شقراءي - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة::اسراء علي(moonlight)*كاملة*

[noor1984]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





كتابة وتأليف::اسراء علي(moonlight)
تدقيق ومراجعة لغوية::اسراء علي(moonlight)
تصميم الغلاف والفواصل::Gege86



الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس والأخير







بعد الانتهاء من تنزيل النوفيلا بأمر الله

[noor1984]

الفصل الأول

(دانيلا)
الجو بارد جدا..الطرقات ممتلئة بالثلوج والظلام علي وشك القدوم..اليوم هو الكريسماس.. لا يوجد أحد في الشوارع والكل مستكين في منزله حول شجرة عيد الميلاد ما عداي..الكل يحتفل بالكريسماس مع أسرته إلا أنا..والداي سافروا في رحلة حول العالم للترفيه لذلك أنا وحيدة هذا العيد..تنهدت و أنا احمل بيد مظلتي إتقاء من الثلج وبيدي الأخري أحمل هدايا عيد الميلاد وقالب الحلوي الذي صنعته..اتنفس بغزارة عل الهواء البارد يطفأ النار الموجودة بداخلي..الألم الساكن في قلبي..اليوم هو ذكري زواج صديقاي المفضلان..الذكري الرابعة..ديانا وديريك.. تزوجوا منذ أربعة أعوام والآن هم ينتظرون مولودا..ديانا في شهرها الثالث وهي سعيدة للغاية حيث أنه أول مولد لها..لقد خطط كلاهما أنه من الأفضل الإنتظار قليلا قبل الإنجاب لتحسين أحوالهم المادية وها هم الآن ينتظرون قدوم الطفل الصغير..تنفست بعمق مجددا وتذكرت الماضي..كنا ثلاثة أصدقاء منذ المرحلة الأولي..الثلاثي المرح..هذا ما كان يطلقه علينا الآخرون..ديريك وديانا وأنا..دانيلا ..ثلاثي الd ..دائما ما كنا معا..نلهو معا..نخرج معا..ونحب بعضنا البعض..ودائما ما احببت ديريك..لقد كان حبيبي السري حتي اكتشفت ان ديانا أيضا تعشقه..وفي يوم وليلة أتاني الاثنين ليخبراني انهم سيتزوجون..صدمة..توقف قلبي عن النبض.. ولم استطع الإبتسام..حاولت جاهدة رسم اي تعبير علي وجهي ولكنني لم استطع..شعرت وكأن وجهي أصبح مصنوع من الخشب..لم افعل شئ سوي الإجهاش بالبكاء واخبرتهم ان هذه دموع الفرح لانني سعيدة بشأنهم..لقد كنت سعيدة حقا من أجلهم ولكن كنت حزينة أيضا علي نفسي..تزوجوا بعد التخرج..سافر كلاهما إلي لاس فيغاس في عيد الميلاد وحاولوا إقناعي بالسفر معهم ولكنني رفضت واخبرتهم ان يسافروا وحدهم..هذا اكثر شاعرية لهم..و الآن وبعد أربع سنوات من محاولتي الإبتعاد عنهم والمراوغة عن زيارتهم..تنتظرني ديانا في منزلهم للإحتفال بالكريسماس معا ..لم استطع الفكاك وتزرعت بالعمل وبمتجر الحلوي الخاص بي الذي أنشأته قبل ثلاثة أعوام
.. ولكنها اقسمت بأنني إذا لم احضر ستقاطعني للأبد لذلك وافقت..لطالما كانت تستخدم أسلوب التهديد الذي تعلم أنه يجدي معي نفعا..ارجعت خصلات شعري المتطايرة بفعل النسيم للقبعة الشتوية التي ارتديها وتوجهت نحو بيتها الذي لا يبعد سوي دقائق فقط..وصلت فطرقت الباب وانتظرت قليلا..كان منزلهم المزين بالمصابيح الملونة يقع في إحدي أحياء نيويورك حيث المنازل غالية..يبدو أن عمل ديريك يسير بشكل جيد..سمعت وقع اقدام وكنت اتوقع ان تكون ديانا القادمة ولكنها لم تكن هي..لقد كان ماكس..شقيق ديانا الأكبر..شعر بني ممشط للخلف..لحية كثيفة قليلا.. و عينان خضراوتان..لطالما أغضبني في صغري لأنه كان يتنمر علي ويدعوني بالشقراء الغبية..ولم تنتهي المشاجرات بيننا أبدا..حتي خمس سنوات مضت عندما علمت من ديانا انه سافر إلي إنجلترا في عمل ..لم أكن أعلم برجوعه فديانا لم تذكره في حديثها ولم تخبرني بأنه سيكون موجود الليلة هنا..ظل كلانا صامتا يحدق في الآخر حتي كان هو من تحدث اولا بصوت ساخر قليلا وإبتسامة مغوية"مرحبا بشقراء الرأس..من الجميل رؤيتك مجددا "مد يده وظننت انه سوف يصافحني ولكنه سحبني من ذراعي حتي اصبحت ملتصقة به وقال بصوت ساخر مجددا وهو ينظر للأعلي"علي ان أشكر شقيقتي لوضعها لتلك النبتة هنا"رفعت رأسي لانظر للأعلي ولكنه امسك وجهي بكلتا يديه وقال"اشتقت إليكي شقرائي"اتسعت عيناي وانا اراه ينزل وجهه نحوي وبأنفاسه تلفح وجهي..
******************
(ماكس)
لم أصدق عيناي وأنا أري طيف شخصا قادما من بين الثلوج المتساقطة..لقد أتت..كنت أقف أمام النافذة لإنتظار وصولها..شقرائي..لطالما اعتبرتها شقرائي..بشعر أشقر وعينان خضراوتان وبشرة لا تشوبها شائبة..لا أعلم متي توقفت عن رؤيتها كأخت لي مثل ديانا ومحبتها بشكل آخر..كانت في الثامنة عشرة عندما نظرت إليها للمرة الأولي ورأيت أمامي فتاة جميلة ستصبح امرأة مدمرة بعد عدة سنوات..كنت في الواحدة والعشرين فقط..أردت أن اخبرها بأنني أحبها ولكنني لم أستطع..لقد كانت صديقة أختي بحق الله..وأنا كنت شاب متخرج حديثا وأبحث عن عمل لإعالة نفسي ولا أمتلك أي شئ..شعرت بإنجذابها إلي..بنظراتها.. كان علي قتل هذا الإعجاب..لذلك بدأت بالخروج مع الفتيات..لم ألمس أي منهن ولكنها لا تعلم بهذا..وحدث ما كنت أريده..قتلت إعجابها بي..وقتلت أيضا قلبي وأنا أري انها بدأت تعجب بصديقها المفضل ديريك..لذلك ابتعدت نهائيا..بعد سنتين من البحث عن عمل مناسب وعدم العثور علي شئ قررت السفر بعيدا حتي أحقق حلمي..لذلك تركت أختي ودانيلا وسافرت..حققت حلمي وجعلت لي شأن كبير..أصبح عندي شركتي ومنزلي وعدة سيارات..أصبح لدي ما أحتاج إليه..لقد استطعت تحقيق ذاتي..وعدت..وعاد معي حبي لها..قد أكون قتلت إعجابها بي في الماضي ولكنني سأستعيد هذا الإعجاب..سأجعلها تحبني كما أحبها..سأجعلها شقرائي..وسأعطيها قلبي هدية الكريسماس..سمعت طرقتها لذلك تركت الستائر تنسدل وتوجهت نحو الباب بسرعة لفتحه قبل أن تفتحه ديانا..كانت واقفة وظهرها إلي..إلتفتت عندما سمعت صوت الباب وهو يفتح..ورأيتها..كانت أجمل مما أتذكر..بوجنتان حمراوتان بسبب الصقيع..وعينان خضراوتان لامعتان بسبب البرد..إذا لم أكن واقع في حبها من قبل لكنت وقعت الآن ..ظل كلانا يحدق في الآخر حتي قطعت الصمت وتحدثت "مرحبا بشقراء الرأس..من الجميل رؤيتك مجددا"لم أستطع السيطرة علي نفسي لذلك سحبتها حتي أصبحت ملتصقة بي..نظرت للنبتة المعلقة أعلي الباب "علي أن أشكر شقيقتي لوضعها لتلك النبتة هنا"أمسكت وجهها بكلتا بداي وأنا أتحسس بشرتها الناعمة وهمست وأنا أشعر بقلبي يكاد يتوقف عن النبض"اشتقت إليكي شقرائي"

[noor1984]

الفصل الثاني

(دانيلا)
قبل أن يقوم بتقبيلي أتانا صوت ديانا من خلف ماكس"ماكس كف عن مزاحك السئ ودع دانيلا تدخل"أزاحت ديانا ماكس من أمامي ثم قامت بمعانقتي بشدة وقالت بنبرة مزقت قلبي"داني حبي لقد اشتقت إليكي كثيرا"لم أستطع معانقتها في المقابل لأنني كنت أحمل أشيائي ولكنني قبلت وجنتها"وأنا أشتقت إليكي أيضا ديدي"رجعت للخلف ثم أمسكت وجهي بيداها وابتسمت"لا أصدق بأنك هنا حقا..تبدين رائعة"تركت وجهي ثم أخذت مظلتي ووضعتها بجانب الباب المغلق..
أعطيتها قالب الحلوي وأنا ابتسم"أرجو أن تعجبك لقد صنعتها بنكهتك المفضلة"صرخت ديانا من الفرحة ثم قبلت وجنتي وقالت ممازحة"شكرا داني..أعلم بأنها ستعجبني مهما كانت النكهة فطفلي الصغير يحب كل النكهات"ضحكت ثم
قمت بخلع معطفي الثقيل الذي كنت أرتديه فوق فستاني الأزرق الشتوي الواصل حتي ركبتاي ..وقبعتي الشتوية والتي أخذتهم ديانا لتقوم بتعليقهم في الخزانة المجاورة لنا..ظهر ديريك فجأة وهو يصيح"داني"ثم عانقني بشدة كما تعانق الدببة أبنائها..
-لقد اشتقنا إليكي داني
-اشتقت إليكم أيضا ديريك..والآن أتركني لأنني أكاد أختنق حقا
ضحكت وأنا أخفي رعشة قلبي و تراجعت للخلف فوجدت ماكس ينظر إلي بتمعن..لطالما أعتقدت بأن ماكس يعلم بشأن حبي لديريك..ولكن كيف له أن يعلم علي كل حال..ضحكت ديانا وهي تلف يدها حول يدي"هيا بنا فالطعام جاهز"حملت حقيبة الهدايا ومشينا نحو غرفة المعيشة..كانت شجرة عيد الميلاد مزينة بشكل مبهر وهناك القليل من الهدايا أسفلها..بجانب مدفأة مشتعلة بالنيران تبعث شعورا بالدفء والسكينة وأمامها يوجد أريكتان ..وفي الناحية الأخري من الغرفة كانت المائدة معده بشكل رائع مع وجود جميع أطعمة عيد الميلاد..توجهنا نحو الطاولة..سحب لي ماكس الكرسي لأجلس وهو مازال ينظر إلي وكأنني شخص يراه لأول مرة..همست"شكرا"فهز رأسه وجلس بجانبي..وجلس ديريك وديانا أمامنا..قالت ديانا وهي تقوم بسكب الحساء في الصحون"حسنا داني كيف حالك؟"
-بخير..كيف حالك أنتي والصغير؟
ابتسمت وهي تضع يدها علي بطنها المنتفخة قليلا"بخير..كلانا بخير"تنفست بعمق وأكملت"ألا توجد أي خطط قريبة؟"لم أفهم سؤالها "خطط قريبة لأي شئ؟"ابتسمت وهي تغمز"خطط للزواج"سمعت ماكس بجانبي يغص بحسائه..سعل بشدة لذلك ربتت علي ظهره وأنا أنظر إلي ديانا وقلت وأنا ابتسم ممازحة"لا خطط قريبة ولا حتي بعيدة ديدي..متجري يشغل كل وقتي حاليا وهذا يكفي"نظر إلي ديريك وابتسم ثم نظر إلي ديانا وأمسك بيدها"عندما يأتي نصفك الآخر ستعلمين بأن لا شئ يكفي سواه"رفعت كأس النبيذ خاصتي وارتشفت قليلا منه لإبتلاع الغصة العالقة في حلقي..وفجأة شعرت بيد تمسك بيدي من تحت الطاولة..يا إلهي..ماكس يعلم بالفعل بشأن ديريك..إلتفت للنظر إليه فوجدتني أحدق بأجمل عينان خضراوتان رأيتهم في حياتي..ضغط علي يدي وعرفت بأنه يقوم بمواساتي لذلك ضغطت علي يده ثم سحبتها لأمسك بالملعقة..لا أعلم ما الذي حدث قبل قليل ولكنني أقسم بأنني شعرت بكهرباء عند ملامسته ليدي.. وعند النظر إلي عيناه وأهدابه الكثيفة المحيطة بهم شعرت بخفقة هاربة من قلبي..وبفراشات في معدتي.. ضغطت علي أسناني..ياإلهي ما الذي يحدث لي؟..
********************
(ماكس)
أعلم بأن حظي سئ ولكن ليس لهذه الدرجة..لقد كنت علي بعض إنش واحد فقط..حتي أتت أختي لتقطع علينا لحظتنا الرومانسية الأولي..أفكر جديا بألا أعطيها هديتها..رجعت للخلف حتي تدخل دانيلا..خلعت معطفها وعلمت بأنني كنت علي صواب..لقد أصبحت امرأة مدمرة..بشعر أشقر طويل حريري ينسدل علي كتفيها..وفستان شتوي أزرق يلتصق بجسدها الممتلئ في جميع المناطق المناسبة..كنت أتاملها عندما أتي ديريك وقام بمعانقتها..ورأيت وجهها..وعندها شعرت بلكمة في أحشائي..مازالت تحبه..بعد مرور سبعة أعوام مازالت تحبه..شعرت بحريق في صدري من الغيرة.. لذلك ابتلعت ريقي وتنفست بعمق حتي اهدأ..أمسكت أختي بيدها ثم توجهنا نحو طاولة الطعام لنأكل..وكدت أختنق بالحساء عندما سألت ديانا دانيلا عن خططها المستقبلية..والشكر للرب بأنه لا يوجد شخص تواعده حتي لا أقوم بإرتكاب جريمة قتل بحقه..ثم شعرت بها ترتجف وهي تري ديريك يمسك بيد ديانا..أنزلت يدي ثم احتويت يدها من تحت الطاولة وضغطت عليها شعرت بها تضغط بالمقابل وهي تنظر إلي بعينيها الخضراء التي أوقعتني رأسا علي عقب..لذلك أخذت القرار..قطعت وعدا بأن أجعلها تحبني قبل نهاية هذا العام..سأخذها معي إلي إنجلترا..وعد وسأقوم بتنفيذه..

[noor1984]

الفصل الثالث

(دانيلا)
أكملنا حديثنا ونحن نتناول الطعام..والشكر لماكس لأنه أدار دفة الحديث..كان حديثه مسليا وجعلنا نضحك علي حكاياته..علمت بأنه عاد قبل يومان فقط من انجلترا حيث أسس شركته بجانب انه استقر هناك أيضا..لقد توفي والدا ديانا وماكس في حادث سيارة عندما كان ماكس في الثالثة عشر وديانا في العاشرة وظلا مع جدتهما التي قد ماتت قبل ستة سنوات..لم يكن لديهم أي أقارب أخري علي حسب علمي..بعد إنتهائنا من تناول الطعام قمنا بحمل الأطباق المتسخة والباقي من الطعام للمطبخ ثم توجهنا للجلوس أمام المدفأة..جلس ديريك وديانا علي أريكة وجلسنا أنا وماكس علي الأريكة الأخري..وشعرت به ملتصق بي وبذراعه ممتدة خلف عنقي..حاولت التحرك قليلا ولكنه لم يدعني أتحرك..لذلك ظللت جالسة في مكاني لا أتحرك..سألت ديانا وهي تقف فجأة"من يريد الكعك؟"
-أنا أريد
قال ديريك..التفت لي ماكس وتحدث"أنا أيضا أريد تذوق ما أعدته دانيلا بيداها"قفزت واقفة وتحركت مع ديانا للفرار من حصار ماكس"هيا سأساعدك بتقطيعها"
-لا بأس أستطي...
قاطعت ديانا وأنا أمسك بيدها"هيا بنا"ذهبنا للمطبخ الموجود بنهاية الردهة ثم تنفست الصعداء..وضعت يد علي قلبي الذي كان ينبض بسرعة..ويد علي وجنتي الساخنة..اقتربت ديانا مني قليلا ووضعت يدها علي جبهتي"هل انتي بخير داني؟وجهك أحمر"ابتسمت وأنا أبلل شفتاي"انا بخير..شعرت بالحر قليلا فقط"
-هل انتي واثقة؟
-نعم
-الأمر ليس له علاقة بنظرات أخي لكي..صحيح؟
كدت أفقد وعيي بسبب سؤالها"ماذا؟"قامت بتحريك حاجباها للأعلي والأسفل والإبتسامة لإغاظتي"لم يبعد عيناه عنكي طيلة الساعة الماضية"شعرت بوجهي يسخن من جديد..رفعت اصبعي في وجهها وانا ادعي الغضب"كفي عن هذا ديدي..ماكس كأخ لي..وأعلم بأنه يشعر بنفس الشئ"غمزت وهي تضحك"لا أعتقد بأن الأخ ينظر إلي شقيقته هكذا..لقد شعرت به يكاد يلتهمك وأنتي جالسة بجواره..لا تستطيعين نكران الأمر..أنتما الاثنان معجبان ببعضكما البعض"لم استطع فعل شئ سوا الابتسام ولكز ذراعها"أنتي مجنونة"
-مجنونة؟مؤكد..مخطئة؟أبدا..
ضحكت علي تعابير وجهها فقد كانت ماكرة بشكل كلي..لطالما كانت ديانا العضو المخطط للمكائد التي كنا نقوم بها ونحن صغار..ولطالما وقعنا رأسا علي عقب في شر أعمالنا بسببها..وبالأخص عندما كنا نقوم بمشاكسة ماكس..وفي النهاية نعاني ثلاثتنا من ألم حاد في المؤخرة بسبب الضرب بالعصا من ماكس..ابتسمت وأنا اتذكر أحداث الماضي..وأتمني ليتنا لم نكبر..نظرت إلي ديانا المبتسمة ثم عانقتها بشدة واعتذرت"أنا أسفة "لفت ذراعاها حولي "لماذا حبي؟"
-لأنني ابتعدت فجأة
-أعلم لماذا ابتعدتي ولا ألومك حقا
ابتعدت وأنا احدق في وجهها..سألت بخوف قليلا"تعلمين؟"اومأت"نعم..أن� �ي لم تتحملي فراق ماكس لذلك ابتعدتي"زفرت لأنني كنت أحبس أنفاسي وابتسمت قليلا..الشكر لله لأنها ظنت هذا"نعم..كان مؤلم"فكرت..لقد كان مؤلم حقا غيابه وقتها..ثم عدت لإحتضانها من جديد
-أنا أحبك ديدي
-وأنا أحبك أيضا داني
ديانا بمثابة شقيقة لي ولطالما أحببتها وسأظل دائما أحبها..وإذا كان هذا هو السبب الذي تظن بأنني ابتعدت بسببه فليكن إذن..
انتفض كلانا علي أثر صوت ماكس"نحن بالخارج ننتظر الكعك وأنتم هنا تتعانقون"ضحكت وأنا أمسح دمعة نزلت علي وجنتي كما مسحت ديانا دموعها"الكعك سيحضر بعد دقيقة فقط"نظرت إلي ديانا التي كان يبدو عليها الإرهاق"اذهبي حبي وسأحضر أنا الكعك للجميع..يبدو عليكي الإرهاق الشديد"مسحت ديانا عيناها مجددا واومأت"أشعر بالتعب فعلا..مؤخرا أصبحت مرهقة بشكل يومي بسبب الحمل"
تقدم ماكس وأمسك بذراع ديانا"اذهبي وسأساعد أنا دانيلا "
-حسنا
بعد خروج ديانا من المطبخ شعرت بتيارات خفية في الهواء..بلعت ريقي ورمشت وأنا انظر لماكس الذي كان ينظر إلي..كسر الصمت فجأة وقال بصوت أجش"تبدين رائعة كما قالت ديدي..بل أكثر من رائعة في الحقيقة "احمرت وجنتاي من تحديقه بي..بللت شفتاي وهمست"شكرا"
-كيف حالك شقراء..هل أنتي بخير؟
-أنا بخير..وأنت؟
-أنا بخير كما لم أكن يوما
-هذا جيد لك
-شعرك أصبح طويلا جدا منذ آخر مرة رأيتك فيها..أصبحت شقراء فعلا
ابتعدت قليلا ثم التفت لإحضار الأطباق وقالب الكعك"لقد كنت دائما شقراء فعلا..شقراء غبية إذا كنت أتذكر"قطعته ثم وضعت القطع في الأطباق وحملت اثنين وأعطيتهم لماكس الواقف أمامي"لم أكن أقصد هذا شقراء..أنتي من أذكي الأشخاص الذين قابلتهم في حياتي..بجانب أنك ناجحة جدا..أنا فخور بك دانيلا"احمرت وجنتاي من كلماته لذلك حملت أطباق الحلوي وفررت وأنا أهمس"شكرا ماكس"..كنت علي وشك الدخول لغرفة المعيشة عندما رأيت ديريك وديانا..كانت ديانا جالسة في حضن زوجها واضعة رأسها علي صدره وديريك يمسد علي شعرها ويضع يده الأخري علي بطنها ويهمس في أذنها بكلمات لم تصل إلي مسامعنا..وقف ماكس بجانبي ورأي ما رأيت ثم نظر إلي ..شعرت بالدموع الحارقة تكاد تنزل لذلك رمشت سريعا..
-انظري إلي دانيلا
نظرت إليه وأنا مندهشة من نبرته الآمرة"لا تبكي الآن"اومأت وانا أخذ نفس عميق لتهدأ نفسي ثم دخلت وانا أتحدث بصوت عالي "وها قد وصل الكعك ياقوم"

[noor1984]

الفصل الرابع

(دانيلا)
-هذه لكي ديدي..وهذا لك ديريك
أعطيت الهدايا التي كنت أحملها في حقيبتي لديانا وديريك بعد تناولنا للكعك الذي أعجبهم جدا..حتي ماكس الذي لا يعجبه أي شئ أثني عليه..قامت ديانا بأعطائي هديتي وهي بلورة زجاجية بموسيقي و بداخلها قطة رمادية ..وأعطاني ديريك قرطان ذهبيان..نظرت إلي ماكس وهو جالس جواري وأعطيته نظرة آسفة "لم أكن أعلم بأنك ستكون هنا لذلك لم أحضر لك هدية..أسفة"ابتسم وهو يعيد خصلة من شعري خلف أذني و غمز"كدت أحصل عليها عند الباب قبل قليل ولكن أستطيع الإنتظار"شعرت بوجنتاي تحمران لأنني فهمت ماذا يقصد..إلتفت لديانا التي صاحت وهي تفتح هديتها"يا إلهي داني إنه جميل جدا ومن تصميم كريستال أيضا"أخرجت الشال الحريري الأزرق من علبته ووضعته علي كتفها"لطالما أحببت اللون الأزرق"مدت يدها لي لشكري"شكرا لك داني" بأمسكت بها"علي الرحب والسعة حبي"فتح ديريك هديته والتي كانت ساعة سوداء من تصميم كريستال أيضا..ابتسم وهو يرتديها وينظر إلي"انها جميلة جدا داني..شكرا لك"اومأت وابتسمت في المقابل..وضع ماكس يده علي ظهري وقال"والآن حان دوري"نهض وأحضر ثلاث هدايا من تحت الشجرة ثم عاد مجددا ..اعطي ديريك هديته وهي أزرار فضية تحمل حرف ال D..و اعطي ديانا هديتها وهي سوار زمردي جميل من متاجر كوبر..وكادت ديانا تفقد وعيها حقا من روعته حتي جعلتنا جميعا نضحك..كانت ديانا تتحدث مع ديريك وتبدي إعجابها بهداياها لذلك لم تنتبه لنا..
-هذه لكي
كانت علبة مستطيلة زرقاء..أمسكت بها وأنا ارتجف قليلا "أشعر بأنني حمقاء حقا فأنا لم أحضر هدية لك وأنت أحضرت هذه"مرر إصبعه علي وجنتي وهمس"لقد كانت معي منذ فترة"
-ماذا؟
-افتحي العلبة فقط شقرائي
تغاضيت عن حديثه الغامض وفتحت العلبة.. وشهقت من لمعانه..لقد كان عقد..سلساله من حبيبات ألماسية صغيرة و يتدلي منه قلب به حجرعقيق ..
-ماكس إنه رائع..وبالتأكيد باهظ الثمن
أغلقت العلبة ودفعتها بإتجاهه..هززت رأسي"لا أستطيع أخذها..إنها كثيرة جدا"أمسك بيدي المندفعة نحوه وعبس"لا تكوني حمقاء دانيلا إنها ليست باهظة جدا وبالتأكيد ليست كثيرة عليكي لذلك كفي عن هذا وخذي العقد"
-ولكن..
قاطعني وهو يضع إصبعه علي فمي"لا أريد أن اسمع أي إعتراض شقرائي"أخذ مني العلبة ثم فتحها وأخرج العقد"دعيني ألبسك إياه"إستدرت ثم رفعت شعري..شعرت ببرودة الماس علي بشرتي وارتجفت..أغلق القفل ثم أدارني ليري العقد ..رفع عيناه الخضراوتان ونظر إلي"يلائمكي كثيرا"رفعت يدي ومررتها علي العقد وهمست"شكرا لك ماكس"شعرت وكأننا أصبحنا في فقاعة وحدنا فقط..أنزل وجهه بإتجاهي ولكن إخترق صوت ديريك الفقاعة وأعادنا إلي أرض الواقع..ضحك ديريك وقال وهو واقف وبين ذراعيه ترقد ديانا النائمة"لا أريد مقاطعتكما عما تفعلانه ولكن ديانا غفت وسأذهب بها للأعلي..تستطيعون أخذ راحتكما بعد إنصرافي..تصبحون علي خير"احمر وجهي بشدة..وصرخ ماكس "ديريك سميث سألكمك في وجهك"ضحك ديريك مجددا وهو يخرج من الباب"أنا أمزح فقط"إلتفت ماكس إلي مجددا وأحاط وجهي بيداه"إنه أحمق..والآن أين كنا؟"أدخل ديريك رأسه من الباب وقال بمزاح"كنت علي وشك تقبيلها"انتفض كلانا ثم صرخ ماكس مجددا "لولا إنك زوج أختي لكنت قتلتك"قهقه ديريك وسمعته يصعد للدور الأعلي..
-لا أعلم كيف تستطيع أختي تحمله
-إنهم ملائمان لبعضهما جدا
لقد كان هذا صحيح..فديانا وديريك كلاهما مجنون بشكل محبب..وقفت وأنا أمسد علي فستاني"علي الذهاب الآن فقد تأخر الوقت "وقف ماكس أمامي "تستطيعين المبيت هنا شقرائي"هززت رأسي"لدي عمل بالغد ولا أستطيع حقا"
-سأقوم بتوصيلك إذن
-لا يوجد داعي..سأستقل سيارة أجرة
قال بحزم وهو يرفع يده"سأقوم بتوصيلك دانيلا..انتهي الأمر"
-حسنا
وضعت هداياي في حقيبتي وحملتها..توجهنا نحو الباب وساعدني بإرتداء معطفي وقبعتي الشتوية..أرتدي معطفه ثم أمسك بيدي وخرجنا لنستقل سيارته المرسيدس السوداء..كانت الثلوج قد أصبحت أكثر..والبيوت والشوارع أصبحت بيضاء..حمدا لله أن ماكس أصر علي توصيلي..ففي مثل هذا الطقس لن أجد سيارة أجرة واحدة..فتح لي باب السيارة فصعدت ثم أغلقها ورائي واستدار ليركب..وانطلق..
-أسكن في..
-أعلم أين تسكنين دانيلا
إلتفت في مقعدي للنظر إليه وسألت بإستغراب "كيف تعلم؟"ابتسم إبتسامته الجانبية والتفت إلي "لا يوجد شئ لا أعلمه عنك شقرائي"التفت مجددا ليتابع طريقه..بللت شفتاي الجافتان "ما الذي يعنيه هذا ماكس؟"لم يلتفت إلي ..رأيت عرق ينبض في فكه وهو يجاوب "يعني بأنني أعلم بشأن حبك لديريك"ياإلهي..ياإلهي..تلعث� �ت وأنا أتحدث وأنا ادعي الغباء"بالطبع أحبه فهو وديانا أصدقائي"ضرب المقود فانتفضت في مكاني"تعلمين ماذا أقصد دانيلا..أعلم بأنك تحبينه ومنذ سنوات وبأن زواجه من أختي جعلك تبتعدين عنهم..لا تستطيعين إنكار الأمر..رأيت وجهك الليلة عندما رأيتها جالسة في حضنه..وعندما قام بإحتضانك..أعلم بأن الأمر مؤلم عندما تحبين أحدا يحب شخصا أخر..أعلم بأنه كالجحيم"كان وجهي مبلل بالدموع عندما أنهي حديثه..إنه مؤلم كالجحيم مثلما قال..نظر إلي ورأي دموعي وفي لحظة كان قد أوقف السيارة وعانقني..إلتفت ذراعاه حول خصري ودفن وجهي في كتفه وهمس"لا تبكي حبيبتي"طوقت خصره بيداي وهمست"إنه مؤلم ماكس..ولكنني لا أستطيع إيقافه..أنا سعيدة بأن ديانا وديريك معا..أقسم بأنني سعيدة"شعرت بدموعي تسيل بشكل أكبر وتعالت شهقاتي..ارجع وجهي للخلف ومسح دموعي"دانيلا..لا تبكي..دموعك تقتلني"قبل عيناي ووجنتاي..ولا أعلم حقا متي تغيرت أنفاسه وأصبحت ساخنة وتلفح وجهي..نظر إلي عيناي وهو يرسم حدود وجهي..همس "دانيلا؟"
-نعم
-دانيلا؟
علمت ماذا كان يطلب لذلك تخللت شعره بيدي وأنزلت وجهه إلي..
******************
(دانيلا)
ابتعد وهو مغلق عيناه وأنفاسه تهدر سريعا..كانت يداه مازالتا تمسك وجهي..ورائحة عطره الآخاذ تتلف أعصابي..لا أعلم حقا متي توقفت عن التفكير بديريك وإحساسي بالألم الكامن في قلبي وبدأت التفكير في ماكس..وبدأت تنتابني مشاعر غريبة..ومنها الإعجاب به..لقد أصبحت معجبة به مجددا..معجبة بشعره البني الناعم ويدي تلامس أطرافه..أصبحت معجبة بعيناه الخضراوتان كحجر الزمرد..بلحيته التي تجعله يبدو مدمر ..و بجسده الرياضي..قبل تسعة أعوام كنت قد بدأت أعجب به وبذكاءه وبطموحه..ولكن بسبب سخريته مني ومن قصر قامتي وقتها وبسبب خروجه مع عدة فتيات أصبحت اتجنبه ..والآن يحدث لي ما حدث من قبل..الإعجاب به..وبكيف قام ببناء شركة خاصة به للتصميمات الداخلية..وكيف أصبح شخصا ناجحا في سنوات معدودة فقط..أصبحت معجبة بكيف أصبح مراعي لمشاعري وكيف أمسك بيدي الليلة حتي أستجمع قواي..وعادت النبضة الخائنة لترفرف من جديد لذلك انتفضت وكأن أحدهم قام بلسعي وابتعدت عنه..نظر إلي ولم يتحدث..صليت بصمت(ياإلهي لا تدعني أقع في حبه..لا تدعني اتألم من جديد)..قمت بتعديل قبعتي الشتوية والتفت للنظر للثلوج أمامي وهمست بصوت مهزوز قليلا"أريد الذهاب للمنزل"مد يده ليمسك بيدي "دانيلا"ولكنني تحاشيت يده "لا تلمسني"
-ما الذي يحدث معكي بحق الله؟لن أقوم بإغتصابك دانيلا
-أسفة ..لم أكن أعني هذا..أنا فقط متعبة وأريد الذهاب للمنزل ماكس
-انظري إلي دانيلا
-لا أستطيع
-انظري إلي
مد يده ووضعها أسفل ذقني وأدار وجهي بإتجاهه وهمس"إذا كنتي أسفة علي ما حدث منذ قليل فلتعلمي بإنني لست كذلك..وإذا كنتي تظني بإنك تحبين ديريك وتتجاوبين معي هكذا فلتعلمي أيضا أنني لا أصدق هذا"
-كيف هذا؟
لمس وجنتي"أستطيع الشعور به "وضع يده علي فمه"هنا"ثم وضعها علي قلبه"وهنا..والآن دعينا نذهب إلي منزلك شقرائي"التفت وأشعل المحرك وأنطلق..ولم يكن يعلم بأنني أنا أيضا أشعر كما يشعر..كما يشعر بالظبط..ثم عادت النبضة الخائنة لتنبض من جديد وبشكل أسرع..
********************
(دانيلا)
اوقف ماكس السيارة أمام البناية التي أسكن بها وأطفأ المحرك ثم قال بدون مقدمات"اخرجي معي غدا شقرائي"إلتفت إليه وسألت بإندهاش "لماذا؟"
-لأنني أريد هذا
نظرت أمامي وقمت بتعديل قبعتي الشتوية"لا أستطيع..لدي عمل لإنجازه"نظر إلي ثم أمسك بيدي ومرر أصابعه عليها"ستخرجين معي دانيلا..أنا لم أكن اسأل..لقد كنت أخبرك فقط"تركها ثم فتح باب السيارة وخرج..توجه نحو بابي وقام بفتحه..مد لي يده للإمساك بها للخروج لذلك وضعت يدي بيده وخرجت..سحبني حتي التصقت به ووضع كلتا يداه علي خصري..أنزل جبهته حتي لامست جبهتي"سأجعلك تنسينه شقرائي..سأمحوه من ذاكرتك..استعدي لذلك"وضع قبلة خفيفة علي وجهي البارد من الثلج المحاط بنا..ثم ابتعد وأعطاني حقيبتي "اذهبي للداخل فالجو بارد جدا"أخذت الحقيبة ثم ركضت حتي مدخل البناية..وضعت مفتاحي في القفل وأصابعي ترتجف وبعد عدة محاولات استطعت فتح الباب والدخول.. نظرت إليه فوجدته كما تركته..يقف والثلج يتساقط علي شعره..غمز وقال بصوت عالي"إلي اللقاء في الثامنة غدا"وضع اصبعين علي جبهته لتحيتي ثم ركب السيارة وانطلق وأنا أغلق الباب ورائي..صعدت الدرج حتي وصلت للدور الثالث والذي يوجد به شقتي ..فتحت الباب ودخلت..خلعت معطفي وقبعتي وعلقتهم وركلت حذائي ثم توجهت نحو المطبخ لإعداد كوب من الشيكولاته الساخنة ولكن قبل الوصول للمطبخ توقفت أمام المرآة المعلقة علي إحدي الجدران..حدقت في القلادة ثم رفعت يدي لملامستها وتذكرت كلماته(لقد كانت معي منذ فترة)..لم أفهم كلماته حقا..لماذا سيشتري لي قلادة باهظة كتلك القلادة ويحتفظ بها؟والسؤال الأهم..لماذا يريدني أن أنسي ديريك؟..مررت يدي علي شفتاي وأنا لا أصدق بأنني قبلته فعلا..عقلي أصبح متشابك مما يحدث..وقلبي أصبح ينبض بسرعة من مجرد التفكير فيه..لقد أصبحت مشاعري في فوضي ولا أعلم ما الذي يحدث لي حاليا..مررت يداي علي وجهي وأخذت نفس عميق ثم زفرته..خلعت القلادة ثم توجهت نحو غرفة نومي ووضعت العقد علي التسريحة..سأعلم غدا ماذا يريد ماكس مني..ولماذا عاد بعد كل هذه السنوات..ولكن الآن سأحتسي شرابي الساخن لأنني أحتاج إليه..
التعليقات
اكتب تعليقًا...

Esraa Ali
أيقونة شارة
مسؤول
· ٢٩ د ·
الثالث #شقرائي
(دانيلا)
أكملنا حديثنا ونحن نتناول الطعام..والشكر لماكس لأنه أدار دفة الحديث..كان حديثه مسليا وجعلنا نضحك علي حكاياته..علمت بأنه عاد قبل يومان فقط من انجلترا حيث أسس شركته بجانب انه استقر هناك أيضا..لقد توفي والدا ديانا وماكس في حادث سيارة عندما كان ماكس في الثالثة عشر وديانا في العاشرة وظلا مع جدتهما التي قد ماتت قبل ستة سنوات..لم يكن لديهم أي أقارب أخري علي حسب علمي..بعد إنتهائنا من تناول الطعام قمنا بحمل الأطباق المتسخة والباقي من الطعام للمطبخ ثم توجهنا للجلوس أمام المدفأة..جلس ديريك وديانا علي أريكة وجلسنا أنا وماكس علي الأريكة الأخري..وشعرت به ملتصق بي وبذراعه ممتدة خلف عنقي..حاولت التحرك قليلا ولكنه لم يدعني أتحرك..لذلك ظللت جالسة في مكاني لا أتحرك..سألت ديانا وهي تقف فجأة"من يريد الكعك؟"
-أنا أريد
قال ديريك..التفت لي ماكس وتحدث"أنا أيضا أريد تذوق ما أعدته دانيلا بيداها"قفزت واقفة وتحركت مع ديانا للفرار من حصار ماكس"هيا سأساعدك بتقطيعها"
-لا بأس أستطي...
قاطعت ديانا وأنا أمسك بيدها"هيا بنا"ذهبنا للمطبخ الموجود بنهاية الردهة ثم تنفست الصعداء..وضعت يد علي قلبي الذي كان ينبض بسرعة..ويد علي وجنتي الساخنة..اقتربت ديانا مني قليلا ووضعت يدها علي جبهتي"هل انتي بخير داني؟وجهك أحمر"ابتسمت وأنا أبلل شفتاي"انا بخير..شعرت بالحر قليلا فقط"
-هل انتي واثقة؟
-نعم
-الأمر ليس له علاقة بنظرات أخي لكي..صحيح؟
كدت أفقد وعيي بسبب سؤالها"ماذا؟"قامت بتحريك حاجباها للأعلي والأسفل والإبتسامة لإغاظتي"لم يبعد عيناه عنكي طيلة الساعة الماضية"شعرت بوجهي يسخن من جديد..رفعت اصبعي في وجهها وانا ادعي الغضب"كفي عن هذا ديدي..ماكس كأخ لي..وأعلم بأنه يشعر بنفس الشئ"غمزت وهي تضحك"لا أعتقد بأن الأخ ينظر إلي شقيقته هكذا..لقد شعرت به يكاد يلتهمك وأنتي جالسة بجواره..لا تستطيعين نكران الأمر..أنتما الاثنان معجبان ببعضكما البعض"لم استطع فعل شئ سوا الابتسام ولكز ذراعها"أنتي مجنونة"
-مجنونة؟مؤكد..مخطئة؟أبدا..
ضحكت علي تعابير وجهها فقد كانت ماكرة بشكل كلي..لطالما كانت ديانا العضو المخطط للمكائد التي كنا نقوم بها ونحن صغار..ولطالما وقعنا رأسا علي عقب في شر أعمالنا بسببها..وبالأخص عندما كنا نقوم بمشاكسة ماكس..وفي النهاية نعاني ثلاثتنا من ألم حاد في المؤخرة بسبب الضرب بالعصا من ماكس..ابتسمت وأنا اتذكر أحداث الماضي..وأتمني ليتنا لم نكبر..نظرت إلي ديانا المبتسمة ثم عانقتها بشدة واعتذرت"أنا أسفة "لفت ذراعاها حولي "لماذا حبي؟"
-لأنني ابتعدت فجأة
-أعلم لماذا ابتعدتي ولا ألومك حقا
ابتعدت وأنا احدق في وجهها..سألت بخوف قليلا"تعلمين؟"اومأت"نعم..أن� �ي لم تتحملي فراق ماكس لذلك ابتعدتي"زفرت لأنني كنت أحبس أنفاسي وابتسمت قليلا..الشكر لله لأنها ظنت هذا"نعم..كان مؤلم"فكرت..لقد كان مؤلم حقا غيابه وقتها..ثم عدت لإحتضانها من جديد
-أنا أحبك ديدي
-وأنا أحبك أيضا داني
ديانا بمثابة شقيقة لي ولطالما أحببتها وسأظل دائما أحبها..وإذا كان هذا هو السبب الذي تظن بأنني ابتعدت بسببه فليكن إذن..
انتفض كلانا علي أثر صوت ماكس"نحن بالخارج ننتظر الكعك وأنتم هنا تتعانقون"ضحكت وأنا أمسح دمعة نزلت علي وجنتي كما مسحت ديانا دموعها"الكعك سيحضر بعد دقيقة فقط"نظرت إلي ديانا التي كان يبدو عليها الإرهاق"اذهبي حبي وسأحضر أنا الكعك للجميع..يبدو عليكي الإرهاق الشديد"مسحت ديانا عيناها مجددا واومأت"أشعر بالتعب فعلا..مؤخرا أصبحت مرهقة بشكل يومي بسبب الحمل"
تقدم ماكس وأمسك بذراع ديانا"اذهبي وسأساعد أنا دانيلا "
-حسنا
بعد خروج ديانا من المطبخ شعرت بتيارات خفية في الهواء..بلعت ريقي ورمشت وأنا انظر لماكس الذي كان ينظر إلي..كسر الصمت فجأة وقال بصوت أجش"تبدين رائعة كما قالت ديدي..بل أكثر من رائعة في الحقيقة "احمرت وجنتاي من تحديقه بي..بللت شفتاي وهمست"شكرا"
-كيف حالك شقراء..هل أنتي بخير؟
-أنا بخير..وأنت؟
-أنا بخير كما لم أكن يوما
-هذا جيد لك
-شعرك أصبح طويلا جدا منذ آخر مرة رأيتك فيها..أصبحت شقراء فعلا
ابتعدت قليلا ثم التفت لإحضار الأطباق وقالب الكعك"لقد كنت دائما شقراء فعلا..شقراء غبية إذا كنت أتذكر"قطعته ثم وضعت القطع في الأطباق وحملت اثنين وأعطيتهم لماكس الواقف أمامي"لم أكن أقصد هذا شقراء..أنتي من أذكي الأشخاص الذين قابلتهم في حياتي..بجانب أنك ناجحة جدا..أنا فخور بك دانيلا"احمرت وجنتاي من كلماته لذلك حملت أطباق الحلوي وفررت وأنا أهمس"شكرا ماكس"..كنت علي وشك الدخول لغرفة المعيشة عندما رأيت ديريك وديانا..كانت ديانا جالسة في حضن زوجها واضعة رأسها علي صدره وديريك يمسد علي شعرها ويضع يده الأخري علي بطنها ويهمس في أذنها بكلمات لم تصل إلي مسامعنا..وقف ماكس بجانبي ورأي ما رأيت ثم نظر إلي ..شعرت بالدموع الحارقة تكاد تنزل لذلك رمشت سريعا..
-انظري إلي دانيلا
نظرت إليه وأنا مندهشة من نبرته الآمرة"لا تبكي الآن"اومأت وانا أخذ نفس عميق لتهدأ نفسي ثم دخلت وانا أتحدث بصوت عالي "وها قد وصل الكعك ياقوم"

[noor1984]

الفصل الخامس

(دانيلا )
دخلت متجري في الخامسة صباحا حتي ابدأ في إعداد قوالب الحلوي والمخبوزات..خلعت معطفي وقبعتي ووضعتهم في مكتبي ثم توجهت نحو المطبخ..لقد أتيت اليوم باكرة علي غير العادة والسبب أنني لم أستطع النوم من التفكير..ظللت اتقلب في السرير ثلاث ساعات حتي نفذ صبري ونهضت..اللعنة عليك ماكس ..لقد كانت أفكاري تدور حوله..حول كل شئ يخصه..حول شعره..عيناه..لحيته..عضلاته..ل قد كدت أجن بسبب دقات قلبي السريعة..لذلك أخذت دش ساخن وارتديت ملابسي ووضعت قلادته وجئت إلي هنا..العمل دائما يساعدني علي تصفية ذهني..وأنا احتاج حقا لذلك..بعد مرور ساعتين سمعت صوت الباب يفتح وبعد ثواني أتت فيبي..مساعدتي في المتجر..
-صباح الخير دانيلا..ما هذه الرائحة الشهية
-صباح الخير فيبي..كيف حالك هذا الصباح؟
-بأحسن حال..كيف حالك أنت؟تبدين وكأنك كنتي هنا منذ الأزل؟
-أنا بخير..لم استطع النوم لذلك جئت مبكرا
أخذت فيبي واحدة من الكرواسون الساخن ووضعتها في فمها وهي تجلس علي كرسي "ياإلهي هذا الكرواسون رائع حقا..لماذا لم تستطيعي النوم؟"قمت بخفق البيض لإعداد قالب حلوي "كنت أفكر"
-فيما تفكرين؟
-هل أستطيع سؤالك شيئا فيبي؟
كانت تهم بإمساك قطعة كرواسون اخري ولكنني صفعتها علي يدها..صرخت"أوتش"
-كفي عن تناول ما أعددته للزبائن
-ولكنني لا أستطيع المقاومة
ثم أخذت واحدة أخري"اسألي"تركت الخافق وجلست أمامها "ماذا ستفعلين إذا كنتي تحبين شخصا ما ولكن قلبك ينبض بسرعة عندما ترين شخصا آخر؟"نظرت إلي بتمعن بعيناها الزرقاوتان وسألت"أنت تحبين شخصا ما وقلبك ينبض للآخر؟"مررت يداي علي عيني التي كانت تؤلمني وتنهدت"نعم"
-وأنت لا تعلمين من تحبين؟
-نعم
-دانيلا أنت تحبين الآخر..هناك مقولة قالها جوني ديب من قبل..“اذا احببت شخصين في نفس الوقت قم باختيار الثاني ، لانك ان كنت حقا تحب الاول لما وقعت في حب الثاني”..الكل يعلم هذا..إذا احببتي شخصا ما قلبك لا ينبض إلا له..
بلعت ريقي وأنا أنظر إليها"أنا أحب الثاني؟"ابتسمت وهي تومأ "نعم أنت تفعلين"وضعت كلتا يداي علي عيناي وتأوهت"ولكنني لا أريد الوقوع في حبه..لا أريد حبه..ياإلهي لا أريد التألم من جديد"أمسكت فيبي بيداي وقالت بصوت قلق"دانيلا هل أنتي بخير؟"نفيت وأنا أقف وأذرع الغرفة ذهابا وإيابا"لا أنا لست بخير..قلبي ينبض لشخص لا أعلم ما الذي يريده مني ..لا أعلم إذا كان يحبني أم لا..أشعر وكأن قلبي سينفجر عندما أنظر إليه..وفي نفس الوقت قلبي يتألم من حب شخص آخر..أشعر وكأنني في متاهة كل شئ متشابك"توقفت عن الحركة ونظرت إليها"ما الذي علي فعله فيبي؟"وقفت ووضعت يداها علي كتفاي"تخيلي حياتك بدونه..تخيلي بأنك لن تريه مجددا..بماذا ستشعرين وقتها؟"تخيلت بأنني لن أري ماكس مجددا ولن أنظر لعيناه الخضراوتان..لن ألمس شعره البني الكثيف..لن أشعر بدفء عناقه من جديد..تخيلت بأنه لم يعد له أي وجود وشعرت بقلبي ينقبض من الآلم..قلت بأنفاس متقطعة"أشعر بالألم"
-والآن تخيلي حياتك بدون الشخص الأول..بماذا تشعرين؟
فكرت بديريك ولكنني لم أشعر بأي شئ..سأشعر بالحزن لخسارة صديق مفضل ولكن قلبي لم ينقبض من الآلم كما حدث مع ماكس..نظرت إليها"لا شئ"ابتسمت وظهرت غمازتاها"أنت تحبين الشخص الآخر دانيلا..أنت تحبينه حقا"
-أنا أفعل؟
-نعم
-علي الذهاب الآن
ركضت نحو مكتبي لإحضار معطفي وركضت فيبي خلفي
-داني أين ستذهبين؟
ارتديت معطفي "علي القيام بشئ ما..تستطيعين غلق المتجر اليوم والذهاب لمنزلك وتناول الكرواسون..تستطيعين تناول كل شئ في المطبخ..اليوم إجازة"ركضت نحو الباب وسمعت فيبي تصيح من خلفي"دانيلا "توقفت ونظرت إليها"ماذا؟"
ابتسمت وهي تغمز"حظ سعيد"ابتسمت بالمقابل وأنا أخرج من المتجر..الآن سأعرف ما الذي يريده مني ..لمست قلادتي وصليت داخليا حتي يكون ما أشعر به صحيح..وأن ماكس يحبني كما أحبه..
*****************
(ماكس)
-استيقظ ماكس..استيقظ
شعرت بأحدهم يوقظني وبيد باردة تدفع كتفي"استيقظ"فتحت عيناي وأنا علي وشك شتم ديانا ولكنني وجدت دانيلا تطل علي من فوق..كان شعرها مشعث وتوجد ظلال سوداء حول عيناها وكأنها لم تنم في الليل..جلست في السرير وتحدثت وأنا اشعر بالقلق"دانيلا هل انتي بخير؟ما الذي تفعلينه هنا ؟كم الساعة الآن؟"
-إنها الثامنة
مررت يدي في شعري"عندما قلت سأقابلك في الثامنة كنت أعني في الثامنة مساءا"تأففت وهي جالسة علي طرف السرير "أعلم أنا لست غبية كما كنت تنعتني"مررت لسانها علي شفتها السفلي وشعرت بنبضي يزداد..لديها شفاه كاملة..نظرت إليها فوجدتها تنظر إلي وكأنها تنتظر شئ ما"ماذا؟"كتفت ذراعيها"قلت أريد التحدث إليك"كانت تشيح عيناها عن صدري العاري وشعرت بالتسلية لذلك أرجعت ظهري للخلف ووضعت يداي خلف رأسي وقلت بمزاح ساخر"تحدثي إذن"كانت تبتلع ريقها وعرقها ينبض سريعا في رقبتها"هل يمكنك إرتداء شيئا ما؟"ضحكت"لماذا؟"
-لأنني لا أستطيع التحدث وأنت نصف عار
-من قال لك بأنني ارتدي بنطال؟
انتفضت واقفة وهي تصيح"هل أنت عاري؟"ضحكت وأنا أنهض وأشاهدها تغلق عيناها سريعا"لا لست عاري"احضرت تيشرت وارتديته "يمكنك فتح عيناك الآن والتوقف عن التصرف كالعذراء"احمر وجهها بشدة ونبض عرق في فكها وهي تقول بغضب"صدق او لا تصدق أنا عذراء"حدقت بها"أنتي عذراء؟"
-نعم
-دانيلا أنا اسف لم أعني حقا اي سخرية عندما قلت هذا..أنا فقط أمزح معك
-لا بأس
جلست علي السرير وأنا اراها مازالت واقفة"عن ماذا تريدين التحدث؟ولماذا تبدين وكأنك لم تحصلي علي اي نوم؟"
-لأنني لم أنم
-لماذا؟
-لقد كنت أفكر
-بماذا؟
اغلقت عيناها قليلا وكأنها تستجمع قواها ثم قالت بصوت خرج مهزوزا قليلا"ما الذي تريده مني؟لماذا عدت الآن؟لماذا تريدني أن انسي ديريك؟ولماذا أحضرت لي قلادة علي شكل قلب؟لماذا قلب ماكس؟"مددت يدي وأمسكت بيدها ثم سحبتها حتي أصبحت أمامي"تريدين الحقيقة؟"اومأت"نعم..أريد الحقيقة"
-لأنني أحبك دانيلا..لقد أحببتك منذ سنوات وسأحبك دائما
نفضت يدي بعيدا وصرخت"إذا كنت تحبني لماذا كنت تخرج مع الفتيات في الماضي..لماذا ذهبت بعيدا وتركتني هنا؟لماذا؟
وقفت وأنا أمسك ذراعيها"لم أكن أمتلك أي شئ لتقديمه لكي دانيلا..لقد كنت معدم..وأنتي كنتي نجمة بعيدة..شقراء ملكت قلبي دائما..كان علي دفعك بعيدا ولكنني لم أكن أعلم بأنني أدفعك نحو ديريك"
هززتها قليلا وأنا أشعر بأنفاسي تضيق"ما الذي يعنيه ديريك لكي دانيلا؟ماذا؟"رأيت دمعة تسيل علي وجنتها فمسحتها سريعا"انه صديقي المفضل..عندما أصبحت تخرج مع الفتيات شعرت بالألم لذلك أردت شخصا آخر لأحبه لذلك أحببت ديريك..وعندما سافرت أنت وتزوج ديريك ديانا شعرت بالألم في قلبي..لقد وضعت ديريك مكانك..كنت أحبك فيه هو..لذلك ابتعدت عنكم جميعا..ابتعدت عن ديانا حتي لا أسمع اي خبر عنك ..ابتعدت حتي لا اتألم مجددا"حدقت بها وأنا لا أصدق ما قالتله"ما الذي قلتيه شقراء؟كنتي تحبينني؟"اومأت وهي تضع يدها علي صدري وشعرت بقلبي ينبض بسرعة..وضعت جبهتي علي جبهتها وسألت بأنفاس مقطوعة"والآن ؟"كانت تبكي وهي تحرك رأسها بالإيجاب "أنا أحبك جدا ماكس"تأوهت وأنا أحتضنها بشدة"ياإلهي..أنا أحبك أيضا شقرائي..جدا"وضعت قبلة علي شعرها وهمست"لقد اشتريت القلادة عند نجاحي في أول مشروع..لقد كانت معي منذ أربع سنوات..وعدت بأن أقدمها لكي عندما أعود..إنها قلبي دانيلا..أنت تحملين قلبي"رفعت عيناها لملاقاة عيناي"وأنت تحمل قلبي"كانت عيناها ناعستان لذلك حملتها بين ذراعاي وتوجهت نحو السرير..وضعتها عليه ثم استلقيت بجانبها وأنا احتويها بين ذراعي..كانت تضع رأسها علي صدري وفي ثواني شعرت بأنفاسها تنتظم..مررت يدي علي حاجبها ثم همست"لن أؤلمك مجددا شقرائي..أعدك بهذا"قبلت وجنتها الوردية ثم أغلقت عيناي وجعلت النوم يجرفني..
*******************
(دانيلا)
شعرت بشفاة أحدهم تقبلني علي وجنتي ففتحت عيناي..لقد كان ماكس بشعر رطب ينزل علي جبهته..يبدو أنه استحم..رفعت يدي لتمريرها علي لحيته وهمست"مرحبا"ابتسم وهو يمسك بيدي ويقبلها"مرحبا بالجمال النائم..هل نمت جيدا؟"تمطعت وأنا ارفع ذراعاي عاليا"نعم"
-هذا جيد لأننا لدينا يوم حافل
نهضت وأنا ارجع شعري بعيدا عن عيناي وقلت بحماس"ما الذي سنفعله؟"
-سنتزوج
-ماذا؟
أخرج علبة مخملية زرقاء من جيبه مطابقة لعلبة القلادة ولكنها أصغر وكنت أعلم ماذا يوجد بها..فتح العلبة وظهر أمامي خاتم مطابق للعقد بفص أحمر علي هيئة قلب صغير..شهقت وأنا ارفع عيناي لملاقاة عيناه"ماكس أنا.."وضع يده علي فمي "لا أستطيع العيش بدونك بعد الآن دانيلا..لقد عشت بدونك مدة كافية لكلانا وأنا لا أريد لهذا أن يحدث مجددا..أريدك وأريد أطفالا منك..أريدك أن تأتي معي لإنجلترا شقرائي..تزوجيني"حاوطت وجهه بيدي وأنا أشعر بالدموع تملأ عيناي"لن تعيش بدوني مجددا ماكس"
-ستتزوجينني وستسافرين معي إلي إنجلترا؟ستتركين عائلتك وأصدقائك ومتجرك وستأتين معي؟
اومأت وأنا أتحسس بشرة وجنته"سأترك العالم من أجلك ماكس إذا استدعي الأمر"وضع الخاتم في اصبعي ثم قبل وجنتي بقوة واحتضنني بشدة وهو يهمس ورأسه مدفون في عنقي"أنا أحبك دانيلا"رفع وجهه وأمسك وجهي بين يداه وقال بصوت جاد"هل تعلمين..هناك متجر مغلق موجود في البناية المجاورة لشركتي..عندما تحدثت إلي ديانا منذ سنة تقريبا وأخبرتني بأنك تمتلكين متجر خاص بك..في كل مرة كنت أري المتجر كنت أفكر بك..كنت أتخيلك واقفة خلف طاولة البيع ..ثم تنظرين إلي وتبتسمين"وضعت يدي علي يده الموجودة علي وجنتي "علينا تحقيق حلمك إذن"
-هل أنتي متأكدة؟
-مئة بالمئة..منذ رحيلك وأنا أشعر بالفراغ..ولا أريد الشعور بهذا الشئ مجددا
-أحبك شقرائي..وسأظل أحبك حتي ألفظ أنفاسي الأخيرة
أنزل وجهه لتقبيلي ولكن قبل أن يفعلها سمعنا طرقات علي الباب وأتانا صوت ديانا"ماكس هل طلبت منها الزواج ؟"لعن ماكس من تحت أنفاسه وقال بغضب مصطنع"أقسم بأن أختي لديها رادار يعلمها متي سأقوم بتقبيلك"ضحكت وأنا ألمس خصلات شعره من الخلف"من حسن الحظ انها لن تأتي معنا إلي أنجلترا"ثم سحبت رأسه بإتجاهي لنكمل ما بدأناه....

[noor1984]

الفصل السادس والأخير

الخاتمة
بعد مرور عام
(دانيلا)
اليوم هو رأس السنة وذكري زواجنا ..مضي عام علي زواجي من ماكس..لم نتزوج بعد يوم عيد الميلاد كما قال ماكس..أخبرته بأنني أريد أن يكون معي والداي في حفلة الزفاف لذلك انتظرنا حتي عادوا من سفرهم وتزوجنا يوم رأس السنة..كان زفافا بسيطا..ارتديت فستان أبيض يلتصق بجسدي من تصميم كريستال.. وتركت شعري منسدل علي كتفي..حضر الزفاف والداي..فيبي..ديانا..وديريك.. صديقي المفضل.. عندما رأيته بعد موافقتي علي الزواج من ماكس أدركت بأنني لم أحبه كحبيب..لقد كنت أحبه كصديق دائما..وكما قلت لماكس..لقد وضعت ديريك في مكانه لذلك تألمت عندما تزوج ديانا..أو هكذا ظننت..والآن وبعد مرور عام علي زواجي من ماكس..تأكدت بأنني لم أحب أحدا سواه..قمت بخفق البيض جيدا لإعداد قالب حلوي للإحتفال بذكري زواجنا..وابتسمت وأنا أضع يدي علي بطني المسطحة حتي الآن..تنتظر ماكس هدية كان ينتظرها منذ فترة..أنهيت قالب الحلوي علي هيئة قلب بنكهة الفانيليا والملئ بالفراولة ووضعته في البراد ثم ذهبت لغرفة نومي حتي استعد..لم يتبقي الكثير وسيعود ماكس من عمله..ذهب اليوم بشكل طارئ للشركة بسبب مشكلة حدثت فجأة وأخبرني بأنه سيعود مبكرا..ارتديت فستاني الأبيض القصير ووضعت قلادتي التي أهداني إياها منذ سنة ..مشطت شعري وجعلته منسدل علي كتفي ثم ارتديت حذائي الفضي ذو الكعب العالي وتوجهت نحو الأسفل وأنا استمع لصوت سيارته..
********************
(ماكس)
كانت الساعة تقترب من الثانية عشرة والتلفاز يعرض برنامج للإحتفال برأس السنة..وكانت المغنية كلارا إحدي المغنيات المشاركين في الإحتفالية علي وشك الغناء..لذلك نهضت وأمسكت يد دانيلا وهمست"هل تسمحين لي بهذه الرقصة؟"ابتسمت وهي تضع يدها في يدي"بالطبع"
انتهت الأغنية وبدأ العد لإنتهاء السنة وبدأ سنة جديدة..
-ماكس؟(عشرة..تسعة)
-نعم(ثمانية..سبعة)
-علي إخبارك بشئ ما(ستة..خمسة)
-ماذا؟(أربعة..ثلاثة)
-أنا حامل وأحبك(اثنان..واحد )
( Happy new year)
أمسكت وجهها بين يداي وأنزلت وجهي لمقابلة عيناها وهمست"وأنا أحبك كما لم أحب أحدا من قبل"
صدح صوت الإحتفال من التلفاز ولكن كلانا لم نسمع أي شئ..لقد كنا في عالم خاص بنا فقط..أنا وهي وطفلنا القادم..
النهاية

ـ تمت بحمد الله ـ

[أزهار الفل]

يسلمووووووو على هذه الرواية 🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

[azeeta]

جميله جدآ جدآ مرحبا

[sam2001]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .