آخر 10 مشاركات
83 - عصفورة الصدى - مارغريت واي (الكاتـب : فرح - )           »          صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          زوجة مدفوعة الثمن (44) للكاتبة:Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وقيدي إذا اكتوى (2) سلسلة في الغرام قصاصا * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : blue me - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          [تحميل] من عقب يُتمها صرت أبوها،للكاتبة/ حروف خرساء "سعودية" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1634Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-08-22, 10:36 PM   #441

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الاخير والخاتمة
يقال أن الرحيل للجبناء, والجبن صفة للأحياء, حسناً ماذا لو كان ميتًا.؟!
غالبًا ما كان السكون هو ما يسبق العاصفة , ولكن ماذا لو خمدت العاصفة , همدت ثورتها, وانطفأت نارها...
سكونه لا يتبعه عواصف, هدوئه حياة تكوينها أنفاس , ذروتها فقد..
تعثر..
خسارة..
سقوط وموت, خيانتها كانت سقوطه بلا روح , وموتها نهاية تلك الروح, تشتته يحمله منزويًا بالقرب من قبرها, صورتها قابعة بأحضانه , يتأملها , يشتمها , تحسسها, يخبرها أنه مفقود..
ضائع هو بلا نجاة , مفقود هو بلا هوية , هي كانت النجاة وهي نُسبت للهوية.. وهو من تخلى..
وخان..
وغدر..
وقتل...
من قتله هو لا سواه!
غرفة بالمقابر حصل عليها , يمكث بها, يزور قبرها بل يمكث جواره, يخبرها بتفاصيله, يتحدث بوجع كلماته مؤلمه أنه لم يشعر بابنته , وكيف يشعر وبرحيلها فقد الاحساس ؟!

وصل غسان ومعه منذر أمام المقابر , ينظر حوله بتيه, باحثًا عن أخيه , يخشى أن يحصل عليه جثة بين القبور, فينتهي اسفلها..
ذهب لقبر المظلومة بيدهم, مهرولًا بخطواته, هائمًا .. مشتتًا حول نفسه, أين أخيه.. ألا يكفي الوجع؟!
وعند القبر وجده, مهلًا من الذي وجده؟!
من وجده لا يمت لأخيه بصله, يامن متأنق, لامع, وسيم, ملفت..
من أمامه ملفت ولكن بمظهره البائس فقط, شعيرات ذقنه استطالت, ملامحه شاحبة, وكأنه لا يأكل لا ينام , لا شيء على الاطلاق, رأسه تستكين لقبرها , وكأن القبر عناق أُم وهو مشتاق للغاية فيعانقه..
خطواته اهتزت , ارتعشت, جسده يرتجف, أي ذنب فعله يامن ليكن والدهم بتلك البشاعة؟!
كيف طاوعته نفسه لتلك الفعلة ؟! كيف تخلى عن دمهم, كما مريم؟!
اقترب من يامن , خيم عليه بظله , والامطار تسقط, الارض مبللة وأخيه لا يهتم, يهمس بخفوت نبرته مصدومة:
-يامن..
يستجيب له , يرفع نظره لغسان, ينظر له للحظات وفجأة , دون إنذار, يبكي, ينهار , يمسك يده باكيًا , ينحني غسان بالقرب منه, يجلس جانبه ولا يهتم بأي شيء..
جذبه لعناقه, فيبكي أكثر, يشهق أعلى, يطلق اهه طويلة والقلب لا يكتفي من الالام..
-ابوك دمرني, عملتله ايه , ليه عمل فيا كده..
لا يملك الاجابة , والان يعذر والدته حينما هربت وتركت كل شيء, والان فقط يعرف أنها دائرة لا تقف ولن تقف؟!
-اهدى, خليك جامد..
يختنق بنبرته يصرخ:
-مش قادر , قلبي واجعني..
يربت على ظهره بقوة قائلًا:
-ابكي يا يامن , بعد كده مش هتقدر..
القلب يحمل قسوة ومرارة , القلب ليته يموت ولا يشعر؟!
الوجوه كانت مكتئبة وعابسة. الوجوه تضامنت في المأساة والهم!
والاصوات المطلقة من باطن الروح والجسد كُسرت بالحزن والاسى..
-انا تعبان يا غسان , تعبان..عاوز اموت..
يهادنه , يخبره أن يتحلى بالصبر قليلًا, ولو قليًلا , يشعر به, يود لو يملك أي قبس من أمل فيمنحه إياه:
-وولادك, مروان وميان..
يبكي أكثر , دموعه تفيض منه , تبلل وجهه ولحيته , تصل لجسد اخيه, يتمتم بكسرة:
-ميان..
يبتر الكلمة يبكي أكثر ويكرر الإسم:
-ميان
لا يقوى سوى على البكاء, الانهيار رفاهية يراها متاحة له:
-بنتي, عندي بنت, ابوك كان عارف, عندي بنت ياغسان..
احتقان عين اخيه من الدموع كان ما يحدث له للمرة الثانية بعد خذلانه من والدته , اغمض عينه , وهتف به:
-عارف بنتك , عاوز تموت وتسيبها..
ضحك بسخرية , لا مكان له في وطن ابنته, لقد فقد الحق , حتى منح الهوية لها فقد كل شيء!
-ياريتني كنت موت قبل ما عرف الحقيقة ياغسان ياريتني..
في منطق اخيه , الانهيار رفاهية لا يجب أن يعرفها الرجال , الانهيار والسقوط منطقة محرمة لا مكان سوى للنساء بها..
لا يجب أن ينهار, لا يجب, لا يمكن , لا يستطيع.. ابدًا..
الرجل يقف, يحارب, يقاوم , يصمد,يحتوي, يكتفي وانتهى..
-اجمد , اقف, ولادك محتاجينك, الست الي ظلمتوها محتاج يترد لها اعتبارها, محتاج كتير اوي يا يامن ..
ويامن لا يقاوم, لا ينقر سوى زر الحزن والانهيار , لا يقاوم, وكيف يقاوم وهو ضعيف؟!
حمله غسان عنوة , يشده , يجبره على الاستقامة, يبعد يده عن قبر شهر زاد تاركًا له الصورة , وهل تكفي الصورة؟!
يتمرد جسد اخيه يصرخ به:
-مش عاوز اسيبها..
قسوة مصطنعة تتملك الاخر وهو يشير لمنذر أن يساعده , يخبره أن يجبره على الرحيل معه عنوة..
واخيه صامد لا يود الرحيل , وكأنها ستخرج من القبر يومًا..
-خلاص الحق في انك تبقى معاها راح..

يتمرد اخيه , يلكمه, فيرد غسان اللكمة , يتبعها بصفعة, يمسكه من مرفقه , يهزه, صارخًا:
-ماتت , ماتت ايه الي انت مش فاهمة , ماتت..
والحقيقة جلية , تسطو وتسيطر ولا يمكن نفيها, ماتت شهر زاد ودُفن قلبه معها إلى الابد..
قاده الرجلان بملامح متأثرة , منذر طرفت عينه بالدمع تأثرًا بما شاهده, لأول مرة يرى رجل مقهور , رجل منتهي , والاخر قلبه تقطع والماضي بالنهاية لا يعود بنظرة يامن الى القبر..!
هو بالنهاية رجل ملعون, مدنس, بلا روح وبانتظار النهاية!
لقد ضلت سفينته , يود لو يموت, ينتحر , يبتعد , أن يحيا بلا هوية , مدنس , بائس, مفقود وهذا ما يستحقه..
هذا ما استحقه كررها داخله , يجب الرحيل , لا مكان له هنا!
يتبع


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-22, 10:39 PM   #442

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

الأيام لا تقف, تدور, وتدور!
عندما نخطئ نتلذذ بشهوة اللحظة , نُسعر بما هو ممنوع ونريده , نبغي السقوط به, ولكننا ننسى أن بعض الأخطاء قد لا تُمحى ..
عزيزتي الأنثى قبل السقوط في الخطأ فكري في نفسك أولًا لأنه بالنهاية عجلة الحياة تدور ولا خاسر سواك..
تلك الرسالة نُقشت داخلها بدم, بنار لهيبها تعثر في الطريق, من الخاسر سواها , من قتل الجميع سواها , من فقد الأمل سواها , وكل ما سبق جنته يدها هي فقط..
وصلت المطار أخيرًا , اشتاقت لوطنها , لعناق غسان ونظرته الحانية, لعتاب يامن وعبوسه, لدلال والدتها , اشتاقت لكل شيء..
الماضي بات لها درس, والحاضر جد وعمل والمستقبل ستتركه , لاحب, لا ارتباط , لا شيء , انتهى ذلك الفصل من حياتها ..
الم تخبرها والدتها انها صغيرة وانها تتمنى رؤيتها عروس, والام فقدت الحلم , وباتت امنية اخرى أن تراها تبني مستقبلها في العمل ..
صار هناك هدف , تحقيق امنية وبناء ذات , الامر لا يحتاج لرجل , لا يحتاج!
المرأة لا تحتاج لرجل لتكن أقوى!
كانت تخرج من المطار عندما ناداها احدهم :
-نيرة .. نيرة..
الصوت مألوف , التفتت سريعًا فوجدته أمامها (عمار)..
ابتسمت له , لوحت بيدها , كان يتقدم منها بخطوات سريعة تاركًا حقيبته خلفه ..
-رجعت مصر..
همسه مدهوش , فتابع مبررا:
-قصدي فرح مريم كمان اسبوع..
ضحكت بخفوت تجيبه :
-انا رجعت مصر وهرجع مع العيلة نحضر فرحها..
هز رأسه بينما هي معلق نظرها به متعجبة قليلًا , فتابع متسائلًا:
-هتعيشي بره صح , ولا ايه..
هزت رأسها بنعم :
-اه اكيد دراستي هكملها بره..
مد يده هاتفًا بود :
-اشوفك على خير يا نيرة, هستناك في الفرح..
منحته سلام سريعًا , ورحلت مستأذنه , وهو فعل المثل ..
كانت في الطريق لمنزلها , بينما هناك منى جالسة تبكي على حال يامن , تتذكر وفاة زوجها , على فراش الموت بات يهمس قبل أن ان ينتهى الوقت:
-يامن .. بنته..
وقتها لم تفسرها سوى أنه يوصيها على يامن ونيرة, لم تتوقع أن هناك أسرار..
يامن له طفلة , يامن مدمر, انتهى ولدها..!
-خلاص يا ماما هنعمل ايه..
هتف بها غسان بتأُثر وهو يجلس بجانبها, منذ أن عاد أخيه وهو معتزل للجميع , لا يخرج من غرفته , لا يقبل بأي شخص..
هل يخبرها انه يراقبه بكاميرا مراقبة خوفًا أن ينهي حياته , أنه يبعد عنه أي اله حادة, هل يخبرها أنه مكتفي بكونه معهم على قيد الحياة فما وصل له قادر على انهاء أي شخص ..
-خلاص ابني كده انتهي , طب ابوكم عمل كده ليه ..
جذبها لجسده يحتوي وجعها ووجعه, يُطمأن نفسه ويمنحها بعض الامان..
قطع ذلك دخول نيرة لمكان تواجدهم, متوترة, منكمشة على نفسها, تنظر له مترددة هل تقبل عليهم أم تنزوي؟
شجاعتها تلاشت برؤيتهم , وصمودها اندثر بنظراتهم المصدومة..
كان اول من اقبل عليها هي منى , تجذبها لها , تعانقها, تبكي صارخة:
-نيرة, نيرة..
حالتها هيسترية , وجعها مطلق , قلبها موجوع..
وغسان رغم نظراته المستنكرة , لا يملك أن ينكر تلك السعادة المتشققة من باطن مرارته المحتل لقلبه, لا يمكنه أن ينكر فرحته واطمئنانه برؤيتها..
-حمد الله على سلامتك وصلتي امتي..
نبرته جامدة وهي تستحق ذلك, الدرس هنا قاسي, صعب , ولكنها تتحمل وستتحمل..
تركت والدتها واقتربت منه, خطواتها تقترب تارة وتقف تارة , نظرتها خائفة من النبذ والرفض, جموده لا يساعدها ابدًا لا يساعد أي شيء..
رغمًا عنها اشتاقت, اقتربت سريعًا مرة واحدة حتى لا تخونها الخطوات فتتراجع..
دست نفسها بعناقه, لفت ذراعيها حول جسده, وبكت..
تبكي على قلب كان ينتفض بها والان يرفضها ويلفظها..
يده تريد التمرد بأمر القلب, تتمنى ربته حانية , والعقل يرفض , يخبره أن يلتزم الصمت , لم يأتي بعد وقت السماح..
ابتعدت عنه بعد لحظات , تبحث عن اشتياقه , أو تأُثر خفي ولا تجد أبدا..
قلبه يود ان يطلق العنان ليسامح , ولكن العقل يلجمه ويلزمه الصمت والثبات..
منحته العذر , ابتعدت عنه طابعة على وحنته قبلة, اخبرته بانها تشتاق له وبعدها سألت:
-فين فريدة..
وهنا تحولت نظراته , التفت لها جحيمه يستعر , صوته خشن :
-عاوزاها في ايه..
يخاف عليها منها, ألمها الامر وأكثر, الدرس قاسي , قاسي للغاية..
هتفت وهي تبتعد عنه , تنحني رأٍسها, منكسرة دون زيف :
-عاوزة اقعد معاها شوية.. ممكن..
كان يهم بالرد , يهم بالحديث, يخبرها أن لا تتقابل معها, لا علاقة لها بها, ولكن كانت هي تسبقه, تتقدم بوجه رسمي , ملامحها ترحب بها بهدوء..
-ازيك يانيرة, نورتي بيتك..
التفتت لها , بصرها معلق بالأرض , يرتفع ليراها ببطيء, أمامها انثى تختلف عن تلك الاخيرة , أمامها أنثى هادئة , تخالف تلك المشتعلة تحفزًا بوجه الجميع..
اخيها يراقب الموقف من بعيد, ينظر لهما بترقب, يحاول معرفة ما قد تقوم به فريدة , دائمًا ما كان هو الغير متوقع , والان هي الغير متوقعة ..
قالت وهي تمسك بذراع نيرة , تعاملها كسيدة المنزل , ونيرة الضيفة ..
-بعد اذنكم هقعد انا ونيرة شوية ..
لم تنتظر لسماع السماح بل اعتزلتهم معها , تخرج من باب غرفة الاستقبال اتجاه الحديقة , تحت انظارهم المتعجبة..
جلست معها على مقاعد خشبية بالخارج , هيئتها انيقة , وجهها ملامحه بها راحة , راحة مفقودة منها هي..
صفقت بيدها , تخرجها من دوامة تفكيرها المؤذية :
-ها روحتي فين ..
ابتسمت , مرتبكة في جلستها وكأنها في منزل أخر غير منزلها التي تربت به..
-معاك..
قدمت العاملة ووضعت أمامهم أكواب العصير التي طلتها فريدة , فترتشف منها ببطيء , مسترخية بجلستها :
-عاوزاني في ايه يانيرة..
الصمت كان للحظات وكأنها مدة طويلة من الزمن, رفعت يدها تمسح وجهها مرتبكة ..تهتف بنبرة مترددة:
-عاوزة اعتذر, عاوزاكي تسامحيني , عاوزاكي ..

لم تكمل وبكت, سنها الصغير لا يحتمل كل ما حدث , والاخرى تراها ضحية , ولكن كيف تتحكم هي في تلك الغصة المريرة المتحكمة بقلبها تجاهها, هي بشر , الملائكة لا يسكنون الأرض..
-اهدي ..
أتبعت كلمتها بربته خفيفة على ظهرها, ملتزمة بالهدوء وتأثر طفيف على ملامحها..
-اهدي يانيرة ..
تزفر بعمق , تستجمع كلماتها , تحاول ان تجد الطريقة للحديث معها :
-عارفة لو كنت جيتي قلتي ليا الكلام ده من كام شهر كنت رفضت اقابلك, كنت صرخت فيك..
تبتر الحديث متجرعة رشفة اخرى من كوب العصير, تبلل شفتيها, تساوي خصلاتها., ترتبك :
-بس دلوقت صدقيني انا بقيت اعدي , احاول انسى, بحاول اعيش, انبسط , افرح..

منطق فريدة الجديد امضي..
سامح..
تعايش..
الحياة لا تحتمل , الحياة قصيرة..
-الحياة قصيرة, انا عاذره سنك الصغير, عارفة انك صغيرة لسا..
تهز كتفها لأعلى متابعة بجمود:
-بس جوايا حاجز, مش هنكر ده, سيبي الوقت كفيل بكل حاجة يا نيرة..
موجوعة من الحديث, تحني رأسها , انا ملها تمسح عبراتها المتحررة :
-تفتكري من حقي الحياة..
ضحكة قصيرة تبعتها بجملة واحدة:
-الحياة حقك مش من حق حد ياخد منك الحق ده..
تستقم من مكانها , تجبرها على ذلك , تسير معها لداخل المنزل:
-الحياة قصيرة يانيرة , مبتقفش, انت كمان متقفيش..
وقفت فجأة تسألها بأمل حتى ترى بعض الراحة, حتى تنام دون كوابيس, حتى تبتسم بحق:
-امتى هتصفي ليا..
ربت على يدها تحتويها :
-سيبي الوقت كفيل لكل ده..
لم يكن للحديث بقية, لا يجوز أن يكن له بقية, ونيرة اكتفت بتلك المقابلة , يكفي انها لم ترفضها, ربما بعد زمن تتغير الملامح..
واسفل بند ربما في حياتها يندرج الكثير..!
الحياة لنحيا بها , يجب دفع الثمن والثمن دائمًا وأبدًا غالي الثمن..
*************************************
يتبع


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-22, 10:40 PM   #443

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

لا تسقط الحياة ممن يتمسك بها..
وهي تمسكت لأجل توأمها, نور حياتها , بهجتها , كل شيء لها..
بناتها يرقصون مع بنات دنيا, يلعبون , يركضون, تراهم في سعادة لا يمكن انكارها..
منذ فترة بعد طلب يوسف للزواج بها , لم تجيبه , تهربت, ولكنها لا تنكر انها خائفة ان تخسر احتوائه ولا تنكر أنه يراعي بها كل شيء..
تذكرت حديث والدته القصير معها , وهي تجلس معها بغرفته بإحدى الليالي ..
-ممكن اقعد معاك شوية..
استقامت من مكانها وخصلاتها الشقراء منسدلة حول وجهها وكأنها بالعشرين.. زرقة عيناها تحمل لها براءة, نور وجهها واضح , كل ما بها نقاء..
-اتفضلي..
اغلقت المصحف الذي كانت تقرأ به, تضعه جانبها على سريرها , تنظر لها باهتمام, بينما الاخرى تنطلق مسرعة:
-انت رافضة يوسف ليه..
ارتدت للخلف بصدمة , لم تتخيل أنه اخبرها وبتلك السرعة, توترت أمام نظراتها المتفحصة .. المترقبة للإجابة..
-تلاعبت اصابعها ببعضها البعض, بللت شفتيها رادفة بخفوت وتقطع:
-انا.. مرفضتش..
والدته زفرت براحة , اقتربت منها , جلست بجانبها على السرير, تمسك بيدها والامل يتحكم بها:
-يعني بتفكري..
لا تود أن تمنحها الامل , ولا تتمنى نزعه منها..
ماذا تفعل , احمت الاخرى يدها بقوة قائلة:
-خديجة انا كنت اتمنى لابني واحدة معهاش بنات, موارهاش حاجة..
تهز رأسها مكملة , مبتسمة:
-بس هو اختارك , عارفة يعني ايه يوسف يختار..
تقترب اكثر , ربما تود استعطافها , هي تود فقط سعادة ولدها :
-انا بقالي سنين مستنية منه بقول عاوز اتجوز, سنين ياخديجة..
تربت على صدرها, تتحايل , او ربما تجبرها على التفكير:
-فكري عشان خاطري.. فكري.. يوسف بيحبك
تصمت للحظة وتكمل بتأكيد:
-اختارك يبقى بيحبك..
جملتها الاخيرة تتكرر بعقلها , الكلمة تخطف منها شيء ما.. هل حقًا من حقها الحب, أن تحيا من جديد , هل يمكنها ذلك..؟!
رنين هاتفها اخرجها من كل ذلك, تنظر لرقم سارة المزين للشاشة , تبتسم , تمسك بهاتفها سريعًا:
-افتقدتك كثيرًا ..
ضحكة مرحة ناوشت بها الاخرى بينما يدها تعمل على حاسوبها :
-وانت ايضًا خديجة , كيف حالك عزيزتي؟
اجابت بإشراق, ويدها تمسك بزهرة اقتطفتها من الحديقة وهي تتمشى بها:
-انا بخير.. فقط افتقدك..
وصل الصوت ضاحكًا , سعيدًا :
-انا في مقام والدتك انت اخبرتني بذلك؟
ضحكت خديجة متوجسة :
-وماذا بعد..
ضحكة صاخبة وسارة ترتشف قهوتها , تنظر لعثمان الذي يتأملها بعبث , يغمزها بينما هو يمشط خصلات خديجة الصغيرة:
-لقد تقدم لك عريس, يوسف تقدم لك..
يوسف لم يتقدم, يوسف يشن الحرب, ولا يعرف الهزيمة , هو ينشد الانتصار..
-الجميع يتحدث عن يوسف وطلب زواجه , والدته ..انت ودنيا شقيقته بالرضاعة , وهو نفسه..
تتنهد , تشعر بالحصار , حصار يروق لها ولو أنكرت..
-حتى بناتي لا يكفوا عن التحدث عنه , يمنحهم الحلوى, يحملهم, يلعب معهم..
يأيتها صوت خديجة ومن ثناياه يصلها ابتسامتها :
-وهذا يعجبك لا تنكري ذلك..
مهزومة نبرتها , لا تملك سوى الصدق, لا يمكن الانكار :
-اجل , سعيدة..
تصفق بانتصار على الطرف الاخر, بل تسمع صوت عثمان المرح:
-وافقي عليه , يكفي خديجة انه يحبك..
يقترب من زوجتها , يحاوطها مقبلًا وجنتها مكملًا:
-لقد اردت تعذيبه ولكن لا بأس يكفي ذلك..
ضحكت خديجة الصغيرة وهي تتلاعب بضفيرتها , تنظر لوالدها بتذمر:
-عمتي اشتقت لك , لقد افتقدت تسريحات الشعر التي كنت تصنعيها لي..
-وانا ايضا قلبي , سأتي قريبًا لك وامشط لك خصلاتك..
قالتها بسعادة , بهجة ويوسف بعيد يراقبها , ذائب , غارق في ابتسامتها , ويود ما هو أكثر..
-هل تقبلي الزواج به؟ أرى انه يحبك, سيحافظ عليك..
لا تعرف بما تجيبها, لا تنكر أن ما يفعله يمس أوتار الانثى داخلها , لا تنكر انه يعيد لها نبض خافت , مبهم, نافذ منها ويعود..
تابعت سارة بجدية تريحها :
-امنحي قلبك وعقلك وقت كافي للتفكير أنت تستحقي كل هذا وأكثر, انت تستحقي خديجة..
تضحك متابعة بمرح , تغير جديتها , والعين تطرف بعبرة تأُثرًا:
-لقد كبرت هكذا , اعتبرك ابنتي..
انهت المكالمة معها بينما تهتف بها قبل ذلك:
-لو وافقتي على طلب الزواج سأجبره أن يمنحك شهر عسل هنا بتركيا..
اغلقت معها , تضحك, تزفر براحة , الشمس تشق غيوم الشتاء, والصيف يقترب , تدور حول نفسها مرة ومرة وأكثر, تعانق السماء مبتسمة , تلتفت فتجده يقف يتأملها مبهورًا فرحًا , مبتسمًا:
-يوسف..
همستها مصدومة, تتراجع للخلف , لا تخاف منه , نظراته لا تحمل شهوة ولا خبث , نظراته سعيدة بها ..
لم يقترب منها , بقي على وقفته المتكأة على جذع شجرة:
-تتجوزيني..
كلمة يكررها , والجميه كررها , هو محارب وهي ارض المعركة ..
ابتسمت تلك المرة وهربت , مرت من جانبه, مرت تاركة إياه يغزوه أمل, وخياله ينسج خيوط حلم أساسه هي وفستان زفاف..
الحب حياة , وربما نجاة .. وهو لها نجاة وحياة ..
وهي له الروح..
يتبع


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-22, 10:41 PM   #444

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

وفي الحياة فرص جديدة للحياة, للرقص على أوتارها منتشي بسعادة..
الحياة دائمًا تحمل الفرص ..
الفرصة بنت جميلة , راكبة عجلة ببدال, شعرها بيطير قدامها, بيداري علينا جمالها , والعاقل لو يلحقها يتبدل بيه الحال..
وهو لم يكن فرصة بل تذكرة للفرحة, أي فرحة تلك التي كانت تنتظرها, لا تختبئ نظرات السعادة, لا تخبوا, لا تموت..
هي سعيدة , تشع بجمالها , ثقتها تعود مرة تلوا الأخرى , مع كل كلمة , بكلمات الحب, بهمساته..
جلست على مقعدها ونيرة تساعدها بذلك , فريدة تطلق صيحات فرح, تشعر انها تتزوج للمرة الاولى ..
العريس هنا يريدها لا شيء اجبره عليها, الجميع فرحًا لأجلها, الجميع بجانبها..
لا وجود لعائلة مزيفة , هي نفسها أخرى..
وصلتها رسالة من يامن منذ يومان, رسالة تحمل بعض الكلمات المقتضبة , كلمات لم تعد تهتم لها ..
(مريم, سامحيني لو عرفت,..
انت جميلة, حلوة, وتستحقي الحب, محبتكيش عشان العيب فيا , لو كنت يامن تاني كنت هحبك اوي, حاولي تسامحيني , حاولي..)
فقط كلمات لم تهتم بها , ترضي بها جانب انتظر الاعتذار, فريدة اخبرتها مقتطفات مما حدث له, وهي لم تملك سوى الشفقة من اجله..
ما يهمها الان زوجها عاصم, تريد أن تتزوجه, ان تنجب , ان تنال العديد من الاطفال..!
طرق غسان الغرفة , ودخل بعدها برفقة ناصر, يتأملها بحنان , يراها سعيدة بفستان زفافها , يشعر انه وصل برسالته معها لبر الامان..
اقترب منها قائلا:
-بسم الله ماشاء الله , طيرت عقل الفرنساوي يابنت عمي..
ضحكت بخجل فاقترب منها قائلًأ:
-عاصم بره لو مش عاوزاه قولي امشيه ..
انفجر الجميع بالضحك, بينما زوجته فريدة تهتف بحنق مصطنع:
-ابو العروسة ولا ايه ..
لم يمهلهم عاصم أكثر من ذلك بل اقتحم الغرفة , يتأملها , يبتسم وفقط يقف مكانه مبتسمًا..
اقترب منها , يده تبعد غسان , يقف أمامها , يمسك طرحتها , يرفعها هاتفًا بوله:
-احبك..
يصمت , بصره يجول بملامحها متابعًا بتساؤل مضحك:
-هل يجب أن نحضر الزفاف؟
زجرته بنظرها , تلوي فهمها وغسان يتولى الباقي:
-اجل يحب , والا اخذتها معي مصر..
التفتت له بملامح ممتعضة , يمد ذراعه لها فتلف خاصتها له, تخرج من الغرفة بمنزل ناصر الذي قدمت له محطمة , والان تخرج منه مبتسمة.. والامل يغزوها..
الزفاف كان مليئًا بالبهجة , مريم تتراقص مع عاصم..
تدور مع فريدة , تبتسم للجميع , تلمح من بعيد عمار فتلوح له , تبتسم له, تعاود الرقص مع سيزا قريبة عاصم ..
وبين كل هذا كان هو يقف مبتسمًا يتأملها هاتفًا لحاله:
-تلك الرائعة لي..
هدأت الاجواء قليلًا فكانت عاصي تتمايل مع زوجها وفريدة كذلك..
كان الرقص على نغمات هادئة , الجميع يرقص مع شريكه..
كانت نيرة تجلس على منضدة تنظر لهم شاردة, فاقترب هو يجاورها صائحًا:
-عقبالك يا نيرة..
رفعت نظرها له , فتجيبه بنظرة هادئة:
-شكرا يادكتور..
تصمت ويخلق هو الحديث , يعاود مناوشتها :
-مابلاش دكتور خليها عمار..
ابتسمت بهدوء , ترتبك من طريقته ولكنها تتعامل , يجبرها بطريقته الودودة:
-حاضر.. الفرح عجبك..
هز رأسه وتابع بتساؤل بعد أن ساد الصمت للحظات :
-ها ايه خطتك الفترة الجاية..
نطقت بتعجب :
-خطتي..
هز رأٍسه يجيبها سريعًا مصححًا بلاهته في السؤال:
-اه التعليم , الحياة وكده..
ماذا يريد ؟! لا تعلم , ولا تريد أن تعلم , لقد انغلق كل ما بها ..
-هكمل جامعة , هشتغل ..وبس ..
تصمت , تدور بعينيها في المكان مكملة:
-وانت..
يجيبها نفس الاجابة بلا زيادة..

-هكمل الدكتوراه .. هشتغل .. وبس..
يصمت وبعدها يناوشها , متعجبًا من هذا الاهتمام الذي بات يلتف حولها, لا يريد أن يسبق شيء , لا يود ذلك:
-قلتيلي عندك كام سنة ..
لم تخبره بعمرها ولكنها منحته الاجابة:
-خلاص هكمل 21 سنة..
هز رأسها وداخله يقول :
-12سنة فرق..!
لم يعلم ان صوته كان مسموع ..
-فرق ايه..
ضحك مرتبكًا , يمسح خصلاته قائلًا:
-ولا حاجة ولا حاجة , على فكرة انا هكمل الدكتوراه هنا في فرنسا ..
يسترخي بجلسته متابعًا:
-خلينا نتقابل..
اومأت له ونظرها معلق بغسان الذي كان يرقص مع فريدة تتمنى منه رقصة , ربما تُمنح لها فيما بعد.. التقى نظرها به, ابتسم لها , وهي اكتفت , ستعود يومًا ما له بشهادة تجعله يفخر بها, ربما حينها يغفر لها..!
ولكنها لم تعلم أنه منحها الغفران ولن يفصح الان..!
يتبع


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-22, 10:43 PM   #445

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

انتهى الزفاف , وعاصم يمسك مريم من يدها , يجرها, يهرول بها, يسير معها تجاه سيارته..
وخلفه الجميع يصفق, الجميع يفرح لهما..
غسان يحاوط فريدة , وبداخله نغزه حزن لأجل اخيه يامن, ليت يامن اخر لكانت مريم له..!
ليته في قلبه مكان للحب لاطمأن عليه , ليت وليت , وليت هنا في المستحيل مفقودة ولا أمل بالبت بها...
اقترب من نيرة , يرى حسرتها , انكسارها, يهتف بجانبها:
-هتكملي جامعتك هنا..
التفت له بأمل , تجيبه بلهفة :
-ايوه , ايوه..
بهيسترية كررت الكلمة وكأنها لا تصدق انه يوجه لها الحديث..
-خدي بالك من نفسك , اتمنى متغلطيش تاني, اتمنى متكسرنيش تاني..
اومأت له باكية, وارتمت بأحضانه وتلك المرة لم يملك سوى أن يمنحها الهدوء والسكينة , يمنحها ربته حانية..
بعض الاشياء تحتاج للمسة حياة لتكمل ,لتزدهر كذلك هي ايضًا..
****************************
عزيزتي من حقك الحب , من حقك الحياة , من حقك الفرحة مهما كان عمرك !
من حق كل انثى بداية مهما كان..!
فلتعلم الانثى ان الحب مطلب مشروع , ستجده صعب, مستحيل لو طلبته من الشخص الخطأ..
في علاقة الزوجين هناك ما تتعلمه المرأة من الرجل وهناك ما يتعلمه الرجل من المرأة..
هناك ما يغيره الرجل لو اقتنع بوجهة نظر الطرف الاخر ولا ينقص ذلك منه..
وهناك ما تغيره المرأة لو اقتنعت ولا يعيب منها شيء..
ما هو خطأ مريم , أنها طالبت الحب ممن هو لا يملكه, من الشخص الخطأ..
رجل لا يقدر على أي شيء سوى علاقة مبهمة وضعتها بخانة لا تحترمها..
طالبته بالحب, طالبته ان يتغير لأجلها.. , لم يحدث أي منهم , الحب كان محال, والتغيير كان محرم..
ذراعه التف حولها وهي تقف أمام المرآة تنزع طرحتها , يساعدها بيد, يحاوطها بيد, يهمس بأذنها:
-احبك, احبك..
كررها , يراها حلم ويريد امتلاكه , والسبيل لها يجب أن يكن متأني, لا يريد توترها , يريدها ذائبة , هو صبور ..
-جميلة ..
مرتجفة بين يديه, منزوية داخلها , لا تعرف كيف تجيبه :
-شكرًا ..
همس ويده تتلاعب بخصلاتها , يهديها راحة, يعانقها من الخلف , يجاور ملامحها , يتأمل انعكاسهم بالمرآة, يقبل رقبتها , يراقب تأُثيره , هائمة ولا يريد سواها..
-ما رأيك ترتدين فستان من اختيارك ونتراقص هنا سويًا..
افترق جفناها بدهشة , التفتت له هامسة:
-حقا..
-حقا حبيبتي..
حريص هو على ذكر الحب في كل كلماته لها , حريص على أن يخبرها انه عاشق, وهي معشوقة قلبه..
انسلت من بين يده , ابتعدت عنه مبتهجة, زفرة الراحة منها وصلته..
غابت ربع ساعة تقريبًا , خرجت له , تتهادى بفستان اسود به فتحة صغيرة من القدم, خصلاتها تتأرجح حول وجهها , ملامحها مدمجة بفرحة , ببهجة وهذا يكفيه..
-ما رايك..
دارت حول نفسها عدة مرات , وعقد صغير كان هديته لها طلب منها ان لا تنزعه ابدًا كان يلتف حول جيدها..
يقترب , خطواتها بطيئة, بصره لا يفارقها وكيف والقلب هو المسيطر هنا..
يده لمستها جذبها من خصرها, يده التفت حولها , يدور بها , يضعها على الارض , ثم يدور ويدور , خاطفًا من العالم الحب..
-جميلة , تخطفي الانفاس حبيبتي..
يخطف قبلة من شفتيها, قبلة سريعة ثم يبتعد , يتأملها , يذهب لهاتفه يشغله على اغنية عربية ..

.

تضحك وخصلاتها تنسدل , تحجب عيناها , يهز رأٍسه يبادلها الضحك, يمسك يدها , يضعها على قلبه, يتراقص معها بخطوات هادئة..
-من اخبرك عن تلك الاغنية..
حملها , يحتل عيناها , يسيطر ويسطو ويكتب ميلاد جديد معها..
-فريدة..
عانقته أكثر , يدها التفت حوله , حملها بذراعه الايسر ويده اليمنى تعانق يدها لا تتركها, يدور بها وسط ضحك لا يقف منهم, يهبط بها.. والكلمات مستمرة..
وانا الليلة دي كل ده في ايديا ..
يمكن في الدنيا دي اكون انا الوحيد..
..
هبطت على الارض, وكان اخر ضحكتها ابتسامة ذابت بين قبلاته التي لم يمكنه تأجيلها ..
الحب يقف ينتظر دور, فقط ابحثي عن الشخص المناسب, لا تقعي بدوامة تنهي روحك..
هي أمرأ ة كانت قابعة بلا حزن لا فرح, لا سخط , لا كره, لا حياة, الة تعمل.. تطلق الانفاس, تعيش..
وهو رجل جعلها تحيا ما سبق وكفى!
********************************
يتبع


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-22, 10:44 PM   #446

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

يفقد الرجل اول امرأة في حياته هل تعرف لم ؟
لأنه يعمي بصره عن حبها , تضحيتها , تنازلها, لا يقدرها ببساطة..
وعندما يدرك الرجل الخسارة , يشعر بفجيعته, يشعر بمقدار خسارته, يندم ولا يعيد الندم شيئًا , الندم يا عزيزي لا يعيد الاموات..!
أخبر غسان ان ما قد يريحه هو الرحيل بعيدًا, و أخيه لا يريد سوى راحته , اخبره ان يرتاح ويعود وأبنائه معه.. عانق مروان, قبله ..
تبعها بمكالمة هاتفية لرانيا , يخبرها انه يريد مقابلتها عند قبر شهر زاد..
رانيا التي عادت لمنذر وقراره ان يعيشا معا بمصر لأجل ميان..!

عند قبرها وقف متحسرًا, يناديها بقلبه , يلمس قبرها مرة أخرى وربما أخيرة, يقرأ لها الفاتحة ويسكن..
خطوات رانيا ومعها ميان الصغيرة جعلته يلتفت لهم, كانت تتقدم منه وخلفها زوجها..
نظره معلق بابنته , ميان قطعته الممزوجة بشهر زاد, اقترب منهما , يمد يده للصغيرة هاتفًا وهو ينحني لمستواها:
-اسمك ايه ..
بطفولة كانت نبرتها الصغيرة الرقيقة:
-ميان..
عانقها , ضمها لقلبه, وعبراته تحررت منه, يضمها أكثر , يشتم خصلاتها , يبحث عن والدتها وهي العوض, ظلمها وظلم حب حياته..
لمس ملامحها , يحفره داخله , فربما لا لقاء اخر , هو ضعيف ولا يعلم القادم..!
حملها بين يده هاتفًا موجهاً حديثه لرانيا:
-انا كنت بحب شهر زاد اوي..
تعلم , تعلم كل شيء ولا تملك أن تسامحه ولن تسامحه..
-غسان رتب معايا كل حاجة عشان ميان تنقل باسمك .. ميان بنتي..
هز رأسه لها وبصره معلق بابنته :
-عارف.. عارف..
يحمل ميان ويسير بها بعيدًا عن القبر, وقلبه مدفون مع من ماتت , وجسده فقط من يتحرك..
يخرج معها هي وزوجها وميان , يخاف المستقبل , ما ذنب ميان , وما ذنبها هي ..
هو الجاني, هو القاتل!
يعطيها ميان , تاركًا لها ولأخيه كل شيء, هو لا يصلح لشيء , بداخله خواء وبرودة ..
-انا مسافر خدي بالك منها
يبعد بصره عنها ,يرفع عينه للأعلى يحجب عبراته , احمرار عيناه..
-انا بحب شهر زاد..
وكانت تلك كلمته الاخيرة قبل أن يركب سيارته , قبل ان يقبل ابنته , قبل ان يترك كل شيء ويهرب, قبل النهاية..!
ادرك هو ان اعترافه بالخطأ لم يمنحه سوى قسوة ومرارة فقد وخسارة , ومشاعر امتزجت بالخيبة والحسرة..
سيجوب هو كل البلاد, سيرى النساء , ربما يتزوج مرة وتلاته وعشرة وأكثر.., ولكن لا انثى تشبهها لا شيء يشبهها..
هي انثى كالوطن وهو بفقدها مغترب..!
وادراكه هذا حان بعد فوات الاوان فهنيئًا له الرحيل والاغتراب وهو حتى على ارض الوطن..
يتبع


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-22, 10:45 PM   #447

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

ستمر الأيام , تمر الشهور , ويمر العمر, قطار لا يتوقف, وكيف يتوقف؟!
الحياة حرب والحب حرب ,يوم خاسر , يوم منتصر, يوم يدك تلمس السماء والاخر قدمك تنزلق للقاع..

يالي بتسأل عن الحياة خدها كده زي ما هي..
فيها ابتسامة وفيها اه ..فيها قسية وحنية ..

النغمات كانت متعالية وقاسم متكئًا على باب المطبخ , يراقب نورا وهي تطهوا له, مر ثلاثة اشهر على زواجهم وهو كل يوم يذوب بها اكثر ..
يقترب منها يعانقها , هامسًا :
-بحبك..
وردها أن امسكت بملعقة الطعام تجعله يذوق ما تطهيه .. وعقب ملامحه المستنكرة من المذاق ضحكت وهو ايضًا..
******************************
ياما الحياة فيها , الي بيشكيها
واللي بيرضيها, واللي يقاسيها..

وهي كانت نائمة , غافية بسريرها بشهور حملها الـأولى بينما ميان تقترب منها تخبرها بتسلط:
-عاوزة اروح لأنكل غسان وطنط فريدة..
تصمت للحظة , ترسم التفكير متابعة الحديث:
-بابا يامن هيجي امتى ..
اعتدلت من نومتها , عانقتها , اخبرتها
-قريب قريب يا ميان..
ومن بعيد هو يبتسم لها , يخبرها ببصره انها الحياة وروحه التي ردت له , معلقًا نظره بالنهاية بصغيرهم المنتظر ..
******************************
الدنيا ريشة في هوا , طايرة بغير جناجين
احنا النهاردة سوا وبكره هنكون فين..
في الدنيا .. في الدنيا..

يرتدي قبعته , يمنح صورتها نظره , وقبله , وبعدها يلوح لصورة مروان وميان ,يخرج من شقته الصغيرة ..
يذهب للشاطئ , يرمي صنارته وينتظر صيد السمك..
شهر زاد تحب الصيد وهو كان ينفر منه والان اختلف الامر..
*********************************
يتبع


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-22, 10:46 PM   #448

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

دنيا تدور مهما تدور ما هي بتدور سواقينا..

تخرج من المنزل مسرعة من اجل محاضرتها , تراقب عاصي المتعبة بحملها وناصر بجانبها يحتويها بصبر, بينما جدته ممتعضة ولا تملك حق الاعتراض..
تخرج مهرولة فتجده أمامها, اعتادت عليه , على وجوده , تشعر انه يوجهها بكل شيء , وهي به باتت تبني الثقة..
-اتأخرت عليك ياعمار .. اكيد مش فاضي وعطلتك
ركبت فقاد السيارة تجاه الجمعة مبتسمًا لها :
-افضالك..
********************************
في عطشنا في المنا مبتنساش تداوينا..

هندمت ملابسها من اجل وظيفتها المؤقتة الجديدة, تخرج فتجد شقيقها يعمل ورهف جالسة ترتشف الشاي..
ترى هروب بصره لها وتهربها منه فتهز رأسها بيأس..
تدندن وهي ذاهبة لعملها الجديد:
-اهل الحب صحيح مساكين ..
التفت لها موسى فغمزته واشارت لرهف ورحلت..
بعد خروجها اقترب منها , مد يده لها , رفعت نظرها بتردد , تنظر ليده بدهشة وطلبه الغريب:
-ترقصي معايا..
امسك يدها قبل ان تجاوب فضحكت, وكانت ضحكتها بداية سقوط بالعشق..
**************************يتبع


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-22, 10:47 PM   #449

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

لينا الحب لينا قبل الجراح ما تدق بابنا..

تتمايل بخفة وهي تتلاعب بمروان , تهمس له:
-هجوزك بنتي لو جبت بنت , واهو زيتنا في دقيقنا..
يعبس مروان فتضحك هي , تعبس بزيف:
-ايه الباشا مش عاجبه بنت , دي ست البنات..
ضرب يد بأخرى , يضحك وهو يتقدم منهم لداخل الغرفة هاتفًا بسخرية:
-هي فين بنتك الي هي ست البنات..
تزيح خصلاتها متابعة:
-باعتبار ما سيكون يعني..
صمتت وبعدها سألته:
-البنات سافروا يتفسحوا مع مامتهم..
هز رأسه مبتسمًا لها :
-ايوه هيرجعوا بعد اسبوع ان شاء الله..
تابعت بصدق وهي تقترب منه حاملة مروان:
-ربنا يسعد خديجة انا فرحانة ليها اوي..
هز رأسه يؤكد بالحديث على ما تقول وهو يجذبها هي ومروان فيجلسها على قدمه..
-وانا كمان حقيقي فرحان ليها..
وهنا كانت بداية جديدة.. ملخصها راحة وامان..
*********************************
جينا ومادين ايدينا والي يصيبنا اهو من نصيبنا..
على مركب بإحدى شواطئ تركيا , كانت هي بين احضانه تتراقص, بفستانها الزهري وحجابها الابيض..
يهمس لها , مقبلًا رأسها :
-يحبك يا ديجا.
مزحته الخاصة بها, يدللها باسم اختاره هو ولا يسمح لاحد غيره ان يناديها ..
يحبها ويحب كل ما يتعلق بها..
وهي يكفيها انها اخيرًا تغلق جفنها بأمان بين يديه.. يكفي انه بات يشعل نبضات القلب وهو ما لم يفعله احد من قبل..
******************************
دنيا بتلعب بينا ليه..!

خرج من السفارة بعد أن عقد قرانه عليها , يحملها , يدور بها..
يهمس أسفل نظرات خاله الممتعضة:
-بحبك ياجود..
لم تمنحه الاعتراف , وهو مكتفي انها بين يده, انها له, انه وجد مرساه..
وهي تبتسم , بل قلبها من يفعل, تهمس داخلها:
-وانا كمان يامازن..
والحكايات تدور والاقدار لا تتغير مهما حاول الجميع..
******************************
يتبع


أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-22, 10:48 PM   #450

أسماء رجائي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية أسماء رجائي

? العضوٌ??? » 445126
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,640
?  نُقآطِيْ » أسماء رجائي is on a distinguished road
افتراضي

ايه راح ناخد من دا ايه.. ايه راح ناخد من دا ايه
وحيدة في قصرها الكبير, اليوم زيارة كريم وزوجته وعبدالله الصغير..
ما الذي جنته مما فعلته , سوا الوحدة والخسارة والسقوط..
هي لم تجني سوى الفقد, من يسأل عنها سوى نورا بمكالمة صغيرة, كريم بزيارة قصيرة..
ومازن نادرًا..

بينما هي تحمل عبد الله تلاعبه , صرخت اثير فجأة بوجع صارخة بكريم :
-شكلي بولد..
وهنا ميلاد جديد , حياة جديدة, وبينما هو يجلس ومعه جلنار , ينتظر ولادة طفله الجديد, خرجت الممرضة تبشره بوصول ابنته..
التفت لوالدته , ابصر جفنها المغلق, اقترب منها يبشرها , ولكنها كانت قد فارقت الحياة..
ولدت طفلته, وماتت والدته . ماتت وهي خاسرة لكل شيء..
يبكي , يتأسف لأجلها, لم تحيا السعادة ولم تذقها , لم تعرف والدته الرضا فكانت نهايتها وحدة وسقوط..
******************************
يتبع


على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t485572-46.html



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 05-08-22 الساعة 12:24 AM
أسماء رجائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:00 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.