آخر 10 مشاركات
[تحميل] الرادي في الوادي / للكاتب طارق لبيب ، سودانية (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          التسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية مع مقتبس افضل شركة تسويق رقمي و تجارة الإلكترونية (الكاتـب : ياسر حسن محمد - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          1046-حلم صعب المنال - باتريسيا ويلسون - عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          عذراء فالينتي (135) للكاتبة:Maisey Yates(الجزء 3 سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عاطفة من ذهب (123) للكاتبة: Helen Bianchin (الجزء الأول من سلسلة عواطف متقلبة) كاملة (الكاتـب : salmanlina - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree684Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-12-21, 05:34 PM   #391

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 4 والزوار 8)


Maryam Tamim, ‏نجاة حسين, ‏زهرة ميونخ, ‏Gufran 97



Nour fekry94 likes this.

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
قديم 03-12-21, 06:11 PM   #392

رىرى45

? العضوٌ??? » 285476
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,197
?  نُقآطِيْ » رىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
Nour fekry94 likes this.

رىرى45 غير متواجد حالياً  
قديم 05-12-21, 08:07 PM   #393

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Icon26

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
🙏🙏🙏

مساء السعادة والامل



عدنا ان شاء الله والعودُ احمدُ





تسجيل حضوووور





في انتظار نزول الفصل واستئناف حكاية ابطالنا الحلوين البائسين





والله اشتقنا يا احلى اية

❤️❤️❤️❤️❤️

الف الف حمدلله على السلامة



Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
قديم 05-12-21, 08:28 PM   #394

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maryam tamim مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الحمدلله على السلامة اولاً صحة وعافية ان شاء الله
واهلاً ومرحباً بعودتك لنا
منتظرينك بكل شوق وحماس لنكمل حكاية التعساء 😅 رغم تعاستهم الا اننا تعلقنا بهم وخطفوا قلوبنا وتعاطفنا 😍
عودة ميمونة حبيبتي 🎉🎉🎉😍💫💫✨
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maryam tamim مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
🙏🙏🙏

مساء السعادة والامل



عدنا ان شاء الله والعودُ احمدُ





تسجيل حضوووور





في انتظار نزول الفصل واستئناف حكاية ابطالنا الحلوين البائسين





والله اشتقنا يا احلى اية

❤️❤️❤️❤️❤️

الف الف حمدلله على السلامة

حبيبتي مريم يدوم وجودك الجميل❤

Nour fekry94 likes this.

AyahAhmed غير متواجد حالياً  
قديم 05-12-21, 08:30 PM   #395

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل التاسع




الفصل التاسع


أغلق كمال باب غرفته و قد تجهز ليبدأ عمله اليوم؛ تحرك تجاه صالة البيت يضئ شاشة هاتفه قاصدا اسم نادية؛ الهدوء كان سائدا فلم يخرج أحد من غرفته بعد؛ سحب نفسا عميقا قبل أن يضغط زر الاتصال؛ يبتلع ريقه و تضطرب خفقات قلبه بترقب لن يهدأ حتى يسمع صوتها؛ تحفزت خلاياه بعدما استقبلت المكالمة بصوت خافت...
(كمال!)
بلهفة هزت أحباله الصوتية أردف...
(صباح الخير يا نادية كيف حالك حبيبتي؛ هل أيقظتك من النوم؟)
وصله صوتها الخافت و رغم الخفوت حملت حروفه معنى الوحدة...
(أنا مستيقظة بالفعل؛ طمئني كيف حالك أنت بالأمس كانت مكالمتنا قصيرة لم أستطع أن اطمئن عليك كفاية)
تنهد بصوت خفيض قبل أن يطمئنها...
(بخير حبيبتي و سأكون بأفضل حال إن كنتِ بخير أنتِ أيضا)
صمتت للحظات قذفت فيهم التوجس لقلبه قبل أن تشق حروفها طريقها و تسكن أذنه فتؤكد له أن نادية تمر بأسوأ مراحل حياتها...
(لا تسأل عن حالي فلن نعود لما كنا عليه قبل سنوات يا كمال؛ فقدنا أمنا و أماننا و كل منّا أصبح في بلد مختلف)
أكد لها بوعد يسعى ليحققه...
(ما نحن به الآن مرحلة و لن تطول إن شاء الله)
صمتت مجددا قبل أن تردف بتقبل للواقع...
(إن شاء الله؛ فقط كن بخير و أهتم بصحتك)
تردد لثوانٍ يود لو يسألها و يطمئن قلبه لكن يخشى ألا تجيبه بما يريحه فيشقى و ما من حل غير ما هما به الآن؛ ازدرد ريقه ببطء قبل أن يتلكأ في حروفه و يسأل
(هل أنتِ مرتاحة؟؛ أقصد مع أسرة قريبنا فهمي؟)
سمع تنهيدة مثقلة منها لكنها أجابت بهدوء...
(نعم...)
ألجمته اجابتها البسيطة و لم يستكن قلبه معها؛ أيعيد السؤال مجددا أم يكتفي و كأنه جاهلا حال أخته؛ أنتبه لصوت نحنحة خفيفة تأتي من خلفه فالتفت ليجد أيمن في وجهه يحيه ببسمة بشوشة...
(صباح الخير...)
هز كمال رأسه يرد التحية...
(صباح الخير)
ثم حدث أخته بصوت راجٍ...
(سأحدثك بالليل فلا تنامي حتى أتصل بك؛ و لأجلي كوني بخير حبيبتي اتفقنا)
شعر أيمن بالحرج فأسرع في خطواته مانحا كمال حرية الحديث؛ بينما الأخير ودع نادية و أغلق الهاتف يناظره بأسف لم يقوَ على النطق به أمامها؛ كيف يصيغها لها بأنه أيضا غير مرتاح بالمرة و هي تنام تحت سقف ليس لهما؛ يقسم بربه لو كانت الظروف بشرا لنحر عنقها لما فعلته به من ذل و دهس للكرامة؛ لكن ما باليد حيلة و أمله للنجاة أنه لم يفقد إيمانه بوعد ربه بعد؛ أدخل هاتفه في جيبه و تحرك نحو باب البيت فسمع نداء أيمن المتعجب..
(إلى أين؟!)
التفت له حيث يتواجد في المطبخ الموجود بالصالة على الطراز الأمريكي و أجابه ببساطة...
(إلى الشركة عملي سيبدأ من اليوم)
قطب أيمن ما بين حاجبيه يتساءل باهتمام...
(هل تناولت فطورك؟!)
هز كمال رأسه نفيا و أجاب بهدوء...
(ليس بعد؛ ربما سأشتري شيئا ما من المتجر أو...)
قاطعه أيمن بنصيحة جدية...
(لا تكمل أرجوك جيبي يشعر بالتشنج فقط من ذكر الشراء؛ أسمع يا كمال نصيحتي لوجه الله هنا كل شيء بالمال حتى زجاجة المياه؛ و النفقات هنا عالية لدرجة تصيبك بالصداع من الصدمة)
ابتسم كمال بسمة طفيفة ممتن لسلاسة أيمن في التعامل معه ثم أردف بتساؤل...
(إذًا ما الحل؟)
وضع أيمن ما بيده على طاولة المطبخ قائلا بتيسير..
(الطعام هنا على نفقاتك الخاصة لكن الشيخ أبي راشد ذوقا منه يوفر لنا بعض الأطعمة الأساسية التي تصلح للفطور و يجددها بصورة أسبوعية)
تحركت كفاه و هو يفتح بعض العلب التي أخرجها من قبل من البراد و يسترسل...
(يجب أن تفطر قبل أن تذهب للعمل لأنه مرهق و ساعاته طويلة؛ و لا تفكر مجددا أن تشتري شيئا سوى لوجبة الغداء و إن أحببت لا تتبضع بمفردك و انتظرني لأنني أعرف مكان بأسعار تناسب جيبنا)
أنهى قوله و هو يمد شطيرة لكمال جهزها له قائلا بتشجيع..
(خذ تناولها سريعا كي لا تتأخر)
اتسعت ابتسامة كمال و تعامل أيمن الدافئ بطبعه كما يبدو يمنحه شعورا من الطمأنينة؛ اقترب منه يلتقف الشطيرة الملفوفة و يسمي الله يلتهم جزءا منها يسد جوعه؛ لكن فور تعرفت مستقبلات التذوق على لسانه مذاقها عقد حاجبيه و نظر لأيمن فورا؛ فوجده يكتم ضحكته بشق الأنفس مما دفعه للتساؤل بتعجب...
(ما كل كمية السكر هذه؟؛ أهو مقلب؟!!)
فلتت ضحكة أيمن عالية و عادت يداه تنشغلا في تحضير شطيرة جديدة بينما يجيبه..
(بالتأكيد ليس مقلبا في ابن بلدي و في يومه الأول للعمل!؛ و لتطمئن ها أنا أعد لنفسي شطيرة "سكلانس" مماثلة)
بلع كمال ما في جوفه بصعوبة فكمية السكر التي دخلته كانت جرعة عالية لم يعتد عليها؛ اقترب يضع الشطيرة أمام أيمن على طاولة المطبخ و يلتقط كوبا زجاجيا متوجها به نحو الحوض متسائلا باستهجان...
(سكلانس!!؛ هل تتناول مثل هذا كل يوم؟)
أنهى أيمن تحضير الشطيرة و التفت ينظر لكمال و قد بدأ يلتهم ما بيده مردفا بمزح...
(ألا تعرف شطيرة السكلانس حقا!؛ سأشكك في وطنيتك هكذا)
تجرع كمال كوب الماء دفعة واحدة ثم أنزله و التفت يواجه أيمن المتلذذ بشطيرته مردفا ببسمة لا إرادية...
(عشت في وطننا ثلاثين عاما و لم أسمع و لو لمرة عن السكلانس هذا!)
قذف أيمن أخر قطعة من الشطيرة في فمه و مد يده لكمال بينما يمضغ طعامه دون أن ينطق بكلمة؛ و للعجب تفهم كمال مطلبه و أسرع بمليء الكوب ماءً و منحه له؛ شربه أيمن دفعة واحدة يغمض عينيه موضحا معاناته من كمية السكر الانتحارية التي تناولها؛ لكنه فور فتحهما ناظر كمال بعبث و قال بلهجة ممازحة
(لم يخب ظني من قبل لكنني يبدو تسرعت في حكمي عليك؛ ظننتك من الوهلة الأولى ابن بلد منّا و علينا لكن أتضح أنك ابن ذوات لا تعرف عن شطائرنا المحلية شيء)
ضحك كمال بخفة رغم مرارة صوته و هو يردف..
(من حيث ذلك لا تقلق و ضع في بطنك بطيخ صيفي؛ انا منكم و عليكم؛ بربك لو كنت ابن ذوات هل سيكون هنا مكاني)
لمح أيمن الألم في عينيّ كمال فعرف أن كلهم صورة معكوسة لبعضهم على مرآة الحياة؛ ابتلع ريقه و اتسعت بسمة مشجعة على ثغره و هو يقول...
(سأسدي لك خدمة لا أقدمها إلا للغاليين و أعرفك على مكونات شطيرة السكلانس؛ و على رأي الشاعر "كُل و بَحلق عينيك آكلة و حُسبت عليك")
ضحكة كمال هذه المرة كانت عالية خارجة من القلب و هو يقترب من أيمن الذي بدأ في شرح مكونات شطيرته المميتة في ظنه..
(أنظر يا سيدي كل ما عليك هو أن تجمع أي شيء حلو من البراد و تضعه فوق بعضه؛ مربى، حلاوة طحينة، عسل، قشدة فلا ضير ما دام سنصل لمغزى الشطيرة و نحقق هدفنا)
رفع كمال حاجبيه عاليا يهمهم بتعجب...
(يبدو لي أن هذه الشطيرة لها أبعاد أكبر من كونها شطيرة مسببة للإصابة بالسُكر)
هز أيمن رأسه بتأكيد يقول...
(بالطبع إنها بمثابة جنود الاحتياط فهي تقوم بنفس وظيفة الغالية شطيرة الفول في الوطن؛ الأولى تشبعك لساعات طوال فلا تضطر لتأكل كثيرا أما الثانية تسد نفسك لمنتصف اليوم و بهذا نحقق الهدف و نوفر المال)
نظر كمال لأيمن بحسرة الشاب يحاول بكل جهده أن يوفر المال؛ نعم يفهم أنهم هنا ليحققوا أحلاما لم يتمكنوا من تحقيقها في بلادهم لكنه ظن أن الحياة هنا هينة نوعا ما؛ تفهم أيمن نظرته و ابتسم قائلا بمزح مقصود أفضل من السخرية من الواقع
(وجع البطن و لا وجع الجيب؛ الغربة تحتم عليك احيانا أن تقتدي بفريد شوقي في مسلسل البخيل و أنا و إلا ستتضور جوعا و تتعفن معدتك من قلة الطعام)
شردت عينا كمال و قلبه المشغول على أخته يصدق على قول أيمن؛ لقد اغترب لأجل توفير المال؛ نظر لأيمن و ردد كلمة واحدة...
(صدقت)
ربت أيمن على كتفه قائلا بضحكة مازحة...
(نحن بالخدمة يا كمول)
***
بيت فهمي...
أغلقت نادية هاتفها و نظرت حولها نظرة كسيرة؛ غرفة ضيقة بسرير صغير يحوي جسد ثلاث فتيات أكبرهن تصغرها بعامٍ و أريكة خشبية تتمدد عليها في ركن جانبي من الغرفة؛ اغمضت عينيها و استقامت تتحرك بحذر خشيةً أن توقظهن؛ اقتربت من الباب قاصدة الحمام بالخارج فوصل لمسامعها زفرات مكتومة من إحدى الفتيات؛ تكورت كفاها و انحسرت انفاسها في صدرها؛ لم تكن تنتظر هذه الزفرة لتفهم أن الأم و بناتها لسن مرحبات بها؛ فهن قد اوضحن هذا بنظراتهن منذ وطأت بيتهم؛ همست تطوع نفسها لما باتت عليه و تجبرها على قبوله..
(أنتِ من قَبل بهذا بعد خسارة حلمك يا نادية)
فتحت الباب بعزة نفس ذابلة لتخرج و تغلقه خلفها فتستقيم كبرى الفتيات و هي تغمغم بضيق...
(كان ينقصنا تكدس و اختناق لتأتي هذه و تزيدها علينا؛ لا و تتحرك هنا و هناك كيفما تشاء دون حرج أو اهتمام إن كانت ستزعج نومنا)
فتحت الابنة الوسطى عينيها و هي تصدق على قول أختها.
(معك حق يا رانيا؛ لا تكتفي بمكالمتها الباكرة لأخيها و إزعاجنا بل تبدو على راحتها بكل صلف؛ لا أفهم لماذا يقبل أبي استقبالها و نحن نعيش في شقة بالكاد تكفينا!)
نفضت أصغرهن الغطاء عنها و استقامت تناظر أختيها بعتاب و تهمس حرجا أن تأتي نادية في أية لحظة..
(حرام عليكما ما تقولانه عنها؛ هل تظنان أنها مرتاحة و هي هنا بيننا!؛ لماذا تعاملانها بهذه الطريقة الجافة و قد خسرت أمها و هاجر أخوها و تركها!)
تأففت الوسطى و هي تلكز الصغرى في ذراعها و تسخر..
(أميرة ليس وقت مثاليات غبية و شفقة لا تفيدنا بشيء سوى تحمل ظروف قاسية غصبا عنا)
تدخلت الكبرى تردف بغضب...
(دعيها يا دنيا غدا حينما تبدأ الدراسة و لا تجد مكان لتذاكر به سنجدها أول من يركل نادية خارج الشقة)
هزت دنيا رأسها تدعم قول رانيا...
(معك حق يا رانيا بالكاد نتحمل بعضنا أيام الدراسة و نحن مكومات هنا كلٌ منّا تذاكر بصوت عالٍ)
زفرت أميرة بحنق و استقامت تخرج من السرير بينما تؤنب شقيقتيها...
(نادية تبدو طيبة لماذا تتخذان موقفا منها لمجرد أن أبي وافق على بقائها هنا؛ ليس ذنبها فلا تحملانها أكثر و ضعا نفسيكما مكانها قبل أن تقسيان عليها!؛ و الله عيب إنها اكبر منّا)
ابتعدت أميرة نحو باب الغرفة فأوقفتها رانيا بسخرية..
(دعينا نسجل لك تعاطفك معها و أقسم ستسخرين من نفسك بعد شهر واحد من مكوثها هنا؛ يا حبيبتي هذه ستبقى فوق قلوبنا ثلاث سنوات!؛ هل تستوعبين الذي سنعيش فيه؟!)
تنهدت أميرة بضجر من أختيها و فتحت الباب تقول بجمود..
(سأخرج أساعد أمي في إعداد الفطور أفضل من الحديث معكما)
لوحت لها الفتاتان مودعتان بسخرية قبل أن تنظر كل منهما للأخرى بتفكير فتهمس دنيا بترقب..
(وجب أن نخرج نحن أيضا لنضع قوانين صارمة لنادية هذه)
استقامتا معا تنفضان عنهما الغطاء بينما رانيا تزمجر بجدية..
(معك حق كي لا تظن نفسها صاحبة بيت)
بالخارج...
وضعت أميرة الطبق فوق مائدة الطعام بينما يخرج والدها من غرفته يحيها ببسمة محبة..
(سلمت يد أميرتنا الحلوة)
بادلته ابنته ابتسامة ممتنة تُحيه..
(صباح الخير يا أبي)
جلس والدها على الكرسي يسألها باهتمام..
(هل استيقظت نادية؟)
اومأت له أميرة تردف بتفصيل..
(نعم قبل قليل جميعا استيقظنا و الآن كلنا في المطبخ نساعد أمي)
جعد الرجل ما بين حاجبيه تعجبا و هو يسأل..
(منذ متى رانيا و دنيا تساعدان في المطبخ؟!)
زمت أميرة شفتيها بضيق متفهمة نية أختيها فأردفت بخفوت..
(منذ جاءت نادية)
تنهد الرجل بضيق و صمت قليلا قبل أن ينظر لابنته و يطلب بجدية..
(أحسنوا معاملة الفتاة يا أميرة)
هزت ابنته رأسها تفهما و هي تطمئنه ببسمتها الحلوة..
(تعرف ابنتاك يا أبي مهما فعلتا في النهاية قلبهما أبيض؛ كما أن نادية شخصية تُحب و طيبة)
ابتسم الرجل يهز رأسه قبل أن يردف بمغزى أن نادية ليست غريبة و عليهن فهم ذلك..
(الدم يحن بنيتي)
اومأت له حتى نادت لها أمها فأسرعت بالركض نحو المطبخ و هي تجيب بصوت عالٍ..
(حالا أمي قادمة)
بالمطبخ..
وقفت نادية بباب المطبخ الصغير للغاية تردف بحرج بالغ..
(دعيني أساعدكن يا خالة و آخذ هذه الأطباق للسفرة)
دون أن تلتفت لها المرأة قالت بنبرة جافة..
(لا تتعبي نفسك أميرة ستأتي تأخذهم)
ابتلعت نادية ريقها بحرج تحول غصة حينما تخصرت رانيا في وقفتها أمامها و قالت ببطء مقصود..
(أنتِ ضيفة هنا يا نادية فليس مستحبا أن تأخذي دورنا في البيت)
انضمت دنيا لأختها تحمل طبقين في كلتا يديها فتقول بلهجة آمرة لنادية المتخشبة..
(لا تحدقي في رانيا هكذا و افسحي لي مجالا فالأطباق ساخنة)
وصلهن صوت أمهما و هي توبخهما..
(لا تتحدثا بهذه الطريقة و كأنها في مثل سنكما؛ نادية أكبركن فاحترمنّها)
التفتت رانيا الى أمها بوجه متعجب و كبح سؤالها المستهجن صوت أميرة التي وصلت للتو لتخفف من حالة الحرج المصاحبة لنادية..
(ما بكن؟؛ ناديتِ لي أمي!)
أشرت الأم برأسها لابنتها الوسطى كي تخرج من المطبخ فزفرت الأخيرة بضيق من توبيخ أمها لهما؛ بينما أميرة تفهمت توتر الأجواء حولها فرسمت بسمة صغيرة و هي تدعو نادية بأدب..
(أبي استيقظ و ينتظرنا؛ تعالِ معي نادية من فضلك)
وزعت نادية نظراتها بين زوجة فهمي و ابنته الكبرى بتوتر؛ عدم قبول المرأة لها واضح لكنها ما زالت متمسكة بالأصول؛ ودت لو تعتذر؛ لو تحمل نفسها و ترحل؛ لو تسترجع أمها و كمال و ذاتها القديمة؛ ودت الكثير مما كان مباحا و فجأة أصبح محالا!؛ أسبلت اهدابها بصمت و كبريائها بتفتت و تتهاوى عزة نفسها أرضا حتى شعرت بكف أميرة يحيط كفها و تسحبها معها للصالة هامسة بأسف..
(لا تضايقي نفسك من تصرفات رانيا و دنيا أنهما هكذا حتى معي أنا؛ لكن و الله قلبهما طيب)
الخسارة أنواع و أصعبها خسارة نفسك؛ و لا يوازي شعور التيه بعد الخسارة أي شعور مهما اشتدت وطأته؛ بصوت راضخ همهمت نادية بكلمات مثقلة..
(إنهما محقتان في كل شيء؛ أنا الآسفة فوجودي أجبركم على تغيير نمط حياتكم)
رفعت أميرة كتفيها عاليا بتعجب و رغم تلبسها زي المرح إلا أن مواساتها كانت أوضح في نبرتها..
(أي نمط هذا الذي غيرناه!؛ نحن أكثر بيت عشوائي سترينه في حياتك)
بعينين يتفتق منهما الهم ناظرتها نادية قبل أن تهمس بيقين متألم..
(لكنه يبقى بيتكم؛ هذه نعمة لن يشعر بقيمتها سوى من حُرِمَ منها)
و ببشاشة عفوية نطقت أميرة بترحيب..
(و بيتك أيضا يا نادية)
أشاحت نادية بنظراتها بعيدا عن الفتاة بصمت؛ ما أقسى ما تعيشه هي!؛ بعد سكينة باتت شريدة تنتظر إحسان الناس و شفقتهم؛ يبدو كُتِبَ عليها أن تتيه في الأرض لوقت لا يعلمه سوى الله حتى يعود كمال.
بداخل المطبخ..
احتدت نظرات رانيا و هي تسد طريق أمها تسألها باستهجان غاضب..
(على أساس كنتِ أول من رفض استقبال نادية ماذا حصل الآن لتصبحين في صفها ضد بناتك؟!)
تركت الأم فوطة المطبخ من يدها و أجابت ابنتها بتوبيخ..
(لا ترفعي صوتك رانيا و إلا توبيخي سيكون أكبر مما فات و كرامتك المهدورة أمام الضيفة ستنمحي هذه المرة تماما)
تهدلت اكتاف رانيا بتوجس من تحذير أمها و لملمت زوابعها بينما تستمع لكلمات أمها الحانقة..
(نعم رفضت استضافة غريبة هنا في بيت أشبه بعلبة كبريت يكفينا بالكاد؛ لكن ماذا نفعل مع والدك الذي أجبرنا عليها؛ حصل ما حصل و جاءت فوق رؤوسنا فلتظهرن أمامها محترمات على الأقل بدلا من أن تسودنّ وجهي بتربيتكنّ الناقصة)
ضحكت رانيا بسخرية و هي تردف بغضب..
(أمي هل تسمعين نفسك حقا!؛ إنها ليست ضيفة ساعتين ستضطرين فيهما لتنظيف البيت و تمشيط شعر فتياتك الحسناوات ليرفعنّ رأسك أمامها و تشكر في تربيتك؛ إنها باقية لثلاث سنوات و الله أعلم هل سيتمدد عقد عمل أخيها أكثر من ذلك أم لا؛ ثلاث سنوات حتما إن لم ترَ حقيقتنا الآن ستراها فيما بعد؛ لذا فلنوفر تعبنا و نبقى على سجيتنا من البداية)
زفرت الأم بصوت مسموع معترفة بأن مع ابنتها كل الحق لكن ماذا ستفعل؟؛ اخرست ابنتها بأمر حاد..
(اصمتي رانيا و لا تزيدي؛ همي يكفيني و يفيض)
ثم أمسكتها من ذراعها تخرجها من المطبخ قائلة بنبرة مغتاظة..
(الجميع أصبحوا حول السفرة دعينا نلحق بهم أفضل)
جزت رانيا على ضروسها بحدة و وجود نادية معهم يشعرها بالغضب..
بالخارج..
(اجلسي يا ابنتي خالتك أم رانيا ستأتي حالا)
بصوته المرحب بسماحة يطلب فهمي من نادية أن تجلس و لا تنتظر البقية كما فعلت ابنتاه دنيا و أميرة؛ يود لو يزيل عنها الحرج و يمنحها حرية التصرف و كأنها واحدة منهم بالفعل..
(تأتي أولا ثم نجلس سويا)
بصوتها الخافت اجابته بحرج من الموقف؛ و قبل أن يعيد الرجل طلبه جذبتها أميرة من كفها تجلسها جوارها و تردف باستسلام..
(أمي دوما تتأخر في المطبخ و نحن دوما جائعات لذا لا ننتظرها بصراحة)
شعور عدم الراحة تملك نادية في جلستها و هي تحاول أن تتأقلم؛ أن تساير مجرى سير حياتها الجديدة؛ لكنها ليست قادرة على فعلها و هي ترى في أعينهن رفضهن لها..
(ها أتت أمي)
صوت أميرة الصاخب أبلغها بوصول سيدة البيت فرفعت وجهها نحوها تستشف ردة فعلها من رؤيتها جالسة هكذا فأصبتها نظرة عدم رضا قبل أن تنخرط المرأة مع ابنتها بالحديث..
(لماذا لم تبدأوا تناول الفطور)
أسرعت أميرة في الرد بتوضيح علَّ أمها تفك تيبس ملامحها الظاهر..
(نادية رفضت أن تتناول الفطور قبل حضور الجميع)
عوجت رانيا فمها بسخرية بينما دنيا انغمست في الطعام فتبادل فهمي نظراته مع زوجته لتطيب خاطر نادية بقولٍ لينٍ؛ تنهدت المرأة تجبر نفسها على التحدث..
(ستعتاد علينا مع الأيام؛ فبقاؤها ليس ليوم أو اثنين؛ إنها ثلاث سنوات دفعة واحدة)
و كأن دلو ماء بارد سُكب فوق رأسها؛ أسبلت نادية أهدابها و كفاها يتكوران أسفل المائدة؛ بينما فهمي ناظر زوجته بعتاب و بناته حوله ينظرن لأمهن بترقب حتى نطقت مجددا و هي توزع أرغفة الخبز عليهن..
(ما أقصده أننا سنكون عشرة عمر)
تجهمت ملامح فهمي ينظر الى نادية الصامتة و وجهها المطرق أرضا فيتنحنح و هو يمد لها رغيف الخبز..
(خذي يا ابنتي)
رفعت نادية وجهها اليه ببطء أوحى له تضارب المشاعر التي تمر به؛ الفتاة نفسها عزيزة لولا ظلم الأيام لها؛ صحيح صدق من قال أرحموا عزيز قوم ذل؛ ابتسم لها بتشجيع و أردف مقرا بحقيقة يريد لو يرسخها في عقولهن كلهن..
(سبحان الله من أنجب لم يمت؛ تشبهين أمك رحمها الله بنيتي؛ كانت طيبة و تعرف الواجب و الأصول؛ بيتها دوما كان مفتوحا للقريب و الغريب؛ و والدك اسكنه الله جناته كان خيّرا يقسم خبزه مع من حوله حتى و إن كان لا يملك سواه)
اغرورقت عينا نادية تأثرا و اشتياقا فاسترسل الرجل بامتنان..
(حينما جئت من قريتنا للعاصمة قاصدا العمل استقبلني بيت والدك حتى استطعت أن أؤجر غرفة لي؛ كان كريما ذا أصل طيب رحمه الله)
ارتعشت شفتاها و كلمات فهمي عن أهلها تبثها نذرا يسيرا من الدفء؛ دفء أهل رحلوا و بيت يضمها خلف جدرانه؛ دفء رغم روعته إلا أنه يبلغها أن الأيام دول؛ و أن زوال النعم وارد بل هو أقرب إلينا مما نظن لكن الكل غافل حتى تجتثه رياح الواقع..
(لم تحكي لنا عن هذا من قبل يا أبي؛ يبدو أنك كنت قريبا من أهل عمتي أمينة في شبابك لماذا لم نزورهم من قبل؟!)
صوت أميرة المبتسم منح نادية فرصة لتلتقط انفاسها و تتحكم في انفلات مشاعرها؛ بينما صوت فهمي يأتيها حزينا..
(الحياة تُلهينا يا ابنتي و الركض وراء لقمة العيش مرهق كفيل بأن ينسى البني آدم نفسه؛ كنت اتنقل من عمل لآخر و تتسع مسافة البعد بيني و بين بيت عمتك أمينة حتى وصل بي نصيبي الى هنا فاستقريت و تزوجت و باتت تجمعنا الظروف الطارئة فقط)
هزت أميرة رأسها تفهما و أردفت بنبرة مبتسمة..
(خسارة؛ لو تعرفنا عليهم من قبل لكانت نادية صديقتنا منذ زمن)
ثبتت نظراته على نادية ليقول برجاء لبناته أن يخففن من حدة ما تعيشه الفتاة من وحدة و ألم بينهم..
(نحن بها الآن و يمكنكن أن تقتربن من بعضكن كما تريدين)
مالت أميرة على ذراع نادية المجاورة لها تتشبث به بسعادة و هي توافقه الرأي؛ بينما رانيا و دنيا يتبادلان النظرات الصامتة؛ و على رأس الطاولة كانت أمهن تتنهد بعدم رضا..
(شكرا لكم على استضافتي؛ أنا حقا آسفة إن سبب وجودي ضيق لأحدكم؛ الظروف أحيانا تكون قاسية تجبرنا و لا تترك لنا الخيار)
بصوت مهزوز يعاني الحرج نطقت نادية شكرها و أسفها لهم؛ فحلَّ الصمت بينهم و الجميع تنفلت منهم نظرة شفقة مهما اختلف موقفهم منها؛ أسرع فهمي في قوله العاتب برفق..
(سامحك الله يا نادية؛ بيت خالك فهمي هو بيتك و إن لم تحملك الأرض نحملك فوق رؤوسنا؛ الأقربون أولى بالمعروف بنيتي؛ و ليطمئن قلبك كمال لم يوافق أن يسافر إلا عندما جعلني أقسم أنني سأستلم منه المال كل شهر لأجل نفقاتك؛ أنتِ تعيشين معنا بمال أخيك فلا تشعري بالحرج منّا)
ليت الأمر ينقضي بمجرد المال بل هو القبول و شعور أنها دخيلة غير مرحب بها يقتلها؛ و المؤلم أنه لم يمضِ من الثلاث سنوات سوى أيام؛ كيف ستتحمل سنوات و مجرد أيامها ثقيلة بطريقة لا تُحتمل..






... يتبع...









remokoko and egmannou like this.

AyahAhmed غير متواجد حالياً  
قديم 05-12-21, 08:32 PM   #396

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل التاسع



وقف كمال في غرفته ينظر لسواد الليل من النافذة؛ الأجواء ساكنة حوله و رياح الخريف كما تبعثر وريقات الشجر الذابلة تبعثر النفوس؛ عاود النظر الى هاتفه في يده و تنهد بقلق و هو يقرأ رسالة نادية من جديد..
"أرجوك وافق يا كمال أنا أريد أن أعمل؛ لماذا ترفض و تعاندني كل مرة؟؛ أحتاج لفعل هذا حقا"
عاد بعينيه للنافذة يفكر فيما سيقوله لها؛ نادية غير مرتاحة في بيت فهمي الأمر لا يحتاج مزيدا من الشرح؛ لكن ماذا عليه أن يفعل ليعيد راحتها الذي كان أول من يسلبها؛ اغمض عينيه للحظة ثم فتحهما يقرب الهاتف من فمه و يسجل لها رسالة صوتية..
"نادية حبيبتي هل تعرفين كم أفكر بك في اليوم الواحد و أنا هنا؛ بالي منشغل و أنتِ في بيت بابه مقفول عليك ماذا سأفعل إن نزلتي للعمل!؛ أنا بعيد عنك يا نادية بُعد يجعل من وخزة الإبرة التي تخزك سكين يقطع في لحمي؛ تلحين على العمل منذ أشهر و يا ليته عمل بشهادتك!؛ هل تستوعبين أنك تريدين العمل كبائعة يا نادية لماذا حبيبتي ألا يكفيك المال الذي أرسله هل أرسل لك المزيد؟!؛ أنتِ لا تفهمين مقدار الذل الذي يمر به المرء إن قبل بوظيفة أقل من شهادته فلا أريدك أن تمري بكل هذا"
رفع إصبعه عن الهاتف فتم ارسال رسالته لها لكنه لم يكتفِ و أراد أن يبلغها أن كل ما يفعله لأجلها قبله لذا عاود يسجل لها من جديد..
"أعرف أنك غير مرتاحة في بيت الخال فهمي و الله يشهد أنني غير مرتاح لأجلك أيضا؛ وعد سأجد حلا لوضعنا هذا لكن رجاءً الغي فكرة العمل من بالك"
ظهر له أنها "تكتب" فانتظر بترقب لكلماتها حتى وصلته رسالتها..
"أنا مرتاحة هنا كمال فقط مللت من المكوث في البيت بلا عمل؛ لا تجعل بالك ينشغل أنا بخير"
زم شفتيه بحزن عليها ثم كتب لها مؤكدا..
"إن لم تشغلي بال أخيك فمن يستحق أن يشغله يا نادية؛ صارحي أخاك هل يضايقك أحد في بيت الخال فهمي؟"
كان واضحا أنها قرأت رسالته لكنها ظلت لدقيقتين دون رد؛ دقيقتان كان قلبه يتأرجح فيهما فوق فوهة بركان ثائر؛ ابتلع ريقه بتوجس بعدما ظهر له أنها "تكتب"؛ كلمات قد يمزقوا روحه تمزيقا؛ قد يثبطوا عزيمته التي تتهالك لولا إجباره لنفسه أن يتحمل؛ تُرى ما ستحمله كلماتك يا نادية؟؛ راحة أوقن أنها كذبة أم صدقا سيفتت أبراج عقلي المنشغل عليك!..
"أنا بخير لا تكبر الموضوع و تقلق نفسك دون داعي يا كمال"
"لقد نعست تصبح على خير"
ارسلت له ما تريد و لم تنتظر رده بعد هروبها السريع؛ ظل يناظر الهاتف في يده للحظات بعينين مرهقتين؛ هو أدرى الناس بأخته التي كبرت على يديه؛ سيعترف لنفسه بهذا نادية تعاني الوحدة و عدم الراحة؛ ماذا عليه أن يفعل بحق الله!؛ اغلق الهاتف و تنهد بقلة حيلة يقترب من نافذة الغرفة يسحب هواء الليل الى رئتيه بصعوبة..
و على الجهة الأخرى.. بيت فهمي
ناظرت نادية هاتفها بعينين دامعتين؛ رفعت وجهها الى الثلاث فتيات النائمات على سريرهن؛ فسالت دموعها بصمت قبل أن تدس رأسها بين ركبتيها المرفوعتين و تهمس ببكاء..
(لا تصدقني يا كمال؛ أنا هنا أشعر بالاختناق)
عند منتصف الليل..
تقلب في سريره مجددا فمنذ ساعتين يعاني السهاد؛ و كأنه ينام على الشوك ينخزه بقسوة فيدمي جسده؛ استقام يرفع عنه الغطاء و ينزل ساقيه للأسفل يرتدي نعله ثم يخرج من السرير؛ توجه الى باب الغرفة يفتحه و يهرب منه فصدره يضيق هنا..
بالخارج..
بعدما أغلق باب غرفته لفحه الهواء على حين غرة فرفع بصره نحو ستار الشرفة الكبيرة في صالة البيت؛ الشرفة مفتوحة على عكس العادة ترى هل يجافي النوم أحد غيره؟؛ رفع سحاب معطفه للأعلى و توجه نحو الشرفة مترقبا؛ و فور دخوله اتسعت عيناه قليلا و هو يرى أيمن جالسا هناك بعشوائية على كرسي بلاستيكي؛ بيده لفافة تبغ يتصاعد دخانها؛ رمش بعينيه حينما رفع أيمن وجهه له فابتسم يرحب به بنعس..
(مساء الورد يا كمول لمَ أنت مستيقظ حتى الآن؟)
سحب كمال كرسيا مماثلا لأيمن يقربه منه و يجاوره في جلسته مردفا بتعجب..
(هل تدخن؟!)
رفع أيمن سيجارته الى فمه يسحب منها نفسا طويلا ثم يزفر الدخان بملامح واجمة قبل أن يردف ببسمة صغيرة..
(أحيانا؛ حينما أبلغ قمة اليأس)
ثم نظر لكمال دون أن تتغير بسمته لكن عيناه كانتا متعبتان بشكل يخيف فيسترسل بصوت مهتز..
(أحرق غضبي بها و أنفخه بعيدا عن صدري)
مد كمال كفه يتمسك بكتف أيمن الذي يراه بمثل هذه الحالة لأول مرة فيسأله بقلق..
(ما بك يا أيمن هذه أول مرة أراك هكذا؟!)
ضحك أيمن بخفوت و نظر للفراغ أمامه يهمس..
(هذا هو حال المتزوجين ببساطة)
و بطرف عينه نظر أيمن لخنصري كمال مردفا..
(لم تدخل القفص بعد فلن تفهم ما أقوله)
ابتسم كمال بمرارة و هو يقلب كفه الأيمن أمام عينيه قائلا..
(كنت سأفعل ذات يوم لكنه كان اختيارا خاطئا)
عاد كفه يستريح على يد الكرسي و عيناه تشردان للبعيد فيردف بنبرة مريرة..
(اختيار واحد خطأ في حياتي كلها كان كفيل بتدمير كل شيء)
التفت أيمن اليه بتركيز قلق؛ علاقته بكمال جيدة و كأن كل منهما وجد في الآخر صاحب كان يحتاجه؛ لكنهما لم يتشاركان أي معلومة شخصية و لا يعرف كل منهما سبب مجيء الآخر الى هنا؛ لذا بتردد محرج سأله أيمن بترقب..
(تبدو متضايقا الليلة أنت أيضا هل كل شيء بخير يا كمال؟)
تنهد كمال بضيق و عقله لا يكف عن التفكير في أخته؛ فالتفت لأيمن يسأله بجدية..
(هل متاح لنا كفالة العائلة؟)
ألقى أيمن السيجارة لخارج الشرفة و التفت لكمال يجيبه بهدوء..
(لا فعقد عملنا هنا ليس عقد عمل عائلي)
ضيق كمال عينيه منتظرا المزيد من التوضيح فتنهد أيمن قبل أن يقر واقعهم..
(ما أقصده لا يمكننا استقدام زوجاتنا أو أهلنا إن كنا العائل الوحيد لأن تكلفة سفرهم و عيشهم هنا ستكون من أموالنا الخاصة؛ و هذا فوق طاقتنا لن نقدر عليه)
زفر أيمن بضيق و هو يعود لنفس النقطة التي شغلت حيز تفكيره منذ سافر و ترك هناء خلفه؛ هذه المرة سفره أثر فيها بطريقة أكبر؛ في الآونة الأخيرة باتت ذابلة حزينة و كأنه اطفئ نور روحها؛ يغتاله الندم على تركها و يشعر بالذنب لأنه فكر في المستقبل قبل أن يفرح بالحاضر؛ رفع كفه الأيسر في وجه كمال المتفحص له و ابتسم قائلا بألم..
(أنا متزوج منذ أربع سنوات؛ في الواقع لم أتمم زواجي بعد ما زال عقد قران فقط؛ و على مدار تلك السنوات حاولت بكل طاقتي أن أحضر زوجتي هنا معي لكنه كان صعبا)
أنزل كفه و ابتلع ريقه يتنهد مردفا..
(الحياة هنا صعبة و النفقات كبيرة؛ لن أستطيع تأجير شقة لي و لزوجتي و أوفر طلبات البيت و المواصلات و المشافي؛ راتبي لن يكفي و أن حصل و كان كافيا ماذا سأفعل حينما نعود للوطن كما سافرنا!؛ هل أغترب و أجبر زوجتي على الهجرة و ترك بلدها لنعيش في بلد آخر نتحمل ظروفه المعيشية الباهظة و نعود مولاي كما خلقتني!)
زم كمال شفتيه يناظره بنظرة تعاني الخسارة فسأله أيمن بتعجب..
(لمَ هذه النظرة يا بني و ما فهمته أنك لست مرتبطا بشكل رسمي؟!)
أطرق كمال برأسه يستطرد بهم..
(لقد تركت أختي في الوطن و كنت أبحث عن حل لتأتي و تعيش هنا معي)
عقد أيمن ما بين حاجبيه و سأله بجهل..
(أليست مع أهلك لمَ تخاف عليها هكذا؟!)
رفع كمال وجهه لأيمن يبتسم بحزن أوجع قلبه و أردف باستسلام..
(أخبرتك قبل قليل خياري الخاطئ دمر كل شيء)
و بنظرة مشجعة طالبه أيمن برفق..
(ما هي حكايتك يا كمال؟)
سحب كمال نفسه ببطء و عيناه في عينيّ أيمن؛ الليلة هل يتكأ على عصا الصداقة التي جمعته بأيمن و يُفضي عن همومه و يطمئن أنها لن تميل و تخيب رجائه؛ يبدو هكذا حينما انفرطت الكلمات منه فاستقبلها صدر أيمن برحابة؛ رغم أن عيناه كانتا تتسعان بذهول طيلة الوقت إلا أنه كان مستمعا جيدا؛ مستمع يشعرك أنك أهم من أنصت إليهم على الإطلاق؛ و بعد وقت ليس بقصير ضرب أيمن كفا بكف يهمهم بعدم تصديق..
(و أنا الذي ظن أن كل المآسي على مقاسي أتضح أنه يوجد من هو أتعس مني!)
ابتسم كمال بسمة صغيرة يقول بيقين..
(كلنا في الهم سويا)
هز أيمن رأسه بحمائية يقول..
(يا بني كيف سكت على حقك؟!؛ كيف لم تأخذه من جوف الرجل الذي كان حماك؟؛ أقسم بالله لو كنت مكانك لصورت لهم قتيل)
قوس كمال شفته السفلى باستسلام يقر حقيقة..
(أنا وحدي يا أيمن إن تركت العنان لتهوري و غضبي ربما سأعيد حقي لكنهم لم يكونوا ليصمتوا؛ لقد هددوني عيني عينك بأن يتهموني و يبلغون الشرطة عني؛ شاب مثلي عليه أن يفكر ألف مرة لأجل أمه و أخته و هو رجلهم الوحيد؛ أحيانا المسؤولية تجعل منك جبانا)
زفر أيمن بغضب مما يسمعه ففلتت سباته بخفوت دفع كمال لأن يضحك بمرارة؛ إن لم يضحك على همه سيبكي و قد ولى زمن البكاء و انتهى؛ التفت له أيمن يعنفه بضيق..
(لا تضحك يا كمال و تحرق دمي أكثر؛ و الله لو رأيت أبا إيهاب هذا للكمته في منتصف وجهه؛ إنه عار على الرجال)
علت ضحكات كمال أكثر فأوقفه أيمن بتوبيخ جعله يفسر بصوت مهتز بحزن..
(إن لم أضحك على خيبتي سأبكي و هذا عيب في حق رجل طول و عرض مثلي)
أراح رأسه للخلف و خفتت ضحكته تدريجيا ليهمهم بتعب..
(آه و نادية التي تفطر قلبي عليها و هي بعيدة غير مرتاحة في بيت الغريب؛ تريد أن تعمل كبائعة في محل كتب!؛ خريجة كلية الآداب قسم الفلسفة بتقدير ممتاز تريد أن تتنازل!)
تراجع أيمن بظهره للخلف يمسح فوق وجهه قائلا بقنوط..
(يا حبيبي!؛ إنها نسخة حسن الأنثوية)
مال كمال برأسه جانبا يناظر أيمن متسائلا بعينين شبه مغلقتين..
(هل تقصد أخاك الأصغر؟!)
اومأ له أيمن مردفا بعصبية..
(نفس الغباء و التسرع؛ خذ نصيحتي يا كمال و إياك أن توافقها على عمل كهذا؛ ستخسر الكثير كما خسر حسن)
اعتدل كمال في جلسته مستشعرا عصبية أيمن فسأله بتوجس..
(لمَ تخيفيني على الفتاة يا أيمن؟!)
نظر له أيمن مبتسما بخفة و قال بصدق..
(حفظها الله لك لا أقصد اخافتك و الله)
ثم عاد لينظر للفراغ أمامه قائلا بصوت متأثر..
(أنا فقط مررت مع اسرتي بظروف صعبة قبل سفري الى هنا و كان سببها تسرع أخي الصغير و عدم انصاته لنا)
تململ كمال في جلسته بتردد لا يعرف هل يسأله أم يصمت لكن أيمن قرر ألا يفعل و بدأ حديثه؛ ليشاركه ما مر به و ما دفعه للسفر مثله..
(حسن كان طالبا مجتهدا و قد اختار أن يدرس علم البرمجيات؛ كان شغوفا طموحا لا يوقفه شيء و وافق والدي على رغبته ما دام في صالحه؛ مصاريف دراسته كانت غالية نوعا ما لكن والداي وفرا له كل ما يريده و الحق يُقال هو لم يهمل دراسته و لو لمرة؛ كان متفوقا يحلم باللحظة التي يتخرج بها و يعمل في شركة برمجيات كبيرة؛ و تخرج..)
صمت أيمن بحزن واضح في نبرة صوته فهز كمال رأسه متفهما ما مر به حسن بعد تخرجه ليردف برتابة..
(ليصطدم بالواقع و يتم رفضه من الشركات التي تقدم للعمل بها)
اومأ أيمن مؤكدا لما حدث ثم أردف..
(كانت صدمة لشاب في مقتبل العمر مثله لم يتذوق مرارة الرفض من قبل؛ ظن أن الحياة ستكون ممهدة كما كانت اثناء دراسته)
رفع رأسه للأعلى يزفر بصوت مسموع ثم يكمل..
(حسن منى نفسه بمستقبل مشرق وعد نفسه قبل والديه أن يعيد لهما ما انفقاه عليه اضعافا من عمله "المضمون" كما ظن؛ خطط و حلم بأن يكون له بيت و سيارة و حياة تليق بتعبه و اجتهاده لكنه لم يفقه حينها أن أغلب أمانينا سراب)
قاطعه كمال بتأثر فما عايشه أيمن و أهله صورة مكررة مما يعانوه أجمع..
(أغلب أمانينا حقوق مهدورة يا أيمن؛ لكن من ذا الذي يسمع!)
انزل أيمن رأسه و أردف باختناق..
(لم يتحمل تكرار الرفض المستمر و عودته بعد كل لقاء عمل خالي اليدين غير قادر على النظر في وجه أبي و أمي؛ شعور الخسارة و الفشل تجرعه دفعة واحدة في زمن قصير فقرر أن يثبت نجاحه في أي شيء آخر؛ كان يظن أننا ننتظر منه هذا الاثبات!؛ كان غبيا حد الإسراف و هو يوافق أن يعمل سائقا على سيارة أجرة؛ رغم رفضنا لاختياره إلا أنه اتخذ قراره بالفعل فقط ليعود له شعور النجاح؛ نجاح كلفه خسارة ساقه في حادثة سرقة تعرض لها)
الصدمة دفعت كمال للنطق بصوت عالٍ..
(ماذا؟!!!!)
سحب أيمن نفسه ببطء و هو يتذكر اصعب لحظات حياته على الإطلاق فهمهم..
(كنت أعمل في خدمة العملاء لإحدى شركات الxxxxات و موعد عودتي بعد عودة حسن من دوامه بساعة؛ في ذلك اليوم حينما عدت وجدت والداي ينتظران في صالة البيت بذعر؛ و بعد السؤال اكتشفت ان حسن لم يعد بعد و هاتفه مغلق و صاحب السيارة الأجرة تواصل مع أبي يسأله عنه و عن سبب تأخره؛ وقتها شعرت أن الدنيا تميد من تحتي و امتلكني هاجس مخيف بأنني لن أرى حسن من جديد)
تقطعت كلماته و عيناه تحمران بانفعال و كأنه يعاصر الموقف من جديد؛ زفر نفسا مرتعشا و استرسل..
(صاحب السيارة هدد بالإبلاغ عن سرقة سيارته و إتهام حسن بفعلها؛ كنت كالمجنون أبحث عنه في كل مكان مع أبي؛ أتضرع لله أن يحفظه و أراه حيا؛ جُبْنا المشافي و اقسام الشرطة و حسن بلا أثر؛ كاد أبي أن يموت بين يدي من خوفه على أخي؛ و عند الشروق بلغنا من الشرطة أن هناك شابا يطابق مواصفات حسن وجدوه مضرجا بدمائه في الصحراء)
ارتعشت شفتاه بضعف و كمال يراقبه مشدوها مما يجد أيمن عليه؛ الشاب منذ عرفه البسمة و المزح يرافقانه أينما ذهب؛ يبدو أن خلف الوجوه الضاحكة ستجد الألم مختبئا؛ انتبه لصوت أيمن المرتعش..
(في طريقنا للمشفى كنت أتوسل الله ألا يكون هذا الشاب حسن؛ حالته التي وجدوه عليها كانت صاعقة شطرتنا يا كمال)
وضع كمال كفه فوق كتف أيمن يشد عليه برجاء يطالبه..
(رفقا بنفسك يا أيمن و لا تكمل ما دامت الذكرى تؤذيك)
استقام أيمن من مكانه يتوجه نحو سور الشرفة يعتصره بقوة؛ منذ حادث حسن و هو صامت؛ يداري رعبه على أخيه و عائلته و حزنه الدفين بين جانبيه دون أن ينطق؛ كل القلوب حينها انغمست في الألم فماذا لو باح بما يقلقه؛ أما الآن يشعر بأنه يريد أن يحكي أن يتخلص من ثقل الذكرى أن تسمع أذنه صوت لسانه ليبرهن ان ما حدث ولى؛ ولى يا أيمن و كنت كُفء بإخراج عائلتك من بئر وقعوا به..
(وضع رجله اليمنى كان كارثيا و احتاج لتدخل جراحي فما كان منا إلا أن نوافق رغم أننا لا نعرف تكلفة العملية بعد؛ لكن لو تطلب الأمر كنا سنبيع أنفسنا نظير أن يفتح حسن عينيه دون أن يصرخ متوجعا من ألم رجله؛ و بعدها آتانا صاحب سيارة الأجرة يطالب بحق سيارته التي لم تجدها الشرطة منذ أيام؛ الأمر كان أشبه بسطو على المشفى و الرجل معه صحبته كتهديد صريح؛ لم يكن بيد أبي حيلة إلا أن يكتب إيصالات أمانة على نفسه بثمن السيارة و لكل إيصال فترة زمنية محددة إما السداد أو الحبس بعدها)
استقام كمال بسرعة نحو أيمن الذي ثار غضبه كحمم لبركان كان منذ لحظات خامدا؛ حاول أن يخفف من قبضته على سور الشرفة مهادنا..
(وحد الله يا أيمن ما مضى قد مضى ليس بأيدينا أن نعيده لنصلحه؛ أحمد الله أن عائلتك ما زالت معك حفظهم الله؛ أن أخاك بخير الآن و يتنفس ألم تكن هذه أقصى أمنية لك يوم حادثه؛ أنك رغم كل ما مررت به ما زلت أيمن البشوش الضاحك؛ اجتزت كل هذا و حافظت على عائلتك)
التفت أيمن لكمال بعينين حمراوين و هو يهمس بعذاب ضمير سببه الأول هناء..
(ربما حفاظي عليهم كلفهم الكثير؛ كان موجعا و آذاهم أكثر مما ظننت؛ لقد تركت أخي طريح فراش المرض و تركت أهلي في مصيبتهم بعدما ساعدني أحد المعارف على إيجاد فرصة عمل تحت رعاية كفيل؛ كانت فرصة كطوق نجاة و أنا تشبثت به لأسحب أهلي لشاطئ آمن)
أطرق برأسه يحدثه..
(فشلت عملية حسن الأولى بعد ستة أشهر و اضطر لدخول عملية أخرى؛ لم استطع أن أكون جواره لأنني كنت كالعبد هنا ألهث لتجميع المال اللازم لسداد ايصالات الأمانة و تغطية تكاليف علاج حسن؛ حتى خطيبتي تركتها خلفي واعدا إياها أن أعود سريعا و أحقق لها كل ما تتمنى لكنني لم أصدق وعدي)
مسح وجهه بتعب يعترف بصعوبة ما مر به وحده هنا في بداية سفره..
(و بين كل هذا كنت ممزقا أعاني سوء معاملة كفيلي الأول و استغلاله لي؛ كان همي أن أعود لأبي بالمال في وقته ليسدد دينه دون تأخير؛ جربت شعور أن تكون رقبتك تحت كف شخص لا يعرف الله يا كمال فأنت خير من يفهم مقصدي)
هز كمال رأسه متفهما و صامتا لا يجد من الكلمات ما يواسي به أيمن فكلٌ يبكي وجعه حقا..
(كانت القشة التي قصمت ظهر البعير هي مرضي بعد أول سنة لي هنا و تخلف الكفيل عن دفع راتبي الشهري فأوقف الله لي اولاد الحلال حتى قمت بنقل الكفالة لأبي راشد؛ لقد عانيت كثيرا وحدي و بقائي هنا ليس بهين و يجرح قلوب أهلي أعرف لكن مستحيل أن أتحمل كل ما فات دون أن أعود بما أريد و اطمئن على مستقبلي)
كان يتحدث بحرية و كأنه يفضفض مع نفسه؛ يشكو و يبوح ليضع تفسيرا لبقائه؛ كان يحتاج أكثر من مجرد لفافة تبغ يحرق بها غضبه..
(ألا يعرفون ما مررت به هنا؟)
سؤال كمال المتأثر دفع أيمن لأن يستعيد نفسه رويدا؛ رفع كفيه يمسح فوق وجهه بخشونة ثم ينزلهما و يرسم بسمته المعتادة مردفا..
(كلك نظر يا كمال حالهم وقتها كان يكفي فكيف أزيده)
ناظره كمال بشفقة واضحة زادت من بسمة أيمن الذي سحب نفسه بقوة يستعيد حيويته و لو كذبا فيشاغبه..
(بك سر يا كمول يجعل المرء يشكو همومه دون أن يدري)
ابتسم كمال بسمة صغيرة فقال بصدق..
(سمعتها كثيرا من والدي " الأرواح الطيبة تتآلف")
رفع أيمن حاجبيه عاليا معجبا ثم قال بحب..
(رحم الله أبًا ربى رجلا مثلك يا كمال)
ربت كمال فوق كتفه شاكرا..
(سلمت يا أيمن)
ثم مازحه بخفة مستخدما جمل أحد الأفلام الكوميدية..
(اتضح أن لديك مشاعر و أحاسيس و تتأثر مثلنا)
علت ضحكة أيمن بقوة ثم أردف بمشاغبة..
(كلي مشاعر و أحاسيس لكن ليس هناك من يقدر)
شاركه كمال الضحك حتى اعتدل أيمن في وقفته؛ يشعر
كلاهما براحة لمشاركة ما مر به مع شخص يتفهم و ينصت؛ توجها الى باب الشرفة ليخرجا فقال أيمن مفكرا..
(غدا اجازتنا ما رأيك أن تطبخ لنا وجبة دسمة و لا عزاء للادخار هذا الشهر)
ناظره كمال متعجبا بقوله..
(من أين أتيت بفكرة أنني جيد في الطبخ!)
أكد له أيمن بيقين..
(بالله عليك من يطهو لحم بالبصل نلتهم أصابعنا وراءه ليس إلا طاهٍ بارع؛ يا بني أنا حتى البيض المقلي لا أفلح به)
هز كمال رأسه مستسلما و معترفا أن أيمن منذ تذوق طبخه و أعجبه لن يتراجع عن رأيه؛ وصلا لغرفهما فسأله أيمن..
(قلت لي كنت تعمل في مطعم إذًا تعلمت الطهو من صديقك الطاهي هناك؟)
اجابه كمال ببساطة..
(كنت أتابعه أحيانا و هو يعد الطعام لكن هذا لا يعني أنني اجيد الطهي)
جادله أيمن بيقين..
(أترك التقييم لذواقة مثلي)
ضحك كمال و هو يفتح باب غرفته ساخرا..
(صحيح الذواقة الذي يبدع في تحضير شطيرة سكلانس تنهي أجلنا)
رفع أيمن حاجبه عاليا بترفع و قال..
(غدا سترى الشطيرة التي تسخر منها و هي ترتقي للعالمية بقيادة ذواقة الكوكب أيمن عبد القادر)
همهم كمال بضحكة مكتومة و هو يتابع أيمن الذي يدخل غرفته..
(سنرى...)




... يتبع...









remokoko and egmannou like this.

AyahAhmed غير متواجد حالياً  
قديم 05-12-21, 08:35 PM   #397

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل التاسع





بعد أيام...
في جلستها جوار الأريكة التي تغفو عليها في غرفة بنات فهمي كانت تقلب نادية في هاتفها بصمت؛ شعرت بحركة خلفها لكنها لم تلتفت فشعور أن كل حركة تحسب عليها يجعلها تفضل وضع الصنم دون حراك؛ جسد أميرة الذي جاورها كان كافيا لتنظر اليها بتساؤل دفع الأخيرة للابتسام بخجل ثم قالت..
(مساء الخير يا نادية كيف حالك الليلة)
اطفأت نادية هاتفها و نظرت للكتب في يد الفتاة فتفهمت حاجتها للدراسة؛ استندت على كفيها لتستقيم بينما تجيبها بهدوء..
(مساء الخير يا أميرة؛ أنا بخير شكرا لك)
عقدت أميرة ما بين حاجبيها بتعجب فتمسكت بيد نادية توقفها و تسألها
(الى أين أنا أريد مساعدتك!)
ضيقت نادية عينيها و عادت لتجلس متسائلة بترقب..
(أنتِ تريدين مساعدتي؟)
هزت أميرة رأسها بقوة و هي تفترش الأرض أمامهما بكتبها و توضح..
(ألست خريجة كلية الآداب فأريدك أن تشرحي لي بعض المواد رجاءً)
أن يشاركها الناس حولها الحياة شعور قد مات منذ شهور في قلبها لكن طلب أميرة أعاده لينشط؛ ابتسمت نادية دون أن تشعر و هي تلامس ورق الكتب حولها؛ افتقدت الكتب و المذاكرة و تلخيصها للمحاضرات؛ افتقدت غرفتها و سريرها و صوت أمها الدافئ؛ افتقدت حلمها المسلوب الذي تمنته؛ افتقدت أن تشعر بأنها حية ترزق ليست تمثال يملي عليه الغير أفعاله..
(نادية أنتِ تبتسمين!!!)
صوت أميرة المندهش من بسمة نادية الغير مبررة جعل الأخيرة ترفع لها عينين دامعتين و تردف بنبرة تنبض بالحياة..
(أي مادة تريدين أن أشرحها)
اتسعت بسمة أميرة بقوة و هي تقول بحرج..
(كلهم بصراحة أشعر بالتيه في سنتي الأولى؛ فبما أنني قسم فلسفة مثلك فلا يوجد مانع عندك صح؟)
اومأت لها نادية بموافقة دفعت أميرة للتصفيق بسعادة؛ و قبل أن تبدأ نادية الشرح انضمت لهما دنيا بوجه متضايق لكن عينين فضوليتين و هي تسأل بصوت مقتضب..
(أنا في كلية مختلفة لكن لدي مادة باللغة الإنجليزية يمكنك شرحها لي أليس كذلك؟)
تدخلت أميرة بغضب ترفض اقتراح اختها خوفا على مصالحها..
(لا طبعا؛ نادية درست نفس المواد التي سأدرسها لذا مهمتها معي ستكون أسهل أما أنتِ سترهقينها بلا داعي حتى تمل و ترفض أن تستكمل الشرح لي!)
اخرست دنيا أختها بنظرة محذرة و صوت مهدد ألا تغلق في وجهها باب المساعدة..
(هل أنتِ هي لتشكو بدلا منها؛ نادية كانت من الأوائل يا ابنتي هذا يعني أنها كانت تأكل الكتب أكل و لا تمل من المذاكرة؛ نحن سنفعل بها جميل و نعيدها لتمارس هوايتها المفضلة)
ابتسمت نادية بسمة حقيقية آتية من عمق قلبها و هي تنهيهما عن الجدل..
(لا بأس لدي لأساعدك كلتاكما فيما تريدان ما دام استطيع)
تشجعت الأختان لعرض نادية و انكبتا كل منهما تبدأ مذاكرتها؛ التفتت دنيا نحو رانيا الجالسة على السرير تقلب في صفحات مجلة موضة قديمة و تختلس النظرات نحوهن بامتعاض؛ فاقتربت من نادية تهمس بحذر..
(للعلم رانيا ايضا تحتاج مساعدتك لأنها رسبت العام الماضي في مادة باللغة الإنجليزية لكنها تترفع عن طلب العون منك)
همست لها نادية بتساؤل حائر..
(ما مشكلتكم مع اللغة الإنجليزية؟!)
عوجت دنيا فمها بنزق تبرر..
(عقولنا تعمل في أي مادة باللغة العربية مثل اينشتاين لكن عند ذكر اللغة الإنجليزية ستجدين حمير يمسكون الكتب؛ أصلا لا أفهم ما دخلنا بلغة الغير هل يُجبرون الأجانب على دراسة لغتنا كما نفعل نحن!؛ ألن ينتهي الاحتلال الانجليزي منذ زمن!!)
ضحكت نادية بخفوت و التفتت لأميرة التي بدأت تذم في عقلية أختها بهمس..
(هل تعرفين عدد الدول و الناس الذين يتحدثون الإنجليزية يا دنيا؛ إنها لغة عالمية يا حبيبتي و التحدث بها ورقة رابحة للدراسة و العمل و كل شيء)
(اخرسي أنتِ يا انجلينا جولي عصرك و زمانك)
توبيخ دنيا كان مخرسا بالفعل لأختها الصغرى فتدخلت نادية قاصدة أن يصل حديثها لرانيا بدعوة صادقة..
(أنا لا أفعل شيء في يومي لذا إن أحببتن أن أساعدكن لا تخجلن مني)
برمت رانيا شفتيها بضجر و رفعت المجلة تحجب وجهها عنهن و عقلها يحثها على طلب مساعدة نادية لتنهي أخر سنة لها بالجامعة و تتخرج بخير..
***
بيت عبد القادر.. غرفة حسن
لامس حسن النقود فوق طاولة الحاسب الآلي الذي يعمل من خلاله بتفكير؛ إنها أمواله نظير تعبه و جهده على مدار أشهر؛ العمل ليس سهلا رغم انه من البيت؛ و هو لأول مرة يحصل على مبلغ كهذا؛ اغمض عينيه بتشجيع لنفسه بأن يتخذ هذه الخطوة الآن يكفي تأجيلا؛ أستند على كرسيه يلتقط المال و يتوجه نحو باب الغرفة يفتحه بلا تردد و يخرج الى أمه مباشرةً..
في الصالة..
كانت جليلة تتابع التلفاز و هي تقشر الخضروات تجهيزا للغداء حتى رأت حسن قادما نحوها فابتسمت له تسأله بحنان..
(هل تحتاج لشيء بني؟)
اقترب منها ليجلس جوارها ثم يميل يقبل كفها تحت نظراتها المتفاجئة؛ حسن تغير منذ سافر أخوه؛ بات يخرج بين الحين و الآخر يتناول معهما الطعام؛ يهتم بنفسه و بعمله الجديد؛ رغم أنه يقضي وقتا كبيرا في غرفته إلا أنها تكتفي بعودته الخجولة لهم..
(يا حبيب أمك قبلتك السعادة و الفرحة)
مسحت فوق شعره بعينين متأثرتين تدعو له حتى رفع جذعه و اعتدل يناظرها ثم يُخرج ما جناه طيلة أشهر و يضعه في حجرها؛ ناظرت أمه الورقات النقدية بترقب فأردفت بتساؤل..
(بسم الله ما شاء الله اللهم زد و بارك؛ لماذا تضعهم في حجري يا حسن أم تريد أن ادخرهم لك يا حبيبي)
ابتسم لها بشكر يقول ببساطة..
(هذا لكِ أمي)
(لي؟!!!)
سؤالها المتعجب جعله يمسك كفها و يردف باعتراف ممتن..
(تتذكرين حينما كنت في الجامعة و قمتي ببيع أساورك الذهب لأدفع مصاريفي؛ حينها وعدتك أنني سأتخرج و أعمل لأعيدهم لك بل و أفضل منهم)
اغرورقت عيناها و هي تنظر لوجهه الحبيب و تسمعه بقلبها..
(أخيرا سأحقق ما وعدتك به و أخرتني الظروف عن تحقيقه)
بلهفتها المضاعفة عليه ضمت رأسه الى صدرها تتخلل خصلات شعره بأناملها و تهمس بصوت باكٍ..
(يا حبيبي؛ لا حرمني الله من رؤيتك هانئ البال مرتاح هذا عندي بمال الدنيا يا ولدي؛ و الله لا تعرف مقدار سعادتي و أنا أراك بيننا كما كنت من قبل)
دمعت عيناه بتأثر مما سببه لأهله فهمس بحرج..
(أنا آسف لكل شيء أمي)
هزت رأسها رفضا و هي تهون عليه بحنان..
(لا تأسف يا حسن يكفي أنك في حضني الآن بني؛ و الله يكفي أن أشتهي رؤيتك فأراك دون أن انتظر الليل لأختلس النظرات المشتاقة لوجهك)
التقط كفها يقبله بأسف و اشتياق و هي تغدق عليه بحنان عارم؛ ابتعد عنها بعد فترة يمسح عينيه فتشبع ناظريها منه قبل أن تقترح عليه و هي تؤشر لماله بقلب يخفق بسعادة..
(سأطلب من والدك أن يفتح لك حسابا بنكيا و يضعهم فيه)
(لكني....)
قاطعت مجادلته بقولها الحنون..
(ضاع الكثير منك يا حسن فعمر مستقبلك بني؛ أما عني فهديتي الوحيدة التي أريدها منك هي أن تكون سعيدا)
التمعت عيناه برونق غاب عنه ليهمس لها بحب..
(لا حرمني الله منك أمي)
(و لا منك يا غالي)
ردها كان دافئا لدرجة أشعرته بالشجن و لكنها أسرعت بسعادة تسأله برجاء ألا يرفض..
(ستتناول معنا الغداء اليوم؟)
تنفس ببطء حينما لمح ظل والده عند غرفته؛ لم يزل الحاجز بينهما بعد؛ لكنه حقا لا يريد أن يبتعد أكثر حتى و إن كان لا يستحق..
(حسن؟!)
صوت أمه المتأرجح بين الأمل و الرجاء دفعه لأن ينظر اليها بشفقة فيبتسم و يرضي لهفتها بقوله اللين..
(اشتقت للجلوس جوارك على طاولة الطعام أمي)
غمرته أمه في حضنها تغرقه في سيل دعواتها و شكرها فيهمس قلبه خلف ضلوعه بألم..
"هزمتك الحياة و غرقت في ليلٍ لا ينجلي فكفى... كفى يا حسن تخاذلا ما عاد هناك ما يُخيفك من شروق جديد "




... أنتهى الفصل...
... قراءة ممتعة...









remokoko and egmannou like this.

AyahAhmed غير متواجد حالياً  
قديم 05-12-21, 09:29 PM   #398

دانه عبد

? العضوٌ??? » 478587
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 513
?  نُقآطِيْ » دانه عبد is on a distinguished road
افتراضي

حمدالله على السلامه فصل مشوق الله يعينك يا كمال على الغربه 💚💚💚💚

دانه عبد غير متواجد حالياً  
قديم 05-12-21, 10:34 PM   #399

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,963
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

مسا الورد الحمد.لله عالسلامة احلى آية عااقراءة فوراتسلم ايدك يارب

Ektimal yasine غير متواجد حالياً  
قديم 06-12-21, 04:07 PM   #400

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الغربة غربة ارواح لا غربة اماكن وكمال وناديه يعيشانها حرفياً فأرواحهما معلقة ببعضهما البعض والمسافات بينهما خانقة.
يعيش كمال غربته خارج الوطن وتعيش ناديه غربتها في قلب الوطن، ومَن منهما غربته اصعب واشق.. الاخ الذي يقاسي مرار البعد وعذاب الروح التي تحوم حول شقيقته يعيش المها ويستشعر وحشتها رغم المسافات ورغم تأكيدها له انها بخير لكن قلبه دليله فهو يدرك صعوبة الامر عليها.
أم ناديه التي تقاسي وضع صعب وخانق ولكن الظروف حكمت عليها ان تسكت وتصبر فلا اصعب من ان ترى نفسك دخيلاً غريباً مرفوضاً في عيون أنت مضطر لمقابلتها لسنوات كثيرة قادمة.. صعب ان تستوعب في وقت قصير انقلاب حالك 180 درجة فتمسي على حال لتصبح على ما يغايره، صعب ان تستوعب والاصعب ان تتكيف فلا خيارات اخرى مطروحة فالحياة قد سلبت منك كل شيء مرة واحدة.
ربما تجد ناديه السلوان في معاملة اميرة لها وتقبلها لوجودها بينهم وربما تدريسها للبنات يهون عليها قليلاً من احساسها بالتطفل وعدم الفائدة.

حسن ايضاً وجد سلوانه في عمله الجديد وابتدأ يعود للواقع ولو بخطوات خجلة ولكنه اخيراً استطاع الخروج من صومعته.

ايمن وكمال قلبان آلفت بينهما الغربة والظروف الصعبة فوجدا في صحبة بعضهما العوض عن الاخ والصديق وكان البوح هو بلسم مسكن للامهما معاً يهون عليهما البعد والحنين .
ايمن صاحب الضحكة الدائمة تبين انه يحمل بداخله هم وحزن كبير يداريه بخفة دمه وابتسامته الدائمة، اعترف اني لمته عندما جدد عقد عمله ولم اتقبل قراره لكن بعد سماع قصته واسبابه اقتنعت انه كان مجبوراً على فعل ذلك بغض النظر ان قراره ظلم لهناء ولكن الظروف اقوى منهما.

عودة مباركة يا أية، سعيدة جداً بأستئناف تنزيل الفصول ومجدداً نزلت دموعي مع ناديه وكمال وهذا دليل براعتك في ايصال مشاعرهما وشفافية اسلوبك.. تسلم ايدك



Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:36 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.