آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
29-01-22, 03:36 PM
| #121 | ||||
| قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات
|  مجموعة أخرى على أرض المعارك الممتدة على طول الحدود ... تجلس تحكي قصة شعب الجبارين الذين رسموا قدرهم بدمائهم الزكية !! إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر ********* لن تنتهي هنا الحكاية !! بل ستنبت غيرها كثيرا من الحكايا المؤثرة والموجعة بنفس الوقت .. ولكن كما نبتت نور في حياة ياسر وردا بدل الجرح .. وضياءا بدل الظلام سيكون هناك الكثير من النور والياسر في مدينة لا ولم ولن تموت ولا تعرف الانحناء ولا الركوع الا لله وحده !! وسيسطرون أروع حكايا العشق والغرام ..!! بخطوة واحدة من نبض القلب ستفتح الدفاتر وتبدأ الحكايا من كان ياما كان الى توتة توتة توتة خلصت الحدوثة وما بين هذا وذاك سيكون هناك خليط من المشاعر العاصفة والملتهبة والباردة والغيرة الحارقة .. وحرب العيون التي تعكس ما بالقلوب !! وتهمس ما يعجز اللسان عن البوح به .. وستبقى غزة في حرب مستمرة مع الحياة في كل مناحيها فإن تخلصت من الصواريخ والقذائف .. فإنها مستمرة في خوض حروب صامتة لا تنتهي من استمرار قطع الكهرباء وشحة المياه .. وتفشي البطالة ونقص في العلاج والأدوية .. بالإضافة إلى التقصي والبحث عن السكن والمأوى المفقود بفعل العدوان المأفون .. والخوف الزائد عند إقبال الليل .. باختصار شديد حروبنا في غزة لا تنتهي أبدا !!.. هنا في غزة فقط تتساوى الحياة والموت !! شهدائنا يموتون في بطن الارض التي يحفرونها لنحيا نحن فوقها وحدهم من يعرفون البوصلة الصحيحة التي تسير نحو هدفهم .. الاستشهاد فداء للأرض والوطن .."وجِباهُنا بالموت محنية لأننا لم نحنيها حيّة إلا لله الواحد الأحد !" فلن يحني الفلسطيني الثائر جبهته أبدا إلا لله .. ولن نسامح أبدًا يا "إسرائيل" في حقنا ! لازلنا نحن على قيد الحياة !! ولازال هناك متسع للحياة!!على ناصية الحلم !! فالمجد والخلود لمن قال لا .. والمجد والخلود لمن يرث النشيد ويحفظ حدود البلاد .. غزة العزة بلدي بلد الرجال والمقاومة .. والقدس الله حاميها !! في صراع مستمر مع اليهود الى يوم يبعثون !! ********* يتبع | ||||
|  |
|
29-01-22, 03:43 PM
| #122 | ||||
| قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات
| بعد مرور عدة أشهر .. السعادة !! ذلك الشعور الذي يمتلك القلوب ويحلق عاليا في السماء !! شعور قد يتعب الإنسان ويجتهد ليصل إليه وقد لا يصل أحيانا .. فالسعادة هي التنعم بقرب الحبيب وبدل الجهد والتضحية لإسعاده .. بالمودة .. والرحمة .. والسكن والمعاملة بما يرضي الله .. السعادة حينما يكون الاختيار للنصف الآخر بالقلب والعقل والرضا !! فالحب اختيار وقرار بالشجاعة !! والعيش بسعادة كآدم وحواء في الجنة وحلم جميل داخل الزمن وليس خارجه .. شعلة نور أضاءت حياة أسيرها ودثرت ظلامه بنورها وبقيت مشتعلة في اعماق أعماقه !! مرت الأيام .. وشهر بعد شهر ...في صباح يوم جديد أشرقت الأرض بنورها .. .. وارخت خيوطها الذهبية كشرنقة على حبيبين تنعما في أحضان بعضهم كنجمة من السماء سقطت على زهرة تفتحت في عالم من الأحلام !! طالعها ياسر عدة لحظات وهي غارقة بين الأغطية ناعمة جميلة متوهجة كشمس الشتاء الذهبية الدافئة !! انحنى قليلا يعانقها عناقا ناعما .. كالحرير !! ففتحت عينيها بنعاس وكأنها نامت دهرا تمطت بكسل وخجل وهي تراه يجلس بجانبها مبتسما متسليا .. يدندن بصوته الرخيم أغنية سمعها مؤخرا وبات يعشقها في الصباح .. ياللى شمس الدنيا تطلع لما تطلع ضحكة منك حسى بالناس الغلابه اللى زيى بعد إذنك بطلى تحلوي أكتر وأوعى وشك يوم يكشر.. و أضحكى دايما يا سكر ياللى سابقه بجد سنك …… أضحكى خلينى أضحك .. ضحكتك بترد روحى .. شعر بوجنتيها يتوردان .. يبتسم بمكر !! فتزداد اشتعالا فيتذكر وتتذكر الليلة الماضية الصاخبة والأولى بعد انجابها طفلتهم مرح منذ شهرين ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة استمرت حتى مطلع الفجر !! فتقدم منها ثانية وعانقها مقبلا شفتيها قبلة ناعمة رقيقة اودع فيها كل حبه وعشقه الذي لا نهاية له !! غطى وجهها وعنقها كله بالقبلات الحارة بينما ذراعاه يغمرانها وهو يهمس في عنقها قائلا .. " منذ رأيتك اول مرة تخرجين هاربة من مكتب ذلك المتصابي وانا قررت أنك لي وأردت الاحتفاظ بك .. لم أكن أعلم أن ذلك هو الحب لكنك أصبحت جزء من حياتي " تبتسم نور برقة وعذوبة وشوق تتأوه من عذب كلماته وهي تضم نفسها إليه أكثر ويهمس ببطء في أذنها " أنا أسيرك حبيبتي قد كنت لي يا نور القلب منذ وقعت عيناي عليكِ !" رفع رأسه ياسر ينسك بوجهها بين يديه وهو يسألها " أخبريني إذا ما آلمتك ليلة الأمس؟ " لمعت عينيها ببريق الخجل وتوردت وجنتيها بحمرة خفيفة جميلة وهي تهز رأسها يمينا ويسارا نافية أي ألم تهمس بخفوت "لا .. لم يكن هناك أي ألم !" رطب شفتيه بلسانه وهو يزفر بحرارة واشتياق و يهتف بلهفة "إذن لا ما نع من تكرار الأمر مرة أخرى الآن !" أطلقت نور ضحكة رنانة وياسر يشاركها الضحك يضمها إليه بسعادة ليسمعا صوت ابنتهما مرح التي استيقظت تطلق صوتا كمواء القطط تعلن عن وجودها فكز ياسر على أسنانه يدعي الحنق وهو يقول " ابنتك هادمة اللذات ومفرقة الجماعات تحتاج إلى زجاجة حليب بالسرعة القصوى كي لا تشاركني بك " ابعدته عنها وهي تنزل من السرير بقميص نومها المغري تحمل مرح وتضمها لصدرها تقبل جبينها وتشم رائحتها لتطعمها وهي تقول وهي ترقص حاجبيها تغيظه" لا .. لن أعطيها أي مساعدة فأنا من سأقوم بإرضاعها .. كما استعد بعد عدة أشهر لننجب طفل آخر فأنا لن أدع ابنتي وحيدة !" ضحك مستنكرا قولها يقول بذهول " يا اللهي كم طفلا تريدين ؟" رفعت يدها في وجهه بإشارة الثلاث وهي تقول "أريد ثلاثة اطفال بعد ليكون لدينا أربعة اطفال " جذبها إليه وهي والصغيرة يطالعها بابتسامة زادت من وسامته يقول بمكر " ألم تكوني مجهدة ومتعبة في آخر ايام الحمل ويوم الولادة وقد كرهتني؟ !" ابتسمت نور تومأ برأسها وتسبل عينيها توافقه وهي تتنهد قائلة بخفوت وقد نامت مرح وهي ترضع "نعم .. ولكنها ساعة منسية وتجربة جميلة بدليل أن النساء جميعهن يكررنها !" اقترب منها ثانية يهمس بحب في إذنها وهو يتنشق رائحة عطرها المنعش " طلبات نور القلب أوامر بعد سنة من الآن استعدي ليكون لمرح أخ او أخت " عينيها تلمع ببريق الشوق رغم حرجها وحياءها فبدت جميلة جدا بتلك الهالة التي تحيط بها فشعر بها ووقف ليقبلها على طرف أنفها هامسا " لا داعي للخجل حبيبتي " ثم قبل طفلته وغادر السرير إلى الحمام ليستعد للخروج إلى عمله ... يكمل تمتمته يردد وهو يقف تحت الدش .. بعشقك إزاي يا روحي .. مستحيل الشعر يوصف أي تفصيل بجمالك .. والغُنى لو كان كفاية الف غنوة أغنيهالك .. يلي لما تبقي جنبي .. بنسى بيك كل تعبي .. يلي احتليتي قلبي .. واوعي وشك يوم يكشر .. واضحكي دايما يا سكر .. فيما جلست تمسد نور على شعر مرح الناعم الكثيف الذي أبهر الطبيب والممرضات من كثافته وطوله عندما نزلت يشق صراخها ويملأ غرفة الولادة صخبا وقد شعرت برفرفة قلبها عندما احتضنتها بين ذراعيها وزالت كل آلامها لحظة وقعت عينيها عليها وشعرت بحب جارف أكثر لحظة ناولتها لها الممرضة كي تطعمها من صدرها ووالدتها وخالتها ليلى معها يوجهانها ويدلانها كيفية اطعام الطفلة والتسمية قبل البدء بالرضاعة كي تأتي البركة بما يسمى " حليب اللبا" تدعوان لبسمة ان تقوم هي الأخرى بالسلامة وقد اقترب موعد ولادتها ..! والآن ها هي " الحمد لله ترضعها طبيعيا وتشعر بحبها يزيد كلما أرضعتها واقتربت منها وهي تتحدث معها بهمس " وبالأسفل كانت والدة ياسر قد استيقظت من الفجر تصلي وتدعو لأولادها بالحفظ من شر كل حاسد وراحة البال وتدعو لبسمة أن يتمم حملها على خير وتقوم من ولادتها سالمة وجنينها بصحة وعافية !! تسبح وتستغفر ثم تقرأ وردها في المصحف !! ******** بعد ساعة .. كانت قد انتهت من رضاعة مرح وتنظيفها ووضعها في سريرها .. واغتسلت وارتدت ثيابها ووقفت أمام المرآة تنظر إلى انعكاس صورتها وإلى جسدها الذي تغير بعد الحمل والولادة ليصبح أكثر امتلاء في الأماكن الصحيحة بجاذبية جميلة جدا فاقترب منها ياسر يحيط خصرها بذراعيه يشدها إليه هامسا "جميلة جدا ومغرية جدا جدا للالتهام " فأغمضت عينيها تشعر بمشاعر اشتياق جميلة كأن تيار كهربائي سرى في جسدها في تلك اللحظة الرائعة التي لا تحسب من عمر الزمن !! فشعرت بشيء بارد يلامس جيدها فتحت عينيها تطالع عينيه بحب في المرآه تتحسس العقد الذي وضعه على جيدها بإعجاب شديد أبهر عينيها من شدة جماله .، كان سلسال ذهبي رفيع بتعليقة على شكل نصف قمر مطعم بحبيبات ماسية براقة تسلب اللب من بريقها !! استدارت اليه وهو لا يزال يمسكها من خصرها فطبعت قبلة على وجهه تشكره على هديته الجميلة فرفع حاجبه متهكما على قبلتها " هل تعدين تلك قبله حبيبتي ؟!" أمسكها من رأسها يثبتها وهو يحدق في عينيها يقبل شفتيها برقة ونعومة مرة بعد مرة ثم يتعمق في قبلته التي استمرت طويلا فتركها لتتنفس الهواء لتغمغم بتقطع تساله " أ .. ألم ..تتأأخر عن عملك ؟" رد عليها وقد زادت وتيرة أنفاسه " لا لم أتأخر .، ولن أذهب فقد اتصلت على أسعد يتولى الأمر عني" زاد من اقترابه رويدا رويدا حتى لم يعد هناك مجال للتراجع فحملها وعاد بها من حيث بدأ!! ... وهمس بنعومة في أذنها " كل يوم وكل لحظة أقضيها معك هي مميزة لي وممتعة أيضا!" تبتسم وعيونها تلمع من العشق " لم أكن أتوقع ذلك فكل يوم تدهشني أكثر مما قبله !!" وضعها برقة على السرير ولا يزال يهمس باشتياق " أنت أكبر وأعظم هدية ونعمة وهبها لي الله في الحياة!" العيون متلاحمة بعشق وغرام كبير تبوح ما في الصدور !! بينما أصابعه تتغلغل داخل شعرها يمسده برقة و يلامس وجهها ببطء ونعومة !! تذوب نور معه كمكعب ثلج وضع على صفيح ساخن انصهرا معا ولم يعد غيرهما في العالم المميز الرائع المليء بالأحاسيس والمشاعر الجياشة .. !! فوضعت يديها حول عنقه تشعر بأنفاسه الساخنة الثائرة تلفح وجهها وعنقها شفتيه تجوبان وجهها برقة حتى وصل إلى شفتيها ينهل منهما كمن يشرب من العسل حتى ذابت بين ذراعيه والتصقت به وحلقا معا عاليا نحو نجوم سماء الحب والعشق اللانهائي .. في عالم سحري لا يضم سواهما في تلك الجنة التي مهما كان وصفها فهم يتنعمون بذلك الجمال والسحر الأبدي ليؤكد أنه أسير نورها ..!! ******* بعد مرور وقت .. أنهت بسمة رضاعة بسام الصغير التي استغرقت ساعة تقريبا ثم ضمته إلى صدرها تشتم رائحته العطرة وكانت قد حممته اليوم وحدها بعد أن كانت والدتها على مدار الأيام الاولى لولادته تأتي يوميا لتساعدها في الاعتناء بالصغير وتعلمها كيف تعتني به وترضعه بطريقة صحيحة .. قبلته قبلة طويلة رقيقة حانية على جبهته اللينة الناعمة وهي تتلمس وجنته الوردية وتقول بحب وعيون لامعة " كل يوم أحبك اكثر من الذي قبله .. ولكن ليس أكثر من والدك فهو الأصل ولولاه ما أتيت يا صغيري !!" ثم وضعته في مهده لينام .. وقد مر اسبوعين على ولادتها فتمتطت وهي تبتسم وتلملم أشياء صغيرها وتعيد ترتيبها في مكانها .. لتذهب إلى الحمام لتأخذ حماما حارا وتغير ثيابها وتستعد لوليمة اليوم التي سيجتمع فيها عائلتها وعائلة فريد لعمل "العقيقة" .... وسيكون هذا اليوم طويلا ومجهدا للجميع .. خرجت من الحمام ترتدي ثيابها وتتزين أمام المرآة تشاهد جسدها الذي تغير وزاد في أماكن معينة وباتت اكثر جمالا وتألقا ولاقت عليها الأمومة كثيرا ..تحسست بطنها الذي عاد لتسطحه قليلا تستعيد ذكرى ما قبل الولادة عندما استيقظت ذلك الصباح وكانت تشعر بثقل شديد وتعب وارهاق وقلة نوم وحركة الجنين نشطة بشكل غير طبيعي ووقفت تتحسس بطنها برقة وحنان وتنظر لشكلها الذي بات كالبالون تسأل فريد الذي كان يقف يرتدي ثيابه ليذهب لعمله وهي بجانبه فكان ينظر لها خلسة ويبتسم بمكر على شكلها الذي تكور وأصبح مثل الكرة ..فلكزته في كتفه تتذمر بطفولية وهي تمسك بظهرها وتتأوه من ضربات الجنين وتقول بتعب " رأيتك فريد تنظر إلى شكلي وتضحك !!" فساعدها لتجلس على الكرسي ممسكا بيدها وهو يطبع قبله حانية على وجنتها ويتحسس بطنها البارز يشعر بحركة طفله تحت يده يطيب خاطرها " بل أنت حبيبتي وأجمل ما رأت عيناي وفي كل حالاتك أحبك يا جميلتي " قالت وهي تضع يدها فوق يده " لا أعلم هذا الصباح حركته نشطة جدا وأكثر من المعتاد وأشعر بوجع شديد في ظهري !" احمرت وجنتيها بشدة وهي تضيف " لا أعلم إذا كان ذلك من تأثير ما حدث بالأمس ......!!" جلس على ركبتيه أمامها ممسكا بيدها يذكرها بما قالته الدكتورة هالة" ألم تخبرك الدكتورة أنك قد تلدين في أي وقت وقد دخلتِ شهرك التاسع وهي من طلبت منك المشي ومساعدة زوجك لتكون الولادة سهلة .... غمزها بعينه وهو يقول بعبث وأنا لم أفعل إلا ما طلب مني حبيبتي ..!" ضربته مره أخرى وهي تطلق صوتا ظنته صوتها لكنها تفاجأت بتدفق مياه على ساقيها وكان ذلك الصوت وكانه بالون وانفجر مع شعور وكأنها تريد الذهاب للحمام ولم تعد تستطيع التنفس لتتسارع نبضات قلبها وتنفسها بشكل أسرع وهي ترى الماء تغمر الارض مع خيوط من الدماء فعرفت أنها تلد وقد عرفت العلامة من حديث والدتها وما حدث لنور من فترة عند ولادتها .. فطلبت من فريد الذي وقف مرتبكا مشدوها لا يعرف ما يفعل عندما رأها تتألم ووجهها امتلأ بالعرق .. ان يتصل على والدتها وشقيقها ثم طلبت منه ان يساعدها في الاغتسال وارتداء ثيابها وقد كانت تشعر بالوجع يأتي ويذهب وهناك مسافة بين الطلقة والثانية ففعل ما طلبت وجهزها ثم عاد يتصل بوالدتها يطلب منها أن تلتقيهم بمستشفى الولادة اختصارا للوقت ... اخذ حقيبة الطفل التي كانت قد جهزتها منذ شهر مع أغراضها ووضعها في السيارة وانطلق بسرعة البرق إلى المشفى .. وصل إلى المشفى وساعدها على النزول وكانت الدكتورة هالة في انتظارها اخذتها منه إلى ما يسمى ب" كشك الولادة " وانتهى دوره إلى هنا لتتولى الدكتورة والممرضات أمرها .. فتم فحصها في غرفة الفحص قبل الدخول لغرفة الولادة .. إذ أخبرتها الدكتورة أن هناك وقت للولادة وعليها ان تسير وتتناول حبات من التمر لتساعد في تسهيل عملية الولادة الطبيعية في هذا الوقت كانت قد حضرت والدتها وشقيقها وعمها بسام والد فريد وخالتها سناء والدة نور .. ليكونوا بجانبها في تلك اللحظة التي يولد من الروح روحا خرجت الدكتورة يومها وهي تمسك بيدها تقول لزوجها " كل شيء طبيعي الحمد لله لكن هناك وقت فلتتناول التمر وتستمر بالسير قليلا بعد .. فالطلق لا يزال باردا .." اخذها زوجها وترك والدتها والخالة سناء وشقيقها ووالده يجلسون في الساحة العشبية للمشفى .. وامسك بيدها يجوب الساحة الخلفية للمشفى ذهابا وإيابا وهي تحمل في يدها كيس التمر تأكل منه وكلما أتتها الطلقة وقفت تأخذ نفسا تتمسك بشدة بيد زوجها وتمسح العرق عن جبينها بالمحرمة التي تحملها في يدها دون صوت.. وهي على تلك الحال حتى الساعة الرابعة والنصف عصرا خرجت الطبيبة لتنادي عليها وكانت بسمة قد استنفذت قواها ولم تعد تستطع ان تمشي اكثر من ذلك فوقفت تبكي بصمت والطلق يشتد دون ان يخرج منها صوت غير البكاء والدموع الصامتة تغسل وجهها المرهق .. فأخذتها وهي تقول " دعواتكم لها بالسلامة " أُدخلت إلى غرفة الولادة وتم تجهيزها للولادة واعطاءها قليلا من المخدر وآخر كلماتها كانت الشهادة والدعوة بصلاح الحال لأهل غزة جميعا ورفع الظلم والجور عنهم والستر الجميل من الله في الدنيا والآخرة وأن ياتي جنينها إلى الدنيا بخير وصحة جيدة .. بعد ساعة استيقظت تنظر حولها وقد ارتدت ثياب نظيفة ونقلت لغرفة اخرى غير التي دخلتها .. لتجد طفلها بجوارها بلفة بيضاء لا يظهر إلا وجهه الصغير الوردي يصدر صوتا كالمواء يفتح فمه الصغير مخرج لسانه الوردي الصغير يبحث عن طعامه .. تنظر له بمشاعر جديدة لا تستطيع وصفها وهي تراه صغيرا كثيرا مدت يدها تمسح على وجهه بحنان ودفء فسمعت صوت والدتها يأتيها وهي تحمله " حمد لله على السلامة حبيبتي طفل جميل جدا جعله الله من البارين الصالحين بكِ وبوالده" رفعت رأسها ترد وتؤمن على والدتها فيما سارعت الخالة سناء تساعدها على الاعتدال في الجلوس لتضع والدتها طفلها بين ذراعيها تقربه منها تقول بمكر " الطفل شبه والده دليل أنك تحبين فريد أكثر مما يحبك!!" تنهدت ووجهها يشع احمرارا وعيونها تلمع محبة وهي تنظر لذلك الكائن الصغير بين يديها عيونه مغمضة فمه مفتوح لا يزال يبحث عن طعامه .. فقالت لها والدتها " حبيبتي ضعيه على صدرك ليرضع وتنزل البركة " خجلت بسمة في البداية وهي تضع يدها على صدرها قائلة " الآن أمي ؟" قالت والدتها وهي تبتسم لخجل صغيرتها وتحثها على اطعام الطفل " نعم الآن حبيبتي فهو جائع كما تري !" ردت بسمة " وهي ترفع عن صدرها وتضع طفلها ليرضع فشعرت بإحساس يدغدغها جميل لا تجد كلمات لوصفه .. فسألت " أين فريد أمي؟" أجابتها والدتها " جميعهم في الخارج من غير المسموح بدخولهم إلى هنا .." بعد ان ارضعته اخذته والدتها وقالت " سوف اخرجه لوالده كي يراه جده وشقيقك و يؤذن والده في أذنه فلم يراه أحد بعد " حملته وخرجت به فيما تمددت بسمة لا تزال تشعر بالتعب والارهاق والنعاس فقالت قبل ان تغلق جفونها " شكرا على وجودك ودعمك لي خالتي !!" ردت الخالة سناء وهي تدثرها جيدا بالغطاء وتعدل لها من وضعية الوسادة " لا شكر بين الأم وابنتها حبيبتي فأنت كما نور تماما " بعد ساعتين من الولادة ... كانت قد غادرت من المشفى إلى البيت والجميع حولها فرحين مبتهجين ببسام الصغير الذي فرح عمها كثيرا به وانشرح صدره وابتهجت روحه عندما سمع ابنه ينادي طفله بسام ..حاول ثنيه عن تسميته ب" بسام " ليسميه باسم آخر لكنه رفض وأصر هو وبسمة ليكون اسمه بسام قائلا وهو يقبل يديه وقمة رأس والده باحترام" لن أجد أجمل من اسم بسام ليكون اسم ابني أبي " .. واستدارت بسمة في مواجهة عمها بسام هي تقول مبتسمة "لن يكون اسمه إلا بسام وبإذن الله يكون مثلك أبي وتربيه كما رببت والده واعمامه !" اقترب منها عمها مقبلا جبينها قائلا بتأثر " بارك الله فيكِ يا ابنتي يا ابنة الأصول والناس الطيبين" عادت من شرودها على دخول فريد الذي حدق فيها بإعجاب وهو يراها بكامل اناقتها تقف أمام المرآة تبتسم فاستدارت تواجهه تقترب منه بدلال تضع يديها حول عنقه وتدفن وجهها فيه تغمغم "اشتقت لك فريد !!" قال وهو يضمها بشوق ضاحكا "وأنا أيضا اشتقت لك كثيرا ولكنكِ في فترة النفاس وعليا بالصبر والحمام البارد حتى تنتهي تلك الفترة العصيبة" وأضاف ساخرا وهو يضحك" أو نعمل بالنصف الأعلى كما قال عادل إمام في الفيلم!!" شددت من ضم نفسها واضعة راسها على صدره العريض وهي تسمع تسارع نبضاته وهدير أنفاسه ليقول وهو بذوب حبا واشتياقا " ماذا أفعل أنا الآن ؟" غمغمت في صدره " لا شئ !! أحبني فقط!" رفع رأسها ينظر لوجهها الأحمر " وماذا أفعل منذ خطبنا وتزوجنا يا ابنة الناس ؟ أليس وجود بسام الصغير بيننا الآن دليل محبتي لك ؟" لفت يديها على عنقه وخافقها يزداد جنونا لقربه وهي تقول " لا حرمني الله منك يا منية القلب والروح لقد أهديتني أجمل قطعة من قلبك فشكرا لله على وجودك حبيبي " زفر نفسا حارا قويا وهو يشعر باشتياق مضاعف لها " وماذا مطلوب مني ان افعل بعد ذلك الكلام الذي يرفع من درجة حرارة جسدي ؟" فهو يشتاق لوصلها وعشقها ولكن عليه الانتظار .. ولكن وضعها لا يمنع من تقبيلها فتقدم مقتربا أكثر يغمرها ويقبل كل انش بوجهها حتى وصل لحدود شفتيها فذاب الجليد واشتعل المرجل داخله يشعر بالغرق غراما يحاول ان يلتقط أنفاسه من بين شفتيها التي التهبت من آثار تفجر البركان التي احدثته مشاعرها به .. ابعدها قليلا مغمغما " لا يجوز ما تفعلينه بي والله لا يجوز ذلك !!" ضحكت من قلبها وهي تمسك بذراعه تهم بأن تسند رأسها من جديد حتى سمعت صوت طفلهما وكأنه يقول" أنا هنا وحان موعد وجبتي " تركته على مضض لتذهب لمهد طفلهما فيما اتجه فريد إلى الحمام ليأخذ حماما باردا يطفئ فيه لهيب جسده التي اشعلته بسمة عمره ليستعد لاستقبال الضيوف بعد قليل ..!! كم هي جميلة الحياة بوجود الأحبة .. وعسل كلامهم .. وشهد غرامهم .. وطعم الحب ورسوخه باطمئنان ينمو في رقعة متسعة داخل الفؤاد ويستقر!! .. وقد تم نسجها بالمودة والسكينة والرحمة والمعاملة الحسنة التي يرتضيها الله لكلا الزوجين .. لتصبح كل غرزة في ذلك النسيج المتكامل أسيرة للأخرى تسند كل غرزة أختها ...!! **************** قراء ممتعة .. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .. تمت بحمد الله 29/1 2022 م | ||||
|
| |
|
29-01-22, 04:00 PM
| #123 | ||||
| قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات
| نوفيلا أسير النور أحداثها جرت على أرض غزة الحبيبة ما جاء فيها من مشاهد هو حقيقة واقع من حياة الشعب الفلسطيني في غزة ومستقاة من معاناتنا وآلامنا وجراحنا التي لا تنتهي ورغم ذلك نلونها بالحب والأمل والتفائل بأن يكون الغد أفضل بقوة الترابط العائلي .. المشاهد والحكايا واقعية وحدثت بالفعل غيرت فقط الاسماء .. غرق الفتاة حدث بالفعل على بحر رفح .. الأسماء للاماكن ومعالمها كما هي .. مشهد تكريم اولاد الشهداء واقامة يوم ترفيهي لهم حقيقي .. كما أردت توجيه رسالة للعالم بما يحدث على أرض غزة خلال فترة الحرب وما قبل ذلك على الشريط الحدودي الذي يوميا يكون في مواجهات وصدامات مع الاحتلال الذي خاض فيها معركة بتر الأطراف وكان يتقصد الشباب وتركه عاجز بلا حول ولا قوة . تحكي النوفيلا مدى الظلم والجور والقهر والوجع الذي وقع على الشعب الفلسطيني في غزة بعد نصرته لأهله في أراضينا المحتلة وعاصمتنا الحبيبة ومسرى نبينا صل الله عليه وسلم . لدي قناعة وايمان عميق راسخ مثل رسوخ الحبال وثباتها بأن الاحتلال الصهيوني والظلم لن يستمر ولن يدوم طويلا .. فنحن شعب الجبارين الذي يخرج من بين الركام أقوى من ذي قبل فالله معنا ولن يخذلنا وسننتصر ونرجعا يوما إلى بلادنا الحبيبة ونغرس الزيتون والياسمين في كل أرجاء المعمورة ... الحمد لله أن انتهت النوفيلا على خير وشكرا لمشرفات قلوب أحلام أم زياد وفاطمة .. شكرا لكل من مر من هنا وترك بصمته وأثره الطيب .. شكرا جزيلا للجميع من قلبي ..🌹🌹🌹🌹🌹🌹 دمتم في حفظ الله ورعايته ..♥️ | ||||
|
| |
|
29-01-22, 04:24 PM
| #124 | |||||||
| مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب 
| ألف مليووووووووووووووووون مبروووك الختام حبيبتي🥳 أكيد أنها كانت رحلة ممتعة حاطاها على الليست حتى أقرأها إن شاء الله وشدي حيلك المرة الجاية لازم تنشري رواية 🥰 خالص تحياتي وودي أمووووووووووووووووه | |||||||
| |
|
29-01-22, 06:01 PM
| #125 | |||||
| قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات
| اقتباس:
الله يبارك في عمرك يا غالية 🌹 ما قصرتي شكرا على جهودك في المنتدى 🥰 ان شاء الله ربنا يسهل دعواتك 🌸😍 كل الاحترام والتقدير والمحبة لك ولجميع طاقم الاشراف الجميل 😘 أموووووووووووواه😘😘😘🥰🥰🥰 | |||||
|
| |
|
30-01-22, 01:05 AM
| #129 | ||||
 
| مليون مبارك الخاتمة وسلمت يداك الجميلة كانت رحلة جميلة وممتعة رغم الألم الذي يتخللها ولكننا ننتظر وعد الله بالفرج والتحرير. وفقك الله وفرج همكم وهم جميع المسلمين ونصرنا على اعدائنا. منتظرينك بنوفيلا جديدة وأرجو أن لا تطيلي غيابك عنا | ||||
|
| |
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
221Likes
العرض العادي
