آخر 10 مشاركات
254 - أين ضاعت إبتسامتى ؟ - كارول مورتيمر ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          251 - زائر الليل - كيم لورنس (الكاتـب : PEPOO - )           »          378 - جراح تنبض بالحب - ساره وود((تم إضافة نسخة واضحة جداااااااا)) (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          1051 - العروس الاسيرة - روزمارى كارتر - د.ن (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أغنية التمنيات -إيما دارسي - عبير الجديدة(عدد ممتاز) (الكاتـب : Just Faith - )           »          74 - زهرة النسيان - مارغريت بارغيتر (الكاتـب : فرح - )           »          أمِـير الأحْـلَام - فانيسَا غـرَانت - عَدَد ممتاز (الكاتـب : Topaz. - )           »          أيام البحر الأزرق - آن ويـــل -عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          اقوى من الحب - ازوكاوود - عبير الجديدة(عدد ممتاز) (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هي اجمل قصة في الرواية؟ (اختار اكثر من قصة)
وليد-شيرين-معاذ 128 28.64%
مؤيد-رتيل 111 24.83%
مصعب-نورين 292 65.32%
مالك-سمية 123 27.52%
مازن-ياسمين 55 12.30%
قصي-سهر 54 12.08%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 447. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree7315Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-06-21, 07:19 PM   #1631

Hya ssin

كاتبة وقاصة بقلوب احلام


? العضوٌ??? » 450526
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,615
?  نُقآطِيْ » Hya ssin is on a distinguished road
افتراضي


الفصل التاسع

حضر وليد لمكتبه مبكرا قبل وصول أحد الموظفين عنده بعد أن أعلم معاذ أن يحضر عنده..
كانت عيناه محمرتان قليلا لأنه قضى ليالٍ طويلة دون نوم تقريبًا.. ليالٍ لا تُنسى وستبقى مختومة في ذاكرته بختم أبدي..
نهض بمجرد سماع طرقات ابن عمه على باب مكتبه حيث كان منتظرا يتأهب للقائه ويرتب كلماته التحذيرية..
سمح له بالدخول وتقدم خطوة وراء الأخرى منه بينما يغمغم بابتسامة مريبة
((كيف حالك يا ابن عمي الكبير والعزيز والرائد المحترم معاذ))
لم يكن معاذ مرتاحا لوجه وليد أو ما سيقوله إلا أنه أجابه بنبرة هادئة ودودة
((أهلا بك يا وليد.. أنتَ عزيز عليّ أيضًا.. كيف هو حالك؟))
اشتد وجه وليد الذي وقف أمامه قائلًا بصوت واضح مرتب الأفكار
((أنتَ تعرف بأني لا أحب المقدمات أو تضييع الوقت.. فهل ندخل في الموضوع مباشرة؟))
رد معاذ وهو يعقد حاجبيه بشدة محاولا التخلص من ذلك الشعور المقيت الذي انبعث بداخله للتو
((نعم أرجوك ادخل به))
صمت وليد للحظات ثم قال ساخرا وهو يناظر دلوف شخص أخر المكتب
((انظر ها قد جاء مصعب.. جميل جدًّا فهو معني أيضًا بحديثي..))
اقترب مصعب اللاهث من شقيقه..
فهو وبمجرد أن أنهى مكالمته مع أخيه حتى ارتدى ملابسه وهبط درجات السلم بخطوات مكتومة الى الطابق الأرضي ومنه الى المَرْأَب ليغادر البيت دون أن يشعر به أحد..
تفاجأ معاذ من حضوره.. ثم سأل متغضن الوجه بالضيق
((ما دخل مصعب؟))
قال وليد وهو يرمقه بنظرة ذات مغزى
((كيف ما دخله؟ أليس هو السبب في موت يحيى!))
اهتزت حدقتي مصعب بنفي وهم بأن يصرخ برفض اختنق في حلقه وتلجم للحظات مصعوقا قبل أن يقدر على الهمس أخيرا
((ماذا!))
كان معاذ يرفرف بعينيه في محاولة عقيمة لاستجماع ما يتناهى لسمعه قبل أن يثور وقد عرف بأن وليد لا ينوي على خير الآن
((وليد توقف عن هذا الهراء.. مصعب لا دخل له بشيء.. إنه قضاء الله وقدره))
أخفض وليد نظره لحظة ثم أعاده لوجه مصعب المضطرب قائلا بنبرته المريبة
((لا اعتراض على قدر الله.. ولكن هناك أسباب ولا أحد ينكر بأن مصعب المسؤول.. ألم يطلب من يحيى بنفسه أن يذهب لأرض والده ويعرف سبب العراك الذي حصل هناك؟ لو لم يطلب مصعب من ابن عمنا أن يذهب هناك لم يكن ليواجه ذاك المصير المؤسف!))
امسك معاذ كتفه بقوة يجبره على إعطائه انتباهه فوضع وليد عينيه في عيني ابن عمه..
وفي احتدام النظرات بدا وكأن قصائد كره بين العيون تلوح بينهما..
قبل أن يقول معاذ
((وليد اختصر وقل حالا سبب طلبك لي))
شمخ وليد وهو يمثل الجدية بجدارة ليقول
((كنت أقول في نفسي بأنه حان الوقت لاهتم قليلا بشؤون القرية وبثأر دم ابن عمي يحيى المهدور.. وكنت أفكر بأن أجمع باقي شباب القرية من أجل..))
اندفع معاذ كإعصار غاضب يمسكه من ياقته بكلتا يديه وهو يصرخ فيه
((لقد أخذت الجاهـة فدية من عشيرة الهنادل على أن يتم الاتفاق بعدم الاعتداء عليهم أو أحد أفرادهم.. كل واحد من عشيرتنا يا وليد عليه أن يلتزم به.. ما هذا الجنون الذي تتحدث عنه!))
بادله وليد الثورة بمشاعر متأججة وغضب متألق في عينيه هاتفا
((كل هذا لا يهمني.. كل من في القرية لا يهمني.. ولن أفكر ولو لثانية قبل أن اخرق هذا الاتفاق سيادة الرائد إذا لم تطلق المرأة التي كانت ملكي ولطالما ستبقى تخصني.. والآن))
صرخ مصعب به مستنكرا بما يجعله يبتسم ساخرا
((ماذا تهذي؟ أيها المجنون معاذ ليس متزوجا!))
سأله معاذ بغلظة وهو يشد على ياقته
((من تقصد يا وليد؟))
خفتت ابتسامة وليد لتشع عيناه المخيفتان نارها كنوايا كلماته وتهديده
((اقصد شيرين يا حضرة الرائد! أريد منك أن تطلقها الآن.. ولقد تأكدت بنفسي بأن زواجكما لم يتم تثبيته في المحكمة لذا إياك أن يعلم أحد به أو أن تفكر بتثبيته))
احتاج معاذ لثوانٍ أُخر حتى استوعب ما يطالب به ابن عمه واسمها يتردد في عقله..
وسرعان ما صرخ به معاذ
((ما هذا الجنون الذي تتحدث به!))
لم يكن صوت وليد بل كبرياؤه وهوسه بها من يتحدث في وجهه بنبرة مخيفة وهو يرد عليه
((ليس جنونا.. الجنون ستراه بأم عينك يا معاذ لو لم تطلقها اليوم! إياك أن تضع قدمك بعتبة ذاك الفندق أو تمر عليه مرة أخرى))
كان مصعب لا زال على صدمته وهو يسأل أخيه
((معاذ هل أنتَ متزوج؟ ولكن متى وكيف؟))
اخذ معاذ نفسا عميقا يستعيد رباطة جأشه ثم قال بينما يدفعه وليد ليتخلص من قبضته
((سأخبرك كل شيء لاحقا يا مصعب.. اهدأ الآن))
ثم عاد يناظر وليد الذي كان يهندم مقدمة قميصه الذي جعده له صارخا
((وأنت أيها الأحمق.. هل أرواح الناس لعبة بين يديك؟ ألا تعرف كما بذلنا من جهد لتتم المصالحة ونمنع إراقة أي دم لتأتي الآن وبكل فجاجة تعلن بأنك ستجتاح عقول شباب قريتنا بنيران الانتقام))
ازدادت ملامح وليد عدائية وهو يقول بكل ثباته وقوته
((وهل تظن أن نيران أفراد العشيرة أُخمدت من الأساس؟ أنتَ واهم يا سيادة الرائد.. لا شيء يشير بأن صمتهم باقي.. كلهم يحتفظون بأمل أن يأتي ذلك اليوم الذي سيتم فيه خرق الاتفاق لينالوا بثأرهم ممن اعتدوا عليهم ويحافظوا على كرامة دار الكانز وهامتهم عالية بين باقي الرجال))
ثم أردف مغمغمًا بصوتٍ خطير
((لا تجبرني يا حضرة الرائد على فعل ما لا أريده.. طلق شيرين اليوم.. وأمامي))
اخذ مصعب عدة أنفاس كأنه يستعد للقتال ثم واجه ابن عمه بالقول من بين أسنانه وهو يشد هذه المرة ياقة قميصه
((لا اعرف شيء عن زواج أخي ولكن هل أنتَ في كامل قواك العقلية لتطلب منه أن يطلق زوجته من اجل أن تتزوجها أنتَ؟ هل تعرف بان كلامك سبب أكثر من كافي لتقطع أعناق الرجال؟))
لم يبالي وليد بمصعب بل جمد ملامحه بذاك الكبرياء وهو يرد بلا مبالاة
((نعم أعي ذلك وأريد من شقيقك أن يطلقها الآن فهي لم تتزوجه إلا لتنتقم مني))
رفع مصعب سبابته كقسم صارم محذرا
((أوقف لسانك عن هذا الهراء أو لن يسرك ما سأفعله بك))
صرخ وليد به بضراوة وإصرار والألم يضج مع كل حرف
((لن ابتعد قبل أن يطلقها شقيقك))
قال مصعب وهو مشدوه من كم الفجر الخارج من ابن عمه الذي يقف أمامه باهتياج أنفاسه اللاهثة
((هل تحاول أن تفرق بين المرأة وزوجها أيها الفاسق؟ هل تعرف أيها الخسيس عاقبة التعدي على الحرمات؟ هل تعي حقا ما الذي تطلبه؟))
قال معاذ من بين أسنانه يحاول أن يوعيه أن ما جاء وليد من أجله ليس عنده
((وليد علاقتي بشيرين انتهت من الأساس ولا يوجد شيء بيننا نحن الاثنين الآن))
لم يعد يُرى من عيني وليد إلا ذاك الجنون المشتعل فيهما وهو يتساءل
((إذا كان الأمر كما تدعي فلماذا كنت بالأمس عندها في الفندق؟))
أجاب معاذ بثبات
((لننهي كل شيء بيننا))
وكان معاذ صادقا فيما يقوله..
لقد أثار استغرابه إمداد شيرين فترة إقامتها في الفندق على حسابها فذهب لجناحها في وقت تتواجد صديقتها عندها يسألها عن السبب قبل أن يودعها في لقاء أخير..
زفر وليد أنفاسه مسيطرًا على غضبه الذي خرج بصوته الأجش
((حسنا هذا جيد))
سكت مصعب لحظات يستوعب ثم هتف بدهشة غاضبة
((اقسم بأني لا أدرى كيف اسمح لك بالبقاء على قيد الحياة والتفوه بكل هذا! أين دينك وخجلك من نفسك يا وليد وأنت تطلب ما تطلبه! ألا تعلم قبح وجُرم طلبك؟))
صرخ به وليد بزمجرة غضب تعادل غضبه
((اتركني أنتَ الأخر))
افلته مصعب بعنف وخشونة وهو يخبره
((اتقي الله يا وليد.. اللعين! إذا كان قد نُهى أن يخطب الرجل على خطبة أخيه فكيف بمن يسعى بالتفريق بينه وبين امرأته ويعبث بالأعراض والإفساد بين الزوجين!))
أكمل وليد تهديده وهو يضيف محدقًا به
((بدلا من محاسبتي فحاسب نفسك ولا تنسى حقيقة أنك القاتل الحقيقي ليحيى..))
اهتزت حدقتي مصعب مجددا عند ذكره سيرة يحيى!
وليد يعرف تماما كيف يخترق نقطة ضعفه.. فتحركت شفتاه بهمس مشمئز
((أنتَ ن-ذ-ل يا وليد))
لم يمنحه وليد الفرصة ليتكلم بل قال بتعابير قاسية بشكل غير مسبوق له
((من أين تجلب مصعب أيها المتناقض كل هذه الجرأة أمامي لتأتي وتحاسبني وأنتَ نفسك من قمت بالنهو على ابنة عمنا رشا شقيقة يحيى.. أنتَ بنفسك من أجبرتها أن تفسخ خطبتها من خطيبها الذي تحبه ويحبها هو! لقد توسل عمي آنذاك لك بل كاد أن يكسر هامته حتى تتراجع في نهوك عنها! هل الدين والشرع ينطبق عليّ فقط أيها المنافق!))
بهت وجه مصعب.. فإذا كان يظن بأن موت يحيى نقطة ضعفه الوحيدة التي يمسكها وليد عليه فقد أخطأ!
تعلقت عينا معاذ بمصعب وقلق على أخيه..
كلمات وليد جعلت الأفكار المتعلقة بيحيى وشقيقته رشا تنساب داخله بمشاعر تزلزل كيانه..
فأمسكه من كتفه يقول وهو يبعده عن وليد ويغادر المكان
((لنغادر يا مصعب))
ثم كاد معاذ أن يجر أخيه جرا للخارج مسرعا قبل أن يبرح الاثنين بعضهما..
بعد أن خرج الاثنين من البناية التي يقبع فيها مكتب وليد حتى استعاد مصعب رباطة جأشه ونسي كل ما قاله وليد متعلق بموت يحيى وزواجه من شقيقته واستدار لأخيه يغمغم له بغضب مكتوم واستهجان موقفة السلبي المتخاذل الذي لا يمثله بشيء
((لقد قال لك بكل صراحة أن تطلق زوجتك وأنت اكتفيت بأن تخبره بانتهاء كل علاقتك بها بدل من أن تلكمه في منتصف وجهه بلكمة تسرع من أجله؟ وماذا لو لم تكن قد أنهيت علاقتك بتلك المدعوة "شيرين" قبل مجيء وليد! هل كنت ستطلقها لأجله؟ هل تخافه يا معاذ؟))
بدت عينا معاذ في غاية السلبية بينما خفت صوت الثورة فيه وهو يتساءل بهدوء
((ولماذا لا أخاف من أمثال وليد؟ عليك أن تخاف يا مصعب ممن لا يخاف ربه.. صدقني لقد كان صادقا في تهديده بعودة نيران الانتقام بين شباب القريتين فوليد لا يهدد من فراغ))
جحظت عينا مصعب مستهجنا مما يسمعه ثم غمغم بصوت أجش رجولي خشن وتفاحة آدم البارزة بحلقه تتحرك بوضوح
((هل أنتَ جاد يا معاذ؟ أنا لم أعهدك يا أخي ذليلا وجبانا!))
أذاه مصعب وجرح كبرياءه ورجولته لكنه كان محقا..
تحرك جانبي فك معاذ بقوة كتمانه لذلك الجرح.. ثم قال بصوت خافت حتى لا يشي بدواخله
((مصعب أنا لست متزوجا من أحد.. كانت هناك خطط سابقة للزواج لنا نحن الاثنين لكن انتهت.. لو كنت فعلا متزوجا منها لم أكن لأسمح له بأن ينطق اسمها على لسانه.. لكن بما أني لست كذلك فلا داعي الآن أن أعاديه وادفعه أن يفعل ما يهدد به))
تغضن جبين مصعب وهو يتساءل
((من هي شيرين هذه؟ هل هي الخطيبة السابقة لوليد؟ المرأة التي انفصل عنها في نفس يوم زفافهم؟ لماذا أخترت أن تتزوج منها هي بالذات؟ هل جننت لتدخل نفسك في هذه الدوامة؟))
أغمض معاذ عينيه يتحكم فيما سيقوله قبل أن يهدر بانضباط انفعالي
((قصة معقدة يصعب أن اشرحها لك الآن يا مصعب))
عاد مصعب يقول محقراً إياه أكثر
((لا أريد أن اسمع المزيد.. على كل حال فقد سقطت من نظري كثيرًا يا معاذ.. فلو كنت مكانك فلتذهب القرية وسلامها للجميع إذا سمحت لوليد أن يكمل تهديده الذي وجهه لك! حتى لو كنت غير متزوجا منها كما يظن))
سكت مصعب قليلا ثم تابع بنفس الاهتياج والغضب
((لم يكن منطقيا ما فعلته.. أبدًا.. كان يجب عليك أن تجعله يدرك بانك ستترك تلك المرأة وشانها لأنك فعليا لست متزوجا بها لا أن تجعله على اعتقاده الخاطئ! ردة فعلك مخزية جدًّا ولا تصدر من رجل يا معاذ.. لأنه لا ينبغي الإخلال بها ولا التهوين من شأن ما فعله..))
وسرعان ما غادر مصعب المكان كله قبل أن تنفلت أخر أعصابه..
.
.
بمجرد أن غادرا مكتبه حتى تهالك جسد وليد على احدى المقاعد..
ها قد قال معاذ له بكل جبن بأن علاقته بشيرين انتهت.. ودون أن يكون له هو دخل!
ولكن بعد ماذا؟ بعد أن تم الزواج بينهما؟
ازداد وجهه بملامحه القاسية تجهما..
لن يسامحها أبدًا..
سيكون عقابه وانتقامه منها مضاعفا قاسيا على ما فعلته!
لقد مزقت قلبه لألف قطعة وقطعه بما فعلته الآن وسابقا!
بدا الألم والغضب في داخله عظيم بشكل يخيفه هو شخصيًا..
ولن يبسط قلبه المنقبض قبل الزواج منها والانتقام..


Hya ssin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-21, 07:19 PM   #1632

Hya ssin

كاتبة وقاصة بقلوب احلام


? العضوٌ??? » 450526
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,615
?  نُقآطِيْ » Hya ssin is on a distinguished road
افتراضي

كان مصعب مضجعا فوق سريره شارد العينين ومهموم الذهن.. رغم أن ما سمعه اليوم كان صادما لكن ما يغرقه الآن في دوامات الندم هو شعور الذنب الذي جعله وليد يطرق وجدانه..
يدرك تماما أن هدف وليد هو زعزعة إيمانه بقضاء الله وقدره إلا أنه ضربه بالصميم..
أشاح مصعب بنظره نحو الباب وقد تناهى إلى سمعه صوت فتح مقبضه..
فقالت نورين وهي تدلف للداخل ببطء بوجه متغضن تعبا
((يا إلهي كم يؤلمني ظهري))
اعتدل مصعب شبه جالسا على السرير وهو يسألها
((أين كنت منذ الصباح؟ عدتُ قبل ساعات واستفقدتك))
استلقت بجانبه تتنهد بتعب وأسندت بجبهتها فوق صدره مغمضة العينين ثم غمغمت بإرهاق
((كنت مع رتيل ونجوم اعد طعام الفطور للعاملين في المزارع وما أن أنهينا صنعه حتى بدأنا نقوم بصنع وجبة الغداء.. وانتهينا الآن فقط.. ياسمين انسحبت من منتصف العمل وقالت بأنها لن تعمل مرة أخرى معنا فزادت الأمر تعبا))
ضمها إليه يلف خصرها بذراعه لترتاح رأسها في حنايا عنقه بينما يتساءل باستغراب
((ولماذا تقمن أنتن بذلك؟ أين منال ونعمة وغيرهن؟))
غمغمت له وهي تذكر ما طلبت سمية إعلامها إياه
((أخاك مالك قام بطردهن..))
اتسعت عيناه بتلقائية وذهول وتساءل وهو يرفع رأسها عنه لينظرها
((ومن يظن مالك نفسه حتى يقوم بطرد أي كان؟ هل لدى أمي علم بالأمر؟))
اعتدلت جالسة مكانها وأجابته
((نعم لكنها قالت لي ولرتيل وياسمين أن نتساعد في أمور المكان ونتدبر أمورنا ريثما يتم تعيين موظفات أخريات غيرهن))
شعرت بصدمته وعدم توقعه وهو يقول مستهجنا
((ولكن نعمة بالذات تعمل في هذا المنزل منذ عشرات السنين.. كيف قبلت أمي بذلك!))
اجابته ببساطة وهي تهز كتفيها
((أنتَ تعرف بانها تحب مالك ولا يهون عليها أن تكسر كلمته))
علامات التعجب والاستفهام كانت لا تزال ترتسم عليه وهو يقول بنبرة ساخطة تشوبها السخرية
((ليس من المعقول أن يتم طردهن لمجرد أن السيد مالك طلب ذلك!))
دمدمت له بتردد وخفوت
((إذن اعدهن إذا كنت تستطيع.. سمية تشعر بالذنب الجلل لما حدث فهي تعتقد بأن لها يدا في تسرحيهن))
مال برأسه متجهما يتساءل
((سمية؟ وما دخلها في الأمر كله..))
بتر كلامه وقد التمعت عيناه بالفطنة ثم تمتم مسترسلا نبرة مخمنة
((أوه حسنا فهمت الأمر لم قام بطردهن إذا كان السبب متعلق بسمية))
كانت نورين تداعب أناملها ببعضها وتشعر بأنها كانت السبب لا سمية..
حتى أنها منذ الصباح حاولت تجنب الجميع ولم تتحدث إلا مع رتيل وياسمين ونجوم التي كانت تعمل معهن..
تساءلت نورين بصوتٍ خافت واهن وبحدقتين مهتزتين
((أنا متأكدة أن لي علاقة بما حدث بسبب ما فعلته لأنهم غفلوا عن مراقبتي))
قال لها مصعب وهو يهم بالاعتدال واقفا من السرير
((لا دخل لك بكل ما يحدث.. أما بالنسبة لمالك فليس من صلاحياته طرد أحد هنا.. المهم يا نورين سأتحدث معه على الغذاء.. هيا انزلي معي))
كان يمسك يدها يحثها على أن تقوم من مكانها إلا إنها أبدت اعتراضات وهي تقول بتلبك
((لا لقد تناولت الغداء عندما كنت بالأسفل.. شكرا لك انزل لوحدك))
اخفض نظره الي يدها التي حررتها بقوة منه فسألها بهدوء
((لماذا؟ ألا تقولين بأنك لا تحبين الانضمام لهم على وجبات الطعام إلا عندما أكون متواجدا؟ ها أنا بدأت انزل للأسفل من أجلك))
شعرت بتأنيب الضمير لعدم انضمامها الآن معه..
لكن مؤيد كان لا يزال بالأسفل وهي بدون حادثة الأمس تخافه وتخاف مِمَّا يضمره من وعيد لها سواء من كلماته أو نظراته المخيفة نحوها..
رفعت رأسها لمصعب ترجو تفهمه ومعذرته
((ليس اليوم فأنا حقا لست جائعة.. وظهري يؤلمني من العمل))
هز مصعب رأسه بهدوء وكان يريد التراجع عن الخروج من جناحه فلقاءه بوليد أزال أخر ذرة شهية فيه..
لكنه خرج حتى يتناقش مع مالك بشأن ما فعله في الأمس!
.
.
حيث تجلس عائلته حول منضدة الطعام دلف مصعب متسائلا وهو يلاحظ بأنهم لم يحضروا جميعا
((أين مالك يا أمي؟))
رفعت رتيل التي كانت توزع الصحون حول الطاولة وجهها له تقول بغل ونبرة مقتضبة لذكر سيرة مالك
((وما أدرانا؟ أخاك وظيفته صرف العاملين وبليتنا نحن بعملهم))
تصاعد صوت مؤيد الذي كان يدلف للداخل أيضًا بينما ينادي زوجته
((أم فهد أين أنتِ.. تعالي.. أين أنتِ الآن؟))
وقف مؤيد مكانه ما إن رآها لتتساءل باستغراب
((ماذا هناك يا مؤيد؟ ألن تتناول غدائك وتجهز لتعود للمدينة بسيارتك؟))
قال مؤيد الذي كان يمسك هاتفه في إشارة لإنهائه مكالمته توا
((لن أعود أبدًا هذا الأسبوع وسأرتب مع أحد العاملين هناك ليدير أمور العمل في غيابي.. الآن طرأ عندي أمر مهم وقمت بدعوة لعشرات الأصدقاء هنا في الغد.. أريدك من الآن البدء بتجهيز غداء الغد.. أريد شيء يرفع رأسي أمامهم))
جحظت عينيها وهي تقول بصدمة
((ماذا! دعوة لعشرات الأصدقاء! أي دعوة في هذا الوقت جئت بها يا مؤيد فجأة!))
سرد لها واقع ما حدث باختصار
((كان يفترض أن تقام هذه الدعوة في منزل أحد أصدقائي ولكن طرأ عليه ظرف مفاجئ فأقسمت عليهم جميعا أن يحضروا عندي لأن الدعوة ستتحول لي..))
وجهت رتيل نظرها له كالرصاصة والاستنكار والرفض یحتل
ملامح?ا ثم ?تفت بعنف
((ولكن يا مؤيد أنتَ تعرف بأن كل الخدم قام مالك بطردهم؟ وانا مشغولة من الصباح للمساء في إعداد الطعام للعاملين في المزارع.. والآن تريد مني أن انشغل بأصدقائك ودعوتهم غدا؟ ألا ينفع أن تؤجلها عندما يتم تعيين خدم أخرين؟))
هتف مؤيد بعنف
((لا.. لا ينفع تأجيلها ولا ثانية أخرى))
اقترح مصعب لأخيه بعفوية
((مؤيد بما أن الدعوة جاءت بشكل مفاجئ لماذا لا تطلب من أحد المطاعم المعروفة بجودة طعامها.. أفضل من الجلبة التي ستقام.. ريثما تعود على الأقل نعمة والباقين))
هزت رتيل راسها بلهفة وعقبت على كلامه
((أخاك يقول درر وجواهر.. اسمع كلامه يا مؤيد.. اطلب من أحد المطاعم))
امتقعت ملامح مؤيد ووجه نظر المقتضب لأخيه قائلًا بلهجة شديد ورافضة
((لا.. لست رجل ناقص لأسمح بطعام المطاعم أن يوضع أمام أصدقائي وعندي زوجة حية ترزق بكامل صحتها.. نظمي وقتك وستجدين وقت كافي للمزارعين ولدعوة أصدقائي.. وأعجبني في الأساس ما قام به مالك.. لسنا بحاجة لاي خدم وعاملين.. ما حاجتهم ونحن متزوجين))
شعرت رتيل بالقهر یغزو?ا فقالت بحدة واختناق
((ولكن ظهري سيتكسر هكذا فلا أحد يساعدني إلا نورين ونجوم))
لم يعلق مصعب على كلام أخيه بل نظر باتجاه امه يعلمها بهدوء
((أمي لا تطلبي من زوجتي أن تقوم بأي شيء.. هي ليست خادمة هنا))
شدت رتيل على نواجدها.. فكأن مصعب يتعمد إغاظتها ويقصد أنها الخادمة هنا!
في حين امتعضت ملامح زاهية بغير رضا لما قاله ابنها وكانت تريد الرد عليه بالرفض وهي تراه يستدير مغادرا لكن غمغم مؤيد بصوت خافت متوعدا
((اتركوه قليلا حتى يتفرغ بالي له.. هل يظن بأني نسيت موضوع زوجته وهربها في الأمس!))
عقدت زاهية حاجبيها بامتعاض لكن مؤيد نظر لزوجته يخبرها بجدية
((المهم يا رتيل ركزي معي.. لست بحاجة لأن أخبرك بأني أريد من المائدة أن تمتلئ بعشرات الأصناف من المعجنات والكبب وورق العنب والمحاشي والمفتول والحلويات والمقبلات.. لا تسودي وجهي أمامهم بحجة أن الدعوة هذه حصلت بشكل مفاجئ))


Hya ssin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-21, 07:20 PM   #1633

Hya ssin

كاتبة وقاصة بقلوب احلام


? العضوٌ??? » 450526
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,615
?  نُقآطِيْ » Hya ssin is on a distinguished road
افتراضي

في شركة القاني..
في القسم والطابق الذي يعمل به قصي كان جالسا خلف حاسوبه يقوم في عمله بالرد على اتصالات واستفسارات العملاء وهو يشعر بمفاصله تكاد تتصلب من مدة جلوسه هذه!
اهتز هاتفه الذي كان على الوضع الصامت ففتح جزء من حقيبة ظهره ليرى شاشته المضيئة تعلو باسم سهر..
شعر بورطة حقيقية وهو يجد نفسه غير قادرا على الرد عليها!
فصل على المكالمة وبدأ بكتابة رسالة قصيرة يخبرها فيها بأنه سيعاود الاتصال بها لاحقا لانشغاله في العمل الآن..
تبا لهذا العمل الذي يضطره للجلوس هنا منذ ثلاث ساعات كاملات يرد على الاتصالات دون أن يقوم من مكانه!
نعم فعمله هنا بمثابة السجن.. الأكل والشرب بمواعيد.. بل حتى دخول دورات المياه في مواعيد يجب الالتزام بها..
في لحظة بين الاتصالات نظر قصي للشاب الذي يجلس على يمينه عادة وسرعان ما اتسعت عيناها ونبهه مشيرا له
((يا هذا! انتظر لفاهك.. هناك خط دماء يسيل من زاويته..))
أغمض الشاب اليافع عينيه وقال وهو يخرج منديلا
((لم انتبه.. لكني أضع قطنة فوق الضرس لأمنع نزيفه))
تدلى فك قصي بتعجب ثم قال كمن يحدث أبلها
((لا افهم كيف تجلس هنا بشكل طبيعي وتستقبل المكالمات.. لماذا لا تأخذ إجازة وحسب!))
قلب الشاب عينيه بضجر ثم قال بصوتٍ ثقيل.. ثم سرد عليه كمن يتحدث في بديهية
((وهل تظن بأني لو طلبت إجازة بسبب المرض كانوا ليقبلوا؟ قبل شهرين اتصلت على قائد فريقي وأخبرته بأني مريض فأخبرني بأن طبيب الشركة سيكون في منزلي بعد قليل ليتأكد من أني لا أدعي المرض.. وعندما حضر الطبيب أخبرني أن مرضي لا يستوجب الغياب وأخذ بيدي ليوصلني للشركة.. ويومها أكملت عملي هنا وأنا أبدل الكمادات الباردة من على جبيني كل ربع ساعة))
امتقع وجه قصي بذهول مِمَّا يسمعه..
منذ سنتين هي مدة عمله هنا في شركة القاني وكل يوم يمر عليه يزداد استهجانا من إدارة شركة القاني التي تعامل موظفيها بوحشية دون هوادة أو رحمة!
هز قصي رأسه يتحدث بعفوية
((لا أفهم إذن لماذا أتغيب كل بين حين وأخر دون هذه التعقيدات؟ حتى أنني أنهيت أيام إجازاتي السنوية والمرضية كلها بل وزيادة عليها))
تحدث الشاب الأخر على شمال قصي يخبره
((بالتأكيد سيهتمون.. فلو تغيب أحد أو مرض مثل سائر بني البشر لن يجد أحد يأخذ مكانه هنا ويتلقى المكالمات من العملاء بدلا منه.. لا بد أنك تعمل في مكان فيه الكثير من البدلاء عنك فلا يواجه القسم مشكلة لو تغيبت عنهم.. أنتَ محظوظ بمكانك هنا))
قال قصي بعزم ممزوج بالانزعاج على حالة هذا الشاب وهو يهم بالوقوف
((سأذهب لأنادي معتز ليسمح لك للنزول لطبيب الشركة وأخذ إجازة))
مسك الشاب الذي على يمينه مرفقه بقوة يجلسه على الكرسي قائلًا بإعياء
((إنسي الأمر.. لن يوافق على أي حال))
هز قصي رأسه برفض مدمدمًا
((لا أظن بأنه من الصحيح أن تستمر في العمل هنا وفمك ينزف..))
قال الشاب الذي على يمينه الكلام قبل أن يعود للنظر بتركيز في الشاشة أمامه
((صدقني لن يقبل الطبيب أبدًا أن يعطيني إجازة حتى لو كنت احتضر أمامه))
شعر قصي بالبؤس والشفقة على موظفي الشركة..
لا والأنكى بأنه بعد كل هذا التعب الغارقين فيه وحتى لو عملا هنا لفترة طويلة ستكون احتمال ترقيتهما.. أو كما يقولنها عادة.. "أن تقوم من على السماعة" هو كاحتمال أن تفور احدى الدول العربية بكاس العالم لكرة القدم!
تمنى لو كان يملكان شيء من حظه الذي يجعله متأكدا في قرارة ذاته بأن أمامه القليل فقط أن يترقى دفعة واحدة لمنصب مرموق وكبير في شركة القاني..
.
.
بمجرد أن حان وقت راحته حتى قام قصي من مكانه يذهب لزاوية فارغة بين الممرات واتصل على سهر التي ما أن ردت عليه حتى سارع الاعتذار
((نعم باربي حبيبتي.. أنا أعاود الاتصال عليك بمجرد أن سمحت لي الفرصة.. تعرفين كيف هو العمل مرهق هذه الأيام خاصة على مدير ورجل أعمالي مثلي))
تناهى إلى سمعه صوتها الناعم المتذمر
((قصي اليوم هو الجمعة.. حتى في هذا اليوم بت تعمل؟))
أغمض عينيه بغيظ شاتما الظروف التي يعيشها!
كيف يخبرها الآن بأن عمله كموظف في خدمة العملاء والرد على اتصالاتهم يتعين على إجازاته ألا تكون ثابتة.. ويمكنه أن يعمل أيضًا في يوم الجمعة والإجازات الرسمية أيضًا!
وضع يده على سماعة الهاتف وابعدها عنه يأخذ نفسا عميقا متعبا ثم عاد يتحدث فيه مبررا بكذبته المعتادة عليها
((أتفهم يا باربي حبيبتي ولكن أنا لست موظف عادي بل أدير شركة عائلتي وعليّ أن اعمل حتى في أيام العطل الرسمية!))
زمّت سهر شفتيها تقول بإحباط
((كنت في الماضي تتفرغ لي دائما يا قصي متى ما أردت لكنك بت مشغولا كثيرا في الأشهر الأخيرة))
صوت سهر الحزين اللطيف أذاب قلبه وجعله يريد الآن وعلى الفور غلق الهاتف والتحليق لها..
لكن صدى صوت معتز المهدد له بتنبهيه الأخير قبل أن يتم فصله منعه!
فتنهد وقال
((أنا آسفة يا باربي.. لكن لم اعد املك رفاهية التغيب والمغادرة متى ما أردت.. لكن سأعوضك.. أعدك.. هل تريدين مني أي شيء قبل أن اذهب الآن؟))
قالت سهر بصوتٍ يقطر حزنا وخيبة امل
((لا شيء.. كنت أتمنى في نهاية الشهر أن نسافر سويا ونعوض عدم سفرك معنا أخر مرة.. لكن يبدو أنه لا امل في ذلك))
شعر قصي بالإحباط أكثر منها لأنه لن يذهب معها..
وضعه في العمل هنا حرج وهم بانتظار أصغر خطأ منه.. خاصة شيرين!
برق من عينيه البنتين شرارة غضب عند ذكر شيرين.. الصارمة.. الحازمة..
ولكن ما باليد حيلة فسهر ووالدتها يظنانه رجل اعمل ذو مكانة مرموقة ومنصب كبير يدير بنفسه شركة العائلة.. ولا تعرفان حقيقة وضعه الحالي.. ولا يجب أن يسمح لهن بالمعرفة!
صدر صوت خافت لفت انتباه قصي لينظر أمامه فيجد قائد فريقه معتز يقف أمامه بوجه متجهم وهو يرفع يده ويشير بسبابته على ساعة يده بإشارة إلى اقتراب انتهاء فترة راحته القصيرة..
فقال قصي بصوتٍ خافت لسهر التي لا تزال معه على الخط
((أنا آسفة يا باربي.. سأتحدث معك بعد انتهاء عملي))
قالت سهر رغم خيبة املها بما يطمئنه ولا يجعله يقلق على حزنها
((لا تتأسف يا قصي.. على كل حال أنا الآن مع أمي في إحدى دور الاهتمام بالبشرة.. إلى اللقاء))


Hya ssin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-21, 07:21 PM   #1634

Hya ssin

كاتبة وقاصة بقلوب احلام


? العضوٌ??? » 450526
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,615
?  نُقآطِيْ » Hya ssin is on a distinguished road
افتراضي

أغلقت سهر الخط عليه متنهدة بحزن ومقوسة الشفتين.. وتراخت جلستها البائسة في دار التجميل..
هي هنا في روتين شهري تحرص أمها على الدوام عليه للعناية بجمال بشرة وجسد كل منهما وتدليليهما..
كانت العاملة في الصالون قد بدأت باستخدام جهاز تنظيف البشرة وتقشيرها عقب أن وضعت الغسول المخصص على شعيرات الجهاز..
ثم بدأت تمريره على وجهها بانسيابية فوق مسامها..
بعدما انتهت غسلت سهر وجهها وأمسكت منشفة نظيفة بيضاء تجفف وجهها بنعومة قبل أن تتجهم ملامحها لمَرْأَى النساء الثلاثة الجالسات أمامها يحدجنها بنظراتهن المختلسة من أعلاها لأخمص قدميها رغم أمساك كل واحدة منهن لمجلة مختصة بالموضة..
بدت النساء في بداية الخمسينات من عمرهن رغم أن مظهرن يعطيهن عمرا أقل لفرط اهتمامهن وعنايتهن بأنفسهن..
لا بد أنهن من نفس طبقة والدتها وعميلات دائمات لأماكن مثل هذه..
لم تتوقف إحدى النساء عن التحديق بها حتى بعدما انتبهت سهر لها فعقدت حاجبيها تسألها مباشرة
((عفوا.. لماذا تنظرين لي؟))
انتبهت المرأة الخمسينية لاقتراب تمارا من سهر فتسألت بتعجب
((هل أنتِ سهر؟ سهر فايد حقا ابنة تمارا؟))
وصلت تمارا بخطواتها المتروية هنا عقب أن أنهت جلسة اليوغا خاصتها تجيب المرأة التي اتضح بأنها تعرفها
((نعم يا مدام روزانا إنها ابنتي))
تغضن وجه روزانا بضيق ولف الامتعاض وجهها وهي تقول بينما تحدق بوجه سهر
((ولكن اذكر بحسب أخر مرة رأيتك فيها بصباكِ أن لك شعرا بنيا وكذا العينين.. فمن أين تلك العينين الزرقاوين والشعر الأشقر هذا؟))
تحدثت المرأة بجانبها لها بلهجة مقتضبة
((الشعر مقدور على صبغه بلون أخر بسهولة.. لكن ما ماركة عدساتك هذه التي تلبسينها يا سهر؟))
أجابتها تمارا بامتعاض
((ابنتي طبيعية مئة بالمئة.. لا تضع لا أصباغ ولا عدسات))
ابتسمت سهر وأجابت بسماحة رغم أن ملامح النساء أمامها لا تبشر بأنهن يستلطفنها بعد أن عرفن هويتها وهوية أمها
((الحقيقية يا مدام روزانا كنت أكره بصغري شعري الأشقر.. فكنت دائما ما اصبغه بلون بني غامق.. لكن لو دققتِ آنذاك بمنابت شعري للاحظتي بأنه أشقر اللون))
قالت روزانا بامتعاض وجهها العابس
((ربما.. لكن لا يهم))
ثم وقفت من مكانها واستدارت تجلس في مكان أخر هي والمرأتين معها بترفع تام..
غمغمت تمارا وهي تكاد تتميز غيظا
((امرأة حمقاء.. تتجرأ القول بأنك مزيفة.. لا يعرفون أن باربي هو لقبك))
صححت لها سهر
((لا يناديني أحد بـ باربي إلا قصي))
قالت تمارا وهي تنظر بشيء من السخط لملابس ابنتها
((لقد أخجلتني يا سهر أمامهن بسبب الملابس التي ترتدينها فهي بسيطة جدًّا ولا تعكس خلفية عائلتك الثرية والفاخرة التي تواكب أخر صيحات الموضة!))
ردت على أمها متذمرة
((أمي ألا يكفي الساعات الطويلة التي أهدرها يوميا في الاهتمام ببشرتي وشعري وممارسة الرياضة! هدفي من الملابس هو الراحة فقط والموضة لا قيمة لها عندي ثم من هذه مدام روزانا؟))
استرخت تمارا على مقعدها مجيبة
((يمكنك القول بأنها ترأس إحدى الجمعيات الخيرية التي انضممت بها.. السيدة تمارا هي إحدى اغنى نساء المجتمع الراقي))
غمغمت سهر وهي تشعر بأن تلك المرأة لا تزال تسترق النظر لها
((تبدو امرأة متعجرفة))
قالت تمارا بشيء من الغبطة والحسرة
((لكنها زوجة رجل ثري جدًّا وتملك عدة مؤسسات وجمعيات خيرية تستعرض بهن أثناء الاجتماعات من حين لأخر.. محظوظات الفتيات الاتي ستختارهن زوجات لأبنائها.. لكن لا بأس فخطيبك قصي رغم غموض مقدار ثروة عائلته إلا أنه غني أيضًا))
قطبت سهر ما بين حاجبيها لكلام أمها التي سارعت تنهرها وهي تقرب أناملها من تحت عينيها
((انظري يا سهر لهذه التجاعيد.. يجب أن تطبّقي كريم المرطب مرّتين في اليوم لتحصل بشرتكِ على الرطوبة اللازمة وحتى تبقى نضرة ومتوهّجة طيلة الوقت..))
قالت لها سهر متبرمة
((أنا افعل ذلك يا أمي ولكني في الثانية والثلاثين.. من الطبيعي أن يظهر شيء من أثار التقدم في العمر على وجهي))
.
.
على الجهة الأخرى من دار التجميل..
توقفت روزانا عن اختلاس النظر لسهر وقالت
((تخيلي بأني كنت حقا أفكر بها عروس لابني الكبير لشدة جمالها اللافت والهالة الراقية الحيطة بها.. لكن اتضح بأنها سهر ابنة تمارا.. سمعتها تسبقها فقد سبق وهربت مرتين في الماضي بحفل زفافها..))
عقبت احدى المرأتين على كلامها
((وبعيدا عن سمعتها المخزية فإياكن أن تنبهرن بشكلها وأنوثتها الظاهرية وتظني بأنها تناسب أن تكون زوجة لاحد أولادك.. فعلى حسب ما سمعته منها هي فتاة متمردة ومزعجة وفي غاية السطحية والغباء لا يمكن الاعتماد عليها لأنها لا تفهم شيء في الحياة الزوجية))
أومأت المرأة الأخرى قائلة بتأكيد
((نعم أذكر تلك الحادثة جيدا.. أمها المسكينة تبحث لها عن عريس ثري ومن عائلة ذات صيت آنذاك بلا فائدة))
قربت المرأة الأولى رأسها من الاثنين تخبرهما بهسيس
((لقد سمعت بأنها خطبت وعقدت القران من رجل غني.. لكنها ترفض الإعلان عنه قبل أن يحددا موعد الزفاف.. تخطط بحفل زفاف خيالي))
قالت المرأة الثانية بنفس الهسيس
((لا أشكك بهذا الكلام صراحة.. فهي صارت أجمل مِمَّا كانت عليه بصغرها.. لا بد أن تمارا تبذل الكثير من المال والوقت والجهد عليها لتبرز جمالها))
عادت الأولى تعقب وهي تسترق النظر لسهر
((إنها جميلة حقا.. لا بد أنها تثير عاصفة من النظرات المعجبة رغم أنها لا تتعمد ذلك.. فهي لا تضع الكثير من زينة الوجه ولا تختار ملابس ملفتة أو ألوان صارخة))
ابتعدت روزانا عنهم بضيق تقول وهي تعود لتقلب صفحات المجلة بين يديها
((دعكن من سيرة تمارا وابنتها))


Hya ssin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-21, 07:22 PM   #1635

Hya ssin

كاتبة وقاصة بقلوب احلام


? العضوٌ??? » 450526
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,615
?  نُقآطِيْ » Hya ssin is on a distinguished road
افتراضي

كانت رتيل بغرفتها تمدد جسدها المتعب فوق السرير..
جسمها متكسر وكأنها كانت في صالة رياضية تقوم بحمل الأثقال..
تنهدت بينما تتحدث مع صديقتها غنوة وتشكو لها كيف أن مؤيد جعلها تنهك نفسها في طهو الطعام للوليمة الخاصة بدعوة أصدقائه دون أن توفر أي جهد من اجل إعداد الطعام للعاملين في المزرعة فضلا عن القيام بأعمال القصر الشاقة والمضنية من ترتيبه ونفضه..
ثم أضافت رتيل بصوتٍ باهت من بين تأوهاتها المنهكة
((إذا لم يعد الحاج يعقوب الخدم والعاملين للقصر فلا اعرف كيف سأعيش هنا ولا أحد يساعدني إلا نجوم!))
جاءها تساءل غنوة
((ألم يساعدك الأستاذ مانع بشيء؟))
ابتسمت رتيل قليلاً من سخرية الموقف ثم ضغطت فوق أسنانها من شدة الغضب ورغبتها في ضرب زوجها قبل أن تقول وتفرغ ما في داخلها
((يساعدني؟ عندما لمح في عيني بريق شكوى قام على الفور بعرض محاضرة عليّ عن عائلات أصدقائه.. فرغم أنهم جميعا ميسورين الحال وأغنياء إلا أنهم لا يملكون خادمات.. أخبرني عن صديق له كان يتباهى أمامه كيف أن زوجته نظفت كل سجاد البيت بالماء والصابون والمعقمات.. وحملته وحدها حتى سطح البيت وأبهرت الجيران بالسرعة والقوة الخارقة التي تملكها.. ويريد مني أن أصبح مثلها))
خرج من صوة غنوة صوت تحسر وشفقة عليها قبل أن تقول لها
((أنها خطة منه.. يريد أن ينهكك بأعمال المنزل الشاقة حتى ما تعودي قادرة على فعل شيء فيأخذها حجة فيما بعد للزواج من امرأة أخرى غيرك جميلة شابة تستطيع أن توفيه كل حقوقه الزوجية.. عندما تكونين غير قادرة يا رتيل على ذلك بسبب أوجاع ظهرك وأقدامك.. فما فائدة رؤية هذا القصر يتلألأ على حساب صحتك!))
أظلمت عينا رتيل عند هذا الكلام فيما أردفت غنوة كلامها ناصحة بواجهة المرأة القلقة على صديقتها
((أنتِ مسكينة يا رتيل.. أنا أنصحك بالطلاق وبشدة.. انظري للأستاذ مانع الذي يمنع السعادة عنك كيف يجعلك تعيشين معه في جحيم! هذا فضلا عن الحصار والضغط الذي يحيط جوانب حياتك به.. والأنكى هو أنه لا يقدر شيء من تضحياتك..))
رغم أن رتيل شعرت بصحة كلام غنوة.. ورغم أنها شعرت بأنها تعبت منه وأن حياتها معه لا تحتمل في ظل رضاه صعب المنال بالنسبة لها..
إلا أن وجهها امتقع عند ذكر هذه سيرة الطلاق..
فالحياة عند مؤيد أرحم من الحياة عند عائلتها..
فغمغمت لها
((أنا متعبة وأريد النوم.. وداعا يا غنوة))
أغلقت رتيل الهاتف عليها ثم بدأت تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن يغتم وجهها وتغلقه..
فكل الإعلانات التي تظهر أمامها هي إعلانات تخص المطاعم.. وكأنهم يتعمدون إغاظتها عن معاناتها في المطبخ ويقترحون عليها ما يمكن أن يريحها ولن تستطيع طلبه!
اعتدلت رتيل جالسة ونظرت لانعكاس وجهها المجهد الذابل في مرآة منضدة الزينة..
رفعت أناملها تتفحص وجهها وهي تشعر بإحباط فبالأيام الأخيرة وبسبب عمل المطبخ المضني لم تعد تجد أي وقت للعناية بنفسها..


Hya ssin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-21, 07:22 PM   #1636

Hya ssin

كاتبة وقاصة بقلوب احلام


? العضوٌ??? » 450526
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,615
?  نُقآطِيْ » Hya ssin is on a distinguished road
افتراضي

غرفة مالك..
كان ينهك نفسه في تصليح أوراق الامتحانات بضجر عندما صدح صوت هاتفه عالي..
مرر عينيه عليه وما إن لمح اسم سمية يعلو شاشته حتى انتفض يرد قائلًا وقد كان أول اتصال لها به بعد ما حدث في المرة الأخيرة
((مرحبا سمية.. كيف حالك اليوم؟))
شاب صوتها شيء من العدوانية وهي تقول
((لم أملك الجرأة على التحدث معك بشأن ما سمعته.. لكن أصدقني القول هل ما سمعته صحيح بشأن صرفك للعاملات في المطبخ؟ هل كنت تسترق السمع على محادثتنا الأخيرة؟))
تجهمت ملامحه على الفور وقذف القلم الذي يمسكه أرضًا ثم قال بامتعاض
((نعم.. وهل كنت لأسمع نعمة أو منال أو غيرها يتحدثن عنك ويعايرنك بـكونك..))
بتر جملته وهو يغمض عينيه لا يريد إكمالها وجرحها لتكمل هي عنه بثبات دون مواربة
((بكوني مطلقة؟ وماذا فيها.. أنا مطلقة مرتين لا مرة فقط ولا يهمني همساتهم عني فأنا لم افعل شيئا خاطئا.. لكن إن كنت قد صرفتهن لهذا السبب فهو..))
قاطعها بلهجة يلفها البرود
((ومن قال لك بأني صرفتهم من أجلك! ما دب الغضب في كل خلية من جسدي هو كلام أخر خرج منهن أمام يزيد.. وأنتِ تعرفين بأني املك محظورات شحيحة لا اسمح لاحد أن يتخطاها أولها واهمها هو يزيد))
صمتت قليلا قبل أن تفضي ما بجعبتها
((لا أدري ما الذي قالوه أمامه ولا أريد أن اعرف.. لكن أنا فعلا أخبرت نورين أن تتحدث مع زوجها حتى يحاول إرجاع كل من كان يعمل في المطبخ والقصر.. فانت على ما يبدو يا ابن الكانز لا تعرف معنى قطع الأرزاق))
توجهت خضرة عيني مالك ببريق خاص ثم غمغم متسائلا بجمود
((هل تتحديني يا سمية؟ كان بإمكانك طلب الأمر مني أنا لا أخي!))
تكلمت من بين أسنانها تشدد على كل حرف وكأنها تشتمه مع كل كلمة
((أنا لا أتحداك.. ولا أريد أن اطلب منك شيئا! ولا أحب من رجل مثلك يزيد عمره عن السابعة والعشرين أن يتصرف بصبيانية بعيدا عن النضوج))
لم يبدُ أي تأثر على مالك من كلامها كعادته كلما جلبت سيرة عدم نضجه!
بل كان هادئ الملامح واللامبالاة تلفه..
فرسم ابتسامة سخرية مريرة ثم قال
((لطالما قيل لي من قبل الجميع بأن عقلي أنضج من سني بكثير.. إلا أنتِ دونًا عن الجميع! على كل حال بما أنه وبكل الحالات لن يختلف رأيك بي فأنا سأتصرف بصبيانية كما ترمينني.. ولن اسمح لأحد بكسر كلمتي في هذا المكان.. لن يعمل في هذا المنزل أي امرأة اشعر بأنها لا تحمل ودا ليزيد..))
قالت باعتراض
((مالك.. ما هذه الترهات..))
قاطعها ببرود
((أرسلي يزيد لي.. قال لي بأن لديه امتحان رياضيات وطلب مني أن أذاكر له))
تهكمت بنفس رنة السخرية المقيتة
((لماذا؟ أنتَ مدرس لغة إنجليزية لا رياضيات!))
قال مالك لها من بين أسنانه وهو لا يحتمل أن يخوض في الحديث معها أكثر
((أرسليه لي الآن بدون نقاش.. ألا يكفي بأني أمرر لك محاولاتك السابقة في ابتعاده عني وتحريضه ضدي!))
قالت له بجفاء يمقته
((لا داعي لتتعبه معك.. صحيح أنا لم أحظَ بتعليم جامعي لكن بالتأكيد لست عاجزة عن تدريس ابن الست سنوات))
حسم نهاية الحديث وهو يقول قبل أن يغلق هاتفه
((سمية أرسلي لي يزيد وحسب.. أريد إهداءه الألبوم الذي وعدته به أيضًا!))
وضع مالك الهاتف بجانبه واخفض جسده يلتقط القلم ليعود ويركز باقتضاب على الورق أمامه لدقائق قبل أن يقاطعه أحدهم مجددا بطرق باب غرفته..
سمح للطارق بالدخول ليتضح بأنه مصعب ومعه والدته..
فتقدم مصعب منه يسأله متجهما
((كنت أتناقش مع أمي مجددا فيما فعلته مؤخرا.. والآن أريد أن أسألك هل يمكن أن اعرف من أعطاك أي صلاحية لتطرد مدبرة المنزل نعمة والأخريات؟))
ناظر مالك والدته التي كنت تقف متسمرة مكانها ثم حول نظره لمصعب رافعا حاجبيه يجيبه ببرود
((ولا واحده منهن تحترمني.. ألا املك حق إبعاد من لا يحترمني عن هذا المنزل؟))
ضيق مصعب عينيه يسأله بنبرة ذات مغزى
((لا يحترمنك أنتَ أم شخص أخر؟ لان الشخص الأخر هو نفسه من لا يريد أن يخسر أحد عمله بسببه))
ابتسم مالك ابتسامة سخرية مريرة وهو يومئ إيماءة إدراك..
إذن فسمية تحدثت فعلا مع نورين لتطلب من مصعب أن يعيدهم!
لماذا لم تطلب سمية منه أن يعيدهن هو؟
فقط لو طلبتها منه لنفذ لها ما تريد حتى لو ترتب على الأمر تصغيره أمام الجميع..
سيعلمها كيف تلجأ لبشر غيره!
رد مالك على أخيه قبل أن يعود ويناظر الورق أمامه متجاهلا إياه
((لقد قلت ما عندي..))
تدخلت زاهية توجه الحديث لابنها بعد أن شعرت بالشفقة على رتيل التي تقوم بشؤون البيت كاملا دون مساعدة إلا من نجوم
((مصعب اترك أخاك قليلا وعرني اهتمامك.. زوجة أخيك مؤيد تجهد نفسها وهي تقوم بشؤون المنزل لوحدها.. لماذا لا تجعل زوجتك تساعدها؟ أنتَ تعرف كيف هو عقل مؤيد صلب.. إنه يرفض كليا إحضار بديلين عمن ذهبوا فأنا لا يعجبني تصرفك بأخذ صفها علينا))
وجّه مصعب نظره لامه ثم قال لها بنبرة أشبه بالعتاب قبل أن يغادر غرفة مالك
((تعجبك تصرفات مالك الذي طرد كل من كان يعمل في القصر منذ ما يزيد عن عشر سنوات.. وتعجبك تصرفات مؤيد الذي يرفض جعلك تحضرين بدلاء عنهم.. فلماذا لا تعجبك تصرفاتي الآن؟))


Hya ssin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-21, 07:23 PM   #1637

Hya ssin

كاتبة وقاصة بقلوب احلام


? العضوٌ??? » 450526
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,615
?  نُقآطِيْ » Hya ssin is on a distinguished road
افتراضي

دلف وليد لغرفة الطعام يسحب كرسيا ويجلس عليه بينما يعقد حاجبيه لمرأى ريمة تلك الصبية المراهقة ابنة المرأة التي تعمل في منزله بينما تهسهس في إذن زوجته جُمان بصوتٍ منخفض بشيء ما..
عرف تلقائيا بأنها تغتابه وتنقل ما سمعته يتحدث به مع شيرين في إحدى مكالماته معها..
لجُمان بتصرف نابع من تلقاء نفسها فمن المستحيل أن تحاول جُمان أن تتبع أخبار أحد..
سكب وليد الماء له من الشاف وقال بحيادية تعقيبا عما هو متأكد بأن ريمة تتحدث عنه
((اتصلت بشيرين فقط طلبًا للمساعدة في موضوع ما))
ابتعدت ريمة عنه ترشقه باحتقار ووضعت احدى يديها على خصرها وهي تغمغم بتساؤل مستخف
((وما هو الموضوع يا سيد وليد الذي يستدعيك للاتصال بخطيبتك السابقة الذي تركتها في نفس اليوم للتزوج من السيدة جُمان؟))
تصلبت أنامل وليد الممسكة بالملعقة وهو يدرك إلى ماذا تلمح ريمة!
وكأنها تلمح للسبب الذي أذيع آنذاك عن سبب تركه لها!
لكنه استمر بوضع الأرز فوق طبقه الأبيض ليقول بصوتٍ عادي
((موضوع غير مهم كنت بحاجة لها من أجله.. وقدمت لي نصيحة فشكرتها عليها وانتهى الأمر..))
جُمان التي كانت تنظر له بثبات أدركت بانه كان يتصل بها ليداوي جرحا لا طلبا للمساندة..
رفعت ريمة حاجباً متحدياً وهي تحدق به بسخط لتقول
((وهل تظن أن السيدة جمان ستصدق كذبة كتلك؟ ومن يتصل بإمراه رغبة في النصيحة فقط؟))
كان إغماض عيني وليد هو الدرع الذي احتاج إليه كي يتمكن من تحويل هذا الحلم اللعين المصطنع إلى غضب بالغ سامحا له أن يستعر ببطء..
استقام من مكانه واقفا بصراخ عال
((أم ريمـــــــــة!))
هرعت المرأة الممتلئة كبيرة السن نحو مكان وليد مهرولة لتغمغم من بين لهاثها بقلق من فقدان سيد منزلها اتزانه المعهود
((نعم.. نعم يا سيد وليد.. هل حدث شيء؟))
كانت ريمة تضع يدها على صدرها رعبًا..
فحدق بها وليد بعينين مخيفتين بينما يوجه كلامه الصارم نحو امها
((تعالي واسمعي ابنتك المراهقة كيف تتحدث بوقاحة مع من يكبرها عمرًا.. هل هذه تربيتك أنت وزوجك لها!))
ارتجفت ريمة هلعا وبدأت الدموع تتغرغر في عينيها بينما تمسكها أمها من كتفيها وتهزها بقوة موبخه
((ماذا؟ ما الذي فعلتيه يا ريمة للسيد.. ريمة هل قللت ادبك معه!))
غمغم وليد بنبرة مخيفة
((لو كانت ابنتك شابًا لما سكت ولأدبته بالجلد))
جاءت غمغمة وليد لتزيد من سخط وغضب أم ريمة على ابنتها كمن يصب الوقود فوق النار لتصرخ بها بينما تزيد من قوة هزها لها
((ما الذي فعلتيه أيتها الفتاة الرعناء! اعتذري من السيد وليد حالا.. اعتذري))
اعتذرت ريمة التي بدأت دموعها تنسكب على وجهها لتدمدم بنبرة مفجوعة كإدراك متأخر
((أنا أسفه يا سيد وليد.. أسفه والله لم اقصد))
رد عليها وليد بترفع وبرود وكأنه يفرغ كل الضغوط والإجهاد المكتوم الذي تعرض له مؤخرا بمن لا حول له ولا قوة
((لا أريد أي اعتذار.. لي حديث مع والدها بشأنها))
عبست ملامح جُمان وهي ترى جسد الصغيرة يرتجف مغلفا بالهلع والخوف بينما تغمغم بكلمات الاعتذار..
وأمها القلقة من أن يقطع رزق عائلتها فتلكز ظهر ابنتها آمرة إياها
((اعتذري بشكل لائق للسيد وليد.. ما الذي فعلتيه ليغضب هكذا؟))
تطلعت جُمان لوليد تخبره بصوتٍ هادئ
((لا بأس يا وليد سامحها فهي كما قلت مجرد مراهقة صغيرة لا تعي ما تقوله))
شيء في جُمان استفز وليد.. فتطلع بأم ريمة يقول بما جعل عينيها تتسعان
((لا أريد عند عودتي رؤية أي أحد منكم هنا))
شهقت ريمة وشعرت بفداحة الخطأ الذي تسببت به بينما توسلت أمها بإلحاح
((لا أرجوك يا سيد وليد سامحنا لما قالته تلك الصغيرة واعدك أن ألا تريك وجهها طوال فترة وجودها هنا))
ازدادت عينا جُمان قتامة!
تدرك أن ما فعله وليد كان بمثابة عقاب لها هي..
يعاقبها لأنها تأخرت في طلب الطلاق منه.. والذي هو مُصر أن تكون هي من تبادر له..
ارتفع صوتها وهي تكرر بحزم بدا ظاهريًا بأنه طلب إلا أنه كان في باطنة أمر له
((وليد تجاوز عن الأمر.. من أجلي على الأقل.. فأنا أحب رفقتهما))
استدار وليد دون أن يرد عليها فوجهت جُمان كلامها لام ريمة وهي تخبرها بتقرير
((لا تقلقي.. وليد غاضب وبمجرد أن يهدأ سيتراجع عن كلامه.. لكن هذا البيت لن يستغني عنكم أبدًا..))
لم تكن جُمان قد أنهت كلامها وقد التفت وليد له يرفع يده صافعا إياها ليصرخ عقبها
((لقد قلت بأني لا أريدهم هنا فكيف تقللين من شأني وتشجعيهم على عصياني!))
ورغم غضبه المشتعل والمكتوم من أمور لا دخل لها بها إلا أنها كانت صفعة خفيفة.. بالكاد لمس بأطراف أنامله وجهها..
وكأنه تراجع في أخر لحظة..
ساد الصمت المتوتر بينهما طويلاً لفترةٍ لم تقم خلالها جُمان بفتح عينيها لتواجهه بفعلته التي لا تغتفر في قاموسها وهي تكتم أنفاسها..
ليدرك أن هذا الصمت نهايته الحتمية ستكون ما يرجوه قلبها قبل قلبه..
.
.


Hya ssin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-21, 07:24 PM   #1638

Hya ssin

كاتبة وقاصة بقلوب احلام


? العضوٌ??? » 450526
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,615
?  نُقآطِيْ » Hya ssin is on a distinguished road
افتراضي

بعد أقل من ساعة كانت جُمان قد أنهت تعبئة حقيبتها وبعض أغراضها جُهزت سلفا..
وضعت حقيبتها أرضًا لتبدأ بجرها للخارج..
وقبل أن تهم بمسك مقبض الباب وصلها صوته هادئاً وهو يقف بجانبها معتذرا
((جُمان أنا اسف.. لم اقصد ما فعلته))
أنهى جملته تزامنا مع محاولته مسكها من مرفقها فهمست بصوتٍ شديد الخفوت أقرب للارتجاف وهي تنفض كفه
((إياك أن تلمس ذراعي))
((لقد كنت غاضبا كالجحيم ولم أعي ما أقوله أو افعله.. كنت اشعر بضغط كبير مؤخرًا.. وأيضا..))
لم تكن مركزة في كلامه وهي تنظر من حولها.. أعلاها.. ثم عبر درجات السلم نزولاً.. قبل أن تعود بنظرها لعينيه قائلة بهدوء
((أظن بأنه فعلا حان وقت الانفصال بيننا.. أتوقع أن ترسل لي هذه الأيام ورقة طلاقي وينتهي كل شيء بيننا))
تغضنت ملامحه بالشعور بالذنب وهو يقول
((جُمان أنا اسف مجددا.. لم اقصد ما فعلته.. بكل الأحوال كان سيحدث الطلاق بيننا.. لكن بالتأكيد لن اسمح لك أن تتركي البيت بهذا الشكل.. بل مرفوعة الهامة.. فأنتِ جوهرة وانا فقط لم استحقك..))
سألته وهي تناظره بلهجة مغلفة بالبرود
((وعائلة ريمة ماذا سيحصل بشأنهم؟ أتمنى من سيدة المنزل القادمة ألا تقوم بأي شيء قد يزعج أو يجعل عائلة ريمة تخرج منه فهم مرتبطين فيه))
قال بكل تأكيد كجروٍ مسكين لا يريد إلا رضا صاحبته
((أنتِ سيدة المنزل وأنتِ من تقررين بشأنهم.. سأذهب لأقولها أمامهم فأنا لن أخالف رغباتك يا جُمان))
صدح صوت وليد عاليا وهو ينادي
((أم ريمة.. ريمة))
جاءت الاثنتين تقفان عنده بقلق يتجلى في وجهيهما تظنان بأنهما سبب الاحتدام الذي حدث قبل قليل..
وقالت أم ريمة بنبرة متذللة مكسورة
((هاتف زوجي مغلق الآن فلم نستطع الاتصال به.. لكن سننتظره في الخارج وبمجرد أن يعود سنحزم حقائبنا ونغادر..))
قاطعها وليد يخبرها بثبات
((كما قالت جُمان فأنا لم اقصد ما قلته..))
اتسعت عيناها ونظرت جانبا لابنتها التي كانت تبادلها النظرات المصدومة.. ثم عادت تنظر لوليد متسائلة
((ولكنك يا سيد وليد قلت..))
غمغم بصوتٍ خفيض نافذ الصبر
((كم عليّ أن أكرر كلامي يا أم ريمة؟ لا أريد خروج أحد من هنا.. مفهوم؟))
كانت تعرف جُمان بأن ما قاله كان بمثابة امتنان لأنها قررت المغادرة فعلا..
فتطلعت لام ريمة تحدثها
((إياك يا أم ريمة أن تفعلي أي شيء مع ابنتك.. سأتصل مساء بها لأتأكد من أن أحد لم يأتي صوبها ولو بكلمة))
أغمضت ريمة تمنع المزيد من دموعها الغزيرة من الجريان على وجهها لتمد جُمان يدها وتمسح فوق ظهرها بحنان..
لتغمغم أم ريمة لها
((لقد استفهمت منها عما حدث بينك وبين السيد وليد بسببها.. أرجوكِ يا سيدة جمان لا تغادري المكان.. أرجوكِ.. سأحزم أغراضنا لنغادر المكان.. لكن لا تغضبي السيد وليد بسببنا.. أرجوكِ..))
ردت جُمان عليها بابتسامة تخفف من إحساسها بذنب ليس في مكانه
((ليس لريمة أي علاقة بما حصل بيني وبين وليد لا من قريب ولا من بعيد.. لم تخطئ بشيء لتستحق توبيخ وليد بل كان يفجر غضبه الكامن بداخله فيها.. فإياكِ أن تلوميها..))
سارعت ريمة تسألها بلهفة وقهر عليها
((لماذا تخرجين إذن؟))
أجابتها جُمان بصراحة
((كنا سننفصل في كل الأحوال.. فلا داعي للتأجيل أكثر فلا فائدة منه إلا استنزاف كلينا))
أومأ لها وليد بهدوء مكسو بالحزن مغمغا
((إلى اللقاء يا جُمان))
صححت له بصلابة وعينيها في عينيه
((بل وداعا يا وليد))


Hya ssin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-21, 07:25 PM   #1639

Hya ssin

كاتبة وقاصة بقلوب احلام


? العضوٌ??? » 450526
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,615
?  نُقآطِيْ » Hya ssin is on a distinguished road
افتراضي

أمسكت شيرين الهاتف بحركة مرتبكة بوضوح ما إن رأت اسم معاذ يعلو شاشتها لترد عليه فيأتيها سؤاله المباشر
((كيف علم وليد بخطط زواجنا السابقة يا شيرين؟))
اهتزت حدقتي شيري على ذكر سيرته وانحسر اللون من وجهها متسائلة بتعثر
((وليد.. وليد ابن عمك؟))
قال بخشونة وانضباط انفعالي
((نعم وليد يا شيرين كيف علم بذلك؟ بل حتى أنه عرف بشأن زيارتي الأخيرة لك في الفندق!))
كان كلامه فيه اتهام واضح بأنها من أخبرته بذلك فتمتمت له بصوتٍ واهن مرتبك
((لقد سبق وان أخبرته بأني سأتزوج في الماضي.. ولكن لم..))
قاطعها معاذ يكيل الاتهامات لها وقد وصلته الإجابة منها دون أن تكمل
((لقد كان اتفاقنا بأن يكون زواجا صوريًا دون أن يعرف أحد به من عائلتي ولكنك نقضت الوعد.. لم تطيقي الصبر حتى تخبريه))
همست شيرين بلا تصديق
((ماذا تقول!))
غلف الغضب ملامح معاذ الخشنة..
فما فعلته شيرين كان بمثابة غرس خنجر منقوع بالسم ليقتل كبريائه كطعنة أخيرة بعد أن سبقتها طعنات من خناجر الاستهانة.. والادعاء.. والاستغفار..
كانت مصرة منذ البداية أن يكون زواجهما صوريا حتى تنتقم من وليد.. وقد نجحت..
حتى لو لم يتم الزواج بينهما..
فقد أخبرت ابن عمها بأنه تم!
لقد استغلته وهو الذي رأى فيها أخيرا فرصته الأخيرة ليعيش مع امرأة بعد أن فقد المرأة الوحيدة التي أحبها في حياته!
أغمض معاذ عينيه يستعيد رباطة جأشه ثم سألها بصوتٍ حرص إلا يشوبه أي شيء
((شيرين هل يمكن أن أسألك لماذا طلبت مني أن أتزوجك أنا بالذات؟ لا بد أنك مطمع للكثيرين من الزملاء في عملك والجيران في المدينة))
اجابته بصوتها المتذبذب وقالت تكذب لتحافظ على ما تبقى من كبريائها
((لقد سبق وأخبرتك السبب.. أنا لا أثق بأحد غيرك ليحافظ على وعده بالزواج مني زواجا صوريا))
لم يتمالك نفسه وانفلتت أعصابه وهو يهتف بها مستنكرا
((ولماذا عليه أن يكون زواجًا صوريا! لماذا لا تقبلين الزواج من أي رجل صالح يتقدم لك ليتزوج منك زواجا طبيعيا!))
بدت على وشك الإغماء من شدة اضطرابها لصراخه لكنها تمالكت نفسها وهي تكرر تبريرها السابق
((لأني لم أجد رجلا مناسب يتقدم لي))
غمغم لها بخشونة وقد صدقت توقعاته بالنسبة لها
((ولا يبدو بأنه سيأتي هذا الرجل المناسب ما دام عقلك وقلبك مكرس لرجل واحد فقط حتى بعد ما فعله بك في الماضي))
دموع حارقة لذعت حدقتيها ولكنها احتجزتهم خلف أهدافها..
إنه يظنها لا تزال تحب وليد حتى بعد كل ما فعله بها!
سألته بصوتٍ متحشرج لا تعرف كيف وجدت القوة للصمود بنفس الواجهة
((ماذا تقصد يا معاذ؟))
ظل على صمته لدقائق يحاول التحلي بالهدوء والا يظهر لها أي انفعال يدل على تأثره مما حدث له..
لطالما كان له ذلك السحر الرجالي الذي يجعله حتى في غضبه لا تنفلت أعصابه..
زفر نفسا قبل أن يقول لها
((لا شيء.. على كل حال لم يعد هناك بيننا أي شيء.. وبشأن وليد فأنا لم أجاري كذبتك ولكن في نفس الوقت لم أبح بالحقيقة حتى يظل على ظنه الخاطئ بأني سبق وكنت متزوجا منك.. كما كنت تخططين.. أتمنى أن يرضيك هذا الأمر))
ازدردت لعابها بصعوبة ثم هدرت وقد تقطعت حروف كلماتها بغصة قاتلة
((شـ.. كـ.. را.. لك))
وجد معاذ نفسه يغلق الخط عليها فورا حتى لا تتكالب كلماتها المستفزة عليه بالمزيد من طعنات الألم التي تشب في رجولته نيران الغضب أكثر وأكثر..
لقد استغلته حرفيا لتنتقم من وليد وتثير غيرته وسخطه!
أما على الجهة الأخرى..
فكانت شيرين تنظر لهاتفها بقلة حيلة..
ابتلعت غصة بكاء مسننة في حلقها ونكست رأسها..
بعيدًا عن العاطفة أحيانًا هي تستحق ما يحدث لها.. كي تغيّر تفكيرها وتتبدل تصرفاتها.. وتفيق من غبائها قليلا..
أما بشأن معاذ فقد سبق ويأست من أن يتقبلها أو يحصل بينهما شيء..
لقد انقطع حرفيا أخر خيوط الأمل بعد مكالمته هذه التي لم يذخر فيها أي مشاعر سلبية ونفور منها ليظهرها..


Hya ssin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-21, 07:26 PM   #1640

Hya ssin

كاتبة وقاصة بقلوب احلام


? العضوٌ??? » 450526
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,615
?  نُقآطِيْ » Hya ssin is on a distinguished road
افتراضي


كانت رتيل في الفناء حيث هو توجد الشرفة وقسم الزرع والزهر توجه نجوم لتنظيفه قبل أن تدلف للداخل وهي تشعر بضخامة هذا القصر..
فهناك المدخل والدرج والصالون وغرفة الضيوف.. وأكثر من جناح بأكثر من غرفة ملحقة به.. ومجلس النساء ومجلس الرجال.. والمطبخ العلوي والمطبخ الخارجي..
كل هذا عليها أن تشرف على تنظيفه..
لا تصدق بأنها هي ونجوم يقمن بكل هذا العمل الشاق الذي كان يستوجب في الأصل أن تقوم به نساء كثيرات..
تنهدت ببؤس وهي تشعر بأن كل ما كانت تجبر نورين على فعله في الماضي بأمر من مؤيد ها هو يرد عليها.. وأيضا بأمر من مؤيد..
وها هي مضطرة أن تقوم بكل هذا العمل المضني لوحدها..
ورغم أنها كانت مرهقة وتكاد الآن أن تسقط تعبًا ...
وجدت نفسها تتوجه نحو جناحها..
رأت مؤيد يتمدد أمام التلفاز ويتابع احدى برامجه الرياضية المفضلة باهتمام..
فأوصدت الباب خلفها ووقفت أمام التلفاز متخصرة تقاطع عليه متعته..
صوبت له نظرها بعينين ثائرتين رغم البأس الظاهر فيهما وقالت مباشرة بصلابة
((متى ستجلب خدما بدلا من الذين صرفهم مالك؟ هل سيطول الحال هكذا؟ أنا لا يساعدني أحد في البيت إلا نجوم))
لوح مؤيد بيده لها لتبتعد من أمام التلفاز وهو يخبرها بنزق
((لست بحاجة لاي مساعدة ولن اسمح لأحد أن يوظف هنا أي عاملين.. أساسا هكذا ستثبتين عظمتك كيف قمتي بعمل وصنع كل شيء لوحدك))
علا وجهها قناع جامد لا يحمل أي مشاعر تمامًا كنظرة عينيها التي تلبدت ثم غمغمت ببرود
((أنتَ مجنون يا مؤيد))
ارتفع حاجباه واتسعت عيناه وهو يضرب كفاً على كف..
أطفأ التلفاز وقد فقد اهتمامه بما يشاهده ثم هدر قائلاً بحزم
((لا لم أجن بعد.. من الآن وصاعدا أريد منك أن تنفضي هذا المكان كله كاملا يوميًا.. أريد أن تنظفيه بلاطة.. بلاطة لدرجة تحول الأراضي والحيطان إلى مرايا يرى الناظر فيها نفسه.. أساسا أنا لم أثق بحياتي بعمل الخدم))
انتظرت حتى انتهى تمامًا من قصيدته المحفوظة ثم قالت له بغل من بين أسنانها المطبقة
((يعني لن توظف أي أحد في المطبخ ولا القصر وتريد مني أن أقوم بكل هذا العمل للنهاية لوحدي؟))
وضع مؤيد كفًا فوق جبينه يغمغم كمن يحدث نفسه مطرقا برأسه
((سامحك الله يا أبي لم يكن من المفترض بك أن تجلب الخدم من الأساس! بل كان عليك أن تترك نساء هذا المنزل يقمن بكل شيء))
صبرت بتبلد كما اعتادت أن تفعل وهي تتلقى منه أسطوانات التقريع اليومية ثم سألته بقنوط وهي تضيق عينيها
((هذا أخر كلام عندك يا مؤيد؟))
هتف فيها بحنقٍ بالغ
((وماذا تريدين بعودة الخدم للمنزل؟ ولماذا أنا تزوجتك إذا كان وجودهم ضروري.. هل هناك أي خادم تعمل عند والدتك أو أخويك الاثنين؟ ليس من حقك أن تطلب خدم هنا ولم يكن هناك في بيت والدتك))
اتسعت عينيها لما تسمعه منه..
فغرت رتيل شفتيها تهم بالاعتراض ولكنه لجمها عن الرد بينما يتابع
((أنا أجيب عنك.. ليس هناك خدم عندكم.. إذن ابلعي أي اعتراض واعملي في هذا القصر لوحدك))
بيتهم صغير وليس هناك أي حاجة لصنع وجبات الطعام للمزارعين في مزارعهم.. لذلك لم يكن هناك أي حاجة للخدم عندهم..
لكنها لم تعرف كيف ترد عليه بهذا الكلام.. بل وكأنه ربط لسانها على الكلام..
شعرت رتيل بطفلها فهد يهز ثوبها وهو يتطوع قائلا بصوتٍ مشفق عليه
((أمي لا تحزني أنا وباسم سنساعدك.. أخبرينا ماذا نفعل؟))
لم تكن قد تأثرت حتى بعطف صغيرها ابن الست سنوات قبل أن تسمع أباه يزجره
((اسكت يا ولد أعمال المنزل هي للنساء.. وأنت ستكبر لتصبح رجل.. مثلي))
نظرت رتيل له بتأنيب وقالت
((حتى ولدينا فهد وباسم يران تجبرك وتسلطك عليّ ودائما ما يظهران إحساسهما وتعاطفها معي لما تفعله بي.. أصبحت الآن أتمنى ألا تعود هنا وتبقى في المدينة))
مال مؤيد برأسه يستند بها إلى إصبعيه يتأملها بنظرةٍ ثاقبة ثم قال
((هذا لانهما صغيران.. لكن مع دخولهم لسن المراهقة ونمو احتياجاتهما سيتلاشى شعورهما بالشفقة عليك ويحل محلة الإدراك لواقع الأمر وسيفهمان الفرق بيني وبينك.. فأنتِ امرأة وانا رجل.. وليكن بعلمك لن أعود أبدًا للمدينة إلا متى ما شئت فعملي أستطيع إدارته من هنا فإياك أن تنكدي عليّ))
غمغمت له بحقد
((ألم تقل لي منذ زواجك بأنك لا تستطيع إدارته إلا من خلال تواجدك هناك؟ ولهذا تستأجر حضرتك منذ زواجنا شقة في المدينة؟))
تجاهل كلامها وأمرها باستعلاء
((اذهبي واعدي الشاي هيا.. انظري لقلة حياءك كيف تتحدثين مع زوجك بهذه الطريقة الغير محترمة))
كظمت غيظها منه متمتمه بينها وبين نفسها بصوتٍ مسموع
((أي شاي في هذا الوقت! لقد فقدت كل طاقتي.. متى ستعود للمدينة وتريحني منك!))
صفقت الباب خلفها بعنف في حين هو هز رأسها بيأس بينما يغمغم لنفسه بتوعد لئيم
((هزلت فعلا.. صار وجود الخدم في المنزل واجب للشخص ميسور الحال! لن أكون مؤيد ابن يعقوب الكانز لو سمحت لأي من الخدم بأن يعودوا هنا.. حتى أني سأطرد قريبا نجوم هي الأخرى))




*****




كان وليد يمج من سيجارته بينما يشرد بعينيه عبر الدخان..
والألم يجعل يده التي تمسك بالسيجارة ترتعش..
كلما خطر على باله بأن معاذ تزوج منها بالفعل يشعر بذاك الارتجاف يغزو جسده رغبة في قتل أحد ما..
بسبب استخفافه بها وعدم وضع من يراقبها منذ البداية تزوجت شيرين من غيره سبقه لها!
لم يتعب نفسه بالتفكير عن سبب تساهل معاذ بالذات في امر طلبه للطلاق..
بل عزّ ذلك بأنه لم يرغب في الإكمال معها منذ البداية طالما أنه لم يسجل زواجهما في المحكمة..
بمجرد أن وصل وليد رد شيرين على الهاتف بعدما اتصل بها برقم أخر غريب حتى غمغم لها بجفاء
((هل وصلك الطلاق من معاذ؟))
صدرت منها شهقة صادمة ولم تتوقه أن يكون هو المتصل..
ثم سرعان ما انفرجت به صارخة
((وليد! هذا أنتَ أيها ألن-ذ-ل؟ ماذا قلت لمعاذ؟ أيها الخ-س-ي-س أخبرني ماذا فعلت؟ لماذا تدخلت بيننا وكيف جعلته يشمئز حتى من التحدث معي؟))
كان صوتها يضج بالحرقة والغل وهذا ما جعل عيناه الناعستين تشع بشيء من الرضا وسط الحالة الإجرامية التي هو فيها الآن..
فقال أخيرا
((ليس هناك شيء بينكما إلا الطلاق.. فهل أعطاه لك؟ هيا أجيبِ))
خرجت منها ضحكة مريرة قبل أن تقول بصوتٍ سقيم
((نعم طلقني.. هل أنتَ سعيد؟ الآن اتركني بحالي وإياك أن تتواصل مع معاذ بشيء يخصني))
قال لها بجفاء وهو يطفأ سيجارته
((حسنا سأعتمد على صدقك.. وبما أنك عدتي للسكن في بيت صديقتك سأرسل من يراقبك ويتأكد من أنك لا تقابلينه لا هو ولا أحد أخر))
اتسعت عيناها وهي تقول له بتهديد
((إذن هكذا عرفت بشأن الفندق أيها اللعين؟ تجرأ وأرسل أحد لمراقبتي وستجد نفسك في السجن أيها المحامي المحترم))
رد عليها ببرود قاتم
((إذا استطعت إثبات ذلك فلا توفري أي جهد.. لكن عليك أن تفقدي الأمل في ذاك الرائد نهائيا.. فقد باعك على الفور بمجرد أن هددته وتخلى عنك))
سحبت عدة أنفاس تهدأ ثورتها قبل أن تقول
((لا يهمني ولم أتأثر فقد سبق وجربت من تخلى عني بطريقة أكثر خزيا.. على كل حال لا أريد أن أكرر عليك بأني لا أريد سماع صوتك أو رؤية وجهة مجددا))
غمغم لها من بين أسنانه بصوتٍ خطير
((لن أترككِ بحالك قبل أن احصل على ما أريد..))
بدأت العبرات بالتجمع كالبحيرة المترقرقة في مقلتيها مدمدمه بغصة
((هل جننت؟ وماذا بقي لتحصل عليه؟ أخبرتك بأني سبق وتزوجت منه!))
أجابها ومقتليه المظلمتين كقبر عميق تزداد ظلمة
((أنتِ..))
تقلصت ملامحها بازدراء ثم انفجرت به صارخة
((هل جننت؟ ألا تذكر ما قلته في نفس يوم زفافنا المفترض؟ قلت بأن رجولتك لا تقبل أن تتزوج من فتاة سبق وحملت مشاعر لغيرك ولهذا لن تكمله.. فما الذي تغير الآن لتتزوج من امرأة سبق وسلمت جسدها لغيرك عندما تزوجته؟ ما الذي يهمك لتمتلك غرضا مستعملا؟))
لوى فم وليد بشبه ابتسامة قاسية وهو يقول من بين أسنانه
((لا دخل لك ما الذي تغير وما الذي أعجبني بغرض مستعمل حقير! ما أريده امتلكه بغض النظر عن إرادة الغير))
لف الذعر شيرين وتشتت تفكيرها..
هل عرف بشأن كذبتها وبأن معاذ لم يلمسها أو يتزوج منها ويسايرها وحسب؟
فوليد الذي تعرفه ما كان ليكون مصر على الزواج منها حتى بعدما عرف بزواجها الكامل من أخر!
ولكن معاذ أكد عليها بأنه جاراها في كلامها ولم يكشف الحقيقة له!
نفخت أوداجها وقالت له حانقة تنوي إنهاء المحادثة
((وليد أنا في عدتي ولا يجب عليّ أن أتحدث مع رجل أخر خاصة في شيء يخص زواج أخر..))
فاحت ذبذبات الانتقام من حول وليد فوجد نفسه يقاطعها غير متمالك أعصابه وملامحه تهتاج
((كفِ عن تذكيري بأنك كنتي متزوجة من غيري.. فقط انتظري حتى تصبحي ملك يدي.. لأنه لن يهدأ لي بال قبل أن يكون ثأري في حجري))
أغلقت شيرين الخط على صراخه وسارعت تقوم بحظر رقمه على الفور..




*****




محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



بانتظار انطباعكم عن الفصل وتعليقاتكم بشدة



Hya ssin غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
قلبك منفاي، في قلبك منفاي

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:45 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.