آخر 10 مشاركات
جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          ذنوب مُقيدة بالنسيان *مكتملة* (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          398 - لن تسامح - داي لوكلير (الكاتـب : سيرينا - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عيون حزينة (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب حزينة (الكاتـب : mira24 - )           »          رواية الورده العاشقه " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : sapphire - )           »          أنثى من ضوء القمر **مميزة ** (( كاملة )) (الكاتـب : هالة القمر - )           »          أنات في قلوب مقيدة (1) .. سلسلة قلوب مقيدة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          الآتية من بعيد - مارغريت روم - ع.ج** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree215Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-10-21, 11:05 PM   #391

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. عاملين إيه.. اتمنى الفصلين يعجبوكم وتشاركوني رايكم.😘😘😘😘

الفصل الثاني عشر ..

الحب لا يعرف المنطق, جملة خاطئة يا عزيزي الحب إن لم يوافق المنطق فسحقًا لذلك الحب , إنه لعنة فابتعد!!

الجميع يجلس في رتابة وقلق , الملامح كانت بلا تعبير يذكر , وهو كان يمسك بيد عمها يطلق الكلمات لتكن زوجته ومع نهاية الكلمات قالها و وثق العقد :
-قبلت زواجها..

تأملته وهو ينطقها ففقدت هي خفقة آخرى من قلبها لأجله, تساءلت همسًا بداخلها هل حقًا أصبحت زوجته بتلك البساطة؟!..

زوجة لرجل تمنته مِنذ زمن , منذ أن تعانقت النظرات بوعد خفي , منذ أن أول كلمة.. همسة ..!!
سلام...!!
, ووعد بلقاء يتجدد معه كل شيء من البداية ..
تهيم وفجأة تضربها الصدمة فمنذ يومان فقط كانت مدعوة إلى زفافه , عندما أتاها اتصال هاتفي من والدته تخبرها بموعد زفافه.. وهي تعلم بحبهم المتواري.. ورغم ذلك فضحته العين, وفضحه الجسد..!
ظهر في النظرات المشتاقة..
في الهمسات التواقة ..

ولكن نبرة والدته الشامتة بها وهي تدعوها من أجل حفل الزواج جعلتها تنهار.. تموت وهي تراه يتزوج من غيرها.. متناسيًا كل الوعود..!!

ولكن لو نسيَ حقًا فلما هو هنا الآن , لما ومنذ يومين فقط كان زفافه!!!! لما يأتي الآن يعطيها وعد جديد , هل يشفق أم يعشق؟!!, تُرى يرغبها كأنثى.. أم يريد امتلاكها كحبيبة وعاشقة؟!

وسؤال آخر يضعها في بحر الحيرة والتيه هل هي النور أم الظلام والبؤس كزوجة ثانية!؟!!

خرجت من شرودها وحيرتها الممتلئة بالأسئلة على صوت عمها الغليظ موجهاً حديثه إلى كريم وهو يمعن النظر إلى الشيك الموجود بيده" وتلك النظرة الجشعة تطل من عينيه تجعلها تموت حقاَ.. تتمنى لو أن تنشق الأرض وتبتلعها .. تضعها بالقاع دون عودة للسطح مرة أخرى فالخزي الذي تمر به أسوء ما قد تمر به انثى ذات كبرياء:
-الف مبروك ياكريم بيه.. تؤمرني بأي خدمة..

حدجه كريم بنظرات ساخرة حاول جاهداً أن يخفيها لأجلها هي , فلأجلها هو على إستعداد تام أن يتحالف مع الأعداء والنار فقط .. فقط لأجلها.. فتنهد متحدثًا بنبرة باردة:
-لا , متشكرين لخدماتك .. اظن خدت مهر اثير ياريت مشوفش حد منكم بيضايقها او بيتعرضلها بعد كده..
هز عمها رأسه بلهفة هاتفا بغبطة وتأكيد وهي يطوي الورقة بيده ثم يضعها بجيبه وكأنها كنز ثمين أغلى من تلك المخلوقة المغرقة بالدموع , تطلق نظرات له تستجديها أن يفعل أي شيء يحافظ به على كرامتها:
-يابيه دي اثير دي بنت الغالي.. والي انت شوفته من شوية ده عشان كنت خايف عليها من القعدة وحدها وهي بنت برده.. وانت فاهمني..!

قلب كريم عينيه بملل من ذلك الحديث العبثي فرفع يده منهياً الحديث صائحا بنبرة حازمة تحمل تهديد بين طياتها تخبر ذلك الماثل أمامه أن سلطته هنا ماتت واندثرت كابتاً بداخله ذلك الشعور الضاري الذي يحثه على طرد الماثل أمامه بكل قوة وحدة وبربرية أيضا لأجلها هي!:
-خلاص.. انتهينا اظن دلوقت هي بقت علي اسم راجل..
ثم صمت قليلا مكملا بنبرة تحذيرية تحمل تهديد مبطن وهو يشير بأصبعه في وجهه :
-وعاوزة اقلك الي هيتعرضلها هو حر..

انهى تحذيره ثم قال بنبرة محايدة لأجلها هي فقط أيضا كما كل الموقف ! فرغما عنه لا يريد هو أن يزيد من شعورها بالنقص وهي غالية.. غالية جداً هي له جوهرة وحياة:
-وطبعا انتم اهلها منين ماتحبوا تزروها بيتها مفتوح ..
هتف عمها بلهجة تلحفت بالكذب والجشع أنه ربما سيأتي لزيارتها .. :
-طبعا يابيه .. دي بنت الغالي.. نستأذن احنا بقي..
ثم التفت الي زوجته وولده هاتفا بأمر:
-يلا بينا نرجع قبل الليل..
انصاعوا إلى حديثه دون أدنى اعتراض, ثم خرجوا من شقة اثير..!!
لتبقى هي مع كريم حقيقة تضربها وتتعجب لها هي هنا وحدها معه ..!
هي هنا وحيدة مع رجل كان حبيب.. ثم خائن في نظرها.. والان زوج..
حقا اصبح زوج..!
زوجها!
الحقيقة تواجهها .. تخبرها بوضعها الغريب عليها تماما , كانت تريد أن تتأمله ولكنها لم تملك القدرة على ذلك , هي لا تعرف ما الذي يجب عليها فعله حقاً..!
كان هناك صمت تام بالغرفة الجالسين بها.. هو على أحد المقاعد يجلس .. يتأملها تارة .. ويتحاشى النظر لها تارة أخرى!!
ثم يعود بنظره يتشرب ملامحها .. !! يتعمق بها .. أو يذوب.. بها أثير!
اثيره الخاصة به وحده..!!

بينما هي علي الأريكة المقابلة له.. تتحاشى النظر إليه.. تماماً, تشعر بداخلها بالضعف والذل الذي أجبرها علي الزواج بتلك الطريقة .. لقد تم بيعها ولا مسمى آخر لديها لما حدث لها..!

ضحكة ساخرة صدحت في نفسها تؤلمها وتضربها بحقيقة أخرى لم تتوقعها في أسوء أحلامها وهو أن تكن زوجة ثانية .. و يا للسخرية!!! الزواج كان منذ يومين فقط!

تأملها كريم وهي تمسك بقماش فستانها الأسود يتوتر ملحوظ , فألمه قلبه لما حدث , هو كان يريد الزواج منها في النور ولكن كان القدر ظلاماً! وظلما رغماً عنه!
زفر بيأس ثم تحدث هو أخيراً في محاولة منه ليكسر هذا الجمود والتوتر الذي يغلف المكان بل ويغلف ملامحها وجسدها وهو.. هو لا يريد ذلك هو يريد لها الراحة.. الأمان والحياة كما هي الحياة بالنسبة له:
-اثير.. ممكن نتكلم..
لم تجيب .. ولم تعطيه الرد ومازالت تنظر إلى الأرض.. تتحاشى نظراته وتأمله , قبضتها تنقبض بقوة أعلى قماش الفستان , صدرها يعلو ويهبط من شدة الإنفعال والتوتر, كانت جامدة بلا حركة وفجأة صدر منها نحيب تحاول هي جاهدة أن تكبته بداخلها ويعلم أنه لولا وجوده معها وبالقرب منها سيتحول لصرخات ونواح ..!

استقام من مكانه يقترب منها.. وعبراتها تتحرر أخيراً تعلن عن ألمها فكان هو عاجزاً عن التصرف ولا يعلم من أين يبدأ..؟
لا يعلم كيف يشرح لها الأمر ويهون عليها.. ويهون أيضا على نفسه..!
جلس بجانبها على الأريكة يكاد يكن ملتصقا بها وكأنه يريد منها عناق يتوه فيه عن الواقع , ثم مد يده إلى يدها القابعة بحجرها , يمسكها بتملك قوي فيجلي صوته بعدها هاتفا بهدوء وهو ينظر إلي جانب وجهها الظاهر إليه :
-انا مش هقلك اقبلي الي حصل بسهولة يااثير, بس هقلك حاجة واحدة..

توقف عن الكلام ثم اشتدت يده يعتصر يدها و كأنه يريد منها القوة , بل هي بالفعل بقربها هذا تمنحه القوة فهتف سريعا بنبرة حنونة .. قوية:
-انا بحبك..
تشنج جسدها وشعر بذلك وبعدها كان صمت دام لعدة ثواني توقع هو أن يطول لأكثر وهو سيتقبل هو معها صبور , هو معها كريم !
كريم جداً!

ولكنها فجأته وهي تهمس أخيراً بجملة واحدة بصوتها الرقيق الذي لمس أوتار قلبه , تهمس تخبره بتقرير منها بواقع يريد أن يمحيه ويتناساه لو يملك القدرة ولكنه لا يملك:
-فرحك كان من يومين ..!
جمدت يده للحظة .. قبل أن يستجمع نفسه من التشتت هنا في ذلك الأمر فهتف بكلمات تحمل تبرير ألمه وألمها:
-ولو قلتلك دي متعتبرش جوازة.. ولو قلتلك كله كان عشان مصلحة عيلتي..
بتر حديثه ثم أمسك بكتفيها يديرها باتجاه وجهه يقترب منها أكثر حتى تكاد تختلط الانفاس وتتعانق النظرات, فكاد أن يكمل إلا أنها همست بعذاب:
-بس اتجوزت ياكريم.. حقيقة مفيهاش انكار..

لم يرد بأي كلمة فقط تمعن بملامحها المتألمة وتلك الدمعة المنحدرة علي خدها تؤلمه .. تنحره هو من الداخل..
فامتدت انامله يمسحها بإبهامه وهو يقترب منها .. يحتويها بيده.. هاتفا بحقيقة واحدة هو اكيد منها الآن:
-انا بحبك..!
وبعدها أحاط وجهها بيده مقتربا من ثغرها يلمسه برقه كفراشة.. لتتحول بعدها إلى قبلات..!
وهي معه كالجامدة من هول تلك العاطفة المحمومة التي تتلقاها منه.. عاطفة افقدتها قدرتها علي التفكير والبعد.. افقدتها الوعي والمنطق فما كان منها إلا أنها احاطت عنقه بيدها تنعم بلحظات مسروقة من كوكب السعادة.. مع المعشوق..! وهي تعلم أنها مجرد لحظات!
يتبع

Soy yo and noor elhuda like this.

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-21, 11:06 PM   #392

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

هائما بالغربة بين الجموع .. هنا وهناك, الغربة كانت بداخله هو في وطنه , وهنا الغربة تحاوطه وهو خارج وطنه..
فيتساءل حائراً والندم يجتاح نفسه أي عبث غرق به من أجل أن ينعم بملذاته؟! .. أي شيطان تمثل بداخله عندما تركها وحدها تكاد تموت.. من اجل اجهاض طفله..؟! لماذا وكيف تركها تواجه وجدها ذلك المصير المعروف لمن هم على شاكلتها عندما يتركون أنفسهم لمن هم مثلهم؟!
كان يسير بخطوات متمهلة بينما الأسئلة تدور بخطوات سريعة للغاية تضربه كأمواج البحر ..
كان قد وصل أخيراً إلى إحدى المطاعم التي تقدم وجبة الإفطار صباحاً.. يتذكر ويتذكر.. يغرق في الذكريات ويغرق بها هي ..نيرة..!
طلب وجبته اليومية حيث كان يتذوق قهوته السوداء الداكنة كما مزاجه كالعادة, وضع قدحه أعلى المنضدة ثم استل هاتفة يتصل بوالدته في مصر ربما هناك ما قد يطمئنه.. ربما.. ويريحه ويخرجه من بحر التيه المظلم الغارق فيه حتي القاع!
الهاتف يرن ودقات قلبه تتصاعد , يترقب اجابة الطرف الآخر وبعد لحظات أتاه صوت والدته من متسائلة عنه وعن حاله:
-مازن.. ازيك ياحبيبي..
شعور بالحنين وهو يستمع لأنفاس والدته وصوتها ولو كانت والدته بعيدة عنه هي بالنهاية أم!! ولكن نبرتها الخافتة اصابته بالقلق! تري ماذا هناك..؟! فهمس قلقاً:
-انا تمام يا ماما.. صوتك ماله..
وصله صوتها المرتبك كإجابة أثبتت له أن هناك شيء ما سيء:
-مفيش يامازن انا كويسة ..
ثم أكملت بتردد شعر به:
- بابا بس كان تعبان
جملتها الأخيرة ألجمته فتشنج جسده قائلا بلهفة متسائلا ووجعه يزداد:
-بابا ماله.. حصله ايه
ردت برتابة وهدوء غريب ولكنه معتاد عليه:
-ابدا .. محصلش تعب شوية ودخل المستشفي وبقي كويس خلاص..
حاول أن يطمئن نفسه بحديثها وكلماتها المقتضبة فتنهد بارتياح نسبيا ثم سأل بقلق وتردد:
-فريدة عاملة ايه.. خلاص اتجوزت غسان ..
ابتسمت بسخرية ثم اجابته ببرود ولا مبالاة كما يحدث كلما تحدث هو عنها:
-اه اتجوزته.. جوازة مكنتش تحلم بيها..
هدر دون وعي بصوت أشبه الصراخ لفت نظر الموجودين بالمكان حوله حيث تحولت نظراتهم تجاهه:
-ياماما انت بتقولي ايه.. انت اكتر واحدة عارفة انه اتجوزها عشان ينتقم.. وكله بسببي ..

صمت قليلا يضغط أعلى موضع قلبه الخافق بألم ووجع من عذابه الداخلي المتملك منه فهتف دون تردد:
-انا بفكر ارجع عشان يسيبوا فريدة..
ثم تابع بشرود:
-يمكن اصلح غلطتي مع نيرة ..
وبدون أن تدري بوجعه وقلقه.. تردده وحيرته, اطلقت جملتها بنبرة باردة كالصقيع و التي زادت من عذابه وبشده جملة جعلته في مكان آخر.. حقيقة متمثلة الان بسبب بشاعة افعاله فقتلته ببساطة:
-وهتيجي ليه .. اذا كان علي تصليح الغلط, اخوك اتجوز نيرة
انهت حديثها وللحظات ليست بقليلة كان يحاول أن يستوعب ما تقوله ولسانه حينها نطق وكأنه لا يصدق بل نفسه تنكر , هو يفقد نفسه ومنطقه , عقله.. ومابقى من تعقله , يسألها بل يستجديها بنبرته أن تنكر :
-اخويا مين.. ؟كريم!
تمنى أن تكذب.. أن يكن ذلك كابوس سيء سيستيقظ منه.. ولكنها أكدته بكل هدوء وبساطة حينما قالت باستنكار:
-وانت ليك اخوات غير كريم ..!
وها هي تؤكد الأمر فلم يشعر بعدها بحاله إلا وهو يغلق هاتفه بصدمة يفكر.. نيرة تزوجت من أخيه..
يتوقف عقله ثم يعاود التفكير غير مصدق, والتفكير يقتله ويكرر عليه.. أخيه هو من يصلح الخطأ والخطأ خطأه هو, أي دمار سببه للجميع..!
خرج من المطعم بعد ان دفع حساب قهوته.. وإفطاره الذي لم يمس منه شيء!
يسير بشوارع لندن الضبابية بتيه.. والآن أيقن أن غربته نافذة وإلى الأبد.. فكيف يعود.. كيف.؟!.
كل هذه الأفكار تدور بداخله..
تتسارع..
قلبه ينحر كروحه المعذبة..!
ولم يدري حينها إلا وسيارة ما تضربه بعيداً.. وحينها مرت أمامه الذكريات.. اللعب مع فريدة..
الشجار مع كريم..
مناوشاته مع نورا..!
تذمر والده من عبثه ..
لا مبالاة والدته مما يفعله مادام سعيد..
واخيرا هي نيرة.. تلك الطفلة التي انتهت على يده هو!
والآن ماذا هل تلك هي النهاية.. الموت وحيداً غريباً.. دون أهل .. دون حب.. فقط ضمير معذب ربما آن الأوان أن ينعم براحة أبدية..!
توقف عقله عن التفكير ثم ارتطم بعد اصطدامه بالسيارة بحافة الرصيف.. ليكن آخر شيء يسمعه صوت صراخ.. فقط صراخ من غرباء.. وبعدها الظلااام..!!!!!
**************

Soy yo and noor elhuda like this.

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-21, 11:09 PM   #393

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

لا تعلم ما الذي يتوجب عليها فعله.. هل تتصل هي به, فمنذ أن تم عقد قرانهم بالمستشفى وهو لا يجيب على أي من محاولاتها للإتصال..!
امسكت هاتفها تعاود الكرة مرة أخرى تتمنى أن تسمع صوته ولكنه كالعادة لم يجيب.. أطاحت بعدها بهاتفها علي سريرها ..!
ثم هبطت بثقلها جانبه..!
تفكر ماذا تفعل هي تعشقه .. حقا تعشقه.. !!واخيراً حصلت عليه, لا يهمها الطريقة يكفي حصلت عليه..!
تندم من الداخل على فعلتها ولكن يكفي أنها على أسمه الآن!
ألا يكفي أنها هربت من ذلك العذاب عندما ارتبط بفريدة , هي ليست سيئة ولكنها.. لكنها تحتاج للحب والإحتواء هل هذا كثير؟!

مسحت وجهها بيدها قبل أن تداهمها فكرة ما, وهي أن تذهب لمنزله لربما تراه وتتحدث إليه.. وتتعرف إلى والدته وشقيقته الوحيدة..
هبت من مكانها سريعا واتجهت إلى غرفة الملابس الملحقة بغرفتها .., ارتدت ملابسها على عجل .. ركبت سيارتها ثم انطلقت في طريقها إلى منزله..
بعد قليل كانت قد وصلت أخيراً إلى منزل موسي.. وحينها طرقت علي باب المنزل وبداخلها طبول تقرع من القلق.. قلق غريب انتباها هي ولأول مرة .. تشعر بتلك الرهبة!
فتحت لها والدته التي نظرت لها بتفحص هاتفة بتساؤل:
-ايوا يابنتي.. اؤمري..
عضت علي شفتها السفلي بحرج.. كونها لم تتعرف عليها ولكنها لا تستطيع لومها فهم بالكاد تقابلن مرتان.. أو ثلاثة..!
تنحنحت بخفوت هامسة بحرج في صورة قلقة:
-ازي حضرتك.. انا نورا..
كانت والدة موسى تحاول أن تستوعب عندما صمتت الأخرى قليلا قبل أن تكمل :
-نورا الشيخ..
لم تتحدث والدة موسى بشيء فقط كانت في مكانها ترمقها بنظرات غير مفهومة لها بالمرة..
توترت نورا من الصمت المطبق بالجو فكادت أن ترحل , ولكن والدته تحدثت بالنهاية هاتفة بترحاب جاف:
-اهلا يانورا.. اتفضلي يابنتي..

القت كلماتها وهي تفسح لها الطريق تشير بيدها إلى الداخل..
فانصاعت لحديثها .. وهي تدخل إلى المنزل الذي لأول مرة تراه .. أول مرة تدخله, كانت تقف في وسط الشقة إلى أن تبعتها كريمة التي اشارت لها :
-اقعدى يابنتي ارتاحي

ابتسمت نورا بتوتر ثم جلست على أريكة موجودة وسط تلك المساحة الموجودة وسط الشقة يطل عليها باقي أبواب الغرف..
ثم رفعت نظرها إلى والدة مرسي بترقب.. وحينها تحدثت الأخرى بدون مجاملة:
-جيت ليه يانورا..
ورغم صدمتها من طريقة حديثها ورغم الإرتعاش الذي ضربها كإعصار داخلي بارد إلا إنها رفعت رأسها بتوتر وقلق , تخجل من الأمر تشعر أن والدته علمت بما حدث بينهم فهتفت بجمود:
-جاية اشوف موسي..
ابتسمت هي دون روح وهي تجلس على مقعد مقابل لها هاتفة بنبرة جامدة وهي تتأملها وتتعمق نظراتها بها:
-عاوزة ايه من موسي يانورا..؟!
تشنج جسدها فردت علي الفور بدفاع عن نفسها وعن أحقيتها به كما ترى هي:
-هعوز ايه.. موسي جوزي..
أمعنت والدة موسي النظر إليها قائلة بترقب تطلق تساءل:
-بيتحبيه..!
هزت رأسها بلهفة تجاوبها بصدق:
-اه..بحبه
تعجبت الأخرى فسئلت بتعجب وكأنها غير مقتنعة بالإجابة:
-من امتي..
كادت أن تدمع عينيها وهي تقول كلماتها الخارجة من قلبها:
-من زمان.. من زمان اوي..
الإجابة وصلت والدته , والإجابة كانت غير متوقعة أبداً وحينها ايقنت شيء واحد أن ولدها وقع لامحالة , هي اعتقدت ان الأمر خطأ مجرد خطأ.. يتوجب الإصلاح..
إلا أن نورا اثبتت لها أنها تريد ولدها موسى وبشدة..
في تلك اللحظة خرج موسى من غرفته بأثار نوم على ملامحه الوسيمة لعينيها .. وقلبها الوله به.. الغارق به حد الفقد!
ابتسمت له تنتظر منه ابتسامه أو نظرة حانية تنشدها هي طوال حياتها ولكنه بقي جامداً وهو ينظر لها باشمئزاز.. وسخرية ..!
فساد الصمت للحظات وترقب يسود الغرفة قبل أن يهدر بها بغلظة:
-ايه الي جابك هنا..
شحب وجهها من حدة لهجته معها وخاصة في وجود والدته.. مما جعلها تطرق بوجهها ارضاً وهي تقول بنبرة خافته:
-انا بس قلقت عليك..قلت اجي .. اشوفك
هز رأسه باستخفاف هاتفا بصرامة:
-تتفضلي دلوقت تمشي حالا.. واياك تعتبي هنا تاني.. واوعي اوعي تخرجي من غير اذن مني يانورا..
صمت.. فقط صمت مطبق في المكان.. والدة موسي تنظر لولدها بصدمه.. ولأول مرة تراه بتلك الحالة, أما هي ارتجف جسدها في إشارة واضحة من صدمتها..!
فأمسكت حقيبتها سريعا ولم ترى أمامها شيء سوى أنها تهرول خارج المنزل ..
وبداخلها تتساءل.. هل هذا هو موسي الذي تمنته بحياتها.. تمنته لها .. تمنت حنانه الذي أسبغه على شقيقتها .. والآن سراب.. كل هذا أصبح سراب, لقد تحول العاشق!

أما هو كان ينظر إلى باب المنزل الذي خرجت منه بنظرات قاسية .. شاردا بأيامه القادمة معها..ض
متذكرا وجه فريدة وهي تتلقي خبر زواجهم.. متسائلا كيف حالها الآن... فهل هي بخير..؟!
بينما والدته تنظر له مذعورة.. !
مصدومة.. منه ومما فعله !
لتخرج بهمس لايسمعه احد:
-اتغيرت ياموسي.. وهتأذي الي حواليك..
لقد انقلب وتغير لقد فقد نفسه وحياته , لقد ناله الضعف والخسارة!

noor elhuda likes this.

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-21, 11:10 PM   #394

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

فريدة وهي فريدة , لن ينكر ذلك هي بالفعل مختلفة , تبهره بقدرتها على التأقلم والتعايش, وتثير حنقه في آن واحد, وربما هو يشعر بأنه أخفق بشيء ما!
صور شقيقته وهي غارقة بدمائها بالمستشفى لا تفارقه وتهاجمه بأحلامه كابوس مازال آثره في قلبه وروحه لا يمحى وهو.. هو متعب للغاية! ويحتاج للراحة....

تنهد وهو يسترق النظر إليها من الأعلى وهي تجلس مع بناته , تنظر لهم بحنان , يشعر أنها تعوض معهم شعورها كيتيمة الأم وهو يعلم هذا الشعور جيداً...!
كانت والدته بجانبها تتبادل معها الحديث بابتسامة نقية كباقي كيانها.. الذي لم يتبدل بعد ..
ابتسم باتساع عندما قامت إحدى بناته بسكب كوب العصير الخاص بها علي فستانها الليموني.. الذي يعطيها هالة من الانوثة والبراءة.. مزيج غير منصف بالمرة لرجولته..!
لتهرول بعدها للداخل بغرض تنظيفه..!

كان يفكر تلك الأثنى تستفزه , هي حقا خطر عليه.. !خطر على ظلام يجعله محافظا على مسافة ما مع الآخرين..
التفت اليها وهي تدخل إلى الغرفة متذمرة كالأطفال تحاول التخلص من الفستان دون أن تشعر بوجوده .. وهو تركها تفعل ذلك دون تنبيه..!!
يبتسم بعبث .. بمكر.. إلى أن رفعت نظرها اليه شاهقة بصدمة وهي تبتعد .. تهرول ناحية حمام غرفتهم تداري ما ظهر من جسدها ..!
ولكنه كان أسرع منها عندما أمسك بيدها القابعة فوق مقبض الباب..
كانت تشعر بأنفاسه الدافئة من الخلف.. تخشى الإلتفات له.. ولكن هو بالنهاية حقا يحصل على مايريد..!!
هتف بصوت ماكر وهو يداعب بشرة ذراعيها ببطىء:
-مش هتبصي ليا
تشنج جسدها وهي تحاول جاهدة أن تتمالك أعصابها فهمست بحدة متسائلة:
-وده ليه ان شاء الله حد قالك اني عاوزة اشوفك..

حوط خصرها ضاحكا بإستفزاز لها بينما هي تتلوى من تملكه لجسدها بتلك الطريقة ..! انتابها الغضب خاصة وهو يهمس بتسلية:
-طب مش يمكن انا الي عاوز اشوفك..

التفتت له حينها بعد أن تخلصت منه ومن تملكه هاتفة بعصبية وهي تلوح بيدها :
-ده بجد .. وعاوز تشوفني ليه..؟!
هز كتفيه ثم نظر لها ببراءة هاتفا بهدوء :
-يمكن عاوز أتأمل فيك وفي جمالك..
جحظت عيناها أمام نظراته الوقحة والتي وازت حديثه الفج بنظرها.. تستوعب وقاحة لا يواريها ابدا.. لقد وصلها المعنى وكم كان ذلك خارج كل الحدود! هدرت به وهي تمسك بوشاح موضوع أعلى السرير ؛ثم وضعته أعلى جسدها تستره بعيدا عنه وعن نظراته:
-انت وقح..

انفلتت منه ضحكة صاخبة ثم هتف مقابلها بحقيقة غير قابلة للإنكار:
-انا جوزك على فكرة ولا نسيتي..
رفعت نظرها لها تتأمله بقوة رغم تلك الغصة المريرة من آثر تلك الليلة فهتف بصوت تحاول هي جاهدة أن تخرجه قوي:

_لا ،طبعا منستش..حد ينسي أسوء ليلة في حياته..
كانت عينيها تطل منها نظرات الألم؛شعر بندم لحظي لذكره ذلك اليوم ؛فثبت نظراته عليها...يتأملها؛

مما جعلها تخفض وجهها وهي تتحاشاه وتتحاشى النظر إليه .. تخاف الغرق في دجنتها.. إما رعبا منه.. وإما قلقا.. فغسان رجل لا يسهل التنبؤ به اطلاقا..!!!

وكأنه سمع جملتها الاخيرة.. عندما انقض على شفتيها يقبلها على حين غرة.. ليثبت لها أنه حقا غير قابل للتنبئ..
اما هي لم ترتعش ...!
لم تخاف منه..!
لم تحاول حتى التخلص!!

فقط بقيت مكانها جامدة حتى انتهي .. ثم ابتعد عنها هاتفا بقسوة وهو يمسك ذقنها بجمود:
-برودك مش هيخليني ارجع عن حاجة انا عاوزاعملها يافريدة.. افهمي ده كويس..!

ابتعد عنها يتأملها بنظرات تقيميه مكملا :
-الفستان ده حلو على فكرة..

كاد أن يخرج ولكنها أوقفته وهي تتسائل:

_انا مش لعبة ولا تسلية ياغسان..
لم ينظر لها كان يقف مكانه باتجاه الباب يوليها ظهره مما جعله تكمل:
_انا قوية والدليل اني هنا متقبلة اشوفك قدامي...

لم ينظر لها كما هو يستمع لها وهي تكمل تسرد حروفها بشرود وتيه...تحارب فقدها القابعة داخله:

_انا قوية عشان قادرة اتعامل مع بناتك حلو..قوية عشان وانا معاهم بفصل انهم بناتك...

توقفت عن الحديث وهي تأخذ انفاسها قائلة بحدة جعلته يستدير لها:
_لو مفصلتش انهم بناتك أنا ممكن اذيهم غصب عني..بس انا انسانة..
قالتها وهي تسير تجاهه تكمل:
_قوية
ثم اقتربت أكثر وهي تعانق نظراته دون خجل:
_انا احسن منك .. انا مش ضعيفة عشان اسيب الانتقام يسيطر عليا..
وصله المعني ؛ وصله جيدا...ولكنه تجاهل كل حديثها وكأنه يخبرها بأنه لا أهمية له قائلا وهو يقترب منها ؛ينحني برأسه لمستواها هامسا بأذنها بجملة واحدة:
_بناتي خط أحمر يافريدة..
فقط تلك الجملة ثم ابتعد عنها يهديها نظرة سوداء وبعدها خرج.. ألقى إعصاره وخرج.. وحقا هو شخص غير قابل للتوقع.. هو رجل المفاجأت....

لقد تجاهل كل ماقالته ؛يحصر الأمر ببناته..!
هو رجل يثير تعجبها وحنقها!

يثير غضبها ويقتل هدوئها..!
هي معه مشتته ضائعة..مفقودة من تعقلها وواقعها..!
فهل من طريق تسير به وتخرج من حيرتها!
هل من طريق يجعلها تتحرر أم أن لا مجال لذلك..وهذا الرجل واقعها..!!!!!

****************
نهاية الفصل ...
يتبع الفصل الثالث عشر..




noor elhuda likes this.

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-21, 11:12 PM   #395

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث عشر

ما هو العشق .. ؟!

هل هو ذلك الشعور المتسلل لخلايا الجسد دون أن نشعر..
نتحكم .. !
نسيطر..!
نقاوم..بل في حضرة ذلك الشعور نجد أنفسنا نفقد المقاومة..ونفقد أنفسنا!

هل هو ذلك النيزك الملتهب بنيران مشتعلة؛ فيقذف الروح والقلب بوشم أبدي عن الحب...؛عازفًا على أوتار القلب قصته؟!

أم هو ذلك الأمر الذي نهيم خلالهx في دائرة وردية بدايتها إن كانت خاطئة فنهايتها دمار!

تنهيدة فلتت منها وهي تنظر بشرود إلى الحديقة المحيطة بشرفتها من الأسفل,والأسئلة تتضارب بداخلها عن الحب الذي اجتاح حياتها وهي صغيرة ..!!
بل هي مازالت صغيرة ولكن بيدها هي جنت على حالها..

جلست على مقعد خشبي موضوع بإحدى جوانب الغرفة وعادت بذاكرتها إلى ما قبل عدة أشهر..

كانت تجلس معه بالنادي وخصلات شعرها السوداءx تحاوط وجهها بنعومة فائقة ؛بينما ملامحها الطفولية البريئة تتٌوَج بالخجل؛كانت فاتنة وذلك الجالس بجانبها كان يدرك تلك الفتنة ويتمنى أن يقطفها ويمتصها للنهاية …
وهي..هي كانت تعلم ذلك ولكنها لم تتخيل النهاية…!

في ذلك الوقت جلس هو بجانبها يلمس يدها برقة مبالغ فيها ؛يشعرها أنها كنز ثمين.. يهديها وعدًا زائفا من وعوده.. يقترب منها بأنفاسه هامسا بنبرته اللعوب والتي لم تنتبه هي لها:
-انت عارفة انك اجمل واحدة هنا..!

خجلت بنظراتها..فابتعدت عن نظراته الثاقبة و التي كانت تتأملها بعمق آثار بجسدها تلك الرعشة .. رعشة كانت تضرب جسدها كبركان ناري يفور من الحب بها ؛ يشعلها يجعلها بغير مكان؛ بل ويتوه الزمان.. ابتسامة مرتجفة ارتسمت على ملامحها وهي تسأل بهمس:
-بجد.. شايفني احلي واحدة!

هز رأسه يهديها إحدى إجاباتهx المحفوظة بقاموسه والتي كانت قادرة مع نظرات عينيه على إسكارها ..؛أليست تلك هي القصة المعهودة، وكما اعتاد هتف بصوت خفيض :
-انت احلي حاجة..

وبعدها ابتسمت هي ؛إنها تصدقه وكيف لا ..لقد سلمته نفسها دون أدنى مقاومة!
كانت تفكر أنه ربما كلمات بسيطة لا تخدع.. ولكنها خُدعت ببساطة , ربما سنوات عمرها الصغيرة, وربما قلة خبرتها..!
ولكن بالنهاية هي أخطأت..!
ولا يمكنها أن تلوم أحد سواها؛ فتلك هي اللعبة القديمة ولكنها كانت الغبية هنا..فتم إعادة الرواية التي اخبرتها عن سذاجة تلك الفتاة التى صدقت وعود الحب الزائفة…

شرودها طال يأخذها .. يخطفها نحو ذكريات لا تريد أن تقترب حتى منها ..
بينما هو كان يقف يتأمل شرودها بلا مبالاة وحتى تلك العبرة التي تحررت من عينيها فهتف بصوت أشبه بالصراخx يناديها بإسمها يخرجها من ذلك الشرود التي تحيا داخله :
-نيرة..
كرر النداء وهي كما هي لا تجيبه؛هائمة بملامحها المعذبة..المثيرة للشفقة!
وأخيرًا شعرت به وسمعتهx فتشنج جسدها ثم التفتت هي بفزع من نبرته الصارخة..فألمتها تلك النظرة الدونية الذي يخصها بها فقالت بصوت جاهدت الحفاظ على ثباته:
-ايوه يا كريم..

ساد الصمت قليلاx وهو يتأمل ملامحها الشاردة قبل أن يجلس بالمقعد الخشبي المقابل لها..x وهو مازال كما هو يتأملها بعمق ورغم كل شيء يستغفرx بداخله مما فعله شقيقه بها ولكنه أخفى شفقته عليها هاتفا بتساؤل:
-بنادي بقالي كتير.. كنت فين .. سرحانه في ايه؟!

اشاحت بنظراتها تتهرب منهx تبعد عينيها عنه ؛فهل يجوز أن تخبره أنها شاردة في شقيقه (مازن)! غارقة في ذكريات لا تضع أمامها سوى حقيقة عارها وجسدها الذي دنسته بيدها هي لا أكثر!
هل تخبره عن كلمات شقيقه الذي أخذتها ؛بل وأغرقتها في بئر حب زائف لم تنال منه سوى الفقد والغرق بعار أصاب الجميع بلعنته..
هزت رأسها ونفضت أفكارها.. وأجابته حينها بتهرب وصل له:
-باباك عامل ايه , بقي كويس..
مرر هو تهربها قائلا وهو ينقر بأنامله أعلى المقعد الخشبيx :
-الحمد لله بقي بخير..

الصمت دام لثواني معدودة هي تتحاشى النظر إليه وهو ينظر إلى السماء من شرفة الغرفة حيث يجلس قبالتها؛ثم استقام من مكانه مكملا حديثه برتابه وهدوءx :
-انا هروح اشوف فريدة..
كاد أن يخرج ويتركها ولكنه استدار لها هاتفاً بحزم :
_ عاوز ارجع الاقي الغدا.. فاهمة طبعا..
جحظت عينيها تتأمله ثم هبت صائحة من فورها تخبره بحقيقة يعلمها:
-انا مبعرفش اطبخ..!

ورغم معرفته بذلك ورغم أنه بالفعل تناول غذائه مع اثير.. ولكنهx هتف ببساطة وهو يهز كتفيه ببرود:
-اتعلمي.. مش مشكلتي..

اطلق كلماته ورحل..
تركها تنظر لأثره بشرود حزين..!!
ولا تعلم ما نهايته معه..هي هنا مفقودة داخل دائرته ؛ولا ترى مخرجx أو شيء يعيدها إلى وقت سابق حيث كانت نيرة المراهقة الصغيرة الحالمة بفارس يخطفها يوما..
والنتيجة انها هي نيرة التي لم تعد صغيرة..
نيرة التي مات بها الحلم.. ولم يعد هناك مجال لأي فارس!!
يتبع

noor elhuda likes this.

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-21, 11:13 PM   #396

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

في القصر الخاص بالعائلة .. كانت قد عادت إلى التوأم بعد أن ابدلت فستانها .. لتجلس برفقة والدة ذلك المسمىx بزوجها ,ثم اكملت لعبها مع صغاره…
ورغم كل ما حدث ورغم عذابها؛ وألمها ..احساسها بالغدر..
رغم تلك النيران المشتعلة داخلها والتي لا تهدأ ابداً..
هي ترى في الصغار راحة حقيقة؛ فالصغيرتين رغماً عنها يُعطوها طاقة بريئة ..قوية حتى تكمل..
لقد توقعت في البداية أنها لن تتقبلهم ولكن للمفاجأة هي احبتهم ؛احبت ملامحهم الغربية الشبيهة بوالدتهم…

والدتهم(ريتا)... تلك الجميلة التي لم ترى منها سوى تلك الصورة المعلقة بغرفة صغارها..؛ فغسان ابو العزم من الواضح لها أنه يملك جانب انسانياً؛ فتلك الصورة أوضحت لها مدى حبه لبناته..
مدى حنانه..ذلك الحنان الذي يظهر لهم دون حدود..
تتذكر كلمته (بناتي خط أحمر يافريدة)...فتصيبها الحيرة وبنفس الوقت تشعر بنغز في قلبها..؛فهي لم تسمع من والدها تلك الكلمة…لغسان !

كانت تمسك بإحدى الألعاب..حينما سمعت صوت شقيقها يهتف بأسمها:
_فريدة
التفتت له .. تنظر له ببرود فوجدته يتسائل وعلامات التعجب تغزوا ملامحه:
-بتعملي ايه يافريدة..!

لم تعطيه أي إهتمام بينما تواصل هى اللعب ؛فترفع كتفيها وهي تجاوبه بنبرة ساخرة:
-بلعب مش شايف..

لهجتها كانت باردة ..متباعدة وكأنها فريدة آخرى..؛وكأن أحدهم قام بإبدالها ؛تأمل ملامحها الجامدة وهو يشعر بالذنب..أجل هو يشعر بالذنب ؛ ولا يلومها على رد فعلها؛ ألم يشاركx بنفسه في زيجة نورا هو ايضا..!ألم يتجاهل وجعها وهو يمسك بيد موسى يزوجه شقيقته..!

اصطنع الابتسامة متجاهلاً برودها الذي يغلفها ببراعة
والتفت بنظره إلى السيدة منى يلقي عليها سلام بارد كعلاقتهم .لتكتفي هي بإيماءة بسيطة ثم استقامت بعد ذلك من جلستها هاتفةx بأمر موجه للمربية الخاصة بالتوأم:
-يلا خدي البنات جوه ..
انصاعت لها وهي تحملهم ذاهبة إلى الداخل ؛ثم التفتت بعد ذلك منى إلى فريدة قائلة بهدوء وابتسامة ودودة تخالف تلك التي تخص بها كريم :
-خدي راحتك مع اخوك.. انا هدخل انا والبنات..
بعد لحظات قليلةx كانتx فريدةx تجلس على المقعد ثم أشارت لأخيها بالجلوس..
انصاع لها ليسود بعدها الصمت؛بينما كريم يجاهد تجميع كلماته ليخبر فريدة..

رغم كل شيء هو مازال كما هو يحب الحديث معها كما الماضى واخيراً همس هو من فوره:
-_أتا اتجوزت أثير النهارده الصبح..!

كانت تمسك بكوب من الماء.. ترتشف منه.. ولكن حديثه جعلها تشهق مفرغة ما تبقى من الماء من الصدمة، هاتفة ونظرات عينيها الجاحظة تواجهه :
-بتهزر صح.. !
لم يمنحها إجابة مما جعلها تكمل وهي مازالت في طور الصدمة تعرض أمامه حقيقة لا مفر منها:
_انت لسا متجوز من يومين ...

بترت حديثها ثم رفعت يدها تشير بأناملها تزيد من تأكيد حقيقة هو يعرفها جيدًا:
_ يومين ياكريم..

ابتسم هو بمرارة من تلك الحقيقة الساخرة ، التي تحاوطه بواقع أسود ثم هز كتفه ببرود يخفي معه قلق.. متحدثًا بسلاسة يخبرها بحقيقة أخرى موشومة داخله و لو خالفت ذلك الواقع الذي يحيا بهِ:
-مش معتبرها جوازة.. ثم أنا بحب أثير وانت عارفة..

لم تتراجع عن صدمتها بل تحولت الصدمة لهجوم فصاحت بنبرة خفيضةx حتى لا يسمعها أحد والنبرة هنا رغم انخفاضهاx كانت مدمجة باستنكار :
-بتحب اثير مقولناش حاجة.. بس ذنبها ايه تدخل معاك في الدايرة دي..

كانت منفعلة وتشنج جسدها يزداد ويزداد تشعر أن الجميع هنا داخل فراغ مظلم..
الجميع هنا يدور يبحث عن مخرج ولكن لا مخرج…!
همست بتساؤل مغلف بتعحب لأن اثير لا ترضى بذلك ابدًا:
_وهي وافقت ازاي اصلا..!؟!

تنهد هو قبل أن يفرغ ما عنده لها.. وكيف تزوجها ولما..؟!
يخبرها ويسرد الحكاية وعند اسمها تختلف النبرة بعاطفة تعانق الصوت بحروفها من شدة حبه لها..
يحكي..يتحدث بينما عينيه تلمع مع ذكرها..تلتهب نارًا بذكر غيرها..
كل هذا علي مسمع فريدة بملامح متأثرة لأجل رفيقتها ..تتأمل حالة كريم بقلب موجوع وهي تعلم وجع الحب..
وبعد أن أنهي حديثه هتفت بتأثر متسائلة :
-واثير عاملة ايه دلوقت ..؟!

امسك بيدها يربت على ظهرها برقة وهو يهز رأسه.. يطمئنها قائلًا بنبرة هادئة..حنونة
-الحمد لله.. اثير في عنيا يافريدة..

سحبت يدها من بين يده ثم باغتته هي بسؤالها الجامد :
-ونيرة..!

وحينها لم يمنحها إجابة ؛بل ساد الصمتx وهو يتحاشى النظر لها ربما لأنه لا يملك إجابة وربما الإجابة تم تأجيلها إلى أجل آخر.. وربما بعد عام عند الانفصال..!يجاوبها!

وعندما طال الصمت استقامت من جلستها هاتفة ببرود استعادته سريعًاً :
-مبروك.. وطبعا مش هأكد عليك بلاش حد تاني يعرف.. ممكن يأذوا اثير..

ثم ابتعدت قليلا؛ بخطوات هادئة في اتجاه القصر إلا إنها التفتت قائلةx بنبرة فاترة:
-ونيرة رغم كل حاجة خد بالك منها.. اخونا اذاها اذي كبير ياكريم..وهي مراتك برده ولو قدام الناس
ألقت جملتها ورحلت دون أن تسمع منه الرد؛بل تركته خلفها يستوعب.. يفكر..
وبالنهاية هي محقة.
. والحقيقة الأخرى أمام عينيه ظاهرة بوضوح؛ هو الآن متزوج من اثنتين..!!!!

ولكنه لايرى سواها هي أثير!!!
يتبع..

noor elhuda likes this.

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-21, 11:15 PM   #397

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

هي امرأة لا تعرف المستحيل بل إن ذلك المستحيل خارج حدود معرفتها ؛ فإن أعجبها رجل تأخذه ببساطة…

تنسج خيوطها داخل سطور خطتها..!
تقترب ببطىء..بتمهل..مقصود!!
تتمايل على أوتار فريستها!
تغري.. تعطيه فرصة وخيال لرغبة , دون أن يلتقط شيء.. فقط مجرد احلام..ووعود من الخيال!!!

وهو ممن أرادت الاستحواذ عليهم.. يامن ابو العزم..!!!زوج رفيقتها الخانغة البريئة!!!
ولكنها ربما نست هنا أن الصيد مختلف فيامن لم يخلق ليكون فريسة بل هو هنا الصياد وبمهارة تفوقها!!!

التفتت لهx وهو يسير بجانبها علي مرسى لليخوت بالقرية الجديدة الخاصة بشركتهم .. فتراه يرمقها بغموض..!!

كانت تفكر داخلها يامن رجل غامض..
صيد متميز..
وبالتأكيد مذاق جديد..
وخاصةx وهو زوج رفيقتها..!!! التي تكن لها بغض قديم!!

قهقهت عالياx عندما وصل تفكيرها لمريم مما لفت انتباهه أكثرx فاقترب منهاx متخلياً عن نظرته الغامضة هاتفاً بتعجب :
-بتضحكي علي ايه..؟!

توقفت عن الضحك ولكنها حافظت على ابتسامتها الملتوية ثم تلاعبت بخصلات شعرها وهي تنظر له بتكاسل مدروس :
-افتكرت حاجة كده..
هز كتفه ولم يعيرها أي إهتمام ثم أكمل سيره؛يخبرها بذلك أنه يعلم ماتدور حوله!!

ساد الصمت قليلا قبل أن تتحدث بنبرتها الناعمة..
الناعمة للغاية تقطع ذلك الصمت المقيت :
-مريومة عاملة ايه.. وحشاني..!

وضع يده بجيب سرواله ودون أن يلتفت لها ابتسم ابتسامة جانبية يجيبها بنبرة ساخرة التقطتها هي ولكن مررتها ببساطة دون إهتمام..تركز على هدفها أكثر :
-وحشاك فعلا.. عموما هي كويسة..!

x هزت رأسها ثم سارت بجانبه عدة خطوات قبل أن يقول هو بنبرة غامضة ؛نبرة انبأتها بأن ذلك الرجل يختلف عن من سبقه :
-تفتكري هنوصل لايه ياميرال..

ورغم أنها تعرف مقصده..
تفهمه ..
تستوعبه جيدًا
ألا أنها نظرت له بطريقة بريئة لم تخدعه فهو يعلم أنها بعيدة عن البراءة.. ولكنه يجاري هنا اللعبة!

اقتربت منه بطريقة مدروسة تحافظ على مسافة رغم القرب الشديد..
تتلاعب بأناملها ..
تلمس ياقة قميصه بطريقة مغوية لعينيه .. وبغمزة عين همست ببحة مثيرة جريئة للغاية قرب أذنيه:
-ناوية عليك..!

لا يستطيع أن ينكر تلك الصدمة التيx أصابته رغماً عنهx من جرئتها ولكنه أخفى ذلك بمهارة وكأنه يتوقع ردودها ..

همت هي بالابتعاد ولكنه لم يمنحها الفرصة فأمسك مرفقها بطريقة حازمة قويةx هاتفا بعبث يوازي عبثها ..وربما يريد تمرير بعض الإهانة لها :
-الفندق كله تحت امرنا.. نبات النهارده..

ابتعدت عنه بعد أن حررت نفسها بصعوبة من بين يديه , ثم دلكت بشرة ذراعيها برفق هامسة بإثارة:
_really, I hope so..
ثم ابتعدت عنه بضعة خطوات تعطيه نظرة تأمُل أخيرة قبل أن تكمل حديثها بطريقة عمليه:
_بس مليش في كده... نتجوز..!!

وهنا كانت صدمته من تلك الأنثي التي كانت تحوم حوله بطريقة جعلته يتمناها الآن وحالا؛ القى عليها نظرة طويلة غامضة قبل أن يرجع رأسه إلى الخلف يرمقها بدهشة مصطنعة هاتفا بمكر يوازيها .. يتلاعب معها..؛ واللعبة القائمة هنا تعجبه رغم سخافتها في نظره:
-ولازمته ايه الجواز.. ما تخليها have a nice night

ورغم حقارة معنى حديثه الذي وصلها إلا أنها لم تهتز.. هي أنثى لا تهتز..!
لا تكترث..!
لا تنتظر شيء سوى الحصول على ماتريد!!

وشعار فليذهب الجميع إلى الجحيم هو شعارها الخاص .. فما تريده تحصل عليه!!
فرفعت نظرها له ثم نفضت خصلاتها في حركة أنيقة وكأنه لم يتحدث من الأساس تخبره هنا بحقيقة آخرى ،وهي تقول بنبرة باردة:
-انت الجوازة الرابعة يا يامن..

ثم هزت رفعت كتفها قائلة:
_كان ممكن كل مرة اخليها have a nice nightبس ده مش انا.. نتجوز.. بسيطة يعني..!!

ظهر عليه التفكير وهو يهمس ببساطةx يعرض حقيقة هي تعلمها جيداً:
-بس انا متجوز..

وببساطة اكبر قالت وهي تتحداه بنظراتها:
-والشرع محللك اربعة..!!

ساد صمت للحظات قبل أن يهتف مرة أخرى بتقرير وتحذير:
-جوازنا سري ياميرال..!!

وهنا هي علمت انها نالت الجائزة..
ربحت الهدية..
صيد جديد يدخل إلى لعبتها..
سر جديد يضاف إلى جعبتها..
هي الأفضل .. تنال ما تريد .. ونالته..!!

رمشت بأهدابها بحركة زادت من جمالها الملفت هامسةx بنبرةملتويةداخلهاالنصر :
-سري يا يامن.. مريومة مقدرش اجرحها..!


ثم سارت عدة خطوات تهديه نظرة عابثة يرافقها غمزةعين:
-دي صاحبتي برده.. ولا ايه..!
ضحكة ساخرة ما نالته قبل أن يضع الحقيقة بلا زيف، يعرض لها ماقد تصل له من التواء... يقترب منها الخطوات التي ابتعدتها، منحنى لمستوى أذنها رادفًا بنبرة منصهرة بتهكم غُلف به المشهد:
_أه صاحبتك، وهتتجوزي جوزها...
وهنا ةكاننت حكاية جديدة..
رغبة تتحكم..
وضحية في الطريق.. وربما ضحيتان.. !
يتبع

noor elhuda likes this.

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-21, 11:16 PM   #398

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

خصلات شقراء.. وبشرة قمحية , وأعين خضراء وهالة طفوليةxx كانت خليط أعجب الكثير.. ولفت نظر الأكثر والأكثر
فكانت مطمع وسط عالم منفتح..!!

أمسكت بهاتفها لترى تلك الصورة الوحيدة التي تشعرها بروح العائلة..تضخ داخلها دماء الحياة..

صورتها مع عائلة زوجها السابق (غسان).. كانت تقف بجانبه . بينما والدته تجلس على أحد المقاعد بحديقة القصر حاملة على قدميها توأمهم (عهد_علا).. ورغم ابتسامة غسان المزيفة .. إلا أنها كانت سعيدة بتلك الصورة.. التي مثلت لها معنى الجذور الذي افتقتدها؛ رفعت أناملها تتحسس ملامح بناتها بالصورة..

فأصابتها تلك الغصةx بل اجتاحتها.. قلبها يتألم..
لشتاقت هي ببساطة اشتاقت إلى بناتها.. !!
اشتاقت لضمهم ..!! لقبلة منهم!!

كانت هائمة بالصورة.. تبتسم بحنين إليهم؛ إلا أن صوت والدتها الكريه من خلفها بنبرة ساخرة أخرجها من غيمة حنينها الحزينةx :
-تتأملين صغارك.. يا لك من حمقاء تشبهين والدك..

التفتت لها ريتا ترمقها بحدة بالغة هاتفة بنبرة شرسة ونظرات الكره تطل من عينيها :
-اياك ميريدث ان تأتي بسيرة والدي على لسانك ثهذا..

قهقهت مير بنعومة عقب حديث ابنتهاx فبانت لريتا وكأنها مصاص دماء..
مسخ دميم من احد الاساطير القديمة.. تلك الاشياء التي كانت ترعبها وهي صغيرة..!!وليتها بقيت صغيرة!

صمتت الأخيرة عن ضحكها الدميم ثم اقتربت منهاهاتفة بنبرة خبيثة مؤلمة لريتا بل تنحرها ببساطة :
-صغيرتي , يجب أن تعتادي الفراق لا مناص لك مني أو من السيد (الياس).. أنت بداخل اللعبة منذ زمن!!

بعد حديثها ذلك الذي ضرب ريتا ينحرها من الداخل بسكين بارد دون رحمة..!

هتفت ريتا بداخلها متسائلة بوجع هل حقًا انتهى الأمر؟! لن تلتقي بتوأمها مرة أخرى ..

فرت منها دمعة وحيدة على خدها .. أما الباقي كبحته بصعوبة , لا يجب أن تظهر بمظهر ضعيف .. لن تعود كما كانت.. الصغيرة ريتا الساذجة ..
الضعيفة في الماضي..!!المنتهكة..

فهبت تستقم من جلستها هاتفة بنبرة مشمئزة:
-لا داعي لحديثك القذر هذا مير.. احتفظي به لنفسك..

القت كلماتها واستدارت من مكانها إلىx داخل المنزل إلا أن حديث والدتها اوقفها مرة أخرى :
-سنذهب اليوم لحفل الياس عزيزتي تأنقي جيدا..

ثم اتبعت حديثها بغمزة خبيثة كروحها.. اشاعت النفور في روح ريتا.. أرجعتها إلىx ذلك اليوم الذي فقدت فيه أعز ما قد تملكه فتاة..
الشيء الذي حافظت عليه بكل قوتها وسط هذا الوسط الذي تحيا به..!!
وبالنهاية قدمتها والدتها بكل سهولة للمدعو الياس ..

دخلت الي غرفتها شاردة ؛ وما أن دخلتها انفجرت بالبكاء دون ان تستطيع ان تكتم شهقاتها..
وكأن ما حدث كان بالأمس, والامس دائما يحمل مرارة في جوفها..
ذكري دائما تجلب لها الهم ..!

استلقت على سريرها .. تستريح ولكنها رغما عنها عادت إلى ذلك اليوم اللعين.. ذلك اليوم حيث ذكرىx ميلادها العشرين..
منذ سبعة أعوام…

في منزلها كانت تقام حفل ولأول مرة من والدتها بمناسبة عيد ميلادها.. دائما كانوا متباعدين , ألا أنها فاجأتها بذلك..!

كانت تقف تنظر للمدعوين بابتسامة شابة حالمة.. بريئة عندما اقتربت منها والدتها وبرفقتها رجل أربعيني وسيم ..هاتفة بتعريف:
-اعرفك الي ابنتي سيد الياس..

ثم التفتت إلى ابنتها قائلةx بابتسامة خبيثة لم تلاحظها:
-وهذا سيد الياس ابنتي.. صديق قديم لوالدك..!

اقترب حينها الياس هاتفا بنبرة رقيقة.. جعلت ريتا تتقبله خاصة بعد أنx اخبرتها والدتها أنه صديق لوالدها الراحل..
فهتفx وهو يقترب منها ممسكا بيدها .. يطبع قبلة رقيقة على ظهرها:
-كبرتِ ريتا.. كبرتِ يا صغيرة…!
ثم ابتعد قليلا يتأملها قائلا:
-هل يمكنني الرقص مع اميرة الحفل اليوم..

هزت رأسها بإيجاب.. وتشجيع من والدتها .. لتكن حينها ترقص بين يديه.. تلف وتدور..!! والحقيقة هي إلى الآن تدور..

انتهى الحفل وغادر الجميع.. ولم يبقى سواها.. الياس ووالدتها التي أعطتها كوب من عصير البرتقال التي اعتادت علي شرابه ليلا قبل النوم..
وليتها لم تشرب .. ليتها رفضت ؛ فتلك كانت النهاية.. نهاية روحها .. وبداية روح آخرىx مشوهة..!
فبعد أن شربت العصير فقدت الإحساس بمن حولها.. كانت بعالم اخر..!!

وفي الصباح استيقظت على أشعة الشمس , لتجد حالها عارية تمام.. وجسد ما يحاوطها.. وبقعة دماء أسفلها تخبرها بالحقيقة والواقع..
لقد انتهت ! قصة قصيرة حزينة..وحزنها سيطول إلى النهاية!!

هبت من مكانها صارخة بهلع.. مما جعل الراقد بجانبها يستيقظ هاتفا بخبث وهو يتأمل هلعها ورعبها بإنتشاء :.

-اوووه ما بك عزيزتي.. هل تشعرين بالألم..
نظرت له بأعين دامعة هاتفة ببكاء ووجع:
-اريد امي.. ابتعد…

ارجع رأسه الى الخلف ضاحكًا بصخب وهو يقول بنبرة متقطعة:
-اممم... والدتك.. لقد تركت لنا المنزل بالأمس..

جحظت عينيها .. تشنج جسدها بل توقف عقلها عن التفكير ؛هي الآن قابعة خارج حدود أي منطق تعرفه ؛ تتأمل ذلك الذئب الذي يفترسها وكأنها ممتلكاته ..

ارتدت إلى الخلف بصدمةx وأي صدمة هي هنا تموت أو تتمنى الموت .. نظراتها له كانت ترجو منه إجابة أخرى ولكن سرابًا أن يحدث …!!

وهو كأي صائد كان سعيدًا .. منتشيًا بحقارته ؛ فاستقام من نومته على سرير طفولتها ومراهقتها الماثلة داخلها..x سريرها الذي تم عليه انتهاك برائتها دون أي رحمة ؛ همست داخلها ومراهقتها هي لم تتعدى تلك المرحلة بعد يا إلهىx هي مازالت صغيرة على كل ذلك ..x

كانت تنظر إلى تلك البقعة الحمراء التى لونت وبانت أعلى الشرشف تساقطت حينها عبراتها دون هوادة ؛أما هو كان يقف بكسل عاريا.. بلا خجلx وأي خجل هنا من مغتصب شيطان ..؛ كان يتأمل انهيارها باستمتاع سادي مميت يتابع نظراتها أين تتركز فعلم أن ذلك نتيجة رؤيتها لتلك البراءة البالية بنظره ؛ اقترب منها ثم امسك وجهها بخشونة وعندها علمت وضعه مما جعلها تشيح بوجهها ..تبعد نظراتها ؛فيزداد الوقوع والغرق !
همست بصعوبة وتقطع :
-انت ….كاذب ..
إلا أنه صدرت منه ضحكة عالية عقب جملتها مستمتعًا بانهيارهاx فصاح بنبرة خبيثة:
-لا صغيرتي العذراء.. لقد تركت لنا المنزل امس.. و…

صمت قليلاx ثم انحنى بالقربx من اذنها هامسا.بحقارة. :
-وايضا .. اممم.. لقد قبضت ثمن تلك الليلة ..

ثم استقام مرة آخرى قائلا بابتسامة ونظرات سوداء عتمة:

_ما رأيك.. بتلك المفاجأة..

ابتعدتx عنه وهي تشعر بالاشمئزاز؛تشعر أنها في بئر موحل عمقه يوازي قذارته وظلامهx ثم ذهبت بعدها إلى حمام غرفتها تفرغ ما يوجد بمعدتها من هول ما سمعته منه..ودموعها توازيها في الانهيار...لا تتوقف ولن تتوقف..

و هو بحقارته وقف خلفها يراقب ذلك السقوط باستمتاع مريض يهتف بجنون حقيقي وهوس مفقود الأمل:
-صغيرتي انت لي الليلة .. وإن أردت شيء سيكون لي.. لذا لا مناص لك مني..!!!!

وتلك كانت حقيقة آخرى سطرت في حياتها!!!
يتبع

noor elhuda likes this.

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-21, 11:16 PM   #399

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

ليلًا بغرفة التوأم كانت تجلس مع صغار زوجها تستمع إلىx فيلم كرتون برفقتهم ..! ربما هى لاتستمع للفيلم ولكنها كانت تجلس تنظر إلى شاشة التلفاز ..

ورغماً عنها ينتابها حنان فطري تجاههم.. تشفق عليهم فهي اكثر من يعلم ما يعنيه أن تحيا دون أم.. ولو تجمع العالم لتعويضك..!!

حان وقت نومهم بانتهاء الفيلمx لتجد المربية الخاصة بهم تدخل إليها مشيرة لساعتها بموعدهم ..

ابتسمت لها مع هزة رأس ثم ساعدتها بنومهم.. لتدخل بعدها الى غرفتها المشتركة مع غسان..

أما هو كان يجلس بالداخل يعبث بهاتفه وهو مستلقي على سريره..؛وما إن دخلت إلى الغرفة ابتسم بمكر هاتفا:
-البونبوناية نورت المكان .. ايه ياحلوة ناسية جوزك..
جلست علي مقعد مقابل لها هاتفة بنبرة متعبة :
-غسان.. احنا نهايتنا ايه سوا..!
x اختفى العبث من نظراته ثم نظر لها بكسل وهو يستقم من جلسته على السرير هاتفا أمامها بنبرة باردة:
-نهاية ايه.. عاوزة تطلقي..
همست من فورها :
-ياريت.. انا تعبت من الحرب الي انا فيها ومليش ذنب .
ثم قالت بنبرة عالية:
_تعبت
هز رأسه بعد أن أستمع لها. ملوحا بيده أمامها هاتفا بتقرير:
-فريدة .. حياتك معايا اقبليها. احنا مكملين سوا..

نظرت له بصدمة تبعده عنها بقبضتها .. ولكنه امسك بيدها يقربها من وجهه.. تلفح بها انفاسه ..فرفعت نظرها له بقوة هاتفة بنبرة صارمة:
-غسان ابعد..!

لم يستمع لها.. وحقا هو لن يبتعد .. هو سيقترب.. وسينال ما يريد…!
فاقترب منها يحاول أنx يقبلها يتوقع منها استسلام ككل مرة؛ينتظر منها ضعف؛ولكنها ابعدته عنها بقوة ..
قوة انثى يستطيع هو كرجل أن يدحرها ولكنه لم يفعل ؛بل حررها وتركها تفلت منه!!
ابتعدت عنه مسافة ليست بالقصيرة تتحداه بنظراتها بينما
تفكيرها بمكان اخر.. فتفكر غسان هل يمكنها أن تكمل معه.. خاصة بعد زواج موسى من شقيقتها.. لما تشعر انه لم يعد لها احد ؛لما تشعر أنها وحدها من دفع الثمن لتلك الحرب . ….
تتسائل اين تذهب..وكيف يمكنها أن ترى حب عمرها يتزوج من شقيقتها!!!
رأى عبراتها تتحرر من عينيها فهمس بحدة طفيفة وصوت خشن :
-بتفكري في إيه يا فريدة..!

وحينها جاوبته بصراحة.. دون اى اعتبارات :
_ بفكر في موسى..
ثم هزت رأسها تصاحبها بضحكة ساخرة :
_ متقلقش بقي جوز اختي..

وهنا ورغم كل ما يحدث هي ضعيفة مع ذكر تلك الزيجة فودت في تلك اللحظة أن يتعاطف معها أن يخبرها بضع كلمات تخفف عنها ولكن هي تعلم أن ذلك لن يحدث ابدا.. ولن يحدث..

غسان لم ولن يكن ذلك الرجل المراعي.. غسان شيء آخر!

بعد حديثها ظل ينظر لها بعمق هامسا بخفوت :
-كويس انك عارفة كويس إنه جوز اختك…

احنت رأسها شاعرة بالألم والعذاب..فاقترب منها ثم رفع وجهها إليه قائلا:
_انت معايا للنهاية...
وبعدها ابتعد عنها قاصدا عن النوم..يخبرها أنها ليست بالخصم هنا..!

همست بداخلها وهل كانت هي يوما خصم.؟!
. فأي مجنون يقف امام الملك.. وهي مجرد طروادة انتقام..!!

هي مجرد سبية حصل عليها من دجنة الظلام ونار الإنتقام.. هيx هنا مجرد ..
فقطx مجرد..!..

ولكنها تتغير…!!
أما هو كان يحاول النوم يفكر مالذي يجب عليه فعله!؟؟!!!

الأسئلة تدور داخله وداخلها..التفكير يقتله ويقتلها…
والهمس واحد أين النهاية؟!!!!

نهاية الفصل الثالث عشر....



أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-21, 11:17 PM   #400

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

نزلت الفصل ١٢ و١٣ واتمنى يعجبوكم ❤❤❤❤❤❤

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:48 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.