05-01-22, 01:22 AM
| #13 | ||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء 
|  اقفال الماضي .... الفصل الثاني اقفال الماضي الفصل الثاني ........ امسكت السيدة الظرف وهممت بفضه لكنها تراجعت وكأن هناك من اوقفها واستغربت سحر انها تناولت عباءة ووضعتها على رأسها وقالت بلهجة آمرة قاسية: "تعالي معي يا صبية .... البيت له كبير بعد الشيخ همام" تبعتها سحر وشعرت حينها انها أوقعت نفسها في مأزق بعد دخولها الى هذا البيت الغريب المخيف ولا تعرف ماذا ينتظرها ومن هو الكبير الذي تتحدث عنه هذه السيدة الشديدة؟ ادخلتها الى صالة عملاقة في ناحية بعيدة عن مرافق البيت الاخرى وابتلعت سحر ريقها عندما جلست السيدة قائلة لامرأة أخرى: "بلغيهم ان الحاجة الكبيرة تريد مقابلة السيد مصعب" والتفتت الى سحر قائلة بقوة وإصرار وتحذير: "مصعب همام عدلي" استغربت سحر بريق عينيها ونبرتها التي تنطوي على تهديد ووعيد وكأنها تريد إنزال العقوبة عليها باستدعاء ذلك الشخص لا ان يستقبلها ويتعرف عليها! كل ذلك الجفاء والشدة التي جابهها بها الجميع لا يفسر سوى معنى واحد فقط انهم لم يصدقونها يعتقدون انها اغتنمت فرصة مقتل همام عدلي وزعمت انها قريبته لغاية في نفسها. ارتبكت وخالجها الخوف تحت وطأة نظرات تلك السيدة التي استغرقت بتفحصها بإمعان من رأسها الى أخمص قدميها! لم تنم عينيها الا عن النفور والاستعلاء والقلق أيضا تبدو قلقة دون ان تنطق بذلك الإحساس الواضح بنظراتها الشاردة تطلعت سحر نحو الباب تارة ونحو الحاجة تارة أخرى وكأن الوقت يمر ببطء شديد فتململت بوقفتها واقتربت من الاريكة وعندما هممت بالجلوس اجفلت وتسمرت عندما نهرتها: "لا تجلسي .... سيدك مصعب على وصول كيف تجلسين في حضرته؟" عقدت سحر حاجبيها رافضة ذلك الأسلوب .... سيدك! والتفتت بدهشة عندما دخلت المرأة لاهثة هاتفة وبنبرة تمجيد: "وصل سيدي مصعب" نهضت الحاجة وتراجعت سحر خطوة دون ان تنتبه لنفسها عندما اقتحم المكان ذلك الرجل الفارع الذي يرتدي الجلابية والعباءة والعمامة ذو الملامح السمراء التي تعكس الصلابة والخشونة ولا تقل عيناه الحالكتين شدة عن عمته التي قالت بنبرة لينة: "مصعب اعرف ان استدعاءك غير مناسب بهذا الوقت وانت مشغول مع الرجال في الديوان لكن ادعاء البنت دفعني ان اعلمك بما يجري في الدار .... هذه البنت جاءت بأمر لا يمكن تجاهله والسكوت عليه" امتقعت سحر عندما التفت نحوها ولا تعلم لماذا اشاحت بنظرها عنه وكأن نظرته افقدتها الثقة بنفسها! تطلع بها بصمت وانزل بصره الى هندامها ثم عاود النظر الى عمته قائلا بصوت بارد: "استروها امامي أولا" الحاجة معاتبة نفسها: "سامحني من شدة تأثري بما جاءت به واستنكاري لم أفكر" وبسرعة اشارت الحاجة الى المرأة الواقفة لتدخل ولم تمضي لحظات الا وجاءت المرأة بشال اسود وغطت به شعر سحر المنسدل الى منتصف ظهرها بنعومة وجاذبية لم يتطلع بها بل بقي مشيح ببصره عنها ناحية عمته التي اخبرته بالقصة وفوجئت سحر بأن ثباته واتزانه استحال الى موجة غضب مكتوم واستنكار اذ التفت نحوها وهتف بحدة عاقدا حاجبيه الغليظين: "الشيخ همام خالك! واضح إنك تكذبين" ثم التفت الى عمته قائلا بنبرة عتاب وتنبيه: "كيف تعرضين علي موضوع كهذا بظروفنا العصيبة! كان الاجدر بك ان تتصرفين .... اطرديها بلا تردد" ثم استدار ليذهب الا ان عمته قالت بتبرير: "كنت تصرفت دون ان ازعجك لكن البنت معها مكتوب زاعمه انه امانة تسلم ليد اخي المغدور ولأنني أجهل القراءة وبما إنك خليفة اخي فوجدت ان من الواجب ان أطلعك على ما يجري" دعكت سحر يديها بتوتر وقلق وتمنت ان تخرج من هنا وتتجنب هؤلاء الناس وتنفذ بجلدها وكأن الندم بدأ يشق طريقه اليها تناول مصعب الظرف بجفاف وراقبته سحر وعمته أيضا وهو يطلع على مضمون الرسالة حتى عقد حاجبيه بتجهم ورفع بصره فجأة وتطلع بها بنظرة ثاقبة ثم طوى الورقة وقال لعمته على مضض: "ادخليها الدار مع البنات لنبحث موضوعها لاحقا" وخرج تاركا عمته مقطبة والحيرة تلفها كيف له ان يبدل رأيه هكذا بسرعة؟ أدركت سحر ان الحاجة الكبيرة رغم سطوتها وجبروتها الظاهر الا ان صلاحياتها محدودة امام مصعب ابن همام يبدو ان هذا شأن أهالي القرى والارياف سلطة اتخاذ القرارات بيد الرجال حصرا وتساءلت عما تتضمن الرسالة كي يسمح مصعب هذا ان تبقى هنا؟ الحاجة وبلهجة آمرة: "خذي البنت كما امر سيدك" امسكتها المرأة من يدها حريرية الملمس قائلة بشيء من اللين: "تعالي يا بنتي تعالي" خرجت بها تاركة الحاجة سارحة وشاردة في مكانها وعادت بها الى نفس الطريق ومجددا رأت النساء المتشحات بلون الحداد يتطلعن بها وعلامات الدهشة والانبهار والفضول بادية عليهن بوضوح فكرت سحر مع نفسها لا يمكن ان يكون كل هذا العدد من النساء من اهل الدار رغم حجمه الكبير جدا وتأكدت فيما بعد انهن ضيفات من أهالي القرية جائن لمواساة الحاجة الكبيرة سمعت همسهن وهي تسير جنب المرأة في ساحة الدار متجهة الى رواق ضيق: "من عساها ان تكون انها لا تشبه بنات قريتنا" "عارية الرأس بملابس ضيقة غير محتشمة متبجحة؟" "ما أجملها وانقى بشرتها تبدو مدللة ومدلعة" "لم يسبق لأحد رؤيتها هنا ما اجرئ هيئتها!" "يداها ناعمتان بيضاوين كاللبن كأنها لم تمسك ...." لم تعد تسمع شيء عندما دخلت بمنتصف الرواق لكنها التفتت خلفها عندما هيء لها انها سمعت صوت غريب ينبعث من احدى الحجرات وبقيت تتلفت هنا وهناك لتتأكد ان ما سمعته حقيقي ام انها توهمت؟ وصلت مع المرأة الى باب حجرة مغلق وفتحته قائلة: "يا بنات هذه الصبية ضيفة ستقاسمكن الحجرة مؤقتا .... ادخلي تشطفي وغيري ملابسك ان شئت الحمام في اخر الرواق" تأملت سحر الفتاتين اللتين تطلعتا بها بنظرات باردة وكانت احداهما بمثل سنها ليس لها نصيب من الجمال ترتدي فستان اسود فضفاض اثار الحزن والدموع بادية بعينيها والأخرى في أواخر العشرينات حسنة الوجه بطنها كبير تبدو على أبواب ولادة ساد صمت بارد وهي تسير ببطء تحت فضول نظراتهما واومأت برأسها بابتسامة شاحبة ثم جلست على أقرب مرتبة وجالت ببصرها بأرجاء الغرفة الكبيرة متأملة الأثاث السجاد المرآة الخزانة المفارش كل شيء بدى لها بدائي وخشن يخلو من الدفيء يوحي بالقدم والمتانة فقط .... أربعة مراتب متباعدة مفروشة بأسرة متنوعة الألوان تخلو من الذوق العصري مرآة دائرية قديمة تتوسط الجدار القديم قبالتها كرسي خشبي وعلى الرف فرشاة شعر فقط وخزانة خشب بنية ضخمة وسجادة عملاقة كئيبة! شعرت بجفاف المرتبة تحتها وتنهدت بخذلان انه عالم مختلف تماما لا تود ان تنتمي اليه. اعتدلت بجلستها عندما سألتها البنت التي تماثلها سنا وبلهجتها القروية: "انا نجاة انت ما اسمك وما سبب زيارتك؟" ارادت سحر ان تخبرها عن سبب وجودها لكنها تراجعت واكتفت بذكر اسمها وساد صمت جديد بعد مضي شيء من الوقت شرعت نجاة بالبكاء وشعرت سحر بها وبحزنها خاصة عندما عرفت انهما بنات همام فهي تقاسمهما نفس الجزع كلاهم فقد عزيزا وقامت اختها بمواساتها وحثها على الصبر واستغرقت نجاة تبكي سمعت سحر اختها تتكلم معها هامسة: "كفى ارحمي نفسك منذ ليلة أمس والدموع لم تجف بعينيك" عضت سحر على شفتها وتملكها القلق عندما قالت نجاة بنكبة وجزع: "كيف ارحم نفسي وانا اعلم اننا وقعنا بيد من لا يرحمنا ستتغير حياتنا عقب رحيل ابي وهذا اسوء شيء حدث لنا" قالت لها بتحذير: "اسكتي لا تتفوهي بتلك الحماقات اسكتي من يدري ربما الله سيعوضنا" نجاة وبخيبة: "حماقات؟ انا واثقة إنك تكتمين مخاوفك وتشعرين تماما بما اشعر به الان لكنك تكابرين وعلى الأرجح تخشين" اكتفت الأخت بالصمت وتفاقمت مخاوف سحر من هذا البيت ومن يحكمه وبدأ الندم يتخلل الى داخلها ربما أخطأت بمجيئها الى هنا والاعلان عن هويتها عندما اوشكت الشمس على المغيب فتح باب الحجرة فجأة وظهرت امرأة في أواخر الثلاثين ضخمة وتنم ملامحها عن قوة الشخصية والسيطرة والخبث أيضا وهتفت بنبرة عالية: "حان موعد تجهيز العشاء هيا الى المطبخ يا بنات لدينا عمل كثير" نهضتا وبقيت سحر بمكانها فالتفتت اليها قائلة بنبرة استهزاء: " وانت يا عصفورة انهضي معهن ام على قدميك نقش الحناء؟" نهضت سحر ببطء ودهشة ووجدت نفسها تخرج معهن وتنصاع للأوامر رغما عنها دخلت معهن الى المطبخ وشعرت بالضيق لما رأته من منظر كان المطبخ كبير جدا ومليء بالنساء وكلهن يعملن كخلية نحل والاعمال عندهم مختلفة عما نشأت عليه اذ تبدو اعمال مضنية لا تناسبها اذ بعضهن ينظف احشاء الطيور بعد ان ينتفن ريشها وبعضهن ينخلن الدقيق بأوعية ضخمة وعيون النيران مشتعلة بأماكن متفرقة من المطبخ وقدور تغلي فجأة وضعت احدهن اناء كبير بيدها مليء بالأرز وآمرتها بتنقيته وهنا أدركت سحر انها لا تريد ان تعاشر أولئك القوم وعليها ان تعود من حيث أتت وتعمل هناك في بيئتها وتكمل دراستها في محيطها وكم ندمت لأنها تعجلت وسلمت الرسالة لمصعب همام تسرعت كثيرا .... انها تود الهرب ان كل شيء هنا خانق وعنيف وخشن تطلعت بساعة يدها وقررت ان تغادر المكان وتقصد المحطة لعلها تلحق بأخر قطار يغادر الليلة. .................................................. ............................ لمحتها البنت الكبرى لهمام هي ذاتها التي أمرتهن بالعمل لم يعجبها تصرف سحر وانسحابها من المكان لذلك همست لأحداهن لتوصل الامر الى الحاجة الكبيرة. دخلت سحر الغرفة ورتبت اغراضها في حقيبتها وبسرعة قصدت الباب وحالما فتحته تراجعت بشحوب عندما وجدت الحاجة الكبيرة امامها وجه لوجه! الحاجة وبحدة: "الى اين؟" اجابت بتلعثم: "اريد الرحيل" هزت العجوز رأسها قائلة بنبرة باتة: "ليس لك ذلك .... انت دخلت ذلك الدار بأمر من سيدك مصعب وعند خروجك منه تحتاجين الأذن منه" سحر وبنبرة تحدي: "مصعب هذا سيدكم ليس سيدي ولا يهمني ولا تعني لي موافقته واذنه .... انا املك القرار .... من فضلك دعيني ارحل .... لا اريد البقاء هنا" تغيرت ملامح العجوز الصارمة الى ابتسامة غريبة ثم اشاحت ببصرها عنها وتركتها تفعل ما تشاء. اسرعت سحر بخطاها واجتازت الممر الكريه ومنه الى الصالة ثم الباب وهرولت في الحديقة حتى وصلت البوابة لتبتلع ريقها وتتسع عينيها عندما اعترضوها الرجال بأسلحتهم! .................................................. ................................ كان طارق يقف عند الباب في حالة انتظار والحيرة والصدمة تغلبان عليه وحالما وصلت سيارة الأجرة التي تقل اميرة امام بيتها أسرع نحوها وهو يقول بلهفة وبعبارات متلاحقة: "صحيح ما سمعته؟ سحر سافرت؟ كيف حصل ذلك؟ اين سحر؟ انت تعرفين مكانها ارجوك أخبريني" تغيرت تعابير اميرة وبدت غامضة وهي تقول: "لا اعرف عنها شيء بتاتا" قال فاقدا رشده: "كذب .... انت تكذبين ما مصلحتك بذلك؟ قالوا انها جاءت الى المخبز لتوديعك البارحة لماذا سمحت لها بالرحيل لماذا؟" اشاحت اميرة بصرها عنه وهو يشعل سيجارته باستشاطة ويتمتم بكلمات غاضبة ثم تركته ودخلت الى دارها وحالما أغلقت الباب خفقت اهدابها وتنهدت. .................................................. ............................. هتفت سحر بانتفاضة: "دعوني اخرج .... اتركوني ارحل ابتعدوا عني لا سلطة لأحد علي هنا" توقفت فجأة عن الهتاف وتغيرت ملامحها عندما قاطعها صوت غليظ من خلفهم وهو يقول بثقة كبيرة وسطوة: "بل لنا سلطة عليك ومطلقة أيضا" خفقت اهدابها باضطراب وتحركت شفتيها بارتجافه خفيفة وهي ترى مصعب امامها بعد ان ابتعد الرجلين عنها وشعرت حينها ان خروجها من هذا المكان شبه مستحيل تحت وطأة هذه النظرات الصقرية! ارادت ان تقول شيئا لكنها خرست رغم استنكارها وخفضت بصرها عندما اقترب قائلا بملامح جامدة: "الست من زعم ان الشيخ همام عدلي خالك وقدمت الدليل؟" رفعت بصرها وقبل ان تقول شيئا قال بنبرة باتة: "اذن أصبحت من نساء همام عدلي وعليه ليس لدينا نساء تعيش بمفردها وتفعل ما يحلو لها ذلك ليس من شيمنا .... من اللحظة التي دخلت بها هذا الدار أصبح لك ولي امر يقرر مصيرك .... ادخلي الى الدار .... هيا" تسمرت عينيها بعينيه لثواني وانهارت من الداخل وارتعد قلبها امام كلماته واسلوبه الفج تدفقت الدموع من عينيها وهي تراقبه يبتعد بخطاه وشعرت بكمية من الكراهية اتجاهه لا توصف بقيت واقفة هناك وبداخلها قهر ورفض كبير فهي لم تعتد على تحكم الاخرين بحياتها لاسيما الرجال ويبدو ان مصعب همجي ومتجبر ويظنها ستنقاد لهمجيته بعد وقوفها طويلا وعنادها غير المجدي دخلت وهي غير مستوعبة انها محكومة ومجبرة على الإقامة رغما عنها! | ||||||
|  |
|
05-01-22, 12:51 PM
| #18 | |||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
|  اقتباس:
اهلا وسهلا عزيزتي شكرا لحضورك واهتمامك شكرا لانتظارك | |||||||
|
| |
|
05-01-22, 01:06 PM
| #20 | |||||||
| نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
مساء الخيرات شكرا هذا من حسن ذوقك عزيزتي في الفصول القادمة سيتضح ان كان مصعب البطل ام طارق شكرا لانتظارك | |||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
830Likes
العرض العادي
