آخر 10 مشاركات
غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          8 - الحب الساحر - سوزان كاري (دار الكتاب العربي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          3 - ارحل وحدي - بينى جوردان (الكاتـب : فرح - )           »          طلب مساعدة لاشراف وحي الاعضاء (نرجو وضع تنبيه بنزول الفصول الجديدة للروايات) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          روايه لا يغرك نبض كفي وارتجافه ضاق بي قلبي وشلته في يدي (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          عــــادتْ مِنْ المـــــاضيِّ ! (1) * مميزة ومكتملة *.. سلسلة حدود الغُفران (الكاتـب : البارونة - )           »          دموع رسمها القدر * مميزة ومكتملة *_ بقلم ديدي (الكاتـب : pretty dede - )           »          82 - الحمقاء الصغيرة - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-06-21, 01:16 AM   #1

آروى العربي

? العضوٌ??? » 483730
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 16
?  نُقآطِيْ » آروى العربي is on a distinguished road
Rewity Smile 1 اشتهي ضمك


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم قراء وقائع منتدى روايتي.. أطل عليكم اليوم بأولى رواياتي وهى( اشتهي ضمك) مع خالص تمنياتي ان تنال اعجابكم..






الروايه غير حصرية.. وستيم تنزيلها كل يوم اثنين الساعة الثانية عشر بتوقيت مصر






*مقدمة*

أوقفت السيارة أمام البناية التى تسكن بها
كادت تدلف اللى البناية .... إلا أن صوته الذى رن بأذنيها جعلها تتيبس بمكانها

(إيلاف ..)
هزت رأسها يأساً ... او ربما كان هلعاً
وهى تشعر بقلبها ينتفض بهلع ... وحدثت لسان حالها (ليس الان ... ليس وقت تهيأت يا ايلاف ... ليس الان ليس وقتها) ... نفضت شعرها الى الخلف وتقدمت خطوتين ... فاوقفها صوته وهو يقترب منها سريعاً
(إيلاف ... توقفى)
تيبست قدميها ... بل شلت أطرافها ... اخذ جسدها يرتعش فى خفية ... بينما هو يقترب ... تعالت دقات قلبها وهى تشعر بأمعائها تتوعك من الخوف
اقترب بدرجة خطرة إلى أن تشربت أنفها رائحته ... بشكل جعلها تود الهرولة فى الحالx
(الن تلتفتى إلى ... الم تشتاقى لى؟) تشربت اذنيها صوته الشديد .... عنيف المشاعر
اغتصبت ابتسامة مرتعشة على شفتيها ... والتفتت إليه وهى تحاول مدراة يديها المرتجفة .... و حدثته بإنجليزيه متقنه
(عفواً .... أظنك قد خلطت بيني وبين شخص آخر)
التفتت لتهرول بعيداً ... إلا أن يديه اعاقتها .... نفضت يديها وهى تصرخ بوجهه (اجننت انت ... أغرب عن وجههى)
(واللعنة توقفى عن التحدث بتلك اللغة اللعينة)
كادت تتخطاه وهى تتمتم (اعتذر انا لا افهم ما تقوله )
اعاق تقدمها وهو يقف أمامها دون أن يمسها ... رفع رأسه إلى أعلى وهو يقهقه بجنون
تراجعت بقدميها إلى الخلف وهى تكمل بالانجليزيه (أن لم تبتعد من أمامىxx ستجبرنى بافتعال مشكلة وانا لا اريد هذا )
على صوت ضحكاته وهو يصفق لها بعنف (احسنتى ... اقسم لك لتوى اكتشف ان لديك تلك الموهبة العظيمة فى التمثيل ... رائع ... متى سينتهى هذا المشهد الهزلى)
اغلقت سحاب معطفها ... وخبأت يديها بالمعطف وهى تسرع بخطاها ... وقلبها يقرع بعنف كمن خرج للتوx من سباق ماراثون
هز رأسه بعنف وهو يعود ليعيق تقدمها ... تراجعت هى للخلف وهى تراه يهسهس بصوت عنيف ... اقرب الى الجنون (توقفى عن تلك المسرحية الهزلية .... والآن)
تراجعت خطوة أخرى إلى الخلف وهى تنفى برأسها (انا لا اعرفك ) لا تعلم أكانت تقر بأمر واقع ... امx تحاول إقناع ذاتها
تلك المرة صاح بصوت شديد العنف وهو يلهث (انتى زوجتى واللعنة !!! ...)
تلك المرة صرخت هى بوجهه وهى تقترب بوجهها منه ولم تدرك أن عقدة لسانها قد فكت و تحدثت أخيراً بالعربيه(ليس بعد أن خنتنى ايها القذر)
وتناسوا أنهم ليسوا بأحدى الدول العربية حتى يستمروا بصياحهم هذا ...
فمر كل شئ أمامهم كسرعة الضوء .... وفى أقل من عشر دقائق كانوا السكان قد طلبوا لهم الشرطة بسبب الازعاج الذى سببوه أمام البناية







روابط الفصول

المقدمة .. اعلاه
الفصول 1, 2, 3, 4.. بالأسفل

الفصل 5
الفصل 6







التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 03-08-21 الساعة 10:40 PM
آروى العربي غير متواجد حالياً  
قديم 22-06-21, 01:46 AM   #2

آروى العربي

? العضوٌ??? » 483730
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 16
?  نُقآطِيْ » آروى العربي is on a distinguished road
افتراضي

(الفصل الاول)

‏شعور سيء أن تكتشف مؤخراً أنك تعاملت دائماً مع الأشباه ، أشباه الأحبّاء ، أشباه الأصدقاء ، لا شيء حقيقي وثابت في حصيلتك إلى الآن

"فيودور دوستويفسكي"

★★★★★★★★★★★★★★★★

نظرت إلى الشرفة التى تطل على الشارع المليئة بهذا الهواء النقى ... لكنه خالى من الدفئ
تملئه بروده تقتلها ... أو ربما تلك البرودة قابعة بداخلها هى .. تتسرب بهدوء وخباثة تقتل كل ماهو دافئ بحياتها
هزت رأسها يأساً لقد ملت التفكير المستمر بذات الاشياء ... وملت من حياتها

عادت لتنكب على عملها الذى بين يديها ... ذلك الشئ الوحيد الذى تبقى لها من حياتها السابقة
سابقاً كانت تعشقه ... كانت تعمل وتجتهد بشغف ... ولكن الآن!!!

بالتأكيد ليس الأمر سوى لكسب المال الذى يكفى إحتياجتها

ما أن خطت أعتاب شقتها حتى اشتممت رائحة الوحدة و الالم ... فباتت تسمى عتبه شقتها بعتبه الالام ...
ولكن الم تكفى سنه للتعايش مع هذا السواد المؤلم ... إلا تكفى سنه لكى تقلل من حده ألم تلك العتبة؟؟
.. بل يكفى ... على الاقل يكفى للتعايش

انهت وجبتها و اقتربت من تلك المكتبة التى أمامها
سحبت كتاب عنوانه (عتبة الالم)
رائع!!!
يبدوا أن حتى مكتبه هذا المنزل تتفق عليها

اغلقت الكتاب .. واتجهت إلىx الجزء الاخير و الاصعب من يومها .. خطت بأكتاف متهدله بعيدة كل البعد عن أى رغبة تدل على المقاومة على هذا الاكتئاب الواضح ... دلفت الى غرفه نومها .. تضجعت على الفراش لتسبح فى بحور من الذكريات و عودة لوصلة جديدة من محاسبة النفس و الكثير والكثير من تأنيب الضمير على ما ألا إليه حالها ...
إلا أن رنين هاتفها قاطع هاله كئابتها الروتينية لكل مساء
كان مدير عملها يخبرها عن تلك الإجازة القصيرة .... يال سعادتها!!!
سيكون هنالك المزيد و المزيد من الوحدة القاتلة ... والكئابة المستمرة ..... ليس فقط فى الليلx xx

★★★★★★★★★★★★★★★

نظر إلى من امامه بأعين من البندقي ...تشتعل غاضبهx لكن لا تخفى مدى الشرخ القابع بأعينه ..
(إلى متى ... لقد مر خمسة أشهر
وكل يوم ذات الشئ ... لا يوجد مرة اتيتنى بمعلومة واحدة تساعدني على الوصول إليها!!!)
صاح إلى أن كادت حنجرته تشكو
(يا سيد ايهم أننا نحاول ونفعل كل ما ن....
حاول أحد رجال التبرير إلا أن صوت ايهم الغاضب قاطعه
(جميعكم فاشلون ... الخطأ خطئى انا من اعتمدت على من مثلكمx .. هى إلى الخارج لا اريد رؤية أحد بالغرفة )
جلس منهكاً يدلك قلبه بيديه ... لم يعد يتحمل كل تلك الأحداث ... لقد سرقت راحته وهنائه ... سرقت النوم من بين أعينه
وفرت هاربة ... فقط بتلك البساطة
دون أن تعطيه فرصة
أخرج هاتفه ينظر إلى صورها ... وهل تبقى منها غير بعض من الصور
اشتدت يديه على هاتفه وكل خليه بجسده تصرخ بإشتياق ... وبإشتهاء أكبر
افتقدت رأسه موضع نومه الهانئ ... افتقد جسده ارتعاشه خلاياه ما أن يتلمسها ... افتقد لتخلل يديها الناعمة خصلات شعره
وضع يديه على شاشة هاتفه
لكم كان يتمنى لو أن بشرتها الناعمة تحل محل هذا الهاتف ...
تدحرجت إحدى العبرات فوق وجنته ... لتعود فقط لتعود
وسيتخلى عن كل تلك الصفات التى كانت تزعجها .. سيتخلى عن عنجهيته وعن راسه الصلب ... يكفى أن تعود لتبرد عنه نار قلبه من شوقها
قاطع خلوته طرق أخيه على الباب
تحدث أسر بمزاح فى محاولة للتخفيف عنه
(ماذا استترك الحمل على عاتقى كثيراً ؟)
(الم يكن الحمل على عاتقى لسنوات وانت لا تفعل شئ سوى السفر من هنا إلى هنا ... فلتتحمل قليلاً)
أخبرهx بحنق مزيف ( إلا يمكن لأحد أن يمزح معك!! )
اكتفى ايهم بهز رأسه له وهو شارد الذهن ينظر من النافذة
تألم أسر لحاله شقيقه .. اقترب وجلس أمامه
(ما الذى تفعله بنفسك ... ما الذى يفترض بهذا أن يوصلك!! ومن أجل ماذا لأجل سراب؟؟
أمن خلقها لم يخلق غيرها ...x اهى اخر نساء الأرض يا أيهم؟)
وضع ايهم رأسه بين كفيه مخبراً إياه بإختناق
(لم يخلق يا أسر ... لم يخلق)
هز رأسه بيأس من حاله أخيه (انا لا استوعب شئ ... ولا أفهم سبب فعلها لهذا .. أخبرني على الأقل ما حدث ... لما قد تفعل بك هذا و انت فى اشد احتياجك لها؟؟x ... تحدث معى وفرج عن همك)
(لايوجد شئ يفترض بك معرفته .. لاتشغل بالك بىx ... صوب تركيزك انت على العمل ، ليعمل أحدنا على الأقل)
ودون أن ينبث ببنث شفه أخرى سحب معطفة وخرجxx

★★★★★★★★★★★★★★★

اخذت تتجول فى شوارع المدينة وحيدة كعادتهاx ... تلك الاجازة تزيد من مقدارتالمها

أرهقت كثيراً ... تريد التوقف عن التفكير ومحاسبة نفسها ولكن تعود وتتذكر ما حدث خلال هذا العام المليئ بالدموع التى انهكتها إلى أن جفت عيناها
الأحداث تمر أمام عينيها كصفعات شديدة الألم تطبع على وجنتيها بعنف
وضعت يديها على رحمها وهى تشعر بقلبها ينشطر ألما... واعينها تشاركهx بالدموع

بينما هى شاردة الذهن بذكراياتها قطع عليهاx صوت نباح متالم قادم من إحدى الشوارع الجانبية لم يكن كأى عواء كلب بل كان أقرب إلى إستنجاد
لم تستطع كبح فضولها حتى بما هى فيه
ظلت تقترب بخطوات صغيرة ومرتعشة
اقتربت حتى باتت الصورة واضحه لها وهى تكاد تموت من الرعب مما هى فيه الآن
صدمت حينما رأت الكلبة تحتضن أطفالها برعب ... تصارع أنفاسها الأخيرة ... يخرج من جانب فمهما رغوة تدل على ان تلك المسكينه تعرضت لتسمم من ايدي عديمه الرحمه

نظرت إيلاف لها برعب ..منها و عليهاx
ظلت فى مكانها لا تتحرك الخوف والرهبة يمنعوها إلى أن أبعدت كل هذا من فكرها وتذكرت أنهم أرواح خلقها الله وعليها أن تفعل ما تستطيع حتى تنقذهم
ولكن ما أن اقتربت حتى أطلقت روحها إلى السماء تلك التى حتى آخر أنفاسها تدافع عن صغارها
تغلبت على هلعها وحملتها ووضعتها فى إحدى الجوانب البعيدة ثم ذهبت لصغارها
وجدتهم منكمشين بين بعضهما البعض خلعت وشاحها الصوفى من على رقبتها ثم لفتهم به
فى محاولة منها لانقاذهما
.......

خرجت الطبيبة البيطرية من الغرفة
نظرت لها إيلاف ثم قالت بخفوت
(هل هم بخير)
نظرت لها بأسف
(للاسف مات أحدهم ولم نستطع إنقاذه أما الآخر فهو بصحه جيده يحتاج فقط للراعيه والطعام وسيشفى سريعاً ، يمكنك أخذه الان)
نظرت لها بصدمه ( مماذا اا اخذ من !؟)
نظرت لها الطبية بذهول لرد فعلها
( الجرو!!!
انظرى هو يحتاج لرعاية إلى أن يشفى اعتنى به وفيما بعد يمكنك عرضه للتبنى )
اومأت لها لتتركها الطبيبة وتذهب
ودلفت هى لتأخذه

دلفت من باب شقتها وبين يديها ذلك الجرو الصغير نظرت له بحنان و احتضنته اكثر وهى تحدثه (يبدوا أنه يوجد من سيشاركنى وحدتى القاتمة تلك .... اتمنى ان لا تمل منى بحق)


عادت من ذاكرتها حينما وجدته ... طالعته بسعادة وهى تنظر الى جسده الذى ينمو بصورة تذيب عقلها .. لم تتخيل يوما ان تستطيع التغلب على خوفها منهم ... احتضنته وهى سعيدة بوجود ذلك الشقى الذى أنس وحدتها

★★★★★★★★★★★★★★★

دائماً ماتكون الذكريات تؤلم .... تضرب فى منتصف القلب فتصيبه بسقيع من اشتهاء فج و عميق لهذه الأيام ......
الذكريات دائماً ما تكون كالأمواج المتتالية تضرب بكل فرصة
تأتى وتبقى وتستقر ويتولد ذلك الشعور الموحش بالفراغ ، بالتهالك ، وبعدم القدرة على الاستمرار قدماً ... أو العودة إلى الخلف

بينما هو فى ذات الوقت يجلس وحيداً شارداً بها وبذكرياتهم معاً تلك التى لم يمر عليها الكثير
ولكن فراقها جعله أشبه بعقداً مضى تلك الذكريات التى هى كل ما تبقى له منها وذلك البحر الذى يشكوا له همه فى كل ليلة عله يخفف عليه
أو لعلها ترحم قلبه العاشق وتأتى ليشبع عينيه من ملامحها
جميع ذكراهم لا ترفق به نظر إلى المكان الفارغ بجانبه يتخيلها كما إعتاد دوماً تجلس إلى جانبه
ويريح هو رأسه على فخذيها
إشتاق لملمس أصابعها الناعمه بين خصلات شعره
إشتاق إلى غنائها بصوتها العذب الذى أسره منذ أول مرة قد أطلقته أمامه من بين شفتيها
اخذت به أفكاره إلى اول لقاء لهما
..........
عودة إلى وقتٍ سابق
..........
كان يسير فوق الرمال كعادته يأتى ليشكوا همه لصديقه الوفى
يحكى له عن الماضى ...
ذلك البحر الذى يكفيه منه نسماته المشبعة برائحة ماء البحر والصخور والرمال
و بينما هو شارد بصفاء ذهنه مع نسمات الهواء الطلق
إلتقطت عيناه البندقيتان حوريه انطلقت من إحدى الاساطيرالرومانيه اخذت ساقيه تقوده إلى تلك الحوريه الصغيره بفستانها الابيض الفضفاض مع خصلات شعرها البندقى الطويل وببشرتها الخمريه التى تعكس بياض فستانها والى الان لم يلمح وجهها بعد
ما أن اقترب أكثر حتى سمع ما أسر قلبه قبل أذنيه
كانت تغنى غير واعيه لذلك الواقف خلفها مشدوها
(يُسمعني حينَ يراقصُني
كلمـاتٍ ليست كالكلمات
يُسمعني حينَ يراقصُني
كلمـاتٍ ليست كالكلمات
يأخذني من تحتِ ذراعي
يزرعني في إحدى الغيمات
يُسمعني حينَ يراقصُني
كلمـاتٍ ليست كالكلمات
يأخذني من تحتِ ذراعي
يزرعني في إحدى الغيمات
والمطرُ الأسودُ في عيني
يتساقطُ زخاتٍ زخات
والمطرُ الأسـودُ في عيني
يتساقطُ زخاتٍ زخات
يحملني معهُ، يحملني
لمساءٍ ورديِ الشُرفات
لمساءٍ ورديِ الشُرفات
يُسمعني حينَ يراقصُني
كلمـاتٍ ليست كالكلمات
يأخذني من تحتِ ذراعي
يزرعني في إحدى الغيمات
والمطرُ الأسودُ في عيني
يتساقطُ زخاتٍ زخات
والمطرُ الأسودُ في عيني، في عيني
يتساقطُ زخاتٍ زخات
يحملني معهُ، يحملني
لمساءٍ ورديِ الشُرفات
لمساءٍ ورديِ الشُرفات
لمساءٍ ورديِ الشُرفات
لمساءٍ ورديِ الشُرفات
وأنا كالطفلةِ في يدهِ
كالريشةِ تحملها النسمات
أنا أنا أنا أنا في يـدهِ
كالريشةِ تحملها النسمات)
لم يشعر بقدمية التى تصنمت بالمكان ...
ولكن ما أن استعاد عقلة اتزانه وسلطته على خلايا جسده و هم بالتحرك قدماً إليها
حتى رأها تنفض الرمل من على ملابسها وهمت بالابتعاد و هاتفها على أذنيها
اقترب وجلس بالقرب من مكانها الذى جلست به
ليلمح مشبك معدني للشعر مزين بالصدف اخذها ونفض منها الرمال و دون إدراك لما يفعل قربه من أنفه ليستنشقه
(عنبر)
كان هذا ما نطقه بشروداً تام
بعد فترة بينما هو يسير على الرمال وعينه متركزة على الرمال تحت قدميه فوجئ بصوت صراخ من بين لهاثاً عنيف ما أن رفع رأسه حتى صدم بمن وقعت بين أحضانه تلهث وتأن كالاطفالx

تفاجى من رائحه العنبر المنبعثة منها ومن شعرها ااذى يتعدى اسفل ظهرها بقليل وما أن نظر إلى أسفل جيداً حتى علم أنها هى صاحبة الصوت العذب
ظلت تلهث وما أن استوعبت الوضع التى هى به حتى انتفضت كالممسوسه من بين احضانه
(اا انا اعتذر بشدة لكن .. لكن كان يوجد كلب ... انا ذاهبة)
لم يفهم كلمة مما نطقته ولم يرى وجهها كانت مخفضة رأسها للاسفل
وما أن همت بالذهب حتى أمسك بيدها واعادها أمامه نظرت إلى يده بغضب ثم نفضته
احترم هذا واعتذر لها (اسف ... ولكن اعذرينى فانا لم افهم شئ!!)
سحبت نفس واطلقته بهدوء ثم رفعت انظارها له وقالت بهدوء ( كان يوجد كلب يهرول خلفى )
قالتها بمنتهى البساطة
نظر لها مشدوها ( اكل هذا من أجل كلب!!!)
ما أن لاحظ شرارات الغضب بين اعينيها حتى استرد قوله ليتخذها فرصه فهو لن يضيعها عليه وقال (اعذريني ... ايهم تشرفت بمعرفتك)
قالها وهو يمد يده لها
نظرت ليده بإستنكار و توتر ثم صافحته وهى تهديه بسمه هادئه ولا تعرف لما ولكن هاله الامان التى تحيط به بعثت بها قليلاً من الاطمئنان ( إيلاف )

أعاد إسمها بين شفتيه بخفوت وكأنه يستلذ بنطقه
( إيلاف ) قالها بخفوت ولم يدرك أن صوته مسموعاً
ولكنها إستطاعت سماعه فأومأت بتأكيدx
افاق على عينيها التى تنظر له ببرائه تلك العيون الخضراء ام فيروزيه لا يعلم ولكنه مدرك لشئ واحد انها تدب بالجسد قشعريرة لذيذة بتلك الطريقة التى تنظر بها
( اذا سمحت!! )
افاق على صوتها وهى تحاول نزع يديها لم يكن يدرك بعد انه مزال ممسك بيدها من بين كفه الذى أحاط بكفها الصغير
أفلت يديها وهو مستاء
وما أن ترك يديها حتى لفت انتباهه ذلك الخاتم المتوسط اصابعها بين كفها الأيمن
لم تدعه لشروده كثيراً ( عن اذنك انا يجب علي الرحيل ... تشرفت بمعرفتك )x وتركته وذهبت نظر إلى ظهرها الذى يغطيه شعرها البندقى الطويل
كم يتمنى أن تلتفت يريد أن يرى عينيها يريد أن يسبح بذلك النهر المحاط بالغابات الكثيفة لمرة واحدة أخيرة
ولكن لما قد تفعل !! ...
لكنها صدمته حينما إلتفتت وما أن ابصرته حتى ابتسمت ابتسامه مهزوزة والتفتت لتسرع فى خطاها
( غبيه غبيه ... لما التفتى له من الاساس ... من اين تعرفيه حتى تلتفى له )

..............

ظل جسده ينتفض وهو يصرخ مرة منادياً بأسم والدته ومرة بأسم والده وعشرات المرات بإسم إيلاف
رأسه تهتز يمين ويسار وجيده يتصبب عرقاً بطريقة غير طبيعية .. وهو يصيح
(لا ابتعد ... إيلاف ... ابتعد عنها .. لااا)
انتفض صارخاً وقليه يصرخ ألماً حتى أنه هيئ له أنه ينبض امام اعينيه
رفع يديه يدلك عضلة قلبه الذى لم يعد يتحمل كل تلك الكوابيس ... يكفى
وضع رأسه بين يديه وهو مازال جالس فوق الفراش ... يود أن يستريح حقاً ... حتى النوم لم يعد يرافق جفنيه
يود الاجهاش بالبكاء على حاله بصدق ......
قاطع الهاتف حالة البؤس الذى ينغمس بها

(خير يا أسر ... ماذا تريد)
_____________

هب واقفاً والهاتف بين يديه ( ماذا تقول!!!)
________________

(أأنت متأكد؟) قالها متسائلاً بتلهف
اغلق مع أخيه والابتسامه تشق وجهه وهو يمني نفسه بلقياها عن قريب ... على الاقل الان يستطيع أن يهنئ بقيلولة صغيرة

.........
مر اسبوع لم يتغير به الوضع كثيراً
سوى نوع من الكهرباء المشحونه بسبب تلهف ايهمx
...........

............

( مر اسبوع يا أسر ... الم تستطيع الوصول إلى شئ سوى أنها بلندن !!! )
قالها ايهم وهو يضغط على فكه
(صبراً يا أيهم ... على الاقل أحضرت لك مكانها .... فقط اصبر قليلاً وسأتى اليك بأدق التفاصيل )
قاطعهم دخول أحدهم إلى المكتب دون إذنx
نظر ايهم بغضب لتلك الحركة التى تشعل فتيل غضبه (ما تلك الهمج.... انتى!!!)
نظر لتلك الواقفة أمامه بصدمة سرعان ما تحول إلى غضب
( لقد حاولت منعها من ال...
قاطعها بيده ( حسناً يا سالى ... انصرفى انتى إلى عملك )
اومأت برأسها وخرجت فى صمت
نظر لها بهدوء جاهد للحفاظ عليه في مثل هذا الوقت ( خير ... ماذا تريدين بعد ) قالها بفحيح هادئ يشبه صوت الأفعى دب بأوصالها الرعب
( ا اريد التحدث معك على انفراد )x جاهدت للتغلب على خوفها والرعب الذى اكتسح كيانها
( حسناً .. سوف امر عليك ما أن تنتهى ) قالها آسر و انصرف بهدوء
ابعد ناظريه عن الباب ونظر لها بغضب وعاد ليهمس بفحيح مرعب ( الم اخبرك سابقا أننى لا اريد رؤيه وجهك وان كان من على بعد مترين؟؟)
اقتربت منه بدموع اجادت ارتجالها و امسكت يديه تترجاه (لما لا تتفهمنى ... كل ما فعلته هذا لانى احبك ... لما لا .. )
نفض يده من بين ايديها تماماً كالجرذ النتن وامسك بكتفيها بعنف ( لكم مرة سأعيد كلامى ؟؟ ... إلا تملين .. ام ان غبائك طغى على كل شئ؟)
خرج عن هدوئه ليصرخ بالاخير
ما أن حاولت النطق حتى ضغط على كتفيها أكثر إلى ان سمعت صوت طقطه عظامها تحت يده
( ليكن الله شاهداً عن كلامى .... اقسم لك أن لم تبتعدى عنى ... سأجعل حياتك جحيم على أرض الله .... اخرجى .. اسمعتى)

ولم يكترث حتى ان ينظر لوجهها الذى تحول إلى شعله من الحقد تدب النفور بالانفاس
فتح باب المكتب والقاها بالخارج وصاح بصوته مسمعاً من لايسمع (تلك الاشكال لا تعتب باب مقر عملى .... ثم نظر إلى سالىx التى تطالعه بذهول ... فهى لم تعهده حاد و فظ إلى تلك الدرجهx ( إذا اتكررت سحاسبك انتى يا سالى افهمتى!! )
اومأت برأسها سريعاً ليدخل هو إلى مكتبه غير عابئاً بتلك التى تشتعل حقداً بالخارج

★★★★★★★★★★★★★★★

كان يجلس وحيداً ممسك بزهورها المفضلة لا يصدق انها رحلت بتلك البساطة يعلم جيداً مهما كان ما يمر أو ما مر به فهو مدرك انها واجهت الاصعب يعذرها؟؟!!!
ربما ...
ولكن لن يعذرها على جبنها
ليست تلك الناضجة التى اعتاد عليها .. وعلى حكمتها
ليست هى من كان يميل على صدرها فتدعمه ...
بالتأكيد ليست هى من تفر وتهرب بدلا من أن تخوض معه فى مواجهة
ليست تلك التى كانتx تقف أمام أشد الصعاب تقف وتثابر و تواجه
أما الهرب !!
بالطبع لا ذلك لم يكن من شيمها يوماً

ولكنه بكلتى الأحوال متلهف للقاها لحجزها بين اضلعه ... لاغراقها فى شغفه
ولكن خائف مما هو قادم
خائف مما آلت إليه الأمور بينهما
خائف مما اصبحت هى عليه
مرتعب لرؤيتها بهذا القدر من الالم بين عينيها يشعر بها من هنا يقسم بذلك
ترتعد اوصاله من تلك الملامح الباردة التى مرت أمام اعينه ذات يوم
يتمنى فقط أن تسمح له بتقطيب جروحهم سوياً
لتعطيه فقط الفرصة
نظر لزهرة عباد الشمس بين يديه وابتسم كما لو كان يبتسم لوجه حبيبته الهاربة!!!
ارجع رأسه للخلف واستند على ظهر فراشه بإبتسامة مريرة على شفتيه يتذكر جميع الأحداث التى ألت إليه بحالهم من بعد تلك الليلة

أصبح يتردد على ذات المكان بكثرة عله يراها تلك التى سحرته بعينيها منذ أكثر من أسبوعين
سخر من نفسه بشدة فهو ذلك الذى كان يسخر من ما يسمى الانجذاب من اول نظرة أو أكثر!!
ربما ليس انجذاب عاطفى
ولكن ماتحرك بمكنونات رجولته لم يسبق لامرأة أن حركته
سواها ... لتأتى هى وتسرق النوم من جفونه
على مدار الخمس سنوات لم يقترب من الجنس اللطيف بسبب حادثته القديمة ..
لتأتى هى بعينين تشبه الاحجار النادرة و صوت عذب يشبه الكروان .. لتسرق جميع التعقل الذى كان يمتلكه
جلس بذات المكان التى كانت تجلس هى به منذ أسبوعان
والذى لدهشته أصبح ادماناً لديه هو الآخر
ما أن جلس حتى استنشق رائحة العنبر المنبعثة بالمكان كما أنه استشعر دفئ الرمال بمكان جلوسه استقام فى وقفته واخذ ينظر إلى يمينه وشماله عله يراها
ولكن لا .. لا يوجد لها أى أثر
جلس منكس الرأس وهو إلى الآن لا يعرف ما سر هذا الانجذاب القوى بينهم
ثم عاد ويتذكر خاتم خطوبتها الذى كان يزين يديها
وكما هو حاله فقط يتمنى بداخله الا يكون صحيحاً انها لرجل اخر
تأوه حارق خرجت من صدره لمجرد الفكرة ... اشتعل صدره ... غص حلقه
نظر إلى السماء وكأنه يستجدى ربه لما هو به
يستجديه أن يخرجه من هذا التشوش الذى لم يعتد عليه يوماً
..........
مر أسبوعين اخرين
أصابه الإحباط من أن يراها ولكن لم يتوقف عن المداومة على القدوم إلى ذات المكان من جديد وجديد لم يعرف يوماً اليأس ... كما انه احب هذا المكان
فى ذلك اليوم .. ما أن اقترب حتى وجدها بنفس المكان
ترتدى فستان اسود فضفاض وطويل لا يكشف منها الكثير بخلاف اذرعها وشعرها طويل .. الذىx قد عقصته على هيئة كعكه مبعثرة إلى أعلى رأسها كان مظهرها فوضاوى بحق ولكن لم يزيدها سوى فتنه بالنسبة له
أطلق ذفيراً عالياً ثم اقترب منها سريعاً جلس بجانبها دون أن ينظر لها وهى ظلت شاخصه ابصارها إلى الامام ... لم تعطيه ذره اهتمام
تنفس هواءٍ من فمه بهدوء ثم نقل انظاره لها
(كيف حالك؟؟)
لم يحصل منها على رفه جفن من عينها حتى أنها ظلت ناظرة إلى أمامها كما لو لم تسمعه
تنفس بعدم صبر
ليجدها تنهض بهدوء دون أى كلمه او انطباع على صفحه وجهها
احتدت نظراته من تجاهلها له وما أن وقفت لينهض هو ويمسك بساعدها بقوة غير مقصودة منه
التفت كنتيجة لجذبه لها
وقبل أن يتحدث فوجئ بوجهها المنفخ و عيونها الحمراء من شده البكاء
( ااا انا ا....)
حاول أن يتحدث ولكن لم تسعفه حروفه
لتقاطعه هى بصوتها العذب ولكن لدهشته كان ميت
صوتها الذى كان أشبه بسمفونيه موسيقية تأسر قلب المستمع له
أصبح كالجليد صوت بلا روح تماماً كما انطفأ البريق بعينيها
( انا يجب أن ارحل )
قالتها وسحبت يديها بهدوء ورحلت
عاد جالساً كما كان ليتفاجأ ببطاقة عمل مدون عليها اسمها وعنوان مكتبها متواجدة بظهر هاتفها على الرمال
نظر الى البطاقة أمامه
( إيلاف احمد السويدي )
( محاميه!!!!! )
كيف لملاك بالكاد استمع صوتها أن تكون محاميه نظر للهاتف بيديه ثم للعنوان
نهض وهو عازم على مقابلتها كحجه من أجل هاتفها
ولكنه أقسم بين نفسه انه لن يتركها لا يهتم لمدى شدة غرابه الأمر فقط يريد الاقتراب من ذلك الشئ اللامع

ظلت تتهادى وهى شاردة بما حدث لها وذلك الدخيل الذى اقتحم خلوتها مرتين
وأفكارها آلاف المرات
لا تفهم كيف له بتلك السهولة فى التعارف والحديث !!! كيف له أن يكون سلس ولبق فى الحديث ومندفع بذات الوقت
وصلت إلى منزلها فقابلت والدها بإبتسامة بشوشة ليقابله بالمثل بإبتسامة حنونه أبويه
اقتربت منه وجلست بإحضانه تماماً كما كانت تفعل وهى طفلة صغيرة عندما تحزن ظل يربت على ظهرها بحنان ( لكم ستحزنينى بعد يا صغيرتيx !!)
اومأت ببنفى وكففت دموعها بيديها وابتسمت وهى ترفع رأسها من بين احضانه اقتربت منه وقبلته على خده وقالت ( ليديمك الله بحياتى يا غالى ... لا تقلق لقد أفقت إلى حالى ... انا فقط كنت احتاج الى بعض الوقت لاتعافى من الصدمة ... ومن هذا اليوم لقد غلقت تلك الصفحة تماماً يا ابى )
ربت على كتفيها وقال (تلك هى ابنتى .. اياكى وترك الأفكار السيئة وترك الحزن يتغلغل بداخلك فيقتل كل ما هو جيد بكِ يا حبيبتى .... فلتثبتى على مبادئك واياك وسؤال نفسك لما حصل ما حصل
نحن تعاملنا بأصولنا و هو تعامل بقلة اصله .. لايستحق الحزن ليوم واحد يا حبيبتي)
( اتعلم يا ابى ... ما استعجبت أننى لست بحزينة عليه!!
انا فقط ما يحزننى محاولاتى الكثيرة و ارهاقى على من لا يستحق وتلك الإهانة الفجه التى تعرضت لها)
( لا عاش ولا كان من يهينك يا حبيبتى ... ارفعى رأسك وتذكرى دوما من انتى وابنه من انتى ... انا دائماً سأكون مسانداً لك و فى ظهرك )
(حاضر يا ابى، تصبح على خير )
ودلفت إلى غرفتها
اخذت الأفكار بها إلى ذلك الخطيب الخائن المتبجح!!!
أحبته وتعلقت به بشدة فى أوائل خطبتهم قبل سفره إلى الخارج ليوسع عمله
ولكن تغير الحال و كثرة المشاكل وشكه الدائم بها جعل بينهم فتور فى العلاقة كانت تدرك أن فراقهم أصبح على بعد خطوة و لكن كان الأمر سيكون ودياً فهو ليس بسئ أو هذا ما كانت تظنه قبل أن تعلم أنه على علاقه كاملة بأحدى العربيات التى معه !!!
تذكرت جملته المتبجحه امامها كعزر
( لما لا تفهمينى .. لقد كنت وحيداً .. وهى استغلت هذا و اقتربت منى ... لم تكن سوى نزوة عابرة .. اقسم لك لن تتكرر اعطينى فقط فرصة ... لا تجعليها تدمر ما بيننا )
تذكرت هذا وضحكت بملئ فاهها على ذلك العذر فحقاً كما يقولون عذر اقبح من ذنب
حسناً يكفى لهذا الحد تلك صفحه وغلقت
هكذا كان يردد عقلها
ثم خلدت إلى النوم
لقد كانت حقاً صفحة وطويت ولكن فى سبيل هذا كسر منها ما لم يعد يصلح للترميم ....















آروى العربي
..قراءة ممتعة


آروى العربي غير متواجد حالياً  
قديم 29-06-21, 12:54 AM   #3

آروى العربي

? العضوٌ??? » 483730
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 16
?  نُقآطِيْ » آروى العربي is on a distinguished road
افتراضي

‏(الفصل الثاني)

حتى لو لم يكن هناك أمل، فمن واجبنا أن نخلقه، بدون الأمل سنضيع!
-محمود درويش

★★★★★★★★★★★★★★★

فى اليوم التالى ذهبت إلى عملها بنشاط على عكس ما كانت به بفترتها الأخيرة
ما أن جلست حتى قاطعها قرع على الباب
(تفضل )
دخلت المساعدة الخاصة بها ( يوجد بالخارج شخص يصر على مقابلتك ..x ) سحبت نفس هادئ وهي تبتسم بنشاط
(ليست مشكله دعيه يدلف)
تفاجأت بوجود ذلك الدخيل مجددا ولكنها ظلت محافظه على جمود ملامحها .. وثبات انفعالاتها
نظر لها بتلك الحله النسائية السوداء والى شعرها المعقوص على شكل ذيل فرس طويل
شتان بينها وبين تلك الفوضوية الباكية التى رائها مسابقاً
نظر لعينيها التى تدرس انفعلاته بوضوح
عينيها تشع قوه تنافى تلك التي رأها البارحة ... تنافيها تماماً !!
(خير)
قالتها بصوتٍ حاد و بفظاظة ادهشته وبأنفها المرتفع مع حاجبها الأيمن الذى ارتفع على حين غرة اشعره كما لو كانت أنها شنت عليه الحرب
جلس بأريحية على المقعد أمام مكتبها وضعاً ساق فوق أخرى
ثم نظر لها بوضوح ومن ثم إلى الكتاب الموضوع امامها التى كانت تقرأه اقترب بوجهه مبتسماً بسماجه
(رفقاً بي يا امرأة لست بمقدرة على مجابهة ارتفاع حاجبيك وانفك فى وقتاً واحد )
لم تهتز ملامح وجهها ... وابتسمت باصفرار ردا على غزله السخيف ... واكتفت بسحب كوب الماء لترتشف منه
فى ذات اللحظة وجد لسان حاله يدندن بذلك المقطع الغزلى من إحدى القصائد الشهيرة (وأحسد كاسات تقبلن ثغرها
إذا وضعتها موضع اللثم في الفم)
ثم غمز لها بعبث
ظلت تحاول كبح ابتسامتها إلا أنها لم تستطع ابتسمت بملئ فاهها و هى تهز رأسها يأساً غير واعية لذلك الذى وقع قلبه صريعاً بين ساقيه مما تفعله هى به
... حينها تذكر إحدى مقولات نزار قباني الشهيرة

"‏حين يجتمع الذكاء والخيال وكيد النساء في امرأة ، تأكد أنك في مأزق"
ويبدوا انه تأكد انه بالفعل فى مأزق

بعدما خفتت ابتسامتها ... وذهب اللون القرمزى من فوق وجنتيها ... وعادت تنظر له بجدية
مد يده لها بهاتفها نظرت له بصدمه فكيف وصل ليديه!!
لاحظ نظره التعجب بعينيها
(الم تشعرى كل هذا بضياع هاتفك؟؟) سألها متعجباً
أخذته منه بهدوء شاكرة اياه (شكراً غفلت عنه ولم يأت لبالى فقط)
ثم عاودت النظر بإستغراب له ( اذلك هو الشئ شديد الأهمية الذى لم تستطع الانتظار من أجله !!! لما لم تعطيه لمساعدتى ببساطة)
اجابها ببساطة شديدة وهو يريح لجسده الى الخلف (بالطبع لا)
اومأت برأسها بمعنى إذن ماذا؟
(افتحى هاتفك)
(ماذا!!؟)
(ايمكنك مطاوعتى فقط) بات الرفض واضح على وجهها فعاد سؤاله بطريقة اكثر لباقة ( ايمكنك فتح هاتفك ... من فضلك)
نفخت خديها بضجر منه
ما أن فتحت هاتفها حتى وجدته ينتشله سريعاً من يديها
نظرت له بصدمه و يديها مازلت على وضعها
سجل رقمه ثم اتصل على هاتفه !!
نظر لها بإبتسامه أظهرت غمازتيه بوضوح
(سوف احدثك لاحقاً ، إلى اللقاء يا فاتنة)
ظلت ناظرة لذلك المعتوه الذى اقتحمها هى شخصياً وليست خلوتها فقط!!!
ولم تنتبه لذلك الذى خرج فرحا ما أن أبصر يديها خاليه من ايه خواتم

**************************

منذ أن قابلها من أسبوع وهى تتجاهله بجداره يشتعل غيظاً من تلك صاحبه الأنف المرتفع بشدة
ككبريائها ....
صاحبة غرور انثوي يخضع له أعتى الرجال
ولكن وان يكن .... سيصل إليها ولن يقيده غرورها هذا ... بل سيحشر غرورها هذا فى ... فمها ... صبراً ..... قالها بين نفسه وهو يفكر كيف له أن يحصل عليها تلك التى تغلغلت الى ثنايا عقدته دون أن ترهق نفسها برمشة عين فقط هى كما هى ... فقط تغلغلت به ... لمست جزء شديد الخطورة به
يكاد يجن من تلك المشاعر الهوجاء التى أتت له على غفلة عين
ولكنه ليس بطفل ... ويعلم أن تلك المشاعر التى تتحرك كلما يراها
ليست هوجاء
هالةx الاغراء المشتعله حولها تقتل ثباته الانفعالي ببطئ يحرقه
ولكنه اقسم أنه سيقتنص حقه بها .... لا يعلم اى حق ولكن هى حقه هى التى استطاعت تحريك ما لم تحرك امرأة به ... فا بالتأكيد لن يتركها تفلت من بين يديه هكذا!!

**************************

دلف إلى محل عملها ما أن هم ليحادث السكرتيرة حتى وجدها على نفس حالتها السابقه
ظلت تطالعه مسبهله على ايقونه الوسامه تلك التى تقف أمامها طرق أمامها على المكتب
انتبت له ( ها ... ت تفضل )

دلفت لمكتب ربه عملها لتخبرها عن وجودة هنا
تنفخت بضجر (أخبريه انى منشغلة) قالتها وهى لم تحيد بنظرها عن الورق أمامها
خرجت لتخبره بما قالته
(حسناً.. اشكرك ...) وتركها .... رأته يندفع تجاه مكتبها
(يا استاذ لا ي.....)
كان بالفعل قد دلف إلى مكتبها غالقا الباب من خلفة فى وجه مساعدتها
رفعت انظارها له (لقد توقعت هذا )
قالتها وهى تستند بظهرها على كرسى مكتبها
جلس أمامها بنفس وضعيته السابقة يضع ساق فوق اخرى
(لما تتجاهلى اتصالاتى)
إجابته بسلاسة (لربما لشدة انشغالى!)
ابتسم بسماجة فى وجهها (لا بأس .. ولكن بالمرة القادمة لا تعيديها ... كى لا افقع اعينك بإنشغالاتك)

انقضى اسبوع اخر رسائله لا تتوقف ... لا يمل عن الحديث معها .... يسحبها بالتدريج ... يتغلغل الى يومها وتفاصيلها حتى تخدرت بوجوده .. انقضى اسبوع اخر وهو بالكاد يترك لها مجال التنفس بدونه
والاسبوع تلاه الأسابيعx و الاسبايع تلتها الشهور إلى أن اعتادت وجودة بالقرب منها ....
حتى اصبحت رسائله الصباحية ككوب القهوة الذى يعيد التوازن إلى يومها ... و المسائية كسيمفونية عذبه تساعدها على النوم الهانئ
ولكن هو صديقها .. هو ليس سوى صديقها ....

ففى كل محاولة منه لسلك خطوة ناحيه مشاعره .... تقابلها هى بالرفض ... الرفض القاطع المهين لما يكنه لها
ولكنه قد مل ... مل تلك الخانة الزائفة التى وضع ذاته بها كى يستطيع ان يقترب منها ولكن يكفى ..
من قال أنه يريد مصادقتها من الاساس!!
يريد أكثر من هذا بكثير

**************************

ألقت القلم أمامها بضجر ... تشعر بالتشوش
لم يحدثها لمدة ثلاث ايام .. متعلالا بإنشغاله
ولم يأتي لكى يقطع خلوتها كما اعتادت .... يوجد فراغ مؤلم ... لم تعتد عليه من قبل
لا تريد هذا التعلق الذى يجعلها بهذا الضعف و التشوش
مر يومين آخرين دون أن تعلم عنه شئ ... حتى أصاب الوجوم يومها ... وجاف النوم اعينيها
تعلم أنه يلعب على اوتار مشاعرها منذ آخر رفض تعرض له على يديها ... لاتستطيع ... لا تستطيع فعل شئ سوى أن تصده
ليس لديها ثقة لتقديمها ... وليس لديها طاقة للمحاولة بالوثوق بأحد
و هى سعيده هكذا ... لما يريد تعكير سعادتها !!

تهلل السرور بداخلها حينما اشتمت أنفها رائحة عطره الذى لا تعلم ايستحم به ام ماذا ... أخفت ابتسامتها ما أن اقتحم مكتبها كعادته ...
جلس أمامها .. مقتربا بجزعه إلى الأمام ... تحديداً ملتصق بوجهها
(توقف لست بحاجة للإقتراب الى هذا الحد .. كما انتى اعلم انك رششته لتوك .. و استطيع اشتمامة من على بعد اقدام)
حينما لم يعطيها رد ....
كتفت ذراعيها وهى تبتسم (خير!! ... الم تكن مشغولاً)
نفى برأسها وهو يطالعها بوجوم (لست بمشغول)
اختفت ابتسامتها ... ليس هذا الرد الذى توقعته (حقاً ... رائع إذن ماذا تريد!!)
اقترب بوجهه أكثر وهو يجيبها بصوت اجش .. شديد الصراحة (انتى ... اريدك انتى)
شحب لون وجهها وهى تستمع إلى اعترافه الصريح .. على عكس تلك التلميحات التى اعتادت عليها
فركت فى يديها بتوتر جديد عليها (ولكن ... ولكن سبق واخبرتك يا أيهم أننا لسنا سوى اصدق ...)
ضرب على المنضضه أمامها وهو يصيح بها (واللعنة لا اريد صداقتك ... فلتبليها واشربى مائها ... انا اريدك انتى هل تفهمين ام ان غبائك وصل الى عنان السماء!!!)
وجد الهلع و الدهشة يعلو ملامحها بحماقة
فأكمل وهو يسحب يديها المضمومه بتوتر بين كفي يديه ...
(انا اريدك بكل جوارحى يا امرأة !!! ... اريدك كرجل .. اريدك امرأتى فى حياتى .. لا مجرد صديقه!!)
نظرت له بتوتر والى يديها القابعة بين يديه ... الجمتها الصدمة بفيضان مشاعره تجاهها لسانها ... سحبت يديه بهدوء من بين يديه وهى تلاحظ انفعالاته المستائه

اقتربت تستجديه تحاول إيضاح وجهه نظرها له ... (أيهم ... حاول ان تفهم ولو قليلاً ... لقد أخبرتك عن خطوبتى السابقة وعن ما استنزف بداخلى ... لم يدمل جرحى بعد .. وليس لدى شئ لاقدمة لك
تفهمنى من فضلك!!)
ما أن نفذ صبره حتى عاد ليسحبها من كفوفها المبسطة أمامه على المكتب (انظرى لى جيداً ... انا لن اتركك ... انا اريدك وهذا لن يحدث سوى وانتى زوجتى ... تراجعت برأسها الى الخلف وهى تشخص بأبصارها لهx من شده وقاحته
(تماماً كما فهمتى ... لا يهمنى كل ما جال بخاطرك الان ولكنى أريدك ... بكل تلك الأفكار الغير بريئه التى جالت بخاطرك)
ظل وجهها وجسدها بذات الوضع المتيبس
إلا انا حاجبيها ارتفعت ما أن استمعت لصوته الذى عاد شاعراً يفيض بمشاعره !!
(ابلغى والدك ... سأنتظر اتصالك على احر من الجمر)x ... كاد يذهب .. إلا انه عاد وتحدث ( إيلاف..... أن لم يحدث هذا فلن أظل فى تلك الخانة الزائفة ... لا اريد صداقتك ... أما أن تكونى لى أو لن اكون ... لن اكون اى شئ ولن ترى وجههى من جديد) وتركها وذهب
تعلم أنه يلعب على وترها ... تعلم أن تلك المقايضة بصداقتهم ليس سوى لانه يعلم أنها تريده بحياتها

**************************

حينما أخبرت والدها عنه وعن طلبه ... فوجئت بترحيبه الشديد للفكرة ما ان علم اسمه وكنيته
(ابى!!! ... ولكنى لا اوافق!)
تنهد بضجر وهو يحاول عدم تضيق الأمور عليها
(وماذا تريدين ... صداقة لن تكتمل وانتى تعلمين هذا!!!)
(هو هو من يقايضنى بصداقته )تلجلجت وهى تبعد مقلتيها عنه
طالع داخل أعينها يحاول سرق الحقيقة من بينهم (ايلاف ... اهذا بسبب وضعه ؟؟)
هزت رأسه بنفى وهى تخبره بنبرة صادقه شديدة الشفافية .. (بالطبع لا يا أبى ... هذا الامر لا يشغل بالى من الاساس)
زفر فى يأس وهو يتشدق ...

(ماذا تريدين يا ايلاف .... أما وجودة أو لا ... لا خيار ثالث لهم ... هو اخبرك ببساطة بعدم رغبته بتلك الصداقه ... )
رأى الحيرة منبثقة من بين اعينها
وضع يديه على شعرها وهو يخبرها متشدقاً بتفهم
(صغيرتى ... حينما تريدين مقياس محبه الشخص بداخلك ... عليك بالتخيل ... ماذا لو اختفى من واقعك ... ماذا لو أصبح لغيرك ماذا لو توفى هذا الشخص ... ضعى كل تلك الإحتمالات السيئة امامك .. حينها ستعلمين اجابات اسألتك) مسد على كفها وتركها وخرج


باليوم المحدد لمقابلة والدها ... فتحت له الباب لتطل عليه بمظهر سلب انفاسه كلياً .... ترتدى ذلك الفستان الابيض المنتفش لبعد ركبتها بقليل مع أكمام طويلة ويتوسط الخصر حزام أبرز جسدها .... وشعرها البندقى المنسدل على طول ظهرها ...
لم يكن يقل عنها وسامة بتلك الحله السوداء وشعره السميك المصفف بعناية ... وتلك الطريقة البلهاء التى يبتسم بها لها مبرزاً غمازتيه

دعته ليدلف إلى والدها .... وبعد العديد من الأحاديث المعتادة
تحدث والد إيلاف مع ايهم بمفرده (اتعلم أن طلبك مرفوض من قبل مقابلتك من الاساس)
أصيب لسان ايهم بالشلل التام ... وبدأت الالوان تنسحب من وجهه عالماً بما قادم
(ما الذى يجعلنى اقبل بمن هو بمثل ظروفك لابنتى .. من اين لي بضمانك)
كان متوقع لهذا جيداً ... ولكنه ظن أنه ربما قد يكون واقع الأمر اقل ألما ... ربما
حلت على شفتيه ابتسامة كالخط مستقيم ... (اعلم انها تستحق الأفضل ... ولكنى احببتها وهذا ليس بيدي)
حاول التكلم أكثر وايضاح بعض النقط ... الا انه رأى الوجوم مازال مصاحب لوجه والدها فأكمل حديثة(انا أتفهم رفضك لمن هو بمثل وضعى ... اشكرك)
كاد ينهض إلا أن صوت احمد والد إيلاف صدمة (من سمح لك بالتحرك من أمامى !!)
(ماذا؟؟)
(ستكون خطبة فقط ... وسأترك حرية الاختيار لابنتى ... واقترب منه مهدداً إياه (ولكن اقسم لك ... اقسم لك أن احزنتها يوماً ... لن يكفينى عمرك كله ... افهمت!)

جلست بجانبه بعدما تركهم والدها محذراً إياه بأنها ليست سوى خمس دقائق
(انا انا اعتذر عن حدة والدى ... هو فقط لا يملك غيرى ليخاف عليه )
نفى برأسه (على العكس تماماً ... شخص آخر بمكانه لما ترك لكى حرية الاختيار ... ولكن ما الذى غير برأيك ... الم اكن من يومين لست سوى صديق)
ابتسمت بوجهه (لنقل أن الفضل يرجع إلى والدى)



بيوم الخطبة ...
انقضى اليوم بسلام وبهجة .. وسعادة بلهاء من قبل ايهم

ولكن ايلاف لم تغفل عن تلك العيون التى تطالعهم بكره .. و بالاخص هى ..
عمته وابنتها ...
ينقبض قلبها تلقائيا كلما تنظر لهم

........

وهى فى طريقها إلى الباب لتوصليهم ... خرجت عمته و ابنتها مسرعين والشياطين تتقافز على صفحات وجههم
عاودت النظر إليه ... وهو يلتفت لها والإبتسامة البلهاء خاصته مازالت مصاحبة لصفحات وجهه ... وبحركة سريعة منه كان يسحبها من خصرها يلثم وجنتها
دفعته إلى الخارج وهى تدعى الوجوم والحنق ...ما أن أغلقت الباب حتى ارتعشت قدميها .. وارتجفت مشاعرها
وضربت حمرة الخجل صفحات وجهها .. استندت على الباب خلفها بظهرها .... سمعت صوت والدها يناديها
(اا أجل قادمة قادمة )

************************
استند بظهره على فراشه وهو يتذكر ذلك المشهد القديم ...

نظر إلى شقيقه الذى سحبه من اكمامة ... (اخى انى اتضور جوعاً)
هز رأسه له بإبتسامة مؤلمة ..

ظل يطالع المخبز المليئ بالمخبوزات الشهية ..... رائحتها تصل إلى معدته من هنا
سمع صوت معدته الجائعة .... اقترب و وقف أمام المخبزx .. سحب شطيرتين
تقدم بخطاه إلى أن سمع صوت بائع المخبز يصيح به ... اسرع بخطاه واخذ يهرول والبائع يصرخ من خلفه بسارق ... اصتدم بأحدى الرجال الذى امسكه من كتفيه ... ارتعشت قدماه وهوى قلبه صريعاً من الخوف ... هل سيلقونه بالسجن ... اقترب البائع منهم وهو يلهث وكاد يقترب لكى يصفع الطفل إلا أن الرجل سحبه ووضعه خلفه
صرخ البائع بالرجل (ابتعد يا حاج أنه سارق عديم التربية اتركني لاربيه)
(قف عندك ... ما الذى سرقه منك)
(سرق شطيرتين )
(و كم سعرهم)
(خمسة جنيهات)
اخرج الرجل من محفظته عمله نقديه من غئه الخمس جنيهاتx (حينما يسرق طفل طعام ... فهو ليس بسارق بل هو جائع ) وألقى العمله بوجهه

عاد من ذكرياته وهو يبتسم بألم ويترحم على ذلك الرجل الرحيم

************************

مر أكثر من شهرين تذوق معها طعم العذاب بأشكاله تلك الباردة كالوح الثلجى ... يتغزل بها فاتبتسم
يحاول الإقتراب فتصده
يود أن يمسك بمطرقة وإن يطرق فوق رأسها الصلب هذا .... لما تظل تبنى وتبنى بينهم فى حواجز لا تسمح له بالمرور منها ولا بالاقتراب من حدودها
يرى بين اعماق عينيها طفله متزعزعة الثقة تأبى لها أن تخرجها
أصبح يتعجب من نفسه كثيراً بسبب قدرته على قرائتها بتلك السهولة
ولكنه يريد كسر حواجزها ليس فقط التقرب منها
ولكن على الأقل مؤخراً أصبحت تتركه يحاول الاقتراب منها ... فبات يتسرب إلى ثناياها دون ذرة مقاومة تذكر ... تنفخ بضجر وهو يفكر . .. لقد أصبحت حالته ميؤس منها مع تلك الجليدية

...............

ماذا تفعل أكثر من ذلك حتى يظل بمكانه ... لا تريد اقترابه
أن اقترابه يضعفها ... يشتتها
يجعل الدماء تقف ولا تصل إلى دماغها ... تصبح بلهاء فى حضرته
يدق قلبها تهليلاً ما أن ترى غمازتيه التى تظهر بمجرد أن يتحدث
تشتعل وجنتيها خجلاً
ماذا تفعل كي تحفظ ذاتها من هذا الضعف المخزى .... أقامت بينهم الحدود لكنه يظل متمسكاً بها بطريقة تأثر قلبها
لا تنكر أن ذلك ارضى غرورها ولكن ليس جيداً أبداً ما يحدث لها ، ذلك الذى أصبح ينبض بصخب بين جنابات صدرها ما أن يراه ليس فى صالحها أبداً ما أن تحاول أن تشن عليه حربها وتجعله ييأس ليبتعد عنها إلا انه يشن هجوما عليها بأماله التى لا يسمح لأحد بهدمها .... ذلك التناقض الذى يمر عليها من بين رغبتها بإبعادة ... و ابقائه معها لمدى الحياة تستاهل .. بل تقتلها
لا تنكر إعجابها بشخصيته القويه كما أن صدقه الشديد يجذبها ...
ولكن أنه يعلم كيف يتلاعب بها بحق .. أنه يستفز أفكارها ، حتى بأوقات عملها اصبحت تغوص بأبحار أفكارها به
اصبحت كمراهقه صغيرة مهوسه به وبكل تفاصيله الصغيرة
تتذكره لتعلوا وجهها ابتسامة بلهاء
فتنفض رأسها سريعاً... من هذه اللعنه التى اصابتها
لقد تعلقت بوجودة زيادة عن الحد بل ادمنت تطفله عليها أصبح شيئا محبب لقلبها
توقفت عن حديثها عن بعده عنها
أصبح هذا الحديث يؤلمها هى وليس العكس
ولكن ... لقد تخيلت أنه سيغرقها بعبارات الحب المبتذلة تلك ما أن تتم خطبتهم إلا أنه فاجئها
فهو لم يصرح بحبه لها إلى الآن !!!
ولا تعرف حتى لما هى مستاءة من ذلك ... فا دائماً وأبداً كانت تقتنع بأن الحب يظهر بالافعال لا الأقوال ... ولكنها بشر ... وبالنهاية هى امرأة تحتاج لهذا ...
قاطع أفكارها تلك الطرقات الخفيفة التى اعتادتها هى وصاحبها
كالعادة لا ينتظر منها رد ويدلف إلى الداخل
هزت رأسها ييأس منه
نظرت له مبتسمه بعدما جلس أمامها (امتأكد انت من كونك رجل ذو عمل و مشاغل)
(أجل لما) قالها ببساطه مع بسمة بسيطة على شفتيه
تحدثت بحنق ساخر (لانك متفرغ بطريقة تستعجب لها العقول ... أن العاطلين لديهم مشاغل أكثر منك!!)
هز رأسه فى نفى (لا لست بمتفرغ ... انا فقط أفرغ نفسى من اجلك ...)
اهتزت حدقتيها بإضطراب ... وارتفعت حرارة وجهها بشكل شديد الاحراج
وقف وهو يمد يده لها مع ابتسامة هادئة
(هيا )
(ماذا!! إلى أين)
(أشعر بالملل ... هيا سنغير هذا المزاج السئ)
ارتفع حاجبيها وهى تجيبه فى تلجلئ
(ولكن .. ولكن انا لدى عمل)
انحنى بوجهه أمامها (حقاً!!! ... إيلاف انهضى انتى ليس لديك اى عمل )
واخذ يلملم فى اشيائهاx دون رد فعل منها .... امتدت يديه لها يدعوها لتشبك كفوفها معه
حينما خرجت نظرت إلى مساعدتها بحنق وهى تهمس لها بصوت خفيض (انا لا اعلم انتى تعملى معى ام معه ... وضعى عينك بمكتبك حتى لا تفقديها)

قالتها وغادرت أمامه تدق الأرض غيظاً
لا تعلم اهى غاضبه بالفعل لمعرفته كل تفصيلة صغيرة و كبيرة عنها ام من تلك النظرات التى تنظر بها مساعدتها له دون خجل او حياء منها
بعدما ركبت سيارته ثوانى وكان لاحقا بها .... دلف إلى جانبها
أعطاها حقيبتها ثم نظر إلى ما ترتديه مالياً
تلك الحله البيضاء مع حذائها السماوى العالى المطابق للون حقيبتها
رائع .. أصبح يعشق الابيض بدرجاته بفضلها .....

ما أن توقفت سيارته حتى نظرت لذلك المول المشهور
ولا تفهم لما احضرها إلى هنا
نظرت له بمعنى لما لكنه لم يجيب عليها فقط أعطاها إبتسامة خفيفة ...
طاوعته ولاول مره تفعلها دون مجادلة منها
ظلت تنظر لما يفعله هو وتنظر لنظرات الناس لهم
كان ينتقى الملابس لها وهى حتى لا تفهم لما يفعل ذلك كما اختار له أيضاً ملابس مريحه تماماً كملابسها التى اختارها لها ولكن لدهشتها من نفسها لم تنطق بحرف واحد على مايفعله ولم تجادله !!
فقط ارادت أن ترى إلى اى حد سينتهى هذا ..
وهو لم يكن أقل دهشتاً منها ولكن كان سعيد بهذا
اخذها من يديها بعدما دفع الحساب
لم تكن معه كانت مغيبه بملمس كفه الذى احتوى كفها الصغير
كانت مأخوذة بتلك الذبذبات اللذيذه التى سرت بأطرافها
وقف أمام مدخل المراحيض
مد يده بالحقيبه التى بها ملابسها وقال (هيا ارتدى هذا )
نظرت له مطولاً والرفض يشع من بين عينيها
اقترب بشفتيه ولثم وجنتها
رأى فى عينيها جزء كبير من رفضها تبخر فأقترب ولثم وجنتها الأخرى كذلك (فقط طاوعينى لمرة ... لمرة فقط لاجل خاطرى)
قالها بصوت متحشرج نظرت له بعيون مغيبه عن الواقع واومأت فى صمت
لم تستطع أن ترفض له طلب بنبرته تلك
ارتدت ما أعطاه لها وهى لا تفهم كيف له أن يخضعها لقلبه بهذا الشكل فهى تدرك تماماً ما يحدث لها أن كانت ستنكر أمام الجميع فهى لا يمكنها فعلها بين أنفسها زفرت بتعب من كثرة تفكيرها الذائد بالاونه الاخيرة ... بالأخص منذ ان التصق بداخل حياتها كالعلكة

نظرت مالياً لنفسها ذلك القميص الصيفى الطويل بلونها المفضل على بنطال ضيق إلى حدا ما من الجينز مع حذاء بنفس اللون
خرجت وجدته ينتظرها أمام الباب مع تطابق شكل ملابسهم الفرق أنه كان مثير حد اللعنه كتله العضلات تلك
نظر مالياً لها حمد الله فى نفسه على شراء ذلك القميص الابيض الطويل على ذلك البنطال الذى يفترض به كونه واسع!!!x
مد يده لها لتضعها بين يديه دون تردد!!
اصبحت تنكس بوعودها كثيرا تلك الفترة والفضل يعود له بذلك .... كلما وعدت نفسها بالبعد وعدم تعلقها به يأتى هو ليجعلها تغوص بأعماقه أكثر
انعقد حاجبيها حينما اقتربت منه ... كانت يداه ممتلئه بآثار جروح قديمة لأول مرة تراهم ... بحكم ارتدائه قمصان بأكمام طويلة دائماً

نزلت من سيارته تنظر لمدينة الالعاب التى أمامها بإبنبهار وسعادة طفله لم تتجاوز العاشرة من عمرها لم تخفى عن عينيه لمعه عينيها
لم تنظر إلى عينيه ولكنها وجهت بصرها له وقالت بإستهزاء مبتذل (حقاً!!! ... مدينة ألعاب ... اترانى ابنه اختك؟)
تغاضى عن ماقلته بسبب البريق الخاطف الذى التمع بعينيها التى حتى مع إستهزائها لم تستطع إخفائه
تشدق وهو يسحبها من يديها(أتعلمين يا ايلاف .... أن وضعتى لسانك داخل فمك وصمتى .. لا تعلمين مقدار السعادة التى ستقدميها للبشرية )

دقيقتين فقط لم يحتاجا لأكثر من دقيقتين ليتحولا الى طفلين يران الالعاب لاول مرة

(ايهم ايهم ... اريد من حلوى غزل البنات ) قالتها وهى تشد على ساعديه
اشتدت ابتسامته وهو يحاول اخفائها
نظرت له بحنق ... ليقترب منها مبعداً تلك التجاعيد بين حاجبيها ( حسناً .. حسناً ... بدون غضب لا اريد نكد ليومين متواصلين من أجل غزل بنات)

نظر لها وهى تأكل بشراهة طفلة ...x نظرت له لتجده يحدق بها بإبتسامة حنونه
مدت يدها له بقطعه
ابتسم بعبث ثم أمسك يديها واقترب منها وتناولها بشفتيه لا بل لثم إصابعها الممدودة له بتلك الطريقه الطفولية واحداً تلو الآخر
ثم أخذ يديها وقبلها
اصبحت تدرك الان أنه ربما لم يهدم حصونها تلك بعد ولكنه ربما قد يستطيع تجاوزها!!

انقضى أكثر من شهراً ونصف اخر
ووضعهم كما هو لا يبوح هو بعشقه ولا تتنازل هى وتقترب ... ولكنها تتركه يتخللها بهدوء
ويتسرب إلى خلاياها دون إذن مسبق منها

ما تغير فقط هو تركها له ليقترب هو ليجعلها تعشقه أكثر من ذى قبل


دلفت من باب مقر عمله بعدما أصر والدها عليها أن تخبره بنفسها عن الغذاء الذى أعده والدها
ولكن أن تأتى بنفسها إليه !!
حسناً تلك كانت رغبتها هى

نظرت إلى مكتب المساعده الخاصة به وجدته خالى
هزت كتفيها بلا مبالاة
ودخلت دون إذن
لم يلاحظها بعد كان مشغول بالاوراق أمامه
وتلك المساعدة البغيضة كانت تنحنى عليه تكاد تلاصقه ... ملتصقة به كجسد ثانى له ... رغم ملابسها الساتره تقريباً
عند تلك النقطة ... أغلقت الباب خلفها بعنفوان جعلهم يلاحظون تلك الواقفة بوضعية الهجوم
ابتسم هو لها بإشتياق واضح بعينيه إلا أنها تجاهلته وإدارت وجهها لتلك الواقفة تنظر لها بشر
لتنظر هى لها بحده أكثر جعلت تلك الواقفة تهتز داخلياً منها
(انتى )
أشارت لها بتحقير من ذاتها
(اخرجى)
نظرت لها بصدمة لشدة تحقيرها لها
(ااا و لكن ا)
(إلا تفهمين ... اذهب وانثرى عهرك و قذراتك بمكان اخر ... و ربما ايضا عليكى البدأ بالبحث عن عمل آخر و رجل آخر لتبدأى بمحاولة رمى شباكك عليه حتى تستطيعى اطعام اخوتك اليس كذلك؟؟)
اغمض عينيه وهو يشعر بالغضب والشفقة فى أن واحد ناحية تلك الواقفة بصدمةx
على الرغم من معرفته بظروفها ونوايها وصده المتكرر لها إلا أنه رغم كل شئ اشفق عليها من لسان إيلاف الحاد
(اغبيه أيضا ... اخرجى)
قالتها بصياح شديد
(تفضلى انت الان يا هبة)
قالها بهدوء
أخذت طريقها بخطوات مرتعشة الى الخارج مع عينين تنهشها بغضب من الخلف
خرجت هى
لتعاود إيلاف النظر له من جديد
كان غاضباً من تلك الطريقة التى تحدثت بها بوجودة ربما كان يوجد جزء طفيف بداخله يتهلل مع ظهور غيرتها و مدافعتها بشراسة عن ما يخصها
... كاد يناقشها بهدوء على هذا ولكن قبل أن يتحدث هو بددت آماله هى ...
اقتربت منه وانحنت إلى الأمام قاطعه الفواصل بينهم وهى تتحدث بلهجه بارده .. و نافرة
(كل ما بيننا انتهى ... فلتأتى لتأخذ اشيائك ) قالتها وخرجت من الباب تحت صدمه ذلك الذى مازال على وضعه
فى طريقها إلى الخارج طالعت مساعدته التى تحاول تجنب النظر اليها خجلا ... نظرت لها ايلاف بإشمئزاز ... تقدمت خطوتين الى الأمام ثم تراجعتهم من جديد وهى تقف امام مكتبها ... اخرجت عملة ورقيه و وضعتها على المنضدة أمامها لحدهx (خذى هذه ... ستكفى لتقلل عهرك لمدة يوم على الأقل ) وتركتها وخرجت


أروى العربي ... قراءة ممتعة حبيباتى❤️


آروى العربي غير متواجد حالياً  
قديم 06-07-21, 12:54 AM   #4

آروى العربي

? العضوٌ??? » 483730
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 16
?  نُقآطِيْ » آروى العربي is on a distinguished road
افتراضي

"‏أصعب المعارك التي ستخوضها في حياتك، هي تلك التي تدور بين عقلك الذي يعرف الحقيقة، وقلبك الذي يرفض ان يتقبلها ."

x x x x x x x x x x x x x x x x x x x xx - ويليام شكسبير

★★★★★★★★★★★★★★★

بالداخل ما أن استوعب عقلة ما رمته بوجهه حتى هرول خلفها دون أن يأبه بأى شئ اخر سوى أنه سيعيد لتلك اللعينة عقلها ..... لقد نفذ صبره معها و أوصلته هى إلى ذروة غضبه
ظل يتتبعها بسيارته وراء سيارتها حاول كثيراً أن يقطع عليها كى يوقفها الا انه لم يستطع إلى أن توقفت هى أمام بنايتها ... رأها وهى تنزل تهرول من سيارتها ناحية البناية ففعل هو المثل
ما ان دلفت إلى مدخل البناية ... حتى هرول لها وجذبها من يديها يطالعها بأعين من الجمر

(اجننتى انت ام ماذا؟؟ ... ما هذا الذى تفعلينه )
سحبت يدها من قبضته و دفعته (بل انت الذى جننت ... اتتوقع منى رؤية هذا الموقف المهين وان اقف مكتوفة الأيدي اطالعك بإنكسار ... إذن تحلم ليست إيلاف السويدى من تحنى رأسها لأحد)

صرخ بوجهها وهو يسحبها من جديد
(وما ذنبى انا!!! ... ماذنبى يا عديمة الإحساس ... انا حتى لم ارفع عيني من على الورق!!)

سحبت يديها من جديد وهى تتشدق غاضبة ضاغطة على أسنانها تحاول التحكم فى نبرة صوتها فهما مازلا قابعان بمدخل العمارة ....
(لا يهمنى كل هذا ... تركك لمن هم بمثلها يعملون معك .. وتغاضيك عن الإهانة التى يمكن أن اتعرض لها بسبب هذا .. تكفى ... حقاً تكفى وتوفى أيضاً)
لم يستطع هو التحكم بصوته ليعلوا صوت صياحه (واللعنه وما ذنبى ... اي إهانه تلك التى عرضتك لها يوماً!! ... على الرغم من محاولاتها المستميتة إلا أننى لا أرها وانتى تعلمين هذا .. ماذا تريدين بعد!!!
حينما اتيت وحدثتك بظروفها حينها ... لاننى لم اكن أعين مساعدين لدى من النساء لقد امنتك على سرها لا لشئ سوى ان تكونى مرتاحة البال ولكن ليس لتعايريها به ... لقد عايرتها بأحوالها أمام اعيني .. فى وجودى مقللةً من شأنى بتلك الطريقة!!!)
ضحكت بسخرية واسنانها تشتد على شفتيها حتى تمنع تلك العبرات التى تهددها بالهبوط بأيه لحظة(ما أكرمك ... يا حنون القلب حقاً ... لقد تغاضيت عن الأمر برمته الان صدقنى ... يال قلبك الحنون اكل هذا من اجل تلك التى اخبرتنى انك تفعل هذا فقط شفقة ... يال سعه قلبك) كانت تتحرك بيديها المرتعشة أمام وجهه بعصبية
لم تستطع التحكم فى اعصابها وفى غضبها .. فدفعته تلك المرة بعنف وهى تصرخ به بأن يبتعد عنها ... حتى أن قدميه اليسرى تحركت الى الخلف كى تدعمه
والتفتت إيلاف وهى تخبره بنبرة تخللها الارتعاش (ابتعد عنى ... لا اريد رؤية وجهك بحق)
اجننت هذه؟؟؟
الم يخبرها مسبقاً أنه لاخروج من حياته سواء شائت ام أبت
تلك مرة أدارها له بعنف من كتفيها وهو يشعر برغبه عارمه فى نطحها برأيها كالثور ... انعقد حاجبيه ما أن رأى وجهها المليئ بعبراتها ... لما عليها أن تضعف من قراراته فى ثانيه
حاولت الفرار من تحت يديه وهى تتلوى بكتفيها ... إلا أنها لم تستطع تلك المرة ...
(حسناً .. حسناً اهدئى)
صرخت بوجهه بينما صوت نحيبها يرتفع (لن اهدأ ابتعد عنى)
حركات شفتيها المرتعشة اطاحت بما تبقى من تعقله ... تحركت حنجرته فى محاولة لترطيب حلقه الذى جف ... تكلم بصوت اجش خافت ... مرتعش (ايلاف توقفى)

صاحت بوجهه وهى تجفف اعينها ... و شفتيها التى ابتلت وتوهج لونها قليلاً (ماذا توقفى توقفى ... اتركنى وانا سأتوقف)

كانت مقلتيه تجارى حركات يديها .... و تيبس حلقه من الجفاف ... الى ان اخذت تجفف فمها بظهر وباطن يديها
صاح بأسمها وهو يسحب وجهها وهو يحط بشفتيه فوق ثغرها .. انفرجت عينيها من صدمة ... حاولت الفرار ... وحاولت دفعة إلا أنها لم تستطع ببساطة ...x لتجد إحدى يديه تترك وجهها لتسحبها من خصرها .. مكتفاً إياها بإحضانه ... عاقداً حاجبيه بتأثر
ظلت متيبسه بمكانها إلى أن وجدت جسدها لا تلقائياً يخمل بين يديه ... فوجدت يديه تدعمها

استند بجبهته فوق جبهتها وهو يتنفس بصعوبة من فرط ما يعتمر صدره
تكلم بتقطع ... (هى لا تهمنى بشئ ... انا لا أرى سواكى ... )
نظر اللى غابات عينيها التى تحولت إلى القرمز بفضل دموعها
اقترب مقبلاً جفنيها ... وقد طالت قبلته الحنونه فوق اعينيها
وما كادت تتحدث حتى وجدت شفتيها تسحب بين شفتيه ... فى قبلة عصفت بجميع مشاعرها

رفرفت بأعينها ما ان ابتعد عنها ... وبالكاد عقلها إستطاع استرجاع القليل من سيطرته
(ما مالذي فعلته!! ... لما فعلت هذا)
طال صمته وهو يداعب وجنتها بإبهامه
( لانى احبك )
لم يترك لها فرصة للإجابة .. اكتفى بسحبها اللى أحضانه ... واحنى رأسه لبين تجويف عنقها ... وهو يتنفس براحه وحاجبيه يتجعدان من شدة مشاعره ... ضمت يديها حوله ليصبح هو القابع بأحضانها وليس العكس
اشتدت يديه عليها وهو يشعر بأن جسده لن يستطيع تحمل هذا المقدار الهائل من الدفئ

دفئ افتقده كثيراً .... دفئ أحضانها يذكره بأحضان والدته الحنونه ... اغمض عينيه بتلك اللحظة وهو يدرك جدية ما ينبض بقلبه

أدرك أن الامر ليس اشتهاء جسدى كما كان يظنx ... وان قلبه الذى كان فى سبات شتوى ... كان فقط ينتظر قدومها
ابتعد عنها قليلا مبتسم الأعين ... مهتز من الصميم
(لم تخبريني ... لماذا اتيتى كالقداء المتعجل)
ارتفع حاجبيها وهى تخبره (ابى أراد دعوتك على الغذاء )
ابتسم لها بتحايل وهى ينحنى إلى الامام(ولماذا لم تخبريني بالهاتف )
اهتزت حدقتيها وهى تحاولت إخراج صوتها صارم قدر المستطاع
(أعذرني ... يبدوا أننى قاطعت عهر المساعدة العزيزه خاصتك ... حقاً اعتذر )
كادت تفر وتتركه كى تذهب الى اعلى ... إلا أنه امسكها و اعداها مجدداً أمامه
(توقفى عن اللف والدوران .. لما لا تعترفى ببساطة انك اشتقتى إلى لهذا اتيتنى )
ابتسمت بإستهزاء زائف وهى لا تطالع اعينه (حقاً وماذا بعد)
أمسك بخصرها وهى يعيد سحبها (وماذا بعد .. اجل وانك كنتى تموتين منصهره لأنشغالى عنك تلك الفترة )
نظرت له بسماجه ... فضغط فوق خصرها وهو يكمل (لما لا تعترفى ببساطة .. )
حاولت فك يديه ولكن لم تستطع (ا استحليتها انت!!! اترك خصرى)
(حسناً ولكن اعترفى أولا )
تأفأفت وهى تبعد رأسها (حسناً انت محق ارتحت الآن)
هز رأسه نفياً (محق بماذا)
(أننى إشتقت إليك اتر...)
لم يدعها تكمل كلامها وهو مختطفاً رأسها يضمها ناحية جذعه ... من جديد ... تلك المرة استكانت و لم تعد تشعر بما حولها
ابتعد عنها بعد وقت ليس بقصير (يجب أن نصعد إلى والدك قبل أن نمسك بفعل فاضح فى مدخل البناية)
★★★★★★★★★★★★★★★★

ظل ينظر لها بين الحين والآخر بعبث ..x وهما على طاولة الطعام
وهو يفكر بين نفسه ذلك القرب الذى اشتهاه كثيراً منذ أول مرة رأها بها
يتذكر ملمس شفتيها من بين شفتيه ليشعر أن قلبه سيحطم اضلعه ويخرج ليكون بين يديها
لكن اشتهائه لاحضانه لم يبرد بعد
شعر لأول مرة على مدار سنوات بهذا الدفئ
ضمها له ذكره بعناق والدته له وهو صغيرا
بات مركا كونه لن يستطيع الصمود أمام كتله التناقض هذة ... فى لحظه تكون ذات انف شامخ والاكثر غطرستاً وفى اللحظة الاخرى تكون لطيفة و هادئة .. و تتسع أحضانها وتنثر الدفئ والعطف من حولها

... ضمها له كان به شئ دافئ ... شعر أنها تخلت عن كل شئ واعطته جانب الحنو المخبئ بداخلها


يريد أن يظل يضمها له ويشعر بجسده الضخم وهو يحتوى جسدها

وفى المقابل تحتضن هى روحه كما لم يفعل أحداً من قبل ... سوى والدته
وفى خضم تفكيرة توصل الى تلك النقطة .... أنه لا يشتهى سوى ضمها
وسيظل كذلك حتى ختام حياتهما ..



ابتسم بعبث وهو يحك جانب شفتيه ... على طاولة الطعام .... امتدت قدماه فى محاولة لسحب قدميها من أسفل الطاولة ..
(يستحسن لك ترك قدمى حالا حتى لا اجعلك تذهب بدونها ) صاح والدها بأيهم وهو يكمل طعامه

★★★★★★★★★★★★★★★★

عودة إلى الوقت الحالي

طالع السماء من نافذة الطائرة المتوجهة إلى لندن ....
ذكرياتهم معاً تلهب جسده ... لما يتجاوز السبعه اشهر .. تحرق قلبه من شده شوقه

لما بعد كل ما غيرت به ترحل ... لما لم تعطيه فقط فرصة ليتحدث فقط فرصة للتبرير عن ذاته

بعدما أرهقت قلبه بعشقها... بعدما سمحت له بتعدى حصونها ..x و بعدما أصبحوا كياناً واحداً
تفر وتهرب !!!
دون حتى أن تعطيه فرصة واحدة
تلك السنتين والنصف بقربها ... أحيت كل ما ردم سابقاً بداخله
ماذا عنها اذا ... و مالذي حدث لها من بعده ... و بتلك الوحدة القاتمة
سنة كاملة بدونه ... كيف فعلتها
سبعه اشهر لم يتحملهم هو ... ماذا عنها
ام تخلت هى لدرجة أنه لم يعد يهمها ... حتى فى مرضه!!
بماذا شعرت هى فى تلك الوحدة القاتمة الذى يعلم هو كم تمقتها هى ...!!

قاطعت أفكاره صوت مضيفة الطيرانx الذى صدحxيعلمه بوصولهمx لوجهتهم أخيراً
سحب نفسا عميقا شديد التحشرج وهو يومئ لها برأسه ...


ذهب إلى تلك الشقة الذى استأجرها ما أن علم بوجودها بالقرب منه

وقف أمام المرآة بعدما أنهى حمامه ... اخذ يطالع وجهه ...

أن قلبه يدق بهلع ... امعائه تضطرب كما لو كان طفل فى يومه الدراسى الأول ...
نظر إلى العطر بيديه ... تذكر كيف كانت تغمر ذاتها فى عنقه و بين احضانه لعشقها برائحته ...

★★★★★★★★★★★★★★★★


كانت تجلس تنكب برأسها على الأوراق المبعثرة أمامها .... تصارع أفكارها حتى تنهى عملها ... وحتى لا تجول بأفكارها وتذهب إلى ذات النقطة ... وذات الشخص ... وذات الالمx
لكن لم تستطيع ... ألقت القلم من بين يديها وهى تميل برأسها تستند على يديها بإرهاق ...
كيف استطاع فعلها .... لقد سحب قلبها من بين ضلوعها واعتصره في يديه ... أمام أعينيها
بأشد الأوقات التى احتاجته بجانبها
لم ينهكها شئ كالتفكير ... منذ غزوه لحياتها ... فاصيبت بداء التفكير الزائد ... لا علاج له ... يتوغل الى ثنايا الإنسان فيصيب عقله وجسده بالهلاك
داء لا دواء له ......
كلما تنظر إلى المرآة ... لا ترى ذاتها
اصبحت شخص ضعيف ... شديد الهشاشة
كلما نظرت إلى عينيها ... لا ترى شئ .... زجاج خالى من الروح
زجاج منشرخ .. تشعر أن كل من ينظر إلى أعينها يرى ضعفها ... يرى انكسارها وخيبة امالها

قاطع وصلة تفكيرها طرق الباب
(تفضلى)
(يوجد رجل بالخارج يصر على مقابلتك )
نظرت لها بإرهاق وهى تدعك اعلى عينيها
(من هذا كريس)
هزت كتفها دلاله على عدم معرفتها
(ليس لدى وقت ... ولا اشعر أننى بخير ... اعطيه موعد آخر سأقابله فيما بعد )
زفرت بإرهاق فليس لديها قدرة على مقابلة أحد
امالت برأسها فوق المنضدة ولم تشعر بالنوم الذى تسرب الى جفونها .... بعد مرور ما يقارب الساعة كان ايهم مل الانتظار خارج مقر عملها فغفى قليلاً بداخل سيارته


شعرت بتشنج شديد برقبتها ... فتحت أعينها لتدرك أنها غفت إلى ما يقارب الساعة بمقر عملها ... لملمت حاجيتها وسحبت ردائها وهى تخرج من مقر عملها ومازالت تتثائب لشدة رغبتها فى النومx

افاق من قيلولته ... و رأها تتحرك بسيارتها وكأن عقلة اصدر انذار كى يفيق من أجلها ..... علت ضربات قلبه من شده التوتر ... و السعادة .... و الكثير من الخوف والرهبة

ظل يحاول أن يقطع عليها بسيارته ... نظرت إلى جانبها فى مرآة السيارة ... وهى تسب وتلعن ذلك السخيف الذى لا تفهم ماذا يريد
اكتفت بأن تزيد من سرعتها و المضى قدماً

ضرب على المقود أمامه .... واكتفى بلحاقها

أوقفت السيارة أمام البناية التى تسكن بها
كادت تدلف اللى البناية .... إلا أن صوته الذى رن بأذنيها جعلها تتيبس بمكانها

(إيلاف ..)
هزت رأسها يأساً ... او ربما كان هلعاً
وهى تشعر بقلبها ينتفض بفزع ... وحدثت لسان حالها (ليس الان ... ليس وقت تهيأت يا ايلاف ... ليس الان ليس وقتها) ... نفضت شعرها الى الخلف وهى تتقدم بخطوات مرتعشة .... فاوقفها صوته وهو يقترب منها سريعاً
(إيلاف ... توقفى)
تيبست قدميها ... بل شلت أطرافها ... اخذ جسدها يرتعش فى خفية ... بينما هو يقترب ... تعالت دقات قلبها وهى تشعر بأمعائها تتوعك من الخوف
اقترب بدرجة خطرة إلى أن تشربت أنفها رائحته ... بشكل جعلها تود الهرولة فى الحالx
(الن تلتفتى إلى ... الم تشتاقى لى؟)كان فى اشد حالته اشتهائاً لضمها ...ود ولو يقترب يسحبها فى عناق طويل غير مراعياً لأى شئ من حولهم

ولكن انذار من عقله ظل ينبئهه بألا يعيد اخطاء الماضى....

تشربت اذنيها صوته الاجش .... عنيف المشاعر
اغتصبت ابتسامة مرتعشة على شفتيها ... والتفتت إليه وهى تحاول مدراة يديها المرتجفة .... و حدثته بإنجليزيه متقنه
(عفواً .... أظنك قد خلطت بيني وبين شخص آخر)
التفتت لتهرول بعيداً ... إلا أن يديه اعاقتها .... نفضت يديه وهى تصرخ بوجهه (اجننت انت ... أغرب عن وجههى)
(واللعنة توقفى عن التحدث بتلك اللغة اللعينة)
كادت تتخطاه وهى تتمتم (اعتذر انا لا افهم ما تقوله )
اعاق تقدمها وهو يقف أمامها دون أن يمسها ... رفع رأسه إلى أعلى وهو يقهقه بجنون
تراجعت بقدميها إلى الخلف وهى تكمل بالانجليزيه (أن لم تبتعد من أمامىxx ستجبرنى بافتعال مشكلة وانا لا اريد هذا )
على صوت ضحكاته وهو يصفق لها بعنف (احسنتى ... اقسم لك لتوى اكتشف ان لديك تلك الموهبة العظيمة فى التمثيل ... رائع ... متى سينتهى هذا المشهد الهزلى)
اغلقت سحاب معطفها ... وخبأت يديها المرتجفة بالمعطف وهى تسرع بخطاها ... وقلبها يقرع بعنف كمن خرج للتوx من سباق ماراثون
هز رأسه بعنف وهو يعود ليعيق تقدمها ... تراجعت هى للخلف وهى تراه يهسهس بصوت عنيف ... اقرب الى الجنون (توقفى عن تلك المسرحية الهزلية .... والآن)
تراجعت خطوة أخرى إلى الخلف وهى تنفى برأسها (انا لا اعرفك ) لا تعلم أكانت تقر بأمر واقع ... امx تحاول إقناع ذاتها
تلك المرة صاح بصوت شديد العنف وهو يلهث (انتى زوجتى واللعنة !!! ...)
تلك المرة صرخت هى بوجهه وهى تقترب بوجهها منه تدفعه فى صدره ... ولم تدرك أن عقدة لسانها قد فكت و تحدثت أخيراً بالعربيه(ليس بعد أن خنتنى ايها القذر)
وتناسوا أنهم ليسوا بأحدى الدول العربية حتى يستمروا بصياحهم هذا ...
فمر كل شئ أمامهم كسرعة الضوء .... وفى أقل من عشر دقائق كانوا السكان قد طلبوا لهم الشرطة بسبب الازعاج الذى سببوه أمام البناية

★★★★★★★★★★★★★★★★

بينما فى احدى الأحياء الشعبية ......

ظلت تبكى وهى جالسة فوق فراشها ترتعش بشدة ... هبت من فوق الفراش .. تطالع انعاكسها بالمرآة
تشتم رائحة القذارة بكل إنش بجسدها ... مهما اغتسلت ... ومهما فعلت
تظل تشعر بهذا الهاجس بكل إنش من خلايها ... التفتت أنفال حولها ... تبحث عن المنشفة و ادوات الاستحمام


ظلت تفرك فى جسدها إلى أن تهيجت بشرتها ... جلست بغرفتها أمامها جميع مستحضرات النظافة الشخصية ... ظلت تضع وتضع إلى أن قل هذا الهاجس ... لحظياً ...
غيرت شراشف الفراش للمرة التى لا تعد .... و تدثرت أسفل الفراش تغرق بكوابيس ليستx بجديدة عليها ....

★★★★★★★★★★★★★★★★

فرك أسر رقبته بعدما أنتهى من هذا الاجتماع الذى دام لثلاث ساعات
خرج من القاعة وهو يسب ايهم بين كل خطوة يخطوها
وقف أمام المساعدة الخاصة بأيهم (سالى .... هل يوجد أي مواعيد أخرى مهمة لهذا اليوم؟؟!
(لا ... فقط بعض الأوراق التى تحتاج إلى امضاء من حضرتك)
قاطعها وهو يتثائب ... ويدلك رقبته التى تؤلمه
(حسناً .. حسناً امضيهم بالغد ليس الان)
وتركها وذهب وهو يكمل بين حال نفسه (الان كل ما احتاجه هو سرير ... سرير ناعم و وثير اغط بغيبوبة طويلة به)

★★★★★★★★★★★★★★★★

جلست أكثر من عام بهذه البلد محفوظه الكرامة ... ليأتى هو عديم الكرامة هذا ليضعها بهذا الوضع .... ظلت تهسهس بين ذاتها وهى تخرج من المخفر ... الذى دخلته بفضل هذا الثور ... تدق الارض من اسفلها

دلفت الى سيارة الأجرة وهى تمليه العنوان ... استندت برأسها على زجاج السيارة .... يصعب تحمل كل هذا أو استيعابة ..

ما أن وقفت أمام باب شقتها حتى وجدته يجلس أمامها ... ضحكت بسخرية وهى تسأله(الم تكفيك فضيحة واحدة لليوم!!)
قهقه هو بالمثل وهو ينتفض واقفاً (يبدوا أن عقدة لسانك الانجليزيه ... قد فكت حمدا لله)
تخطته وهى تمسك بمفتاح شقتها وتفتح الباب ... كادت تغلق بوجهه إلا أن قدميه عرقلتها عن ذلك ... دلف إلى الداخل ... اغلق الباب بظهره وهو يستند عليه .... كتفت ذراعيها وهى تتشدق (لما تريد منى ايذائك؟؟)
هز رأسه يأساً وهو يقهقه (مازلتى كما انتى سليطة اللسان .... مرتفعة الأنف )
هزت رأسها بعصبية .. وبدأت يديها بالارتعاش فى خفية (اسمع لي جيداً انا لا اريد ايه مشاكل .... فلما لا تسحب مؤخرتك ببساطة وتخرج من شقتى)
على صوت قهقهاته دون مرح يذكر (ايلاف ... عزيزتي ... يبدوا ان لسانك قد طال كثيراً .. حتى انه اصبح شديد السوقيه ... ولكن لا بأس لا يوجد ابسط من قصه لكى)
ابتدأ قلبها ينتفض اكثر من ذى قبل ... يود قرب ذلك الخائن
فينهره عقلها ... ارتعش لسانها وهى تتشدق (ماذا تريد منى بعد؟؟؟ ... الا يكفيك كل ما سلبته منى!! )
التمع بريق اعينه رغماً عنه وهو يتشدق (اريدك .. اريدك انتى )
انتفضت حواسها ... ما ان استمعت الى تلك الجملة ... مجددا!!!
فيمر معه شريط طويل ... سريع من مقتطفات خيانته لها
لم تستطع أن تظل بذلك الثبات الزائف ... صرخت منفعلة ... محمرة الوجه ... نافرة الاوداج (لا ... لا والله لا يحدث ... لا اريدك ... لااا)
لم يعبئ لانفعالها .. اقترب بخطوتين منهم دنى قليلا ناحيته ... وهذا بفضل طول قامتها النسبى
و همس امام وجهها ( اما انا اريدك ... واشتهى ضمك اكثر من اى شئ اخر ... ومازلت اشتهى احضانك الدافئة )
وقع اثر تلك الجملة على اذنيها ... كالسوط المؤلم ... تلك التى كانت تنتشى كلما رأت حروفها فوق شفتيه
صرخت عالياً وهى تغطى اذنيها و تصرخ بوجهه بإنفعالات هيستيرية (لا ... لا توقف ... الا تمل من الكذب ... اى عديم الرحمة انت)
انعقد حاجبيه بألم ... تألم لما هى به ... وتألم على ما ألت اليه الأمور بينهم
اراد التحدث فعلى صراخها أكثر وهى تدفعه نحو الباب (اخرج ... اخرج انى اشعر بالاشمئزاز من مجرد رؤيتك )
وقع اثر كلماتها عليه كما لو كان طفل صغير كسرت لعبته الجديدة
انقبض داخله فى ألم ... واشتدت عقده حاجبيه فى ألم وهو يطالعها بعدم تصديق
(اتركى لى الفرصة سوف ابرر ل....)
لم تدعه يكمل وهى تصرخ مجددا به ولكن تلك المرة خرج صوتها شديد البحة ... بالكاد يستطيع ان يسمعه الشخص (لا اريد تبرير ... لا اريد شئ ... اتركنى بحالى .. لا اريد شئ منك
على صوت صياحها وهى تقهقه بين حديثها (اى تبرير هذا !! ... لقد وجدتك بفراش اخري!!x ومتى بعد موت والدى!!!
بعد موت والدى بسبعة ايام!!!!!!!
اى عديم الشرف هذا الذى يفعل هذا بزوجته!!)
صرخت وهى تدفعه الى الخارج (اخرج .. اخرج لا يشرفنى ان ادخل من مثلك ببيتى ... بل لا اطيق التنفس ذات الهواء مع قذر مثلك)

اغلقت الباب بوجهه وهى تهرول كى تحتمى بفراشها الوثير

ظلت تهتز الى الامام والى الخلف وهى ترتجف بعصبية ... تتذكر كل مشهد مؤلم من تلك الليلة

★★★★★★★★★★★★★★★★

فتح اسرx اعينه على وسعهما بعدما كان قد غفى للحظات دون ان يشعر .. وهو يري ذلك الجسد الأنثوي الذى سيصتدم بسيارته ... سحب المقود و هو يكبس على مكابح السيارة ولكن هذا لم يمنع السيارة من الارتطام بتلك الشاردة ... ولكن بالطبع كان الضرر الناتج ليس بالسوء المتوقع

★★★★★★★★★★★★★★★★

هرول خارج سيارته وهو ينظر برعب الى ذلك الجسد الأنثوي الصغير الملقى بالارض امام سيارته
اقترب سريعاً منها ولم يجد خياراً سوى حملها كى يذهب بها الى المشفى ... فوجد احدى السيدات تعرض ان تأتى معه

نظر إلى الخلف وهو يرى تلك السيدة المسنة الى حداً ما .. تحتضن رأس تلك الفتاه الذى صدمها

ظل بخارج الغرفة التى تقبع بها تلك التى صدمها مع تلك السيدة الكبيرة
ما ان خرج الطبيب ... حتى اعتدل بوقفته وهو يقترب منه (ماذا بها ... هل بها ايه اضرار داخليه؟)
طمئنه الطبيب وهو يخبره (لا فقط بعض الخدوش و حدث تمزق بأربطه قدميها و كسرت ذراعها بسبب استنادها عليها حينما صدمت)
(ماذا كان سبب اغمائها اذاً؟؟)
(يبدوا انها تعرضت لصدمة عصبية ... او مرت بحادث مفجع فهذا كان رد فعل احترازي من عقلها فقط )
هز رأسه بتفهم واقترب من الغرفة ... طرق عليها ثم دلف
★★★★★★★★★★★★★★★★

نظر اسر اليها وهى جالسة مجبرة اليد و تلتف قدمها بأخدى الاربطة الطبية ... والى تلك الخدوش المضمضة فى وجهها
اقترب منها بعض الشئ .... ارتفع حاجبيه قليلا وهو يستمع
الى سيل من الالفاظ و السباب الذى تهمس به

وجهها لا يوحى بهذا اللسان السوقي إطلاقاً ... خصوصاً مع تلك الغرة و الضفيرة البنية القصيرة
نظر الى تلك السيدة الذى يبدوا عليها التعب حتى انها لم تستمع الى حرف مما تقوله تلك

اقترب منها وهو يحدثها ... ثم سحبها من يديها وخرج بها الى خارج المشفى بعدما طلب لها سيارة اجرة مدفوعة الاجر لتوصيلها الى منزلها

وعاد الى تلك الغريبة بالداخل
تأفأفت وهى تخبره (حسناً ساعدتنى واتيت بي الى هنا .. اشكرك يا اخ ولكن هل ستظل ملتصق بذيلى كثيراً؟؟)
رمش بأعينه وهو يشير الى ذاته (اتحدثينى انا!! .. أهذا جزائى)
تأفأفت بضجر (لا ينقصنى سواك حقاً ... يكفينىx ما اصابنى بسبب ذلك الخنزير ... لا اعلم من اى معتوه حصل على رخصته)
ثم عادت ونظرت له تبتسم له برسمية (بالمناسبة ما اسمك يا اخ؟)
ابتسم لها ساخراً (انا هو الخنزير .. يا ... أخت)

★★★★★★★★★★★★★★★★

افاقت انفال من غفوتها ..... سحبت نفس عميق ... و ارتعشت يديها .. الا انها بالاخير نظرت اللى داخل سروالها على أمل ان يكون هذا الابتلاء قد زال ... ولكن لا ... فليست كل الامانى مستجابة ...
ارتعشت يداها وكل خليه بجسدها .. انتفضت واقفة وهى تنظر الى ذاتها بتقزز .. تبكى بقهر .. بلا توقف ... سحبت ما تحتاجه لكى تستحم ... واعادت ذلك المشهد الذى يتكرر اكثر من مرة يومياً ...

ما ان انتهت من وصلة النظافة الهستيريه خاصتها ... حتى سحبت نفس عميق وذهبت ناحية والدتها الواقفة بالمطبخ .... شجعت ذاتها وهى تشد على يديها مقررة انها يجب الخوض فى هذا النقاش عاجلاً كان ام اجلا ...
(امى ...)
اجابتها والدتها وهى لا تحيد عن الطعام الذى بيديها
ارتعش صوتها يشارك ارتعاشة جسدها (امى ..x انا .. انا بحاجة ماسة الى تلك العملية .... انا متعبة و )
انتفضت من مكانها برعب على اثر صوت السكين الذى القته والدتها من يدها
نظرت لها والدتها بعنف وهى تشد على اسنانها غيظاً
(الن ننتهى من هذا الحوار!! ... الم اخبرك مسبقاً ان هذا الموضوع مغلق ولن يفتح مجدداً؟؟)
ارتعشت شفتيها مع بعض العبرات التى بللت وجنتيها وحاولت التحدث (ولكن .. ولكنى احتاجها ....)
تلك المرة صرخت والدتها بها (ولا كلمة اخرى بهذا الموضوع ... واياكى ان تفكرى قط ان تتحدثى بهذا الموضوع امام والدك او اخيكى ... )
وتركتها وعادت تعد الافطار
سحبت إنفال جسدها المرتعش الى غرفتها ... ذهبت تجلس بالشرفة الخاصة بغرفتها ... أخذت الدموع تتسابق على وجنتيها ... نظرت إلى اعلى ... الى تلك السماء الصافية (ياالله ... انا اعلم انك لست بظالم ... اعلم انك لم تأمر احد بهذا الظلم الكبير فى حق بشر ولكنى تعبت ... تعبت و نفذت طاقتى ... ماذنبى انا ان كنت خلقتنى هكذا!!
لما لم اخلق ذكراً؟؟؟ .. لما على التحمل والصبر على كل هذا الظلم ....) وانزلت رأسها تستند على ركبتيها تجهش فى بكاء عنيف ... رفعت رأسها تنظر الى ناحية الصوت الطفولى الذى ينادى عليها ... نظرت الى تلك الصغيرة التى تطالعها من الشرفة القريبة منها ... ابتسمت لها بحنان ... فبادلتها الصغيرة بأدب ومدت يدها لها بظرف شوكلاته
(ولما هذا ) سألتها انفال
فأجابتها الصغيرة (لانكى حزينة ... وانا حينما اكون حزينة اتناول الحلوى فأصبح سعيدة )
ابتسمت على طريقة الصغيرة وهى تخبرها (حسناً ولكن فقط قطعة صغيرة لاننى لا احبها ... ولكن ايمكنك اخبارى ما هو اسمك؟)
هزت الصغيرة رأسها وهى تخبرها مبتسمة (قمر .. اسمى قمر )
ابتسمت انفال لها وهى تخبرها (اذن فهو اسم على مسمى )
ابتسمت الفتاة خجلة ومدت يدها بقطعة من الشوكلاته
فأخذتها منها بأيدي مرتعشة .. وحينما رأتها لم تأكلها (لما لم يا تأكليها؟؟ ... الا تعجبك)
هزت رأسها فى نفى سريعاً (لا انا فقط لم اتناول افطارى بعد ... ما ان اتناول افطارى حتى سأكلها )
وتركتها ودلفت الى الداخل القت قطعة الشوكلاته بالنفاية وهرولت الى المرحاض ... تتأكد من غسل يديهاx

وفى طريق عودتها الى غرفتها استمعت صوت والدها وهو يحادث والدتها (أترى نحن أخطائنا حينما عرضنها لهذا ؟؟)
نهرته والدتها بعنف (اى خطأ هذا يا ابا محمد !! ما الذى تقوله هذا الا تمل من هذا الحديث الفارغ ...
اكنت تريد لنا تركها هكذا نتنظر حتى تأتينا بفضيحة ... والاسوء ان يتحدثون الناس عنا وعنها بالباطل؟؟)
تلجلئ وهو يجيبها (ولكن الم تستمعى الى الطبيب لقد اخبرنا .. بل وجه لنا اصابع الاتهام اننا السبب بما هى به!!)
اضطربت حدقيه والده انفال وهى تكابر (لا يوجد هذا الحديث الفارغ ... واغلق هذا الموضوع حتى لا تستمع إلى حديثنا وتأكل اذنى انا)

★★★★★★★★★★★★★★★★
آروى العربي

انتهى الفصل ... قراءة لطيفة مثلكم❤️


آروى العربي غير متواجد حالياً  
قديم 06-07-21, 01:18 AM   #5

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي




اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...


للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


في حال وجود اغلفة او تواقيع مصممة من قبل الكتاب والكاتبات نرجو الاخذ في الاعتبار ان المقاس المطلوب هو 610 × 790



هل الرواية حصرية لشبكة روايتي الثقافية ام هي غير حصرية؟ الرجاء الإجابة بحصرية او غير حصرية دون اضافات....



تم نقل صفحة الرواية إلى الصفحة الرئيسية لانها المكان الصحيح للروايات التي لازالت تنزل الفصول



واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء



قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

قديم 13-07-21, 01:12 AM   #6

آروى العربي

? العضوٌ??? » 483730
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 16
?  نُقآطِيْ » آروى العربي is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع

‏ليذهب كلٌ منا في طريقه، أنا نحوك وأنت نحوي.

-جبران خليل جبران.

★★★★★★★★★★★★★★★

انهمرت عبراتها وهى تهرول الى غرفتها دون ان تصدر صوتاً يسمع ... وقفت خلف الباب تكتم فمها بيديها المرتعشة ..... وبدأ جسدها مشاركتها فى الانتفاض على اثر بكائها العنيف ....
لما عليهم ان يكونوا هكذا ... لما ابتُليت بأب ضعيف الشخصية .... عديم الكلمة

ولما لديها والدة بتلك القسوة و الدكتاتوريه ... تتحكم بكل صغيرة وكبيرة ... ولا كلمه تعلوا على كلمتها ...x دون ان تجد من يردعها ... لما ليست حنونة كتلك الأمهات التى تراهم
لكم من الليالى ظلت تشتهى عناق دافئ ... كم مرة اشتهت أن تضمها وان تشعر بتلك الاحضان الدافئة التى تسمع عنها منذ ان كانت طفلة

لقد رأت بقدر ما رأت ... وسمعت الكثير والكثير عن تلك المعارك و النزاعات التى خاضتها الامهات حتى لا يعرضوا بناتهم لمثل هذا الشئ الشنيع ...
سمعت عن من تطلقت من زوجها حتى لا يؤذى طفلتها ... وعن تلك التى هربت بطلفتها ...
ولكن والدتها!!!!
والدتها وقفت بوجه والدها حتى تؤذى طفلتها ... والدتها سحبتها من يديها وقذفت بها نحو دائرة سوداء لم تستطيع النجاه منها ...

والدتها بيديها تلك ... أمسكت بها ... كتفتها جيداً حتى تستطيع تلك السيدة البشعة المتشحة بالسواد ان تختنها ...
وبذات تلك الأيدي اخرست صوتها .... حتى لا يعلو صوت نحيبها
بذات تلك الأيدي كممت فمها حتى لا تفضحهم بين الجيران!!

على صوت شهقاتها المكتوم ... وانفجر اللون الاحمر بكامل وجهها .. عدا ذلك الجزء المغطى بيدها .. فتحول للابيض من شدة ضغطها عليه

و فوق كل هذا والدتها تكابر وترفض اصلاح ما سببته لها من اذى نفسى وجسدى .... !!
اغمضت عينها عند تلك النقطة وتركت لقدميها حرية الاسترخاء.

★★★★★★★★★★★★★★★★

ساعدها بالركوب الى سيارته حتى يستطيع ايصالها الى منزلها ...
التفت اسر الى تلك الجالسة بصعوبة شديدة بالخلف وعلامات الارهاق والغضب باديه على وجههاx (هل يمكنك التكرم واخبارى عن عنوانك)
املته العنوان وهى تنظر له بغضب ... حتى انها طالعته من أعلى الى اسفل مستحقرتاّ اياه بنظراتها
ضرب أسر كفوفه فوق بعض وهو يستغفر ربه من تلك الليلة السوداء التى لم يهنئ جفنه بنوم هادى قط

خيم الصمت في أرجاء السيارة حتى ان السباب الصامت انعدم من فوق شفتيها .... حاول ملاطفة الأجواء وهو يسألها عن اسمها
فأجابته بفاظاظة لا متناهية ( لما لا تركز بالطريق امامك ... و لا تشغل بالك بأسمى او لون عينى؟)

فحينما كانوا بالمشفى وعندما اقترب ودنى منها قليلا ادرك تباين لون اعينها ... على الرغم من ان الامر ليس بهذا الوضوح ... فأحدى عينيها خضراء و الأخرى عسلية ...

ضغط بأسنانه فوق شفتيه وهو يحرك رأسه لها بغضب ... وتحولت اذنية للون الاحمر على اثر الخجل و الاحراج الذى سببته هى له

★★★★★★★★★★★★★★★★

حاول اسر مساعدتها فى الخروج من السيارة .. فنهرته وهى تبتعد عنه (ابعد يديك تلك عنى .. انا استطيع تولى امرى)
حاولت مرة اخرى فكانت النتيجة ان اصتدمت رأسها الصلبه تلك بالسيارة وكادت تسقط على وجهها ... امتدت يديه سريعاً يساندها ... وضعت يديها فوق جبهتها وهى تتأوه
دفعت يديه عنها بعنف وهى تطالعة بنفور (اياك ولمسى)

استندت على عكازها وذهبت ناحية الداخل بخطوات بطيئة ... ومتعرجه
اكتفى بالنظر إليها من بعيد .... فكرامته ستقتله حتماً ان حاول مساعدتها مجدداً وقوبل بالرفض من جديد
بعد عناء طويل ومساعدة من ابنه حارس البناية كانت قد اختفت تماماً عن انظاره
اقترب قليلاً ... والتفت برأسه الى زوجة حارس البناية (السلام عليكم )
(وعليكم السلام يا بنى .. اؤمرنى)
حك رأسة بحرج (فقط اردت معرفة ما اسم الفتاه التى دلفت للتو)
ابتعدت برأسها عنه بضع السنتيمترات وهى تطالعة بريبه (ولما قد تتوقع منى اخبارك عن شئ كهذا)
ارتفع حاجبيه قليلا متعجباً فا هى تتحدث كما لو كان سر دولى !
انعقدت ملامحها وهى تسأله بنفور (اتريد طلب يديها!!!!)
تحدث بصوت حاول قدر استطاعته جعله لطيفاً (لا فقط لانها تعرضت لحادث و انا اضطرت الى ايصالها ... فهذا كان فقط من دافع فضولى)
هزت رأسه الى اعلى واسفل وتغيرت تعابير وجهها الى السخط (تدعى رحمة ... لا احد يعرف لها لا اصل او عنوان او اين اهلها )
هزت رأسها بإشمئزاز وهى تتركه وتعود إلى الغرفة الخاصة بهم ... تهسهس بين ذاتها (عديمة الحياء ... عديمة الحياء .. ... وتأتى أيضاً مع الشبان فى اخر الليل ... فلتحمد ربها ان الحاج سعيد ليس هنا !!!!)

★★★★★★★★★★★★★★★★

بالصباح الباكر ..... فى إحدى الحدائق العامة

طالعت كلبها الذى اخذ حجمة فى الازدياد مؤخراً بسرعة غير مسبوقة ..... ابتسمت بذبول له حينما اتى يقفز فوقها معلناً عن رغبته باللهو معها ...

دلفت من باب البناية مهروله تتسابق مع كلبها ... وصوت ضحكاتها الخفيضة جذبت انتباه ذلك القابع بالاعلى أمام باب شقتها ينتظرها ... فقد اعطاها وقتها الكافى لاستيعاب عودته ... ورغبته الواضحة فى استعاداتها ...

ماتت الابتسامة من فوق شفتيها حينما لمحته يقف أمامها ... طالعته من اعلاه الى اسفله مرتديتاً ذلك القناع الخشبى على وجهها ... وكادت تتخطاه الا ان صوت كلبها الذى يقف بعيداً عنهم قليلاً جعلها تعود برأسها اللى خلف .. وقف الكلب ينبح بوجه ايهم لغرابته بالنسبة إليه ...
وفى حركة تلقائيه امسك بذراعها يسحبها الى خلفه لمعرفته بهعلها من الكلاب و حتى الجراوى منهم ... (لا تتحركى من خلفى الى ان نعلم اين صاحبه ..)
طالعته بإستخفاف وهى تتخطاه متقدمة نحو كلبها الخائف من هذا الغريب ....
ارتفع حاجبي أيهم حينما رأى كيف قفز الكلب بإحضانها ... حملته بإحضانها كطفل صغير وتحركت به كى تدلف الى شقتها ... اقترب الكلب بوجهه من ايهم ما ان مرت بجانبه ... مصدراً صوتاً رافضاً ... واخذ ينبح بوجهه

حينما تخطته اوقفها صوته المتعجب وهو يتسائل ... (و ولكن كيف؟؟؟؟)
اهدته ابتسامة باردة وهى تخبره (على ما اظن سنه كاملة من الوحدة كافية لتغير حال الشخص) وتركته ودلفت مغلقة الباب فى وجهه كالعادة ..... نفرت عروقه ألما ... فعلى الرغم من نبرتها الباردة استطاع سماع العتاب المؤلم بصوتها

وقفت خلف الباب تعض على كف يديها بعصبية وهى تحدث ذاتها ... (سنة كافية لتغير الشخص!!) حركت جسدها بسخرية وعصبيه مفرطه لشخصها ....
ضربت الارض اسفل قدميها (و اللعنة ما تلك النبرة السخيفة التى حدثته بها ... حقاً يا ايلاف ينقصك ان تركعى اسفل قدمه تخبريه كم كان البعد عنه مؤلم!!)
(واللعنه عليك ايلاف ... ليلعنك الله ) ظلت تلعن فى حالها و تدبدب بالارض وهى فى طريقها إلى غرفتها حتى تستعد الى عملها التى تغيبت عنه يومان ....

★★★★★★★★★★★★★★★★

امسكت بظهرها وهى تشعر بالالم يفتك بجسدها من كثرة الأعمال التى تلقيها والدة زوجها المصون على عاتقها .. رفعت مرام رأسها الى اعلى وهى تشكو همها الى ربها بصمت دون أن تصدر صوت ... فقط تحرك شفتيها ... وعادت لتنحنى كى تكمل تنظيف الارضية

ما ان انتهت من التنظيف .... ذهبت ناحية والده زوجها تحدثها ... (اتريدين شيئاً اخر منى يا امى؟)
عبست ملامح والده زوجها وهى تتشدق .. (و الى اين حضرتك ذاهبة؟؟ ... )
سحبت مرام نفس طويل تحاول به تهدئه ذاتها وهى تحدثها بهدوء ... ( إلى منزلى يا امى ... جسدى يؤلمنى واحتاج الى ان ارتاح قليلا ... كما اننى اريد الاستحمام قبل ان يأتى طارق حتى لا يرانى هكذا )

طالعتها والده زوجها من اعلى الى اسفل وهى تمصمص شفتيها بسخرية فى حركة شعبية .... شديدة السوقيه .. (حتى لا يراكى طارق هكذا!!! ... وبماذا يفيد كيف يراكى او كل ما تفعلينه هذا ان كنتى صحراء قاحلة لا نفع منك ولا فائدةx )

انعقد حاجبي مرام فى ألم وهى تنظر إلى تلك المرأة المتجبرة قاسية القلب ... التى لا تمل من محاولة كسرها بكل ما تستطيع ...
انحنت شفتيها كخط مستقيم فى ابتسامة مريرة تخفى بها الامها ... ( ربما لا يفيد بشئ ولكنى احاول بقدر المستطاع اسعاد زوجى ... عن إذنك )
كادت تتركها وتذهب الا صوت والده طارق اوقفها وهى تحدثها بتلك النبرة الاستفزازية التى تحمل قدراً كبيراً من الاهانة لشخصها ... (الى اين انتى ذاهبة !!! ..ومن سوف يعد الطعام؟؟؟)

التفتت لها بوجهها وهى تخبرها (لا تقلقى بعدما اريح جسدى قليلا سأعد الطعام لنا ... بمنزلى)
وتركتها وذهبت ناحية الباب لانها لن تتحمل ان تستمع إلى صوتها البغيض المشبع بالإهانة اكثر من ذلك ...
(توقفى عندك !!) لم تعيرها انتباه ... و كادت تغادر المنزل الا ان صوت والده طارق الذى اخترق ظهرها كأسهم سامة تندفع بلا رقيب ... (قليلة الحياء وتتجاهلنى ايضا !!! .. العيب ليس منكى يا عديمة الحياء ... بل من تلك التى لم تكن متفرغة لتعليمك اصول الادب ... بصقت على الارضية فى حركة شعبية بغيضة ... ضحكت بسخرية وقحة وهى تكمل ..... لا عجب فى ان والدك ألقاها ولم يتحملها )

لم تستطع مرام تحمل كلمة اخرى من حديثها السام هذا .... هرولت الى الخارج .... مغلقة خلفها الباب بحدة مصدرة صوت شديد الإرتفاع دوى من خلفها

وبينما هى تهرول الى اعلى ... كى تحتمى بشقتها من لسان حماتها السليط .. سقطت مرتين على وجهها وقدميها من أثر الدموع التى تحجب عنها الرؤية
دلفت الى شقتها وهى تغلق الباب كى تستند عليه ... وضعت يديها فوق قلبها الذى يطرق بألم .... رافعة رأسها الى اعلى ... تشكو الى ربها بصمت ... أى عذاب هذا ؟!!
الى متى ستتحمل تلك الإهانة ..
وإلى متى ستظل صامته حتى لاتسمع ما لا يرضيها !!

جرت قدميها بخمول ناحية الغرفة .... وقفت تطالع ذاتها بالمرآه ... بمرارة ... وحسرة على ذاتها

الى أي هلاك القت بنفسها .. ما هذا الشحوب ... ومن تلك التى تقف امامها
اين ذهبت تلك المرأة الشابة ... المشعة كثيرة التفاؤل ... ارتمت على الفراش تترك العنان لصوت نحيبها كى يعلوا فى هذا البيت البارد .... بكت بمقدار ما بكت الى ان تغلب عليها النعاس .... فغطت فى سبات عميق من شدة ارهاق جسدها

★★★★★★★★★★★★★★★★

استغرق الأمر من أيهم قرابه النصف ساعة ... ذهب بهم الى شقته ثم عاد لها مجددا ... يترك لها بعض المساحة حتى تستطيع استجماع ذاتها ... وحتى يستطيع هو جمع الكلمات التى تبخرت من فوق شفتيه ما ان تحدثت ...

وتطلب الأمر منه مجهود شاق و مئات من الصفعات لكرامته التى هدرت ومازلت تهدر ... فى سبيل ان يستطيع استردادها من جديد ...
سحب نفس طويل يخرس به صوت عقله الرافض لتلك المهزلة التى يخوضها .. وتقدم الى الجرس ... كبس بإصبعه عليه ولم يتركه الى ان خرجت إليه بوجه شديد البرودة .. ينافى اشتعال اعينها الغاضبة

استبقها بالحديث قبل ان تنفث السباب الذى يقرأه من فوق شفتيها ...
(اود الحديث معك ... فلما لا نتعامل كأى شخصين ناضجين قد انفصلا و نجلس لكى نتحدث)
عقدت حاجبيها بتحفز وهى تسد مداخل الشقة بجسدها ..
استغفر ربه بسره وهو يدعوا ان يلهمه الصبر (لم اقصد هذا .. قصدت ان نذهب الى مكان لنجلس ونتحدث به)
لم تفك عقده حاجبيها واكتفت بسحب حقيبتها وهاتفها من فوق المنضدة المجاورة للباب ...
لم تحتاج إلى تغير ملابسها فا هى بالاصل لم تكن قد بدلت منهم شئ ... فا ما ان دلفت الى الشقة وانتهت من وصله سبابها لنفسها .. حتى جلست على الاريكة ... تتنفس بصعوبة ... مرتكزة بأعينها على نقطة وهمية شاردة فى احداث شديدة البعد .... مازال جرحها مؤلم

وقف امامها يفتح لها باب سيارته ... الا انها لم تعيره اهتمام وهى تتحرك الى ناحيه سيارتها
هز رأسه بعنف وهو يضغط فى فك .... مسح فوق ذقنه وهو يغلق الباب بقسوة .. ملتفتاً كى يتبعها بسيارته

جلست امامه فى احدى المقاهى ... لم تتحدث بحرف منذ ان كانا امام باب شقتها ... اكتفت بتلك النظرة الباردة .. شديدة الذبول ... وبصمتها الذى يقتله و ويفتك بجميع انفعلاته الذاتيه

تململ فى جلسته وهو يشعر بتوتر من نوع حديث عليه ... التفكير والتدبير فى كل كلمة اراد اخبارها بها .. ينافى صعوبة الأمر الواقع

انتفخت اوداجها بضجر وهى تنظر له بغضب شديد لإهدارة وقتها الثمين ... (أن لن تتكرم وتخبرنى بما تريد .. فى الحال ... سأسحب ذاتى واذهب الى عملى بدلا من اضاعة وقتى معك)

اشتد فكه بغضب من شدة ضغطه عليه ... ومن رغبته الملحه فى ان يصفعها
سحب نفساً عميقاً وهو يستغفر ربه كى يلهمه الصبر
ولم يعرف متى وكيف انبثق الكلام من بين شفتيه دون ان يعقله برأسه ... (انا اريد استعادتك ... )

ظهرت البلاهه على وجهها وهى تشعر ان عقلها بات ينسج حديث أبله من ذاته كي يزيد الكراهية والاشمئزاز التى تشعر به من ناحية ايهم ...
هزت رأسها بعدم استيعاب وهى تتسائل فى عصبيه طفيفة (لم افهم؟؟ ... ماذا قلت انت !!)

سحب نفساً عميقاً يشجع به نفسه ... واجابها ببساطة شديدة (ارغب باستردادك ... اود ان اردك الى عصمتى )

احتاج الامر منها الى ما يقارب الثلاثون ثانية حتى تختفى البلاهة تلك من فوق وجهها .. وتحل محلها إبتسامة رقيقة هادئة
تهللت اساريره و انفرجت شفتيه تشاركها الابتسام ... التى سرعان ما ماتت من فوق ثغره حينما رأى ابتسامتها تتوسع الى حد اقرب الى الاستهزاء ... بل ولم تقف عند ذلك الحد بل بالغت اكثر الى ان استمع المقهى بأكمله الى صوت قهقهتها المرتفعة ... نظر بجانب اعينه بغضب واحراج من النظرات المتعجبة من حوله .. التى سرعان ما اندثرت وهم يعيدون انظارهم أمامهم بلا مبلاه

لم تختفى تلك البسمة الساخرة من فوق شفتيها ... وسحبت نفس عميق كى تهدأ به حالها ... فهى بالاول والاخير لا تريد فقدان هدوئها ورزانتها!!
شبكت يديها فوق المنضدة .... ( لم تخبرنى من اين لك بمثل تلك الوقاحة ... بل والغباء!!)
كاد يتحدث الا انها رفعت اصبعها مخرستاً اياه بغطرسة تعتمدها دوماً .... بل انها جزء من شخصيتها لم تستطع التخلى عنهx ... (لم انهى حديثى بعد !!! .. حسناً ، حسناً ... اهذا بالفعل غباء !! ام ان معلوماتك محدودة الى درجة انك لا تعلم انك لا تستطيع ردى؟؟)

اكملت حديثها ومازالت تلك البسمة الرزينة الهادئة تعلو معالم وجهها .... الا ان حاجبها الأيمن اعترض كل هذا الثبات الانفعالى وارتفع بغطرسة غاضبة الى اعلى ..
تحدثت مستهجنه
(عزيزي !! ... انت بالاصل لا تستطيع استرداد شئ ليس بملكك!! ...
ثم اى رجل بلا كرامة هذا الذى يريد استرداد امرأة قد قامت بخلعه!!x .... امرأة بكل بساطة وشفافية لا تريده بحياتها ... خصوصاً حينما يكون رجل خائن .. قذر ... لا يؤتمن !!) طقطت بشفتيها فى حركة نافية ... شديدة السخرية والتحقير منه .

اهتزت قدميه اسفل الطاولة بأنفعال ... كما ان أذنيه حالت الى لون القرمز من شدة شعوره بالخجل العارم ... والغضب المستعر من المتسلطة عديمة الحياء تلك ...

هزت رأسها بعدم تصديق ... كيف يمتلك هذا القدر الهائل من الوقاحة ... يقوم بخيانتها ثم ينتظر منها ان تستقبله بالعناق الحار؟؟

لم يستطع تحمل كلمة اخرى ... انتفض واقفاً وهو يخرج المال من جيبه يلقيه بإهمال فوق المنضدة

رفع إصبعه وهو يحدثها بجسد ينتفض غضباً ( ستعودين ... اقسم لك انك ستعودين وحينها سنرى عن اى عديم كرامة نتحدث )
هزت رأسها بسخافة وهى تودعه بيديها .. مرسلتاً له قبله طائرة ( لا تنسى أن تدثرها جيداً ...) عادت لتقهقه بسخافه على وجهه الذى شابه الطماطم من شدة الغضب و الخجل فى ان واحد

(سترين اقسم لك سترين ... وحينها سأحاسبك جيداً على كل كلمة من هذه ... سترين يا صخرة )
اكفهرت ملامحها وطالعته وهو يذهب ... سحبت نفس عميق وهى تهدأ ذاتها بأن كل هذا سينتهى .. ستعود لعملها .. ولحياتها الروتينية الباردة .. وستتخلص من هذا الشعور الذى ينبض بقلبها .. بالتأكيد ستتخلص منه

★★★★★★★★★★★★★★★

متسطحه فوق فراشها الرفيع ... لا تعلم منذ متى و لكنها قابعة منذ مدة طويلة فوق هذا السرير الذى شاركها أيامها المظلمة .. ونحيبها المتواصل .. وشعورها الدائم و المتواصلx بالاشمئزاز

اعتدلت فى نومتها وهى تنظر الى السقف ... تناجى ربها بأن يخرجها من كل هذا ... ترجوه ان يخفف عن روحها المنهكه

انهمرت دموعها اكثر وهى تتعجب للمرة الألف و تتسائل لما كل هذا ... ولما بليت بتلك العائلة
حتى شقيقها الذى كان دائماً الاقرب اليها ... ابتعد عنها ... بالكاد ينظر الى عينها او يطالعها
كما .. كما لو كان قد اصابه كره او نفور من ناحيتها!

ظل صدرها يعلو ويهبط يشارك اعينها الامها ... بينما هى لا شئ بيديها سوى ان تناجى ربها بصمت

خرجت منها شهقه باكية سعيدة ... وابتسمت من بين دموعها وهى تضع يديها على صدرها ... ما ان استمعت الى صوت الأذان وكأن الله اراد تركها كى تبوح ما بصدرها .. وان يخفف من على ثقل روحها

انتفضت بجسد مهزوز ومتكاسل من شدة بكائها ... اخرجت ملابسها من خزانتها .. ودلفت الى المرحاض ... و عوضاً عن التوضئ قررت ان تستحم وتغتسل

ما ان لامست رأسها الارض وهى ساجدة حتى انفجرت عبراتها دون توقف ... تبكى و تشكى دون حواجز

انهت صلاتها وافترشت بجسدها على سجادة الصلاة ... بالمكان الوحيد الذى تستطع النوم فيه بهدوء .. بدأت جفونها بالتراخى ومازالت شهقاتها تخرج وتضرب فى صدرها وفى انحاء الغرفة وخارجها أيضاً

وقف شقيقها محمد بالخارج محنى رأسة بخذى ... تنهمر دموعه فى صمت بينما هو يضغط فوق شفتيه ... يتفتت قلبه كلما رأى حال شقيقته الغالية .. وهو يقف هكذا .. مكتوف الأيدي !!

بالكاد يستطيع النظر إلى اعينها ... شعور الذنب يقتله فى كل مرة يطالعها

هرول ناحية غرفته .. ساحباً ملابسه حتى يخرج من المنزل فهو بالكاد يستطيع الجلوس به وهو يرى حال أنفال هذا ...

★★★★★★★★★★★★★★★

لم تشعر مرام بمقدار الساعات التى غفتها من شده نعاسها و ارهاق جسدها ..

انتفضت من نومها على صوت طارق الغاضب ... لم تكد ترفرف بجفنيها حتى وجدته امامها .. غاضب .. منتفخ الاوداج ... ويبدوا ان والدته لم تقصر فى شحنه من ناحيتها

نظرت له بأعين ناعسة .. (ماذا بك .. ما الذي حدث؟؟)
نظر لها بإستهجان (حقاً !! ... ماذا بى!!!! اتظنيننى مغفل ام ماذا؟)
لم تجيبه تلك المرة واكتفت بأن تطالعه بتلك النظرات المبهمه

على الغضب فى ارودته من انفعالاتها الباردة .. قبض على معصمها وهو يضغط عليه مع كل حرف ينبثق من شفتيه .. (اتظنين انكى ستتطاولين على والدتى وسأقف انا مكتوف الأيدي؟؟)

تحجرت عينيها من شده شعورها بالظلم ... هى المجنى عليها وهى من تحاسب!
حاولت سحب يديها من بين كفه وهى تتحدث بصوت متحشرج (اى تطاول !!! انا لم افعل لها شئ)
ظل ممسكاً بيديها ضاغطاً عليه إلى ان كادت تصرخ من الألم ... دفعته فى صدره وهى تسحب يديها من تدلك معصمها الذى حال لونه الى الاحمر من شده ضغطه (هل اصاب عقلك شئ ... )
امسك بأسفل خصلاتها ساحباً رأسها معه ... (بل انتى الذى جننتى وفقدتى كل ادبك حتى تحدثينى هكذا ... بل وتهيني والدتى أيضاً )

اعتدلت فى جلستها وهى تبعد يديه عن شعرها القصير ... فأظهرت عبائتها المفتوحه ركبتيها و قدميها المجروحتين
طالعته بغضب وهى لا تزال ممسكتاً بيديها التى بدأت فى التورم ... أشارت نحو ركبتيها وهى تصيح به بحرقه و نبره محشرجه لا تخلوا من الغضب
(يمكننى أيضا الكذب والتدليس وقول ان والدتك هى من فعلت لى هذا .... رغم ان هذا بالفعل لها ايدى به ... ولكنى على عكسها اعلم ان الله رقيباً وسيحاسبنى على ما يخرج من فمى )

التفت وجهها الى الناحية الأخرى نتيجه لتلك الصفعه التى حطت على وجهها
طنت أذنيها ... ونزفت شفتيها على اثرها
عادت برأسها الي ناحيته ... تبرق بأعينها .. تنظر له بخيبه امل ... تدحرجت إحدى العبرات من مقلتيها

توتر فكه وشعر بالارتباك من نظراتها ... اشتد ضغطه على يداه وهو ينظر الى شفتيها الدامية

خرج من الغرفه بخطوات مرتبكه .. وبحزن لا يخفى على ما آلت إليه الأمور بينهم

نظرت الى ذاتها بالمرآه .. تطالع تلك المرأة المنكسرة ... اى امرآة !! بل بقاياها .... لم تكن يوماً بهذا الانكسار ... ماهذا الذى فعلته بنفسها ..

انعقد حاجبيها بألم وهى مازلت تنظر الى المرآة ... تلك ليست اول مرة يرفع طارق يده عليها من أجل والدته .... وكما توقعت سابقاً ... لم تكن اخر مرة

ضفطت على شفتيها حتى حال لونهما للابيض ... لقد حذرها اخيها .. اخبرها مراراً وتكراراً انه ليس مرتاحاً للأمر برمته
ولكنها ظلت فوق رأسه حتى اقتنع .. اغمضت عينيها تذرف تلك العبرات العالقة بهم وهى تتذكر محاولات اخيها المستميته كى يقنعها بأنه ليس أهلاً لها

تحركت تجر جسدها ناحيه الهاتف الذى ارتفع رنينه ... رفعت السماعه ... تسحب نفس مرتجف وهى تحاول إجلاء صوتها ..
(السلام عليكم)

(وعليكم السلام ياحبيبتي ... كيف الحال) انبعث صوته الهادئ من الهاتف ليتغلغل بين ثنايا روحها مبعثاً بها دفئ افتقدته كثيراً
امسكت بالسماعة وهى تضغط فوق شفتيها حتى لا تنفجر باكيه .. لكم اشتاقت الى صوته الهادئ الدافئ

اشتاقت لاحضانه الدافئة التى كانت تغمرها وتحيطها هى خصيصا بهاله خاصه من الحنان ... دونا عن غيرها

جلست على المقعد وهى تحاول ان تكتم شهيقها الذى انبثق منها دون قصد

استمعت الى صوته المتلهف تشوبها نبرته القلقه
(مرام .. أأنتى بخير! .. اجيبينى هل انتى بخير ؟) ولا رد من ناحيتها مجرد شهيق صغير ينفلت رغماً عنها
على صوته وتغيرت نبرته الهادئه لاخرى شديدة الانفعال (مرام!! ... لا تقلقينى عليكِ!!)

اخرجت اخيرا صوتها المتقطع .. ( انا أحتاج للذهاب الان ... سأحادثك فى وقتاً لاحق ) لم تنتظر ان تستمع الى رده واكتفت بإغلاق السماعة

ضغطت فوق ركبتيها وهى تحنى رأسها ... انزلقت دمعه فوق كف يديها .. سرعان ما كففت وجهها حينما استمعت الى صوت طارق
رفع حاجبيه وهو يتحدث محركاً رأسه بتسائل
(مع من كنتى تتحدثين فى هذا الوقت؟؟؟)

مسحت على وجهها وهى تجيبه (ليس بأحد .. انه مازن)
تغيرت نبرته تصاحبها تلك النظرة المتشككه وهو يقول
(منذ متى واخيكى يتصل بكى فى هذا الوقت المتأخر؟؟)

خبطت فوق فخذيها وهى تنتفض واقفة (هذا السؤال يمكنك ان تتفضل وتسأله لأخي .. لا لى!)
كادت تتخطاه مبتعده الا ان يديه التى سحبتها من ذراعها عرقلت تقدمها ... نظرت الى يديه الضاغطة فوق ذراعها .. ثم نظرت الى وجهه الذى يعلوها ببضع الإنشات .... اقترب بوجهه منها وانفاسه تلهب صفيح وجهها ... (حينما احدثك اياكى .. اياكى ان تتخطينى هكذا .. انا احذرك ... لقد تخطيتي معي كل حدود الأدب ... وانا لن اظل صابرا عليك كثيراً) ... ضغط على ذراعها مؤكداً حديثه بأخر كلامه

فرت إحدى العبرات على وجهها من ضغطه القاسى على ذراعها مرة ... وعلى معاملته السيئه لها مائه مرة

★★★★★★★★★★★★★★★

اغلق باب شقته بعنف مصدراً صوتاً من خلفه ..... صدره يعلوا ويهبط بطريقه مؤلمة ... ومرهقة

القى بجسده فوق الاريكه ... عقله سينفجر ... لقد قضى ما يتعدى السته اشهر يبحث عنها كالمختل سته اشهر يضيق صدرة كلما يتذكر فراقهم

اشهر عجاف طويلة مرت عليه بعنف وشقاء كما يمر السكين البارد فوق الجسد .... حاول كثيراً الوصول لها لم يكن يريد سوى فرصه التبرير ... فرصة من التى سلبته هى منه

تصرخ كرامته بوجهه كلما تذكر كيف وقفت امامه دون رحمه تنهى ما بينهم ... تهدر به كرامته كلما يذكر كيف كانت ثابته وهى تقوم بخلعه .. لم يهتز منها شعرة واحدة .. لم يرف لها جفن!!!

على الغضب باوردته واصبحت طريقة تنفسه مضطربه اكثر من ذى قبل ... صرخ وهو ينتفض يهجم على ذلك الاثاث المسكين الذى لاحول له ولا قوه

صرخه انفلتت من بين شفتي ايهم وهو يمسك بصدرة يدلكه ... بعدما انهار جالساً فوق الارض
احمر وجهه من شده الالم ... يسحب انفاسه بصعوبة
تلك النغزة كانت أقوى من كل مرة ... ويبدوا انها لن تمر بسهولة

★★★★★★★★★★★★★★★

تهلل السرور على وجهها وهى تطالع رقم المتصل .... سحبت ايلاف الهاتف وهى تجيب سريعاً (رامى!! ... كيف الحال ... لقد طالت غيبتك .. اشتقت اليك)

★★★★★★★★★★★★★★★

آروى العربي

انتهي الفصل قراءة ممتعة ❤️


آروى العربي غير متواجد حالياً  
قديم 13-07-21, 01:13 AM   #7

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

ليلتك سعيدة... وجدت تنبيه انك قمت بتنزيل الفصل الرابع وين نزلته ؟ لم اجد الفصل ....

ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

قديم 13-07-21, 01:44 AM   #8

آروى العربي

? العضوٌ??? » 483730
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 16
?  نُقآطِيْ » آروى العربي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti مشاهدة المشاركة
ليلتك سعيدة... وجدت تنبيه انك قمت بتنزيل الفصل الرابع وين نزلته ؟ لم اجد الفصل ....
الشبكه كان بها مشكله وبعدها نزلته هو موجود حالياً أعيدي النظر


آروى العربي غير متواجد حالياً  
قديم 13-07-21, 01:59 AM   #9

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

انا دخلت اعتماداً على تنبيهك الذي كان بتوقيت 12:02 am

وانا من وقتها فتحت الرواية وعندما لم اجد الفصل ذهبت لملفك من صفحة اخرى وجلست ابحث في مواضيعك ومشاركتك وارسلت لك رسالة زوار بتوقيت 12:11 am بتوقيت مصر وعدت لصفحة الرواية وقولت ممكن نزلته ضمن الفصل الثالث جلست ابحث بين سطور الفصل وعندما لم اجده كتبت التعليق ولم اكن عاملة تحديث لصفحة وانت نزلت الفصل 12:12 am بتوقيت مصر وانا تعليقي اعتمد 12:13 am ممكن يكون بسبب عدم عملي تحديث للصفحة او يكون فرق ثواني بيننا وبالتالي عيب يقال اعيدي النظر وعندك رسالة الزوار تبتث لك كلامي انني عندما لم اجده كان فعلاّ الفصل غير موجود ....


ارجو التنبيه بعد التنزيل وليس قبل ذلك...


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

قديم 13-07-21, 02:14 AM   #10

آروى العربي

? العضوٌ??? » 483730
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 16
?  نُقآطِيْ » آروى العربي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti مشاهدة المشاركة
انا دخلت اعتماداً على تنبيهك الذي كان بتوقيت 12:02 am

وانا من وقتها فتحت الرواية وعندما لم اجد الفصل ذهبت لملفك من صفحة اخرى وجلست ابحث في مواضيعك ومشاركتك وارسلت لك رسالة زوار بتوقيت 12:11 am بتوقيت مصر وعدت لصفحة الرواية وقولت ممكن نزلته ضمن الفصل الثالث جلست ابحث بين سطور الفصل وعندما لم اجده كتبت التعليق ولم اكن عاملة تحديث لصفحة وانت نزلت الفصل 12:12 am بتوقيت مصر وانا تعليقي اعتمد 12:13 am ممكن يكون بسبب عدم عملي تحديث للصفحة او يكون فرق ثواني بيننا وبالتالي عيب يقال اعيدي النظر وعندك رسالة الزوار تبتث لك كلامي انني عندما لم اجده كان فعلاّ الفصل غير موجود ....


ارجو التنبيه بعد التنزيل وليس قبل ذلك...

بالفعل أنزلت التنبيه بعد الفصل ولكن كان يوجد مشكله من عندى فلم ينزل الفصل فعاودت تنزيله
عذراً حبيبتي خطأ غير مقصود ❤️


آروى العربي غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اشتهي ضمك

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:20 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.