آخر 10 مشاركات
أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          غيث أيلول -ج5 سلسلة عائلة ريتشي(121)غربية - للكاتبة:أميرة الحب - الفصل الــ 44*مميزة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          ترافيس وايلد (120) للكاتبة: Sandra Marton [ج3 من سلسلة الأخوة وايلد] *كاملة بالرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عِـشـقٌ في حَضرَةِ الـكِـبريآء *مميزة مكتملة* (الكاتـب : ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          117 - توأم التنين _ فيوليت وينسبير ج2 شهر عسل مر ((حصرياً)) -(كتابة /كاملة بالرابط) (الكاتـب : SHELL - )           »          وهج الزبرجد (3) .. سلسلة قلوب شائكة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree4117Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-08-21, 12:26 PM   #721

Hayette Bjd
 
الصورة الرمزية Hayette Bjd

? العضوٌ??? » 404791
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 586
?  نُقآطِيْ » Hayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond repute
افتراضي


#غريب_الروح
الفصل ١٥
الفصل ممتع جدا لا تتخيلي انا بقرأ و اقول لسه ما خلصت الجزء الأول و لسه بالجزء الثاني فعلا كنت بقراءه بتأني و استمتاع سلمت يمناكِ 😍
#حاتم يبدو مهتم حقا بزهراء و ينتظر ردها على قوله يبدو أنها حرب قادمة أولا ضد نفسه و ما كان يعته مبدأ لا يتنازل عنه ثانيا عائلته التي أتمنى أن تكون قد اتعظت من قصة مريم و يوسف ☹
#يوسف شخصية معقدة مركبة أناني و مغرور تنكسر شوكته عندما يعي حجم خسارته أولها هناء و راحة بيته و أولاده.. أكثر شيء استفزني حقا هذه المرة خو هودته لمسايرة سندس لكن من الجيد له ذلك فبع معرفتنا بماضي #سندس والذي رغم كونه جارحا لكرامتها و قلبها و صعبا على فتاة في مقتبل العمر تقبله لكن لم و لن يكون ذريعة للانتقام من آخرين دون وجه حق حتى في الحق يكون العفو عند المقدرة.. لكنها فتاة مريضة بالحقد من الداخل لكنهم هم مرضى القلوب من يجيب الخوف منهم و تجنبهم و لو كان يوسف حكيما لما عبث معها..
#مريم سررت لثباتها رغم ما يعتمل صدرها من الداخل من ضعف لكنها تمضي في الطريق الصحيح بناء مريم جديدة غير قابلة للكسر.. مريم جديدة تتعب يوسف لينال رضاها لأنها مريم و لأنه يحبها لأنها هي و تكون خياره الذي يدعي أنه سلب منه حق الخيار بسبب عائلته..
مخوفني وجود شادي او مدرب زياد وجوده مربك حقا يعني لو تم الطلاق الفعلي هل يجرؤ على ان يتقدم لها؟ هل من هنا يمكن ليوسف ان يحس انه خسر حقا.. ام تفاصيل أخرى هي سبب وجوده بين هذا الثنائي 😁
#معتصم القلب 😍 كاين رائع بطريقة تقربه من عنان و محاولته لمجارات عقدها و خوفها ياريت يحافظ على وعده معاها ليقدر يكسبها في الأخير كما يحب .. 😍
#عنان رغم تقديري لشخصيتها و ان مامرت به غير سهل لكن أتمنى انها لا تطيل على معتصم لمصلحتهم لأن ذلك سيخلق مشاكل من العدم💔
#وصال #طارق وضعهم محزن جدا كيف لعائلة ان تكون مؤمنة و عريقة ان تمنع ما قد احله الله حيث شجع على التعارف و التزواج من مناطق متفرقة ليسود عمار الأرض و تقوية اواصر الشعوب ببعضها ... أتمنى يقدرو يغيرو هذا المنطق و يوافقو على زواجهم 😁
تسلم ايديك مجددا عالفصل 😍


Hayette Bjd غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-21, 04:59 AM   #722

ولاء وحيد

? العضوٌ??? » 363681
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 556
?  نُقآطِيْ » ولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond reputeولاء وحيد has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل روعه كالعاده هبه عرفنا فيه حكايه سندس وشخصيتها كمان رد فعل صالح ومحاوله لاصلاح اخطائه هانشوف هيلاعب مربم ويوسف ويوصل بيهم لفين مسك الختام معتصم وعنان وواثقين ف معتصم رغم المغرياااات 😂ف انتظار الجديد بشوق ♥️ ♥️ ♥️

ولاء وحيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-09-21, 09:08 PM   #723

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

بشكركم جدا على انطباعاتكم الجميلة على الفصل ❤️ قرأت كل التعليقات وحقيقي غمرتني بالسعادة 💖ويارب تدوم للنهاية💖

Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-21, 11:02 PM   #724

MaRo.2014.

? العضوٌ??? » 323149
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » MaRo.2014. is on a distinguished road
افتراضي

مبارك الرواية موفقة ان شاء الله

MaRo.2014. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-21, 03:14 PM   #725

صفاء الشبراوي

? العضوٌ??? » 490548
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 47
?  نُقآطِيْ » صفاء الشبراوي is on a distinguished road
افتراضي

الروايه جميله جدا وخاصه فى أسلوب الحوار ومناقشة مشكله زواج الأقارب وما ينتج عنه من نتائج وخاصه فى الإنجاب وأن كثير من أهل الصعيد فعلا اى بنت فى العائله لازم تتجوز من نفس العائله👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏

صفاء الشبراوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-21, 09:48 PM   #726

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفاء الشبراوي مشاهدة المشاركة
الروايه جميله جدا وخاصه فى أسلوب الحوار ومناقشة مشكله زواج الأقارب وما ينتج عنه من نتائج وخاصه فى الإنجاب وأن كثير من أهل الصعيد فعلا اى بنت فى العائله لازم تتجوز من نفس العائله👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏
اهلا بيكي حبيبتي نورتيني 🥰
ويارب يعجبك الطرح والمناقشة للنهاية 🌺


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-21, 09:49 PM   #727

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
Icon16e

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maro.2014. مشاهدة المشاركة
مبارك الرواية موفقة ان شاء الله
الله يبارك فيكي حبيبتي 💖


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-21, 05:22 PM   #728

ام جواد
 
الصورة الرمزية ام جواد

? العضوٌ??? » 443659
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 778
?  نُقآطِيْ » ام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
تسجيل حضور
في انضارك على نار


ام جواد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-21, 05:52 PM   #729

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور
هو الوقت بطيئ ليش


ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-21, 05:57 PM   #730

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس عشر



عاشق أنا على أبواب الهوى أقف ...
يٌلجمني وعدي وتجذبني متاهاتي.....
عيناها كالبحر تجذبني فتغرقني.....
قلبي ما بين مطرقة وسندان....


حين أردفت عنان بجملتها"وعد الرجال يا معتصم الذي وعدتني اياه يوم عقد قراننا بألا تمسني رغما عني ...."
انتبه من غفلته التي لم تكن سوى لثوانِ قليلة انساق فيها بلا تفكير خلف عطرها الأخاذ وعينيها المغويتين بلا ادراك فانجذب جسده لها بلا نية لنقض وعده كأنه مغناطيس جذبه قطبه الآخر عنوة .....
أما عن نقض العهد ...
فلا معتصم العاشق الذي يتفتت شوقا في هذه اللحظة يفعلها....
ولا معتصم الانسان يفعلها .....
ولا معتصم ابن العمة يفعلها .....
أغمض عينيه لثانية واحدة يتمالك نفسه وحين فتحهما ابتعد عنها خطوتين للخلف وأردف بمزاح يٌخفي خلفه ثورة مشاعره :"لا طبعا لن أفعلها أنا فقط كنت أٌرحب بالعروس ثم أردف بابتسامة صغيرة وبنبرة ساخرة :ستتذكرين هذه الليلة طوال العمر وربما قلتي لي وقتها لم أٌحسِن استقبالك...."
كان جلي لها انه يمزح ليلطف الأجواء فأردفت بتوتر :"لا تقلق لن أقول...."
أخذ نفسا طويلا ثم أردف وهو يفك رابطة عنقه:"أنا أحتاج إلى حمام سريع بعدها نٌصلي معا..."
أومأت برأسها بلا رد أما هو فانسحب من أمامها ودلف مباشرة إلى حمام الغرفة ينزع عنه ملابسه بسرعة ؛ثوانٍ معدودة وكان يقف تحت رذاذ الماء البارد المنهمر فوقه ورغم أن الجو خريفي بامتياز يجعل الرجفة تسري في الجسد إلا أنه لم يشعر ببرودة الماء بل كان ينزل على جسده فيمتص سخونته إلى أن شعر بعد فترة بقليل من الانتعاش ...
حين دلف هو إلى الحمام دلفت هي بسرعة إلى غرفة جانبية صغيرة مٌلحقة بغرفة النوم لتبديل الملابس ولم يكن صعب عليها العثور على كل ما تحتاج فقد أرشدتها وصال إلى أماكن كل شيء ....
دقائق قليلة بدلت فيها ملابسها وجددت وضوءها من الحمام الخارجي الصغير بجوار المطبخ وارتدت اسدال صلاة جديد بلون كريمي....
حين خرج من الحمام كان يرتدي بنطال رياضي أنيق بلون كحلي وتيشيرت أبيض ؛كان يجفف شعره حين وقعت عينيه عليها وهي تقف أمام المرآة تٌعدل حجابها فانطبعت صورتها في المرآة بوجهها الوضاء فبعثت في جسده اطمئنانا وراحة ..........
"هيا لنصلي معا......"
قالها بوجه مٌسترخي فبعث في نفسها اطمئنانا بعد القلق الذي بثه اثر قربه منها....
وعلى سجادة صلاة واحدة اجتمعا.....
وأمام خالقهما وقفا سويا بقلوب خاشعة متوترة؛ بداية حياة جديدة لها رهبتها خاصة إذا كانا لا يقفان على أرض صلبة....
كان يقرأ القرأن بصوتِ خفيض متزن به خشونة فطرية لم تؤثر على تأثره بما يتلو ورغم توترها شعرت بالسكينة وجال بخاطرها ذكرى واهنة لرجل بملامح مشوهة لم يٌصلي بها يوما رغم توقها لذلك ....
وكما جاءت الفكرة في رأسها فجأة غابت في لحظتها وهي في حضرة الحي القيوم لتغمرها السكينة والخشوع ....
بعد أن أديا صلاة العشاء صلى بها ركعتين وبعد انتهائهما وضع كفه أعلى رأسها وتمتم بكلمات لم تسمعها جيدا ذكرتها بتمتمات غالية ....
هو حقا روحه تشبه روح غالية......
"هيا عنان بدلي ملابسك لتناول العشاء...."
قالها بعد أن فرغ من الدعاء واستقام واقفا فأردفت بخجل وهي لا تزال على سجادة الصلاة:"لا أريد...."
قال لها بجدية:"متى أخر مرة تناولتي الطعام؟.."
"في الصباح...."
قالتها بصوت منخفض فظن أنها ربما تكون محرجة وكانت كذلك بالفعل فأردف بحزم وهو يترك لها الغرفة:"لن آكل دونك هيا بدلي ملابسك وأنا في انتظارك...."
خمس دقائق بدلت فيهم ملابسها وكان هو قد وضع الطعام (الذي أعدته لهما غالية خصيصا بيديها والذي يناسب كله ذوقه في الطعام) على الطاولة الرخامية الفاصلة بين المطبخ وغرفة المعيشة حتى احتلت الأطعمة الشهية الطاولة كلها.....
حين هلت عليه من ممر الغرف شعر كأن القمر قد هل ؛ وقفت أمامه بارتباك وكانت ترتدي حلة رياضية بيتية أنيقة بلون رمادي فاتح وتضع على رأسها غطاء السترة ؛شعر وقتها كأنهما ذاهبان إلى النادي الرياضي لا عروسين في أول ليلة لهما معا ....
ناظرها باعجاب خفي.....
جميلة في كل أحوالها بلا شك .....
لم تعتاد عليه ولن تعتاد بسرعة ؛ حقيقة يعرفها .....
هناك حواجز كبيرة بينهما سيسعى لهدمها حاجزا تلو الآخر بهدوء وروية.....
ولكن هل ستحكٌم عليه ألا يستمتع برؤية شعرها لحين اشعار آخر؟...
لا لن يحتمل ؛ فأردف وهو يرفع حاجبا واحدا بملامح لينة ووجهِ مسترخٍ أظهر وسامة ملامحه:"لمَ تضعين غطاءا على رأسك؟.."
تنحنحت وهي تضع يدها على رأسها المٌغطى بالكامل وأردفت ببساطة :"لم أعتاد فقط أن يراه أحد؛ ثم أردفت وهي تفرك أناملها ببعضهم :لقد كنت في قمة الخجل اليوم وانا بدون حجاب ...."
لم تعتاد أن يراه أحد ! ....
رغم اقراره وتقديره لما تقول ولكنه كان يريد للحياة أن تكون بينهما أبسط فأردف بنبرة مٌمازحة :"أعتقد لن يضر في شيء أن تكشفيه؛ لن تستطيعي البقاء بحجاب طوال الوقت ثم أردف بمكر:ثم أنني رأيته مرارا ونحن صغارا كان طويلاً مجعداً بخلاف ما رأيته اليوم والذي بالتأكيد كان خاضعا للكي ..."
اتسعت عينيها وأردفت بذهول:"ماذا ؟ شعري أنا مٌجعدا !...."
:"ليس بها شيء عنان هذه تكون طبيعة ؛لا أحد يختار درجة نعومة شعره...."
قالها مٌدعيا الجدية والتعاطف وهو يمرر أنامله في خصلات شعره الندية المائلة للنعومة ....
فرفعت حاجبا واحدا وملامحها قد أنذرت بالخطر وظهر التردد جليا في عينيها
فأردف بجدية مصطنعة وهو يقف امامها يضع يديه في جيبي بنطاله :"ثم أن هناك بعض الآئمة أباحوا ذلك فلا ضير فيه...."
قالت بجهل وهي تٌضيق ما بين حاجبيها :"أباحوا ماذا؟..."
أردف بهدوء وهو يجول بعينيه على ملامح وجهها المستكينة كقطة ناعمة :"أن تٌظهِر المرأة شعرها أمام زوجها؛ ثم استدرك بنفس الجدية المصطنعة:حتى لو كان مجعدا لن يؤثر بي تأثيرا سلبيا صدقيني..... "
لاح شبح ابتسامة على زاوية شفتيها ؛كما لاح في عينيها تحفزا فهي امرأة اعتادت على الاهتمام ؛الاطراء لازمها منذ نعومة أظافرها ؛ولا يٌرضي غرورها الأنثوي سوى المدح .....
أما عن نعومة شعرها فلم تحتاج يوما لاثبات ؛فشعرها درجة نعومته عالية وإن لم يكن بنعومة شعر يسر ومريم ولكن المميز به كثافته وتموجاته الناعمة التي تجعله منسابا كشلال فوق ظهرها....
حسنا لقد استفزها بكلماته ؛ لن تنكر....
ولاها ظهره وجلس على أحد المقاعد المستديرة العالية وأردف وهو يشير على مقعد مجاور :"هيا اجلسي لنتناول الطعام "
جلست بجواره فأخذ يضع لها الطعام في طبقها ثم بدأ يأكل هو الآخر ؛كان جائعا بالفعل فلم تطاوعه شهيته طوال اليوم وبما أن بنود الاتفاقية ألا يقرب حليلته فليلتهم الطعام عوضا عنها....
كانت تأكل بهدوء شديد وهي تنظر بين الحين والاخر الى المكان حولها وكان ينظر إليها ويشعر بخجلها فأردف قبل أن يضع نصف الحمامة المحشوة بالفريك في فمه :"لا مجال للخجل البيت أصبح بيتك "
ناظرته باندهاش وأردفت بتساؤل حذر حين وجدت أن ما دخل فمه لم يخرج منه شيء :"أنت تأكل الحمام بعظامه؟ "
ابتلع طعامه على مهل وهو يتابع نظرة الدهشة في عينيها ثم أردف :"وهل يؤكل بطريقة غير ذلك؟..."
قالت له وهي تشير إلى طبقها:"نعم أنا اكله دون عظامه ......"
قهقه ضاحكا ثم أردف من بين ضحكاته:"هي مدارس استاذة عنان وأنا من المدرسة التي تأكله بعظامه ثم أردف بعينين لا زالت الضحكة تٌعشش فيهما:عامة سنرى مع الوقت من منا سَيٌطبع الاخر بطبعه ويأكل الحمام بطريقته...."
أكمل كل منهما طعامه وحين انتهيا قام ليحمل الأطباق؛ تماما كما اعتاد دائما فهو له سنوات يعتمد على نفسه في كل شيء ؛قامت خلفه وحملت هي الأخرى بعض الأطباق ووضعت الفارغ في غسالة الأطباق ....
وحين فرغا أردفت بتساؤل وهي تجول بعينيها في أرجاء الشقة الساكنة حولها باضاءات خافتة :"أين سننام ؟ ضغطت شفتيها ببعضهما ثم أردفت بخجل :أنا أشعر أنني دخيلة هنا تم كل شيء بسرعة ولم نٌحضر غرفة اضافية لا أعرف لماذا ؛أين سأنام أنا وأين ستنام أنت؟.."
قال لها وهو ينظر حوله :"كل الاثاث هنا قمت بتصميمه في مصنع للاثاث يقوم بعمل ما تريدين بالضبط وبخامات عالية لذلك فضلت الانتظار حتى نختار معا الغرفة الأضافية لتتناسب مع باقي الاثاث ؛مشكلته فقط أنه يأخذ وقتا أطول من أي مكان أخر "
ورغم أنه كاذب وهي لا تعرف أنه كاذب وأن امتناعه عن شراء غرفة اضافية ورفضه لأن يحضرها خاله ليقينه أن ماتقوله هذا كانت ستفعله إن تواجدت الغرفة وهو لا يريد ذلك .....
ولكنه أكمل الكذبة قائلا:"حين أتفرغ نذهب معا وتختارين بنفسك ما تريدين ..."
"وإلى أن نفعل ذلك أين ستنام وأين سأنام؟ ثم أردفت بحرج:أنا بالطبع لن أسامح نفسي إن خرجت أنت من غرفتك "
قال لها ببرود وهو يتقدم منها خطوة واحدة:"ومن قال لكِ أنني أترك غرفتي تحت أي ظرف؟ "
ناظرته بعينين اشتعلتا فجأة ؛ألهذه الدرجة هو قليل الذوق!!!
ثم أردفت مٌدعية عدم الاهتمام :"لا يهم أنا أنام في أي مكان ثم اشارت بعينيها إلى أريكة غرفة المعيشة الوثيرة قائلة :سأنام هنا...."
عنيدة ويعرفها ولن تأتي إلا بالمهادنة
وفي الاتفاقيات السلمية يٌستحب المهادنة فقبض بيده على رسغها بلين مقصود وسار بها في الرواق فسارت معه بحذر وما إن دلفا إلى غرفة النوم حتى ترك رسغها و أشار إلى الفراش قائلا بجدية صادقة هذه المرة :"وبالتأكيد لن اتركك تنامين في مكان آخر؛أنتِ لستِ دخيلة عنان على هذا البيت أنتِ صاحبته (ود لو أشار إلى موضع خافقه الرابض خلف أضلعه ويقول وصاحبة هذا القلب أيضا ولكنه أسرها في نفسه إلى أجل غير معلوم.... )
ثبت عينيه في عينيها فوجد فيهما قلقا وتيه فأردف بملامح جادة:"سنتقاسم الغرفة و.. والفراش ...نظر إلى الفراش قائلا: كما ترين فهو كبير كل منا ينام على جانب ...ثم أردف بملامح شديدة الجدية :لسنا صغارا عنان واتفاقنا اتفاق اثنين ناضجين لا مراهقين ...ثم ضيق عينيه قائلا ليذكرها بأمر هام:أنتِ لم ترفضي الزيجة أنتِ قلتِ بنفسك أنكِ توافقين علي كزوج وتوافقين على الحياة معي ؛ فقط تحتاجين وقتا...."
شردت بعينيها ولم ترد فأردف :"الجو هنا حيث أن الشقة باخر طابق يكون حار صيفا بارد شتاءا فلن يتحمل أحدنا النوم على اريكة بالخارج إلى جانب أنني أيام كثيرة ابيتها في العمل فلا تجعلي الامر يٌشكل عائقا دون داعٍ ...."
كان الموقف برمته مٌحرجا فهي تقف في حجرته ؛تريده أن يرحل عنها وهو لم يٌبدي موافقة على ذلك وكانت ستموت وتنام فهي لم تنم جيدا بالأمس واليوم كان مٌرهقا عليها وبالفعل الجو كان به لسعة برد وهما يتناولان الطعام بالخارج
فأردفت بتعب:"ليس لدي مشكلة في النوم بالخارج..."
قال لها بصوتِ مُرهق :"ادخلي الفراش ونامي عنان لن أنام الان ..."
قالها وانصرف تاركا لها الغرفة وأغلق الباب خلفه....
دلف إلى غرفته المفضلة ...
رفيقة لحظات الصباح الباكر؛صديقة أوقات ضيقه .....
أغمض عينيه بيأس وهو يرتدي قفازي الملاكمة في يديه وينهال على كيس الملاكمة المتدلي من السقف بخيط متين وصب فيه انفعالاته كلها كما يفعل دائما ؛ حيث سمح لمشاعره الحقيقية بأن تظهر على وجهه
ليس غاضبا منها فالعقد شريعة المتعاقدين
هو فقط عاشق أضناه التمثيل وأرهقه الاشتياق وطال به الانتظار ....
أما هي فلم يكن عقلها قادرا على التفكير في أي شيء فما إن خرج حتى قفزت فوق الفراش واندست بين طيات الأغطية الحريرية وغفت بعد دقائق قصيرة وهي تلتزم بأقصى اليسار....
حين انتهى من صب غضبه في كيس الملاكمة المسكين .....
دلف إلى الحجرة فوجدها قد غفت بالفعل وانتظمت أنفاسها فأخذ غطاءا من الخزانة وعلى أقصى اليمين تسطح وهو ينظر إلى وجهها المستكين تحت ضوء المصباح الخافت بجوراها والمنبعث شعاعه على وجهها
ابتسم من قلبه وهو يراها لا تزال تضع غطاء السترة فوق رأسها ؛ظل على جانبه طويلا ينظر إليها لا يستطيع النوم ....
كانت قبضتها مكورة على الوسادة بجوار رأسها فمد يده وأحاطها بكفه بهدوء حتى لا تقلق من نومها فسرى في جسده تيارا كهربيا دافئا ساعده على النوم هو الآخر....
*********
حين بزغ أول شعاع من شمس الصباح متسللا إلى حجرتها من النافذة كانت جالسة على مقعدها تستقبله بابتسامة راضية بعد أن انتشت بنسمات الصباح الباردة بعد صلاة الفجر....
الليلة الماضية من أجمل الليالي التي مرت عليها ؛سعادة قلبها ليس لها حدود...

حلقت بعينيها مع سرب الحمائم التي تحلق عاليا على مد بصرها وهي تشعر بشعور رائع بالراحة والطمأنينة التي سكنت قلبها أخيرا...

مٌخطيء من قال أن الابن من سكن رحم امرأة وكان من صلب رجل....

صادق بشدة من قال أن أعز من الولد ولد الولد....

وولد الولد بالأمس فقط ارتاح قلبه فارتاح قلبها الذي كان يتعب لتعبه ويحزن لحزنه ويشتاق لاشتياقه ولم يكن باليد حيلة....

ولد الولد كانت السعادة في عينيه كافية لتهبها سعادة فيما تبقى من عمرها...

النظرة في عينيه بالأمس كانت شفاءً من كل داء...

ابتسم ثغرها ابتسامة حلوة وقلبها يردد دعاءها لهما وقت اذان الفجر وهو نفس دعاءها لهما بالأمس....

كان نور الصباح قد أضاء الحجرة الواسعة كما أضاءت سعادة معتصم قلب غالية

حين فتحت يمنة باب الحجرة قائلة لامها التي تتشح بالسواد وقارا وهيبة:" الافطار جاهز أمي وأرسلت للجميع...."

طقس من طقوس غالية حين يجتمع جميع أبناءها أن يتناول الجميع الإفطار معا ، استقامت قائلة لابنتها بلين :"حسنا حبيبتي قادمة خلفك ..."

في وقت واحد كانت أبواب جميع الشقق تُفتح ، هارون وزوجته وابناؤه ينزلون الدرج حتى مروا بزكريا وابناؤه (الناقص منهم واحدا .....)

وبعد تحية الصباح نزلوا تباعا خلف بعضهم ليلحق بهم يونس وأسرته وصالح وأسرته....

على الطاولة الكبيرة اجتمعوا اجتماعا دافئا لا ينقصه سوى الراحل عمران الحسيني وعمرو والعروسين...

كان الجو مثاليا جدا للضحك والمزاح ولم يتوانى جميع الشباب عن مناوشة بعضهم عدا اثنين....

يوسف ومريم اللذان يجثم الهم فوق صدورهما ويلتزمان الصمت وإن كان لكل منهما أسبابه.....

كانت مريم تلوك الطعام ببطء وبلا شهية وهي تنظر حولها ....

غريبة هنا في العائلة ....

وغريبة هناك في بيت زوجها......

والاصعب منهما غربة روحها .....

تنظر إلى والديها واخواتها وهي تشعر بالعجز.....

الطبيعي في حالتها أن تبوح بكل ما يحدث لها لوالديها واخوتها أما هي فمُلجمُ لسانها بمائة لجام

لأنها تعرف إلى ماذا سيؤدي البوح...

إن باحت لوالديها فلن تبرح مكانها وسينقلب حال العائلة رأسا على عقب وعن رغبتها في البقاء هنا فهي مرفوضة...

إلى جانب الضرر الذي سيلحق بيحيى ويسر...

تنهدت بلا صوت وهي تلاحظه يتابعها بطرف عينه ولكنها للعجب أصبحت لا تبالي به وكأن جسور الحب والمودة هدمتها كلماته القاسية دفعة واحدة .....

لم يهدمها إهمال سنوات وهدمتها كلمات ليست كالكلمات......

وفي حجرة المعيشة الواسعة جلست غالية على اريكتها وحولها أبناءها جميعا وحولهم الاحفاد يحتسون جميعا الشاي بعد تناولهم الافطار .....

يجلس هارون بجوارها وهو أكثر أبناءها اشتياقا لها وبالمثل هي فهو البعيد عن العين القريب من القلب ....

قال هارون وهو يحتسي رشفة من كوب الشاي:" أشعر أنني على وشك الإصابة بنوبة برد أريد عصرة ليمون على الشاي ...."

قالت غالية بسرعة لهاجر التي كانت تجلس بجوارها:" احضري ليمونة لعمك...."

قامت هاجر التي كانت ترتدي إسدال وردي يناسب جسدها الضئيل وأحضرت ليمونة وسكين ووقفت أمام عمها هارون تشق الليمونة نصفين وفي لحظة غفلة اختلط معها الواقع بالهذيان فغامت عينيها بذكرى اليمة وحاد السكين عن هدفه ففلتت من بين أصابعها الليمونة وشق السكين الحاد ابهامها

أصاب السكين هدفه فسالت دماءها أمام عينيها المتسعتين عن اخرهما وشهقت شهقة مكتومة وقد دخلت بالفعل في متاهتها التي تسعى جاهدة للخروج منها ....

هرع يحيى إليها ومسك يدها بسرعة آخذا منها السكين ،التف الجميع حولها وكان أولهم احمد ابن هارون الذي أردف ليهديء روعها المرتسم على ثنايا وجهها :"لا تخافي بسيطة إن شاء الله ..."

قالت مريم بقلق:" تعالي هاجر اطهره لكِ...."

بينما يناظر زكريا زوجته بقلق ...

فقال احمد بحزم:" بل احضري الإسعافات وانا سأفعل...."

ناظرها بنظرة خاصة ففهمت أن الجرح ربما يكون عميقا فهو الاولى بذلك لأنه طبيب

أما هاجر فسالت دموعها على وجهها القمحي الصافي شديد البراءة فجذبها شقيقها يحيى لتجلس بجواره حتى تحضر مريم الاسعافات من حجرة غالية وضمها إليه وهو يربت على كتفها.....

الجميع حولها يهدئها بكلمات مطمئنة بما فيهم جدتها ووالديها أما هي فكانت في واد غير الواد....

حين أحضرت مريم الاسعافات جلس احمد بجوار ابنة عمه الصغيرة الخجولة التي قلما رأها حين حضوره إلى بلدته الام...

أخذ يُطهر الجرح بمهارة ثم ضمده أما هي فكان جسدها يرتجف رغم احتواء يحيى لها

رجفتها الناتجة عن هلعها حين رؤيتها للدم ورجفة أخرى جديدة ،رجفة خوف اثر لمس احمد ليدها وهو يضمد الجرح....

أما الاخير فكان يعمل ولا يعرف سبب حالة الهلع هذه ،كان يُشفِق عليها من سيل الدموع المنهمرة ونظرة الفزع في عينيها وهي تنظر إلى الدماء ولأول مرة يُلاحِظ أن ابنة عمة مليحة إلى هذا الحد ،بشرة قمحية صافية كصفاء جدول ماء عذب بعيون عسلية تميز أبناء عمه زكريا جميعا وخصلاتها التي ظهرت من مقدمة حجابها عسلية رائقة فبدت أمامه كفتاة مُغمسة في جرة عسل

تنحنح وهو يقطب حاجبيه بتوتر كأن أفكاره مسموعة لا محسوسة .....

انتهى مما يفعل قائلا ليحيى:" ستحتاج لدوائين أحدهما لالتئام الجروح والآخر يمنع تلوث الجرح ..."

قال يحيى وهو يشدد من ضم أخته وهو الأدرى بحالتها :"اكتبهما احمد وانا سأخرج لاحضرهما ...."

ثم أشار بعينيه لمريم قائلا :"خذيها ترتاح قليلا ..."

فقالت نعمة :"اصعدا للأعلى وانا سآتي خلفكما..."

أردفت غالية وهي ترى ارتجاف الفتاة:" لن تستطيع الصعود ثم أشارت لمريم قائلة: خذيها ترتاح في غرفتي ..."

أخذتها بالفعل مريم ودلفا إلى حجرة الجدة بينما خرج يحيى يبحث عن الدواء في اي صيدلية

أما احمد فازداد فضوله وأردف بصوتِ خافت وهو يميل على أذن أمه :"مالأمر ماما لمٓ أشعر أن هناك شيء خاطيء مع هاجر؟..."

ابتسمت ايمان ابتسامة دبلوماسية صغيرة حتى لا ينتبه أحد أنهما يتحدثان عن الفتاة وأردفت بهمس:" سأقص عليك هذا الأمر فيما بعد ..."

بينما أردف هارون بضيق:" لو لم أطلب الليمون لما حدث ذلك..."

ربتت غالية على كتفه قائلة :"لا عليك حبيبي كله قدر ومكتوب بينما قالت ليسر :أعدي كوب شاي اخر بالليمون لعمك...."

أما بداخل غرفة غالية فكانت هاجر ترقد وبجوارها اختها تحتضنها

كانت رجفة جسدها قد هدأت قليلا بعد أن اختفى لون الدم من أمام عينيها فأردفت مريم بحنان وهي تحتضنها:" طال الأمر هاجر لمٓ لا تتجاوزيه حبيبتي؟..."

قالت هاجر بعجز وغلالة دموع تغشى عينيها:" لا أستطيع؛ شيء يحدث رغما عني...."

صمتت مريم وهي تشدد من احتضانها وتشبثت هي بأختها وكل منهما تعود بذاكرتها ستة سنوات للخلف

بعد وفاة عمران بأشهر قليلة وقبل زواج الثلاث بنات بأشهر قليلة كانت هاجر ابنة الثانية عشرة فتاة طبيعية كباقي البنات

مرحة، مشاكسة ،متفوقة دراسيا وقتها كانت في المرحلة الإعدادية

سمعت والديها ذات ليلة يتناقشان في أمر لم تكن به جاهلة

قالت يومها نعمة وهي تجلس بجوار زكريا على الأريكة في غرفة المعيشة:" مارأيك زكريا هل حان وقت أن نقوم بعمل ختان لهاجر أم ننتظر قليلا؟..."

قال زكريا باستهجان وهو ينفس دخان نرجيلته التي يشربها :"تنتظرين ماذا يا امرأة لي عامين اقول لكِ أن تعجلي بها..."

قالت نعمة بتوبيخ:" كانت صغيرة زكريا وكما ترى جسدها هزيل فكنت اخاف عليها "

قال بعدم اكتراث :"جميع البنات يفعلنها لا تهولي الأمور..."

دلف عمرو من باب الشقة الذي لم يكن مٌحكم الغلق وكان وقتها في منتصف دراسته الجامعية في كلية الطب وكان قد عرف الكثير عن هذه العمليات وأضرارها وحين سمع والديه يتحدثان تدخل قائلا بعد أن القى السلام :"هذه العمليات انتهت منذ زمن لم يعد أحد يقدم عليها لخطورتها أبي...."

ناظره زكريا من أعلى لاسفل قائلا باستنكار:"من الذي قال هذا يا دكتور ؟هل لعفة البنت وتهذيبها زمن معين؟..."

قال عمرو وهو يتمالك نفسه حتى لا ينفعل :"هذا ما درسناه أبي في الجامعة هناك آثار سيئة لهذا الأمر على الفتاة حتى أنه في بعض البلدان أصبح فعلا مٌجرما ...."

قال زكريا بتشدد :"الذي يٌجرم يٌجرم والذي يٌحرم يٌحرم وما تدرسه في جامعتك لا دخل لي به ثم نظر إلى نعمة قائلا بحزم: انهي الأمر في أسرع وقت...."

قالت نعمة :"حليمة أيضا تفكر في هذا الأمر من أجل مودة سأتفق معها لتكون البنات معا ..."

حين وجدهما عمرو لا يهتمان بما يقول جز على أسنانه قائلا بحدة :"إن كنتما مصممان فالافضل عرضها على طبيبة أولا لتقول هل تحتاج أم لا؛ سأسأل زملائي عن طبيبة ثقة فلا تفعلي شيء أمي حتى أسأل في هذا الأمر...."

قالها ثم انسحب من الجلسة برمتها أما هاجر التي كانت خلف باب حجرتها كانت متسعة العينين هلعا تضع أناملها فوق فمها وقلبها يضرب في صدرها بعنفِ شديد

وكل ما يمر أمام عينيها صورة لفتاة صغيرة تماثلها عمرا اسمها" سارة "

كانت لها صديقة وأخت من أول يوم دراسي لهما في المدرسة

كانت فتاة جميلة بعينين بريئتين؛ فقدتها منذ عام واحد ....

ماتت الصغيرة أثناء إجراء عملية الختان على يد إحدى دايات البلدة؛

شعرت هاجر برجفة تسري في جسدها فاندست تحت الغطاء وهي ترتجف وحين صعدت مريم حيث كانت عند جدتها بالأسفل ووجدتها على هذا الحال احتضنتها وحين علمت منها ما أَلم بها قالت لأمها التي أتت لابنتها وما إن رأتها هاجر حتى مسكت يدها قائلة بتوسل ودموعها تٌغرِق وجهها:" بالله عليكِ أمي لا أريد ...."

قالت نعمة وهي تمسد على شعرها :"هذا شيء بسيط هاجر لمَ تفعلي هذا يا ابنتي جميع البنات يفعلنها ثم أشارت إلى مريم قائلة :اختك وكل بنات عمك فعلنها..."

ناظرتها مريم بامتعاض واغمضت عينيها لثانية وذكرى كريهة تمر في ذهنها؛

أردفت هاجر ببكاء حار:" ماتت سارة العام الماضي لهذا السبب أمي...."

قالت نعمة وهي تضم الصغيرة إليها :"ماتت لأنه قدرها لا لهذا السبب..."

ولأن زكريا صوته من رأسه ولا يقتنع بكلام أحد الاه فلم يمر سوى يومين وكانت الداية بالبيت بعد أن ذهب يحيى إلى عمله وعمرو إلى جامعته

.............

حين أبصرت هاجر المرأة البدينة ومساعدتها وهما تدلفان من باب شقة ابيها أغلقت باب حجرتها بسرعة وسقط قلبها بين قدميها وطوق من الخوف طوق عنقها لتشعر بدنو أجلها وهي طفلة صغيرة لم ترى من الحياة شيء....

أخذت تدور في الحجرة بلا هدي لا تجد مفر ففتحت الخزانة ودخلت بها وجلست منكمشة على نفسها وأغلقتها وجسدها يختض وأسنانها تصطك ببعضها.....

حين دلفت نعمة إلى الحجرة تبحث عن البنت تمتمت :"بسم الله الرحمن الرحيم اين أنتِ هاجر ؟..."

هي متأكدة أن البنت لم تخرج من الغرفة ،بحثت عنها إلى أن وجدتها ترتجف كعصفور مبلل فأردفت هاجر وهي تستجيب لسحب أمها لها من الخزانة:" بالله عليكِ أمي...."

قالت نعمة لتطمئنها وهي تمسد على شعرها:"لا تخافي قلت لها أن تعطيكِ مخدرا...."

تجمدت الدماء في جسد الصغيرة حين دلفت المرأة البدينة ذات الملامح القاسية ومساعدتها وخلفهما عمتها حليمة وعمتها يمنة أما مريم فكان قلبها ينتفض بالخارج والدموع على وجهها ولا تملك لأختها شيئا

إن كانت تملك لملكت لنفسها أولا وها هو المشهد يعيد نفسه بعد عدة سنوات مع هاجر....

أما الصغيرة النحيفة ففجأة وجدت نفسها مٌكبلة من امرأتين لا يعرفان عن الرحمة شيء ،كانت كعصفور في مواجهة صقرين ،والحقيقة انها لم تكن مواجهة بل كانت افتراس .....

كان زكريا يجلس بالاسفل بجوار أمه حتى يطمئن على البنت في الوقت الذي دلف فيه عمرو من الباب المفتوح فأردف زكريا بتساؤل:" لمٓ عدت ألم تكن في طريقك إلى الجامعة؟..."

قال عمرو وهو يضع قدمه على أول درجة في السلم :"نسيت شيء هام ...."

قال زكريا بحذر:" لا تصعد الان هناك نساء بالاعلى...."

ناظره عمرو بعدم فهم ولم يكن هناك وقتا للفهم فصراخ النساء من أعلى جذب كل الإنتباه فنظر عمرو إلى أبيه الذي لم يكن يدرك ما سبب هذا الصراخ ....

كلاهما ناظر الآخر بجهل قطعه عمرو وهو يصعد بسرعة وخلفه زكريا أما غالية فتمتمت بخوف:" يارب سلم...."

ولم تكن وقتها باستطاعتها الصعود خلفهما

دلف عمرو للداخل ليجد أخته متدثرة ب ملاءة وغارقة في بركة دماء وحولها امها واختها وعماتها يصرخن في المرأة :"اسعفيها بسرعة..."

والمرأة تقول بفزع وهي تبسط كفيها امامهما بعجز:"حاولت ولم استطع خذوها بسرعة على المشفى"

غلت الدماء في جسد عمرو واردف بغضب وهو يدفع المرأة بعنف:" ابتعدي عنها "

حمل أخته بعد أن دثرها بغطاء فوق غطاءها وقلبه ينزف تماما مثلها والدموع قد تجمعت في عينيه وهو يراها بلا وعي ولا حراك وأردف لأمه بلوم قبل أن يخرج بأخته:" قلت لكِ لا..."

كانت صرخات نعمة تمنعها من سماعه فتجاوزها وكان أبيه أمامه ينظر لما يحدث بذهول فتجاوزه عمرو بسرعة وهو يقطع درجات السلم ركضا فهرع خلفه زكريا وهو يتصل بيحيى يخبره بما حدث

دقائق مرت كالسنوات قطعها عمرو من البيت إلى المشفى وبجواره أبيه الذي يشعر بالخوف على صغيرته وإن لم يَلٌم نفسه فما فعله كان واجبا عليه فعله ....

أما هاجر فكانت مستلقية على الأريكة الخلفية غائبة عن الوعي،حين قيدت المرأة ذراعيها وساقيها بقبضة من حديد وتولت الثانية مهمة نحرها كاملة لم يكن أمامها سوى الاستسلام ،شعرت بالفعل أنها النهاية فرددت الشهادتين بقلب يكاد تتوقف دقاته أما عن المخدر الذي استخدمته المرأة فلم يمنع ألم هائل شعرت به الفتاة فأطلقت صرخة مدوية ....

ولم تكن الصرخة الما فقط بل كان الالم يرافقه الخزي وهي تشعر بأن جسدها ليس له خصوصية أو حٌرمة ،كل هؤلاء النسوة يقفن حولها دون رداء من الستر يحجب عورتها عن اعينهن ....

أما عن بركة الدماء التي غرقت فيها بعدها فما إن رأت المشهد الافظع في حياتها على الإطلاق حتى انسحب منها وعيها قسرا .....

مر يومان خرجت بعدهما من المشفى بعد أن تم إسعافها.....

اسعاف جسدها أما الروح فلا منقذ لها من موتها في جسدها ....

خرجت من المشفى فتاة أخرى غير هاجر ومع مرور الوقت وجدت نفسها أسيرة لمخاوف واضطرابات لم تكن تدري عنها شيء

خوف مرضي من الدماء وأي شيء بلون قاني

نفور من الرجال جميعا عدا اخويها

انعزال عن الجميع خاصة أبويها

ظل عمرو يصب جام غضبه لما حدث لها على أبويه ولكن بعد ماذا؟

بعد أن ماتت روحها داخل جسدها .....

السنوات التالية لنكستها هذه قضت معظمهم بالبيت وكانت تذهب الى المدرسة على الامتحانات فقط لأنها كانت بمجرد رؤيتها لدماء أو اي شيء بلون أحمر أو أي مشهد مقزز تفقد وعيها في أي مكان ....

لذلك حين طلبت دخول الجامعة رفض والدها بشدة ولم يقدر عليه أحد إخوتها ...

وهي كانت تريد أن تكمل تعليمها فكانت ترى نفسها ضحية و للمرة الثانية كان أبوها الجاني...

وهو كان يخاف على ابنته التي تسقط مغشيا عليها في أي مكان فماذا يفعل إن حدث لها هذا خارج محيطه ،كان يخاف عليها فكان يرى نفسه صاحب حق .....

ولأن المعايير تختلف فلا أحد يقر أنه جانيا ؛ كلنا أصحاب حق أمام سطوة أفكارنا التي تجعلنا واثقون تمام الثقة أننا نفعل ما نفعله فقط لحماية من نحب.....

ولأن الحب يختلف مسماه ومعناه والتعبير عنه من شخص للآخر فعمها يونس تعلم من خطأ أبيها وبعد أن كانت مودة ستجري العملية بعد هاجر تراجع خوفا على ابنته أما هي فحين ذكرتهم بصديقتها سارة قالوا لكل اجل كتاب .....

..................

يتبع في الرابط التالي
https://www.rewity.com/forum/t482210-74.html


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:02 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.