آخر 10 مشاركات
عذراء فالينتي (135) للكاتبة:Maisey Yates(الجزء 3 سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          إغواء البريئة (67) للكاتبة: جيني لوكاس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          عشيقة ديسانتيس (134) للكاتبة: Maisey Yates (الجزء 2 من سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          طيف الأحلام (18) للكاتبة: Sara Craven *كاملة+روابط* (الكاتـب : nano 2009 - )           »          المتسابقة الأولى بمسابقة قصة من وحى أغنية "همس حائر" وقصتها آه يا حب (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عروس أكوستا (133) للكاتبة:Maisey Yates (الجزء الأول من سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          رواية: ثورة مواجِع من عُمق الورِيد (الكاتـب : القَصورهہ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1634Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-01-22, 03:20 PM   #11

شموسه3

? العضوٌ??? » 137672
?  التسِجيلٌ » Aug 2010
? مشَارَ?اتْي » 633
?  نُقآطِيْ » شموسه3 has a reputation beyond reputeشموسه3 has a reputation beyond reputeشموسه3 has a reputation beyond reputeشموسه3 has a reputation beyond reputeشموسه3 has a reputation beyond reputeشموسه3 has a reputation beyond reputeشموسه3 has a reputation beyond reputeشموسه3 has a reputation beyond reputeشموسه3 has a reputation beyond reputeشموسه3 has a reputation beyond reputeشموسه3 has a reputation beyond repute
افتراضي


مقدمة ممتازة و ابطال جدد ....أتمنى لك كل التوفيق

شموسه3 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-22, 11:08 PM   #12

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الأول
مرحباً بك..!
حيث لا أحد هنا وجد ضالته أو حقق المنشود من هدفه..!
مرحباً بك..!
حيث سقط الجميع وتعثَر بنار الانتقام وتلظى بجحيمه!
مرحباً !
, فهنا تجد الجميع ساقطون .. ضائعون .. تائِهون, ولا يعرف أحد إلى أين هو متجه !
هنا الجميع حائرون والنهايات مبهمة!
هنا الجميع هائمون في مضمار العشق..!
***********************


هي من ؟!
هي أنثى نُحِرت بالأمس وثارت اليوم, هي من عاشت حياتها بغيمتها الوردية فاستحقت السقوط أسفل مقصلة الخيانة والغدر..!
هي من نالت من اسمها العسر والحزن , وها هي تنتظر الفرج والبركة!

كلمات أغنية إعتادت أن تسمعها قبل الزواج وبعده , كلمات كانت تهيم في معانيها ولحنها !
بالأمس كانت تستمع لها من أجل الحب الذي تنشده !
والآن تستمع من أجل العادة فقط لا غير!
تدندن ببساطة وهي تصفف خصلاتها القصيرة والتي تخلت فيها بلحظة تهور وجنون أعجبها وراق لها عن خصلاتها السوداء, فاستبدلتها بقصيرة صبِغت بالكستنائي!
تلتف حول نفسها حافية القدمين ويعلوا صوتها..

ترتدي حذائها ذي الكعب العالي وتقف تنظر لهيئتها الأخيرة , تنظر لحالها بعين الرضا والزهو, تكمل بعدها وهي تسير باتجاه حاسوبها الخاص , تلملم أشيائها وتواصل دندنتها الناعمة.. مع الكلمات ..

أغلقت حاسوبها الخاص ومعه أغلقت الأغنية, ولكن هنا لم تغلق بحالة هيام بائسة كالأمس ولكنها أغلقته بحالة عدم إكتراث حقيقي !
كادت أن تخرج ولكن نيرة كانت قد اقتحمت الغرفة بابتسامة باهته كحال ابتسامتها منذ عام مضى , تتحدث بصوت يجاهد المرح فيسبغه على ألوانه التي أوشكت على الزوال:
-يا سيدي على الكلام والمزاج الرايق ..
نظرت لها بتعجب قبل أن تكمل هي :
-كنت بره وسمعتك وانت بتدندني مع الأغنية
هزت رأسها بثبات , تهتف بنبرة هادئة لا تحمل أي إنفعال يذكر:
-الأغنية بس اتعودت عليها !
توقفت عن الحديث وشردت للحظة واللحظة لم تتعدى الثواني قبل أن تكمل بنفس الهدوء:
-بس أغنية كلامها مش لايق ,كأنك في الخيال ومستنية الفارس الي يخطفك على حصانه!
نيرة كانت في حالتها وتشبهها , الاثنتين يعانون الفقد والسقوط !
ربما تختلف أسباب الفقد وخطوات السقوط ولكن النتيجة واحدة !
أطلقت همس حائر مشتت تتعثر داخله , تبحث عن يد أو ربما فارس:
-يعني خلاص الفارس في الخيال بس يا مريم !
ومريم هنا أخرى جامدة .. صلبة ولا تريد أن تزيف حقيقة باتت تؤمن بها :
-حتى فارس الخيال ممكن يبقى كدب يانيرة..
أنهت الهمس وتقدمت منها , تتأمل تيهها وحيرتها , تمد أناملها فتلامس ذقنها ترفعها برفق , تواجه عينيها فتكمل بلين على طفلة لم تكمل العشرين بعد تمنحها أمل لا تؤمن هي به أو ربما تمنح نفسها هي أيضا وإن أنكرت :
-بس يمكن تحصل المعجزة وتلاقيه!
قابل الهمس إنبهار يشع من نظرات نيرة وكأنها طفلة تتلقى درسها الأول من مثلها الأعلى في الحياة..!
تقف قبالتها وتردف بتعجب يحمل فخر ربما لأنهم من دم واحد:
-اتغيرت يامريم
قالتها بإنبهار حقيقي وهي تتأمل تلك الأنثى الواثقة بحالها , تخالف تلك الخانعة منذ عام مضى..
ولكن فاجئها الرد حينما هتفت مريم بسخرية وهي تحمل حقيبتها الخاصة على كتفها وتحمل الأخرى بيدها :
-البركة في أخوكي , اداني الدرس صح يا بنت عمي

كانت تخرج من الغرفة فتطلق تساؤل لم تتردد هي في إجابته:
-كرهتي يامن!
والإجابة مباشرة حادة أنهت الحديث قبل بدايته تخبرها ببساطة ما يعتريها تجاهه:
-بقى في الرمادي , في التعادل !
لم تفهم الأخرى فتستفهم مباشرة:
-يعني إيه
رفعت كتفيها تصوب لها الإجابة بطريقة نافذة:
- يعني مفيش عندي كره عشان يتحول لحب!
وهنا وصل المعنى والمضمون, وصلت الفكرة والنهاية وضعت نقطتها الأخيرة دون تراجع !

بالأسفل كان يجلس ناصر أبو العزم على رأس مائدة الإفطار وعلى يساره كانت زوجته واليمين جدته من جهة الأم!
وجِدتَه تلك لا تريح مريم ولا تعرف هي السبب , ربما نظراتها وجمودها وربما صلابتها وقسوتها في الحديث عن تأخر حمل عاصي زوجة ناصر!
أقبلت هي برفقة نيرة ثم اتخذت مكانها التي اعتادت عليها حينما هتفت عاصي بابتسامتها البشوشة:
-صباح الخيرة مريم..
ثم التفتت إلى
نيرة :
-صباح الخير نيرة
تبادلوا معها التحية فيهتف ناصر موجهاً حديثه إلى مريم :
-هل أنهيت مراجعة بنود الصفقة , اليوم سيكن الجدل والنقاش عليها كما تعلمين!
ارتشفت بعض من قدح قهوتها تجيبه بعملية وثقة:
-بالطبع سيد ناصر, لا تقلق تلك الصفقة لنا..
هز رأسه استحسانا يردف بمودة :
-أنا أثق بك مريم!
ابتسمت له , وفجأة كان ذلك الصوت الخبيث بنبرته الجليدية يهتف ببرود:
-مريم فتاة ذكية وجميلة أليس كذلك ناصر!

وناصر يفهم !

ومريم تشعر أن هناك مغزى من الحديث, الخيوط ترفض التجمع داخل عقلها أو هي ببساطة لا تتخيلها..!
رغم كل الإحداثيات المطلقة في مضمار منطق تلك الجدة لطريقها منذ أن جاءت إلى فرنسا!

تكمل الجدة بسرد مثير لنفور ناصر وحزن عاصي:
-لكم تمنيت أن تتزوج من امرأه عاملة ومن عائلة مرموقة ولكن تسرعت أنت!
ناصر هنا يتمالك حلمه وصبره , وهو ينظر لها بتحذير أن تكمل وتجرح عاصي !
ولكن هي أكملت ضاربة بكل التحذير وهي هنا لا تهتم بأي شيء :
-تزوجت من عاصي!
وعاصي خرجت بدونية زادت من قهر صاحبة الإسم..!
ولكن القهر الحقيقي والذهول الأكبر كان بما قالته بعد ذلك ,بالماضي كان إشارات مبهمة ونظرات غامضة والآن الحديث صريح ومؤلم:
-ربما إن لم تتسرع, كانت حينها مريم ستكن مناسبة لك !
الكلام هنا انتهى مع صدمة مريم ونيرة, وقبضة ناصر التي ضربت المائدة بعنف بينما صاحبة القهر تمتم بكلمات مقتضبة وترحل عنهم!
-كم مرة أخبرتك جدتي أن عاصي خارج نطاق حساباتك الطبقية, كم مرة أخبرتك أن عاصي هي ابنتي وزوجتي ...عاصي حياتي..

انهى الحديث وصدره يعلوا ويهبط من شدة الانفعال وهو يشير بيده إلى موضع قلبه .

استقام من مكانه بصيح بقوة وهي يرفع أصبعه في تجذير خاص والقسوة تصبغ ملامحه بتأن :
-عاصي حد لا أسمح لك بتخطيه , في حضرتها يموت جميع النساء..
توقف عن الحديث والتفت إلي مريم هاتفاً باعتذار مقتضب:
-اسف مريم , على هذا العرض الصباحي!
ورحل عنهم بخطوات ثابته.. بينما مريم تنظر له بانبهار لم يحدث أن كان لرجل منذ عام!

والانبهار هنا انبهار فقط ,فهي أنثى تخطت العشق بعد أن بُترت أوصالها في الهوى , وذبحت أوتار القلب في الحب!
هي من غُدر بها بالأمس فهل تغدر اليوم!


****************************
يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 08-03-22 الساعة 01:26 AM
أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-22, 11:28 PM   #13

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

طريق الندم يبدأ بقبس من حقيقة تنيره !
ولكن كم كانت الحقيقة هنا مزيفة وملعونة.. ملوثة وقذرة كأساس مبدأ الإنتقام !
تناوشه ضحكة ساخرة , كم كان مغفل , بل هو يستحق لقب المغيب بجدارة!
أطفئ سيجاره ونفث دخانه بشرود تام , كم زاد هو نفور من حقيقة إنتقامه المزيف , كم ينفر من ضعفه وشره الذي غلب خيره فيسقط في قاع الفقد والندم!
وهنا المناوشة بالضحك انتصرت وخرجت ضحكته الساخرة بصخب عالي !
يغمض عينه بعدها ويتذكر الماضي الذي احتله وأسره داخل صورته الممقوتة بكل برود !
عيناه غامت تتذكر وتعود لمَ كان منذ ما يقرب من عام !
عندما قابل عثمان والذي اتضح له بعد ذلك أنه بن عم زوجته ريتا أو ريتال!
-بن عم زوجتك ريتال!
جواب غسان كان صدمة حقيقة من تصريح الماثل أمامه عندما هدر بتعجب:
-ريتا!
هز الأخر رأسه إيجاباً فيكمل هو بنفس التعجب :
-ولكن ما أعرفه أنها يتيمة , وبلا عائلة !
همس عثمان بتفهم يخفي صدمته داخله ربما يفهم ما يحدث:
- هي من أخبرتك ذلك ! هل يمكنك إخباري بما قالته لك..
هز غسان رأسه يرافق حديثه بنبرة احتلتها الصدمة :
-أخبرتني بلقائنا الأول أنها من أب مصري ويتيمة , بل وتربت بدار رعاية حتى تبنتها أسرة عربية!
صمت بين الرجلين , أحدهم لا يفهم ما وراء الكواليس والآخر يحلل ما يسمعه بمنطق رجل يسعي لهدفه!
كسر حاجز الصمت عثمان وهي يتساءل ولو أنه قد أدرك الجواب:
-هل ريتال هنا ؟! أم رحلت!
أغمض عيناه بأسف وهو يشعر أنه لا يفهم ولا يعرف شيء ..
يشعر بتيه من تلك الصدمات التي باتت تواجهه وتلسعه بسياطها بلا شفقة !
-لقد انفصلنا , وما اعرفه أنها ذهبت إلى أمريكا..
لم يتابع معه عثمان الحديث , هنا هو أكيد أن غسان لا يعرف شيء عن ريتال!
بل إن من الظاهر له في تلك المسألة أن ابنة عمه لغز قد ينهكه حتى يتم حله!
استقام من مكانه بهدوء ثم تحدث برقي وهدوء:
-على أي حال لقد سررت بمعرفتك سيد غسان, ولكن هل يمكنني استعارة صورة من صور ريتال إن امكن!
هز غسان رأسه قبل أن يسأل هو بعصبية :
-أنت تتحدث عن أم بناتي , ما أدراني أنك بن عمها!
أغمض عثمان عينيه يرمقه بحذر قبل أن يخرج من حقيبته بعض الأوراق التي تثبت نسبه..!
والعائلتين كانت واحدة بالفعل عائلة كاظم!
حسرة ومرارة زادت داخله , فها هي أمرأه كانت زوجته يوماً وأسفل منزله لم يقدر على معرفة أسرارها وربما تكن بخطر!
عثمان كان يرى أن البحث عن ريتال مهمته وحده ولكن غسان أجبره على البقاء والبوح بكل ما يعرفه عن زوجته السابقة..!

أنهى عثمان البوح وكان لغسان الصدمة والقهر من داخله, انفعالاته المتمردة تجتز قلبه ومشاعره ببساطة وكأنها تطهو طعام شهى يجب تناوله بعد حرقه بالنار!
وهو هنا أحترق بالنار واكتوى..!
هو هنا أكتفى واكتفى من الوجع والخسارة!
همس لعثمان وهو يخرج لفافة تبغ ينفث دخانها من فمه كدخان الطبخة الشهية !
يتذوق مرارتها بوجع وينظر له بحسرة:
-سأساعدك باسترجاعها , ريتال كانت زوجتي يوماً ما..!
توقف عن الحديث وأغمض عينيه للحظة وصورة ابنتيه تسطر مفرداتها أمامه فيكمل بنبرة تحمل حزن دفين:
-ومازالت أم بناتي !
هز الأخر رأسه بتفهم ثم ابتسم باستيحاء عند ذكر البنات قائلاً بنبرة تشع حنان وود :
-هل يمكنني رؤيتهم ؟
وكان له الإجابة بالموافقة والترحاب من غسان الذي استقام من مكانه ورحل لدقائق , ثم عاد بعدها وبرفقته التوأم وصورة ريتال!
اقترب منهم بحذر ولم يخفى عليه ارتباك غسان بل وخوفه!
لم يخفى عليه تشبثه بهم وخوفه من اقترابه وكأنه سيختطفهم!
لم يخفى عليه كرجل معتد بحاله وكبرياءه تلك الكسرة المغلفة داخل عينيه بمراحل الفقد والحسرة!
لم يخفى عليه شروده ونظارته الذائبة بالخزي وهو يتأمل الفتاتين!
انحنى لمستوى التوأم كانت أحدهم نسخة من الشرق والأخرى نسخة من الغرب, وكانت بعدهم ضمة حانية للفتاتين في وقت واحد ترافقها دمعة متأثرة عليهم بينما يهمس لهم بلغته التركية والذي لم يدركها أحد منهم:
-قطعتين من الجنة !
وخارج الذكريات كان انتهى سيجاره حتى اكتوت يده ولم يبالي أو ربما لم يشعر فداخله ما هو أكثر!
بداخله عبارة عن إحتلال من الحزن والوجع!!
قطع سيل الذكريات صوتها, تلك الراحة التي دخلت لعرين وجعه وإنتقامه بلا إختيار..!
همسها باسمه كان موجع ومريح , نصفه بسمة تنشق داخله و الأخر كان ندم ينحره!
-غسان !
رفع نظراته لها يتأمل هيئتها الهادئة المريحة قبل أن يجاوبها بنبرة باردة:
-خير فيه إيه!
اقتربت منه وغضبها هنا ينشق ويحترق , تتعجب منه ومن ابتعاده منذ سقوطه الأخير , حتى بناته يقترب منه مرة و يبتعد ألاف المرات !
نبرتها القوية خرجت منها توازي تحكمها في كل شيء لا منطقي تحيا داخله بتعايش قارب وشارف أن ينتهي:
-البنات
همهم وبإغماض عينيه يخفى مشاعره المتصارعة:
-مالهم!
هي لا تعلم أنه هنا كقوس مشدود يتعلم كيف يذهب إلى أبعد من نفسه ويتغلب على حدودها ببساطة!
هي لا تعلم أن غسان يصارع نفسه التي تحكمت فيها خلايا الشر يوازيه الضعف!
هي لا تعلم أنه هنا يتعلم فن التغلب على النفس !
تلك النفس التي ورثها ولم يشكلها غيره , تلك النفس التي خضعت لشيطانها في لحظة ضعف فخسر هو ما هو أبعد من كينونتها !
هو ببساطة خسرها.. خسر نفسه!
اقتربت منه واجهته تحتل عينيه بنظراتها الحائرة .. تراقب جموده بتعجب ..!
تتساءل أين ذلك الثائر لذكر توأمه ؟!
لما يبتعد عنهم وكأنه يخشى الإقتراب؟!
هتفت بمنطق تواجهه بحقيقة تقتله بواقع لا يريد أن يلتفت له .. تضغط بطريقتها حتى يعود:
-غسان أنا مهما كان اديتهم حنان واهتمام , فأنا بالنهاية مرات أب
بتر هو حديثها بضحكة عالية ..!
ساخرة..!
بائسة من تلك النظرة المطلة من عينيه!, يشعل سيجار أخر , يهتف بمرار:
-ايه قصدك هتعامليهم بقسوة مثلا!
هزت كتفيها رغم رغبتها بالنفي ورغم أنها من المستحيل أن تستخدم القسوة ورغم عشقها لبناته ولكنها هتفت بجمود تحرق أخر بطاقة لديها لاستفزازه :
-يمكن وليه لا , مش هكون أحن عليهم منك!

هز رأسه وكأنه لا يكترث لما تقول , يستقيم من مكانه ويدور حول مكتبه يقف بالقرب منها , يخالط أنفاسها الثائرة بأنفاسه الباردة , يرفع أنامله فيلمس وجهها , ينتظر أن تبتعد ولكنها بقيت مكانها تتحداه ربما!
تخرج منه أخيراً نبرة مختنقة لم تلاحظها هي:
-يمكن القسوة تربيهم يافريدة, اصل تربيتي فشلت مع عمتهم !
ابعد أنامله ودار في الغرفة, يتوقف أمام صورة تجمعه بنيرة ويامن !
صورة عائلية مثالية سعيدة وكل ما سبق مرسوم داخل البرواز بامتياز, يمسك الصورة يعرضها أمام فريدة يطلق تساءل وينتظر الرد:
-قوليلي الغلط كان فين يا فريدة !
لا تفهمه فنظرت له بحيرة بينما هو يشير إلي نيرة التي يجلسها بأحضانها, يغمض عينيه عن صورة أخته بصعوبة:
-أنا غلطت في ايه عشان هي تكسرني , عملت ايه قوليلي عشان ...
كاد يكمل ويخبرها بحقيقة الأمور ولكنه توقف !
والتوقف والصمت كان من أجل الخوف من خسارتها , هو بكل هدوء لا يرحب بخسارتها ولا يريد رغم معرفته ويقينه أن تلك الخطوة قادمة لا محالة!
أكملت هي بدلاً منه :
-قصدك جوازها العرفي من مازن!
هز رأسه إيجاباً فتكمل وتزيد من تأنيب ضميره:
-بس انت مكنتش كده ايه حصل فجأة عشان تبعد يا غسان عن بناتك , وبعدين انت بس موازنتش امورك مش اكتر!
ابتسم بسخرية ثم هتف بسؤال يعرف أن اجابته الصمت والسؤال هنا هروب:
-فريدة انت نسيتي الي عملته!
لم يأتيه الرد مازالت هي تتهرب وتتحاشى المواجهة , فيستقيم من مكانه قاصداً الخروج من الغرفة فهمست هي:
-ابقى شوف بناتك ياغسان!
لم يستدير لها بل أكمل طريقه للخروج وصراعاته ترافقه !
يتساءل ما الخطأ الذي أقدم هو عليه وما القادم له, وأين النهاية!
اما هي خلفه تنظر له بتعجب يزاد يوماً بعد يوم؛ هو لا يهمل بناته..
يتابعهم جيداً .. يعرف كل ما يدور بيومهم ولكن..
هناك شيء مختفي..
هناك شيء مفقود..
هناك حنان مبتور!
أغمضت عينيها تهز رأسها بحيرة..تخرج نفسها من بؤرة التفكير..فربما الغد يحمل ماهو أفضل!
*******************************
يتبع


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-22, 11:36 PM   #14

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

الأوجاع عندما تظهر أمامنا لا تسأل هل نريد عناقها أم لا , بل هي تعانقنا بكل براءة , تحتوينا بكل سهولة وفقط هذا ما يحدث! تتغذي علينا .. تقتات على مشاعرنا وتنمو حد اليأس من الخلاص منها!
وهي !
هي أنثى بعثرها الحب المدنس بإثم الخطيئة , هي بعض الارتباك والملل!
هي لا شيء!
دمعت عينيها داخل غرفتها بالمشفى التي خطته بعد محاولة إنتحار في لحظة فقد وانتهاء...
محاولة أخرى تقترب فيها من خطيئة أكبر خطيئة كفر!
وما أكثر خطاياها وما أعظم ذنوبها !
أغمضت عينيها تتدارك بعض النقاء التي تحاول الحصول عليه , تكترث بثباتها التي إكتسبته هنا بعد عناء في طريق الندم!

نورا الشيخ صاحبة الخطيئة والذنب بالأمس , الباحثة عن التوبة والخلاص اليوم!
رنين هاتفها أخرجها من الشرود بحالة مبتسمة , توقن بل تجزم أن المتصل أثير ومن سواها قد يفعل ..
لقد خسرت الكل في طريقها للخصول على ما تريد وليت ما أدركته كان جنة بل كان نار أحرقتها وحدها !
نار نزعت منها الوجه المزيف للحقيقة فتراها عارية دون أي زيف يذكر , لقد توصلت بالنهاية أنها خسرت نفسها وطفلها .. عائلتها و...هو!
أمسكت سماعة الهاتف تستمع لأثير وهي تتحدث لها بنبرتها الحنونة, أثير الدافئة التي استطاعت أن تنشلها من ذلك اليأس الذي عانق وتغلغل روحها بكل بساطة مُجبراً إياها على الرغبة بانتهاء الحياة:
-نورا عاملة ايه النهارده!
-وإجابة نورا كانت هادئة ممتلئة بالرضا بصورة جديدة:
-الحمد لله يا أثير , أخبارك أنت وأخبار عبد الله الصغير!
ضحكة خافتة مع همسة حانية صدرت من الأخرى على الجانب الأخر من المكالمة :
-اهو ياستي نايم شوية , شقي ومتعب!
ورغماً عن نورا دمعت عينيها لطفل فقدته ودون أن تدرك كانت يدها تلمس موضع بطنها المسطحة بالأسفل..
تخبر نفسها وتضع أمامها حقيقة خطاياها وهذا الطفل كان أحدهم كما سقوطه!
تحشرج صوتها وهي تهمس لأثير بوجع يتغلل نبرتها المغموسة داخل الألم :
-أنا نفسي الزمن يرجع, أنا نفسي لو كنت قوية واحتفظت بالبيبي
الوجع يصل أثير فتدمع عينيها هي الأخرى وقلبها ينشطر لنورا!
نورا بالنسبة لها باتت ابنتها لا شقيقة زوجها , لقد اكتشفت هي بأبسط الطرق أنها مجرد أنثى بروح طفلة تحتاج وتأمل الاهتمام والحب!
هي فقط أرادات بعض الحنان والدفيء , تبغض بداخلها والدة زوجه وتدعو من الله الرحمة لوالده علي ما فعلوه بها..
هتفت تهدئها وتضع أمامها بعض الأمل ولو عبثاً:
-رحمة ربنا واسعة يانورا, وبعدين انت لسا صغيرة بكره تتجوزي وتخلفي وتجيبي ولاد ياحبيتي
وبنبرة متحسرة .. منكسرة.. مشتتة قالت:
-ولاد واتجوز تاني, ياه دانت عندك أمل بقى!
والإجابة كانت صارمة حد عدم القبول بالإعتراض تهتف بحزم نابع من قوتها كأنثى :
-نورا خلاص خروجك من المستشفى أخر الاسبوع ومفيش حاجة اسمها مش عاوزة أخرج انتهينا!
كادت نورا أن تبدي اعتراضها ككل مرة ولكن أثير هتفت تبتر رغبتها واعتراضها:
-أنا هقفل بقى عشان عبد الله صحي!
وأغلقت سريعا تاركة نورا تعود لشريط ذكرياتها القديم عندما اقتربت من موسى !
وقوعها بالخطيئة وخسارتها شرفها!
اغتصابه لها !
دموعها وانكسارها!
ضعفها وذلها!
الوجع الذي لازمها إلى الآن منذ أن فقدت طفلها!
الغدر وتلك كانت كلمة تحمل مفردات ومعاني لا حصر لها داخل نفسها الموجوعة!
فتباً لضعفها وتباً لخزيها من كل شيء!
لما لا يعرفون أنها فقط خائفة , خائفة أن ترى موسى , خائفة أن تلمحه صدفة , بل هي ترى الجميع موسى!
هو اللعنة والوجع !
وهي البائسة التائبة حد الندم!
*******************************
بعد أن اغلقت معها أثير التفتت لصغيرها فوجدته مازال نائما , ابتسمت وطبعت قبلة حانية على مقدمة رأسه , وخرجت بعدها إلى غرفتها بعد أن أوصت المربية أن تعتني به...

وبداخل غرفتها ذات الأثاث الراقي ابتسمت ابتسامة بها بعض المرارة !د
ها هي تسكن القصور والقلق دائماً ينهشها..!
والخلاصة بوالدة زوجها جلنار الشيخ!
زفرت بيأس وهي تخرج غلالة من أجل النوم فعودة كريم من سفره الليلة بعد غياب دام لأسبوع!
ولكنها لم تكد أن ترتديها عندما وجدت من يحاوط خصرها من الخلف , يشتم رحيق خصلاتها, يدفن أنفاسه بعنقها وفقط يتنفس!
وكأنه بذلك يخبرها أنه اشتاق اليها ويحبها و..يريدها!
وهي كانت تستقبل منه كل فعل دون رد فعل , تهديه الهدوء وتفترش له الراحة..
التفتت له بابتسامة ذائبة في عشقه.. تعانق نظراتها باحتلال واجب من مالكة لقلبه !
-وحشتني على فكرة
ابتسم وهو يقبلها سريعاً يهمس بتسلط ذكوري يتقنه جميع الرجال:
-عارف على فكرة..
شاكسته بنبرة تحمل بعض الغيظ :
-طب كده ينفع بدل ماتقول وانت كمان ياروحي!
غمزها بعبث وهو ينظر إلى الغلالة فيمسكها من يدها .. يرميها بعيداً وهو يهمس بشقاوة :
-ايوه بقى كنت هتلبسيه عشاني صح
امتعضت ملامحها وهي تحاول التخلص من أسر يده لجسدها تتهرب بنظراتها خجلاً لم تتخلص منه بعد:
-اوف ياكريم اوعى كده!
وكريم هنا يذوب أكثر وهو يقبل وجنتها هاتفاً بجدية يتخللها الحنان ويؤسسها العشق:
-بحبك على فكرة , انتي جنتي على الارض يا أثير!
وبعده كان لقاء يبلغها فيه عن حبه!
وهي هنا تنسى كل مرار أو تتناسى كل أفعال والدته وكأن زوجها وحده يكفي!
فهل تكتفي حقاً وهل هو لا يلاحظ ؟!
أم أن الرجل كعادته يطمع الصمت ويكتفى مادامت الشكوى غير موجودة!
طبع شرقي, وربما جانب ذكوري اشترك فيه جميع الرجال !
كانت نائمة على صدره فهتف هو بصوت خفيض:
-عملتي ايه وانا مش موجود..
نهضت من مكانها واتكأت على مرفقها تتأمله وهي تقول:
-ولا حاجة تقريبا اصلا مخرجتش من البيت الا مرة واحدة لما عبد الله تعب!
سألها بتردد وبعض العتاب:
-طيب اثير مقلتيش لماما ليه إنك خارجة ينفع تتصل بيا وانا بره وتقلي انها كانت عاوزة تشوف عبد الله متلقهيوش وانت كمان
رمشت بأهدابها تستوعب كذب حماتها , بل تستوعب أن كريم هنا يعاتبها بل اللعنة هنا!
هو يصدق* والدته ويصدق أنها قد تفعل ذلك!
لم تجاوبه في نفس اللحظة ولكنها انتفضت من مكانها تبتعد عنه هاتفة :
-انت صدقت مامتك !
نظر له بحيرة متحدثاً بهدوء:
-وهتكدب ليه
اشارت إلى نفسها ثم همست بوجع:
-يبقى لو قلتلك ان ده محصلش يبقى انا الكدابة!
عبراتها كادت تخرج فاقترب منها يحتويها بين ذراعيها , يهديها عناقاً قائلاً:
-يا أثير ليه بتقولي كده , خلاص اقفلي على الموضوع ده عشان خاطري!
ابتعدت عنه بحدة دون أن تنبث بكلمة واحده ودخلت إلى الحمام.. دون أن تجيبه أو تهديه نظرة واحده!
تاركه إياه خلفها يتنهد بألم!
*******************************
يتبع


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-22, 11:40 PM   #15

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

طريق الندم يبدأ بقبس من حقيقة تنيره !
ولكن كم كانت الحقيقة هنا مزيفة وملعونة.. ملوثة وقذرة كأساس مبدأ الإنتقام !
تناوشه ضحكة ساخرة , كم كان مغفل , بل هو يستحق لقب المغيب بجدارة!
أطفئ سيجاره ونفث دخانه بشرود تام , كم زاد هو نفور من حقيقة إنتقامه المزيف , كم ينفر من ضعفه وشره الذي غلب خيره فيسقط في قاع الفقد والندم!
وهنا المناوشة بالضحك انتصرت وخرجت ضحكته الساخرة بصخب عالي !
يغمض عينه بعدها ويتذكر الماضي الذي احتله وأسره داخل صورته الممقوتة بكل برود !
عيناه غامت تتذكر وتعود لمَ كان منذ ما يقرب من عام !
عندما قابل عثمان والذي اتضح له بعد ذلك أنه بن عم زوجته ريتا أو ريتال!
-بن عم زوجتك ريتال!
جواب غسان كان صدمة حقيقة من تصريح الماثل أمامه عندما هدر بتعجب:
-ريتا!
هز الأخر رأسه إيجاباً فيكمل هو بنفس التعجب :
-ولكن ما أعرفه أنها يتيمة , وبلا عائلة !
همس عثمان بتفهم يخفي صدمته داخله ربما يفهم ما يحدث:
- هي من أخبرتك ذلك ! هل يمكنك إخباري بما قالته لك..
هز غسان رأسه يرافق حديثه بنبرة احتلتها الصدمة :
-أخبرتني بلقائنا الأول أنها من أب مصري ويتيمة , بل وتربت بدار رعاية حتى تبنتها أسرة عربية!
صمت بين الرجلين , أحدهم لا يفهم ما وراء الكواليس والآخر يحلل ما يسمعه بمنطق رجل يسعي لهدفه!
كسر حاجز الصمت عثمان وهي يتساءل ولو أنه قد أدرك الجواب:
-هل ريتال هنا ؟! أم رحلت!
أغمض عيناه بأسف وهو يشعر أنه لا يفهم ولا يعرف شيء ..
يشعر بتيه من تلك الصدمات التي باتت تواجهه وتلسعه بسياطها بلا شفقة !
-لقد انفصلنا , وما اعرفه أنها ذهبت إلى أمريكا..
لم يتابع معه عثمان الحديث , هنا هو أكيد أن غسان لا يعرف شيء عن ريتال!
بل إن من الظاهر له في تلك المسألة أن ابنة عمه لغز قد ينهكه حتى يتم حله!
استقام من مكانه بهدوء ثم تحدث برقي وهدوء:
-على أي حال لقد سررت بمعرفتك سيد غسان, ولكن هل يمكنني استعارة صورة من صور ريتال إن امكن!
هز غسان رأسه قبل أن يسأل هو بعصبية :
-أنت تتحدث عن أم بناتي , ما أدراني أنك بن عمها!
أغمض عثمان عينيه يرمقه بحذر قبل أن يخرج من حقيبته بعض الأوراق التي تثبت نسبه..!
والعائلتين كانت واحدة بالفعل عائلة كاظم!
حسرة ومرارة زادت داخله , فها هي أمرأه كانت زوجته يوماً وأسفل منزله لم يقدر على معرفة أسرارها وربما تكن بخطر!
عثمان كان يرى أن البحث عن ريتال مهمته وحده ولكن غسان أجبره على البقاء والبوح بكل ما يعرفه عن زوجته السابقة..!

أنهى عثمان البوح وكان لغسان الصدمة والقهر من داخله, انفعالاته المتمردة تجتز قلبه ومشاعره ببساطة وكأنها تطهو طعام شهى يجب تناوله بعد حرقه بالنار!
وهو هنا أحترق بالنار واكتوى..!
هو هنا أكتفى واكتفى من الوجع والخسارة!
همس لعثمان وهو يخرج لفافة تبغ ينفث دخانها من فمه كدخان الطبخة الشهية !
يتذوق مرارتها بوجع وينظر له بحسرة:
-سأساعدك باسترجاعها , ريتال كانت زوجتي يوماً ما..!
توقف عن الحديث وأغمض عينيه للحظة وصورة ابنتيه تسطر مفرداتها أمامه فيكمل بنبرة تحمل حزن دفين:
-ومازالت أم بناتي !
هز الأخر رأسه بتفهم ثم ابتسم باستيحاء عند ذكر البنات قائلاً بنبرة تشع حنان وود :
-هل يمكنني رؤيتهم ؟
وكان له الإجابة بالموافقة والترحاب من غسان الذي استقام من مكانه ورحل لدقائق , ثم عاد بعدها وبرفقته التوأم وصورة ريتال!
اقترب منهم بحذر ولم يخفى عليه ارتباك غسان بل وخوفه!
لم يخفى عليه تشبثه بهم وخوفه من اقترابه وكأنه سيختطفهم!
لم يخفى عليه كرجل معتد بحاله وكبرياءه تلك الكسرة المغلفة داخل عينيه بمراحل الفقد والحسرة!
لم يخفى عليه شروده ونظارته الذائبة بالخزي وهو يتأمل الفتاتين!
انحنى لمستوى التوأم كانت أحدهم نسخة من الشرق والأخرى نسخة من الغرب, وكانت بعدهم ضمة حانية للفتاتين في وقت واحد ترافقها دمعة متأثرة عليهم بينما يهمس لهم بلغته التركية والذي لم يدركها أحد منهم:
-قطعتين من الجنة !
وخارج الذكريات كان انتهى سيجاره حتى اكتوت يده ولم يبالي أو ربما لم يشعر فداخله ما هو أكثر!
بداخله عبارة عن إحتلال من الحزن والوجع!!
قطع سيل الذكريات صوتها, تلك الراحة التي دخلت لعرين وجعه وإنتقامه بلا إختيار..!
همسها باسمه كان موجع ومريح , نصفه بسمة تنشق داخله و الأخر كان ندم ينحره!
-غسان !
رفع نظراته لها يتأمل هيئتها الهادئة المريحة قبل أن يجاوبها بنبرة باردة:
-خير فيه إيه!
اقتربت منه وغضبها هنا ينشق ويحترق , تتعجب منه ومن ابتعاده منذ سقوطه الأخير , حتى بناته يقترب منه مرة و يبتعد ألاف المرات !
نبرتها القوية خرجت منها توازي تحكمها في كل شيء لا منطقي تحيا داخله بتعايش قارب وشارف أن ينتهي:
-البنات
همهم وبإغماض عينيه يخفى مشاعره المتصارعة:
-مالهم!
هي لا تعلم أنه هنا كقوس مشدود يتعلم كيف يذهب إلى أبعد من نفسه ويتغلب على حدودها ببساطة!
هي لا تعلم أن غسان يصارع نفسه التي تحكمت فيها خلايا الشر يوازيه الضعف!
هي لا تعلم أنه هنا يتعلم فن التغلب على النفس !
تلك النفس التي ورثها ولم يشكلها غيره , تلك النفس التي خضعت لشيطانها في لحظة ضعف فخسر هو ما هو أبعد من كينونتها !
هو ببساطة خسرها.. خسر نفسه!
اقتربت منه واجهته تحتل عينيه بنظراتها الحائرة .. تراقب جموده بتعجب ..!
تتساءل أين ذلك الثائر لذكر توأمه ؟!
لما يبتعد عنهم وكأنه يخشى الإقتراب؟!
هتفت بمنطق تواجهه بحقيقة تقتله بواقع لا يريد أن يلتفت له .. تضغط بطريقتها حتى يعود:
-غسان أنا مهما كان اديتهم حنان واهتمام , فأنا بالنهاية مرات أب
بتر هو حديثها بضحكة عالية ..!
ساخرة..!
بائسة من تلك النظرة المطلة من عينيه!, يشعل سيجار أخر , يهتف بمرار:
-ايه قصدك هتعامليهم بقسوة مثلا!
هزت كتفيها رغم رغبتها بالنفي ورغم أنها من المستحيل أن تستخدم القسوة ورغم عشقها لبناته ولكنها هتفت بجمود تحرق أخر بطاقة لديها لاستفزازه :
-يمكن وليه لا , مش هكون أحن عليهم منك!

هز رأسه وكأنه لا يكترث لما تقول , يستقيم من مكانه ويدور حول مكتبه يقف بالقرب منها , يخالط أنفاسها الثائرة بأنفاسه الباردة , يرفع أنامله فيلمس وجهها , ينتظر أن تبتعد ولكنها بقيت مكانها تتحداه ربما!
تخرج منه أخيراً نبرة مختنقة لم تلاحظها هي:
-يمكن القسوة تربيهم يافريدة, اصل تربيتي فشلت مع عمتهم !
ابعد أنامله ودار في الغرفة, يتوقف أمام صورة تجمعه بنيرة ويامن !
صورة عائلية مثالية سعيدة وكل ما سبق مرسوم داخل البرواز بامتياز, يمسك الصورة يعرضها أمام فريدة يطلق تساءل وينتظر الرد:
-قوليلي الغلط كان فين يا فريدة !
لا تفهمه فنظرت له بحيرة بينما هو يشير إلي نيرة التي يجلسها بأحضانها, يغمض عينيه عن صورة أخته بصعوبة:
-أنا غلطت في ايه عشان هي تكسرني , عملت ايه قوليلي عشان ...
كاد يكمل ويخبرها بحقيقة الأمور ولكنه توقف !
والتوقف والصمت كان من أجل الخوف من خسارتها , هو بكل هدوء لا يرحب بخسارتها ولا يريد رغم معرفته ويقينه أن تلك الخطوة قادمة لا محالة!
أكملت هي بدلاً منه :
-قصدك جوازها العرفي من مازن!
هز رأسه إيجاباً فتكمل وتزيد من تأنيب ضميره:
-بس انت مكنتش كده ايه حصل فجأة عشان تبعد يا غسان عن بناتك , وبعدين انت بس موازنتش امورك مش اكتر!
ابتسم بسخرية ثم هتف بسؤال يعرف أن اجابته الصمت والسؤال هنا هروب:
-فريدة انت نسيتي الي عملته!
لم يأتيه الرد مازالت هي تتهرب وتتحاشى المواجهة , فيستقيم من مكانه قاصداً الخروج من الغرفة فهمست هي:
-ابقى شوف بناتك ياغسان!
لم يستدير لها بل أكمل طريقه للخروج وصراعاته ترافقه !
يتساءل ما الخطأ الذي أقدم هو عليه وما القادم له, وأين النهاية!
اما هي خلفه تنظر له بتعجب يزاد يوماً بعد يوم؛ هو لا يهمل بناته..
يتابعهم جيداً .. يعرف كل ما يدور بيومهم ولكن..
هناك شيء مختفي..
هناك شيء مفقود..
هناك حنان مبتور!
أغمضت عينيها تهز رأسها بحيرة..تخرج نفسها من بؤرة التفكير..فربما الغد يحمل ماهو أفضل!
*******************************
يتبع

زهرورة, Msamo, shezo and 8 others like this.

أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-22, 09:50 AM   #16

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

السعادة لها ابواب أليس كذلك..
ولكن ماذا لو وصدت جميع الأبواب في وجه حياتك الضالة في تعثر الهوى والخسارة !
يضحك هو..يكذب هو..
يموت هو..!
والسؤال لنفسه أمام مرآته هل كان حي منذ عام مضى!؟

ينظر إلى حياته الجديدة الماجنة بكل الصور..فإن كان ينفر من خطيئتها تلك الملعونة فالآن هو يخطو بثبات بل وبسرعة ريح لتلك الحياة المدمجة بالخطايا والذنوب..
فلا تاب وأصلح..ولاوقف عن الذنب!

وهي ...!
وطفله...
وليته لم يفعلها لقد فقد نفسه منذ أن فقده!
اعتقد في فورة غضبه أن سعادته وخلاصه تكمن في زواله وسقوطه ولكن..!

لم يسقط أحد سواه..ولم يخسر سواه..!
مجموعة من الاصدقاء يعيش معهم ليالي ماجنة..يرحب بالذنوب ويقبل عليها عناقاً ..يهديها قبلاً شهية!
والوقوع في البئر المظلم كان بخطوة تبعها خطوات سرعتها وازت الضوء!

يذنب ويعود ليلا باكياً بدموع الندم والرغبة بالمغفرة وأي مغفرة هنا وهو تائه!

رنين هاتفه على إحدى مواقع التواصل الاجتماعي اخبره أنها والدته وشقيقته ومن سواهم قد يفعلها..
من سواهم يسأل ويشتاق له!
فتح هاتفه بعد أن رفع إحدى أصابعه يمسح تلك العبرة التي هاجمت باب العين تخبره أنها تريد التحرر من الذنب وإن أراد هو الانغماس والسقوط للقاع!

جلس على أحد المقاعد وهو ينظر لوالدته بابتسامة مزيفة كحال حياته يهتف بنبرة تخفي الجمود داخل خواء روحه يبهجها بزيف:
_وحشاني ياماما..اخبارك؟!
والأم تشعر بالخطر والخطأ، تود لو هو أمامها لا يفصله عنها حواجز المسافات ..
لا يفصله عنها شاشة رخيصة في ميزان البعد والنقد!
لا يفصله عنها خافق القلب والتي من خلاله تعرف مابه!
تنهدت بثقل وازى ابتسامة مرتجفة تحمل عبرات سخية تهدر بتأثر وشيك أن ينفجر:
_انت وحشتني ياموسى..وحشتني هترجع امتى يابني..
لا يعلم هو موعد الرجوع ولا يعلم أي رجوع مقصود..!
هل الرجوع من غربة الوطن أم غربة النفس والروح!
يهز رأسه بثبات يمد يده يمررها على ملامحها الذي اشتاق لها ..
يعود مرة أخرى ويمرر أعلى العبرات وكأنها حقيقة وكأنه أمامها..جسد يحتويها ساحقاً الحزن..يبدده لسعادة!
يتهرب بعدها ويتراجع الحنين رغم فورته واشتعاله يهديها اقتراح:

_طب ماتيجي انت ومنار في الاجازة دي!دبي هتعجبك اوي ياماما..
أغمضت عينيها وكأنها تخبره أنها تعبت وانهكها الحوار تنهي الحديث ..توصيه بالنهاية:
_ربنا يسهل يابني..
تصمت وتعاود الحديث:
_متنساش الصلاة ياموسى؛ اوعى تكون نسيتها يابني!
تعاود الصمت تود أن تخبره بشيء ما ولكنها تستبدل الإخبار بسؤال:
_مش عاوز تسأل عن حد!
يعقد حاجبيه..وتضيق عينيه..يهمس بتشتت وحيرة زائفة:
_لا ياماما مش عاوز..
ينظر حوله وكأنه ينظر لساعة الحائط فيبتسم مرة أخرى هاتفاً:
_أنا هقفل بقى ياست الكل..عندي شغل والوقت اتأخر..
ونهاية الحديث كان سلام..!
سلام لا يحظى به الجسد أو تنعم فيه الروح..!
سلام مفقود منذ أن فعلها واستسلم لضعفه وانزلق داخل زلاته وتبعاته الشيطانية..
وما أصعب أن يتحكم بك الشيطان!
أن يعاقب الله عبده بأن يتركه لهواه..!
أغمض عينيه يعرف أن السؤال المطلوب منه عن نورا ..
نورا أول الذنوب وذلة الخطايا!
موسى هو رجل فقد نفسه في بئر الخطأ والنهاية جسد بلا روح!!

فمتى العودة؟!
*****************
ما هو الوطن؟!!
هل هي أرض نولد بها ..تصنعنا.. تمنحنا الأمان!
أم هي أرض نحن نبنيها ونقيمها بأرواحنا!

نظرة تائهة مشتتة.. مغمورة في البتر والخسارة؛ قلب يرتجف كأنه يرى أشباح مبهمة تطارده في الخفاء دون أن يشعر أحد ..
فلا ينقذها أحد ولا ينتشلها أحد ..!
الأشباح هنا تقترب..
تضحك بسخرية وشر!
تتراقص حولها تنزع عنها رداء الستر!
تتلاعب بنار مشتعلة تحرقها أو تقترب توهمها بذلك تشع داخلها بعض الخوف والرهبة!
صرخة عالية خرجت منها وهي تنتفض بنومتها تعتدل .. تجلس نصف جلسة .. تريح رأسها على وسادتها تلتقط أنفاسها من كابوسها الذي لا ينفك يهاجمها بضراوة ذئب يحب ويعشق أن يثير الخوف في نفس ضحيته!

في نفس اللحظة دخلت سارة زوجة عثمان بملامح قلقة فتجلس بجانبها هاتفة:
_هل هذا نفس الكابوس ريتال؟
اومأت ريتال بالإيجاب قبل أن تناولها سارة كوب من الماء ترتشف منه ...
تلتقط أنفاسها.. وانظارها شاخصة ..كأنها في عالم ثاني ...
بينما بجانبها سارة زوجة عثمان تربت على يدها بحنان.. توازي ابتسامتها الهادئة..
تهمس ريتال بتردد امام ملامحها الهادئة التي تبث داخلها الراحة والأمان:
_هل يمكنني أن أنام بجانب خديجة؟

هتفت سارة سريعاً وهي تستقم من مكانها :
_بالطبع ريتال هيا بنا عزيزتي... ستسعد خديحة للغاية لأن العمة ريتال ستنام جانبها..

بعد ربع ساعة تقريباً كانت تستريح ريتال بجانب خديجة الطفلة ذات الخمسة أعوام..
تدسها بأحضانها .. تستمد منها أمان مفقود من روحها.
ربما ترى بداخلها صغارها..
ربما تحيا معها روح الطفلة التي فقدتها هي من قبل!
وربما تستمد منها بعض الأمان المفقود منها رغم حنان سارة وسند عثمان وكأنها اخيراً وجدت العائلة!
في غرفة أخرى كانت سارة نائمة بأحضان زوجها عثمان تهمس له بألم:
_قلبي ينشطر لحالتها عثمان..
ابتعدت عن أحضانها تعانق نظراته بعبرات وليدة بعينيها:
_انت لا ترى حالتها عندما تستيقظ من نومها وكأنها تصارع بلا سيف وسط ساحة الحرب..

تنهد وهو يمد يده يمسح عبراتها يبثها قبلة دافئة أعلى رأسها بينما يعانق يدها بتملك حانى هامسا:
_ستزول تلك الحالة القاتمة يوما ما سارة؛ ألا تتذكرين حالتها عندما وصلت تركيا أول مرة بعد أن انقذناها مما هي فيه..
هزت رأسها فيكمل هو بصوت منهك.. مثقل بالحزن على حالة ابنة عمه:
_لقد كانت منتهكة حد السقوط للنهاية؛ لقد دمروها بكل الطرق..
يرفع نظراته للسماء مكملاً:
_فلنحمد الله أنها قد استطاعت التخلص من مرحلتها المتأخرة في الإدمان ..

شهقت بالبكاء تكتم نحيبها بصعوبة قائلة :
_اتذكر إلى الآن صراخها وتوسلها أن نرحمها من عذابها.. إلى الآن أنا لا أصدق ما حدث لها !
اعادها عثمان لأحضانه رابتاً على ظهرها هامساً بنبرة يتغلغلها الأمل والحب:
_ستكن بخير لا تقلقي وستعود لبناتها وستكن أفضل لا تقلقي ...
توقف عن الحديث ثم هتف بتساؤل هام :
_هل مازالت تتلقى دروس عن الدين
هزت رأسها إيجابا ليكمل هو.:
_وما مدى تقبلها للأمر..
ابتسمت بإشراق مفاجئ وهي تصيح بنبرة عذبة:
_وكأنه أرض صحراء انفجرت بها المياه فامتصته عن آخره وكأنها كانت تشتاق للمياه بعد جفاف أعوام..!
ابتسم لإجابتها الممتلئة بالأمل.. يحمد الله على زواجه من سارة..
إلى الآن هي من تقف بجانب ابنة عمه ..تحتويها ..
تساندها..
تمنحها حنان يوازي ذلك الذي تهديه لصغيرتهم وكأنها طفلتها !
بل هو حقا يشعر أن ريتال طفلتهم الثانية..طفلتهم التي تعلمت منهم الحياة من جديد..
طفلتهم التي ولدت على يدهم تتعرف معهم على عالمها الجديد ..تنير حياتها بنور أخر!!

*****************************
((والنبي ناولوني الولاعة ..
عاوز اولع في روما بحالها))
كلمات لمقطع في اوبريت لفيلم كوميدي قديم!
نيرون!
الملك المختل التي أقام النار في روما وأشعلها في لحظة بثت فيه إختلال العظمة!
ولكن ماذا لو كان هذا كذب!
ماذا لو كان نيرون لم يحرق المدينة الفاضلة !
ماذا لو كانت المدينة بالفعل محترقة .. مدنسة .. غارقة بالذنوب!
مازن ابو العزم .. الابن الضال الذي لم يجد سبيل لعودته بعد!
إختناق يحتله دون نهاية وحد , بينما هو يُغرق نفسه أكثر وأكثر في العمل , وكأنه ينتقم من روحه المستهترة بالماضي..
أنهى الملف الذي كان يعمل عليه ثم استقام من مكانه يجمع متعلقاته ليرحل حيث سكنه الجديد!
أجل حياة جديدة ..
سكن جديد..
ومازن جديد!
لقد علم بعد أن عاد من غيبوبته بوفاة والده وقبلها زواج فريدة!
والآن ماذا لقد أحرق الجميع ورحل بكل صفاقة روح , بكل بساطة مخلفاً برحيله فوضى وبعثرة الانتقام..
كان يسير في طريق خروجه من الشركة التي التحق فيها بوظيفة تناسبه وبدخل جيد لحياة جديدة خالية من العبث والسقوط..
أوقفه همسه ناعمه باسمه .. فالتفت بابتسامة مهذبة تجاه الصوت..
-ازيك يا انسة سما
اقتربت منه تبسط يدها له فيبادلها وهي تقول:
-ازيك انت يامازن يابني مش قلتلك بلاش انسة دي ..داحنا خلاص يقينا عشرة
ضحك بخفوت بينما يسير بجانبها للخارج يهتف بنبرة ودودة:
-ماشي ياسما!
شعت ابتسامتها بالحب كما عينيها بينما تهتف بمرح:
-وبعدين احنا زملاء عمل ولا ايه!
أجابها من فوره يطلق شكر لا ينفك عن تكراره:
-انا اصلا مش عارف أشكرك ازاي على الشغل
خبطت جبهتها بكف يده وهي تهتف بامتعاض .. تقف أمامه وهي تضع يدها بخصرها:
-يابني انت مفيش فايدة فيك قلتلك متشكرنيش دانت فضلت في السرير مبتتحركش ست شهور بسببي ..
توقفت وهي تطالعه بنظرات مشاكسة تخالف تلك اللهجة الصادقة التي خرجت منها :
-انا الي مش عارفة اشكرك ازاي يامازن على انك رفضت تاخد أي اجراء ضدي ..
انهت حديثها ثم صاحت بمرح:
-ايه الجو الكئيب ده بقلك ايه انت تيجي تتغدى معانا النهارده ماما عاملة حسابك
كاد أن يعترض ولكنها رفعت اصبعها في إشارة تحذير :
-و أي رفض غير مقبول يا سيد مازن..
انفلتت ضحكته من طريقتها بينما هي تتقدمه بخطواتها هاتفة بأمر:
-هيا بنا يا رجل!
سار هو خلفها مبتسماً ولا يعرف لما لا يجد ابتسامته سوى معها هي فقط!
لما لا يجد الراحة سوى بالحديث معها؟!
والاجابة داخله تقترح ربما لخفة ظلها!
مرحها!
براءتها المشعة من عينيها تذكره ببراءة إحداهن قبل أن يقتلها هو بيده!
هنا وعاد الاختناق يهاجمه بضراوة فيرفع رأسه إلى السماء يلتقط أنفاسه .. يستنشق بعض الهواء النقي!
بينما من بين شفتيه كانت همسه باسمها:
-نيرة
والضمير هنا يحرقه .. يؤنبه وينحره !
وبذكر نيرة كانت فريدة !
والاختناق يزيد وصراعه الداخلي يشتعل , يرغب الآن في الابتعاد !
وقف بمكانه لحظة عندما التفت له سما ترمقه بنظرات متعجبة هاتفة :
-مازن يلا وقفت ليه..
تأملها للحظات بشرود قبل أن يهز رأسه في محاولة منه أن يسيطر على مشاعره المتداخلة يسرع بخطواته حتي وازاها رادفاً:
-لا أبدا يلا بينا !
وهنا كانت بداية جديدة ومن بين الجميع يقع هو بأخت غسان مرة أخرى ..!
فأي قدر غريب ينتظره؟ , وأين نهاية الحكايات؟!
يتبع


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-22, 09:51 AM   #17

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

الحب عناق .. أم عذر خلق من أجل الحصول عليه!
مريم .. فقدها وانتهى الأمر, لم تبقى هنا..
لا تدور هي بفلكه الآن, لقد ابتعدت وانتهت اللعبة!
لا يعلم هو سوى أنه يشتاق لعناقها بذوبان غريب ..!
تنهيدات تخرج منه وهو يتخيلها أمامه الآن حالاً..
يتخيلها تبتسم له.. تمنحه الحب دون قيد أو شرط..!
هو لا يعرف هل يعاني من غياب عاطفي لأنثى عاملته كملك متوج للنهاية..!
فأصبحت الحياة بغيابها في صورة منهكة جافة!
ذابلة..
منزوية على نفسها!
هو الآن يشعر أنه كنصف فلك لن يكتمل بالاستدارة ابداً!!
يلعن هنا كل شيء.. فلسفته و امنيتها بالهوى وللعشق!
صراعها باحثة عن الحب تتجلى أمامه لتثبت له أن الحب حقيقي وخالد!
وياله من منطق عابث غير حقيقى. ؛ وهم باتت فيه حتى خسرت..
ولكن مهلاً هل حقاً هي من خسر أم هو من فقدها وانتهت فصول عشقها له بخيانته لها!!

نفض رأسه من ذكرياته ؛يطفىء لفافة التبغ بينما يدور بغرفة الاستقبال حيث ينتظر طفله مروان..

إلى الان يتعجب من القدر وسخريته منه، يفقد طفل مريم ويكسب هو طفل ميرال!

يتذكر عندما دخلت إلى المنزل ترمي حقيبتها بإهمال وابتسامة سعيدة مرتسمة على وجهها بل هي كانت تشع سعادة حقيقية..
تقترب منه هاتفة بخيلاء وتحدي ينبع منه فرحة حقيقية:
_أنا حامل..
هي كلمة استغرقت هي في بثها له بثواني ولكن صدمتها يستوعبها ويسخر منها إلى الآن...

تفادى أن يظهر الصدمة بمهارة مستبدلها بحالة لا مبالاة!
هتف وهو يستقيم من مكانه يحمل بيده قدح قهوته المسائية..
يمط شفتيه .. بعدها يفرقع بأصبعه:
_مبروك.. بس انت عارفة اكيد اني مش هكمل معاكي..
أرجعت رأسها إلى الخلف ؛ تتلاعب بخصلاتها بفوضى تشبه فوضى سعادتها الوليدة
تقتربت منه تهمس ببساطة وتحذير:
_مش هنزله لو بترسم على كده..!

انفلتت منه ضحكة مجلجلة .. ينهى أخر رشفة بقدحه...يضعه على المنضدة الفاصلة بينهم..
يقترب منها؛ يمسك ذقنها بيده هاتفا بهدوء بارد يشبه الصقيع بل هو الصقيع نفسه:
_هو صحيح موضوع طلاقنا حاجة مفروغ منها؛بس اقلك تنزلي ابني ...

توقف عن الاكمال يهز رأسه عدة مرات نفياً ..يعاود الحديث بخفوت خطير:
_دا ابني ياميرال.. مش انا الي اعمل كده.. ابني هيجي

ابتعد عنها يشير لها أن تجلس مكملاً حديثه بسطوة ذكورية بحته ؛ يخبره أنها منتهية له ومنذ البداية كانت رغبة وفاز بها..
ربما يؤلمها وربما لا!،
_ميرال الغنام... تحبى الطلاق امتى..
وإجابتها كانت سريعة ؛ أسرع مما قد يتخيل هو .. وحقاً هي أنثى قادرة على إبهاره وتصدير الصدمة القاتلة له ، يراقبها وهي تهز كتفيها وكأنه يسألها ماذا لو خرجنا سوياً:
_دلوقت لو تحب..
طالعها بنظراته التي تحاول سبرها ربما يرى بعض الحزن كما كل أنثى عند الإنفصال ولكن أبداً هذا لم يحدث..

_طيب مش عاوزة نفضل شوية عشان البيبي مثلاً
رفرفرت أهدابها مللاً ربما!
أو تخبرها بذلك أن الأمر قادم فلما التأجيل..
_ابني هعرف اخد بالي منه متقلقش!

وكان لها وله ما تمنوا.. فهدر هو بكل سرور يلبى الطلب ويحرر القيد رغم تحريره..
يبتسم وهو يقترب منها يمسك يدها يقبلها بأناقة ساخرة :
_انت طالق...

تشنج جسدها للحظة من الكلمة؛ ورغم ذلك هي أخفت ذلك بمهارة مطلقة.. ؛ ولما لا لقد اعتادت على سماع الكلمة والعيش مع تبعاتها فتهتف بجمود:
_مكنتش متخيلة اني ممكن ابقى حامل.. دي حاجة المفروض مفقود فيها الأمل.. !

دمعت عينيها دون أن تشعر ربما هرمونات حمل تؤثر عليها كما قرأت وربما تأثراً بفرحتها بهذا الطفل المتكون برحمها..وربما اثر الطلاق !
تهتف بتأثر باكي:
_أنا مش عاوزه دلوقت غيره خلاص كده الدنيا عندي هو وبس..
انهت الكلمة ويدها تستريح على بطنها المسطحة ثم قالت:
_رغم كل حاجة شكرا يا يامن...
ويامن هنا ينحنى بطريقة مسرحية ؛ يكمل المشهد للنهاية بابتسامة لامبالية بشيء!

التفت خلفه على صوت بكاء صغيره مروان بينما تحمله ميرال. ،يقترب منها يحمله برقة وحنان بالغ...؛ يهدهده برقة..فتشع عينيه بالحب ذلك الحب الذي لايظهر سوى مع صغيره..
يهتف لميرال بلهجة فاترة:
_هجيبه بكره ياميرال ماما عاوزة تشوفه وعمته كمان..
اومأت له تنادي على مربيته التي ترافقه في أوقات مبيته مع يامن.. تأمرها أن تهتم بمروان جيداً... تسرد لها تعليمات تطلقها كل مرة ولا تمل من تكرارها!
لقد اعتقد أنها ستهمل طفلها ولكنها لم تفعل أبداً ؛ لقد كان حقا هو ما تريده في هذا العالم..

تركها يامن وخرج بينما هي كانت تراقبه وهو يحمل صغيره...
تغمض عينيها وقلبها يشتاق منذ الآن لصغيرها وقبضة تمسك روحها تخبرها هناك سيء قادم!!
******************
في منزل أبو العزم ليلاً كان يجلس أمام شاشة حاسوبه المحمول وصغيره على قدمه يلاعبه بمرح أمام نظرات نيرة السعيدة برؤيته..!
تهمس له بفرحة:
_بقى قمر يا يامن حبيب قلبي عمتو..
هز رأسه يضحك وهو يلاطف وجنة مروان يكمل حديثه بامتعاض:
_نفسي تشوفيه و هو بيعيط.. بيبقى حاجة صعبة..فريدة بس الي بتعرف تتعامل معاه وقتها..
وجمت فجأة لذكر فريدة فتداري جمودها تسأل بنبرة جاهدت أن تخرج طبيعية:
_هي عاملة ايه مع أبيه غسان..
هز كتفه وهو يعدل من وضعية صغيره يجيبها غير مدرك لحالتها المتغيرة فما زال هو لا يعلم شيء عن الحقيقة بعد:
_تحسي ان العلاقة بينهم في قطب الجنوب.. كل واحد فيهم في وادي!
عقدت حاجبيها تهمس تطلق تساءل:
_ازاي مش فاهمة..
_ابداً غسان اغلب الوقت ف الشغل..بيرجع يبص ع بناته ويطمن عليهم من بعيد زي مايكون خايف يقرب..وبعدين بينام في الفيلا الملحقة بالبيت الي كنت متجوزة فيها..
ضربتها الإجابة.. تخبرها بضحايا تركتهم خلفها وبيدها هي لا غيرها هدت المعبد على من فيه كما فعل شمشون!
دون النظر لتبعات ما قالته في لحظة خوف ملعونة!
!
في تلك اللحظة كانت قد وصلت مريم إلى المنزل منتشيه بسعادة بعد فوزهم بالصفقة ..
تتذكر مناوشتها معهم.. تناطحهم من أجل الحصول على الفوز الذي بدأت تعتاد عليه ولا ترضى بغيره..
قادتها قدمها لغرفة نيرة.. رغبة منها في بعض الثرثرة المسائية قبل النوم..
تنعش حالها ببعض المرح وربما يطلبون طعام سريع من الخارج!

وهنا قرر الصغير أن يبدأ وصلة بكائه فتتبدأ نيرة بملاطفته بابتسامة عبر شاشة الحاسوب..
_ خلاص ياقلب عمتو بقى .. متعيطش
تجمدت البسمة على شفتيها عندما تفاجأت بمريم تهمس وهي تقف أمامها بابتسامة واسعة ونظرات يشوبها الحيرة:
_عمتو! ... هي فريدة جابت بيبي وانا معرفش!!
تنشج جسد نيرة تمد يدها في محاولة منها لتغلق الحاسب ولكن هنا كانت مريم الأسرع عندما قفزت بخطواتها بابتسامة جمدت .. تلاشت بل وماتت من المنظر أمامها!
هي هنا أمام يامن و...
طفله!
هل يخفق القلب ألماً أم تفتح جراحها التي لم ترحمها في ذلك الوقت..
الصورة كانت مؤلمة حد الهزل والمزاح الأسود
هي تقف تستوعب ما تراه.. بأعين تحمل من الجمود أعلى قدر, تنظر للصغير وهو يتمطى بين يد والده الذي انصب تركيزه على ملامح مريم باشتياق حقيقي .., غير قادر هو على إنكار مدى فقدانه لها ولروحها الجميلة!
مد يده يلمس ملامحها الظاهرة عبر الشاشة يمر على كل خلية فيه يخالطه الندم بخسارة انثى تشبهها !
المشهد يعرض أمامه سقوطه ونفوره من الحب, ولا ينكر أن البشر يمللون من الحب وهواه!
همس أخيراً أمام عينيها بنبرة يحاول أن يدمجها
بالبرود ولكنها خرجت متأثرة بالعاطفة تعاند
رغبته وإرادته :
-ازيك يامريم!
ومريم هنا تود لو هو هنا حقيقة أمامها فتلوح بيده تصفعه ألف صفعة وصفعة!
تلعنه في سرها الآن وتتمنى لو تلعنه جهراً!
تود أن تصرخ من قلبها بنبرة عالية منتهية ..
مبتورة ..
واقعة بين المقصلة لا رجعة في البت بأمرها, تخبره بصراحة:
-ليتني لم أقابلك فلقد أصابتني لعنتك!
هي أنثى عاشقة فاض حنانها كجنة ترغمك أن تتعلق فيها وببهجتها بنظرات ولهة سعيدة!
هي كلوحة نثرت بها الألوان بريشة فنان أبدع في توزيعها مطلقاً العنان لروحه في سطوة تجلى بالفن!
ولكن ما سبق كان !
كان وانتهى !
هي الآن انثى كفرت بالعشق , تدفن قلبها بالجليد حتى إشعار أخر!
والسؤال هنا هل تعود مريم؟!
أم انتهى الأمر !

*********************

نهاية الفصل


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-22, 09:53 AM   #18

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

الفصل امبارح معرفتش انشر منه غير كام جزء المنتدى كان صعب مش بيفتح فأسفة اوي..
فيه جزء اتكرر اسفة حقيقي تجاهلوه..
يارب الفصل بعجبكم


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-22, 10:45 AM   #19

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,578
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الخيرx والتوفيق علي أحلي أسوم

اولا بقراءة الفقرة الأولى لاحظت تغير كبير في كل شئ
في شكل الكتابة وتقسيم البارت وفي الأسلوب واللغة التي صارت أكثر جزالة في اللفظ والنضج الواضح في الأسلوب وإنخفاض نسبة اللغةالعامية بشكل كبير

وتغير صفات الابطال وكأنك تقدمين لنا اشخاصا جديدة نبعت من أشخاص الجزء الاول بعد إلانهيار والسقوط والشتات

وهذا معيار نجاح للكاتب أن يتطور أسلوبه من عمل لآخر وكأننا بصدد كاتب جديد بأسلوب جديد وصبغة جديدة مع الإعتراف بنجاحه الكبير في عمله السابق الذى لا ينتقص منه تطور القدرة والإبداع في الجزء الثاني

أتابع القراءة وسوف أعاود التعليق علي الفصل الاول


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-22, 01:11 PM   #20

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح الخيرx والتوفيق علي أحلي أسوم

اولا بقراءة الفقرة الأولى لاحظت تغير كبير في كل شئ
في شكل الكتابة وتقسيم البارت وفي الأسلوب واللغة التي صارت أكثر جزالة في اللفظ والنضج الواضح في الأسلوب وإنخفاض نسبة اللغةالعامية بشكل كبير

وتغير صفات الابطال وكأنك تقدمين لنا اشخاصا جديدة نبعت من أشخاص الجزء الاول بعد إلانهيار والسقوط والشتات

وهذا معيار نجاح للكاتب أن يتطور أسلوبه من عمل لآخر وكأننا بصدد كاتب جديد بأسلوب جديد وصبغة جديدة مع الإعتراف بنجاحه الكبير في عمله السابق الذى لا ينتقص منه تطور القدرة والإبداع في الجزء الثاني

أتابع القراءة وسوف أعاود التعليق علي الفصل الاول
حبيتي ايه الكلام الحلو ده بس والله بجد انبسطت برأيك..

ربنا يعزك يارب.. متشوقة لرايك ف الفصل والأحداث وبدايتها..
يارب يعجبك..
انا مستنية بس المنتدى يظبط وارد ع الي فات😔😔


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:25 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.