا آچى أحسن ما تاچى نرچس ... أم شموع يا حمدى بيه
قطب حمدى جبينه، يُخفى خوفه وجبنه خلف قناع من الغضب وقال رادعاً بنبرة واهنة
:- وتاچى ليه ... سبج وجولت لكم مش رايد حد يعرف بالچوازة الغبرة ديه ... جسماً بالله لو حد آآآ...
:- صبرك ياحمدى بيه ... الولية خايفة على بتها وكل غرضها تطمن عليها
ابتلع حمدى غصة حلقه وسعل بخفة وهو يتلفت خلفه يلقى نظره نحو والده وشقيقه الذى يراقبه عن بعد ثم أعاد نظره نحو حجازى يتساءل بثقة مهزوزة
:- مالها بتها ... عايشة كيف الملكة هى كانت تحلم تتچوز بشجة كيف اللى جاعدة فيها
حرك حجازى كتفيه بلامبالاة وقال ببرود
:- بس البت مختفية من يومين ولاحس ولاخبر ... ومش بترد على التلفون ... ونرچس عجلها هيچن ورايده تطمن على بتها .. ديه كانت ناوية تاچى بنفسها عنديك لولا منعتها عشان الفضايح ... أنا بجول تروح تزور البت
"لاه"
صاح بها حمدى باندفاع ثم تلفت حوله كمن يحاول الفرار من كتيبة شرطة تبحث عنه، التقط أنفاسه بقوة ثم قال مهادناً
:- لا تروج ولا تاچى ... أنا هروح وأطمنكم عليها ... أصلك أنا مروحتش من كام يوم ومش خابر چرالها إيه!!
رسم ابتسامة باهتة على ثغره وبرر بوهن
:- تلاجيها خلصت الشحن ولا التلفون خرب
هز حجازى رأسه على غير هدى وامتثل لحديث حمدى ثم غادر بينما التفت حمدى وعاد لوالده وشقيقه اللذين تبادلوا نظرات الرفض لوجود رجل مثل حجازى بأرضهم، تسائل سعيد بتأفف
:- كان رايد إيه حجازى؟
أشار حمدى بيده فى الفراغ على غير هدى وقال كاذباً
:- چاى طالب جرشين سلف .. رايد يكبر الجهوة
ضيق ناصر مقلتيه يناظره بمكر وكتف ذراعيه أمام صدره بعدم تصديق ثم قال مقارعاً
:- يستلف منيك … أهو ده اللى ناجص نصرف عليك وعلى مچايبك كمان ... ما هو من كتر جعدتك فى الجهوة واچب تبجى شريك فيها
:- چرى إيه يا ناصر كل ساعة تجولى فلوس .... ماهو مالى كيف ماهو مالك
:- لاه … مش مالك يا حمدى أنا اللى بتعب وأشجى فى الأرض ومع التچار .. وأنت اللى بتاچى تجش على الچاهز وتضيع الفلوس على الحريم (رفع سبابته يحركها فى وجه شقيقه محذراً) يكون فى معلومك أرباح السنة ديه مش هتطول منيها مليم أحمر ... أنا مش هضيع مچهودى على نسوانك
:- خليص ... بتاكلوا فى بعض على حياة عينى وتجسموا فلوسى وأنا على وش الدنيا
أشاح ناصر بوجه بعيداً بضيق والتزم الصمت بينما ظل حمدى يحدق نحو شقيقه ببغض واضح، أما سعيد فهتف يستميلهم إلى المشاركة فى مخططه
:- أفهموا يا شوية بجر ... أنا ببص لبعيد وجت ما أمسك زعامة العيلة والبلد الفلوس هتكتر فى أيدينا
أعاد ناصر وجه نحو والده يتابعه بإنصات ولم ينسى أن يرمى شقيقة بنظره إزدراء ... واصل سعيد موضحاً خطته بخبث
:- أول ما أبجى كبير العيلة أحمد وفاروج دورهم هينتهى وهيهملوا الأراضى اللى بيشرفوا عليها بتاعه ولاد أعمامنا وأخوالنا اللى مسافرين بلاد بره ولا مش جاعدين فى البلد (بدل نظره بين ولديه مردفاً بجشع) فاهمين ... يعنى خير كتير وفلوس كتير جوى
أومأ ناصر باستحسان وتسائل بجدية
:- بس كيف هتاخد الزعامة يا أبوى ... أنت خابر سطوة عمى عدلى ولاده
أشاح سعيد برأسه فى الهواء باستخفاف وقال بتشفى
:- كان ... كان له سطوة لكن دلوك لاه ... سيرته بجت على كل لسان بعد فضيحة هرب مرت ابنه (اتكأ بظهره على مسند الأريكة الخشبية الجالس عليها مردفاً) وكمان الظروف خدمتنا وفاروج بجى متهم فى جريمة جتل
ابتسم ناصر طمعاً فى المزيد من المال وبدأ يندمج فى خطة والده أما حمدى فعقله كان فى مكان أخر، يحاول حبك كذبة مناسبة ليتملص من جريمته

************

تسلل حمدى مغادراً البلدة عائداً إلى مسرح الجريمة، الجريمة التى ارتكبها بدم بارد وترك ضحيته تنزف روحها وفر كالجبان
وضع المفتاح بباب الشقة بوجل ثم دلف بخطى بطيئة، لقد نسج كذبة مناسبة فى عقله أثناء عودته فى الطريق سيخبر بها الشرطة أثناء استجوابه
زوجته الحامل تعثرت وسقطت مرتطمة بالأرض ولم يكن متواجد لانقاذها، حاول الاتصال بها ولكنها لم تجيب فعاد من فوره ليطمئن عليها وعلى وليده
تنهد براحة حين راجع الكذبة فى عقله، المهم الأن أن يدفع مبلغ جيد لحجازى حتى يسيطر على نرجس ولا تفضحه أمر زيجته من ابنتها فى البلدة
وقف بمنتصف الصالة يتلفت حول نفسه، السكون والظلام النسبى لوقت الغروب يكتنفان الشقة
ازدرد ريقه ومد ذراعه نحو مفتاح الإضاءة ليعم الضوء المكان ثم توجه بنظره نحو طاولة الطعام حيث تقبع الجثة خلفها ممده على الأرض حيث تركها منذ يومين
تحرك عدة خطوات ومد بصره خلف الطاولة، أجفل للحظة حين لمح بركة الدماء الجافة على الأرضية وأستعاد منظر الدماء المتدفقة من جسد زوجته، تقدم خطوة أخرى ولازالت بقعة الدماء تمتد أمام عينيه ولكن … أين!!
دار بحركة سريعة حول الطاولة وجحظت مقلتيه ذاهلاً فوق بركة الدماء الجافة وعقله يتساءل بروع
:- أين جثة شموع!! ... بالطبع لم تتبخر فى الهواء، هل يمكن أن تكون نجت من الموت!! ... كيف وأين ذهبت؟
دار حول نفسه برعب، هل أنفضح أمره؟؟
هرع باحثاً عنها في أرجاء الشقة ارتطمت ساقه بأرجل الطاولة وكاد يسقط على وجه ولكنه واصل بحثه فى كل ركن متجاهلاً ألم ساقه ولم يجدها
عاد يقف أمام دماء ضحيته يحرك رأسه على غير هدى، لا يستوعب ما يحدث ... يجب أن يجدها قبل أن تفشى السر وترمى به خلف جدران السجون
تحرك نحو باب الشقة مغادراً لكنه توقف حين لمح كسر واضح فى إطار الباب من الداخل تم معالجته على عجل، مسح على فمه وذقنه بتوتر ثم جذب باب الشقة خلفه وهبط الدرجات كقطار سريع لايقف بمحطات ثم وقف أمام بوابة المنزل يتلفت يمنه ويسره
"من أين يبدأ بحثه؟ ... ولمن يتوجه بالسؤال؟؟" وقع نظره على محل بقالة صغير فى الجوار، على بعد عدة منازل قليلة
حث الخطى نحوه ثم وقف يسأل البائع العجوز وهو يشير نحو نافذة شقته
:- تعرف فين راحت الحرمة اللى فى الرابع يا حاچ
تقدم البائع العجوز نحو باب المحل ونظر حيث أشار ثم عاد بنظره يتفحص هيئة حمدى المرتبكة واجابة بسؤال أخر
:- أنت تعرفها! … تكونش چوزها؟
توقف الرجل عن الحديث حتى إجابة حمدى بنفاد صبر
:- أيوه چوزها ... تعرف راحت فين؟
حرك الرجل رأسه باستنكار وتحرك نحو كرسى خشبى أمام دكانه وجلس عليه ثم قال لائماً
:- حد يسيب مرته شايلة (حامل) لحالها ... وكمان جافل عليها بالمفتاح ليه هتهرب ولا هتتخطف
سحب حمدى نفس طويل ثم صاح فى الرجل بصبر نافذ
:- يا حاچ أتكلم الله لا يسيئك ... راحت فين؟
مسح الرجل العجوز الثرثار على ساقيه وقال بهدوء
:- الشابة باينها وجعت من طولها وهي شايلة (حامل) ... جت على نفسها وطلت من الشباك تشوف حد يغتها (يغثها)
رفع حمدي بصره نحو نافذة شقته المشرعة والتى لم يلتفت لها من قبل والرجل يواصل سرده بهدوء
:- واحدة من الچيران الله يبارك لها شافتها ونادت على ولاد الحلال طلعوا كسروا الباب وطلبوا الإسعاف ونجلوها على المشتشفى

وصلحوا باب الشجة كلش كان إكده
قطع حمدى حديث الرجل الثرثار يتساءل بلهفة
:- أنهى مستشفى ... خدوها على فين؟
ضيق الرجل العجوز مقلتيه يناظره بتعجب وتساءل بدهشة
:- مادمت خايف عليها إكده ... ليه تهملها لحالها يا ولدى
فقد حمدى أعصابه فانحنى على الرجل وجذبه من كتفيه ليقف أمامه ورج جسده المتهالك عدة مرات بخشونة ثم قال جازاً على أسنانه
:- المستشفى اسمها إيه خلصنى
توجس الرجل الشر فأشار بأصبعه لبعيد قائلاً بتلعثم
:- ماخبرش ... يمكن المشتشفى الحكومى يعنى الإسعاف هتاخدها على فين يعنى
دفعه حمدى بعنف حتى كاد أن يسقط أرضاً لولا أن اتكأ على حافة صندوق العرض الزجاجى بمدخل المحل وغادر مسرعاً نحو سيارته
وضع الرجل كفه فوق قلبه يلتقط أنفاسه وعاد يجلس على الكرسى أمام المحل يتابع سيارة حمدى التى بدأت فى الحركة، بصق فى اتجاهه هاتفاً بغضب :- جبر يلمك ... راچل عفش ربنا يخلصها منيك

***************
دار على عدة مستشفيات فى المحافظة ولم يجدها، الخوف يتزايد بين جنباته، شموع حية وتم إنقاذها منذ يومين أن تكلمت سيزج به فى السجن وسيفتضح أمره فى البلدة وحينها لن يُلقى والده له بال وسيتبرأ منه بالتأكيد أن مس سمعته بسوء والتى قد تقف عارض فى طريق طموحه فى الزعامة
توقف بالسيارة داخل هذا المستشفى الكبير بوسط المحافظة، وقف يسأل فى الاستقبال عنها
:- لو سمحت فى شابة حامل دخلت من يومين المستشفى عنديكم
نظر له موظف الاستقبال ببرود وقال بروتينية
:- اسمها إيه حضرتك؟
:- شموع ... شموع عتمان
بحث الموظف بين الأسماء فى دفتر كبير أمام ثم رفع رأسه نحو حمدى وأجابه
:- مفيش الأسم ده عندنا
مسح حمدى على جبينه الشاحب عدة مرات ثم قال برجاء
:- أتأكد وحياة والدك ... أنا لفيت عليها فى كل حتة
حرك الرجل أكتافه بقلة حيلة مشيراً للدفتر أمامه
:- اسمها مش موجود قدامى ... يبقى مادخلتش المستشفى
:- هى كانت چاية فى الإسعاف وبتنزف
ناظره الرجل بضيق ثم قال ليتخلص منه
:- اللى بيجى مع الإسعاف بيدخل على الطوارئ ... ولو حالة كويسة بيروح على طول
قرب حمدى بين حاجبيه مفكراً بتوتر ثم سأل من جديد
:- فين الطوارئ؟
أشار الرجل نحو مدخل جانبى بجانب باب المستشفى، تحرك حمدى نحوه على عجل وجد عدة غرف على الجانبين متصلين بمدخل خارجى على ساحة المستشفى
أقتحم غرفة تلو الثانية بفظاظة، باحثاً بين الأسرة على ضالته، استوقفته إحدى الممرضات تعنفه
:- أنت يا أستاذ ... بتدور على إيه ميصحش تدخل بالشكل ده
التقط أنفاسه حين وجدها أمامه وقال باستعجال
:- فى حرمة حامل چت مع الإسعاف من يومين .. هى فين؟
هزت رأسها نفياً، لاتتذكر مثل هذه الحالة، مد ذراعيه وكاد يقبض على ذراعيها بغير وعى فتراجعت إلى الخلف ناهره
:- إيه ده يا أستاذ ... اتفضل بدل ما أطلبلك الأمن يطردك بره
مسح على وجهه بكفيه ثم قال معتذراً
:- لامؤاخذة ... أنا بس رايد أطمن على مرتى ... ساعدينى أرچوكِ
مررت نظراتها المستهجنة على طول جسده، أى رجل هذا الذى لايعرف مكان زوجته منذ يومين ويدور باحثاً عنها بين المستشفيات
شعر بغرابة موقفه فبرر بصوت هادئ يحاول أن يستدر عطفها وأخرج من جيبه مبلغ مالى قدمه نحوها فى الخفاء
:- أنا كنت مسافر والچيران طلبوا الإسعاف ... ومش خابر الإسعاف خدتها على فين؟
التقط المبلغ المالى من يده ودسته فى جيبها، ثم تلفتت فى الممر باحثة عن شخص معين ثم نادت على زميلتها
:- يا نعيمه ... تعرفى واحدة الإسعاف جابتها وكانت حامل من يومين كده (نظرت نحو حمدى موضحة) أصل ده كان الشفت بتاع نعيمه
بدلت نعيمة نظرها بين حمدى ممتقع الوجه وزميلتها وتقدمت نحوهم وتساءلت عن السبب، أخرج مبلغ أخر وقدمه لنعيمه فى حين وضحت زميلتها صلة قرابته للمريضة
أومأت نعيمه وقد فهمت الأمر وقالت بشرود
:- أيوه فى شابة وصلت مع الإسعاف فى حالة إجهاض (انتبه حمدى للحديث ونعيمه تستطرد) كانت حالتها صعبة أوى ديه خدت يجى أربع أكياس دم
تسائل حمدى بلهفة
:- اسمها شموع مش إكده؟
أومأت نعيمة مؤكده
:- أيوه صح ... قالت اسمها شموع (أشارت نحو غرفة فى الممر) دخلناها الأوضة ديه لغاية ما يفضى سرير جوه المستشفى
صوب نظره للغرفة وكاد يتحرك نحوها لكن نعيمة استوقفته
:- يا أستاذ ... أنا سبتها فى الأوضة وركبتلها المحاليل وقضت طول الليل هنا بس الصبح محدش شافها ... مشيت من المستشفى
وجه نظره للغرفة بتشكك ولكنه تذكر أنه كان فى الغرفة وتفحص أسرتها منذ قليل، أعاد نظره نحو نعيمه يقول بالتباس
:- يعنى إيه مشيت ... أنت بتجولى حالتها صعبة كيف تمشى وراحت على فين؟
هزت أكتافها بمعنى (لا أعرف) وقالت مبررة
:- أحنا قلنا أكيد مش معاها فلوس العلاج فهربت من غير ما تدفع حساب المستشفى
جز على أسنانه بغيظ، لقد تحرر العصفور وحلق فى السماء بعيداً وعليه استعادته وكتم صوته
دار حول نفسه وخرج من المستشفى دون كلمة أخرى والممرضات من خلفه يتهامسن باستهزاء عليه
:- تلاقيها طفشت من وشه

**************
حل الظلام وسكنت الحركة كثيراً فى طرقات البلدة، توقف حمدى مثيراً عاصفة من التراب بسيارته جراء توقفها المفاجئ أمام المقهى وترجل منها يصوب نظره نحو حجازى باشتعال
هرع حجازى من مكانه بداخل المقهى وأسرع نحوه، قبض حمدى على تلابيبه وسحبه فى بقعة مظلمة خلف المقهى ودفع به ليرتطم بالحائط ثم أقترب بوجهه المحتقن من وجه حجازى الذى توجس خيفة من هيئة حمدى المخيفة فانكمش على نفسه بينما همس حمدى بفحيح
:- خبيتها فين يا حچازى ... شموع راحت فين؟
اتسعت مقلتى حجازى بعدم فهم وحرك ذراعيه أمامه باستغراب
:- راحت فين كيف ... ده أنا اللى چيت أدور عليها وأسألك هى فين
هز جسده عدة مرات وفى كل مرة يضربه بالحائط خلفه بعنف وهو يقول محذراً
:- مش هيخيل عليا الحديت ده ... البت هربت وأكيد أمها تعرف طريجها
رفع حجازى أصبعه يقسم بأغلظ الأيمان
:- أجسم بالله ما أعرف مكانها يا حمدى بيه ... وأمها فى الدار لا على حامى ولا على بارد ... جلباها مناحة من إمبارح وغرضها تطمن على بتها
تركه حمدى بانفعال وقال مشكك فى حديث حجازى
:- بتمثل عليك ... شغل حريم أكيد تعرف مكان بتها ... وأنا لازمن أعرف غارت فين
هز حجازى رأسه نفياً وقال بصدق
:- لاه يا حمدى بيه .. نرچس هبلة ومالهاش فى شغل الحريم ... لو عارفة مكان بتها مكنتش
بجت فى الحالة ديه ... ده أنا لولا صبرتها أن چنابك هتطمنها كان زمانها طايحة فى الشوارع تدور عليها
وقف حمدى يلتقط أنفاسه المشتعلة وصدره يغلى كبركان ثائر، يحملق فى وجه حجازى بارتياب ثم رفع سبابته يهدد بصوت خشن
:- أسمع يا حچازى ... لو عرفت أنت ولا أمها مكانها وخبيتوا عليا جسماً بالله هحرج جلبك على الجهوة ديه
جحظت مقلتى حجازى جزعاً وسلط نظره على بناء القهوة وحمدى يضغط أكثر على نقطة ضعف حجازى قائلاً بتهديد
:- هتجف تتفرچ عليها وهى شعلة نار وترچع صبى من چديد من غير جيمة
ابتلع حجازى ريقه بصعوبة ومد كفيه أمامه وكأنه يتسول قائلاً بمداهنة
:- أنا راچلك يا حمدى بيه ... ما أنت خابر لو عرفت حاچة أكيد هجولك
رفع حمدى سبابته مرة أخرى يواصل تهديده
:- ومرتك لو فتحت خشمها بكلمة عن حكاية چوازى ببتها ... هجطع لسانها ولسانك معاها
أحنى رأسه سنتيمترات يناظر حجازى بمقلتين يتلاعب فيهما الشر والأذى وقال بفحيح
:- فاهم يا حچازى
ضرب حجازى على صدره عدة مرات مؤكداً
:- أمرك يا حمدى بيه ... أمرك
تركه حمدى وتوجه إلى سيارته يواصل طريقه، ولم يدرك أياً منهما أن هناك فارس فوق جواده يشاهد ما يحدث من بعيد بتعجب

*************
قراءة ممتعة


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 10:26 PM   #854

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 26 ( الأعضاء 10 والزوار 16)
‏سما صافية, ‏wafaa hk, ‏نهاد على+, ‏rere87, ‏asmaaasma, ‏yasser20, ‏فتاة طيبة, ‏دموع عذراء, ‏هنمنمم, ‏اللؤلؤة الوردية


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 10:44 PM   #855

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 28 ( الأعضاء 12 والزوار 16)

Maryam Tamim, ‏amana 98, ‏الذيذ ميمو, ‏دموع عذراء, ‏wafaa hk, ‏نهاد على, ‏rere87, ‏asmaaasma, ‏yasser20, ‏فتاة طيبة, ‏هنمنمم, ‏اللؤلؤة الوردية

سما صافية likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 10:47 PM   #856

سما صافية

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية سما صافية

? العضوٌ??? » 394040
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,728
?  نُقآطِيْ » سما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond reputeسما صافية has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 47 ( الأعضاء 15 والزوار 32)
‏سما صافية, ‏فتاة طيبة, ‏yasser20, ‏Maryam Tamim, ‏Emmi hssain, ‏رونى تامر, ‏wafaa hk, ‏amana 98, ‏الذيذ ميمو, ‏دموع عذراء, ‏نهاد على+, ‏rere87, ‏asmaaasma, ‏هنمنمم, ‏اللؤلؤة الوردية


سما صافية غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 11:02 PM   #857

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل رائع جدا تسلم الايادي كنت خايفة لتموت شموع 😅 لكن الحمدلله جات سليمة ونفذت بجلدها اعتقد راحت عند الغجرية صاحبة امها وجوزها تستخبى عندهم هي ماتعرف حد غيرهم .. وكويس كمان ان الفارس الهمام شاف الموقف وهو مرة شاف شموع راجعة من بيت الغازية اتمنى لو عرف بأختفائها يدور عليها عندها واتمنى ان نرجس ما تسكت تاني لانها بسكوتها كانت بنتها هتموت يا ريت تفضح حمدي..
سعيد مربي دبابير مش اخوة وقلبهم على قلب بعض طالعين على خبثه وكرهه وزي ما هو بياكل في لحم اخوه هما كما بيأكلو لحم بعض وقدامه .. وطبعا ناصر معاه حق هو ما راح يتعب ويشقى ويجي حمدي يصرف تعبه على النسوان بدون ما يشارك تعب اخوه..
امل بدأت تعتاد على مكانها في بيت ابوها وعلاقاتها باهل البيت تقوى وحبيت جدا اصرارها انها تفضل مقاومة رغم وجع بعدها عن ولادها ورغم عشقها لجوزها لكن كرامتها اهم ولازم تصلح الوضع الغلط لانه لو استمر غلط هينعكس على ولادها وتخسر احترامها للاخر وتخسر حبها لفاروق كمان لانه الاهانه بتشوه الحب مهما كان جميل ..

اتمنى اعرف رد فعل فاروق على بوسات يوسف لامل صحيح هو اخوها لكن فاروق لو شافه بيدلعها ولا بيهزر معاها ويبوسها هتجنن رسمي 😁

عائلة طه جميلة جدا .. البساطة والسماحة والرضا كلها موجوده فيهم والاهم القناعة بكلام الله والثقة فيه .. كلام الشيخ مع بهية رائع ومنطقي وحقاني جدا .. وسماحة نفس بهية وحبها لابنها كمان حلوة جدا وكبيرة جدا لانها بتحبه من غير انانية بتفضل سعادته على رغباتها الشخصية وهو هذا المفروض يكون شكل حب الام لاودلاها .. ياسمين تستاهل اسرة محبة زي اسرة الشيخ رضا وزوج عاشق زي الدكتور طه ..

تسلم ايدك حبيبتي الفصل جميل جدا ❤️

سما صافية likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 11:10 PM   #858

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 52 ( الأعضاء 17 والزوار 35)
Maryam Tamim, ‏rere87, ‏awttare, ‏أم الريان, ‏ebti, ‏Berro_87, ‏Moon roro, ‏سويلم سويلم, ‏asaraaa, ‏فتاة طيبة, ‏yasser20, ‏Emmi hssain, ‏رونى تامر, ‏wafaa hk, ‏دموع عذراء, ‏نهاد على, ‏asmaaasma

سما صافية likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 11:54 PM   #859

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 46 ( الأعضاء 14 والزوار 32)

‏موضى و راكان, ‏rere87, ‏awttare, ‏أم الريان, ‏ebti, ‏Berro_87, ‏Moon roro, ‏سويلم سويلم, ‏asaraaa, ‏فتاة طيبة, ‏Emmi hssain, ‏wafaa hk, ‏نهاد على, ‏asmaaasma



تسلمى يا سما يا جميلة

سما صافية likes this.

موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-21, 01:36 AM   #860

مشمش مندلينا

? العضوٌ??? » 391422
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,230
?  نُقآطِيْ » مشمش مندلينا is on a distinguished road
افتراضي

كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟
سما صافية likes this.

مشمش مندلينا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:35 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.