22-03-21, 09:38 PM | #1 | ||||||
نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| أنت صديقتي تنويه بسيط : القصة محض خيال كامل ، وأي أفكار قد ترد لذهن قارئ فإن ذلك القارئ هو المسؤول عن تلك الأفكار ،لأن القصة محض خيال . قصة قصيرة بعنوان : أنتِ صديقتي ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ ( أنت صديقتي ) كان عليها قول هذه العبارة البسيطة لصديقتها العدوة . لم تكن صديقتها بالمعنى الحرفي أو حتى بالمعنى الحقيقي الذي تحمله كلمة ( صديقة ) . لقد كان كل هذا القرب منها بسبب الثأر . كانت بارعة في لبس ثوب الحَمَل الوديع ، وبارعة في نزعه في الوقت المناسب . لقد كن أربعة فتيات : أسرار - دنيا - عجائب - شيلا . وكانت هي أسرار ، وبارعة في حمل الأسرار إلى آخر الحدود المتخيلة . وكانت الصديقات الثلاث من القرية الأخرى ذات العدوات والمطالبة بالثأر مع قريتهم . هي وسط قريتها وبين أفراد هذه القرية كانت العضو الوحيد المشكوك في أمره ، ليس لشيء فعلته ، بل لأن جدها أُجْبِر أيام شبابه أن يتزوج من فتاة من تلك القرية ذات العداوات مع قريتهم . وصارت هي وصمة العار في القرية . كانت تحتاج أن تقوم بعمل خارق لتنتزع عن نفسها علائق التهمة والعار . وقف ( زياد ) إلى جوارها أعلى تلك التلة ينظران سوية إلى القريتين . قريتهم التي تقع على سفح الجبل الأول على يمنيهما . قرية ( سيدنا محمود ) . تلك القرية التي تعاني الفقر والحاجة والعوز ، لكن يظل جبين كل فرد فيها شامخًا لا يطأطأ صاحبه رأسه لأحد أبدًا مهما كانت الظروف والأحوال . والقرية الأخرى التي تقع على سفح الجبل المقابل الواقع على يساريهما الآن . قرية ( الملاعيط ) . هذا هو اسمها وهي تجهل حتى هذه اللحظة سبب تسميتها بهذا الاسم . قرية كانت في ماضي زمانها أغلب أهلها ناس وادعون مسالمون ، إلا أن بعض سكانها الأصليين ممن كانت هناك رخوة ورقة في صدقهم وإخلاصهم ، باعوا فدانات قليلة لفرد كبير طاعن في السن غريب عن القرية مجهول النسب . وجاء رجل آخر ممن يحمل هذه الصفة ( رقة في الصدق والإخلاص ) وقلده في فعله فباع فدانات أخرى لغريب وافد آخر . وهكذا اتسعت المساحات المباعة واختلط أولئك الغرباء بسكان القرية الأصليين ، ومع مرور الوقت صارت القرية الأخرى ذات غالبية غريبة مجهولة الهوية والتوجهات . قال لها زياد : أرجو أن تنجح الخطة . كانت تعرف أنها لن تغسل عار الوصمة إلا بهذا الفعل البطولي القوي . عليها أن تدفع بثلاثة من زهرة شباب أبناء تلك القرية ( قرية الملاعيط ) نحو القبر . قالت : ستنجح ، صدقني . وعند النجار العم ( صالح ) تولى ( زياد ) بنفسه تفحص الصندوق . صندوق تابوتي مصنوع بطريقة بارعة يسمح لمن ينام بداخله بالتنفس الكامل بدون أن يوحي منظره بوجود مسامات التهوية تلك . وفي يوم الحفلة أعطاها ( زياد ) السم والترياق . زياد : بعد تناولك للسم ب ( 7 ) دقائق عليك تناول الترياق . أومأت برأسها موافقة . لم يكن ( زياد ) يقدم خدمة لها ، بل كان يحاول أن يُبَرِّد النار التي ماتزال مستعرة في قلبه عندما أقدم عدد من أولئك الناس الذين صاروا ينسبون لقرية ( الملاعيط ) وهم أساسًا دخلاء فيها ، عندما أقدم هؤلاء الأفراد على قتل كل أفراد عائلته حتى لم يعد لأحد منهم من أثر في الحياة وبقى هو وحده يتجرع مرارة الفقد ويكتوي بنيران الألم واليتيم والوحدة . وفي بيت ( شيلا ) اجتمع الضيوف من الجنسين ، ودارت الموسيقى . كانت ( أسرار ) منتبهة ، حذرة ، حريصة . كانت تحرك أكثر من وتر في الآلات التي كانت تلعب عليها ببراعة . المحافظة على بسمة وجهها ، مشاركة الصديقات العدوات الرقص ، مشاركة الجميع الكلام . أليست هي الوحيدة المتواجدة في المكان من قرية ( سيدنا محمود ) والتي - هي في نظر أبناء هذه القرية - لا تكاد أن تمت لأبناء قريتها بصلة فهي أقرب لكونها فرد من أفراد قرية ( الملاعيط ) وفي غفلة عن ( عجائب ) دست السم لها في كوبها وتأكدت أنها تناولته وفعلت نفس الشيء في كوب ( دينا ) وفي كوب ( شيلا ) ثم أخيرًا تناولت هي عصيرها المسموم . مر بعض الوقت حين أحست باهتزاز الساعة الذكية في يدها تعلمها بمضي سبع دقائق على تناولها للعصير المسموم ، فأسرعت تدفع بالترياق المر في فمها دفعة واحدة وفي خفة لم يلحظها أحد . جاء رجال الدين في قرية ( الملاعيط ) يقفون على الجثث الأربعة ، واستدعى بعض الشجعان في القرية أهل ( أسرار ) من قرية ( سيدنا محمود ) فأسرعوا بالتبرأ منها وأعلنوا أنها لم تعد ابنتهم وليس لها صلة بهم من قريب أو من بعيد . تمت مراسم العزاء الحزين ووضعت الفتيات الثلاث في توابيت وجاء بعض أصحاب النخوة والخير بتابوت ل( أسرار ) وضعت الأكاليل والورود المنفردة على أجساد الفتيات الأربعة . ثم خرجوا بتلك الجثث ووضعوا تلك التوابيت في حفر وردموا عليها التراب بحيث صار كل تابوت في المكان الذي خُصِصَ له بعناية . وفي منتصف الليل وعندما غطى الظلام القريتين والمقبرة ، وعلى ضوء نور القمر المكتمل ، عمل ثلاثة شباب على حفر قبر أحدهم واستخراج الصندوق الذي فيه ، ثم خرج جسد من ذلك القبر يمشي على قدميه ، بينما أعاد أولئك الشباب الصندوق الخشبي الفارغ لمكانه وحثوا عليه التراب . وفي قرية ( سيدنا محمود ) تم تكريم البطلة ( أسرار ) وظلت تطير فوق الأيادي التي أخذت تقذفها للهواء ثم تعود لتستقر فوق تلك الأيدي ثم تعود لتندفع للهواء من جديد . قام سكان القرية بإطلاق اسم ( أسرار ) الجديد على واحد من أزقة القرية ( مجازيًا ) حيث سُمِي الزقاق باسم ( زقاق بنت الأحرار ) استعادت ( أسرار ) مكانًا ظل مسلوبًا منها ومن أسرتها مدة ( 44 ) عامًا استعادت ذلك المكان بهدوء وحنكة المرأة التي تقدر على فعل المستحيل فقط عندما قالت لواحدة من بنات أسرة من أسر القرية الأخرى : (( أنت صديقتي )) ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ تمت الفضاء الواسع ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ | ||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|