آخر 10 مشاركات
جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          116 - أريد سجنك ! - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          91-صعود من الهاوية - بيتي جوردن - ع.ج ( إعادة تصوير )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          كوب العدالة (الكاتـب : اسفة - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree4112Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-10-21, 07:55 PM   #1051

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته كل عام وحضراتكم بخير بمناسبه المولد النبوي الشريف 🌺جاري تنزيل الفصل باذن الله وبعتذر عن تقديم الموعد من ٩ إلى ٧ مساءا بس حقيقي عندي ظروف تستدعي التغيير الدائم للساعة السابعة ❤️

Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-21, 07:58 PM   #1052

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني والعشرون

بداخل كل منا رهبة من موقف ما نعيش الحياة ونحن نخشى حدوثه ...

نتجنب كل الطرق التي تؤدي إليه ،نشعر أن ما نخشاه إن حدث ستنهار الدنيا

وننهار نحن ...

ستتوقف الأرض عن الدوران وربما تشرق الشمس من مغربها أو لا تشرق على الاطلاق

تتخيل أن دموعك ستسيل أنهاراوحياتك ستغدو صحراء جرداء .......

أما حين يقع ما كنت تحذره تتعجب أن كل ماحسبته ليس بصحيح ......

وها هي أنفاسك تستقبلها رئتيك وقلبك لم يتوقف عن النبض .....

لأن في النهاية الحياة لا تتوقف على أحد....

وهذا ما شعرت به مريم ،كان هاجسها فقده وها هي تفقده....

كانت تخشى فراقه ولكن يبدو أن الفراق قدرها....

وها هي تعيش منذ ماحدث ......

حتى الدموع جفت في مقلتيها ولا تجد عينيها تجودان عليها بدموع غزيرة كالسابق

أهو التبلد الذي يصيبنا حين نيأس ؟

حين نجد أنه لا فائدة ؟

أم أن هذا القلب عصاها وتوقف عن حبه ؟

لايهم، المهم انها بخير

صمتها فقط هذه الأيام لأنها تعرف أن عمرو على وصول

وحين يصل عمرو تعرف أن كل الأمور ستتبدل ،لا تعرف متى سيعود فهو لم يخبرها ولكنه قال أنه سيعود في أي وقت فجهزت نفسها حتى حقائبها هي وأبنائها أعدتهم دون أن يدري أحد

..................

كانت مريم تجلس في غرفة المعيشة ببيت عمها صالح الذي تلزمه منذ فترة وبجوارها زياد وجنة يقومان بواجبات الروضة البسيطة

جنة تلون ومريم تساعدها في اختيار الألوان أما ليلة فكانت قد أعدت مشروبات

ساخنة للجميع وجلست بجوار مريم قائلة بمودة :"الا تريدين الفضفضة قليلا مع عمتكِ ؟ منذ أن أتيتِ من العاصمة وأنتِ تلتزمين الصمت ؟ ثم أردفت بعتاب رقيق:أم أنكِ تقولين أنني أمه ولن تبوحي لي بما في نفسك؟"

ابتسمت مريم ابتسامة صغيرة لم تتعدى حدود شفتيها وأردفت بصدق:"بالطبع لا عمتي كل ما في الأمر أنني وصلت إلى مرحلة فعلا لا أريد الكلام أو لا أجد له جدوى..."

ربتت ليلة على يدها قائلة بنظرة صادقة:"وإن قلت لكِ أنه نادم على كل شيء ويريد أن يبدأ من جديد ويٌقسم أن هذه المرة بالفعل لم يكن يعلم عن أمر هذه الفتاة...."

قالت مريم بصوت مٌنهك:"ربما عمتي ،ولكن هل تعرفين أين أصبحت المشكلة؟

المشكلة أنني تعبت وحقيقة أحتاج إلى هدنة..."

فُتِح باب البيت وظهر من خلفه يوسف فحادت مريم بعينيها عنه أما زياد وجنة فجرى كلاهما نحو أبيه فقبلهما بألية ثم دلف للداخل وألقى السلام وهو ينظر إلى وجه مريم الساكن ومن داخله يتعجب لحالة اللامبالاة التي أصبحت عليها

قالت ليلة:"اجلس يوسف...."

ولكنه كان في حالة غريبة منذ أن ترك غالية ،كلامها له جعل كل موازينه تنقلب

فأردف باقتضاب:"سأصعد وآخذ حماما وأبدل ملابسي ثم أعود..."

فأردفت جنة :"سأنتظرك بابا..."

مسد على شعرها قائلا بحنان:"وأنا لن أتأخر...."

وبعد صعوده خرج صالح من الحمام بعد أن أخذ حمامه وجلس بين أحفاده ...

رن جرس الباب فقفز زياد قائلا :"عمو حاتم ،أنا سأفتح له.."

فقفزت جنة خلفه قائلة:"بل أنا من سأفتح..."

وصل زياد أولا وفتح الباب ووقف قليلا أمام الوجه الذي لم يألفه بعد ولكنه يتذكره من مكالمات الفيديو

فأردف عمرو الذي يقف أمام الباب بابتسامة حلوة :"ولد يا زياد الا تتذكر خالك؟.."

قالها وهو يجذبه ليحتضنه أما مريم فاتسعت عينيها بغير تصديق وحين تداركت الأمر هرعت نحوه وهو يصافح الصغار بحرارة وأردفت بعينين دامعتين:"عمرو..."

تقدم منها هو الآخر ليلتقيان في منتصف البهو واحتضنها بقوة وهي تتشبث فيه ودموعها الأبية تنساب على وجهها فضمها اليه أكثر وأردف :"لمَ البكاء الان؟"

كان صالح وليلة قد اقتربا منهما فأردف صالح بسعادة :"أهلا بك حبيبي حمدا لله على سلامتك..."

ابتعدت مريم قليلا عنه ولكنها كانت تتعلق بذراعه كطفلة صغيرة فصافح بيده الحرة عمه وعانقه وصافح زوجة عمه وقبل رأسها وشعر بموجة من الدفء تنساب من حوله وهم يحيطون به هكذا

أما المفاجأة فكانت من نصيب حاتم الذي فتح باب البيت ليتفاجأ بهذا المشهد فأردف بذهول:"ولد يا دكتور عمرو متى أتيت ؟"

فقهقه عمرو ضاحكا ضحكة عالية وأردف وهو يقترب مع اقتراب ابن عمه :"وصلت منذ قليل ...."

واحتضن كل منهما الآخر بمحبة واشتياق
وبعد قليل
كان الجميع يجلس في غرفة المعيشة يستمعون لأخبارعمرو وخبرعودته النهائي بينما تجلس مريم بجواره تحيط ذراعه بيديها

وكأنها تتعلق به أو تتلمس في قربه أمانا فناظرها بنظرة ذات مغزى وأردف لعمه بنبرة بها الكثير من الاحترام مع الكثير من الحزم:"بالطبع عمي تعرف أن مريم عانت من الضغط الشديد الفترة الماضية.."

قال صالح وهو يٌثبت نظارته فوق أنفه:"بالطبع..."

فأردف عمرو بصوت ثابت واثق :"بعد اذنك أنا استأجرت شقة قريبة من هنا وسآخذها معي هي والأولاد ،هي تحتاج فترة استجمام لتفصل من كل الأحداث الأخيرة..."

ورغم أن صالح يعرف كل هذا ولكن قلبه انخلع حين استمع إلى كلامه

فأردفت ليلة بنظرة قلقة:"مرحلة وستمر يا عمرو ولكن مريم لم تترك البيت من قبل ولا أعتقد أنها تريد ذلك الان..."

"بل أريد "

قالتها مريم بجدية وحزم تفاجأت بهما ليلة

فأردف صالح بنبرة جدية :"هل أخذتي قرارا محددا أم تريدين فقط الاستجمام كما قال عمرو؟"

قالت مريم لعمها بهدوء وبنبرة مستسلمة :"أحتاج إلى الابتعاد،أحتاج للشعور أنني لست مضغوطة ،أحتاج أن ابتعد عن هنا قليلا ووقتها سأستطيع أخذ قرارا نهائيا.."

نظريا كان كلامها صحيحا ويقتنع به صالح أما عمليا فشعر بالقلق إن تركها ترحل بالأولاد

فماذا إن كان الرحيل بلا عودة ؟.....

أردف برصانة بعد صمت ثواني فكر فيهم جيداً:"حسنا مريم حقك طبعا ثم نظر إلى عمرو قائلا:ولكن في النهاية لابد أن يكون الأمر بالتراضي مع زوجها، لن تستطيع

أن تخرج دون موافقته..."

مط عمرو شفتيه وظهرت في عينيه نظرة مٌستهينة حاول ردعها احتراما لعمه

ثم أردف بجدية مُصطنعة:"طبعا طبعا أين هو لأصافحه أولاً ثم استئذن منه ثانيا؟"

قال صالح :"بالأعلى..."

فاستقام عمرو قائلا :"حسنا سأصعد له ثم أردف لمريم بنبرة آمرة:تجهزي أنتِ

والأولاد حتى أنزل..."

...........

حين رن جرس الباب كان يوسف للتو قد خرج من الحمام ولم يسمع أي مما حدث

بالأسفل فارتدى ملابسه على عٌجالة وحين فتح باب الشقة تفاجأ بعمرو أمامه

فاتسعت عينيه دهشة فهو لم يكن لديه أي معرفة بعودته فأردف متفاجئا:"عمرو!!!"

ليردف عمرو بسخرية :"عمرو اشتاق إليك يا ابن العم فأخذ أسرع طائرة ليراك

ثم أعقب كلماته بلكمة مفاجأة أعلى وجنة يوسف الذي ترنح للخلف من أثر المفاجأة

ثم أردف عمرو بغيظ :هذه لأنك أغضبت أختي ثم أردف وهو يهم بلكمه ثانية : وهذه لأنك استهونت بها وظننت لأنها لا تريد العودة لبيت أبيها فباستطاعتك أن تبيع وتشتري فيها...."

ولكن اللكمة توقفت حين أوقفتها قبضة يوسف الذي استعاد توازنه بسرعة وقبض على يد عمرو وبيده الأخرى لكمه في وجهه قائلا بغضب:"وهذه حتى تتأدب مع ابن عمك وزوج اختك الأكبر منك بعدة سنوات...."

كانا كثورين هائجين أمام بعضهما والقوى مٌتكافئة فلم يردعهما سوى دخول حاتم الذي وقف بينهما يفض الاشتباك
***********
كان معتصم يقف مع العمال في الشقة المٌقابلة لشقته القريبة من عمله وكانوا يضعون باقي الأثاث الذي اختاره عمرو كله قبل أن يأتي من إحدى صفحات معارض الاثاث في المحافظة

فمنذ أن قرر الأخير إنهاء عمله بالخارج والعودة إلى البلد وهو يرتب لشكل الحياة التي سيحياها وكل ذلك بعلم معتصم الذي استأجر له الشقة المقابلة له ما إن تركها ساكنيها

وبعد أن استقبل معتصم عمرو بالمطار جاء معه إلى الشقة ورأها وكان معظم الاثاث

قد وصل منذ أيام ولكن بقى فقط أثاث غرفة المعيشة وها هم العمال يضعونه

وبعد رحيلهم تذكر معتصم أن عليه الذهاب إلى بيت خاله صالح خوفا من تهورعمرو

........

بعد أن ذهب معتصم إلى بيت خاله فتح له زياد فدلف وألقى السلام على الجميع واردف وهو لايزال واقفا :"أين عمرو ؟"

فأردف صالح بضيق من كل ما يحدث وقد فلت منه زمام الأمر:"بالأعلى مع يوسف وحاتم..."

فاستئذن من خاله وصعد للأعلى بخطوات سريعة ليجد ما توقعه

وجد ثورين يتناطحان وبينهما يقف حاتم وحين نظر إلى وجه كل منهما استنتج

أن هناك عنف كان بينهما فأردف موبخا:"هل أنتما صغارا لتقفا أمام بعضكما هكذا؟"

قال يوسف بغيظ وهو يشير بيده جهة عمرو :"قل لهذا الغبي الذي يحب اشعال الحرائق..."

قال عمرو باستنكار :"أنا من أشعل الحرائق ؟ ماذا تفعل أنت اذن؟....

ثم استدرك قائلا بتهكم :نعم نعم تذكرت تتسكع مع النساء وتترك زوجتك وتتجبر عليها لأنك تعرف أنها لا تٌفضِل البقاء ببيت أبيها...."

صاح يوسف قائلاً بغيظ:"كلمة قلتها وقت غضب وانتهينا هل ستمسكها عليّ؟"

كان حاتم قد أصابه الصداع منهما فترك معتصم بينهما وجلس هو يتابع بصمت

فقال معتصم ليفض النزاع :"تحاورا بهدوء يا شباب..."

فأردف عمرو لمعتصم:" أنا سآخذ مريم معي في شقتي، قٌضي الأمر"

فأردف يوسف بتهكم وهو يقف خلف معتصم مٌتخصرا :"على أساس أنها متزوجة من شوال أرز وأنت ستأخذها دون اذني!..."

هم عمرو بالرد عليه ردا لاذعا إلا أن معتصم كان الأسرع حين قال :"وبالنسبة لمريم نفسها الا تريان أن رأيها هو الأهم؟ ثم ناظر عمرو قائلاً :هل ستستطيع أخذها دون رغبتها ؟ وعاد إلى يوسف قائلا :وأنت هل ستبقيها رغما عنها ؟"

صمت كلاهما وهما يناظران معتصم بصمت خيم على الجميع

...........

بعد قليل

كانت مريم تجلس في غرفة المعيشة الخاصة بشقتها بعد أن طلب منها معتصم الصعود ،تنظر إلى الشقة باشتياق وقد ارتدت ملابسها كاملة استعدادا للرحيل مع شقيقها وحين رأى يوسف ذلك ازداد توتره وأردف بصوت منخفض :"تعالي لنتحدث بالداخل بمفردنا...."

قال عمرو بحدة :"لا ،تتحدث أمامنا هنا..."

قال له معتصم بجدية وهو يزجره بنظرة عينه:"لا عمرو، يتحدثان بمفردهما ،هذا حقهما ،هيا بنا للاسفل فمريم ليست صغيرة..."

فأردفت مريم بصلابة:" معتصم عنده حق ،من فضلك عمرو دعنا بمفردنا"

وحين انصرف كل من عمرو ومعتصم وقبلهما حاتم ترك يوسف مقعده ليجلس بجوارها على الأريكة الصغيرة فلم تٌحرك ساكنا

فأردف هو بنبرة يبدو بها الندم جليا:" مريم ، أنا أعرف أن الفترة الماضية كانت صعبة ولكن صدقيني كانت صعبة عليّ أنا أيضا ،ولكن كل ما بيننا يدعونا إلى أن نعطي أنفسنا فرصة أخرى نصحح فيها كل ما فات...."

التفتت له قائلة بوجه جاد ونبرة ثابتة ونظرة ثاقبة :" أنا احتاج إلى الابتعاد ،إن كنت تريد معيفرصة أخرى فلتتركني أرحل مع عمرو ،صدقني يوسف أنا احتاج لذلك،حادت بعينيها بعيدا عنه تنظر في اللاشيء وأردفت:احتاج للشعور أنني صاحبة قرار ،احتاج للاختلاء بنفسي والعيش لفترة بعيدا عنك وقتها ساتأكد إن كنت أريد العودة أم لا..."

قال بمهادنة وهو يقترب منها أكثر حتى أصبح يلتصق بها:"بامكانكفعل ذلك وأنتِ هنا...."

لم يؤثر فيها قربه وقد تحجرت مشاعرها وأردفت بقنوط :"أنا طوال عمري هنا ،أحزن وانا هنا ، تذهب أنت وأبقى أنا هنا ،ثم أردفت بشيء من الحدة:أنا احتاج لمرة واحدة أن أترك هنا...."

""تقصدين أن تتركيني

قالها بتيه ونظرة ضائعة فكاد قلبها أن يرق خاصة وهي تتأمل الكدمة الموجودة على وجنته فعرفت أنه وعمرو تشابكا ،هكذا حالهما دائما مزاحهما ثقيل فماذا عن غضبهما ؟...

ولكن حين تذكرت موقف الفندق وجدت قلبها يقوى من تلقاء نفسه فأردفت بهدوء وعزم :"سأكون مع عمرو ،سأكون بأمان بإذن الله وسأكون بالشركة كما أنا مع عمي لن يتغير شيء...."

نظر إلى نظرة العزم في عينيها وإلى اصرارها وإلى ملابسها التي ارتدتها بالكامل فهي لن تتراجع ...

وإن كان على الاجبار فبامكانه أن يمنعها من الرحيل، يملك الحق ويستطيع الرفض...

ولكن هل ما يريد إصلاحه معها سيجدي إن ارغمها وهي بهذا العزم؟

والاصعب هل هو بإمكانه العودة لطبيعته بعد ما حدث مع سندس؟

من وقتها وهو لا يستطيع أن يضع عينيه في عيني مريم

يشعر بالخجل منها رغم أنها لا تعرف شيء

يشعر بالتعاطف معها وأنها كانت من البداية على حق

يشعر بالحنق من نفسه لما أوصل نفسه إليه

وبعد كلام غالية له اليوم بدأت أفكاره تتشتت أكثر وبدأ يفكر في مريم بشكل مختلف

،ربما ابتعادهما عن بعضهما لأيام قليلة يكون مٌجديا ،يكون استعاد فيه زمام أمره

ويعطيها الشعور الذي تريد الاحساس به من أنها صاحبة قرار.....

أردف أخيرا بملامح ممتقعة:"حسنا ولكن لعدة أيام فقط ، لم أوافق إلا من أجل أن تفصلي قليلا عن الأجواء ولكن...."

صمت فأردفت وهي تناظره بتساؤل :"ولكن ماذا ؟"

لامس أناملها بأنامله فشعر برجفة خفيفة تسري في أوردته لم يشعر بها منذ فترة وشعربرجفة جسدها كله فاستعاد عقله منظر سندس المُقزز ولمساتها الجريئة بلا حياء ثم أردف لمريم بنظرة ثاقبة لعمق عينيها الجامدتين :"حين تستعيدي كل الاحداث الماضية وترتبين أوراقك كلها من جديد أريدك أن تتذكري أمران هامان وأقسم لكِ أنهما الحقيقة الأكيدة في كل ما حدث

أولهما أنني احبك ولا أحب غيرك وثانيهما أنني حقا تفاجأت مثلك يوم كنا في الفندق ولم أعطيها العنوان ولم تأتي لي من قبل ولم أخون الله فيكِ من قبل..."
*********
بعد أن اطمئن معتصم على عمرو ومريم في الشقة الجديدة وأكد عليه عمرو أنه سيبيت فيها حتى الصباح برفقة مريم وابناءها عاد معتصم إلى البيت في المساء

وبعد أن تناول الطعام مع عنان خرج إلى السطح ليجلس قليلا في الهواء ويشرب سيجارة

خرجت خلفه وقد أصبحت جلستهما في السطح من الطقوس الأساسية الشبه يومية ،يخرجان قليلا في المساء ويجلسان يتسامران قليلا في أي شيء

وقفت على الباب قليلا دون أن ينتبه لها وكان يضع هاتفه بجواره ويُشغل نفس الأغنية التي رقصا عليها معا في الفندق ويدندن مع الكلمات بصوت دافىء رغم خشونته ....

جلست بجواره على الوسائد الموضوعة أرضا فأخفض الصوت قليلا ثم أردف :"هل تخرجين إلى السطح بالمنامة؟"

قالت وهي تنظر حولها إلى السطح الشبه مٌعتم إلا من مصباح صغير بإضاءة خافتة في الزاوية وترفع وجهها إلى النجوم المتلألئة فوقهما والقمر الساطع :"بالله عليك معتصم من سيراني في هذا الظلام ؟ إلى جانب أن بيتنا أعلى بيت في البلدة..."

أخذ نفسا من سيجارته ولم يرد فهي لديها حق وأخذ يتطلع في وجهها المتلألىء تحت ضوء القمر وشعرها الذي ترفعه في ذيل حصان فيشعر كأنها طالبة في المرحلة الثانوية أو هو من يتوقف به الزمن عند هذه المرحلة ....

أردفت عنان بتساؤل:"لم تُكمِل لي هل تركها يوسف بسهولة تذهب مع عمرو؟"

قال معتصم وهو يتذكر ملامح يوسف وكيف كان يبدو بحالة ليست طبيعية:"ليس بسهولة، يوسف يعاني من تشتت في هذه الفترة فحمدا لله أنه أدرك أن عليهما الابتعاد لفترة..."

قالت بضيق:"أنا خوفي كله على مريم.."

قال مشاكسا:"ويوسف ألا تخافين عليه؟"

قالت بامتعاض:"لا ،طوال عمره وهو يجعلها تدور حول نفسها والمشكلة إنه وقح ثم أردفت بنفس الامتعاض: هناك أشخاص يكونون مثله ولكن يخجلوا ويتدارون أما هو فيجادل في الباطل...."

ناظرها قليلا بصمت وتساءل هل تقصد ....؟

حتى الاسم يرفض عقله نطقه فأغمض عينيه قليلا فسحبت هي السيجارة من بين شفتيه ففرق أجفانه بسرعة واعتدل فوجد في عينيها نظرة مٌتلاعبة وهي تضع السيجارة بين شفتيها قائلة بنبرة مٌتسلية:" مادمت لا تريد أن تتوقف عن التدخين فأنا لدي استعداد للتعلم..."

وكما حدث المرة السابقة أخذت تنفخ فيها فجذبها من بين شفتيها قائلاً بتهكم:"وعوضا عن أن يكون بالبيت مدخن واحد يكون هناك اثنان ثم أردف بنظرة ساخرة :ويا حظك لو رأتكِ نعمة....."

قالت بعدم اكتراث :"ماذا ستفعل؟"

قال ضاحكا :"لا أبدا ستقول لكِ صلاة النبي أحسن..."

قالها وهو يقلد نبرتها بالضبط فقهقهت عنان ضاحكة بملء فمها وحين رأى ضحكتها الحلوة ابتسم ابتسامة واسعة وتذكر كلاهما لقاءهما الأول في هذا البيت ثم أردف بجدية هذه المرة وهو يُركِز في عمق عينيها اللامعتين كنجمتين تحت ضوء القمر : حقا اريد أن أقلع عن التدخين.."

قالت بجدية:" ياليت..."

قال بنظرة خاصة وهو يستقر بنظراته على شفتيها :"حين أجد البديل سأبتعد عنها"

ازدادت ضربات قلبها في الخفقان مع نظراته وكلماته وأردفت لتداري خجلها وتوترها :"لم تقل لي أنت من اخترت شقة عمرو لتكون أمامك أم هو من فضل ذلك؟"

قال لها :"هو طلب مني البحث وبالمصادفة عرفت أنها خلت...."

ألقت عليه سؤالها الذي حيرها كثيرا قائلة وهي تدقق النظر في وجهه :"بالمناسبة ما فائدة شقتك هذه في ماذا تحتاجها أنت تأتي إلى هنا يوميا؟...."

قال ببساطة:"قبل أن نتزوج كنت أوقاتا أبيت فيها أو احتاجها أوقات ضغط العمل في أخذ حمام وتبديل ملابسي...."

لا تعرف لمَ شعرت بالقلق من وجود هذه الشقة فأردفت وهي تحاول أن تبدو اسئلتها عادية :"والان لم تعد تحتاجها هل ستتركها؟..."

قال وهو ينفض رماد سيجارته في المطفأة المجاورة:"ولمَ أتركها هي تنفع في كل الأحوال...."

شعرت بفضولها يشتعل وأردفت بتسرع :"هل يذهب إليك أحد هناك ؟"

ضيق ما بين حاجبيه قائلا :"مثل من ؟"

قالت بهدوء مصطنع:"أصدقاءك مثلا...."

شعر بأنها تلف وتدور حول شيء معين فأردف بلا مواربة:"لم لا تسألين أسئلة واضحة ومباشرة وصريحة لأجيب عليكِ إجابات واضحة ومباشرة وصريحة؟..."

":"وإن فعلتها هل ستجيب بصراحة ؟

قالتها بتساؤل فأردف بجدية :"اكيد..."

فقالت له دون مواربة :"هل أحببت من قبل ،وهل كانت لك علاقات كمعظم الرجال قبل الزواج ؟"

قال لها دون تفكير وبملامح مسترخية:"ليس هناك من لم يحب في مراهقته أو شبابه هذا أمر مفروغ منه ،وليس هناك رجل ليست له علاقات قبل الزواج...."

اتسعت عينيها من صراحته ولكنها لاذت بالصمت لتسمعه ،مدد ساقيه أمامه بشكل مستقيم ثم وضع أحدهما على الأخرى وأكمل برصانة :"أما بالنسبة للعلاقات التي تقصديها فأنا ولله الحمد لم أمس امرأة من قبل في الحرام....

ارتاح قلبها حين سمعت تصريحه فأكمل هو بعد أن نفث دخان سيجارته في وجهها ببطء متعمد :ولا في الحلال....."

حدقت فيه لثانيتين لا تفهم مقصده وحين بدأت في الاستيعاب احتقن وجهها بالدماء وتباينت بداخلها الانفعالات ما بين شعورين ورغبتين

شعور بالارتياح لأنه لم يخطىء كما قال

وشعور بالذنب لأنها هي حلاله التي لم يقربها

أما الرغبة فكانت في لكمه في وجهه لأن حلاله لم تمنع نفسها عنه

ليتهكم عليها هكذا .....

ورغبة أخرى في غمره بحضنها كالأمس ....

حين لاحظ صمتها التام بعد ما قال تدارك الأمر فأردف يشاكسها فكلامها أفضل من صمتها:"أقصد لم أتجاوز حدود الله بارادتي أبدا أما ما هو خارج عن ارادتي...."

لم يٌكمِل كلمته فأثار ريبتها

التفتت له وقد تحفزت حواسها كلها وربعت ساقيها وواجهته قائلة وهي تكبت رغبتها في لكمه :"وما هو الخارج عن ارادتك بالضبط ؟..."

راقت له وهي كقطة متحفزة هكذا فأردف وهو يسحق سيجارته التي انتهت في المطفأة :"أحيانا تحدث تجاوزات ولكن خارجة عن الارادة...."

قالت بمهادنة حتى تعرف ما يخفيه وهي تشعر أن هذا الرجل يخفي خلف هدوئه هذا الكثير :"مثل ماذا ؟ احكي لي.."

قال ببساطة وهو يفتح علبة العلكة ويأخذ واحدة يضعها تلقائيا بين شفتيها وأخرى يضعها في فمه :"أتذكر مثلا حين كنت في بداية عملي في مدينة ******، اتسعت عينيها فهي نفس المدينة التي قضيا فيها اجازة زواجهما ولكنها لاذت بالصمت فأكمل:كانت هناك احدى السائحات ثملة وطلبت مني المساعدة وفجأة وجدتها تعلقت في رقبتي وقبلتني...."

اتسعت عينيها عن آخرهما وأردفت بأنفاس متلاحقة :"وماذا فعلت أنت ؟"

قال بهدوء مغيظ:"بالطبع في البداية تفاجأت..."

قالت بوجه محتقن :"ثم ؟"

قال بنفس الهدوء:"حاولت أن أبعدها بهدوء.."

قالت بنفاذ صبر:"ثم ؟"

قال ببراءة مصطنعة :"أبعدتها بالطبع في النهاية...."

شعرت بالتوتر والغيظ فأردفت بحنق مكبوت:"وهل هذه المواقف الخارجة عن الارادة تحدث بكثرة معك ؟"

قال بهدوء:"تحدث أحيانا ولكني تعلمت كيف أصد هذه النوعيات..."

قالت بتساؤل:"هل تتحدث صدقا هل هناك نساء تفعلن ذلك ؟"

قهقه ضاحكا بصوتِ عالٍ ثم أردف :"وأكثر من ذلك..."

شعرت أن الحديث معه أكثر من ذلك سيوترها بشكل أكبر فاستقامت فجأة وأردفت بنبرة حاولت أن تكون عادية:"أنا سأدخل فالجو بارد..."

لم تنتظر رده ودلفت للداخل وحين مرت بجوار غرفته الرياضية كانت مٌضاءة فدلفت للداخل وهي تشعر أن هناك طاقة تريد أن تخرجها فأخذت تلكم كيس الملاكمة المٌتدلي أمامها بقبضتها وشعرت بالفعل بالارتياح ..

فوجدت من يقف خلفها ويقول باهتمام :"قبضتك ستؤلمك ارتدي القفاز.."

قالها وهو يلتقط القفاز ويعطيها اياه فارتدته وأخذت تلكم الكيس وهو ينظر إليها وهي تلكمه بقوة تتناسب مع جسدها الهش وذيل حصانها يتمايل يمينا ويسارا مع حركتها وفجأة وجد اللكمة يتحول مسارها والهدف كان وجهه

لمعت عينيها بالتسلية ولمعت عينيه بالاثارة فقطته تريد اللعب فسحب قفازا آخر من على المنضدة وأردف بنظرة متسلية وهو يرتديه:"تريدين اللعب اذن؟..."

أمام هيئته المتحفزة وجسده الرياضي الفارع بالمقارنة بجسدها الهش تراجعت خطوة للخلف فأردف هو محذرا وهو يرفع حاجبا واحدا:"لا تراجع..."

ولكمها بخفة في كتفها

ثوانٍ قليلة تجرأت فيها وهي تعرف أنه لن يؤذيها وأخذت تلكمه فيتفادى اللكمة تارة ويمنحها لذة الانتصار تارة أخرى ويلكمها بخفة شديدة أحيانا فتثور وتلكمه لكمة أشد

وحين وجدته يصد كل اللكمات اتبعت اسلوبا آخر

فرفعت ساقها لتضربه فالتقطها بيده بسهولة قبل أن تصل إليه فمالت للخلف واختل توازنها فكادت أن تسقط لولا ذراعاه القويان اللذان حاوطا خصرها بقوة وهو يجذبها نحوه

فقالت لاهثة وهي تتمسك بذراعيه وهو يضمها إليه بابتسامة منتصرة :"حسنا أنت الفائز هذه المرة ولكني سأتدرب كثيرا حتى أغلبك في المرة القادمة...."

قال بصوت عميق وهو يواجهها بنظرة أصبحت تأسرها :"أنتِ غلبتيني منذ زمن"

ناظرته بنظرة مشتاقة لسماع أكثر من ذلك ولكنه لاذ بالصمت وهو ينظر إلى ملامحها الجميلة ووجهها الصافي .....

توقف الزمن بهما قليلا يناظران بعضهما بصمت مُطبق إلا من لغة العيون المتعلقة المشتعلة بالاسئلة

هو يتسائل هل تراه كمعتصم وتجاوزت ماضيها ؟...

وهي تتسائل لمَ يضع بينهما حاجز ولا يقترب ؟...

تريد أن تقول له أنها تريد قربه لا بعاده ولكن خجلها يمنعها .....

وكرامته تمنعه من سؤالها عما يؤرقه فهو لا يستطيع أن يتحدث في أي شيء يخص الماضي
يريد أن يمحو من ذهنه صورتها مع غيره ويمحو صورة الآخر من ذهنها قبل أن يبدأ معها من البداية فالخوف كل الخوف لو كانت تنظر إليه وترى وجها آخر أو ترى في زواجها منه هروبا من ماضيها


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-21, 08:01 PM   #1053

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

رن جرس الباب فكان النجدة لكل منهما من نفسه ومن صاحبه

فأردف وهو ينزع القفازات:"من سيأتي الآن؟"

قالت وهي تحيد بعينيها عن عينيه وتنزع القفازات هي الأخرى وكل جسدها ينتفض:"افتح وأنت تعرف...."

تركها وخرج وحين فتح وجد وصال التي أردفت بخجل:"قرأت الرسالة التي أرسلتها لي..."

ابتسم قائلا :"تعالي وصال..."

دخلت خلفه وأردفت بحماس :"ألم أقل لك أنه أفضل شاب ستعرفه ؟"

ابتسم قائلا :"لم أقابله بعد وصال سألت عنه فقط وسمعت فعلا عنه خيرا"

اقتربت منه في منتصف الصالة مع خروج عنان وأردفت بلهفة:"ومتى ستقابله؟"

قال وهو يجلس على الأريكة في غرفة المعيشة:"اعطيه هاتفي ليحدثني ونحدد الموعد..."

قالت وهي تفتح هاتفها:"سأعطيك رقمه..."

قال بجدية لا تخلو من اللين:"هو من يريدك وصال وأنتِ غالية حبيبتي فهو من يتصل ويسعى خلفك.."

لم تكن قد انتبهت إلى هذه الجزأية من فرط حماسها فأردفت بارتباك :"عندك حق ثم اتجهت ناحية الشرفة وأردفت :انتظر قليلاً...."

دلفت للداخل فجلست عنان بجواره مباشرة وقد هدأت انفعالاتها قليلا فأردف هو بتساؤل:"أين ذهبت؟"

قالت بابتسامة صغيرة:"مؤكد تحدثه..."

قال بابتسامة حانية وهو ينظر جهة الشرفة:"هل تحبه إلى هذه الدرجة؟"

"التي تنتظر سنوات رافضة كل من يتقدم لها من أجله بالطبع تحبه..."

قالتها وهي تركز في عمق عينيه فأردف هو :"محظوظ في الحياة من يجد حبا كهذا"

هل يقولها بحسرة وألم أم يٌخيل إليها ؟

رن هاتفه وحين تناوله كان رقما غريبا فأردف وهو يمط شفتيه:"يبدو أن لديكِ حقا وكانت تحدثه.."

خرجت وصال من الشرفة ورد معتصم وكان طارق الذي ألقى التحية فردها معتصم وتبادلا عبارات الترحيب التقليدية

جلست وصال بجوار معتصم من الجهة الأخرى تحاول سماع أي شيء فاستقام بعد أن شعر أنه مٌحاصر بين الأختين وابتعد عنهما حتى يستطيع انهاء المكالمة....

كانت وصال تفرك كفيها بتوتر فأردفت عنان وهي تقترب منها:"لا تقلقي حبيبتي أنا أشعر أن الأمر سيمر بإذن الله هذه المرة...."

قالت وصال بقلق :"يارب "

وحين انتهى معتصم عاد اليهما وأردف لوصال:"اتفقت معه على موعد.."

قالت بسرعة وقد نفذ صبرها من طول البعد وهي تتطلع إليه بعينين متلهفتين:"متى؟"

قال بهدوء مصطنع:"بعد شهر"

صاحت بحنق:"ماذا ؟؟؟؟ شهر..."

فقهقه ضاحكا وأردف :"أمزح معكِ ،في الغد بإذن الله"

وضعت وصال يدها على صدرها قائلة لعنان:"هل زوجك مزاحه ثقيلا هكذا دائما؟.."

نظرت عنان إلى معتصم ونظر إليها دون كلام فتنحنحت وصال وأردفت بحرج:"أنا سأنزل ولا تنسى معتصم أن تطمأنني بعد المقابلة.."

قال لها :"سأنزل معكِ لأطمئن أن أمي أخذت دوائها كاملا ،صحتها لا تعجبني هذه الأيام..."

نزل بالفعل معتصم مع وصال وبقت عنان تجوب أركان البيت بلا هدف وذهنها يشتعل تفكيرا في كل كلمة قالها وكل حركة فعلها
*********
وكحال كل شيء يمر مهما كان مٌرا
مرت الليلة الأولى لمريم وابناءها في شقة عمرو الجديدة وعكس ما كانت تتوقع مريم من أنها ستشعر بالوحشة والافتقاد فقد وجدت نفسها تشعر بالارتياح وكأن حملا ثقيلا كان فوق صدرها وانزاح

ليس حبها ليوسف هو الحمل لأن هذا الحب على ما يبدو كان كتعويذة قُرأت عليها حين ولادتها فطالتها لعنتها مدى الحياة...

كانت مريم تقف في منتصف الصالة الواسعة بعد أن رتبتها ،صالون أنيق بمقاعد وثيرة يتوسط الصالة الملحق بها شرفة واسعة بلا ستائر حتى الآن فتغمر الشقة كلها بنور الصباح

خرج عمرو من غرفته واقترب منها قائلا بصوت لا زال به أثر النعاس:"صباح الخير مريومي.."

قالت له بابتسامة مٌشرقة وهي تتأمل قسمات وجهه المليحة التي اشتاقت إليها :"ًصباح الخير يا حبيبي ..ثم أردفت بتساؤل حائر وهي تنظر حولها:متى أعددت كل هذا؟ أنت قلت لي فقط أنك ستأتي ولم اتخيل أن تتمكن من فعل كل هذا في هذا الوقت القياسي..."

ابتسم قائلاً وهو يجلس على أحد المقاعد:"صراحة الفضل في كل هذا لمعتصم، أنا كنت أطلب كل شيء أونلاين وهو كان يتسلم وهو من دبر لي الشقة"

قالت وهي تجلس بجواره :"وهل كان يعرف نيتنا هذه ؟"

أومأ لها برأسه ايجابا فأردفت بتعجب:"غريب أن يفعل كل هذا رغم أن يوسف هو الأقرب له من الجميع..."

مط شفتيه ثم أردف :"حتى لو كان الأقرب معتصم يستطيع الفصل بين هذا وذاك"

صمتت فأردف هو بجدية:"المهم الآن ستظلين معي إلى أن تحددي بنفسك ماذا تريدين وإن اخترتي بمحض ارادتك الانفصال فأنا معكِ لا تحملي هما لشيء، سأشتري لكِ شقة باسمك وتجلسين فيها مع أبناءك معززة مكرمة المهم أن تختاري أنتِ الذي يرضيكي ولا تشعري أن أحدهم يفرض عليكِ شيء"

أغمضت عينيها لثواني ،مهما طالبت هي بالانفصال ومهما رددت هذه الكلمة إلا أنها بمجرد تخيلها يصيبها الانقباض ...

حركت رأسها يمينا ويسارا،مابها تشعر بالشعور وعكسه !!!

سعيدة أنها اخذت الخطوة وابتعدت عن نطاقه

وتائهة مشتتة لمجرد تخيلها لشكل الحياة دونه

أخرجها من شرودها صوت عمرو الذي أردف:"جهزي نفسك والأولاد لنذهب إلى البلدة اشتقت إلى الجميع..."

قالت له :"ظننت أنك ستأتي عليهم أولا ثم تأتي لي بعدها...."

غمز بعينه قائلا :"لا طبعا أنتِ أولا ،لم أكن لأنام هذا النوم الذي نمته بالأمس وأنتِ لا تزالين هناك ....نظرت إليه نظرة حانية فهو شقيقها وصديقها وكل شيء لها فأردف بسرعة:ولا تنسي ألا تقولي أي شيء أمام أمي وأبي ،لا نريد أن نثير الزوابع مبكرا هكذا..."

قالت له باستسلام :"حسنا ،ولكني لن أستطيع البقاء هناك طويلا من أجل مدرسة زياد وجنة وها هما لم يذهبا اليوم...."

استقام متجها إلى الحمام ليستعد وأردف بتهكم :"تشعريني أنهما في نهائي طب لا في رياض أطفال"

ابتسمت ابتسامة صغيرة ثم قامت لتجهز الصغيران
*********
كانت غالية تجلس في منتصف البيت على أريكتها تفتح النافذة الخشبية فتملأ الشمس البيت وتغلق الجزء الزجاجي فالجو بدأت برودته تزداد وبجوارها تجلس نعمة التي تنتظر مريم التي اتصلت بها منذ قليل وأخبرتها انها على وصول مع أبناءها ...

نزلت هاجر من أعلى قائلة وهي تقترب من أمها :"لم تأتي مريم بعد ؟.."

فأردفت نعمة بقلق :"لا ، ثم شردت قائلة :قلبي ينغزني عليها، لا اطمئن لمجيئها هكذا خاصة أنها كانت هنا قريبا ..."

أما غالية فلاذت بالصمت وهي تعرف ما بين يوسف ومريم وتخشى أن يصل إلى نعمة وتدعو الله ألا يكون هناك أي مكروه قد حدث بين مريم ويوسف

.........

أما مريم فكانت تستقل سيارة الأجرة بصحبة عمرو

كانت تجلس في الأريكة الخلفية ،على يمينها زياد وعلى يسارها جنة تمسك بيد كل منهما تستمد منهما القوة لمواجهة الايام القادمة

وحين توقفت سيارة الأجرة أمام بيت العائلة شعر عمرو حقا أنه يريد أن يطير للداخل ورغم أنه تحمل غربة ثلاث سنوات إلا أنه لا يتحمل الان ثلاث دقائق فاصلة بينه وبينهم

وكما اتفقا دخلت مريم من بوابة البيت الخارجية وهو خلفها وبيده الأولاد وعيونهم تلمع بتسلية وشقاوة طفولية اشتاق كل منهما إلى يوم منها

وكان عمرو يتلفت لساحة البيت وباب المندرة بحنين ظهر جليا في عينيه

وعند باب البيت الداخلي المفتوح دائما وقفت مريم فكانت تجلس على الأريكة قبالة الباب غالية وبجوارها نعمة وهاجر بينما تضع أم أيمن أمامهن الشاي ...

فابتسمت مريم وأردفت وهي تشير إليهن بيدها الا يتحركن :"بعد السلام عليكن معي شخص عزيز عليكن جميعا احذرن من ؟..."

نظرن إليها جميعا بدهشة وأردفت غالية:" من ؟ يوسف ؟.."

فنفت مريم بسبابتها وهي ترفع حاجبيها وتستند على الباب بكتفها

فناظرت نعمة غالية بطرف عينها قائلة بسخرية :"على أساس أننا نشتاق اليه وليس كل عدة أيام هنا ؟.."

فزجرتها غالية بعينها فلم تأبه وأردفت لابنتها :"تقابلتي مع يحيى واتيتما معا؟"

فنفت مريم بسبابتها

فأردفت نعمة :"ابوكِ؟ "

فرفعت مريم عينيها للسماء وقالت:" لا "

أما هاجر فلم تتحدث ولكن تمنت أمنية بعيدة وهي أن يكون أخوها الغائب

فأردفت مريم بنفاذ صبر:" هل نفذت اختياراتكن ؟.."

فأردفت نعمة في محاولة أخيرة منها :"بالتأكيد زياد وجنة "

فظهر من خلف مريم عمرو وهو يضع كفيه على كتفيها وفرق الطول بينهما يجعلها تصل حتى منتصف صدره وأردف باستنكار :"اختياراتك كلها ليس من ضمنها ابنك الغائب يا نبع الحنان "

حين طل عليهن وسمعن صوته صرخت نعمة قائلة :"ابني.."

وانتفضت من مكانها وقطعت الخطوات الفاصلة مهرولة فتجاوز مريم ليأخذ أمه في حضنه ويضمها بقوة وهي تتشبث فيه ودموعها تسيل تلقائيا وقد غابت عنها كل الكلمات

أما هاجر فتسمرت في مكانها قليلا وهي تحمد الله أنه لم يخيب ظنها وكان هو بالفعل من تمنت وجوده وحين تحركت نحوه تعثرت في طرف اسدالها الطويل وكادت تسقط لولا أن لحقها وكان قد ابتعد عن أمه للتو ..

مسك يدها حتى لا تقع فاستقامت ورمت نفسها في حضنه فضمها اليه بحنان قائلا وهو يربت على ظهرها :"فراشتي الصغيرة اشتقت إليكِ.."

أما غالية فكانت عينيها تغشاهما الدموع وحين انتهى من مصافحة هاجر نظر إليها باشتياق شديد ففتحت ذراعيها له قائلة بصوتِ متحشرج :"تركتك حتى تشبع من أحبابك أولا تعال ياعمري اشتقت لك "

فهرع نحوها وأخذها في حضنه قائلا بتأثر وهو يٌقبِل رأسها:"أنتِ أعز وأغلى الاحباب ولم اشتاق لأحد كما اشتقت إليكِ حبيبتي ..."

أخذت تٌقبل وجهه كله باشتياق وغمرته في حضنها بحنو بالغ وهي تحمد الله أن اطال في عمرها حتى رأته ثانية

بعد قليل

نزلت حليمة وبناتها حين علمن بعودة عمرو المفاجأة عدا مودة التي كانت في الكلية

فأردفت حليمة وهي تتقدم منهم بابتسامة حلوة :"حمدا لله على سلامتك بني.."

استقام عمرو وصافحها فاحتضنته تماما كابنها وأردفت عنان التي كانت خلف أمها وهي تصافحه :"حمدا لله على سلامتك عمرو"

ومثلها فعلت وصال

جلسن جميعا متحلقات حوله يحكي لهن عن سبب عودته المفاجئة والتي فسرها لهن على أنها بسبب انتهاء عقده ورغبته في العودة النهائية بعد أن خاض التجربة بالخارج ...

دلف زكريا من باب البيت وخلفه يحيى بعد أن حدثتهما نعمة وكان اشتياق زكريا لابنه لا يقل عن اشتياق أمه له ولكنه لم يتحدث

فتح ذراعيه لابنه واحتضنه وهو يربت على كتفيه بقوة تحمل خلفها حنانا وحنينا

وحين ابتعد كان دور يحيى الذي احتضن أخيه حضنا اخويا صادقا فقال عمرو:" اشتقت إليك أخي...."

رد عليه يحيى قائلا وهو يبتعد قليلا ويكتم دموعا تتجمع في عينيه تأثرا وهو يمسك عنق أخيه بقبضته:" هذه المرة لن أسمح لك بالرحيل ثانية حتى لو اضطررت أن اقيدك هنا ..."

قهقه عمرو ضاحكا فكان شديد الشبه بأخيه ،فقط هو أطول منه قليلا ويحيى أنحف منه قليلا وأردف مبتسما :"دون تقييد لن أسافر ثانية..."

فأطلقت نعمة زغرودة عالية دوى صوتها وتردد صداها في البيت كله وسمعها من هم بالبيوت المجاورة
******
حين دلف معتصم من باب المقهى العصري الذي اتفق هو وطارق على اللقاء فيه وقف يتطلع حوله قليلا إلى أن وجد شابا يجلس على منضدة منفردا وقد توقع أنه هو وحين اقترب من المنضدة ولمحه طارق استقام واقفا هو الآخر وقد شعر أنه هو معتصم وحين اقترب منه معتصم أردف الاخير بابتسامة أنيقة:" دكتور طارق السباعي؟

أردف طارق بابتسامة مماثلة:" نعم ..."

فاردف معتصم :"معتصم الرحماني ..."

مد له طارق يده مٌصافِحا وأردف :"أهلا بك سيد معتصم ..."

أردف معتصم:" اهلا بك "

ثم جلس أمامه وبعد أن طلب كل منهما مشروبه المفضل تطلع معتصم في وجه طارق

كان شابا من سنه تقريبا هو ويوسف قمحي البشرة تميل بنيته للنحافة بلا هزال ،عينيه داكنتين ثاقبتين ويبدو عليه أنه من عائلة محترمة هكذا كان الانطباع الأول

قال معتصم بهدوء وهو يولي كل اهتمامه لطارق:" أنا اسمعك...."

أردف طارق بابتسامة صغيرة ونظرة متحفزة:" انا أكرر طلبي ليد الآنسة وصال أنت تعرف أنني طلبتها من قبل ولم يحدث نصيبا ..."

قال معتصم بجدية:" لم يحدث نصيبا وقتها ليس رفضا لشخصك ولكن لتمسك العائلة بعادتها في زواج بناتها من داخل العائلة خوفا عليهن من الخروج خارجها "

قال طارق بتفهم :"أفهم ذلك طبعا وأتمنى أن تكون السنوات الماضية غيرت هذه الأفكار، أنا أعرف بالطبع أنك لست متمسكا بهذا المبدأ لذلك ستحاول مساعدتنا"

قال معتصم :"وصال أختي وبالطبع أتمنى أن اساعدكما خاصة بعد أن لمست تمسك كل منكما بالآخر "

قال طارق بنظرة صادقة وصوت عميق :"أنا متمسك بها بشدة"

أحضر النادل المشروبات ووضعها فأخذ مٌعتصم فنجان قهوته ورشف رشفة منه ثم أردف:" حسنا أنا فقط أريد أن أقول لك أنه إن حدث نصيب فالأسرة لن توافق على سفرها للخارج فأنا أعلم انك تعمل في بلد عربي"

قال طارق بجدية ومرونة:" إن حدث نصيب باذن الله سأعود إلى عملي بالجامعة هنا"

فأردف معتصم :"وبالنسبة للمعيشة فأيضا لن يوافقوا أن تبتعد في محافظة أخرى"

أردف طارق :"ليس هناك مشكلة بإمكاني أخذ شقة هنا في المحافظة ،وميزة أن تكون بجوار عملي بالجامعة "

قال معتصم بهدوء وهو يرفع حاجبا واحدا :"هل ستفعل هذا بالفعل أم من الممكن أن تفعله مؤقتا حتى تتزوجا ؟ "

قال طارق بنظرة جادة ونبرة واثقة :"أنا كلمتي واحدة ياسيد معتصم وليس من طبعي أن أقول الشيء وأفعل عكسه وبالنسبة للعمل أنا بالفعل لدي عملي هنا وباستطاعتي العودة في أي وقت ثم إن الحياة بها أولويات فلو كانت عودتي من الخارج واستقراري في بلدي في مصلحة ارتباطي بوصال فبالطبع انا الرابح ..."

أخذ معتصم رشفة أخرى من قهوته وهو يستمع له باهتمام ثم أردف في النهاية:" حسنا اعطني وقتا لأفاتح فيه أمي وخالي يونس وبأذن الله يكون القادم كله خير"

قال طارق وهو يعطي لنفسه أملا :"أنا اتفائل بك خير، أشعر أن الأمور ستسير بفضل تدخلك "

قال معتصم وهو يتمنى بداخله أن يتحقق بالفعل ما يسعى إليه :"قل يارب وبأذن الله خير "
وبعد أن تبادلا حديثا قصيرا عن استقرار طارق في البلد وعمله في الجامعة استأذن منه معتصم على وعد بمكالمة قريبة وإن كان لا يثق هل ستكون المكالمة سعيدة أم لا

****
حين أتت مودة من الجامعة ودعت صديقاتها اللاتي يركبن معها السيارة في رحلة العودة ونزلت قرب بوابة البيت وحين دلفت للداخل ووجدت باب البيت الداخلي مفتوحا سمعت ضجة وحين دلفت وجدت البيت كأنه يوم عيد وجدتها وأبوها وأمها واختيها وعمها زكريا وابناؤه ،الجميع يجلسون جلسة حميمية ويتحدثون بصوت عال حتى أنها لا تفسر كلامهم لتجد عمرو يجلس بجوار جدتها غالية فاتسعت عينيها دهشة من مفاجأتها به وحين لمحها هو اعتدل في جلسته ونظر إليها مليا فأردفت وهي تقترب :"السلام عليكم حمد لله على سلامتك عمرو"

""سلمكِ الله

قالها بأدب جم وهو لايزال ينظر إليها

فشعرت غالية أنه ربما لا يدرك بعد أنها مودة فأردفت:" تعالي مودة سلمي على ابن عمك"

فقال هو باستنكار :"من ؟ مودة!"

فعلمت غالية أنها كانت على حق ،فالطفلة الصغيرة التي تركها ابنة الخامسة عشرة كبُرت وأصبحت شابة يافعة

استقام عمرو واقفا فمدت مودة يدها لتصافحه فصافحها ولا زالت علامات الاستنكار على وجهه وأردف بتعجب:" لم أعرفك يا بنت يا مودة تغيرتي كثيرا "

قالها وهو ينظر إليها من أعلى إلى أسفل بنظرة سريعة وإن كانت مُتفحصة وقد أصبحت بالفعل شديدة الأنوثة

فأردفت بحاجبين معقودين وهي تسحب يدها من يده

:"بنت من ؟ ثم ثبتت نظارتها الطبية الشفافة فوق انفها قائلة بشموخ وثقة :اسمي الدكتورة مودة..."

قهقه ضاحكا وأردف:" اعذريني، أخر مرة رأيتك فيها كُنتِ بنت صغيرة وقصيرة وطويلة اللسان لم أتخيل أنكِ ستكبرين هكذا...."

قالت بسماجة:" لماذا ؟ هل السنوات تمر على كل الناس وانا من سأتجمد واظل ثابتة عند نفس العمر؟"

فأردف بسماحة وجه وابتسامة حلوة:" لا، فقط الصورة الذهنية للأشخاص تظل في عقولنا كآخر مرة رأيناهم فيها...."

هذا كان بالنسبة له أما هي فكانت تتابع حسابه على الفيسبوك وترى صوره كلها فلم تستغرب هيئته وعرفته على الفور

قال يونس حين وجد أن الحوار قد طال:" تعالي مودة اجلسي بجواري "

فجلست على الأريكة بجواره هو ووصال فأحاط كتفيها بذراعه قائلا :"كيف كان يومك ؟.."

أخذت تقص عليه أحداث اليوم السريعة وهاجر تنظر إليهما وعلى وجهها ابتسامة صغيرة متمنية
*******
بعد العصر

كان الجميع يلتف حول مائدة الطعام الكبيرة التي لم يجتمعوا حولها منذ مدة

فعلى صوت معتصم الذي دلف من باب البيت قائلا :"السلام عليكم جميعا...."

فأردف عمرو بفم مملؤ بالطعام الذي دسته نعمة في فمه:" لا سلام على طعام الحق نفسك..."

وأردفت حليمة وهي تُربِت على المقعد المجاور لها :"تعال حبيبي حماتك تحبك"

اقترب منها معتصم وأردف بابتسامة جذابة:" وأنا أحب ابنتها"

وابنتها التي كانت تجلس بجوارها احتقن وجهها ووضعت وجهها في طبقها خجلا، فجلس بينها وبين أمها وبدأ يأكل بشهية مفتوحة دون أن ينتبه لحالة الفوضى التي اثارها بها بكلمة....

وبعد انتهاء الغداء بدأ كل منهم في العودة إلى شقته للاسترخاء قليلا عدا الشباب الذين جلسوا كل مجموعة مع بعضهم

...................

أما في الحديقة فاجتمع الإخوة الثلاثة يحيى ومريم وعمرو وكان لابد للأخيران أن يخبرا يحيى بما يحدث

ويحيى حين استمع إلى كل ما حدث الفترة الماضية نظر إلى مريم بمزيج من الضيق والغضب وأردف بوجه مُحتقن :"كل هذا حدث معكِ الفترة الماضية ولم تقولي لي؟ وأخوكِ الذي بالخارج يأتي ليكون معكِ على أساس أن لا أخ كبير لكِ!"

هزت رأسها نافية وأردفت بسرعة:" لا يحيى صدقني لم أقصد أي تقليل من وجودك ولكني حقا لم أكن أريد أن يُعرف الأمر ويتطور وأنت تعرف أبي وأمي لا يمرران شيئا إلى جانب أنني خفت أن يؤثر الأمر على علاقتك بيسر..."

جز على أسنانه بغيظ وأردف متوعدا :"وهل فعل معكِ شيء آخر وتخافين من قوله؟ احتدت نظرته قائلا: هل ضربك لذلك لا تطيقين رؤية وجهه ؟"

قالت نافية بسرعة :"أقسم بالله لم يحدث ؛كل ما حدث قلته لكما ولم أخفي شيء، ثم أنني حين جلست معه بالأمس شعرت ب....."

صمتت ولم تستطع الاكمال فأردف يحيى متسائلا ولازالت علامات الغضب على وجهه :"شعرتِ بماذا؟.."

قالت بخجل :"شعرت أنه ربما يكون صادقا ،ربما ،لا أعرف ولأنني لا أعرف ولست متأكدة فضلت الابتعاد قليلا "

أخرج يحيى نفسا عميقا وهو لا يعرف ماذا عليه أن يفعل

أيكفي ما فعله حاتم مع يوسف ؟....

هل حقا كما شعرت مريم هو مظلوم ؟....

وهل هناك أملا في إصلاح ما بينهما ؟....

قطع عليه عمرو حيرته قائلا:" لا تقلق ربما يكون قرصة أٌذن ليوسف ليستفيق لأنه غالبا ضمن وجودها معه فابتعادها لابد منه في هذه المرحلة..."

أومأ له يحيى بوجهه والوجوم لايزال يحتل قسماته....

دلفت من باب الحديقة يُسر ومعها حاتم الذي أتى بعد مريم وعمرو بقليل ومودة وهاجر فقال عمرو بخفوت :" أغلقا على هذا الأمر الآن...."

وحين اقترب الجميع منهم في منتصف الحديقة وكانت الشمس تقارب على الغروب أردف عمرو مشاكسا وقد تحولت ملامحه دفعة واحدة من قمة الاهتمام والجدية إلى قمة السخرية والاستخفاف :"قلتِ لي يا دكتورة مودة في أي تخصص ستتخصصين؟.."

قالت له بسماجة وهي تعرف أنه يتهكم :"سأتخصص مثل تخصصك يا دكتور"

قال باستنكار:" باطنة ؟.. لا يا ابنتي لا تأتي بهمها اسمعي مني إما تتخصصي نساء أو اطفال هم من يأكلونها والعة.."

ضحك الجميع على حوارهما بينما أحاطت هاجر ذراع عمرو بيديها وهي تقف بجواره تتطلع في وجه مودة المشع بالطاقة وهي تتحدث بثقة ،حتى ملابسها عصرية مع حفاظها على قدر كبير من الاحتشام

تتمنى لو تغير لبسها الواسع هذا لملابس مثلها ولكن والدها دائما يُعلق على ملابسها ويأمرها باللبس الفضفاض رغم نحافة جسدها....

وبينما يتحدث الجميع معا جذبت يسر يحيى من يده بخفة دون أن يلاحظ أحد فسار معها ليسمع منها ماذا تريد فأردفت وهي تسير بجواره ببطء :"بالطبع عرفت ما حدث بين يوسف ومريم "

غمغم دون أن ينظر إليها :"بالطبع "

"وما رأيك؟..."

قالتها لتعرف انطباعه ودرجة تأثره

أو بمعنى أدق درجة تأثير ذلك على علاقتهما ....

فاردف بزفرة حارة :"ماذا سيكون رأيي يسر غاضب بالطبع وحزين لما حدث"

قالت وقلبها يرتجف رجفة خفيفة:" لذلك لا تنظر في عيني؟.."

كانا قد وصلا عند شجرة الجوافة فتوقف وهو يقف قبالتها قائلا باستنكار :"كيف يعني لا أنظر إلى عينيكِ ماعلاقة هذا بذاك؟..."

:"ألا يوجد علاقة ؟..."قالتها بتساؤل حذر

فأردف هو بجدية:" لا طبعا لا يوجد...."

تنهدت قائلة :"حسنا كنت اتأكد فقط أن ما حدث بين يوسف ومريم لن يؤثر علينا في شيء...."

أحاط ذراعها بقبضته وأردف بغيظ:" في ماذا سيؤثر يا قليلة العقل ؟ يبدو أن عقلك تأثر بعقول من تدرسين لهم.."

ابتسمت ابتسامة حلوة وأردفت:" كنت أطمئن فقط ...."

كانت هناك خصلة سوداء طويلة نافرة خارج حجابها فلفها حول سبابته وأردف بنظرة ثاقبة:" لن يؤثر أي شيء يسر ،ما بيننا لن أسمح بتدخل أي أحد به مهما كان ثم أردف بجدية:ولكن هذا لا يمنع أن يوسف إن احتاج إلى تربية فأنا له وأنتِ خارج هذا الأمر تماما...."

انقبض قلبها فأردفت :"صدقني هو يحبها ونادم على ما حدث ولكنه لديه نزعة غباء فلا يعرف كيف يُصلِح ما أفسده...."

قال وهو يربت على كتفها:" لا تحملي هما لشيء أنتِ "

وبما أنهما كانا خلف الجميع ويبتعدان عنهما نسبيا فقد شعرت برغبة في أن تبقى قليلا في حضنه وكعادتها تفعل معه ما تشعره في التو فأحاطت كتفيه بيديها ووضعت جانب وجهها فوق صدره فضمها بلين ونظرة عين تختلف عن نظرته منذ قليل،

نظرته لها كان يحاول فيها بثها الطمأنينة

أما الآن وهي لا تنظر إليه فلن يدعي فكانت نظرته قاتمة فهو يعرف أن والديه إن تسرب لهما ما حدث مع مريم لن يصمت كلاهما وهو سأم حقا من كثرة تدخلهما في كل شيء يخصه

وفي نفس الوقت إن مس مريم سوء بسبب يوسف فهو لن يسكت له....

ابتعدت قليلا وقد أخذت شحنة من الدفء والاطمئنان من قربه فرفع يده وقطف ثمرة جوافة ناضجة مسحها بيده ثم قطمها فأردفت باستنكار:" تأكلها دون غسيل يحيى!"

فأردف باستهانة:" نظيفة يويو لا تقلقي ثم إنها من حديقتنا"

قالت بسخرية:" المشكلة انك مهندس زراعي وتقول هذا الكلام "

قرب ثمرة الجوافة من فمها قائلا :"تذوقيها ثم احكمي"

وحين قطمت قطعة من قلب الثمرة ونزلت حلاوتها في فمها أردفت:" رائعه..."

فوجدت من يضربها بخفة على رأسها من الخلف فأجفلت لتنظر خلفها فتجد حاتم الذي يحاول التعود والتأقلم على الحياة دون زهراء وهو يقول لها بتوبيخ:" لا تملكين ذرة واحدة من الحياء لا أنتِ ولا زوجك..."

قالت باستنكار :"لماذا؟..."

قال وهو يضربها بخفة ثانية:" وتسألين لماذا ؟..."

فضحك يحيى وقد عرف أنه رأه حين احتضنها وأردف:" كلامك معي أنا "

فأردف حاتم بنبرة متأثرة وإن كان لا يقصد:" أين مراعاة العزاب أمثالنا؟..."

كان يحيى قد عرف من حاتم من قبل أمر زهراء وبداية إعجابه بها وأخبره مؤخرا أنه صرف نظر لأنه اكتشف أنها مُطلقة ومعها طفلة

ولا يعرف لماذا أخفى كل التفاصيل الأخرى

وكأنه لا يحب أن يشوه صورتها أمام أحد وبالطبع يحيى أخبر يسر التي أردفت بشفقة :"وماذا فيها إن ارتبطت بامرأة منفصلة حاتم وهل المنفصلات ناقصات أو بهن عيب أليست هذه إرادة الله؟...."

أغمض حاتم عينيه ولم يرد فأردف يحيى بجدية:" مادام لايستطيع تجاوز الأمر فالأفضل له الابتعاد من الآن يسر"

قالت له وهي تعقد حاجبيها :"عوضا عن إقناعه بألا يضيع البنت منه مادام يحبها هكذا تنصحه بالابتعاد!..."

قال يحيى باستنكار :"وما دخلي أنا؟ هو الذي لا يقتنع ،وهل سيتزوجها بوجهه المقلوب هذا ؟.."

شرد حاتم في الأفق الممتد أمام ناظريه بوجه مقلوب كما وصفه يحيى وأردف باقتضاب أصبح يلازمه في الفترة الأخيرة :" حتى ولو تغاضيت عن كونها منفصلة، المشكلة الأكبر في التيس الذي كانت على ذمته، انه حي يرزق وبينهما طفلة صغيرة تربطهما مدى الحياة مهما انفصلا...."
********


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-21, 08:03 PM   #1054

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

أما التيس الذي كانت على ذمته فكان يجلس في شرفة منزله يشرب النرجيلة وتجلس أمامه زوجته بينما يلعب الصغيران أمامهما في حجرة المعيشة والتلفاز مفتوح أمامهما على برامج الاطفال

أردفت ريهام التي كان التفكير الجاد يؤرق مضجعها لأيام عديدة :"سعد،أريد أن أقترح عليك اقتراحا "

أخذ نفسا طويلا من نرجيلته وحين أخرجه أردف باهتمام:" ماذا ؟.."

قالت بجدية وهي تركز في عمق عينيه :"كما ترى فإن المحل لم يعد يأتي بعائد جيد كالسابق "

قاطعها قائلا:" لماذا ريهام الحمد لله على نعمته "

أردفت قائلة:" الحمد لله ولكن مطالبنا والتزاماتنا كل يوم تزيد عن اليوم السابق والبيت هنا كل الشقق ايجار قديم ولا تأتي بهمها "

قال بنظرة ثاقبة: ماذا تريدين يا ريهام؟ "

أردفت بصراحة:" البيت الذي تجلس فيه فاطمة خسارة قطعة الأرض المبني عليها"

قال بعدم فهم بعد أن نحى النرجيلة جانبا :"خسارة في من؟ أنتِ تعرفين انها تبقى بالبنت فيه وكان هذا هو طلبها الوحيد "

قالت موضحة:" وأنا لا اعترض ،أنا اتحدث عن قطعة أرض معقولة مبني عليها بيت من طابقين هي تسكن طابق والآخر مهجور لأن سقفه منهار والبيت كله يا سعد حالته سيئة فأنا أرى أن من الغباء أن نتركه بحالته هذه ونخسر قطعة الأرض"

ظل يُحدق فيها ينتظر أن تُكمِل فأردفت:" نهدم البيت وعلى قطعة الأرض نبني بناية كبيرة من طوابق عدة نستفاد من الطوابق الاولى بأن نؤجرهم كمحلات تجارية سيدرون علينا الكثير

وباقي الطوابق تكون شقق سكنية نُعطي فاطمة وابنتها شقة والباقي نؤجرهم ايجارا جديدا "

لمعت عينيه حماسا لفكرتها ولكنه أردف بتذبذب :"الفكرة رائعة ولكن هناك عقبتان أمامنا الاولى أن هذه البناية ستكلف مبلغا طائلا والثاني أين ستبقى فاطمة بالبنت طوال مدة البناء ثم أردف بتردد:أهل الحي يأكلون وجهي إن فعلتها وفاطمة لا مأوى لها سوى البيت "

قالت بجدية وبنظرة نافذة إلى عمق عينيه :" بالنسبة للأموال فالذي سنضعه في هذا المشروع يا سعد سنجني أضعافه إلى جانب أن ايجار القانون الجديد يتيح لنا كل عامين على الأكثر من تجديد عقود أي وحدة في البناية وجني أضعاف ما كنا نأخذ وهكذا ،أي أن هناك مصدر دخل دائم ومتزايد سيكون تحت أيدينا فنستطيع سحب الاموال التي في البنك لنضعها في هذا المشروع المٌربِح

وبالنسبة لفاطمة تستطيع أن تؤجر شقة صغيرة أو غرفة في أي مكان إلى أن ننتهى من البناء، اعقلها جيدا يا سعد ستجد أنني على حق "

صمت مفكرا وهو يشرد بعيدا ثم أردف:" الفكرة كما قلتِ رائعه ولكن ستقضي على كل ما لدينا"

قالت بحماس وهي تحرك يديها كالأطفال:" وسنجني أضعافا مضاعفة طوال العمر وسنترك لأبنائنا ما يكفيهم في الحياة "

أخذت فكرتها تدور في رأسه ويفكر فيها بجدية وللأمانة فقد راقت له ،ريهام بوجه عام يروق له تفكيرها ،لو كانت أكملت تعليمها يظن أنها كانت ستكون سيدة أعمال أو تاجرة ماهرة بسبب تفكيرها هذا

فقط شيء واحد الذي يشعر بالقلق منه .....فاطمة
********
وفاطمة كانت تقف في الشرفة الصغيرة المطلة على الشارع مباشرة في حيها الشعبي الذي نشأت فيه وكانت فرح قد نامت بعد أن ظلت طوال اليوم معها في المطعم ثم ذهبا إلى جلسة التخاطب

أما في الغد فنوت أن تذهب بها إلى إحدى الحضانات التي سمعت أنهم يهتمون بمثل هذه الحالات فالبنت أصبحت في سن التعلم وهي تثق أنها لو أخذت فرصتها ستبلي بلاءا حسنا ....

كانت زهراء تجلس على المقعد والشرفة مُظلمة تتأمل النجوم المضيئة فوقها وكالعادة تفكر في نصفها الغائب عنها

الغائب الذي لن يعود ،وهل الحب إن ذهب عاد؟

هل الثقة إن اهتزت رجعت إلى النفوس ؟

وهو فقد الثقة فيها وهي أخطأت حين حاولت أن تتحايل على الواقع وتعيش حياة موازية لواقعها المُجحِف

............

دلفت أمها إلى الشرفة قاطعة حبل أفكارها وجلست على المقعد المجاور قائلة بمحبة وابتسامة حلوة وهي تمد يدها لها بشيء:" خذي فاطمة..."

فأردفت فاطمة وهي تنظر لما بين يدي أمها:" ماذا أمي ؟"

قالت أمها:" نقود حتى تقدمي لفرح في الحضانة ولتشتري عدة فساتين لكِ ولها"

قالت فاطمة بجدية :"من أين لكِ بهذا المال أمي ؟.."

قالت المرأة وهي تشيح بوجهها بعيدا عنها :"كان معي، كنت أدخره"

أدارت فاطمة وجه أمها تجاهها لتواجه عينيها وأردفت بنظرة ثاقبة :"من أين لكِ به أمي ؟.."

قالت أمها على مضض:" بعت الخاتم الذهب الذي كان معي"

اتسعت عيني فاطمة وأردفت باستنكار:" لماذا أمي ؟ هذا ما تبقى لكِ من ذهب "

قالت المرأة بفتور وزهد :"وماذا سأفعل به؟ أنتِ وفرح أولى ويكفي أنني لي فترة لم أُفصِل لكِ أي ملابس جديدة...."

أردفت فاطمة بتعاطف :"لأن عينيك تتعبك يا حبيبتي "

قالت أمها بابتسامة حلوة:" إذن خذي النقود وانزلي في الغد قدمي للبنت في الحضانة واشتري لها ولكِ ملابس ثم أردفت باستنكار: لا أريد أن أراكِ ترتدين العباءة السوداء هذه ثانية "

قهقهت فاطمة ضاحكة وأردفت:" ماذا بها العباءة السوداء أمي أنا فقط استسهل لبسها في المشاوير القريبة "

قالت بغيظ وهي ترى ثمرة فؤادها في أوج شبابها ولكن بحظ قليل :"سأمزقها حتى لا ترتديها ثانية استمتعي ب زهرة شبابك حبيبتي وعيشي سنك"

قهقهت فاطمة ضاحكة بسخرية وأردفت بتهكم :"تقصدين زهرة الجرجير، ثم أردفت باستنكار:اين هي الزهور في حياتي أمي!!!"

ورغم ضحك فاطمة وتهكمها إلا أن أمها كانت تعرف أن خلف المزاح وجعا خاصة وهي تعلم أن قلب ابنتها أصابه العشق

والعشق في حالتها مستحيل وعصر المعجزات قد انتهى
*******
في اليوم التالي

دلف معتصم إلى قسم الشرطة بخطوات معتدلة وكلما مر بأحد من زملاؤه القى عليه سلاما سريعا....

وحين دخل إلى مكتبه رفع سماعة الهاتف وطلب كوب الشاي الساخن خاصته بعدها رن هاتفه المحمول فوجدها عنان فرد عليها مباشرة قائلا :"أهلا عنان..."

قالت وهي تمسك الهاتف بيد وتضع الطعام للعصافير باليد الأخرى:" هل وصلت؟.."

قال :"نعم ،هل هناك شيء؟.."

مطت شفتيها ثم أردفت :"لا اطمئن فقط عليك أنك وصلت بخير "

ارتسمت على شفتيه ابتسامة جذابة وفي عينيه ظهر شغفا وأردف :"تسلمين لي"

كانت تشعر بالخوف عليه منذ الحادث الذي تعرض له وتخشى أن يكون له تبعات

صمتت قليلا فأردف:" هل تريدين قول شيء؟.."

فقالت بصراحة:" نعم، هل الحادث الذي تعرضت له عرفت من المتسبب فيه؟.."

ورغم أنه تقريبا عرف منذ أيام قليلة إلا أنه لم يحب أن يشغل فكرها فأردف:" كما قلت عنان طلقة طائشة من شاب طائش يوم حفل الزفاف الذي كنت أمر بجواره..."

قالت بصوت ظهر به القلق جليا :" حقا معتصم هل تقول الصدق ؟..."

:"نعم يا روح معتصم..."

خرجت الجملة من بيت شفتيه دون قصد أو ترتيب

خرجت عفوية فقد ظل القلب يرددها لسنوات

ألم يكن هذا القلب كلما نطقت باسم معتصم رداد تلقائيا بروح معتصم....

أما هي فقد أصابها الخرس ،لم تتوقعها منه فكانت مفاجئة لها ،غصت الكلمات في حلقها ولم يدرك تأثير كلمته إلا عندما صمتت فأردف هو :"عنان هل هناك شيء؟.."

ورغم أنها كلمة ولكن كان لها أقوى تأثير ..

كلمة تجعلنا مٌحلقين في السماء بين الطيور وكلمة تردينا في قاع الجحيم

كلمة تعطينا طاقة للهدم والبناء وكلمة تسلب منا كل طاقاتنا حتى القدرة على النطق السليم

أردفت بصوت هارب منها:" نعم "

دلف عامل البوفيه بكوب الشاي بعد أن طرق الباب ومن خلفه سامح فأردف معتصم بهمس :"حسنا عنان لدي عمل الان حين انتهي سأحدثك "

بعد عدة ساعات

وفي أحد المناطق النائية على أطراف المدينة كان معتصم يصف سيارته وحين اخترق صوت دراجة نارية الصمت المطبق والفراغ المحيط به نظر من مرآة سيارته ليجده

( سيد سمكة )

شاب في بداية العشرينات يميل جسده إلى القصر، نحيف الجسد ذو ملامح جنوبية خالصة ،أردف سيد وهو يقترب من باب السيارة ويرفع يده بالتحية باحترام وتقدير :السلام عليكم يا باشا "

أردف معتصم :"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اركب يا سيد ...."

يقولون في المثل لا محبة إلا بعد عداوة ومعرفتهما في البداية كانت عداوة ....

بدأت حين بدأ معتصم عمله في هذه المحافظة وكان وقتها سيد شابا ليس على درجة جيدة من الانضباط وكان ينتمي إلى شلة اصدقاء يسهرون ويشربون وكانت هذه الحياة تروق ل سيد في البداية

كان لديه حماسا زائدا يجعله يغامر ويقابل موزعي المواد المخدرة كاللصوص وحين يكون هناك إخبارية للقسم بهذه الأوكار وتتم المداهمة كان سيد يأخذ جرعته ويفر كالسمكة دون أن يستطيع أحد أن يتتبع أثره وكلما فعلها عاد إلى أصدقاؤه منتشيا من جمال المغامرة والإثارة التي يعيشها في هذا الوقت ...

إلى أن ذهب مرة لشراء حاجته وبالفعل بعد أن أخذها وجد قبضة من حديد تجذبه من مؤخرة قميصه وحين رفع وجهه التقت عينيه بعيني معتصم الحادتين حدة صقر انقض على فريسته ...

يومها تم القبض على الجميع بما فيهم الموزع الذي لم يعترف على أحد من الكبار واعترف على نفسه فقط

أما سيد فكانت الكمية التي معه بالفعل تم اثبات انها استعمال شخصي لذلك أخذ حكما مخففا لانه متعاطيا ،وقتها ملأه الغضب من الجميع وأولهم معتصم الذي اعتبره عدوه ولم يكن يطيق سيرته بأي حال .....

ولكن النظرة بدأت في التغير تماما بعدما بدأت أم سيد الكبيرة سنا في زيارته في حبسه حين أخبرته أنها في رحلتها بين الأقسام منذ القبض عليه والذي يساعدها ضابط يُدعى مُعتصم الرحماني

وقتها شعر مُعتصم بالشفقة على المرأة العجوز وبالشفقة على الشاب الذي جرفه اصدقاء السوء في طريق ليس له آخر بل طريق بلا رجعة ...

ساعد معتصم المرأة ودفع لها أتعاب المحامي إلى جانب مبلغ شهري ظل يرسله لها طوال الفترة التي قضاها ابنها في الحبس ...

ولأن غالية دائما كانت تقول له

اصنع خيرا فإنه هو الشيء الوحيد الذي يبقى للانسان بعد رحيله

فها هو سيد يجلس بجواره يقدم له ما يستطيع فرغم بساطة سيد ونشأته إلا أنه تعلم أن الاحسان لا يقابله الا بالاحسان

أردف معتصم بجدية وبصوت معتدل وهو يواجه سيد :"اشكرك يا سيد على المعلومة التي قلتها لي مؤخرا.."

أردف سيد بخجل :"هذا أقل شيء يامعتصم باشا أقدمه لك "

قال معتصم بصوت نبرته قوية حازمة :"ولكني أريد معرفة المزيد،اسمعني، قل لي كل شيء من البداية وبهدوء شديد "

أعاد سيد على مسامعه ما قاله له منذ عدة أيام من باب رد الجميل ولكن صوته خرج مذبذبا منخفضا رغم أن الفراغ يحاوطهما والسيارة مٌحكمة الغلق

:"أنت تعرف يا معتصم باشا أنني منذ خروجي من السجن وأنا أبحث عن عمل شريف خاصة وقد ربتني الشهور التي قضيتها في الحبس أكثر ما ربتني أمي وبالوساطة عملت سائق عند السيد شاهين، صدقني أنا لم أسمع كلاما صريحا ولكن كلمات مبعثرة رتبها ذهني فشعرت أنه ربما له دور في الحادث الذي حدث لك ثم أردف بنظرة متوسلة: ولكن بالله عليك لا تؤذيني وتقول انني قلت شيء

أنا أحتاج إلى هذا العمل وأنا لست متأكد من شيء ولكن شعرت أنني لابد أن أحذرك، كلما سمعت دعوات أمي لك كنت أشعر بأنني لابد أن أخرج عن صمتي وانبهك..."

شعر معتصم بتوتره فأردف بهدوء:" لا تقلق ،لن أقول أي شيء ولكن هل ترى أن دورك انتهى هكذا أن تخبرني فقط؟..."

قال سيد بحيرة :"ماذا تقصد هل أستطيع أن أفعل أي شيء آخر من أجلك؟ أنا أعرف أن أفضالك تغرقني وأنه لولا مساعدتك لي ولأمي لضعنا .."

أردف معتصم بنبرة مهيمنة ونظرة ثاقبة:" أنا لم أفعل إلا واجبي وأنت تعرف أن الشرطة دائما في خدمة الشعب ثم ضيق عينيه قائلاً:والشعب والشرطة في خدمة القانون فإن تعاونت معنا فأنت بذلك تقدم خدمة جليلة للقانون "

قال سيد بتساؤل:"ما المطلوب مني بالضبط؟.."

:" أن تمدنا بكل ما تعلمه عن شاهين ...."

قالها معتصم بنبرة اخبارية لا تساؤلية

فقال سيد بقلق:" لا استطيع "

قال معتصم وهو يضع السيجارة التي أخرجها للتو من علبة سجائره في فمه ويشعلها :"بل تستطيع ،لا أريد منك سوى اخباري بأي شيء تلاحظه مهما كان صغيرا، أي كلمة مهما كانت غير هامة ،ولن يعرف هو بشيء مادمت ستلتزم بما سأقوله لك من إجراءات الامان ..."

أردف سيد:" ولكن لو علم من أي مكان ..."

قاطعه معتصم قائلا بتصميم ونبرة أعلى:" لن يعرف مادمت ستلتزم بما أقوله لك وإن فكرت أنت في أن تفصح لأي مخلوق عما دار بيننا الان حتى لو كان لأمك سنعرف ووقتها أنت تعرف ماذا سيحدث "

أدرك سيد من صيغة الجمع أن الأمر يتخطى معتصم بمراحل وفهم من نبرته أنه فقط يأمره ويخبره لا يخيره

أخذ معتصم يتحدث مع سيد يوجهه لما يريده بالضبط وكيفية التواصل الآمن بينهما والذي كان بالتنسيق مع القيادات العليا له ولم يجد سيد سوى الاصغاء والتنفيذ فمن هو ليرفض الأوامر العليا ؟...
*******
حين رحل حاتم عن البلدة في الصباح أخذ معه مريم لأن والده يحتاجها في الشركة على أن يمر عليها عمرو ويأخذها فهو سيظل عدة أيام في البلدة التي اشتاق إلى كل أهلها

وبالطبع لن يترك مريم بمفردها في الشقة الجديدة فاتفقا أن يقولوا أنها تريد البقاء مع عمرو الذي اشتاقت له لذلك ستذهب إلى العمل وتعود على البلدة ثانية

وبعد أن أوصلها حاتم وذهب إلى المصنع صعدت هي إلى الشركة لتبدأ عملها وقد استفادت كثيرا بالكورس الذي أخذته في العاصمة وبالفعل بدأت تطبق ما تعلمته وحين كان يقف معها شيء كانت تراسل فدوى فتخبرها بسلاسة

سمعت صوت قرع حذاء يقترب وحين رفعت وجهها وقعت عينيها على آخر من تريد رؤيتها

كانت سندس التي تبدو متوهجة وهي تقترب منها بثبات وساقيها تتقاطعان بهدوء وخبرة وعينيها تبرقان وكأنها ليست هي من صُفِعت منذ أيام قليلة على يديها..

شعرت مريم أن عليها الهدوء والبرود هذه المرة حتى لا تعطيها الفرصة لاستفزازها فظلت كما هي جالسة على مقعدها وإن كانت تكبت انفعالها بتحريك الكرسي يمينا ويسارا

أردفت سندس ببراءة حين اقتربت من مكتب مريم وهي ترفع يديها لأعلى باستسلام :"لم آتي لفعل مشاكل، بالعكس جئت لتوضيح الصورة "

مطت مريم شفتيها وقالت ببرود :"أي صورة ؟."

أردفت سندس بجدية مصطنعة:" صدقيني لم أكن أعرف في البداية أن زوجك متزوج وحين عرفت ظننت أن بينكما خلافات ولكن صراحة حين رأيتك أدركت أنني أسأت الفهم "

قالت مريم بأنف شامخ :"ماذا تريدين الآن ؟ لم جئتِ ؟"

أخرجت سندس من حقيبتها شيء ولوحت به في وجه مريم قائلة بنبرة ممطوطة:"هذه نسيها يوسف معي آخر مرة كان عندي فأردت أن أعيدها "

اعتدلت مريم في جلستها ونظرت لما في يد سندس لتجدها قداحة يوسف التي أهدتها هي له منذ عدة سنوات ولأنه أحب شكلها كان كلما نفذت ملأها ثانية ....

احتدت نظرة مريم رغما عنها فعلمت سندس انها أصابت هدفها فأعادت على مسامعها مرة أخرى :"حين كان معي آخر مرة قبل سفره مباشرة نسيها فوجب علي إعادتها "


لم تصدر عن مريم أي بادرة ولا رد فعل ،صمتت تماما ومراجل من نار تغلي بصدرها

ولم تنتظر سندس فأردفت بنظرة نارية وضعت فيها كل حنقها وغضبها وهي تلقي القداحة على المكتب :"استئذن أنا "

خرجت سندس كما دخلت بخطوات واثقة ونظرة ظافرة وقد أصابت هدفها فانتشت فليست هي من يتسلى بها أحدهم يومين وفي النهاية يقول لها آسف أنا أحب زوجتي،

وأين كانت زوجته حين كان يواعدها ويحدثها ويعلقها به!!!

وفي طريقها أخرجت هاتفها وكتبت ليوسف على الواتساب

:" الم أقل لك من قبل أنني حين لا أجد الاهتمام الذي يليق بي أرحل مٌباشرة ؟ها أنا راحلة ،ولا تفكر في مراسلتي لأن رقمك من الآن محظور"

حين وصلت الرسالة ليوسف وهو في مكتبه وفتحها لم يفهم ماذا تعني....

فوجد الباب يٌفتح بعنف ومريم تدخل وتغلقه بعنف أشد وعيناها تطلقان شهبا من نار....

وقفت أمامه فاستقام ووقف أمامها قائلا بجهل:"ماذا هناك ؟.."

قالت بهدوء مصطنع عكس النار التي في صدرها :"اين قداحتك التي كنت قد أحضرتها لك وكنت لا تتركها من يدك "

قال بعد تفكير قصير:" لي عدة أيام لا أجدها، لماذا ؟..."

قالت له وهي تنهت انفعالا ووجهها كله يتضرج باللون الأحمر الدامي:" كانت معك في اليوم الأخير لنا في الفندق حين كنا في المطعم "

قال وهو يضيق عينيه:" لا أتذكر حقا "

قالت له بسخرية وهي تقذفها في وجهه فيلتقطها بسرعة:" قطة الشوارع كانت هنا الآن ،قالت انك نسيتها حين كنت عندها ، وبما أن القداحة كانت معك وأنت معي قبل المشكلة الأخيرة فمعنى ذلك أنك ذهبت اليها بعد مشكلتنا أي أنك فعلا لا فائدة بك"

اتسعت عينيه ذهولا وهو يربط كلام مريم برسالة سندس ،هل وصل الأمر بسندس إلى هذا ؟ ثم أردف محاولا التبرير :"اسمعيني..."

رفعت يدها أمام وجهه وأردفت بنبرة قاطعة ونظرة ميتة:" لن أسمع فأنا رأيت، رأيت حديثكما معا على الواتساب ورأيتها تأتي لك في الفندق ورأيت قداحتك وهي تخرجها من حقيبتها الشخصية ،قطة الشوارع جائتني هنا لتحرق قلبي

ثم أردفت بعينين أخيرا ملأتهما دموع القهر: وحرقته...."
نهاية الفصل

أتمنى يكون نال اعجابكم

وبعتذر بشدة عن فصل الاثنين القادم



التعديل الأخير تم بواسطة Heba aly g ; 18-10-21 الساعة 08:20 PM
Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-21, 08:45 PM   #1055

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 160 ( الأعضاء 34 والزوار 126)
‏Heba aly g, ‏OsamaRageh, ‏زهوةفرحة, ‏Monya05, ‏نمنومة, ‏عمرااهل, ‏اللؤلؤة الوردية, ‏سهام سليمان, ‏صفاء الشبراوي, ‏منال غرة, ‏سيده علم, ‏نهله صالح, ‏Solly m, ‏أميرةالدموع, ‏موضى و راكان, ‏إشراقة الشمس, ‏سيفينا, ‏هدهد الجناين, ‏سوهي(زهور الربيع), ‏حنان الرزقي, ‏mooogah, ‏هدى هدهد, ‏وفاء غانم, ‏ولاء مطاوع, ‏Mero Mor, ‏asmaaasma, ‏سمرةسارة, ‏ادم الصغير, ‏سويلم سويلم, ‏نهى خيرى, ‏ميمو٧٧, ‏Rasha.r.h, ‏Maryam Tamim, ‏شاكره لله


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-21, 08:48 PM   #1056

لامار جودت

? العضوٌ??? » 290879
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,601
?  نُقآطِيْ » لامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond repute
افتراضي

أخيرا الاتنين وصل منتظرين

لامار جودت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-21, 09:07 PM   #1057

صفاء الشبراوي

? العضوٌ??? » 490548
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 47
?  نُقآطِيْ » صفاء الشبراوي is on a distinguished road
افتراضي

يوسف يستاهل أكتر من كدا

صفاء الشبراوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-21, 09:13 PM   #1058

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 210 ( الأعضاء 43 والزوار 167)
‏Heba aly g, ‏إشراقة الشمس, ‏همس البدر, ‏صفاء الشبراوي, ‏هدهد الجناين, ‏hoda ateya, ‏هداية ايمان, ‏زهرة جبال سوس, ‏mariam sayed, ‏شاكره لله, ‏Hayette Bjd, ‏Rasha.r.h, ‏جعلنى عاشقه, ‏زهرة الاقحو, ‏لامار جودت, ‏فديت الشامة, ‏Ektimal yasine, ‏ميره مير, ‏Ahom, ‏OsamaRageh, ‏زهوةفرحة, ‏نمنومة, ‏اللؤلؤة الوردية, ‏سهام سليمان, ‏منال غرة, ‏سيده علم, ‏نهله صالح, ‏Solly m, ‏موضى و راكان, ‏سيفينا, ‏سوهي(زهور الربيع), ‏حنان الرزقي, ‏هدى هدهد, ‏وفاء غانم, ‏ولاء مطاوع, ‏Mero Mor, ‏asmaaasma, ‏سمرةسارة, ‏ادم الصغير, ‏سويلم سويلم, ‏نهى خيرى, ‏ميمو٧٧, ‏Maryam Tamim


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-21, 09:16 PM   #1059

اللؤلؤة الوردية
 
الصورة الرمزية اللؤلؤة الوردية

? العضوٌ??? » 414871
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 722
?  نُقآطِيْ » اللؤلؤة الوردية is on a distinguished road
افتراضي

الفصل روعة روعة روعة يا هوبة

مؤثر لأبعد الحدود

تسلم إيديكي الحلوة والله يقويك وييسر لك كل أمورك


اللؤلؤة الوردية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-21, 09:17 PM   #1060

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rasha.r.h مشاهدة المشاركة
الحقيقة ياهبة روايتك كالتي قبلها رااائعة بكل مافيها بكل تفصيلة صغيرة وكبيرة من اول كلمة لآخر كلمة ان مدحنا اي شيء ظلمنا باقي الأشياء لا اقول إلا سلمت يداك ورجاء لاتتوقفي عن الكتابة ولاتحرمينا من سحر رواياتك وفقك الله وبانتظار الفصل على نار بعد التصبيرة التي توقف الانفاس ..لماذا دعيت تصبيرة للأسف لم نعد نملك صبر بعدها 🤗
حبيبتي رشا تسلميلي يارب على كلماتك الجميلة المشجعة❤️
حقيقي الإنسان بيحتاج كل فترة لسماع كلمات مثل كلماتك لتعطيه دفعة للامام ❤️
ربنا يسعد قلبك زي ما اسعدتيني بانطباعك الجميل ده 🥰🥰


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:15 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.