آخر 10 مشاركات
عمليات التجميل مابين الضروره ,,والتعدي عالطبيعه (الكاتـب : بندر - )           »          حارس العروس (17) للكاتبة : Brenda Harlen....كامله..تم إنزال الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          94 - أنين الساقية - اليزابيث غراهام - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          68 - قبل الغروب - آن ميثر (الكاتـب : فرح - )           »          شهريار .. على باب الفاتنات *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          بروحي أشمُّ عطرك(81)(مميزة) _حصرياً_قلوب نوفيلا_للرائعة(bambolina) كاملة+الروابط (الكاتـب : bambolina - )           »          بين عينيك ذنبي وتوبتي (3) * مميزة ومكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          94_حمراء الشعر_سامنتا هارفى_روايات عبير الجديدة(كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree66226Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-09-22, 02:56 AM   #11441

مصطفى محمد حمدان

? العضوٌ??? » 489399
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 269
?  نُقآطِيْ » مصطفى محمد حمدان is on a distinguished road
افتراضي


مشاء الله كل كلمات المدح قليله على جمال البارت

مصطفى محمد حمدان غير متواجد حالياً  
قديم 09-09-22, 03:23 AM   #11442

Iraqi1989

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية Iraqi1989

? العضوٌ??? » 333582
?  التسِجيلٌ » Dec 2014
? مشَارَ?اتْي » 718
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Iraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond reputeIraqi1989 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

لبيه وفديتك ..تطورات فرات وجلجول

معقوله للجازي تتراجع بسبب رفض سعود للخطبه؟؟ او ممكن ترفض خالد كدام الكل ويصير هذا انتقامها ؟؟


منتظره لقاء شهوبي ومزنه 😍😍😍


Iraqi1989 غير متواجد حالياً  
التوقيع
#نظرت الى عيوب الناس فوجدتها تبلغ الجبال ولكني بفضل الله توقفت لحظة انظر الى عيوبي فوجدتها بلغت عنان السماء**!!
قديم 09-09-22, 05:28 AM   #11443

نوران~

? العضوٌ??? » 488178
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 98
?  نُقآطِيْ » نوران~ is on a distinguished road
افتراضي

يا صباح الخيرررر

الهنوف يا عمري انتي
بصراحة لا تركي ولا انتي ولا حد انقهر أكثر مني 😭😭😭
يعني طيب يستنوا ساعة يمسحوا المكياج ويحطوا حاجة بسيطة 😭😭😭
عامةً حبيبتي انتي شعور الحزن الصرف وصلني جداً، والمناسبات السعيدة بالذات هيا أكتر وقت مهيج للأحزان
إن شاء الله تركي في يوم من الأيام تعيدوا الفرح تاني وتتصوروا سوا

الجليلة وفرات
مع أن فرات ليس من شخصياتي المفضلة طبعاً، بس حوارته مع الجليلة ممتعة جداً جداً
لأن مبنية على الصراحة، والجليلة مبتسيبش في خاطرها حاجة وبتقول مخاوفها بمنتهى الوضوح وذكية جداً وند قوي جداً لفرات
يعني أنا مبسوطة لذكائها وقوتها وتحكمها في الأمور
وبثق جداً لما تكون موجودة في أي مشهد، ميتخافش عليها
بس يا شوق يا أخي العقد النفسية لما تتبروز، لمًا الجليلة تصدمه في منتصف جبهته إنك هوائي والنهاردة قريب وبكرا بعيد، وتقوله على بلاطة لو سمحت متبعدش
يعمل إيه بقى؟ بكل بساطة يبعد فعلاً 😂
طيب مثل يا شيخ يوم واحد بس


صيتة وسند
بصراحة حركة رائعة لم أتوقعها في أحلامي يا صيوت
برافووو والله
وعجبني تناول أنفاس للفكرة
يعني سند مستغربش عشان انها هيا اللي طلبت حقها وازاي انتي قليلة الأدب كدا واحنا في مجتمعنا الحق دا مكفول للرجالة بس
لأ دا استغرب لأنه تنازل عن حقه بموجب إرادتها سنين وانتي جاية تطالبي بيه دلوقتي
عامةً برافو ان شاء الله سند ميطلعش خطب ألريدي عشان مش هدعي على بنت الناس اللي ملهاش ذنب خطوبتها تتفركش


سعود وأم سعود
والله قرأت الفقرة بالعافية
ما صدقت خلصت
ياخي خالد نفسي أقرأه كأخ فقط، متتجابش سيرته إلا في عيلته 🥴


شهاب ومزنة 🥹🥹🥹❤❤❤
ألف مليون مبروك، يا رب الشهرين يعدوا في بارتين بالكتير، احنا مستنيين أكتر منك والشوق واصل حده يا شهاب على فكرة

تسلم إيدك أنفاس، بس دخيلكككك الأسبوع اللي فات كان علقة مش أسبوع عادي
لو تصبيرة تحتوي على موقف واحد راضيين


نوران~ غير متواجد حالياً  
قديم 09-09-22, 12:06 PM   #11444

دوجي مختار

? العضوٌ??? » 494094
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 186
?  نُقآطِيْ » دوجي مختار is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة #أنفاس_قطر# مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحيات مباركات وصباح عامر بالخير والبركة وتمنيات بالسعادة والتوفيق..
سامحوني في تقصيري في التواصل ذا الأيام.. رجعت الدوام.. وانشغلت جدا..
فصار وقت الفراغ كله للكتابة.. بس قريت تعليقاتكم كلها.. وأسعدتني ونشرت أسرابا من البهجة في أرجائي.. الله لا يحرمني منكم..
.
.
كل مرة أقول لكم البارت الماضي سوا ضجة..
المرة ذي أقول لكم مقدمة البارت الماضي سوت ضجة كبيرة..
ردود جميلة جدا وتعليقات فاتنة وحكايات حقيقية من نبضات قلبي توازي حكايات الفضاءات دفاعا عن واقعية الفضاءات
ومن سيمر بالتعليقات سيرى كثيرا من التعليقات المذهلة والقصص تدور حول هذا الموضوع..
ويمكن هذا الشيء يخليني أتحدث معكم شوي إنه حينما تحاور شخصا يأخذ موقفا مضادا لك..
لا تهاجمه أبدا لأنك حينما تهاجمه لن تصل أبدا إلى نقطة التقاء.. بل ستجعله يبتعد عنك أكثر..
لذلك أنا في حواري مع من يرفضون واقعية بعض حكايات الفضاءات لا يصح أن أواجههم بقولي أنتم مخطئون وفيها كثير من الواقعية مثلما فيها كثير من الخيال..
لأنك فور أن تجابه من تخاطبه بأن تخطئه أنت خسرته فورا.. لأن الناس أراء متباينة ومن حق كل شخص الإيمان برأيه دون أن نصادره..
بل يجب أن نحاوره.. و يجب أن ننظر من زاويتهم للحدث والموضوع..
.
وهذا الأمر ليس المقصود به الفضاءات.. لكن مقصود به كثير مما قد نراه في الحياة..
حينما تجد من تخالفه في قضية ما..
لا تهاجمه بنسف رأيه.. بل انظر معه من زاويته ثم حاول التحاور معه من هذه الزاوية..
مثلا مراهق معجب بالغرب وأفكاره.. لا تجابهه بقولك الغرب ضالون ضائعون وأنت مثلهم لو اتبعتهم... فورا أنت ستخسر اهتمام هذا المراهق..
وكل كلامك لن يسمع منه حرفا..
ولكن لو قلت له أنا معك في كل ما تقول.. الغرب أهل حضارة وأهل فكر وأهل تطور وليتنا نأخذ من تطورهم.. ولكن ألست ترى معي أن عندهم بعض الأشياء التي تحتاج مراجعة..
من نقطة المراجعة هذه تستطيع البدء في تفكيك ما يقتنع به شيئا فشيئا...
لأن كل شيء له جانبان.. وما أجمل أن ننظر لكل جانب بالتحليل والمنطق..
.
كان فيه تساؤل لطيف البارت الماضي إنه مي ليه استحت تقول لأبوها إن الجليلة ماعليها صلاة.. مع إنه ما عندها أم .. يعني أكيد أبوها اللي علمها..
بقول لكم الجواب.. أنا أتكلم عن مجتمعي القريب..
حتى لو أبوي يعرف إني ما أصلي وأنا صغيرة عمري 12 أو 13 أو هو اللي علمني..
أكيد كل ما أكبر كل ما يصير الموضوع شيء خاص..
لا أتكلم به أمام أبي أو أقاربي الرجال..
وبالتأكيد مستحيل أقول لوالدي (مادريت إنه زوجتك ماعليها صلاة!!!)
واعيباه!!
.
عندي نجمة خاصة جدا لعربية..
تحليلها الرائع لنفسيات أهل الفضاءات مذهل..
لا نقول هو صحيح أو خاطئ لكن نقول يستحق التوقف..
أعتقد هذي ثاني نجمة تحصل عليها عن نفس الطريق..
دارسة علم نفس يا عربية؟!!
.
قراءة ممتعة
.
لا حول ولا قوة إلا بالله...
.


فضاءات اليأس والأمل/ الجزء التاسع والأربعون



انتهت المكالمة..
لتتفاجأ ضي بجابر يقف عند الباب رغم أنها كانت تظنه خارج الشقة.. لذا وضعت الهاتف على السبيكر وتكلمت براحتها..
كانت على وجهه علامات غريبة وهو يهتف بحزم بالغ:
من ذي اللي كنت تكلمينها؟؟
من بنات آل حزام صح؟؟

توقف قلب ضي.. توقف فعليا..
ومع ذلك هتفت بعفوية بارعة: لا.. هذي رفيقتي في الجامعة ، رفيقتي أنا والهنوف... قايلة لها أبي أكلم الهنوف لا جاتها..

جابر بذات النبرة المقصودة المفكرة:
من هي منه رفيقتش ذي؟؟

همست ذي بذات عفويتها التي يكاد قلبها يتوقف معها، وهي تعود لمسح طاولة المطبخ: غريبة ماعمرك تنشدت من ربعي!!

زفر بذات نبرته المقصودة: صوتها مألوف، مألوف جدا...سمعت صوت يشبهه زمان، أيام الله لا يذكرها بخير...ورجعت سمعته قريب..

حينها ألقت ضي بالمنشفة من يدها الوحيدة، وهي تهتف بغضب حتى تفرغ فيه الرعب الذي شعرت به:
احنا عودنا على طير يا اللي..

جابر بذات النبرة المقصودة: وش ردة الفعل الغريبة ذي؟؟
ليه عصبتي؟؟

شدت ضي لها نفسا عميقا.. ثم نفس آخر.. ثم هتفت بحزم مخلوط برجاء عميق جدا:
جابر ياقلب أختك أنت..
الواحد ما يدور البلا والفضايح لروحه وخصوصا رجال في عمرك ومكانتك..
أنت رائد في الجيش وعمرك ٣٥ ..
ولا لنا سند غيرك..
كلنا نطالع الله ثم نطالعك..
يعني التصرف منك لازم تحسب حسابه ألف مرة أكثر من غيرك..
والسالفة القديمة كلها انتهت..
غالية تجاوزتها.... فلا ترجع تنبشها...
أنا أعرف مشكلتك.. تحسب أنه صاحبة التلفون وصلته لغالية...
صاحبة التلفون ما كانت تعرفك أساسا..
أنت كنت تكلم باسم مستعار.. والتلفون مهوب باسمك أصلا..
فليش تفضح روحك الحين يوم ربي ستر عليك؟!!...

زفر جابر بغضب: كل كلامش على رأسي.. بس دامها ماتعرفني.. ليه تعطي غالية التلفون؟؟..
ليه كانت تبي تخرب حياتي؟؟ ليه؟؟؟

حينها همست ضي بحزم بالغ:
غالية طاحت على التلفون بالصدفة ورب الكعبة بالصدفة..
عشان كذا حلفتك بالله..
وإذا لي غلا عندك وتقدير وحشمة.. وأنا أختك الوحيدة..
إنك تنسى ذا الموضوع كله..
صاحبة التلفون اعتبرها أختك مثلي..
كنك تبي تفضحني.. ماني مسامحتك عمري كله..

انتفض جابر جزعا: أفا عليش ياضي.. أفا..

ثم أردف وهو يحتضنها بحنو وحزم: ابشري، لش وجهي أنسى الموضوع كله...
إلا كان غالية ترجع تفتحه...




***********************************



اكتمل عقد المعازيم..
وبنات آل حزام منتشرات بينهن للترحيب.. ومعهن مها والجازي..

مالت الجليلة على إذن صيتة بهمس حازم أقرب للغضب:
تدرين أميرة انخطبت مني قبل شوي..

ابتسمت صيتة: وش فيها؟؟... ترا أميرة عمرها ٢١ سنة الحين...

الجليلة زفرت بحزم: أبيها تخلص جامعتها أول.. مثلها مثل بثينة..

مازالت صيتة مبتسمة ابتسامة أضاءت وجهها المضيء أصلا مع تضاد فستانها الأحمر معه وهي تهمس بمنطقية:
ترا بثينة يوم تخرجت وتزوجت عمرها ٢٢.. يعني أكبر من أميرة الحين بأقل من سنة..
يعني لو تبين تنتظرين تخرج أميرة صار عمرها فوق ٢٥.. عادها صغيرة بعد ذاك الوقت..
بس لو جاتها فرصة زواج مناسبة ورجّال فيه خير..
ليه تضيعينه عليها؟!!...

زفرت الجليلة بحزم: حديث مو وقته..
وأكيد مصلحة أميرة عندي فوق كل شيء..



في زاوية أخرى..
مها التي تبحث باستماتة عن فرصة لمحادثة بثينة، وجدتها أخيرا..
وهي تستفرد بها ختاما وتهمس بمودة لا تخلو من حرج كبير: بثينة تكفين، أبي أكلمش في موضوع ضروري..

بثينة همست بمودة: مها حبيبتي مو وقته.. لا المكان مناسب ولا الوقت..

زفرت مها بضيق: طيب متى ممكن أكلمش؟؟

بثينة بذات المودة الرقيقة: تعالي لي يوم السبت..
بكرة ملكة شهاب أكيد بواجهش هناك عند بيت عمش.. بس بعد وقتها لا الوقت ولا المكان مناسب..
عشان كذا خليه السبت سيري علي عقب المغرب ونقعد براحتنا..

هزت مها رأسها بتسليم: خلاص اللي ودش..

بثينة غادرت مها وتوجهت للجليلة وهي تهمس في إذنها باهتمام:
بكرة متى بتجين عشان نروح المحل نشيك على استاندات شبكة شهاب؟؟

ابتسمت الجليلة بحنين عميق: بكرة جمعة.. المحل يفتح على ٢ تقريبا..
وحدة ونص إن شاء الله عندكم..
وعلى العموم المحل أرسل لي التصميم وأرسلته لش..
ماعجبش؟؟

ابتسمت بثينة: بلى والله يجنن.. جدا راقي.. وفخم جدا جدا..
مافيه عقب ذوقك ياجيلو...والمحل بعد جدا معروف.. وشغلهم بيرفكت..
بس كان ودي أسوي أنا شيء سبيشل.. وأكفيش، بروحش كنتي تعبانة من الحادث..

ابتسمت الجليلة بحنو:
العرس ترتيبه كله لش.. مارح أتدخل فيه..
ذا اليومين كان كفاية عليش الهنوف..
وكل شيء سويته بالتلفون مارحت مكان.. ولا تعبت..
غير بكرة إذا مريتش.. لا تنسين شيء من الأغراض..
الأطقم والساعة والعود والزعفران والعطور كلها في غرفتي..
مسكرة عليها في الدولاب وأنتي تعرفين مكان المفتاح...
وخلي أميرة تجي معش..

كانت الجليلة قد اشترت كل شيء مع شهاب منذ أبلغوه بالموافقة في خلال مرحلة الفحوص الطبية، وتوصت كثيرا وهي تبالغ في شراء الأفضل، فهذه عروس شهاب!!
عدا ان شهاب وصاها أيضا على هذا الأمر، وهو يقول لها: اشتري الأفضل..

ردت بثينة بمودة: أبشري.. بجيب كل شيء.. وبأخذ أميرة..
وباروح الحين للهنوف أصور معها..
أحلل فستاني..
مابغى يطلعه المصمم.. لولا الفاتورة عقب ماجبتها وحطيتها في عينه..

قالتها وهي تستعرض برقة باسمة فستانها الأنيق بلونه التركواز الناعم..

ابتسمت الجليلة وهمست بمرح: جعلنا مانبكي اللي صبحنا بالفواتير..
ماهان عليه نطلب شيء ولا يجيبه..

زفرت بثينة بضيق: الجليلة ترا ما أتحمل حتى مزح عن الموضوع..

حينها همست الجليلة بحزم: إذن ما هو بمزح..
أنا صادقة.. طلبتي الفواتير البارحة..
جاتش الصبح بدري..
من أول يوم خذتيه.. لساعتش، عمره ماردش في شيء طلبتيه.. ولا قال لش لا..
إلا مرة.. مرة وحدة بس...يابنت أمي وإبي..



**********************************



زفة العريس..
موكب من السيارات زفّ العريس..
متعب مع العريس وحقائب السفر معه.. سينتظر العروسين حتى يأخذهما للمطار..
وسعود ومحمد في سيارة..
وأبو متعب وحزام في سيارة
وشهاب ومساعد في سيارة..
وفرات في سيارته لوحده.. سيجلس يشرب فنجانا من القهوة في لوبي الفندق.. حتى ينتهي العرس ويعيد الجليلة وابنته..

حين وصلوا.. ونزل تركي حتى يأخذ والده ويتوجه للداخل..
نزل الشباب كلهم وباركوا لتركي وعادوا لسياراتهم... إلا شهاب..
بينما كان أبو متعب يبحث عن موقف.. وسيبقى حزام في السيارة ينتظره..

شهاب حين انفرد بتركي الذي كان واقفا على المدخل في انتظار والده.. هتف له بحزم:
تركي أنا قد قلتها لك قبل.. وأعيدها ذا الحين..
أنا للهنوف مثل متعب رحمة الله عليه..
والهنوف لي مثل الجليلة وخواتها..
حطها بين عيونك.. ولو يوم أزعلتها وإلا ضايقتها ترا حسابك معي أنا..
وإن شاء الله إنك ما تحتاج وصاة..يا أبو عبدالمحسن..

لا شيء سيعكر مزاج تركي اليوم.. مستعد لكل شيء.. ومتقبل لكل شيء..
مستعد أن تهدده الدوحة كلها من أجل الهنوف... ويقول لهم جميعا كما يقول لشهاب الآن بابتسامة واسعة وثقة بالغة:
الهنوف في عيوني وفوق رأسي..من الحين لين أخر يوم في عمري..

العم عبدالمحسن وصل لتركي.. فغادر معه للداخل.. وشهاب توجه لمساعد كي يجلسا مع فرات في اللوبي.. استعدادا لإعادة البنات...



في الداخل...
كن المتواجدات مع الهنوف: صيتة والبندري..
وأم متعب وأم سعود التي تريد السلام على تركي وتهنئته..
وفهدة الصغيرة التي تريد التصوير بين العريسين...

صيتة همست في إذن الهنوف أن العريس قادم.. وجهزتها وأوقفتها..
حـــيـــنــهـــا...
مشاعر حزن عميقة عادت لتغزو الهنوف..
ليست توترا.. ليست خجلا..
لكن حزن صرف..صرف..إلى أقصى الحدود..
حزن تعاظم وهي ترى عمها يدخل عليها.. وتقع عينيها في عينيه فترى فيهما نظرة شجن شديدة العمق..
وترى كل أطياف الراحلين تتجسد أمامها...
حينها لم تكن دموعا صامتة كما كانت منذ الصباح...
لم تعد دموعا بلا صوت..
بل ألقت بنفسها في حضن عمها وانفجرت في البكاء بطريقة جنائزية فاجعة...
طريقة لم يسبق لأحد رؤية الهنوف فيها.. وهي التي كانت تخفي بكائها عن الجميع دائما..و تبكي وحدها في خفية عن الأعين..
بكت بحرقة شديدة.. بصوت عال..بكاء مفجوعا.. أشبه ببكاء الصدمة الأولى..
كأنها تلقت للتو خبر وفاة أهلها جميعا في حادث السيارة المشؤوم قبل أحد عشر عاما..

البندري بسرعة بديهة توجهت لباب الغرفة وأغلقته فورا بإحكام..
حتى لا يسمع أحد خارجا نحيب الهنوف...
وأسندت ظهرها للباب... وهي تبكي بخفوت تأثرا من بكاء الهنوف..
فهي أساسا كانت متأثرة بشدة أن الهنوف ستغادرها لأول مرة منذ دخلت بيتهم، والبندري حينها كانت طفلة عمرها ثمان سنوات..
لذا كانت مشاعرها غاية في الرهافة والاستعداد للانفجار وهي تكتمها.. لكن حين انفجرت الهنوف، انفجرت معها ولكن في بكاء شديد الخفوت..

قبل ذلك بدقيقتين..
كان تركي يدخل عبر باب الغرفة تقوده البندري التي قبلت أنفه، فاحتضنها بمودة.. وهي تبارك له..
حين دخل تركي عبر الباب.. وقف لثوان..
مع أنه لم يكن مترددا ولا يتذكر أنه قد أحجم عن شيء..
ولكن ما يراه أمامه جعله يقف مترددا..
وكيف لا يتردد؟؟ كيف وهو يراها أمامه تشع.. تشع بكل ما لكلمة إشعاع من معنى.. وتأثير..
وكل مافيها يراه مكتمل الحسن والتأثير إلى حدود السماء!!
وقفتها .. إطلالتها.. تفاصيلها..
ذلك العود المنمق الذي ارتسم كي يكون تعذيبا له..

شعر أن قلبه سيخترق قفصه الصدري خارجا..فما يراه ويحس به فوق الاحتمال..
أ حقا ستكون الليلة له ختاما؟!!..
ينظر فيها قدر يشاء..
يكلمها دون حاجز..
يتنفسها من قرب!!
يتحسسها كما قد تُتحسس معجزة لا تتكرر..
(يا الله يا هنوف.. أخيرا!!
كان مشوار طويل.. طويل)

ترك والده يتقدم أمامه... وهو يدرس ملامح الهنوف حتى لا تفوته لمحة واحدة منها..
كل تفصيلة من رقة تفاصيلها أذابت قلبه الذائب..إن كان قد بقي شيئا في قلبه لم تذبه طيلة الأشهر الماضية..

ولكن هذا الإحساس الاسطوري لم يستمر حتى لثوان وهو يرتعش فجأة، ويتغير وجهه حين رأى تغير وجهها المفاجئ..
أما حين انفجرت في البكاء ، صُعق..صُعق..
كان يريد انتزاعها من حضن والده.. حتى يدفنها في حضنه..
وصوت شهقاتها يذيب روحه ويصهرها..
استمرت تنتحب وهي متعلقة بعمها.. والجميع يحيط بهم.. بدأت قواها تخور، فشعر عمها بذلك..
فجلس بها على مقعد الكوشة الطويل وهو مازال يحتضنها..
بينما تركي بقي واقفا وهو ينظر نحوهما..
لم يتخيل أن هذا قد يحدث في ليلة زفافه..
توقع أنها ستبكي، فهو يعلم مقدار كثافة الحزن داخلها.. ولكن بينه وبينها..
وكان مستعدا لذلك.. ولكن في هذا الموقف وأمام أعين كل هؤلاء..
الآن يشعر أنه مربط اليدين..
يستطيع أن يجلس جوارها من الناحية الأخرى.. ويحتضنها..
ولا يشعر بأي حرج أن يفعل ذلك..
لكنه حكّم منطقيته.. الهنوف الآن لن تتقبل منه ذلك.. هي تريد الآن حضن عمها فقط..
لذلك وقف متفرجا حتى يحين دوره الذي يعلم أنه ليس الآن..
ولكن في داخله قهر مرير يتصاعد مما يراه فيها.. ولا يستطيع أن يكون هو من يحتضن هذا الجزع في حناياه..

بدأت أم متعب وصيتة في محاولة تهدئتها بينما هي متعلقة بعمها بقوة وترفض إفلاته..
كان انفجارها ختاما، تفريغا للكبت الكبير الذي كانت تشعر به منذ الصباح..
بل هو حصاد مرّ من الكبت تشعر به منذ سنوات..
فهي لأول مرة تنفجر أمام أحد بالبكاء بعد الشهور الأولى التي قضتها في منزل عمها..

حين هدأت..واستعادت بعض صفاء تفكيرها..
شعرت بخجل شديد وهي ترى غترة عمها البيضاء وثوبه وطرف بشته الذهبي الثمين قد أصبحت كلها خريطة ضخمة من الألوان..
وتتخيل وجهها خريطة مشابهة..
همست باختناق شديد وهي تكح لشدة مابكت بصوت عالٍ: آسفة يبه.. آسفة وسخت ثوبك..

العم عبدالمحسن كان يمسح دموعه التي انسكبت دون أن يشعر وهو يهتف بحزن عميق:
يا أبيش وش تعذرين عليه؟؟
أنتي اللي سامحيني كني قصرت يوم في حقش بشيء..
يشهد الله إنش أغلى من بناتي الثنتين وهذا هم يسمعون..
وجعل الثوب وراعيه فداش..
وش فيش يا أبيش؟؟ علميني؟؟ شيء مضايقش؟!!

همست الهنوف باختناق شديد وهي تتناول كفه وتقبلها: مافيه شيء مضايقني..
أنا بس شفتك وتهيضت..

صيتة وقفت بين الهنوف وتركي وهي تستخرج من حقيبتها مناديل مسح الزينة..
وتحاول مسح أسفل عيني الهنوف على الأقل...
ولكن الكارثة التي حدثت في وجه الهنوف كانت غير قابلة للإصلاح إلا بإزالة الزينة كلها بمزيل قوي وليست المناديل فقط..

هتف تركي حينها بحزم: صيتة خليها.. عادي.. لا تضايقينها..

حينها همست صيتة بحزم: خلاص خلونا نطلع غرفتكم..

ما حدث أفسد كل مراحل مابعد زفة العريس.. لم يصورا معا.. لا هما ولا أهلهما..
لم يتلقيا التبريكات والتعليقات والتوصيات..
لم يزفا على القصيدة التي اُعدت خصيصا لهما بطلب خاص..
فسد جزء كبير وجميل من الإعداد والترتيب الذي تعبت فيه صيتة والبندري..
ومع ذلك لم يهتموا جميعا إلا بالهنوف..
وكل من كان موجودا يتفق اتفاقا ضمنيا أن لا يخرج ماحدث للموجودين في القاعة خارجا..
حتى فهدة الصغيرة التي شعرت بذلك.. ومع ذلك وصتها البندري..

كان العروسان متوجهين للخارج وصيتة تغطي الهنوف بعباءتها..
كان تركي يريد أن يمسك بيدها ويقودها.. لكنه شعر أنها لا تريد ذلك..
لذا ترك المهمة لصيتة وهو يتقدمهما.. وحزن عميق جدا يتسرب لروحه..
انتقال من النقيض للنقيض بين مشاعره قبل نصف ساعة والآن..
هو عاشقٌ تُزف له معشوقته بعد أن جفت روحه انتظارا وولها وشوقا..
رسم عشرات المخططات الحانية التي ستعبر عن بعضا من هذا الشوق والوله..
فجاء الواقع مغايرا وقاسيا ووحشيا في قسوته على روحه العاشقة..
أن تبكي عروسه بهذا العنف في لحظة لقاءه الأول بها، كان واقعا وحشيا قتل جزءا كبيرا من فرحته!!

حين وصلا للغرفة..
صيتة ذهبت مع الهنوف لداخل الغرفة، وتركي بقي جالسا في الصالة..
مشبكا ليديه أمامه..
وهو يتنهد بعمق.. ويشعر بصداع مؤلم جدا يلتهم تلافيف دماغه..
وكأن هذا الصداع تعبير صارخ عن وجع كل خلية من خلاياه..

صيتة في الداخل همست للهنوف بحنو شديد وهي تساعدها على خلع الفستان حتى تستبدل ملابسها:
الهنوف حبيبتي لا تضايقين.. عادي والله اللي صار كله..
ترا تركي مقدر.. وكلنا مقدرين الضغط اللي كنتي تحسين فيه..

همست الهنوف بسكون شديد دون أن تنظر لصيته.. كانت تنظر لفستانها الأبيض الأنيق الثمين قد امتلأ ببقع ملونة من آثار دموعها ومن آثار يديها التي مسحت بها دموعها:
صيتة أقدر أسبح؟؟ فيه وقت؟؟

صيتة نظرت في ساعتها وهمست بمودة: إيه فيه وقت.. بس اسبحي بسرعة..

صيتة جمعت بعض الأغراض الضرورية بسرعة، وتركت الباقي حتى تجمعه مع البندري بعد نهاية الحفل أو حتى غدا..
و بشكل عام حقائب الهنوف المجهزة للسفر مع متعب الآن.. وكل ما ستأخذه معها من هنا هو حقيبة يدها..
وملابس الطائرة وعباءتها كلها مجهزة هنا في الجناح..

صيتة جهزت لها كل شيء في الغرفة.. وأغلقت الباب وخرجت لتركي الذي لم ينتبه لخروجها.. حتى مالت عليه تقبل رأسه..
التفت لها وهي تجلس جواره وتتناول يده وتحتضنها بين كفيها وتهمس بحنو:
فديتك تركي ما تتضايق من اللي صار الليلة..
هي من الصبح وهي تبكي بدون صياح.. بس دموعها تقاطر..
كان لازم تنفجر عشان يخف الضغط اللي حاسة فيه..

زفر تركي بعمق وهو يمسد جانبي رأسه: أنا ماني متضايق عشاني، متضايق عشانها..
هو هيّن علي إني أشوفها تبكي كذا!! عروس ليلة عرسها!!

همست صيتة بتردد: مهوب أحسن لو تأجل السفر تسافرون بكرة أو بعده..
تهدأ نفسيتها شوي..

أنزل تركي يديه وهو يتناسى الصداع ويهتف بحزم: لا ياصيتة لا.. سبق وكلمتيني وقلت لا.. أنا قاصد إنه نسافر عقب العرس على طول..
الهنوف صار لي شهور أكلمها.. ومع كذا بيني وبينها حاجز ما انكسر.. حاجز هي اللي حاطته..
ووجودها معكم.. وأنتم كلكم مسوين عليها جبهة حماية مارح يساعد إن ذا الحاجز ينكسر..
خلاص بدينا حياتنا سوا.. أبي نقضي الفترة الأولى كلها بروحنا من أول يوم..
عشان تحس إنها بدت مرحلة جديدة فعلا من ذا الليلة...

زفرت صيتة بضيق: تكفى تركي لا تضغط عليها بشيء.. ولا تستعجلها بشيء..

هتف تركي حينها بغضب: صيتة أنا اكتفيت إنه الكل يوصيني كأني بزر أو ما أعرف أتصرف.. أو بأكلها مثلا..
الهنوف ما أحتاج حد يوصيني عليها.. لأني أقرب لها منكم كلكم..

قطبت صيتة: يمه منك.. خف شوي.. كل العرسان لازم يمرون بمرحلة وصايا وإرشادات..

حينها هتف تركي بنبرة مقصودة: إذن لا يصير اللي يوصي على قولة المثل (باب النجار مخلع) خله يلتفت لبيته ولشريكه..

زفرت صيتة بتوتر: سند مشتكي لك مني شيء؟؟

زفر تركي بثقة: سند عمره ما اشتكى.. سند مافيه منه في الرياجيل اثنين..
بس أنتي اللي ماعرفتي تحافظين عليه..

صيتة بقلق: تركي منت ب خالي.. سند وش فيه؟؟

هتف تركي بحزم: سند ناوي يتزوج.. قال لي بنفسه البارحة..

اتسعت عينا صيتة صدمة كاسحة.. قال لها سند ذلك سابقا.. ولكن كمقترح.. ظنته غير جاد... تبعثرت كلماتها:
نعم؟!!.. سند ناوي يتزوج صدق؟!!

زفر تركي بحزم لا يخلو من ضيق، فهو لم يكن يريد أن يصدمها بهذه الطريقة:
هو قال لي ما أقول لش.. عشان نفسيتش الحين..
وما أعرف هل هو قال لي من باب الصداقة؟!!.. أو يبي الخبر يوصلش؟!!..
لأنه ماحلفني ما أعلمش ولا قال لي إنه سر..
والرجّال يا بنت إبي مهوب بس ناوي.. شكله خطب.. مع إنه ماصرح لي بذا الشيء..
ثم أردف بنبرة مقصودة: أنا ما أعرف وش صار بينكم على سالفة خرابيط الزواج على ورق...
بس أتمنى إنه ذا السالفة البقيطة كلها انتهت.. وإنش صرتي مرة عاقلة.. وتعرفين كيف تكسبين رجالش..
أو تتحركين وتلاحقين نفسش..
أنا ماكنت ناوي أقول لش الليلة.. كنت ناوي أتصل فيش بكرة وأعلمش..
بس دام جاء الموضوع بنفسه.. صار لازم تعرفين..

صيتة شعرت هي الأخرى الآن بصداع شديد يفجر خلايا دماغها..
شعرت بالغبن والقهر..
تعلم أن سند يحق له أن يتزوج... ولكن هي أيضا تستحق فرصة ثانية..
عاشت سنوات طويلة من المعاناة..
وآن لها أن تعيش سعيدة مع الرجل الذي تحبه..
حين فكرت في مدى الأذى الذي شعرت به حين علمت برغبته بالزواج.. فكرت فورا في فهدة..
فهدة تعشق سند كأب فعليا، حتى لو كانت له تناديه أبيها، إلا أن مشاعرها نحوه مشاعر صافية المحبة..
تفكر كيف سيؤذي هذا الأمر ابنتها أيضا...
بدت لها المحصلة النهائية مؤذية جدا وشديدة المرارة.. عليها وعلى ابنتها..

زفرت بحزم وهي تقف، حين رأت الهنوف تخرج لهما.. وتنحي مشاعرها جانبا..
الآن اهتمامها هو بالهنوف وبالمعازيم في الأسفل الذين يجب أن تعود لهم..

الهنوف خرجت وهي تلبس عباءتها ونقابها.. وتهمس بخجل مختلط بالجمود: خلاص أنا جاهزة..

تركي وقف وهو يخلع بشته الأسود الذي كان تطريزه الذهبي تحفة حرفية بالغة الإتقان..
ولكنه فقد قيمته لأنه لم يصور مع عروسه فيه..
فتعبه في اختيار البشت.. والمبلغ الضخم الذي دفعه فيه كان من أجل أن يقف فيه بجوار الهنوف..
وضع بشته على الأريكة وهتف لصيتة بحزم ودود:
صيتة خذي بشتي معكم..

ثم أردف بذات الحزم الودود للهنوف: يا الله هنوف نمشي.. متعب مسكين له ساعة في السيارة ينتظر..




******************************



" مي ياقلبي..
إبيش صار له أكثر من ساعة قاعد في اللوبي..
تأخرنا عليه..خلاص خلينا نمشي"

مي برجاء: عمتي بعد شوي.. نقعد شوي.. تو الناس...

الجليلة برفض: قلت لش خلاص.. بنمشي..
البندري بتواجهينها بكرة في ملكة شهاب..

همست مي بتسليم: طيب وشناطنا اللي فوق؟؟..

همست الجليلة بحزم: صيتة بتجيب كل شيء بكرة..
بس جيبي عباياتنا وخلنا نمشي..
بكلم إبيش يجي عند المدخل..

وبالفعل خرجتا متوجهتين إلى فرات الذي أحضر السيارة عند المدخل..
وركبتا.. الجليلة في الأمام ومي في الخلف..
بينما فرات يهتف لهما باسما:
عسى انبسطتوا؟؟




******************************



كانت صيتة هي أخر من خرج من القاعة.. هي ووالدتها والبندري وفهدة ومعهم الخادمات.. أخذوا أغراضهم التي كانت في القاعة..
وتركوا كثيرا من الأغراض وخصوصا حقائب البنات كلهم في جناح الهنوف في الأعلى..
على أن تحضرها صيتة غدا التي بقي معها مفتاح الجناح..
لأن الوقت تأخر كثيرا.. والأغراض تحتاج لها وقتا..

أم متعب أنزلت صيتة أولا.. ثم توجهت لبيتها.. معها البندري وفهدة التي أرادت أن تنام عندهم لأنها شعرت أن جدتها حزينة جدا..
فأصرت أن تنام في حضنها الليلة..

كانت صيتة تدخل قبل أذان الفجر بحوالي ساعة..
وهي تزفر أن تأنقها المبالغ فيه وفستانها الأحمر المثير وتعبها فيهما ذهبت كلها أدراج الرياح..
فسند لابد نائم من وقت طويل..
صعدت الدرج وهي تشعر بإرهاق كبير..
حين وصلت الصالة العلوية..ألقت عباءتها على الأريكة.. وجلست..
انحنت لتخلع الكعب لولا الصوت الذي اقتحم سكون المكان:
لا تعبتي...

ارتعشت صيتة وهي تنظر نحو سند يخرج من غرفة نومهما وتهتف بتوتر لا تعرف سببه تحديدا:
لا ندمت..


كانت تهمس في داخلها وهي تقف (لو دارية إنه واعي كان رتبت شكلي تحت قبل أطلع فوق)
لا تعلم أنها لا تحتاج أي ترتيب..
بدت في عينيه كما تتمنى وأكثر..
فاتنة.. فاتنة..
فــــاتـــنــــــــــــة..
بدت خليطا قاتلا شهيا من فراولة حمراء ناضجة وكريمة بيضاء شفافة حلوة ناعمة..

حين أنهى كلمته عاد أدراجه إلى غرفته..
استخرجت صيتة قنينة عطرها من حقيبتها بسرعة تعطرت على عجالة وهي تنظر في المرآة المعلقة قبل أن تتبعه وهي تهمس بمودة:
آسفة إني تأخرت.. بس خبرك أخت المعرس الكبيرة.. كل شيء في وجهها..

همس بمودة وهو يجلس على الأريكة دون أن ينظر لها بشكل مباشر:
عادي يا صيتة.. عارف ومقدر..
ومبروك عرس تركي.. وعقبال البندري وحزام وأنتي اللي تجهزين لهم..

جلست جواره ملاصقة له وهي تهمس بمودة رقيقة: في حياتك إن شاء الله..

اخترقته رائحة عطرها العذب مختلطا برائحة أخرى أعذب وأخطر..
وارتعش جنبه بعنف من إحساسه بذبذبات جسدها قريبة هكذا.. أراد أن يقوم من مكانه..
ولكن صيتة منعته وهي تشده برفق ليجلس، وتهمس بعفوية مصطنعة ودقات قلبها تتصاعد:
وين بتروح ؟؟
سولف لي عن عرس الرياجيل.. كيف كان ترتيبكم؟؟

حينها زفر سند بضيق عميق وهو ينظر نحو كفيه: صيتة تكفين..
ترا ماني بطوفة.. أنا رجال محروم من سنين لين تشبعت بالحرمان..
أنا حتى إشارة ما أتحمل.. واصل أخري.. فلا تعذبيني كذا!!

همست صيتة حينها باستغراب خجول: ليه أنا منعتك؟؟

قام سند من جوارها ليجلس مقابلا لها وهو يهتف بألم عميق: ما منعتيني.. لكن أدبتيني...
تعرفين وش سويتي فيني ذيك المرة؟؟..
عيشتيني أجمل إحساس في الكون..وذوقتيني أحلى شيء ذقته في عمري كله..
ثم بعدها مباشرة وأنا مازلت في نشوة الإحساس والطعم..
مسكتيني وحذفتيني من قمة أعلى جبل.. تكسرت عظامي مابقى فيني عظم سالم..
تتوقعين يوم تعرضين علي نفس الشيء مرة ثانية.. إني رح أتشجع مهما كانت المغريات؟!!

همست صيتة بألم عميق وخجل أعمق: جربني!! أقولها لك للمرة الثانية..

زفر بألم: وأنا للمرة الثانية أقول أنا ماني ب حقل تجارب..
اكتفيت ياصيتة اكتفيت..

حينها وقفت صيتة وهي تتكتف وتهمس بحزم قدر ما استطاعت رغم أنها تكاد تموت خجلا فعلا..
ولكنه لم يترك لها خيارا آخر..هي تفعل هذا من أجله فقط: مالك حق تمنعني حقي..

حينها وقف سند وقفة حادة من شدة الصدمة وهو ينظر نحوها ويهتف مصدوما تماما:
نعم ؟؟ حقش؟؟

صيتة اختنقت فعلا وهي عاجزة أن تنظر نحوه بشكل مباشر: إيه حقي اللي ربي شرعه لي..

سند مازال مصدوما: سبع سنين وأنا متنازل عن ذا الحق عشانش..

زفرت صيتة وصوتها يخرج مختنقا من الخجل والحرج ووجهها يحمّر فعليا ويعرّق:
أنت تنازلت.. أنا ما أبي أتنازل..لي حق فيك مارح أتنازل عنه..

سند هزّ رأسه غير مصدق: لا أكيد أنتي تمزحين!!... ما تكلمين جد!!..

صيتة ماعادت قادرة على الوقوف أمامه أكثر.. فركبتاها بدأتا تصاكان وجسدها يرتعش.. لذا همست بنبرة مموهة وهي تستعد للمغادرة:
أنا بأروح أسبح.. ماعاد باقي على الفجر شيء..

غادرت بينما سند جلس وعيناه مازالتا متسعتين من الصدمة :
أكيد إنها تمزح.. مستحيل تكون تكلم من جدها!!




***************************



قبل ذلك بساعات..
فرات يصل مع الجليلة ومي إلى بيته..

تهمس مي بتقدير ونبرة مرهقة وهي مازالت في الأسفل: مرهقة، اسمحوا لي أسبقكم..

قالتها وهي تقبل رأس والدها وتغادر...

الجليلة حينها خلعت عباءتها وهي تضعها على ذراعها وتستعد للصعود هي أيضا..
حين التفت لها فرات متفحصا بتأني ودقة.. وهتف بنبرة مقصودة:
ما أعتقد إنه قاعة الدفنة منذ انشاءها لساعتش ذي.. مرها من هو أجمل ولا أرق ولا أكثر فتنة...

ابتسمت الجليلة: حد قد قال لك إنك جمبازي؟!!..

ابتسم وهو يعطيها ذراعه حتى يصعدا معه: فيني صفات سيئة واجد.... بس أكيد إن الجمبزة ليست من ضمنها..

ابتسمت وهي تتأبط ذراعه برقة ورقي وتصعد معه:
الصراحة مافيك صفات سيئة واجد... فيك كم صفة بس... بس كلهم صعبين..

ابتسم فرات وهو يهتف بنبرة مقصودة: يقولون.. ودي برجل(ن) فيه عوجا وسمحة.. ورجل(ن) بلا عوجا عليّ حرام..

كانا مازالت يصعدان وهي تهمس بذات نبرته الباسمة المقصودة : ياصعب عوجاتك..الهاي كواليتي..

وصلا إلى صالتهما.. همست برقة وهي تغلق الباب بالمفتاح ..
أنا بأروح أسبح... تبي شيء؟؟

زفر بحزم ودود: لا.. أنا بعد باسبح وأصلي قيامي وأنام..

توجه كل منهما إلى غرفته..
كان فرات قد أنهى صلاته حين وصله اتصال منها..
استغرب من اتصالها ومن صوتها المتألم وهي تطلب منه أن يحضر إلى غرفتها..
حين دخل، كانت تجلس أمام التسريحة وهي ترتدي إحدى بيجاماتها الرسمية التي كانت هذه المرة باللون العسلي..
حين وصل لها.. همست بألم: ممكن تساعدني؟؟

شُغل بالنظر إلى انعكاس وجهها في المرآة.. وهو يهتف باهتمام: أبشري..في ايش تبين أساعدش؟؟؟


حينها كشفت له عن كتفها المحمر بتسلخاته.. التي ظهر بعضها وفيه نقط صغيرة من الدم..
حين كانت تتجهز لحضور حفل الزفاف...كانت قد وضعت ثلاث لزقات كبيرة على التسلخات وأزالت الشاش.. حتى لا يظهر واضحا من تحت الفستان..
التسلخات لأنها كانت مختلفة الاحجام والأماكن جاءت بعض أطراف اللزقات عليها..
ومع ضغط الفستان الضيق عليها التصقت بقوة..وخصوصا مع كبر حجم اللزقات..
حين أنهت استحمامها أرادت تنظيف المكان ووضع الشاش...وكانت تظن أن اللزقات ستُزال بسهولة..
أزالت اللزقة الأولى، فانتزعت بعض أطراف الجلد معها، عدا عن ألم نزع اللزقة من فوق التسلخ...
لشدة شعورها بالألم شهقت بقوة وهي ترص على أسنانها.. وعجزت عن نزع البقية..رغم أنها حاولت ولكنها لم تستطع..
لذا نادت فرات حتى يساعدها.. وهي تهمس بألم: تكفى فرات شيل اللزقتين الباقية..الأولى قطعت كبدي..
يدي ترجف ماقدرت أشيل الثنتين الباقية..

فرات حين رأى الاحمرار البالغ لمكان اللزقة الأولى والدم في بعض الأماكن.... انتفض بعنف أخفاه خلف غضبه: وش مسويه في روحش؟!!
ليه تشيلين الشاش وتحطين لزقات؟؟

همست بألم: الشاش حجمه كبير.. بيبين من تحت الفستان.. وش أسوي؟؟

ربما لو كانت امرأة أخرى غير الجليلة للامت فرات ،وقالت له إنه السبب، لأنه من أصر عليها أن تلبس فستانا مغلقا..
ولكنها لم تقل ذلك، ومع ذلك لام فرات نفسه وهو يزفر بغضب:
ليتني ماقلت لش تلبسين فستان مسكر...
وش فيه الأخضر؟؟ كان وش زينه..

زفرت الجليلة بألم: فرات تكفى.. خلاص موب وقت حد يلوم الثاني..

فرات زفر بحزم وهو يتحسس مكان اللزقة : أخاف أوجعش؟؟

همست بحزم رقيق: عادي، الوجع حاصل حاصل.. بس لازم أشيله..
ثم بعقمه وأكل مسكن الدكتورة... مسكنها يرقد بعير للصبح..

فرات يعلم أنه لو حاول إزالته شيئا فشيئا سيؤلمها كثيرا ألما ممتدا..
كما أنه لو انتزعه بسرعة سيكون الألم قويا جدا وسريعا جدا..وقد يؤذي مكان الإصابة..

بدأ يحرك اللزقة بخفة وهو يرفعها شيئا فشيئا، بينما هي تئن ... وتكتم أناتها..
وكل أنّة يشعر بها في منتصف صدره..

بعد جهد جهيد أزالها... وتركت هي الأخرى أثرا واضحا.. وظهرت نقاط دم صغيرة على التسلخ في عدة أماكن..

زفر فرات بقوة لأنه حبس أنفاسه وهو يزيل اللزقة ..هز رأسه بضيق:
" ياليتنا من حجنا سالمينا"..
التسلخ صار وضعه أسوأ بواجد من أمس..
أنا آسف يا جليلة كله مني...

ابتسمت رغم تغيّر وجهها من شدة الألم:
ماعليه طلعنا باعتذار منك.. وأنت قلع الضرس عندك أهون من الاعتذار..

فرات بدأ يحرك الأخيرة التي كانت على رقبتها والتي يعلم أنها على الجلد الأرق... بدأت يده ترتعش رغما عنه...
الأولى تشجع، لأنه كان لا يعرف بعد كم كان نزعها مؤلما...
لكنه الآن بات يعرف، لذا تردد وارتعشت يده فعليا رغما عنه..
الجليلة شعرت برعشة يده..
تأثرت هي أيضا رغما عنها.. تناولت يده من كتفها لتقبلها برقة..وهمست بذات الرقة:
جعل ذا اليد ماتعرض على النار.. هانت باقي أخر وحدة..

انتفض فرات بعنف لرقة اللمسة والكلام الذي يذيب الحجر..
انحني عليها من الخلف وألصق خده بخدها وهو يطوقها بذراعيه ويهمس بحنو: جليلة اعفيني من هذي الثالثة..

همست بعمق وهي تحتضن ذراعيه: تكفى فرات.. خلاص باقي ذا الوحدة بس..

زفر فرات وهو يعتدل واقفا ثم يبدأ بإزالة الثالثة؛ أنّت بصوت أقوى.. كانت ترتعش، ويرتعش هو معها.. حتى تبقى ربع اللزقة فقط..
ماعاد قادرا على التحمل، فانتزع ماتبقى بسرعة..
صرخت الجليلة صرخة قصيرة قوية مكتومة، فسقط قلب فرات في قدميه.. وهو يرى أحد التسلخات ينفتح بقوة وتظهر منه نقاط دم..
هتف بجزع: أسف والله اسف.. أجعتش؟؟ أجعتش صح؟؟

همست الجليلة بألم وهي تزفر بقوة وتضع الشاش على عنقها حتى تجفف قطرات الدم المتفرقة:
خلاص فديتك.. سهالات سهالات... خلصنا الحمدالله..

إنشغاله بها وبألمها أشغله عن الانتباه لـ(فديتك) العفوية الرقيقة العذبة بالغة العذوبة..

فرات انشغل معها.. يساعدها في التعقيم ومن ثم تغطية التسلخات جيدا بالشاش..
وهي مازالت تجلس على مقعد التسريحة وهو يقف..
حين انتهيا.. همست الجليلة وهي تزفر بإرهاق: يا الله مابغت تخلص ذا الشغلة.. طلعت روحي..

حينها بدأ فرات ينتبه للتفاصيل الأخرى التي أشغله ألمها عنها..
شعرها المبلول الذي يراه لأول مرة مبلولا..
رائحتها الطبيعية الاسرة..
عفويتها الفاتنة دائما وأبدا..
مد يده لها يوقفها.. أمسكت يده ووقفت، وهي تهمس بهذا الإرهاق: باكل مسكن الدكتورة مع إني وعدت روحي ما عاد أكله أبد...

حينها هتف فرات بحزم: بنام عندش..

هزت الجليلة كتفيها بذات الإرهاق الشديد: اللي ودك..

تمددت الجليلة في ناحيتها وهي تتمم بدعاء ماقبل النوم..

وتمدد هو ناحيته وهو يتمم كذلك بدعائه.. ثم فتح ذراعه وهتف بأمر غريب بصرامته وحنوه:
تعالي..

همست الجليلة بنوع من التردد: وبكرة بتكون زعلان مني؟؟.. أو زعلان من روحك؟؟

زفر بعمق: خلينا في الليلة.. بكرة لكل حادث حديث..

الجليلة حينها همست برقة مغلفة بإرهاقها: طيب بقوم أجفف شعري بالسشوار عشان ما أبلل ملابسك..

هتف بنبرة الأمر الغريبة الحانية: تعالي وبس.. أنا أبيها تتبلل..

الجليلة تنهدت وهي تقترب منه ثم تضع رأسها على عضده.. وهي تتمدد على يسارها رغما عنها.. لأن الإصابة في يمينها..
ما يفعله بها فرات ليس عادلا..
ستبقى تقول ذلك..
هي أنثى طبيعية... وهذا الرجل زوجها.. وفيه كثير مما يجذبها..
رجولته.. كلامه.. ذكاءه.. ثقافته.. لطفه..
مارأت أبدا لطفا كلطفه الغريب..
الذي يليق به وبغرابته..
ولكنها أيضا ما رأت قسوة كقسوته!!
ولا تقلبا كتقلبه..
تخشى على قلبها منه..
تخشى كثيرا!!

همس بحنو وهو ينظر في عينيها ويمسد شعرها الذي بلل ذراعه للخلف: وش تفكرين فيه؟؟

أجابته بعفوية ومباشرة: فيك..

صدمته صراحة الجواب، ولكنه اعتاد على صدماته من صراحتها العفوية..
هتف بنبرة باسمة مقصودة: وش اللي فيني ممكن يشغل ملكة مثلش؟؟

زفرت بعذوبة لا تخلو من ضيق: الملكة ترا مخلوق مثل باقي مخاليق ربي.. عندها قلب..
وأنت تسعى تلعب به.. قصدا أو بدون قصد..

حينها قربها منه واحتضنها بقوة... وهو ينثر قبلاته على كتفها ، ويتنهد بعمق وهو يهتف لها بعمق أشد، محذرا بصدق:
إلا قلبش يا جليلة لا تخليني أوصل له..
مهما حاولت إني أوصل.. لا تخليني..
الخاسر الأكبر بيكون أنتي..
كلام مارح أعيده.. لكن لا تنسينه..

صمتت الجليلة وهي تقترب منه أكثر ..
كلام مثل هذا الذي يقوله... هو أخر كلام تريد أن تسمعه وهي تستكين في حضنه كأنه ملاذها الاخير..
مع شعورها بالألم الشديد يكتسح كتفها وعنقها..
رغما عنها.. رغما عنها.. سالت دمعة واحدة.. منعت بقوة الجبر أن تتبعها أخريات..
وهي تدفن وجهها في منتصف صدره...

وبدا كما لو كان وجهها المدفون بين أضلاعه ينشر ألما غريبا يتشعب في صدره..
يعلم يقينا أنه سيموت ليحصل عليها جسدا وروحا..
ولكنه يخشى عليها من تلك المرحلة..
يخشى عليها من نفسه المليئة بالثقوب..
يخشى عليها من أفكاره التي لا ذنب لها بها.. ولكنه لا يستطيع التخلي عنها..
يخشى عليها من مئات الجروح غير القابلة للشفاء في روحه المعطوبة..

بقيا وقتا ما صامتين.. حتى ناما كلاهما على ذات الوضع..
ناما ساعة أو أكثر ربما..
يكاد فرات يقسم أنها أجمل ساعة نامها.. وأكثرها طمأنينة..
نومها بين أضلاعه سكّن هذا الوجع في روحه الذي لا يستكين..
لم يوقظه من نومه إلا أنينها.. ومن ثم شعوره بحرارة جسدها الملتهب..
انتفض جالسا وهو يلمس جبينها.. كانت حرارتها مرتفعة كثيرا..
توقع أنها قد تصاب بارتفاع درجة الحرارة بعد الاصابات التي تجدد انفتاحها.. وساء وضعها البارحة..

أخذ هاتفه وابتعد عنها.. اتصل، ورن التلفون مطولا حتى رد الطرف الآخر.. هتف فرات بحزم: السموحة أدري صحيتك من نومك..
بس أبيك تدور لي الحين دكتورة ممكن تجيني للبيت فورا..
وتكون ممكن تدق إبرة مسكن وخافض حرارة..
بسرعة لو سمحت..

فرات أنهى اتصاله مع مدير مكتبه.. وعاد إلى جوارها..
كانت تئن وكل أنة يشعر بها في روحه..

ذهب إلى الحمام بلل مجموعة من الفوط وعاد بها..
وضع أحدها على جبينها.. واضطر أن يفتح أزرار بيجامتها كاملة حتى يوزع البقية على مناطق مختلفة من جسدها..

غريب هذا التآلف الروحي والشعور بالانتماء..
كيف ربطتهما هذه العلاقة الإنسانية الفريدة التي تجمع شخصين لم يكونا يعرفان بعضهما..
فينصهران حتى يصبح أحدهما للآخر أقرب من أي شخص على البسيطة..

كان مستغرقا في تغيير الفوط عليها حين نادته بخفوت: فرات...

انتفض دون شعور وهو يهتف : لبيه..

شعورها بالدوخة الشديدة ودخولها مرحلة الهذيان جعلها لا تنتبه هي هذه المرة لعذوبة الـ (لبيه)..
كانت تهذي وهي تهمس بتعب شديد: أنا باموت يافرات؟؟

ابتسم رغما عنه.. وهو يتمدد جوارها ويهمس بحنو وهو يقبل أرنبة أنفها:
لا منتي ميتة إن شاء الله..
أظن إنش بتدفنيني أول .. لأنش بتجلطيني أكيد..

همست بذات النبرة المغرقة في التعب والدوخة والهذيان: زين وعيالنا من بيربيهم اذا مت أنا وإياك..؟؟

اتسعت ابتسامته وهو يكاد يضحك مع أن الجو كله لا يساعد على الضحك:
بنقول لشهاب يربيهم..

همست بذات نبرة الهذيان.. ولكنها قتلته هذه المرة..قتلته!!:
بس أنا أبي أربيهم أنا وإياك..

(يا الله!! حد يهذي وعسل كذا!!)

اقترب منها ليحتضنها بقوة وهو يهتف بحنو جازم: أنا وانتي بنربيهم سوا إن شاء الله..

بقيت تهذي بكلمات متقاطعة.. وهذه المرة تبللت ملابسه فعليا وغرقت من أثر الفوط المبلولة..

بقيا على هذا الوضع حتى رن هاتفه..
كان مدير مكتبه يخبره أن الطبيبة أصبحت في الأسفل..
لم يبق على أذان الفجر شيء.. اتصل بخديجة وطلب منها إحضار الطبيبة للأعلى..
ثم قام من جوار الجليلة ونزع الفوط عنها وهو يغلق أزرار بيجامتها بالكامل..
كره أن ترى عينا أخرى المعجزة التي رآها، ويراها حقا له وحده.. فقط..

توجه لباب الصالة وفتحه مع وصول خديجة للأعلى وهي تلهث وتشد الطبيبة خلفها..
كشفت عليها الطبيبة، كانت درجة حرارتها قد تجاوزت الأربعين..
أعطتها إبرتين ثم كتبت لها علاجا.. فطلب فرات من خديجة أن تعطيه للسائق حتى يحضره الآن..
وتعود فورا كي تبقى مع الجليلة حتى يعود من صلاة الفجر..

قابل والده في المسجد، فسأله عن السيارة الغريبة في باحة البيت.

فأخبره، فقال له أبوفرات باهتمام: خلاص لا أصبحتم وصحت من نومها، كلمني أجيكم أتطمن عليها إذا كان وضعها يسمح..

فرات عاد للجليلة بعد الصلاة.. حين عاد، كانت مستغرقة تماما في النوم..
جلس جوارها يهلل ويسبح ويتلو أذكاره حتى أشرقت الشمس..
فصلى ثم تمدد جوارها..
وهو يدخل يديه من تحتها ويضمها إليه بحنو وينام وهو على هذا الوضع..
حينما نام كانت الساعة حوالي الساعة السادسة* ..
(*في ذلك اليوم كان شروق الشمس 5:25 صباحا)
وهاهو يستيقظ الساعة العاشرة.. لأول مرة منذ سنوات طويلة ينام لأربع ساعات متواصلة دون أن يستيقظ في أثنائها..
صحا من نومه على رائحتها ملأت حويصلاته الهوائية..
صحا على شعرها متناثر على متنه ..
وهي مازالت مستغرقة في نومها وجهها محمر كطفل محموم..
كان صباحا مختلفا على مدى تاريخه..
كان هذا الصباح بحد ذاته صباحا تاريخيا في تفاصيله ومشاعره..

استند على مرفقه حتى ينظر إليها من قرب.. في لحظتها تماما فتحت عينيها..
فابتسمت وهي ترى شعره المشعث.. و تهمس بإرهاق وتمد يدها لتمسح على شعره: شكلها كانت ليلة ليلاء..

ابتسم: كنت أتمنى أنها ليلة ليلاء بمفهومي..
لكن ماعليه لي في ذمتش ليلة لي تعوضيني فيها عن ليلة البارحة..

همست بإرهاق حقيقي: تعبانة واجد، والليلة ملكة شهاب..

هتف بحزم وهو مازال مستندا على مرفقه: عقب المغرب إن شاء الله بتكونين أحسن..

همست بإرهاق: قبل الملكة فيه ترتيبات واجد..

زفر بذات الحزم: تسويها بثينة وأميرة.. أنا بأتصل في شهاب وأعلمه..

فهمست هي بذات الإرهاق: ودي أعاند بس ما أقدر.. مافيني حيل..

حينها ابتسم وهو يقرب وجهه من وجهها، ويهتف بنبرة مقصودة:
إلى أي مدى بتكونين مسالمة وما تعاندين؟!!

زفرت بابتسامة مرهقة: لين أخر حدود المسالمة..

اقترب أكثر: يعني لو سويت شيء تمنيته من أول مرة شفتش بنقابش وأنا أحب يدش..
مارح تعاندين، ولا تعضين، ولا ترفسين؟؟

همست بخجل اختنقت به تماما: فرات أنا ما أصلي.. أظني إنك داري..

ابتسم بثقل: أدري.. وتفكيرش راح بعيد واجد..
هالمرة أنا اللي بريء وأنتي اللي منتي بـ بريئة..
ثم أردف بنبرة أثقل: تمنيت من ساعتها أحس بأنفاسش داخل صدري..

تدافعت دقات قلبها بعنف.. ومع ارهاقها وضعفها.. كان صوت دقات قلبها مسموعا حتى له..
هتف برفق وهو يضع يده على قلبها مهدئا:
تدرين إني عمري ماحسيت نفسي مسلوب إرادة إلا قدامش أنتي وبس..
وش السحر اللي فيش يا جليلة؟؟
قولي لي!!..
سبحان اللي خلقش وأحسن خَلقش وخُلقش..

أنهى كلماته ثم أنحنى عليها مقبلا ليحقق أمنيته العميقة.. تنفسها بعمق.. برفق..بلهفة.. بحنين..بألم..
آلمه قلبه بعنف..وهو يشعر به يتضخم.. ليصبح بحجم المجرة..
وإحساس لا مثيل له يقتحمه..
شيء لا يعقل هذا الذي يشعر به ويذيب ما بين الضلع والضلع..
قربها سيقتله يوما لا ريب..

شد نفسه عنها واعتدل جالسا وهو يهمس بثقل شديد:
لو مت يوم بسكتة قلبية، تأكدي إنش السبب..

لم تستطع الجليلة النظر له ووجهها المحمر يزداد احمرارا..
مد إصبعيه السبابة والوسطى ومسح بظاهرهما على شفتيها وخدها ثم رفعها إلى شفتيه مقبلا بحنو وعمق وهو يهتف بهذا الثقل الذي سلب أنفاسه كلها:
سويت نفس الحركة ليلة رجعت من بون... وتمنيت إني أسويها وأنا أشوف عيونش..
مثل الحين بالضبط..

الجليلة حينها اعتدلت جالسة وهي تضع يدها على قلبها الذي لا يهدأ وهي تشهق في داخلها
(يعني موب لمس وجهي بس!!)

حــــيــنـــهـــا..
اقتربت منه أكثر.. وأسندت رأسها إلى صدره وهي تطوق خصره بذراعيها وتهتف باختناق:
أتمنى إنك لما ترجع من الصلاة تخلف ظني..
وما تكون متباعد ورسمي..
تراك إن سويتها.. بتوجعني جدا..



************************************



ليلة البارحة..
تركي خرج من الفندق والهنوف بجواره.. لم يمسك بيدها..
لم يقل لها شيئا إلا الكلمات الضرورية للتواصل..
وهما يصلان للمطار قبل إقلاع الطائرة بقليل..
بالكاد وجدا وقتا ليصليا قيامهما.. وليستبدل تركي ثوبه.. ويرتدى بنطلونه وقميصه اللذين كانا معه في حقيبة يدوية..
لم يقل لها شيئا حتى استويا جالسين على مقعديهما في الطائرة.. كان يخشى من ردة فعل غير محسوبة خصوصا مع تضخم التأثر في داخله من أجلها.. ومن أجلها وحدها!!

حين جلس التفت لها بمودة شديدة:
مبروك ياعروس..
حتى مبروك ماعطيتينا فرصة نقولها..

همست باختناق خجول: الله يبارك فيك..

ثم أردف باسما: ولا فرصة نصلي مثل باقي خلق الله..
اللي يشوفش يقول مودينش ساحة الإعدام..

همست بذات الخجل الرقيق: خلاص تركي تكفى..
ترا متفشلة فوق ما تتخيل..

هتف بذات المودة الباسمة: خلاص بنصلي أول ما نجي الفندق إن شاء الله..
ثم أردف بنبرة مقصودة وهو يتلفت حوله: ترا الدرجة الأولى كلها مافيها غيرنا..
حطي نقابش.. خلني أشوف وجهش الزين..
اللي حارمتني منه لحد ماطلعت روحي..

خلعت نقابها بحرجها الرقيق وطوته.. ليظهر محياها العذب..
كانت بعد أن استحمت.. قد وضعت زينة خفيفة جدا.. بعضا من الماسكرا وأحمر الخدود والشفاه..
همست بضيق رقيق.. وهي تنظر لكفيها: تركي أنا آسفة على اللي صار كله..
أكيد ماكان هذا تصورك لزفتنا ولا اللي يصير في ليلة العرس..

هتف تركي بعمق وهو يحاول تناسي كل ماحدث سابقا وضايقه.. و يتناول كفها ويحتضنها بقوة في كفه:
الهنوف أنا تصوري هو أنتِ وبس.. أي شيء ثاني ما يهمني..
الحفل كله كان طريق عشان نصير سوا..
ودام صرنا سوا.. أنا مسكت الكون كله في يدي..

همست باختناق وشعر بيدها ترتعش في يده: تركي ترا أنا خايفة ومتوترة...

تناول كفها ورفعها إلى شفتيه.. قبّل ظاهرها بعمق ثم فتحها وقبّل باطنها بصورة أعمق وهو يهتف بهذا العمق:
معي لا تخافين ولا تتوترين..
أنتي حلم يا هنوف.. حلم تأخر.. لكن الأشياء الجميلة العظيمة تتأخر لضخامتها..
والأحلام ما تخاف ولا تتوتر..

الهنوف شدت يدها برفق ثم همست بخجل:
بلاش الكلام اللي على كبير ذا..
حبة حبة يا ولد عمي..

ابتسم تركي وهو يهتف بنبرة مقصودة مرحة:
توني ماقلت شيء يا بنت عمي...
وعقبال ما تقولين لي يا حبيبي يا روحي ياقلبي..
بدل ولد عمي ذي...
حسستيني إن حن على الغدير..
وأنا الشيخ فليحان..




*****************************



" ادخلي برجلش اليمين ياقلبي"

بعد الرحلة التي استغرقت حوالي ست ساعات ونصف..
من الدوحة إلى مطار فيومتشينو في روما..
ومن ثم ساعة أخرى حتى ينجزوا إجراءتهم ويصلوا إلى سكنهم في فندق ذا سانت ريجس الذي يبعد عن المطار حوالي 30 كيلو..
في موقع مميز في قلب روما، في منطقة فيا فيتوريو بمبانيها التاريخية العريقة....

لشدة شعورهم بالإرهاق لم ينتبها إلى شيء من تفاصيل مبنى الفندق البديعة..
وهما يدخلان له يترنحان من شدة التعب..
كان يريدان الوصول إلى جناحهما حتى يصليا الفجر ويصليا صلاتهما معا.. وينامان..
بعد أن قضيا طيلة الرحلة يتحدثان.. لم يسكت تركي، ولم يسمح لها أن تسكت..
كان يحقق ختاما معجزته.. يحدثها وهو يراها..
لم يسمح لخيبة أمله في الزفة أن تكون حاجزا أمام استعادة سعادته بوجوده مع الهنوف..
فهي كما قال لها الحلم.. ووجودها معه يكفيه عن كل شيء..
هاهو يحدثها مباشرة..
بل يحدثها ويدها بيده يقبلها بين الفينة والفينة..
ربما خلال الرحلة قبّل كل أصبع من أصابعها عشرات المرات..
وهو يأخذ راحته، لأن منطقة الدرجة الأولى كانت خالية..
والمضيفات تركوهما براحتهما لأنهما علما أنهما عرسان..
في البدء كانت تشعر بخجل طبيعي..
ولكنه بدأ يفكك هذا الخجل بتقبيل يديها المتكرر دون أن يتجاوز يديها..
كانت يديها تكفيه!!
هو يريد منها كل شيء.. وأقل شيء منها عنده يوازي كل شيء..
كان غير مستعجل... وذكي.. ذكي جدا..
كان يريدها أن تعتاد أولا على أن يديها لا تفارق يديه..
وعينيها لا تفارق عينيه..
والكلام بينهما لا ينقطع.. دون أن يتحدثا عن شيء خاص أو محزن..
وكان هذا ماحدث..
لذا لم يناما في الرحلة.. فوصلا مستنزفين من التعب..

حين وصلا جناحهما..
خجلت الهنوف أن تخلع عباءتها مباشرة، وهي تخلع شيلتها وتضعها على كتفيها..
بينما تركي يجلس على الأريكة وهو يخلع الحذاء الرسمي الأسود الذي يلبسه.. حذاء العرس..
ويهتف بإرهاق: ميت تعب..
روحي توضي..وعطيني عقبش بس خمس دقايق أسبح سريع..
ثم نصلي..

همست بخجل شديد عاودها: طيب.. إن شاء الله..

استشعر رائحة الخجل في صوتها فوقف مقابلا لها حيث كانت تقف وهي تمسك ذراعها..
ابتسم: وش فيش؟؟

همست بذات الخجل الرقيق وهي تنظر حولها: مستحية ما أعرف ليه..

ابتسم تركي: أنتي منتي ب مستحية.. أنتي خايفة..

حينها ابتسمت وهي ترفع عينيها له: ليه خايفة؟؟ المكان يجنن..

ابتسم وهو يقترب منها قليلا: خايفة مني موب من المكان..

مازالت مبتسمة: ليه أنت تأكل أودام؟!!

ضحك: أودام لا.. بس أكل شوكلت.. حلويات.. كيك... وأنتي أحلى منها كلها وألذ..

حينها تأخرت بخجل وهي ما زالت تبتسم: لا كذا خوفتني..

ابتسم لها بحنو: روحي توضي يا بنت الحلال.. خلصينا.. ترا ودي أخوفش صدق..

الهنوف دخلت إلى الحمام.. علقت عباءتها.. استندت بكفيها إلى المغسلة.. وهي تنظر لوجهها المتعب الذي زاده التعب عذوبة..
ثـــــــم...
انفجرت بالبكاء..
هي الآن ليست خائفة ولا متوترة.. كما تقول له..
هي محض حزينة.. حزينة جدا!!
ولا تريد أن تجرح تركي بهذا الحزن..
لذا تخفي حزنها خلف ادعاء الخوف والتوتر..

لا تعلم كيف تغلق باب الحزن الذي انفتح على مصراعيه هذا الصباح.. وعجزت عن إغلاقه أو حتى مواربته..
لا تعلم لماذا عاد الحزن يتكثف بهذه الصورة؟!!
يعود كأنه جديد...
وكأن الحفرة التي كانت تردمها شيئا فشيئا قد حُفرت حتى أعمق نقطة من جديد..
هذه الحياة الجديدة التي تبدأها.. أنبأتها أن حياتها مبتورة..
فكيف تبدأ من نقطة جديدة.. وهناك انفصال بينها وبين النقطة التي سبقتها؟!!
المنطق يقول إنها ستسقط في مكان ما بين النقطتين..

لا تشعر بأي من أحاسيس العرائس المعتادة، كل شيء مطمور تحت إحساس واحد سيطر على كل شيء..
إحساس الحزن!!

الحزن وحده ملك الأحاسيس.. حين يحضر تتضاءل كل الأحاسيس وتنكمش..

وهي باتت تشفق على تركي..
تشفق عليه كثيرا...
تعلم أنه متيم بها...
ختاما آمنت بهذا!!
فهو قضى الشهور الأخيرة يهمس بعشقه لها..
ليلا ونهارا... حتى اقتنعت بهذا أو أرادت أن تقتنع..
ولكنها ما استطاعت أن تكوّن نحوه سوى شعور رقيق بالألفة والتعود والاحترام..
والآن تشفق عليه..
فهي أفسدت جزءا كبيرا من فرحته ولهفته وحماسه..
لم يكن يهمها أن تفسد فرحتها هي..
فهي لم تكن سعيدة على أي حال...

لم يخرجها من أفكارها.. سوى طرقات حازمة على الباب وصوته القلق:
حبيبتي... اشفيش تأخرتي؟!!

همست باختناق: جايتك الحين..

زفر تركي خارج الباب..
(كانت تبكي..
والله إني دريت يوم شفتها تأخرت..
وش الحيلة ياربي في ذا الحزن؟!)

بعد دقائق خرجت له وهي تلبس عباءتها..

كانت لا تنظر له بشكل مباشر.. وهو لأنه لا يريد إحراجها، تشاغل باستخراج منشفته وحقيبة أدواته الشخصية، وهو يهتف باسما:
دقايق وأجيش..

حين دخل الحمام .. انشغلت الهنوف باستخراج بعض أغراضها.. ثم نظفت وجهها بعناية..
جففت شعرها الذي كان مازال مبللا لأنه جمعته وهو مبلول..عطرته..
تعطرت.. ارتدت قميص نومها.. مع إنها لا رغبة لها إطلاقا بارتدائه..
ثم لبست جلال الصلاة عليه..
مع انتهاءها من لبس الجلال، كان تركي يخرج من الحمام بفوطته على خصره..
ويحمل حقيبة أدواته الشخصية في يده ويضعها على التسريحة..

انتفضت من الصدمة الخجولة..
منذ سنوات طويلة لم تر منظر رجل هكذا .... بعد والدها ومتعب ..
اللذين رأتهما بهذا المنظر مرات معدودة..
وحتى والدها ومتعب كانت تراهما للمحة محدودة وهما يطلبان شيئا..
لكن هذا بدأ يستدير في الغرفة بهذا المنظر وبكل جرأة..
فتح حقيبته استخرج له ملابس..
وهو يثرثر بكلام ما فهمت منه شيئا واحساسها بالخجل يغلب هذه المرة أي احساس..
توجه للتسريحة، عطر جسده بكثافة..
(حسبي على إبليسه تسبح مرة ثانية)

وختاما عاد للحمام وارتدى بيجامته وعاد..
(أخيرا..مابغى يتستر ذا الأدمي اللي مايستحي!!)

وقف أمامها وهتف باسما: يا الله نصلي!!

هزت رأسها بخجل: نصلي..

صليا الفجر أولا.. كانت الشمس توشك على الشروق..
انتظرا حتى ارتفعت قليلا ثم صليا ركعتين معا.. وهما يدعيان بالدعاء بالماثور..

هتف تركي باسما رغم إرهاقه: خلاص خلينا نصلي الضحى.. ثم ننام مرة وحدة..

حين أنهيا صلاتهما..
عاد للهنوف خليط من المشاعر.. الآن باتت لا تعلم هل هي حزينة أم متوترة أم تشعر بالخجل؟؟ أم كلها؟؟

خلعت جلالها ورتبت شكلها أمام المرأة.. بينما هو كان يرتب بعض الأشياء في الدولاب..
همست الهنوف بمودة لا تخلو من ارتباكها: خلها تركي.. بكرة الصبح.. برتب أغراضنا..

التفت لها وهو يهتف بمودة: عشت سنين بروحي.. وتعودت أسوي كل شيء..
أرتب وأطبخ وأغسل.. لا ترتبين لي شيء يا قلبي..

مع التفاته وقعت عيناه عليها.. حمامة بيضاء.. شمس أشرقت.. قنبلة موقوتة..
لم يعرف كيف يحدد مشاعره التي اهتزت بعنف..
وإحساسه بالإرهاق يتبدد بصورة سحرية.. هتف في داخله..
(اذكر الله يا تركي..
خذ شهيق وزفير عشر مرات..
ثم انخمد!!)
(انخمد= نم ..غالبا تقال عند الغضب من الشخص)

همست الهنوف بتردد: أي ناحية تحب تنام؟؟

شد له نفسا عميقا في داخله.. نفس احتاج لمعجزة حتى يزفره، لأنه كاد يغط به.. وهو يهتف باضطراب يخفيه خلف حزمه:
اختاري أنتي الجهة اللي تبينها..
أنا عادي عندي..

توجهت الهنوف للجهة التي اعتادت أن تنام عليها.. دون أن تخلع روب قميصها.. وتقرر أن تنام به.. مع أنها كانت كما وصفها "قنبلة موقوتة" به أو بدونه..
فهذا المتيم وصل إلى مرحلة نهائية من النضج..
سيذوي كي يحتويها في حناياه..

حين تمددا وهم يتمتمان بأدعيتهما كان بوده لو يطلب منها أن تنام في حضنه فقط..
ولكنه لم يفعل، فهو لا يضمن نفسه أولا.. ولا يريد أن يخيفها ثانيا..
همس بهيام وهو ينظر لها: ذكريني أصلي سجدة شكر لا قمنا من النوم..
شوفة وجهش بروحها نعمة من رب العالمين تبي لها سجدة شكر..

زفرت بخجل عميق وتوترت: تركي الله يهداك.. لا تقول كذا!!

ابتسم وهو يهمس بنبرة أشد خفوتا وهياما: أنا صادق.. أنعام ربي علينا كثير اللهم لك الحمد والشكر..
وقربش نعمة.. وشوفتش نعمة..
ريحتش بروحها نعمة..



**************************************



بعد صلاة الجمعة بحوالي ساعة..

"عمتي..
قومي اكلي شيء..
إبي نبه علي تقومين تأكلين عشان تأكلين العلاج"

نهضت الجليلة بثقل شديد.. نظرت في هاتفها حتى ترى الساعة..
وجدت اتصالين من بثينة.. واتصالا واحدا من كل من شهاب وأميرة ومساعد وصيتة..
ولكنها لم تجد منه اتصالا..
زفرت وهي تحاول الاعتدال مع شعورها بالصداع والألم يتجدد في كتفها..
ربما قالت له إنها ستشعر بالألم لو عاد متغيرا..
لكنها الآن بدأت تشحذ نفسها وتستعد أنه سيعود متغيرا..
لذا هي من يجب أن تحافظ على مشاعرها وذاتها..
وألا تربطها أبدا بتقلباته التي لن تنتهي!!

ربما كانت صباحا متهيجة المشاعر لوطأة ما أثقل عليها بكلامه ولمساته..
فتراجعت خطوة للوراء وفتحت له منفذا..
لذا لابد أن تعود الآن خطوتين للأمام.. وتسد هذا المنفذ..
وإلا سيؤذيها هذا الرجل.. سيؤذيها كثيرا!!
لن تكون متصلبة ظاهرا.. لكنها يجب أن تكون صلبة داخلا..
فهو اليوم أذاب داخلها ومن ضربة واحدة..
لم يرهق نفسه حتى في المحاولة.. فكيف لو أرهق نفسه؟!!

همست بمودة وهي تسند ظهرها للخلف: ماعليه بقوم أغسل وأبدل.. وبأنزل أتغدى معش..
عمي حمد تقهوى اليوم؟؟..

ابتسمت مي: أفا عليش، أنا قهويته.. وكان ينشد منش..
بس إبي قال لنا خلوها ترتاح.. لا حد يصحيها..

همست الجليلة في داخلها (يعطي أوامر للكل، وأحيانا عن بعد!!)

بينما مي أردفت وهي تستعد للمغادرة: خلاص أنتظرش تحت..

الجليلة اتصلت في بثينة وأبلغتها أنها لن تستطيع الذهاب معها.. لذا يجب أن تتولى ترتيب كل شيء بنفسها ومعها أميرة، ولو احتاجت مساعدة لتطلب من صيتة والبندري..

قامت للحمام واغتسلت وبدلت وهي مازالت تشعر بدوار كبير.. وألم منتشر بقوة في كتفها..
مع انتهائها كان هاتفها يرن.. كان هو المتصل.. فرات..
سأل عنها بطريقة ودودة لطيفة مهتمة ولكنها لم تخل من الرسمية..
أجابته بنفس الطريقة تماما...
وهي تهز كتفيها بضيق رغما عنها..
لم ولن يخيب ظنها أبدا!! أبـــــــدا!!



****************************************




"اقعد يا أمك أبيك في موضوع؟!"

سعود الذي كان عائدا من الغداء في المجلس.. ومر بوالدته في غرفتها.. فوجدها على سجادتها.. تقرأ في مصحفها..
قبّل رأسها.. وكان لا يريد مقاطعتها، لذا كان سيغادر..
لولا أنها استوقفته.. فهتف بتقدير ومودة كبيرين وهو يجلس جوارها على الأرض:
لبيه.. تدللي.. هذا أنا قعدت..

همست بحزم: إخيك تغدى عندك؟؟

ابتسم سعود: الله الله..

حينها هتفت بنبرة مقصودة: مطول وهو عزابي كذا؟؟

ارتبك سعود في داخله، فهم جميعا متفقون ألا يخبروا والدتهم بشيء الآن.. ومع ذلك هتف بحزم:
محمد كل جمعة يتغدى عندي.. عادي..

زفرت بذات النبرة المقصودة: شِين اللي يتذاكى على أمه.. بس ماعليه..
محمد سالفته عويصة.. وأبيها من الرأس للرأس..
أنا فيك أنت الحين؟؟

ابتسم سعود: أنا مافيني شيء... مرتي حامل.. ومسوين الواجب..

همست بذات النبرة الملغومة المخيفة: وهو واجبك في الحياة إنه تحمل مرتك وبس؟!!

شعر سعود أن جبهته كلها طارت جوا وتفتتت إلى أشلاء متطايرة مع صاروخ والدته..
هذه الروح المخيفة والردود المدروسة القاتلة حين تتلبس والدته.. لابد أن يستعد لمصيبة قادمة...
زفر وهو يميل على كتفها مقبلا، ويهتف بتقدير حقيقي لا يخلو من حذر ومرح مقصود، يجس به نبضها:
أفا يا أم سعود.. أفا.. زين ومزحنا!!.. مابقيتي لي حتى جبهة تمسك غترتي!!..

هتفت بذات الحزم البالغ المقصود: من دق الباب سمع الجواب يا ولد بطني..

حينها تيقن سعود مئة بالمئة أنها مصيبة قادمة ستحط على رأسه.. زفر بحزم وثقة: آمريني يا أم سعود..
وش في خاطرش؟؟

هتفت بذات الحزم الذي لا يتذبذب: في خاطري أخيتك اليتيمة... عشان ربي حط حكمها في يدك تعضل عليها وتستقوي؟!!..

حينها قفز سعود واقفا وهو ينتفض وهتف عاتبا: أفا يمه.. أفا.. وش ذا الكلام؟!.. الجازي مهيب أختي بس، لكن بنتي..

هتفت بحزمها الصارم وبنفس نبرة الصوت دون تغيير:
اقعد لا ينقص لك عرق..

زفر سعود للمرة الألف (يا الله سترك!! وش السالفة؟؟!!) هتف بتقدير وهو يجلس:
يمه تكفين علميني اللي في خاطرش أو في خاطر الجازي؟؟
أنا وش سويت؟؟ والله ما سويت شيء..

همست أم سعود بحزم مقصود: سعود تعرف كفارة الحلف وش هي؟؟

سعود باستغراب: وش ذا السؤال يمه؟؟ اطعام عشرة مساكين.. او كسوتهم، فإن لم يجد، يصوم ثلاث أيام..

همست بنبرة مقصودة صارمة: زين تدل الجمعية الخيرية تدفع وإلا أدلك؟؟

سعود أصبح تائها تماما من مقاصد والدته غير المفهومة وهو يهتف بعدم فهم:
يمه تراش حيرتيني..

زفرت حينها ببساطة: أنت مهوب حلفت الجازي ماتعرف خالد.. روح ادفع.. لأنها بتعرفه..

حينها قفز سعود مرة أخرى وهو يصرخ بغضب: مستحيل.. لو هو أخر رجال.. والله......

قاطعته أم سعود بصرخة صارمة مشابهة: لا تحلف، إلا كنك تبي تدفع كفارتين وإلا ثلاث وإلا عشر..

حينها جلس سعود وهو يتناول كف والدته ويقبلها، ويهتف برجاء عميق:
يمه تكفين... علق الجازي خمس سنين.. ولولا إنها اللي عيت نطلب الطلاق في المحكمة.. وإلا أتمشكل معه..
وإلا كان خليته يطلقها من أول شهر غصبا من ورا خشمه..
هي لزمت إنه هو اللي يطلقها بدون محاكم..أو مشاكل..
والحين يوم طلقها.. وارتحنا كلنا من ذا السالفة.. تبين تردينها له؟؟
ليه يمه؟؟ ليه؟؟

شدت أم سعود نفسا عميقا وهمست بعمق:
هي اللي بغت الطلاق.. وهي اللي بغت الرجعة..
وأنا قد قلت.. ما يعالج وجعتها إلا سببها...

زفر سعود برفض قاطع: مستحيل إن الجازي تبي ترجع له.. مستحيل..

همست أم سعود ببساطة حازمة: أنت سألتها عن رأيها قبل تحلف وتستعرض عضلاتك؟؟!!

تراجع سعود بضيق: لا ما سألتها.. بس أنا داري...

هتفت أم سعود بثقة: يعني لا سألتها.. ولا أنت بـ داري..
ثم أردفت بحزم: الجازي تبي ترجع له..

هتف سعود بضيق مختلط بالقهر: تكفين يمه لا تقهريني!!.. عادني يمه ماطفى قهري من اللي هو سواه فيها..

انخفضت نبرة سعود أم سعود إلى درجة من الحنو الشفاف:
يا أمك وش عادك تطلب ولد عمك؟؟.. يده اللي مدها على أختك.. كسرتها..
يا أمك الأنبياء كانوا يخطون، ويعاتبهم ربك من فوق سبع سماوات، ويستغفرون ، ويغفر لهم..

يا أمك.. ترا ماحد استوجع من اللي صار كله كثري..
ذي بنتي.. حشاشتي.. اللي لساعتك ذي أشوفها بزر..
ماحد جافاه النوم من صوت ونينها إلا أنا..
ماحد نشفت دموعه من اللي يشوفه فيها إلا أنا..
وأنا اللي الحين أقول لك.. خلها ترجع له..
صمتت لثانية ثم همست بمرارة الذكرى ومرارة التوجس من القادم:
تقول لي لا تقهريني.. أجل أنت تبي تقهر أختك؟ وتفرض عليها رأيك؟؟
يا أمك خالد يوم عرسك الثاني من دانة وقف دونها بالسلاح..
ولولا وقفته ذاك اليوم.. وإلا كان دانة اليوم مرت رجّال غيرك..
ويوم صار نصيبه بين ايديك.. تبي توقف في طريق نصيبه وراعية الشان موافقة؟!!!
لا تردى يا أمك.. وأنت ماحولك ردى..
(لا تردى وأنت ماحولك ردى= لا تتصرف تصرف من لا خير فيه، وأنت بعيد عن ذلك)



*****************************



روما بعد الظهر بقليل..

صحا تركي من نومه قبلها..
اليوم صباحا عانى مطولا كي ينام وهو ينظر لوجهها..
لعينيها المسبلتين..
لأنفها.. لخديها.. لشفتيها..
كل انتقالة كانت نعمة ونقمة..
أن تنام جواره كان حلما أرقه طيلة الأشهر الماضية.. حلما أراد أن يحتويه في جوانحه..
هذا الحب المتضخم في جنباته يتحفز للتعبير عن ذاته بكل الطرق.. ولكنه مازال يتمهل حتى لا يخيفها منه..

صباحا نامت هي قبله..
فهذا البكاء استنفذ كل طاقتها.. وقبل أن تنام أخذت لها مسكنا للصداع..
لذلك نامت وأطالت النوم...ولم تشعر به حين استيقظ..

كان يدرس تفاصيلها في سكونها.. ملامحها الناعمة الآسرة..
يدقق في كل تفصيلة..وانحناءة.. وهو يتمنى لو أشبع كل منها تقبيلا وشهيقا..

ختاما لكثرة ما تأملها.. لفت انتباهه أن شحمة أذنيها خالية من فتحة للأقراط...
استغرب كثيرا..
ظن أن عينيه لم تنظرا جيدا، لذا اقترب منها كثيرا...
حتى تسرب عبقها إلى روحه..ارتعش.. فهز رأسه حتى يستعيد انتباهته المسلوبة..
ويركز في موضوع شحمة إذنها..
تحسس شحمة إذنها بلطف، فزعت الهنوف..
وهي تفتح عينيها وتهمس بتوتر وخجل: وش فيه تركي؟؟

ابتسم: صباح الخير ياقلبي..

همست بارتباك وهي تعتدل جالسة و تعيد السؤال: صباح النور.. فيه شيء تركي؟؟

هتف باسما بنبرة مقصودة: عدا عن أنه رقبتش تجنن، وريحتش تهوس.. وشكلش يجيب العافية وأنتي نايمة..
سؤالي ليه إذنش مافيها فتحة حلق؟؟ استغربت..

صمتت وهي تنظر إلى كفيها .. فهتف لها بمودة: ترا سؤال بسيط..

همست بسكون شديد مغلف بجمود غريب..وهي ترجع شعرها للخلف:
وأنا صغيرة إبي حلف على أمي ما تخرق إذني..
قال والله ما توجعينها وهي بزر.. لا تبي حلق ولا غيره...
إذا كبرت وهي اللي طلبت.. سويه لها..

صمتت قليلا ثم أكملت بذات نبرتها الجامدة:
تعرف متى طلبت منها تخرق إذني يا تركي؟؟
طلبته منها وهي تنزلني عند جدتي من مشوارهم اللي راحوا ومارجعوا منه...
قالت لي إذا رجعنا وديناش..
كذبت عليّ يا تركي..كذبت عليّ..
ماحد منهم رجع عشان يخرق إذني..
ماحد منهم رجع..

ندم تركي بشدة على السؤال (ليتني ما سألت!!)
اقترب منها وهو ويربت على كتفها ويمسد عضدها بحنو شديد:
تعيشين وتذكرين ياعمري...

همست بذات الجمود: أنا أصلا عايشة عشان أتذكر يا تركي، بس عشان أتذكر..
حياتي كلها قضيتها أتذكر..

يريد أن يحتضنها.. سيموت كي يحتضنها بقوة..
حزنها يقتله.. وهي بعيدة متباعدة مستغرقة في حزنها دون أن تسمح له أن يحتويها ويحتوي حزنها..
يريد أن يحتضنها، فليس هناك تصرف مقبول في وضعهما إلا أن يحتضنها..
ولكنه يخشى أنها الآن غير متقبلة لهذا النوع من المواساة أو التآلف..
ومع ذلك زفر بأسى مغلف بحزم ودود: ممكن أحضنش؟؟..

الهنوف وقفت وهي تبتعد عن السرير وتهمس بذات الجمود: خل نلحق الصلاة..



****************************


الدوحة بعد صلاة العصر..
مراسم ملكة شهاب..

كل من كانوا في الخطبة، متواجدون الآن.. زاد عليهم الشيخ الذي سيعقد القرآن..
شاهدا العقد كانا فرات ومساعد..
ولم يشترط أبو خالد أي شيء في عقد الزواج..

بعد أن وقع شهاب ذهب خالد مع الشيخ إلى الداخل.. ليسمع جواب العروس وتوقع على العقد..
جاء به إلى مجلس النساء حيث غرفة والده الحالية..
ثم دعا مزنة التي كانت مع والدتها وشقيقتيها في الصالة السفلية..

هذا الإحساس الغريب العميق الذي يتجدد مرة بعد مرة لا يخفت عمقه ولا ألقه..
ربما دانة لم تمر به لظروف زواجها الغريب من سعود مرتين..
ولكن غالية مرت به، ومروا به جميعا معها..
ولكن الإحساس هذه المرة مختلف.. مختلف جدا..عندهم كلهم..
فمزنة مختلفة.. ومامرت به مختلف.. ومن تتزوجه مختلف.. وظروف معرفتها به مختلفة..
هناك ثلاثة يعرفون هذا الاختلاف وأسبابه جيدا.. دانة وخالد وأمهما..
دانة لم تتوقف دموعها.. وهي تتحجج بهرمونات الحمل..

مرت أيام كانوا فيها يائسين أن مزنة قد تعود لهم.. وستعود لأحضانهم...وكانوا سيموتون رعبا وجزعا أن شبابها كله سيفنى في السجن..
وهاهم اليوم يحتفلون بها عروسا.. العروس الأجمل والأغلى والأقرب..
يا الله ما أوسع رحمتك يارب!!


مزنة بعباءتها ونقابها وقفت بخجلها الرقيق أمام الشيخ الذي كان يجلس على كرسي منفرد وهو يهتف بها بنبرة رسمية حانية:
هل ترضين يا ابنتي بشهاب طالب متعب آل حزام زوجا لكِ على سنة الله ورسوله؟؟

هزت مزنة رأسها إيجابا..فعاود الشيخ سؤالها: هل عندكِ أي شروط؟؟

أجابت بخجل شديد: لا يا شيخ..

هتف الشيخ باسما: مبارك يا ابنتي جمع الله بينكما في خير وعلى خير..

مزنة وقعت ويدها ترتعش خجلا ، وغادرت من شدة خجلها فورا..
فور اغلاقها للباب نزعت نقابها عن وجهها لشدة شعورها بالاختناق..
فتناولنها شقيقتاها اللتان تقفان خارجا عند الباب بالأحضان والتبريكات الحماسية المغرقة بالدموع..

بينما خالد هتف للشيخ بتقدير: اسمح لي يا شيخ بس دقيقة أبارك لأختي وأجيك..

حين خرج لهما في الصالة.. كانت دانة مازالت تحتضن مزنة..
شدها خالد من حضن دانة برفق.. ثم احتضنها بقوة حانية وهو يهمس في إذنها:
مبروك يا إخيش.. ألف مبروك..
خلاص ماعاد فيه حد يتنمر عليّ.. ويقول لي إنه أكبر مني بعشر شهور..

زفرت باختناق ودموعها التي سالت رغما عنها تغرق كتف خالد: ليه أنا بهاجر؟!.. بقعد أتنمر عليك لين أموت..

أبعدها خالد كي ينظر إلى عينيها وهو يهتف باسما ويمسح هو دموعها بكفيه بحنو شديد:
صحيح أنا لي كم سنة ماعاد استعرضت عضلاتي ولا ضربت حد..
بس خلي حد يقول لش كلمة وإلا يحزنش..
مستعد أضرب شهاب ومساعد وفوقهم تركي ومتعب..
وأروح شهيد عشانش..

سالت دموعها أكثر، فهتف بذات الابتسامة التي تخفي تأثرا كبيرا داخله: ذا كله خايفة على شهاب؟!!
أمزح يا بنت الحلال أمزح..

قبل رأسها بهذا التأثر وهو يهتف بمودة:
مبروك مرة ثانية وألف...وخلني أروح للشيخ.. مسكين هملته..

خالد غادر ليعود مع الشيخ للمجلس.. بينما مزنة جلست جوار والدتها وهي تضع رأسها على كتفها.. ووالدتها تحتضن رأسها بحنو وتدعو لها..

همست دانة وهي تمسح دموعها بمرح: أنا مالي بكم يا ثنتين.. من يوم سافرتم مع بعض، بعتونا.. وكل وحدة فيكم ماتبي إلا الثانية..
(أنا مالي بكم يا ثنتين= بمعنى أنا أصبحت أتوجس منكم مع نوع من الغيرة)
يا الله يا الشيخة مزنة خلصينا.. الكوافيرات فوق..
خوات رجالش جايين عقب المغرب بشبكتش..
وأنا حلفت عليهم إني أنا اللي أرتب العشاء.. مع إنه الجليلة كانت ملزمة ماحد يسويه إلا هم..
بس أنا حلفت وطلقت.. وكنت بطلق سعود بسبتش أنتي وعشاش..

مزنة اعتدلت جالسة وهمست بحرج: عسى مافيه ناس كثير..

كان الرد رد غالية التي كانت تمسح وجه ابنها الجالس في حجرها.. وتهمس بابتسامة اختلطت بدموعها:
مافيه حد بس بنات عمي وخوات شهاب وبيت عمهم بس..



في المجلس..
حين عاد الشيخ وأنهى الإجراءات واستعد للمغادرة.. حلف عليه أبو خالد أن يعود ويتعشى معهم..
بينما كان شهاب الذي يتلقى التبريكات.. أفكاره تأخذه إلى من حظي الشيخ برؤيتها، وهو لم يراها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع..
يشعر أنه منهك من الشوق منهك.. منهك... ويستطيع الآن أن يفتح لهذا الشعور الأبواب، فهي أصبحت حلاله..
"يا الله ما اجمل هذه الكلمة وأعذبها!!
مزنة حلالي أنا!!"

يتمنى لو كان يستطيع رؤيتها.. بالكاد احتمل الأسابيع التي مضت..
فكيف يحتمل شهرين قادمين؟!!
ولكنه يعرف أن العادات والتقاليد تقف حاجزا أمام هذا الأمر..
في قرارة نفسه سيموت كي يراها.. فهو لا يقترف حراما.. هي زوجته الآن..
ولكنه يعلم أنه لن يجد من يوافقه.. وقد ترفض هي نفسها أن تراه..
لذا كان أقل ما يستطيعه أن يفرغ عن بعض ما ينفجر صدره به..
وهو يتناول هاتفه..
ويطبع رسالة ما.. ويرسلها إلى مزنة..



**********************************



"صيتة وش فيش؟؟
منتي بعاجبتني!!"

التفتت صيتة نحو الجليلة وهمست مبتسمة: مافيني شيء بس عادني تعبانة من أثر عرس تركي..
ثم أردفت وهي تنظر إلى استاندات شبكة شهاب التي تم ترتيبها في زاوية صالة بيت هادي آل جراح وأخذت مساحة كبيرة بفخامتها وكثرة محتوياتها:
بصراحة أبدعتوا وماقصرتوا... كل شيء خيال.. الشبكة خيال.. وهداياكم أنتي وخواتش لها خيال..
التنسيق كله خيال..

ابتسمت الجليلة بمودة كبيرة: مزنة تستاهل.. وشهاب يستاهل عيوننا.. كل شيء عشانه شوي..
وخالتي أم متعب بعد ماقصرت.. هديتها لمزنة تجنن..

همست صيتة بإعجاب وهي تنظر لمزنة المتألقة في فستان راقي باللون السكري تجلس برقي عذب لا يخلو من خجل أنثوي رقيق وتحيط بها شقيقتيها سعيدتين بها:
الله يستر على إخيش ينجلط..
17 سنة مقابل المساجين والسجانين.. وعقبه يدخلون عليه ذا الزبدة..صاروخ أرض جو!!!

الجليلة ضحكت: صيتة اذكري الله.. يمه منش!!

ابتسمت صيتة: ماشاء الله تبارك الله.. اللهم اجمع بينهم في خير وعلى خير..

سألت الجليلة باهتمام: صيتة أغراضنا اللي في جناح الهنوف جبتيها؟؟..

ارتبكت صيتة وهي تهمس: رحت جبتها كلها اليوم...
موجودة عندي في البيت.. بوزعها عليكم بكرة..

نظرت لها الجليلة باستغراب: زين وش فيش اختلفتي؟؟ (اختلفتي= ارتبكتِ)

صيتة بتمثيل فاشل: ما اختلفت.. عادي.. أنتي اللي تعبانة ويتهيأ لش.. (يتهيأ لش= تتوهمين)

زفرت الجليلة وهي تنظر لها نظرة سابرة: صحيح أنا تعبانة.. بس عندي عيون.. وخصوصا أنتي يا صيوت.. اعرفش من وحن بزران... أفشل من يمثل..

صيتة لم ترد على الجليلة التي لا تستطيع خداعها.. وهي تتشاغل بأخذ فنجان قهوة من المضيفة..
وتفكر بما حدث اليوم حينما ذهبت مع سند لإحضار ما تبقى من أغراضهم من جناح الهنوف..



#أنفاس_قطر#
.
.
.
صباح النور والسرور بارت ولا أروع 🌹❤️💕


دوجي مختار غير متواجد حالياً  
قديم 09-09-22, 12:11 PM   #11445

شكلاطه
 
الصورة الرمزية شكلاطه

? العضوٌ??? » 488974
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,133
?  نُقآطِيْ » شكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الهدى نسيم مشاهدة المشاركة
فصل جميل زاخر بالمشاعر والمحبة
أهنيك أنفاس مشكورة
صيتة ربما أفلحت في إنقاذ زواجها
الهنوف لازم تتحرك نحو تركي تحتويه ويحتويها
الجليلة والفرات ثنائي جميل يحتاجان لمزيد من الصراحة والمودة
الأمهات دوما لهن حنكة ونظر ثاقب وضحى علمت بفطرتها أن الجازي نصيبها مع خالد
مبارك شهاب مبارك مزنة ياترى مامحتوى رسالته إليها الأغلب يبثها حبه وعشقه

تقصدين صافية - ام سعود - ❤


شكلاطه غير متواجد حالياً  
التوقيع
عن ذكر الله لا تغفلون..
قديم 09-09-22, 12:19 PM   #11446

شكلاطه
 
الصورة الرمزية شكلاطه

? العضوٌ??? » 488974
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,133
?  نُقآطِيْ » شكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة iraqi1989 مشاهدة المشاركة
لبيه وفديتك ..تطورات فرات وجلجول

معقوله للجازي تتراجع بسبب رفض سعود للخطبه؟؟ او ممكن ترفض خالد كدام الكل ويصير هذا انتقامها ؟؟


منتظره لقاء شهوبي ومزنه 😍😍😍

يمه يمه ماشاءالله كيف خطر ف بالج؟😂😂
مع أنفاس كل شي متوقع لكن مستحيل ترفضه وبعدين! كيف بيرجعون لبعض! و أنا متأكدة انهم مالهم الا بعض أنفاس ما صدمتنا بطلب الجازي من خالد وقالت أسبابها إلا انها بتردهم لبعض، وبعدين مب على كيفها😂 والله ليذبحها سعود السالفة لعبة يعني! شوي اباه وشوي لا
و الجازي ما بيشفي غليلها رفضه جدام كل اللي فالمجلس لازم تتزوجه و تنتقم يعني تكون باردة وياه أو بظنها نكون تعيسين سوا وتخرب عليه خطته انه كان ناوي يتزوج.


شكلاطه غير متواجد حالياً  
التوقيع
عن ذكر الله لا تغفلون..
قديم 09-09-22, 04:30 PM   #11447

ملك حسام

? العضوٌ??? » 489869
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 148
?  نُقآطِيْ » ملك حسام is on a distinguished road
افتراضي

.
صمتت الجليلة وهي تقترب منه أكثر ..
كلام مثل هذا الذي يقوله... هو أخر كلام تريد أن تسمعه وهي تستكين في حضنه كأنه ملاذها الاخير..
مع شعورها بالألم الشديد يكتسح كتفها وعنقها..
رغما عنها.. رغما عنها.. سالت دمعة واحدة.. منعت بقوة الجبر أن تتبعها أخريات..
وهي تدفن وجهها في منتصف صدره


هنا دمعة الجليلة وجعتني حيل حسيتها كانها تقول بعد وش خلاص فات الاوان نصيحة فرات جات متاخر الجليلة صارت تحمل الكثير من المشاعر في قلبها لفرات وهذا شي خارج عن إرادتها🥺🥺🥺🥺


ملك حسام غير متواجد حالياً  
قديم 09-09-22, 05:01 PM   #11448

شكلاطه
 
الصورة الرمزية شكلاطه

? العضوٌ??? » 488974
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,133
?  نُقآطِيْ » شكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond reputeشكلاطه has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك حسام مشاهدة المشاركة
.
صمتت الجليلة وهي تقترب منه أكثر ..
كلام مثل هذا الذي يقوله... هو أخر كلام تريد أن تسمعه وهي تستكين في حضنه كأنه ملاذها الاخير..
مع شعورها بالألم الشديد يكتسح كتفها وعنقها..
رغما عنها.. رغما عنها.. سالت دمعة واحدة.. منعت بقوة الجبر أن تتبعها أخريات..
وهي تدفن وجهها في منتصف صدره


هنا دمعة الجليلة وجعتني حيل حسيتها كانها تقول بعد وش خلاص فات الاوان نصيحة فرات جات متاخر الجليلة صارت تحمل الكثير من المشاعر في قلبها لفرات وهذا شي خارج عن إرادتها🥺🥺🥺🥺
صراحة أحس الجليلة قلبها ف مخباها اذا من الحين حبت فرات، يعني ما صار بينهم شي وما مرت فترة ع زواجهم عشان تحبه أو تتعود ع وجوده توهم متزوجين من اسبوع بس، ومب من زين علاقتهم كزوجين طبيعيين.

ف ان شاءالله انها ما تكن له مشاعر ولا تتعلق فيه الا يوم يعتذر عن ايميله.

fah, Qhoa, وكان and 8 others like this.

شكلاطه غير متواجد حالياً  
التوقيع
عن ذكر الله لا تغفلون..
قديم 09-09-22, 05:09 PM   #11449

ملك حسام

? العضوٌ??? » 489869
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 148
?  نُقآطِيْ » ملك حسام is on a distinguished road
افتراضي

.
وبدا كما لو كان وجهها المدفون بين أضلاعه ينشر ألما غريبا يتشعب في صدره..
يعلم يقينا أنه سيموت ليحصل عليها جسدا وروحا..
ولكنه يخشى عليها من تلك المرحلة..
يخشى عليها من نفسه المليئة بالثقوب..
يخشى عليها من أفكاره التي لا ذنب لها بها.. ولكنه لا يستطيع التخلي عنها..
يخشى عليها من مئات الجروح غير القابلة للشفاء في روحه المعطوبة..

فرات ليش كل هالتعقيد ؟؟
بما انه يخشى عالجليلة من افكاره وتقلباته ويدري انه مالها ذنب معنى كذا انه عارف ان الجليلة مختلفة عن كل النماذج السيئة اللي مرت بحياته هو عارف ان البلى فيه وفي معتقداته مهب بالعربيات
اتمنى ان فرات مايجرح الجليلة خاصة ان الجليلة بدت تكون ضعيفة عنده في بعض الاحيان صح هي عارفة بتعقيداته بس هو حاصرها بحبه وحنانه واهتمامه الواضح للاعمى قبل البصير وهي انثى بطبيعتها راح تحب اللي يسويه فرات معها لان الانثى عاطفية ياريت تكون الجليلة محطاته اكثر وتكون حاسبة حسابتها لتقلبات مزاجه وماتعوم على عومه وتسلمه قلبها إلا طبعا لو هو تنازل عن افكاره المقيته.


ملك حسام غير متواجد حالياً  
قديم 09-09-22, 06:54 PM   #11450

Qhoa
 
الصورة الرمزية Qhoa

? العضوٌ??? » 436349
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,309
?  نُقآطِيْ » Qhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شكلاطه مشاهدة المشاركة
للأسف واقع..
البشر إلا من رحم ربي هذا طبعهم ما ينسون الخطا، لذلك الواحد يحاول ما يغلط أو يذنب عند حد أولًا لان المجاهرة ذنب عظيم ثانيًا البشر ما ينسون يعني مثلًا اللي يكلم بنات وتاب ف يوم من الأيام ربعه اللي يعرفون بيقولون فلان كان يكلم فلانه وكان يواعد فلانه، واللي كان ما يصلي أو سوا ذنب ف حياته كل ما استوى الشي انت كنت تسوي وتسوي، فطبيعي ان البعض يحكم على فرات انه انسان سيء عشان عيب واحد وعلى خالد عشان غلطة (وهي طبعًا غلطة كبييييييرة جدًا) بس مع انه تاب وحاول بكل الطرق يصلحها إلا انه للحين يدفع ثمنها، وتركي اللي ترك الهنوف 8 سنوات الهنوف ع كل موقف بتذكره فهالسنين حتى الناس لو مستقبلًا شافوهم مستقرين بيقولون تزوجوا بعد 8 سنوات، ما أبرر لهم طبعًا كل واحد فيهم غلط بس الناس ما بينسون ويخلون كل المزايا ويركزون فالعيوب.
معكم حق رغم انه ذكرتم الجميع ونسيتو اهونهم غلط وافضلهم عشرة وتعامل... محمد الي كان يعامل بثينة بمنتهى الدلال والاحترام والرقي.. وغلطه وحده ما نفذها حتى وتراجع عنها بسرعة.. صار نذل وناقص ومهو كفو..!! وهذا من الذنوب العظيمه وهي تكفير العشير..


Qhoa غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:56 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.