آخر 10 مشاركات
310 - الإنجذاب الناري - إيما ريتشموند - احلامي (تصوير جديد) (الكاتـب : Just Faith - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          عــــلاقـــــاتٌ مُــــتـغيـرة * مكتمله * (الكاتـب : Hya ssin - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          تحت إيوان النخاس (3) * مميزة ومكتملة * ...سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          588- الملاك والفضيحة -روايات عبير دارميوزيك (الكاتـب : Just Faith - )           »          خـوآتـم (1) *مميزة ومكتملة* .. سلــسلة شقآئق النعمان (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          مالي وطن في نجد ألا وطنها، الكاتبه / اديم الراشد "مميزة " (مكتملة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          الانتقام المُرّ (105)-قلوب غربية -للرائعة:رووز [حصرياً]مميزة* كاملة& الروابط* (الكاتـب : رووز - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree164Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-12-21, 07:15 PM   #111

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الرابع
***
تنزل من الحافلة العامة وقد انبعجت ملابسها وتلاطمها الزحام كما الأمواج، لأول مرة تشعر بالامتهان وهي تركبها، لربما لأنها ليست ذاهبة لعملها في المستشفى التابع للتأمين الصحي الذي كانت تعمل فيه، ولا لذلك المستشفى الاستثماري الذي تذهب إليه ليلا بواسطة ميكروباص راقي، يكفيها بأن لها مكان للجلوس فيه بآدمية، وإنما تحمل عقود الشراكة التي ستجمع بين عاليا وعبد الرحمن.
متسائلة عن سبب عدم قدومها في تاكسي خاص ولو لمرة واحدة لتحافظ على ما تحمل وتحفظ تأنقها البسيط؟
تهز رأسها مدعية بأن ما حدث قد حدث، لتركز فيما هي مقبلة عليه، لقد أخبرتها عاليا بأنها ستنال توقيعه وتعود للشركة مباشرة.
تمر على سكرتيره وهي تنهت من الطريق فيخبرها بالانتظار..
مرت الدقائق التي رتبت أنفاسها بxxxxبها المتمهلة.. لحظات وكانت أمامه، يقف عن مكتبه ويستقبلها ببشاشة غريبة على وجهه منذ رأته أول مرة.
تلك الرائحة تصفعه للمرة الثانية، فيشعر بشيء يألفه، يقبع في رأسه ولا يعلم بوجوده إلا بوجودها
-مرحبا يا أمينة.
تقول بخجل يختلف عن ثقتها بذاتها في أول لقاء
-مرحبا سيد عبد الرحمن، لقد أحضرت العقود كما طلبت.
يشير إليها بالجلوس، فستانها البني أعطاها قوام أرفع من ذي قبل، وحجابها ذو الدرجات البنية يحتضن وجهها الأبيض يمنحها عفوية وطلاقة.
يراقبها وهي تفتح الملف بيدها الرفيعة ذات الأصابع القصيرة، ثم تشير إليه
-ستوقع هنا ، وهذا قيمة الشرط الجزائي المتفق عليه.
يغلق الملف سريعا فتختض من حركته وترفع عينيها نحوه فيواجهها بابتسامة هادئة
-اسمحي لي أن أعرضه على محامي الخاص، الأمر لن يأخذ أكثر من دقائق.
غبية هي إن ظنت أنه سيمشي خلف اشارتها للتوقيع، كيف وهي تعلم بأنه يقدم خطوة ويؤخر الثانية في شراكته مع عاليا.
تراجعت بيديها للخلف وهي تبادله الابتسام الرزين
-كما تشاء.
لحظات وجاء سكرتيره الخاص يحمل الأوراق إلى المحامي، وهي صامتة مستكينة في كرسيها، تمرر عينيها حولها.
النافذة الكبيرة خلف كرسيه تكشف الشارع الرئيسي الذي أتت منه منذ لحظات.
ترى هل شاهدها وهي تتمخض من رحم الحافلة بمهانة وكأنها تقذفها لتفسح المكان لغيرها، أم تابعها وقد كادت أن تتعثر في أحدهم لتنقذ سقوط الأوراق بصعوبة، تتنحنح وهي تتخيل قدومها إليه بفستان مكرمش وأوراق ملطخة، يالها من بداية جذابة!
يتشاغل بأوراق أمامه بينما يتابع مراقبتها لنافذته، تلك الابتسامة العذبة التي ارتسمت على شفتيها.
-المكان هنا حيوي، لقد اختاره جد خلود رحمه الله ليكون مقر للشركة.
شعرت بالاهتمام حالما عرج على ذكر خلود، تتعلق عينيها به، تراه يترك الأوراق منتظرة باقي حديثه.
-لقد أعطاني قرض حسن، بلا زيادة ولا استرداد.
ضحكت على قوله لا تصدق بأن أحدهم يفعل
-هذا ما اكتشفته منذ أيام، لقد ذهبت لرد الدين للسيدة خلود لكنها رفضت، وأخبرتني بأنه لم يكن ليسترده ووصى لها بأن لا تفعل حالما أعود.
هي قصة خياليه بالنسبة إليها، فهي لم تجد من يفعل لأجلها ذلك
-محظوظ أنت.
تعلقت أطرافه بشعره في خجل رق معه قلبها، لم تكن تلك الصورة التي أخذتها عنه في اللقائين الماضيين.
توقف عقلها عند أمانته؟
لقد عاد كما توقع الرجل، أمين هو حتى بمرور الوقت وموت الأول.
-كان بإمكانك عدم العودة.
-ولماذا وقد ضاعفت رأس المال؟
-لقد مات الرجل
-وله حفيدة!
قالت ساخرة
-هي زوجة طارق الرشيد.
تشاهده يقترب بجسده من مكتبه، يرمي بثقل ساعديه على سطحه
-رد الحقوق لأصحابها مهما كانت درجة استغنائهم عنها واجب.
ترتاح لتلك النظرة التي يمنحها لها
-ماذا كنتِ ستفعلين لو كنتِ في مكاني يا أمينة؟
لاحت منها ابتسامة هادئة، رفعت حاجبيها باعتراف
-كنت لأرد الدين.
هذا ما كان يعلمه رغم مماطلتها، فذلك الوجه لا يحمل خبث وتلك الرقة المنبعثة من حوارها المختلط المشاعر لا يحوي مكر.
-هل تعرفين السيدة خلود معرفة شخصية أم أنها زوجة أخ رئيستكِ في العمل؟
تنحنحت بحرج وهي تقول
-السيدة خلود كانت زميلة لنا في قسم التمريض قبل فصلها عن العمل.
تحركت مقلتيها بتردد مردفة
-لقد تم فصلها عن العمل بسبب خطأ طبي.
-هل لازلتِ ممرضة أم تركتِ عملكِ لتتفرغي للعمل مع عاليا.
-لازلت في عملي كممرضة، أعمل لتحسين دخلي.
تلاحقت الأفكار في عقله وهو يربط الصلة بينها وبين خلود فقال متعجلا مضيقا عينيه
-أمينة، هل أنتِ.. تنقلين الأخبار؟
خفق قلبها بشدة وهو يصل إلى ما وصل إليه، انعقد حاجبيها بخوف، فتحت فمها لا تدري ما كانت مقدمة على قوله، بالتزامن مع فتح الباب لترتطم أذنيها بصوت سكرتيره
-العقود سيدي.
كيف انفلت لسانه بسؤال كهذا، لقد أحرجها، هو لم يتلقَ جوابها لكن مشاعرها فضحتها ففطن لما يحدث بسهولة.
يلتقط الملف من يده مشيرا له بالانصراف، يتلقى اتصالا من محاميه يخبره بصحة الشروط وينبهه لأمور لم ينتبه لها، لم يتحدث كثيرا لكنه أنصت بشدة، لحظات وتغيرت ملامحه.
ادعت الهدوء وهو يتلقى اتصاله بينما داخلها غير قادرة على تهدأته، ضائقة بما آل إليه حديثهم الدافيء، لقد استمتعت بلين حديثه، أما ذلك القيد الذي فرضه على ملامحه انقبض له قلبها.
خائفة من فرضية معرفته بأنها عين خلود على عاليا، كيف ستبدو في نظره الآن، جاسوسة لعينة تنقل الأخبار.
يمد يده إليها بالملف، يتفحصها بعين مغايرة، يتسائل عن سبب ضيقه وهو النموذج المطابق لها، أليس هو نفسه عين طارق على عاليا، ألا لعنة الله عليها تلك الفاقة التي تتصيده.
-أنا لن أوقع على تلك العقود، وبلغيها رفضي لتلك الشراكة.
انفرجت ملامحه قليلا، بينما توقف الملف بين أيديهما بين مرسل ومستلم، لم تكن تتوقع الرفض لا هي ولا مديرتها، لقد كانت عاليا تتحدث بحسم وكأنه تم التوقيع، ترفع نظرها عن الأوراق التي تركها لها، تتسع عينيها بجهل لما يدور حولها، يراها تضع الملف داخل حقيبتها الكبيرة، ومن ثم تقف.
-شكرا لك، بالاذن.
منحها إذنه لتغادر تحت بصره، أغمض عينيه ثلاث دقائق ثم فتحهما ملتفا بكرسيه نحو النافذة، يتابع جسدها الضئيل يمشي بسرعة متعجبا لها، تقف أمام المكان المخصص للحافلات، دقائق واندست بجسدها في إحداهم وتذهب بعيدا عن مرمى بصره.
***
شعرت بصفعة مؤلمة من كفه العريض الذي لطالما احتواها في أوقات ضعفها، صفعة رفض.
لقد عادت إليها أمينة بالأوراق دون توقيعه برسالة صادمة مفادها
-لا أقبل شراكتكِ.
تتململ في وقفتها مستشعرة عيون أمينة المتفحصة ترشقها بأسهم فضولية من ظهرها فتلتفت إليها قائلة بحسم
-عودتي إلى مكتبكِ.
لبت الأمر على الفور، لتصبح عاليا بمفردها داخل مكتبها، تعيد ترتيب الأحداث الفائتة برأسها، لقد قامت بعرض مغريات كثيرة لأجله فقابلها بالتهكم والرفض.
ترفع هاتف مكتبها بغضب
-هل علمت برفض مديرك لعرضي يا سالم؟
قال بعملية منحيا إعجابه بها جانبا
-لقد دسستِ بندا لم نتحدث بشأنه في الإجتماع يا عاليا فبدا له إلتفاف على الصفقة وترصد للإيقاع به.
قالت بسخط لم تبذل جهدا لإخفاءه
-من يظن نفسه؟
-بل ماذا تظنيه أنتِ، عبد الرحمن ليس ساذجا ليقبل بشراكة أيا كانت الإمتيازات فهو يكره أمرين في حياته..الديون،والشراكة، لقد بذلت جهدا خارقا لإقناعه لكن على ما يبدو تمسك بقناعاته.
صمتت للحظات فقال
-ما الذي تريدينه بصدق؟
تستدرك ماحدث
-هو الخاسر ياسالم، لقد أقصى نفسه عن الكسب السريع، ولا أظنك مثله، أليس كذلك؟
وصلتها ضحكاته الرجولية يتخللها كلماته
-سيدة الأعمال تشجع الشباب اذن!
لان صوتها وقلت حدته
-أعلم ما عانيته في صغرك على يديه، وعندما يتعلق الأمر بتجريدك أغلى ما تملك، يصبح الوجع لا يحتمل.
يشعر كمن سدد طعنة لقلبه مباشرة ولم يستل سكينه بعد.
-عبد الرحمن آذاك، كثيرا..وأنت لازلت تقدم إليه فروض الولاء وتحفظ ما يحب وما يكره يالك من مثالي.
انتفض جسده يشعر بخروج النصل من قلبه فجأة، لتنقبض أنفاسه بقطع شريانه الرئيسي.
من أخبرها بأنه نسي!
ومن أقنعها بأنه-عبد الرحمن-ليس أغلى ما يملك!
هل استشعرت كرهه له، وهل يكرهه؟!
كيف يكره من كان حبه فريضة يتعبد بها إلى الله حتى بعد أحلك محنه؟
متخبطا في مشاعر طمرها حنقا، وبين مشاعر تحثها عاليا على الظهور على السطح وتعريها من داخله.
-ماذا تريدين؟
قالت بحيادية قاتمة
-ما أردته من خالك، التعلم مقابل المال.
حسنا العرض مغري، ولا عواقب له مع عبد الرحمن، فليقبل.
مهلا..لقد نعتته بخاله.
منذ متى ولم يناديه بهذا اللقب الذي يتوج علاقتهم منذ الأزل، لازال يضج بخسارته، ولازالت غصته بحالها في مجرى تنفسه، ليس معنى مرور السنوات بأن الجرح التئم، وإنما هو يجاري أموره متناسيا كل شيء.
-لكِ هذا.
قالت بحسم
-نبدأ من الغد.
***
تسقط الشمس فوق ورقتها، اليوم الأول لها في الاختبارات، جاءت مبكرا، لم تنم من الأساس، حاولت إنهاء المادة بقدر الإمكان لكن تجربتها باءت بالفشل مع عملها.
لقد وعدت أمينة بأنه لن يؤثر على دراستها، لقد كانت تقفز من الفرحة عندما وافقت أمينة على عملها.
الضوضاء تعم القاعة، كلا يبحث عن مكانه، الوقت يقترب من بدء الإمتحان، وعلى مسافة قريبة منها لم يحضر الطالب المتموضع رقمه على المدرج.
حمدت الله أنها لم تنم، وإلا لتأخرت في الحضور.
تدعو الله بأن تكون الجالسة جوارها أنثى، فهي تخجل من الذكور، ورغم بعد المسافة إلا أنها تخجل كثيرا.
وزعت ورقة الإجابة على الجميع، وثواني معدودة تفصلهم عن استلام ورقة الأسئلة، الأساتذة منتشرين بين جنبات القاعة للمراقبة على الطلاب بدقة وحماس.
تسلمت أوراقها وشرعت في البدء، في البداية حاولت التركيز، رغم خطوات راكضة تقترب منها تشتتها، لحظات وصوته يدنو منها
-أستميحكِ عذرا، هل يمكنني المرور؟
رفعت وجهها نحوه، قالت بدهشة
-محمد!
أشارت لها المراقبة بأن تفسح له، فوقت الإمتحان بدأ منذ نصف ساعة.
سلمته أوراقه، وجلس بهدوء لا يعكس تأخيره، وكأنه يثق فيما ذاكر جيدا.
تنظر في ورقتها بتعجب، كيف له أن يدرس معها في نفس الصف ولم تره داخل الحرم الجامعي ولو لمرة، إنه في الخامسة والعشرين كيف يدرس في ذات الصف؟
لابد وأنه مكافح، ربما تعثر في الدراسة كإيمان أختها، التي منعها مرضها من تأدية الامتحانات بشكل طبيعي، ومتابعة الأطباء والركض خلفهم مما أفقدها أيام امتحاناتها من قبل.
ترفع حاجبيها باستحسان، لقد ارتقى درجة في نفسها، تنعته بالمكافح.
تراه بطرف عينها يبسط كفه ويقوم بنقل ما خطه فوقه داخل ورقة الإجابة، قالت بصوت ظنته همس، فكان كالصراخ
-أنت تغش!
إلتفت نحوه الجميع بينما المراقبين لم ينتبهوا، النظرات جميعها ليست لائمة، وإنما مستغيثة، بدأت الأوراق ترفع نحوه، والأقلام تشير نحو السؤال المجهول، يستحثوه الجواب.
فقال بهمس حقيقي
-سأنهي ورقتي وأتركها لكم.
وهكذا هدأ الجميع، يرفع كمه قليلا يبحث عن إجابة سؤال آخر، فلم يجد إجابته
تشتمه بصوت مرتفع
-هكذا يتساوى من تعب وسهر للمذاكرة، بالفشلة أمثالك، أيها الغشاش.
ينظر إليها لاويا فمه، مقلدا لها يناظرها من طرف عينه
-إنه عامي الأخير ولن أتوانى عن النجاح هذا العام مهما كلفني ذلك.
التصقت الآذان بما يقولون، في انتظار انتهاء محمد من إجاباته، سمعها تقول
-السؤال الثالث.
كان يخرج ورقة رفيعة من بين كنزته الصوفية وقميصه، رفيعة جدا، مليئة جدا، بخط رفيع جدا.
تجمد من كلمتها، يفطن إلى أنها تريد إجابة السؤال الثالث، لم يتمالك نفسه وهو يضحك، ينتظر مرور المراقب من جواره ليقذف لها الورقة فتنتفض، هي لم تغش أبدا، وحتما لن تفلح الآن.
صرخت وكأنه قذفها بثعبان.
وكانت المرة الثانية التي ينتبه إليهم المراقبين
فاكترثوا لهم مقتربين من أماكنهم ليحصوا أنفاسهم.
فتوقف هو عن الكتابة فمخه لايحوي ما يسطيع كتابته، وتأفف الطلاب من ينتظرون غنيمتهم منه، بينما أميرة تكتب أي شيء وكل شيء عن المادة، سواء تطلبها السؤال أو لا.
***
يصيح بها فور خروجه من لجنة الإمتحانات وقد شعر بالحرارة تضج بعروقه من شدة غضبه، يبعد أكمامه عن ساعديه، يلاحق نزولها أمامه سريعا
-أنتِ.
لم تتوقف وهي تسمع صوته الخشن يكاد يصرخ فيها، فأمسكها من كتفها يستوقفها
-أخبريني ما الذي فعلتِه؟، لقد تسبتتي في رسوبي في هذه المادة.
قالت وهي توليه ظهرها وتكمل نزولها
-صدقني لست أفضل حالا منك.
هي تضايقه، حقا تضايقه
ماذا لو رسب في تلك المادة، هل يعيد عامه من جديد لأجلها، لقد انتهى بعام أخير محملا ببعض المواد من صفها، لسوء حظه.
-أميرة.
نادى اسمها بإهمال، ينازع تلك الرغبة في خنقها التي تلح عليه بشدة الآن.
يراها وقد طلبت رقائق من البائع، ترتاح بين المادة وأختها، بينما طلب لنفسه قهوة، يحملها في كوب ورقي ويقف خلفها.
-أنا آسف.
أسف ليس في محله، فهو لم يلحق بها الضرر، بل هي فعلت، سمعته يقول
-أنتِ لم تذاكري أيضا؟
-لم أنتوِ الغش، لم أعتد نيل حق ليس من حقوقي، أنا فقط لم يسعفني الوقت بعد عودتي من الدوام.
تراه يرفع كفه، ويخرج من حلقة خاتمه الفضي ورقة دقيقة جدا، ملفوفة بعناية، يناولها لها
-نص المنهج هنا.
تنظر إليه ببلاهة
-ألم تتعظ بعد؟
-يكفيني الرسوب في مادة واحدة، لن أيأس.
زحفت الابتسامة إلى شفتيها وهي تبتعد عنه تنضم إلى صديقاتها، فسمعته يقول
-فيها الشفاء.
ملوحا بالورقة الدقيقة، مردفا
-اسمعي مني.
لازال يراقبها وهي تندمج بين رفقاتها، ملابسها عملية، بنظال جينز وسترة شتوية تقارب الركبتين، حجاب منمق، لم يألفه بعد وكعكتها البنية لازالت بمخيلته، شعرها المنفلت من الأمام، غضبها المستتر وهي تعيد له باقي نقوده، يديها اللينة وهي تضرب فوق حاسوبها تدربه بحرفية وسرعة.
تنتفخ إحدى وجنتيها بالرقائق، تضحك من نكتة صديقتها، فترفع يديها تداري فمها برقة.
تلكزها إحداهن في كتفها فتتأوه ضحكا، يتسائل في نفسه
-ترى، فيم يتضاحكن؟
تنظر في ساعتها وقد اقترب وقت المادة الثانية، لقد ذاكرتها جيدا، ومبكرا، تبتهل إلى الله بأن تتذكر، فقط تتذكر.
في ذات المكان جلست، وفي نفس المكان جاورها، هي تستذكر بينما هو يغمض عينيه بقوه فيتجعد ما حول عينه وكأنه يأتي بالمعلومة من بعيد، تتنهد بمرح وهي تراقب ما يفعل بينما يجري قلمها فوق ورقتها.
لا ينتبه إليه أحد ممن حوله وقد فشل سابقا في منحهم ما يريدون، أنهت اختبارها، يسمعها تتنحنح، وترفع ورقتها وكأنها تراجع ما كتبت، أشفقت عليه من الخط الدقيق الذي يحمله، وكأنه لم يعِد جيدا للاحتيال، فما نفع المنهج كله في ورقة أصغر من عقلة الأصبع، فكيف سيقرأها، يكفيه بأن يكون غشاشا، لكن غشاش وغبي؟!
انتبه إلى ما تفعل، هي تحاول أن تساعده، يلف رقبته نحوها، فترفع أحد حاجبيها بأن
-هيا.
تتسع ابتسامته وهو يرى خطها الواضح، إجابتها المنظمة التي سهلت عليه النقش، ترتيبها في نقاط محددة لتسهل على المصحح وعليه القراءة.
يلتهم ورقتها بطرف عينيه، وعندما أجاب على ما ينجحه، منعت عنه مداد علمها، رفعت يديها لتسلم ورقتها وتغادر.
***
يمدد جسده على الأريكة الخارجية أمام التلفاز كما إعتاد منذ صغره، فهو ليس ممن يضعوا التلفاز بغرف نومهم، هو من المقدسين للنوم والراحة الجسدية التي تعقبه فلا تعكره أصوات ولا أضواء.
يقلب في القنوات التي رتبها منذ قليل، رياضة، أخبار، كارتون في الثلاثين من عمره ويتابع حلقات كونان التي تعاد على قناة سبيس تون، وذلك مع استطاعته تحميل حلقاته أو مشاهدته عبر الإنترنت مكتملا وقتما شاء.
لكنها متعته الوحيدة التي كان يتشاركها مع سالم منذ صغره، لقد كان صديقه المقرب إلى أن حدث ما حدث فأصبح قربهم في إنهاء الأعمال فقط إنجاز بحد ذاته.
يشعر بهدوء يحاوط أرجاء صدره منذ رفض شراكة عاليا، لا يعرف رد فعلها ولم يقيس مدى تهورها في مواجهته بعد ذلك، متسائلا في سره
-هل ستحاربه في عمله مجددا أم لا؟
رنين هاتفه، صوت العامل في معمل الألبان التابع لحيه القديم
-أريد طريقة عمل الزبادي خاصتك.
عدل من وضعية جسده ليجلس ويقول بتراخي
-أين مصطفى؟، لقد علمتها له من قبل.
-لقد طردته.
-لماذا يا عم ربيع؟
قال الرجل بانفعال
-لقد شاهدته اليوم يروج للمخدرات داخل المحل يا عبد الرحمن، نحن نرزق بالحلال وسيكون سببا في افتقارنا وانقطاع رزقنا يا ولدي.
-خيرا فعلت، لحظات وأكون عندك، سآتي وأشرف على صنع الزبادي بنفسي.
-لولا أن وصفتك مربحة وأعجبت نساء الحي ورجالها لما طلبت منك الطريقة يا عبده، إعذرني على طلبي أعرف بأنك مشغول.
اغلق الهاتف وهو يضحك..وقد استعمرته الروح المشاغبة المطالبة بأجواء حارته، بنطاله المثقوب، فانلته المتسخة من العمل، قام بهمة يبدل ملابسه، يشعر بالحماس ينشب في أوصاله.
لحظات وكان يقترب من المحل، يرى عم ربيع يتحدث إلى سالم الذي على ما يبدو كان يشتري مستلزمات بيته من تلك الأكياس التي يحملها، رحب به ربيع عندما رآه
-مرحبا يا عبد الرحمن .
أردف وهو ينظر إلى سالم
-هل يمكنك مساعدة عبد الرحمن في صنع الزبادي؟
"اللعنة"همس في سره، آخر شئ يرغبه الآن هو مساعدة عبد الرحمن في شئ، وقد أججت عاليا غضبه الذي حاول دفنه تحت ركام السنوات الماضية.
قال الرجل سريعا وكأنه تذكر
-بالحق، من تلك الفتاة التي كانت عندك منذ يومين يا سالم؟
إلتفت إلى عبد الرحمن ليردف
-لقد رأيتك في هذا اليوم يا عبده أيضا.. تغادر غاضبا.
غادرت الروح المشاغبة أنفاسه، يضغط على أسنانه وهو يستمع لكلمات ربيع، ينظر إلى سالم منتظرا رده على الرجل
-إنها شريكة عبد الرحمن في العمل ، أنت تعلم هؤلاء النساء الثريات،لا يهتممن ببيتي وبيتك..متحررات.
كانت كلمات سالم، لكن نظرات عبد الرحمن وكلماته الحادة كانت
-إن كن هن متحررات، فنحن رجال
ثم أكمل كلماته ينظر إلى ربيع وعقدة حاجبيه تحكي حسمه
-لا تقلق لن يتكرر الأمر، لقد حدثتها بأن ما حدث لا يصح، وتشهد سيرتنا علينا يا عم ربيع
ربت الرجل على كتف عبد الرحمن قائلا بحب
-ونعم الجيرة يا ولدي، ونعم الجيرة.
لحظات من الصمت تبعت كلمات ربيع، قطعها عبد الرحمن لينجز ما جاء لأجله
-ألن تساعدني في صنع الزبادي يا سالم؟
تأفف من طلبه، لكنه لا يعلم ما الذي جعله يوافق بالأخير.
***
لقائهم الأول كما طلبت أن ينتظرها أسفل بناية شركتها بسيارته، يستند بظهره عليها وعينيه ملازمة لباب شركتها الذي فتح للتو فتخرج منه عاليا بفستان أبيض يحدد خصرها بأكمام منحسرة كاشفة عن بياض ذراعيها، يميل برأسه وعينيه تغازلها وهو يمررها على جسدها المتناسق، يلف رأسه معها وهي تقترب من سيارته وتزيحه عن الباب، تعتلي كرسي السائق في سيارته وتدير المحرك، تتحدث إليه عبر نافذة سيارته
-هل ستظل واقفا هناك للكثير من الوقت؟، أنا في عجلة من أمري.
يحب المرأة الجريئة، التي تمسك بزمام الأمور، التي تجاري جنونه بجنون، غير مطالب بتفسيرات أو حجج فارغة ليسلب عقلها، وعاليا تمنحه ذلك، يشعر بأنه على طبيعته معها، لا يتكلف عناء في صحبتها ولا شقاء في مبادلتها الحديث
-أتعجب من قيادتكِ لسيارة فقيرة كتلك بهذه المهارة!
يلاحظ تفاديها للسيارات، يراقب أصابعها القوية القادرة على لف عجلة القيادة اليدوية بهذه السرعة، يتسائل في نفسه"هل ترفع أثقال؟ "
ساخرا في نفسه من بنات حيه من تحمل في الشهر الأول وتنام على ظهرها ومنهن من يفسدهن الدلال وتصيح في زوجها احمل عني هذا وذاك.
قطعت أفكاره متحدثة إليه وهي منتبهة إلى الطريق
-ألهذه الدرجة تعجبك يدي!
يفرد كفيه على فخذيه في حركة رسمية وبنظرة جريئة أودعها عاطفته قال
-تعجبيني كلكِ يا عاليا
-هذا إطراء رجولي عابر لأنفخ أوداجي، أم خاص فأُعد قلبي لمغامرة حب حارة؟
يرفع أصبعين في مواجهتها، منشغل بنظره نحو الطريق
-الثانية.
تضحك بصخب من جرأته واندفاعه، كانت قد وصلت إلى الفيلا وبحركة معهودة في السباقات دارت عاليا بسيارته حول نفسها لتثير التراب من حولها، بينما سالم مشدوه من فعلتها، رأسه تلف من هذه الدائرة التي رُسمت بسيارته وهو داخلها.
فتحت بابها لتخرج منها، لاحظت شروده فانحنت إليه حيث نافذته تطرقها
-استعد إذن لمغامرة مختلفة.
ثم تركته ولازال شاردا فيها، يراقب ظهرها المنصرف ومن ثم باب سيارته الذي لازال مفتوح، فينتقل لكرسي القيادة ولازال بالداخل، لم يكلف نفسه عناء النزول، يضغط على زامور سيارته المزعج يودعها ويحييها في الوقت نفسه..ثم انصرف دون أن يتبادلا كلمة واحدة تخص العمل الذي جاء لأجله.
بينما هي تمسك ضحكاتها، فلو رآها طارق تدور بالسيارة هكذا لتوقف قلبه، بينما وصلة من الصراخ المتصل سيكون كالغصة في حلق خلود
لن يُحييها سوى يوسف.. الصغير مصفقا بحرارة حتى يلتهب كفيه.
***
يقابلها وهي تنتظر قهوتها في حين طلب هو نسكافية أسود، بدا لها غاضب فقالت
-كيف حالك؟
يجيبها بنزق
-بخير.
لم تسرف في حديثها معه وهي تنتظره يلكمها في عينيها ولا تعرف السبب، ربما تشاجر مع زوجة أبيه، وربما مع ابنتها..لا هو يسكن بمفرده هكذا سمعت.
قالت وهي تخبط بأصابعها السطح أمامها
-هل كنت مريض، لهذا تراكمت عليك السنوات؟
يمسك كوبه، يجلس على كرسي قريب
-سنة واحدة بسبب مرضي والباقي اجتهاد شخصي.
ابتسامة رقيقة خطت شفتيها وهي تحاسب على قهوتها
-لم أكن ممن تستهويهم الدراسة، كما أن مشكلات والدي الدائمة أثرت على تركيزي ورغبتي في النجاح.
-ألهذه الدرجة كانت مشكلاتهم؟
يجيب بغضب مكتوم
-كان هذا أقل ما عانيته.
يضفي الغموض على حديثه معها دون قصد، فيركبا المصعد سويا ليردف
-عرضوني على طبيب أخبرهم بأن شتاتي بسبب مشكلاتهم الدائمة، فآثروا سلامتي بالطلاق.
تضحك وهي تنظر إليه في مرآة المصعد، وعند اقتراب الطابق، رتبت حجابها، وهندمت ملابسها، وهي تقول
-احمد الله على وجودهم حتى لو انفصلوا، فغيرك يسير بغير هدى دونهم.
قال يتابع وجنتيها الورديتين بشرود
-أمي متوفية.
قالها بعملية، ينحي مشاعره تجاه انتحار أمه جانبا مع انفتاح المصعد، ليذهب كلا منهم لمكتبه.
ذابت حدة تعاملهم الأولى، وبقي الطريق موصول بزمالة في منزلتها الثانية بعد الكره، بات بينهم حديث ولو سطحي.
عندما تتلاقى العيون لا تنفر منه، ولا يتهرب منها بل يبادرها بابتسامة ودودة.
لم ينتبه لمرور الوقت، لم يشعر بالجوع إلا وهي تخرج شطيرة من حقيبتها وتأكل سريعا بين المكالمات.
انتبهت على شروده وهو يتحدث لأحد العملاء، يتأرجح على كرسيه يستند برأسه إليه، يغمض عينيه ولولا صوته الذي يتسلل لأذنيها لظنت بأنه نائم.
اليوم ليس كعادته، ربما يذاكر، لقد أخبرها بأنه يريد التخرج هذا العام مهما كلفه الأمر.
بعد مرور شهر ونصف على العمل معها، بات يدرك بضع أساسيات عنها، عملية لا تهتم بالمشاعر أو ربما تخفيها، عندما تشعر بالجوع تأكل ولا تنتظر إذن من أحد، يراها تختلس من شطيرتها بضع قضمات على مرات متفرقة من اليوم، بينما هو يحبس جوعه حتى يعود.
تمشي حتى محطة الأتوبيس وتنتظر ما يقارب الربع ساعة حتى تمر حافلة في هذا الوقت من الليل.
تصنع عطل في دراجته، ليقف معها في انتظار الحافلة، يضم سترته إليه، ويضع يديه في جيبيها الدافئتين، تستمع إلى صوته
-عليكِ الانتظار كل ليلة.
-ابن الأغنياء تنازل اليوم ليركب حافلة فقيرة.
لمعت عينيه من الفكرة
-لأني أملك دراجة بخارية، صرت من الأغنياء.
تبع كلماته بضحكة تحركت معها تفاحته ببطء، يلفح وجهها هواء بارد اقشعر له بدنها، تنتفض من الداخل بردا
-لقد اشتراها لي والدي عندما كنت أعمل في توصيل الطلبات.
تهز رأسها تتجاوب مع كلماته لربما سرى الدفء بعروقها
-أنت مكافح إذا.
-أدفع أقساطها من راتبي، بينما يدفع والدي إيجار شقتي.
-ألا يعيش معك؟
-متزوج يسكن معها وربيبتها.
ترفع حاجبيها بفهم
-قمر، بهية الملامح، وكما تعلمي، أنا ذو أخلاق ففضلت المكوث بمنزل أمي.
-رحمها الله.
هي مهتمة، لم تنسً حديث الصباح، توقفت الكلمات، وتأخرت حافلتها، يشعر بالجوع، لم يتناول سوى الشاي والقهوة حتى جف حلقه.
يلمحها تخرج باقي شطيرتها!
رأته يبتلع ريقه، تنتبه لكونه لايأكل أثناء العمل، تقسم شطيرتها وتمنحه جزء منها، فيمد يديه إليها، ومع رجوعها بالطعام شعر بأحاسيس تتأرجح بين الاهتمام والحميمية في فعلتها تلك.
ينظر إلى الشطيرة بيده في بلاهه، بينما شاهدها تجري نحو الحافلة التي سبقتها بخطوات، تشير إليه وهي تصعد، بينما ظل هو متجمد مما يحدث، ومما يشعر نحوها.
يضع الطعام بفمه، الخبز الطري وقد تشرب مياة الجبن وقطع الخيار، ظنها شطيرة دجاج، أو لحم، لكن مذاقها طيب، ذلك الطعم اللاذع المالح للجبن الإسطنبولي، يغمض عينيه من شدة ملوحتها، فتبردها قطعة الخيار الطرية.
انتهى من طعامه مع اقترابه من دراجته ليغادر هو الآخر.
***
يختنق في هذا الزحام، ليته ما مر من هذا الطريق، ينظر إلى الحلوى التي اشتراها لنفسه وحلاوة منظرها تجعل لعابه يسيل، يعد اللحظات لينفرد بها، كنافة بالمكسرات، بسبوسة بالكريمة، دوائر الشوكولاتة بجوز الهند يحاول وقف نزف أفكاره نحوها..
يبدو أن الطريق لن يتحرك، ستطول وقفته، فليصبر نفسه بقطعة صغيرة، يفتح العلبة الكبيرة التي ترافقه بالكرسي جواره ويضع حولها حزام الأمان، سيموت كمدا لو سقطت أو لو تبعثر ترتيبها.
يفك عنها الشريط الذي يغلفها ويلتقط قطعة حلوى فتسارعت حركة الطريق فزاد من سرعة سيارته، شاردا في المذاق الطيب الذي سيطر على حواسه، واذا بعابرة طريق..لا..ليست واحدة..إنما ثلاث..
إنها..أمينة ..اللعنة، لقد اوشك على صدمها.
لعق أصبعه يفتح باب سيارته في منتصف الطريق
-امينة ..هل أنتِ بخير؟
تبتسم في وجهه تجيبه
-نعم، الحمد لله، السيارة لم تصدمني.
يراقب الزحام حوله فيقول
-اركبي لأوصلكِ.
قالت بسرعة تنظر لمن معها
-لا ..لا ..شكرا لك، كنت عائدة للمنزل مع أخواتي، أنا في عجلة من أمري.
يرتفع زامور السيارات من خلفه فقال يضغط على أسنانه
-اركبي يا أمينة واعتبريني سائق سيارة أجرة وسأقبل المال.
تشير إلى حافلة تقترب
-لم يتبقي معي مال للسيارة الأجرة يا سالم، سأركب هذه..أنا بخير..لا تقلق.
أخواتها يحملن حقائب بأيديهن فقال
-ومعكِ مال لشراء كل هذا؟!
نظرت متغضنة الملامح فقال
-اركبي يا أمينة حالا، فانتِ تتسببين في أزمة مرورية خانقة.
نظرت لأخواتها وعلامات الإنهاك محفورة على وجوههم..فاستمعت لكلماته، جلسن ثلاثتهن بالخلف..فجواره..علبة الحلوى ..
يفتحها..يمررها إليهم، شكرهن بتعفف بينما تناولت إحداهن منها..
بدت علامات السعادة على وجهها..وقبل أن يعود بعلبته للأمام، مدت إيمان يديها مجددا لتأخذ قطعة أخرى، يتابع آكلة الحلوى وهي تنظر في عيني أختها بخجل.
تحركت عينيه بعشوائية بعيدا عن المرآة التي كان يتابعهم فيها..
-هي مختلفة عنا، والصغيرة بيننا.
قالت أمينة وهي تنظر نحو أختها وهي تتحدث ببطء وتردف
-والأذكى.
يومىء برأسه منتبها لكلامها، عينيه تتنقل بينها وبين ..
-ما اسمها؟
أجابته أميرة
-إيمان ..وأنا أميرة .
يبتسم إليها، يهز رأسه مرحبا، يكمل طريقه في صمت تام، يراقب تلك الأذكى.
***


هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 28-12-21, 08:07 PM   #112

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

نسيت اقولكم قراءة ممتعة

هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 28-12-21, 08:09 PM   #113

Hayette Bjd
 
الصورة الرمزية Hayette Bjd

? العضوٌ??? » 404791
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 586
?  نُقآطِيْ » Hayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond reputeHayette Bjd has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل جميييل جدا
رجعتنا ايام الجامعة و مشاغباتها وكسل و سهر ة امتحانات
تنذكر ما تنعاد😂😂
ما ارتحت لمشاعر سالم تجاه عبد الرحمن
و ماحسيت اهتمام عبدو بامينة عاليا حطين عشيتهم كلهم يا حبة عيني


Hayette Bjd غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-12-21, 09:01 PM   #114

manar zein

? العضوٌ??? » 438775
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 6
?  نُقآطِيْ » manar zein is on a distinguished road
افتراضي

فصل رائع تسلم ايدك

manar zein غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-12-21, 11:42 PM   #115

نهله صالح

? العضوٌ??? » 425707
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 166
?  نُقآطِيْ » نهله صالح is on a distinguished road
افتراضي

الفصل روعة 👍
امتي حنعرف السر بين سالم وعبد الرحمن
امينة اميرة ايمان ثلاثي رائع
عاليا حتضرب عبد الرحمن بسالم
محمد اكبر طالب في الجامعة وكمان غشاش


نهله صالح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-21, 07:24 AM   #116

روزا❤

? العضوٌ??? » 414422
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 80
?  نُقآطِيْ » روزا❤ is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك حبيبتي 😘😘
الفصل ممتع جداً 😍 والأخوات لازالوا بيخطفوني 🙈😍😍😍 بحبهم جداً 😍
عالية مش قادرة اقول عنها ايه ، بقيت خايفة على عبدالرحمن منها 😑😕👊👊👊 واتمنى سالم ميضرش خاله


روزا❤ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-21, 08:13 PM   #117

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hayette bjd مشاهدة المشاركة
الفصل جميييل جدا
رجعتنا ايام الجامعة و مشاغباتها وكسل و سهر ة امتحانات
تنذكر ما تنعاد😂😂
ما ارتحت لمشاعر سالم تجاه عبد الرحمن
و ماحسيت اهتمام عبدو بامينة عاليا حطين عشيتهم كلهم يا حبة عيني

حبيبتي توتة..
متحرمش منك يا زغنن..
انا كمان رجعت لايام زمان معاهم❤️


هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 29-12-21, 08:16 PM   #118

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة manar zein مشاهدة المشاركة
فصل رائع تسلم ايدك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهله صالح مشاهدة المشاركة
الفصل روعة 👍
امتي حنعرف السر بين سالم وعبد الرحمن
امينة اميرة ايمان ثلاثي رائع
عاليا حتضرب عبد الرحمن بسالم
محمد اكبر طالب في الجامعة وكمان غشاش
محمد اكبر طالب وكمان غشاش😂😂😂😂😂
همووووت🤣🤣🤣🤣🤣🤣🤣
حبيبتي يا نهولة يسلم عمرك😍


هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 29-12-21, 09:19 PM   #119

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روزا❤ مشاهدة المشاركة
تسلم ايدك حبيبتي 😘😘
الفصل ممتع جداً 😍 والأخوات لازالوا بيخطفوني 🙈😍😍😍 بحبهم جداً 😍
عالية مش قادرة اقول عنها ايه ، بقيت خايفة على عبدالرحمن منها 😑😕👊👊👊 واتمنى سالم ميضرش خاله



اخر كلمتين حبيتهم جدااا🙈🙈
في الجون جدااااااا..
وازود عليهم انه ميضرش نفسه😉


هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 02-01-22, 04:04 PM   #120

Õûm âbdėssamad

? العضوٌ??? » 375750
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 388
?  نُقآطِيْ » Õûm âbdėssamad has a reputation beyond reputeÕûm âbdėssamad has a reputation beyond reputeÕûm âbdėssamad has a reputation beyond reputeÕûm âbdėssamad has a reputation beyond reputeÕûm âbdėssamad has a reputation beyond reputeÕûm âbdėssamad has a reputation beyond reputeÕûm âbdėssamad has a reputation beyond reputeÕûm âbdėssamad has a reputation beyond reputeÕûm âbdėssamad has a reputation beyond reputeÕûm âbdėssamad has a reputation beyond reputeÕûm âbdėssamad has a reputation beyond repute
افتراضي

أعتذر لتأخري عن التعليق بسبب مشاكل تتعلق بالعضوية في المنتدى

الفصول رائعة سردا و أسلوبا

متألقة كالعادة


Õûm âbdėssamad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:25 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.