آخر 10 مشاركات
الدمــــية للكاتبة الجميلة blue me *متميزة* كاملة** (الكاتـب : ميرا جابر - )           »          حسناء ضوء القمر (47) للكاتبة: سارة كرايفن ... كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          2– التجربة - شارلوت لامب - ق.ع.قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          سراب الحب (8) للكاتبة الخلابة: نور الهدى *مميزة & كاملة* (الكاتـب : نور لينة - )           »          وشاح من دخان-قلوب شرقية(79)-حصرياً- للكاتبة:داليا الكومي{مميزة}-(مكتملة&الروابط) (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          حنين الدم ... للدم *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : رؤى صباح مهدي - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل ستكون عودة سارة وثائر بسبب مرض عهد
نعم 19 67.86%
لا 9 32.14%
المصوتون: 28. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree4186Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-02-22, 03:02 AM   #1651

فوق السحاب مستواي
 
الصورة الرمزية فوق السحاب مستواي

? العضوٌ??? » 488203
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » فوق السحاب مستواي is on a distinguished road
افتراضي


اللي حبيت من الشخصيات هم صعب وخالد
يشتركوا اليتم وكذا يعتمد عليهم بالقصة
تمنيتهم حقيقه يطيك العافيه سحابه
انشاءالله ماننحرم منك ومن رواياتك
والله يوفقك بحياتك الشخصيه العمليه ❤💞


فوق السحاب مستواي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-02-22, 04:35 AM   #1652

Roouh119

? العضوٌ??? » 327726
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 753
?  نُقآطِيْ » Roouh119 has a reputation beyond reputeRoouh119 has a reputation beyond reputeRoouh119 has a reputation beyond reputeRoouh119 has a reputation beyond reputeRoouh119 has a reputation beyond reputeRoouh119 has a reputation beyond reputeRoouh119 has a reputation beyond reputeRoouh119 has a reputation beyond reputeRoouh119 has a reputation beyond reputeRoouh119 has a reputation beyond reputeRoouh119 has a reputation beyond repute
افتراضي

روايه جميله وأسلوب مميز وجذاب وراقي وكاتبه انتظر بشوق روايات ها القادمه باذن الله
اضمك من ظمن كاتباتي المميزات حبيت قلمك جدا... جدا
حفضكي الرحمن 🥀🥀


Roouh119 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-02-22, 05:34 PM   #1653

ام محمد وديمه
 
الصورة الرمزية ام محمد وديمه

? العضوٌ??? » 432976
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » ام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond repute
افتراضي

صعب وهند اكثر شخصيتين أعجبت بيهم

قصة سارة وثائر اكثر قصه اثرت بي


ام محمد وديمه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-02-22, 05:54 PM   #1654

فتاة طيبة

? العضوٌ??? » 306211
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 567
?  نُقآطِيْ » فتاة طيبة is on a distinguished road
افتراضي

اكثر شخصيتين حبيتها مرة هي زهور وثائر اعتبرهم مميزين مرة والجدة عمشاء

فتاة طيبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-02-22, 07:42 PM   #1655

روابي الحجاز

? العضوٌ??? » 495185
?  التسِجيلٌ » Nov 2021
? مشَارَ?اتْي » 22
?  نُقآطِيْ » روابي الحجاز is on a distinguished road
افتراضي

من اجمل شخصيات الي عجبتني كانت سارة استمرت رغم الانفصال اوجدت لنفسها مشروعها الخاص لم تقف تنتظر ...
هند قوة شخصياتها ورفضها لحياة لم ترغب فيها رغم حب الطرف الاخر فهناك نوع من الحب اشد من السم ...
الروايا جميلة بسيطة قريبة لحياتنا اليومية بمشاكلها وتنوع احداثها ...
كاتبة مميزة وقريبة من القلب ..استمري


روابي الحجاز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-02-22, 07:43 PM   #1656

أم البنيين

? العضوٌ??? » 479509
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 283
?  نُقآطِيْ » أم البنيين is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم

وصلت البارت العاشر سؤال هل الكاتبه منتظمه اسرع بالقراءه او اقراه على مهلي او اوقف الا اخر فصل


أم البنيين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-02-22, 08:21 PM   #1657

طالبة المغفرة

? العضوٌ??? » 489470
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 643
?  نُقآطِيْ » طالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond reputeطالبة المغفرة has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم البنيين مشاهدة المشاركة
السلام عليكم

وصلت البارت العاشر سؤال هل الكاتبه منتظمه اسرع بالقراءه او اقراه على مهلي او اوقف الا اخر فصل
الكاتبة كانت تنزل فصلين في الأسبوع بس من مدة صارت فصل في الاسبوع والحين خلاص باقي فصلين وتنتهي الرواية،الليلة الجزء الأول من الفصل الأخير


طالبة المغفرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-02-22, 09:31 PM   #1658

ظِل السحاب
 
الصورة الرمزية ظِل السحاب

? العضوٌ??? » 486399
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 605
?  نُقآطِيْ » ظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
بنات اعطوني ربع ساعة اعدل بعض المشاهد وبعدها انزل الفصل


ظِل السحاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-02-22, 10:02 PM   #1659

ظِل السحاب
 
الصورة الرمزية ظِل السحاب

? العضوٌ??? » 486399
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 605
?  نُقآطِيْ » ظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير
كيفكم اليوم أن شاء الله انكم بصحه وعافية انتم ومن تحبون
اليوم نطرح الفصل الأخير الجزء الأول
اتمنى لكم قراءة ممتعة
.
.


الفصل الخمسون والأخير
الجزء الأول
.
.
أوقف السيارة أمام منزل جدته فهي عادت له على الرغم بأنه لم ينتهي بعد .. نظر للتي التفتت
للخلف لتسحب بعض الأكياس فهي بعد صلاة المغرب قررت أنها ستنزل لتسوق من شارع
الستين وكل مكان تمر به تخبره بأنه أصبح مختلف وفي نهاية المشوار قررت بأن الشيء
الوحيد الثابت هو رائحة المكان .. العطور و البخور و البن و الرائحة القادمة من محلات
العطارة هي التي تميز المكان ..
حين دخلوا للحوش كانت علب الدهان و بعض أدوات السباكة منشره هنا وهناك اتجه هو
لخلف المنزل حيث يجلس والده واعمامه اما أنوار دخلت للمنزل لتلمع عينيها حين شاهدت
من يقف امام باب المطبخ .. غمز لها وهو يعض على شفتيه أن أجلي الحديث في الأمر ولكنها
لن تهتم .. كل ما تتمناه أن تكون زوجته في المطبخ .. اتجهت نحوه ليغمض عينيه بقهر .
أنوار : أنت الحين من ويش مخلوق هاه .. ما طق برأسك تأكل الا من المعمول اللي أنا مشتهيته
.. الشرهة علي أنا اللي أمنتك عليه .
مسح على وجهه يحجب ابتسامته كل هذا لأن هند في المطبخ .. لوح بيده : تراها ثلاث حبات
بس .. وش ذا البخل .
دفعته من كتفه : الثلاث ذي كانت تكفيني يوم كامل خربت نظامي كله .
مسح على شعره : قلت بجيب لتس علبه ثانية .
رفعت كتفيها : بيتجيب بس بعد ما اعلم جدتي .
ميل شفتيه بعدم أهتمام : روحي قولي لها .. وأنا ماني بجايب لتس بداله .
لفحت بطرحتها على كتفها : ايه بروح وهي بتخليك تجيب عن كل حبه علبه يا المغلوث .
اتسعت عينيه حين سمع ضحكة من تقف امام ابريق القهوة لترفع أنوار حاجبيها : اوه هند هنا.
تخطته لداخل : سلام وش ذا العروس الحلوه اللي منورة مطبخنا .
عادت لأبريق القهوة بعد أن سلمت عليها : تقولينها صادقه ولا تجاملين .
رمت بعبايتها على أحد الكراسي لتبدأ عملها وهي تشير عليها من الأعلى للأسفل : اذا تتأملين
هذا المنظر كل صبح تعرفين أني ام الصدق وابوه .
فرقع أصابعه : اذكري الله .
رفعت كفها في وجهه : الف من ذكره بسم الله عليها مو عليك .
عادت هند لتضحك لتنظر لها أنوار : يوه صدمنا المسكينة بس ماعليه بكره تتعودين هذي
حروب لا بد منها وما فيها الا منتصر واحد .
كانت تتحدث وهي تشير لنفسها .
اقترب ينظر للأكياس التي طبع على بعضها شعار أحد محلات الذهب أما الأخرى كانت أكياس
عاديه : رايحه لشارع الستين ؟
هزت رأسها : ايه من زمان ما مريته .. عاد شفت محلات الذهب ما قدرت أقاوم وشريت
لجدتي .
رفع علبه للمعمول : هذا بأخذه .. احب المعمول اللي من عند العطار .
نظرت له : فيه بعد مكسرات بحط لكم منها .
نظرت لهم باستغراب لتو قد نشبت الحرب من أجل ثلاث حبات معمول والان هو يأخذ علبه
وهي تقدم له المزيد .
ابتسم وهو يرى ملامحها المستغربة : ترا صدمنا عيشة اللي وراتس .
التفتت خلفها لتبتسم : هذا معمول عادي اما اللي بيعوضني عنه فخم شويتين .
أكل حبه من الفستق المملح : لازم اجيب لتس منه الصدق كان دمار .
زلت القهوة وهي تسمع حديثهم المتقلب في ثواني يتشاجران ثم يكملان وكأن شيء لم يحدث ..
حين خرج محارب حاملاً صينية القهوة نظرت لهيئة أنوار وسألت بشيء من الأستغراب : أنتِ
في أي شهر .
ابتسمت : في الرابع .. الدكتورة قالت أن بطني ما كبر لانه أول حمل ولأن وزني قليل .
هزت رأسها بفهم بينما حملت أنوار الصينية وأشارت على الثلاجات : الحقيني للمجلس .. اهب
يا العنود وين طست وانا لي ساعة معلمتها تجي .
دخلت المجلس ليشرق وجه عمشاء : يا بعد هلي يا هالوجه .
أنزلت الصينية ثم اقبلت عليها تحتضنها وتقبل كفيها : وه يا زين ريحة الحناء بكفتس .
عمشاء : وش رايتس بخويتي الجديدة .
نظرت لهند التي تحمل ثلاجة القهوة وتمد الفنجال لعمشاء : قصدتس خويتنا .
: الا خوية عمي لحالة لا تحسدن الرجال .
كانت هذه جملة العنود التي دخلت تحمل طفليها وخلفها ريم تحمل صينية مغطاه .
بعد أن جلست : وش سويتي لعمي يسب فيتس .
التفتت أنوار لجدتها وهي ترسم الضعف على ملامحها : جده ما شفتي ولدتس وش سوا فيني .
نظر لها باستغراب : وش سوا .
لوحت بكفها : تخيلي يا جده طالبة معمول نفسي فيه و موصيته يجيبه معه .. وادفع و احجز
و يمر المحل ويجيبه اخر شيء جاتني العلبة ماكول نصها .
دفعتها : اهب صدق كلها معمول يجيب لتس بداله .
عادت لتلتصق بها : جده الطلب عليه كثير الناس مغر تدق وتحجز وهو اكل عيشتي بكل برود .
نظرت لها بشفقه فيبدو أن وحام حفيدتها صعب قليلاً : ما عليه يجيب لتس واحد ثاني .
أنوار : ثلاث ماهي بوحده هو أكل ثلاث حبات .
هزت رأسها : زين هو كم قيمته .
نظرت للعنود التي رفعت حاجبيها شماته سابقه ما سيحدث : مغر 45 ريال .
عمشاء : ثلاث علب ب 45 ريال ليه رافعه سعرة .
ريم التي تولت صب القهوة : وين ثلاث علب .. جده العلبة الوحدة ب 45 ريال .
عادت لتدفعها : معمول ب 45 ريال يا الظالمة .. يجيب لتس مثلهن من البقالة ب 18 ريال .
مسكت رأسها : جده وش جاب معمول البقاله عنده .. حوفتس ما ذقتيه .
عمشاء بقهر : ليه ورعي جالس على مال قارون يوم يحط فلوسه في معمول .
لوحت بكفها : لا ما يحط بس يأكل اللي ما هو له .
تنهد : خلاص يجيب لتس علبه .
رفضت : لا ثلاث .
مدت فجالها لريم : وتخشرينهن معتس .
نظرت لهن : ايه .
العنود : تراها بتعطينا علبه وتأخذ الباقي .
عمشاء : لا ماهي مسويتها .
شربت من فنجالها بمزاج رائق بعد أن انتصرت وضمنت الثلاث علب : اهب صدق .. الحين
وراتس علي .. الحمى وراحت ولا كان قلت تهذري .
شربت من فنجالها وهي تنظر لهن العلاقة بينهن تذكرها بعلاقتها هي واخواتها بهيا ..
عادت أنوار لتقترب من جدتها : جده عادي ابات الليلة هنا .
ابتسمت وهي تشيح بوجهها : لحالتس ايه لأن محارب وحرمته بيباتون هنا .
نظرت لهند : مع الأسف راح تنامين في أسوأ غرفة على وجه الكوكب .
أنزلت الفنجال بحذر فهي لم تدخل لغرفته بعد و تظن أن أنوار تمازحها لتغيض محارب
: لا مو لهدرجة .
أنزلت عمشاء فنجالها : يا لوفي عنتس .
أكملن السهرة حتى اتى العشاء الذي اعدوه الشباب في الخارج على الحطب ..
..
تأملت الغرفة بصمت لن ترجع ما تراه لطبيعة الرجال فأخيها كان يمتلك غرفة جميلة
و مرتبة .. وأن كانت هذه الغرفة نظيفة ايضاً ولكنها تبدو غريبة حتى توزيع الأثاث غير
مفهوم .. دخل وهو يجفف شعره بالمنشفة ليبتسم لها : هاه احلى غرفتي ولا غرفة أنوار .
تأملته بصمت يبدو جاد في سؤالة الغرفة التي مرت بها قبل نصف ساعة برفقة أنوار كانت
أنيقة تنيسق اثاثها رائع .. جالت بنظرها في المكان : الصدق ما فيه مجال للمقارنة ..
غرفة أنوار أحلى .
مسح على رأسها ليتخطاها نحو السرير : لو قلتي غير كذا كان قلت الله بلاني بحرمة كذوب .
لبت دعوة كفه لمصافحة كفها لتجلس بجوارة و تنظر للملصقات التي تملئ لوحة خشبية
في أحد الزوايا فهمس لها : تبغين تقرين اللي فيها .
هزت رأسها بالموافقة وهي لم تبعد عينها عن اللوحة فنهض لتتبعه وهو ما زال ممسك
بكفها .. تأملت الأوراق الملونه من اليمين لليسار الخط متشابه ولكن في كل مرة يصبح
أكثر ترتيباً وجمالاً .. مرر يده على أحد الأوراق : كذا كنت اشجع نفسي من المتوسط
لين تخرجت من الجامعة .. شوفي هنا هذي انا كتبتها اول ما جربت النحت .
كان يمرر سبابته على اللوح من الأعلى فأقتربت لتقرأ ( أنجازات محارب )
ابتسمت : أكيد أنك متعلق فيها .
ميل شفتيه : كنت اما الحين لا .
نظرت له باستغراب : ليه !
عاد لينظر للوحة : لاني وصلت لمكان علمني أن التجارب تنحفر بالذاكرة مو فالورق ..
هذي أشياء انبسط فيها او حتى احتاجها بين وقت والثاني .. لكن اللي تعلمته بهذيك
الأيام القاه في ذاكرتي مو فالورق .
تأملت كلماته التشجيعية واحيان الساخره وعادت لتنظر له .. وعقلها يتسائل لما كل
تصرف يصدر عنه او حديث ينثره تنجذب نحوه .. عكر صفو تأملها لملامحه صوت الرسائل
القادم من هاتفه فمسح بأصبعه بين حاجبيها : وفيها عقدة حاجب بعد .
اتجه للهاتف وهي معه ليحتضنها من الخلف و يتصفح الهاتف امامها يصمت أصوات
الإشعارات : القروبات وصمتناها اما رسائل الخاص صعبه يمكن أخواني يرسلون لي .
ميلت شفتيها : بس أنا ما زعلت منها .
هز رأسه : مو انتِ حاجبتس هو اللي زعل .
شتت نظراتها هل كانت مكشوفه له طوال هذا الوقت ؟
استلقى على السرير : ايه كيف كانت السهرة ؟
استلقت بجوارة : حلوه بس قعدت احسب ديونك .
عقد حاجبيه : أي ديون !
لعبت بخصلة من شعرها : ال 135 ريال .
أخذ يفكر لمن يدين بهذا المبلغ ولكنه لم يجد أحد فهمست : بنتاخيك مسيطرة .
ضحك بصوت مرتفع فوضعت كفها تكتم ضحكته : عيب عليك بتصحي عمتي .
قبل كفها بهدوء لتبعده هي : وش نسوي ما نقدر نقول لا لشيخة أنوار .
رفعت حاجبها : لهدرجه تحبها .
هز رأسة مؤكداً : تسوى عيوني .. بس لا تغارين .
عادت لتستلقي بجواره : وليه أغار !
ميل شفتيه : مدري هذا طبع جديد عند الحريم تغار من امه ولا اخته ولا بنتاخيه .
مسحت بسبابتها على حدود عارضه : هذا طبع قديم مو جديد .. بعدين مافيه أحد يسيطر كذا
من الباب لطاقة أكيد أنه يستاهل .
ابتسم : لا تشوفين مناقرنا تراها ما تشوف مثلي أحد .
تأملت السقف : بخلي بناتنا يتعلمون منها .
اتكئ على مرفقه وهو ينقلب على جنبه : كم بنت تبغين .
رفعت أصابعها : ثلاث بنات وثلاث عيال .
ابتسم بسخريه : ما شاء الله وش ذا العدل .
لوحت بكفها تجاريه في سخريته : ايه اهم شيء العدل .




---------------------------------------


اتخذت سيارتهم طريق فرعي وعر بعد أن ساروا في الطريق المعبد قرابة النصف ساعة ..
في النهاية توقفوا أمام مزرعة يحيط بها جدار مزين بالطريقة تقليدية وكأنه بناء قديم ..
اول شيء وقعت عينها عليه هو المنزل الجديد الذي تم بنائه وكان من دورين .. هي تذكر فقط
المنزل الصغير الملاصق للجدار مكون من غرفتين و صاله وحمام و مطبخ .. هذا المنزل هو
ورث قديم رمم أكثر من مرة ولكن بنائه الأصلي من الطين و الخشب .. حين توقفت السيارة
في الموقف نزلت وهي تسمعه يحدث جدتهم : العمال عطيتهم إجازة يومين .
انزلت نقابها و وضعت طرحتها على كتفيها النخل يملئ المكان في صفوف جميلة وأن لم
تخونها الذاكرة فخلف النخيل هناك أشجار أخرى ربما ليمون او برتقال لا تعلم ما نوعها
بالضبط .. شعرت به يقف خلفها : متغير المكان .
هزت رأسها بالإيجاب : بقوة .
تخطاها يكمل طريقة نحو المنزل القديم : تعالي بنفطر .
نظرت للخلف تبحث عن جدتها فوجدتها تقف أمام نخله معينه تمسح عليها وتحدثها .. هذه أقدم
نخلة ربما تصغر جدتها بخمس سنوات .. فحسب رواية جدتها هي زرعتها مع والدها حين
كانت في الخامسة أو السادسة .. لحقت به للمنزل الصغير وجدته يقف في المطبخ مكتفاً يديه
لصدرة : وش ذا الكسل .
علقت عبايتها بالقرب من المدخل وعادت له لتعد القهوة و الشاي ولم تعلق على جملته ..
من المفترض أن يعد هو القهوة وليست هي .. حين انتهت كان ما زال يقف في مكانه ولم
يتحرك حتى خرجت من المطبخ تحمل السفرة .. يجب أن تحدث جدتها فهذا الرجل بحاجة
شيخ ليقرأ علية فتصرفاته الأخيرة غير طبيعية وكأن شخص ما خرج من داخلة ..
دخلت جدتها وعلقت عبايتها هي الأخرى ثم اتجهت للحمام لتغسل كفيها و تعود لهم : لا
ما شاء الله عمالك هذولا شغلهم زين .. اللي قبل حتى التراب ما ينظفونه .
رفع أكمام ثوبه المقلم بخطوط طوليه : ايه راعين ذمه وضمير بشغلهم .
وزعت كاسات الشاي و تناولت افطارها بصمت تستمع لحديثهم فهي لا تعلم شيء عن زراعة
النخيل او كيف تتم العناية بها قبل أن تثمر و بعد ذلك .. حين انتهوا من الطعام همست له
: عادي اطلع امشي .
شربت من فنجاله : ايه مافيه أحد العمال رايحين وأن كان بيرجعون بيتهم برا البلاد .
نهضت وهي تسمع جدتها تقول : الحين وش له لابسه ابيض بينعدم ثوبتس من التراب .
رفعت صوتها : اذا انعدم غيرته .
لبست حذائها و سارت بين صفوف النخل تستمع لصوت خرير الماء العابر من خلال
حفر امتدت هنا وهناك لتسقي الزرع .. جلست لتضع كفها في أحد هذه الحفر الصغيرة
ليمر الماء القادم من البئر الكبير في نهاية المزرعة .. ابتسمت وهي تشعر ببرودته
وتتملكها رغبة بأن تشرب منه ... أخذت تحرك كفها بهدوء تستمتع بمرور الماء
حين تعبت قدميها من جلوسها الغير مريح نهضت وهي ترفع نظرها تتأمل أشعة الشمس
المتسللة بين سعف النخيل .. شعرت بخطوات خلفها فألتفتت بذعر ليلوح لها
: مغر انا يا الجبانة .
حين وقف بجوارها اكمل ساخراً : هذا وانا معلمتس محد من العمال هنا .
اشاحت بنظرها بعيداً : وانا ثقتي بأي عامل تساوي صفر .
باغتها بسؤالة : والسبب ؟
سارت للأمام وهي تنظر هنا وهناك : كذا .. جدتي وينها ؟
تبعها وهو يترك مسافة بينهما : جدتي بتجلس فالفية و تتقهوى .. وليه ما تثقين بالعمال ؟
لم تنظر نحوه : ليه من يثق فيهم اصلاً !
تأمل طرف فستانها وكأنه قد شاهد هذا المنظر سابقا او يهيأ له ذلك .. أكمل مسيرة خلفها
حتى وصلوا لنهاية المزرعة فوقف يتأملها وهي تنظر للجدار ثم تتنهد وينزل كتفيها وكأنها
هزمت في حرب ما .. رفعت رأسها تتأمل السماء فوقها : تبغى أقول لك قصة .
اتكى على جذع الشجرة خلفه : زينه ولا شينة .
رفعت كتفيها : مدري .
رفع نظره حيث تنظر : قوليها .
أكملت طريقها غرباً فتبعها اخذت دقيقه صمت قبل أن تقول : انت سمعت شيء منها
بس انا بكملها لأني تعبت .
كل ما تعمقت في سرد قصتها كانت تحزنه نبرة صوتها لما أختارت يوم كهذا لتخبره
بقصتها .. توقف مذهولاً حين ذكرت اسم أبو خالد .. حينها تبدلت نبرة صوتها لشيء
من السعادة وكأنها تعيش لحظة الفرج تلك .. اخذت تصف ملامحة و نبرة صوته وكأنها
قد عاشت معه خمسون عاماً .. التفتت نحوه وحين ظن أنه سيبصر دموعها وجد ملامحها
مبتسمه وعيناها تلمع بفرح : ملامحه أكثر ملامح مريحة للعين شفتها بحياتي .. صوته
هادي وكأنه بعمره ما عرف زعل او غضب .. غريب صح !
لازال بشعر وكأنه شاهد هذه اللحظات ولكن عجز أن يعرف اين و متى .. تامل
ملامحها وهي تنتظر جوابه .. لما هي سعيدة هكذا : لا مو غريب .. الصدق ولا مرة
سمعت صوته عالي ولا حتى شفته عاقد حجاجه .
زادت ابتسامتها : تصدق شفت ولده يوم ازور عهد .. أول مرة أشوف انسان يشبه الثاني
كذا .. اول ما سمعت صوته شكيت أنه انبعث من قبره .
غزى الضيق قلبه فشتت نظرة : ايه يشبه أبوه .
لوحت بيدها : لا اللي بينهم مو شبه .. الشبه يجي بسيط مو كذا .
تخطته عائدة للمنزل : بروح اتقهوا مع جدتي .
اسرعت في خطواتها وكأنها تهرب .. بل هي كانت تهرب حقاً وتلتفت له تتأكد أن كان يتبعها
ام بقي في مكانه .. اختفت وراء الأشجار فميل شفتيه كان يخطط لليلة مهمة وهي دمرتها
بقصتها و بشعور الغيرة الذي القته في قلبه بطريقة غير مباشرة .


---------------------------------------


القى بشماغة : اعوذ بالله وش ذا الحر .
محارب وهو يتأمل السماء الصافيه والشمس المشرقة بقوة وكأنها تذكرهم بقوتها التي تلاشت
على مدى الشهور الماضية : امش بندخل للمجلس ونشغل المكيف .
نهض ليحمل صينية الفناجيل : يمديه مليان غبار .
حمل الثلاجات وتبعه : ما عليه شغله و وخر عنه لين تروح الغبره .
حين ضغط على الزر في الجدار اشتغل المكيف وفاحت رائحة المنظفات : هذا متى نظفوه .
جلس محارب : ما قصرت اللي نظفته فكتنا من الغبرة .
جلس بمزاج متعكر فسخر منه عمه : الحين انت وش بلاك من يوم أصبحت وأنت تنافخ .
تنهد : ما فيني شيء مير الجو ما يساعد .
رفع حاجبه : الله أكبر .. هات علمك بس .
شتت نظرة : مغر شايل هم الأفتتاح تأخر مره .
شرب من فنجاله : خله مع تمايم ورعك .
كشر : ايه تمسخر نهار ما تتمسخر فيه بتموت .
ضحك بتسليه : علامك علي وانا صادق اللي يجي عطه كيس لحم صدقه عن الورع
ابرك له من حفل ما هو بحاضره .
لوح بكفه : هذي سوها لورعك .
همس بثقه : مير ورعاني ان ربي كتب بوزع كل تمايمهم .
شرب من فنجاله قبل أن يلقي به فارغاً : انا وش حادني اتقهوى بهالحر .
هز رأسه بيأس : والله أن فيك عله قوية الحين مطلعني من بيتي واخرتها قالب وجهك
.. قر يا ولد وش عندك .
تثائب بكسل : علمتك باللي عندي .
انزل كاسته : أجل مع السلامة انا بروح لبيتي .
نظر له : تغدى معي .
كشر : اعوذ بالله تبغاني اغص بلقمتي وانا مقابل خشتك .
لوح بكفه بعدم اهتمام : شرهتك على اللي كلف نفسه وعزمك .
عدل المركى خلفه واغمض عينيه يشعر بهواء المكيف المندفع على وجهه وشعرة ..
حين كان بين النوم و اليقضة شعر بكفها تمسح على شعره : قوم نام بالغرفة .
همس بثقل وكسل : لا ما ابغى .
عاد همسها : قوم انا ابغاك تنام هناك .
رفع جفنيه بكسل لينظر لها فأبتعدت لتجمع الفناجيل و تتجه للحمام لتغسلها فنهض بصعوبة
كان سينام لما تنكد عليه .. حين دخل للغرفة تبعته لتعلق شماغة الذي وجدته ملقى على
الفرشة تحت السدرة الكبيرة حيث كانوا يجلسون .. نزع ثوبه ليلقي به و يشغل المكيف
فهمست : زين اننا نظفنا المكيفات البارح .
نظر لها بعدم استيعاب : متى نظفتنها ؟
ابتسمت : البارح يوم لقيتك نايم يا كسول رحت انظف انا والعنود .
استلقى ليغمض عينية : طفي النور .
اطفأت الأنوار و استلقت بجوارة برودة المكيف كانت مغرية لأخذ قيلولة فأغمضت
عينيها وحين ظنت بأنها غفت لخمس دقائق ايقضها مع أرتفاع أذان الظهر و وجهه المبلل
لم تفارقة اثار النوم بعد .. نهضت بكسل عكس وضعها قبل النوم فهي كانت نشيطة بل
تكاد تنفجر من النشاط الذي يتفجر في عروقها منذ البارحة .. نزلت بعد الصلاة لتجد
العنود في المطبخ امام الفرن وام ماهر تجلس وامامها صحن الخضار تعد السلطة .
نظرت لها العنود : واضح الأخلاق قفلت .
فتحت الثلاجة تتأملها بملل : ايه مدري وش جاني رغم ان النومه كانت زينه ما حسيت
بالوقت حتى .
أخرجت ما تريده فصرخت العنود : خلاص فكينا من الحلى انا زايده كيلو .
لوحت بكفها بعدم اهتمام : والله انا حامل ولحد شاره علي وانتِ قفلي فمتس لا تأكلين .
ضحكت ام ماهر اما العنود أغلقت القدر و جلست بجوار والدتها : صعب تعرفين
الحلى نقطه ضعفي .
بينما هي تعمل دخل للمطبخ ليسحب له كرسي : اللي يشوفتسن متجمعات يقل تطبخن ذبيحة .
العنود : نسلي نفسنا .
افرغت ام ماهر ما في الصحن وأغلقت الحافظه : سون شاهي اخضر سفر موصي عليه .
نهضت العنود : وش يسوي الشاهي المسكين قدام اللي نبلعه .
أشار نحوها بالملعقه : كله منتس انا لا شفت وجهتس مغر أكل .
لفحت بشعرها : وش اسوي اذا وجهي يجيب العافية .
زفر بملل وهو يتأملها ترص طبقات البسكوت : يا كثر هرجتسن .
العنود : شوف مزاجك منعدم دور لك احد غيرنا تفضي حرتك فيه .
احتدت نظراته حين ضحكت من تجلس بجوارة ويعلم جيداً لما ضحكت وعلى أي كلمة
بالتحديد .. حملت الصينية لثلاجة بعد أن غلفتها وهي تحاول السيطرة على ضحكتها
العنود ستجلب لهن مصيبة فهو ليس بمزاج جيد ابداً .. حين عادت لتجلس بجوارة مال
وهمس : معجبتس كلمتها .
عقدت حاجبها بعدم فهم : أي كلمة ؟
رفع جاجبه : تبغينتس ما عرفتيها .
رفعت عينيها للأعلى وهي تتذكر كلمات العنود ثم نظرت له ببرود : والله أنها صادقه دور
لك غيرنا ليه تبغى تنكد علينا .
نهض ليغادر المطبخ فميلت شفتيها لما أصبح يعطي ردات فعل مسبقه على أشياء لم تقصدها
ولما يوجه صرفاتها نحو طريق لم تفكر فيه .


---------------------------------------


قلبت الهاتف في كفها تخشى أن تتصل به فيكون مزاجه سيء .. منذ الأمس وهي تحاول أن
تشجع نفسها وتتصل به لتعتذر ولكن مخاوف ما زالت تسكن في جزء من ذاكرتها أخبرتها ربما
لأنك لست أمامه ولا يجمعكم مكان واحد سيعود شيء من برود ثائر القديم ..تكره هذا الشعور
أحيان تمر بها لحظات تشعر معها بأنها معلقه بين الحاضر والماضي تتأرجح مرة هنا ومرة
هناك عاجزة عن الأستقرار .. تنهدت بعد أن القت بهاتفها لتغادر الغرفة دون أن تنتبه لهاتفها
الذي كان يصدر رنين خفيفاً واسمه يضيء الشاشة .
بحثت عن والدتها وطفليها فأخبرتها أحد العاملات بأنها خرجت لمنزل عمها .. قررت أن تدخل
للمطبخ لتفرغ بعض الضغط بينما هاتفها يرتفع رنينه مرة ثانية والمتصل شخص واحد كان
مستغرباً عدم ردها .. هل هاتفها بعيد عنها ام أنها قد تضايقت من أسلوبة سابقاً .. يستحيل أن
تتجاهل اتصالاته من أجل أمر كهذا .. بالتأكيد مشغولة بأمر ما .. عاد للغرفة الفارغة فخالد
اخذ من أجل جلسات العلاج و هناك ممرض سيأخذه بجولة في الحديقة على كرسية احتفالاً
ببدء تعافي كتفه و حوضه .. استلقى على السرير الذي احضروه له بدل الكنبه التي كان ينام
عليها طوال المدة الماضية .. قلب الهاتف في يده ترمي به الأفكار هنا وهناك وحين تظهر
صورتها الجميلة تنقطع كل حبال أفكارة ولا يجد بداخله سوا الشوق .. كيف يتلذذ للمرء
بشيء مؤلم كالشوق .. اعتدل جالساً ليتصل برقم خالته منها سيعلم أن كانت مشغوله ام
انها لا تريد محادثته .. بعد تبادل السلام و السؤال عن الحال سألها عن سارة فأخبرته بأنها
ليست معها وبقت في المنزل وتذكر انها صعدت لغرفتها لتستريح .. اغلق الخط بعد أن حدث
عمر وعهد و والدته ثم رمى بالهاتف هو من يحق له التضايق فلما تقلب الأدوار هذا ليس
من شيمها ام أنها اغترت بمكانتها بعد أن أصبح عاشقاً لا يقوى على زعلها .
استغفر الله بصوت مسموع ونهض ليتوضأ و يصلي الضحى ولما انتهى من صلاته ارتفع
صوت هاتفه بالطبع حمد او فهاد وربما هذه المره ادخلا سامي على خط المفاوضات والأقناع
.. ولكن المتصل لم يكن أي منهما بل كانت هي .. رد بسرعة خشية أن تمل وتقطع الاتصال
حين فتح الخط اتاه صوتها المستعجل : معليش يا قلبي كنت بالمطبخ و الجوال بالغرفة توها
امي اتصلت على البيت وعلمتني .
ابتسم بشيء من القهر بسبب أفكاره يعلم اين الخلل فهو سافر سريعاً قبل أن تثبت علاقهتم
و يقفوا على أرض ثابته فالثلاث سنوات المنصرمة غيرت في كليهما الكثير ويحتاجان أن
يتعرفا على بعض الخصال الجديدة ..
عاد صوتها ولكن هذه المرة بهمس حذر : ثائر تسمعني .
نظر لنافذه : اسمع لكن صوتتس ما يمر كذا لازم يلعب في قلبي و روحي لين عقلي يستوعب .
كان دورها هذه المره لتصمت مصدومة من تصريحة اللذيذ .. فأكمل حديثه : حسبت أنتس
زعلتي .
مسحت على عنقها : وانا من الصبح خايفه ادق والقاك معصب .
تنهد : بقعى تصوع التردد .
ضحكت : امين .
عاد ليجلس على السرير : ايه وش مسويه معكم الحياه .
رفعت كتفيها : ولا شيء .. بس لو اسلم من الحرب اللي كل شوي مقومينها ورعانك .
رفع حاجبه : انا بديت اشك أنكم تكذبون على ورعاني .
رفعت كتفيها : بكيفك انا عندي شاهد قوي محد يقدر يكذبه .
ثائر : لا يكون مصورتهم .
ميلت شفتيها : فاتتني ولا كان مخليتهم يشوفون اشكالهم البشعة يوم يتضاربون .. بس ما علية
الشاهد حقي يكفي و يوفي .
همس : ما تثقين كذا الا اذا الشاهد أبوي .
ابتسمت : شفت كيف شاهدي قوي .
ضحك بخفه : الا حكم القوي على الضعيف .
نهضت لتخرج لها ملابس تستعد للأستحمام : عاد انت و ورعانك محد يقدركم لا تسوون فيها
مساكين .
عقد حاجبيه : وش جاكم منا .. حنا ناس ملتهيه بنفسها ويوم قاموا يأذون تناولوا بعضهم ما
جاكم لا ضرب ولا تعنيف .
ميلت شفتيها : طيب خلاص انتم شطار .
همس : انتِ وش تسوين من اليوم .
أغلقت الدولاب لتفتح الأخر : قاعده اطلع لي ملابس اليوم جمعه يا حلو نحاول نلحق شيء
من السنن .
تأمل السقف أعلاه : بقعى تصوع الغربة .
عادت لتضحك : انت وش جايك لصقت بهالكلمة .
تنهد بملل : عاد هذا اللي طلع معي وهي ما لصقت لين كلمتتس البلا فيتس مو فيني .
همست بشيء كانت تفكر فيه منذ الأمس : الحين اذا تزوج عماد ما راح تجي صح .
جاراها بالهمس : ايه اخوي ما عنده الا إجازة وحده مقدر اخليه يجي وهو عريس ورفقة
أبو محمد ماهي بشينة .
ميلت شفتيها : واحنا ما نقدر نجيكم ونترك أمي .
بعثر شعره : هذي سهله نحجز لكم وخالتي بعد وتجون أسبوع ولا اثنين .


---------------------------------------


أغلقت باب الغرفة واتكئت عليه : منت بطالع لين تقول لي وش فيك .
شد شعره للخلف : هو غصب تحطين فيني شيء .
رفعت كتفيها : والله هذا الصدق انت صاير تدور علي الزله و كل شيء اسويه تقلب معناه
على مزاجك .
تكتف بملل : وش اللي قلبته على مزاجي .
عدت على اصابعها : يوم زواج عمي زعلت من شيء ما يستاهل وكنت تقدر تجيني وتتكلم
معي بدال لا تقلب وجهك وتقعد ساكت والحين عشان العنود قالت مزاجك منعدم وانا ضحكت
رحت وقلبت السالفة وحطيت أن نيتي اضحك من شيء ثاني .
ميل شفتيه : اول وحده مو شيء ما يستاهل هذي قله ادب ونقصان عقل منتس ولا حرمة على
ذمة رجال ليه تطري علوم قد راحت والثانيه هذا طبع فيتس تحبين تطرين هالكلمة كل يومين .
كان يتحدث بينما هي تتسع عينيها بدهشه : قول أنك ما تحب لنا الراحة و تدور أي شيء
ينكد علينا .
تقدم نحوها : لا انا عجزت القى أسلوب يعجبتس قلت اتطبع بأطباعتس .
ابتعدت لتفتح له الباب : انا ما جيتك و تبليتك كل شيء كان بيننا أنت السبب فيه .. أنا كنت
قاعدة مع أختك وهي أول من فتح الموضوع وانا بس رديت بالصدق .
برز فكه دليل على شده على اسنانه فعقدت حاجبيها : وايه قبل لا انسى اللي يزعل من نفسه
يرضى من نفسه يا ولد عمي .
حين تخطاها خارجاً أغلقت الباب بقوة جعلته يغمض عينيه انزعاجاً .. خرج من المنزل
وقاد سيارته عائداً للحوية ولكن في منتصف الطريق أوقف سيارته جانباً قرب أحد برادات
الماء التي وضعت سبيل وصدقه عن أحدهم .. غسل وجهه بالماء البارد و توضأ ثم شرب
منها ليعود ويجلس في سيارته .. كل الأحداث الماضية تضغط على أعصابه ولم يجد
متنفساً له سواها وأن كان معه جزء من الحق في أول امر فما حدث اليوم كان هو المخطئ
فيه .. استغفر الله عده مرات قبل أن يحرك سيارته عائداً لديرة حين توقفت سيارته أمام المنزل
لمحها تنهد فهو لمحها تمشي مع العنود ومعهن امرأة أخرى ربما هي زوجة عمه محارب ..
..
همست العنود : هذي سيارة ماهر .
نظرت للمساحة أمامها قبل أن تقول : يمكن عمي دق عليه .
العنود : هو اليوم مو صاحي .
ابتسمت بسخرية : ايه قافلة اخلاقه .
هند بعدم فهم للوضع : ليه صاير معه شيء ؟
العنود : لا بس من يوم مشكلة المقهى وهو منقهر وفوقها تأجل افتتاح الفرع الثاني .
هند : انا لو منه افتتح الفرع وكذا اثبت لناس اني واثقه ولا علي من اللي صار .
أنوار : المشكله في المراقبين كل شوي طابين على المقهى مسوين تفتيش ويخاف اذا
افتتح الفرع الثاني العمال الجدد ما يعرفون يتصرفون .
العنود : ايه وهم كل شوي مستحدثين نظام جديد و مخالفات جديدة يعني أشياء كانت عادية
فجأه تأخذين غرامه عليها لانها صارت ممنوعة .
اكملن مسيرهن حتى وصلن لشجرة معينه يضعنها حد لهن كمقياس للمسافة التي يمشينها
كل يوم .. في طريق عودتهن توقفت هند فجأة وهمست : بنات ريحة جمل .
رفعت العنود نقابها ليدب الرعب في قلبها : يا ويلي والله ريحته .
همست أنوار وهي تكمل مسيرها : امشن بسرعة قبل يطلع لنا .
سحبتها هند لتعيدها خلف الشجرة : وين رايحه اتصلوا بالعيال يجون هذا أن شافنا والله
ما نسلم .
ارتجفت كف أنوار برعب بينما أخرجت العنود هاتفها لتتصل بوالدها .. كانت هند تتلفت
هنا وهناك تبحث عنه و تحاول أن تحدد مصدر الرائحة حتى تعلم أي طريق يسلك .
عضت على شفتيها حين لمحت الجسم الأسود الضخم الذي عبر بين الأشجار لم تكن
تعلم بأنه قريب لهذه الدرجه .. اشارت لهن لينسحبن للخلف بحذر حتى لا يلاحظ وجودهن
ستكون مصيبه لو أن هناك أبل برفقته حينها سيهجم دون رحمة لحمايتهن فهو يعتبر كل كائن
غريب تهديد .. التفتت العنود للخلف وهمست : سيارة أبوي .
حين لفظت جملتها اطلقن العنان لأقدامهن مسرعات و سفر يشير لهن بأن الجمل لاحظهن
ضرب على بوق السيارة بقوة لتصرخ العنود : انحاشن والله انه ورانا .


---------------------------------------


بعد أن صلى المغرب يأم جدته و هيا ذهب ليشعل النار فالجو أصبح بارداً بعد أن كان شديد
الحرارة في النهار .. تلحفت صيتة بوشاحها : انتبه لا تحرقك يا ولد .
رمى العود الذي كان يحرك به في النار و اقترب ليجلس بجوارها : تبغين نروح للبيت الكبير .
لوحت بيدها : لا خلنا هنا ادفى لكم هذا مبني من خشب بيدفيكم الليلة هذاك أن رحتوا له قضيتوا
من البرد .
تأمل السماء الصافيه فوقهم : الليلة ماش نجوم .
رفعت رأسها حيث ينظر : عشان اللمبات وانا جدتك ولا قبل ما يحجبها عنى غير السحاب ولا
الغبار .. يطري علي مرة فرشنا فراشنا هناك وابوي يقول من القصص وانا اتفرج على السماء
ماني بيمهم سبحان الله هذيك الليلة ما انساها والله اني يا دوب القى مكان فاضي بالسماء كلها
تلمع .
ابتسم : أجل كان لازم نأخذ لنا خيمه و نروح ورا الديرة .
مسحت على ظهرة : لا كذا زين ومرتاحين الخيمه ماهي برادة عنا لا حر ولا برد .
كانت تصل لها أصواتهم واضحة فهم يجلسوا خلف جدار المطبخ مقابلين النخيل .. تركت
الحليب على النار وأخذت هاتفها تتصفح بعض الرسائل وترد على البعض .. في داخلها
تشعر بشيء من الغرابة فهذه اول مرة تخبر أحد تعبش معه بقصتها فحتى والدتها نقل لها والدها
القصة وليست هي .. لا تريد أن تعلم ما ردة فعلة على الأحداث التي كان يجهلها فهو بالمجمل
يمتلك صورة مسبقه لما حدث .. أنزلت هاتفها حين سمعت صوت خطواته واتجهت لتحرك
لتحرك الحليب حتى لا يلتصق ويحترق .. نادى عليها : هيا .
نظرت للباب : انا هنا بالمطبخ .
اطفئت النار و بحثت عن أبريق لتضع الحليب فيه .. دخل وهو يحني رأسه فباب المطبخ ليس
مرتفع وهذا الحال مع بقية الغرف .. نظر لها : وش تسوين .
رفعت القدر الذي يتصاعد منه البخار وسكبت مافيه : حليب .
صعب : زين حطي عليه زنجبيل .
نظرت له : من وين مطبخكم فاضي .
ميل شفتيه : هذا اسقاط مباشر .
لوحت بكفها وهي تتجه للمجلى : لا بس انتم من زمان ما جيتوا هنا والمطبخ فاضي .
شعرت به يقف خلفها ويلعب بأحد خصلات شعرها : غريبة ما سألتيني عن البيت الكبير .
اصبح رتم تنفسها سريعاً وقشعريرة تسري في ظهرها بسبب قربة .. هي فعلاً لم تفكر لما بنى
ذلك المنزل طالما انهم يبقون هنا : صدق هو لمن .
مال ليسحب نفس عميق من رائحة شعرها : لنا .
سقطت الكاسه التي كانت تحملها في يدها فهمس : علامتس ؟
كادت أن تصرخ كل هذا بسبب قربك الغريب .. عادت لترفعها و تغسلها من جديد : زلقت من
يدي .
اغمضت عينيها حين سحب نفس عميق مرة أخرى فهمست : صعب .
همهم : هممم .
ابتسمت بتوتر فهو وكأنه في عالم أخر : وخر شوي انا خلصت بمر .
طوق خصرها لتتسع عينيها : وليه اوخر .
رفعت الكاسات لتحركها : ابغى احطها مع الحليب و نروح لجده .
ميل شفتيه : قولي ابنحلش يا صعب لا تحطين اعذار .
تحركت لتلتف نحوه تنظر لعينيه : انا ما احظ اعذار انا أقول الصدق .
سخر منها بنظراته : نشوف شوي اثبت لتس انتس تدورين النحشه .
حين ابتعد عنها وخرج اتجهت لصينية لتحملها عن ماذا يتحدث هذا الرجل .
جلس بجوار جدته لتسأله : هي وينها .
حرك سبحته على اصابعة : تسوي حليب .
ابتسمت : يا طيب ورعتي .
صوت خطواتها القادمه جعله يبتسم لما خطواتها صغيره بهذا الشكل .. حين جلست
بجوار جدتها أشار لها مؤكداً صدق حديثه فأشارت له بعينيها بأنه ليس كما يظن .
مدت كاسه الحليب لجدتها التي اشارت نحو صعب أي اعطها له اولاً .. أخذها بهدوء
لشرب ونظره على النار امامهم .. حين تأملت المكان شعرت ببعض الخوف فعبرت
عنه : شكل النخل بالليل يخوف .
نظرت لها جدتها بإزدراء : وش يخوف فيه .
رفعت كتفيها : مدري مير يخوف .
همس ولا زال نظره على النار : هذا عشان الأنوار طافية .
صيته : الا عشانها ذروق وحدتهن لا شافت الغدرا قامت تراعد ما يمشن الا تحت
اللمبات .
كانت جدتها مستمره بتعليق على بنات هذا الجيل اما هو يبدو انه مستمع بما يسمع
و بتوبيخ جدتها لها .. رفعت كاستها لتشرب لن تهتم ولن تنظر نحو النخيل والشجر
هي راضيه بالخوف من الظلام والحشرات ونعم هي فتاة لا تمشي الا تحت أضواء
الشارع ما العيب في ذلك .
سقط امامها خنفساء صغيره أتت بعد أن اغراها ضوء اللمبات فوقهم .. صرخت
لتقفز مبتعده بينما انتفضت صيته برعب : يا ورعه علامتس .
سحب عصى جدته ليبعد الخنفساء بها لتعود لظلام : مغر الخنفوس روعها .
نظرت لها جدتها بسخط بينما هي صدرها يعلو و يهبط بسبب تنفسها السريع و عيناها
متسعه بخوف .. لوحت صيته : تعالي اشربي حليبتس لا عاد الله هالجيل وانا احسب
قارصتها عقرب .
لوحت بكفها : لا هذولا جايبن على النور .
هزت صيته رأسها بملل بينما هو ضرب على الفرشة بجواره : تعالي هنا وراي .
جلست بسرعة وعيناها تتحرك بسرعة هنا وهناك تخشى هجوم امباغت أخر كسابقه
.. مد عليها كاستها فأخذتها بتكشيره بعد أن وقعت عينها في عينه الساخره من خوفها
هل يجب أن تكون مثلهم لا تهتم للحشرات ولا تخاف منها .


---------------------------------------


ضرب على الأرض ضاحكاً ليختبط صوت ضحكته مع صوت ضحكات أخوته و زوجاتهم
الاتي يحاولن كتم ضحكاتهم بين الحين والأخر ولكن حديث العنود لا يسمح لأحد بالسكوت
.. لوحت بيدها متحمسه : أقسم بالله انها سبقتنا وصوت ضربه رجلها خوفتنا وهي ما درت
عنها لين وصلت هنا .
أنوار بأصرار على موقفها : والله ماني بقاعده له عشان يأكلني ويأكل ورعي معي اقلها واخد
يسلم .
العنود : الحين ليه فتحتي الباب الثاني .
لوحت بكفها : وش يعرفتس انتِ هذا تكتيك عشان لا ما لحقت اسكر الباب ودخل رأسه
يمديني اهج مع الباب الثاني .. بعدين ليه ما تعلمينهم أن ثوبتس وصل لركبتس من
الراعه والعدي .
عاد صوت ضحكه محارب الصاخبه يرتفع فقالت العنود : والله يا روح ما بعدتس
روح انا وراي ورعان ما ابغاهم يتيتمون .
ام محمد : وانان ما شفتنه قبل طيب .
العنود : لا والله اول لا انتبه له هند شمت ريحته .
كشرت أنوار : يع لا تذكرني بريحته اعوذ بالله .
عمشاء : احمدن ربتسن حنا في نهاية الشتاء ولا لو في بدايته يمديه مقطع روستسن .
كشرت هند : اعوذ بالله منه أول مره اشوف جمل هالكبر .
العنود : وهذي تعقلت رجلينها عيت تعدي .
التفت الجميع نحو هند فقالت بحرح فهي غير معتاده على اغلب المتواجدين : انا اعدي
ولا كأني اعدي الأرض عيت تنطوي تحت رجليني .
مسحت ام ماهر على كتفها : هذا من الخوف .
اشارت للعنود : هي صاحت من هنا انا قمت اتخيل صوت ضرب خفه وراي .. واتخيله منزل
راسه ورقبته ويعدي .
سفر : لا عاد تبعدن بالحيل .
العنود : انا عن نفسي توبه معد امشي برا خير شر .
أنوار بكبرياء : انا لو ماني حامل كان ما خفت .
محارب : يا الكذوب بغت تنصرم رجلتس من الراعه قال لو ماني حامل .
رمت عليه عليه الماء الفارغه : الا كنت ماشيه بهدوء وسلام مير حرمتك الجبانة تلتني
ورا الشره وعيونها تلاقط .
نهض سفر وهو يلقي بشماغه على كتفه : ارواحكم العيال حطوا العشاء وانتن حياتسن الله على
عشاء سلامة بنياتنا .
ارتفعت أصوات البنات تعليق على ما حدث وضحكاتهن تملئ المكان .. ام ماهر اشارت لهن
: جزاهن الله خير كسبنا عشاء من وراهن .
عمشاء : أي والله .
بعد الانتهاء من تناول العشاء و شرب الشاي تفرق الجميع كلن لمنزله فصعدت هي للأعلى
لم تشعر بألم قدمها حتى وصلت للمنزل وذلك بسبب الخوف الذي حل بها .. بدلت ملابسها
وارتدت شيء خفيف فالمنزل دافئ عكس الخارج .. جلست لتبدل الضماده قبل أن تنام فبرغم
أنها ذهبت للمستشفى ولكنهم لم يستطيعوا اجراء الأشعة بسبب حملها ولكن الطبيب أكد لها
أنها مجرد كدمه ويستحيل أن تكون قد كسرت والا لما استطاعت الوقوف عليها ..
اعادت العلبه لدرج بجوارها و تناولت فيتاميناتها المسائيه ثم استلقت تتأمل السقف وابتسمت
قبل أن تتحول ابتسامتها لضحكه مرتفعه فهي ما أن تتذكر موقفهن تصاب بنوبة ضحك
دخل من استغرب صوت ضحكتها فكانت تستلقي غير قادرة على كبح ضحكتها .. اقترب
منها : انتِ علامتس .
لوحت بيدها ودموعها قد سالت بسبب الضحك وكلماتها تخرج متقطعة : تذكرت سيقان
العنود .
ضحك بخفه فمنظرها يضحك أكثر من حديثها : لا تضحكين على وخيتي .
ضربت على السرير وهي ما زالت تضحك : عمي سفر مقرط على شماغه عيا يفكه لين
وصلنا .
استلقى بجوارها : خلاص اوجعتس الضحك .
زفرت بسرعه عده مرات : اخ اوجعني بطني .
تأملها وهي تمسح دموعها : كيف سوت رجلتس .
حركتها بهدوء : ما عليه المرهم زين خفف الوجع .
تفحص ساقها جيداً : فكتس الله ولا كان انكسرت .
تنهدت وهي تغمض عينيها : يمه كل ما أتذكر شكله و ريحته رعب مو طبيعي اهل الأبل
كيف يقدرون يتعاملون معه .
مسح على شعرها : عادي هم متعودين ويعرفون له .
فتحت عينيها لتتأمل عينيه قليلاً قبل أن تهمس : كنت بموت وانت زعلان .
ارتجف قلبه فهذه الفكره لم تفارق باله منذ المغرب لو حدث لها شيء وكان أخر لقاء بينهما
هو شجار على أمر تافهه .. عاد ليمسح على شعرها : مو انتِ قلتي اللي يزعل من نفسه يرضى
من نفسه .
هزت رأسها بالإيجاب فهمس : مير طاح الحطب .
لم تصدر عنها أي ردة فعل بل قالت : ما اظن يطيح الحطب يا ماهر كم لنا وحنا ما عرفنا
الرضى ولا الراحه .
ميل شفتيه : عادي نعود نفسنا عليها .
ابتسمت بسخريه : البلا لا انا ولا أنت يغيرنا شيء .
ترك شعرها ليمسح على بطنها بخفه : هذا يغيرنا اظنه يستاهل .
امسكت بكفه : يستاهل بس احنا ما قدرنا انفسنا ولا اللي بيننا .
احتضنها بخفه يدفن وجهه في شعرها : وهذي نغيرها عشاننا .
ارتجفت شفتيها و رغبه في البكاء تسيطر عليها : وان ما تغيرنا .
شد من احتضانه لها : غصب عنا نتغير .
شدت على قماش ثوبه فوق خصره : أن ما تغيرنا ندمنا والله بنندم وانا ما احب الندم ما ابغى
عيالي يعيشون بين ام وأبو متشتتين ولا بينهم تفاهم .
ابتعد عنها ليحتضن وجهها : قلت لتس غصب عنا .


---------------------------------------


خرجت من الحمام تجفف وجهها وكفيها جدتها نامت منذ ساعة وصعب خرج ولا تعلم اين
ذهب .. دخلت للغرفة لتبدل ملابسها وترتدي بجامتها الحريريه .. رطبت جسمها ودخلت
للفراش تقرأ اذكارها الغرفة هنا سريرها يتسع لشخص ونص ولكن من حسن حضها انه ليس
بضخم البنيه اذاً لن تواجه مشكله .. حين دخل كان يجفف شعره ويبدو انه استخدم احد حمامات
المنزل الكبير .. اغلق الباب بالمفتاح مرتين فشعرت بالتوتر .. اقنعت نفسها بأنه لن يقترب منك
الان .. اليوم فقط اخبرته بالقصة .. رش من عطره ثم اعاده للحقيبه واستلقى في مكانه
كانت ما زالت تجلس و تشتت نظرها هنا وهناك .
نظر لكفيها التي تفركها ببعضها : هاه ودتس تنحاشين .
نظرت له متصنعه الهدوء : انت وش قصتك من اليوم تنحاشين وتنحاشين .. انحاش من ويش ؟
أشار لنفسه : مني .
عادت لتشتت نظرها : وليه انحاش .
اقترب ليلعب بخصله من شعرها : مدري كذا قلبي يقول لي .
تسلحت بقوه كاذبه ونظرت لعينيه : لا تسمع له يكذب عليك .
حرر الخصله ليعيد كامل شعرها للخلف : عطيني دليل انه يكذب .
ارتجف صوتها وهي تشعر بكفه التي مررها على عنقها : وش الدليل اللي تبغاه .
زم شفتيه بتفكير ثم قال : مدري بس اثبتي لي .
ميلت شفتيها : طيب قول وش اللي انحاش منه عشان اثبت لك عكسه .
ابتسم فتوترها انساها انه أجاب قبل قليل : قلت لتس مني .
نظرت لعينيه كم هي غبيه : لو مو حنا هنا كان اثبت لك خطاك .
رفع حاجبه كم ان حجتها سخيفه .. اقترب منها اكثر : ليه وش عيب المكان .
لوحت بكفها : مدري .
امسك بكفها : شفتي يا جبانه ان قلبي صادق .
حرر كفها ليوليها ظهرة : طفي النور .
اسرعت لتطفئ النور وعادت له : لو نفتح القفل يمكن جدتي تحتاج شيء .
شدها نحوه لتصدم هي بهمسه : ان احتاجت شيء بتطق الباب .. شكراً انتس طفيتي النور
الليل والظلام ستر .
..
كانت تجلس في الغرفة منذ الصباح غير قادرة على الخروج ومواجهة احد متحججه بعمل
خرج لها وهي تعمل عليه .. كانت تجلس على السرير تضم ركبتيها لصدرها تود لو
تخرج لتكمل مشوار لكماتها ليلة البارح .. حركت يديها امام وجهها حين دخل فكشرت
ليرفع حاجبيه : لا حول ولا قوة الا بالله .. تعالي تغدي لا تنصرعين من الجوع .
رمته بالمخده : صعب اطلع .
اغلق الباب لتقفز راكضه : خلاص قمت .
تراجع ضاحكاً : اهب صدق .. انا كنت اسكره عشان جدتي ما تسمع شيء .
مرت من جواره لتفتح الباب : والله ما اصدقك يا الكذوب .
تبعها يلعب بسبحته : احسن انا ما ابغاتس تصدقيني ولا ترتاحين اصلاً وانتِ معي .
وقفت قبل أن تخرج لتنظر له : الله أكبر عليك وليه أعيش معك اذا ما اصدقك ولا ارتاح معك .
لامس جبينه جبينها وهمس : انتِ كذا علمتيني .
انسحبت للخارج حيث تجلس جدتها وهي ما زالت حانقه كيف لم يستحي من قرب المسافه بينهم
وبين غرفة جدتهم .


---------------------------------------

بعد خمسة أشهر .
هبطت الطائرة على أرض الوطن معلنه عودته للأرض التي ينتمي لها بعد معاناه شهور
طويلة قرر ان يوقفها ويكمل رحلة العلاج الطبيعي في بلده .. نزل من الطائرة يتكئ
على عصاه وخلفه ثائر يسحب نفس عميق : سنه قدام لا اشوفك .
نزل بحذر : ابشر من عيوني ما طلبت شيء فرقاك عيد انا اشهد .
.
.
انتهى الفصل



ظِل السحاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-02-22, 10:03 PM   #1660

ظِل السحاب
 
الصورة الرمزية ظِل السحاب

? العضوٌ??? » 486399
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 605
?  نُقآطِيْ » ظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond reputeظِل السحاب has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
بنات اعطوني ربع ساعة اعدل بعض المشاهد وبعدها انزل الفصل


ظِل السحاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ثائر ، سارة ، ظل السحاب ، صعب و هيا ، أنوار و ماهر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:06 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.