آخر 10 مشاركات
علمني الحب (21) للكاتبة: Susan Stephens *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          المعجبة المجهولة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وجع الكلمات - )           »          540 - رجل خلف القناع ..هيلين بروكس.د.ن (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          310 - الإنجذاب الناري - إيما ريتشموند - احلامي (تصوير جديد) (الكاتـب : Just Faith - )           »          عــــلاقـــــاتٌ مُــــتـغيـرة * مكتمله * (الكاتـب : Hya ssin - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          تحت إيوان النخاس (3) * مميزة ومكتملة * ...سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree66226Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-06-21, 11:38 AM   #3911

مُزدانَة
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 487815
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,713
?  نُقآطِيْ » مُزدانَة has a reputation beyond reputeمُزدانَة has a reputation beyond reputeمُزدانَة has a reputation beyond reputeمُزدانَة has a reputation beyond reputeمُزدانَة has a reputation beyond reputeمُزدانَة has a reputation beyond reputeمُزدانَة has a reputation beyond reputeمُزدانَة has a reputation beyond reputeمُزدانَة has a reputation beyond reputeمُزدانَة has a reputation beyond reputeمُزدانَة has a reputation beyond repute
افتراضي


صباح الخييير 💕💕.
بانتظارك أنفاسنا .
.


مُزدانَة غير متواجد حالياً  
قديم 28-06-21, 11:38 AM   #3912

~sẳrẳh

إدارية ومشرفة سابقة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء وأميرة الخيال وشاعرة متألقة بالقسم الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ~sẳrẳh

? العضوٌ??? » 1678
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 15,447
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لامارا مشاهدة المشاركة
حياك الله وينك ؟؟

اثبت لك اني نجمة بحد ذاتي
ما احتاج نجوم



~sẳrẳh غير متواجد حالياً  
قديم 28-06-21, 11:39 AM   #3913

الغيّد

? العضوٌ??? » 488488
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 5
?  نُقآطِيْ » الغيّد is on a distinguished road
افتراضي

اصبعي تشنج من كثر ما احدث
يبغالي اعدل نومي واخليه وقت نزول البارتات مو متعوده عالحماس هذذذذااا قريت كل رواياتك الثلاث اللي قبل مكتمله😭


الغيّد غير متواجد حالياً  
قديم 28-06-21, 11:39 AM   #3914

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



تسجيل حضور

والله حاسه إن فاتني الكثير مؤخرا ما الحق غير أقرأ البارت

وفاتني قراءة كثير من مشاركات الأعضاء اصبحت أشك إن نزل بارت هديه وأنا مدري عنه

مشششششششششششغوله كثيرررررررررررررررررر



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


قديم 28-06-21, 11:40 AM   #3915

حريرَ
 
الصورة الرمزية حريرَ

? العضوٌ??? » 488137
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 35
?  نُقآطِيْ » حريرَ is on a distinguished road
افتراضي

صباحات الأنتظار ♥♥

حريرَ غير متواجد حالياً  
قديم 28-06-21, 11:42 AM   #3916

#أنفاس_قطر#

كاتبة الابداع


? العضوٌ??? » 485576
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 121
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Qatar
?  نُقآطِيْ » #أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute#أنفاس_قطر# has a reputation beyond repute
افتراضي الجزء الثامن عشر



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا صباح الجمال كله يا نبضات قلبي..
يا صباح المودة..
جعلني ما أخلا منكم يا أجمل مافي الوجود
.
.
سريع سريع

أول شيء أبي أرحب بمتابعتي مريم محمد اللي نورت الدوحة ❤
.
ثاني شيء الأحداث في الرواية حاليا في سنة ٢٠١٤
يعني مازالت مواقع التواصل الاجتماعي لم تتحول إلى غول مثل اليوم
ولا فيه كورونا ولا فاشينستات 😎
.
ثالث شيء: لن أكرر قصة علي ولد زايد مع خالد في إنه راح يمرض بالمرض نفسه
قد يحدث تشابه في قصصي لأنها صادرة من شخص واحد
لكن مستحيل أكرر حدث بحذافيره..
.
.
اشتراط صيتة على سند بعدم وجود علاقة زوجية .. هل يجوز؟
العقد سليم لكن الشرط باطل..
يعني لا مشكلة أن تشترط ذلك قبل الزواج.. ويكون عقدهما سليم
لكن الشرط نفسه غير ملزم.. لأنه مخالف للفطرة..
يعني الأمر يعود لسند.. إن كان موافق ولم يطالب بحقوقه فلا شيء على صيتة
أما إن قرر مطالبة صيتة بحقوقه... حينها هي تأثم إن لم تستجب له..
.
.
النجمات النجمات
اللي عطلني إني أدور صاحبة النجمة المهم اسمها ha14
شي كذا موب متأكدة... لأني كبشرت الاسم وشكلي مسحته..
هي اللي ذكرت وش بيصير بين دانة وسعود في العمرة
برجع أدور تعليقها وأعدل الاسم..
المهم يا جميلتنا نجمتنا لك... قربي كتفك... أتوقع إنها النجمة الثانية.. صح..
.
وفيه نجمة لسارة مشرفتنا الجميلة المعطاءة.. مو لتوقع لكن لتعليق
هي الوحيدة اللي قالت دام جبران يقدر يرجع صيتة ليه انتظر لين الحين..
إي والله إنك صادقة ياسارة..
رح نعرف هذا البارت
وقربي قربي خيشتك أو كتفك اللي ودك..
أحب القارئات الذكيات اللي ينتبهون للتفاصيل..
مثلها وحدة من نبضات قلبي نسيت اسمها.. سألت قالت ليه صيتة تقول إبي جبران
أرد عليها وأقول : طبيعي تقول إبي جبران لأنه خال زوجها... ورجال كبير
بس فيه سبب ثاني بعد بنعرفه اليوم..
وصاحبة التعليق اظهري نفسك أرجوك
.
اليوم بارت طويل فيه مليون قفلة ..
بس هي ما تعتبر قفلات هي تعتبر مرحلة انتقالية لاستكمال الاحداث في الجزء القادم
جزء 19 اللي رح يكون الخميس الساعة 11 الصبح
.
استلموا
قراءة ممتعة.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله.
.
.

فضاءات اليأس والأمل/ الجزء الثامن عشر


لا يعلم أي عواصف كانت تهب عاتية عنيفة في روحه..
وهو يجلس صامتا بجوار تركي في سيارته..
بعد أن وضع هاتفه على الصامت.. وطلب من سكرتيره إلغاء كل أعماله واجتماعاته..
لم يكن يريد أي مقاطعة لما هو مقبل عليه..
لما انتظره سبعة عشر عاما عاما بعام..
لما يستحق منه أن يعايشه بكل التركيز والتفاصيل..
(وأخيرا يا شهاب في الدوحة عقب 17 سنة.. وأخيرا!!)

نزل من سيارة تركي دون أن يتكلم.. وهو يحث الخطا إلى المجلس الذي لم يدخله سابقا
وإن كان دخل المجلس المجاور له كثيرا..
كان دوما ينظر له في كل مرة يزور تركي مشغولا به ويترقب.. إلى درجة أنه سأل تركي ذات مرة: ليه مجلسكم أنتو وعمكم موب واحد؟؟
كيف أخين جنب بعض وكل واحد له مجلس..

كان يتمنى بكل لهفة الكون اللحظة التي سيدخل فيها ذلك المجلس الآخر.. اللحظة التي تأخرت كثيرا.. كثيرا..
وكان يظن أنه سيبقى لثمان سنوات متطاولة أخرى حتى يدخله..
ارتبط ذلك المجلس في ذهنه بعودة شهاب..
وهاهو شهاب يعود..
وهاهو يخطو خطواته الأولى إلى داخل المجلس..

كانت صداقته مع شهاب تمتد لمراحل الدراسة الأولى..
لدخولهما الصف الأول معا.. رغم أن شهابا يصغر فُرات بعام واحد..
لكنه دخل المدرسة سابقا لعمره..
من يومها والاثنين يتزايد ترابطهما رغم الاختلافات بينهما..

كانا كثيرا ما يتشاجران.. نتيجة لاختلافهما في الرأي.. وخصوصا لقناعات فرات الغريبة عن المرأة العربية..
حاول شهاب جاهدا أن يمنع فرات من الزواج بامرأة أميركية..
رغم أن شهاب لم يكن عنده رفض لشخصية (أسماء) زوجة فرات الأميركية المسلمة المتدينة..
ولكنه رغم صغر سنه كان يرفض هذا الاختلاف الجذري والمكاني والثقافي بين شخصين سيجتمعان طيلة العمر وسيكون بينهما أطفال..
وحاول كثيرا اقناع فرات بهذا.. لكن قناعات فرات كانت راسخة..

سافر بعدها فرات ليدرس في أمريكا مع زوجته.. وترك فجوة فقد كبيرة في روح شهاب..
لكن التواصل لم ينقطع بينهما أبدا.. لا يستطيع أحد منهما أن يقدم على خطوة دون أن يستشير الآخر.. والاتصالات والرسائل البريدية الطويلة لا تتوقف بينهما..


قبل 17 عاما...
حينما اتصل أبوفرات بفرات وأخبره بما حدث صديقه.. كان فُرات حينها قد تخرج.. ويجهز العدة للعودة للدوحة..
ترك كل شيء دون تردد.. كل شيء حرفيا.. زوجته.. أولاده.. استعدادته للعودة.. عمله.. ففرات من وقتها كان قد بدأ أعماله الخاصة..

شهاب حينها كان أولويته الوحيدة.. لم يكن يفكر إلا في شهاب وحده..

وحين غادر فرات القاهرة مدحورا منكوبا موبوءا بالحسرة مسكونا بالفقد.. كان قد ترك جزءا كبيرا من روحه وراءه..
شطر روحه تركها خلفه..
احتاج زمنا طويلا كي يشعر بالتوازن في حياةٍ.. شهاب ليس فيها..
كتب له عشرات الرسائل الورقية التي لم تصله..
اتصل عشرات الاتصالات بذات الرقم التي لم يكن يرد عليه فيه إلا طالب والد شهاب..
وهو يهتف له بوجع ينحر روحه: الله كريم يا ولدي..


فالصداقة الحقيقية هي خلاصة أفضل الأشياء وأجملها..
هي أجمل النعم التي يمن الله بها على عباده..
هي أفضل مافي الإنسانية.. أفضل مافي الأخوة.. أفضل مافي التآلف..
فالصديق أخ.. وقريب.. ومستشار.. ومؤتمن..
الصديق هو نبض الروح ونداءها وسكنها..
نحن لا نختار أهلنا ولا أخوتنا..
ولكننا نختار أصدقائنا.. فهم خيارنا الذي اصطفته أرواحنا لأنه يكمل ما ينقصنا..
هكذا كان شهاب وفرات!


في بداية سجن شهاب.. كان فرات يطمئن على أخبار شهاب من والده..
ولكن بعد وفاة طالب..
كان يسأل عبدالمحسن ومتعب وتركي.. لكن علاقته قويت أكثر وأكثر بتركي..
فالاثنان حدث بينهما ذلك التآلف الإنساني العظيم .. تلك النعمة الربانية الجزيلة ..
المسماة (الصداقة)..
ولكن وحده شهاب كان الصديق الأعظم الذي علم أنه لن يتكرر في حياته..
ولا يبدله بكل كنوز الكون..
مع تركي كان هناك أمور وتفاصيل وأفكار لا تُقال..
لكن مع شهاب لم يكن حتى يفكر مرتين وهو يخبره كل ما يفكر به..
مهما كانت تلك الأفكار ستغضب شهاب وتجعلهما يتشاجران..

سبعة عشر عاما مرت كانت خالية من شهاب..
كان يشعر فيها أنه أعرج.. يمشي بقدم واحدة..
أعور يبصر بعين واحدة..
كان فيها مبتور الروح.. تأكله الحسرة على شباب صديقه وعمره المسلوب..

وهاهي الحسرة تؤذن بالخلاص.. وسنوات الألم توشك أن تنتهي..
وخطواته تنقله لداخل مجلس.. المجلس الذي لم يدخله سابقا..
لأن عائلة شهاب انتقلت له قبل أن يُسجن بعام واحد فقط..
وكان فُرات حينها في أميركا..

كان يخطو لداخل المجلس.. وهو يريد أن يطير والخطوات القليلة المتبقية لا تريد أن تنتهي..
وفي ذات الوقت يشعر أن قدميه ثقيلتان كأنهما مكبلتان بكل قيود الأرض..

(يا ترى كيف صار شهاب؟؟
هل تغير شكله؟؟
هل تغيرت شخصيته؟؟
17 سنة مرت وفي داخل السجن..
وش خذت منك يا شهاب؟؟ ووش تركت لك؟؟
يا ترى بيستانس لا شافني؟؟
وإلا بيحس كأنه شايف واحد من أقصى الجماعة؟؟
يا ترى عاد في داخله نفس اللي في داخلي..
وإلا انتهى أي إحساس خاص يحمله لي؟؟)


وقف فُرات أمام الباب الخشبي الضخم الذي يفتح المجلس الرئيسي...
وقف لدقيقة وهو يتنفس بعمق.. ليعيد التوازن لنفسه..
كان يشعر أن أعصابه ثائرة تماما.. مهتاجة.. وهو غير قادر على السيطرة عليها..
أمر لم يعتد عليه أبدا..
ولكنه ختاما يجب أن يدخل.. وسيموت ليدخل ويرى من يعلم أنه ينتظره وراء هذه الباب..
لينهي مرحلة قاسية من العمر.. مرحلة انتظار طويلة كانت كالهم المر على قلبه..

سمى فرات باسم الله.. ودفع الباب بحزم..
ودخــــــــــل..


فــــي الــــداخــــل..
كان شهاب يجلس مع مساعد يتحدثان.. يخبره مساعد عن ترتيبات حفل استقباله الذي سيكون بعد غد..
الترتيبات التي لم تكن تهم شهاب.. ولكنه كان منتبها من أجل مساعد الذي شعر أن الأمر بالغ الأهمية بالنسبة به..
مع اهتمامه بكل التفاصيل الصغيرة والدقيقة.. وقوائم المدعوين الضخمة التي أثارت استغراب شهاب..
(متى لحق يعرف ذا الناس كلهم وهو توه عمره 22 سنة؟؟)

على الجانب الآخر..
كان شهاب خالي الذهن تماما عن من سيكون الزائر الذي أخبرهم عنه تركي..
لا يعرف من القادم.. ولا يهمه أن يعرف... فهو منذ عودته سلّم على العشرات معظمهم لا يعرفه.. بل إنه نسيهم بعد انتهاء السلام..
كان يقدّر كثيرا مجيئهم واهتمامهم بالسلام... ولكن في داخله جمود كبير تجاه هذا العالم الغريب عليه..
كان يحاول أن يجامل ويرحب ويبدي الود.. كان رغما عنه يظهر هذا الجمود..

في أثناء حوارهما هو ومساعد .. فُتح الباب.. ودخل شخص ما..
فوقفا كلاهما مرحبين..

مساعد تقدم نحو الباب وهو يهتف بترحيب كبير : يا حيا الله أبو حمد..
تفضل تفضل.. وش ذا اليوم المبارك اللي دخلت مجلسنا!!

شهاب كان واقفا من مكانه.. بجموده المعتاد..
كانت ثوان معدودة .. ثلاث ثوان ربما..
أكثر قليلا.. أقل قليلا..
ثوان معدودة.. فصلت بين حالين مختلفين تماما..
وهو يتعرف على هذا الزائر الذي دخل توا..

هذا الزائر الذي كان أخر ما يذكر منه.. تقطيبة جبينه .. واحمرار وجهه.. وارتعاش جسده..
وهو يراه مغادرا غرفة تحقيق قديمة..
في مركز شرطة في قلب القاهرة..
غادره .. ليغادر معه جزء كبير جدا من روحه.. وينطفئ شيء جليل في داخله..
غادره وهو يعلم كم غادر وهو حزين ومقهور..
وإن كان فرات قد غادر ليعود إلى الحياة الشاسعة.. أهله وعمله وزوجته وأطفاله.. ومع ذلك بقي في روحه من الحسرة ما لا يوصف..

فكيف بمن بقي 17 عاما بين القضبان.. لا زاد لديه إلا استعادة الذكريات مرة بعد مرة.. وإعادة انتاج الحسرة والمرارة مرة بعد مرة؟!
كان شهاب في كل يوم يتذكر موقفهما الأخير.. ليزداد سخطه على نفسه..
يتذكر كيف كافئ صديقه الذي ترك كل شيء ليكون معه.. فتكون هذه الذكرى سما يتجرعه كل يوم..

في داخل السجن.. وفي ثنايا الحرية المسلوبة..
لا شيء عنده إلا إعادة إحياء الذكريات.. فهكذا يُصبر نفسه.. ويعذبها!!

كان يقول لنفسه بحسرة: ليه ما أقول لإبي وعمي إني صمت مئات الأيام.. وإني كفرت عن نذري مئات المرات..
قولو لفرات يجيني.. قولوا لفرات أبي أشوفه..

لكنه لم يستطع أن يفعل ذلك.. كان يشعر بالخجل منه.. يشعر أن فعلته في حق فرات لا تُغتفر..
وروحه كانت غارقة في الضيم والحسرة والجمود.. خصوصا بعد أن توفيت أمه بعد عام واحد من سجنه..
وفاتها نسفت روحه نسفا.. يتذكر رفضها لسفره وإصراره عليه..
يخشى أن تكون رحلت وهي غير راضية عنه..
بعدها فقد الرغبة في أي شيء قد يكون مصدر سعادة لا يريد فرات.. لا يريد أميرة..
بل لا يريد أي أحد من أهله..
يريد أن ينزوي على ذاته يعد الأيام حتى تنقضي.. يعد الأيام التي لا تنتهي..


ومع ذلك كلهم كانوا في الذاكرة.. وفرات بالذات كان له حضوره الضخم في كل تفاصيل الذاكرة... فأهله كلهم يزورونه.. يعرف أخبارهم..
ولكن فرات غادره مثقلا بالحزن والصدمة.. غادره مجروحا وجرحه كان عميقا عميقا..
حفر روحه حفرا..
فما فعله شهاب به كان جارحا حتى النخاع!!
غادره لتنقطع كل أخباره عنه.. وهذا ترك حسرة لا تنجلي في روح شهاب..



وقف شهاب ينظر لمن دخل عبر الباب وكل مافيه يتوقف.. كل مافيه توقف..
أنفاسه.. دقات قلبه.. حتى دمائه وذكرياته توقفت عن التدفق..

تبادلا النظرات دون أن يقتربا من بعضهما..
وكل ماحولهما سكن تماما..
وكأن الكون كله توقف رهبة وإجلالا لهذا اللقاء...
كأن الكرة الأرضية توقفت عن دورانها لتسجل هذه اللحظة التاريخية..
كانا ينظران لبعضهما.. وكأن النظرات العطشى تشرب مابعد البعد..
كانا ينظران لبعضهما وكل منهما يدقق في تفاصيل الآخر..
التفاصيل التي رسماها معا.. والتفاصيل التي رسمها البعد في غيابهما..
الشعرات البيضاء في العوارض التي تشي كم سرق الزمن منهما..
بعد أن كان أخر ما رأياها هو السواد الفاحم لشعر كل منهما..
قطع قديم في جبين شهاب كان فرات من تسبب به..
قطع قديم بجوار حاجب فُرات لا يعلم شهاب عنه شيئا..

كان مساعد يقف بينهما مستغربا..
(ذولا وش فيهم ما سلموا؟!)
كان يشعر أن في الجو شرارات كهربائية عنيفة..
وأن الوضع كله غير طبيعي.. ومع ذلك لم يتدخل إطلاقا..
لأنه شعر أن الموقف أكبر منه بكثير دون أن يعرف السبب..

كانت النظرات تستعر بشدة بينهما..
وكأنها تحكي كل شيء.. الشوق.. الغضب.. العتب.. واللهفة.. والشوق
والشوق.. والشوق.. والشوق..

الانفاس تتصاعد بعنف.. بين زفير وشهيق..
وهناك ارتعاشة خفيفة في الجسدين بدت تصبح واضحة للعيان..

كان فرات هو أول من تقدم.. وهو ينهي النظرات لصالح الانفعالات..
تقدم بخطوات واسعة نحو شهاب.. بينما شهاب لم يتحرك..
شعر أنه عاجز عن التحرك.. في داخله كثير من الفوضى..
ومازال يخشى أن يكون في نفس فرات شيء عليه..

فرات أنهى تقدمه بإن وقف أمام شهاب لجزء من الثانية يتمعن في وجهه من قرب..
يشرب ملامحه.. والعين بالعين تحكي قصصا لا تنتهي..

ثم مد يديه.. واحتضنه بقوة.. تصلب جسد شهاب لأجزاء من الثانية..
وكأن جسده عجز عن استيعاب كل هذه الفرحة..
(أحقا هذا فرات!!
ورائحة فرات!!
وقرب فرات)

كانت أجزاء من الثانية قبل أن يرد عليه الحضن بحضن مشابه في قوته وانفعاله..
احتضنا بعضهما وكأنهما يحتضنان مامضي من عمرهما ومابقي..
وكأنهما يحتضنان ذكرياتهما الأثيرة معا..
كأنهما يحتضنان أوجاعهما التي زخرت بها روحيهما طيلة الأعوام الماضية.. التي أثقلت عليهما بحمل قرون..
كأنهما يحتضنان تلك الغربة المتطاولة التي باعدت بينهما وآن لها أن تنتهي..
كانت فيهما رائحة الوطن.. رائحة الوطن بكل تجلياتها الأسطورية..
رائحة الوطن الذي آب له المغترب بعد دهر من الغربة واليأس واللهفة..
رائحة الوطن التي تجلي صدأ الروح.. وتغمرها بالنور..

وإن كان فرات هو أول من احتضن.. فشهاب كان أول تكلم وهو مازال يحتضن فرات بكل قوته ويهمس في إذنه بتأثر بالغ كانت روحه تذوي معه:
سامحني يافرات سامحني يا أخيك.. سامحني..

فرات همس في إذنه بتأثر بالغ مشابه ولكنه لا يخلو من غضب شفاف حزين وهو مازال يحتضنه بكل قوته كذلك:
نتحاسب بعدين..
الحين أنا ما أقدر أفكر إلا بشيء واحد..
إنك هنا أخيرا..
وأخيرا يا شهاب.. أخيرا..
في الدوحة.. معي.. عقب 17 سنة..




***************************************




"الهنوف ترا في النهاية هو رجّالش..
يعني مافيها شيء.. ترا كل السالفة سلام باليد واحنا كلنا موجودين..
أنتو البدو غريبين صراحة..
أنا لا تملكت.. أقل شيء بكلمه عقب الملكة
موب انصرع في شخصيته عقب العرس"

كانت هذه عبارة البندري المرحة.. وهي تنظر للهنوف.. التي لم تتوقف عن المجي والذهاب منذ صعدت إلى غرفتها بعد سلام تركي عليها..
وهي تزفر بغضب ودخان حرائقها ينتشر في الغرفة كلها..
وتهتف بغضب: البندري لا تخليني أطلع حرة أخيش فيش..
تراني مندبلة كبدي منه.. ومن حركاته الماسخة..

البندري بتساؤل واستغراب: أي حركات؟؟ ليه فيه شيء غير ذا؟!!

تنهدت الهنوف بذات الغضب: مهوب شغلش.. ماحد قد قال لش إنش ملقوفة؟!!..

البندري ابتسمت بعذوبة: أبدا.. ماحد قال لي غيرش..
أمممممم ويمكن أمي وإبي.. وحزام وتركي ومتعب.. والجيران..
وكم وحدة أيام المدرسة.. والحين في الجامعة كم وحدة بعد..

الهنوف تنهدت للمرة الألف وهي توقف تحركها كرقاص الساعة..
وتجلس وهي تهمس للبندري باهتمام تحاول فيه تناسي إحراج تركي لها:
وش أخبار البحث اللي كنتي تشتغلين عليه؟؟

البندري بذات الابتسامة العذبة: الحمدالله عجب الدكتور جدا..

الهنوف بمؤازرة: سامحيني ماقدرت أساعدش فيه.. عاد أنتي أصريتي تخرجين خارج تخصص عيال آل حزام..
كلنا تخصص إدارة واقتصاد إلا إنتي..

البندري بمرح: نعنبو لاعت كبودنا من تخصصكم..
أنتي وتركي وبثينة ومساعد والجليلة وأميرة ..كلكم كلية إدارة واقتصاد بتخصصاتها المختلفة...
لكن تخصصي الشؤون الدولية جديد في جامعة قطر... رح تكون فرصه أكبر.. وأنا حابته..
جاي على جوي..

ابتسمت الهنوف: يعني بتصيرين وزيرة وإلا سفيرة يا أختي؟!!

البندري بثقة مرحة: أصير ونص بعد..
أساسا تخيلي الاسم.. حضرة الوزيرة وإلا السفيرة : البندري آل حزام..
اسم دبلوماسي من الطراز الأول..




****************************




" وش عندش بثون هانم.. منقعة في بيت أهلش؟؟
أخبرش لاصقة لمحمد 24 ساعة لين طلعتي روحه"

بثينة تضحك: صدق الرازق في السما والحاسد في الأرض..
عينش فينا حن المساكين.. أنا وأخيش ذا المسكين..

مها ترفع حاجبيها: أنتي ومحمد أخر حد ينقال لهم مساكين.. أنتم فريق المسكونين..
والحين عقب ما طلعتي عين محمد.. قررتي تطلعين عين شهاب بكثر منتي لاصقة فيه..
الحين بيهج ويقول أرجع مصر احسن..

بثينة ضحكت: لا دخيلش.. ماعاد نبيه يسافر مكان... عشر سنين مارح نخليه يخطي برا الدوحة..
ثم نظرت لساعتها وهمست بمودة: بقوم أسوي للبنات عشاء وش يحبون يأكلون؟؟

مها بمودة : اقعدي لا تسوين شيء... خدامتهم بتسوي.. هي عارفة أكلهم..

بثينة بإصرار : أجل بقوم اسوي لي أنا وإياش..
ماصدقت حد منكم يدخل بيتي عشان ينام عندي..
أخر حد كان الجازي يوم حجوا هلش...
وكانت أحلى اسبوعين.. فليناها أنا وإياها..

بثينة غادرت.. بينما مها نزعت ابتسامتها المرتسمة على وجهها..
في داخلها توتر غير مفهوم... تشعر أنها تقف على أرض غير ثابتة..
نعم في داخلها غضب ضخم قديم على متعب.. ولكن فكرة أن زواجه أصبح حقيقة واقعة..أحدث صدمة كاسحة في روحها مازالت غير مفهومة..
وسعود ربط يديها حين قال لها ألا تتواصل مع متعب...
(حتى رسايل ما أقدر أرسل
بموت من القهر
بموت..)


" من هذا اللي تحلطمين عليه؟؟
لا يكون متعب..
توني مواجهه في مجلسهم هو بعد يتحلطم ويحاكي روحه"

مها انتبهت من أفكارها ورفعت عينيها لمحمد المبتسم على الدوام وهمست بصدمة:
متعب يتحلطم؟؟

محمد يخلع غترته ويضعها في حضنه.. ويجلس جوار مها ويهتف بمرح:
إي والله ..رحت مسير عليهم.. ضايق ..
سعود مسافر.. وخالد مشغول..
لقيته في المجلس مع إبيه وحزام.. تركي ومساعد كانوا في مجلس آل طالب..
ما سولفت إلا مع أبو متعب وحزام.. لأنه متعب قاعد في الزاوية يحاكي روحه..

(إيه مشغول يفكر بالمرة الجديدة..
يا اللي ما تستحي.. يا قليل الأدب..
يا اللي مافيك نخوة ولا شهامة..
طيب أنا قلت لك أعرس..
بس علمني.. قل لي..
مو يا غافلين لكم الله
أم بناتك أنا... يا اللي مافيك خير "


محمد قاطع أفكارها مرة أخرى لكن هذه المرة لم تكن نبرته المرحة ولا ابتسامته.. بل نبرة شديدة الجدية والاهتمام:
مها.. أنتي صاير شيء بينش وبين متعب؟؟

تنهدت مها: مافيه شيء محمد فديتك؟؟

محمد بذات الاهتمام: أجل هو شيء طبيعي إنش عندي الحين.. ورجالش في بيته بروحه؟؟

مها تأففت: ضايق مني يعني؟!

محمد بغضب: بلا قلة حيا يا مها.. أنتي عارفة زين إن البيت بيتش.. أنتي الداخلة وحن الطالعين
وأفرح ماعلي شوفتش أنتي وبناتش عندي.. مونسينا وموسعين خاطرنا..
بس أنا أتكلم في المنطق..

حينها هتفت مها بغضب مشابه: إذا تبي المنطق.. اسأل أخيك سعود اللي المنطق يسار وهو يمين..
أنا مابيني وبين رجالي شيء..
رحت عندهم كم يوم عشان أقعد مع الجازي عقب طلاقها..
ماتسوى علي ذا المؤازرة لأختك..
طلعوها من عيني..
يوم جاو بيروحون العمرة.. كنت بأرجع بيتي..
هو عيا وقال لي أما تقعدين في البيت ويجي محمد عندش.. وإلا تروحين عنده..
قلت أجي عندك.. بدل ما أطلعك من بيتك..
قل لي الحين وش الخطأ اللي أنا سويته؟؟؟

محمد باستغراب: وسعود وش عنده؟؟ وليه ماقال لي شيء؟؟

مها تأففت وزفرت وعادت وتأففت: لا تسألني.. أسال حضرة الرائد اللي يبي يمشي الكون كله على كيفه..
خله يرخص لي.. والله إن أرجع بيتي الليلة..




**************************************





" فرات ..
شكرا..
مهما قلت شكرا.. ماتوفي إحساسي بتقدير اللي أنت سويته"

فرات التفت إلى شهاب بتركيز واستغراب.. كان الاثنان يتراكيان على نفس (المركأ) بينهما..
بعد مرور أكثر من ساعة على اللقاء العاصف الذي استنزف مشاعرهما..
اللقاء الذي أعاد جزء كبيرا من أرواحهما المفقودة..

وكان يقابلهما في الطرف الثاني من المجلس.. مساعد وتركي يتحدثان..

هتف فرات باستغراب: تشكرني على ويش؟؟

شهاب بابتسامته الجامدة ونبرة شجن عميقة: انت عارف أشكرك على ويش..
اللي أنت سويته يافرات.. حسسني بالتوازن..
فرات أنا كنت طالع من السجن مغبون.. مقهور.. الحسرة كلت روحي..
أحس مالي قيمة في الحياة.. 17 سنة من عمري ضاعت هباء منثورا..
شبابي كله راح وأنا وراء قضبان السجن..

فرات بابتسامة مؤازرة: كيف هباء وأنت ماشاء راجع بشهادتين دكتوراه؟؟

شهاب بذات الشجن: أنت عارف وش أقصد فرات.. الشهادات هذي كانت تقصير للوقت الطويل..
لكن اللي أنت سويته يا فرات.. رد لي روحي
لولا اللي أنت سويته بعد الله عز وجل.. ماكان قدرت أرجع بهذي النفسية المرتاحة نسبيا..
ماكان قدرت أتقبل حياتي وأستمر فيها..
ماكان رجعت لهلي مبسوط رافع رأسي.. وأحس إن حياتي ماراحت خسارة..
اللي أنت سويته سوى فرق ما تخيله.. فرق جذري..
اللي أنت سويته كان أجمل وأعظم هدية تلقيتها مع طلعتي من السجن..

تنهد فرات بعمق وهو يربت على ذراع شهاب المستندة على المركا بينهما:
شهاب أنا أعرفك عدل.. أعرفك أكثر من نفسي...
و كنت عارف زين إن أول شيء بتسويه أول ماتطلع من السجن
إنك بتروح تدور على المرأة اللي دخلت عشانها السجن..
بغيتك لا طلعت تعرف إن تضحيتك عشانها ماراحت خسارة..
إن عمرك اللي راح عشان تحفظها وتحفظ عيالها.. كان له أكبر قيمة عندهم..
أنا وكلت لها محامي من وقت ما وكلت لك المحامين..
انسجنت سنة وحدة بس.. عيالها كانوا عند ناس قرايب لها من بعيد..
وصيتهم عليهم وقلت لهم المقسوم بيجيكم كل شهر.. ولارح أقصر معكم دامكم شايلين ذا الأيتام ..
وكنت موصي المحامي اللي يوصل لهم الفلوس.. إنه يطب عليهم فجأة..
عشان يتأكد من وضع العيال وإنهم مهتمين فيهم لين تطلع أمهم..

ابتسم شهاب بشجن: ما شاء الله العيال الحين واحد منهم أولى جامعة والثاني في ثاني جامعة وكلهم داخلين هندسة..
وساكنين في بيت ملك.. ويوصلهم كل شهر المقسوم كافي ووافي..
والمرة تدعي لك قايمة قاعدة..
تقول صاحبك ده ربنا بعته لينا من السما..

فرات بثقة بالغة ويقين: هذا رزق رب العالمين لهم.. أنا كنت مجرد وسيلة.. وهذا ببركتك أنت عقب رب العالمين..

شهاب بذات الشجن: أنت متخيل إني رايح أدورهم وأنا قلبي بين أرجيلي.. ما أعرف كيف وضعهم..
كنت أقول بعوض عليهم بأي شيء.. أي شيء يحسسني إنه سنوات سجني ماكانت خسارة..
تتخيل إني حتى ماكنت مصدق إن ذا بيتهم.. كنت شاك.. أقول معقول ذا بيتهم؟؟ وهم ذولا؟
بيت حلو.. ومرة راقية بلبسها المحتشم استقبلتني.. وعيال مرتبين صاروا رياجيل..
المرة بنفسها كملت تعليمها وقدها تشتغل.. ومع كذا تقول إنك مارضيت توقف اللي تعطيهم إياه..

فرات بذات الثقة : أنا حلفت ما أوقف شيء لين العيال الاثنين يشتغلون..
وحتى لو يبون يجون يشتغلون هنا جبتهم..

شهاب بابتسامة جامدة : تدري وش اللي ونسني بعد.. إني قلت دام فرات عاده يساعدهم.. أكيد إنه موب زعلان علي.. أكيد إنه ماسج مني..
عشان كذا أول ما جيت هنا رحت أدور لك في بيتكم القديم..

حينها اعتلى وجه فرات جمود غريب.. بينما شهاب كان يكمل كلامه:
ماعينت بيتكم و إلا مادليته.. ولا كان لي وجه أنشد منك.. أحس من شين اللي سويته فيك مالي وجه أنشد منك..
وقلت لروحي إذا هو في قطر.. أكيد بيدري إني جيت.. كنه موب زعلان.. بيجيني..
وعقب شفتك ماجيت.. قلت أكيد إنك عادك في أمريكا..
كنت أدور لك وأدور لنفسي معك عذر..

تنهد فرات بشجن عميق: أنا رجعت رجعتي النهائية من 12 سنة تقريبا.. من عقب ما توفت أم العيال..

شهاب استدار نحوه بوجهه كاملا وهو يهتف بصدمة: أم حمد توفت؟؟

فُرات بذات الشجن العميق: رحمة الله عليها.. مرضت مرض قصير وتوفت ما طولت..

شهاب بحزن: رحمة الله عليها.. وأردف بتساؤل لا يخلو من رجاء حازم: لا تقول لي إنك تزوجت أمريكية ثانية.. طالبك؟؟

فُرات بابتسامة: لا أمريكية ولا غيرها.. إخيك عايش حر..

شهاب بصدمة: 12 سنة عزابي؟؟ والعيال من رباهم معك؟!

فُرات بثقة: ليه عاجز أربي عيالي؟!!

حينها ابتسم شهاب نصف الابتسامة الشهيرة: طالبك لا تقول لي إنك عادك تخرف بتخريفات المرأة العربية؟؟

ضحك فرات ضحكة قصيرة مبتورة واثقة: ماعادها بتخريفات.. قدها قناعات ديناصور..
هذاك الوقت توني أخر الطعش أول العشرين.. الحين قدني شيبه داخل الأربعين..
والعود ما يُعسف يا أبوطالب..

ابتسم شهاب بشجن عميق: ماكنه مر ليل يا فرات.. هذا أنت.. وأفكارك البقيطة.. حتى شكلك ما تغير واجد..

ضحك فُرات: أفكاري بقيطة؟!!!

شهاب يبتسم: إي والله بقيطة.. حارم نفسك ذا السنين كلها.. من مرة من ثوبك.. وديرتك وأخلاقك ودينك..
تحصنك.. وتقوم ببيتك.. وتساعدك على عيالك.. عشان قناعات هي بكبرها غير مقنعة..

فُرات بنبرة مقصودة وهو ينظر من تحت أهدابه: على كذا دامك أنت مقتنع كذا... أجل نسمع عن عرس قريب؟!!

شهاب بثقة: إن شاء الله.. بس عاد مو قريب ... أنا راجع لأهلي عقب غياب طويل..
فيه أشياء كثيرة تحتاج ترتيب وانتباه... أبي أعوضهم في أشياء كثير..
وأكيد مارح أتأخر لين أتزوج.. بس خلني ألاقي شغل أول.. وأرتب أموري المتراكمة..
فرات راح من عمري كثير..
أبي ألحق مابقى منه.. أبي عيال ألحق أربيهم..
بس ودي أتطمن على أوضاع أخواني أول..

حينها ابتسم فُرات بشفافية: أخبار بنتي أميرة؟؟.. ماكنت أعرف من خواتك إلا هي..
من كثر ماكانت على طول معك في السيارة.. حتى وعمرها سنة..

شهاب بحزن عميق: راحت طفولتها كلها يافرات.. ما تمتعت فيها بشوفة ضحكتها اللي كانت تزوغ بقلبي..

فُرات صمت.. هل يخبره أنه يدرس أخواته؟؟
من سابق معرفته بشهاب.. وحتى تركي كذلك.. عندهم حذر كبير من ذكر أهل بيتهم..
فهو لم يكن يعرف من أخوات شهاب إلا أميرة.. ويعرف أن عنده اثنتين آخريين.. لم يكن يعرف أي شيء عنهم..

لكن فُرات بطبيعته مستقيم جدا.. ولا يحب أن يفاجئه أحد بسبب انعدام الشفافية..
ولابد أن شهاب سيعلم أنه يدرس أخواته وربما هم أخبروه.. لذلك تجنبا للحرج قرر أن يخبره..

فرات بثقة: تدري إني أدرس خواتك..
يوم شفت اسمهم وعرفت إنهم خواتك..فز قلبي لطاريك..
بس تراني شديد جدا معهم.. وقد طردت وحدة منهم.. فلو اشتكوا لك مني يوم.. أنت عارفني.. أنا سيده كني القطار..

حينها كاد شهاب ينفجر ضاحكا.. ولكن مازال أمامه مشوار طويل حتى يكركر بالضحك..
لذا اتسعت ابتسامته قليلا وهو يهتف:
أجل بحلف إن اللي مسميته أختي الإمبريالي إنه أنت..




**************************************


"ما كنت أعرف إن بين شهاب وفرات صداقة قوية كذا..
يعني كان دايما لا واجهته..
يقول لي شهاب رفيقي..
أحسبه رفقة عادية..
ومع كذا يوم عزمت حامد.. قلت له قل لفرات..
واستغربت إنه ماجاء... فلزمت على حامد يقول له وهو إبيه عن العشاء اللي بيكون بعد بكرة"

تركي بتساؤل: غريبة رقم حامد عندك ورقم فرات لا!!

مساعد ببساطة: لأنه فرات نادر جدا أشوفه... أصلا ما نشوفه إلا لا صرت أنت في الدوحة
وأنت صار لك أكثر من ٨ سنين برا الدوحة معظم وقتك..
لكن حامد معرفتي فيه أقوى.. خصوصا إني دايما أتطوع في البطولات.. وأقابله..

تركي بذات الاهتمام: أنت عادك أنت وسوالف التطوع؟؟

ابتسم مساعد: أنا أصلا اسمي دايما مسجل في لجان المتطوعين الرسمية.. أي شيء يحتاجون فيه تطوع يكلموني..
بطولات مؤتمرات حملات...اختبارات الثانوية العامة...اللقاءات التعريفية في الجامعة....كل شيء..

تركي بحزم: طيب أنت خلاص هذا اخر فصل لك في الجامعة.. وبتشتغل..
هل بتستمر في سوالف التطوع؟؟

هتف مساعد بثقة : دام عندي وقت باستمر..
ثم أردف بذات الثقة: أنا أحب التطوع... وهو عمل حر.. حسب وقت فراغ الواحد..
أول مابديت سوالف التطوع.. كانت بتشجيع من الجليلة..
كل شيء فيه تطوع كانت توديني له..
وعقب أنا حبيت الجو..
وبصراحة انا استفدت منها شخصيا ومعنويا..
استفدت أنها دعمت شخصيتي...
والشيء الثاني المهم : عرفتني على ناس كثير.. يمكن واحد في عمري ماكان عرفهم..
الحين أنا أعرف الدوحة كلها...




*************************************



"يبه جبران.. متعب يتشكرك جدا..
يقول قرار ترفيعه بيطلع بكرة إن شاء الله"

الجد جبران بسكون: هذا حقه..
أنا مالي فضل فيه..

جابر صمت ... فدائما الصمت أسلم مع الجد جبران.. فهو لا يعلم متى يكون متقبلا للحديث عن عمله السابق.. ومتى لا يتقبله؟؟..

ثم التفت لوالدته وهتف بحنو : فهدة نامت؟؟

أم جابر بمودة: إيه فديتك نامت..

جابر بذات الحنو والمودة: والبنات وينهم؟؟

ام جابر بذات النبرة الرائقة الودودة:
ضي تدرس في غرفتها..
وغالية رجعت من عند أهلها وطلعت ترقد سعود..

حينها وقف جابر... وهتف بحزم: وأنا بعد أترخص منكم بقوم أرقد..

قالها واتجه نحو الأعلى مغادرا.. بعد أن تأكدت أم جابر من مغادرته.. التفتت لشقيقها جبران وهتفت بحزم متساءل:
جبران أنت من جدك وعدت فهدة تجيب أمها؟
أنا ماصدقتها يوم قالت لي..
كنت أرقدها وهي تسولف لي.. ومستانسة..
وتقول جدي جبران قال لي إنه بيجيب لي أمي..

التفت الجد جبران بهدوء لشقيقته الصغرى فهدة.. وهتف بثقة بالغة متحكمة:
ليه وأنا متى قلت ومافعلت؟!!

فهدة الكبرى قامت من مكانها لتقترب منه وتجلس جواره.. وتهتف بحزم:
ويومك تقدر تجيبها.. ليه ماجبتها ذا السنين كلها؟؟

جبران بذات الثقة البالغة: لأن فهدة ماطلبت..

ثم أردف بذات الثقة: ولا حتى حد غيرها طلب..
والموضوع أصلا موب بسيط أبد..
لكن لعيون فهدة يصير...
ثم انحدر صوته :
مابعد شفتها حزينة مثل اليوم..
حزنها أكل قلبي أكل ..




*******************************




"حمودي فديتك أبيك في خدمة "

حمد الذي كان يدرس في الصالة كعادته الغريبة في الدراسة.. ابتسم وهتف بمرح:
بأشيب وأصير جد.. ومي عادها تدعيني حمودي..
آمري وش تبين من حمودي؟؟

قالها وهو يرص على أحرف حمودي بمرح

ابتسمت مي وهي تجلس قريبا منه: جبت تأمين لوحة جدي خلاص..وأبي أنقلها بكرة للمعرض..
بس أبيك تساعدني..

حمد باستغراب: طيب أنتي عارفة إني أصلا اللي بوديش.. ليش الطلب ذا؟؟

مي باهتمام: لا أبيك تساعدني أوصلها داخل..

حمد بذات الاستغراب: ليه؟؟ موب مفروض السكيورتي يستلمونها؟؟

مي تتأفف: حمد فديتك بلى بيستلمونها.. بس أبيك تكون معي لين نتطمن عليها إنها تثبتت على الطوفة..
وأمنوا عليها السكيورتي.. وكل شيء تمام.. خايفة يصير للوحة شيء وقت النقل...
وأنا ما أقدر أكون مع السكيورتي.. أبيك تكون معهم..

حينها ابتسم حمد بتفهم: الحين فهمت.. بصراحة أنتي عندش مشكلة في توصيل المعلومة..
كان قلتي لي كذا من الأول..

ابتسمت مي: إلا أنت اللي عندك مشكلة في التواصل مع الأوادم من كثر التواصل مع البعارين.. يا ليل البعارين..

ضحك حمد: التواصل مع البعارين على قولتش.. أسهل وأجمل وأوضح من التواصل مع الأوادم..
ثم أردف بمودة: ولو أني ما أحب أدخل جامعتش.. أتفشل من كثر البنات.. بس تدللين يا البرنسيسة..
وعشان خاطر لوحة جدي.. لا يصير فيها شيء.. حطش في الخلاط...

مي بدلال: أنا وجدي نتصافى.. اطلع منها..

حمد بابتسامة: وأنتي اطلعي من عندي خلني أدرس..

مي نظرت حولها بطريقة تمثيلية.. وهمست باستغراب تمثيلي: يوه أنا داخلة غرفتك وأنا ما أعرف..
ثم أردفت بمرح: ترانا في الصالة..
وعلى العموم بجيب كتبي وأدرس جنبك وأنا ساكتة.. أتونس بوجودك..

كان كلا من مي وحمد في جامعات المدينة التعليمية.. مي في فرجينيا كومنولث وهي مختصة بفنون التصميم والرسم والجرافيك.. ومعظم طلبتها من البنات..
وحمد في تكساس.. وهي مختصة بالهندسة.. ومعظم طلبتها من الشباب.. وإن كانت أعداد البنات فيها في تزايد..





*******************************




"خالد وش تبي عشا فديتك؟؟"

خالد مازال بملابسه الرياضية يجلس في الصالة...
بعد أن جاءه اتصال يخص العمل.. عطّل مخطط النوم المبكر..
وكان يرسل بعض الرسائل حين فاجأته مزنة بالسؤال..
ابتسم بإرهاق: زين جيتي اقعدي أبيش في موضوعين؟؟

مزنة جلست وهي تنظر له وتهمس بقلق: وجهك مهوب زين كلش؟؟

خالد بذات الابتسامة المرهقة: اقعدي مافيني شيء..
أبيش في كلام مهم..

مزنة جلست وهي تشير بعينيها ويديها.. وش السالفة؟؟

خالد ابتسم: هم سالفتين متداخلتين.. أول شيء.. مهندس إبراهيم في الصين حاليا يتفق على عدد من الصفقات..
وصارت عنده مشكلة.. ولازم أروح له.. سالفة أسبوع أو أسبوعين.. يمكن أكثر شوي..

مزنة ابتسمت بمودة: تروح وترجع بالسلامة.. ولو أن الدوحة من غيرك ما كن فيها حد..

ابتسم خالد: غريبة بالعادة ما تنافقين.. ولا تعرفين المجاملة..

ابتسمت مزنة: لأني لا أنافق ولا أجامل..

خالد بذات الابتسامة: جعلني ما أخلا من أختي الجميلة..
ثم أردف بجدية: المهم أبيش تخلين بالش من أمي وإبي.. خصوصا كني طولت أكثر من أسبوع..
واطرحي العين على غالية.. تراها مهيب عاجبتني..
وحتى دانة خلي بالش منها.. ترا ماعادها مثل أول.. طالبش يا أخيش..

حينها ضحكت مزنة: طيب وأنا من بيخلي باله مني؟؟

ابتسم خالد وهتف بتقدير عميق: أنتي غير عنهم.. أنتي الوحيدة اللي لا سافرت.. أحس إني مخلي وراي رجّال يُعتمد عليه.... ما أحاتي العرب وراي..

ضحكت مزنة: عاد ما أدري هي سبة وإلا مدحة.. بس ازهلهم كلهم.. سافر وأنت متطمن إنك مخليهم في أيدي أمينة كلهم..
ولو تبي توصيني على بيوت جيراننا اللي في الشارع كلهم.. ازهل بعد يا أبو هادي..

ثم أردفت بابتسامة: طيب وخلصنا من الموضوع الأول.. وش الموضوع الثاني؟؟



**************************



توقيت مختلف..
أبكر..


" صيتة السواق ينتظرش تحت"

همست صيتة بمودة: ما أبي أروح البيت
روح أنت ارتاح... أنت توك مخلص دوام
أنا طول اليوم قاعدة..

تنهد سند بشجن: وين قاعدة؟؟
نادرا مادخلت ولقيتش قاعدة.. دايما واقفة
يا تراقبين أجهزته..
يا تمرنينه... يا تلبسينه.. يا تاكلينه..
روحي ارتاحي حبيبتي.. عشاني..

في البدء.. في سنواتهما الأولى معا.. كانت تستنكر منه كلمة (حبيبتي)...
لكنها اكتشفت بعد ذلك أنه يقولها بعفوية شديدة..
وأنه يقولها دون أن يشعر أو يقصد..
بل تعلم أكثر من ذلك..
تعلم أنه ميتم بها حتى أذنيه.. حتى وإن كان لم يقل لها ذلك يوما..
وتعلم أنه لو كان هناك وصف فوق العشق يصف مشاعره نحوها..
فسوف يكون ذلك الوصف قاصرا عن وصف عمق مشاعره المتدفقة كطوفان تجاهها..

كانت تنظر نحوه بحزن يمزق روحها.. كانت تشعر بالأسى العميق عليه..
كان كل مافي سند يجعله فارس الأحلام لأي أنثى مهما كانت متطلباتها عالية..
فهو متدين خلوق مقتدر وظيفته مرموقة ..
وهو بطبعه لطيف جدا ورجولي .. يحتوي من حوله ويُعتمد عليه..
وحتى على المستوى الشكلي كان مثاليا بوسامته وبنيته الجسدية..

ولــــــكـــــنـــــه...
لم يكن فارسها هي..
وحده صقر كان فارسها.. منذ طفولتها..

كانا تقريبا هي وصقر من عمر واحد..
زوجة الجد جبران كانت خالتها وعمته..
كانت أخت أمها من ناحية الأم
وأخت والده من ناحية الأب..
كثيرا مالعبا سويا في بيت خالتها.. حتى كبرا.. وتفرقت بهما المجالس...
بين مجالس النساء والرجال..

حين سمع صقر أن صيتة تُخطب.. جن وأصر على أن يخطبها.. رغم أنه كان في العشرين حينها..
وجابر كان أكبر منه عمرا...
كانت صيتة تحمل مشاعر المودة والذكريات والنشأة المشتركة.. الأمور التي ضخمتها رؤيتها لحادثة وفاته أمام عينيها.. وفي ظروف خاصة جدا..
كل هذه الأشياء جعلتها تغلق كل مشاعرها عليه وحده.. وتتعهد ألا تكون لرجل بعده..

كانت تعلم أن سند يستحق من هي أفضل.. امرأة تحبه لذاته.. وتمنحه المشاعر التي يستحقها..
وكانت تعلم أن سند ينتظر إشارة مهما كانت صغيرة منها..
وتعلم أن هذه الإشارة ستهدم أسوارا تعبت في بنائها.. من أجل نفسها ومن أجل سند..
فسند يستحق الأفضل.. ومادامت لم تمنحه تلك الإشارة.. فسيكون فراقهما أسهل..

هي تنتظر فقط عودتها للدوحة.. حتى تحرر سند وتحرر نفسها..
لتعود هي لحياتها.. ويبدأ سند حياة جديدة..
فكلاهما مربوط بهذه الوصية وهما في بلاد غربة تقيدهما في كل شيء..

همست صيتة لسند بذات المودة الحزينة: مالي خلق أرجع البيت والله..

حينها ابتسم سند وهو يجلس: أجل بأقعد معش..





*************************



" قرت عينك يا أبيك ..
قرت عينك.. يا الله كم قد لي ما شفت الابتسامة ذي على وجهك!!
ابتسامة من قلبك"

مازالت ذات الابتسامة العميقة المتسعة ترتسم على وجهه.. لا يستطيع حتى أن يسيطر عليها.. يشعر أن وجهه بدأ يؤلمه لكثرة ما ابتسم:
إي والله يبه قل لي قرت عيني..
سنين يبه ما كنت سعيد مثل اليوم..
يبه أنت أكثر واحد عارف شهاب وش يمثل لي..
ورجعته وش تمثل لي..

أبو فرات يهتف بسعادة عميقة تسربت له من سعادة فرات المتضحة في كل تفاصيله:
إي والله إني أعرف.. جعل ربي ماعاد يفرقكم..



.
.


"يقول إبي عندك بشارة لي"

حامد بمرح: عقب ماراحت علي بشارة رجعة شهاب آل حزام..
مع إني داري إنه هنا قد له كم يوم..
بس ماكنت أدري إنكم ربع.. مع أن مساعد قال قل لفرات..
بس عمى القلب الله يكفينا شره..

فرات بابتسامته العميقة: أيام صحبتي مع شهاب أنت كنت صغير.. عدا إنك ماكنت ساكن معنا أصلا.. وش بيعرفك إنه رفيقي؟؟ وحتى عيالي مايعرفون..

حامد بتحسر مرح: المهم إن البشارة طار بها تركي..
إلا وش ناوي تعطي تركي بشارة؟؟

فرات بابتسامة واثقة: والله يا أخيك.. من قد ما أبي اعطيه بشارة كبيرة..
أشوف مافيه شيء يوازي فرحتي بشهاب.. مهما كان كبير..
ثم أردف بمودة: زين علمني وش بشارتك؟؟.. يمكن يجيك بشارة مثل تركي..

حينها تغيرت ملامح حامد إلى الجدية وهو يهتف بهذه الجدية:
أنا عقب فترة مسافر عندنا بطولة.. هذي البطولة بتكون آخر بطولة أشارك فيها.. باعتزل عقبها...
ورح أرجع لشغلي خلاص...

ابتسم فرات ابتسامة كبيرة: الله يبشرك بالخير.. الله يبشرك بالخير..
هذا الكلام المضبوط..
ثم أردف بابتسامة مقصودة : أجل العرس متى؟؟

حينها ضحك حامد: حبة حبة يافرات.. ضربتين في الرأس توجع..
الحين خلني أخلص من سالفة الكورة بصورة مشرفة..
وإن شاء الله نفوز بالبطولة..
وعقبها أضبط وضع شغلي..
وعقب وعقب عقب نتكلم في العرس...



*****************************




"يسعد مساكم يا بنات
ممكن أدخل.. "

الجليلة التي كانت منكبة على دروسها رفعت رأسها حين سمعت طرقاته على الباب..
و أذنت له بالدخول...
وهتفت باحترام جليل وهي تقف وتشير بيدها: أكيد فديتك تعال...

أميرة التي كانت مقطبة الجنين تدرس أيضا والجليلة تشرح لها بعض التفاصيل.. توترت قليلا حين دخل شهاب..

شهاب مازال واقفا عند الباب وهو يهتف بحزم: ترا أنا اللي بوديكم بكرة الجامعة..

الجليلة بمودة: فديتك مساعد بيودينا.. هو رايح بنا وبلانا..

شهاب بذات الحزم: محاضرة مساعد متأخرة.. وأنتو عندكم أولى..
أنا أبي أوديكم...

الجليلة بذات المودة: إن شاء الله أبرك الساعات..

حينها هتف شهاب بتساؤل وهو ينظر حوله: هذي غرفة من فيكم؟؟

الجليلة باحترام: غرفتي فديتك..
وترا على فكرة شهاب.. ترا غرفة أمي وإبي فاضية ومجددة بالكامل إذا تبي تنقل لها..
وقبل سنتين أصلا جددنا البيت كامل..

شهاب بجدية: مساعد علمني كل التفاصيل.. وغرفتي مكفيتني.. خلي غرفة إبي وأمي..

الجليلة بجدية مشابهة: احنا أصلا خليناها لك..

تنهد شهاب بحزم وهو ينظر لأميرة التي لم تنطق بحرف منذ دخل:
خلينا من ذا الموضوع...
ثم أردف بحزم بالغ وهو يوجه الكلام لأميرة: أميرة لو سمحتي.. وريني غرفتش..
أبي أشوفها..




*************************************



دخل إلى غرفته ليجد أمامه مشهدا من أجمل مشاهد الحياة..

كانت غالية نائمة تبدو كملاك داهمه النوم غفلة..
وعلى ذراعها ينام سعود يدفن وجهها في صدرها..
مشهد لا يبدله بالكون كله وهو يبعث في روحه سعادة عميقة..

اقترب منهما ليحمل سعود إلى سريره..
لفت انتباهه بقوة الهاتف الموضوع على الطاولة الصغيرة بجوار غالية..

"ذات الهاتف"
إنه ذات الهاتف أساس المشكلة..
كانت غالية قد أخرجته من مخبأه تريد وضعه في حقيبتها كي تعيده لصاحبته..
فاحتفاظها به لا معنى له...
فالشكوك موجودة.. وصاحبة الهاتف لا ذنب لها..
وجابر بات يلح كثيرا ليحصل عليه...
وأصبح مشكلة إضافية تضاف لمشاكلهما..
لذا تريد التخلص منه.. فهو بات هما على قلبها..

جابر تناول الهاتف وخرج به..
متوجها لغرفة ضي..
ويتشكل في ذهنه قرار جديد...




***********************************



يدخل غرفته بعد هذه الليلة التاريخية بأحداثها التاريخية المذهلة..
لقاء فرات وشهاب..
و..
و.....
و...........
إمساكه بيد الهنوف!!

(يا الله يا يدها... يا يدها..
معقولة هذي مجرد يد..؟!!
هذي تاريخ جديد كتبته لحياتي..
يا الله يا الهنوف..!!)

تنهد للمرة الألف ربما..
وهو يقوم بروتينه المسائي..
استحم.. قرأ ورده.. صلى قيامه..
أنهى تحضيره لمحاضرات الغد...
فعل كل ذلك.. وفي داخله نبضات لا تهدأ.. ولا تستكين..

زفر بيأس: يا حال العنا عقب ذا العمر يا تركي!!

عرف أنه لن يهدأ له بال ولن يستطيع النوم حتى يسمع صوتها على الأقل...

لذا تناول هاتفه واتصل بها بثقته المعتادة حين يقرر قرارا ما...

في وقتها..
كانت الهنوف في غرفتها للتو أنهت قيامها ووردها وذكارها.. وكانت تستعد للنوم..
كانت مازالت تعاني فوضاها العميقة بعد فعلة تركي الشنعاء عصر اليوم..
اقتحامه لخجلها بهذه الصورة الكاسحة.. أرعبها.. وترها..
لا تفهم أسبابه...
مازالت تشعر بغموضه الكبير..
تشعر أنه يعبث بها لأغراض غير مفهومة..
او ربما كانت مفهومة له.. لكنها غير معلومة لها...
لو أنها كانت أصغر سنا أو أقل معرفة بتركي نفسه... لربما ظنت أنه يحمل لها مشاعرا ما..
أو لربما تهورت وجنت وظنت إنه يحبها..
فهذا الشغف الذي يبديه كاسح.. ولا يخفى عليها.. فهي ليست طفلة..

فهل هو يشعر بالذنب لإهماله لها طيلة تلك السنوات؟؟
هل يريد تعويضها عبر مشاعر غير حقيقية؟!!

تنهدت في داخلها: وش وراك يا تركي؟؟
ليتني أفهمك بس!!
كان ارتحت.. بدل منت لاعب في أعصابي..
وكل اللي أنت سويته الأشهر اللي فاتت من حركاتك المراهقة كوم..
واللي أنت سويته اليوم كوم ثاني...
قبل كلها أشياء بسيطة وبيني وبينك.. كلام .. تربص في الخفاء..
بس إنك تمسك يدي بذا الطريقة وقدام العالم كلهم..
يـــمــــه!! يــــمــــــه!!
هذا لو صادفني بروحي مثل هذيك المرة وأنا في المطبخ بروحي وش ممكن يسوي؟؟


تصاعد غضبها.. وهي تستعيد الموقف..
وتصاعد خجلها...
ثم تصاعد غصبها...
وحين وصلها اتصال تركي...
كانت قد بلغت أقصاها من الغضب والخجل...



****************************



"يمه تبين قهوة بعد أجيب لش؟؟"

أم سعود بحنان: فديتك خلاص تقهويت وتعشيت وش عاد القهوة له؟؟

سعود هتف بمودة يتبدى فيها إرهاق كبير: يمه لا أحد يطري عليه يروح الحرم قبلي..
بنروح كلنا مع بعض نصلي الفجر سوا..

أم سعود بذات الحنان: عادي يا أمك بأروح أنا والجازي.. وأنت تعال أنت ودانة..

سعود بإصرار: يمه فديتش لا تروحين قبلي.. ما أرتاح إذا أنتي موب معي..

ثم أردف بحنان وهو يهتف للجازي الجالسة بقرب أمها والتي كانت تسند رأسها لطرف المقعد..
ويبدو عليها الإرهاق: أنتي شكلش منتهية تعب قومي نامي ..
وتراني طلعت لش كرت بدل اللي ضاع في الحرم..
حطيته على الطاولة جنب المدخل..
وأكمل هو يمسك بطرفي رأسه: مصدع يا أخيش جدا.. عندش بنادول..

همست الجازي بذات الإرهاق وهي ترفع رأسها: أظن في شنطة دانة.. بقوم أعطيك..

سعود وقف وهو يهتف بحزم: خلاص أنا بقوم أخذه وانسدح.. حدي تعبان...

توجه سعود إلى داخل غرفته.. بعد أن ترك والدته والجازي جالستان في الصالة..
فالجناح كان مكونا من غرفتين نوم وصالة..
في وقتها كانت الدانة تستحم.. وحقيبة يدها على التسريحة..
فتح سعود الحقيبة ووجد البنادول.. لكنه وجد مع شريط البنادول..
شريطا آخر.. يعرفه تماما..
بالأسهم على سطحه.. وبأقراصه المدورة الصغيرة.. التي اختفت منها عدد من الأقراص..




#أنفاس_قطر#
.
.






التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 28-06-21 الساعة 03:11 PM
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً  
التوقيع

.
فتحتُ لك (بعد الغياب) بابا ، ففتحت لي (أسى الهجران) أبوابا، وهأنا أقف حائرة (بين الأمس واليوم ) ، مصلوبة في (فضاءات اليأس والأمل)
.
.
قديم 28-06-21, 11:43 AM   #3917

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Cool

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ~sẳrẳh مشاهدة المشاركة

اثبت لك اني نجمة بحد ذاتي
ما احتاج نجوم

ايه وبعدين ؟؟


لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 28-06-21, 11:43 AM   #3918

منـال مختار
 
الصورة الرمزية منـال مختار

? العضوٌ??? » 477586
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,015
?  مُ?إني » المملكة العربيه السعودية
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » منـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1032 ( الأعضاء 176 والزوار 856)

منـال مختار, ‏تفاحة فواحة, ‏chouchou23, ‏shammaf, ‏*جارة القمر*, ‏عبَق الخُزامى, ‏شموسه3, ‏منال امل, ‏l___ofa, ‏مرام.!, ‏نجمه متالقه, ‏rewerrewe, ‏hanaa85, ‏نسمة عذبة, ‏moonprincess, ‏منظرتي, ‏الغضاء, ‏ريما الشريف, ‏Maha bint saad, ‏حروف حنو, ‏سوسو1415h, ‏ملك-, ‏عبق الرياحن, ‏ليلوسا, ‏أبها, ‏حريرَ, ‏صعب نلتقي, ‏هبوش المحمد, ‏عمة_البدر, ‏ميمي2, ‏Aya youo, ‏سرى النجود, ‏غصـون, ‏#بدون_أسم, ‏شذاء, ‏جـيجي, ‏آمال موضي, ‏Dall, ‏الغيّد, ‏amana 98, ‏ساره عتب, ‏summer cloud, ‏meryamaaa, ‏نيوليفر, ‏اطلانتس, ‏ماادري بعد, ‏queen to00ofy, ‏ام نينه, ‏khwlahal, ‏عاشقة الاوركيد, ‏غديش.،, ‏Electron, ‏rasha2001, ‏ليلو لولا, ‏سحايب~`., ‏imashail, ‏rare heart, ‏همس البدر, ‏eman90, ‏ربى الشام, ‏عايشة سني, ‏roudha, ‏Monya05, ‏دموع عذراء, ‏سودوكوو, ‏fadwanihad, ‏حلم و أمل, ‏جنى., ‏الاميرهه, ‏#أنفاس_قطر#, ‏مجد22, ‏جلاديوس, ‏ضياء س, ‏Glories1, ‏لولوة 22, ‏أم نوره, ‏رذاذ الغيم, ‏نآرو, ‏1207, ‏دُجى., ‏بين الوجود والعدم, ‏Nassnura, ‏راء عين, ‏Mimileo8414, ‏اريج شيماء, ‏•Abeer•, ‏وعدي الابدي, ‏different, ‏قيقي, ‏االنايفة العنزي, ‏ربي اسألك الجنة, ‏Qsn_, ‏HA14, ‏أنفاس مآ بعد الغياب, ‏Shimoo1996, ‏الأفنان, ‏Modi11, ‏عيسره, ‏أصداف_, ‏Batol210, ‏noura26, ‏تغريد2, ‏الصفا الشرقي, ‏مومو_, ‏جنون امراه, ‏ام عهد وعلي, ‏انا مضاوي, ‏safa2018, ‏خالد_, ‏Abeer el, ‏الفجر الخجول, ‏رولا بنت فلسطين, ‏ايما حسين, ‏زهرةالكون, ‏سارا خالد, ‏سلطآنه, ‏نون ساد, ‏ليال الود, ‏Umani, ‏بلاكو, ‏كاردي, ‏رسيل رسيل, ‏طلسومه, ‏زهرة الغابه, ‏Arw2, ‏الآمال, ‏كمال انثى, ‏حقول الياسمين, ‏خفوق انفاس, ‏فوفونان, ‏zsa89, ‏Shahad90070, ‏زموردة, ‏aboore36, ‏بنت المشايخ, ‏لبنى أحمد, ‏عزتي في عفتي, ‏غنوزة, ‏Hamsalgala, ‏موضى و راكان, ‏أميرة الزهرانيي, ‏Lipota, ‏بينار يلمز, ‏وكان, ‏hind_mohad, ‏nooon20, ‏لم يكن بالحسبان, ‏هبة عامر, ‏أم بثينه, ‏الصمت القاهر, ‏Omima Hisham, ‏Arwa ozil, ‏رزانمن, ‏اماني راكان, ‏موجة هادئة, ‏hibatalrahmane, ‏الغجرية السمراء, ‏ومضة قلب, ‏رحبى, ‏ياسمين78, ‏الاوركيدا., ‏Sohair 88, ‏لطيفة**, ‏micdrop, ‏آلجآزي, ‏بلس, ‏حليمة سباغ, ‏شهدsoso, ‏سيفداا, ‏Besh1992, ‏سبيتان, ‏ليل سوسو


منـال مختار غير متواجد حالياً  
قديم 28-06-21, 12:06 PM   #3919

االنايفة العنزي

? العضوٌ??? » 356861
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 193
?  نُقآطِيْ » االنايفة العنزي is on a distinguished road
افتراضي

وين البارت ؟ مفترض ينزل اللحين ولا 11 بالليل؟

االنايفة العنزي غير متواجد حالياً  
قديم 28-06-21, 12:09 PM   #3920

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة االنايفة العنزي مشاهدة المشاركة
وين البارت ؟ مفترض ينزل اللحين ولا 11 بالليل؟


البارت نزل في الصفحه السابقه


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:39 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.