دلال نعمة - نعمة دلال

[الفضاء الواسع]

دلال نعمة ونعمة دلال هي محتوى عدة صفحات ممزقة من سجل مذكرات رجل نحن نسميه في أعرافنا ( خائن ) استوحيت أحداث هذه القصة من أحداث واحد من المسلسلات الدرامية المعروضة في الفترة الراهنة دلال نعمة ونعمة دلال لقد فعلها أحدهم . قام بعملية سطو على مكتبي وفتح أحد أدراجه ووصل لسجل مذكراتي وأخذه وانتزع منه عدة صفحات لا أعرف كم عدد الصفحات المنزوعة لكنها تحمل كلمات تصف شيئًا مما يحدث معي . أعرف أنكم ستسخرون مني فسجل المذكرات هو أحد قطع الإكسسورات المكملة لزينة الفتاة . من قال لكم ذلك فالرجال لهم قلوب أيضًا ولديهم أسرار ، وهم قادرون على الحفاظ على أسرارهم ببراعة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ نعم كنت أنا المهرج البهلوان بارع في وضع مكياج لكل مكان أذهب إليه عند نعمة كنت الزوج المحب الحنون الوديع المطيع والذكي في اختيار الكلمات المنتقاة بعناية والتي تدل على منتهى التهذيب والجنتلمانية العالية . وعند دلال كنت الرجل الذي يعرف من أين يمسك رأس الأفعى حتى لا تلدغه بسمها . كنت عندها الرجل البهلوان ، المحتال الصغير ، المخادع الحلو الذي تحب أن تراه على تلك الصورة . من كانت تسكن قلبي ؟ كنت أظن أنهما الاثنتان تسكنان قلبي لأن قلب كل رجل مكون من حجرات أربع ويقدر أن ينزل في كل حجرة امرأة خاصة بذلك المكان . كنت أظن أنهما الاثنتان تسكنان في قلبي ولكل واحدة منهما مكانها الخاص بها . لكن الأحداث الأخيرة أصابت كيمياء عقلي بالخلل بحيث أنه قد حدث داخل هذا العقل عدة تفاعلات كيميائية كوارثية مدمرة . بت أراها في كل مكان . صارت ( نعمة ) تحتل كل مكان تنظر له عيني . ومع أننا افترقنا رسميًا بناء على طلبها الملح لكن ( نعمة ) أبت أن تغادر حياتي . لقد كانت هي الأذكى اكتشفت شخصيتي الأخرى حتى دون أن أشعر بذلك قبضت علي متلبسًا بجريمتي وأنا أقوم بها مع سبق الإصرار والترصد واجهتني بكل قوة وإنما كذلك بكل هدوء وحنكة وفرحت ( دلال ) بكل ما حدث ، فلقد حصل ما أرادته لطالما سعت المخلوقة لأخذي كاملًا لحياتها كنت أشفق عليها من محاولاتها المستميتة لكي تجذب المتبقي مني إلى فلك حياتها الدوار جعلت والدها يعطيني أكبر منصب في شركته بعد منصبه مكنتني من التصرف بالكثير من أموالها أشعرتني أنني أنا شمسها الوحيدة التي هي تدور حولها وكنت أعطيها مساحة من حرية المكان والحركة فتظل تدور حولي وهي تظن أنها هي التي تمسك بخيوط الجاذبية وتجعلني أدور في فلكها الضيق لقد كنت بارعًا في تمثيل الدور كانت تعرف أني متزوج بل لربما هي لم تحبني ولم تخترني إلا لأني متزوج قد تكون من صنف النساء اللواتي يملن إلى الحلوى التي تذوقها غيرهن لكن ( نعمة ) لم تكن تعلم أو أنني ظننت ذلك لأمد غير مسمى حتى قبضت علي وأنا بمكياج الشخصية الثانية للمهرج البارع في أداء دوره في محطة الوقود تلك بينما كنت غارقًا حتى النخاع في دوري مع ( دلال ) حين انعكس ظل على زجاج السيارة ولما رفعت نظري لاستطلع سر انحجاب ضوء الشمس ، وجدت شمس ( نعمة ) قد بدأت تغرب عن حياتي غروبًا أبديًا ، لينزل علي بعد ذلك ليل داج لن يظهر لي فيه إلا كويكب يدعى أنه شمس ناقشتني بهدوء وإنما بإصرار وقوة لم فعلت ذلك يا معين ؟ ولم أعرف بم أرد وعندما دخلت مكتبي مساء ذلك اليوم فارًا من الاثنتين معًا ملأت دفتري بترهات اعتقد أنها كانت بدايات اعتراف نعم اعترفت لنفسي بشكل غير صريح أن واحدة من الاثنتين تسكن قلبي واحدة فقط وأبت باقي جوارحي المشاركة بالإدلاء بذلك الاعتراف حتى دخلت مع ( نعمة ) في طول وكبر ووحشة وبرودة دهاليز المحاكم لم تصرخ قط لم تتعصب لم تغضب لم يرتفع صوتها في حدة في مرة من مرات الكلام كانت كما عهدتها هادئة وادعة متحكمة في انفعالاتها زوجتى الأولى الدكتورة ( نعمة ) أشعر بها الآن تنسل من حياتي وكأنها حبة من حفنة من حبيبات الرمل تنساب من بين الأنامل انسيابًا سريعًا خطرًا يؤذن بالذهاب الكامل لم أشأ للأمور أن تسير على هذا النحو قاتلتها ببراعة أخذت ( دلال ) وواجهتها بها تباهيت بجمال ( دلال ) الأخاذ أمامها شتمتها وضخمت لها عيوبها تحولت من المهرج الجنتلمان إلى المهرج الذي فقد قدرته على جذب انتباه الناس وتسول الضحك من الأطفال فغير خطته صرت المهرج بذيء اللسان والجريء جراءة مؤذية وكنت كل مرة انتقم فيها من ضعفي أمامها أعود لسجل مذكرات لأكتب أحداث خيبة جديدة من خيبات الأمل غير المتوقعة التي أشعر بها بعدما أجبرها على البكاء والألم لكن هناك مزعة صغيرة في قلبي تستعذب ما أفعله بها مزعة مريضة لا بد أن أسرع في اجتثاثها وإلا سأتحول لو تركتها لشخص آخر لن أتمكن من التعرف عليه بعد ذلك كانت المساحات التي تحتلها ( نعمة ) داخلي تزيد وتحتل مساحات أكبر لمكان كنت أظن أن ( دلال ) تسكنه لم تكن ( دلال ) صاحبة الأفق الضيق والجمال الأخاذ تعلم بذلك كنت كلما تقوقعت بداخلي كلما أغدقت علي ( دلال ) بالمزيد والمزيد من كل شيء حتى خنقني دلالها ربما في هذه اللحظة بالذات أدركت أن قلبي قد تمكن من لفظ دخيل محتل للباقي من مساحاته القليلة المتبقية الفارغة بدون حب والتي تقطن فيها شخصية اسمها ( دلال ) حتى دون أن يستأذنني ودون أن يعلمني أنه سيقوم بذلك وانتشر سرطان بدأ صغيرًا بداخلي واحتلني بالكامل سرطان اسمه ( نعمة ) صرت أراها في كل مكان على الوسادة التي بجانبي تحتل نفس المساحة التي تضع عليها (دلال ) رأسها أقسم بالله أن التي تبتسم هي ( نعمة ) اسمع صوتها الهادئ المنساب كخرير ماء بركة رقراقة عذبة ينساب الماء في تجاويفها باطراد وديمومة تملأ ضحكتها صيواني أذني فتملكان قلبي بالكامل أنا الخائن الذي قمت بخيانتها طوال عشر سنوات وصار لي من الأخرى ثلاثة من الأبناء بينما لم أرزق منها بولد قبضت علي في محطة الوقود تلك بينما يتقافز أولادي في المقعد الخلفي وتجلس الأخرى في المقعد الأمامي بجانبي ولم أملك الوقت ولا القدرة على المسارعة في تلطيخ وجهي بمكياج الوجه الآخر للمهرج ولما تبعتها لتقديم تبريرات ماتت حتى قبل أن تولد أدهشني هدوؤها وألجم لساني صمتها المهذب الواعي بكل شيء ثم حدثت الكارثة لما جاءت تطلب الطلاق لا أعرف ما الذي جرى لي لكنني عند طلبها هذا فقدت جزءًا كبيرًا من جوهر شخصيتي وبداخلي قمت فورًا بتغيير خطتي بسرعة عجيبة تبادلت الأدوار مع وجه من وجوه المهرج التي أجدت تلبسها بسرعة كل مرة تحولت لشخص آخر شخص يجيد تسديد هجمات من كل نوع هجمات كلامية فعلية أذيتها في كل مكان لاحقتها للبيت لمكان عملها لمكان اجتماعها بصديقاتها وهاجمتها بأقوى سلاح أمتلكه وقتذاك ألا وهو امرأة مثلها أحضرت ( دلال ) معي في كل مرة كنت أهاجمها فيه لأزيد جرحها اتساعًا وأؤلم روحها وكانت ( دلال ) كالنعجة تنساق حيث أجرها المهم أن أظل شمسًا تشرق في حياتها وفي أثناء ذلك الهجوم آذيت الجميع نفسي أهلي قرابتي ( نعمة ) أهلها أصدقاؤها وحتى أولادي نالهم من الأذى ما نالهم وها أنا اليوم أقف في هذا المكان وأنا أرى ( نعمتي ) تتأبط ذراع رجل آخر يا ألله أظن أن هذا الذي كتبته يشبه الكلام الموجود على الصفحات الممزقة المفقودة من سجل مذكراتي أنا أنا الرجل الخائن ( معين ) والذي كان يظن أن لقلب الرجل حجرات أربعة وبالتالي يستطيع الرجل أن يضع في كل حجرة منه امرأة في حين أنني الآن أعترف كلي بكل شيء في أنني لم استطع أن أضع في قلبي إلا امرأة واحدة احتلت ذلك القلب بكل حجراته وكنت أظن كما يظن معظم الرجال أن المذكرات من باقي أدوات الفتاة التي تحيط بها ولا يجب أن يكون للرجل سجل مذكرات لكنني كنت أكتب وأنا جالس على مكتبي تلك الأمور التي لم أكن أحب أن أتكلم بها ولا لأي أحد حتى لنفسي كنت أكتبها في سجل مذكراتي ذي الغلاف المقوى الأزرق الذي اشترته لي ذات مرة من سمحت لنفسها أن تكون حبيبة قلبي ولكن لبرهة من الزمان فقط ( نعمة ) تمت / الفضاء الواسع