آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          و أَمَةٌ إذا ما ابتُلِيَت في شرَكٍ ما جنتَ *مميزة* *مكتملة* (الكاتـب : فاطمة عبد الوهاب - )           »          عذراء الإيطالى(141)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء1سلسلة عذراوات عيد الميلاد) كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          رواية المخبا خلف الايام * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : مريم نجمة - )           »          لعـ زواج ـــبة (2) "الجزء 2 من سلسلة لعبة الصديقات" للكاتبة المبدعة: بيان *كاملة* (الكاتـب : monny - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          سافاير(138)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء2من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          مذكرات مغتربات "متميزة ومكتملة " (الكاتـب : maroska - )           »          60 - العريس لا أحد - ربيكا ستراتون (الكاتـب : فرح - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > القصص القصيرة (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-10-20, 10:36 AM   #1

انسان بسيط

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية انسان بسيط

? العضوٌ??? » 421915
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » انسان بسيط has a reputation beyond reputeانسان بسيط has a reputation beyond reputeانسان بسيط has a reputation beyond reputeانسان بسيط has a reputation beyond reputeانسان بسيط has a reputation beyond reputeانسان بسيط has a reputation beyond reputeانسان بسيط has a reputation beyond reputeانسان بسيط has a reputation beyond reputeانسان بسيط has a reputation beyond reputeانسان بسيط has a reputation beyond reputeانسان بسيط has a reputation beyond repute
افتراضي الانطوائيه


إلى أي حد قد تتحمل الألم..
هل قلبك يتحمل من تمادى عليك..
من تسمح له أن يتجاوز كل الخطوط..!

هدى فتاةٌ تبلغ من العمر 18 سنة كانت انطوائية للغاية وفوق انطوائتيها كانت يتيمة الأم وحيدةُ والداها ، منعزلة عن كل البشر عدى جنان وهي الصديقة الوحيدة لــها تعرفها منذ الصغر ، لكنها انقطعت عنها فترة طويلة لإنهم انتقلوا إلى مدينة أخرى وعادوا قبل وقتً قصير، تأتـي لزيارتها بعد رجوعها وعودةِ علاقتهما بسرعة كالاطفال ، لم تكن هدى منعزلة انطوائية قبل رحيل جنان عنها فعزلتها اختارتها متأخرة مما أثــار استغراب صديقتها ولكنها تتفهم طبيعتها وحياتها،

رغم ذلك فهي الوحيدة فقط من سمحت لها باقتحام عالمها الخيالي ذاك.. لم تكـن تعرف شيئاً عن العالم الواقعــي فهي طوال الوقت منغمسةِ في عوالم عدة قد صنعتهم في مخيلتها ، تدخل عالم وتخرج من آخر ..تمر على عالــم وتتوقف في عالمً غيره ..تجوب العوالــم كلها في خيالــها بعيدة عن كل المشاكل، تارة تتخيل نفسها أجمل سيدة في العالم وأكثرهن ثقافة ..وتارة تتخيل بإتها روائية فازت بجائزةِ نوبل للإدب ..وتارة بإنها مطربة صوتها يشق القلب من روعته ..وتــارة أخرى تتخيل بإنها عارضة ازياء تملكُ جسداً يحسدنه عليه بقيةُ الفتيات،

علاقتها مع جنان صديقتها تعمقت أكثر مما كانوا سابقاً لدرجةِ انها بدأت تفضلها على عالمها الخيالي ..تقطع انغماسها في تلك العوالم وتعيش الواقع كما هو مع جنان التي جاءت لزيارتها ذات يــوم وراحت تتحدث لها وتحاول معها لكي تأتـي إلى حفلِ قريبتها ، فقالت لها هدى:
- أنتِ تعرفين بأنني لا اذهب حفلات..!
- تعرفينني لا أحبُ التجمعات..!

جنان :
- نعــم،
- لذلك قمتُ بدعوتكِ
- لإن الحفــل لا يوجدُ فيها عداي أنــا وقريبتتي وأختها وأنتي إذا حضرتي..!

هدى :
- وأن كان كذلك ..
- ولكنني لا احبذا هذا

ظلت تلــح عليها وتــلح وتقول لــها لم اطلب منكِ شيئاً من قبل ..فلا تردِ طلبي البسيط هذا ..!
وبعد الضغط منها وافقت مجبرة ومكــره نهاية الأمـــر ..وافقت على مضض لتذهب معها ..ولكنها اشترطت عليها أن تحضر فقط لفترة لا تتجاوز الساعة أو النصف ساعة وتغادر بعدها،

جاءت ليلة الحفـــل وهدى بداخلها مكــره جداً للذهابِ ..لذلك تحاول ان تشتت افكارها المتوتــرة الضائعة فهي لا تحتملُ ظروفً كهذه لم تعتد عليها في عوالمها الخيالية البسيطة، جاءت إليها جنان المنزل وذهبت معــها إلى الحفــل ، دخلت وهي محتنقةِ خائفة تائه في عالــمً حقيقي لم تعهدهُ من قبل ، بحثت عن مكانً لا يوجد فيها أحد حتى وجدته وجلست لوحدها لتسترجع شيئاً من أنفاسها ، قليلاً قليــلاً بدأ يزدحمُ الحفل ..وهدى يزدادُ توتــرها أكثر ..شيئاً فشيئاً ازداد غرابة تلك الليلة وغرابة الحفلِ والحضور ..منشغلين بالحفل وهدى لوحدها جالسة وكل فتاة تمر امامها تشير إليها وكأنها تتحدث عنها ثم يتضاحكون وكانت هدى تضحك لهم أيضاً، مـــر قليل من الوقت نادوا عليها لتجلس معهم على المائدة.. كانوا يأكلون وينظرون إليها وكأنها كائن غريب مما سبب لها الحرج ، بعض برهة قالت احدى الفتيات:
- لدي شقيقه تعاني ضعف في ساقيها وتمشي بصعوبة،
- فهل تعرفن طبيب يعالج مثل هذه الحالات ،

قالت لها هدى:
- نعم،
- هناك طبيب في مستشفى العاصمة متخصص بهذا النوع،
- انه جيد ..اذهبي له وسيساعدكم،

سألتها الفتاة:
- وكيف عرفتِ..!

هدى:
- كانت لدي شقيقة تعاني من ذلك،

قاطعتها جنان وقالت لها:
- شقيقتكِ الحقيقية يا هدى..
- ام خيالية تتوهمينها بغرفتك وتضحكين وتلعبين معها،

مما جعل الحاضرات يضحكون عليها بشدة ، فعلمت هدى أن صديقتها هي من تخبرهن عنها وعن انطوائيتها وهذا الأمر الذي جعل الفتيات يمرون عليها ويتضاحكون، ظلت ساكتة مصدومة تعاني تبعات الجــرح ..جرح الصديقة الغائر.. سألتها جنان ثانية:
- هــا ياهدى.. لم تجيبي،
- هل كانت شقيقتكِ حقيقية مثلنا نستطيع لمسها..!

كانت ضحكات الحاضرات تعلو وتعلـــو، وهي صامتة بلا حول ولا قوة ما تدري ماذا تقول ، فأجابتها:
- نعم ..
- كانت شقيقتي ..

جنان:
- الحقيقية..!

هدى الحائرة التي تطالع في الأسفل خجلً:
- نعــم..

جنان:
- متأكدة انها حقيقية..

هدى التي ضاعت في التفاصيل بين عالما وخيالها ، صامتة صمت الأموات في مقابرهم ..تكاد تسمع حتى مشاعرها ..احاسيسها المفتتة ..صوت الغضب ..شعور بالقهــر ..جرح الخيانة ..سخرية غير متوقعة ..انطوائية مضحكة..خيالها سخرية ..واختها الحقيقية نكتة ، شيءٌ يزمجــر ..عواء ذئباً في صحراء ..صوت غرابً مشؤوم ..صرخة تدوي ..لحظة انفجار ، فقالت وهي تنظر إلى جنان:
- لقدتوفيت وهي معي بعد خروجنا من المدرسة..
- لإنها كانت تعاني صعوبة بالمشي فحاولت حملها على ظهري..
- ولكنني لم امسكها جيداً فسقطت مني وجاءت سيارة ودهستها..
- دهستها أمامي ..وماتت بسببي،
- لقد سافرت إلى كل عوالم الخيال ابحث عنها..
- اردت رؤيتها لكي اعتذر منــها لإنني اسقطتها وتسببت بموتها،
- لكن يبدو انها غاضبة مني فلم أجدها في اي عالم خيالي،
- حتى في العالم الخيالي لا تريد رؤيتي،
- فهل ترين الخيال يستطيع ان يعوضني بدلاً عنها لكي تسامحني يا جنان..!

خيم صمت على الجميع ..لم تجرأ واحدة على الحديث ..صمت متقع ..صمت احترامً لروح الميتة ..صمت لا نفس ..صمت جعل الحفل كآبة ، صمت البحث عن أعتذار ..صمت البحث عن اختها، ضجيج لا يُسمع ..نياط قلباً تُقطع ..كمان صامت ..وترٌ مخبأ ..سمفوانية خافتة ..جدرانٌ عازلة للصوت ..هدوءً مخيف ..كصمت القبور ..قاطع الصمت ذاك صوتِ اصطدام سيارة ، فقالت هدى:
- استأذنكم ..
- سأعود إلى المنزل،

بعدما رحلت قالت الفتاة التي سألت عن الطبيب لجنان:
- واو ، ذلك موجع،
- هل كان يجب ان تكونِ وقحة هكذا..

قالت جنان التي توجعت من فعلتها ومن قصة هدى:
- لم أكن أعلم بذلك،
- لم تأتي على ذكرها من قبل..
- فظننتها تتوهم،

اجابتها:
- بالطبع لن تأتي على ذكرها،
- هل رأيتِ ملامحها وهي تتحدث عنها،
- لا زالت تعيش الصدمة إلى اليوم،

مرت ليلتين لم تستطع جنان النوم ..ولا الجلوس.. ولا التفكـير.. شعور بالظلم ..شعور بالجـرح ..غدرٌ مضحك ..ضحكاتٌ على قتيلة..سخرية مميتة..ضمير لا يهدأ ..قلب يوجــع..عينٌ لا تنام ..ظلمٌ بلا سبب.. ذهبت لزيارةِ هدى في المنزل لعلها تستطيع لملمتِ جراحها وشتتاتها مما فعلته معها، صعدت غرفتها التي كانت مغلقة ، راحت تدق الباب وتـــدق ..لكن جواباً لم يأتيها وهي تعرف أن هدى بالداخل ولا تريد ان تفتح لــها ، فظلت تدق وتـــدق وتنادي عليها :
- افتحي الباب يا هــدى،
- افتحي ..اريد ان اكلمكِ..!

لكنها لم تتلقى جوابـــاً ..ظلت تطــرق وتطرق ..وتنادي عليها ثانية :
- افتحي يا هــدى
- أريد أن اكلمكِ..!

اجابتها هدى أخـــيراً وليتها لم تجيب ، إذ قالت لــها:
- لكنني لا أريد ..!
- لا اريد مكالمة أحد..

جنان التي باتت تنتابها نوبة غضب وكأنها تريدها أن تقبل اعتذارها بالقوة لتشعر بالأرتياح ، فقالت :
- افتحي ..هيا ..
- لا تعاندي،

هدى :
- اذهبي ،
- لا أريد رؤيتك،

جنان سألتها من وراء الباب:
- لماذا لم تخبريني من قبل بقصة شقيقتك،

هدى قالت لها:
- لماذا أخبرك،
- لكي تذهبي وتخبري من تعرفين عنها؟
- كما فعلتِ معــي،

جنان سكتت في خجل والذنب يأكلها من الداخل، قالت:
- أنا آسفة..
- كنت وقحةِ معكِ،

هدى:
- لماذا؟

جنان:
-لا أدري لما فعلتُ ذلك..
- كانت تصرفاً قذراً،

هدى:
- إذاً ..غادري،

قالت لـها جنان بهدوء ونبرةً بدت مختنقة بعبراتها :
- افتحي يا هدى،
- انكِ تجرحيني أكثر مما فعلتُ بكِ هكذا..
- لا تفعلي بي هذا..
- افتحي الباب، أرجوكِ ،

ظلت هدى في صمتها تريدها أن ترحـل ، الا أن جنان لم تتحرك شبراً من مكانها ..رجعت تسألها:
- لمــاذا لم تخبريني عن شقيقتكِ من قبل؟

هدى قالت وصوت البكاء يٌسمع من خلف الباب:
- حينما كنــا صغار ..اتذكرين،
- كنتِ اسألكِ دوماً..
- ماذا ستفعلين لو أنكِ فقدتني،
- قلت لي لن اصدق،
- ستظلين تعيشين بداخلي.. تعيشين معــي..
- ولن اجعلكِ تشعرين بالوحدة،
- لن اتركك وحيدة في أي مكان،
- ولن اقول بإنكِ رحلتي
- لذلك لم استطع أن اقــول أنها رحلت،
- هي تعيش معي..بداخلي..اشعر بها،

انهارت جنان بعدما سمعت حنين الماضي والطفولة ..ذكرى الوفاء والفقد ..جلست مستندة بظهرها على الباب تغطي عينيها التي لم تتوقف عنها الدموع فقالت تعتذر:
- أنني متأسفة حقـاً يا هدى،
- ارجو ان تسامحيني..!

هدى التي استندت هيا الأخرى على الباب وكأنهم تؤمين يفعلون الشيء ذاته ، قالت لــها بصوتـــاً متحشرج:
- ما فعلتهِ كان قاسياً ..مؤلمــاً..
- مؤلمــاً جداً يا جنان،

جنان التي يعلو صوتها بكاءها على حديثها ، قالت بإلــم:
- اعرف ذلك،
- أنــا متأسفة لمــا فعلت،
- سامحيني..

ظلوا الأثنتين مستندتين على الباب ..يبكون بعض ..يتألمون من بعض ..صغارٌ كما كانوا مع بعض ..ابرياءٌ يصيحون ..يتأسفون بعدما يجرحون ..نادمين يشتكون ..كم كانوا يفتقدون ..آآهاتً يعزفون..يخطأون ويجرحون.. همهماتٌ تبكي أسد..لحظةٌ يخر أمامها الوحش..مشاعر تفتت الصخر ..ذكريات لا يقدر أن يسمعها أحد.. اختلفوا وافترقوا ويفصل بينهم حاجز .. فجمعهم البكاء.... فهل تظنون هدى فتحت الباب؟

- اترك الإجابة لكم...


(انسان بسيط..)


انسان بسيط غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:30 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.