آخر 10 مشاركات
جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          116 - أريد سجنك ! - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          91-صعود من الهاوية - بيتي جوردن - ع.ج ( إعادة تصوير )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          كوب العدالة (الكاتـب : اسفة - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree4112Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-08-21, 05:50 PM   #541

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي


بس للحق متحمسة جدا اول مرة بكون على الموعد 😍😍😍😍😍😍😍😍

ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-21, 05:57 PM   #542

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني عشر



مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ
تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُنُ (المتنبي)


بعد أن عاد راشد من اجتماعه مع أبناء عمه وزوجة عمه كان يسير في الأرض المجاورة لبيته وهو يشعر بالقهر ،يشعر أن روح رماح لن ترتاح وزوجته لأحد غير أخ له من لحمه ودمه
ليس هذا فحسب فما إن عرف أن معتصم مرشح بقوة حتى زاد غضبه ،يعرف أن معتصم لم يكن يحب رماح ،لم يكن هناك يوما توافقا بينهما ،لم يرى في عيني معتصم نظرة واحدة محبة لابنه حتى وإن لم ينطقها لسانه فهل تكون زوجته له بعد مماته؟..
دخل أخيرا إلى البيت ولم يجد فيه سوى يمنة ونسرين تجلسان أمام التلفاز والصغير يجلس أمامهما في كرسي الأطفال خاصته، نظرت يمنة إلى وجهه المقلوب بريبة وما إن أشار لها بعينيه حتى قامت خلفه وما إن دخلت الغرفة خلفه حتى أغلق الباب بعنف قائلاً :"هل كنتِ تعرفين أن ابنك معتصم تقدم إلى عنان؟..."

اتسعت عينيها قائلة:"حقا؟..."

"كنتِ تعرفين بالتأكيد فلن تٌخفي عنكِ الحاجة شيء...."

قالها بحدة فأردفت بصدقِ وهي تقف أمامه تواجهه:"أبدا أقسم لك لم أكن أعرف ..."

نزع عن رأسه عمامته وألقاها على الفراش وهدر بغضبِ وعقله يكاد أن ينفجر من التفكير:"هناك حل بالتأكيد، بالتأكيد هناك حل..."

ابتعدت يمنة عنه وهو يكلم نفسه هكذا وبداخلها دهشة مما قاله وانسحبت بخفة لتٌحدث أمها وتعرف منها ما حدث بالضبط ......

أما هو فوقف أمام النافذة التي فتحها على مصراعيها يحدث نفسه ...

لمَ لا يسير أي شيء في الفترة الماضية كما كان يخطط له ؟ لمَ انقلب كل شيء ضده هكذا؟...

أخذ يعيد في كل الكلمات التي سمعها منهم ويرتب أفكاره عل عقله يهديه لحل...

أما يمنة فدخلت حجرة الضيوف الخالية وما إن ردت عليها أمها حتى ألقت عليها ما سمعته من راشد بتساؤل فقالت غالية وهي تستلقي في فراشها تشعر بالانهاك بعد تعب اليوم :"نعم يمنة معتصم يريدها...."

قالت يمنة بشك وهي تجلس على طرف الفراش:"منذ متى وهو يريدها أمي؟..."

"منذ زمن يا ابنتي منذ أن شبت وهو يريدها...."

اتسعت عيني يمنة قائلة:"حقا! ولمَ لم تقولي لي هذا الأمر من قبل؟.."

قالت غالية بهدوء:"وماذا كانت ستفيد معرفتك ما دامت هي كانت تريد رماح وكان الجميع يوافق إلى جانب أنني خفت أن أخبرك فتقعي بلسانك أمام راشد فتوغري صدره تجاه معتصم أكثر فهو من الأساس لا يحبه...."

قالت يمنة بحزن ووجه ممتقع :"أنا أخر من يعلم كل شيء عن ابني...."

صاحت فيها غالية قائلة:"ماذا كنتِ تريدين أن تعرفي؟ وهل يصح أن أقول هذا الحديث والبنت كانت بالفعل تزوجت ؟ أنتِ تعرفين أنني ليس لي في الحال المائل...."

قالت يمنة بفضول شديد "حسنا أمي... قولي لي كل ماحدث بالضبط هل توافق عنان وهل يونس يوافق؟."

أخذت تستجوب أمها لتعرف منها كل شيء و تعجبت في نفسها فيبدو أن قدر عنان مع أحد أبناءها إن لم يكن تمام أو كامل كما كان يريد راشد فمٌعتصم...

************

دخل تمام إلى البيت يليه كامل وما إن وجدا نسرين تجلس بمفردها حتى ألقيا عليها السلام وأردف كامل بخفوت:"هل عاد أبي؟..."

قالت بنفس الخفوت وبنظرة متسلية وكأن موجة غضب راشد لا تعنيها في شيء:"جاء ودخل غرفته وغااااضب بشدة..."

حك كامل شعره بسبابته وأردف :"وأنا ليس لي طاقة لأي جدال اليوم سأصعد إلى شقتي أفضل..."

قالها وهو يتجه نحو السٌلم يصعد إلى شقته الخالية من أي أثاث سوى بساط على الأرض ينام فيها حين يريد أن يشعر ببعض الهدوء .....

أما تمام فاقترب من نسرين وأردف بابتسامة صغيرة :"كيف حال عمار اليوم؟..."

هادته بابتسامة أكبر وأحلى من خاصته وهي تحمل الصغير وتضعه بين يديه قائلة:"اسأله بنفسك...."

قبل جبهة الصغير بحنان ثم أعطاه لها قائلاً:"يبدو أنني أيضا سأصعد إلى شقتي ك كامل..."

اتسعت ابتسامتها وأردفت :"خير ما فعلتما فهو هائج لأقصى درجة..."

زفر تمام زفرة حارة وأردف:"قدرنا ماذا نفعل؛ ثم أردف وهو يتجه نحو السلم:تصبحين على خير...."

قالت بصوت عالٍ قليلا:"ألن تأكل ؟.."

قال دون أن ينظر إليها:"أنام خفيفا أفضل من أن تٌسمم اللقمة التي سآكلها ...."

بعد قليل

كانت نسرين تدق باب شقة تمام المواجهة لشقتها تحمل على ذراع صغيرها وبالذراع الأخر صينية طعام وما إن فتح لها وقد بدل ملابسه لبنطال قطني خفيف وتيشيرت حتى نظر إليها نظرات كلها تساؤل فهي لأول مرة تطرق باب شقته فقالت هي بهدوء:"أعرف أنك لم تنتظر لتأكل حتى لا يخرج عمي ويجدك وتحدث مشادة بينكما لذلك أحضرت لك الطعام هنا أنت لم تتناول لا الغداء ولا العشاء..."

استمرت نظراته المندهشة لها دون كلام ولاحظت تحديقه فيها فأردفت بتذمر:"الصينية ثقيلة تمام.."

أخيرا تحرك وقد استوعب أنها تحمل الصينية بيد واحدة وأردف وهو يأخذها منها :"أشكرك نسرين لمَ تعبتِ نفسك هكذا؟.."

قالت بابتسامة حقيقية غير مصطنعة:"تعبك راحة...."

نظر في عمق عينيها نظرة حائرة بعد جملتها فشعرت بالخجل وأردفت وهي تهم بالدخول إلى شقتها :"اتصل بكامل لينزل ويأكل معك أنا جهزت لكما معا..."

اومأ لها برأسه ونظرة عينيه يغمرها الرضا و ...

وشيء أخر لا يدرك كنهه ...

**********

دلفت إلى غرفتها متسللة على أطراف أصابعها وأغلقت الباب بهدوء فلم ينتبه لها والديها وهما مندمجان في الحديث ووضعت الهاتف على أذنها وما إن رد عليها عمرو حتى ابتسم وجهها تلقائيا وأردفت:"كيف حال طبيبنا المهاجر؟.."

"حبيبتي ياهجورة كيف حالك يا صغيرتي؟.."

قالها عمرو بحنان زرعه الله في قلبه تجاه هذه الصغيرة فأردفت وهي تشعر بالدفء يغمرها ... دفئا تشعر به ما إن تشعر باهتمام من حولها بها :"أنا بخير ....ثم أردفت بخفوت :أريد ان أخبرك بشيء ولكن لا تقل أنني قلت لك..."

اعتدل عمرو في فراشه وأردف:"لا تخافي قولي..."

قصت عليه ما حدث اليوم في البيت وما سمعته في المندرة بين أبيها وأعمامها منذ قليل وكيف تم الزج باسمه كعريس لعنان في مجلس الرجال وهو ما إن سمع ما قالته حتى انفجرت دماء الغضب في عروقه ونفض عنه غطاؤه واستقام وأخذ يدور في الغرفة بلا هدي ثم أردف ما إن استمع إلى كل ماقالته:"تم الزج باسمي ثانية وعلى مسمع ومرأى الجميع رغم أنني نبهت أمي انني لا أريد ولا أوافق ...لمَ يفعلون ذلك؟ لمَ لا يضعون في الاعتبار رغباتنا؟..."

قالت بحسرة وهي تقف خلف النافذة المطلة على النيل وهي غارقة وسط ظلام الغرفة:"ومنذ متى وهما يعملان حسابا لرغبات أحد؟..ثم تمتمت بخفوت :على الأقل انت رجل لن يفعلا شيء ضد رغبتك ،في النهاية إن لم توافق أنت فلن يتم شيء؛ هما فقط ربما يضغطان عليك كما يضغطان على يحيى الان ليتزوج ثانية...."

شعر عمرو بالغضب يحاوطه من كل جهة ...

اصرار والديه على موقفهما وتجاهل اراء الجميع.....

إلى جانب نبرة الحسرة التي تبدو في صوت هاجر والتي تذكره بذكرى سيئة ...

تذكره بعجزه عن حماية هذه الصغيرة التي كانت ولا تزال كعصفور جريح....

بعد أن انتهى عمرو من حديثه مع هاجر اتصل بأمه مباشرة والتي كانت أنهت حديثها القصير مع زوجها حول ما حدث اليوم وخلد هو للنوم أما هي فكانت للتو ستصلي العشاء وما إن رن هاتفها حتى ردت قائلة بحرارة:"حبيب أمك كيف حالك بني؟.."

دون سلام ولا كلام وبموجة الغضب التي تعصف بكل ذرة في كيانه قال لها:"دون كلام كثير أمي إن لم تسحبي العرض الذي قدمتيه دون رغبتي بخطبة عنان بأي طريقة فلن تري وجهي مرة أخرى....."

مطت شفتيها بازدراء وأردفت :"أنت تعرف الظروف وتعلم لماذا قلت ما قلت ألم أقص عليك كل ما حدث؟.."

"ليس لي دخل بأي شيء ؛ قالها وهو يجز على أسنانه ثم تمتم من بين أسنانه:أقسم بالله العلي العظيم يا أمي إن لم تسحبي العرض بأي طريقة وكأنه لم يحدث لن تري وجهي مرة أخرى..."

قالها بحدة قبل أن يٌغلق الهاتف في وجهها دون وضع أي اعتبار لذوق أو أدب

أما هي فعلمت من نبرته أنه بالفعل صادقا فيما يقول .....

***********

في بيت يونس

جلس يونس وحليمة في غرفة المعيشة وحولهما بناتهما بعد أن رحل راشد وصعد كل أبناء عمران إلى بيته وكحال يونس الذي يأخذ رأي زوجته وبناته في كل شيء قال لعنان التي كانت لا تزال الدهشة تشملها وهي تجلس بين أختيها على الأريكة المقابلة لأريكة الاب والام :"ما رأيك عنان أكثر من عريس تقدم وكما ترين جميعهم أفضل من بعض..."
قالت وهي تخفض عينيها لمستوى أناملها التي تفركهم في بعضهم بعصبية :"قلت لك أبي من قبل إنني أريد أن أظل معكم لا أريد الزواج من أي شخص..."
كان يقر بداخله أن هذه البنت تحتاج بالفعل إلى وقفة في هذا الأمر ولكنه أردف بهدوء:" وأنا واجبي كأبيكِ الذي يعرف مصلحتك أكثر منكِ أن أرفض ..."
قاطعته قائلة باللغة التي تعرف انها تؤثر فيه جيدا :"ألا تريدني أن أبقى معكم و....
قاطعها يونس بحزم وبنظرة ثاقبة اخترقتها وقد أصبحت مكشوفة أمامه :"أنتِ تعرفين جيدا ما أقصده يا ابنة يونس ،بقاءك هكذا طوال العمر لن أسمح به، لن أتركك تعيشي أسيرة للماضي وأنا أعلم تمام العلم أنكِ ما أن تندمجي في حياة أخرى حتى تنسين الماضي كله ،هدأت نبرته وأردف باهتمام :لقد سعدت جداً بطلب معتصم ،هذا الولد طوال عمره وأنا أعتبره كابن لي ؛وعادل أيضا شاب جيد إن اخترتيه فليس لدي مانعا ولكني أفضل معتصم "
ناظرته عنان بتعجب فمنذ متى وهو يفرض عليهن شيء ؟؟؟؟.
لمَ هذه المرة تشعر بتشدده ولاحظ هو نظرتها فأردف بنبرة محذرة: "كما قلت لكِ لن تعيشي هكذا العمر كله لقد هاودتك في بداية الأزمة حتى تتجاوزيها أما الآن فكما ترين راشد يقول للجميع أنكِ خطيبة ابنه ولن ندور خلف كل شخص لننفي له الشائعة ،وجميعنا نعرف لمَ يتمسك راشد بكِ لأحد ابناؤه وبموجة غضبه هذه لا أضمن رد فعله وماذا يمكن أن يقول أو يفعل استقام واقفا وأردف وهو يحول نظره بينها وبين حليمة بنبرة صارمة: تشاوري أنتِ وابنتك وفي الصباح أريد ردا سواء معتصم أو عمرو أو عادل كلهم أفضل من بعضهم،ثم تمتم وهو يقلب شفتيه: ولو أني لا أحبذ ابن نعمة رغم أن الولد لا يعيبه شيء..."
تركهم يونس ودلف إلى حجرته فقامت حليمة خلفه وما إن أغلقت الباب عليهما حتى أردفت بتساؤل وهي تقترب منه:"بالأمس فقط قلت لي لا تضغطي عليها مالذي جد اليوم؟؟"
أردف بغيظ :"الوقح راشد قبل أن يغادر ألقى كلمتين خبيثتين على مسامعي محتواهم أن الوضع سيكون حرجا في البيت بعد أن طلبها معتصم ؛طبعا أنا أعرف ذلك ولكن نية راشد ونبرته توحي بأنه لن يصمت على هذا الأمر وأنا أخاف على سمعة ابنتي فخير حال فعلا زواجها وكما قلت جميعهم جيدون فلمَ نترك الباب مفتوحا للقيل والقال ؟...
ثم أردف بنبرة صارمة لا تظهر سوى في المواقف الصعبة تشاوري حليمة مع ابنتك وأريد ردا في الغد ..."

حين عادت حليمة إلى مجلسها قامت عنان لتجلس بجوار أمها قائلة بحنق :"منذ متى وأبي يتعامل هكذا؟..."

قالت حليمة وهي تنظر في عيني ابنتها الحانقتين:" لديه كل الحق ...
ناظرتها عنان بدهشة فأردفت حليمة بجدية وهي تضع يدها على كتف ابنتها وعينيها بهما نظرة دافئة حازمة :معتصم كما قال أبوكِ افضلهم ثم قالت بعينين مبتسمتين: لقد تمنيته دوما لاحداكن..."
قالت عنان وهي تهز رأسها يمينا ويسارا حنقا من عدم تقدير الجميع لحالتها:" مابكما أنتِ وأبي قلت لا أريد الزواج من الأساس ..."
قالت حليمة بنظرة ثاقبة :"راشد كما قال أبوكِ لن يسكت هو يريدك لأحد ابناؤه بأي شكل ؛لقد قال للجميع انك خطيبة ابنه أخاف أن يقول شيء عنكِ أنتِ ومعتصم بعد أن رأتكم نعمة بالاعلى خاصة وقد لمح لوالدك بذلك.."
اتسعت عيني عنان بدهشة وأردفت بحنق:" أمي ألم أقل لكِ ماحدث بالضبط ؟....."
قاطعتها أمها قائلة بفراغ صبر:"أنا أصدقك، أنا أتحدث عنه هو ما إن علم حتى أتى وفعل ما فعل وجميعنا نعرف أنه لا يحب معتصم ...."
قامت وصال لتجلس بجوار أمها وأردفت بتساؤل :"حقا أمي لمَ لا يحبه؟..."
قالت حليمة :" راشد طوال عمره هكذا لايحب أحد ومعتصم ابن زوجته من زواج سابق فهناك دائما حساسية .."
ثم عادت إلى عنان قائلة:" أم تريدين عادل ؟...."
قالت عنان بغيظ :"عادل من الذي اتزوجه وأربي له ثلاث أولاد وأخدمهم !..."
قالت امها بلا حماسة :"وماذا عن ابن نعمة؟...."
قالت عنان وهي تجز على أسنانها:" عمرو الذي كنت أضربه ونحن نلعب معا وفتحت له رأسه عدة مرات ؟كيف أحترمه وأتخذه زوجا ! "
قامت مودة من مكانها وحشرت نفسها بين أمها وعنان قائلة بنبرة طفولية ساخرة :"لم يتبقى سوى معتصم وهذا لم يقدر عليه أحد وهو صغير وكان يٌشبعكِ ضربا ؛ ستحترميه رغما عنكِ..."
قالت لها عنان بضجر:" لا مجال لسخريتك الان مودة..."
قالت مودة بجدية مصطنعة وهي تنظر إلى أمها:" حسنا أمي إن لم تُرِد هي معتصم قولوا له مودة موجودة..."
ابتسمت حليمة ابتسامة صغيرة وأردفت :"كيف يعني يقول أريد عنان نقول له خذ مودة...."
قالت مودة وهي تغمز بعينها لأمها :"نعم قولوا له بلاها سوسو خذ نادية ..."
ابتسمت وصال هي الأخرى وأردفت بسخرية :"ألم تقولي من قبل أنه كأخ لكِ ؟"
قالت مودة بمزاح وهي تنظر إلى وجه عنان الجامد :"أنا لا أحب تضييع الفرص ..."
أسندت عنان رأسها للخلف وأردفت بشرود :"المشكلة أنني لم يعد لدي ما أعطيه لأي شخص ،ايا كان من سأتزوجه ماذا سيكون لدي لأعطيه له؟ لا حب ولا مشاعر ولا أولاد فلمَ سأتزوج من الأساس؟...."
قالت حليمة وهي تمسد على كتف ابنتها بحنان :"مبدأيا لم يجزم أي طبيب باستحالة انجابك كل ما في الامر انكِ ستحتاجين إلى الحقن المجهري إلى جانب أنكِ لكِ فترة كبيرة لم تذهبي لأي طبيب والأمر تطور بالفعل ،كانت نعمة تقول أن عمرو أخبرها بتطور كبير في هذه الحالات في الفترة الأخيرة وهناك عمليات تٌجرى...."
نظرت إليها عنان نظرة ضائعة فأردفت حليمة بصوت دافىء ونبرة صادقة:" وبالنسبة للحب فليس الحب هو الذي يفتح بيوتا يا ابنتي وتجربتك خير تجربة هناك بيوتا تٌبنى على المودة والرحمة وتنجح الزيجة العمر كله..."
قالت عنان بشرود:" وأمر الانجاب أمي مالذي يجبر رجل على الزواج من امرأة وارد جدا الا تنجب له..."
قالت حليمة بحنان:" مادام تقدم وطلبها وهو يعرف تماما ظروفها بالتأكيد لديه أسبابه ثم أردفت بابتسامة حنون وعينيها تلمعان حبا: لمَ لا تعرفي قيمتك يا بنت وهل توجد من هي في جمالك ؟أنتِ كنز لأي رجل...."
ناظرتها عنان بسخرية مريرة ....
فأردفت مودة بنبرة تهكمية :"نعم فمن يأتي لها أربع عرسان في وقت واحد لابد أن تكون كنزا..."
قالت وصال ضاحكة:" خمسة يا بنت كان هناك اختيارا مابين تمام وكامل..."
قالت مودة وهي ترفع حاجبيها :"هذا عرض كومبو اثنين في واحد فسنعتبره عرضا واحدا...."
ابتسمت عنان أخيراً على مزاح شقيقتيها وسرحت قليلا في استماتة راشد عليها وهي تعرف السبب الحقيقي،لم ترى جشعه رأي العين لأنه ماكر ويتلون بمائة لون كابنه ولا يٌبدي ما يبطن بداخله ولكن ماسمعته في مكالماته برماح كان كافيا ...
كان يحمل جشعا وطمعا وغلا وحقدا....
انتزعتها حليمة من دوامة أفكارها قائلة :"خذي وقتك وفكري إلى أن تصلي إلى قرار كما قال والدك لن يٌخرجكِ من حالتكِ هذه إلا حياة جديدة تدخلينها وتنغمسين فيها ثم تمتمت بما يشبه التحذير:و كما قلت لكِ عنان وضعك الحالي فعلا يتطلب أن تتزوجي خاصة بعد أن طلبك اثنين من أهل البيت واثنين من أبناء عمتك ؛الوضع سيصبح شديد الحساسية ...الزواج يا ابنتي سيكون حصنا لكِ من القيل والقال في مجتمع صغير لا يدع شاردة ولا واردة إلا وتحدث فيها وما فعلته نعمة خير دليل..."
وكأنها جاءت على السيرة فلم تكد حليمة تٌنهي كلمتها حتى رن جرس الباب فأسرعت مودة لتفتح الباب فإذا بها نعمة التي قالت لها :"أين أمك؟.."
خرجت لها حليمة قائلة:"أهلا نعمة تفضلي...."
وقفت نعمة مكانها وأردفت وهي تعدل وضع وشاحها فوق رأسها :"لا حبيبتي الوقت تأخر أنا فقط كنت أريد أن أطمئن على عنان ثم أردفت بنبرة حاولت أن تكون هادئة تحاول بها الخروج بدبلوماسية من الوضع الذي وضعت فيه عمرو:أنتِ تعرفين هي كابنتي بالضبط لذلك يا حليمة أريدك أن تقنعيها بأحد الخطاب الذين تقدموا،تنحنحت قائلة:أنا أبديت رغبتي في أن يتزوجها عمرو ابني لتتأكدوا أنني لا أضمر في نفسي شيء وأن ماحدث بالأعلى أمس لم أسىء فهمه ولكن عمرو حين أخبرته قال لي أنها كأخت له...."
اتسعت عيني عنان وأختيها وهن يقفن خلف الباب يستمعن لحديث نعمة ووضعت عنان يدها على فمها ثم همت بالخروج لنعمة لولا اشارة واحدة من يد حليمة التي كانت أكثر حكمة ورد فعلها أسرع فأردفت بهدوء:"حين عرض يونس منذ قليل على عنان الخطاب المٌرشحين كان عمرو ابنك أول من أخرجته عنان ووالدها من القائمة فلا تجعلي الأمر يشغلك..."
اتسعت عيني نعمة وأردفت بغيظ:"لماذا يا حبيبتي ما به الدكتور عمرو ابني؟.."
أردفت حليمة بهدوء :شاب كالورد يانعمة ؛الولد لا يعيبه شيء ولكن عنان فقط ترى أنه صغير وقريب منها سنا... لم يصل إلى درجة عالية من النضج بعد ...ربما تناسبه فتاة أصغر من عنان..."
قالت نعمة وهي تضغط على حروف كلماتها:"نعم عندك حق ربما تناسبه فتاة أصغر سنا....ثم أردفت بغيظ مكبوت:عامة المتقدمين كلهم جيدون ساعديها في الاختيار لأن بقاءها هكذا والبيت به شباب ليس جيدا...."
تمالكت حليمة نفسها ولم تسمح لنعمة باستفزازها وأردفت :"لا تشغلي بالك بابنتي يانعمة أنا أعرف جيدا مصلحتها ثم نظرت للأعلى قائلة بنفس الهدوء:اشغلي نفسك بابنتك؛ فالمسكينة لها فترة كبيرة وهي مٌنطفئة منذ ما حدث....ثم ضيقت عينيها قائلة:لمَ لا تزوجيها من أحد ابناء أخيكِ راشد ما دام يريد تزويج أبناءه أم أن طلباته كلها تنحصر في عنان؟..."
أصابت حليمة هدفها فلم تستطع نعمة الرد فأردفت حليمة :"تصبحين على خير أم يحيى...."
بعد أن أغلقت حليمة الباب وقفت أمام بناتها وأردفت لعنان بعينين تحملان الهم:"كما ترين؛ لن تنعمي بحياة هادئة ما دامت هذه الأشكال تحيط بكِ..."
لم ترد عنان وانما أطرقت بوجهها أرضا ودخلت إلى حجرتها وأغلقتها خلفها ونزعت عنها جلبابها الطويل وارتدت قميص قطني خفيف بلا أكمام وأخذت تمشط شعرها الذي أهملته كثيرا الفترة الماضية وهي تتأمل وجهها في المرآة بشرود و تتسائل هل حقا جاء عليها اليوم الذي أصبح فيه زواجها أمرا حتميا؟....
والأصعب هل جاء عليها اليوم الذي تتزوج فيه زواج بلا مشاعر؟.....
أخذت تتردد في أذنيها كلمات أمها بأن البيوت لا تقوم فقط على الحب والمشاعر بل تقوم على المودة والرحمة
لم تفكر ولو لثانية واحدة في عادل الذي لديه أبناء يريد لهم أم فليرزقه الله بامرأة تقبل بظروفه .....
ولا بعمرو الذي يقاربها في السن ولا تشعر به إلا كاخ لها.....
وإن خيروها بين الموت والعودة لبيت راشد مرة أخرى لاختارت الموت بنفس راضية كما أن تمام وكامل كإخوة لها تماما .....
ولكنها توقفت عند معتصم...
معتصم الذي لا تعرف عنه الكثير رغم أنه ابن عمتها ...
معتصم الذي دائما يحيط نفسه بهالة من الغموض ومحيطه لا يوجد به إلا القليلون.....
معتصم الذي لم تستطع فهمه جيدا لأن أوقات تواجده في البيت كانت قليلة نظرا لطبيعة دراسته وعمله ولزواجها وابتعادها عن البيت منذ سنوات.....
لمَ تقدم لها ولمَ يريدها وهو يعرف ظروفها ؟
وهل لطلبه في هذا التوقيت علاقة بما حدث أمس؟
هل مثلا فعلها حتى لا تظن نعمة شيء سيء بينهما؟
وهل ممكن أن يكون زوجا لها تقوم بينهما علاقة فقط على أساس المودة والرحمة ؟
نظرت في سقف الغرفة المنعكس عليه طيفا من الضوء الخافت المتسلل من المصباح الجانبي وسرحت قليلا في تفاصيل الفترة الماضية منذ أن عادت إلى البيت .....
كانت تلاحظ في بعض الاوقات نظراته لها ولكنها كانت نظرات مبهمة لم تستشف منها شيء كإعجاب او اهتمام ...
و الحقيقة انها لم تكن بحالة تسمح لها بالتفسير والتحليل فكانت تكتفي بالتجاهل.....
هل ممكن أن يكون قد أعجب بها أو رأى فيها مميزات كزوجة له؟.....
لم تستطع أن تصل لرد لكل تساؤلاتها وكان الصداع قد ملأ رأسها فأغلقت المصباح الجانبي وأغمضت عينيها وهي تقر في نفسها بصحة ما يقوله والديها وإن كانت لن تعترف لهما بذلك....
فليس من المنطقي أبدا أن يكون زوج الهنا زوجها الراحل المٌخادع قد عاش حياته و تزوج وأنجب وتبقى هي راهبة طوال عمرها .....
على الأقل حتى لا ترى وجهه في الجنة هذا إن كان سيرد على جنة.....
ولكنها فجأة تراجعت عن الفكرة وفتحت عينيها قائلة والظلام يحاوطها من كل مكان ماهذا التفكير وكيف سأفتح قلبي من جديد لرجل أو سأثق في رجل ايا كان إذا كان من أحببته يوما قد غدر فماذا سيفعل غيره؟
ثم أردفت بصوت مسموع وهي تشعر بالخوف من الفكرة في حد ذاتها
"لا لا لن أستطيع ؛سأظلم أي رجل أتزوجه... تنهدت بصوت عالٍ وأردفت بيأس:أنا لن أصلح لأي رجل قبل أن أٌصلح الكسر الذي بداخلي...."
ومابين اقرار عقلها بأحقيتها في الحياة ... وانكار قلبها لاستطاعتها باتت ليلتها في حيرة وتيه .....
وليس هناك أصعب من الحيرة وهي تقذفك بقسوة مابين رفض وتأييد ؛ما بين انكار واقرار ؛مابين إدبار واقبال ......
**********


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-21, 05:59 PM   #543

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

أنا انسان
جملة من كلمتين ولكنها تحمل الكثير والكثير من المعاني....
جملة من كلمتين يتمنى لو يصرخ بها الإنسان حين يحمله من حوله فوق طاقاته وإمكانياته.....
جملة قصيرة ولكنهم لو يعلمون تعني الكثير مما نخفيه داخلنا ولا نستطع الصراخ و البوح به بسبب عادات ظالمة أو تقاليد جائرة أو أعراف ما أنزل الله بها من سلطان أو ربما فطرة فطر الله المرأة خصيصا عليها فتتحمل طويلاً ولكنهم لا يعلمون أنه حين يفيض الكيل ستصرخ وقتها ربما بفعل الكبت والضغط والصبر لسنوات تتحول صرختها إلى طوفان يجرف معه الأخضر واليابس.....
وهذا ما شعرت به مريم بالضبط فبعد حديثها مع عمها الذي طالبها فيه بالتغيير من نفسها و كأن كل اللوم يقع عليها أغلقت على نفسها الغرفة وظلت لساعات وهي تجلس في الفراش تراجع نفسها، يبدو أن أمها بالفعل كان لديها حق
لقد أساء يوسف فهم مشاعرها التي لا تهدأ تجاهه
غامت عينيها بالدموع و هي تتسائل بصوت مسموع" هل ذنبي أنني أحببت زوجي أكثر من روحي؟..."
مرت الساعات ببطء ممل إلى أن انقضى الليل وبزغت شمس الصباح فخرجت لتشرب فوجدت عمتها ليلة تجلس في غرفة المعيشة فتمتمت بخفوت
:"صباح الخير..."
ردت عليها ليلة قائلة:"صباح الخير حبيبتي ثم قالت لها بصوت حنون وهي تربت على الموضع المجاور لها :تعالي مريم اجلسي...."
اقتربت مريم وجلست بجوارها وهي تضيق عينيها من ضوء الصباح الذي يغمر الغرفة فقالت ليلة:"كنت أريد أن اتحدث معكِ بالأمس ولكن فضلت تركك حتى تهدأي...."
قالت مريم بقنوط:"عمي صالح تحدث معي كثيرا..."
قالت ليلة ناصحة اياها:"عرفت حبيبتي قال لي.. ويا ليتكِ تتبعين نصائحه..."
رفعت عينيها إلى عيني ليلة قائلة بدهشة:"أنتِ أيضا عمتي ستقولين لي أن أتجاهله ؟..."
قالت ليلة بجدية :"أ ليس هو ابني ؟ ولكني أقول لكِ الحق؛ هناك نوع من الرجال لا تٌجدي معه معاملتك واهتمامك ؛مريم ليس كل الرجال كبعضهم كما أن كل النساء لسن كبعضهن..."
قالت مريم بوجه حائر متسائل :"ولكن عمي صالح ليس كذلك ويحيي اخي ليس كذلك أراكم جميعا تتعاملن بنفس طريقتي ولا يحدث ما يحدث معي...."
قالت ليلة بجدية ناصحة:"وليس من الذكاء أن تٌعاملي زوجك بالطريقة التي تٌعامل بها أخرى زوجها لأن زوجك ليس كزوجها ...الذكاء أن تتعاملي مع زوجك بالطريقة التي تٌجدي معه هو ...الرجل الذي يحتاج اهتمام وحنان تعطيه ما يريد.. والرجل الذي لا يهتم بهذه الأمور تتجاهليه حتى يفتقدها ويسعى هو خلفك ليأخذ ما يريد..."
قالت مريم بيأس وهي تشعر أنها دخلت في متاهة:"ولمَ هذا التعقيد في العلاقات ؟الحياة أبسط من ذلك..."
قالت ليلة وهي تربت على كتفها بابتسامة امومية صادقة:"لأن الحياة لا تعطي للانسان كل شيء بسهولة لابد من بعض المعاناة ..."
أغمضت مريم عينيها واستندت برأسها للخلف فأردفت ليلة :"لكِ سنوات تتبعين معه طريقة ولم تفلح لمَ لا تجربين طريقة أخرى لن تخسري شيء..."
ابتسمت مريم ابتسامة واهنة وأردفت بقلة حيلة :"حسنا نجرب ثم أردفت وقد اشتعلت عينيها :ولكن أمر هذه الفتاة لن يمر على خير عمتي..."
تنحنحت ليلة وأدارت عينيها عن عيني مريم فصالح أخبرها ما إن سمع اسم سندس بالأمس انها غالبا ابنة الرجل الذي يوردون له حديثا
قالت ليلة:"سأقوم اوقظ الصغار حتى يذهبوا إلى الروضة...أين ملابسهم؟.."
قالت مريم بصوت لا حياة فيه:"بالأعلى...."
ثم استقامت لتصعد وتحضر الملابس وبداخلها تٌقسم أنها لن تعود إلى شقتها إلا بعدما تعرف كل شيء عن أمر هذه الفتاة وعلاقته بها وتتأكد أن ليس بينهما شيء أكثر من هذه الدردشة ....
حين صعدت مريم لتأخذ ملابس صغارها لم تكن تعلم أن حاتم يجلس مع يوسف في شقتها ولم تكن تعلم أيضا أن ماستسمعه من حوارهما سيغير مجرى حياتها تماما وأن ما قرأته بالأمس لا يُعد سوى نقطة في بحر ما ستسمعه
....
منذ قليل
كان حاتم قد استيقظ من نومه وفتح هاتفه يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي في الوقت الذي وجد فيه يوسف متصلا فعرف أنه مستيقظا هو الآخر،لم يتحدث معه منذ ما حدث بالأمس؛فقط أعطاه هاتفه الذي تهشم تماما ليأخذ الخط منه وأعطاه هاتفا اضافيا كان في خزانته دون كلام ....
أرسل له على الواتساب قائلا:" أريد أن أتحدث معك انزل قليلا..."
شاهد يوسف الرسالة ولم يرد وبعد فترة عرف حاتم أنه بذلك لا يريد الحديث.....
قام حاتم من فراشه وخرج ليجد والده يجلس في الشرفة يستقبل نسمات الصباح بوجه مهموم فقال له وهو يقترب منه :"صباح الخير ياحاج صالح..."
رفع صالح وجهه إلى ابنه قائلا :"صباح الخير حاتم...."
قال حاتم وهو لايزال واقفا:" ألم ينزل يوسف بعد؟..."
"لا..." قالها صالح باقتضاب
"ومريم لاتزال هنا ؟"
قالها حاتم وهو ينظر جهة الرواق فأردف صالح بصوت خفيض:" تنام بالداخل ثم أردف برجاء: لمَ لا تتحدث مع شقيقك وتنصحه؟ يبدو أنه أصبح لا يتقبل نصائحي انا وامك .."
قال له حاتم "حسنا أبي كنت سأفعل ذلك فعلا..."
ولم تمر سوى دقائق وكان حاتم يطرق باب شقة أخيه الذي ظن أن مريم صعدت وما إن فتح الباب وهو لايزال بملابس النوم ورأى حاتم حتى قال له بوجه متجهم :"ماذا تريد؟"
دفعه حاتم برفق للداخل ودلف وجلس على أقرب مقعد قائلا :"ألن تضايف شقيقك الذي لم يدخل بيتك منذ سنوات؟"
قال يوسف بضجر وهو يترك الباب مفتوحا دون اكتراث ويجلس على المقعد المجاور لشقيقه :"على أساس أنني لا أرك كل نصف ساعة في البيت وفي العمل!"
تنهد حاتم قائلا بجدية هذه المرة:" لمَ تُصعب الحياة على نفسك وعلى مريم ؟ زوجتك لايوجد بها عيب واحد؛ثم أردف بنبرة محذرة: وانا قلت لك من أول مرة رأيت بها سندس أن نظراتها ليست مريحة و كان عندي حق "
تأفف يوسف قائلا لأخيه:" لم يحدث شيء بيني وبينها حتى الآن كل ما في الأمر..."
قاطعه حاتم وهو يعتدل في جلسته قائلا بنبرة أعلى :"وهل ستنتظر حتى يحدث؟ ماذا تريد منها وماذا تريد هي منك بعد أن علمت أنك متزوج؟..."
قال يوسف مراوغا وهو يستند بجسده كله للخلف ويغمض عينيه :"مجرد صداقة"
"يوسف "
قالها حاتم بنبرة العارف بكذب أخيه وخداعه
فتح يوسف عينيه وأردف بتأفف:" ماذا تريد من يوسف؟"
قال حاتم وهو يضيق ما بين عينيه:" أنا أظن أنك وضعت بينك وبين مريم حاجز نفسي منذ أن فشل موضوعك مع نهال وشعورك أنك اضطررت لأن تتزوج من مريم ..."
قال يوسف بجدية وهو يهز رأسه :"هذا ماضٍ مر و انتهى منذ زمن ولا افكر فيه حاليا وأحيانا كثيرة أقر بأنه أيضا لم يكن حبا حقيقيا لأنه لو كان كذلك لما تركتني هي بكل سهولة ولما استسلمت أنا أيضا....صمت قليلاً ثم أردف بصوت يبدو فيه التشتت مراجعا نفسه :ولكن أحيانا أشعر بما قلته هذا؛ لن يفيد الانكار ..... "
قال حاتم مكملا تحليله لسلوك أخيه :"وافتقادك لشخص نهال جعلك تنجذب لسندس لأنها تشبهها ؛ليس ذلك فقط ولكنها لم تفعل مثلها بل اقتربت منك رغم علمها انك متزوجا عكس نهال التي ابتعدت ما إن شعرت أنها غير مرغوب فيها..."
فتح يوسف عينيه وصفق بيديه قائلا بسخرية
"المهندس خاصاتنا تحول إلى طبيب نفسي مؤخرا ماهذا الانجاز العظيم؟.."
"بل ما هذه الخيبة العظيمة التي ابتليت بها...."
قالتها مريم التي كانت تقف وتسمع كل ما قيل وهي تدخل من الباب المفتوح فاتسعت عيني حاتم ويوسف معا فأكملت هيا والدهشة تعلو وجهها والذهول يقفز من عينيها وقلبها ينبض نبضات متوالية دون توقف:"وانا من كنت أظن أن الأمر حقا لم يتعدى مكالمات مع سندس هذه فإذا بنهال أيضا؟.."
لم يرد عليها أي منهما وهما ينظران اليها بعينين متسعتين فأردفت هي ودماءها تغلي في جسدها:" ألهذه الدرجة لا أكفيك؟.."
وقف حاتم وتمتم قائلا:" مريم هو لم يكن يقصد..."
قاطعته بإشارة من يدها قائلة بصوت ميت:" حاتم من فضلك اتركنا معا..."
قال حاتم وهو يحول بصره بينها وبين أخيه المصدوم بما سمعته مريم:" لن اترككما معا وأنتِ بحالتك هذه..."
قالت مريم بصوتِ عالٍ حانق :"ما بها حالتي ؟ انا بخير اريد فقط ان اتحدث مع زوجي بهدوء لن أحطم اثاث المنزل ولن أصرخ ولن أبكي ولن اتشاجر معه ثم أردفت وهي تضغط على حروف كلماتها: من فضلك حاتم اتركنا معا..."
نظر حاتم إلى يوسف وهو يعرف أن طبول الحرب بينهما بالفعل قد دُقت ثم تركهما وخرج واغلق الباب خلفه فجلست مريم على نفس المقعد الذي كان يجلس عليه حاتم ووضعت ساقا فوق الأخرى وأردفت بجدية وهدوء مصطنع وملامح وجه متجهمة ووجهها كله قد ضربت الدماء فيه بشكل يترجم ما يعتمل بداخلها وهي لا ترى أمامها سوى الظلام رُغم الضوء الذي يغمر المكان :" لا أريد منك سوى أن أطرح سؤالا فترد عليه فقط بإجابة صريحة واضحة وانا لن أسألك الكثير..."
زفر يوسف زفرة حارة وهو يلعن في سره مشاعره الغبية المتضاربة التي توقعه دائما في المشكلات واردف باقتضاب:" تفضلي...."
"من هي نهال ومتى عرفتها وما هي مشاعرك تجاهها؟ "
كان هذا سؤالها الأول الذي أجابه يوسف بهدوء وقد شعر أنه لا مفر من الهروب من مريم هذه المرة
قص عليها القصة كاملة بكل تفاصيلها ؛ لا يعرف لماذا هل ليزيح عنه ثقل الكتمان ؟ لا يعرف
وهي لم تتنازل عن ترك تفصيلة فكانت اسئلتها محددة خاصة بعدما سمعته من حديثه هو وحاتم
لا تعرف كم من الوقت استمر الحديث ولكنها بلسان ثقيل كانت تسأل وبقلب جريح كانت تسمع
أما سؤالها الاخير فألقته في وجهه قائلة :"وانا حبك لي قبل الزواج كان تمثيل؟..."
"لا "
قالها بعينين صادقتين ولكن قلبها قد أٌغلق في وجهه فلم تعد تصدقه ثم أردف بصوت متحشرج :"مشاعري تجاهك كانت ومازالت صادقة جدا أنتِ أول حب في حياتي..."
قهقهت ضاحكة وأردفت بسخرية:" ولكن للأسف لست أخر حب ثم أظلمت ملامحها دفعة واحدة قائلة :وحين تزوجتني لم تكن تَكِن لي اية مشاعر لذلك ظهر برودك معي من اول شهر..."
أردف قائلا وهو يتنفس بصوت عال :"هل تصدقين ما تقولين؟ هل لو كنت لا أريدك كنت تزوجتك ؟ بالطبع كنت أحبك ..."
أطلقت ضحكة ساخرة وأردفت وهي تهز ساقيها بحركات حادة :"صادق لن اكذبك؛ فمن هو مثلك يستطع أن يحب أكثر من امرأة في نفس الوقت؛ قلبك طيب ولا تقول لأحد لا كما حدث مع سندس هذه ؛اختفت السخرية من على وجهها وأردفت بعينين لو كانت تحرق لأحرقته: سندس التي أشبعتها كلمات معسولة ولين حديث لم أحظى به منذ زمن وما خفي كان أعظم..."
لم يكن من طبعه طولة البال هذه وفي هذه اللحظة شعر بنفاذ صبره فأردف بعصبية وهو يستقيم واقفا:" مريم انتهى كل شيء لا تضخمي الأمور؛ علاقة وانتهت قبل زواجنا وكلمتين قرأتيهم يخصون صديقة ليس أكثر..."
اتسعت عينيها دهشة ثم أردفت ببرود :"تعترف إذن أن هناك حوار ! لمَ اتهمتني بالجنون أمس أمام عمي وعمتي؟..."
قال لها بنفاذ صبر وهو يعطيها ظهره متجها لغرفته :"موقف وانتهى لا تكبريه مريم البيوت كلها يحدث فيها مثل هذا..."
بثبات ليس من طبعها....
وبقلب قسى فجأة ليس بقلبها ....
وبنبرة صوت قاتمة لا تشبه صوتها ......
وبروح منهزمة ولكنها أبت اظهار انهزامها أمامه .....
وبعينين زجاجيتين قاتمتين بعيدتين كل البعد عن عينيها الدافئتين أردفت "طلقني..."
توقف لثوانٍ في مكانه وهو لايزال يعطيها ظهره الذي تشنج ما إن نطقت جملتها؛
ثم أكمل طريقه ودلف إلى حجرته وصفع بابها خلفه وهو يتوقع أن تثور وتأتي خلفه لتحدث زوبعة من غضبها فيسيطر على موجة غضبها بالطريقة الوحيدة التي يتقنها
ولكنها لم تأتي خلفه؛ بل سمع صوت باب الشقة يُصفع.....
انها تلك اللحظة التي نتأكد فيها أنه لا فائدة...
ربما تقضي عمرك تصارع وتطالب بحق أنت على تمام الثقة بأنه حق أصيل لك ، ولكن تأتي عليك لحظة... لحظة واحدة ...
لحظة فاصلة تدرك أنه لا توجد فائدة....
لا فائدة من اللهاث،لا فائدة من الجدال،لا فائدة مِن من أمامك ...
لانك ببساطة وصلت لحقيقة هامة وهي أنك انسان... من لحم ودم... من شعور و واحساس ...
انسان من حقك كما أعطيت أن تأخذ ....
انسان فرغ من عنده مخزون العطاء الذي كان يعطي منه لسنوات...
وهذا ما شعرت به في هذه اللحظة وجدت صوتا يصرخ بداخلها( أنا انسان )
أنا لا أستحق كل ذلك
نزلت للأسفل ووجدت عمها وعمتها وحاتم يجلسون معا وبالفعل كان حاتم قد قص عليهما ماحدث فأردفت بهدوء مصطنع وهي تنظر إلى عمها وعمتها :"أنا طلبت من يوسف الطلاق ،أنا أريد الطلاق وأعرف عمي انك لا ترضى بالظلم وستقف معي..."
********
نزل يوسف بعد أن ارتدى ملابسه وملامح وجهه كانت تغني عن أي كلام......
كان وجهه متجهما وعينيه قاتمتين وما إن رأته ليلة التي للتو انتهت من حديثها مع مريم والذي لم تجد أن هناك منه فائدة حتى أردفت بحنق:"أنا لا أعرف مالذي دهاك فجأة وجعلك تعود مراهقا من جديد ثم أردفت وهي تستقيم من مكانها وتقترب منه حتى أصبحت تواجهه مباشرة في منتصف حجرة المعيشة :أنت لن تهدأ إلا حين تصر زوجتك على الطلاق كحالها الان وتأخذ أبناءك وترحل عن هذا البيت...."
رغم اضطراب يوسف الداخلي ورغم أنه بالفعل يشعر بالضيق منذ الأمس ولأول مرة يٌقدر موقف مريم حتى وإن لم يعلنها صراحة إلا أنه لم يبدو عليه أي بادرة ندم فأردف بهدوء:" لا تقلقي أمي لن أنفذ لها ماتريد وهي قالت ما قالته فقط تحت ضغط الموقف وما أن تهدأ حتى تنسى كل ماقالت ولن تأخذ الاولاد علي مكان هل تعتقدين أن مريم بعد أن هربت من سجن عمي زكريا ستعود اليه بقدميها مرة أخرى ؟.."
ضربت ليلة كفا بكف وأردفت بيأس:" ستظل هكذا إلى أن يضيع كل شيء من بين يديك...."
ربت على كتفها قائلا بنفس الوجه المتجهم:" لن يضيع شيء أمي لا تقلقي ؛ أنتِ فقط لا تتركيها وانا ما أن تهدأ حتى أراضيها بطريقتي....."
لم يدع مجالا لأمه للرد عليه وتركها بخطواتِ سريعة وغادر البيت فاستغفرت ليلة بصوت مسموع وهي تشعر بالحسرة على حال أبناءها الثلاثة ورددت بحزن:" وانا التي كنت اتعجل مرورالأيام ليكبروا ! ليتهم ظلوا صغارا..."
تنهدت تنهيدة حارة قبل أن تدخل المطبخ تعد الافطار للصغيرين اللذين لم يذهبا إلى الروضة اليوم نظرا لحالة التوتر التي تسود المنزل منذ الأمس.....
أما خلف الستارة الفاصلة بين بهو البيت ورواق الغرف كانت مريم تقف مشدوهة ،متسعة العينين،فاغرة شفتيها بذهول ،ما إن سمعت صوته بالخارج حتى قررت أن تخرج له لتواجهه بطلبها للمرة الثانية أمام أمه ولكنها ما إن اقتربت وسمعت حديثه مع أمه حتى تخشبت في مكانها.......
هل كل ما يعتمد عليه يوسف في حياته معها انها لن تستطع العودة إلى بيت أبيها؟
هل سر تجبره طوال السنوات الماضية أنه يعرف أنها لا تطيق الحياة تحت ظل والديها ؟
هل يظن أن طلبها للطلاق لن تستطع التمسك به لاحتياجها له؟
أ يطلب من أمه أن تظل معها حتى تهدأ وبعدها هو يظهر في الصورة ليراضيها بكلمتين وهو واثق انها ستخضع؟ أ وليس من الأولى أن يظل هو معها ويراضيها بنفسه؟..."
ظلت الأسئلة تدور في ذهنها بلا هوادة ما إن تسأل نفسها سؤالا حتى تلاحق نفسها بآخر ولو نظرت إلى نفسها في المرآة لرأت ظلا باهتا من مريم قديمة،بشرتها البيضاء كانت بشحوب الموتى وعينيها فاقدتين لأي مظهر من مظاهر الحياة.......
لم تكن صدمتها فقط من كلمات يوسف فهي تعرفه ليس له في أمور المشاعر ولو تنازلت هي عن حقها الذي تطالبه به دائما لأن يعود يوسف الحبيب الأولي لأصبح نعم الأزواج الذي لايبخل على بيته بشيء ولا يهين زوجته ،لو عاشت هي كزوجة ولم تطمع منه بشيء إلا أن يصبح زوجا لأصبحت الحياة افضل....
ولكن صدمتها الحقيقية كانت حين اعترفت لنفسها بأن كل ما قاله صحيح ....
لقد طلبت الطلاق منه وكانت صادقة في طلبها ...كانت صادقة بشدة ولم تحسب حساب أين ستذهب .....
إن حدث ما أرادت هي كما قال يوسف لن تعود إلى أبيها مرة أخرى،يوسف يعلم ذلك تمام العلم لذلك يثق دائما في بقاءها....
أزاحت الستارة قليلا ونظرت إلى بهو البيت الانيق،بيت عمها صالح الذي تمنت دوما الحياة فيه ،البيت الذي كان حلم في يوم من الايام كما كان يوسف أجمل حقيقة عاشتها منذ سنوات ،خطت خطوات بطيئة وصعدت إلى شقتها ولا تزال الصدمة تغمرها ،وقفت في منتصف البهو وأخذت تنظر الى الجدران من حولها نظرات شاردة و كلمات يوسف تدوي في أذنيها بصوتِ عالٍ.....
(لن تعود إلى بيت أبيها )
ولأول مرة منذ دخولها هذا البيت تشعر بالغربة فيه...
لأول مرة منذ ستة أعوام تشعر أن روحها غريبة عن هذا المكان ....
لأول مرة تشعر أنها غريبة في بيتها......
**********
كان يحيى للتو قد وصل بيت خالته محاسن ليتابع مع دينا واحلام المادة التي يذاكرها لهما وكان يجلس في بهو البيت واحلام تجلس على يمينه ودينا على يساره وهو قد بدأ بالفعل في الشرح ....
كان يتحدث باهتمام وتستمع اليه دينا باهتمام أشد فهي بالفعل ضعيفة في المادة وتريد أن تنتهي منها بأي شكل أما احلام فلم تكن المادة تشكل لها أي مشكلة ولكن استاذ المادة كان معضلة حياتها الذي لم تستطع منع نفسها عن حبه الذي تعرف أنه مستحيل من كل الجهات....
رن هاتف دينا الموضوع أمامها على المنضدة فنظرت إليه لتجد خطيبها فقاطعت يحيى قائلة بسرعة:" يحيى بعد اذنك ثانية واحدة أرد فقط على حازم...."
نظر يحيى في ساعته واردف بتذمر :"دينا لدي مواعيد كثيرة اسرعي..."
استقامت بسرعة وهي تأخذ هاتفها وتفتحه أما احلام فشعرت أن دقات قلبها قد ازدادت ما إن تركتهما دينا بمفردهما ورغم اتساع المكان شعرت به يضيق فجأة أما يحيى فلم يكن يعيرها اهتماما وهو يفتح هاتفه يتصفح الرسائل الحديثة الواردة له في الوقت الذي سمع كلاهما صوت خطوات تقترب وصوت عصا يضرب أرضا فالتفت يحيى ليجدها جدته "عدل"
ابتسم تلقائيا ابتسامة جذابة اذابت الجالسة بجواره ووضع الهاتف على سطح المنضدة واستقام متجها إلى جدته التي كانت تمشي على مهل وما إن اقترب منها حتى مسك يدها وقبلها قائلا بحنان :" أهلا جدتي كيف حالك؟..."
نظرت إليه المرأة العجوز التي أحنى الزمن قامتها وأردفت بعينين زائغتين :"من أنت بُني..."
ابتسم لها يحيى ابتسامة واسعة فهي في السنوات الأخيرة كلما رأته سألته نفس السؤال فتمتم بنفس الإجابة بصدر رحب:" يحيى ابن ابنتك نعمة.."
ضيقت عينيها بتفكير فجذبها يحيى برفق لتجلس على الأريكة التي تقابل المقعد الذي تجلس عليه أحلام وأردف وهو يساعدها في الجلوس :"هل تذكرتي جدتي؟.."
جالت بعينيها يمينا ويسارا وأردفت:" نعم تذكرت نعمة ولكن متى تزوجت الحزينة لتنجب ومن وافق عليها ؟...طوال عمرها سليطة اللسان صعبة العشرة ..."
تنحنح يحيى وهو يكتم ضحكته وأردف :"تزوجت يا جدتي منذ زمن بأبي زكريا ..."
صمتت المرأة قليلا وذهنها المٌنهك يعمل ببطء ليزيح الغبار عن ذاكرة محاها الزمن بممحاة ثم أردفت أخيرا بابتسامة طفولية :"نعم نعم زكريا ابن عمران تذكرته ؛ ثم تمتمت بنبرة من يريد افشاء سرا وهي تميل نحوه: يليقان ببعضهما البعض هو أيضا طويل اللسان مثلها...."
خرجت محاسن من المطبخ على صوت أمها وقد أدركت من الكلمات البسيطة التي سمعتها أن عقل امها يحاول التمرد على فقدان الذاكرة كحالها كل فترة وكأن العقل يرفض أن يفرُغ من كل ذكرياته ويبقى أبيضا فيحاول كل فترة تنشيط نفسه تنشيطا ذاتيا فأردفت محاسن بسرعة وهي تقترب من أمها وتضع يدها على كتفها :"لمَ خرجتِ من غرفتك أمي ؟..."
أزاحت يد ابنتها قائلة بضجر:" اتركيني أتجول في المنزل هل ستحبسيني في الغرفة؟ طوال عمرك أنتِ الأخرى متسلطة وتريدين فرض رأيك..."
ناظرت محاسن يحيى بعينين متسعتين أما هو فلم يتمالك نفسه وانفجر في الضحك واحلام تطالعه بوله ،كانت تظنه ليس له في الضحك لأنه كان جديا منذ بدأ معهما التدريس فأجلت عدل صوتها وأكملت:" واخيكِ أيضا مثلك أنتِ وهي لن انسى له.."
قاطعتها محاسن قائلة بخجل :" قلبك أبيض يا ام راشد هيا الى غرفتك حان موعد دواءك ...."
صمتت المرأة قليلا ثم نظرت إلى يحيى قائلة :"أين أبناءك يا ولد أنت؟ نسيت اسمك.."
قال لها بابتسامة صغيرة:"لم يأذن الله بعد جدتي..."
قالت العجوز وهي تشرد في البعيد وكأنها ترى شيئا بعيدا يبدو لها في الآفاق :"سيأذن إن شاء الله ولكن..."
صمتت وأخذت أنفاسها ببطء ثم عادت بنظرها إليه فأردف برهبة:"لكن ماذا؟.."
قالت له بلا تركيز وهي تنتقل بذهن مشتت لموضوع آخر:"ولكني جائعة ثم نظرت إلى ابنتها قائلة بنبرة طفولية:هذه البنت لا تطعمني...."
ابتسمت محاسن قائلة ليحيى:"تعرف جدتك وما أصابها ثم ناظرت أمها قائلة:حسنا أمي هيا للداخل سأطعمك كل ماتشتهين...."
حين همت بالقيام مد لها يحيى يده قائلا :"يدك يا جدة..."
فمدت له يدها الواهنة فأحكم قبضته القوية حولها وجذبها برفق حتى وقفت على قدميها ووضع عصاها في يدها الأخرى فابتسمت له بمودة قائلة:" سلمك الله حبيبي،ثم ضيقت عينيها وهي تطالعه بنظرات متسائلة قائلة: قلت لي أنت ابن من؟ "
قال لها ومسحة حزن قد ظللت عينيه :" يحيى ياجدة ابن زكريا ونعمة..."
فتمتمت بنظرات تائهة وهي تتوكأ على عكازها :"لا اتذكرهم...."
ثم أخذت تتمتم بكلمات غير مفهومة وهي تسير بجوار محاسن نحو غرفتها ويتبعها يحيى بعينين متأثرتين
أما دينا فقد انهت مكالمتها مع خطيبها وعادت لتجلس بجوار احلام قائلة بهمس :"هل تحدثتي معه؟..."
قالت احلام بنفس الهمس "لا..."
قالت دينا زاجرة إياها:" من خيبتك..."
قالت احلام بامتعاض:" لايعطيني فرصة من الأساس...."
همت دينا بالرد في الوقت الذي عاد فيه يحيى وجلس قائلا وهو يرفع كمي قميصه إلى مرفقيه:" هيا لقد تأخر الوقت بالفعل..."
فركزت الفتاتان معه وإن كانت كل واحدة لها وجهة تركيز مختلفة.....
************


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-21, 06:01 PM   #544

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

في شركة آل عمران
في مكتب يوسف المجاور لمكتب والده جلس خلف مكتبه شاردا يتحرك يمينا ويسارا بالمقعد ذي العجلات ،لأول مرة يعترف لنفسه أن مريم لديها حق ،حتى وإن لم يٌبدي لها ذلك ولكن الأمر كله كان يسبب له ضيقا داخليا ويشعر بعدم الرغبة في العمل
في الوقت الذي رن هاتف المكتب فرفع السماعة قائلا بفتور:" نعم .."
لتجيبه عزة :"أنسة سندس هنا وتريد مقابلتك...."
اعتدل في جلسته قائلا بفتور:" دعيها تدخل.."
واستقام هو ليستقبلها وما إن فتحت الباب حتى رأى وجهها المتجهم الذي لا يشبه أي وجه رآها عليه من قبل فمد يده لها مصافحا قائلا :"أهلا سندس..."
مدت يدها له وسحبتها بسرعة عكس عادتها طوال الفترة الماضية
فقال لها وهو يشير نحو المقعد :"تفضلي.."
جلست بالفعل ولا زال وجهها على تجهمه رغم جاذبيته في كل الأوقات فجلس أمامها مباشرة فأردفت هي بحنق مكبوت حاولت ألا تظهره :"هل شاهدت ما حدث بالأمس حين كنا نتحدث ؟ هل قرأت ما كُتِب لي ؟..."
تنحنح يوسف قائلا باحراج:" نعم رأيت..."
"وماذا كان رد فعلك؟" سألته بتحفز
فضيق عينيه بجهل حقيقي وأردف:" كيف يعني ماذا كان رد فعلي المفترض ماذا كنت أفعل؟..."
اتسعت عينيها وتمتمت بملامح مصدومة لأول مرة يراها عليها منذ عرفها:" أنت قرأت السباب والالفاظ التي قيلت لي وتوافق عليها وتسألني ماذا كنت ستفعل؟..."
تنحنح قائلا بجدية وقد فهم سبب غضبها :"طبيعي سندس أي امرأة غيرها كانت ستفعل مافعلته اتسعت عينيها فأردف هو بسرعة: لا أوافق طبعا على الألفاظ ولكن أريد أن أقول لكِ إن مريم طيبة هي فقط انفعلت لأنها تغار بشدة.."
لم تكن تتوقع منه هذه الإجابة على الإطلاق فتمتمت بخفوت :"لم أكن اتوقع انك تحبها هكذا ظننت أنها زيجة عادية خاصة بعد أن عرفت أنها ابنة عمك وعرفت نظام الزواج في العائلة .."
أردف يوسف بجدية وهو يضع ساقا فوق الأخرى ويضع النقاط فوق الحروف :"لم أقل لكِ سندس من قبل أنني أكره زوجتي؛ لم نتطرق إلى هذا الأمر من قبل ،لم تسأليني أنتِ..."
شعرت بالغيظ الشديد منه في هذه اللحظة فأردفت وهي تتمالك نفسها حتى لا يبدو انفعالها جليا فخرج صوتها باردا:" حسنا يوسف آسفة جدا لاني ظننت أن لي مكانة عندك وظننت أنك ستغضب حين تقرأ هذه الكلمات مكتوبة لي وستحاول تبرأتي والدفاع عني .."
تنهد يوسف بصوت مسموع فهو يوضع تحت وطأة ضغط شديد من الجهتين ثم أردف وهو يعتدل في جلسته ويميل قليلا نحوها:" لكِ مكانة بالطبع سندس وغضبت حين قرأت الكلام ولكن ماذا سأفعل ؟كما قلت لكِ أي امرأة ستوضع في هذا الموقف ستتصرف كما تصرفت مريم ،ضعي نفسك أنتِ مكانها ماذا كنتِ ستفعلي؟"
حين سمعت جملته الأخيرة شعرت برجفة تسري في جسدها وشعرت بنقص الأكسجين في رئتيها فاستقامت فجأة وأردفت بتوتر:" انا لابد أن أرحل الان"
استقام هو الآخر وأردف وهو يشعر بعدم قدرته على مواساة سندس في الوقت الحالي "و أنا سأهاتفك لأطمئن وكما قلت لكِ لا تغضبي أنتِ لستِ المقصودة ،المقصودة أي امرأة تقترب مني..."
أومات له برأسها وابتسمت ابتسامة متوترة وأعطته ظهرها وهي تطرق بكعب حذائها وتغادر وما إن هبطت لأسفل البناية
حتى أوقفت سيارة أجرة واتصلت بشقيقتها همت وما إن ردت الأخيرة عليها حتى قالت لها :"أين أنتِ..."
قالت همت وهي تلمس التوتر في صوت اختها :"انا في العمل ماذا بكِ ؟..."
قالت سندس :"سآتي اليك أشعر فقط بالاختناق..."
أغلقت مع شقيقتها وأخبرت السائق بوجهتها واستندت برأسها على إطار النافذة المفتوحة وكان الهواء يحرك خصلات شعرها النافرة من حجابها القصير ، لن تنكر إعجابها الشديد بيوسف منذ الوهلة الاولى ،ولن تنكر انها تجاهلت عن عمد كونه متزوجا فقط لأنها وجدت به صورة مجسمة لفارس أحلامها فكان ماحدث بالأمس واليوم بمثابة الصدمة لها ...
الصفعة التي جعلتها تستفيق ،والصدمة الأكبر فيما سمعته منه للتو ،شعرت انها ليست ذات أهمية بالنسبة له ،كلماته هذه جعلتها تسترجع ذكرى بعيدة ،ذكرى لا تحب أن تعيدها
**********
لم تستطع ليلة أن تترك مريم التي منذ أن صعدت إلى شقتها وجمعت اهم اغراضها واغراض أبناءها ووضعتهم في غرفة يوسف بالاسفل وهي صامتة كالصنم عكس طبيعتها التي كانت تتعصب وتبوح بكل مابها ،كان هذا الصمت غريبا على ليلة لذلك اتصلت بحاتم وطلبت منه أن يذهب إلى الخياطة التي تفصل عندها فساتينها لأن لها عندها عدة فساتين والمرأة تريد حسابهم على وجه السرعة
بعد أن صعد حاتم إلى المشغل الذي يوصل أمه له دوما وفتحت له امرأة في منتصف العمر وهي السيدة "اصلاح " الخياطة واخذت منه حسابها وسلمته الفساتين نزل ليستقل سيارته ولكنه توقف أمام البناية حين وجد زهراء تسير أمامه على الجانب الآخر من الشارع ،ابتسم ابتسامة صغيرة تزامنت مع خفقة زائدة لقلبه فتمتم لنفسه (تصرين على التواجد في محيطي زهرتي لتزيدين عذابي)....
لم يعرف كيف سار خلفها بهدوء وهو يتأمل قدها الرشيق في فستانها الرائع الذي لا يشبه فساتين الزمن الحالي فيجعله يشعر انها فتاة من عالم اخر ...
توقف عقله مرة واحدة عن الاسترسال في أفكاره وهو يربط بين زهراء والسيدة اصلاح الخياطة
قالت له زهراء أن أمها خياطة وهي من تفصل لها فساتينها هذه ،اتسعت عينيه بشدة وخفق قلبه ....
هل ممكن أن تكون الصدفة وضعتهما في طريق بعضهما وربطت بينهما بهذا الرابط؟
وارد لم لا ؟....
كان لا يزال يسير خلفها وعقله يعمل إلى أن توقفت هي فجأة أمام رجل يبدو في منتصف العمر تبدو على ملامحه الطيبة ،يبدو أنه والدها ،كان الرجل يحمل حقيبتين يبدو بهما متطلبات المنزل فأخذت زهراء منه واحدة وحملتها وسارت بجواره يتحدثان بأريحية إلى أن دلفا معا إلى أحد المنازل.....
توقف حاتم قليلا ونظر حوله إلى الشارع الذي حفظه عن ظهر قلب ثم أخذ نفسا طويلا وعاد بخطوات سريعة إلى حيث سيارته وانطلق بها وصوتان يتعاركان بداخله
الاول يقول لن تنفع ما دامت كانت لرجل آخر غيرك
والثاني يقول وماذنبها ،وهل كل يوم ستجد امرأة تخطفك خطفا كما خطفتك هي،
أ ليس لك فى رسول الله قدوة وهو الذي كانت معظم زيجاته من نساء ثيبات ؟
***********
لم يهدأ ذهن راشد منذ الامس،كانت كل خلية فيه تعمل إلى أن هداه الله إلى تفكير يدعو الله أن ييسره هذه المرة
كان يسير في الأرض الزراعية المجاورة لبيته حين فتح هاتفه وطلب رقما وما إن رد صاحب الرقم حتى أردف راشد بمودة :"اهلا ياشيخ طه كيف حالك؟ ..."
رد عليه الرجل قائلا وهو يهم بالخروج لصلاة المغرب في المسجد :"اهلا حاج راشد كيف حالك..."
وبعد أن تبادلا سلاما روتينيا أردف راشد :"انا اقصدك في طلب يا شيخ لأني أعرف ان لك معزة وكلمة مسموعة عند زوجة عمي عمران وابناؤه..."
توجس الشيخ طه من كلمات راشد ،هو بالفعل يعتبر الحاجة غالية كامه خاصة وهو نديد صالح وكان معه عام بعام في الدراسة وهي تستبشر به خيرا وكلما أرادت فتوى هامة طلبته واستشارته لأنه ازهري وهو إمام المسجد و ماذون البلدة ......
قال الرجل:" تحدث ياحاج راشد ..."
دخل له راشد من باب التعاطف وأخبره أنه يريد عنان لأحد ابناؤه وأن الاولى بزوجة الابن في حالة الوفاة هو شقيق الزوج الراحل وهذا يحدث دائما في عرفهم وطلب منه أن يذهب معه مساءا إلى الحاجة غالية ويونس ويتوسط له عندهما .....
لم يجد الرجل مجالا للرفض ففي عرفهم هذا بالفعل السائد إلى جانب تعاطفه مع راشد لوفاة ابنه التي قصمت ظهره .....
فأردف الرجل بمودة:" حسنا ياحاج راشد حقك وانا سأذهب معك ولعله خير باذن الله"
شعر راشد بأن الأمور تسير باذن الله بشكل جيد فاتصل بصالح وما إن رد عليه حتى قال له:" اريدك ضروري صالح بعد ساعة..."
قال صالح الذي كان غارقا في مشكلة يوسف ومريم وعاد من عمله مبكرا لهذا السبب:" لماذا راشد الا يتأجل هذا الموعد للصباح؟...."
قال راشد بسرعة :"لا ياصالح أرجوك أريدك بعد ساعة بالضبط..."
ولم تمضي سوى ساعة بالفعل وكان راشد والشيخ طه يجلسان في مندرة عمران الحسيني ومعهما صالح ويونس وزكريا و يحيى
أما غالية التي استدعوها لحضور الجلسة فكانت تقف على باب البيت تتصل بمعتصم الذي يغيب له يومين في مأمورية ولا يرد عليها ولا يعرف شيء عما يحدث وحين يئست من رده نزلت إلى المندرة وما إن دلفت حتى استقام الجميع وأردف الشيخ طه بتقدير :"اهلا يا امي كيف حالك..."
ابتسمت له وهي تجلس بجوار صالح قائلة:" اهلا ياشيخ طه اهلا يا ولدي لك وحشة..."
:"لا ترين مكروه ابدا ياحاجة ثم استهل الحديث قائلا :الحاج راشد كان له طلبا ووسطني لما يعرف أن لي مكانة عندك...."
نظرت غالية إلى راشد وقد استشفت الأمر وأردفت :"مكانتك غالية ياولدي تفضل"
أخذ الرجل يتحدث بشكل لين عن رغبة راشد في ابنتهم لابنه وان هذا في العرف شيء جائز افضل من أن تذهب الى الغريب وأنهم أهل و.....
كان أبناء عمران يستمعون إلى الشيخ طه وهم يعرفون أنه لا يعرف بواطن تفكير راشد ولكنهم استمعوا للنهاية تبجيلا للرجل وما أن أنهى كلامه حتى أردفت غالية وهي تجلس بثقة وقد أصبح الأمر تحديا لها فهي تعرف أنه إن كان متمسكا بعنان من قبل من أجل طمعه وجشعه قيراطا فهو يتمسك بها الآن اربع وعشرون قيراطا كيدا في معتصم وهذا مالن تسمح به.....
أردفت غالية بثبات"ولكن البنت ترفض يا شيخ طه فإن كان العرف يبيح أن تتزوج شقيق زوجها الراحل فالدين يمنع إجبارها أم أن لك رأي أخر..."
تلجلج الرجل واردف بسرعة :"لا لم يقل لي أن البنت لا توافق...."
ثم نظر إلى راشد بحرج فأردف راشد بسرعة :"البنت فقط متأثرة بما حدث قديما نظر إلى يونس قائلا :أنا متأكد يونس أنك إن تركتني اجلس معها واتحدث معها ستوافق.."
قال يونس بحنق:" ماذا بك راشد انتهى الأمر قلت لك لا تريد و قالتها هي بنفسها امامك من قبل...."
قال راشد باصرار:"كان هذا منذ عدة أشهر وكانت متأثرة بما حدث أما الآن فأعتقد كل شيء قد هدأ..."
قال زكريا بضجر :"البنات كثيرات يا راشد لمَ تتمسك بابنتنا ؟ قلت لك من قبل ليست ارثا هي حتى تورثها لأبناءك من بعد المرحوم...."
قال طه وقد شعر أن الموقف قد تأزم:" اليس لك ابنة في سن الزواج ياحاج زكريا لما لا تأخذها لابنك ياحاج راشد؟..."
نظر إليه راشد نظرة تعني جئتك لاؤثر عليهم من أجل فتاة لمَ تأتي بذكر أخرى ؟
ولكن زكريا أردف بسخرية:" انا وابن عمي ناسبنا بعضنا مرة ولن نكررها إن شاء الله ..."
وجد صالح أن الأمور بدأت تتازم فأردف مهدئا الأجواء
:"حسنا يا راشد إن سمعت الرفض من البنت بنفسك للمرة الثانية هل ستصرف نظر عن الأمر نهائيا و تكف عن ترديد الشائعات انها خطيبة ابنك لأن هذا لايصح؟..."
قال راشد بسرعة:" نعم أريد أن أسمعها منها ..."
استقامت غالية وأردفت:"حسنا وانا سأحضرها بنفسي..."
دلفت غالية إلى بيتها وكانت جميع النساء والبنات يجلسن في بهو البيت فنادت بصوت عالٍ وهي تقف عند باب البيت :"عنان تعالي أريدك..."
استقامت عنان التي كانت ترتدي عباءة أنيقة بلون أزرق بأكمام مطرزة وذيل مطرز ووشاح ابيض فوق رأسها ووجهها الخالي من المساحيق يشبه وجه القمر المطبوع على صفحة الماء الصافي.....
أخذتها غالية للخارج بعيدا عن الجميع وأردفت بعزم على فعل ما تريد :"على ماذا استقريتِ يا ابنتي ؟..."
نظرت عنان أرضا بشرود وأردفت :"صدقيني ماما الأمر صعب في هذا التوقيت انا أريد أن أعيش لنفسي فقط ليس لدي ما أعطيه لأي رجل...."
قالت غالية بصوت خافت ولكنه قوي زلزل كيان عنان بالكامل من قوته وسطوته
:"اسمعيني عنان أنتِ الوحيدة من حفيداتي من تشبهني ،أنتِ الوحيدة التي تحملين صفاتي وخصالي وملامحي حتى لون عيني امي ورثتيه ، لا تدعي ما حدث يضعفك بل اجعليه يقويكِ ،تجربة وانتهت ،ازمة ومرت ،ومن في حياته لايمر بخيبة او خذلان ؟
المهم أن نستقيم ونقف ونبدأ بداية جديدة ،وضعت يديها على كتفيها لتجعلهما منصوبين أكثر وأردفت وهي تنظر في عيني عنان بعينيها اللتين كانتا ذات سطوة وقتها وكأنها عرافة تتلو عليها تعويذة سحرية :لن يأتيكِ أفضل من معتصم ؛هو يريدك ؛خذي من يريدك وهو سيحملك فوق رأسه طوال العمر،راشد لن يصمت سيشيع في البلدة كلها انك زوجة ابنه ولن يقربك أحد ثانية .....
ثم أردفت بنبرة محذرة وهي ترفع سبابتها لأعلى :وإن لم توافقي بمعتصم الان أنا بنفسي من سأزوجه ،الفرص لا تأتي سوى مرة واحدة يا ابنة يونس
أشارت إلى المندرة بعينين ثاقبتين ونبرة امرأة قوية ولا تعرف كيف نزلت عليها هذه القوة القديمة فجأة: راشد ينتظر بالخارج يظن أن بإمكانه التأثير عليكِ كما كان يؤثر عليكِ ابنه ،يأخذ الأمر حياة أو موت حتى لا تذهبي إلى معتصم لانه يعرف أن معتصم زينة الشباب ... جزت على أسنانها قائلة:اسمعي مني؛ اخرجي لهم واختاري من سيحفظك في قلبه العمر كله ..تمتمت وهي تشدد على كتفيها :أنا لن أدوم لكِ وابوك وامك لن يدوموا ،اختيك ستتزوجان وتذهبان إلى بيت ازواجهما وأنتِ إن استسلمتي لليأس ولم تساعدي نفسك ستظلي وحيدة طوال العمر وينتهي بكِ العمر بلا ونيس ولا سند.....
كانت عنان تستمع إلى جدتها بقلب ضرباته زائدة ،كانت ترتجف من كلماتها ولا تعرف لماذا ،كانت نبرتها مؤثرة ،وكانت عنان تعرف أن جدتها صادقة في كل كلمة ؛هي تحبها وتخاف عليها وتتمنى لها الافضل
حين فكرت هي طوال الليل لم يكن في ذهنها سوى معتصم لأنه الوحيد الذي أمامه علامات استفهام كثيرة ،غموض شخصيته يصيبها بالحيرة ، إلى جانب أنه شاب لا تشوبه شائبة ربما لو تقدم لها في ظروف أخرى كانت أعطته وأعطت لنفسها فرصة ولكنها حقا لا تعرف عنه سوى النذر اليسير....
قالت لها غالية بصوت عميق:"هيا عنان تعالي وقولي له لا أمام الجميع حتى نغلق هذا الأمر للأبد ..."
في هذا الوقت شعرت عنان أنها بإمكانها أخذ حقها
فإن لم تستطع أخذ حقها من رماح فها هو أبيه الذي يصر على جشعه وطمعه
لمَ لا تلقنه درسا أمام الجميع علها تشعر أنها أخذت جزءا من حقها المهدور؟..
سارت عنان بجوار جدتها تنصب ظهرها بإباء واضح ونظرة عينيها بها عزم فكانت شديدة الشبه بالفعل من غالية، الفرق أن واحدة من جيل فات والأخرى من جيل أت
دلفا معا الى المندرة فقالت عنان بصوت معتدل:"السلام عليكم..."
رد الجميع عليها السلام وتمتم الشيخ طه الذي كان يٌحفظها القران في الكُتاب حين كانت طفلة:" اهلا يا ابنتي..."
فقالت هي بهدوء وروية:" اهلا يا شيخنا ...."
قال صالح لعنان:" عمك راشد يريد أن يتحدث معكِ..."
قالت وهي لا تزال واقفة مكانها :"وانا استمع...."
أشار إليها يونس بعينيه فاقتربت منه فقال لها :"اجلسي ..."
فجلست بجواره بينما رن هاتف غالية فوجدته معتصم فردت بصوت منخفض لم يسمعه احد :"أين أنت ؟..."
"أنا في الطريق أمي اعذريني كان لدي عمل هام لم أستطع الرد عليكِ هل هناك شيء ؟...."
قالت له هامسة:"الوضع تطور الأيام الماضية اختصاره أنني طلبت لك يد عنان وقلت أنك طلبتها مني...."
اتسعت عيني معتصم ولم يرد من المفاجأة ؛لقد كان يحمل هم عودته للبيت بعد ما حدث ؛ يعرف أن عنان أصابها الحرج منه ويحسب ألف حساب لطلبه لها في هذا التوقيت الصعب.......
في نفس الوقت كان راشد يقول لعنان بصوتِ تردد صداه في المندرة :"أنا أعرف يا ابنتي أنكِ متأثرة بما حدث وهذا يؤثر على قرارك ولكني أريد أن أٌذكرك أنه رماح ،رماح الغالي والذي كان معه عذره بالتأكيد...."
استمع معتصم إلى كلمات راشد الواضحة وقال لامه وهو يركن السيارة على جانب الطريق:" ماذا يحدث عندك أمي بالضبط ؟..."
قالت له هامسة :"ابق معي على الهاتف واستمع وأنت تعرف...."
وضعت الهاتف بين يديها وتابعت راشد الذي أردف باستماتة:"البيت لن يكون بيت بدونك يا ابنتي أريدك أن تعودي وإن كان على ام الولد فهي لن تبقى ،سترحل قريبا"
أردفت عنان بثبات انفعالي شديد:" هل الزواج بالغصب عمي؟ قلت لك اول مرة حين كنت في بيتك لا وارسلتها مع أبي بالأمس وقلت لا والان اكررها للمرة الثالثة لا .... ثم أردفت بعينين ثابتتين ونظرة ثاقبة:لا أريد الزواج من أحد أبناءك، ولا أريد العودة إلى بيتك، والملف القديم أغلقته ولله الحمد وكما تعلم أتاني أكثر من عريس الأيام الماضية وأنا اخترت وفي طريقي لبدء حياة جديدة فلمَ لا تستوعب هذا الأمر...."
كان الجميع يستمع إلى عنان بإعجاب سواء أبيها أو أعمامها أما من يسمع الحوار عبر الهاتف فكان يستند بجبهته على المقود وهو يستمع إلى كلماتها القوية بقلب خافق ولا يعرف معظم الأحداث التي وقعت اليومين الماضيين
أما راشد فكان ينظر الى الشيخ طه نظرات تعني قل ما اتفقنا عليه فناظره الرجل لا يعرف ماذا يقول أمام إصرار البنت الشديد فعاد راشد إلى عنان قائلا بصوت مضطرب :"واخترتِ من يا زوجة الغالي...."
أردفت بصوت قوي:" تقصد ارملته،لست زوجة أحد حاليا أنا ولكني وافقت على معتصم ابن عمتي يمنة..."
ألقت الجملة الأخيرة بنبرة خاصة وبصوت قوي ثابت فكانت كأنها تضرب راشد في مقتل
لم يكن يتخيل أن يؤل الحال إلى ما آل إليه الآن
اشتعلت عينيه بنيران الغضب واضطربت أنفاسه وأردف وهو لايزال يجلس لا يقوى على الوقوف :" فكري مرة أخرى عنان هذه الأمور لا تؤخذ بسرعة وعند..."
قاطعته قائلة بهدوء:" أنا فكرت وقررت بهدوء وروية وابي يوافقني وجدتي توافقني أنا أوافق على معتصم...."
استقام راشد اخيرا وهو ينظر إلى أبناء عمه الصامتين والذين يبدو أن الحديث يروق لهم وهم كانوا صامتون ليتيحوا لها الفرصة للحديث ليغلقوا هذا الأمر نهائيا واستغلوا فرصة وجود الشيخ طه حتى يكون شاهدا إن فكر راشد في المراوغة أو اطلاق شائعاته في البلدة......
أردف راشد بغضب ما إن شعر أنه أُهين من فتاة من سن ابنته وهو ينظر إلى الشيخ طه :"هيا يا شيخ طه فأبناء عمي يبدو أنهم ليس لهم رأي في حضرة الفتاة الصغيرة "
قال زكريا متعجبا:"ألست أنت من طلبت أن تسمع رأيها؟...."
واردف صالح بهدوء:"كان وجودها بناءا على رغبتك حين لم تقتنع بحديثنا..."
وقال يونس بحنق مكبوت:"لسنا نحن من يقال علينا هذا يا راشد ابنتي طلبت رأي وانا رشحت لها معتصم وهي هذه المرة أيقنت بضرورة أخذ النصيحة ممن هم أكثر منها خبرة..."
"هيا ياشيخ طه..."
قالها راشد بحدة وهو يشير إلى الشيخ طه ويجز على أسنانه
فقاطعته غالية قائلة بصوت عال وهي التي كانت ملتزمة الصمت منذ دخلت عنان
"لا اترك الشيخ طه مادام قد جاء فلن يخرج بيديه خاويتين...."
لم يفهم أحد مغزى حديثها فأردفت:" مادمت احضرته معك فليعقد قران معتصم وعنان...."
اتسعت عيني راشد غضبا وصاح في الشيخ
"هيا ياشيخ طه..."
استقام الرجل فصاحت غالية بصوت أجفل الجميع بما فيهم طه نفسه
"قلت اجلس ياشيخ طه وأرسل من يحضر دفترك لنعقد قران احفادي ..."
جلس طه بسرعة حتى قبل أن تكمل غالية جملتها
أما عنان وأعمامها فنظروا جميعا الى غالية بدهشة فلم يكن هذا اتفاقهم ،كانت عنان قد وافقت مبدأيا على التفكير في الأمر وقالت ماقالته كيدا في راشد ولكن هذا لايعني عقد قران بهذه السرعة فلم تعير غالية أحد اهتماما وأردفت وهي تنظر إلى راشد "كما تقول انت واختك لايصح أن تتم خطبة وهما الاثنين في بيت واحد فلنعقد القران افضل..."
اقتربت عنان من جدتها وجلست بجوارها قائلة بهمس بجوار أذنها:"ماما لم نتفق على هذا أنا فقط أقبل الأمر بشكل مبدأي...."
هدرت فيها غالية بصوت لم يسمعه سواهما ونظرة صارمة :"اصمتي أنتِ هذه المرة واتبعيني دون جدال...."
اتسعت عيني عنان من تحول غالية المفاجئ ....
للتو كانت تقنعها وتهادنها بالخارج والان تبدل الحال وتفرض رأيها بتجبر....
نظر راشد إلى طه بحنق فرفع الرجل كلتا يديه علامة على قلة حيلته فاندفع راشد خارج المندرة بموجة غضب عاتية وقد فلت زمام الامور من بين يديه نهائيا
بينما اقترب يونس من أمه قائلا بخفوت وهو يميل نحوها :"عقد قران مباشرة أمي ؟ لم أجلس مع الولد ولم نتحدث في أي شئ...."
قالت له بتصميم :"هو طلبها مني وأنا وافقت وها أنت وابنتك توافقان وكل ما تطلبه منه أنا ملزمة به لا تقلق ...."
قال موضحا :"لا أقصد هذا أقصد..."
قاطعته قائلة بحزم :"قل لطه يجهز كل شيء العريس في الطريق وخير البر عاجله...."
اتصل طه بابنه ليرسل له دفتره في حين رفعت غالية الهاتف الذي لم تغلقه وكانت قد وضعته على الأريكة بجوارها وأردفت لابن قلبها بصوت خافت :"هل سمعت كل ما قيل ؟...."
لم يكن معها في هذا العالم بل كان في عالم اخر منذ أن سمعها تقول اخترت معتصم،اريد معتصم
فعلتها أمه وطلبتها وهي وافقت ......
بهذه السهولة وافقت؟
بعد سنوات العذاب وافقت؟
هل الأمر بهذه السهولة ؟
وإن كان كذلك فلمَ لم تكن له من البداية ؟
كان مشدوها لا يحرك ساكنا فأجلت غالية صوتها قائلة :"اين انت يا ولد.."
قال لها بصوت متحشرج :"موجود..."
فقالت بخفوت "ألا تريد أن تقبض بيديك على حلمك؟"
"نعم..."
قالها بصوت هارب منه وقلب مضطربة دقاته
فقالت بحماس "هيا أذن كم من الوقت امامك..."
"ثواني امي؛ ثواني وأكن عندك...."
قالها وهو لايزال يشعر أنه في عالم اخر ؛حتى أنه حين أدار محرك السيارة شعر بها كبساط سحري يٌحلق به فوق السحاب .....
نهاية الفصل


أتمنى ينال اعجابكم وفي انتظار انطباعتكم


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-21, 06:06 PM   #545

ام جواد
 
الصورة الرمزية ام جواد

? العضوٌ??? » 443659
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 778
?  نُقآطِيْ » ام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 41 ( الأعضاء 10 والزوار 31)
‏ام جواد, ‏Heba aly g, ‏فياصل, ‏عزة الحكيم, ‏Shimaa12312, ‏ميمو٧٧, ‏remokoko, ‏منى١٩٩٠, ‏s2020, ‏سوهي (زهور الربيع)
منوريين حبايبي


ام جواد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-21, 06:21 PM   #546

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 78 ( الأعضاء 15 والزوار 63)
‏Heba aly g, ‏Abcabc, ‏سويلم سويلم, ‏ملاك العمرو, ‏Nُ., ‏ام جواد, ‏s2020, ‏نهى خيرى, ‏دينا هشام محمد, ‏ميمو٧٧, ‏فياصل, ‏Shimaa12312, ‏remokoko, ‏منى١٩٩٠, ‏سوهي (زهور الربيع


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-21, 06:23 PM   #547

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

روحي الللله يسعد قلبك دنيا واخرة على الفصل لولييييييييييييييش

ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-21, 07:11 PM   #548

ام جواد
 
الصورة الرمزية ام جواد

? العضوٌ??? » 443659
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 778
?  نُقآطِيْ » ام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond repute
افتراضي

وااااااو فصل تحفة
واخيرا عنان وافقت ومعتصم ما زا تحت تأثير الصدمة
مريم ياريت تتعض من تصرفاتها وتربي يوسف انا وحدة من الناس جرحني كلامه
في انتضار الفصل القادم


ام جواد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-21, 07:17 PM   #549

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 118 ( الأعضاء 21 والزوار 97)
‏Heba aly g, ‏Ghada A zoudeh, ‏Moony204, ‏remokoko, ‏هدى هدهد, ‏أمل عبدالوهاب, ‏Rasha ahmed, ‏منال سلامة, ‏OsamaRageh, ‏سوهي (زهور الربيع), ‏دينا هشام محمد, ‏Mero Mor, ‏لميس رضا, ‏Rana kerdi, ‏Amira fares, ‏آية العيسوي, ‏ميمو٧٧, ‏Abcabc, ‏سويلم سويلم, ‏نهى خيرى, ‏فياصل


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-21, 07:50 PM   #550

Mero Mor

? العضوٌ??? » 438678
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 22
?  نُقآطِيْ » Mero Mor is on a distinguished road
افتراضي

ايه الجمال ده يا شيخة
الفصل رائع . تطورات كتيرة فى الأحداث .فصل دسم فعلا😍
تسلم ايدك يا هبة ❤


Mero Mor غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:13 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.