آخر 10 مشاركات
أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          كوب العدالة (الكاتـب : اسفة - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          قصر لا أنساه - مارغريت مايلز- عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          79 - قسوة وغفران - شريف شوقى (الكاتـب : MooNy87 - )           »          1 - من أجلك - نبيل فاروق (الكاتـب : حنا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree4112Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-01-22, 11:21 PM   #1521

amani*taha

? العضوٌ??? » 450106
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 207
?  نُقآطِيْ » amani*taha is on a distinguished road
افتراضي


فصل بجنننننن 💟💟💟💟
خيوط كلها تشابكت بعضها قصدي العيلة كلها و انفرطت حبات العقد بينهم كل واحد بواجه الثاني و بدأ خربان البيت ياريت يا ست نعمة تكوني ارتحتي خربتي بدل البيت الاثنين يارب يكون يمين طلاق صار لأنه فعلا تستاهل منشان تتعلم تبقي بحالها و ما تتدخل بهدف أذية هلا هو حقها يكون عندها أحفاد و تفرح فيهم بس كمان مش لازم تجرح بصراحة يسر حسيتها أنانية يعني مش لازم كل مشكل بينك و بين يحيي تعرف العيلة كلها فيه و يدخلوا فيه يعني المفروض مشكل بينك و بين جوزك بكون صغير و ينحل بينكم ف لما تدخلي ماما و بابا بالموضوع و من جهة ثانية يدخل اهل يحيي أو الطرف الثاني تكبر مشكلة و يصير عناد و تحدي مين يتنازل ثاني و بالاخر ما تروح غير عليكي اللي يوجع مريم و احساسها أنها مجرد أداة اذا زعلت يسر أو حرضت لازم هي ترجع ع بيت اهلها يعني يكون مقابل ليش دايما زواج الاقارب يربطوا بعض و هتد ظلم و خطأ الوجع الكل تعامل مريم و كأنه ما الها قيمة الها و اولادها و بيتها و كله بدأ عناد ممنوع تطلع او تروح و ياخدوا اولادها منها و من قهرها و وجعها و خوفها حتي الطفل اللي ما لحقت تفرح فيه راح منها مشكلة يوسف ما اله ذنب و هو خجلان من مواجهة مريم قرر يبعد و لمي اجي انفهم خطأ من مريم و انهارت 💔💔💔، معتصم مكسور و ضايع و مشتت حاسس بالغدر و الخيانة من اهله ما بعرف هل معرفة معتصم الحقيقة هي ل صالحه او لا مشكلة أنه دخل سوء بعقله و الشك فصعب يرتاح الا حتي يفهم كل شيء و تنحط النقط فوق حروف 💔💔💔 ، غالية و وجع غالية هي تشوف كيف اولادها و احفادها بيتواجهوا و يتهموا بعض صعب احساس الغدر و الخيانة بين إخوة و السرقة لأنه لمي ينكسر شيء صعب يتصلح فكيف صورته الشخص بين أهله مشكلة يبقي ضميرهم ميت و صفر و يعتبروا شيء حقهم و طمع عمي ع عيونهم ، وصال مسكينة مت تلحق تفرح إلا و يتنكد عليها ، الحمدالله عمرو و مودة نفذوا من سوء الفهم اللي قبل ما يصير و خصوصا ظهرت مشاعر مودة ناحيته و غيرتها عليه هو بحكي ع تليفون وصدمتها لمي سمعته بحكي بنت أنه اشتاق الهم يسلمووو كثير حبيبتي ع فصل حلو 💋💋💋💋💋

Elbayaa likes this.

amani*taha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-22, 06:21 PM   #1522

سوهي(زهور الربيع)

? العضوٌ??? » 491859
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 46
?  نُقآطِيْ » سوهي(زهور الربيع) is on a distinguished road
افتراضي

مش عارفة اتكلم عن ايه ولا ايه بالظبط ..
فصل ملحمة بكل تفاصيله ، قوة عباراته وتشبيهاته ، تصويرك للاحداث مبهر يا هوبا انتي خلتيني انا كقارئة شايفة الأحداث متصورة قدامي وده مش جديد عليكي في الحقيقة ..

هبه انتي كاتبة موهوبة ودايما كتاباتك تحمل مشاعرك وبيظهر ده في الوصف والهدف من الرواية ودايما بتخلينا نعيش جوا خيالك "بمعنى المعايشة مع الابطال" ..
هبه قادرة أنها تحول فكرة لاحداث ومشاهد نحس من خلالها اننا عايشين جوا افكارها هى
قادرة بكل سهوله ومن غير تكلف تعبر عن مكنون النفس والصراعات الدائرة داخل عقل الابطال ...

كمان في حاجه بحبها جدا عند هبه وهى نقطة الوعظ الديني اللي بيكون متوظف بطريقة صحيحه ..
الوعظ اللي بيكون بطريقة غير مباشرة ،،،

وطبعا كل ما كان طريقة الوعظ بشكل غير مباشر بيكون له نتائج اكبر وانجح ..
كل ما كان الوعظ الديني ممزوج بالعمل هيكون افضل بالتأكيد ،

يعني حكاية غالية ليوسف وزقة بزقة وان زدت لزاد السقا ما هو ده بطريقة غير مباشرة ..
حتى وقت الخطبة في مشهد يحيى محستش أن الكلام جامد بالعكس الكلام كان سلس ومؤثر ونتيجة ده أنه اثر في يحيى ...
ونتج لنا مشهد مبهر ، شوفنا فيه النفس اللي بتأنب صاحبها وتحاسبه ،
••يحيى فهم المقصد من الخطبة وواجه نفسه ، اختلى بنفسه وبعد كده عمل الصح وحضر اجتماع أعمامه وقال كلمة الحق ...

••يسر بشر يعني زي ما فيها مميزات فيها عيوب
ومن عيوبها أنها دايما بتهرب لأهلها مع اي مشكلة ، حلو أن يحيى يعرف ان يسر ليها سند وليها اب وعزوة هيقفوا في ضهرها وقت ما تحتاجهم ..لكن ..
المفروض مع اي مشكلة الاول يحاولوا هما يحلوها مع بعض من غير تدخل طرف تالت ما بينهم ..

يسر من حقها تزعل من اللي حصل ، من حقها تاخد موقف من يحيى .. لكن انا بتكلم بشكل عام الاتنين بيحبوا بعض ومتمسكين ببعض وده واضح لينا ، يسر مع عدم اقتناعها بغلطها في أنها بتكلم طفل صغير زي مهند ولكن بطلت تكلمه بس عشان يحيى .. ويحيى مستحمل منها ومن أهله كتير وكل ده عشان يحافظ على حياتهم مع بعض

فبما أن الاتنين متمسكين ببعض بالشكل ده يبقى مينفعش يسر مع كل خلاف ما بينها وبين يحيى على طول تسيب البيت واللي هو انا اهلي في ضهري وهيحصل اللي عاوزاه ،
بحسها دايما بتتعامل بندية مع يحيى وده غلط

غلط عشان الزواج مش علاقة ندية او تنافسية الزواج تكافئ وتفاهم ، مودة ورحمة واحترام وتقدير للطرف التاني
ويسر لازم تنتبه للنقطة دي ..

••معتصم فضل يدور ف الماضي بكل جوارحه وايه النتيجة؟
حاسه انه كان محتاج يعيش حاضره ،
يبص ع المكاسب و ع النعم اللي ف ايده ويسلم امره لله..
انا مش بلومه لأن دي طبيعتنا كبشر
احنا كبشر دايما بندور ع تفسير لكل اللي بيحصل حوالينا وبننسى او نتناسى ان "لو علمتم الغيب لتمنيتم الواقع"
وده اللي عمله معتصم عاش حياته عاوز يعرف حقيقه والده ، ولما عرف اتمنى لو مكنش عرف ..

متعاطفة جدا معاه ، وأنه بعد ما خلاص واخيرا اتجوز اللي أتمناها قلبه برضو مش قادر يرتاح ولا عارف اصلا ، إحساسه دلوقتي صعب جدا ، أفكاره قا تلة ، حاسس ان الكل خا نه ، الكل اشترك في جر يمة وهو اكتر المتضررين منها

مشهده مع يمنه وأنه كان بيترجاها بنظراته ولما حضنته لاول مرة ما يبعدش عنها ،
انا المشهد ده رغم أنه مشهد صغير ولكن اثر فيا جدااا ..

هبه انتي بارعة في التعبير عن مشاعر معتصم في كل حالاته وغربته احييكي

••كل واحد بيشوف الناس بعين طبعه وده زكريا اللي شايف أن صالح بيغشهم وبيسرق فلوسهم ...

الفصل ده كان وقفة لأعمال زكريا ونعمه وبداية لأنهم يشوفوا نتيجة أفعالهم ،
زكريا ونعمه كان لازم لهم وقفة ردا على أفعالهم واكيد مفيش حاجه هتوجعهم قد أولادهم
أنهم يشوفوا نتيجة أفعالهم اتردت لهم في أولادهم

••يوسف اتعلم الدرس باصعب الطرق الممكنة كان لازم يفوق ويعرف أن كما تدين تدان ، كان لازم يعرف قيمة مريم وبيته وأنه مسؤول عن أولاده زي مريم بالظبط ، مسؤول عن تربيتهم والاهتمام بيهم مش بس في أنه يوفر لهم الماديات ..
وجع يوسف المرة دي كبير لانه مش هو الفاعل زي كل مرة لا المرة دي هو المفعول به هو اللي اتحط في نفس الخانة اللي كانت تكون فيها مريم ، حس باحساسها وعرف قيمتها وقدرها ..

••فرحت جدا لسندس
وان رحمة ربنا بيها كبيرة أنها لقيت ناس احتوها واعتبروها واحده منهم ومدوا ليها يد المساعدة ..

حياتنا كلها اختبارات حتى العلاقات بيكون فيها اختبار وده اللي بيحصل حاليا في عيلة عمران ...

وزي ما يكون زلزال صاب كل فرد فيهم واكيد منتظرة اشوف نتيجة الزلزال ده ايه وازاي هوبا هتعالج الموضوع بعد ما بقي معقد ومتشابك ..

هقولك تاني أن الفصل كان ملحمة ، تسلم ايدك وافكارك ويدوم ابداعك ..
انا واثقة اكيد في قلمك ورؤيتك يا هوبا ومنتظرة جدا معالجتك لكل حبكة ♥️♥️

Elbayaa likes this.

سوهي(زهور الربيع) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-22, 05:15 PM   #1523

نجوى سويلم
 
الصورة الرمزية نجوى سويلم

? العضوٌ??? » 485662
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 63
?  نُقآطِيْ » نجوى سويلم is on a distinguished road
افتراضي

في الانتظاااااااااااااااااار

نجوى سويلم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-22, 05:15 PM   #1524

نجوى سويلم
 
الصورة الرمزية نجوى سويلم

? العضوٌ??? » 485662
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 63
?  نُقآطِيْ » نجوى سويلم is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضوووووووووووووووووور ❤️🌹❤️🌹💞💞💞💞💞💞

نجوى سويلم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-22, 06:13 PM   #1525

halloula

? العضوٌ??? » 74478
?  التسِجيلٌ » Jan 2009
? مشَارَ?اتْي » 988
?  نُقآطِيْ » halloula is on a distinguished road
افتراضي

منتظرين على أحر من الجمر مرحبا

halloula متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-22, 06:57 PM   #1526

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

يا صباح العسل على الحلوين
تسجيل حضور للقمر


ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-22, 08:05 PM   #1527

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 60 ( الأعضاء 16 والزوار 44)


‏موضى و راكان, ‏إشراقة الشمس, ‏ملاك العمرو, ‏شارلك, ‏Abomadleen, ‏asmaaasma, ‏Heba aly g, ‏halloula, ‏Rasha.r.h, ‏ميمو٧٧, ‏عاشقة الحرف, ‏فاطمة زعرور, ‏رشا محمد صابر, ‏هبة سعيد عيسي, ‏ام فارس 19, ‏فديت الشامة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فى أنتظار الفصل الحاسم

Elbayaa likes this.

موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-22, 08:11 PM   #1528

إشراقة الشمس

? العضوٌ??? » 491302
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 30
?  نُقآطِيْ » إشراقة الشمس is on a distinguished road
افتراضي

تسجيييييل حضووووووووووور 😍 ♥ 🧡 ♥

إشراقة الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-22, 08:13 PM   #1529

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني والثلاثون


الأسرة الواحدة كبناء ضخم ثابت كالوتد لا يزعزعه أحد ،كجسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، كحبات لؤلؤ في طوق إذا انفرطت حبة تبعتها باقي الحبات ...

البيت الهادىء الذي تعمه السكينة والتآلف منذ سنوات صار في ساعة زمن جمرة نار طالت الجميع

أ عين أصابتهم ؟ أم أن البذرة الفاسدة كان لابد لها من الظهور فوق السطح حتى تجرفها الرياح بعيدا لَعَلَ الأرض يعمها الصلاح؟

وجمرة النار المشتعلة في بيت عمران الراقد جسده قريبا والهائمة روحه حولهم لم تنطفىء سوى بسقوط مريم بين ذراعي زوجها المصدوم ليحل الجزع محل الغضب وتعلو صرخات الخوف عوضا عن صرخات العراك

الجميع تجمعوا حولها فحملها يوسف بسرعة وجزعه يطل من عينيه جليا فقالت غالية بصوت مبحوح مرتجف وهي تنظر إلى صغيرتها :"ادخلها في حجرتي لنرى ما بها"

فهرع يوسف للداخل وخلفه يحيى وعمرو وزكريا ونعمة وخلفهم غالية وهارون ويونس وحليمة وحين وضعها يوسف فوق الفراش أخذ يربت على وجهها قائلا بجزع :"مريم ،مريم أجيبيني بالله عليكِ"

كان عمرو قد أحضر قنينة عطر من فوق الطاولة وأخذ ينثر على وجهها ويقربها من أنفها وهو يناديها بصوت صلب من كثرة توتره

دقائق قليلة حتى بدأت في استعادة وعيها وحين رفرفت بأهدابها وأبدت ملامحها استياءا من رائحة العطر النفاذة أخذ كل من بالحجرة أنفاسهم إلا يوسف الذي كان كالمضروب فوق رأسه بمطرقة حادة..

أما هي فما إن بدأت في التركيز واستعادة ما حدث حتى ظهر الرعب جليا في عينيها وهي تحيط بطنها بكلتا يديها قائلة:"ابني"

فظهر الحزن الشديد في عيني يوسف ونظرة متسائلة تطل من عينيه تجاهلتها وهي ترفع عينيها إلى عمرو الذي أردف بقلق:"لابد أن تراكِ طبيبة نساء ،ثم أردف وهو ينظر إلى يحيى ب-حيرة:المشكلة أن اليوم الجمعة والوقت قد تأخر لا أعتقد سنجد عيادة مفتوحة"

قال يحيى بسرعة:"نأخذها إلى المحافظة"

فأردف يوسف دون تفكير وهو يهم بحملها:"هيا بنا"

اتسعت عيني نعمة عن اخرهما ،هي بالطبع كأم شديدة القلق على ابنتها ولكن حين قالوا عن خروجها استدعى عقلها قسم زكريا عليها بألا تخرج مريم وانقبض قلبها بشدة

قال عمرو قبل أن يفعلها يوسف:"انتظر ربما خطر عليها ركوب السيارة لهذه المسافة"

صاحت نعمة بسرعة وقد أسعفها ذهنها لحل:"انتظروا سأحدث الدكتورة سعيدة زوجة الدكتور خيري هم على بعد خطوات منا وهي طبيبة نساء"

قال عمرو باقتضاب:"حسنا حدثيها وإن لم تأتي نأخذها إلى المحافظة وأمرنا لله"

خرجت نعمة لتبحث عن هاتفها لتحدث الطبيبة وخرج خلفها جميع الرجال حين أمرتهم غالية بذلك حتى تطمئن على وضع مريم وبقى في الغرفة النساء فقط

كان يوسف يقف أمام الغرفة مصدوما مبهوتا وهو لا يستوعب الأمر بعد ،دقائق مرت لم يشعر بمرورها إلا حين سمع عمرو يجلي صوته قائلا:"تفضلي يا دكتورة هي هنا "

أفسح يوسف الطريق لها وفتح الباب فدخلت الطبيبة مٌلقية السلام ثم تبعته بقولها:"بعد اذنكم لا أريد كل هذا العدد في الغرفة حتى أستطيع الكشف"

فخرج الجميع عدا غالية ونعمة وعنان التي أصرت أن تكون معها وحين نظرت الطبيبة إلى يوسف أردف بنبرة لا جدال فيها :"أنا زوجها"

وبعد أن وقعت الكشف الطبي عليها وسألتها عن بعض المعلومات الهامة نظرت إلى يوسف وأردفت:"الحمد لله النزيف ليس شديدا ولكن طبعا هذا انذار بالاجهاض، أخاف أن أرسلكم إلى المشفى في المحافظة فتؤثر عليها حركة السيارة فأرى أن نتابع الحالة حتى الصباح وسأكتب على حقن مثبتة تحضرها الان وبعض الأدوية وأتوقع أن يستقر الأمر بإذن الله وإن لم يستقر حتى الصباح سنذهب إلى المشفى"

قال لها بصوتِ متوتر وهو يدعو الله من قلبه ألا يمسها سوء :"حسنا سأحضر لها كل الأدوية حالا"

كتبت له الأدوية المطلوبة وخرج هو بسرعة ليحضرها وظلت هي بجوارها تعطيها بعض النصائح إلى أن عاد ،أعطتها الحقنة المثبتة وأوصتها بالالتزام بالجرعات المكثفة من العلاج وألا تغادر الفراش إلا للضرورة ثم أردفت ليوسف بجدية لا تخلو من التأنيب:"أرجو الاهتمام بتغذيتها جيدا ألا ترى وجهها الشاحب ،المفترض أن تهتم بها أكثر من ذلك ورجاءا عدم تعريضها لأي مؤثرات خارجية تؤثر على حالتها النفسية"

شعر بالخزي من نفسه وهو ينظر إلى وجهها الشاحب وعيناها الزائغتان فتمتم للطبيبة باقتضاب:"باذن الله"

ثم رافقها للخارج ودفع لها ثمن الكشف المنزلي وكان ابنها بالخارج ينتظرها لأن الليل كان قد انتصف.

جلست عنان بجوارها قائلة وهي تدلك ذراع ابنة عمها برفق :"الحمد لله الطبيبة طمأنتنا لا تقلقي ستكونين أنتِ وهو بخير"

قالت مريم بخوف:"يا رب"

فأردفت عنان لهاجر:"اصعدي هاجر وأحضري لها ملابس كاملة لأبدل لها ملابسها"

كان الجميع قد عادوا مرة أخرى إلى الحجرة حتى يطمأنوا عليها ومعهم يسر التي كانت تبكي طوال الوقت منذ أن رأت ما حدث لمريم وأخذت تُحمِل نفسها مسئولية ما حدث وصالح الذي كان يجلس طوال الوقت بالخارج يُهدىء روع أحفاده وابنته

جلست يسر بجوار مريم وكل منهما دموعها في عينيها فربتت الأولى على يد الثانية دون كلام

قالت مريم بنظرات متسائلة وهي تحاول الاعتدال :"أين أبنائي؟"

قال صالح بهدوء:"مع يوسف بالخارج لا تقلقي واهتمي بنفسك جيدا"

دخل يوسف في نفس اللحظة ومعه زياد وجنة كل منهما في يد وحين اقترب من الفراش رفع جنة ليضعها على يمين مريم وزياد ووضعه على يسارها فضمتهما في نفس الوقت وخرج يوسف يستنشق الهواء بالخارج وقد شعر بالاختناق الشديد.

كانت غالية تجلس بجوار مريم منذ ما حدث ،توقعت انها بالفعل ستُسقط جنينها الذي لم يكن يعلم أحد بوجوده وحين اطمأنت نظرت إلى أبناءها جميعا وزوجاتهم وأردفت بصوتها الذي بُح حين كان أبناءها كالثيران أمام بعضهم ولم يسمعها وقتها أحد حين كانت تصرخ فيهم بالتزام الأدب في وجودها:"الوقت تأخر فليصعد كل منكم إلى بيته هي أصبحت بخير"

أخذ يونس زوجته ووصال ومودة وصعد بهدوء ودلف هارون إلى الغرفة المجاورة، غرفته قبل زواجه وكان بالفعل التعب قد استبد به

أما صالح فأخذ يسر وخرج من الغرفة دون كلام فكان يحيى سيخرج خلفهما لولا أن سمع جدته تقول لأبيه بحدة:"وأنت اصعد أنت وزوجتك لا أريد أن أرى وجهيكما ثانية"

قال زكريا بنبرة خاصة ونظرة خاصة:"أمي لا داعي ل "

صاحت فيه قائلة بانفعال كبتته لسنوات:"لقد كنت دائما الفرع المعوج في شجرتنا ،حاولت كثيرا اصلاحك ولكنك سبحان الله تركت طباعنا وأخذت طباع عمك سليمان وأبناءه ماذا أقول البطن فعلا قلابة وازداد الأمر سوءا بزواجك من ابنة سليمان"

اعترضت نعمة قائلة بامتعاض:"وماذا به أبي يا عمة؟"

انسحبت عنان وهاجر بهدوء من الجلسة وتبعهما عمرو وظل يحيى

فقالت غالية بصوت رغم تحشرجه إلا أنه واضحا عاليا:"لا فائدة من الإصلاح الان لقد عشت عمري أحاول ولم أفلح أغربا عن وجهي أنتما الاثنين الان"

قالت نعمة باستياء وهي تتقدم ناحية الفراش :"سآخذ ابنتي معي للأعلى وأغرب بعدها لا تقلقي"

فهدرت فيها غالية باستنكار وهي تضع يدها فوق رأس مريم:"ابنة من التي تأخذيها؟ ليس لكِ عندي أولاد،وضعت راحتها فوق صدرها قائلة بنبرة متملكة:أربعتهم أبنائي أنا من ربيت وكبرت وعلمت أنا من زرعت فيهم كل الصفات الحسنة والحمد لله فَلَحت ،كلما كنت أرى ضلالكما أنتِ وزوجك ولا استطع تغييركما كنت أضع كل جهدي معهم وأقول ما لم أفلح به مع زكريا أفلح به مع أبناءه وكأنني كنت أعوض تقصيرا لم أقصره معه، تريدين أن تأخذيها معكِ حتى تمرضيها أكثر ما هي مريضة؟ ثم صرخت فيها بحدة:اغربي يا نعمة البنت ستظل في حجرتي لتطيب كما كانوا جميعا لا يطيبون حين يمرضون الا في هذه الغرفة،ثم أشاحت بيدها قائلة:هيا لا أريد أن أراكما"

سمع صوتها هارون الذي كان يتسطح في الفراش وشعر بثقل جفنيه إلى جانب الثقل على قلبه من انقلاب الحال ما بين ليلة وضحاها هكذا

وسمعها صالح قبل أن يأخذ ابنته ويغادرا البيت

وجميع من بالخارج وصلهم صوت غالية ...

معتصم الذي يلتزم مكانه منذ ما حدث ولا يتدخل في شيء وعنان وهاجر وعمرو...

وسمعها يوسف الذي كان يقف أمام النافذة يدخن سيجارة ينفث فيها كبته وضيقه ويجلد نفسه ألف جلدة على تقصيره ،كان يود لو يدخل إليها ويضمها إليه ويعتذر لها عن كل ما بدر منه ،يريد أن يقبل يديها وعينيها وكل انش في وجهها ،يريد أن يحملها ويرحل بها بعيدا عن الجميع ولكن حالتها فقط ما تمنعه

...........

جذب زكريا زوجته من ذراعها بحدة ولم يتركها لترد على أمه حتى لا يتطور الوضع أكثر من ذلك

خرجا من الحجرة وخلفهما يحيى منكث الرأس وصعد زكريا وخلفه زوجته أما يحيى فوقف ينظر حوله يبحث بعينيه عن يسر فأردفت عنان وهي تشعر بالتعاطف نحوه وهي تشير إلى باب البيت :"للتو خرجا يحيى الحقهما "

نظر إليها نظرة لا حياة فيها ولم يجد كلاما يقوله،لقد توقع بعد ما حدث أن تغير رأيها ولا ترحل ولكن يبدو أن الرحيل يروق لها ،ربما فرصة وأتتها حتى لا تُشعِر نفسها بالذنب إن كانت هي المٌبادرة بإنهاء العلاقة ،لا يجد لها تفسير غير ذلك

صعد الدرجات إلى شقته بطء وهو متهدل الكتفين...

جلست عنان بجوار معتصم وأردفت بألم:"لم أتخيل أبدا أن تكون هكذا النهاية؟"

مط معتصم شفتيه ثم أردف:"أي علاقة وارد أن تكون هكذا نهايتها لا شيء مضمون في هذه الحياة"

انقبض قلبها من وقع كلماته عليها أما هو فاعتدل قائلا بفتور:"سأصعد أنا"

قالت وجسدها كله يرتجف:"وأنا سأبقى مع مريم قليلا "

قال وهو يوليها ظهره:"كما تريدين "

انزعجت من بروده المفاجيء هذا وتساءلت هل من تأثير ما حدث أم أن هناك شيء آخر؟

حاولت أن تفرغ عقلها مؤقتا من التفكير فقالت لهاجر باقتضاب:"هيا احضري ملابس لمريم"

.........

بعد قليل

كانت عنان ساعدت مريم في أخذ حمام دافىء وألبستها ملابس مريحة لتعود إلى الفراش مرة أخرى

وحين عادت مريم ووجدت جدتها ترقد في الفراش ويبدو عليها علامات الإعياء بينما يجلس عمرو قبالتها يقيس ضغطها أردفت بقلق:"أين زياد وجنة ؟"

قال عمرو:"أخذهما يوسف ليناما في الحجرة المجاورة لا تقلقي"

استلقت في الفراش بجوار جدتها التي قال لها عمرو بضيق:"بالطبع ضغطك عالٍ" قالها وهو يمد يده للدواء المجاور للفراش ويأخذ قرصا يضعه في فمها ويتبعه بكوب ماء

أما عنان فكانت قد أحضرت طعاما لتطعم مريم قبل أن تأخذ دوائها ...

خرج يوسف من الغرفة بعد أن غفى الصغيران ودلف إلى حجرة جدته وقال لعنان:"يكفيكِ هذا عنان أنا سأطعمها وأنتِ اذهبي لترتاحي قليلا "

همت بالجدال معه لتبقى معها وتهتم بها ولكنها تراجعت حين وجدتها فرصة جيدة لهما معا خاصة مع خوف يوسف البادي في عينيه فقالت لمريم:"إن احتجتِ شيء اتصلي بي"

اومأت لها مريم برأسها فغادرت عنان الحجرة تبعها عمرو الذي لاحظ حزن يوسف في عينيه وفضل تركهما

وحين خلت الغرفة جلس يوسف بجوارها وقال لجدته بهدوء:"سآخذها بشقة أبي بالطابق الأعلى ماما و"

قاطعته موبخة:"قلت لن تتحرك من هنا حتى تطيب، للتو تذكرت أن لك زوجة وتريد أن تأخذها؟ أين كنت منذ أشهر؟"

تغضنت ملامحه ليس ضيقا من كلماتها بل من نفسه ولم يرد عليها بينما أخذ طبق الشوربة الذي أحضرته عنان واقترب من مريم قائلا :"هيا لتأكلي"

قالت بتأفف من الطعام كله:"لا أريد"

قال بجدية:"لابد أن تأكلي حتى تأخذي دواءك لا جدال في هذا وقد سمعتي كلام الطبيبة بنفسك"

استجابت له على مضض وحين لم تستطع أن تكمل قالت له بنفاذ صبر:"كفى "

ترك الطعام جانبا وأحضر الدواء وأعطاها عدة حبوب وكوب ماء بعدها استلقت ثانية في الفراش بجوار جدتها التي أسبلت جفنيها على عينين حزينتين ووجه متغضن ازدادت فيه خطوط الزمن بشكل بالغ...

كانت مريم مرهقة نفسيا وجسديا ومتوترة خوفا من عدم اكتمال حملها ،قالت له بصوت واهن :"اغلق الضوء أريد أن أنام"

تحرك ليغلق الضوء بخطوات بطيئة توحي بثقل روحه وترك الضوء الجانبي المجاور للفراش وحين عاد إليها كانت دموعها عادت مرة أخرى للانهمار فوق وجنتيها خوفا على بذرتها الصغيرة التي لم يكن في الحسبان أن تحملها ولكن شاء الله وتفاجأت وسرعان ما تأقلمت وتمنت أن يكتمل على خير

جلس يوسف قبالتها وعز عليه دموعها ،نظر إلى غالية فوجدها قد غفت فمال على مريم قائلا بهمس ونظرة عين تائهة:"متى حدث هذا الحمل؟"

قالت بحشرجة ودموعها لا تتوقف عن الانهمار:"يوم أن كنا في الفندق في القاهرة"

أغمض عينيه يكبت انفعاله ثم أردف وهو يميل نحوها أكثر حتى أصبح وجهه يقابل وجهها وأنفاسهما تكادان أن تختلطا:"يومها قلت لكِ أنني أريد طفلا أخر وقلتي لي لا فكيف حدث؟"

قالت بخفوت:"في هذه الفترة لم أكن منتظمة في أخذ الحبوب لأننا كنا على خلاف ولكن لم أتوقع أن يحدث حمل بسبب عدم انتظامي"

زفر نفسا حارا شعرت بحرارته تبعث دفئا في وجهها البارد الذي تشعر ببرودة كل سكنة فيه ثم أردف لائما:"ولمَ لم تقولي لي؟"

أغمضت عينيها على دموع حارقة سالت بلا انقطاع وأردفت أخيرا:"كنت أنتظر أن أقول لك في جو هاديء خاصة وأنا أعرف أنك كنت تتمناه ولكني أبدا لم أجد هذا الوقت"

ارتجف قلبه رجفة هزت جسده كله وامتلأت عيناه بدموع ظلت في مقلتيه يقاومها حتى لا تسيل كالأطفال

لامس كفها بكفه مشددا عليه ثم رفعه إلى شفتيه مٌقبلا ظاهره وباطنه ببطء شديد ،ارتجف قلبها وشعرت باشتياقها له يسري في جسدها رغم غضبها منه ،هكذا هي مشاعرها تجاهه مشاعر بلهاء تعشقه مهما فعل ولا تستطع الابتعاد عنه وحين يقترب تنسى كل ما فعله ،أزاح الغطاء قليلا ولامس بطنها بأنامله لمسات أشعرتها بالدفء والسكينة فظل يحرك أنامله باشتياق حقيقي لمن في رحمها ويدعو الله أن يتمم حملها على خير ويمدها بالصحة...

قالت له بخفوت بعد أن سرت موجة من السكينة في جسدها وهدأت قليلا انقباضات رحمها:"لم جئت اليوم هل جئت فعلا لتأخذ زياد وجنة؟"

أبعد يده عن بطنها ودثرها بالغطاء جيدا ومال عليها حتى لامس أذنيها قائلا بهمس أجش:"نعم، أتيت لآخذهما وأنتِ قبلهما "

قالت بصوتِ مٌتحشرج:"لقد تعبت من كل ما حدث"

وضع كفه على جانب وجهها وأردف بنفس الهمس :"اعتبريه أخر عهدك من التعب وأعدك ألا تري معي سوى السعادة بعد اليوم"

كلماته كانت بنبرة صادقة حارة بحرارة أنفاسه التي تلفح وجهها فأردفت وهي تسبل أهدابها بتعب:"واليمين الذي أقسمه أبي ماذا سنفعل فيه ؟"

قال دون تردد:"بل ماذا سيفعلان فيه ،من اليوم كل شخص يتحمل مسئولية أفعاله"

قالت بخفوت:"ماذا تقصد؟"

قال وهو يحيط وجهها بيديه ويثبت عينيه بعينيها :"تتعافي فقط والطبيبة تسمح بأن تتحركي وآخذك وأرحل"

قالت بصوت متألم:"ويمين أبي على أمي؟"

قال بعدم اكتراث:"صدقيني مريم إن وقع اليمين وكنت أنا من المشاركين في هذا العمل سأكون قدمت للبشرية معروف كبير"

قالت بتعب:"أنا لا أمزح"

قال بجدية وهو يضع جبهته فوق جبهتها:"وأنا لا أمزح"

كان الانهاك الجسدي والاستنزاف النفسي قد استبدا بها إلى أقصى درجة فأسبلت جفنيها على صوته ولمسته وأنفاسه القريبة لتستسلم لسلطان النوم طوعا هاربة من كل ما يحدث حولها وظل هو بجوارها إلى أن تأكد أنها غرقت فعليا في النوم فغادر الحجرة متجها إلى الحجرة التي ينام بها ابناؤه ونام بجوارهما.

...........

وبالطابق الأخير كان معتصم يرقد في فراشه يجافيه النوم حين خرجت عنان من الحمام بعد أن أخذت حماما ساخنا وهي لاتزال تحت تأثير صدمة رحيل يسر فأردفت بشرود وهي تستلقي بجواره على ظهرها وتنظر في السقف:"لا أستوعب حتى الآن رحيل يسر"

صمت قليلا ثم أردف بفتور دون أن ينظر إليها:" قلت لكِ صدقي،أي شخص وارد أن يرحل في أي وقت"

انقبض قلبها لتكراره نفس الكلمات فأردفت وهي تنظر إليه بطرف عينيها :"لمَ تقول هذا؟"

قال بشرود:"أنتِ سألتِ وأنا جاوبت"

شعرت بغصة في حلقها فأردفت بحشرجة:"كيف يعني يستبيح أي شخص لنفسه أن يفعلها بنصفه الآخر؟ أنا أراه ظلم وقسوة"

"أنتِ ترين شيء وصاحب المشكلة يرى شيء آخر والكلمة الأخيرة في النهاية لأبطال القصة الفعليين"

شعرت بقبضة من حديد تعتصر صدرها ،فعليا هي مُشفقة على يحيى وتعرف أن عناد يسر يكن وقتيا وبعدها يأتي الندم

ولكن هناك شيء آخر في نبرته يُشعرها بالانقباض نبرة يأس تتسلل من صوته ،زفرة مختنقة يكبتها ،انفعال يغلي في صدره رغم أنه لا يُفصِح عن شيء

اقتربت منه وهي تعتدل قليلا لتشرف عليه من علي وأردفت بحيرة:"لك عدة أيام وكأنك لست أنت ،لست كعادتك ألا تريد أن تخبرني بما بك؟"

قال دون أن تواجه عيناه عينيها وهو ينظر في سقف الحجرة:"ربما أنتِ لا تعرفيني جيدا وهذه عادتي من أدراكِ؟"

قالت بلا فهم:"ماذا تقصد؟"

قال بقنوط :"لا تفكري كثيرا فأنا شخصيا أحيانا أقف عاجزا عن فهم نفسي ولا من أنا"

"لماذا حبيبي كل هذا التعقيد؟"

قالتها بعينين تترجيانه أن يُعيد إليها معتصم الذي أهداه لها القدر بعد سنوات التيه والضلال ثم أكملت:"لا تحتار أنت ولا تجعل شيء يؤرقك فقط كُن كما عهدتك دوما ثم أردفت بعد تفكير قليل:ربما الأحداث السيئة التي تحدث حولنا من جعلتك هكذا فيوسف ويحيى كلاهما مقربان لك وبالتأكيد ما يحدث معهما يؤرقك"

لم يرد عليها فأكملت وهي تلامس جانب وجهه بأناملها:"أعرف أن الوقت ليس مناسب ولكنك كنت تقول منذ عدة أيام أنك تريد أن نأخذ إجازة بعيدا عن هذه الأجواء ممكن بعد أن نطمئن على مريم أن نفعلها"

قال باقتضاب :"لن أتفرغ الفترة القادمة اطلاقا"

عادت إلى مكانها بجواره بإحباط بدى في عينيها اللتين لمعت بهما الدموع وحين ظل صامتا رغم أنه لم يَنَم بعد بادرت هي بالاقتراب منه فأحاطت ذراعه بيد وجذعه بالأخرى تتلمس دفئه في هذه الليلة الباردة وادعى هو النوم حتى يُصفي ذهنه للتفكير

عليه الاعتراف أن التصاقها به هكذا ورغم أنه لا يستطع في هذا الوقت تحديدا أن يبادلها أي مشاعر إلا أن وجودها يؤثر فيه، قربها هو القرب الوحيد الذي يتقبله في هذه الفترة على الأقل هي مثله ليس لها ذنب في أي شيء مضى ولم تشهد على ما حدث قديما كأمه وجدته وأخواله
******

soha, سبنا 33, samahss and 7 others like this.

Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-22, 08:14 PM   #1530

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

حين سطعت الشمس كان من آل عمران من نال قسطا قليلا من النوم بعد هذه الليلة العصيبة ومنهم من جافاه النوم

كانت غالية تجلس في فراشها لا تقوى على القيام وبجوارها مريم والصغيران اللذان يلتصقان بجوار أمهما منذ أن استيقظا

وعلى المقعد المجاور لغالية يجلس هارون ليطمئن على أمه ويحتسيان الشاي الساخن وإن كانت يد غالية ترتجف وهي تحتضن الكوب بأناملها

قال هارون لأمه بنظرة متفهمة:"سأطمئن عليكما وأرحل فلدي عمل لا يتأجل وأمر الحساب هذا نناقشه حين تهدأ الأمور"

نظرت إليه نظرة حزينة تلمع بعينيها الدموع ،دموع الحزن على الابن الضال فرغم ضلاله يظل ابنها ففهم هارون ما بها فأردف بخفوت حتى لا تسمعه مريم:"ادعي له بالهداية"

دلف يوسف إلى الحجرة قائلا وهو ينظر إلى مريم التي تجلس نصف جلسة وتستند بظهرها على ظهر الفراش:"كيف الحال اليوم؟"

قالت باستكانة:"بخير الحمد لله"

خرج مرة أخرى دون كلام وعاد بعد دقائق وهو يحمل صينية عليها افطارا خفيفا وأردف بنبرة اشتاقتها كثيرا:"الافطار حتى تأخذي دواءك"

قالت بارتياب :"أنت أحضرت الإفطار لي بنفسك!"

جلس بجوارها وأردف بجدية مصطنعة:"لا طبعا ليس من أجلك من أجل ابني"

رفعت حاجبيها قائلة باستنكار:"حقا!"

فأردف بابتسامة صغيرة وهو يعد ساندوتش جبن :"لا طبعا أمزح "

لاحظت غالية أن أمورهما في تحسن فأردفت لزياد وجنة وهي تبعد الغطاء عنها :"هيا معي لأجعل أم أيمن تعد لكما الافطار"

استقام الصغيران معها وسبقاها فخرجت خلفهما وهارون يسندها من ذراعها وتركا يوسف ومريم بمفردهما ،أعطاها الساندويتش الذي أعده وأردف:"هيا مريم لابد أن تأكلي حتى تتعافي"

أخذته منه وحين همت بالبدء راودها سؤال فأردفت بنظرة حائرة:"يوسف هل ظننت أنني تحدثت مع الكابتن أو أنني "

قاطعها بنبرة مقتضبة ونظرة قاتمة:"لا أريد أن أتحدث في هذا الأمر الان"

قالت بإصرار:"لابد أن أوضح لك"

قال بنبرة قاطعة :"لا أريد الحديث الان من فضلك "

تذكر أمر هاتفها فوضع يده في جيبه ليخرج الهاتف وأعطاه لها قائلا:"خذي هاتفك لقد غيرت رقمه ستجدين الرقم الجديد مسجل عندك"

أخذته منه ووضعته بجوارها وبعد أن تناولت الطعام وأخذت دواءها خرج هو ليتفقد ابناؤه وفتحت هي هاتفها لتجده قد مسح كل ما له علاقة بشادي من رسائل
******
حين وصل معتصم إلى عمله كان مُتجهم الوجه كعادته في الأيام الأخيرة وفي الرواق وفي حجرة مكتب خالد المفتوحة كان الأخير يجلس وأمامه امرأة كبيرة في السن تبكي بحُرقة، للحظة لم يجد في نفسه الجهد الكافي لمحاولة معرفة السبب رغم أن مظهرها أثار فيه فضولا وتعاطفا ،خطى خطوتين ليجد سامح أمامه والذي قال له:"صباح الخير"

رد عليه معتصم السلام باقتضاب فأردف الأول:"لدينا اجتماع عاجل بعد نصف ساعة مع هشام باشا"

أومأ له معتصم برأسه دون رد وواصل سيره نحو مكتبه إلا أن شكل المرأة ألح عليه فعاد عدة خطوات إلى مكتب خالد وأشار بعينيه إلى صاحبه نظرة تعني ما أمرها ؟

استقام خالد من خلف مكتبه واتجه ناحية معتصم الذي يقف عند باب الحجرة وأردف ببساطة:"مضت على نفسها كمبيالات لتاجر أجهزة كهربائية من أجل زواج ابنتها وكما يحدث دائما لم تستطع السداد فقام الرجل بعمل محضر لها"

نظر معتصم إلى دموع المرأة المنهمرة وهي حين سمعت حديثهما الخافت وأنه عنها تقدمت ببطء وأردفت وهي ترفع إلى معتصم عينين ممتلئتين بدموع القهر والخوف :"كنت مضطرة للشراء بالتقسيط من أجل تزويج البنت الأخيرة صدقني فعلتها مع كل اخوتها البنات ولم أتعثر أبدا هذه أول مرة "

شعر بانكسار المرأة فأردف لخالد بجدية:"كم المبلغ الذي عليها؟"

قال خالد:"*****"

صمت معتصم قليلا وبحسبة بسيطة عرف أن المبلغ هو ثمن ثلاثة أو أربعة أجهزة ليس أكثر

فوضع يده في جيبه وأخرج كل ما معه من نقود وعدهم فكانوا أقل من نصف المبلغ بقليل فقال لخالد وهو يضع المبلغ في يده :"أخرج ما في جيبك واجمع الباقي من زملائنا ستجد نفسك جمعته في أقل من ربع ساعة وانهي الأمر فالحاجة يبدو أنها ليست وجه أقسام"

اتسعت عيني المرأة بعدم تصديق وأردفت بصوت متحشرج وهي لا تصدق أن الفرج أصبح قريب:"بارك الله فيك يا ولدي ورزقك من حيث لا تحتسب وفرج كربك وأزال همك وأراح قلبك وصرف عنك شتات العقل وجبر كسرك وآمن خوفك"

لامست دعوتها قلبه بشدة فأمن بداخله على دعوتها....

أخرج خالد ما في جيبه بالفعل وتراجعت المرأة وهي تبكي وجلست على أقرب مقعد وحين هم معتصم بالذهاب إلى مكتبه قال له خالد وهو يضحك بهمس:"كنت سأحضر بهذه النقود هدية عيد ميلاد زوجتي سامحك الله"

كان يعرف أن صاحبه يمزح فهما قد فعلاها كثيرا فربت على كتفه قائلا:"تصدق بما في الجيب يأتيك ما في الغيب"

ابتسم خالد وحين ولاه معتصم ظهره أردفت المرأة :"أنا لا أعرف كيف أرد لك جميلك هذا يا ولدي"

التفت إليها معتصم قائلا بنظرة متأثرة:"فقط كلما تذكرتني ادعي لي الدعوة التي دعوتيها منذ قليل"

ظلت المرأة تردد الدعوات للجميع وتركها معتصم ودلف إلى مكتبه يفتح الحاسوب ليكمل بحثه في ملف قضية ابوالوفا عزام ولم تمر الساعة حتى كان خالد قد جمع المبلغ للمرأة وانتهى أمر خروجها بعدها بسرعة
******
وقفت تحت الماء الساخن تأخذ حمامها بذهنِ صافٍ صفاءا لم تشعر به منذ زمن، لقد انقضت عدتها فعليا اليوم ،كانت قد انقضت شرعا بانتهاء حيضتها الثالثة منذ فترة قريبة ولكن اليوم فقد أصبحت شرعا وقانونا حرة وها هي تستقبل الحياة بإحساس جديد...

كانت زهراء تُغمض عينيها تحت الماء الساخن المُنهمر فوق جسدها وهي تشعر بالسكينة والارتياح يغمرانها فقد أصبحت حرة للأبد

وحين انتهت ارتدت ملابسها وخرجت إلى حجرتها لتصلي ركعتي الضحى

وحين فرغت من صلاتها رن هاتفها فنظرت فيه لتجده حاتم، أغمضت عينيها بيأس فهو منذ الأمس يلح في الاتصال بها وهي لا ترد،ماذا يريد منها؟

هي لا تريد التورط معه في مشاعرها أكثر من ذلك

لم ترد وقلبها يعتصره الألم فهي لم تكن أبدا قاسية ولكن حاتم بكل ظروفه لا يصلح لها وهي بكل ظروفها لا تصلح له

ابتسمت بسخرية وهي ترى نفسها ترفض شخص مثله ليس به غلطة واحدة فأردفت بشرود وهي تقف خلف النافذة تزيح الستار لترى نور الشمس (غريب أمري ،لم أشعر منذ زواجي من سعد بالتوافق معه وحين هجرني كنت أتمنى في خيالي رجل مثل حاتم وأظن أنه محض خيال وحين وجدته أمام عيني لا استطيع مد يدي لأخذ حقي في الحياة)

...........

كان حاتم يتحرك من الشرفة إلى حجرة المعيشة بعصبية فمن جهة هي لا ترد عليه وامتنعت عن محادثته منذ أخر يوم كان عندها في المطعم ومن جهة يسر التي منذ عودتها مع أبيه بالأمس والبيت كله في حالة حزن لحالها

طرق باب غرفة يسر ثم فتحه فكانت تنام في الفراش وعيناها مفتوحتان شاردتان في اللاشيء فأغلق الباب وجلس على المقعد المُجاور لفراشها وأردف :"هل هدأتِ قليلا لنتناقش؟"

قالت بقنوط وهي لاتزال تنظر في اللا شيء:"نتناقش في ماذا؟"

قال بجدية:"فيما حدث يسر ،أرى أنكِ أتيتِ على يحيى"

زفرت قائلة:"لم أتوقع منه أن يفعلها ،كنت أثق فيه أكثر ما أثق بنفسي "

قال حاتم :"أنتِ تعرفين الضغط الذي يتعرض له"

"وأنا أيضا موضوعة تحت ضغط حاتم أنتم فقط لا أحد يشعر بي "

عاتبها قائلا:"هكذا إذن؟"

قالت بملامح متجهمة:"أقصد أن من يعيش المشكلة هو من يشعر بها ومن لا يعيشها تكن له آراء نظرية فقط"

مرر كلماتها وأردف:"حسنا يسر على ماذا تنوين الآن؟"

قالت بنظرة لا أثر فيها للحياة :"المنطق يقول أن الطلاق هو أفضل الحلول لي وله"

ظهر الاستنكار على ملامحه وأردف :"لا تأخذي قرارا متسرعا في لحظة غضب يسر خسارة أن يذهب حبكما "

رفعت عينيها إليه وأردفت بنظرة حزينة :"هذا الحب هو علتنا الفعلية هل تعرف لو لم يكن هناك هذا الحب ربما كنت سامحته "

قال بعدم فهم"كيف؟ أنتِ بهذا تعكسي الأمور "

أغمضت عينيها على دموع رقيقة شحت من كثرة ما بكت طوال الليل ثم أردفت بألم:"قرأت قديما مقال لكاتب ولم أفهم معناه سوى الآن ،كان يقول أن أكثر الزيجات فشلا هي الزيجات القائمة على الحب لأن العشم بينهما يكن زائدا ،سقف توقعاتهما تجاه بعضهما يكن زائدا ،دائما كل منهما يتوقع من الآخر الأفضل،وإذا أخطأ أحدهما في حق الآخر الصدمة تكن شديدة والضربة موجعة أكثر من لو كان الزواج تقليديا فلا يتوقع أحدهما من الآخر شيء ولا يوجد سقف توقعات عاليا "

ربت على كفها وأردف بلين:"ولمَ لا يكون العكس وأن هذا الحب هو من يغفر الأخطاء والزلات ويكن هو الدافع لنصفح ؟"

قالت بفتور:"في هذه اللحظة وبعد هذه السنوات لا أجد لدي طاقة لأي شيء،لا سماح ولا صفح ولا استعداد لتحمل اهانة من امرأة مثل أمه"

............

في حجرته كان يرقد صالح في فراشه وقد شعر بالتعب وعدم القدرة على الذهاب إلى العمل ،يشعر بالاستنزاف بعد ما حدث بالأمس

انهيار يسر يؤلمه ، تشتت أمه بين الجميع يؤرق مضجعه ،ارتباط مصير زيجة يوسف بزيجة يسر يجعله يفقد هدوئه وحسن تصرفه

دلفت ليلة إلى الحجرة وأغلقت الباب لتجلس بجواره وتضع كوب الشاي الساخن بالنعناع على الكومود المجاور لها ثم مدت يدها تلامس بها يده وتشدد عليها وظلا هكذا لدقائق قليلة ثم أردفت :"حاول أن تتماسك يا صالح من أجل أبناءك ليس لنا غيرك"

قال بقنوط:"هذه المرة أصعب من أي مرة ثم ناظرها قائلا بتعجب:كل ما حدث في كفة وما قاله زكريا في كفة لم أتوقع أن يكون كل ذلك بداخله"

قالت بنظرة خاصة:"ومالجديد تعرف أنه دائما غيور"

قال بعصبية:"هذه ليست غيرة هذا حقد وكره فإذا كان ابن أبي وأمي يٌضمِر لي هذا فماذا سيُضمِر الغريب!"

قالت بقلق:"وماذا تتوقع بخصوص يسر؟ هل سيمر الأمر أم لا وماذا عن يوسف ومريم الأمور حقا تعقدت "

قال بنظرة صارمة ونبرة حازمة:"يسر إن أرادت الطلاق سأطلقها، سأتركها فقط تأخذ وقتها لتفكر جيدا ويوسف ليس صغير ولا ضعيف سأتركه يتصرف بما يراه مناسبا وهو حاليا يجلس بجوارها فلا قلق عليه، ثم أردف وهو يحيد بعينيه عن عينيها :أما الشراكة في الورث فأرى أن نفضها من الأفضل للجميع "

انقبض قلبها حين أتت سيرة فض الشراكة فأردفت:"لا تتسرع يا صالح لقد كانت وصية عمي عمران أن تظلوا معا ولا تنسى أن البركة تأتي من اجتماعكم معا"

قال باستياء:"أي بركة تلك التي ستحل وبيننا سارق؟"
********
بعد أن أنهى معتصم عمله الذي كان فيه بنصف تركيز أخذ جميع صور الملفات معه وذهب إلى شقته بالمحافظة ،لم يقوى على الذهاب إلى البيت ،لا يريد أن يواجه أحد أو يرى أحد

جلس في غرفة المعيشة يضع الأوراق كلها أمامه يدرسها ويُحلل ما بها بهدوء شديد فأخذ يحدث نفسه بصوت مسموع كأنها شخص فعلي يجلس أمامه:

"حسنا أبوالوفا عزام كان شابا وسيما من عائلة بسيطة ،معروف بعلاقاته النسائية الكثيرة التي كانت توقعه في أحيان كثيرة في مشاكل ،تناول ورقة من على يمينه ثم نظر فيها قائلا بوجه متجهم:عكس شقيقه الوحيد( العربي ) كان شابا منضبطا وليس له في هذه السلوكيات"

عقد أنامل يديه معا واستند بذقنه عليهم وأردف مفكرا "اختفى أبو الوفا فجأة من بلدتنا في تاريخ **\*\**** وهذا قبل زواج يمنة ومحمود الرحماني بأشهر قليلة جدا، ووجدته الشرطة قتيلا على أطراف البلدة ما بين بلدتنا ومركز المحافظة في تاريخ *\*\**** وهذا بعد زواج يمنة ومحمود بعدة أشهر ولم تستدل السلطات على الجاني، وبعد وفاة أبوالوفا وقع الطلاق بين يمنة ومحمود ورحل محمود بعدها،

وضع كفيه على وجهه وأغمض عينيه يعتصر ذهنه،هذه هي المعلومات التي توصل لها...

معلومات ربما تحمل المعنى وعكسه

معلومات لا يستطيع بها أن يدين أحد ولا يُبرىء أحد ...

لمعت في ذهنه فكرة (العربي عزام العربي) شقيق أبو الوفا ربما لو توصل له يستطيع أن يعرف شيء، ربما معلومة بسيطة تكون مصباح الهداية له في عتمة طريقه

قطع عليه أفكاره صوت رنين هاتفه وكانت عنان ،تردد في الرد عليها، هي تشعر به وتسأله ويتهرب من الإجابة

ولكن إلى متى سيتهرب ؟

رد عليها فأردفت ما إن سمعت صوته:"أهلا معتصم"

فردد قلبه تلقائيا:"أهلا يا روح معتصم ،روح معتصم التي ما إن عادت إلى جسده وظن أن الأيام ستحلو له حتى حطت هذه المصيبة فوق رأسه"

حين طال صمته دون رد أردفت بقلق:"أين أنت؟"

:"في الشقة سأبيت هنا اليوم "

اتسعت عينيها وشعرت بضربات قلبها وقد ازدادت فأردفت:"لماذا ؟"

قال بفتوره الملازم له :"أبدا تعبت اليوم في العمل وللتو أنهيت ولا أستطيع القيادة "

شعرت بألم في صدرها ،وخز اشتياقها إليه وضيق لضيقه الذي يداريه بمهارة ولكنها تكشفه ببساطة

"حسنا معتصم اعتني بنفسك جيدا سأنتظرك في الغد بإذن الله"

أغلقت معه واستلقت في الفراش بعينين دامعتين تعتصر ذهنها تفكيرا عن أسباب تغيره هكذا أما هو فبدأ يعتصر ذهنه تفكيرا من أين يبدأ في بحثه عن العربي عزام فبالتأكيد سيجد عنده الكثير ،حتى ولو كان ماعنده قليل فهذا القليل سيساعده بكل تأكيد

بعد مرور عدة أيام

كانت الطبيبة قد وقعت الكشف على مريم وحين انتهت أردفت :"مادامت التقلصات مستمرة سنستمر على الحقن المثبتة وباقي العلاج مع التزام الراحة التامة في الفراش"

قال يوسف الذي يقف خلفها:"أنا أريد أن أنقلها إلى المحافظة حيث بيتنا وحتى نطمئن بعمل موجات صوتية في المشفى"

قالت الطبيبة بنظرة خاصة ونبرة حذرة:"لا أنصح يا استاذ يوسف بهذا مع هذه التقلصات الشديدة الملازمة لها، مسافة ساعة بالسيارة بوضعها هذا تصبح مخاطرة"

شعر بالاستياء ولكنه لم يكن يستطع فعل عكس ما تقوله أما غالية التي كانت تجلس بجوار حفيدتها فأردفت بحزم:"تبقى معي حتى تتعافى باذن الله نشكرك يا دكتورة"

قالت الطبيبة وهي تتأمل ملامح وجه غالية المرهقة:"وأنتِ يا حاجة غالية كيف حالك الا تريدين مني أي شيء؟"

قالت غالية بابتسامة ودودة رغم حزنها المرتسم على وجهها:"أشكرك يا ابنتي فالدكتور عمرو يتابعني باستمرار"

قالت الطبيبة بمودة:"بارك الله لكِ فيهم جميعا "

وبعد تبادل حديث قصير غادرت الطبيبة وغادر يوسف الذي اتصل به أبوه ليذهب إلى عمله الذي لا ينتظم فيه منذ ما حدث مع مريم ...

دلفت جميع البنات إلى غرفة جدتهن للاطمئنان على مريم ،عنان ووصال ومودة وهاجر فأخذت غالية هاتفها وتركت لهن الغرفة وأردفت من عند الباب:"وصال تعالي خلفي "

خرجت إلى بهو البيت ووصال خلفها،وصال التي تلتزم الصمت منذ ما حدث ولكن وجهها مخطوفا تماما كفرحتها المُهددة ،قالت لها غالية بصوت واهن:"كيف حال طارق ؟"

قالت وصال :"بخير ماما"

ضيقت عينيها متسائلة"هل انتهى من كل تجهيزات الشقة؟"

قالت وصال :"انتهى تقريبا"

قالت غالية بجدية:"ألم يقل أنه يريد عقد القران؟"

قالت وصال بحرج:" نعم ولكن كان هذا قبل أن يحدث ما حدث"

ربتت غالية على يدها وأردفت:"اتصلي به قولي له أمي تريدك اليوم"

"لماذا؟" قالتها وصال بفضول ولهفة

قالت غالية بنظرة شاردة:"افعلي فقط ما أقول "

قامت وصال لتتصل بطارق أما غالية فتناولت هاتفها واتصلت بهارون الذي كان لازال بالبيت لم ينزل عمله بعد فرد قائلا ببشاشة:"أهلا أمي كيف حالك حبيبتي؟"

قالت وهي تشعر بثقل في صدرها ووهن في قلبها:"بخير حبيبي أريدك في شيء"

:"ماذا أمي؟" قالها باهتمام وهو يجلس على مقعده

قالت بعينين زائغتين:"كما ترى حالنا هذه الفترة لا يَسُر، يُسر ومشكلتها مع يحيى وتأزم وضع يوسف ومريم من جهة ومن جهة أخرى زوج أختك الذي يلازم الفراش بعد الجلطة التي كادت تودي بحياته ولا نعرف تبعاتها فأنا أرى أن نٌعجل في زيجة وصال"

قال هارون مستنكرا :"في هذه الظروف؟"

قالت بإصرار:"هذه الظروف إن تعقدت لن نستطع أن نقيم للبنت زفاف والأعمار بيد الله كما أنني ..."

صمتت قليلا فأردف هارون بحاجبين معقودين :"كما أنكِ ماذا أمي ؟"

قالت بشرود:"انا تعبت يا هارون وأريد أن أفرح بوصال قبل أن يسترد الله وديعته الأعمار بيد الله بني "

قال باستياء:"أمي لا تقولين هذا الكلام"

قالت بضيق:"اسمعني ،أنا أحدثك حتى تكون معي في هذه الخطوة وحين يقول لك يونس ليستشيرك تؤيد كلامي ،أنا اليوم سأتحدث مع طارق هو كان يريد عقد قران فأنا سأقول له أن يكون عقد قران وزفاف"

قال هارون بقلق :"والناس أمي سيقولون قاموا بزفاف ابنتهم وزوج ابنتهم في حالة صحية سيئة"

قالت دون اكتراث:"الناس سيقولون في كل الأحوال والمريض مريضنا والحزن حزننا والفرح فرحنا والناس لن ينفعوني بشيء حين أتغيب عن زفاف حفيدتي لأي سبب"

كانت نبرتها قاطعة حازمة مخيفة بالنسبة لهارون فأردف اخيرا بزفرة قلقة:" حسنا أمي كما ترين"

..........

اما بالداخل فكانت البنات تجلسن حول مريم ومعهم زياد وجنة يرفهن عنها وهي هكذا تلازم الفراش

قالت مريم بضجر:"لقد مللت من الرقدة في الفراش"

ربتت عنان على كفها قائلة:"فترة وستمر بإذن الله المهم أن يثبت الحمل حبيبتي"

قالت مريم لهاجر:"كيف حال أبي وأمي؟"

قالت هاجر باستياء:"البيت مٌلغم أفضل شيء فعلته ماما غالية انها جعلتكِ تبقين هنا فالوضع بالأعلى سىء ويحيى حالته اسوء"

قالت مريم بقلق:"حبيبي كان الله في عونه لا أعرف على ماذا ستنتهي مشكلته هذه ولا أعرف ماذا سنفعل أنا ويوسف في يمين الطلاق الذي حلفه أبي هذا لولا أوامر الطبيبة لأصر على ذهابي معه وقتها سيقع اليمين"

قالت مودة ببراءة مصطنعة :"لا أحد يعرف أين الخير فرُب ضارة نافعة لا تعرفين ربما إن وقع اليمين يكن خيرا من يدري "

كانت من داخلها تشعر بالاستياء من نعمة كما يشعر الجميع وفي نفس الوقت تكبت غيظها ولكن لسانها انفلت في لحظة ولم تدرك ما تفوهت به إلا حين نظر الجميع إليها ولكزتها عنان التي تجلس بجوارها فتنحنحت قائلة:"اقصد أنه لا أحد يعلم أين الخير لا أكثر"

قالت لها عنان وهي تحاول كتم ضحكتها:"حبيبتي أليس لديكِ جامعة هيا لتذهبي حتى لا تتأخري"

نظرت في ساعتها ورغم أنها أمامها عشر دقائق حتى تصل السيارة إلا أنها اعتدلت بسرعة وأردفت وهي تٌعدل ملابسها:"فعلا لابد أن أتحرك سلام"

تركت الجميع وعنان تشعر بالخجل مما قالته أختها ولا تعرف أن مريم نفسها كانت تكتم ابتسامتها حين تذكرت كلام يوسف المشابه لكلام مودة

...........

حين خرجت مودة من الغرفة وجدت في الرواق أمامها عمرو الذي كان في طريقه للاطمئنان على مريم وحين أتت عينيها في عينيه أشاحت بوجهها بعيدا وهي تكمل طريقها دون كلام

ما حدث من أمه الأيام الماضية صدمها وجعلها توقن أنها إنسانة مريضة ولا تٌعاشر ولا تصلح لأن تكون حماة لها

شعر عمرو بالاستياء من تجاهلها المتعمد له على مدار الأيام الماضية وهذا الشيء جعله يشعر بالضيق فاعترض طريقها قائلا بوجه جاد:"مودة ماذا بكِ؟"

تفاجأت برد فعله فقد وقف أمامها مباشرة يمنعها من الخروج إلى جانب أن قربه منها بعد تطور مشاعرها تجاهه لم يكن آمنا ولكنها كالعادة تتماسك حتى لا يبدو عليها شيء فرفعت وجهها اليه وأردفت بهدوء:"ماذا بي؟"

قال بنظرة حائرة:"تتجنبين التعامل معي ولا تلقين سلاما علي وإذا رأيتني أسير من طريق تسيرين عكسه "

تنحنحت ثم أردفت بهدوء مصطنع:"أبدا حالة البيت فقط الفترة الماضية هي من فرضت ذلك "

قال بنظرة شعرتها شديدة الخصوصية:"هذا فقط؟ ظننت أنكِ غاضبة مني في شيء"

قالت وهي تٌسبِل أهدابها تلقائيا فتٌذيب قلبه بحركتها هذه:"وهل فعلت شيء لي لأغضب منك"

قال بعد تفكير قصير:"لم أفعل ولكن من معاملتك شككت في نفسي"

ثوان قليلة التقت فيها العيون ،العيون التي تريد أن تقول الكثير ولا يطاوعها اللسان بنطق شيء

كانت تعرف أن عليها ألا تٌعلق مشاعرها به

وكان يعرف أن تجاهلها له منذ ما فعلته أمه ولكن ماذا عليه أن يفعل سيظلان أبوه وأمه مهما حدث...

"بعد اذنك عمرو أريد أن أمر ذاهبة إلى الكلية"

قال بلهفة بدت في عينيه التي اتسعتا فظهر بهما لون العسل الذي تعشقه جليا:"أنا ذاهب الان تعالي معي لأوصلك"

(ياليت )

قالتها في نفسها ولكن لسانها ردد بصوت خافت:"عم زهير سيأتي حالا بعد اذنك"

أفسح لها الطريق أخيرا فاتجهت نحو جدتها التي تجلس شاردة تنظر من النافذة على الزرع الأخضر الممتد أمامها فقبلتها مودة قبل أن تخرج واحتضنتها غالية وهي تربت على ظهرها بحنو
*******
يتبع في الصفحة التالية

https://www.rewity.com/forum/t482210...l#post15819028




التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 10-01-22 الساعة 10:57 PM
Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:47 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.