03-11-21, 01:32 PM | #1 | |||||||||||||||
مراقبة،مشرفة عالمي..خيالي,الوثائقية،البحوث والمعلومات،روايتي كافيه،(قاصة ولؤلؤة ألتراس،لغوية،حارسة السراديب، راوي)،نشيطة،تسالي،متألقةومحررة جريدة الأدبي، صحافية فلفل حار،كاتبة عبير
| سلام الله على خديجة صباح /مساء الخير والسعادة في حب السيدة خديجة للنبي: " ولو أن لي في كل يوم وليلة بساط سليمان ، وملك الأكاسرة لما ساوت عندي جناح بعوضة إذا لم تكن عيني لوجهك ناظرة انتشرت تلك الكلمات على مواقع التواصل الاجتماعى فما مدى صحتها للأسف لم نجد أحدا من أهل العلم ذكره أصلا . إلا أنه جاء ذكره ،و أورده البكري في كتابه "الأنوار في مولد النبي صلى الله عليه وسلم" (ص189) ، ونقله عنه المجلسي في "بحار الأنوار" (16/52)بلا إسناد لكن يمكننا أن نؤكد أنها القائلة
من ثباتها في الأمر، ما يدل على قوة يقينها، ووفور عقلها، وصحة عزمها؛ ما حدث عندما أوحي إلى النبي ﷺ في الحادثة المشهورة؛ أول ما جاءه الوحي. كان النبي ﷺ قد غط من جبريل مرة ومرتين وثلاثا، غطه جبريل ، حتى بلغ منه الجهد، وهو يقول له: اقرأ، والنبي ﷺ يخبره: أنه لا يقرأ: ما أنا بقارئ حتى علمه: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ [العلق:1-3]. فرجع منها رسول الله ﷺ يرجف فؤاده، فدخل على خديجة -رضي الله عنها- بنت خويلد -رضي الله عنها-، فقال: زملوني زملوني فزملوه -يعني: غطوه، حتى ذهب عنه الروع- فقال لخديجة -رضي الله عنها- وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة: "كلا والله... " هذه هي الكلمات المهمة في الوقت العصيب، التي قالتها هذه المرأة الصالحة -رضي الله عنها-، لزوجها محمد ﷺ، فثبتت بها فؤاده، قالت خديجة: "كلا، والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم -تعرف زوجها- وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق". ثم انطلقت به إلى ورقة بن نوفل، وهو ابن عمها، فقالت له خديجة: "يا ابن عم اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله ﷺ، فقال ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعا -ليتني عندما تقوم بالدعوة أكون قوياً حتى أنصرك- ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله ﷺ: أو مخرجي هم؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزرا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي" [رواه البخاري: 3]. فهذه خديجة -رضي الله عنها- التي كان لها الفضل العظيم في تثبيت زوجها محمد ﷺ، وأنها قالت له: "والله لا يخزيك الله"
قد وردت هذة العبارة في "صحيح البخاري" (4953) و"صحيح مسلم" (160) من حديث عائشة رضي الله عنها قَالَتْ:" كَانَ أَوَّلَ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ ، فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الخَلاَءُ ، فَكَانَ يَلْحَقُ بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ - قَالَ: وَالتَّحَنُّثُ: التَّعَبُّدُ - اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ ، قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ بِمِثْلِهَا حَتَّى فَجِئَهُ الحَقُّ ، وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ فَجَاءَهُ المَلَكُ ، فَقَالَ: اقْرَأْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ ، قَالَ: " فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجُهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي ، فَقَالَ: اقْرَأْ ، قُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجُهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ ، قُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الجُهْدَ ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي ، فَقَالَ: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَمِ [العلق: 2]- الآيَاتِ إِلَى قَوْلِهِ - عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ [العلق: 5] " فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ ، حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ ، فَقَالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي ، فَزَمَّلُوهُ ، حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ . قَالَ لِخَدِيجَةَ: أَيْ خَدِيجَةُ ، مَا لِي لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي ، فَأَخْبَرَهَا الخَبَرَ ، قَالَتْ خَدِيجَةُ: كَلَّا ، أَبْشِرْ فَوَاللَّهِ لاَ يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا ، فَوَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَصْدُقُ الحَدِيثَ ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ ..". ]
روى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتَتْ، معها إناء فيه إدام، أو طعام، أو شراب، فإذا هي أتتك، فاقرأ عليها السلام من ربِّها ومنِّي، وبشِّرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه، ولا نصب". يا ألله، بيتٌ في الجنة من قصب، لا صخب فيه، ولا نصب، بيت في الجنة، وفوق هذا من قصب لا صخب فيه، ولا نصب! القصب: الدُّرُّ المجوف؛ وهو يعني: قصب اللؤلؤ، والصخب: الأصوات المختلطة، والجلبة. والنصب: التعب، وفي نفي الصخب والنصب عن هذا البيت وجهان: أحدهما أن النصب لا بد في كل بيت من تعب في إصلاحه، وصخب بين سكَّانه، فأخبر أن قصور الجنة على خلاف ذلك، والثاني: أنها لما تعبت في تربية الأولاد ناسب هذا ضمان الراحة. وسألت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها وأرضاها - أباها، قالت: قلت: يا رسول الله، أين أُمِّي خديجة؟ قال: ((في بيت من قصب))، قلت: أمن هذا القصب؟ قال: ((لا؛ من القصب المنظوم بالدُّرِّ، واللؤلؤ، والياقوت))، وهنا في لفظ القصب مناسبة؛ لكونها أحرزت قصب السبق لمبادرتها إلى الإيمان دون غيرها، وقال: ببيت، ولم يقل: بقصر، وفي هذا دلالة على أنها لما كانت ربة بيت قبل المبعث، ثم صارت ربة بيت في الإسلام منفردة به، فلم يكن على وجه الأرض في أول يوم بعث النبي صلى الله عليه وسلم بيت إسلام إلا بيتها، وهي فضيلة ما شاركها فيها غيرُها، وجزاء الفعل يذكر غالبًا بلفظه، وإن كان أشرف منه قصدًا؛ فلهذا جاء الحديث بلفظ البيت دون ذكر القصر. ((لا صخب فيه))؛ أي: لا صياح؛ إذ ما من بيت في الدنيا يجتمع فيه أهله إلا وفيه صياح وجلبة. ((ولا نصب)): ولا تعب؛ لأن قصور الجنة ليس فيها شيء من ذلك. ومناسبة نفي هاتين الصفتين أنه عليه الصلاة والسلام لما دعا إلى الإيمان أجابت خديجة طوعًا، فلم تحوجه إلى رفع صوت، ولا منازعة، ولا تعب في ذلك؛ بل أزالت عنه كل نصب، وآنسته من كل وحشة، وهوَّنت عليه كل عسير، فناسب أن يكون منزلها الذي بشَّرها به ربُّها بالصفة المقابلة لذلك. إنها أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية الأسدية، وهي من أفضل نساء الأمة؛ قال الذهبي رحمه الله: "كانت عاقلة جليلة، دينة مصونة، كريمة من أهل الجنة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني عليها، ويفضِّلها على سائر أمهات المؤمنين، ويبالغ في تعظيمها". ولم يُعلَم أن الله جل وعلا أرسل سلامًا إلى امرأة إلا لـخديجة بنت خويلد، ولو عرفت مقدار عظمة الله، لعرفت مقدار عظمتها، وذلك أن يبعث الله بسلام منه إلى امرأة تمشي على قدميها بين الناس، فلما قال لها النبي هذا، وأبلغها سلام الله عليها، ماذا قالت؟ انظر إلى فقهها رضي الله عنها، قالت: إن الله هو السلام، وعليك وعلى جبريل السلام. ولم تقل: وعلى الله السلام، مع أن الصحابة لما هاجروا إلى المدينة، وفرضت الصلاة؛ كانوا يقولون: السلام على الله، السلام على جبريل، فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله هو السلام، ولا ينبغي أن يقال: السلام على الله، فعلَّمهم صلى الله عليه وسلم ما يقولون، وهذه من مناقبها رضي الله عنها وأرضاها، وهاتان خصيصتان من الله جل وعلا. إنها خديجة خير النساء، ((خير نسائها مريم، وخير نسائها خديجة))[2]، فعليهما من الله السلام.
يُحدِّد صلى الله عليه وسلم بعضًا من الأسباب التي جعلت خديجة في هذه المكانة، فقد قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة لم يكد يسأم من ثناء عليها واستغفار، فذكرها ذات يوم فاحتملتني الغيرة، فقلت: لقد عوضك الله من كبيرة السن، قالت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب غضبًا أسقطت من جلدي (أي ندمت)، وقلت في نفسي: اللهم إنك إن أذهبت غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم عني لم أعد أذكرها بسوء ما بقيت، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما لقيت، قال: ((كيف قلت؟! والله لقد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وآوتني إذ رفضني الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، ورزقت مني الولد إذ حرمتموه))، قالت: فغدا عليَّ بها وراح شهرًا. وقال أيضًا: ((إني رُزقت حبها))[3]، وذكر عليه الصلاة والسلام النساء الكاملات، فقال: ((كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا أربع: مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام))[4]. لو أننا قلَّبنا صفحات التاريخ، ورجعنا إلى بداية دعوة الإسلام حينما كانت رضي الله عنها دعمًا للنبي عليه الصلاة والسلام، وصاحبة موقف عظيم، وثابت؛ آزرت به زوجها صلى الله عليه وسلم، وهدَّأت من روعه، وخفَّفت عنه ما يجد، وكانت خديجة وزيرةَ صِدْقٍ، ولا خفاء في مساعدتها النبي صلى الله عليه وسلم، وتثبيتها له عندما بدأ الوحي إليه، وشفقتها عليه؛ فصلَّى الله عليه ورضي عنها. ألا تستحق انتهى والله أعلى وأعلم . | |||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|