آخر 10 مشاركات
1099 - اسرار الماضي - جوانا مانسيل - د.ن (الكاتـب : Gege86 - )           »          صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          مذكرات مغتربات "متميزة ومكتملة " (الكاتـب : maroska - )           »          غيث أيلول -ج5 سلسلة عائلة ريتشي(121)غربية - للكاتبة:أميرة الحب - الفصل الــ 44*مميزة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          روايتي "حمل الزهور ألي كيف أردهُ؟ وصبايا مرسوم على شفتيه" * مكتملة ومميزة * (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          179- انتقام الورد - جاكلين بيرد (مكتوبة /كاملة )* (الكاتـب : تماضر - )           »          ثَأري..فَغُفْراَنَك (الكاتـب : حور الحسيني - )           »          سفينة الأغبياء (الكاتـب : اسفة - )           »          491 - صرخات وسط الليل - دار ميوزك (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          عديل الروح- شرقية-للكاتبة المبدعة:منى الليلي( ام حمدة )[زائرة] *مكتملة مع الروابط (الكاتـب : أم حمدة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1025Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-08-23, 08:45 AM   #311

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,762
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي


مرحبا.صباح الخيرات نوارة قلبي الجميلة

اين ذهبت يا فتاة
انتظرك منذ عدة أيام
اشعر بانى اقف على الكورنيش متذ فترة وحدى
وحضرتك نايمة في العسل
اظهرى سريعا
وإلا ساوقع عقوبات شديدة
مثل حرمانك من الشوكولا

اسعد الله صباحك أخي ممدوح
وطيب الله جمعتكم بكل الخير والرضا


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-23, 02:50 PM   #312

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,766
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح الخيرات نوارة قلبي الجميلة

اين ذهبت يا فتاة
انتظرك منذ عدة أيام
اشعر بانى اقف على الكورنيش متذ فترة وحدى
وحضرتك نايمة في العسل
اظهرى سريعا
وإلا ساوقع عقوبات شديدة
مثل حرمانك من الشوكولا

اسعد الله صباحك أخي ممدوح
وطيب الله جمعتكم بكل الخير والرضا



مساء الحب والسرور حبيبتي الغالية
جمعة مباركة آمالي الحبيبة...
حقا اشتقت اليك كثيرا كثيرا.....
كنت أقضي العطلة فمنطقة جبلية فلم يكن هنالك نت للأسف
لكن الحمدلله جددت طاقتي هناك وكأنني انتقلت لزمن اخر لكنك لم تروحي أبدا من بالي يا غالية....
وهأنا عدت لأجلس في كل مجالسنا واحاول تدارك كل ما فاتنا...
أحبك جدا يا غالية

shezo and Mamdouh El Sayed like this.

نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-23, 03:00 PM   #313

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,766
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا أخي

جميل جدا المشهد الاول ....
ولم أتوقع حضور إكرام ابدا...
فما الذى تريده ؟ إرضاء زينب بعد أن أخذت إرثها
ام انها لا تريد الآبتعاد فعلا عن وليد؟
أم أن مكرها صور لها أن الموضوع سينتهي هنا وكأن شيئا لم يكن
لاول مرة عقل إكرام وتدبيرها يخونها فلا تتريث قبل ظهورها الكارثي

بينما إصابة زينب بالزهايمر فبوادره بدت منذ فترة
وصدمتها في إبراهيم عجلت به

وكما توقعت فكامل لم يبرأ من تأثير إكرام عليه فردها لعصمته وقد بدا ذلك من سرعته في آلقاء يمين الطلاق حتى لا يتراجع عنه وقد كان

مشهد خروج جمال من السجن وشغب عامر وزهرة خفف من وطأته
وإن كنت لم أتعاطف معه لا سابقا ولاحاليا
فهو إختار مصيره بنفسه
وبخروجه ما اظنه يسكت على حقه لبيت والده الذى انفرد به طارق
ومرور أحلام على ذاكرته ومخيلته ضربا من الجنون لا محل له

ارفع لك القبعة أخى على مشهد الابالسة هدى وهيام
وهما يستعرضان مهاراتهما في الإستيلاء على اموال غيرهم
مع إرتداء هدى مسوح الرهبان وإستنكارها سرقة الاموال او القتل
وان ذلك حرام مع أنها تعلم أبليس قواعد المكر والتخطيط
والسعى وراء المال بكل طريقة

ربما ما يجعلها تقول ذلك ليس قناعة بل حسرة عندما ترى حال عائلة الشرقاوى يعود لسابق عهده لأنهم لم يرتكبوا الإثم او مالهم كان حراما

بينما يتبخر الحلال والحرام بثانية وهدى تنصح هيام بقتل مليجي
وللاسف الامر يبدأ كذلك وجريمة تجر أخرى
وبالأخير يخسر كل شئ فلا سر يظل مخفيا للابد
وفى خضم صراع الاختين على المال ينسون مشكلة هند والتى يتوعدون فيها فريد كل مره ثم ينسون امره



مساؤك فل وياسمين حبيبتي الغالية...

حقا أنا اشفقت جدا على زينب وألمني قلبي عليها.. فهذا المرض أسوء مما تتصورين وبوادره عندها ابتدأت من وقت وفاة زوجها.. لكن صدمتها به عجلت في سوء حالتها....
جمال الثاني أخو يسرا اظن مشهده متقدما جدا في الرواية فأبناء حسن الآن أصغر بكثير أظنه بعد خمس سنوات او اكثر ولا بد أن الكثير من الاشياء تغيرت في ذلك الوقت...
أما الشيطانتين هدى وهسام فحقا يصدمانني بكمية الحقارة التي صارت تجري في دمهم.. فمن كثرة ذنوبهم وآثامهم أصبحت كبيرة كالقتل أمرا عاديا جدا عندهم...

shezo likes this.

نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-23, 03:01 PM   #314

نورهان الشاعر
 
الصورة الرمزية نورهان الشاعر

? العضوٌ??? » 477398
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,766
?  نُقآطِيْ » نورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond reputeنورهان الشاعر has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير والسعادة....

ما العمر إلا صور فانية.. جمعتها الذاكرة في شريط طويل شكل كل اللحظات التي صورتها الروح في عالم الموجودات.. ليمنحها وقتا إضافيا تعيشه في حيز الماضي اللامنتهي... فحين هي إنتهت من الحاضر إختبأت بين سراديب غامضة تعود لها الروح كل مرة لتستأنس بها.. وكأنها تزور شخصا عزيز تصل معه الود كل مرة...
من لا ماضي له.. لن يكون له حاضر ولا مستقبل.. فالزمن سيطرده من دائرته.. ليصبح بوجوده غائبا.. فهذا الكون الفان بني على أساس الزمان ثم المكان.. وبدونه يفقد كل خواصه وتهيم النفس دون ان تلقى حالها..!
في ذاكرتنا جزء من هويتنا وشخصنا.. إن هي تاهت عنا.. تهنا عن نفسنا.. وأضعنا إلينا الطريق..!

يتمنى الإنسان أحيانا أن يمحو ذاكرته ليغيب حزنه.. فيحلم أن كتاب عمره بيديه.. يحذف منه السطور التي تلائمه.. ويكتب غيرها كما يشاء.. يعادلها وينسقها.. ليرتاح كل ما زارها ونظر إليها..
لكننا لا نكتب ذاكرتنا أبدا بل هي من تكتبنا..!

ذاك الوحش الرهيب المسمى بالزهايمر.. لا يأكل الذاكرة فحسب.. بل يقضي على تعقل الإنسان وإنسانيته.. فيصبح غريبا عن نفسه غريبا في الدنيا..! فلا يصير الإنسان إلا جثة تهيم في الأرض وتضيع بين طرقات ذاكرتها المهدومة.. بعد أن سقطت عليها قذائف الألام طوال عمرها حتى حولتها إلى حطام كبير... وذكرى مدينة كانت قائمة يوما.. فأنهى الفناء كل حياة فيها..!
زينب قد وصلت للحد الاصعب من المرض فإنقلبت ذاكرتها تخلط الأحداث بدرجة مهولة وتمحوهم بسرعة البرق لقعر ليس له وجود.. فالصدمة التي تعرضت لها.. كانت كفيلة في جعل المرض يتفاقم عندها بسرعة البرق.. ليتحول من مجرد نسيان عرضي قد نتعرض له جميعا.. إلا تلف حقيقي...!
وقد كان أول ما محته بسرعة ولم تقدر عليه هو خيانة زوجها... حتى لم تتذكر إكرام. لإرتباطها به..
مؤلم جدا هذا المرض البشع الذي لا أرى افجع منه.. فقد عاصرته تجربة حقيقية كانت متعبة لقلبي وأتمنى أن لا يبتلي الله به أحدا من عباده......
وهي بداية الألام والمتاعب عند اسرة أحلام بمعرفتهم لهذا الخبر المفجع..!

أحزان الحياة لا تنتهي وأفراحها تأتي محملتا بمآثم.. فلا تكاد تذوق حلاوتها إلا وقد إنتهت بصدئ الألم..!
أحلام حصلت على طلب زواج جمال بعد أن إلتهت عنه بمصابها الأليم في أمها.. وقد نسبت نفسها فيها.. وكأنها تود أن تكون لها ذاكرتها الممتدة بعد أن خانتها الذاكرة.. وخزن قلبها حب زوجها النقي دون ان يخالطه صدأ الخيانة...!
فكم محزن انها لن تعيش حقا هذه اللحظة التي إنتظرتها طويلا.. وذاكرتها قد خانتها.. وإن نطقت في لحظة مسروقة من الزمن.. جملتها العاقلة..ألا ان الريح سرعان ما ستضيعها من نفسها.. لكنها ستظل راسخة في قلوب أحبتها..!
قد لا يصنف الزهايمر مرضا قاتلا لأنه لا يقتل الجسد.. لكنه قادر بسهولة على قتل الروح وإتلافها...

قفزة زمنية في الرواية.. تطلعت لمستقبل أحرقت على حافته السنين بكل ثقل أحزانها...
عودة جمال لبدايته الجديدة وهو يعود لحياته التي تركها ولن يجدها أبدا كما تركها.. فترى ماذا خبأت السنين خلال هذه المدة الطويلة لكل الأبطال؟!
حقيقة لم اخذ بالي بأن أخ يسرا وخال ديما يتشركان في نفس الإسم إلا الآن فقد نسيت ذلك تماما بغيابه..

ثم نعود مجددا إلى الحاضر.. او ربما هو قد صار ماضيا.. وهدى التي ظهرت للحظة ملاكا واعضا وهي تنصح شقيقتها وتريها أغلاطها وتقصيرها.. وقد استحضرت آيات الله فيهم.. فهو سبحانه قد زرع في الكون كامله مواعضه ورسائله.. لكن قل من يتعض...!
وإنقلبت هدى بسرعة من واعضة إلى شيطان محرض قد زرعت في عقل هيام فكرة قتل ميلجي وزينتها.. وحقيقة هكذا هي الذنوب تجر بعدها بعدا.. ومع أول زلة للقدم في منحدرها ينساق إلى أسفل السافلين..!
فصل جميل كالعادة.. أحسست أن فيه شيئا مختلفا من صعوبة المشاعر واختلافها....

shezo and Mamdouh El Sayed like this.

نورهان الشاعر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-23, 09:23 PM   #315

Mamdouh El Sayed

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Mamdouh El Sayed

? العضوٌ??? » 461172
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 374
?  نُقآطِيْ » Mamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond repute
افتراضي مــا بين الواقــــــع والأحــــــلام .. (الجزء الثانى من سلسلة الأحــــــلام)

ما بين الواقــــــــــــع و الأحــــــــــــــــــــل ام

الفصـــــل التاسع والثلاثون


وأخيرا .. تمت خطبة احلام على جمال فى حفل اسرى بسيط لم يحضره سوى الاسرتين و أنور وزوجته .. حضره ايضا جمال أخو يسرا الذى جلس وحيدا .. مبتسما بحزن .. فى ركن من اركان البيت ينظر الى احلام وقلبه يقطر دما على حبه الذى ضاع منه .. ليس اليوم .. لكن منذ زمن بعيد .. منذ ان زلت قدمه فى تجارة المخدرات .. كان يحدث نفسه حديثا ظل يردده سنوات وهو بين جدران السجن .. انه أخطأ وأضاعها من يده .. ربما لو سلك مسلكها وثابر وعمل بعمل شريف وأكمل تعليمه مثلما فعلت .. ربما كان هو الآن مكان خطيبها الذى يحمل نفس اسمه .. لكن مع الأسف .. قد تعجل .. واليوم يجنى قلبه حسرة خسارتها للأبد ..

مرت الأيام على احلام وهى فى سعادة غامرة لم تعش مثلها من قبل .. فالرومانسية والحنان اللذان غمرها بها جمال جعلاها وكأنها تعيش فوق سحابة من السعادة .. تنظر الى العالم اسفلها ولا ترى منه سوى جمال والجمال .. فتلاشت كلمة القبح من أى شيء فى حياتها و قد محى قربه منها وحنانه عليها كل ذكرياتها الأليمة .. ولولا مرض أمها لشعرت انها تعيش أيامها تلك فى الجنة .. حتى بعد ان غادر الجميع البيت كل إلى مسكنه وسافر كريم وديما الى إفريقيا للعمل والاقامة بها .. كان وجود جمال فى حياتها كفيلا ان يمحو مخاوفها السابقة .. فكم كان رقيقا وعطوفا عليها .. لا يرفض لها طلبا .. بل ربما حققه لها قبل ان تطلبه .. حتى حين طلب منها ان يعقد القران ويتزوجوا .. حقق لها طلبها بأن يعطيها وقتا كى تطمئن على صحة امها وفى نفس الوقت تكون تأكدت من عمق مشاعرها ناحيته .. لم يغضب ولم يعاتبها .. بل تفهم وقدر ما تريد ولبى لها رغبتها مبتسما و دون نقاش ..

كان يعاملها كأميرة حالمة .. يختار لها احلى وأرقى الملابس والحلى .. ويأخذها لأفخم المطاعم وحفلات الموسيقى العربية وأفلام السينما التى تعشقها وعشقها هو من اجلها .. فشعرت وكأنها طفلة يدللها والدها من جديد ..

تدهورت حالة امها ولم تعد تتذكر من من البشر سوى إبراهيم .. تعيش معه مراحل عمرها من جديد .. فتارة تشعر وكأنها بنت السادسة عشر وقد فتنت به عندما وقعت فى غرامه وبدأ قلبها ينبض بحبه .. وتارة تشعر انها ابنة الثامنة عشرة عندما تزوجها فعاشت فى بيته أحلى ايام عمرها وارغدها .. وعرفت معنى السكينة والمودة فى كنفه ..

كانت رحمة الله عليها واسعة عندما جعل ذاكرتها لا تتعدى هذا العمر مع ابراهيم .. فلم تعد تتذكر شيئا بعد ذلك .. لا إكرام ولا حتى ابناءها .. لذا لم يكن قرار أحلام فى الزواج سهلا .. فهى من بقيت لأمها بعد ان ذهب الجميع من حولهم .. حتى وقت ذهابها الى الجامعة كانت تعيش فيه على أعصابها .. خوفا من ان يمل من يجلس معها من اخوتها او زوجاتهم الى ان تعود أحلام .. بل بالفعل ومع الوقت بدأ بعضهم يمل ويأتى بالحجج حتى لا يرعاها وقت غياب أحلام.. وقتما تكون بالجامعة او مع جمال .. الى ان جاء يوم وكان الدور على سلوى ان تأتى وتجلس مع زينب صباح يوم حتى تعود أحلام من الجامعة .. فطلبت احلام سلوى فى الصباح الباكر وقالت على مضض : صباح الخير يا سلوى ..
ردت سلوى بعد ان تأفت : صباح الخير يا احلام ..
أحلام : ايه .. انتى لسه نايمة ..
سلوى وهى تتثائب : أيوة .. هى الساعة كام دلوقتى ..
أحلام : الساعة ستة ونص .. معلش .. أنا قلت افوقك بدرى تفطرى لمياء وعلى علشان الامتحان الساعة تسعة ..
سلوى : طيب يا أحلام .. ساعة واحدة وحكون عندك .. حفطر أخوكى ولمياء وحنزل اجيلك .. ثم أغلقت السماعة وعادت تنام مرة أخرى ..

مضى الوقت حتى اصبحت الساعة الثامنة والربع ولم تصل سلوى بعد .. فقامت أحلام بالاتصال بها مرة أخرى : فلم ترد .. عاودت الاتصال .. فرفعت سلوى سماعة التليفون بعد عدد رنات كثيرة .. وقالت وهى تفرك فى عينيها : ألو ..
ردت احلام على الجانب الآخر : معقول يا سلوى .. انتى لسه نايمة .. يا بنتى حتأخر كده على الامتحان ..
ردت سلوى بعد تثاؤب : معلش يا أحلام .. صدقينى راحت علي نومة غصب عنى .. البنت مصحيانى جنبها طول الليل .. أصلها دافية شوية و خايفة تنام لوحدها واخوكى مصمم انها ما تنامش معانا ..
أحلام : سلامتها ألف سلامة .. طيب حعمل انا ايه دلوقتى ..
سلوى : بصى ما تخافيش .. انزلى انتى واقفلى على امى زينب الباب وأنا حلبس وآجى على طول .. مسافة السكة مش حتأخر ..
أحلام : وافرضى قامت وحاولت تدخل المطبخ وعملت مصيبة ..
سلوى : بقولك مسافة السكة وحكون عندها .. انزلى بس انتى واطمنى .. مش حيحصل حاجة بإذن الله ..

لم يكن امام أحلام سوى ان تنفذ اقتراح سلوى .. فتركت امها بالبيت لكنها حين همت بالخروج تلقت إتصالا من حسن يريد ان يطمئن على امه .. فتحدثت معه ونسيت ان تغلق عليها باب الشقة بالمفتاح كما نصحتها سلوى ..

دخلت سلوى ترتدى ملابسها .. لكنها فوجئت بلمياء تنادى عليها .. فعادت ودخلت حجرة ابنتها التى كانت تتأوه من الألم والحمى .. فإقتربتت منها تقول : مالك يا حبيبتى .. حاسة بإيه ..
لمياء : زورى بيوجعنى أوى يا ماما مش عارفة ابلع ..
جلست سلوى على طرف سرير ابنتها ووضعت يدها على جبهتا فوجدت حرارتها مرتفعة للغاية فخبطت على صدرها وهى تصيح : يا حبيتى يا بنتى .. اعمل ايه دلوقتى ياربى .. ؟!!!!

عادت الى حجرتها بسرعة كى توقظ زوجها الذى قام بعد عدة محاولات .. فلما شعر على بخطورة ما تمر به طفلته .. حملها وجرى بها هو وزوجته الى المشفى .. ونسيت سلوى تماما أمر زينب ..

خرج على وسلوى من عند الطبيب بعد ان فحص لمياء وإطمئنا عليها .. فقالت سلوى : بقولك ايه يا على وصلنى لبيت مامتك ..
رد على : إزاى حتروحيلها والبنت تعبانة بالشكل ده .. أنا حوصلك البيت بلمياء وارجع انا اقعد مع امى لغاية ما ترجع أحلام ..
سلوى : طيب .. كده أحسن برضه .. أنا كان قلبى واكلنى على البنت ..

مضت ساعة قبل ان يصل على الى بيت امه .. لكن عند وصوله وجد باب الشقة مفتوح .. فتعجب ولكنه دخل الى الشقة ينادى : أمى .. يا أمى .. يا أحلام .. لم يتلقى إجابة من احد .. فاخذ يبحث عنهما فى جميع الحجرات ولكنه لم يعثر على اى منهما .. فوقف فى مكانه وشعر ان جسده تجمد من الخوف .. فقد أيقن أن امه خرجت .. وربما قد ضاعت ..

جلس حائرا لا يعرف ماذا يفعل الى ان رن جرس تليفونه المحمول .. نظر فى الشاشة وعلم ان حسن يطلبه .. فتح الخط وهو يكاد ان يتجمد من الخوف وهو يقول : ألو .. ايوة يا حسن ..

رد حسن : انت فين يا على .. مجتش المحل ليه لغاية دلوقتى ..
على : لمياء صحيت سخة وحرارتها مرتفعة وروحنا بيها للدكتور ..
حسن : سلامتها الف سلامة .. طيب الدكتور قالكم ايه ..
على : اللوز ملتهبة ..
حسن : خير ان شاء الله .. طيب انت جاى ولا مش حتقدر ..
سكت على طويلا يفكر فى مصيبة زينب .. فعاد حسن يقول : على .. انت سامعنى ..
رد على : ايوة يا حسن ..
حسن : ايوة ايه .. جاى ولا لأ .. فيه بضاعة جاية النهاردة وعايزين نعرف حساباتها ..
ردد على بتردد : حسن .. أمك مش موجودة فى البيت ..
صاح حسن من المفاجأة : ايه .. بتقول ايه .. مين اللى مش موجود يا بنى آدم انت ..
على : أمى يا حسن .. أمى ..
حسن : يعنى ايه .. فهمنى .. ايه اللى بتقوله ده .. أنا مكلم أحلام الصبح وقالتلى انها حتقفل عليها بالمفتاح لغاية ما مراتك تروح لها ..
على : معرفش يا حسن .. انا جيت لقيت باب الشقة مفتوح وامك مش موجودة ..
حسن : يانهار اسود .. يعنى ايه .. اقفل .. انا جايلك على طول ..

أغلق حسنالخط وجرى مسرعا وهو يقول : يادى المصيبة .. نهار ايه ده يا ربى .. فإذا بعاصم يقابله ويسأله : مالك يا حسن فيه إيه .. بتجرى كده ليه .. ايه اللى حصل ..
رد حسن وهو لا يزال يجرى : سيبنى دلوقتى يا عاصم .. أمك سابت البيت ونزلت ..
صرخ عاصم : ايه .. بتقول ايه .. ثم اسرع هو الآخر خلفه وركبا سويا سيارة حسن وفى الطريق قص عليه حسن ما علمه من على ..

دقائق قليلة ووصل حسن وعاصم .. فإذا بعلى جالسا بجوار باب الشقة من الداخل ويضع رأسه بين كفيه .. فصرخ فيه حسن : انت قاعد وحاطط ايدك على خدك زى النسوان ..
على : طيب وانا اعمل ايه يا حسن .. انا نزلت دورت فى الشوارع حوالينا وسألت الناس ومحدش دلنى على حاجة ..
تدخل عاصم : بالراحة يا حسن .. العصبية مش حتوصلنا لحاجة .. احنا ننزل وكل واحد فينا يدور فى اتجاه .. وأكيد هى مبعدتش كتير .. حنلاقيها بإذن الله ..

ذهب ثلاثتهم يبحثون عن أمهم ومرت اكثر من ساعة ولم يحصل أى منهم لها على أثر .. وعادوا الى البيت كل بخيبة أمل ..

جلس الثلاثة فى حيرة لا يعلم اى منهم ماذا يفعل أو يقول .. حتى فوجئوا بأحلام تدخل عليهم وقد وقع قلبها عند قدميها عندما رأتهم مجتمعين فى مدخل صالة البيت وباب الشقة مفتوح .. جحظت عينيها من المشهد فقد ظنت ان مكروها قد حدث لأمها .. اقتربت مرتعبة تسألهم : فيه ايه .. مالكم قاعدين كده ليه .. وايه اللى جابكم .. فين سلوى .. ثم سكتت وعادت تقول : أمى حصلها حاجة .. ؟

رد عاصم بهدوء : أمك مش فى البيت ..
أحلام : يعنى ايه ..
على .. بنفس هدوء عاصم : جيت لقيت باب الشقة مفتوح .. دورنا عليها فى كل حتة ملقنهاش ..
أحلام : إزاى ده حصل .. وهى سلوى مجتلهاش ليه .. ثم صرخت فيهم : ماتفهمونى ايه اللى بيحصل .. أمى راحت فين .. ازاى سلوى ..... لكنها سكتت ولم تكمل جملتها بعد ان تذكرت انها لم تغلق عليها بالمفتاح كما نصحتها سلوى .. فعادت تلطم على خدها وتقول : يا مصيبتى .. أنا اللى ضيعت امى .. أنا اللى نسيت اقفل عليها بالمفتاح .. أنا اللى ضيعتها ..

قام حسن من مكانه وضمها اليه فى محاولة بائسة ان يهدأ من روعها فبكت بحرقة فى صدر أخيها وهى تردد : آه يا امى .. ضيعتك بإيدى .. سامحينى يا حبيبتى ..
ربت حسن على ظهرها بحنان وهو يحاول ان يطمئنها : إهدى يا احلام .. إهدى يا حبيبتى .. إن شاء الله حنلاقيها .. هى حتروح فين يعنى ..
************

علم الجميع بأمر زينب وجاؤا يقفون بجوار اسرة الشرقاوى فى محنتهم .. جاء أنور وزوجته التى كانت فى شهور حملها الأخيرة .. وجاء كامل وجمال أخو يسرا .. وعاد كريم وديما من سفرهم ..و عادت إيمان التى لم يمر على وصولها لزوجها بالسعودية سوى شهرين .. عاد أيضا عبد السلام وترك زوجته هنا التى كانت فى شهرها الأخير مع أمها وطفله عبد الرحمن .. وعاد جمال خال ديما من سفره .. كل يبحث فى مكان .. ومرت خمسة ايام هى أصعب أيام مرت على احلام واخوتها فى حياتهم .. ولم يعثروا لها على أثر والجميع يبحث مع الشرطة عنها ..

وكما تخرج من قلب المحن الصعاب .. فكثيرا ما تثمر لصاحبها سعادة لم يكن يتوقع حدوثها .. فبعد ما أخذ اليأس مكانه فى قلب الجميع وأصبح العثور على زينب أمرا ميؤس منه .. جلس الجميع فى وجوم .. البعض يبكى والبعض يفكر .. الى ان قالت نادية : قوليلى يا احلام .. طنط زينب كانت فاكرة مين ..؟
مسحت أحلام دموعها بأطراف اصابعا وقالت : بابا الله يرحمه .. من ساعة ما جالها المرض ده وهى ما بتفتكرش إلا بابا ..
سكتت نادية للحظات تفكر .. فتدخل جمال خال ديما فى الحديث يقول : كيف ما فكرنا فى هيك أمر .. عفارم عليكى ست نادية .. حسن .. أمى زينب راحت لبى الشرقاوى.. نظرت اليه احلام نظرة ضيق تستنكر مايقول .. وقبل ان تنهره عاد يقول : بقصد راحت تزوره ..
تدخلت نادية من جديد : أيوة يا جماعة .. كلام الاستاذ جمال مضبوط .. طالما هى مش فاكرة إلا هو .. يبقى أكيد راحت للمكان اللى موجود فيه ..
حسن : معقول .. !!
رد جمال من جديد : نحنا دورنا فى كل مكان إلا المقابر .. ما راح نخسر شيء لو دورنا هناك ....
عاصم : عندك حق يا جمال .. ياللا يا حسن .. خلينا نروح هناك .. يمكن تكون فعلا موجودة عند قبره الله يرحمه ..
عبد السلام وعلى وكريم فى صوت واحد : واحنا كمان حنييجى معاكم .. فتحرك خلفهم انور وجمال أخو يسرا ..
وقفت أحلام وإيمان تريدان الخروج معهما .. لكن منعهما حسن بلطف : حبيبتى .. ما ينفعش تروحوا هناك .. خلينا احنا نروح وحنطمنكم أول ما نوصل هناك ..
ردت نادية : أصبرى يا احلام وانتى يا إيمان .. وان شاء الله حيلاقوها هناك ..

جلست احلام وايمان على مضض .. لكن بداخل كل منهما أمل تدعو الله ان يتحقق ..

مرت نصف ساعة او اكثر بقليل قبل ان يصلوا الى المقابر .. وما ان اقتربوا من مقبرة إبراهيم حتى صاح على وهو يجرى الى المقبرة : أمى .. أمى هناك أهى يا حسن ..

جرى الجميع خلفه ووصلوا الى المقبرة .. فإذا بزينب جالسة على الأرض بجوار المقبرة بملابس البيت المتسخة وشعرها ووجهها قد غمرهما التراب .. وتنفذ منها رائحة كريهة للغاية .. كان من الواضح انها لم تعرف كيف تهتم بنظافتها الشخصية .. فإقترب منها حسن وانكب على يدها يقبلها وهو يبكى ويقول : امى .. ايه اللى جابك هنا .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. قومى يا حبيبتى .. قومى روحى بيتك ..

نظرت له زينب بتعجب وقالت : انت مين ..؟ وعايز منى ايه .. ثم نادت : يا ابراهيم .. الحقنى يا ابراهيم .. الراجل ده عايز يخطفنى ..
بكى حسن واخوته من حوله .. فعاد حسن يقول : لا يا امى انا مش حخطفك .. أنا حوديكى عند ابراهيم .. جوزك حبيبك ..
ابتسمت زينب ملئ فيها وقالت : بجد .. انت حتاخدنى عند ابراهيم ..
حسن : ايوة يا حبيبتى .. تعالى انتى بس وانا حاخدك عند ابراهيم ..
تحركت زينب من مكانها ومشت معهم خطوات قليلة ثم عادت تقول : لا .. أنا مش حروح معاك .. انت عايز تخطفنى .. أنا حستنى ابراهيم هنا .. هو قاللى انه حييجى ياخدنى ..
رد حسن : ابراهيم هو اللى بعتنى علشان آخدك .. أصله تعبان شوية ومش حيقدر ييجى بنفسه ..
خبطت زينب على صدرها وقالت : ابراهيم تعبان .. يا حبيببى يا ابراهيم .. خدنى له يا اسمك ايه بسرعة .. ثم جذبت حسن وسارت امامه وهى تكرر يا حبيبى يا ابراهيم .. خدنى له بسرعة يا اسمك ايه ..

حرص جمال خال ديما ان يطلب احلام بمجرد ان عثروا على أمها .. طلبها .. فردت بسرعة وهى تقول : طمنى يا جمال لقيتوا امى ..
جمال وقد دمعت عينيه : إيه حبيبتى بدى تتطمنى .. وجدناها وهى بخير .. راح نييجى بيها فورا ..
نسيت احلام جمال وخرجت على الأرض تسجد شكرا لله .. فأخذت تحمد الله كثيرا ثم انتبهت انها تركت جمال على الخط .. فعادت تطلبه .. وهى تقول : آسفة يا جمال .. كان لازم اشكر ربنا على نعمته الكبيرة ..
رد جمال مبتسما : بعرف حبيبتى .. لا تشغلى بالك ..
ساد الصمت قليلا .. حتى اخترقت أحلام الصمت وقالت : جمال .. شكرا .. شكرا انك رجعتلى أمى ..
جمال : هى امى أنا كمان أحلام ..
عاد الصمت من جديد وترددت احلام ان تقول كلمة انتظرها جمال كثيرا .. لكنها تشجعت ولم تبخل عليه بها فعادت تتغلب على صمتها وخجلها وقالت : جمال .. بحبك ..
لم يصدق جمال ما سمعته اذنه .. كاد ان يطير من السعادة وهو يقول : عن جد أحلام ..
ردت احلام والخجل يقطر من كلماتها : عن جد حبيبى ..

******************

عادت زينب الى بيتها .. كان لقاءها بأولادها واحفادها حارا .. خصوصا أحلام التى كانت تقبل كل جزء يها وهى تتأسف لها وتستمحها .. لكن زينب لم تكن تشعر بأى منهم .. فقد كانت لا تزال تبحث عن حبيبها بينهم .. لكنها لم تجده حتى ى عيونهم ..

اخذتها أحلام على الفور الى الحمام وحممتها جيدا .. ثم خرجت بها الى حجرتها وقامت بتمشيط شعرها وهى بين الثانية والأخرى تبكى و تقبل يدها وتقول لها : سامحينى يا أمى .. سامحينى يا حبيبتى ..

مر حوالى عشرة أيام عاشتهم احلام رافضة ان تترك أمها دقيقة واحدة بعد ان عاد الجميع كل الى مكانه من جديد .. كان جمال خلال تلك الأيام دائم الزيارة لأحلام .. مقدرا لظروفها .. فلم يطلب منها ولو مرة واحدة ان تخرج معه .. ثم أخبرها ان ظروف عمله تتطلب ان يسافر لعدة ايام .. ولأول مرة منذ ان تعرفت احلام على جمال تشعر بالحزن والأسف على فراقه .. ولو لأيام .. فقالت : يعنى ضرورى تسافر ..
رد جمال : ضرورى حبيبتى .. ما راح اتأخر عليكى .. بخلص وبجييكى على طول ..

سافر جمال ولكنه لم ينقطع عن الحديث معها .. فكان يتحدث اليها كل يوم مرات عديدة .. يطمئن عليها ويسمعها احلى كلمات الحب .. فجعلها تتعلق به وتحبه حبا لم تحبه لأحد من قبله .. شعرت انه يملأ عليها حياتها وان حياتها بدونه صحراء جرداء .. لا ظل يها ولا ماء .. فأصبح لا يفارق خيالها وشعرت انه كل حياتها ..

مرت الأيام .. وعاد اليها جمال .. فقام بزيارتها هو وصوفيا بعد ساعات قليلة من وصوله الى الاسكندرية .. لكن كان بصحبتهما فتاة لا يتجاوز عمرها الثانية عشر .. قريبة الشبه من المصريين .. لكنها لم تكن مصرية .. فقد ردت السلام على أحلام باللغة العربية الفصحى .. وتعجبت أحلام من ذلك .. وبعد ان رحبت بهم أحلام وكانت تنظر الى الفتاة بتوجس .. مالت على صوفيا تسألها : مين دى يا صوفيا ..
ردت صوفيا بإقتضاب وهى تعلم المخاوف التى تدور برأس أحلام : حتعرفى حالا .. ثم توجهت بالكلام الى جمال تقول له بحدة : اتفضل يا استاذ قولها مين دى ..

دق قلب احلام عاليا وتسارعت دقاته .. خافت مما سيقول وبدأت الدموع تتجمع بمقلتيها .. هل سيحدث ما فكرت فيه كثيرا .. هل ستنتهى علاقتها بجمال بمجرد ان يقول لها من تكون تلك الفتاة .. معقول ان يكون قد اخفى عنها انه متزوج وله فتاة فى مثل هذا العمر ..
سكت جمال طويلا وقد اطرق للحظات ينظر الى الأرض والفتاة تجلس الى جواره فى هدوء عجيب : ثم رفع رأسه وقال : دى فاطمة ..

نظرت اليه احلام تستحثه ان يلقى بقنبلته بعيونها التى اصبحت على وشك ذرف الدموع .. فإحساس إنتظار الخبر لا يقل صعوبة وألما عن الخبر فى حد ذاته .. فأكمل جمال بعد ان عقد حاجبيه وعاد ينظر الى الأرض : فاطمة تبقى بنت .. ثم سكت .. فظنت احلام انه قد قال "بنتى" بدلا من "بنت" .. خصوصا انه سكت بعد ان قالها .. فجحظت عينيها وكاد ان يغشى عليها مما سمعت .. لكنه عاد يقول .. بنت حمزة .. فرمشت أحلام عدة رمشات بعيونها تسببت فى تساقط قطرات من عينيها .. لكنها تساقطت تلك المرة فرحا وسعادة .. فيكفيها ان تكون فاطمة بنت حمزة أو أى إسم آخر غير إسم جمال .. فإبتسمت ولأول مرة منذ ان دخلت فاطمة الى البيت وقالت : مين حمزة ..

ضحك جمال وقد استطاع ان يخدعها ولكنه لم يطاوعه قلبه .. فلم يستطيع ان يستمر فى خداعها والتمثيل عليها كما اتفق مع صوفيا اكثر من ذلك .. فقال : خفتى احلام .. ؟

أومأت أحلام برأسها ثم بكت .. فسارع يجلس جوارها يمسح دمعات عزيزة تساقطت من عينيها وابتسمت فاطمة وصوفيا من المشهد .. فقال جمال : دموعك غالية على قلبى وأغلى من روحى حبيبتى .. إضحكى منشان خاطرى .. آسف .. كنت عم امزح معك ..
ردت احلام : وقعت قلبى يا جمال ..
جمال بحنان : سلامة قلبك روح قلب جمال .. فاطمة حبيبتى بتكون بنت عم حمزة ياللى عم بيساعدنى هو وأم فاطمة بالبيت تبعى بموريتانيا .. ما عندى غيرهن بالبيت .. لما حكيتلهم عنك وعن ظروف أمى زينب رضوا جيب معى فاطمة تجلس مع أمى زينب .. لحدا تطيب .. فاطمة هادى متل بنتى .. ولدت عندى بالبيت و ربيتها مع حمزة وأمها لحد ما بقت هيك .. عروسة تفرح القلب زى ما عم بيقولوا عندكن هون بمصر .. هى بتتكلم عربى وحافظة القرآن .. راح تفضل هون معك أد ما بدك منشان تقدرى تخرجى و تروحى الجامعة وتروحى هون وهون متل ما بتريدى ..

قامت أحلام من مكانها .. اقتربت من فاطمة واحتضنتها بحنان بالغ .. فشعرت براحة تجاهها .. فقالت : أهلا بيكى يا فاطمة .. ان شاء الله حترتاحى معانا هنا وحنبقى صحاب .. فإبتسمت لها فاطمة بسعادة وقالت : وأخوات أيضا دكتورة أحلام .. فعادت أحلام تضمها الى صدرها من جديد ..

نظرت اليه أحلام نظرة امتنان وحب .. ولولا حرمانية ما رغبت فيه وخجلها من صوفيا وفاطمة لارتمت فى احضانه كى تشكره كما يستحق .. لكنها لم تجد سوى كلمات بسيطة تعبر بها عن مدى امتنانها لما يفعل معها فقالت : مش لاقية كلام اشكرك بيه وأوفيك حقك لكل اللى بتعمله معايا ..
ابتسم جمال وهو يقول : لا .. فيكى حبيبتى ..
أطلب : ولو بإيدى مش حتأخر لحظة .. وصوفيا وفاطمة كمان معانا .. وشاهدين علي ..
جمال : نعجل بالجواز .. ما عدت قادر اصبر على بعدك عنى أحلام ..
ابتسمت أحلام وقالت : وأنا موافقة .. اتكلم مع حسن .. والميعاد اللى تحدده معاه انا موافقة عليه ..
------------------------------------------

لم يستطع توفيق ان يتحكم فى غريزته الهوجاء تجاه هدى أو يقننها .. فأقبل على المخدرات والمنشطات يتعاطى منها بشكل شبه يومى .... و فى هذا الغمار .. استطاعت هدى ان تجعله يكتب لها عدة فدادين زراعية و بيتا فى وسط البلد تسكن فيه زوجته الأولى وولديها .. كل مع زوجته وابنائه ....

ومع الأيام ساءت صحته وتدهورت لكنه لم يرتدع فطلب من العطار ان يجهز له جرعة كبيرة من المنشطات .. لكنه عندما أخذها وقبل ان يقترب من هدى فاجئته ازمة قلبية وقع على إثرها على الأرض .. فسارعت هدى تطلب الاسعاف بعد ان وقع على الأرض بعد ألم شديد أصاب صدره .. وفى المشفى لم تجد سوى هيام تتكلم معها وتسألها كيف تتصرف .. فأشارت عليها هيام بوجوب اخبارها لأبنائه ..

قامت هدى بالاتصال بإبنه الأكبر.. فقالت بتردد : مساء الخير .. أنا هدى اللى بشتغل مع الحاج توفيق .. انت رأفت ابنه .. مش كده ..
رد رأفت : أيوة يا مدام هدى .. خير .. فيه حاجة ..
هدى : الحاج توفيق تعب شوية ونقلناه للمستشفى ..
رأفت : بابا .. ازاى ده وايه اللى حصل وهو فى مستشفى ايه ..
هدى : احنا .. اقصد انا والحاج كنا بنزور مصنع علشان نتفق معاه على طلبية وبعين حس انه تعبان شوية فطلب منى اجيب الاسعاف .. فطلبناله الاسعاف ونقلته على مستشفى السلام ..
رأفت : طيب يا مدام هدى .. أنا جاى حالا ..

مرت نصف ساعة حتى وصل رأفت الى المشفى .. وهناك قابل هدى التى أخبرته ان والده بالعناية المركزة .. فسارع الى الأطباء يسألهم عن حالة والده .. وعندما وصل الى الطبيب المختص بحالته قال : مساء الخير يا دكتور .. انا رأفت ابن الحاج توفيق اللى وصل من شوية ودلوقتى فى العناية المركزة .. يا ترى ايه حالته دلوقتى ..

نظر اليه الطبيب وقال : الوالد واخد جرعة منشطات كبيرة .. أثرت على الدورة الدموية .. الاسعاف لما وصلتله البيت كان فاقد الوعى ولولا ان المدام بتاعته اتصلت بسرعة بالاسعاف كنا لا قدر الله مش حنقدر نعمله حاجة .. هو فاق دلوقتى بس لازم يفضل فى العناية المركزة لغاية ما حالته تستقر ..

كان رأفت يستمع اليه ويتعجب مما يقوله الطبيب .. فكلام هدى لا ينطبق مع كلامه .. ومن تكون زوجته هذه التى يتحدث عنها .. ترى .. هل هى هدى .. لذا بادر يسأل الطبيب : مين المدام بتاعته اللى بتتكلم عنها حضرتك دى ..
الطبيب : اللى واقفة هناك دى حضرتك عند العناية .. هو حضرتك ما تعرفش مين مرات والدك .. طبعا مش ممكن تكون دى والدة حضرتك .. فأكيد دى زوجة تانية ..

استفز الطبيب رأفت بكلماته ولكنه لم يستطيع ان يرد على الطبيب المحق فى كل كلامه .. فنظر تجاه هدى نظرة ملؤها الحقد .. فخطى اليها خطوات قليلة حتى وقف أمامه وسألها بهدوء : انتى اتجوزتى ابويا ..

لم تتفاجأ هدى بالسؤال .. فقد علمت ان الطبيب أخبره وانها اخطأت عندما سألها استقبال المشفى عن علاقتها بتوفيق فذكرت لهم بعفوية انها زوجته .. فردت على رأفت بهدوء ولكنها من داخلها كانت مرتعبة : أيوة ..
عاد رأفت يسألها : من إمتى الكلام ده ..؟
هدى : من كام شهر ..
رأفت : واحنا زى الطرش فى الزفة ..
هدى : ملوش لازمة الكلام ده يا استاذ رأفت .. دى كانت رغبة ابوك .. ومفتكرش ان فيه واحدة تقبل ان جوازها يكون فى السر ..
رأفت : أكيد ملوش لازمة الكلام .. بس يا ترى ايه اللى يجبر واحدة حلوة وصغيرة زيك انها تتجوز واحد زى الحاج توفيق ..
هدى : النصيب ..
رأفت : النصيب ولا الطمع ..
هدى : وليه بقى الغلط ده .. انت شايف ان الظروف اللى احنا فيها مناسبة للكلام ده .. ومع ذلك اعتبر جوازى من ابوك زى ما تعتبر .. هو فعلا طمع .. بس طمع متبادل .. يعنى هو طمع فى جمالى وشبابى وأنا زى ما انت حسبتها طمعت انه يوفرلى عيشة كويسة ..
رأفت : انتى عارفة لو أمى او علاء أخويا عرف باللى حصل ده ايه اللى حيحصل ..
هدى بتحدى : لا والله مش عارفة .. ياريت تعرفنى ..
رأفت بتهكم : اسمعى يا مدام .. ولا اقولك يا مرات ابويا .. سيبك من أمى اللى ممكن تقطعك بسنانها .. خلينا فى علاء اخويا .. علاء لو عرف مش بعيد يرتكب جناية .. لانه بيحب امه فوق ما تتصورى .. علشان كده بنصحك انك تختفى من المشهد تماما .. لانهم لو خدوا خبر صدقينى محدش حيندم قدك ..
هدى : ده تهديد بقى ..
رأفت : صدقينى دى نصيحة .. ومش علشان خطرك .. لا .. لأنى خايف على امى وأخويا اللى أنا تأكد انه مش حيفوتها على خير .. نصيحة منى يا بنت الناس .. انفدى بجلدك ..
نظرت اليه هدى والرعب قد ملأ قلبها .. فقالت : أنا حعمل بنصيحتك واختفى لغاية ما توفيق يشد حيله ويقوم بالسلامة .. وده مش علشان كلامك هزنى ولا خوفنى .. الحكاية ومافيها انى عاملة حسابه وخايفة عليه ومش عايزاه يتعب أكتر من كده ..
عاد رأفت يتهكم عليها من جديد : لا والله فيكى الخير .. ممكن تمشى بقى علشان عايز اقول لعلاء وأمى .. اللى أول ما يعرفوا حييجوا هنا على طول .. وطبعا مش لازم يشوفوكى .. و إلا أى حد حيعرفهم ان سيادتك تبقى مراته .. وساعتها زى ما قلتلك مضمنش انك تخرجى من تحت اديهم سليمة ..

نظرت اليه هدى ولم تنطق ببنت شفه .. ثم استدارت وعادت تنظر من نافذة باب غرفة العناية على توفيق للحظات ثم ذهبت خارج المشفى ..
********************

عادت هدى الى بيتها تلعن غبائها .. كيف وقعت فى تلك الغلطة .. كيف أخبرت المشفى انها زوجة توفيق فإنتشر الخبر كالهشيم فى النار وعلم ابنه رأفت فى دقاق معدودة الأمر .. وسوف تقوم الدنيا ولا تقعد عليها وعلى توفيق ..

وكعادتها عندما تواجه مشكلة تستعصى عليها فى حياتها لا تجد سوى هيام كى تخرجها منها .. فرفعت سماعة التليفون وطلبتها .. وبمجرد ان ردت عليها هيام قالت هدى : إلحقينى يا هيام ..
إرتعبت هيام من صوت وكلمات ولهجة اختها فقالت : مالك ياختى كفى الله الشر .. ايه اللى حصل .. ليه بتقولى كده ..
هدى وهى ترتعش خوفا من ان يقتحم احدهم الباب ..خصوصا ابنه علاء بعد ان يعلم بأمر زواج ابيه منها : تعاليلى حالا .. رأفت ابن توفيق عرف اننا اتجوزنا وخايفة يهجموا علي هنا فى البيت ..
هيام : وده عرف إزاى ومن مين وفين توفيق من ده كله
هدى : ححكيلك بعدين .. المهم سيبى اللى فى ايدك وتعاليلى على طول ..
هيام : طيب طيب ما تقلقيش .. واقفلى عليكى الباب كويس لغاية ما اجيلك واوعى تفتحى لحد ..

وصلت هيام فى غضون ساعة الى اختها .. لكنها لم تنسى فيل ان تغادر بيتها ان تطلب اخيها انور وتخبره .. فربما حن قلبه على اختهم ووقف بجانبها ..
طلبت انور فرد عليها : ألو ..
هيام : ايوة يا انور يا خويا .. بقولك ايه اختك هدى ..
أنور بزهق : مالها الست هدى جلابة المصايب ..
هيام : ولاد توفيق جوزها ومراته عرفوا بموضوع جوازها منه واختك مرعوبة وميتة فى جلدها .. خايفة يهجموا عليها فى شقتها ويبهدلوها ..
رد انور بتهكم : ماهو ده اللى قلناه وحذرناها منه .. تشرب بقى ..
هيام : يعنى ايه يا انور .. هى ليها راجل مين غيرك يقفلها ..
أنور : دلوقتى بقيت راجلها .. و مكنتش راجلها لما صممت على اللى فى دماغها واتجوزت العجوز المتصابى ده غصب عننا .. ما يروح بقى هو يقفلها ويحميها منهم ..
هيام : يا أنور مش وقته الكلام ده .. انت طول عمرك راجل وشهم وبتقف للغريب واختك دلوقتى محتاجاك .. ابقى حاسبها ياسيدى بعد ما ينتهى الموضوع على خير ..
سكت أنور قليلا ثم قال : وهى فين الهانم دلوقتى .. وفين المحروس جوزها ..
هيام : هى فى بيتها ومعرفش جوزها فين .. بالله عليك يا انور تيجى معايا نروحلها ..
أنور بتأفف : قابلينى على ناصية الشارع بتاعنا كمان عشر دقايق ..

طرقت هيام باب شقة هدى فنظرت هدى من العين السحرية للباب واستردت انفاسها عندما علمت انها هيام بعد ان ارتعبت بمجرد سماع جرس الباب ..
دخلت هدى ودخل خلفها أنور فإرتمت هدى فى احضانه تقول : انور اخويا .. حبيبى الله يخليك لي .. ولاد الكلب دول حيموتونى .. انا شوفت الشر فى عين رأفت ابنه ..
تدخلت هيام : هما مين دول اللى يقربوا منك .. احنا جنبك ماتخافيش ..
سكت انور وجلس على اقرب مقعد .. فعادت هدى تسأله : مالك يا انور ساكت ليه ..
أنور : مستنى اشوف نتيجة عمايلك ..
هيام : مش وقته يا انور ..
أنور : يعنى ايه مش وقته .. أمال امتى وقته .. وبعدين احنا حنفضل قاعدين كده زى الولاية .. مستنيين البهوات لما يهجموا عليها علشان نحميها .. قومى لمى هدومك وتعالى روحى البيت عند امك .. اقعدى هناك لما نبقى نشوف حل للى انتى فيه ..
هيام : صح يا هدى .. انتى ايه اللى يقعدك هنا لوحدك .. قومى نروح بيت أمك .. هناك محدش حيقدر يهوب ناحيتك ..
هدى : واسيبلهم بيتى .. الشقة دى بتاعتى ..
أنور : وهى الشقة بحيطانها حتحميكى .. هما عايزينك انتى مش الشقة ..
هيام : الشقة مش حيقدروا يعملوا فيها حاجة طالما بإسمك .. ده احنا نوديهم فى ستين داهية ونتبلى عليهم انهم سرقوا منها شيء وشويات .. اسمعى كلام اخوكى وياللا بينا نروح بيت امى ..
فكرت هدى قليلا ثم قامت من مكانها وهى تقول لهدى : تعالى ساعدينى نلم الحاجة من جوة ..
انور : خدى اللى انتى محتاجاه بس .. مش ناقصين شيل رايح جاى ..
هدى : حاضر .. بس أنا مش ناوية ارجع هنا تانى ..
أنور : ما كان من الأول ..

عادت هدى مع انور وهيام فإستقبلتها هند التى باتت وحيدة بعد سفر أمها الى اختها هنا .. وما ان رأتها إلا وخبطت على صدرها وهى تقول : تانى يا هدى .. اتطلقتى تانى ..
هيام : يا ساتر يارب على ملافظك .. فال الله ولا فالك ..
هند : امال راجعة ليه بشنطتها و كمان انور معاكم..؟!!
هيام بقرف : إركنى انتى على جنب يا هند مش ناقصينك ..
سكتت هند وعلمت ان هناك خطب ما يحدث مع هدى ولكنه لم يصل الى الطلاق .. فغيرت مجرى الحديث وهى تقول : أمى اتصلت وبلغتنى ان هنا ولدت .. جابت توأم .. ولد وبنت ..
وقع الخبر على قلب هدى كالغمة .. فلاحظت هيام ذلك وقالت ببهتان : بركة انها قامت بالسلامة .. فى حين قال انور بسعادة : الحمد لله .. العيلة بتكبر .. اشرف مراته ولدت محمد .. وهنا جابت توأم ماشاء الله وانا ونادية عندنا مها .. كان نفسى نسكن كلنا فى بيت واحد زى ولاد خالى ابراهيم علشان ولادنا يطلعوا قريبين من بعض ..

لم تستطع هدى ان تتحكم فى حزنها على نفسها .. فسالت دموعها على خديها دون ان تشعر .. لاحظها باقى اخوتها .. فقام انور من مكانه وربت على كتفها وهو يقول : عقبالك يا هدى .. ان شاء الله تعدى ازمتك دى على خير وربنا يرزقك بالعيل اللى يسعد قلبك .. هى دى السعادة اللى بجد صدقينى .. بطلى انتى بس تدورى على الفلوس .. حالتك مش صعبة وممكن تتعالج ..
ربتت هدى على كفه الحنون وقالت : وهو اللى زى توفيق ده ممكن يخلف .. انسى يا انور .. أنا خلاص أخدت نصيبى ..
أنور : وهو بعد اللى حصل ناوية تكملى معاه .. وحتى لو ناوية .. تفتكرى انه حيقدر يقف فى وش ولاده ومراته .. أكيد حيجبروه انه يطلق ..
تدخلت هيام : أيوة يا هدى .. انتى لازم تتطلقى من الراجل ده وتاخدى شاب من سنك .. وكفاية اللى طلعتى بيه منه ..
جحظت عيون أنور وقال : هو ايه ده اللى طلعت بيه منه ان شاء الله ..
سارعت هدى تقول : قصدها على الشقة .. ماهو كتبهالى بإسمى ..
**************

مرت عدة أيام لم تتحرك فيها هدى من بيت أمها خوفا من لقاء ابناء توفيق .. لكنها إطمئنت من المشفى ان توفيق بخير وغادر المشفى .. كانت فى حيرة .. ماذا تفعل .. هل تواجه مشكلتها وتذهب الى المحل .. أم تحاول الاتصال بتوفيق فى بيت زوجته الأخرى .. وان حدث .. فكيف ستكون ردة فعلهم .. فى النهاية قامت بالاتصال بأحد العاملات بالمحل .. فتاة تدعى لطيفة .. كانت قريبة منها وقت كانت تعمل هناك .. طلبت منها ان تأتى لها البيت ..

وصلت لطيفة الى بيت قسمت بعد دوامها بالمحل .. إستقبلتها هدى بحفاوة وضيفتها ثم سألتها لطيفة : هو انتى صحيح اتجوزتى الحاج توفيق ..؟
ردت هدى وقد تفاجأت قليلا بسؤالها : أيوة .. عرفتى منين ..؟
لطيفة : هو أنا بس اللى عرفت .. كل اللى فى المحل عرف واشارع كله كمان ..
هدى بقلق : والشارع كمان .. ايه .. هو إعلان شغلوه فى التليفزيزن ولا حد جاب ميكرفون ومشى فى الشارع يقو الخبر ..
لطيفة : لا وانتى الصادقة .. دى جرسة بعد الخناقة اللى قامت ما بين الحاج توفيق وابنه الاستاذ علاء .. كانت حناقة لرب السما والشارع كله اتلم عليهم والاستاذ علاء بيقول لأبوه : والله لحرق قلبك عليها .. وبقى يصرخ فى الشارع ويقول : تعالوا يا أهل الحتة شوفوا ابويا الراجل الكبارة اللى اتجوز على أمى هدى اللى اد عياله .. هدى اللى ضحكت عليه وخدت منه فلوسه .. والله لأحرق قلبك عليها بنت الكلب الحرامية دى ..
ردت هدى : كلب لما ينهشه من زوره .. يبقى يورينى حيعمل ايه الأهبل ده ..
ردت لطيفة : لا يا ست هدى ..خلى بالك .. الواد علاء ده مجنون وممكن يأذيكى .. أنا رأيي تفضلى مستخبية هنا كام يوم لحد ما الأمور تهدى ..
إدعت هدى الشجاعة وهى تقول : وأنا ايه اللى يخلينى استخبى ان شاء الله .. هو أنا كنت عاملة عاملة وخايفة منها .. أنا حنزل الشغل زى ما أنا عايزة .. وان كان على اللى عامل فيها فتوة ده .. فأنا حعمله محضر فى القسم انه بيمنعنى من دخول المحل بتاعى وحعمله كمان محضر عدم تعرض .. ورينى وقتها بقى حيقرب منى إزاى ..
جحظت عيون لطيفة وهى تسألها : المحل بتاعك .. ؟!!
هدى : أيوة .. توفيق كاتبلى المحل بيع وشرا .. أمال يعنى بسلامته كان حيتجوزنى ببلاش ..
لطيفة : المحل مرة واحدة ..
هدى : ايه حنقر .. ولا شيفانى مستاهلش المحل ..
لطيفة : لا والنبى ما اقصد يا ست هدى .. ده انتى تستاهلى اكتر من كده بكتير .. بس تفتكرى ان ولاد الحاج ومراته حيفوتوا الموضوع ده على خير ..
هدى بشجاعة مفتعلة : أعلى ما فى خيلهم يركبوه .. سكتت للحظات ثم عادت تسألها : المهم .. أخبار توفيق ايه ..
لطيفة : نزل الشغل من يومين وبعدين رجع تعب تانى بعد خناقته مع الاستاذ علاء ..
هدى : طيب وبعدين بقى فى الزفت اللى اسمه علاء ده .. اسمعى يا لطيفة .. زى ما عرفتى دلوقتى .. المحل بقى بإسمى خلاص .. يعنى انتى دلوقتى بتشتغلى عندى .. ولازم تكونى فى صفى ..
لطيفة : أنا تحت امرك يا ست هدى ..
هدى : لو وقفتى معاية فى الظروف دى حبسطك فى الشغل آخر انبساط ..
لطيفة : انتى تؤمرينى ..
هدى : أنا عايزاكى تنقليلى كل اللى بيحصل فى المحل .. ما تخليش صغير ولا كبيرة إلا لما تقوليهالى .. وكمان عايزة اقابل توفيق بأى طريقة ..
لطيفة : بالنسبة للمحل ما تشيليش هم . حنقلك دبة النملة .. بس إزاى اوصل للحاج واقوله انك عايزة تقابليه ..
هدى : معرفش .. اتصرفى يا لطيفة .. ثم مدت يدها واخرجت عدد لا بأس منه من الورق فئة عشرة جنيها ومدت بها يدها للطيفة .. التى لم تتردد ومدت يدها تأخذهم بسرعة وهى تقول : ما تخلى يا ست هدى .. من يد ما نعدمها .. ثم أكملت .. ما تقلقيش أنا حعرف اوصله انك عايزة تقابليه .. ما تحمليش هم ..

خرجت لطيفة من عند هدى .. لكنها بمجرد ان ابتعدت عن بيت هدى وقفت عند اقرب محل وطلبت من صاحبه ان تجرى مكالمة تليفونية .. فرد عليها المطلوب وهو يقول : أيوة .. مين معايا ..
ردت لطيفة : أنا لطيفة يا علاء بيه .. بقولك ايه .. أنا لسه نازلة من عند اللى ما تتسمى .. وعرفتلك هى مستخبية فين ..
رد علاء : فين يا لطيفة ..؟
فى شقة أمها .... فى .................
علاء : تمام .. وقالتلك ايه بنت الكلاب دى ..
لطيفة : أبوك كاتبلها المحل بإسمها ..
إستشاط غضبا وهو يصرخ قائلا : يا نهار أبوها اسود .. مكفهاش الشق والفلوس اللى دفعهالها .. إقفلى دلوقتى يا لطيفة ..
ردت لطيفة : استاذ علاء .. الست هدى طلبت منى اتجسس ونقلها اخباركم واخبار المحل .. وكمان طلبت منى ابلغ الحاج انها عايزة تقابله ..
علاء بصراخ : ده انا حخلى عزرائيل هو اللى يقابلها .. اسمعينى كويس يا بنت .. جاريها وقوليلها على اللى حقولهولك بس .. و حقولك امتى تقوليلها انك بلغتى الحاج انها عايزة تقابله ..
لطيفة : حاضر يا استاذ علاء .. أى حاجة تانية ..
علاء بقرف ونرفزة : لا .. امشى انتى دلوقتى ..

مرت ثلاثة ايام كانت لطيفة فيهم على اتصال يومى بهدى تخبرها بأخبار بلغها اياها علاء جعلت هدى تطمئن وتشعر ان الأمور قد هدأت .. فبدأت تخرج وتمارس حياتها الطبيعية .. خرجت فى اليوم الرابع متوجهة الى شقتها بعد ان اخبرتها لطيفة ان الحاج توفيق وصل بالأمس الى المحل ولكن علاء يلازمه كظله .. لا يتركه ابدا .. ولكنها استغلت خروج الحاج من مكتبه لدخول الحمام فأخبرته بطلب هدى للقائه .. فأخبرها انه سيقابلها اليوم مساءا فى شقتهم ..

وصلت هدى الى شقتها وكلها أمل ان تلتقى بتوفيق وتقنعه ان يطلقها بسلام .. انتظرته اكثر من نصف ساعة .. سمعت بعدها باب الشقة يفتح بمفتاح .. فظنت انه توفيق .. جرت الى باب الشقة تستقبله .. لكنها فوجئت بعلاء ومعه رجلين ضخما الجثة قد دخل ثلاثتهم الشقة وأغلقوا الباب خلفهم ..

شهقت هدى شهقة مدوية .. حاولت ان تصرخ فلم يخرج صوتها من الرعب .. وسارع احدهم اليها ووضع يده على فمها فلم تستطع ان تصدر صوتا ..

نظر اليها علاء بقرف وغضب .. فكانت ترتعش من هول ما تعيشه فى تلك اللحظات .. الى ان تكلم علاء بعد ان أمسك بشعرها يشده للخلف ويقترب من وجهها الذى جذبه للخلف عندما جذب شعرها : كنتى فاكرة انك حتفلتى بعملتك .. شوفى بقى يا شاطرة .. شايفة العقود دى .. حتمضى عليها من سكات .. حتتنازلى عن المحل والشقة دى والأرض اللى كتبهالك الحاج .. وكفاية عليكى الفلوس اللى لهفتيها .. أهو .. حنعتبر انه اتمتع بيها ..
جحظت عيون هدى وهى تهز رأسها يمنة ويسرى .. فعاد علاء يقول : خلاص .. براحتك .. بس علشان اخلص ضميرى من ناحيتك .. لو ما مضتيش وبصمتى على الورق ده .. فالجثتين اللى قدامك دول حياخدو مزاجهم منك دلوقتى هنا وقدامى .. وبعدين حيرموكى زى ما ولدتك امك من البلكونة ..

إرتعبت هدى وارتعدت فرائسها وتغوطت على نفسها من شدة الرعب الذى تعيشه .. لكنها عاندت مرة أخرى وأومأت برأسها يمنة ويسرى تنفى موافقتها على ما يطلب .. فأشار علاء برأسه لأحدهم فإقترب منها وظل الآخر ممسكا بها وواضعا يه على فمها .. أخذ يلمس جسدها وهى تحاول الصراخ او الفكاك .. ولكن دون جدوى .. ثم أمسك بملابسها من عند فتحة الرقبة وقام بشقها لنصفين .. وانكشفت أمامهم عارية إلا من الملابس الداخلية .. زاد رعبها وأخذت تومئ برأسها إجابة .. وافقت على ان تتنازل عن كل ما استولت عليه من توفيق ..
فى اللحظة التى قرب منها علاء العقود .. فوجئ الجميع بباب الشقة يفتح من جديد ودخل توفيق فهاله ما وقعت عليه عيناه .. فأسرع الى زوجته يحتويها ويستر جسدها العارى .. وما ان دلفت هدى فى احضانه إلا وأغشى عليها ..
----------------------------------------------------------


Mamdouh El Sayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-23, 09:03 AM   #316

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,762
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الخيرات أخي ممدوح

لم ألحظ نزول الفصل إلا الآن
او انى قد أعتقدت انك لن تقوم بتنزيله
فعذرا منك
جاري القراءة ولى عودة بالتعليق

صباحك خير وفضل من رب العالمين


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-23, 10:43 AM   #317

Mamdouh El Sayed

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Mamdouh El Sayed

? العضوٌ??? » 461172
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 374
?  نُقآطِيْ » Mamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح الخيرات أخي ممدوح

لم ألحظ نزول الفصل إلا الآن
او انى قد أعتقدت انك لن تقوم بتنزيله
فعذرا منك
جاري القراءة ولى عودة بالتعليق

صباحك خير وفضل من رب العالمين
--------------------------------------------------------

صباحبك هنا وسرور على قلبك الأخت الفاضلة آمال ..

كلك ذوق (باللبنانى) .....

اعتذر عن التأخير وعدم الالتزام بنشر الفصلين الأخيرين فى موعدهما (الخميس) .. فى الحقيقة انى مشغول تلك الأيام بشدة فى التجهيز لزفاف نجلى .. أسألك الدعاء ..


Mamdouh El Sayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-23, 11:34 AM   #318

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,762
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mamdouh el sayed مشاهدة المشاركة
--------------------------------------------------------

صباحبك هنا وسرور على قلبك الأخت الفاضلة آمال ..

كلك ذوق (باللبنانى) .....

اعتذر عن التأخير وعدم الالتزام بنشر الفصلين الأخيرين فى موعدهما (الخميس) .. فى الحقيقة انى مشغول تلك الأيام بشدة فى التجهيز لزفاف نجلى .. أسألك الدعاء ..
ما شاء الله...الله أكبر

ربنا يفرحك به وبذريته أخي
ويجعل أيامك كلها سعادة وسرور
ولك جزيل الشكر على إلتزامك فأنت لم تتأخر يوما عن ميعاد
رائعتك بين الاحلام والواقع
ولكن عندما يتعلق الامر بأولادنا
فلتنس كل شئ ولا تبالي
وستجدنا جالسين إما على الرصبف
او على كورنيش الأسكندرية جميلة المدائن
ننتظر بكل سرور
صدقا اخى لقد فرحت من أجلك كفرحتى من أجل بناتى

صباحك زى الفل أخي


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-23, 12:00 PM   #319

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,762
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي


Mamdouh El Sayed likes this.

shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-08-23, 06:58 AM   #320

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,762
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباحات الخير أخي

*الفصل التاسع والثلاثون*
☆فرحة الأحلام ☆
كل شئ بالكون يمضي بقضاء وكلا منا له نصيبه من السعادة والشقاء
رغم ما قد يعرض له من امور يظنها مصدر سعادة له فإذا بها
كانت لتكون كل التعاسة والالم وقد أنجاه الله منها
ويدخر له نصيبه من السعادة
ومن الناس من يصبر ومنهم من يقنت ويصب جام غضله وسخطه على الدنيا
ويستعجل أقداره
ومنهم من يصبر الصبر الجميل يمضي بحياته
ولا يجعلها تقف على حلم يريده أو شيئا هو من البديهيات
فيعوضه الله بأفضل مما يحلم ويبعد عنه ما كان سيتعسه
لكنها نظرة الإنسان القاصرة التى لا ترى الشر فيما نحب أو الخير فيما نكره
وطبع الإنسان العجول الذى يريد ان تصير الدنيا كما يهوى غير راض بقضاء الله

احلام ويوم خطبتها وتلك تكفي لكي يفرح لها الجميع ونحن ايضا
فأحلام لم تقف بمحلها بل مضت قدما بتعليمها وكانت دعما وعونا للجميع
حتى الشيطان هدى شهدت لها في لحظة صدق بانها إنسانة رائعة
وهم من يغيرون منها

وجمال شخص طيب وحنون يحبها بصدق وقد رزقه الله بفضليات النساء
وليست احلام من حظيت به

☆فى ملكوت الله☆
سبحان من وهب الإنسان العقل ومعه منح الرشد والإدراك ليسلك طريق الحياة ويؤدى دوره بها
مع مشاركة القلب والوجدان التى تجعل منه إنسانا وليس آلة صماء
ولحكمة يعلمها الله قد يفقد الآنسان خصائص ذلك العقل ويختل توازنه
وتخونه تلك الذاكرة التى هي تأريخ لعمر الإنسان
كله فيبدأ يتساقط ملامحها وتختفي تماما او أحيانا
وقد يحصر الإنسان كل دنياه في ذكرى تتعلق بشخص واحد
ويمحو الباقين من حيز وجوده

من الطبيعى ان تلهينا الحياة أحيانا فنتأخر عن الوفاء بالإلتزام بواجبنا المحتوم
وهذا هو الفارق بين الأم وبين اى أحد من البشر
فالام لا تحتاج لمن يذكرها باولادها او واجباتها نحوهم
هي تلك الفطرة التى فطر الله المرأة عليها من أجل ديمومة الحياة
أبناء زينب وزوجاتهم لم يتخلوا عن رعاية زينب
لكنه الخطأ البسيط الذى حال حدوثه يكون الضياع لزينب ولكل من حولها

فتصيبهم بالالم والشتات والخيبة بضعة ايام وهم يبحثون عنها بلا جدوى
إلى ان وجدوها مع من تحب وتذكر بجوار قبر إبراهيم

ليكون الحل الذى توصل إليه جمال بإحضار فاطمة لتبقي مع زينب ملائم جدا حتى تستطيع أحلام التحرك بحرية
وليكون ذلك بداية الطريق بزواج أحلام وجمال

☆الحجر الدائر☆
من طمع الإنسان يستحكمه الغباء فيتصور انه ازكى ممن استولى على مالهم
أو تحايل للحصول عليه
وأن ما أصاب غيره لن يصيبه فيتمادى في غيه لحصد أكبر المكاسب الممكنة
متغافلا عن ان الآخرين لن يتقبلوا ما فعله بسهولة ويظلوا خانعين
فالخاسر لايهمه ان يخسر حياته ايضا نظير إسترداد ما سلب منه
ووقتها تكون كل السبل الغير مشروعة والإجرامية مباحة

هدى وقد هرعت لبيت أهلها كمانصحتها هيام للإحتماء بأنور بعدمعرفة أبناء توفيق بزواجه منها
لن تكون بمنأى عن إنتقامهم وقد كانت تعى ذلك جيدا
وقد حذرتها امها وأنور من مغبة تصرفاتها

وبالاخير تستعين بعاملة لتجعلها خائنة امانة بنقل الاخبار إليها
ومثل هؤلاء يبيعون ذمتهم لمن يدفع ولا ولاء لهم

وبالفعل ما اسهل وقوعها بفخ لطيفة
ليظهر علاء والعقود والتهديد الماثل بالرجلين الذين جلبهما معه
وما اظن ظهور توفيق بتلك اللحظات ليغير من الامر شئ
فهو لن يصمد أمام إجرام إبنه وصحته لاتسمح له بالدفاع عن هدى

سلمت أخي
ودمت بكل الخير


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:51 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.