آخر 10 مشاركات
مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          عانق اشواك ازهاري (2)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة بيت الحكايا (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          23 - امرأة تحت الصفر - راشيل ليندساى ( إعادة تنزيل ) (تم تجديد الرابط ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          93- الشمس والظلال - آن هامبسون - ع.ق ( نسخه أصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          القليل من الحب (81) للكاتبة Joss Wood .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-08-21, 12:59 AM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام جواد مشاهدة المشاركة
بداية مشوقة تسلمي
عندي طلب صغير يا ريت تكتبيلنا العوائل والشخصيات لاني تلخبطت خاصتة انها اسامي غريبة شوي
استمري حبيبتي ورح نكون من متابعاتك ان شاء الله

توضيح الشخصيات والأعمار.
-عائلة رويد:
زوجتة الأولى سلوى ولديها،نمير ٢١،والريم١٩.
وزوجته الثانية مريم والدة هادي ٢٥ورواية٢٦،
وأخيراً طليقته،مها والدة البيداء
-وعمر البيداء ١٧.

-عائلة سند.
زوجته الأولى رفيدا المتوفية،ولديها
بتّار٢٥،وهو توأم جراح،وحَلاه ١٨.
وزوجته الثانية،غلا،ولديها رماح ٢٥ من طليقها،
وأريام من سند.

-سماهر ١٦أخت رفيدا وجواد،أي عمة رماح الصُغرى
،مايعني أنها ،خالة بتّار.

-روان ١٦ وضحت أن والدها هو من توفى بالرصاصة
الطائشة،ووالدتها هي نفسها التي تعمل منظفة
وسنتعرف على أهل والدها لاحقاً.

-عبدالرحمن ٢٦ وأنغام ٢١ورويد ،أخوه،وسنتعرف
على البقية لاحقاً.وزوج أنغام يكون ياسر
،ولديها راكان٥.

-سندس ٣١ تكون خالة البيداء أي أخت والدتها.
وسندس متزوجة أخ ياسر محمد،ولديها
،علي ١٣ ورغد ٢ الطفلة المتعبة .

-ورواية أخت البيداء من أبيها كما ذكرت مسبقاً ،متزوجة ولديها من الأطفال أدهم ودلال،وطفلها البكر متوفي.

-براءة ٢٥كما ذكرت والدها عبدالسلام،والدتها متوفية
وأخيها نايف ٢٣.ولديها أخ ثالث ناصر قد توفى.

-البراء ٢٧،واخته شذى،٢٥.

أتمنى أني قد أفدتكم والفصول القادمة ستوضح أكثر،مع اني أجتهدت لجعل الفصل الأول تعريف للشخصيات المهمة.

أَحاسِيسُ ذَابِلة




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-21, 01:00 AM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل"الخامس"
.
.
سكنت أحيائنا المقابر قبل أن يأتي الرحيل.
"فاروق جويدة"
.
.
عقدت حاجبيها حال ماسمعت رنين هاتفها من سيتصل الآن،لحظه ماذا لو كان هو؟،رمت الطبق لتتجه نحو هاتفها،رقم سعودي تأكدت بأنه هو،سجلت المكالمة،وردت عليه بصوت غاضب ومتفجر ويدها على خاصرتها:وش تشتي يا##،هاه تكلم ،يكفي فتن ،والله الفتنه اشد من القتل، ماعندك كرامه، الله لا يريح عليك،متزوج ثنتين وما قنعت،الله يشلك لجبل نقم وينتقم منك.
غطت فمها بيدها تكتم شهقاتها القاتلة، ثم نطقت بنبرة ميتة ويدها تضغط على صدرها:فديت الصوت ياحبيبة أمك.
نطقت بنبرة متهدجة وقد شعرت بمس كهربائي ،وجثت على الأرض وقلبها ينبض وداخلها يرتجف بعنف:يمه

كادت مها أن تنطق،لولا أن سحب الهاتف من يدها،بكل قسوة وهمجية لينطق بفحيح:من أذن لك يا مها،ثم نظر لسلوى واردف بجنون:حاشره نفسك بكل شي يا سلوى.
تكتفت سلوى وبقوة وهي تتوعد:لو ما بلغت عليك.
ضحك باستخفاف شديد:تبيني أوريك بزوجك حاجات وحاجات ماعندي مانع،ماقلك انه مسافر اليمن وانتي عارفه الوضع هناك أقدر اسرح وأمرح على كيفي وحتى اني بايع عمري.
عضت سلوى شفتها ونظرت اليه بحقد ومن بين أسنانها:بنت عمك ياعديم الرحمة.
ابتسم بمكر وقد نظر اليها،تنظر له بنظرات جامدة لم يفهمها:مهوي حبيبتي راضية خذي نفسك ويلا وبعدين ماتدري انها طليقة رورو.
سلوى بقهر من تصرفاته المقيتة:أعرف،انها طليقته،فعل ماضي وانتهى.لتأشر على نفسها وتردف :ديني مايسمح لي أموتها ولا أكرهها عشان كانت طليقته.أكملت كلامها وتكتفت لن تتحرك شبراً واحداً ستبقى بجانبها،قلبها رحيم ليس حجراً،مثله.
رمى الهاتف على سلوى وخرج من الغرفة كالإعصار،سيريه وسيري ذلك الأخرق ،الذي يظن أن الموضوع انتهى.
سلوى انحنت لتلتقط الهاتف من الأرض بعد أن ارتطم بها ووقع أرضاً،ثم اعتدلت وقفتها،لن تحاول الاتصال مجدداً،تهديد صريح منه وهي تخاف على زوجها مخدوعون به وظنوا أنه تغير.
ثم ربتت على كتفها ونطقت بمواساه وعينيها تلمع:الله على الظالم كبير.
لم ترد مها عليها بل كانت بعالم آخر حيث ابنتها وصوتها المتعب،قلب الأم يشعر،تلك الكلمات التي نطقتها اولاً ماذا تعني،من يضايقها،نطقت بحرقة وعينيها تنظر لنقطة محدده ويداها ترتجفان:والله الموت أرحم منه أعوذ بالله من شره وشر أعماله.
نظرت لهاتفها لم ينقطع الإتصال بعد أغلقت دون أن تشعر مها،و بابتسامة:أنتي قوية وبتبقي قوية،واحنا معاك أنا والدكتوره شهد.
نظرت مها للدكتورة السعودية شهد لاتزال شابة وللتو أتت لتتفقدها وتتطمن عليها،فهي لاتتركها بوقت فراغها.
لوحت لها شهد بابتسامة تظهر من فتحتة نقابها ثم أقتربت وسلمت عليها وباحترام وطيبة:شخبارك اليوم ياخاله،عساك طيبة.
ابتسمت مها بلطف وأمتنان:الحمدلله بخير حبيبتي،ربي يسعدك.
.
.
البيداء كانت تستمع للحوار وملامحها تتغير،أغلقت الهاتف لتقف وتتجه نحو الحوض ،هل كل الرجال هكذا،لا لا فهناك محمد،زوج خالتها سندس ،وزوج صديقتها مريم،ووالدها، وهادي،وجدها،ووالد بدور،وعمها عصام،وعمها عبدالرحمن،لا لا ليس هو،بل أسمه برأس القائمة السوداء،هل والدتها تتعذب مثلها،أو أسوء،كانت تحدث نفسها بينما يديها تعمل بغسل الأطباق،لا شيء يواسيها ولا شيء يبث الأمل لقلبها،تشعر بنار تكتويها، مادخله بوالدها البغيظ ،أكملت التنظيف،لتنظر للقدر،على النار،كانت قد حضرت لها وجبة سريعة"اندومي"تحبه كثيراً،سكبته للطبق،وبدأت بتناوله سريعاً ،تريد الخلود للنوم،تريد أن ترمي ثقلها وأحزانها على سريرها،أكملت تناول العشاء،لتغسل الطبق،لم تذق طعمه،من شدة القهر الذي فيها،أتجهت نحو غرفتها وأرتمت على سريرها بثيابها،جسدها لم يعد يحتمل حتى حركة واحدة،أغمضت عينيها،ليست خائفة من الافكار،فعندما تتعب وتجهد جسدها تنام سريعاً،بدأ،النوم يحط على عينيها،شيئاً فشيئاً حتى غفت،لتفتح عينيها فجأة ويدها تمسك جانب ظهرها الأيمن،فقد شعرت بشيء شق ظهرها وألم صدرها،لقد كانت تنهيدة،مزقتها، تعجبت من نفسها ومن هذه التنهيدة المميتة التي أيقظتها من نومها،هل جرب أحداً أن يستيقظ بسبب تنهيدة مؤلمة كهذه!،يالله هل الحزن يسبب كل هذا الألم؟؟عادت للنوم وفؤادها يتقطع،شيء بجسدها ينبض،كل يوم تمتلئ روحها بالمتفجرات والمفرقعات وبراكين خامدة دون أن يلحظ أحد،ولا تريد من أحد أن يلحظ،لن يهتم أحد،لن يهتم،تترقب اليوم الذي ستنفجر فيه لامحالة ،ولكن هل ستمر هذه الحروب الدخلية وتنتهي بعقد السلام والإستقرار،أم ستدمر كما تدمرت وتشوهت بلادها،أغمضت عينيها من جديد راجية من النوم ان يعود.
.
.
"براءة"
كل يوماً أكبر وهمي يكبرني،والأمل قد غادرني وانتهى،والهموم تقع وترتطم على رأسي،أثقلتني الحياة،وأثقلوني،الا أستحق العيش بسلام،تلك النظرات الملتهمة،باتت تقتلني وتخنقني،والله أن الذنب ليس ذنبي ،فما بالكم تثقبون قلبي بها،ليتني أذهب لمكان لا أحد به يعرفني ولا يعرف قصتي.
نظرت إليه البراءة بعينان حمروتان،وشعرها ملتصق بووجهها المنتفخ من القهر وبكبرياء:بيت أبي وغصب عنك يانايف تقوم تقلع من وجهي ماعندي ولا ريال،والله لو معي كنوز الدنيا ما أديت لك"أعطيك"ريال واحد.
ضحك بسخرية ويده تعبث بالمفتاح :لاتتفرحيش بشغلك كل بفضل أبي.
من جانب الباب ،يمسك المقبض بيد مرتجفة تملأها التجاعيد،قاطعه بنبرة ضعيفة أرهقتها الحياة وبيده الأخرى قد مسح بغترته ،دمعة خانته،دمعة سقطت تحكي معاناة طويلة الأمد تحكي عجزاً وضعفاً ،وقهراً، وعقوقاً:أسكت وشل نفسك واجزع من بيتي أحترم أختك ياعديم التربية الله يرحم أمك الي كانت تقدر عليك ،ويرحم اخوك ناصر كان مافيش أرجل منه وهو أصغر منك،الحمدلله على كل حال.
أخذ نفسه وذهب غير مكترث لغضب والده وأنهياره أغلق باب المنزل بقوة،وصدح صوته العالي .
هرعت لوالدها الذي كان قد توكى على عصاه ،وظهره مقوس وجسدة هزيل لم يعد كسابق عهده وأنقلبت الأدوار،أنفطر قلبها عندما جثى على الأرض ودموعه تسقط ،آتى من غرفته حالما سمع الشجار، جسده يرتجف بضعف ووهن،ونظارته العتيقة قد وقعت وتشقق زجاجها كما تشقق قلبها،سندته وذهبت به لغرفته البسيطة،وضعته على سريره،ودموعها متحجرة وتتنفس بسرعة،الغرفة تفوح برائحة والدها ورائحة عطره،الهادئة ،المسبحة موضوعة تحت وسادته ،ومصحفه على الطاولة الصغيرة بجانبه.
نظر اليها بعجز،من المفترض أن يصرف عليها هو،لا هي،رواتب المتقاعدين منعت،والزمن لم يعد كما كان،مهلاً لحظه،ليس الزمان بل البشر،هم من تغيروا واغواهم الطمع والملذات.
مسحت دموعه بإبهاميها المرتجفة ونطقت بابتسامة،ووجهها منتفخ من انفعلاتها:بابي فديتك لاتتعبني أكثر وتزيد تزعلني،تطمن،الخير يابي عاده موجود والناس الخيره ماماتت، عاد في كثير،تخيل الدكتور براء،ماشاء الله عليه جالس يشتغل على مشروع خيري،بيبني دار للقطاء،وجارنا الي يشتغل بالمختبر بصيدلية البراء، متشارك معاه،الرجال الطيبين كثير،كثير مره.
نطق بنبرة حنان أبوية وأمل ورجاء لله تعالى :الله يرزقك بواحد منهم،ويكتب لك العيشه الهنية.
براءة برفض قاطع وبنبرة متهدجة لتفضفض القليل:مستحيل أترك ياقلبي وبعدا الشباب حق هذي الأيام مدري كيفهم والزواج مدري كيف كله مشاكل.
قبل يديها ومسح عليها وابتسم لينطق بمنطقية :الزواج مش مسألة زوج ومسؤوليه يابنتي الزواج سنة الحياة،الرسل تزوجوا وكونوا أسر والإسلام يحث على الزواج مايكره به،وستر لبني آدم،لاتصدقي الي تقولك الزواج هم والناس مدري كيف ومدري أيش،كل واحد بيعيش الي كتبه الله له خير ولا شر عملك على الرضا بالقضاء والقدر،اذا سألتي وحده متزوجة عن حياتها الزوجيه بتقلك لابد من المشاكل،لأن المشاكل ملح الحياة،كل شي له سلبيات وإيجابيات لاتكوني متشائمة يابنتي ولاتكوني متخيلة السعادة الأبدية.أشر على نفسه وعيناه لمعت:لو انا أعرف اني بدوم لك ما بزوجك بس بيجي يوم وياخذ ربي روحي،وانتي من لك يابنتي أتركك لنايف،بيعوضك الله بلي يسترك ويساندك لا تقولي مافي رجال تمام وشباب هذي الأيام الله يستر منهم ،لا أدعي الله بكل سجود اللهم أرزقني الزوج الصالح وعوضني.
أكمل كلامه وابتسم لها،بعد أن ابتسمت له وهزت رأسها بتفهم ستحفظ كلامه جيداً ستخزنه بأحد خزائن عقلها،لن تنساه،خذ الحكمة من منهم أكبر منك،وستذكرها بأحد عقود الزمن الآتية.
يرزقك الله من يعوضك ويرعاك،لا يترركك وحدك،الله لم يخلقك لأجل أن يحملك فوق طاقتك،الله خلقك لطاعته لتعمر الأرض،لتسعى لطاعته.
.
.
الصباح الباكر.
الساعة الخامسة صباحاً.
"بجانب العمارة"
وقد بدأت خيوط الصباح بالظهور،وبدأت الشمس تطلع شيئاً فشيئاً،"روان ،البيداء، سماهر"يتأملن جمال الصباح ،وينتظرن الباص،لازالت البلد تشع بالجمال،لازال جوها جمالاً لايمكن وصفه،ما أجمل الصغار وهم يتشبثون بأيدي بعض ذاهبون للمدرسه كمية لطافة أغلبهم قصار القامة،وطفل بجانب الدكان القريب، يفتح فمه ليخرج بخاراً من فمه فيضحك بتعجب وغرابة مما حصل ويهز أخاه لينطق بتعجرف طفولي انا ادخن بسيجارة ،نظرت للبيداء،شابكة يديها أمام ركبتيها،عينيها الؤلؤية حمراء،وتحت عينيها هالات داكنة،بشرتها،ويديها تميل للأصفرار،جسدها بات يصبح هزيلاً أكثر،أول مرة تتأملها عن قرب هكذا،هل هذا حالها كل يوم؟،تشعر بتأنيب ضمير وكيف أنهن جيران وكل واحدة بعيدة عن الأخرى،نظرت لروان مبتسمة وعينيها تلمع بالأمل وتتامل المكان كله لاتريد أن تفوت شبراً واحداً، كيف انهم لم يقفوا بجانبها وهي بعز حاجتها للمساعدة،من يراها يظنها بحال ممتازة،فهمت كلام البيداء،عندما قالت أنا وأنتي المسكينتان،مايعني أن روان لديها أم والأم هي مفتاح السعادة،هي من تعطي دون مقابل،هي كل شيء في هذه الحياه،هي صاحبة التضحية،والابتسامة الكاذبة لتسعد صغارها،ما أعظم نعمتها ،وقليل من يقدرها،لم تذق حنان الوالدين قط ولكنها تحمدالله على رماح،هو سندها بعد الله،تود لو تسأل البيداء عن قصتها ولكن على مايبدو أنها من الأشخاص الذين يكبتون داخلهم وكبريائهم أهم من كل شيء.نطقت بمحاولة ويدها ضربت ركبة البيداء:بيبو وش متعبك.
هزت رأسها بالرفض،وأبتسمت لتتصغر عينيها الذابلة:مافيش شي بس ما رقدت سوا.
سماهر بابتسامة:اذا تحتاجي مساعده كلميني،ثم نظرت لروان ووضعت يدها على كتفها:وأنتي ولكل"أيضاً"
توسعت ابتسامة روان لتنطق بصوت منخفض يميل للطف:تمام ياقلبي،ثم نطق ويديها على وجنتيها:شوفي متحف الكلب الصغير.كان بجانب أحد البيوت القريبة ،لونه أسود وأبيض ويحاول التكور على نفسه وجسده يرتجف،لتردف روان برحمة وشفقة ودموعها تجمعت:ياحرام شكله بردان،ثم نظرت للبيداء:قلتي بتسمعيني التلاوة.
اعتدلت بجلستها ونطقت بابتسامة،لتخرج هاتفها من حقيبة المدرسة:بعلمك ذلحين ماشاء الله صوت القارئ جميييل،وهادئ،حتى وقعت أتلي مثله.
هزت سماهر راسها بيأس تلك المجنونة ستأخذ هاتفها للمدرسة وهي تعلم جيداً أن المدير،قد أقسم بالله،أنه لو وجد هاتف مع أحد لن يعيده إليه الا أخر العام.
فتحت الاستوديو ودخلت أحد الألبومات المخصصة للتلآوات،لتشغل مقطع من سورة النور ،بعد أن اكتمل المقطع،نظرت إليها روان بابتسامة:ماشاء الله تبارك الرحمن صوته مريح للسمع،وانتي مطبقة التلاوه مثله.
ابتسمت بشكر ثم ضحكت بخفة لتدخل حسابه على تويتر:باليوتيوب قارئ وبتويتر عاشق،لتقرأ لهما بصوت معبر وشاعري، تغريدة مضمونها.
"حبكِ بَات يَغزو قَلبي وكُلي دون منفذاً ،كَأنه مَرض عَجز الأطباءُ عن مُداواتهِ،كل الأمراض عِللاً وأذى الا مَرضُ حُبك لذةً، قَد دَعوت الله ألا يُشفى "
ضحكن ثلاثتهن لتنطق سماهر بمرح من بين ضحكتها:شكله غزل إسلامي.
غرقن بضحكتهن أكثر،ليعتدلن بجلستهن ويبكحن ضحكتهن حالما لمحن والد بدور،يخرج من الباب،ذاهب لعمله،وبدور خلفة تنظر إليهن بغيظ وحسد ظاهر،قلبت مقلتيها،وأعرضت عنهن بتكبر لتصعد السيارة.
نظرت إليها روان بشيء من الكره ،كلنا نملك عيوباً ووجوهاً مختلفة فهذا شيء لا يمكن نكرانه أبداً نخطئ ونصيب نحب ونكره ننتقد ونغتاب،نبغض،ونحقد،ولكن تأنيب الضمير لايتركنا وشأننا يأكلنا ويرهقنا يجعلنا نعض أصابعنا ندماً وخجلاً من الله ثم من الناس،نعتذر ثم نعود ثم نعتذر ونعود وهكذا، أما البعض يجرح و لايخجل يفتن بين الناس بل ويتمادى بالتكبر والوقاحة،لايتوب ولا يشعر بتأنيب الضمير،يظن نفسه بالأعلى بينما هو بالقاع لايُرى ولا يُسمع.
.
.
الساعة الرابعة مساءً
.
.
"هادي،عبدالرحمن"
وضبا حقائبهما وهما مبتسمين بسعادة حقيقية،ليضربا كفي بعضهما بحماس ،وأخيراً سيعودان لأحضان الوطن الحبيب،سيعودان لأحضان الأحباب والأهل،ستعود الأيام الجميلة،كان الخوف يأكل قلبيهما على أهلهما من حال البلاد،والآن هاقد أقترب اللقاء موطني،عندما نصل،سوف نستنشق هوائك ،ونقبل ترابك كما سنقبل أهلنا،قد سمعنا مثلاً يقول"خبز الوطن أجمل من كعك الغربة"سامحنا موطني ولكننا لم نجد حتى الخبز فيك وربما قد وجدنا فتات خبز يابس،فغادرناك ،لنجد لقمة العيش،لأجلهم ولأجلنا،فلوكان الجسد هنا فالقلب بداخلك وطني،أشتقنا لجملة من نشيدنا الوطني مضمونها "وسيبقى نبض قلبي يمنيا"أشتقنا للأكلات الشعبية من يد أمهاتنا،اشتقنا للأستيقاظ من الخامسة فجراً، لصوت أبائنا وهم يشددون رؤسهم ويرددون"ياالله ياكريم يارب" لنحمل عدتنا ،ونذهب للعمل في المدرجات ،والمحاصيل،أشتقنا لأصوات أمهاتنا وأخواتنا كل صباح ولتغريداتهن وأيديهن تعمل بتحضير العصيد،وجبة الفطور الدائمة كانت رائحتها جميلة جداً ،ولا تحدثني عن رائحة السمن البلدي وكأنه عطراً منتشراً بالأجواء نشتمه بتمتع ولذة، نتسابق للسفرة البسيطة ونجتمع كلنا ،ونتبادل الضحكات والمشاجرات بينما الوالد يوبخنا ،والله أننا قد أشتقنا للقرية والأغنام،أشتقنا للون الأخضر،أشتقنا لرائحة الصباح،ولرائحة الزرع بعد المطر لترديد تلك الكلمات حال ماتنزل قطرات الغيث كما يفعل أبائنا"ياقريب يامجيب يالله يسامع الدعاء يالله"،نشتهي تناول الشجيرات الصغيرة "كالجدمل التي تشبه الباميا بشكلها ،لها حواف تشبه الأشواك وطعمها مر ولكننا نتلذذُ بها،"،أشتقنا للصيد وأكل التين الشوكي أشتقنا لخيراتك بلادي،هذه الكلمات البسيطة ، تنطقها كل روح مغترب فارق الأهل والديار يشقي بدم قلبه لأجل عائلته،فيارب كون في عونهم،واروي شوق قلوبهم وقلوبنا وعوضنا وعوضهم خيراً.
نطق هادي بشوق وهو مستلقاً على فراشه ،وابتسامة واسعة جداً تعتلي شفتيه:يارجال فقدت لجدتي ورواية وبيداء،وفقدت لقبر أمي،الي كنت ازوره كل يوم.
حقاً اشتاق لنثر الحبوب وسكب الماء على قبرها ليطعم ويسقي الحمام،لم يقدر قيمتها الا بعد وفاتها.
عبدالرحمن وقد ربع قدمية ونطق بنبرة أعمق ممزوجة بتساؤل:تتوقع عاد العيشه مثل ماكانت ولا تغير كل شي.
غطى وجهه باللحاف ومن الفرح طار النوم وحلق بعيداً بالآفق مع أنه متعب كثيراً،نطق بنفي وهو يبتسم:ماأدري ياعمي ما أدري،بس إذا كنا أنا وأنت تغيرنا طبيعي يتغير كل شي مع مرور الزمن.
صمت عبدالرحمن وهو منتش من الفرحة التي تغمر فؤاده ،يقسم أنه كلما شعر بقرب اللقاء وتخيله يرتجف قلبه،لم يبقى الا القليل،القليل فقط،بعض الهدايا للأهل والأصحاب،ويتفقد سيارته،وبعدها الى البلد والحافظ الله.
.
.
اليوم التالي بعد الظهيرة.
"جراح"
بالفناء المحاط بالأشجار والشجيرات ،كان المكان هادئ كهدوء المقابر عكس ماكان بالسابق ،عكسه تماماً .
ماذا لو يعود الأمس ؟؟
كان يجلس على التربة سقى الاشجار والورود ومن ثم يتأملها ويتأمل روعة جمالها كما يحب يشعر أنها جزء منه كأنها أشخاص قريبة لقلبه كل يوم بهذا الوقت يعود من عمله ليعطيها جزء من وقته الثمين، عاهد نفسه من اليوم الذي توفت فيه والدته أن يهتم بتلك الورود والشجيرات التي زرعتها والدته بيديها الناعمتين ،كثيرة العطاء والسخاء، كان يساعدها دائماً ،لازال طيفها يعانق قلبه وروحه وكل جزء منه، تأمل الورود الحمراء القريبة منه سرح بطيفها، بنفس المكان بورود مختلفة بلون أبيض كصفاء قلبها تماماً ،مشمرة أكمام قميصها الزهري الذي ترتديه أغلب الأوقات لأنه هدية من صديقتها،تجمع شعرها الأسود الطويل لتبتسم لهم بحماس وحب حقيقي ،تجعلهم يحملون عدتهم الزراعية ويستمتعون معها في ما يفعلون، ولاينسى تراميهم بالوحل،حتى والدهم كان يشاركهم بهذه الفعاليات المجنونة ..
أغمض عينيه التي لمعت بحنين وشوق ،فتحها من جديد ببطء ونظر للسماء مباشرة ولسان حاله يقول"كبرت يا أمي واجتزت مرحل الطفولة وأنتِ لست بقربي كالماضي ،سرقكِ الموت بلمح البصر، كنت أبكي بأنصاف الليل أرثي نفسي بفقدانك وأشكي لله وحشة العيش بدونك،واجتزت مرحلة المراهقة ولا زلت كعادتي أرثي نفسي أكثر من ذي قبل ،وها أنا قد أصبحت ابن الخامس والعشرين ولازلت بجسد ذلك الطفل الذي يشتاق لك ويتمنى أن يستيقظ وفطوره جاهز وينتظر قبلة الصباح اللطيفة والدافئة، ولازال ذاك الطفل الذي بداخلي يريد إهتمام مثل اهتمامك ، أمي ولو تزوجت أجمل وأحن نساء العالم لن تعوضني عنكِ ، يا من كنتي بالأمس زهرة ببستان أخضر،واليوم غدوت بين القبور ،وتحت التراب ،رحمك ربي يا جنة الدنياء " نهض ونفض ثوبه ، واتجه نحو التي تقطف وتعبث بالورود وتبتسم بمشاكسة ،بينما تمسح أثر الورود على فستانها الأبيض،ابتسم وهو يضم أريام لصدره ويقبل خديها لينطق بحنان :أريومتي لا تقطعي الورود تراهم مثلنا يتنفسون وإذا أحد زعلهم يموتون.
شهقت لتنظر إليه والى بعض الوروق التي قطفتها، ابتعدت عنه وتوجهت نحو الورود لتجلس على ركبتيها الصغيرة، تحاول جمع بقاياها بيديها الصغيرتين لتنطق بحزن طفولي وقد نظرت إليه بعينان تلمع بحزن:جوجو انا موتها ما بتسامحني .
جراح وهو يحملها الى الداخل ، لايريد البقاء أكثر تلك الذكريات ترهقه وتتعبه ، نطق بنفس الابتسامة :اذا بطلتي تقطفيها بتسامحك ياقلبي.
بصالة الجلوس نظر جراح لعمه صقر الجالس بجانب والده،ولبتّار الذي يرمق عمه بنظرات حادة كالصقر،لديه ملامح وعينان حادتان كوالدته تماماً،ولكن نظراته مخيفة.
وقف صقر وبابتسامة هادئة ،ربت على كتف بتّار وينظر إليه بمغزى ثم نطق وهو يغمز بعينه اليمنى:توصل بالسلامه بتّار.ليغمز له مجدداً.
ليبتسم بتّار بهدوء وهو يفهم جيداً ما يرمي إليه.
.
.
الساعة ٣عصراً
والدة روان بجانب الباب ،تنظر اليه بوهن وضعف،بلاحول لها ولاقوة،وسماهر تنظر إليها من خلف رماح ،نظرات رجاءها تؤلمها،كثيراً،الذل والترجي مؤلم كثيراً عزة النفس فوق كل شيء ولكنها مجبورة،على من ندعوا والى من نلجئ بعد الله ،لاندري من يريد لنا الخير ومن يريد لنا الشر،أصبح الناس أحزاباً وتعددت الأيادي المجرمة،ولكن لنا رب واحد سنشكوا اليه بثنا وحزننا،سنشكوا إليه ما فعلتموه بنا،ويلكم من الله يامن سفكتم دماءً وأفسدتم بلاداً،ويتمتم اطفالاً،وأرملتم نساءً،وفطرتم أفئدة ،ما توقف فمها عن الدعاء،ألا تخجلون من ربكم،حسبكم الله أينما كنتم واين ما حللتم.
أما البيداء تقف بأعلى الدرج تنظر لوالدة روان وهي تترجاه بكل الكلمات وبنبرة متهدجة وكسيرة،:الله يسعدك ياخي الشهر.
قاطعها وكيل العمارة متجاهلاً ترجياتها المؤلمة:سامحيني يا أخت بس صاحب العمارة يشتي الإيجار اليوم.
من الداخل نظرت روان لأمها بقلة حيلة وفمها يعض القلم بانفعال،بقى من إيجار الشهر الفائت مبلغ كبير، بينما نظرت لها الأخرى بضعف،ما البيد حيلة،دموع الكسر قد بدأت تتلألأ بعينيها.
نطق رماح من خلفه بحزم وهدوء :راعي لي "أنتظرني" خارج وانا بتفاهم معك.
هز الوكيل رأسه بالموافقة وخرج لخارج العمارة.
نطق رماح بابتسامة وأحترام:لاتهمي الإيجار ياخاله كله بيوقع تمام،ليخرج للخارج خلف الوكيل،وتعود سماهر للمنزل،فقد عادوا من المطعم قبل بضع دقائق وتريد أن ترتاح قليلاً.
أما والدة روان شعرت بشيء من الراحة بالتأكيد سيحاول تأخير الدفع،دخلت للداخل لتبشر روان المتوترة والخائفة.
بعد أن ذهب الجميع نزلت البيداء من الدرج وأخرجت ١٥الفاً،كانت تحتاجها بشدة ولكن الله سيعوضها حتماً،اقتربت من الباب وأدخلتها من الفتحة لتخرج من العمارة بسرعة،خطت نحو طريقاً مختصر يشبة الازفلت،نظرت للسماء الممتلئة بالغيوم ،الجو مغيم وجميل،والهواء يداعب خمارها ولثامها ويديها تحاول تثبيتهما،ابتسمت وهي تتلفت يمنة ويسرة وشدها،منظر لأربعة اطفال يلعبون،لعبة البلابل بأدواتهم البسيطة،ومستمتعون لأبعد حد،رأس برميل حديدي مقطوع يشبه الصاروخ،يثبتونه بأحجار كأنه ساحة بلابل،وأشياء تشبه البلابل بشيء بسيط ولكنها تفي بالغرض،بدأوا بالجولة وصرخوا بصوت عال"وقت البلابل" لتبتسم بتفائل،نحن شعب بسيط،نسعد بالقليل ،ونحب البساطة كثيراً،تأملتهم حتى ابتعدت عن المكان وأختفوا عن أنظارها،نظرت لساعتها لتسرع بخطواتها،عمتها أنغام،وخالتها سندس وبعض الجيران سيأتين لشقة أختها ليستمتعن معاً.
.
.
الساعة ٨ مساءً
تبوك.
يجتمعون بالمجلس العربي بنقوشه السوداء وديكوره الجميل،تفوح من رائحة العود،والقهوة العربية،يتبادلون الحوارات،عن رجل مات،ورجل خسر أمواله،وآخر ناجح في عمله.
بينما بتّار يرتشف من القهوة ،وبرأسه غترة يرتديها بالطريقة اليمنية كما كانت والدته تلبسه أياها،يبتسم لرويد الذي يتأمله بنظرات حنونة كنظرات والده،شعر بيد تربت على كتفه كان عمه صقر بابتسامة هادئة:بنفقدك يارجال.
ابتسم له،وهو يدرك أن الصمت أفضل و قد تخونه لسانه بلحظة ما فهو يسمع ويتعلم.
نظر سند إلى بتّار وابتسم بسعادة سعيدد بأنه شاركهم هذه الجلسة ،ثم نظر لجراح الذي قد انسجم مع غازي بالحوار، نظر لعمه والدغلا فهو شقيق والده،وحتى والدتها شقيقة والدته،القرابة بينهما كبيرة،نظر لعامر ثم نطق بتساؤل:فهد ماهو بناوي يرجع فقدنا سواليفه الي تفتح النفس.
بتّار لمعت عيناه ليترقب جواب عامر.
بينما نطق عامر شقيق غلا بنفي:عاجبته القعده هناك ويقولي مرتاح،ويفكر يزورنا بوقت قريب.
نطق والد غلا بشجن وحنين:فقدته مره،الله يهديه ويحفظه.
صقر بابتسامة صافية:إن شاء الله ياعم يزورنا قريب.
نظر اليه والده بطرف عينيه،وعكازه قد ضرب الأرض:وانت لا تعمل لنا عملة جواد و
قاطع صقر والده وعينيه احمرت :لازم تربطني بجواد كان خير ولا شر،الله ياخذه.ليقف بحنق ويحرك رجليه نحو الخارج.
لمَ المقارنة بينهما،منذ أن كانا طفلين والمقارنة قائمة،كان قريباً أو بعيداً والمقارنة قائمة،سافر باليوم الذي سافر به جواد،وعاد من سفره ولازالت المقارنة قائمة،تباً له من رجل،لو كان موجوداً أمامه لما تردد بتهشيم وجهه،تكاد عظام قبضته بالتكسر من شدة الغيظ الذي فيه.
كتم بتّار ابتسامته،ونظر لغازي،فهم غازي نظراته وتجاهله،تشاجر معه بسبب حوار عقيم دار بينهما،ياليته لم يجبره على التحدث لكان أفضل من معرفة مالايمكن تصديقه،ولكن لن يصدق ماسمعه،إلا إذا سمع بأذنيه ونظر بعينيه،كم يشتاق لفهد الحنون صاحب القلب الصافي ،هو الوسط بينه وبين عامر،وغلا أكبرهم فهم أربعة أخوة فقط وهو آخر العنقود
.ابتسم بتّار لنمير الذي يضحك ويمازح العجوزان،بينما هما يضحان لنكاته وكلامه العجيب، ويلكزانه بعصيهما ،وهو يمثل الألم ثم يشرع بالضحك،في كل مرة يجتمعون، لايتركهما وشئنهما بل يبقى بجانبهما،يتعلم كلمات يمنية قديمة ،ويتكلم معهما بلهجة يمنية.
وقف بتّار وجر خطواته نحو أخيه،ليجلس بجانبه ويبتسم له،همس له:جراح أنت توأمي ومن حقك تزعل بس لازم تعرف اني أخبي أشياء عنك عشان مصلحة الكل بس كل شي بيتوضح مع الزمن،أنت أخي ومو حلوه تزعل مني.
أبتسم له جراح وربت على كتفه بطيبة ومحبة:انا ازعل منك مستحيل ،ليردف :أخاف اني أكون مقصر معاك،أخاف تكون تكتم حاجات توجعك،كنت أبيك بس تشاركني عشان نذوق المُر أنا وأنت وما تكون وحدك.
.
.
بشقة رواية،مجلس النساء يصدح بصوت الأغاني المتنوعة،وقد رصفن المداكي،أي قطعة إسفنج مستطيلة وصلبة ،مغطاة بنفس قماش المجلس،تستخدم للإتكاء عليها.
مربعة قدميها ،وتنظر إليهن بابتسامة،أتصل لها والدها واعتذر إليها، وصرح لها بأنه يخاف عليها ويريد مصلحتها ،كم أسعدتها كلماته البسيطة وجبرت خاطرها لن تجد والداً مثل والدها في هذه الأيام ،حاولن جعلها تخزن معهن ولكنها ترفض، آخر مرة خزنت بالقات،لم تترك احداً إلا واتصلت به لتزعجة،نظفت المنزل كله والمطبخ،من فرط النشاط الذي كان بها،عادة القات سيئة ولكنها بعضاً من تقاليدنا وعاداتنا ونستمتع عندما تجتمع الأسرة لنسمر لأخر الليل ،ياليت تلك الأيام تعود.
ولكن القات يخل من أقتصاد الدوله،ويباع بمبالغ مختلفة وأجود أنواعه يكون باهض الثمن وخصوصاً بفصل الشتاء،صحيح لا يذهب العقل ولكن له أضرار طفيفة على الجسم،وبالأخير تبقى هذه العادة عادة سيئة.
بدور تنظر اليهن بغرور وهن يجلسن بجانب بعض"البيداء ،سماهر ،روان "تريد أن تكون مثلهن حيث أن الجميع ينجذب إليها ولم تجد غير الغرور والتصنع لترفع من مقام نفسها.
سندس وأنغام منسجمات بالحديث،عن مرض رغد وعودة محمد الذي لم يستطع تجديد إقامته وأوضاعه صعبة،والأطفال يلعبون ويرقصون كالمجانين حرفياً،ووالدة بدور تتحدث مع رواية،تلك المرأة طيبة ولا أحد يصدق أنها والدة بدور.
شعرت بروان وسماهر،يوقفنها لترقص معهما،وقفت بعد إصرار شديد منهما،ليرقصن بجنون،وهي تتمايل بخجل.والاطفال يتفرجون عليهن ويبتسمون بتعجب ،وكأنهم يقولون،"هن الأطفال وليس نحن"بعد مدة طويلة ذهب الضيوف،لتجلس على الأرض وهي تلهث اليوم رقصت بجنون ،نظفت ورتبت الشقة وبالكاد أكملت لم تكتب واجباً واحداً،تعرف أن بعد هذه الضحكات الكثيرة والإستمتاع سينتابها الضيق،والملل،كانت رواية لاتزال سامرة وتراسل زوجها الكريه كم تكسب ذنوباً بسبب شتمه ،وما زادها كرهاً إتصلاته المقيتة ووقاحته يظنها غبية وتقع بالشباك من أتفه كلمة حب أقل مايقال عنه مقرف ،بدأ قلبها يخفق حالما لمحت وجه رواية قد احمر وكأنه طماطم بعز حمرتها،تباً له الوغد،جلست وأرجعت ظهرها لتسنده ثم سرقت نظرة لأختها والذعر هو سيد الموقف لتقف وهي تريد الهروب فقلبها لم يعد يحتمل،ولكن الأخرى وقفت كالإعصار واعترضت طريقها لتنطق بزمجرة وقد رمت الكأس من يدها ليرتطم على خاصرة البيداء:أيش رأيك أخليه لك.
عقد حاجبيها بألم ممزوج بإستفهام وتراجعت للخلف عندما وقع الكأس وتحطم،لماذا ؟لماذا؟فقط كلما هدأت الأوضاع بينها وبين أختها تأتي مصيبة تفسد كل ذلك تراجعت للخلف بذكاء ونطقت بغباء ونبرتها تتهدج بينما عينيها الؤلؤية لمعت:ايش هو .
نطقت روايه بانهيار حقيقي وهي تحطم ما تراه عينها:زوجي مادامك تحبيه ،وتراسليه وعامله نفسك مطوعه،تخوني أختك واني مخليه لك ببيتي تخوني ثقتي،لتنحني وتلتقط قطعة زجاج وتبتسم بريبة:بقتل نفسي وأهجعك "أريحك"مني
فتحت عينيها بذهول وفجيعة وقد ألجمتها الصدمة،تيبست بمكانها اولاً لكلامها الذي أخترق قلبها بسهام مسمومة، وثانياً لرعب الموقف ،بالتأكيد تهدد مثل كل مرة،يستحيل أن تنتحر فهي تخاف على نفسها من جرح صغير فكيف لها أن تقدم على هذا الفعل،هي فقط تخيفها،تشعر بتنمل بركبتيها،وقلبها زاد خفقانه ستقع من شدة الدوار،أهتز وجدانها وشحب وجهها حالما رأتها تتقدم نحوها ،هزت رأسها يمنة ويسرة،مهلاً لحظه على مايبدو انها تريد قتلها هي.
هل ستكون نهايتها هكذا ؟
.
.
انتهى..
.
.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-21, 12:51 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل"السادس"

.
.
تمزّقني بداياتي، تؤرقني نهاياتي

يلوّحُني اغترابيَ بين بعثرةِ المساراتِ

يلوّنُ فيّ ذاكرتي وترسُمني صِراعاتي

يعلّقُني كقربانٍ على بابِ السَّماواتِ

فشرخُ القلبِ أخدودٌ تجذرَ في متاهاتي

يلوكُ الحزنُ أوردَتي على وجعِ المسافاتِ

تباعِدُنا على مضضٍ لتغتالَ المسرّاتِ

أيا صبحي الذي ما زال يهجرني فلا ياتي

فمن يطوي جراحاتي ويغفر لي خطيئاتي

مصوّعةٌ بأقداري وآلامي و عثراتي

ولستُ أنا التي تَدري بما قد حَلّ في ذاتي...!!
"فواغي صقر"
.
.
"بعد ٣ أيام"
"الساعة الرابعة عصراً"
تبوك/بأحد المكاتب
بلون أثاثة الرمادي والأسود وشيء قليل من الأبيض،صوراً كثيرة معلقة على الحائط لعلماء كُثر، ورسومات غريبة ،وملفات مصفوفة على الطاولة يكتب آخر تتطور للحالة التي أمامه ،ينظر له بين الفينة والأخرى، ويستمع لمعاناته من الوساوس والشكوك بإصغاء تام،حدد له الأدوية بعناية شديدة،ثم بعد فترة خرج المريض،ليسند ظهره على الكرسي،ثم أخذ نظرة جانبية لغازي،الذي ينظر إليه بنظرات حادة،ومكذبة لمَ أخبرة.
نطق بتّار بنفاذ صبر:غازي ماني فاضي لك،أنت الي طلبتني أتكلم وانا اتكلمت وانتهى صدقت براحتك ما صدقت أبعد عني.
غازي بعدم تصديق وهو يقف:بس مستحيل.
بتّار وهو يضرب الطاولة ليقف وينطق بتحذير:لا مش مستحيل،وما بألف فيلم من راسي،ليردف:روح الحين قبل ما تطلع شياطيني وتصير مشكله طويله عريضه.
نطق غازي بلؤم من نبرته:بتّار من جدك
نطق وهو يكبح ضحكته:لا من جدتي.
غازي وهو يضرب الطاولة وقد تبعثرت بعض الملفات:بتار
نطق بضحكة وهو متحفظ بهدوئه ويجمع الملفات:بتّار ولا بتّله
نظر إليه غازي بأشتعال ليجر خطاه نحو الخارج ويقفل الباب بقوة.
أغمض بتّار عينيه وهو يضحك على نفسه وغازي الذي يأبى التصديق ثم جلس على الكرسي وهو يبتسم بهدوء،لم يأتي الهدوء من عبث،كل تلك السنين جعلته هكذا،وجه ناظريه لشهاداته،ولكن لم تمنعه من تحقيق طموحه،ومايسعى إليه.
.
.
بنفس الوقت:
"سماهر"
قطرات المطر تتابع بالسقوط واحدة تلو الأخرى،تطرق النوافذ والأسقف،لتزداد سرعتها ،بينما البعض يركضون وحتى الحيوانات بدأت بالإختباء تحت الأسقف،والتكور على نفسها،اولئك بجانب الدكان ، يمشون ببطء،ويبسطون أيديهم لجمع قطرات المطر،والنساء يسارعن بخطواتهن ويرفعن عباءتهن تجنباً لاتساخها وتبللها،وهناك أطفال يضحكون،بسعادة ،بنفس اللحظة عاد لها صدى صوت تلك الأنشودة لترددها.بلحن "مطر..مطر..مطر،، بنعمة همر،تهللي يا أرضنا السمراء وأستقبلي هدية السماء..الخ"هذه الأغنية كلنا نحفظها عن ظهر قلب،كلنا درسناها بالصف الاول الأبتدائي ما أجمل ذكرياته.
كانت تجلس أمام النافذة مرتدية كنزة صوفية بلون القهوة،وملامحها تميل للحمرة ،أثر شعورها بالبرد،طاوية لذراعيها أمامها ،وتسند ذقنها على وسطها، تشعر بكآبة حقيقية،الشقة مع هذا الطقس أصبحت شبه مظلمة، وهادئة كهدوء المقابر، تشعر بالملل،مرت ثلاثة أيام والبيداء مختفية،لاتحضر المدرسة ولا تخرج لشراء الحاجيات من الشارع كما كانت تفعل،مع أن نفسيتها ذلك اليوم كانت ممتازة،وروان تغيبت ليومين، وهذا المساء براءة مقفلة عيادتها،تأملت السيول التي تركض من رأس الطريق الفرعية من جهة اليمين،المطر جميل ولكن،الطرق بدأت بالتهالك شيئاً فشيئاً،السنة الماضية كانت السيول شديدة،خلفت الكثير من الدمار الكارثي ،الطبيعي والإنساني ،الحمدلله على كل حال،بدأت كريات البرد بالتساقط ليدخل الأطفال منازلهم ،وقفت بسرعة وفتحت النافذة لتهب رياح عنيفة قاومتها،وقعت القليل من البرد لباطن كفها ،لتدخل يدها وتتذوقها،أبتسمت بطفولة وكأنها حققت إنجازاً،سمعت الباب يفتح أبتسمت بسعادة،وأخيراً لقد عاد،هرعت للصاله،لتراه مبتل تماماً وبيده كيس،أبتسم لها لينطق بتعب وجسده يرتجف من البرد :بسير أبدل ملابس وارجع لك.
ردت له الابتسامة وهزت راسها بالرضاء ،جلست بالصالة تنتظره.
عاد بعد دقائق وقد ارتدى بجامة سوداء ،ليجلس على الأرض بمحاذاتها ،ثم ربع قدمية ،وضع علبة الأيسكريم أمامهما،فقد أتصلت به تطلبه أيسكريم مع أن الجو بارد،ولكنه لن يرفض طلبها فهي طفلته المدللة.
قبلت رأسه بفرح لتنطق بنبرة بامتنان صادقة:شكراً ياقلبي والله أنك أحسن أب بالعالم.
تصنم لثوان هل قالت "أب"يالله كم وقعها كان جميلاً ومؤثراً على قلبه هل فعلاً يستحقها،نظر إليها نظرة جانبية تتناول الأيسكريم بطفولة، ،أبتسم ابتسامة عريضة،خانه التعبير،لم يتوقع منها هذه الكلمة، وضع يده اليسرى على رأسها ومسح عليه ثم همس بحنان:ربي يحفظك لي،ابتسمت بوسعة وقبلت يده اليمنى لتنطق:ويحفظك لي بابي ،أرتجف قلبه هذه ثاني مرة تناديه "أبي"جميلة تلك الكلمة والله انها جميلة ولطيفة ،حتى لو تزوج وأصبح لديه طفل وطفلين وثلاثه،ستبقي هي طفلته الأولى، والقريبة لقلبه ،هي المؤنسة لروحه وظلمته،يحب العودة من عمله وترحيبها به،حنقها ،ومعايرتها ،وحركاتها التي تحيي قلبه،كل ذلك الشقاء لأجلها،ولأجل أن تعيش كغيريها براحة وطمأنينة ،يدرك انها تشعر بالوحدة ،ولكنه يخاف عليها لايرديها أن تذهب لأي مكان أو تخرج بمفردها ،تلك العادات والتقاليد،ليست لإلحاق الضرر بهن بل لأنهم يخافون عليهن،الوضع أصبح مخيفاً جداً،نطق بتساؤل: ماشفتيها .
هزت رأسها بالرفض وقد تركت الملعقة،لتزفر بضيق و بعبرة ونبرة خافتة :لا،الله يعلم وش وقع،وحتى يوم ما سمرنا سوا،ونزلت شقتنا سمعت انا وانتا صوت تكسير، ياخوفي يكون وقع شي لها، ثم اردفت وهي تنظر اليه:بس شفت أختها روايه أمس خارجه السوق،وما رضت تكلمني.
نطق بتفكير ويده تمسح لحيته القصيرة:صح انها تتأخر على الحصص وتسرح بها ،بس نادراً ماتغيب الله يعلم وش وقع.
نطقت ودموعها تلألأت بعينيها العسلية:وحتى روان غابت اليوم ،وجارتنا الي تشتغل بالعيادة،مغلقة عيادتها.
ضمها من كتفها ونطق بمواساة :أكيد كل واحد معه ظروفه،وان شاء الله ،تشوفيهم بكره كلهم.
نطقت برجاء وقد رفعت يديها للسماء:يارب أشوفهم كلهم.
.
.
بمنزل والد براءة.
تجلس بجانب عمتها،مرتدية فستان ناعم وأنيق،فاردة شعرها الأسود، الذي يصل لنصف ظهرها،مكحلة عينيها بكحل أسود،وملونة شفاهها بلون زهري فاتح.
ابتسمت لصديقتها المحببة لقلبها، صاحبة المواقف المرة والحلوة ،لم تتوقع زيارتها هي ووالدتها،مع أن الرفاهة تشع من كل تفاصيلهن،إلا أنهن يدخلن القلب بسرعة فائقة بلباقتهن ورقي كلامهن.
نطقت غادة بإعجاب حقيقي وعينيها تتفحصها:ما توقعتك تكوني انتي وشذى صديقات،مع انها ما تحب تتعرف على أحد وعادحنا الا نقلنا لهذي المنطقة .
براءة بنبرة رقيقة وهي تبتسم وتشد يد شذى:شذى حبوبة ماشاء الله وتدخل القلب بسرعة.
ضحكت شذى وضمتها من رقبتها بحركة سريعة ومجنونة:قلت لك يمه انها عسل وسكر،وكل الصفات الحلوه بها.
ابتسمت بخجل لمدحها وثنائها ثم نظرت لعمتها بالزاوية تتأملها بنظرات كارهة،صدت عنها لتتحدث مع شذى،بمواضيع مختلفة،"عن الدراسة ،العمل،الحال،"بينما غاده تتأملها كثيراً ليست بذاك الجمال ولكنها جذابة حقاً، بارة بوالدها ولاتريد تركه ولو على قطع رأسها، وكما تسمع من هنا وهناك أن كل من يتقدم لها، يكون شرطها الوحيد أن يكون والدها برفقتها وهم يرفضون.
وكما يقول المثل"من به خير لأهله ،به خير للناس"ومادام البراء سيرضى لامانع لديها،ستاتي المرة القادمة،وتخطبها لولدها رسمياً.
مر الوقت بسرعة ليأتي وقت الذهاب فقد أصبحت الساعة السادسة مساءً رفضت شذى العودة مع والدتها لتتصل بالبراء وتستأذنه ليعود لها بعد العشاء،وبعد أخذ وعطاء،ورفض قاطع،ومحاولات غير ميؤس منها،رضخ لطلبها،لتذهب غادة وعمة براءة،ولم يتبقى الا هما الاثنتان.
ضمتها شذى وقلبها يشعر أن بها خطب ما،منذُ الصباح وهي توزع ابتسامات وضحكات مزيفة وكاذبة سيصدقها أي أحد إلا هي تعرفها جيداً ،فهما تعملان بعيادة البراء،فجأة، شرعت براءة بالنحيب وشعور التيه لا يفارقها،آتى نايف بالصباح وتشاجرت معه،وحصلت أشياء لو تكلمت بها نحرتها نحراً، لاتريد تذكر شيء ولاشيء ،تريد أن تسكن بحضنها وتكتم شهقاتها حتى لا تخيف والدها الذي يقرأ القرآن بالغرفة المجاورة،ربتت على ظهرها بينما هي ،ضمتها بشدة،سأنثر الأحزان والهموم على حضنك الحاني، وسأنزف دموعاً لو كفكفتها فاضت من جديد و أحرقتني ،وسأشكو لكِ بصمتاً حزناً قسم ظهري وقتل روحي،سأنوح وأنوح دون حرجاً مادمتي أنتي معي، سامحيني لو زدت همي على همكِ ،فقد باتت الهموم كالجبالِ الشامخاتِ،ضميني فقط يا توأم الروح ضمي ،لفي ذراعيك على كتفاي و اسنديني ،ساعديني بجمع رماد روحي فقد باتت الريح تنهيني، حاولت جمع ماتبقى من رمادي لوحدي دون فائدة،وكأني أجمعها بغربالِ".
.
.
اليوم التالي.
الساعة ٢ بعد الظهر.
عادت من عملها منهكة ومتعبة ،نزلت من سيارة بتّار وشكرته على إيصالها للمنزل، خجلة من نفسها ومنه ،تأخرت كثيراً،ورويد قد عاد قبل ساعتين،وحتى نمير والريم،حاولت الإتصال بالريم لتحضر الغداء بدلاً عنها ولكنها لا ترد،يالله سيخاصمها كالمرة السابقة،كان شرطها أن تعمل دون أن يتدخل بعملها،وكان شرطه ألا يلهيها عن واجباتها الزوجية والمنزلية، فتحت الباب بتردد،ليست عبدة له ولا ضعيفة،ولكن الإحترام بين الزوجين ومحاولة الحفاظ على التماسك الأسري ليس عيباً ولا ذلاً كما تتصور البعض من الفتيات في هذا الزمان الذي كثر فيه الطلاق،من السخافة أن تخسر زوجها لأنه لا يريدها أن تفعل كذا وكذا،
وحتى لو تزوج وسافر بعد حملها بالريم مباشرة أي عندما كان نمير بعمر الثالثة،يكفيها أنه بالنهاية عاد لها و يحترمها ويقدرها وواضعاً لها تاجاً على رأسه،لن تحرم أولادها من والدهم وحتى هي تحبه لا تنكر،الكلمة الطيبة والتودد تجعل من كل شيء ممكناً،دخلت لتداعب انفها رائحة شهية،لاتشتم هذه الرائحة إلا عندما يدخل رويد المطبخ،أحمر وجهها بخجل،لايعقل أن يكون قد حضر الغداء بنفسه.
التقطت للصالة نظرات عديدة لا وجود لأحد،اتجهت نحو المطبخ،لتستند على الباب وتبتسم بوسعه،مشمر أكمام قميصه و يغسل الأطباق والريم بجانبه،أما نمير لازال يتناول طعامه على الطاولة بجانب المطبخ.
لمحها وابتسم ليغلق الصنبور ويتجه نحوها قبل رأسها وهمس:نتفاهم فوق،روحي غيري وتعالي كولي.
أختفت ابتسامتها لتصعد للأعلى غيرت ثيابها،ونزلت للأسفل،لتتجه للمطبخ وتجلس على الطاولة،قدم لها الأطباق،"حنيذ دجاج،مع الأرز الأبيض،وسحاوق ،اي طماطم مع فلفل أخضر وثوم والقليل من الملح والكمون،تعصر بالخلاط وتقدم مع الأرز"نظرت إليه بامتنان ونطقت:ودي أهزمك بالطبخ والحركات هذي.
نطق بابتسامة ورأسه يهتز بلا وملامحه تميل للغرور:مستحيل،ثم نظر لولديه ونطق بمرح:ايش عاد معاكم هنا،توكلو على الله.
ضحك الاثنان وخرجا من المطبخ لينطق بحزم وقد تكتف:ليش تأخرتي.
نطقت بصدق وقد تركت الملعقة:كان في حالة استثنائية تدهورت حالتها وماقدرت اتركها.
كان قد جهز كلاماً،وقرر عدم محادثتها،ولكنه لم يستطع،كانت هي من أيقظته من جنونه وطيشه وتحملته كثيراً،بعد أن فشل بعلاقته مع والدة هادي،ووالدة البيداء،فمن الوقاحة الا يحاول تفهمها،نطق وهو يترقب ردة فعلها:بسافر اليوم المساء
وضعت كأس الماء وادارت وجهها ناحيته بتفاجئ ودهشة:بهذي السرعة ،لتنطق بملامح متغيرة:طيب مايخالف لو سافرتم بكره .
مسح على وجهه وبهم أثقله:مجبور ياسلوى قلبي مو مرتاح احس بضيق بنتي ماهي بخير ماهي بخير قلبي يقول كذا،ربي بيعاقبني ،راميها هناك وعايش حياتي.
وضعت يده على كتفه ونطقت بكلمات مع أن داخلها يحترق:طيب مادام قطعت لها جواز جيبها وخليها معانا هنا،أمها بعد ماهي بخير .لاتدري كيف استطاعت اخراج تلك الكلمات، صحيح أنها طيبة ولكن للطيبة حدود،تحترق من الغيرة،كم تحملت طيشه،وتبختره ببداية شبابه،تزوج ثلاث مرات وكان تبريره لنفسه،"عندي فلوس وبعيش مره وحده"ولكنها أحبته بطيشه وجنونه،وحنانه،وغيرته،ربما وسامته،من يراه لا يصدق ان لديه،اولاداً بطوله.
تأملها للحظات يحاول ترجمة كلامها ابتسم بهدوء لينطق بجدية:أعرف انك طيبه القلب بس ما أحب أجبرك على شيء انتي ما تشتيه، ثم نطق بنبرة جدية:تعرفي امها.
حاولت التحكم بغيرتنا حيث ضغطت على الملعقة بأناملها،وبجدية:اي اعرفها تتعالج بالمشفى الي اشتغل فيه،وفيها الخبيث،وزوجها مانعها من بنتها يعني انها ماتدري بمرض أمها.
صمت طويلاً لينهض ويتجه نحو غرفتهما بخطوات بطيئة،تلك الفتاة صخرة أم ماذا أم أنها لم تترك له مجالاً بقلبها،عمرها لم تشتكي مما اصابها،وحتى مصروفها لا تخبره بحاجتها إليه،ويجزم أنه لو لم يرسل لها لمدة سنة لن تطلبه،ليتها مثل الريم ورواية،تعاتبانه،وتحنقا منه،وحتى تراضيانه وتدللان عليه سيعود للوطن،وسيرى ما مشكلتها،هناك الكثير والكثير من العتاب،تفاجئ بالريم بها تضمه وتحتمي به وهي تضحك،كم يقتله ضميره عندما يضمها ويحتفل بأبسط تفاصيلها وتلك لا يدري ما حالها، يالله عونك ان بات كل شيء ثقيل ومهلك.
.
.
"الساعة السادسة مساءً"
"بتّار"
نظر لحقيبته وهو مبتسم،ثم أعاد نظره للصور بين يديه يتأمل،لازالت تلك الزيارة للبلد الذي ترعرعت به والدته ذكرى جميلة كم قصة حكتها لهم عن مغامراتها وارتهم تلك الندوب الخفيفة على يدها،وكانت لاتزال محتفظة،بصور الأغنام والأبقار التي كانت ترعاها،وتحبها،كانت تلك الزيارة قبل ١٤عام تقريباً أي قبل وفاتها بسنة،تلك المشاهد مخزونة بأعمق مكان بذاكرته،كانت أياماً جميلة برفقتها مع أنه كان بعيداً جداً،ولكن قلبه كان يجاور قلبها،كيف ستكون هذه الزيارة بدونها؟،وبدون ضحكاتها وروحها المرحة؟،كيف سيتأمل الجبال بروعة ؟،وانبهار وقد قطفت زهرتاه الورديتان والفريدتان ،سبحان الله كيف أن الأحوال تتبدل.
ارتسمت ابتسامة على ثغره،فقد شدته تلك الصورة اللطيفة،يالله متى اللقاء؟متى يأتي ذلك اليوم؟ملامح بريئة أكثر من اللازم.
ترك الصور ونزل للأسفل ليجلس مع عائلته،كم يدغدغه شعور السعادة عندما يرحب به والده وعائلته،كم يفرحون عند رؤيته وتغير نفسيته للأفضل.
جلس بجانب حَلاه على الأريكة ،لتضمه بتهور ضحك على حركتها،ليقبل رأسها.
أشرت على جيبه وبضحكة مازحة :جيبك دافي صح
ضحك على جملتها ونظراتها التي تتأمل جيب ثوبه،ليرفع يده لمستواه،ويخرج ٥٠٠،سحبتها من يده ونظرت لجراح بتمسكن ونظرات لطيفة:جراح وديني المطعم وعشاك على حسابي.
تجاهلها تجاهلاً تاماً،لينطق موجهاً كلامه لبتّار:ياخوفي ترجع بعد سنتين ولا سنين.
ابتسم بتّار وبجدية مصطنعة وهي يحمل أريام لحضنه وبحركة سريعة سحبت مئة ريال من جيبه:أفا عليك برجع بعد ما أتزوج واخلف بنين وبنات وأصير جد.
سمع ضحكة والده وهو يتجه نحوهم ليجلس بجانبه ويربت على كتفه:مادام الموضوع كذا،لاعاد تسافر.
قبل رأسه وانزل أريام من حضنه ،بينما هي،تقلب النقود بابتسامة
وترسل له قبل بالهوا،ثم وجه نظره لوالده وبجدية:أمزح يبه رايح أقطع الشك باليقين وأرجع شفته ،شفته ماشفته ،الله كفيل بكل شي عملنا بالأسباب وكله على الله.
نظرت إليه غلا بعد أن أغلقت دفتر القراءة، كانت تجلس مقابلة لهم وتدرس أريام التي الغبتها بالمذاكرة والواجبات وترقص على أغنية أطفال،ترفع يديها الممسكة بالنقود وتتمايل يمينة ويسرة،لتنطق غلا ببصيص أمل وعينيها تلمع:يعني في أمل.أول مرة تظهر شوقها وحنينها ،وكأنها لا تريد العبث بمشاعر سند ،وفناء عمرها بالتحسر والبكاء والكآبة.
نطق بتّار بجدية شديدة وقد تكتف:في أمل إن شاء الله.
.
.
"روان"
كانت تركض وتركض،تدوس كل مايمر بطريقها،وحل ومياه ،وعينيها تدمع من الضحك ومن جنونها،لاتدري تلك الدموع دموع حزن ام دموع ضحك،فليحرق الله كل من أحرق قلب والدتها،وليفطر الله فؤاد كل من فطر فؤادها،وليكسر الله كل من كسر نفسها،وليدمر الله كل من دمرها،ليلة قضتها بدونها،كدهر من عمرها،هل عرف بهروبها من سيارته،غبي هو ليأمن مكرها،لمحت سماهر تلوح لها من سيارة رماح،لاتدري لمَ فاضت دموعها،وكأنها تبحث عن احداً ليمسك يدها.
اقتربت سيارة رماح منها لتنظر إليها سماهر قد فتحت الباب وبإصرار :اركبي معنا الدنياء مطر.
نظرت إليها بتردد شديد فرماح صديق عمها نظرت خلفها أنتفضت حالما لمحت سيارته السوداء من بعيد لمَ يخلف وعده وقد قال أنه سيعيدها ،بخجل شديد صعدت المرتبة الخلفية بجانب سماهر،وليحصل مايحصل كل ماتريده والدتها،ضمتها سماهر وهي تنطق بتوبيخ:به أحد يخرج والدنيا مطر،لتردف وهي تتفحصها بعينيها:وليش عيونك كذا أيش وقع.
ضمت روان نفسها بشدة وهمست بنبرة مرتجفة وشفتيها التي ازرقت تتراقص من البرد:بعدا بكلمك،لتردف بتساؤل مرير ودموعها تجمعت:شفتي أمي بهذي اليومتين.
سماهر وضعت يدها على رأسها ونظرت لسقف السيارة لتنطق بضياع:الله يعلم وش قصتكم اي شفتها بالمدرسه والعمارة ولكل.
شعرت بارتياح عظيم وعاد لها شعور الضحك لتكبح ضحكتها ،كيف خدعته ،ماذا لو يراها؟سيقطعها ارباً ارباً،ويطعمها للكلاب،مع أنه أرحمهم وأطيبهم.
وصلوا العمارة لتنزل من السيارة بسرعة،وبحركة غير مقصودة ضربت رأسها على بابا السيارة ،تجاهلت الألم وشكرت سماهر، ثم ركضت نحو باب العمارة وهي تسابق الريح،تباً لشخص لا يطيع أمه تباً له ويزعم أنه يستطيع العيش بدونها،كانت تطرق الباب بقوة وتعجل،يالله لا تفجعني بأمي فهي حياتي،ومن دونها بعدك لا أكون.
أدارت جسدها لتجدها خلفها تنظر اليها بذبول وعينيها حمروتان ،عباءتها مليئة بالطين ،ويداها ترتجفان إثر عملها،هرعت اليها لتضمها،بقوة ،ضربات قلبها سريعة جداً تمزق روحها،بالتأكيد انها تعبت كثيراً وتعمل من وقت طويل،عادت لحضن وطنها الحقيقي.
حضنتها من كتف واحد وفتحت باب الشقة لتدخلها وتدخل معها بينما هي تتشبث بها بقوة،وكأنها حبل النجاة،من الغرق في قاع الآلام والأحزان.
أغلقت الباب تجلس بنهيار وتضمها ودموعها تسقط ،وذراعيها تحاوط صغيرتها بكل ماتملك من قوة.
.
.
بالخارج دخلت باب العمارة،ثم ابتسمت بسعادة وفرح،لتنظر إليه وهي تعد بأصابعها:شفنا روان وشفنا براءة باقي البيداء.
ابتسم لها ليدخلا الشقة،جلست بالصالة وربعت قدميها واخرجت كل الأغراض من حقيبتها البنية" اوراق، اقلام، عطر، كريم ،وهاتفها"تناولت هاتفها من بينهم وأتصلت بها عدّة مرات.لا تجيب بالعادة هي من تزعجها وترفع ضغطها،وخصوصاً عندما تدرس وتناديها بمجنونة الدراسة.
بصوت هادئ هادئ جداً وضائع وكأنها تلهث ،لوهلة شكت بأنه صوتها:ايش تشتي
نطقت بابتسامة واسعة وعينيها تبرق:وأخيراً،لتردف بكلمة وراء كلمة:وينك مغيبه لا سلام ولا كلام ولا دراسة حرام يختي أبيك دافع ١٣٠الف ،عشان الدراسة غير حق الدفاتر ،والزي وحاجات المدرسة الثانيه والاختبارات التحريرة من بكرة ورماح يقولك حرام السنه تضيع عطل(على الفاضي).
نطقت بجمود:أنتي أمي.
عقدت حاجبيها وهزت رأسها بالرفض:لا.
لتعيد بنفس نبرتها:وولد أخيك ،أخي.
لم تتغير ملامحها ونبرتها:لا.
نطقت بضحكة ساخرة:خلاص لاتدخلو بي خير ولا شر يعمل صفر،ويعمله بالخط العريض ولكل.لتقفل بوجهها،أبعدت الهاتف عن أذنها ونظرت إليه مطولاً بعينان مفتوحتان أغلقت النذلة بوجهها، ضمت الهاتف لحضنها،أول مرة تسمع تلك النبرة،نظرت إليه كان يهاتف أحداً وملامحه تميل للغضب،لن تحادثه ستذهب لغرفتها وتعود لوحدتها،حملت ما يخصها وجرت خطاها الخائبة نحو غرفتها الكريهه،ستدرس وتدرس فهي تريد أن تكمل التنافس بينها وبين روان،تريد المركز الأول هذا الشهر ولا تريد غيره.
.
.
الساعة ٨ مساءً.
حملوا اغراضهم وحقائبهم للسيارة،ليصعدوا أخيراً نظر لأخيه،ووجهه متهجم ومتعب،حالته صعبة،يودع الأهل هنا وسيسافر للأهل هناك،قطعت الريم قلوبهم من حضنها لهم وتوديعهم ودموعها تترقرق بعينيها الحادة،وكيف كانت تضم ولدها ومتردده بإفلاته، يبدو انها تراقبهم من النافذة،نظر لنمير وهو يودعهم لهم بيده ليبتسم له بحنان ويوصيه بأمه وأخته،ليحرك عبدالرحمن السيارة بعد فترة،ليلتفت رويد على هادي وبتّار،لينطق موجهاً كلامه للجميع:رددوا معي اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ﴾ [الزخرف: 13، 14] ((اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا البِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَليفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالْأَهْلِ)).
ابتسم لهم ليعتدل بجلسته،وبود:حيا الله بتّار الغالي ولد الغالي.
رد عليه بهدوء وهو مبتسم ابتسامة عريضة:الله يحيك ياعم.
ربت هادي على كتفه،وفرح حقيقي :بلف بك اليمن كلها،ليردف بضجر:بس السفر بيطول،ويقولوا أن الطريق حقنا ياسلام سلم.
بتّار بابتسامة:الصبر مفتاح الفرج. ليدير بوجهه ويتأمل الطريق هنا ترعرع،وتربى،هنا ولد وهنا عاش،هناك أم هنا فالقلب متعلقاً بكليهما،متطلع للتعرف أكثر على بلد الأجداد، الذي لا يمكن نكرانه،ولا يمكن نسيانه، يشتاق قلبك ويهتز وجدانك،للمكوث فيه للتعرف،على عاداتهم وتقاليدهم،لتأمل المباني والحضارات العريقة والقديمة،للون الأخضر والجبال الشاهقة،المدرجات ،والسدود التي شاهدها قديماً و بمواقع التواصل حالياً، وحتى الأكلات البلدية ،يتطلع لرؤيته لو كتب الله اللقاء ،ويتطلع لسماع قصته،وما حدث بعد الرحيل وقطع حبل التواصل،وهل تتشابه مأساتهما رغم اختلاف القصص.
عبدالرحمن بتنبيه:لما نوصل للحدود كلمنا أمي برجعتنا،لو كلمناها ذلحين بتشجن وتأكل نفسها.
.
.
بنفس الوقت.تتلفت من النافذة كالمجنونة لمَ لم تعد إلى الآن هي وأولادها،ذهبت لزيارة صديقتها ولم تعد على غير العادة،سيقع قلبها بين رجليها،غطت وجهها بيديها،حالما شعرت بتخالف عينيها،ياللجنون،حتى بصرها،تشعر بالموت يحوم حولها،تسمع اصوات غريبة،ماذا لو يقتحم أحداً المنزل،وهي بمفردها،ارتجف قلبها،لتفتح باب الغرفة بحذر،رائحة غاز،هل الغاز يتسرب من الأسطوانه،هزت رأسها بجنون ،لا لا بالتأكيد تتوهم،توقفت كل ذرة بجسدها حالما سمعت انفتاح باب الحمام بقوة"أكرمكم الله"تيبست وازدردت ريقها لتنطق بدون وعي وعينيها اصفرت:من؟
لتبحث بعينيها عن سبب انفتاح الباب وقلبها يخفق بشدة يكاد أن يغمى عليها ،لتجد أنه لم يكن محكم الاغلاق فحسب، ستنهار حتماً ستنتهي ،ستموت رعباً وخوفاً،الوساوس تقودها للهلاك،نعم للهلاك،أربعة أيام وهي على هذه الحالة تشعر أنها ستموت وأن أجلها حان قلبها خائف ومتلهف لوالدتها وحزينة حال والدها الذي يشقى بدم قلبه لأجلهم ومغلوبة على أختها ،كله بسبب زوجها الذي ينشر الفتن ويتصل بها من فترة لفترة ويغريها بالمال،تباً له الخائن والسافل كم مرة غيرت رقمها ولا تدري من أين يحصل عليه ،عادت ذاكرتها لذلك اليوم ليرتجف جسدها،عندما اقتربت منها رواية لتخيفها فحسب، لتركض لغرفتها كالمجنونة وتغلق الباب بكل قوتها ليست غبية لتدعها تقتلها بتلك البساطه،لاتنسى طرقات رواية المجنونة وهي خائفة أن تفعل بنفسها شيء،وبنفس الوقت تشتمها وانهيارها يزيد وحتى بكاءها واتهامها الباطل،وكيف أتى الليل وهي تسمعها تتوهم باشياء لاوجود لها بالواقع،فلترحم نفسها وتكف عن الشك والوهم،أصبحت حبيسة بغرفتها،وكل ما تتناوله، عصير، كيك،بسكويت،لاتريد الخروج بسبب خوفها من رواية،ما أجمل الوحدة بعيداً عنهم وعن لومهم،كل ما تتمناه مكان هادئ،مريح للنظر والسمع والأهم بعيداً عنهم.
عادت لغرفتها ووجهها مصفر وشاحب وكأنها،بطلة بأحد الأفلام ،حيث تحرم البطلة نفسها من كل شيء فيصيبها انهيار عصبي،وكل هذا لأن حبيبها خانها أو تركها،تباً لها تلك المغفلة ولكن بعض الخيال حقيقة وكم فتاة تبكي لأجل شخص غبي ومكار تنحر نفسها لأجل حب كاذب،لا ليس حباً أصلن من الحرام أن يشوهوا الحب الحقيقي ،فالرسول يقول"لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم"فتحت هاتفها لتشاهد الحالات ببرنامج الواتس،شدها مقطع لصديقة قديمة،كانت عتاباً،ومركب عليه أغنية،تعبر عن خيبتها وحزنها،بخيانة حبيبها،ألا تدرك تلك المغنية المقيتة ما هو الحزن الحقيقي،هو أن تفقد آمان الأسرة وآمان البلد وآمان نفسك،أن تفقد حضن الحنان،أن تنسى متى آخر مرة فرحت بها من قلبك،أن تصبح حياتك قاتمة بالسواد لتتوه خطاك في الظلام،أن تنثر الدموع على أحلامك المشتته،أن تتعقد من كل شيء كل شيء حرفياً ،أن تجد خريف عمرك يأتي قبل آوانه لتتساقط به الأفكار والأحلام وحتى الأشخاص،أن تذبل كزهرة لم تتفتح أوراقها حتى ،استلقت على الأرض،تكبت شهقاتها ودموعها لن تبكي لأجل اشياء سخيفة كهذه،ولكن ما الحل ؟ما الحل؟إلى من تلجأ؟ولمن تهرب؟سمعت صوت باب الشقة يُفتح وقد وصلت أصوات متداخلة لمسامعها كانت رواية وأولادها شعرت براحة لتغمض عينيها وترخي جسدها المشدود.
.
.
دخلت أنغام شقة رواية ،اتجهت نحو غرفتها لتطرق الباب ما من مجيب،هل جُنت حتى تتغيب وتنعزل عن العالم الخارجي،نظرت لسندس المرعوبة عليها،وتنظر إليها بنظرات خائفة،زادت خوفها..
نطقت انغام بصوت عالي:بيداء لو انتي تسمعيني وتحبي تعملي حركات ماعنديش مشكله،بس انتي تضري نفسك،ارحميها وحاولي تطنشي،نفسك عليك حق،والله انك بترجعي تدوري صحتك ،بشوف لا جرا لك شي من بينفعك،والله ما أحد بأحد وبتتذكري كلامي،باكر تسيري،المدرسة ولا بكلم أبيك.
نطقت من داخل الغرفة بصوت منخفض:تمام
نطقت سندس بغبنة ممزوجة بسخرية وقد ضربت الباب بقبضتها المشدودة :تحسسيني ان احد مات،لا تعملي من الحبه قبه،أعذبي إبليس،وكملي دراستك،هذا لو انتي حق دراسة.
بلعت كلامهما داخلها معترف أنه لمصلحتها ولكن شعور رفض كلامهما كان أكبر فالإنسان بطبيعته لا يريد من أحداً أن يوجهه له الأوامر.
سندس التفت بحنق لتاخذ رغد وتسحب علي من أذنه،بعد أن رفض العودة للبقاء مع أدهم.
بينما أنغام جلست على السرير بجانب رواية كانت تبكي بعنف وتشهق،تنهدت انغام بضيق،لاتدري مالقصة بينهما،ولكن الموضوع كبير،ستبقى إلى أن تهدأ الأمور وستجبر البيداء على التصريح بمَ حصل،قست عليها بالكلام ولكن لأجل مصلحتها،فقد رأتها آخر مرة ذلك اليوم عندما اجتمعن،كانت تمسك صدرها وتتنفس بصعوبة،توتر نفسها وتحمل نفسها فوق طاقتها،ولا ترحم نفسها،يارب الكون عونك.
نظرت لهاتفها الذي يرن لتتناوله بعد أن هدأت رواية،زلزلت تلك الرسالة النصية كيانها،وجف ريقها،لتقف وتفزع رواية ،بينما هي أسرعت بخطواتها كالإعصار، وعينيها قد أمطرت،هزت رأسها بعنف وعينيها معمية وتتعثر بصعودها للدرج الذي يؤدي لشقتها ،لا..لا لن يفعلها لن يقتل روحها.
.
.
انتهى..
.
.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-08-21, 01:45 AM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

تنويه من الكاتبة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أَحاسِيسُ ذَابِلة " مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ..
احب اعتذر منكم الكثير من الإعتذارات أولاً وثانياً
سأغلق الرواية،ولو شاء الله وختمتها أكملتها.
أخاف التسرع كما سبق،والضغوطات والمسؤوليات تتكاثر
ويجب أن أعطي لكل شيء حقه..
وان شاء الله يكون اللقاء قريب🌼


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-21, 03:33 PM   #15

Fat00mh

? العضوٌ??? » 333050
?  التسِجيلٌ » Dec 2014
? مشَارَ?اتْي » 308
?  نُقآطِيْ » Fat00mh is on a distinguished road
افتراضي

لييييش الروايه جداً جمميله حرام نتعلق فيها كذا وتتوقف

Fat00mh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-09-21, 03:06 PM   #16

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي


صل على النبي محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-22, 08:29 PM   #17

Maymo

? العضوٌ??? » 448500
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 87
?  نُقآطِيْ » Maymo is on a distinguished road
افتراضي

هل في تكمله؟؟؟؟

Maymo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:57 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.