آخر 10 مشاركات
سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          409 - غدا لن ننسى - تريزا ساوثويك (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          عمل غير منتهي (85) للكاتبة : Amy J. Fetzer .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في محراب العشق "مميزة","مكتملة" (الكاتـب : blue me - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          روايتي "حمل الزهور ألي كيف أردهُ؟ وصبايا مرسوم على شفتيه" * مكتملة ومميزة * (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          1032- رجل صعب - كاي غريغوري -عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          1031 - الأمان في الحب - ساندرا فيلد -عبير دار نحاس* (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-12-20, 06:57 PM   #1

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي صفعات وعثرات * مكتملة *


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


صراحة ليس لدي الكثير لأقول فقط اتقدم بالشكر لهذا المنتدى الذي كان بشكل ما يمثل إنطلاقة قلمي، لست موهوبة نعم ولكن الكتابة بالنسبة لي شغف أحاول دائما التمسك به رغم كل شيء

وأشكرا مسبقا كل من مر على هذه الصفحات وقرأ هذه الكلمات

أترككم مع روايتي القصيرة جدا




صفعات وعثرات



روابط الفصول

الفصول 1، 2، 3، 4، 5 الأخير ... بالأسفل






التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 08-12-20 الساعة 09:04 PM
ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-20, 07:09 PM   #2

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

-1-



عندما كنا صغاراً كان يسهل خِداعنا، يسهل إرضاءُنا، وكذلك يسهل إسعادنا وإخافتُنا، كانت قطعة حلوى كافية لإبهاجِنا، أكبر مخاوفنا كانت السير في غرفة مظلمة، وأعقد مشاكلنا قسمة عددين على واحد، لم يخبرنا أحد أننا كنا نعيش في فقعة آمنة، لم يخبرنا أحد أن الحياة لم تكن كما يخيل إلينا، عالم وردي جميل، لم يخبرونا أنها أبيض وأسود فقط
كبرنا وبدأنا نكْتشف الوجه الحقيقي للعالم، العالم الذي يسوده الظلم والعدوان، العالم الذي يقتاد على الضعفاء، ويرفع من شأن الطغاة، العالم الذي ستجد فيه الشر بقدر الخير، العالم الذي يتساوى فيه الليل والنهار، عالم السياسة، والتكنولوجيا، أرض السافلين والمغْلوبين على سواء، عالم ترامب وبوتين ونتنياهو، عالم الشعوب النامية، عالمي أنا وأنت.
وفي هذا العالم الشاسع تتقاطع طرقنا، ثم يسير كل منا في سبيله، سأخبرك الآن عن حياتي ولكنك لن تتذكر قصتي بعد سنوات يالي من حالمة من الأرجح أنك ستنسى كلماتي هذه خلال أيام، قد نلتقي صدفة في الشارع يوماً ولكن لن أعرفك أنا ولن تعرفني أنت، وهذا يشعرني بالراحة على كل حال، فأنا من تسطر حروف حياتها وليس أنت، لذا إسمي لن يشكل فارقا هنا، وهذا يشعرني بالآمان بالمناسبة، دعني أخبرك فقط كيف تسير الأمور في البقعة الصغيرة التي أعيش فيها، عن جزء ضئيل من معاناة الآخرين، في النهاية نحن لا زلنا نتعلم أليس كذلك؟ سيفيدنا تجارب غيرنا لعلنا نشعر أننا لسنا وحدنا تائهون في هذا العالم.

سنبدأ بالنقطة الفارقة في حياتي من اللحظة التي لطْختوا قدماي الصغيرتين بالحناء وأنا في التاسعة عشر، لا تتعجب قدماي صغيرتان فعلا فلا تسخر مني.
زوجوني من رجل يكْبرنني ببضع سنوات، أو لنقل بالتحديد كان في الثالثة والعشرون من عمره. أعرف كنت تنتظر أن أقول لك أنه في ارّذل العمر، كان يمكن أن يكون كذلك ولكن حظي كان جيدا أو هكذا ظننت.
كان خريجا من كلية الادارة حافظا لكتاب الله، من أسرة بسيطة وكان وسيما إلى حد ما، هذا عادل بم أنني لست جميلة ايضا، اشترط على أهلي عدم إكمال دراستي فوافق أبي أن أنهي البكلوريا أولا ولن أنسى له ذلك ابدا، أما أنا لم يشكل شرّطه فارقا لدي، كنت مقتنعة أن دوري في الحياة يقتصر على كوني ربة منزل وأم لأبنائي، وعلى كل حال لم يكن ليأخذ أحد برأي لذا استسلمت للأمر الواقع، تزوجته على قناعة وأنا أمني نفسي بحياة مستقرة بسيطة، لم أكن أطمع بالكثير، منزل يأويني، وطعام أسد به حاجتي، المنزل تكفل به حماي، بيت بغرفتين وصالة كان يدفع إيجارها كل نهاية شهر، وبقي على عاتق زوجي توفير قوت يومنا، ولم يكن ذلك سهلا، إذ لم يجد وظيفة وعملا براتب ثابت، كان يخرج صباحا ويعود مساءا وفي يده بضع مئات تصل أحيانا للألف، وأحيانا هذه تعني نادرا جدا، جرب حظه في التجارة ولم ينفع معه، عمل حارسا مرة ومؤذنا مرة آخرى، اشترى دراجة نارية بعد عناء ليسرق منه بعد بضع شهور. كان ينتقل من شيء لآخر دون أن يجد لنفسه مستقرا، كغريق يضرب الماء ليجد حبل نجاته، ولكن الأمور لم تكن بخير، بدأ يفقد الأمل وأصابه الإحباط، وفي فترة ما أصبحت لا أعرفه بات إنفعالياً وسريع الغضب، حانقا معظم الأحيان، وكنت أتفهْمه إذ أن الوضع كان خانقا جدا وصعب عليه، مرت علينا اوقات لم نجد ما نأكل فيه، وإزدادت الأمر سوءا بحملي ثم إنجابي لطفلتي الأولى، بالنسبة لي كان ذلك بداية إشراق شمس جديد في حياتي ، الأمل الذي كنا ننتظره، ولكن زوجي لم يتفاءل، رغم انني كنت ألمح طيف سعادة في عينيه، إلا أنني لم أجد ذلك الإنْدفاع والبهجة التي يتملك الشباب عندما يرّزقون بمولودِهم الأول.
أظنني كنت أعرف ما يدور في رأسه كان شيئا أشبه بهذا...
ليس عدلا أن نجد أنفسنا في دوامة لا نهاية لها تبتلعنا كلما حاولنا الخروج منها ثم ترمينا في القاع، ليس عدلا أن نحمل على عاتقنا حماية حيوات أخرى قبل أن نتعلم حماية أنفسنا.
ليس عدلا أن نجد أنفسنا فجأة في موضع المسؤولية، لم لم يخبرونا عن هذه الكلمة عندما كنا صغارا على أي حال، كنا لنعرف ما سيواجهنا ونستعد له، ليس عدلا أن ندرس لسنوات قوانين الرياضيات ونحفظ نصوص عنترة ونظريات نيوتن وحروب هتلر وينتهي بنا الأمر تائهين على وجه الأرض نكد من أجل بضع ريالات.
كان يشعر بالفشل كان يغرق رويدا رويدا وكان علي أن أدرك ذلك ولكنني كنت ساذجة وبسيطة ظننت أنني أساعدُه بالتنازل عن إحْتياجاتي، كنت أتجنب حضور المناسبات لأُجنبه تكاليف زينتي، لم أسأله يوما عن إحْتياجاتي الشخصية، لم أزعجه بطلبات النساء، كنت أكتم رغباتي وأفكر عشر مرات لشراء الضروريات، كنت أوفر من القليل الذي يحضره، كنت أخفف عليه وأطمْئنه أن كل شيء بخير، ويبدو أن ذلك لم يكن كافيا، فبعد أربع سنوات من التضحية والتنازلات تلقيت أول صفعة منه، كنت أفهم أنه وصل إلى حافة اليأس وينتظر السقوط في أي لحْظه ولكنه إسّتعجل الأمر وقفز إلى الهاوية بملء إرادته، استيقظت يوما لأجد جانبه من السرير فارغا، ومرت بضع أيام دون أن يعود كدت أصاب بالجنون وأنا أتخيل سوءا أصابه، جالت في ذهني آلاف السيناريوهات، ربما قتل او تعرض لحادث وربما تاه او خطف او أي شيء ولكن لم يخطر لي قط أنه إبتعد من نفسه، أنه قرر فجأة ترك كل شيء خلف ظهره والمضي قدما في حياة جديدة، تخلى عن مسؤوليته وفضل خوض غمار البحر ليجد الملاذ الآمن بعيدا عنا، وقد استغرق الأمر مني وقتا لأدْرك حقيقة أني اصبحت فجأة وحيدة ومسؤولة من رعاية طفلتين وثالث ينمو في أحشائي، وتساءلت مرارا وتكرارا كيف استطاع أن يفعل هذا بي كيف أمكنه ذلك.
الجميع كانوا غاضبين ويشْعرون بالخيبة ومنهم من وجد له عذرا أما أنا كنت أشعر بالخذلان تارة وبالخوف عليه تارة أخرى، أهلي وأهله بذلوا جهودا جبارة للبحث عنه خلال الأسبوع الذي تلى إختفائه ولم يتوقع أحد أن يكون هناك عند حدود القارة السمراء ينتظر الموجة التي سترمي به في أحضان أوروبا العجوز.


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-20, 07:10 PM   #3

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

-2-
.
الحياة حلبة ملاكمة حرة، ستتلقى فيها اللكمات والركلات من كل حدب وصوب، وإن أردت الفوز عليك أن تقف بعد كل ضربة تتلقاها، لأنك إن بقيت في الأسفل ستسحق لا محالة، أدركت ذلك مؤخرا، فعندما رحل زوجي شعرت أنها نهاية العالم فأنا لم أعرف كيف أتصرف، ماذا سيحدث غدا هذا ما كان يشغل تفكيري دائما، كيف سأتصرف، كيف أعيل بناتي.
أتعلم ما الذي قالته أختي عندما أخبرتها بمخاوفي " لا تقلقي على الأقل لن يتركك أبي تموتين جوعاً " هذا ما قالته لن يتركك أبي تموتين جوعا، يومها فكرت وهل كنا سنموت جوعا لو كان معنا، أما أخي فكان رأيه مختلفا فقد قال ببساطة " لا تقلقي هذا أفضل لك وله، على الأقل هناك سيجد عملا ويرسل لك شيئا ومن يدري قد يرسل في طلبك بعد عام أو عامين "، فتساءلت هل يفكر هو أيضا كما يفكر أخي، أن اوروبا هي أرض الخيرات والخبرات، الملاذ الأخير لكل من ضاق به الحال، دار نقاش بين أخي وأختي فلكل منهما رأي مختلف أختي تظن أنه مجرد جبان هرب من مسؤولياته وأخي يظن أنه ذهب ليجد لنفسه مخرجا من ضيق حاله وهذا أفضل ما قد يفعله، واذكر أن اختي قالت شيئا جعلني أفكر مطولا في أمره.
قالت وهي تنظر إلى أخي بتحدي، أخبرني لماذا تظن أن بلدنا ليس فيها فرصا لكم، نحن نمتلك الموارد لدينا ثروات كغيرنا بل وأفضل، لدينا أرض شاسعة تدر علينا بخيراتها لدينا النفط والمعدن ، لدينا نحن شباب اليوم، إذا لما تظن أننا لا ننجح، لماذا لا نكون كغيرنا، لأن هناك ألف مثلك يظن أن اوروبا وامريكا منبع الخير كله، لأن لدينا مليونا مثل صهرك يسعى وراء السهل والأسهل، لأنكم لا تنظرون الى الواقع، وما يحدث خلف الكواليس، نحن لسنا بحاجة إلى أوروبا بل هي من تحتاج إلينا، هي من تحتاج الي روح الشباب فينا لتمتصه حتى يشيب، نحن كمن ينظر إلي الذهب والماس بين يديه، وكل ما يحتاج إليه هو صقله.
ثم نظرت إلي وقالت لم لم يفكر زوجك في مشروعه الخاص، ستقولين من أين له المال، نعم هو لم يمتلك الأموال ولكن غيره يملك، وغيره هذا يحتاج لعقل يستثمر في أمواله لتنمو، هكذا تجري الأمور هناك، كل فرد يكمل الآخر أما هنا كل فرد ينظر إلى نفسه ويقول ما دخلي بغيري وأنا بخير.
الحكومة تحتكر كل شيء لتسيطر علينا، التاجر لا يثق بأحد، والمهندس يفكر في بلد تقدر مواهبه، الطبيب يائس، والأستاذ بائس، لا رواتب ولا عمولات، نحن نجري عكس xxxxب الساعة هذا ما يحدث هنا.
ربما قد تكون محقة ولكن زوجي لم يكن إلا فردا من مجتمع كامل فهل علي أن ألومه لأنه لم يكن المناضل الذي سار عكس التيار، في الحقيقة هناك الكثيرين مثل أختي من من يمتلكون القناعة الكاملة بقدرتنا على النهوض ببلادنا ولكنهم يدركون أن اليد الواحدة لا تصفق. نحن نمتلك الكثير ولكننا ننظر الي النصف الفارغ من الكوب دائما.

بمناسبة الصفعات زوجي العزيز لم يكتف منها بعد فقد وجه لي صفعة اخرى أشد ألما، فهو لم يكتف بالرحيل دون اخباري فقط بل ويتجاهلني الآن. هل تتخيل ما قد تشعر به إمرأة عندما يتواصل زوجها مع الجميع عداها، وكأنه يخبرها أنه طوى صفحتها فعلا، بأنها أصبحت من الماضي، فكرت أنه قد يكون محرجا من طريقة رحيله ولكن هذا لا يمنحه العذر أبدا ليتركني في قائمة الانتظار ما يقارب السبع أشهر، سبعة أشهر وأنا أتلقى أخباره من الغرباء، من اصدقائه وأبناء عمومته، سبعة أشهر! لا بد أنك تجد صعوبة في تصديق الأمر ولكنه حدث فعلا. وخلال هذه الأشهر حدث الكثير إبتداء بفقد والدي العزيز وإنتهاءً بوضع مولودي مبكرا، واجهت الكثير في فترة وجيزة وهو لم يكن بجانبي ولو بكلمة عزاء عبر هاتف لعين، ثم فكرت إن كانت هذه هي الضربة القاضية والإختبار في ما إن كنت سأقف أو أبقى هناك في الأسفل أندب حظي وأحرق نفسي.
في الواقع لم تكن هذه إلا صفعة كانت أقوى من غيرها والضربة القاضية لم تأت بعد فماذا يخبئ لي زوجي من مفاجأت بعد.


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-20, 07:13 PM   #4

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

-3-

بينما أجلس الآن وأفكر من أين أبد في الحديث عن أبي، لا أرى إلا إبتسامته المشرقة التي تعلو وجهه في كل مرة ألتقي به، ويتردد صدى صوته العميق ببحته المميزة في رأسي، مما يجعلني عاجزة عن إيجاد البداية التي تليق بالحديث عنه، ببساطة لم يكن رجلاً عادياً، كان رجلاً بألف رجل، كان خير أب وخير زوج وخير عم وخير جد، وخير صديق، وخير معين للمحتاجين، كان كالنبراس لمن حوله، كان العماد الذي نستند عليه جميعنا، بالنسبة لي كان رجلاً عظيماً، لقد ترك رحيله فينا أثرا عميقا، بفقده فقدنا منبع الأمان والحنان.
بالنسبة لي فقده لم يكن سهلا، كانت القشة التي قسمت ظهر البعير، وبسبب الحالة النفسية والجسدية التي كنت فيها كدت أفقد طفلي لولا لطف الله، طفلي الذي جاء ليعوضني عن جده ووالده، جاء ليخبرني أن الله لطيف معنا حكيم بقدرته سبحانه وتعالى.
عندما رحل أبي عاد شعور الوحدة يجتاحني مجددا، وأصبحت في موضع المسؤولية مرة أخرى هذه المرة لم يقتصر الأمر على طفلتين فقط، إنما أرواح جديدة بات علي أن أعتني بها، لقد إنتقلت للعيش مع والدتي لذا بات علينا أن نعتني ببعضنا، طفل جديد أنضم للعائلة وهناك أخواي الذين يرتادان المدرسة والكثير من الأمور التي سنبدا بالقلق عليها، صحيح أن أخي بات الآن المسؤول ولكنه متزوج ولديه أمور أخرى يقلق بشأنها.
في الفترة الأخيرة من حياة أبي لفت نظري لأمر مهم وقال جملة لن أنساها أبداً
" أحيانا يكمن قوة المرأة في إستقلاليتها"
وبدأت أفهم شيئا فشيئا ما كان يعنيه، عندما رحل زوجي لم يتوقف والده في إرسال مساعدات شهرية لنا، لم أشعر بالحرج في البداية فذاك واجبهم رغم أن أبي لم يقصر معي إلا أنني كنت أشعر أن ذلك حق من حقوق أبنائي وليس علي التنازل عنه يكفي أن والدهم تركهم خلفه دون اي ذرة بالمسؤولية، ولكن بعد وفاة والدي وإنتقالي للعيش مع والدتي بات الأمر صعبا، فقد بدى وكأنني أنتظر غيري ليصرف على عائلتي، ولا سيم أننا لم نمتلك مصدر دخل ثابت فأبي لم يترك لنا الكثير، كان سائق سيارة أجرة قمنا ببيعها لسداد بعض الديون، وهكذا بعد أشهر لم نملك إلا ما كان يرسله والد زوجي، وفي يوم جلست وفكرت مليا إلى متى سأمد يدي إلى الآخرين لأعيش وماذا سيحدث إن رحل حماي أيضا هل سنموت من الجوع، كنت أفكر أنه سيأتي يوم ويمرض فيه أحدنا هل سأهرع به الي حماي وأطلب منه المساعدة أم أنتظره ليموت أمام ناظري، وفي صباح اليوم التالي حزمت أمري سأعود إلي مقاعد الدراسة.
هكذا أعلنتها أمام عائلتي لينفجر شقيقاي الأصغر سنا بالضحك وكأنني ألقيت نكتة طريفة، أما أختي فقد نظرت إلي وقالت مبتسمة لعلمك سأتخرج قبلك، أخي قال بسخرية: وماذا سيغير ذلك ان كنت تريدين ان تشغلي وقتك جدي شيئا اكثر فائدة، من يهتم! اخي دائما متشائم، أما أمي فلم تعلق واكتفت بقول: افعلي ما يحلو لك، يومها شعرت انني اولد من جديد أنني على أعتاب حياة جديدة، حياة أكثر استقلالية حياة ملكي أنا فهل الأمور بتلك السهولة التي يخيل الي، ام أن للحياة رأي آخر.


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-20, 07:16 PM   #5

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

ما بين الألم والأمل اختلاف في ترتيب الحروف...
تركيبة انعكست معانيها على جسد الواقع...
من طبيعة الحياة الدنيا أنها خليط من الألم والأمل ، تجاوز كل ذلك واستعن بالله ولا تعجز.


دمتم بكل الود 🌺
التكملة غدا بإذن الله.

~♥~


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-20, 11:07 PM   #6

الضوءالناعم

? العضوٌ??? » 396986
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 378
?  نُقآطِيْ » الضوءالناعم is on a distinguished road
افتراضي

سلمت الأنامل الحياه كفاح ومعترك لم تتجمل أبداً للكسول دمتب بود صافي

الضوءالناعم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-20, 07:08 AM   #7

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الضوءالناعم مشاهدة المشاركة
سلمت الأنامل الحياه كفاح ومعترك لم تتجمل أبداً للكسول دمتب بود صافي
هكذا هي الحياة شدة ورخاء، لحظات حلوة واخرى مرة.
ونحن كأوراق الشجر في مهب الريح نتأرجح بين هذا وذاك.
شكرا على المرور من هنا.


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-20, 02:00 PM   #8

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

-4-

يمكنك دائما أن تجلس وتندب حظك من الحياة، او يمكنك النهوض لتسعى إلي تغييره، النجاح والفشل! ما هو مفهومك لهما، هل يعني أن تكون ناجحا أن تصبح ثريا، أن تكون قائدا ومديرا، طبيبا أو مهندسا، أم سياسيا تترقى في المناصب، وماذا عن الفشل هل يمكنك قياس فشلك في الدراسة مثلا بفشلك في الحياة، هناك الكثيرين لم يحالفهم الحظ ليكونوا من الأوائل ولكنهم سعداء بحياتهم، وهناك مثلهم كانوا دائما من المتفوقين ولكن الحياة لم تنصفهم، كونك فاشلا في الدراسة لا يعني أنك فاشل في حياتك، لكل منا مفهومه عن النجاح، الطالب الذي كان دائما في أواخر صفّه بات فنانا مشهورا تباع لوحاته في المعارض الدولية، بينما زميله الذي كان يتباهى بدرجاته العالية إنتهى الأمر بشهادة تسكن في درج تعلوها طبقة من الغبار. أنا أيضا كنت يوما من أؤلئك المتفوقين المغترين بأنفسهم وأنظر كيف إنتهى بي المطاف.
جميعنا مميزون بطريقة ما، لكل منا ما يميزه ويجعله فريدا، جميعنا قادرين على النجاح، كل ما نحتاج إليه هو إكتشاف قدراتنا وتوجيهها في الاتجاه الصحيح، قد يرى البعض أنك مشروع طبيب ناجح ولكنك تميل إلى دراسة التاريخ مثلا، فهل ستنساق الي حلمك أم تختار ما يراه الآخرون مناسبا لك، هذا هو الإختبار؟
أنا لم أملك الخيار يوما لأختار، كنت منساقة منذ طفولتي استمع إلى الآخرين وأفعل ما يرونه مناسبا، وأول قرار مصيري أتخذه بنفسي هو قرار عودتي لأكمل دراستي، ولأكون صادقة مع نفسي، لم أكن واثقة تماما، وكما قال أخي فكرت أنني قد لا أجني شيئا وينتهي بي الأمر بعد أربع سنوات عاطلة كغيري، مرت لحظات فكرت فيها جديا بالتراجع، ربما إن بدأت تعلم الخياطة كان أفضل وأكثر ضمان من مجازفة تنتهي بخسارة وقتي ومالي وجهدي، ولكن كان هناك شيء ما يدفعني لخوض تلك التجربة.
لم يكن أمامي الكثير من الخيارات فقبولي في الجامعة كان بحد ذاته معجزة، طبعا ما كنت لأفكر به حتى بدون وساطة من صهري، لذا عندما أخبرني أن لدي فرصة في كلية التربية بعد اجتيازي للمعاينة، كدت أطير فرحا ولم أصدق نفسي.
وعندما جلست بين طلبة يصغرونني بأعوام شعرت بجدية القرار الذي أتخذته، شعرت بالرهبة الحماس التحدي وكثير من المشاعر التي أعجز عن وصفها، وعندما أنظر إلى نفسي وما وصلت إليه أشكر الله الذي وهبني القوة لأستمر وأقف دائما بعد كل مرة اسقط فيها، والشكر بعده لأبي الذي آمن بي دائما، ومنحني الفرصة لأكمل مشواري فلو أني لم أحصل على شهادة الثانوية بفضله ما كانت لتتاح لي هذه الفرصة لأقف بفخر لما أنجزته، وبالتأكيد لن أنسى عائلتي التي سايرتني في قراري رغم كل شيء.

حسنا كان هذا خطاب تخرجي من كلية التربية من جامعة الملك فيصل بتقدير ممتاز مع مرتبة شرف، لا يمكنك أن تصدق أليس كذلك وانا أيضا ما كنت لأصدق لولا أنه أصبح واقعي.السنوات الأربع الماضية لم تمر بلمح البصر كما يخيل إليك فقد حدث فيها الكثير، وعندما أقول الكثير فأنا أعنيها حقا، ولأنني مدين لك لما تمنحني من وقتك لتقرأ كلماتي هذه سأعود بك إلي عامين قبل تخرجي لنضع النقاط على الحروف ونطوي هذه الصفحات الي الأبد.


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-20, 02:04 PM   #9

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

الأخير

المرأة كائن أغرب مما يتخيله الرجال، وأبسط بكثير مما يظنون، رقيقة نعم ولكنها صلبة عند الحاجة، ضعيفة بالتأكيد ولكن فيها قوة لا تتوقعها، يمكنها أن تكون سندا وندا، يمكنها أن تحمل ما لا طاقة لك بحمله، نعم هي عاطفية في قراراتها ولكن يمكنها أن تحكم عقلها عند الضرورة، وبين هذا وذاك، يمكنها أن تكون متسامحة الى ابعد حد، ويمكنها أن تكون حاقدة أيضا، فلا تستهن بما يمكن لإمرأة مجروحة أن تفعل.
بالنسبة لي أميل إلى التسامح عادة، قد يرجع ذلك الي الطيبة أو السذاجة، أو قلة ثقة بالنفس، وكذلك أميل إلى الحياة البسيطة، لا تتوق نفسي الي المغامرات، لا أحب أن أكون أمام خيارات متعددة، ولا أحب فكرة إيذاء احدهم حتى لو اني لم أقصِد.
وبالمثل لا أحب أن أتعرض للغدر، لا أحب اللف والدوران، كن صريحا معي وسأتفهمك دائما، تلك هي القاعدة البسيطة التي أسير عليها، ولا أفهم لم يصعب على الرجال أن يكونوا صريحين وصادقين ، لم يحبون أن يسلكوا طرقا وعِرة دائما.
عندما تلقيت اتصالا من زوجي بعد عدة أشهر نسيت كل تلك المشاعر التي كانت تنتابني، نسيت غضبي وحنقي ونسيت كلمات العتاب التي كنت احضرها ولم يحتج إلى أكثر من كلمة آسف لأجد له الأعذار والمبررات ووجدتني اسامحه دون أن أسئله لماذا، ومنذ تلك اللحظة بدأ الوعود تتدفق، وعود بحياة أفضل، ومستقبل باهر لأبناءنا، بعيد عن حياة الشقاء والتقشف التي كنا نعيشها، ودائما يختم وعوده بجملةواحدة،
أصبري فقط. سيكون كل شي على ما يرام.
صبرنا ورأينا نتيجة صبرنا، اخبرني الكثيرين أن الحصول على الأوراق هناك قد يستغرق وقتا وقد لا يحالفه الحظ لعدة مرات، وقد يدوم انتظاره لسنوات، الانتظار! يا لها من كلمة ثقيلة، نحن ننتظر دائما على كل حال، ننتظر حياة افضل، فرصة لا تعوض، ننتظر الذين غادروا، وننتظر ان نغادر، هل من العدل أن نمضي حياتنا كلها في الانتظار.
زوجي ليس شخصا سيئا، فقط الحياة لم تنصفه، رغم أنني واثقة من أنه أمتلك الخيار، ولكن لن أستطيع أن ألومه فأنا لم أقدم له الكثير على كل حال وربما لم أعنى له الكثير أيضا.
ولكنني لم استحق ما فعله، لم أستحقها منه أبدا، أعلم أنك تحاول تخمين ما فعله وربما كنت محقا في تخمينك، حسنا دعني أسألك.
ما هي أقصى ضربة تتلقاها المرأة من زوجها؟
الخيانة؟ زوجة أخرى؟ كلاهما مرادفين بالمناسبة مع اختلاف الظروف ولكن الأقصى من كل هذا هو ان يتزوج بأخرى سرا، هل تصدق ذلك، أن اتحدث معه يوميا ويخبرني أنه يشتاق لي ويلقي على مسامعي كلماته الرقيقة وكل ذلك لم يكن الا ستارا ، لقد تحدثت معه عبرمكالمات فيديو وأخرى صوتية ولم اشعر يوما بوجود خطب فيه، هذا يشعرني بالغضب.
لطالما ظننت أن للمرأة حاسة سادسة عندما يتعلق الأمر بوجود أخرى في محيطها، فكيف لم أشك في الأمر حتى.
اتعلم ما هو الأمر المثير للسخرية حقا؟ طريقة معرفتي للأمر، إن إكتشاف وجود إمرأة في حياة زوجة عبر حالة واتساب لهو أمر مثير للسخرية بكل معنى الكلمة، تلقيت رسالة من زميلة لي كتب فيها: أليس هذا زوجك، كانت الرسالة مرفقة بصورة لزوجي في الغربة حيث كان جالسا في حديقة عامة على كرسي خشبي مصنوع بإتقان يرتدي سترة رمادية طويلة ويحيط بعنقه شال صوفي، لقد تغير كثير هكذا فكرت وأنا أتنقل بين ملامح وجهه، بات أكثر نحولا وأكثرة سمرة، نما ذقنه بطريقة أنيقة لا بد أنه يعتني بها جيدا، وكان هناك شيء آخر ملفت وهي شفتيه اللتين تحولتا الي اللون الداكن، لابد أنه يدخن، هذا ما جال في ذهني وأنا أبتسم ثم كتبت لزميلتي: أجل إنه هو.
لم أسألها من أين أتت بالصورة فهو ينشر صوره عادة على يصفحاته في الفيس والإنستقرام ورغم أنه لم يسبق لي أن رأيت هذه الصورة لم يبد الأمر غريبا قبل أن أتلقى رسالة أخرى كتبت فيها: أنظري إلى هذا.
ثم تلتها صور أخرى أخذت وقتا للتحميل، وعندما بدأت معالم الصورة تتضح شيئا فشيئا أخذت أنفاسي تتسارع وضربات قلبي تعلوا لتصم أذناي، قربت الهاتف إلى وجهي بذهول أنظر إلى وجه زوجي الباسم والمرأة التي تستند على كتفه وللطفل الصغير بين يديها، كانت إمرأة جميلة، أكبر سنا مني نعم ولكنها كانت أنيقة جدا، مبهرة جدا جدا، كانت تبتسم كانت سعيدة جدا هذا ما رأيته في عينيه وكانت هناك جملة كتبت تحت الصورة " لا حرمني الله منكما يا أجمل ما في حياتي "، كانت الصورة عبارة عن لقطة شاشة لحالة أحدهم وبصعوبة نقلت بصر لزاوية الصورة أبحث عن الأسم، ياسمين يا له من أسم جميل.
أرسلت زميلتي بعدها سيلا من الرسائل بالكاد أستطعت قراءة معظمها كل ما فهمته أن المرأة في الصورة صديقة عمتها مغتربة تعيش في باريس منذ سنوات. أردت أن أقول لها أنها مجنونة وان هذه الصورة أكبر خدعة تقوم بها ولكنني كنت أصدق. كنت أصدق ما تراه عيناي ولكنني لم أعرف ماذا على أن أفعل بعدها، كل ما قمت به هو إرسال الصورة الي زوجي العزيز وبقيت بعدها ثلاث ساعات أراقب الهاتف يهتز أمامي وشاشته تضيء بإسمه، ولم أعرف كيف أستطعت أن أنام بعدها ولكنني نمت، نمت بعمق أكثر من أي يوم آخر وعندما إستيقظت كانت جلبة في الخارج وإبنتي تهز كتفي لتوقظني، عندما خرجت أدركت أن كل شيء بات مكشوفا الآن. كان أخي في الأسفل غاضب وثائر، وأختي تجلس بهدوء تهز رأسها بسخرية، علمت بعدها أنه أتصل بأخي ليخبره بكل شيء تحسبا لأي فعل طائش أقوم به ولم أعرف ما هذا الفعل الذي كان يتوقعه الجميع مني.
أخبرني أخي أنه سيقف معي إن أردت الطلاق، وأخبرتني أمي ألا أتهور في ذلك، وأفكر في أبنائي، أخبرتني أن هذا كان سيحدث عاجلا أو آجلا، الطريقة فقط إختلفت، وأن هناك الكثير من القصص المشابهة، و أن أكون الزوجة الأولي المهملة خير من لقب مطلقة سأحملها ما تبقى من عمري. جاء حماي وصهري وتحدثا إلي وشرحا لي موقف زوجي وحاله في الغربة وأنه لم يتزوج إلا ليحصل على الجنسية الفرنسية التي كانت تحمله زوجته، وأن وجود أخرى لن تشكل فارقة في مكانتي لديهم وأنني سأبقى دائما زوجة إبنهم معززة مكرمة بينهم، أختي كعادتها دائما لديها وجهة نظر مختلفة للأمور من بين كل تلك الفوضى التي عشتها في حياتي كنت أدعوا دائما أن لا يكون حظها مماثلا لحظي فلأختي طموحات كبيرة ولن ترضي بأقل من تلك الطموحات، على عكسي هي جميلة ولديها قوام ممشوق، وشخصية قوية، إجتماعية ولديها الكثير من الأصدقاء، تقدم لها الكثيرين ولكن لم يكن أي منهم يصل الي سقف طموحاتها، في الفترة التي إنهرت فيها عقب ما حدث، لم تواسني ولم تتطبط علي كغيري ولم تخبرني أن أتمسك به رغم كل شيء، كل ما قالته كانت عبارة ساخرة لا تزال عالقة في ذهني " توقفي عن البكاء، أنت لم تحبيه حتى، أفهم إن كنت مجروحة ولكن بدل البكاء هنا تندبين حظك قفي على قدميك لتثأري لكرامتك" أنت لم تحبيه حتى، كيف لأختى أن تفهم أن الأمر لا يتعلق بحبي له من عدمه وإنما دموعي تلك لم تكن إلا نزيفا لجرح غائر ، أي أنثى مكاني قد تشعر بما شعرت به، خنجر صديء يخترق قلبها ليحدث فجوة سيبقى يرافقها إلى الأبد.
بعد ثلاث أسابيع، كان يقف أما باب منزلنا، عندما رأيته تملكني القهر أكثر وإزداد غضبي أكثر وأكثر، ومجرد التفكير في أنه كان قادرا على زيارتنا على الأقل خلال السنوات السابقة يجعل براكيننا في داخلي تثور منذرة بإنفجار عظيم. كان مجرد حديثه عن التمسك بي يثير إشمئزازي، لقد نفد الرصيد عزيزي وإنتهى كل شيء، آن الأوان ليسلك كل منا طريقه، فقد إنكشف كل شيء، لم يعد بإمكاني تحمل المزيد من الصفعات.
إنتهى كل شيء لم تنفع جلسات الصلح التي نظمتها عائلته ولم تنفع كلمات أمي وتحذيراتها لما أنا مقدمة عليه، ولم تنفع إعتذاراته ووعوده، لم تنفع تهديداته كذلك بأخذ الأولاد مني فقد كنت على يقين أنه لن يستطيع فعل شيء لن يستطيع أخذهم معه ولن يستطيع البقاء أكثر من شهور الزيارة التي كانت لديه، وإن إقتضى الأمر كنت سألجأ الي القضاء لأحصل على وصايتهم ولكننا لم نحتج إلى ذلك فقد حسم والده الأمر بأن وقف في صفي.
وهكذا عاد هو الي زوجته وإبنه، وواصلت أنا حياتي كما في السابق فلم أشعر بالكثير من الإختلاف، فقد إفتقدت إتصالاته بين فترات متباعدة من يومي ولم يكن ذلك بيدي، فقد حصل كل شيء فجأة ولم أكن جاهزة له.
عندما أفكر الآن بكل ما مررت به في حياتي، أفتقد أبي، أتمنى لو أعود طفلة تركض نحوه كل مرة يدخل البيت ليرفعها عاليا، أتذكر كيف كان يربت على رأسي عندما أبهره بدرجاتي وكيف كان يحضر لي أشياء صغيرة هدايا رمزية من وقت لآخر لمكافأتي، تمنى دائما أن أحظى بحياة مستقرة ومستقبل باهر، وعندما أنظر إلى نفسي الآن أتمنى لو أستطيع إخباره أنني سعيدة رغم كل شيء وأنني إستطعت الوقوف دائما بعد كل مرة أسقط فيها لأواجه الحياة بإرادة أكبر، أما الآن أنا أستاذه في مدرسة إبتدائية، حياتي بسيطة تدور في فلك أبنائي وإخوتي، توفيت أمي قبل عام ونصف، تزوجت شقيقتي من زميل لها في المحاماة، وتعيش حياة مستقرة هي الأخرى، ألتحقت إبنتاي بالمدرسة وإبني سيلحق بهما قريبا، على عكس ما كانت تخشاه أمي كان هناك بعض الخطاب يطرقون الباب من وقت إلى آخر ولكنني أتذكر دائمة قول والدي :
" أحيانا يكمن قوة المرأة في إستقلاليتها"
لا أفكر أبد في خوض تجربة أخرى، أحب حياتي التي أعيشها، سيدة نفسي، ولا أفكر أبداً في فقد مصدر هذه القوة.


تمت
بحمد الله


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-20, 02:06 PM   #10

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

الحياة قاسية !! صفعاتها و عثراتها إزميل لا تزال تنحِت به دواخلنا إلى أن تُشكّل مِنّا آخرين!!

الحياة غير منصِفة !! وكونها فانية هي العدالة المطلقة فيها !!

مُرِيحة للقلوب المُقعدة حقيقة وجود حياة أخرى، غير تلك !!

قليل من الصمود فقط!!


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:53 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.