آخر 10 مشاركات
604 -الحب أولاً وأخيراً - ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          إغواء البريئة (67) للكاتبة: جيني لوكاس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          عروس من الخيال (75) للكاتبة: آنا ديبالو (الجزء 2 من سلسلة عرسان أرستقراطيين) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عذراء فالينتي (135) للكاتبة:Maisey Yates(الجزء 3 سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          العاطفة الانتقامية (19) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          264 - جزيرة مادرونا - اليرابيت غراهام - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          الملاك والوحش الايطالي (6) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عرض مغرى (148) للكاتبة Michelle Conder .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وَرِيث موريتي(102) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء1 من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1025Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-10-22, 06:46 PM   #1

Mamdouh El Sayed

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Mamdouh El Sayed

? العضوٌ??? » 461172
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 374
?  نُقآطِيْ » Mamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond repute
افتراضي مــا بين الواقــــــع والأحــــــلام (2) .. سلسلة الأحــــــلام*مكتملة*


ما بين الواقع والأحلام

مقدمـــــــــــــــــــــ ـــــــة

الحياة تتغير فى لحظة .. فقط هى لحظة .. لكنها كفيلة ان تأتى بك أرضا فى عز علو شأنك .. أو فى عز جبروتك !! الحياة كل يوم تعلن لذوى البصيرة انه ليس فيها ضمان سوى الله تعالى .. لا فهمك ولا مركزك ولا قوتك ولا فهلوتك ولا أموالك سوف تنفعك أمام لحظة من تلك اللحظات التى تتغير وتتبدل فيها الحياة .. !! ليتحقق قول الله تعالى .. "وتلك الأيام نداولها بين الناس" ..

فى مرحلة الطفولة والشباب تكون احلامنا مجرد أحلام يشكل وجدانها رغباتنا .. ولكنها تعكس جزءا من شخصياتنا .. وما أن نخطو خطوة نحو المسئولية .. إلا ونخوض اختبارات بين امواج الحياة المتلاطمة .. تتلاشى معها الأحلام رويدا رويدا ليحل محلها الواقع .. سواء كان واقعا جميلا أو مريرا ..

******************************

خاتمة الجزء الأول من الرواية ( أحـــــــــــــــــلام ) ...................

من كثرة ما رأت وما عايشت وما مر بها فى الحياة .. تعلمت أحلام بعد مرور السنوات أن لا تنتظر شيئا و لا تحزن على شيء و لا تحمل هم الغد أو تقتل نفسها كمدا من أجل شيء .. لأنه ببساطة شديدة لا أحد يعلم ما تحمله اليها اللحظة القادمة .. ولا متى هى اللحظة التى تغير حياتنا من شأن لآخر .. فأراحت بالها وقلبها ورمت كل الهموم والأفكار والقلق وراء ظهرها وتركت كل امورها لله .. إلا أمرا واحدا ظلت تعانى من عدم قدرتها على ان تتجاهله أو تسقطه من حساباتها .. فالحسابات من شأن العقل أما الأمور التى تتعلق بالقلب .. فليس على القلب سلطان سوى الله تعالى .. ولم يأذن الله الى الآن ان ينتهى حب أحمد من قلبها ..

ابتسمت يوما بعد عشر سنوات وهى تزفر دمعتين حين تذكرت ذلك اليوم المشئوم .. بل تلك اللحظة التى غيرت حياتها وحياة أسرتها تماما .. بل حياة الكثيرين ممن تعرفهم ..

ففى الثالثة عصرا يوم الثانى عشر من شهر أكتوبر سنة 1992 .. كانت لحظة من تلك اللحظات التى تكلمنا عنها فى السطور السابقة .. عندما ضرب ذلك الزلزال الشهير مدن مصر وأحدث خسائر عظيمة فى المبانى القديمة وحتى الجديدة ضعيفة الاساس والبنيان .. فأخذ ما أخذ وترك ما ترك .. ومن جملة ما ترك أحزان ومآسى للعديد من الأفراد والأسر .. ومنها أسرة ابراهيم الشرقاوى .. الذى لم يتحمل سماع خبر انهيار محله و ضياع ثروته فى غمضة عين .. انهار ذلك الصرح الكبير لبيع مستلزمات المنازل على من وما فيه .. انهار ذلك الصرح الذى كافح طوال حياته ومنذ نعومة أظافره حتى يصل به الى ما وصل الى شهرة ومكانة فى جميع انحاء البلد .. فالمبنى الذى كان مكونا من ثلاثة أدوار كان لفيلا قديمة ضعيفة الأساس بعد ان ارتفع ابراهيم بأدوارها دورين اضافيين .. ومع قوة الزلزال انهار المبنى بالكامل على من ما فيه من بضائع و من زبائن وعمال كانوا موجودين بداخله وقت الزلزال .. نجا معظمهم وأصيب ومات القليل .. وانهار ايضا على مخزن كبير ببدروم المبنى .. وهو مخزن قد خصص ابراهيم حجرة سرية .. خبأ بها ثروته دون علم أحد .. و قد احترقت تلك الحجرة بثروة عائلة الشرقاوى مع احتراق المخزن إثر انفجار بعض أنابيب الغاز التى كانوا يحتفظون بها بالمخزن والتى كانت تستخدم بكافيتريا المحل المخصصة لخدمة العاملين والزبائن ..
لم يكن هناك أحدا يعلم بأمر الثروة وتلك الحجرة السرية سوى ابراهيم الذى ترك وصية لدى الاستاذ نبيل المحامى يخبر فيها بمكان الثروة وطريقة تقسيمها .. ولكن الحجرة قد احترقت بالكامل مع انهيار المبنى والمخزن .. ضاعت ثروت العائلة .. و كانت تلك أكبر أخطاء ابراهيم الذى كان يرفض التعامل مع البنوك طوال حياته ..

ولكن كثيرا ما يكون القدر رحيما عند المصائب .. فدائما ما كان يدعو ابراهيم ويطلب من الله اللطف فيما جرت به المقادير .. و لحسن الحظ لم يكن ابراهيم و لا أى من ابنائه داخل المبنى وقت العصر حيث انهم تعودوا ان يعودوا للبيت لتناول الغداء سويا قبل حدوث الزلزال بدقائق معدودة .. ولكن لقى سالم أخو عفاف وشعبان صديقه حتفهم تحت انقاض المبنى مع آخرين .. وأصيب أنور اصابة بالغة دخل بسببها فى غيبوبة لعدة اسابيع .. وربما كان هذا من حسن حظه وقد ساهم كثيرا فى علاجة من الادمان ..

و لإن ان المصائب لا تأتى فرادا .. لم يقتصر الأمر على ضياع المحل بما فيه .. بل أيضا تصدعت العمارة التى كان يسكنها فى ذلك الوقت حسن وزوجته وأيضا عاصم وزوجته .. تلك العمارة التى قد بناها ابراهيم لأولاده فى أرقى أحياء اسكندرية .. تصعدت وصدر لها قرار تنكيس .. بعد ان اكتشفوا من المعاينة والاختبارات الهندسية ان المقاول الذى بناها قد غش فى كميات المون وحديد التسليح .. وكان هذا خطءا آخر من اخطاء ابراهيم الذى لم يستعين بمهندس استشارى يشرف على تصميم وتنفيذ البناء .. فأصبح من المقرر لها ان تزال حفاظا على الأرواح ..

لم يتحمل ابراهيم الشرقاوى ذلك الخبر وهو يرى كل تعب السنين منذ طفولته البائسة ينهار فى لحظة .. تم نقله الى المشفى بعد ان اصيب بذبحة صدرية حيث وافته المنية بعد وصوله للمشفى بدقائق .. وتحول حال الأسرة من حال الى حال فى يوم واحد ..

كانت أحلام هى أكثر من عانى من وفاة ابيها .. فقد اكتشفت حينها كم كانت متعلقة به .. كم كان حنونا عليها .. لم يجبرها يوما على شيء و لم ينهرها يوما أو يعنفها على شيئ فعلته او لم تفعله .. ولم يرفض لها طلبا .. كان يعطيها الحرية فى الأختيار .. ينصح ولا يتدخل فى اختياراتها .. كان ينظر اليها دائما وهو مبتسم .. لم يكن يجلس معها او يتحدث اليها كثيرا بحكم انشغاله فى عمله ليل نهار .. ولكنه عندما كانت تواتيه الفرصة ليتكلم معها فى أمر ما سواء فى وجود أحد او لحالهما .. يستمع اليها جيدا ويحترم رأيها ويحنو عليها ويدللها بأجمل الكلمات كما لو كانت لا تزال طفلته الصغيرة المدللة .. لذا شعرت احلام بموته انها افتقدت لسندها الوحيد فى الحياة .. ولم لا .. أليس من حقها ان يكون لها سند مثلما كانت ولازالت هى سندا وبلسما للجميع ..
************************************

ما بين الواقــــــــــــع و الأحــــــــــــــــــــل ام

الفصـــــل الأول


أحداث ما قبل وقوع الزلزال ..

مرت الأيام .. مرت رتيبة على الجميع بنفس احداثها .........

دخلت احلام فى نوبة من شبه الاكتئاب بسبب آخر لقاء بينها وبين أحمد .. و حظها العسر فى الزواج .. و أمها التى لا تتراجع ابدا عن طبعها السيء فى تقريعها لأسباب يعلمها الجميع .. فلا يمر عليهما يوما الا و تلومها فيه على انها لم تتزوج الى الآن .. وكأن الأمر بيدها .. كان يمر عليها اليوم كأنه عام كامل .. لذا .. كانت تهرب ممن حولها .. ومن الكلام مع أى من اسرتها .. لتلقى بكل هموما فى دراستها .. مرت عليها الأيام رتيبة مملة .. لم يكن شيئا يسعدها .. حتى القراءة أو الحديث مع أى من اخوتها لم يعد له نفس الطعم والشغف فى معرفة الأحداث أو الاستماع الى حدث او قصة جديدة أو الاطلاع على احوال ومشاكل الغير والمساعدة فى حلها .. حتى اخيها على الذى كان يجلس معها كثيرا فى تلك الأيام يحدثها عن علاقته الجديدة بتلك الفتاة التى تعرف عليها .. لم تكن تستمع اليه بحماسها المعتاد .. بل كانت فى كل مرة تنهى الحديث بينهما بنصيحة مقتضبة فى ان يبتعد عن تلك الفتاة .. فهى تراها غير مناسبة له بالمرة .. وبات هدفها فى التعليم والحصول على شهادة جامعية قد فتر وخبا .. ولم يعد بنفس الحماس .. ولكنها كانت لا تزال تسير نحو هدفها كآلة تم برمجتها على فعل ما تفعل .. لم تعد تسعى لهذا الهدف بنفس الحماس الذى كان قبل ان يتبدل حالها وحال اسرتها .. ومن جهة أخرى انشغل كل من حولها بحياته ومشاكلها .. فكريم قد استقرت حياته عند عتبة ديما واسرتها ولم يلاحظ انه كان يبتعد رويدا رويدا عن أحلام وعالمها الذى كثيرا ما كان يجمعهما سويا .. فكل حكاياته أصبح يلقيها فى جعبة ديما أو امها صوفيا .. وأحيانا مع جمال خال ديما أو سعيد .. صديق طفولته .. فربما كان يفعل ذلك عن عمد حتى يبتعد عن جو البيت المزدحم المشحون بمشاكل الضيق الذى بدأ يعيشه الجميع بعد ان انتهت حياة الرغد التى كان ينعم بها الجميع ..

ولكن لكل سلبية فى الحياة .. أو كل طريق نشعر بظلمة الرتابة واليأس فيه .. ربما يجد المرء فيه بصيص من الأمل يبدو بعيدا .. بعيدا جدا .. لكنه لا يزال مرئيا .. نستطيع ان نميز انه نور يبدوا بعيدا .. فحالة الكآبة التى فرضتها الظروف على قلب أحلام جعلتها تدون آلامها .. تكتبها كى تراها الى جانب احساسها بها .. فكتبت وترجمت كل شعورها فى ذلك الوقت حتى اصبحت سطورا تتحدث .. تقول من هى أحلام .. وما هى تجربتها فى الحياة .. ثم انتقلت من كتابة مشاعرها ومعاناتها التى كانت تهذى بها بعشوائية فوق الورق الى مذكرات وخواطر .. فأدركت مع الوقت موهبة جديدة تولد من بين افكارها وخواطرها والرصيد الكبير لها فى عالم القراءة .. فأحبت الكتابة كعشقها للقراءة .. وتركت لنفسها العنان لتتخيل مواقف أو تتذكر أخرى مضت فى حياتها أو فى احلام يقظتها .. ثم تبدأ فى كتابة وسرد الفكرة أو الخاطر والحادث بأسلوب أدبى كان وليد موهبتها الفطرية وكثرة قراءتها للعديد من الكتب والروايات .. فأصبحت تقضى وقتا طويلا فى الكتابة بجانب القراءة .. وأصبحت تلك سلوتها الجديدة .. ومواستها التى تغنيها عن البشر من حولها .. و فى كل مرة كتبت فيها سطورا ولو قليلة .. كان ينتهى ضيقها و اكتئابها مع آخر جملة او كلمة تكتبها .. فتنسى همومها بين طيات السطور التى تدونها فتحولت خواطرها مع الوقت لقصص قصيرة .. واحيانا روايات رائعة .. لم تكن تجرؤ على ان يشاهدها او يعلم بها أحد .. لأنها لم تكن لتصدق انها أصبحت أديبة ذات موهبة .. ربما لأن عقدة عدم حصولها على شهادة لا يزال يحول دون ان تصدق انها بالفعل تتمتع بموهبة أدبية فذة .. تنتظر من يصقلها بنشر ما تكتب .. فتكتسب الثقة فى نفسها بعد ان تعلم رأى الآخر فيما تكتب .. ثم تنطلق لعالم الأدب الرائع ..

عشقت أحلام الوحدة ومرادفها المتمثل فى الحزن .. وعشقت الغوص فى بحر ذكرياتها تارة .. وفى بحر أحلام اليقظة تارة أخرى .. فتحلم بالمستقبل مرة والذى لا يخلو من فارس الأحلام .. تطرده من خيالها بشدة وصعوبة فى كل مرة .. بعد ان لا تسستطيع ان تتخيل فارسا سواه .. وتحلم مرة أخرى بمستقبلها العملى .. وترى نفسها فيه طبيبة ناجحة وأديبة يشار لها بالبنان .. فهل يتحقق لها أى من تلك الأحلام ..؟!!

-------------------------------------------------------------------

استيقظت أحلام يوما على صوت جلبة فى الشارع .. فتحت نافذتها تتحرى سبب تلك الجلبة .. فرأت سيارة نقل تقف أمام بيت أحمد و عمال يروحون ويجيئون بأثاث يبدو قديما .. ثم رأت أم أحمد تنادى من نافذة شقتها على احد العمال الذى كان يحمل مرآة وهى تحذره : خلى بالك يابنى من المراية .. أوعى تكسرها يا حبيبى ..
ثم لاحظت أحمد يأتى من خلف أمه وهو يقول بصوت بالكاد يصلها : انا مش عارف ايه تصميمك ده يا أمى على اننا ناخد العفش القديم ده .. ما قلتلك الشقة الجديدة فيها عفش جديد وكل اللى ممكن تحتاجيه ..
ردت أم أحمد بصوت مرتفع : بقولك ايه يا سيادة القاضى .. لو حتفضل تتكلم معايا بالشكل ده طلع العفش وسيبنى هنا .. أنا لا عايزة شقق جديدة ولا عفش جديد .. وكفاية انى وافقت انى اسيب الشقة اللى اتجوزت فيها و الشارع اللى عشت فيه طول عمرى مع جيرانى وحبايبى.. ثم أخذت تجهش فى البكاء وهى تكمل : وبعدين أنا مش ممكن يجيلى نوم الا على سريرى ده وأوضة نومى .. ثم التفتت الى العمال مرة اخرى وصاحت .. بالراحة يابنى على السراحة وخلى بالك على مرايتها ..

شعرت أحلام بوخزة مؤلمة حين علمت ان أحمد سيغادر الى بيت آخر .. أيقنت ان هذه هى آخر مرة تراه فيها .. أدركت فى لحظة فقدانه تلك انها لا تزال تحبه .. بل تحبه بجنون .. هى فقط غاضبة مما فعل .. ادركت حينها انها تستطيع ان تسامحه .. نعم سوف تسامحه .. هكذا حدثتها نفسا .. ولكنها ما أن جاءت عينيها بعينيه وهو يتحدث مع أمه الا ووجدت عفاف تغطى على صورته امامها .. فإبتعدت بعينيها عنه .. يالا حظها العسر .. الى متى ستظل عفاف حائلا بينهما .. الى متى لن تستطيع اأن تتبادل معه النظرات .. فربما يعلم ان حبه لا يزال فى قلبها .. أو ربما يستطيعا سويا ان يتجاوزا تلك المحنة ..

وقف أحمد ينظر إليها طويلا .. فربما عادت تنظر اليه مرة أخرى فتقرأ ما بعينيه من حب وشوق إليها .. ولكنها لم تستطيع .. ولم ينتبه الا على صوت امه تنادى على العمال من جديد .. فقال لها : خلاص يا أمى .. ادخلى انتى ارتاحى وأنا حنزل للعمال اتأكد انهم رصوا العفش ومفيش حاجة اتكسرت ..
ردت امه وهى تجلس على احد المقاعد المتبقية بالشقة : حاضر يا حبيبى .. ربنا يسعدك ويرضى عنك ..

مرت الساعات وغادر أحمد وأمه الحى بأكمله .. وقد شغلت أحلام نفسها بأعمال البيت .. وكلما تركها من حولها ولاذت بالوحدة بكت .. بكت بحرقة من شوقها الى حبيب عمرها .. أحمد ..
عادت إيمان من مدرستها .. لم تكن على عادتها بالكلمات والهرج الذى اعتادت ان تفعله عند عودتها من المدرسة وهى تنادى على أمها وأحلام بمرح وصوت مرتفع يسمعه جميع من بالبيت : أنا رجعت .. فين الغدا .. أنا وراية مذاكرة كتير النهاردة .. ياللا يا عالم غدونى .. دى ثانوية عامة مش لعبة ..

لاحظت زينب دخولها اليوم شاحبة صامتة على غير العادة فقالت بسخرية : خير اللهم اجعله خير .. فين الجلبة بتاعة كل يوم .. ربنا ما يقطعلك عادة يا ست إيمان ..
ردت إيمان : هه .. بتقولى حاجة يا أمى ..
زينب : مالك يا بنت .. انتى عيانة ولا حاجة ..
ايمان : لا يا أمى .. أنا كويسة .. بس تعبانة شوية .. الظاهر ان دورتى قربت ..
زينب : آه .. قولى كده .. قطيعة تقطع الدورة وسنينها .. ثم ضحكت وهى تشهق .. فعادت تقول : لا يا ختى .. بعد الشر ان دورتك تنقطع .. وتفضل تجيلك كده لغاية ما تملى علي البيت ولاد وتعجزى وتبقى كركوبة ..
لم تهتم ايمان لكلام أمها فقالت باقتضاب : أمال فين أحلام ..
زينب : فى المطبخ .. من الصبح حابسة نفسها .. وبوزها اربعة وعشرين قيراط .. حتى معملتليش القهوة لغاية دلوقتى ..
ايمان : ليه .. هو فيه حد زعلها ..
زينب : ولا حد زعلها ولا جه جنبها .. هى اللى صحيت على عزال المحروس أحمد وأمه .. والظاهر ان ده اللى قلب عليها المواجع ..
ايمان : والنبى يا أمى بلاش تتكلمى معاها فى المواضيع دى ..
زينب : مواضيع ايه يا بنت اللى تقصديها ..
ايمان : مواضيع الجواز .. كفاية عليها اللى هى فيه ..
زينب : ولما هى ريداهأو بالشكل ده .. كانت ليه بترفضه .. هو احيه منه وعينى فيه ..
ايمان : أهو ده بالظبط الكلام اللى اقصده .. يا أمى أحلام بتحب أحمد .. بتحبه أوى كمان .. بس حكايته مع عفاف الله يرحمها هى السبب فى انها ترفضه ..
زينب : يادى عفاف اللى طلعتلنا فى البخت .. بقى علشان واحدة فلتانة زى عفاف متسواش تعريفة فى سوق البنات ترفض عريس قيمة زسيما زى الدلعدى أحمد .. ده حيبقى قاضى فى يوم من الأيام .. قالت جملتها ثم شهقت وهى تقول : تعالى هنا يابنت .. وانتى ان شاء الله عرفتى الكلام ده منين يا مقصوفة الرقبة ..
ايمان : يا أمى أنا مبقتش صغيرة .. أنا فى ثانوية عامة .. وبعدين أنا بسمع وبشوف .. وبفهم بالاشارة كمان .. وحكاية احمد وعفاف عارفاها من زمان ..
زينب : شوفى ياختى البنت وردودها .. والله وطلعلك لسان يا ايمان ..
ايمان : بقولك ايه يا حبيبتى .. أنا داخلة اطمن على احلام ..
زينب وهى تشيح بذراعها : اجرى يا ختى .. اجرى ادخليلها واقعدوا اتودودوا وسيبونى هنا لوحدى زى قرد قطع ..
ضحكت ايمان وهى تحتضن أمها وتمزح معها قائلة : قرد ده ايه بعد الشر عنك يا جميل .. ده انتى ولا أجمل غزال شارد ..

ضربتها زينب بلطف على مؤخرتها وهى تقول : أيوة يا بنت يا بلافة .. كلى بعقلى حلاوة كلى ..
دخلت ايمان المطبخ وهى تنظر الى أحلام التى اعطتها ظهرها على الفور حتى لا ترى دموعها التى تنساب على خديها ..

سكتت ايمان التى جلست على احدى مقاعد طاولة المطبخ ووضعت شنطتها على الطاولة أمامها .. حتى سمعت احلام تحدثها : فيه ايه يا ايمان .. مش تدخلى تغيرى هدومك .. أنا خلاص قربت اخلص الغدا ..

لم تسمع احلام ردا من ايمان ولا تحركت كما طلبت منها .. مسحت احلام دموعها قبل ان تستدير و تنظر اليها بعيونها الحمراء من البكاء .. ثم قالت : انتى ايه اللى جايبك من المدرس على المطبخ كده على طول .. وليه قاعدة تبصيلى كده ..؟
لم تتكلم ايمان .. ولكنها فتحت شنطتها وأخرجت منها ببطأ ظرفا زهرى اللون ومدت يدها به الى احلام بتردد ..
نظرت احلام الى الظرف بتعجب وهى تقول : ايه الظرف ده ..؟
تلعثمت ايمان وهى تقول : ده من أحمد ..

ارتعشت احلام عند سماع اسم أحمد ومدت يدها تلتقط الظرف فى صمت عندما بادرت ايمان تقول : أحمد قابلنى عند المدرسة الصبح وعطانى الظرف ده .. وطلب منى انى اديهولك من غير ما حد يعرف ..

نظرت احلام الى الظرف طويلا ثم وضعته فى جيب الرداء الذى ترتديه .. وعادت الى عملها بالمطبخ وهى تقول لايمان : طيب .. روحى انتى غيرى هدومك وأنا حجهز الغدا ..

خرجت ايمان الى حجرتها وتركت أحلام لظنونها واحزانها .. لا تعلم ما يحمل لها هذا الخطاب .. ولا ما يخبأه لها قدرها بعد ان تقرأ كلمات هذا الخطاب ..

دخلت احلام لحجرتها بعد ان جهزت طاولة الطعام للجميع .. وما كادت ان تضع يدها فى جيب الرداء لتخرج الخطاب كى تقرأه الا وسمعت صوت امها يجلجل بالخارج تناديها : يا أحلام .. انتى يا بنت يا أحلام .. انتى مش حتتغدى ولا ايه .. ؟

تأففت احلام وهى تضع الخطاب مرة اخرى فى جيب الرداء .. ثم خرجت وجلست على طاولة الطعام فى صمت ..

لاحظ ابراهيم آثار البكاء و الحزن الواضح على وجه أحلام فبادر يسألها : مالك يا أحلام يا بنتى .. وشك أحمر كده ليه ..فيه حد مزعلك يا حبيبة أبوكى ..
ردت احلام وهى تحاول جاهدة ان ترسم ابتسامة ولو بسيطة على شفتيها : لا يا بابا .. أنا كويسة .. بس الجو فى المطبخ النهاردة كان حر أوى ..

لم يقتنع ابراهيم برد أحلام .. ولكنه آثر ان لا يضغط عليها .. فهو مدرك مدى ما تمر به من آلام نفسية بسبب تأخر زواجها .. أو بالأحرى بسبب حظها العسر وأمها التى لا تكل ولا تمل من ان تشعرها بفداحة ما ينقصها .. ألا وهو العريس ..
تكلم عاصم فقال : عرفتم ان احمد اللى ساكن قصادنا عزل من هنا النهاردة ..
فردت عليه زينب وهى توجه كلامها لأحلام : طبعا يحقله .. مش بقى وكيل نيابة وبكرة يبقى قاضى أد الدنيا .. يا بخت اللى حيكون من نصيبها .. حتقع واقفة .. مش زى ناس ملهمش فى الطيب نصيب ..

لم تتحمل أحلام كلمات أمها .. خصوصا ان جميع من على الطاولة يعلم انها رفضت أحمد .. بل جميعهم يعلم انها تكن له مشاعر خاصة .. فقامت من مكانها وتركت الطاولة وهى تقول : أنا شبعت .. الحمد لله .. ثم اسرعت الى حجرتها ..

تدخل ابراهيم ينهر زينب : بقولكم ايه .. ملناش دخل باللى يقعد ولا يعزل .. وانتى يازينب بطلى طريقتك دى .. كفاية تسميم فى جتة المسكينة دى .. عاجبك كده .. أهى سابتلك السفرة وقامت من غير ما تكمل غداها .. وهى اللى واقفة على رجليها طول اليوم تعمل لنا الأكل ..
زينب : وهو أنا يعنى قلت ايه .. ما كل الى قلته حقيقة ..
قام ابراهيم هو الآخر من مقعده وهو ينظر الى زوجته شذرا وهو يقول : أنا كمان سايبهالك .. انا عمرى ما شفت أم بالقساوة دى على بنتها .. روحى يا شيخة منك لله ..

دخل ابراهيم الى حجرة احلام .. فى حين تسمرت زينب فى مكانها .. لا تصدق ما قاله لها ابراهيم .. فتلك أول مرة يتحدث اليها بهذه الطريقة .. خصوصا أما ابناءها جميعا .. تساءلت وهى تشتم رائحة تغيير فى طريقة ابراهيم معها .. ترى ماذا حدث ..؟!!!!

دخل ابراهيم الى غرفة احلام بعد ان سمحت له بالدخول .. ومن أول نظرة علم انها كانت تبكى .. فإقترب منها وضمها الى صده وهو يقول : متزعليش .. حقك علي .. ما انتى عارفة أمك .. ولا ده جديد عليكى ..
لم تتحمل أحلام وانفجرت فى البكاء .. ربت ابيها على ظهرها وهو يضمها اليه بشدة ويقول : الله.. الله .. مالك يا بنتى .. فيكى ايه ..
ازداد نحيب احلام وهى تقول بصوت متحشرج : تعبانة .. تعبانة أوى يا بابا ..
ابراهيم : سلامتك من التعب يا نور عين أبوكى .. تعالى يا حبيبتى .. اقعدى واحكيلى ايه اللى تاعبك بالشكل ده ..

ابعدها ابراهيم برفق عن حضنه ينظر اليها ويحثها ان تفضى اليه بأسباب آلامها وهو يقول : أنا عارف انك مكسوفة تقوليلى عن اللى تاعبك .. بس أنا أبوكى يا نور عينى .. ومفيش حد على وش الأرض حيهمه راحتك أدى .. تعالى يا حبيبتى واقعدى احكيلى ايه اللى تاعبك .. وأنا أوعدك انى أريحك ولو كلفنى عمرى .. تعالى يا حبيبة أبوكى ..

جلس ابراهيم على طرف سريرها وأجلسها أمامه وأخذ يمسح دموعها بيده وهو يحثها بنظراته ان تتكلم وتفضى اليه بما يؤلمها .. فقالت بتردد : مش عارفة اقولك ايه .. بس أنا حاسة ان حظى سيء .. سكتت للحظات ثم عادت تقول : ليه كل البنات بتتخطب وتتجوز .. وأنا قاعدة لغاية دلوقتى من غير جواز .. صحيح اتقدملى شباب .. لكن كل واحد فيهم كان فيه عيب يخلينى أرفض .. والنتيجة انى قربت من التلاتين وقاعدة من غير جواز .. اأنا لو علي فالموضوع مش فارق معايا .. المهم عندى انى اكمل تعليمى .. وييجى الجواز أو ما يجيش .. كل شيء نصيب .. أنا اللى تاعبننى ومنكد علي عيشتى هو كلام أمى من وقت للتانى .. ساعات بديها عذرها .. أكيد هى زى كل الأمهات نفسها تشوف بنتها عروسة وتشيل عيالها .. لكن مش بالشكل ده .. ليل نهار تسمم جتتى انى لسه متخطبتش لغاية دلوقتى .. يعنى اروح اتخطب لأى حد والسلام .. كنت اتخطب لجمال أخو يسرا تاجر المخدرات واللى كان السبب فى ادمان أنور ابن عمتى .. ولولا ستر ربنا كان حصله حسن أخويا .. ولا لآسر الظابط اللى كان شايفنا أقل من أهله وعايز يتجوزنى فى السر .. ولا لأشرف أخو أنور اللى من عمرى وكل اللى بحسه ناحيته زى اللى بحسه ناحية اخ من اخواتى وكنت خطيبة اخوه فى يوم من الأيام واللى فى ظروفه دى ممكن يتقهر لو اتخطبت لأخوه .. وفوق كده عايزنى أسافر معاه واتغرب ..

سكتت أحلام ودموعها لازالت تنساب على خديها .. وسكت معها ابراهيم طويلا .. حتى ساد الصمت بينهما .. الى ان تكلم ابراهيم يقول : كل ده محدش يقدر يلومك أو يعاتبك فيه .. انتى وقت ما رفضتى الشباب دول اتصرفتى صح .. بس مش هو ده اللى تاعبك .. ولا حتى تصرفات وكلام أمك معاكى .. وعلشان اريحك أنا حجيبلك من الآخر .. انتى اللى تاعبك الأسم الرابع اللى مجبتيش سيرته .. مع انه الوحيد اللى بيهمك من كل الأسماء اللى قولتيها .. واللى تاعبك اكتر انه مشى من الحتة ..

تفاجأت احلام ورتبكت بشدة وهى تقول : أنا ...... .. فقاطعها ابراهيم يمازحها و هو يقول : لا .. بقولك ايه ما احنا برضه كنا شباب زيكم .. ومرينا بالحاجات دى .. ونقدر نميز برضه مين اللى بنعزه ويصعب علينا فراقه .. حتى ولو كنتى زعلانة منه .. وبعدين علشان ما تستغربيش ازاى عرفت انه له معزة فى قلبك .. أنا برضه يا ستى عندى مصادرى اللى اعرف منها بنتى الحلوة بتحب مين وبتكره مين .. أمال .. مش لازم اطمن على ولادى .. ولا ايه ..؟

انفرجت اسارير أحلام قليلا وكأنها توافق ابيها على ما يقول .. فعاد ابراهيم يقول : شوفى يا حبيبة أبوكى .. أنا مش حقولك ان احمد ما غلطش .. لا .. هو غلط .. وغلطته كانت كبيرة .. بس مين فينا ما بيغلطش .. وبعدين انتى ليه بتحمليه هو لوحده المسئولية .. ما هى كمان الله يرحمها ويسامحها كانت غلطانه .. وغلطها أكبر من غلطه كمان .. وما تنسيش انها ارتكبت نفس الغلط مع أخوكى كمان .. يابنتى البنت هى اللى فى اديها كل شيء .. المفروض انها ما تسمحش ان أى شاب يختلى بيها .. لأن معظم الشباب بيكون ضعيف .. وضعيف جدا قدام غريزته ..

سكت ابراهيم قليلا والأسى واضح على ملامحه فقد تذكر نفسه فى شبابه واخطائه مع زينب وهما صغار .. عندما كانت تطارده وتشاغله فكان يقع معها فى الخطا .. كانا يتمتعان بلمسات واحضان وقبلات مسروقه .. ولكن زاد حزنه وبدا واضحا على وجهه عندما تذكر اكرام .. وكيف وقع فى شباكها .. وما هو عذره اليوم بعد ان مرت عليه السنون وأصبح رجلا كبير وقد غادر الأربعون بسنوات .. ولكنه تجاوز تلك الذكرى أو ذاك و عاد يقول : أنا يا بنتى مش عايز اجيب سيرة واحدة هى دلوقتى بين ايدين ربنا سبحانه وتعالى .. بس اللى عايز افهمهولك ان احمد شاب زى كل الشباب .. بييجى عليه وقت يضعف قدام غريزته ورغباته .. ولو لقى اللى يطاوعه ويحققله الراحة اللى محتاجها .. أكيد بيكون صعب عليه انه يتراجع عن الغلط .. علشان كده بقولك .. انسى اللى حصل بينه وبين أى حد .. مش لازم فى حسابك له تكونى قاسية عليه وعلى نفسك بالشكل ده .. ربنا هو الوحيد العالم بعباده .. وهو الوحيد اللى له الحق يحاسبهم ويغفر لهم .. المهم انك تتأكدى انه بيحبك حب حقيقى ما يقدرش معاه يخونك بعد الجواز .. ولا يشوف أويتمنى واحدة تانية غيرك ..
هدأت احلام تماما بعد كلمات ابيها .. حتى قالت :يعنى حضرتك شايف انى اوافق عليه ..
ابراهيم وهو يربت على كف يدها القابع فوق السرير : مش أنا لوحدى اللى شايف كده.. قلبك كمان شايف ده أكتر منى ومن أى حد .. اديله فرصة وادى نفسك انتى كمان فرصة يا بنتى .. أقولك .. صلى صلاة استخارة واقبلى خطوبته وربنا يقدملكم اللى فيه الخير ..
خرج ابراهيم وترك أحلام لحالها .. فتذكرت خطاب أحمد .. فأخرجته من جيب رداءها بيد مرتعشة .. فتحت الخطاب .. و أخذت تقرأ :

****************

إلى من لم يحب قلبى سواها .. وأظنه لن يفعل أبدا .. إلى حلم الطفولة والصبا والشباب .. الى حلمى الأوحد .. إليك يا حلم العمر كله أكتب كلماتى ..

لقد مرت الأعوام وأنا يحذونى الأمل فى ان تسامحينى .. ولكنى لم أعد أحتمل ان تكونى قريبة منى كل هذا القرب ولا اتحدث اليك حتى ولو بالعيون .. لذا قررت ان اترك هذا القرب الذى يقتل كل أمل فى مجرد نظرة من عيونك .. سوف ابتعد يا حبة القلب .. فربما اجد بعض الراحة فى البعد .. وان كنت أعلم انه ليس لى راحة ما حييت من العمر فى القرب منك أو البعد عنك .. فما أصبح لى أمل فى الحياة إلا ان تغفرى لى ما تعاقبينى عليه .. وما فعلته إلا لضعف نفسى التى لم استطع كبح جماحها .. فأوردتى الى المهالك .. وما هلاكى الا بالبعد عنك .. كنت أحسب انك انت الوحيدة على القادرة على ان تشفينى من ضعف نفسى وتجعلينى أقوى حين تكونى لى .. ولكن خاب ظنى عندما أخرجتينى من جنة حبك ..

أحبك .. وسوف أظل أحبك ما حييت .. و إن تزوجت كل نساء العالم .. فلن يظل فى قلبى سواك ..


أحــــــمد ..........


****************



روابط الفصول

المقدمة والفصل 1 .. اعلاه
الفصل 2, 3 .. بالأسفل

الفصل 4, 5 نفس الصفحة
الفصل 6, 7 نفس الصفحة
الفصول 8, 9, 10 نفس الصفحة
الفصول 11, 12, 13 نفس الصفحة
الفصول 14, 15, 16 نفس الصفحة
الفصل 17
الفصول 18, 19, 20 نفس الصفحة
الفصل 21
الفصل 22
الفصل 23
الفصل 24
الفصل 25
الفصل26
الفصل27
الفصل28
الفصل29
الفصل30
الفصل 31
الفصل 32
الفصل 33
الفصل34
الفصل 35
الفصل 36
الفصل 37
الفصل 38
الفصل 39
الفصل الأخير

رابط التحميل
https://www.mediafire.com/file/qndwj...%2585.pdf/file









التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 12-10-23 الساعة 11:59 PM
Mamdouh El Sayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-22, 08:52 PM   #2

سناء يافي

? العضوٌ??? » 497803
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 447
?  نُقآطِيْ » سناء يافي is on a distinguished road
افتراضي مابين الواقع والاحلام

بداية موفقة انتظرنا الجزء الثاني وها نحن بدأنا نتمنى لك التوفيق متابعة معك والحمدالله عا السلامة وشكرا

سناء يافي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-22, 02:33 AM   #3

مصطفى محمد حمدان

? العضوٌ??? » 489399
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 266
?  نُقآطِيْ » مصطفى محمد حمدان is on a distinguished road
افتراضي

مبروك بداية الجزء الثانى

مصطفى محمد حمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-22, 10:48 AM   #4

هالة الذكرى
 
الصورة الرمزية هالة الذكرى

? العضوٌ??? » 439522
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » هالة الذكرى is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخيرا..
كنت بالإنتظار.
أحببت كثيرا علاقة أحلام بوالدها، أما أمها فللأسف لعبت دور الجارات الحاقدات بجدارة.
أظن أنه ليس من حق المجتمع الحكم على الفتاة هكذا
ماذا يريدون منها.. أن تعلق لافتة زوجوني رجاءا..
أم ترضى بزيجة غير مناسبة إطلاقا تجعلها تتمنى الموت من القهر.
الطعنة القاتلة تأتيك من مصدر الأمان.. لأنه مهما بلغت ثقتك بنفسك وإلقائك لنميمة المجتمع خلف ظهرك يساورك شعور الخذلان ممن يُفترض بأنهم يبغون مصلحتك.
ومن الحب ماقتل.
أتسائل كيف سترد أحلام يا ترى؟


هالة الذكرى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-22, 03:21 PM   #5

Mamdouh El Sayed

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Mamdouh El Sayed

? العضوٌ??? » 461172
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 374
?  نُقآطِيْ » Mamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هالة الذكرى مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخيرا..
كنت بالإنتظار.
أحببت كثيرا علاقة أحلام بوالدها، أما أمها فللأسف لعبت دور الجارات الحاقدات بجدارة.
أظن أنه ليس من حق المجتمع الحكم على الفتاة هكذا
ماذا يريدون منها.. أن تعلق لافتة زوجوني رجاءا..
أم ترضى بزيجة غير مناسبة إطلاقا تجعلها تتمنى الموت من القهر.
الطعنة القاتلة تأتيك من مصدر الأمان.. لأنه مهما بلغت ثقتك بنفسك وإلقائك لنميمة المجتمع خلف ظهرك يساورك شعور الخذلان ممن يُفترض بأنهم يبغون مصلحتك.
ومن الحب ماقتل.
أتسائل كيف سترد أحلام يا ترى؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

علاقة احلام بوالدها جعلها الله ليخفف عنها ما تلاقى من أمها .. وتلك رحمة من الله بها ان يجعل لها من يحنو ويعطف عليها ويتفهم موقفها .. فلولا سلوك والدها الرحيم معها لضاقت عليها الدنيا ولضعفت أمام ضغط المجتمع الغير منصف بالمرة لمن على شاكلة أحلام من الفتيات التى يتأخر زواجها ..
يحضرنى فى ذلك مثل كانت تقوله الجدات فى مثل حالة أحلام .. قاعدة الخزانة ولا جوازة الندامة .. هذا المثل حقيقة يعبر عن ما تلاقى الفتاة عندما تتزوج زيجة غير مناسبة .. فهى تجد الأمرين .. والأجدر والأحسن لها ان كانت تجلس فى بيت ابيها مصانة كما لو انها محفوظة فى خزينة لا يمسها سوء ..
عادة تأتى الطعنات والخذلان ممن هو قريب منك .. وكثيرا ما تأتيك ممن تقف معهم وتساعدهم وتثق فيهم .. وكأنها سنة فى الحياة .. مع ان المفروض ان يكون العكس هو الصحيح ..

دعى الفصول القادمة تجاوب عن تساؤلك الأخير ..


Mamdouh El Sayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-22, 01:21 AM   #6

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخيرات......
أهم خصائص الدنيا أنها و كل ما عليها فان، و بالتالي فلا ضمان لأي شيء منها، و كل ما تملكه اليوم، قد لا يكون له وجود غدا. و لا مسلمات فوق سطح الأرض، و رياح القدر تعصف بالأحوال كما لو كانت ورقة يابسة في مهب الريح.
لله مكاتيبه و أقداره التي لا رد لها، لكن ليس علينا أن نرجع كل شيء للمكتوب و نخلي مسؤولياتنا، فالإنسان وحده من يلام على أخطائه. إبراهيم كان رجلا بسيطا جدا و رغم طيبته، إلا انه كان يحمل بعضا من الرجعية في أفكاره فلا يتقبل ما هو جديد، فلم يخبئ ماله في البنوك و هي مؤسسات أكثر امانا، و لم يقم بتأمين ممتلكاته. حتى يرد عنه الضرر إذا حدث. و فوق كل هذا لم يستفد حقا مما يملكه طوال حياته! فظلوا بهيئة الفقر رغم غناهم. ليذهب كل شيء في غمضة عين، و لا أصعب من أن يرى مجهود السنين يدمر أمام عينيه فما تحمل العيش بعدها.
الزلازل تدمر و تأخذ معها الكثير، لكنها في المقابل تفتح الطريق أمام بناء أخر يكون أكثر متانة، بناءً نتجنب في أخطاء الماضي فيطول عمره أكثر.
نعود إلى ومضات الماضي التي كانت جزءا من هذا الحاضر الذي لم يستوي. نعود إلى أحلام و قد إبتعدت المسافة بينها و بين أحلامها حتى أضحت تغرق في لجة من الفراغ القاتل، فراغ مشحون بأتعس المشاعر، هو شعور أشبه بموت القلب حين يفقد قدرته على تذوق السعادة، فيضحى رفاثا تتحجر جنابته حتى يصير ثقلا كبيرا يجثم على الصدر و لا نستطيع التحرك به.
يحدث معنا أن نفقد الرغبة في كل شيء، فنصير أمواتا نمشي فوق الحياة كالغرباء. قال أحد الفلاسفة أن الحياة تتأرجح بين الألم و الضجر، لكنه لم يشرح وقت تقاطع هذا الخطين المريرين حين ينزلان على الرقبة المقصلة، فينهون كل شيء!
بعض الحب مرض. إن عشعش في قلب أذبله و أرهقه و في نفس الوقت لا سبيل لك في التخلص منه و قد أضحى من مادة الفؤاد و إنصهر في دمه.
احلام لا تستطيع الصفح كما لا تستطيع التخلي، و الإثنين سيفان من نار يختصمان في قلبها.
لكنني أرى في كلام أبيها وجهة سديدة و بعضا من الرأي الصحيح. فإن أرادت أن ترتاح فلتصفح، خلق الصفح لمصلحتنا قبل أن يكون لمصلحة من نصفح عليه، فهو يساعدنا على الإكمال بطريقة صحيحة.. بعد أن نلقي أثقال الذنب من على عتقنا.
الماضي لنفسه و المستقبل و الحاضر لنا، ما فات مات فليس على أحلام أن تعاتب أحمد على ذنب إرتكبه في الماضي.
كلمات المكتوب الذي أرسله أحمد كانت تضج عشقا حقيقيا و حبا صادقا، لكنه مليء بالآلام و الخيبات، كانت الكلمات معبرة جدا تتسرب للقلوب دون إستئذان، لكن جملته الأاخيرة أكدت على وجود فراق حتمي و أنه سيستمر في حياته رغم كل هذا بل من الواضح أنه يفكر الآن بالزواج!


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-22, 06:17 AM   #7

Mamdouh El Sayed

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Mamdouh El Sayed

? العضوٌ??? » 461172
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 374
?  نُقآطِيْ » Mamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورهان الشاعر مشاهدة المشاركة
مساء الخيرات......
أهم خصائص الدنيا أنها و كل ما عليها فان، و بالتالي فلا ضمان لأي شيء منها، و كل ما تملكه اليوم، قد لا يكون له وجود غدا. و لا مسلمات فوق سطح الأرض، و رياح القدر تعصف بالأحوال كما لو كانت ورقة يابسة في مهب الريح.
لله مكاتيبه و أقداره التي لا رد لها، لكن ليس علينا أن نرجع كل شيء للمكتوب و نخلي مسؤولياتنا، فالإنسان وحده من يلام على أخطائه. إبراهيم كان رجلا بسيطا جدا و رغم طيبته، إلا انه كان يحمل بعضا من الرجعية في أفكاره فلا يتقبل ما هو جديد، فلم يخبئ ماله في البنوك و هي مؤسسات أكثر امانا، و لم يقم بتأمين ممتلكاته. حتى يرد عنه الضرر إذا حدث. و فوق كل هذا لم يستفد حقا مما يملكه طوال حياته! فظلوا بهيئة الفقر رغم غناهم. ليذهب كل شيء في غمضة عين، و لا أصعب من أن يرى مجهود السنين يدمر أمام عينيه فما تحمل العيش بعدها.
الزلازل تدمر و تأخذ معها الكثير، لكنها في المقابل تفتح الطريق أمام بناء أخر يكون أكثر متانة، بناءً نتجنب في أخطاء الماضي فيطول عمره أكثر.
نعود إلى ومضات الماضي التي كانت جزءا من هذا الحاضر الذي لم يستوي. نعود إلى أحلام و قد إبتعدت المسافة بينها و بين أحلامها حتى أضحت تغرق في لجة من الفراغ القاتل، فراغ مشحون بأتعس المشاعر، هو شعور أشبه بموت القلب حين يفقد قدرته على تذوق السعادة، فيضحى رفاثا تتحجر جنابته حتى يصير ثقلا كبيرا يجثم على الصدر و لا نستطيع التحرك به.
يحدث معنا أن نفقد الرغبة في كل شيء، فنصير أمواتا نمشي فوق الحياة كالغرباء. قال أحد الفلاسفة أن الحياة تتأرجح بين الألم و الضجر، لكنه لم يشرح وقت تقاطع هذا الخطين المريرين حين ينزلان على الرقبة المقصلة، فينهون كل شيء!
بعض الحب مرض. إن عشعش في قلب أذبله و أرهقه و في نفس الوقت لا سبيل لك في التخلص منه و قد أضحى من مادة الفؤاد و إنصهر في دمه.
احلام لا تستطيع الصفح كما لا تستطيع التخلي، و الإثنين سيفان من نار يختصمان في قلبها.
لكنني أرى في كلام أبيها وجهة سديدة و بعضا من الرأي الصحيح. فإن أرادت أن ترتاح فلتصفح، خلق الصفح لمصلحتنا قبل أن يكون لمصلحة من نصفح عليه، فهو يساعدنا على الإكمال بطريقة صحيحة.. بعد أن نلقي أثقال الذنب من على عتقنا.
الماضي لنفسه و المستقبل و الحاضر لنا، ما فات مات فليس على أحلام أن تعاتب أحمد على ذنب إرتكبه في الماضي.
كلمات المكتوب الذي أرسله أحمد كانت تضج عشقا حقيقيا و حبا صادقا، لكنه مليء بالآلام و الخيبات، كانت الكلمات معبرة جدا تتسرب للقلوب دون إستئذان، لكن جملته الأاخيرة أكدت على وجود فراق حتمي و أنه سيستمر في حياته رغم كل هذا بل من الواضح أنه يفكر الآن بالزواج!
السلام عليكم ...
ابدعت فى التحليل .. ودائما أرى روايتى بتحليلك ورؤيتك للأحداث وما يجول فى خلجات شخصياتها من زوايا عديدة تجعلنى اشعر كم هى مفيدة للقارئ ..
شكرا لك كثيرا ..


Mamdouh El Sayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-22, 05:05 PM   #8

Mamdouh El Sayed

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Mamdouh El Sayed

? العضوٌ??? » 461172
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 374
?  نُقآطِيْ » Mamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond repute
افتراضي مــا بين الواقــــــع والأحــــــلام .. (الجزء الثانى من سلسلة الأحــــــلام)

ما بين الواقــــــــــــع و الأحــــــــــــــــــــل ام

الفصـــــل الثانى

فرغت أحلام من قراءة الخطاب الذى كاد ان يبتل بالكامل من فرط دموعها التى تساقطت على الرسالة دون ان تدرى .. فقامت من مكانها بعد ان عصفت به كلمات الخطاب التى قرأتها مرات ومرات .. لكن كان لابد لها من ان تنهى بكاءها حتى لا يراها اى من بالمنزل وهى فى تلك الحالة .. فدخلت الى الحمام وبكت بكاءا مريرا الى ان هدأت عندما تذكرت نصيحة ابيها .. فتوضأت بقلب يتأرجح بين الألم والأمل .. ثم عادت الى حجرتها وصلت ركعتى الاستخارة .. صلت .. وفى سجودها لم تكن لها دعوة الا ان يكون من نصيبها وان يكون ذلك هو الخير لهما ..

فرغت من صلاتها ومن دعاء الاستخارة ثم استلقت على مقعدها المفضل فإحتضنها كالعادة .. فأغمضت عينيها المرهقة من كثرة البكاء .. و راحت فى سبات عميق .. فرأت فى منامها بأنها تجرى فى شوارع غريبة .. خائفة من شيء ما يطاردها .. ولكنها غير مدركة ماهية ذلك الشيء .. ثم فجأة وجدت نفسها تصعد جبالا قاحلة تدمى يديها وقدميها ويضيق صدرها كلما صعدت .. تشعر انها بحاجة ان تتنفس هواءا نقيا .. وصلت الى قمة الجبل بعد عناء .. فوجدت نفسها تستقر على مروج خضراء تملأ الأفق وقد ارتاح قلبها من جمال الهواء الذى يدخل رئتيها وروعة المنظر الذى تقع عليه عينيها .. ولكنها كانت تشعر بالبرد .. فإذا بديما تمد يدها لكريم بمعطف طويل من الفرو .. وهو بدوره يمد يده به لأحلام .. نظرت لى المعطف وتأملته برضا ثم إرتدته .. فإذا به يسترها بالكامل لتشعر بدفئ عجيب .. فإستيقظت من الحلم على صوت إيمان يناديها : يا أحلام .. قومى يا أحلام .. احنا داخلين على العشا وانتى مصلتيش المغرب .. قومى إلحقيها قبل ما تبقى قضا .. جلست على سريرها وهى تشعر برضا وانشراح فى صدرها وهى تقول .. خير .. اللهم اجعله اخير ..

مر يومان لم تذق خلالهما احلام طعم النوم .. وقد عملت بنصيحة والدها .. أو بالأحرى خضعت أخيرا لسلطان قلبها .. فصلت صلاة الاستخارة اكثر من مرة .. ثم أخذت خطوتها الأولى فى ان تعطى أحمد فرصة اخيرة ..

مر اسبوعين قبل ان تقرر الذهاب اليه .. ارتدت ثوبها الأزرق ذو الكول الأبيض وأساور الكم البيضاء .. ورفعت شعرها لتعطى رقبتها طولا وبهاءا أكثر مما تبدو عليه .. ولم تضع سوى لونا ورديا باهتا على شفتيها .. فبدت كالأميرة المتأنقة التى لا تحتاج مطلقا لأدوات التجميل .. فهى جميلة على طبيعتها .. أو كنجمات السينما العالمية الجميلات بطبيعتهم .. وقد أضفى عليها شحوب وجهها الذى قد خلفه قلة نومها ضعفا يجعل من يراها من محبيها يتعاطف معها ويرق لها قلبه ..

وصلت الى المحكمة التى يعمل بها أحمد وقت خروج الموظفين .. ظلت تنتظره حتى لاحظته يخرج من باب المحكمة .. شعرت حين رأته بألم لذيذ فى قلبها لطالما شعرت به كلما وقعت عينيها عليه .. شعور كادت ان تنساه منذ زمن .. لانها كثيرا ما أجبرت نفسها على ان لا تنظر اليه ولا تتطلع الى لقياه .. ولكن اليوم وقع قلبها فى فخ حبه الذى لم يبرح قلبها .. فهل ستستطيع ان تنقذ قلبه وقلبها وتقترب منه وتتحدث اليه بالرغم من انها ليست فى حاجة للحديث اليه .. فمجرد وجودها أمامه كفيل بأن يشرح له كل شيء .. وينهى فراق دام طويلا .. ويحيى حبا كاد ان ينتهى فى مهده .. بل ويبعث فيه أملا كاد ان يفقده ..

لكن غاليا ما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن .. فبمجرد ان خطت أحلام خطوات قليلة لتلحق به .. إلا ولاحظت سيارة حمراء فارهة .. ذكرتها بسيارة آسر .. تقف أمامه .. تقودها فتاة .. تلوح اليه فى رشاقة .. فبادلها احمد التحية بإبتسامة .. فسارعت الخطوات قبل ان يقترب أكثر من السيارة .. ولكنه كان أسرع منها حين فتح باب السيارة فى اللحظة التى وصلت فيها اليه .. فسارعت تلفت نظره اليها وهى تناديه : أحمد ......

رفع أحمد عينيه اليها وتسمر فى مكانه لا يصدق أذنيه ولا عينيه اللتان تراها بوضوح .. ولكنه ارتبك ولم يدرى ماذا يفعل حين سمع صوتا آخر يناديه من داخل السيارة : ياللا يا أحمد .. العربيات كتيرة ورايا .. واحنا معطلين السكة ..

ازداد ارتباكه واضطرابه .. فدلف داخل السيارة وعينيه حائرة لمن يتأسف .. ولكن عادت الفتاة من داخل السيارة يقول بضحكة عفوية لم تقصدها : يا حبيبى اركب بسرعة الناس ابتدت تشتم ..

دلف أحمد داخل السيارة دون أن يدرى ماذا يفعل .. يتصبب عرقا تحت ضغط الموقف وإلحاح من بداخل السيارة .. فى حين تسمرت أحلام مكانها وسط الطريق .. تنظر لمن تقود السيارة واستجاب لها أحمد وجلس الى جوارها وانطلقت بسيارتها تأخذه بعيدا عنها .. لقد تركها فى وسط الطريق .. لم تنتبه من ذهولها الا على صوت أبواق السيارات التى تنبهها كى تفسح لهم الطريق .. تحركت ببطئ الى جانب الطريق وليس فى مخيلتها سوى الذكرى الأولى التى خذلها فيها أحمد عندما ارسلت له عفاف كى تعرض عليه حبها .. وها هى نفس الذكرى تتكرر مرة أخرى .. ها هو يصفع مشاعرها من جديد .. وقفت تنظر الى الناس من حولها وهى تشعر انها عارية والجميع ينظر اليها ويعلم مدى الصفعة التى نالتها للتو من رجل يصفعها للمرة الثنية ويطردها من حياته بقسوة ..

مشت احلام فى الشوارع .. لا تعرف لسيرها اتجاها .. مشت تبكى تارة .. وأخرى تلوم نفسها على قرارها فى ان تعود اليه ..

على الجانب الآخر .. لم تبرح السيارة تسير عدة امتار بعيدا عن احلام .. إلا وتوجه احمد الى الفتاة بجواره يقول : يا خبر .. أنا نسيت ملف مهم جدا بالمكتب .. اعذرينى .. لازم ارجع اجيبه ..
ردت عليه : معقول .. !! أمرى لله .. حلف من أول دوران ونرجع .. ده بس علشان خاطرك ..
رد أحمد : لا .. مفيش داعى .. أنا حنزل هنا وأرجع اجيبه .. ممكن تمشى انتى .. الدنيا زحمة .. وعلى ما نلف ونرجع حيكون الساعى قفل المكتب ومشى ..
ردت مرة أخرى : لا يا أخى متقلقش .. مش حناخد اكتر من دقيقتين ..
أحمد : اسمعينى بس يا نجلا .. أصلى افتكرت ميعاد مع واحد صاحبى .. كنت مواعده بالقرب من المحكمة .. حجيب الملف واروحله .. زمانه مستنى على القهوة اللى جنب المحكمة ..
اوقفت نجلاء السيارة وهى تقول : طيب .. على راحتك .. أشوفك بالليل فى النادى ..
رد احمد وهو يغلق باب السيارة بعد ان نزل منها : بلاش النهاردة .. خلينا وقت تانى .. اصلى لازم ادرس ملف القضية اللى حجيبه دلوقتى من المكتب ..
نجلاء بحنق : طيب يا أحمد .. أشوفك بكرة .. ده لو مفيش حجة تانية حابب تقولها ..

لم يلاحظ احمد الرد الأخير لها .. فقد ابتعد خطوات عن السيارة ولم يسمع من كلامها شيئا .. إنطلق كالمجنون .. يريد ان يلحق بأحلام بأى طريقة ..

وصل الى المكان ولكنه لم يعثر لها على أثر .. فجن جنونه وهو يجرى هنا وهناك كمن تاه منه ابنه .. لعله يراها ..ولكنها كانت قد دخلت شارع جانبى ومنه لشارع آخر مواز لشارع المحكمة فلم يجدها ..

عادت أحلام بعد أكثر من ثلاث ساعات سيرا فى الشوارع بين الفكر والبكاء .. بين حظها العسر ومحاولة اتخاذ قرارات فى حياتها .. عادت وقد أخذت قرارها النهائى .. لن تتزوج أحمد حتى لو كان آخر رجل فى العالم .. حتى لو لم تستطيع ان تتغلب على قلبها وظلت تحبه حتى آخر عمرها ..

دخلت الى البيت مهمومة حزينة .. ولكن قلبها مطمئن بالقرار الذى اتخذته .. دخلت وهى تكاد ان تقع ارضا فاقدة للوعى .. لا تريد سوى ان تستلقى فوق سريرها من الإعياء الذى اصابها من قلة النوم ومن احداث اليوم .. فإستقبلتها أمها بموشح كل مرة : كنتى فين يا هانم لغاية دلوقتى .. ؟

تنبهت احلام انها لم تجهز ردا على هذا السؤال الذى من الطبيعى ان تتوقع ان تسأله لها أمها .. وها هى قد سألت بالفعل .. فقالت على الفور دون تفكير : كنت بدور على كتاب فى المكتبة ..
زينب : ما انا عارفة انك كنتى فى المكتبة .. ما انتى قايلالى قبل ما تنزلى .. بس هى المكتبة اللى بينا وبينها ربع ساعة مشى تتأخرى فيها اكتر من تلات ساعات .. ؟
أحلام : معلش يا أمى .. حبيت اتمشى على البحر شوية ..
زينب بتقريع : و مين سعيد الحظ اللى مشيتى معاه ..
جحظت عيون احلام وسكتت للحظات غير مستوعبة ما تقوله أمها .. ولكنها ردت عليها فى النهاية : تقصدى ايه بالكلام ده يا أمى .. أنا من امتى بمشى مع حد على البحر..
ردت زينب بسخرية وتقريع أكثر : بلا نيلة .. ياريتك ياختى تمشى زى باقى البنات .. على الأقل كان يبقى فيه أمل اننا نشوف حد ييجى يخبط علينا ويطلبك للجواز ..
زفرت احلام بشدة وهى ترد بنرفزة على كلام زينب الجارح : اووووف .. ابتدينا بقى الاسطوانة اللى ما بتنتهيش ..
زينب وقد علا صوتها : انتى بتبرطمى بتقولى ايه يا قليلة الأدب ..
أحلام : بقول انى حدخل احضر الغدا .. الكل زمانه جاى .. وطبعا عايزين يتغدوا .. بعد اذنك يا أمى ..

دخلت أحلام الى حجرتها لتغير ملابسها .. فإرتمت على سريرها وانخرطت فى بكاء مرير .. فى حين أخذت زينب تقول بصوت يصل إليها : ماشى يا أحلام .. لينا كلام تانى .. ما أنا مش حسكت الا لما اعرف انتى بتنزلى تروحى فين .. وخلى بالك .. ليكى اب يتقالوا اللى بتعمليه ده ..

عاد ابراهيم فى المساء .. وبالفعل لم تدخر زينب جهدا لتخبره بخوفها على ابنتها التى لا تشك ابدا فى سلوكها .. ولكنها تريد ان تحثه على ان يفعل شيئا ويسارع فى ايجاد رجلا مناسبا لها يتزوجها ..

ابتسم ابراهيم بعد ان ذكرت له زينب ان احلام تتأخر كثيرا عند خروجها من البيت لقضاء شيئا وأنها تخاف عليها من ان يغويها أحد .. فرد عليها : ما تجيبى من الآخر يا زينب وبطلى لف ودوران زى عادتك ..
زينب : ماشى يا ابراهيم حعتبر نفسى مسمعتش ردك البايخ ده علي .. المهم دلوقتى .. انت ناوى تعمل ايه .. لازم تتصرف ..
ابراهيم : اتصرف ازاى يا ولية .. أروح اجيب لها عريس من على القهوة .. عايزانى ارخص بنتى .. دى مصيبة ايه دى ياربى ..
زينب : هو أنا كل ما اكلمك .. مفيش عندك رد الا ده .. وبعدين وماله لما تحاول تجيب لها عريس .. لا هو عيب ولا حرام .. والمثل بيقول أخطب لبنتك ولا تخطبش لأبنك ..
ايراهيم : بقولك ايه يا زينب تعرفى تسيبى البنت فى حالها .. أنا اتكلمت معاها وان شاء الله حتسمعى خبر كويس منها قريب ..
زينب بسعادة : بجد يا ابراهيم .. ثم عادت وكسا الحزن وجهها وهى تقول : بس البنت راجعة النهاردة وشها حزين حزن السنين ..
ابراهيم بقلق : طيب معرفتيش مالها ..
زينب : وهى بتدينى فرصة اتكلم معاها كلمتين على بعض .. على طول بتصدنى ..
ابراهيم : طبيعى .. أكيد استلمتيها بكلامك اللىى بيسد نفسها عن الكلام معاكى ..
زينب بتعجب كاذب : انا يا خويا .. هو انت تعرف عنى كده ..
ابراهيم : سيبك من الكلام ده دلوقتى .. هى فين احلام ..
زينب : فى اوضيتها .. يعنى حتروح فين ..
ابراهيم : طيب .. أنا حروح اتكلم معاها واعرف ايه اللى مرجعا النهاردة حزينة ..
زينب : روح يا خويا .. ربنا يهنى سعيد بسعيدة .. خلينى انا هنا زى الأطرش فى الزفة ..
ابراهيم وهو يخرج من الحجرة متجها لحجرة احلام : ربنا يهديكى يا زينب ..
طرق ابراهيم باب حجرة احلام وسمع صوتها من الداخل يقول : ادخل .. فدخل بابتسامة فوجدها بممفردها .. فبادرت تقول : أهلا يا بابا .. اتفضل ..
ابراهيم : الله انتى لوحدك يا لومة .. امال فين إيمان ..
أحلام : خجت بره تتفرج على المسلسل ..
ابارهيم : كويس .. علشان كنت عايز اتكلم معاكى لوحدنا ..
أحلام : خير يا بابا ..
ابارهيم : خير يا حبيبتى .. كل خير بإذن الله .. سكت ابراهيم لا يعرف كيف يبدأ حديثه معها .. لكنه تكلم فى الأخير يسألها : انتى عاملة ايه يا أحلام ..؟
احلام : بخير .. الحمد لله ..
ابراهيم : يا ترى فكرتى فى الكلام اللى اتكلمناه آخر مرة ..
شعرت احلام بغصة من سؤال ابيها .. لا تدرى ماذا تخبره .. ولكنها إستجمعت شجاعة قرارها وقالت : الظاهر ان مفيش نصيب ..
ابراهيم : ليه بتقولى كده يا بنتى .. انتى قابلتيه ..
أحلام : أيوة يا بابا قابلته .. أحمد خلاص ارتبط بواحدة تانية ..
ابراهيم : هو اللى قالك كده ..
أحلام وقد اغرورقت عينيها بالدموع : لا .. بس شفتها معاه النهاردة .. وواضح ان بينهم علاقة ..
ابراهيم : يا بنتى يمكن انتى فاهمة غلط .. يمكن واحدة زميلته فى الشغل ..
أحلام : وهى زميلته حتناديه ياحبيبى ..
سكت ابراهيم ولم يجد كلاما يقوله لها .. ولكنه تكلم فى محاولة بائسة لمواساتها : هو انتى مش صليتى صلاة استخارة ..
أحلام : أيوة ..
ابراهيم : خلاص .. يبقى هو ده الخير .. يا عالم لو كنتى ارتبطى بيه كان حصل ايه .. أنا مش عايزك تزعلى ولا تتأثرى .. لسه النصيب مجاش يا حبيبتى .. ثم اقترب منها وضمها الى صدره فى حنان شعرت معه انه قد مسح على قلبها وهدأ من روعها .. فقالت : الحمد لله على كل شيء .. صدقنى يا بابا .. أنا مش زعلانة انه مش من نصيبى .. أنا زعلانة من نفسى انى فكرت اروحله .. الموقف كان صعب علي أوى ..
ابراهيم وهو يجلس الى جوارها ويضم كتفها الى صدره فمالت برأسها بين احضانه : أوعى تزعلى يا حبيبة أبوكى .. انتى كده عملتى اللى عليكى .. وزى ما بيقولوا قطعتى عرق وسيحتى دمه .. أوعى تندمى على انك روحتيله .. بالعكس بقى .. أنا شايف ان اللى عملتيه هو الصح .. على الأقل علشان الموضوع ده يتقفل ومتفكريش فيه .. وصدقينى .. ربنا رازقنا نعمة كبيرة اسمها النسيان .. يمكن تتألمى شوية .. بس فى النهاية حتنسى .. خصوصا لما تقابلى نصيبك اللى فى علم ربنا .. واللى حيكونلك فيه الخير بإذن الله .. بقولك ايه .. أنا حريح شوية .. وايه أيك لما اصحى نخرج سوا انا وانتى .. أنا نفسى اتمشى على البحر شوية .. وبالمرة ناكل جيلاتى عمرك ما اكلتى زيه ..
ابتسمت احلام وهى تقول : طيب وزينبب .. حنعمل ايه معاها ..
ابراهيم بشجاعة لم تتوقعها احلام : سيبك منها .. ثم مزح قائلا يقول : حقولها اننا رايحين نجيب عريس لأحلام ..
ضحك كلاهما من قلبيهما .. ثم قال لها ابراهيم : أيوة كده يا حبيبة ابوكى اضحكى وارمى حمولك على الله .. ده مافيش احن منه على عباده ..
ردت احلام : ونعمة بالله ..

خرج ابراهيم وترك أحلام .. لتدخل ايمان بعد لحظات وقد أخذت تثرثر مع أحلام كعادتها .. تارة تحاول ان تعلم ماذا كتب أحمد لها فى خطابه ولا تمل ان تسألها منذ ان اعطتها الخطاب .. وأخرى تثرثر فى أحداث المسلسل الذى تتابعه .. وثالثة تتكلم عن زميلاتها فى المدرسة وما يفعلون ..

نظرت إليها أحلام .. ثم شردت فى ابيها عندما ذكر لها ان النسيان نعمة ورزق من الله .. فأيقنت ان ما تقوم به إيمان معها الآن ليس إلا تلك النعمة ..
---------------------------------------------------------------------

دخلت يسرا الى حجرتها وهى تتحسر على انها تسرعت فى قرار الارتباط بحسن .. هذا القرا الذى ابعدها عن حب حقيقى مع كريم وجعلها بعد ذلك تمر مع حسن بأسوء ما يمكن ان تمر به فتاة مع رجل مثل حسن .. ولكنها فى النهاية كانت سعيدة كون الله قد انقذها من الفضيحة .. بالرغم من شعورها بالإنكسار والمذلة ان تتزوج بهذه الطريقة المخزية .. تتزوج من حسن وكما يقولون على حرف .. مهددة دائما ان يتركها لتحمل لقب مطلقة .. خاضعة له .. تقبل منه أى شيء فى حقها وكأنها ينعم عليها لمجرد قبوله ان يستمر معها .. كان اشد ما يؤلمها هو نظرة من حولها .. فقد كان تشعر انها عارية أمام الجميع .. جميع من يعلم بأمرها مع حسن .. خصوصا من اسرته أو أصحابه .. وتتساءل .. هل هم كثير .. ؟!!

تعددت لقاءتهما العاطفية منذ ان كتب عليها وأصبحت زوجته رسميا .. ولم لا وقد اصبحت تلك اللقاءات تحدث فى اطار الحلال بعد ان كانت تحدث خلسة وفى الحرام .. فكثرت وتنوعت تلك اللقاءات .. وبالرغم من ذلك .. ظلت الرغبة الملحة لدى حسن فى الانفصال عنها ..

تلقت يسرا فى صباح احد الأيام دعوة تليفونية من حسن للعشاء بأحد المطاعم .. كانت سعادتها بتلك الدعوة لا توصف .. بعد ان قلت تلك الدعوات بشكل كبير عن بداية معرفتها به .. ولكنها لم تكن تعلم سبب تلك الدعوة المفاجأة .. فهو لم يرغب ان يخبرها بقرار انفصاله عنها فى بيتها .. ففى كل مرة كان يذهب اليها بالبيت وفى نيته ان يخبرها بهذا القرار .. ينتهى بهم اليوم بلقاء حميمى ينسيه قراره مؤقتا .. فكان يؤجله حرصا منه على مشاعرها .. حتى سأم من ضعفه الذى يتكرر كل مرة .. فقرر ان يلتقى بها خارج البيت لعله ينجح فى اخبارها وانهاء قصته معها ..

فى بداية اللقاء أخذ حسن يسألها عن مدى سعادتها معه .. وكانت تجيبه انها فى منتهى السعادة .. وكان ذلك يصعب مهمته ولكنه لم يتراجع و ألمح لها عن رغبته فى الانفصال .. فكانت الصدمة التى كانت تنتظرها فى أى وقت .. و انفطر قلبها على مستقبلها الضائع أمام عينيها .. توسلت اليه ان لا يفعل .. حتى لان قلبه ولم يفعلها فى حينه .. وبعد ان عادت للبيت .. جلست شاردة تفكر فيما حدث .. وماذا يجب ان تفعل حتى تحتفظ به ..

دخلت عليها اكرام لتوقظها من شرودها وهى تلاحظ عيونها المملوءة بدموع القهر و التوسل .. فقالت : مالك يا بنت .. هو المعدول ده قالك ايه مخليكى بتعيطى بالشكل ده ..؟
يسرا : سبينى فى حالى .. أنا مش فايقالك ..
اكرام باستنكار : شوف ياختى البنت وغباوتها .. صحيح خير تعمل شر تلقى .. ولا هى المسألة خلصت حاجتى من جارتى .. صحيح بنت قليلة الاصل .. ده لولايه مكنش الزفت ده كتب عليكى وسترك ..
يسرا بضيق : يوووه .. مش حنخلص بقى من معايرتك لي .. ماشى ياستى عارفة فضلك علي .. ولولاكى كان زمانى مفضوحة قدام اللى يسوى واللى ما يسواش .. بس والنبى سبينى فى مصيبتى ..
لانت اكرام وهى تقترب من يسرا وتضع يدها على كفها القابع فى حجرها : مصيبة ايه يا بنتى .. انتى حتوقعى قلبى ليه .. با بنت انطقى وقولى اللى حصل .. وصدقينى مش حتندمى .. ان شاء الله حتلاقى الحل عندى .. يا بنت ده انتى مجربانى ..

تذكرت يسرا ان اكرام هى السبب فيما تعانيه .. فلولا انها اشارت بل ألحت عليها ان تتباسط مع حسن ما كان سيحدث لها ما حدث .. ما كانت فقدت شرفها ولا شرف ابيها واخوتها .. ولكنها الآن ليس بيدها حيلة .. لا تملك الا ان تكمل ما بدأته وتوافق على مساعدة اكرام لها .. فترددت وهى تقول باكية : حسن عايز يطلقنى ..
اكرام بغضب و قرف : انطلقت عليه بطنه .. ثم سكتت قليلا وعادت تقول : وهو ده اللى مخليكى تبكى ومهمومة بالشكل ده يا خايبة .. ثم سكتت لحظات وكأنها تفكر ثم امسكت بسوالفها وهى تقول : بقولك ايه .. ولا يهمك ولا تشغلى بالك .. وحياة مقاصيصى دى ما حيقدر يعملها .. بس انتى اسمعينى كويس ونفذى اللى حقولهولك بالحرف الواحد ..
انتبهت إليها يسرا بشدة وقد بثت فيها كلمات اكرام وثقتها وهى تتكلم بعض الطمئنينة .. فقالت : سمعاكى ..
اكرام ببجاحة : أنا عارفة ان انتم يعنى مقضينها .. اقصد بتتعاملوا زى اى اتنين متجوزين ..
خجلت يسرا من كلامها واطرقت تنظر الى الأرض وهى تقول : ايه الكلام اللى بتقوليه ده ..
نهرتها اكرام وهى ترد عليها : بقولك ايه .. سيبك من الخشى دلوقتى وما تعملهمش علي .. أنا بفوتلكم وبهيئ لكم الجو بمزاجى .. علشان يحصل المراد .. بس الظاهر ان ابن الحرام ده مش ساهل وكل مرة بيعمل حسابه انه ما يحصلش ..
يسرا بخجل اكثر : هو ايه ده اللى يحصل ولا ما يحصلش .. والنبى بطلى تتكلمى بالشكل ده .. انتى شيفانى واحدة من اياهم ..
اكرام : يوووه .. يا بنت خلينى اقول المفيد .. هو انتى لو ميهمنيش امرك ولا واحدة من اياهم .. كنت وقفت جنبك ولا عبرتك .. هدأت للحظة ثم عادت تقول : أنا قصدى انه جه الوقت اللى لازم تورطيه اكتر ..
يسرا متساءلة : أورطه اكتر ..!!
اكرام : ايوة .. لازم تحملى منه .. وكده ولا يقدر يسيبك أبدا .. وحتى لو عايز .. ساعتها حيبقى لأبوه كلام تانى .. ماهو الحاج ابراهيم مش حيسمح لحفيده الأولانى انه يتربى بعيد عن حضنه .. ساعتها حيجبره انه يتمم الجواز علشان كلام الناس ..
ساد الصمت بعد ان ألقت اكرام بقنبلتها .. حتى تكلمت يسرا تسألها بتلعثم : وده حيحصل ازاى .. ؟
اكرام : لا يا نور عينى .. دى شغلتك بقى .. اعملى اللى تعمليه .. المهم انه يحصل وتحملى منه ..
سكتت يسرا تفكر فى كلام اكرام التى اتمت مهمتها وخرجت من الحجرة عندما سمعت وليد ينادى عليها ..

من حسن حظ يسرا ان حسن كان بطيئا فى تنفيذ قرارته .. وكثيرا ما كان يؤجلها .. فمضى حوالى شهرين على هذا اليوم .. التقى خلالهما بيسرا عدة مرت .. وحدث بينهما ما حدث .. وبالفعل نجحت يسرا ان تجعله يتمم لقائه الحميمى معها أكثر من مرة .. بعد ان شرحت لها اكرام ماذا تفعل وماذا تقول اثناء لقاءها معه ..

قبل هذا اليوم بيوم واحد .. وتحديدا فى الثلاثين من ديسمبر عام 1989 .. تأكد حمل يسرا .. وفى اليوم التالى كان يوم ميلاد حسن .. اليوم الذى سيكمل فيه عامه الثلاثون .. وكعادة اسرته كانوا يحتفلون بعيد ميلاده الذى يوافق آخر يوم فى السنة الميلادية .. وبالطبع حضرت يسرا واكرام ومعهم وليد الصغير هذا الحفل ببيت حسن .. وقد قرر حسن ان يكون هذا اليوم هو آخر يوم له مع يسرا كزوجة له .. قرر ان يرمى عليها يمين الطلاق بعد الحفلة .. كان يفكر ان يبدأ عام جديد بحياة جديدة .. حياة ليس فيها يسرا .. وان كان يعلم مدى قسوة ما سيقوم به وانه سوف يحطم مشاعرها التى اجل من اجلها تنفيذ قراره عدة مرات .. خصوصا انه سيفعل ذلك فى نفس اليوم الذى تحتفل هى فيه معه بيوم مولده .. وبين افراد اسرته ..

انتهى الحفل وكان الجميع سعداء بالجمع والضحك والغناء الذى ملأ البيت .. طلب حسن من يسرا ان تصاحبه الى شرفة الصالة .. فتبعته الى هناك وقد استعدت ان تخبره بأمر حملها .. فى حين كان يستعد هو لتطليقها .. وليكن ما يكون ..

وقف كلاهما ينظر الى الفضاء فى سكون الليل .. ساد الصمت بينهما حتى تكلم حسن متلعثما : فيه موضوع عايز أكلمك فيه ..

لم تتوقع ولم يخطر على بالها انه يريد ان يتكلم معها فى الانفصال والطلاق .. لم تتخيل ان تصل قسوته الى هذه الدرجة .. فهل من المعقول ان يتحدث عن الانفصال أو يتركها فى يوم كهذا .. لذا ردت عليه وهى مبتسمة وسعيدة ومضطربة فى نفس الوقت : وأنا كمان لك عندى خبر يارب يعجبك ..
لم يهتم حسن بما قالت .. أو لم يسمعه من الاساس .. فأكمل يقول : انتى كنتى طلبتى منى انى اكتب عليكى وانتى عارفة ان جوازنا مش حيكمل .. واعتقد انى وفيت بوعدى ليكى وكتبنا الكتاب .. ودلوقتى مر شهور .. وبصراحة أنا مش قادر أكمل اكتر من كده .. وجه الوقت اللى اقولك فيه انى قررت اننا ننفصل .. علشان كل واحد فينا يشوف حياته ..

كانت يسرا تستمع اليه فى وجوم وتكاد ان تفقد وعيها .. تنساب دموعها على خديها .. لولا انها تماسكت واستجمعت قواها وهى تراه على وشك ان يرمى عليها يمين الطلاق .. فقاطعته وهى تقول بكبرياء تحسد عليه : اسمعنى يا حسن قبل ما تكمل .. ثم سكتت لحظات قليلة حين لاحظت تأففه .. وعادت تقول : أنا معنديش مانع اننا ننفصل .. أنا مش حفرض نفسى عليك اكتر من كده .. ربنا يعلم الأيام السودة اللى قضيتها فى ذل ومهانة لغاية ما كتبت علي .. كأنى أنا لوحدى السبب فى اللى حصل .. بس فى النهاية مقدرش انكر انك كنت جدع ووفيت بوعدك وسترتنى .. تمام .. خلينا ننفصل .. بس في حاجة مهمة لازم تعرفها قبل ما ترمى علي يمين الطلاق .. حاجة تهمنى و تهم عيلتك كلها ويمكن تهمك انت كمان .. سكتت طويلا وهو ينظر اليها وقلبه يحدثه بأنها ستلقى خبرا لا يرغب فى سماعه .. فقال لها وقد بدأ الرعب يدب فى قلبه : حاجة ايه اللى عايزة تقوليها ..؟

استجمعت يسرا شجاعتها وهى تنظر فى عينيه تقرأ فيهما الخوف ثم قالت : أنا حامل ..

لم يشعر حسن بنفسه الا والكون يدور من حوله .. ولا يعلم لماذا تذكر على الفور عفاف وأحمد وعبد السلام .. فهاهو يضعه القدر فى نفس الموقف .. فماذا هو بفاعل ..؟!!!!!!!

صمت كلاهما ولم يكن يملك أى منهما سوى الصمت حتى تكلمت يسرا مرة اخرى تقول : يا ترى لسه عايزنا ننفصل .. لسه عايز تطلقنى يا حسن ..؟!!

تكلم حسن وعقله لا يزال يسترجع موقفه من ضياع عذرية عفاف على يد أحمد ثم حملها من أخيه : انتى متأكدة من الكلام اللى بتقوليه ده .. سأل السؤال وكأنه يقر بإيجابية ردها عليه .. فردت عليه تقول : أيوة يا حسن .. أنا امبارح حللت فى المعمل ومعايا النتيجة لو تحب تشوفها .. ده لو مش مصدقنى ..

تذكر حسن انه فى معظم لقاآتهم الحميمية الأخيرة قد ضعف ولم يأخذ حذره .. فباتت يسرا بالتأكيد حامل .. فلم يرد على كلامها .. فعادت يسرا تقول : عموما يا حسن أنا حسيبك تفكر كويس فى قرارك النهائى .. بس اعمل حسابك انى مش ناوية ولا حقدر انزل اللى فى بطنى حتى لو طلقتنى .. ولا ناوية اكرر اللى عملته عفاف فى نفسها .. أظن انك لسه فاكر عفاف .. وفاكر انك حكيتلى عنها كل حاجة وعن اللى غرروا بيها .. وخليك فاكر كويس يا حسن ان اللى فى بطنى ده ابنك فى الحلال وحتة منك ..

قالت يسرا جملتها الأخيرة وعادت للداخل متوجهة بكلامها لاكرام : يا للا يا طنط اكرام .. ياللا يا وليد .. احنا اتاخرنا ..

مضت يسرا الى بيتها بعد ان ودعت الجميع .. تركت حسن يفكر فى قراره و فيما سيفعله .. ظل واجما فى شرفة البيت حتى عادت أحلام من توديع يسرا واكرام ولاحظت وقوف حسن وحيدا بالشرفة .. فدخلت عليه ووقفت الى جواره صامته لعله يبدأ الحديث معها ويخبرها بما يحدث .. ولكن طال صمته فتكلمت تسأله : مالك يا حسن .. فيك ايه .. يسرا مشت وحالتها غريبة وانت واقف هنا لوحدك حتى موصلتهاش زى ما انت متعود ..

لم ينظر اليها حسن وظل صامتا .. فأعادت عليه احلام السؤال : مالك يا حسن فيه ايه ..

أخيرا رد حسن وهو لا يزال ينظر الى الفضاء كأنه يريد ان يختبأ فى ظلامه ولا يراه او يسأله أحد عن شيء : مفيش يا أحلام .. بقولك ايه .. اليوم كان مرهق أوى .. أنا داخل أوضتى استريح .. تصبحى على خير ..
نظرت اليه احلام متعجبة .. ولكن لم يكن بيدها شيء لتفعله ..

فى صباح اليوم التالى ذهبت احلام الى السوق كعادتها .. وقفت عند بائع الخضار تنتقى ما تريد عندما سمعت صوتا بجانبها .. صوتا تعرفه وتعرف نبرته جيدا يقول : صباح الخير يا أحلام .. ايه الصدفة الحلوة دى ..

نظرت على يمينها فإذا بإكرام تقف الى جوارها تبتسم اليها بملئ فيها وهى تكمل التحية : يادى الصدف .. شوفى احنا من امتى نعرف بعض .. بس دى أول مرة نتقابل فيها فى السوق ..
ردت أحلام بابتسامة باهتة : صباح الخير يا طنط اكرام ..

لم يكن الأمر صدفة كما ادعت اكرام .. فقد تحدثت مع يسرا بالأمس وعلمت منها ما دار بينها وبين حسن وعن نيته فى تطليق يسرا .. فقررت ان تطرق على الحديد وهو ساخن .. فراقبت احلام حتى لاحظت خروجها من بيتها للسوق .. فسارعت وذهبت خلفها .. هى تعلم ان أحلام صاحبة موقف .. تعلم انها مثل ابيها .. لا تحيد عن الحق .. وتقف بكل قوتها الى جوار المظلوم .. وقد مرت بنفس التجربة مع عفاف .. كل ذلك كانت تعلمه عن احلام من يسرا .. فقررت ان تكون هى هدفها الذى من خلاله سوف تبقى على زواج يسرا من حسن .. فبادرت تقول : بقولك ايه يا أحلام .. كنت عايزة أسألك .. هو ايه اللى حصل بين يسرا والدلعدى حسن إمبارح ..

نظرت اليها احلام متعجبة .. فلاحظت اكرام ذلك فبادرت تتعلثم وهى تقول : البنت يا حبيبتى من ساعة ما كانت واقفة معاه عندكم فى البلكونة وهى راجعة مفطورة من العياط .. متعرفيش ياختى ايه اللى حصل ما بينهم ..
ردت احلام : طيب هو أنا حعرف منين .. أنا زييى زى الكل كنا قاعدين مع بعض وهما كانوا بيتكلموا مع بعض زى ما بتقولى فى البلكونة ..
اكرام : ايوة .. عندك حق يا حبيبتى .. بس أنا قولت يمكن يكون حسن اتكلم معاكم وقال ايه اللى حصل ما بينهم .. دى البنت يا حبة عينى على دمعة واحدة من ساعة ما روحنا امبارح ..
احلام : لا والله يا ست اكرام .. هو كمان دخل اوضته ينام بعد ما نزلتم على طول ..
سكتت اكرام للحظات ثم عادت تقول : بقولك ايه يا أحلام .. يعنى لو مفيهاش رزالة منى .. ما تيجى ياختى معايا البيت تتكلمى مع يسرا .. يمكن ياختى تقدرى تخليها تقول ايه اللى فيها .. اصلى غلبت معاها .. وهى مش راضية تتكلم وتقول ايه اللى حصل بينهم ومزعلها بالشكل ده ....
أحلام : أيوة يا ست اكرام .. بس بصراحة أنا شايفة انه مش من حقى انى افرض نفسى على اللى بين يسرا وحسن .. خصوصا ان محدش فيهم طلب انى اتدخل ..

وجدت اكرام نفسها فى ورطة .. فبالفعل لم تطلب يسرا من احلام المساعدة او التدخل فيما بينها وبين زوجها .. حتى كلامها مع احلام يكاد يكون منعدم .. فكيف تفرض احلام نفسها على حياة يسرا بهذا الشكل .. كيف تذهب اليها وتفتح معها موضوع خاص كهذا ويسرا لم تحدثها فيه من قبل .. بل ليس بينهما كلام على الاطلاق .. .. لذا تداركت اكرام حيرتها وعادت تقول : طيب هو انتى غريبة يا احلام .. ده انتى اخت جوزها .. عموما أنا حرفع عنك الحرج وحخلى يسرا تفتح معاكى الموضوع ..

نظرت اليها احلام بتعجب مرة اخرى .. فقد شعرت من حديثها ان هناك شبه اتفاق بينها وبين يسرا وانها على علم بما يجرى الآن بينها وبين اكرام .. لكنها لم تهتم كثيرا .. فما كان يهمها هو ان تستقيم حياة اخيها وزوجته .. ولا يظلمها ابدا .. فردت تقول : فى الحالة دى .. أنا مش حتأخر عليها .. أكيد حتكلم معاها .. ولو فى ايدى اى حاجة تساعدها .. أكيد مش حتأخر ..
اكرام بسعادة : تسلميلى يا احلام .. والنبى انتى زى ما الكل بيقول .. طيبة وزى البلسم .. أنا مش عارفة هى الرجالة عميت عنك ولا ايه .. جمال وادب واخلاق .. ربنا يبعتلك ابن الحلال اللى يستاهلك ..

شعرت احلام بشيء من الضيق ان يتعامل معها الناس بتلك الشفقة .. ولكنها فى نفس الوقت كانت سعيدة بدعاء اكرام لها .. فابتسمت ببساطة ثم قالت لها : متشكرة يا ست اكرام .. بعد اذنك علشان متأخرش ..
---------------------------------------------------------


Mamdouh El Sayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-22, 11:36 PM   #9

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,761
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير...
لسنا مخلوقات من كمال. نخطئ كثيرا و قد نصيب أحيانا، و ما العيب في الخطئ لكن بالإستمرار فيه. و في بعض الأمور المصيرية كالزواج لا يجب علينا ترك الأمور للحظ، بل وجب التفكير كثيرا قبل إتخاذ القرار، نشاور النفس أولا و قد تعطينا قرارا خاطئنا فنلجأ إلى المشاور، و إلتقاء الناقص معا قد يعطي شبه كمال مرضي. ثم يأتي الوقت لنطلب الشورة من صاحب الكمال الذي لن يعطينا نقصا. و ذلك يكون بالإستخارة النعمة العظيمة التي منحنى الله لنا.
لست مفسرة أحلام، لكن بخبرتي البسيطة أظن أن الرسالة المبعوثة لأحلام من الله، هو أن هناءها سيكون مع خال ديما. و الذي سيمكون لها يسرا بعد طول عسر.
إن لم نقدر على طي الصفحة و تجاوزها فلنمزقها! أحمد صفحة يجب أن تمزق، فهو كل مرة يضربها بموقف مختلف يؤكد لها عدم أهلينه، لءا وجب عليها إقتلع حبه من جذوره، فهو لم يكلف نفسه عناء إنتظار جوابها، بل دخل بسرعة في علاقة جديدة. و تركها انظر دون جواب.
أرى ان يسرا باعت نفسها للذل و المهانة، فهي لاتزال تتشبت بحسن و كأنه أخر الرجال على الأرض، رغم أنه لم يعطيها شيئا يذكر، في الأول خافت من العار و الآن من الطلاق، و بكل أنانية حشرت روحا بريئة لن تكبر بالتأكيد في أسرة سوية و الود غائب بين والديه. ذاك لن يكون إلا شخصا معطوب الشخصية.
حسن شخص مستهتر غير مسؤول، لكن ما تفعلانه يسرا و إكرام تملق و طمع، الإثنين يستغلان بعضهما بعضا.


نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-10-22, 07:10 PM   #10

Mamdouh El Sayed

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Mamdouh El Sayed

? العضوٌ??? » 461172
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 374
?  نُقآطِيْ » Mamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond repute
افتراضي مــا بين الواقــــــع والأحــــــلام .. الفصل الثالث

ما بين الواقــــــــــــع و الأحــــــــــــــــــــل ام

الفصـــــل الثالث

عادت أحلام الى البيت بعد لقاءها بإكرام .. تناولوا الغداء بهدوء وهم يفتقدون وجود ابيهم المسافر للقاهرة فى مهمته الاسبوعية والى عبد السلام الذى لا يزال يقيم بالسعودية .. وايضا لم يتواجد كريم الذى كان لديه محاضرات وفى الغالب يقضى معظم وقته مع ديما و أمها صوفيا ..

انتهى وقت الغداء و دخلت احلام الى حجرتها وقد نسيت تماما لقاءها مع اكرام .. ولكنها بعد دقائق فوجئت بإيمان تدخل عليها الحجرة وتخبرها ان يسرا تطلبها على التليفون .. عند هذه اللحظة تذكرت لقاءها مع اكرام .. وتوقعت ما تريده يسرا ..

التقطت احلام سماعة التليفون وردت على يسرا بهدوء : ألو .. أهلا يا يسرا ..
يسرا بتلعثم : مساء الخير .. ثم سكتت للحظات قبل ان تتشجع وتقول : كنت عايزة اتكلم معاكى ..
احلام .. بنفس هدوئها : خير يا يسرا .. أنا سمعاكى ..
يسرا : مش حينفع نتكلم فى التليفون .. ياريت نتقابل لو ظروفك تسمح ..
احلام : طيب ما تيجى .. هو انتى محتاجة عزومة ..
يسرا : لو ينفع نتقابل بره أحسن ..
احلام : على فكرة حسن مش هنا .. هو اتغدى ونزل ..
يسرا : معلش يا احلام .. أنا عارفة انى بتقل عليكى .. بس ياريت نتقابل بره .. كده حكون مستريحة اكتر وحقدر اتكلم معاكى على راحتى ..
احلام برقتها المعتادة : طيب يا يسرا .. زى ما تحبى يا حبيبتى .. نتقابل بعد ساعة على كورنيش البحر .. ايه رأيك ..
يسرا : تمام .. انا متشكرة اوى ..
احلام : بتشكرينى على ايه يا بنت .. انتى مرات اخويا .. يعنى زى اختى بالظبط ..

تقابلت يسرا واحلام .. كان توتر وخجل يسرا واضحا على قسماتها وخلجاتها .. وقد شعرت احلام بذلك فعمدت الى تهدئتها وبادرت تقول مبتسمة : ايه الحلاوة دى يا يسرا .. شيك أو البلوزة اللى انتى لبساها ..
استقبلت يسرا مجاملة أحلام بابتسامة باهتة .. وردت تقول : شكرا يا احلام .. كلك ذوق .. ثم عبس وجهها من جديد .. فقالت احلام : مالك يا يسرا .. شكلك حزين .. هو حصل من حسن حاجة مضايقاكى ..
نظرت يسرا الى الطاولة بتوتر وتردد وقد خانتها دموعها وتساقطت وهى تقول : حسن عايزنا ننفصل يا أحلام ..

لم تتفاجأ احلام بما سمعت .. ولكنها كانت فى حيرة .. فماذا تقول لها .. لقد عاد حسن من جديد لتصرفاته الطائشة .. سكتت قليلا قبل ان تقول : لا حول ولا قوة الا بالله .. وايه اللى حصل يوصلكم لحاجة زى دى ..

انهارت يسرا وانخرطت فى البكاء .. فوضعت احلام يدها على كف يسرا القابع فوق الطاولة وهى تقول : اهدى يا يسرا .. انا حاسة بيكى وحاسة باللى انتى فيه .. وبوعدك انى اقف جنبك ومش حسمحله انه يظلمك .. استهدى كده بالله واحكيلى الموضوع ..
سكتت يسرا قليلا قبل ان تقول : أنا فى ورطة يا أحلام .. ومش عارفة اعمل ايه .. سكتت طويلا والخجل يكاد يقتلها قبل ان تقول : أنا حامل ..
جحظت عيني أحلام من المفاجأة .. وتذكرت على الفور عفاف .. فهاهى القصة تتكرر من جديد مع ابطال جدد .. ولكنها فى النهاية تهتم لأمرهم .. فى النهاية يربطهم بها دم وقرابة .. فى النهاية لا تستطيع ان تتنصل من مسئوليتها المتمثلة فى نصحهم والعمل على ان لا يكونوا من الظالمين ..
تلعثمت أحلام بشدة وارتعشت الكلمات وهى تخرج من فمها وهى تسأل بعينيها قبل صوتها : ايه .. بتقولى ايه .. ازاى ده حصل وامتى .. انتى ..
قاطعتها يسرا قبل ان تسمع منها كلاما يجرحها : من فضلك يا احلام .. أنا مش حمل أى توبيخ .. ومتنسيش فى النهاية انى مرات حسن .. يعنى .....

سكتت يسرا ولم تكمل جملتها .. خافت ان تدخل مع احلام فى جدال تفقد معه آخر حصن لها يمكنه ان يحل مشكلتها دون شوشرة ودون فضائح .. وفهمت أحلام ذلك .. فرق قلبها لحال يسرا .. وصمتت هى الأخرى .. ثم عادت تقول : خلاص يا يسرا .. أنا آسفة .. صدقينى أنا مقصدش أى حاجة وحشة تكون وصلتك من رد فعلى .. فعلا .. انتى عندك حق .. انتى مرات حسن .. واللى حصل ده أكيد حصل فى لحظة ضعف ما بينكم .. سكتت تفكر للحظتين ثم سألتها من جديد : طيب انتى قولتيله عن موضوع الحمل ده ..
يسرا : أيوة .. قلتله امبارح لما كنا عندكم ..
أحلام : وكان ايه رده ..
يسرا : مردش .. وأنا كمان مستنتش رده ..
احلام : طيب .. اسمعينى كويس .. انتى بلغتيه .. وأكيد هو دلوقتى بيفكر يعمل ايه .. بس أنا مش حقولك اننا حنستنى رد فعله .. لأن حسن زيه زى معظم الرجالة الشرقيين .. بيحب يكون له الكلمة الأولى والأخيرة .. ونرجسيتهم بتتخليهم فى النهاية ما بيوصلوش للقرار الصح .. أنا عايزاكى تسيبيلى الموضوع ده تماما .. وارجوكى متتكلميش فيه مع حد تانى أبدا .. ولا تعرفى حد انك حامل .. ادعيلى انتى بس انى اقدر اقنعه انه يعجل بالجواز قبل الموضوع ما يتعرف .. لأنه لو اتعرف حتكون وصمة بالنسبالك .. حتى لو كنتم متجوزين .. مش عايزاكى تضغطى عليه .. وياريت ما تتقابلوش اليومين دول .. وأنا حتكلم معاه النهاردة .. وربنا يكتبلكم اللى فيه الخير ..
يسرا : طيب لو أصر على الطلاق .. أوطلب انى انزله زى ما عمل مع عفاف الله يرحمها ..

اندهشت احلام مما ذكرته يسرا للتو .. فكيف لها ان تعلم بسر عفاف .. ولكن كانت دهشتها من علم حسن بحمل عفاف أكبر .. فأصاب قلبها ألما مفاجأ من كونه قد طلب من عفاف ان تجهض جنينها وجنين أخيها .. وكأن ما حدث منذ سنوات قد حدث للتو .. ولكنها فى النهاية لم تحاول ان تستفسر من يسرا كيف وصلتها تلك المعلومات عن عفاف .. فالأمر واضح ان حسن هو مصدر علمها .. فمن الواضح ان حسن قد تباهى أو تباسط مع يسرا بما فعله مع عفاف لمصلحة أخيه عبد السلام ..

تجمعت الدموع بمقلتيها وهى تتذكر ظلم أخويها لصديقتها المسكينة .. فلم تملك الا ان تقول ليسرا : من فضلك يا يسرا .. ياريت متجبيش سيرة عفاف تانى .. ولو حسن فكر انه يطلقك .. أنا أول الناس اللى حقف ضده .. وأوعى فى يوم من الأيام تضعفى بسبب حبك له .. ولو طلب منك تنزلى اللى فى بطنك ترفضى بشدة .. اتمسكى بطفلك لآخر نفس فى حياتك .. لأنك لو نفذتيله طلب زى ده .. هو نفسه حييجى عليه اليوم اللى يندم فيه بشدة انه اجبرك على كده .. وانتى كمان عمرك ما حتسامحى نفسك على ذنب زى ده .. عايزاكى تكونى شجاعة وتتمسكى بحقوقك مع حسن أو مع غيره ..
يسرا : أنا متشكرة أوى يا أحلام .. بصراحة مش عارفة اقولك ايه .. انتى رديتلى روحى .. بجد انتى تستاهلى كل خير .. دلوقتى بس عرفت ليه كل اللى بيقرب منك ويعرفك كويس يحبك .. بس اللى محيرنى انتى ليه لغاية دلوقتى ما اتجوزتيش .. سألت يسرا بعفوية ثم شعرت بالندم على انطلاق سؤالها هذا الذى قد بدا محرجا لأحلام .. ولكنها فوجئت بأحلام تبتسم بسخرية وهى تقول : الجواز بالنسبة لأى بنت مفيش أسهل منه .. لكن بالنسبالى مشكلة .. ومشكلة كبيرة كمان .. ثم سكتت عندما لاحظت يسرا وهى جاحظة العيون .. لكنها عادت فأكملت كلامها : لا .. ماتخليش تفكيرك يروح لبعيد .. الموضوع ببساطة انى مش ناوية اتجوز الا اللى قلبى يرتاح له .. مش لازم احبه وادوب فيه .. لكن على الأقل اطمنله واكون مرتاحاله .. والحب اكيد حييجى بعدين .. وعلى فكرة ياما بيوت استمرت بالجوازات التقليدية .. اقصد اللى بيسموها جوازات صالون .. وياما بيوت اتهدت وجوازاتها فى الأصل عن قصص حب استمر سنين قبل الجواز .. الموضوع ما بتحكمهوش قاعدة معينة ..
يسرا : افهم من كده انك محبتيش لغاية دلوقتى ..
احلام :دلوقتى اللى هو السن يعنى .. ولا دلوقتى اللى هو الشبان اللى قابلتهم فى حياتى .. ومفيش حد لقيت فيه اللى يخلينى اوافق عليه ..
يسرا : فى الحقيقة انا كان قصدى السن .. لكن طالما انتى ذكرتى حاجة تانية غيره .. يبقى اعتبرى قصدى الاتنين ..
أحلام : أنا قابلت شبان زى اى بنت .. صحيح هما مش كتير .. فيه منهم الكويس ومنهم اللى قلبى ما ارتاحلوش .. ثم تذكرت احمد وقالت : وفيه منهم اللى حبيته .. هنا جحظت عيون يسرا .. ولكن تلك المرة كانت بفعل الفضول الذى كاد ان يقتلها لتعرف من هو ذلك الرجل الذى استحوذ على قلب احلام وتتكلم عنه بكل تلك المرارة التى تراها على قسمات وجهها .. فقالت بلهفة : بجد .. انتى حبيتى راجل زى باقى البنات ..
احلام .. ولا تزال المرارة على قسمات وجهها : أيوة يا يسرا .. ويمكن هو ده اللى خلانى اقرر انى لما آجى اختار .. اختار بعقلى .. أما بالنسبة لقلبى .. فزى ما قلتلك .. يكفيه انه يكون مرتاح للشخص اللى حرتبط بيه ..
ازداد فضول يسرا وهى تعاود لتسأل : يا ترى حكون فضولية لو سألتك مين الشخص ده اللى قدر يخلى احلام تحبه ..
لم تتفاجأ احلام بسؤال يسرا .. فابتسمت وهى تقول : صدقينى هو شخص مش مهم اننا حتى نجيب سيرته .. وبعدين تعاليلى هنا .. انتى محسسانى انك قاعدة تتكلمى مع الأميرة ديانا .. مش احلام اخت حسن جوزك ..

تلك المرة تفاجأت احلام عندما سمعت يسرا تقول : ومين الأميرة ديانا جنبك .. دى واحدة تعيسة اتجوزت أمير عمره ما حبها .. لكن انتى حاجة تانية خالص .. أنا طول عمرى بشوفك أجمل وارق بنت فى الحى كله .. وسمعت عن اخلاقك الطيبة والبسيطة اللى تخلى الكل يحبك ..
مزحت احلام وهى تبتسم ليسرا : افهم من كلامك ده انه رشوة علشان آجى على حسن كمان حبتين ..
ضحكت يسرا وهى ترد عليها : لا بجد يا أحلام أنا فعلا بعتبرك مثل أعلى .. ونفسى اننا نبقى صحاب .. حتى لو ماليش نصيب انى اكون واحدة منكم ..
احلام بابتسامتها الرقيقة : وده شيء يسعنى اننا نبقى صحاب يا يسرا ..

تذكرت يسرا الفترة التى تعرفت فيها على كريم وكم كان مبهورا بشخصية احلام .. وليس له حوار معها سوى عنها .. فنسيت أمر حسن والسبب فى تلك المقابلة مع احلام وأخذت تسأل عن احلام .. تريد ان تعلرف عنها المزيد .. فأخذت احلام تجيبها وتحدثها عن نفسها .. وسردت لها الكثير عن حياتها وعن اهدافها فى هذه الحياة .. نسيت يسرا حملها الذى من أجله جاءت تطلب العون من أحلام .. نسيت رغبتها الملحة فى الارتباط بعائلة غنية وميسورة الحال مثل عائلة الشرقاوى .. وقد أخذها الحديث الشيق مع احلام الى مآخذ لم تكن تخطر لها على بال .. أحبت أحلام .. واحبت أكثر ان تكون زوجة لأخيها وجزء من عائلة الشرقوى .. ليس لأنها تحب حسن ولا تستطيع ان تنفصل عنه .. لكن لأن هناك فى عائلة الشرقاوى شخصا مثل أحلام قد جذب قلبها وعقلها .. شخصا افتقدت لوجوده فى حياتها .. وقد كان الأولى بأختها ان يكون ذلك الشخص .. شخصا قد غير من مفاهيمها للحياة .. قد جعلها تعلم من جلسة واحدة ان الحياة بالنسبة للمرأة ليست رجلا وحسب .. الحياة فيها الكثير لنهدف اليه .. فيها الكثير لنهتم به .. والكثير لنحبه ونسعى لتحقيقه أو نيله حين ايقنت معنى .. لا تجعل شجرة واحدة تحجب عنك بقية الغابة ..

عادت يسرا الى بيتها بعد ان فتحت قلبها لأحلام وفتحت أحلام قلبها لها وكأنها باتت تبحث عن صديقة جديدة تكون بديلا عن عفاف التى فقدت صدقاتها وجميعنا يحتاج فى حياته الى صديق .. فالصديق الحق هو كنز يفتقد اليه الكثير منا .. وكما يقولون انه بمجرد ان تبوح لصديق لك عن همومك .. فأنه يحمل عن عاتقك نصف الهموم .. فتشعر براحة كبيرة حيث ان همومك قد خفت عن كاهلك .. كان أمر لقاء أحلام ويسرا الذى لم يرتب له أى منهم ولم يعمل له حساب من قبل أمر مهما لكليهما .. فقد كان بداية تغيير لمشاعر وشخصية يسرا بعد حديثها الطويل مع أحلام .. وهو أول مرة تتحدث مع احلام حديثا مطولا .. ولكنه لم يكن الأخير بعد أن صارت احلام هى اقرب الناس لقلبها..
--------------------------------------------------------------

عادت احلام من لقاءها مع يسرا وهى تحمل مسئولية اقناع حسن باتمام الزواج منها فى اقرب وقت حتى لا يفتضح أمر حملها .. تعلم ان المهمة صعبة .. تهاب من اخيها وعقليته الذكورية الشرقية المتحجرة .. تخشى عودة شبح علاقة يسرا وكريم يؤثر على قرارات حسن .. تخاف ان يتكرر سيناريو عفاف من جديد ..

عاد حسن فى المساء واجتمع الجميع على العشاء .. ولكنه ظل بحجرته لم يخرج منها .. فقالت زينب : هو حسن ليه مجاش يتعشى ياولاد .. قومى يا ايمان قوليله العشا جاهز ..
ردت ايمان بعصبية : يووه .. هو مفيش غير ايمان فى البيت ده .. روحى يا ايمان .. تعالى يا ايمان ..
وجدتها احلام فرصة لتبدأ حوارها مع حسن .. فقامت من مكانها وهى تقول : خلاص يا ستى .. خليكى قاعدة مستريحة .. أنا حروح اقوله ..
ردت زينب منفعلة على ايمان : روحى يا شيخة منك لله .. قومتيها وهى الشقيانة طول اليوم .. بين طبخ وتنضيف ومشاوير السوق كمان .. انتى يا بنت انتى معندكيش دم .. مش شايفاها شايلة البيت لوحدها من سنين وانت عاملة فيها هانم .. ولا فاكرة نفسك لسه صغيرة ..
ايمان مازحة باستفزاز ودلال : أيوة لسه صغيرة .. وحفضل صغيرة لحد ما اتجوز واسيبكم ..
زينب : مش بقولك معندكيش دم ..

كانت احلام قد تركتهم يتجادلون ويتلاومون وذهبت الى حسن و دخلت حجرته بعد ان طرقت بابه وسمح لها بالدخول .. فوجدته مستلقيا فوق سريره بملابسه ينظر شاردا الى سقف الحجرة .. فبادرت تقول : ايه يا حسن .. مش حتتعشى معانا ولا ايه ..
حسن وهو لا يزال شاردا : لا يا احلام .. اتعشوا انتم انا مليش نفس ..

اقتربت منه احلام وهى تعلم ما يدور بذهنه وتعلم ما يجثوا على صدره من هم .. ارادت ان تجعله هو من يبدأ بالكلام ويقول لها ما يجيش به صدره .. أرادت ان يصارحها بما يمر به حتى لا يعند اكثر اذا ما ابلغته بلقاءها مع يسرا وما أخبرتها به من أمر حملها ورغبته فى تطليقها .. فقالت : مالك يا حسن .. شكلك مضايق ..
رد بفتور : لا ابدا .. متشغليش بالك .. حاسس انى مخنوق .. شوية كده والخنقة دى حتروح لحالها ..

فى هذه الاثناء سمع كلاهما زينب تنادى : ما تيلا ياولاد .. انتى رحتى تجبيه يا احلام ولا تقعدى تتسايرى معاه ..
ابتسمت احلام وهى توجه كلامها لحسن : بقولك ايه يا ابو على .. روق كده وتعالى اقعد معانا على العشا وأنا متأكدة ان نفسك حتنفتح لما تشوف طبق البيض بالبسطرمة اللى بتحبه .. وبعد العشا نقعد نرغى انا وانت شوية و اضيعلك اى خنقة عندك ..
رد حسن بيأس : تفتكرى ..!!
احلام وهى تجذبه من يده : افتكر .. هو أنا عمرى وعدتك بحاجة ومحصلتش .. يالا يالا بلاش كسل احسن اطلع واقول لزينب ان ملكش نفس .. وساعتها مش حتخلص من اسإلتها يا حبيب أمك ..

قام حسن معها من مكانه متثاقلا بعد خوفه من ضغط زينب عليه اذا ما علمت انه ليس على ما يرام ..

جلس الجميع كعادتهم على طاولة العشاء.. باستثناء عبد السلام الذى غادر الى المدينة المنورة للعمل بها .. فبادر ابراهيم يقول : ياه ياولاد .. بقالنا كتير ما اتجمعناش على العشا كلنا زى النهاردة .. بس تعرفوا .. الواد عبد السلام واحشنى اوى وقاطع بيا غربته ..
دمعت عيون زينب وهى تقول : اى والله يا ابراهيم .. يا ترى يا حبة عين امه عامل ايه ..
رد على : حيكون عامل ايه يعنى .. أكيد مبسوط بمجاورة النبى عليه الصلاة والسلام .. يا بخته ..
ابراهيم : عليه الصلاة والسلام .. طيب ايه رأيكم لو ربنا مد فى عمرى نعملهاله مفاجأة ونطلع كلنا كده بشلة المعلم عمرة فى رمضان الجاى .. أهو منها ناخد ثواب العمرة .. ومنها نطمن عليه ونفرحه ..
ردت احلام : ربنا يديك الصحة وطول العمر يا بابا .. والله فكرة حلوة .. احنا بقالنا كتير مطلعناش عمرة ..

كان كريم فى هذه الاثناء يفكر فى وعده لديما بقضاء رمضان هذا العام عند جدتها ببيروت كما اتفقت معه .. فى حين كان حسن فى تلك الاثناء يفكر مصيبته مع يسرا .. أما عاصم .. فكان يفكر فى طلب هدى ان يتمموا الزواج بعد رمضان هذا العام مباشرة .. وكانت ايمان تفكر فى ان رمضان هو الشهر الوحيد الذى تستطيع فيه ان ترى سعيد صاحب كريم يوميا حين تذهب لنفس المسجد لتصلى صلاة التراويح .. فتستطيع ان تلقى عليه نظرة بعد انقضاء الصلاة حين يقف سعيد بعد الصلاة مع اصحابه أمام المسجد ..
كان كل منهم يفكر فى عذر يقوله لوالده فيما بعد حتى يعتذر عن ذهابه للعمرة بالرغم من انه بداخله يتوق لتلك الرحلة المباركة .. ولكنها جاءت فى وقت لا يناسب ظروف أى منهم .. أما على وأحلام ومعهم زينب فقد شعروا بسرور كبير لرحلة العمرة ولقاء عبد السلام ..

ساد الصمت بينهم .. الى ان لاحظ ابراهيم حزن وشرود حسن .. فسأله : مالك يا حسن .. ليه مش بتاكل زى باقى اخواتك .. دى حتى احلام متوصية بالبيض والبسطرمة اللى بتحبهم ..
انتبه حسن لسؤال ابيه .. فأجابه : هه .. لا مفيش .. أنا بس حاسس انى مليش نفس للأكل ..
تدخلت زينب : مالك يا حبيبى .. انت كويس .. حاسة انك مضايق من يوم عيد ميلادك .. تكونش المزغودة مراتك مزعلاك ..
حسن بهدوء : لا يا أمى .. يسرا ملهاش دخل باللى انا فيه .. أنا بس مخنوق شوية .. زعلان على جمال وأنور .. كل واحد فيهم حاله متسرش ..
ردت زينب بحسرة على الشابين : يابنى هما اللى عملوا فى نفسهم كده .. واحد تاجر فى المخدرات لغاية ما أذى بيها نفسه وأذى صحبه .. وأخرتها اترمى بسببها فى السجن .. والتانى جرى ورا الهباب اللى بيسموه البودرة لغاية ما بقى مدمنها وعدمته العافية ..
حسن بحزن : ما هو ده اللى مزعلنى يا أمى .. ربنا يفك اسرهم .. مع انى مبقتش مبسوطة من جوازك بأخت الزفت اللى اسمه جمال ده بعد ما بقى خريج سجون ..
ردت أحلام : خشيت أحلام ان يقوى كلام زينب قلب حسن على تطليق يسرا فقالت : طيب وهى ذنبها ايه يا أمى علشان ناخدها بذنب أخوها ..
زينب : واحنا كمان ذنبنا ايه .. يرضيكى ان ولاد أخوكى خالهم يبقى تاجر مخدرات ورد سجون ..؟!!

اراد ابراهيم ان يغير دفة الحديث فتوجه بالحديث الى على يسأله : وانت يا على ايه اخبارك .. مش ناوى بقى تيجى تمسك حاجة فى الشغل مكان عبد السلام .. المحل كبير يابنى ومحتاج مجهودكم ..
قاطعه عاصم بحقد : هو أنا يعنى كنت قصرت معاك يا حاج ..
ابراهيم .. بقرف : أنا ما وجهتلكش الكلام يا عاصم .. واظن انى قلتلك قبل كده لما اكلم حد من اخواتك بخصوص شغله فى المحل متدخلش .. وبعدين أنا مش عارف انت ايه اللى مضايقك ان حد من اخواتك ييجى يشتغل .. على الأقل يخفوا الحمل من علينا يا أخى .. ولا عايزهم يبقى عندهم المحل ده ويروحوا يشتغلوا مع الغريب ..
رد عاصم بضيق وتلعثم : أنا مقلتش حاجة يا حاج .. أنا بس خايف على تعبهم .. يعنى لو حيشتغلوا بشهادتهم فى شركات على مكاتب مش يكون اريح لهم ..
ابراهيمبضيق : خليك انت بس فى حال .. أنا مجهز لكل واحد فيهم شغله .. وبعدين هو على ده مش خريج تجارة .. يعنى بيفهم فى الحسابات .. خلاص .. أهو ييجى يمسك حسابات المحل .. وتتفرغ انت بقى للبيع وادارة العمال ..
عاصم : الحسابات ..
ابراهيم : أيوة الحسابات .. أمال يعنى عايزه ييجى يشتغل عامل .. أهو حسن والحمد لله بقى مسئول عن قضايا المحل .. ده غير شغلته فى السجل المدنى خلى علاقاته مع الجهات الحكومية بقت عال .. وعلى يمسك الحسابات وتبقى انت مسئول عن العمال والبيع والشرا .. وكده اقدر أنا اريح شوية .. ثم فكر ابراهيم فى زواجه الجديد الذى لا يعلم احد عنه شيء فمهد يقول : أنا خلاص كبرت ومجهودى بقى على اده .. كفاية علي السفر مرة فى الاسبوع علشان الصفقات اللى بعملها مع تجار القاهرة الكبار .. ده انا حتى مبقتش قادر اروح وارجع فى نفس اليوم ولا حتى اليوم اللى بعده .. لازم اريح يومين هناك قبل ما ارجع ..
عاصم : اللى تشوفه يا حاج ..
تدخلت زينب : ربنا يديك الصحة يا أبو حسن .. بس مش الأحسن يا خويا لو قلنا للواد عبد السلام يرجع يساعد هو كما فى المحل .. ويروح وييجى معاك بدل ما بتسافر لوحدك ..
ابراهيم : لا يا زينب .. سيبى عبد السلام على راحته .. هو مستريح هناك جنب الرسول .. ولو حابب يرجع سبيه يرجع من نفسه .. من غير ما نضغط عليه ..
زينب : اللى تشوفه يا أبو حسن ..
انتهى العشاء ودخل حسن الى حجرته من جديد .. فأنهت أحلام مهمتها فى نقل صحون الطعام الى المطبخ .. ودخلت من جديد الى حجرة حسن الذى بادر يسألها : انتى ايه حكايتك معايا النهاردة يا أحلام ..؟
ابتسمت احلام وهى تقول : لا حكاية ولا حاجة .. كل ما فى الأمر انى عايزة اطمن عليك .. ولا ده بيضايقك ..
حسن : معقول يا لومة أنا اضايق منك .. ما قلتلك يا بنت الناس .. أنا كويس .. هى خنقة وحتروح لحالها ..
احلام : ولو قلتلك انى مش مقتنعة ان اللى مضايقك موضوع انور وجمال زى ما قلتلنا على العشا ..
حسن : ايوووه عليكى يا لومة .. أمال حيكون ايه يعنى ..؟
احلام : والله أنا مخمنا حاجة كده وافتكر انها هى ..
حسن : وايه هو اللى انتى مخمناه يا فصيحة اخواتك ..؟
احلام : ماشى اتريق علي زى ما انت عايز .. بس بزمتك مش اللى مضايقك خلاف بينك وبين يسرا ..
زفر حسن طويلا ثم لم يجد ما يقوله .. وكأنه يصدق على ما تقول .. أو يريد أن يتحدث معها و يلقى بحمل من فوق كاهله .. فعادت احلام تقول : شوفت .. يبقى كلامى صحيح .. إرر بقى واعترف .. انت رجعت اختلفت معاها تانى ولا ايه ..؟
سكت حسن طويلا قبل ان تحثه احلام من جديد حتى يخرج ما بصدره .. فقالت : يابنى اتكلم متوجعش قلبى .. قول .. وان شاء الله حتلاقى عندى الحل لأى مشكلة بينكم ..
تكلم حسن اخيرا : المشكلة عندى أنا .. هى بصراحة معملتش معايا اى مشاكل .. وبتتمنالى الرضا .. بس أنا اللى معدتش مستحمل وجودها فى حياتى .. حاسس انى مبحبهاش ومش قادر أكمل معاها .. دايما بفكر انها سلمتلى نفسها بسهولة .. وكمان حكايتها القديمة دى مع الواد كريم ..
أحلام : وايه اللى منعك .. طالما مش قادر تتحمل وجودها فى حياتك ..
حسن : مفيش حاجة منعانى .. كل الحكاية انها صعبانة علي ..
أحلام : يبقى بتحبها يا حسن .. وكل الحكاية انك مش قادر تتحمل فكرة انها سمحتلك تغلط معاها .. أما بخصوص انها سلمتلك نفسها دى فخلينى اقولك انك ظالمها بتفكيرك ده .. لان اى راجل وست لو اختلوا ببعض فالحتمال الكبير انهم حيضعفوا وحيصل بينهم اللى حصل ما بينكم .. وعلى فكرة ده مش كلامى .. ده كلام اللى احسن منى ومنك ومن الناس كلها .. كلام النبى عليه الصلاة والسلام .. وبعدين ما تحاسب نفسك يا أخى قبل ما تحاسبها .. هو حلال لك انك تضعف وحرام عليها .. ايه المنطق الغريب فى كده .. سكتت قليلا ثم أكملت ..
حسن : يمكن .. ثم سكت يفكر قليلا وعاد يقول : طيب وموضوعها مع الأخ كريم ..
زفرت احلام وهى تقول : هو انت يابنى مش حتنسى الموضوع ده .. ما أنا قلتلكك موضوعها مع اخوك ده انتهى قبل ما ينتهى .. وبعدين ما انت كنت عارف .. ايه بقى اللى خلاك تتقدم لها .. خليك منصف يا حسن .. مش بعد ما نلت منها غرضك تسيبها .. صدقنى ربنا بيمهل ولا يهمل .. لو ظلمتها حتتردلك فى حد يهمك .. سكتت أحلام مرة اخرى ترتب افكارها وكلامها ثم قالت : اسمعنى كويس يا حسن .. يسرا أو أى بنت عبارة عن لحم ودم ومشاعر .. زيها زى الراجل .. هو برضه كمان عبارة عن لحم ودم ومشاعر .. و أى بنت بتتعرض لكلام حلو مشاعرها بتتحرك زى مشاعرك بالظبط وبيحصل اللى حصل لو الظروف سمحت بكده .. اقصد لو حصل خلوة .. وعلشان كده الرسول عليه الصلاة والسلام حذرنا من الخلوة بين الراجل والست .. لأن وقتها الشيطان حيحلى ليهم الخطيئة .. يعنى اللى حصل ما بينكم ده طبيعى طالما حصل خلوة .. ولو محصلش غير كده يبقى انتم ملايكة مش بنى آدمين .. وبعدين حرجع تانى واسألك ..هو حلال لك وحرام عليها .. ما أكيد انت اللى فضلت تزن عليها وتدغدغ مشاعرها لغاية ما ضعفت وسلمتلك نفسها .. ولو كانت عملت عكس كده كنت حتقول عليها باردة ومعندهاش احساس أو مش بتحبك .. صحيح هى كان لازم تقاوم بصرف النظر عن رأيك فيها .. بس الواضح انها بتحبك ومقدرتش تقاوم مشاعرها اكتر من كده ..
حسن : يعنى لو انتى مكانها .. كنتى حتسلمى للى بتحبيه .. ؟
احلام : بصراحة سؤالك بايخ و مش المفروض انك توجهولى .. لأن المفروض انك عارف انى من الأول مش حسمح بخلوة بينى وبين اى راجل .. وخصوصا لو كنت بحبه .. لأنى فعلا ساعتها ممكن اضعف ومشاعرى تتحرك ناحيته .. علشان كده البعد عن الشبهات افضل وأحوط ..
حسن : طيب وحبها لكريم ..
أحلام : يا أخى ما قلتلك الموضوع ده حصل قبل ما تتقدم لها .. وكان لعب عيال وراح لحاله .. كريم دلوقتى واقع لشوشته مع زميلته ديما .. وأنا متأكده ان يسرا هى كمان نسيت الموضوع ده تماما .. سكتت للحظة ثم اكملت .. يا حسن انت اخدت خطوة فى موضوع جوازك فبلاش تضيعها علشان وساوس غلط .. مفيش حاجة اسمها ان البنت لو ضعفت وغلطت مع خطيبها تبقى هى لوحدها المسئولة عن ده .. او ان الراجل لازم يسيبها علشان هى ممكن تغلط مع غيره زى ما غلطت معاه .. وبعدين لو أنا كنت مكانها .. ياترى حيكون ايه شعورك ولا تصرفك لو حد عمل معايا كده ..
انفعل حسن كأن عقربا قد لدغه وهو يقول : ده أنا كنت جبت رقبته فى وسط الشارع ..
احلام : شوفت .. أد ايه الموضوع بيوجع .. يبقى ليه بتعمل معاها اللى مش بتقبله على اخواتك .. حرجع تانى واقولك يا حسن .. داين تدان ..
أطرق حسن الى الأرض وصمت طويلا .. ثم قال بحروف متقطعة : يسرا حامل يا أحلام ..
جحظت عينى أحلام وكأنها تفاجأت ثم قالت : ايه .. بتقول ايه ..؟
حسن : بقولك انها حامل ..
احلام : وناوى تعمل ايه ..
حسن : مش عارف .. كنت بفكر انها ..
وضعت احلام يدها على فمه وهى تقول : أوعى .. اوعى تنطق بيها يا حسن .. مش حتعملها مرتين .. أوعى ترتكب نفس الذنب .. والمرة دى فى ابنك .. قتل النفس مش بالساهل .. وما تنساش انت قبل كده شاركت فى قتل نفسين مش نفس واحدة ..
حسن وقد اصابت كلمات أحلام ضميره بوخزة مؤلمة لذلك الذنب الكبير الذى ذكرته به : يعنى عايزانى أعمل ايه .. شكلنا حيبقى ايه قدام الناس لما يعرفوا انها حملت منى قبل دخلتنا ..
احلام بثبات : يسرا مراتك .. ومحدش له عندكم حاجة .. وبعدين احنا ممكن نلم الليلة وتتجوزا بسرعة .. يعنى ممكن نجهز كل حاجة وتتجوزوا فى اقل من شهر ..
حسن : وامك وابوكى مش حيشكوا فى حاجة ..
احلام : اديك قلتها امك وابوك .. يعنى حتى لو عرفوا هما ستر وغطا ليك .. بالله عليك يا حسن .. فكر كويس .. وأوعى تكون سبب فى قتل ضناك ..

لمست كلمات احلام الأخيرة قلب حسن .. وحركت بداخله مشاعر الأبوة .. فقام من مكانه .. وأخذ يمشى فى الحجرة أمام احلام .. يفكر ويتخذ قرارا .. ثم قال بعد عدة لحظات : خلاص يا أحلام .. أنا حعمل زى ما انتى بتقولى .. أنا حسرع موضوع جوازنا .. ويبقى هو ده نصيبى ..
احلام وهى تتجه اليه وتحتضنه وهى تقول : عين العقل يا خويا .. ربنا يكملك بعقلك .. ويجعلهالك حسنة الدنيا ..

عاد حسن يستلقى على سريره بعد ان اقنعته احلام بإتمام الزواج من يسرا وعدم التخلص من طفله الذى يقبع برحم يسرا .. استلقى ينظر من جديد الى سقف الحجرة .. يفكر فى الخطوة التالية .. فبالأمس كان يفكر بالتخلص من يسرا وبذل ما يستطيع من جهد كى يعيد علاقته بأسماء من جديد .. فقد انشغل قلب حسن بأسماء أكثر من ذى قبل .. ربما من مبدأ الممنوع مرغوب .. وانشغل بالعمل عند نبيل المحامى .. ولكنه لم يكن محاميا ماهرا .. فكان يسند اليه ابسط القضايا .. ولولا انشغاله بعلاقات خاطفة مع بعض زبائن المكتب أو الزميلات لترك العمل بهذا المكتب .. فقد كان يشعر انه يبذل مجهودا كبيرا فى عمله بمحل ابيه وعمله بمكتب المحاماة الى جوار عمله بالوظيفة الحكومية كأمين سجل مدنى .. ولكنه فى النهاية كان قلبه لا يزال يبيت كل يوم على اعتاب اسماء ..

عاد حسن كالعادة الى يسرا .. و أخذت علاقته بها تتطور وهم يستعدون للزواج السريع .. وعاد يتعلق بها من جديد .. أو بالأحرى يتعلق بمتعته معها .... ولكن كان تعلقه بها هو فقط مجرد تعلقه بمتعته معها التى يجدها وقتما رغب فى ذلك ..

وبين خضم حياته الغريبة كان متعاطفا بشدة مع سهى وجمال وما حدث لهما وان اختلفت اسباب حبس كل منهم .. فكان يداوم على زيارتهما فى السجن .. ومن جهة أخرى كان يراعى ام سهى التى مرضت مرضا شديدا بعد ان اصبحت وحيدة بعد ان طلقها حسان زوجها المستغل وتركها بحسرتها على اسرتها التى تفرقت .. فالكبيرة حبيسة بالسجن بتهمة مخلة بالشرف .. والصغرى لا تعلم لها مكان ..
----------------------------------------------------


Mamdouh El Sayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:11 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.