26-12-21, 09:02 PM
| #481 | |||||||||
| عضو ذهبي 
|  بعد فترة قليلة.. توالت الأحاديث بينهم على سفرة الطعام؛ ينهون ذاك ليبحروا في هذا بوئام متجانس كأنهم يعرفون بعضهم قبل عقود!؛ التفتت نادية إلى يسارها تمنح كل اهتمامها لهناء التي سألتها بفضول أنثوي.. (منذ بداية جلستنا و أريد أن اسألك من أي مكان اشتريت هذا الخاتم نادية إن لم تمانعي) مالت نادية بطرف عينها تناظر الخاتم في إصبعها ثم تتسع بسمتها بفخر تسألها.. (هل أعجبك؟) التمعت عينا هناء قائلة بإشادة بصنعه.. (رائع يا نادية بارك الله لك به حبيبتي) اردفت نادية بتوضيح متبسمة برضا الى ما حققته.. (إنه من صنع يدي؛ في الواقع أنا أعمل في صناعة الحلي مشروع صغير لكنها هوايتي التي أحب) اتسعت عينا هناء بذهول تمسك كف نادية و تردد بعدم تصديق.. (تمزحين!!؛ بسم الله ما شاء الله أنتِ حقا موهوبة يا نادية الخاتم يسحر أي أنثى) تدخلت جليلة الجالسة الى يمينها و قالت بتشجيع فخور. (ما شاء الله يا ابنتي تشرحين القلب و ترفعين الرأس؛ رغم كل شيء مررت به لم تيأسي) شعرت نادية في هذه اللحظة أن هناك عينان متربصتان بها؛ رفعت وجهها للأمام حيث يجلس حسن فرأته كيف يوزع نظراته بينها و بين أمه بشيء من الضيق؛ ابتسمت نادية لجليلة و قالت بصوت مشوش من نظراته.. (لست ممن يستسلموا بسهولة مهما ضاقت) انزوت شفتيه ببسمة جديدة ساخرة و همهم لنفسه بغضب بدأ يشتعل.. (متفاخرة لم تشعر يوما بالعجز!) ترك ملعقته فوق طبقه بحدة فأصدرت صوتا ألزمهم الصمت؛ بملامح متحفزة وجه الكلام لكمال.. (أنرت البيت كمال؛ اعذرني عضلات رجلي تشنجت من الجلوس و يجب أن أرتاح قليلا) رغم حرج كمال من الموقف إلا أن الجميع تفهم رغبة حسن إلا نادية التي رمقت رجليه كلٌ على حدى فلم تلحظ سوى عرج خفيف في اليمنى منهما!؛ انتبهت لصوت جليلة الموبخ لنفسها بهمس.. (لقد انزلق لساني لحديث غير مرغوب ليتني ما نطقت!) ضيقت نادية عينيها بجهل مما يحدث حولها لكنها ممن يؤثرون الصمت ما دام لا يشملها الأمر... ************* خرجت فيروز على عجلٍ من الحمام حينما سمعت اهتزاز هاتفها الذي لا يتوقف؛ توجهت إليه فوق السرير تلتقطه بعينين متعجبتين فالهاتف صامت تماما رغم استمرار الاهتزاز؛ التفتت للخلف تتبع الصوت حتى وصلت لهاتف هناء الملقى بين أدوات طاولة الزينة؛ تنهدت فيروز بتأكيد أن هناء منشغلة حتى قمة رأسها بالأسفل و إلا للاحظت اختفاء هاتفها؛ اسم صاحبة معرض فساتين العرس ألزمها على الرد فعلى كل حال كانوا ينتظرون هذه المكالمة.. (مرحبا؛ لا أنا أختها) صمتت تنصت للمتحدثة ثم ترفع حاجبها الأيسر بتعجب و تردف.. (ماذا يعني اختلطت قياسات هناء بعروس أخرى!؛ ألم تسجلوا مقاس الزبونات لتلافي ضرر بديهي كهذا) زفرت بصوت مكتوم قبل أن تقول.. (حسنا سأوصل لها الهاتف؛ خمس دقائق و ستعاود الاتصال بكِ) اغلقت الخط لتزفر بضيق و تهمهم.. (ستشعر هناء بالإحباط) خرجت من الغرفة تنادي بصوت مرتفع.. (عمران؛ عمران أين أنت؟!) خرجت ابتسام من غرفتها تسأل ابنتها بترقب.. (فيما تريدين عمران يا ابنتي؟) مدت فيروز يدها بهاتف هناء تقول.. (هناء نسيت هاتفها و هناك مكالمة مهمة بشأن فستان العرس فليأخذ عمران الهاتف لها بالأسفل) (لكن عمران ليس هنا الآن؛ لقد نزل يلعب في الشارع مع رفاقه( اغمضت فيروز عينيها و تنهدت باستسلام قبل أن تعود ادراجها للغرفة مجددا؛ مرت ثوانٍ حتى خرجت و قد ارتدت نعلها تتوجه لباب الشقة بخطوات حازمة.. بالأسفل.. (ما زال الوقت باكرا يا ابنتي فلتبقيا قليلا) رجاء جليلة لنادية أن تبقى للمزيد من الوقت جعلها تربت على ذراعها و تردف بنبرة عرفان.. (اليوم كأنني عدت الى قبل سنوات في بيت أبي و حضن أمي؛ شكرا لما قدمته لنا يا خالة) ضمتها جليلة الى صدرها بقوة لا تملك سواها فهي أبلغ من كلمات مهما نُطِقت لن ترمم ما يرممه احتواء حضن صادق.. و عند باب الشقة ودع كمال عبد القادر باحترام شاكر لكل ما منحه له و لأخته اليوم و استقبالهما في بيته فينهيه الرجل بسماحة وجه.. (كف عن الشكر يا كمال فلا يشكر الابن والده بني) ربت على كتف كمال بحنان ثم دلف ليتركه مع أيمن الذي قال بنبرة متضايقة.. (الساعتان اللتان قضيتهما هنا لن نحسبهما زيارة و ستكون مدينا بتعويضها بزيارة أخرى) ضحك كمال ممازحا بقوله.. (يا رجل ما كان ينقصني سوى أن استعير منك منامة و أمدد على سريرك و تقول لن نحسبها زيارة!) تنحنح أيمن بحرج يعتذر عما بدر من أخيه الذي و إن عذره لحالة رجله إلا أن ما فعله يشعره بالحرج.. (لا تؤاخذنا لغياب حسن في بقية الجلسة لكنك تعرف بشأن رجله و....) اوقفه كمال بجدية متفهمة... (ما الذي تقوله يا أيمن بالله عليك!!؛ شفاه الله و عفى عنه أبلغه سلامنّا) اقتربت نادية من أخيها ببسمة صغيرة دفعت أيمن لاستخراج روح الشاب الآدمي بعد كل ما رأته منه خلال اليوم و قال بلطف.. (أنرت البيت آنسة نادية) شكرته بنبرة اعتادت على حيويته.. (شكرا لك أستاذ أيمن) (أيمن تعال خالتي تحتاجك قليلا) صوت هناء المحرج جعله يهز رأسه متفهما ثم يطلب من كمال بجدية.. (لا تذهبا دوني كمال) (لا داعي لتتعب نفسك لقد عرفت الطريق يا أيمن) حاول كمال أن يعفيه عن اصطحابه الى الفندق بعدما يوصلان نادية لبيت فهمي لكن أيمن أردف برجاء.. (لا تذهبا و أرح قلبي) اومأ له كمال ببسمة تريحه فابتعد أيمن نحو المطبخ؛ اقتربت هناء من نادية تحدثها بخفوت دفع كمال لأن يفتح الباب و ينتظر بالخارج ليزيل الحرج عنها.. (هل تمانعين لو اصبحنا اصدقاء على "الفيسبوك" نادية؟) اتسعت بسمة نادية بترحيب فقالت.. (بالطبع لا أمانع) لامست هناء ذراع نادية تسألها بحرج طفيف.. (لا أجد هاتفي الآن هلا ارسلت لي طلب صداقة من عندك) اومأت نادية بقبول تخرج هاتفها فتشاركها هناء مهمة البحث عن صفحتها و ارسال طلب صداقة لها.. بالخارج... وقفت فيروز عند درجات السلم الفاصلة بين شقتهم و شقة عبد القادر حينما رأت أيمن واقفا أمام باب الشقة؛ الحمد لله لن تضطر لاقتحام البيت و الضيوف هناك.. (أيمن....) رفع كمال رأسه عاليا بتعجب فوقعت عيناه عليها و تجمــــدتا؛ هل يؤدي درج بناية أيمن الى الحُسن مباشرةً!؛ ما هاتان العينان الحالمتان رغم جدية النظرات!؛ هل يمكن أن تأسرك نظرة من العالم حولك؛ مجرد نظرة تخطفك خطفا و تسحبك نحو شيء لا تفقه كنهه لكنك لا ترفضه!؛ ما الذي يحدث بالضبط؟! ربما هو سؤال مشترك طرحه ذهنهما معا؛ نظراتها الحازمة فكت قيد سحر وهمي لا يفهم هل أُصيب به أم يتوهم فألزمته بكسر نظراته عنها؛ تنحنح بحرج و اقترب قليلا من باب الشقة ينادي بصوت متزن رغم ما تبعثر داخله و لا يعرف مداه.. (أيمن؛ هناك من ينادي عليك) تراجعت فيروز قليلا في وقفتها ترمش بعينيها بتعجب؛ المفاجأة بكون هذا الشاب ليس أيمن اخرستها و جعلتها تبحلق في وجهه للحظات دون أن تحيد بنظرها عنه؛ زمت شفتيها و زاد جمود نظراتها و هي تتمتم " من هذا؟!! " بداخل شقة عبد القادر.. خرج أيمن من المطبخ يحمل حقيبة السوق الصغيرة لأمه و يميل على هناء هامسا بشيء فتهز رأسها تفهما و تسرع للمطبخ؛ سمع نداء كمال فترك الحقيبة جوار نادية القريبة من الباب و خرج متسائلا بحاجبين معقودين.. (من؟!) اشار كمال برأسه للأعلى فنظر أيمن حيث يشير ليجد فيروز تقف بجانب جسدها فتقدم منها متسائلا باهتمام.. (فيروز ماذا هناك؟) مدت له يدها بالهاتف تقول بهدوء.. (هناك مكالمة مهمة لهناء؛ اعطها إياه من فضلك) ارتقى أيمن درجات السلم يأخذ منها الهاتف و ينادي بعفوية على هناء التي اخبرته قبل قليل أنها لا تجد هاتفها و لا تذكر أين وضعته.. (هناء هاتفك كان بالأعلى فيروز أحضرته) كادت فيروز أن تعود لشقة والدها لكن صوت جليلة اللاهث أوقفها.. (فيروز حبيبتي) التفتت فيروز فوجدت جليلة عند الباب تنتظرها فاضطرت أن تنزل إليها فيتأهب كمال دونما سبب حينما جاورته في الوقوف.. (مرحبا خالتي كيف حالك؟) صوتها الهادئ و وقفته المستقيمة يلائمان ملامحها لكنهما ينافيان تلك النظرة التي رآها في عينيها! (لماذا لم تنزلي مع هناء و الله الجلسة كانت تنقصك) عتابتها جليلة بعفوية فابتسمت فيروز بهدوء و تردف.. (كنت أساعد أمي خالتي؛ هناء تسد مكاني) خرجت هناء ببسمة محبة تناظر أختها و تردف بحمد.. (الحمد لله أنك وجدته فيروز كنت أحمل هم البحث عنه) منحه أيمن لها ففتحته تقلب به و تسأل.. (من هاتفني؟) (لأجل فستان العرس هاتفوكِ) برصانة اردفت فيروز فهزت هناء رأسها تفهما و دلفت تعيد الاتصال بصاحبة معرض الفساتين؛ لحقتها جليلة بعدما مالت على نادية تسألها باهتمام.. (هل تحبان البقلاوة؟) ورغم تعجب نادية من السؤال إلا أنها اومأت بنعم صامتة فربتت جليلة على وجنتها تهمس بمحبة.. (حسنا سأضع لكما منها ايضا) تركتها و اتجهت للمطبخ فنظرت نادية للحقيبة التي تجاورها و فهمت أن جليلة تشاركهما طعام الوليمة التي أعدتها لاستقبالهما؛ شعرت بالحرج و ودت لو تخبر كمال أن يعتذر عن قبولها لكن شعور الاهتمام من جليلة يدفئ قلبها حقا... بالخارج.. وقف أيمن قبالة كمال و فيروز الصامتان فيرى التململ في وقفتهما لذا تحدث يعرف كل منهما على الآخر.. (هذه فيروز شقيقة هناء التوأم يا كمال) كورت فيروز كفها تداريه خلف فستانها بصمت بينما اتسعت عينا كمال بشكل واضح فضحك أيمن يوضح بسلاسة.. (إنهما توأم غير متماثل) ابتلعت ريقها بضيق تعرف ماذا سيُقال بعد هذه الجملة.. (مختلفتان في الملامح و الطباع ايضا؛ فيروز أخذت العقل كله و تركت لي حرمي المصون دونه) ها قد قيلت و انتهى الأمر؛ فكت تكور يدها و عضت باطن خدها منتظرة طُرفة ظريفة من صاحب أيمن حيال اختلافها عن هناء "شكلا و طباعا" كما اعتادت أن تسمع.. (تشرفت بمعرفتك آنسة فيروز) بنظرة متملكة زمام الأمور رفعت فيروز عينيها له فاهتزت لوهلة حينما لمحت نظرة لم تصادفها من قبل؛ ماذا تسمى هذه النظرة يا ترى؟!..لكنها تحدثت برزانة (الشرف لي؛ شكرا لك) رد روتيني مهذب كان أكثر من كافيا من وجهة نظرها؛ استطرد أيمن بحيوية.. (هذا كمال صديقي و هذه أخته نادية) التفت ينظر لنادية ببسمة حانية فتختزل الخطوتين الفاصلتين بينهم و تخرج لتجاور أيمن قائلة بترحيب.. (مرحبا سعدت برؤيتك) تصافحتا و منحتها فيروز بسمة صغيرة بينما تردف بما قلَّ و دلَّ.. (أنا أيضا) بطرف عينه كان كمال يرصد أقل ما يصدر منها جواره بفضول ذكوري يراوده لمرته الأولى؛ مختلفة بالفعل عن أختها لكنها منفردة بشخصية ملفتة للنظر؛ أو ليكون أكثر دقة ملفتة لنظره هو... أنتهــــــــى الفصل قـــــــــ ممتعةـــــــراءة | |||||||||
|
|
26-12-21, 09:27 PM
| #482 | |||||||||
| عضو ذهبي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 54 ( الأعضاء 12 والزوار 42) ام زياد محمود, طيوبه2, سهى قيسيه, Msamo, شووك, جزيرة, سحاب الحربي, hadeer22, ايثو كردم, Maryam Tamim+, فديت الشامة, aklel | |||||||||
|
|
|
26-12-21, 10:00 PM
| #484 | ||||||||||
| عضو ذهبي
| اقتباس:
ممكن تكون مشكلة عندك فى النت الفصل ظاهر ياحبيبتى | ||||||||||
|
|
|
26-12-21, 10:01 PM
| #485 | |||||||||
| عضو ذهبي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 93 ( الأعضاء 22 والزوار 71) ام زياد محمود, فديت الشامة, اذكر الله يذكرك, umomar_77, سهام حسين, سهى قيسيه, منال ابراهيم غرة, دانه عبد, hadeer22, هبة طه, اميرة الحدائق, remokoko, mansou, ايمان عباس سعدة, جزيرة, احب القراءه, طيوبه2, شووك, Maryam Tamim+, سحاب الحربي, Msamo, ايثو كردم | |||||||||
|
|
|
26-12-21, 10:03 PM
| #486 | |||||||||
| عضو ذهبي
| احساس مختلف جدا بالراحة لنادية بعد عودة سندها الوحيد كمال دلوقتى عيلتها كلها وهى كمان بالنسبة ليه نفس الشئ ايمن كالعادة عسل وبيعمل روح مختلفة فى كل حاجه حواليه فيروز وغموضها وبداية نظرات صحيح فيها حذر بس فيه امل بينها وبين كمال حسن ونادية الحمد لله مش طايقين بعض خالص عايزين حد يفض الاشتباك دا هههههههههه تسلم ايدك يايويا | |||||||||
|
|
|
26-12-21, 10:04 PM
| #487 | |||||||||
| عضو ذهبي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 96 ( الأعضاء 24 والزوار 72) ام زياد محمود, منو6, ورد المدينه, جزيرة, سحاب الحربي, فديت الشامة, اذكر الله يذكرك, umomar_77, سهام حسين, سهى قيسيه, منال ابراهيم غرة, دانه عبد, hadeer22, هبة طه, اميرة الحدائق, remokoko, mansou, ايمان عباس سعدة, احب القراءه, طيوبه2, شووك, Maryam Tamim+, Msamo, ايثو كردم | |||||||||
|
|
|
26-12-21, 10:33 PM
| #488 | |||||||||
| عضو ذهبي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 109 ( الأعضاء 23 والزوار 86) ام زياد محمود, اميرة الحدائق, سحاب الحربي, نسائم ., سهام حسين, Shadwa.Dy, jehan, دينا هشام محمد, غمزة نظر, منو6, فديت الشامة, umomar_77, سهى قيسيه, منال ابراهيم غرة, hadeer22, هبة طه, remokoko, ايمان عباس سعدة, احب القراءه, طيوبه2, شووك, Maryam Tamim+, Msamo | |||||||||
|
|
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
684Likes
العرض العادي
