آخر 10 مشاركات
307 – الحب والخوف - آن هامبسون -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          عمل غير منتهي (85) للكاتبة : Amy J. Fetzer .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          خريف الحب / للكاتبة خياله،،والخيل عشقي (مميزة) (الكاتـب : لامارا - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          حنين الدم ... للدم *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : رؤى صباح مهدي - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree42053Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-06-22, 06:07 PM   #3281

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 578
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Elk



مساء الود .. و جنان الورد

.

الجزء الـ١٤
جزء طوووويل جداً .. يبلغ بنا مرحلة إنتقالية لتصاعد الأحداث بين أبطالنا😍💜

:

إهداء للجميلات مُزدانة و جوجو
و الأنيقة الملهمة عبق الخزامى
و لكل عشاق (غاية العمار)❤️

~

اتمنى ينال على رضاكم🌹
و يكون قادر على إخراج الأغلبية عن الصمت🥀

~

أتمنى قراءة رايقة .. لكم 🤍☘️


أغاني الشتاء.. متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-22, 06:08 PM   #3282

أبها

? العضوٌ??? » 344997
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 738
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » أبها has a reputation beyond reputeأبها has a reputation beyond reputeأبها has a reputation beyond reputeأبها has a reputation beyond reputeأبها has a reputation beyond reputeأبها has a reputation beyond reputeأبها has a reputation beyond reputeأبها has a reputation beyond reputeأبها has a reputation beyond reputeأبها has a reputation beyond reputeأبها has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة qhoa مشاهدة المشاركة
اظن ابها تقصدني...للابد غضبانه على مالك حتى بعد ماتزوج سلام وخلف ركان ورغد😁🤭😅😅😅

لا والله يا قهوتنا اللذيذة ،،،
ما أقصدك أبد ،، أنا كنت كارهه مالك من البداية
هو كبير وواعي ،، ينساق ورى مراهقة ،، وحركات نص كم،
لا حيا من الله ولا من خلقه 😡
حتى يوم تزوج ،، ظل يلاحقها ،،
ما حبيته من البداية ،، 😑


أبها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-22, 06:09 PM   #3283

ميس العتيبي
 
الصورة الرمزية ميس العتيبي

? العضوٌ??? » 495091
?  التسِجيلٌ » Nov 2021
? مشَارَ?اتْي » 146
?  نُقآطِيْ » ميس العتيبي is on a distinguished road
افتراضي

هلاااا والله 😍😍😍😍

ميس العتيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-22, 06:09 PM   #3284

عبَق الخُزامى
 
الصورة الرمزية عبَق الخُزامى

? العضوٌ??? » 488958
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,112
?  نُقآطِيْ » عبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond reputeعبَق الخُزامى has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 40 ( الأعضاء 22 والزوار 18)
‏عبَق الخُزامى, ‏sarah72+, ‏وعدي الابدي, ‏jojo+, ‏السدين+, ‏منـال مختار, ‏ميس العتيبي, ‏مِسك+, ‏أغاني الشتاء.., ‏مكاويه, ‏أبها, ‏نجمة مساء, ‏أمل و ترقب, ‏Maha bint saad+, ‏ممررييمموو, ‏دورومي, ‏ريفونا, ‏قارئة فنجان, ‏الملكه الجميله, ‏جويرية جةجو, ‏زمردانكا, ‏مرام ناصر

أهلًا أهلًا بالطّلة الحبيبة لقلوبنا ♥♥()


عبَق الخُزامى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-22, 06:10 PM   #3285

sarah72
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 407216
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,307
?  نُقآطِيْ » sarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبَق الخُزامى مشاهدة المشاركة
أفااا ما توقّعتها منّك سرور 😔..
من قال لكم بس أنّي أبله هههههه غلطانين بالعنوان 😂💛

لو أنّك قايلة مثل سماح كنت بفرح 😋😝🤣
العذر والسموحه 😔❤❤
حنا نقصد ابله ب اخلاقك وجمال ادبك 🤩🏃🏻‍♀❤
ولا يهمك مثل سموحه ونجلاء ❤❤


sarah72 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-22, 06:10 PM   #3286

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 578
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26


[..الجـــزء الـــرابــع عشـر..]


*
*
*
استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه
*
*
*


فتحت له الباب حالما وقف أمامه .. قبل حتى أن يخرج هاتفه ليتصل بها .. ليدخل بإستغراب .. يسّلم عليها .. ويقبّل رأسها وهو يبادرها بعتب ..
: خالتي كان خليتي الباب مفتوح...ليه واقفة تنتظرين بهالبرد؟
أجابته بمحبة .. سكنت قلبها إتجاهه ..منذ ذلك اليوم الذي قابلته فيه .. بعد وفاة سلمان .. حين عاهدتها تلك الدمعة التي علقت بمحاجره .. أنه سيكون العوض لها عمّن رحل ..
: عيال أسماء توهم دخلوا كان يلعبون عندي...قلت اتمشى في الشمس لحد ما تجي اليوم الجو الحمدلله دافي شوي ...

سارا معاً .. و هما يتحدثان عن الطقس .. و أمور حياتية مجرّدة من كل مايهمهما ..
حتى دخل معها .. ليجلس في ذات المجلس الذي غادره قبل ثلاثة أيام غاضباً .. قاطعاً على نفسه وعداً أنه سيمضي وقت طويل قبل أن يعود من جديد .. لكن إتصال خالته عاد به سريعاً .. إلى ذات المكان .. الذي وقفت تجمع ما تبقى من قوة فيها .. حتى تنفيه فقط من حياتها .. التي كانت هي من أدخلته فيها .. ذات القلب الموصد !!

حالما جلسا .. بادرته بالإعتذار .. و الضيق يملأ صوتها .. و ملامحها ..
: والله مادري وين أودي وجهي منك يا ليث.. امسحها بوجهي و أنا خالتك_حاولت تبرير صلافتها بكذبة لم تجدي_هي بس عشانها تعبانة ما حست وش تقول

رفع لها نظرة خائبة .. لترتسم على ملامحه إبتسامة عدم تصديق .. لتضحك ساخرة بمرار من كذبتها التي أبت أن تُصدق نفسها ..
: آآخ بس...مادري على مين بأكذب...و أنت أكثر واحد متحمل طولة لسانها و قساوتها!
أجابها بأسى .. جاء يملأ أسئلته الحائرة عنها ..
: أنا بس أبي افهمها...أبي أعرف وش فايدة هالزواج بنظرها دامها ناوية على كل هالصد و الكره لي؟ ..أدري إنها ما تعرف عني شي عشان تتطمن بس هي حتى ماعطتني فرصة...على الأقل تتقبلني شوي عشان خاطر سلمان الله يرحمه و يغفر له

حديثه نكش الجرح الغائر لذكراه .. و ما خسروه معه .. قبل أن يخسروه بوفاته ..
يؤلمها أن تمسّ ذكراه بسؤ .. راحت تجمّله بقدر ما تستطيع .. لكنها أرادت أن تنصف ابنتها ولو لمرة واحدة .. و هي تبرر له سبب حدة تصرفاتها .. ليكون له القرار هو بعد ذلك .. إما أن يعذرها .. أو يغادرها .. من حقه أن يعلم ماهو مُقبل عليه ..
لذا راحت تسرد له وجع الذكرى .. و هي تعيد مرار تلك الأيام على قلبها ..

: هي لو شافت فيك صورة سلمان الله يرحمه و يغفر له ما كان...ماراح تفتح لك قلبها أبد...ترى العلاقة بينهم ما كانت مثل ما أنت متخيلها...سلمان و أبوه الله يسامحهم و يعفو عنهم كانوا قاسين معها...متحكمين بكل صغيرة و كبيرة في حياتها...و بعد ماتزوجوا خواتها حتى هم تغيروا عليها... عشان كذا رفضت الزواج منك و من غيرك...و من بعدها قسى عليها زيادة...قبل وفاته كان لهم شهور ما يكلمون بعض! ما تجلس في المكان اللي هو فيه..عزلت نفسها عننا و عن الناس...و الظاهر تعودت على هالشيء...ماودي إنك تضيق منها و لا أجبرك تتحملها بس إذا أنت متأمل إنها تغير رايها قريب...ترى هالشيء بيكون صعب! بنتي و اعرفها راسها يابس و هالوضع جايها على كيفها...والله إني أكلمها كل يوم و لا فيه أمل تسمع كلامي أو تحس باللي أنت مسويه عشانها...و أنت ما تهون علي ماني مرتاحة و أنت مخبي عن أمك و أهلك زواجك و حنا موب عارفين هالوضع متى ينتهي...اللي يريحك يمه تكفى تسويه بس أمانة عليك شوف خاطر نفسك قبل تشوف خاطرنا...أنت ما قصرت بيض الله وجهك و لا بتقصر معنا أبد مهما تختار

كان طوال الوقت يستمع لها بذهول و صمت .. شارداً بضيق .. لا تدري بماذا يفكر ..
قبل أن يقف ليقبّل رأسها .. و كأن حديثها جاء ثقيلاً جداً على قلبه .. ليخرج حالما سمعه ..
: ماراح يصير إلا اللي يرضيك ياخالة
أكدت له بإعتذار .. و مودة كبيرة .. و هي تربت على كفه التي يضعها على كتفها ..
: اللي يرضيك هو اللي بيرضيني

زفر نفساً ضائقاً .. يملأ وجهه ملامح كدر لا تليق به .. لتشعر باللوم يزداد في قلبها عليه ..
ماذا أفسدتي يا سماح في قلب هذا الرجل النبيل؟ و ماذا ستفسدين أكثر!

لذا اتسعت عينيها بدهشة و تردد .. حين طلب منها بثقة ..
: عطيني رقمها

:
:

أتى لها يحمل بقلبه خيبة .. ليخرج به مثقلاً بخيبات أقسى .. و أوجع !!

آه يا سلمان !!
أكاد لا أصدق ما أسمعه عنك !
لا أتخيل وجهك غاضباً للحد الذي تحكي لي عنه والدتك!
لا أتخيل أن لك قلب .. لا يعرف اللين .. و الرحمة ..
كيف يتحدثون لي عن شخص لا أعرفه؟؟

أين أنت؟ أين سلمان رفيق العمر و الروح؟
لا أجدك في كل تلك الأحاديث الموجعة التي تُسرد عنك؟!

هل كنت معي فقط شخصاً مختلفاً؟
هل كنت تُخرج أمامي أفضل ما فيك؟
لما لم تتحدث معي يوماً عن ذاك الشخص الذي تتحدث عنه والدتك؟!
.. لأنك كنت تعلم أني لن أُبقي عليه ..
أ كُنت تخشى من التغيير يا سلمان على شيء تربيت عليه؟
أم كنت حقاً معتنق فكرة القسوة عن إيمان تام .. و لا ترغب في التغيير ..

لا تقلق ياصديقي ..
سأعود بصفحة ذكراك بيضاء .. كما عرفتها ..
سأحاول رتق التمزّق الذي خلّفته خلفك ..
سأمحو أي سؤ عبر قلبهم منك ..
سأصنع الأعذار .. و أعوّض بما استطعت الأضرار ..
يجب أن يطيب أثرك الباقي عليهم ..
لا أتحمل أن تدنو هذه الظُلمة من ذكراك في أرواحهم ..
جداً عزيز كُنت .. و اليوم هم من بعدك ..
مرتبطُ بهم .. بقدر ما تبقى لك داخلي ..
فأرقد بسلام ..
عفى الله عما أسلفت .. عفى الله عما أسلفت ..

.. كان يظن أن الطريق إلى قلبها طويلٌ جداً ..
ليدرك اليوم .. أن هذا الطريق الطويل متعرجاً .. ضيقاً .. متكدساً بحجارة الذكرى القاسية ..



~*~*~*~



أنهى هذا الإجتماع مع والدها .. و الذي أثار إستغرابه .. حين طلب منه أن يأتيه في منزله .. و ليس في شركته ..
برر له ذلك في إتصاله بأنه يعاني من التعب .. و لن يذهب هذا اليوم لعمله .. لكنه الآن يبدو أمامه على الأقل .. بأفضل حال ..

يُشابه هذا الرجل أباه في الخبث و الدهاء نعم .. لكنه خبث هاديء .. مدروس مخطط .. و ليس عشوائي .. متهور .. كوالده ..
لكن لا ينكر أن التعامل معه أفضل بكثير من التعامل مع والده .. كان من السهل إقناعه بأفكاره .. وهو يُشيد بكل إقتراح يصدر منه .. و يدعم موقفه على عكس ما توقع ..
لكن لازال يجهل هل كانت طواعيته هذه عن إقتناع تام؟؟
أم أن له مآرب أخرى يريد أن يصل بها معه؟؟

.. هذا مالم يعرفه من ملامحه التي بدت كصندوق مقفل لا تشيء إلا بما يرغب بإظهاره ..
لكنه بدأ يأمل قليلاً أنهما قد يتفاهما و يتفق معه .. للحد من تهور والده .. و جنون طموحاته ..

حين همّ بالإستئذان منه ليغادر .. وقف معه ليرافقه للخارج بنفسه .. و حين وصلا للمدخل الخارجي باغته بسؤال مفاجيء لم يتوقعه ..
: وش أخبارك مع غاية؟
كان سؤالاً شاسعاً .. يحمل عدة تآويل يمكن أن يفسرها به .. لذا أجاب بحياد .. و برود ..
: الحمدلله بخير...بس ليش تسأل؟
تبدّلت ملامحه الجامدة .. وهو يجيبه بتبرير أبويّ قلق .. و كأنه يعرف حالها معه ..
: لأني أعرفها تغرق في الشغل و تنسى نفسها واللي حولها...فلا تزعل منها إذا ماكانت ترد عليك أحياناً أو ماتتكلم و تتفاعل كثير...ترى هذا طبعها
نظرة عينيه التي بانت له وهو يستمع لحديثه الغير متوقع عنها كانت مشككة .. قبل أن يتداركها .. و يدّعي التفهم .. ليرد مازحاً ..
: إذا كانت طالعة على أبوها و الشغل عندها أهم...أكيد بتنسى نفسها قبل تنساني
لكنه أدرك أن صاحب العينين الثاقبتين أدرك معنى نظرته .. ليفيض بحديث لم يتوقعه .. وهو يقف و يلتفت عليه يتكلم بإهتمام صريح ..
: عمار...لاتحكم على غاية من طريقة تزويجي لها...بغض النظر عن السبب و مصلحتي...لو ما شفت إنك كنت تستاهلها ماوافقت إنك تقلب موضوع الخطبة علي_أكمل و كأنه يتحدث عن كنز دفين_ترى غاية بالذات من بين بناتي غالية على قلبي كثير و ما أفرط فيها لأي أحد و أقدّمها على الكل...اسأل وشوف أنا عطيتها لمين قبلك...كلهم رجال مايعيبهم شيء_ليملأ ملامحه ضيق مفاجئ وهو يكمل_بس الله ما كتب لها نصيب معهم

صمت مفكراً .. وهو يلمح في عينيه ملامحاً مختلفة عما كان يتخيله .. حين تحدث عنها .. حتى تبدّلت ملامحه وهو يدعوه بحماس ..
: دامك وصلت للبيت مرّ عليها...هي عندها معمل خارجي تشتغل فيه اذا صارت في البيت...وقت الصبح ما يكون عندها أحد...بس عاملاتها

و لم ينتظر رداً منه .. طبعاً !! فليس من المفترض بشخص يملك قلب .. و عقل سليمين.. رفض دعوة صباحية لرؤيتها !
لذا هتف بإبنه الأصغر حالما رآه يمر من أمامهما .. متوجهاً إلى سيارته ..

: ماااازن...وصّل عمار لمعمل غاية

بان الإمتعاض على وجه هذا المراهق .. ليقترب منهما مجبراً .. و ما إن أنهى سلامه عليه .. حتى رن هاتفه على الفور .. ليخبر من يتحدث معه أنه سيأتي في الحال ..
و حين لمح والده يعود إلى الداخل .. توقف خطواته في الحال ..وهو يشير له إلى طريقها بعجل .. ليخبره أنه سوف يجدها هناك ..
ليبتعد عدة خطوات وهو يرفع له هاتفه من بعيد مؤكداً له أنه سوف يتصل بها ليخبرها بقدومه ..
و حين حاججه أنها لا ترد على هاتفها أغلب الأحيان .. أخبره بملل أنه سيتحدث معها على هاتف معملها لتُبلغها أي من العاملات اللاتي سيردون عليه .. و رحل مستعجلاً ..
و لم يكن ليقتنع بلامبالاته .. ليتصل هو بها .. لكنها كالعادة لا تُجيب .. فما تبقى له إلا أن يُصدّق ذاك الوعد الواهن من أخيها ..
فلا حيلة له الآن على قلبه .. ليتراجع عن رؤيتها .. وهو يقف على عتبات لقاء .. كان يرسمه الشوق خفيةً وسط صدره !!

كان الدرب لها يُشبه دخوله إلى قصص الأساطير الخيالية .. وهو يتعدى فخامة قصر والدها .. و بذخ الديكورات التي تحيطه ..
ليسلك من الخلف ممراً ترابياً ممهداً .. خطى لها فيه .. من بين أشجار النارنج المتفرعة بطولها .. المصطفة على الجانبين بخضرة أوراقها .. التي تتخلل كثافتها أشعة الشمس .. لتلقي إضاءة ذهبية على ثمراتها البرتقالية ..
يعبق الهواء من حوله برائحة أزهارها البيضاء العطرية .. كلما هبت الهواء محركة تلك الأغصان الوافرة بها ..
حتى اتسع به هذا الممر .. لتخف كثافة الأشجار .. فيرى ذاك المبنى الزجاجي .. الكبير .. بأعمدته الزرقاء ..

ارتقى الدرجات الرخامية .. ذات الدرابزين المزخرف .. و دخل إلى معملها الواسع الغارق بأشعة الشمس ليعبره الدفء .. و الإشراق .. و تذهله حياة الألوان المفرطة بكثرتها .. من حوله ..
كانت تتدلى من وسط السقف الزجاجي .. ثُريا ضخمة ذات تصميم انتيك .. بعناقيد نحاسية معقّدة .. ذات طيات أقمشة مشجرة .. موّردة ..
و افرة أطرافها بريش ملوّن .. حتى بدت له كطاووس بسط ريشه قزحي الألوان بخيلاء .. في السقف الذي كان كلوحة للسماء الزرقاء .. و خطوط الشمس تعبر الغرفة منه بسخاء ..

لتُلاحظ تواجده بعض العاملات .. اللاتي عرفوا هويته .. لتتقدم منه إحداهن .. و تخبره أن يتوجه معها إلى مكتبها ..
و قادته على تلك الأرض المعتقة .. التي تفوح منها رائحة الخشب .. ليتأمل قطع الأبسطة الموزعة عليها بتناسق .. رغم تضارب الألوان بها ..
فيجد نفسه ينساب أكثر إلى تفاصيل عالمها المثالي .. حين تهادت لأنفاسه رائحة الورود العطرية.. و النباتات الطبيعية .. التي انتشرت من حوله ..

كان معملها زاخر بكل الألوان التي عرفها بالحياة .. مليء بالأرفف الملونة .. العتيقة ..
التي تتكدس بها تلك الأنسجة القماشية المزخرفة .. الصاخبة الألوان .. و النقوش ..
.. لا تمتلك نهجاً معيناً في التصميم .. صاخبة .. وافرة .. فقط في كل ما حولها ..
لا يعلم كيف لها القدرة على تنسيق هذا الكم الكبير .. من اللوحات .. و الخامات .. و الأثاث .. المليء بالألوان بهذا الشكل الجذاب و المبهر ..

أخبرته العاملة أن ينتظرها قريباً من مكتبها .. فهي ستخرج بأي لحظة من غرفة الأزهار التي أشارت لها أمامه ..

... و لكن قبل أن تخرج رآها .. فتلك الغرفة أيضاً لها جدار زجاجي بالكامل ..
و سؤال واحد يصدح في عقله !!!
هل تبدو دوماً آسرة بهذا الشكل ؟؟!!

اقترب بهدؤ هائم منها .. كمن يمشي فوق الغمام .. يشعر بخفة في روحه كلما تهادى حُسنها الهائل أمامه ..
كان يكفيه فتنتها التي تترامى أطرافها بأقصى حدود روحه ..
لتزيد ترف حُسنها بتلك الخلفيات التي تحيطها و تضاعف على قلبه جمالها ..
لتبدو لعقله كالخُرافة التي أصبحت أكبر من إدراكه !!

كانت غارقة بتألّق .. بين باقات الورد الضخمة المصفوفة بتلك الغرفة .. تنساب من تحت ذاك المنديل الأصفر الذي تربطه على رأسها .. خصلات شعرها الطويلة .. كموجات ناعمة .. عفوية .. دافئة .. من الكراميل الداكن .. حتى تصل أطرافه إلى خصرها المنحوت ..
و تلك البلوزة الريفية البيضاء القصيرة تظهر جزء من خصرها .. و تشتد على جسدها .. بفتحة صدر تبالغ في إكرامه برؤية مساحات خطرة من نحرها البرونزي الساحر..
و تتخايل رشاقة جسدها بتنورة حريرية .. بوهيمية .. واسعة .. و طويلة .. كانت مزيجاً من ألوان الزهر كلها ..

من تتكلف كُل تلك الأناقة و هي تعمل ؟؟ سواها من تغرق في تفاصيل الجمال !!
...حتى بدت له كقطعة فنية نادرة .. خرجت من تنسيق تلك التصاميم و اللوحات التي تُحيط فيها...

أنثى من سلالات الورد .. و الشمس .. و الفتنة ..
امرأة مليئة بالجمال .. محاطة بآلآف الألوان ..
مهووسة بالكمال بكل شيء فيها .. و حولها ..
لا شيء فيها رتيب أو إعتيادي ..
لا شيء فيها بسيط أو يعرف الوسطية .. متطرّفة بجمالها .. و كمالها ..
تستهلك الكثير من عقله .. حتى يستوعب مدىً لحُسنها ..

كانت عينيها بتلك الأهداب التي تقتله .. تنتقل بين تلك الأزهار كفراشتين .. يبحثان عما يليق بحسنهما ..
حتى خرجت .. بعدما ضمت بيديها .. أغصان زهر .. راحت ألوانه المُزهرة تزيد هالة الجمال بوجهها ..
توقفت للحظة .. حين تفاجأت بوجوده .. و هي تعقد حاجبيها بإستنكار و صدمة واضحتان ..
قبل أن تزم شفتيها المتعاليتين بغرور .. و يكتسي نظرتها البرود .. و اللامبالاة به ..
و هي تتقدم لتلك الطاولة الخشبية .. بينهما .. لتضع أغصان الورد عليها .. و كأنها لم تراه ..

حين يراها تُحدث فوضى جانحة .. في كل ما يرتبه في عقله نحوها .. لتتخبط الكلمات على لسانه .. ينسى أساساته ..
فيجد نفسه يبوح بلا مقدمات بما يُرهق عقله ..
: ما تشوفين إن لبسك مبالغ فيه قدام هالعاملات اللي معك !
ليتفاجأ أكثر من برودها .. و جُرأتها في الرد ..
:لا تخاف محد مركز في هالشيء غيرك
ردودها الباردة تُغيضه .. تُلقيها بذوق يُناقض معناها .. تستفزه للمواجهة .. لتغدو الكلمات بينهما .. كسهام يتقاذفانها .. في عراك مدروس أيهما سيصيب به الآخر أولاً ..
: غيري! ولو كان اللي جاء أحد من اخوانك تجلسين قدامه بهالشكل؟

لم تهتم لحديثه .. و بالكاد التفت بأناقة و تعالي .. لتشير بنظرتها المتحدية إلى ذاك الشال الوفير الذي تضعه على كرسي مكتبها ..
قبل أن تعود إليه بنظرة متفحصة قصيرة .. و تبتعد بلون البندق في عينيها العابثتين بحسنهما .. و ترد بإنتقاد ..
: و محد منهم يجي بدون يعطي خبر !

عرف أن ذاك الأخ البغيض .. لم يُكلّف نفسه أن يُخبرها بقدومه .. و لم يهتم لتصحيح فكرتها ..
فبتعاليها هذا .. و لا مبالاتها حتى بوجوده .. لم تكن تستحق أي تبرير ..

للحظة ظن أنها ستذهب لتدثّر نحرها بذاك الشال .. لكنها لم تهتم .. بقيت بمكانها .. بفتنتها .. تقف بألف خطر يُهدد قلبه ..
لتقلّب تلك الخامات التي أمامها .. تشغل نظراتها .. و أصابعها الأنيقة .. بتنسيق باقة الورد التي بين يديها ..
غير آبهة بإكمال حديثهما .. أو سؤاله عن سبب زيارته ! أو حتى تمثيل دور العروس المرتبكة بأول لقاء !!

.. هكذا انتهى الحديث بينهما .. و عيناه تقعان أسيرتين لحُسنها .. وهو يشاركها الصمت ..
في محاولة للسيطرة على فوضى المشاعر التي استعمرت قلبه ..
في محاولة صعبة للتحرر .. من ثورات حُسنها التي تجتاحه كالنار ..

كان كُل شيء معها و فيها .. صاخب .. حتى تلك الإكسسوارات المُلفتة التي ترتديها ..
أقراطها الطويلة .. و أساورها الملونة الكثيرة التي تُحدث جلجلة كُلما تحركت يديها ..
تُغيّر حتى قاعدة الأشياء الأزلية .. لتبدو حبات العرق الصغيرة بوجهها .. و كأنها رذاذاً من شذرات الذهب...ترش على وجنتيها ..

أي امرأة أنت ؟؟
كلماتك هوجاء كريح الخريف .. و في قلبك يتكدس ثلج الشتاء ..
فقط تركت لملامحك .. و فتنتك .. لهيب الصيف و مواسم الزهر و العطر ..
كيف تجمعين بجسدك الثلج و النار ؟؟
كيف تحرقين من حولك بذاك القناع البارد .. الذي تسكُبين فيه سحر ملامحك الشهية ؟؟
كيف تجعلين الأسئلة تشتعل بقلبي عنك كالقناديل .. بلا إنطفاء و لا جواب !!

رفعت بعد صمت طويل رأسها له .. لتتحدث بصوتها الرخيم .. نبرات الثقة في صوتها تخرج من لون الزهر في شفتيها .. كنهر موسيقي عذب ..
: دام ما عندك شيء تقوله..تفضل اشتري هذي الباقة..خلني استفيد و أنت تستفيد من مشوارك
رد عليها ببرود ..
: ما أذكر سألتي وش أبي...و لا جاوبتك
بررت له بتهذيب أنيق .. لا يُشبه معنى كلماتها ..
: يعني جايني المعمل بدون استئذان...ما اتخيل إنك تنتظر إستئذان عشان تتكلم!

تقدمت منه .. و وقفت أمامه .. تمد له باقتها .. متحدية .. لا يدري أيهما أخطر تحدياً تساومه فيه ..
نظرة عينيها و ثورة الأهداب التي تجتاحه كالطوفان ؟
أم تلك الدفقة المخملية المثيرة التي اجتاحته برحيق الورد الحلو .. حين اقتربت .. و تمادى عطرها بالإقتراب .. ليعبر إلى مكامن قلبه ؟

أجابها بتساؤل بارد .. غامض .. وهو يسايرها و يلتقط الباقة من يدها ..
: إذا أنتي عطيتيني الورد..المفروض أقدمه لمين ؟
ضاقت عينيها للحظة .. لترد بعدها بلا مبالاة مترفّعة ..
: أكيد لأمك.. خذها لخالتي و تصير لك مجانية عشانها
اكتست عيناه نظرة إستدراك .. ليميل جانب فمه وهو يجيبها ..
: لا بأدفع...لأن فيه وحده في بالي تستاهل اعطيها هالورد

كان لتلك النظرة التي صوبتها نحوه .. ترجمة واحدة فقط (هل تظن أني سأغار عليك!) .. و سألته بمهنية صرفة .. رغم سخريتها ..
: تبغى نكتب لك بطاقة؟
أجاب برسمية ساخرة .. يجاريها ..
: لا طبعا! الكلام خاص بيني و بينها
اعطته ظهرها .. و هي تسأل ..
: شبكة أو كاش ؟

ابتسم بإستنكار حين رآها تمضي في جديتها .. و تنحني فوق طاولة مكتبها .. لتلتقط جهاز الدفع .. و تعود لتتقدم منه و نظرتها العابثة تبدو أكثر إسترخاء ..

إنها تُدرك مستوى حُسنها !!
تثق أنها لن تمر مرور الكرام على قلبه!
لذا أعطت نفسها الحق أن تتصرف بهذا التلاعب و اللامبالاة !

مدت أمامه الجهاز .. ليدفع .. و هي توّضح بفخر ..
: ميتين و ستين
ابتسم بإستخفاف .. وهو يقف أمامها .. يُقلّب باقتها بيده ..
: مع إحترامي لمجهودك..بس ما تشوفين كثير المبلغ على هالوردتين!
لم تهزها سخريته .. و أجابت بثقة خبيرة ..
: واضح إنك ما تفهم بالورد..و لا تعرف قيمة الورد الموجود في الباقة_لتتغير نبرة صوتها و هي تشدد على كلماتها التالية_إن شاءالله اللي بتقدم لها الورد تكون تفهم فيه
اتسعت إبتسامته لأول مرة أمامها .. وهو يتحدث ..
: أكيد تفهم...و عشانها بأدفع السعر اللي مو مقتنع فيه
لتجيب .. عاجزة هذه المرة عن إخفاء نبرة السخرية المنزعجة في صوتها ..
: تتهنى!

:
:

أشغلته عن قصد في تلك الباقة التي لم تجد غيرها عُذراً .. لتجعله حقاً يدفع .. هرباً من أي حوار بينهما لم تكن على إستعداد له وهو يأتيها بغتة لم تكن في حُسبانها .. و عادت إلى مكتبها لتضع الجهاز منتصرة ..
لكنها كادت أن تفز و هي تحس به يقف خلفها تماماً .. يكاد يلتصق بها وهو يميل قريباً جداً من فوق أكتافها .. ليلتقط بطاقة من تلك المصفوفة بأحد العُلب على مكتبها .. و يلتفت عليها ليهمس قريباً من أذنها ..
: لو تسمحين بآخذ بطاقة أكتب فيها اللي أبي اقوله لها..هذي من مكملات الباقة اللي أنتي مسؤولة عنها صح؟
أجابت بحدة .. و ثبات بالكاد تمسكت به .. كي لا تفز بعيداً عنه ..
: تفضّل

كانت تحبس أنفاسها كي لا تشيء بإرتباكها .. لذا زفرت براحة خفية حين ابتعد عنها ..
رغم أن الهواء الذي ينفذ إلى صدرها مازال عابقاً برائحة مثيرة من الخشب و العنبر .. تمنحه غموضاً دافئ خاص به ..
راقبت ظهره العريض يبتعد .. ليرتفع حاجبها بإستنكار .. وهي تراه يلتف ليجلس بكل أريحية .. و تطفل .. على كرسي مكتبها ..
ليلتقط قلمها الذهبي الذي تتدلى منه سلاسلاً قصير محملة بإكسسوارت منقوشة .. ملونة ..
ليقلّبه للحظة بين يديه بشبح إبتسامة غامضة كادت تظهر من شفتيه .. قبل أن يشغل نفسه بكتابة تلك البطاقة بإهتمام ..

حين رأت إهتمامه بعيداً عنها .. وقفت تراقبه للمرة الأولى عن كثب .. و نبضات قلبها تهدر بوتيرة مرتبكة لم تعهدها ..!!

و كأنه منيع عن الشعور بالبرد .. وهو يرتدي قميصاً رمادياً خفيفاً .. بدت عضلات صدره النافرة .. واضحة جداً منه ..
و تقسيمات تلك الذراع الصلبة بدت لها أشد قسوة .. وهو يرفع أكمام قميصه .. ليظهر ذراعه الأسمر و تلك العروق الغليضة الممتدة فيه ..
تزيده قوة .. و قسوة ..

انتفض جسدها حين تذكرت قربها منه و هما يلتقطان صور ملكتهما ..
كم بدى لها حين ذاك مرعباً و هي تعجز أن تحيط ذراعها النحيلة .. بمدى ذراعه الضخمة .. القاسية ..
لتشعر بإنكماش يديها .. و تراجع ثقتها .. حين تمادت بجرأتها و هي تضع يديها على صدره العريض .. حتى شعرت بالرعب .. و الذهول ..
و يداها تلمس تلك العضلات الصلبة .. النافرة .. تحت ثوبه .. لتبتعد سريعاً عنه ..

معه فقط كان من الصعب عليها المجاهدة لتبدو على ثقتها ..
أمام طلته الذكورية الآسرة .. و هيمنة رجولته التي يُجاهد على تطويعها ..
ليظهر بهذا المظهر البارد .. الزائف .. الذي لا تصدقه ..
تشعر أنه شخص آخر .. غير هذا الذي يدعيّه أمامها .. فمن يكون ؟!

غرقت بلا شعور و هي تتأمله أكثر بشرودٍ بعيد .. بدى غريباً في هذا المكان .. الذي لا يألف وجوده ..
حدة فكه التي زادت وضوحها لحيته الخفيفة .. التي تتكثف عند ذقنه لتكون إيطاراً مع شاربه .. أنفه المستقيم بحده ..
صلابة ملامحه .. و حلاقة شعره .. كل شيء في ملامحه كان حاداً .. غامضاً .. و جسده الضخم يعطيه مظهر قاسي .. بشكل مرعب ..
كان ليبدو كمجرم .. لولا نظرة عينيه الآسرة .. العميقة .. التي تناقض كل تلك القسوة الغامضة التي تحيط به ..

نفضت رأسها من تأمله بصدمة .. و هي تبتعد سريعاً بنظرها عنه .. تزفر نفساً كانت تحبسه بذهول و حذر و هي تعبر ملامحه ..
لتعود تلمحه بنظرة منخفضة .. منزعجة .. لتعترض بحنق عليه .. لما لا يكتب بطاقته لتلك المرأة خارجاً .. ليُنهي هذه الزيارة التي لا تحمل سبباً وجيهاً ..!!

ابتعدت عنه .. و الأهم عن تأثيره القوي .. الغريب عليها .. لتشغل نفسها و تخفف توترها و هي تتحدث مع إحدى عاملاتها ..
مدّعية أنها لاتهتم بتواجده حولها .. رغم أن وجوده كان يهيمن على إحساسها .. حتى و هي لا تراه ..

و حين انتهى .. ودّعها بأدب لا يليق به .. و وقفت تراقبه يرحل بغرابة حضوره ..!!
عيناها نصف مغمضة و هي ترصد رحيله بشك .. لتراه يغادر حقاً بدون أن يخبرها ماذا كان يريد .. و عنادها أبى أن يجعلها تبدو كالمهتمة لتسأل ..
لكنها تنهدت بخلاص حين اختفى من أمامها ..
بالله على والدها من أين أتى هذه المرة بهذا العريس الغامض .. المريب !!

منذ معرفتها بهذا الزواج .. و إنعقاده في المحكمة .. بدون أن يهتم حتى برؤيتها قبل ذلك ..
أيقنت أنه زواج مصلحة بحت .. و رتبت نفسها على هذا الأساس .. كانت متأكدة أنه شخص لا يهتم سوى لتلك الشراكة مع والدها ..
لكن منذ رأته و بدأت تتحدث معه .. وهو يناقض كل تلك الأفكار التي كونتها مسبقاً عنه ..!
ليتركها أسيرة مشاعر لا تفهمها .. كي تقوى على تصنيفها ..

الإثنان اللذان سبقوه .. من أول نظرة .. من أول حديث .. أدركت شخصياتهما و أولوياتهما .. و إهتمامهما بها ..
لكن هذا !! لا تعلم بعد من يكون؟ ما هي أفكاره حولها ؟ ماهي أولوياته معها؟ و كيف من المفترض أن تتعامل معه ؟
و الأهم إلى أين سيصلان .. قبل أن يستسلم و يرحل !

كادت أن تنجح في إبعاده عن خيالها .. و هي تجلس على كرسيها .. متجاهلة عنوة .. بقايا عطره التي بقيت خلفه ..
تجاهلتها .. و ركزت بشاشة كمبيوترها المحمول .. لتكمل قراءة طلبات الإستشارة .. التي تلقتها على إيميل مؤسستها ..
فتفتح مذكرتها و تبدأ بتحديد مواعيدها ..و لكن قبل أن تغرق في عملها ..
انتبهت للعاملة التي وقفت فوق رأسها تحمل باقة الورد التي غادر بها ..
: غاية..سير عمار يقول اعطيك هذي

منعت نفسها من التأثر به .. و لكن لم تستطع منع فضولها الذي جعل أصابعها النحيلة .. تلتقط البطاقة .. و تترك الباقة في يد العاملة ..

[إذا اتصلت عليك ردي، إلا إذا كنت تحبين نشوف بعض كل يوم ]

حسناً .. يبدو أنه يهوى الألاعيب .. و سيطول الأمر معه قليلاً ..
سينبهر ثم سيحوم حولها مفتوناً .. إما يجاهد للسيطرة عليها .. أو للإستفادة منها بقدر ما يقوى الحصول عليه ..
حتى يتعب .. و يبدأ يساوم نفسه بين ما سيخسر معها .. و ما سيكسب .. ليبتعد !!!



~*~*~*~



ككل يوم .. عادت مع وتين من مدرستهما .. لتذهبا إلى منزلها .. لتجعلها تغتسل .. و تبدل ملابسها .. قبل أن تعودا معاً .. تجلس في بيتهم ..
حتى تعود يمنى .. فتوصلها هي أو سحاب إلى منزلها .. فيمنى لا تعبر أبداً قريباً من منزل جدها ..
هي فقط تحبس روحها المنطفأة في هذا البيت .. و ساعدها ذلك أن على العكس من منزل عزام .. منزل خالها .. قام رياض بفتح باب في السور الخارجي خاص به .. قريب من منزله ..
فكان خروجها .. و دخولها بدون أن تلمح أحداً من سكان ذاك القصر .. رحمة من ربها لها ..

خرجت من الحمام الملحق بغرفتهم .. و رأتها تذهب إلى سريرها لترتدي ما جهزته لها والدتها .. و هي تقرأ ببطء تلك الرسالة التي كتبتها لها كعادتها .. لتبتسم بسعادة ..
و هي تاخذها لتفتح أخد أدراجها .. و تخرج دفترها الأصفر الذي يحوي صوراً كبيرة لأميرات ديزني اللاتي تعشق متابعتهن .. لتفتحه .. و تلصق الورقة مع سابقاتها ..

شاكستها مزن ..
: وش كتبت لك ؟
ضحكت و هي تغلق الدفتر .. و تخبأه في الدرج ..
: سر ما أقولك...بس أنا أقراهم
تكلمت بدهاء مصطنع ..
: شكلي راح أجي و أنتي نايمة و اسرقه هالدفتر
أجابتها بفخر .. و تحدي ..
: ما تقدرين...حنا اللحين في بيت بابا...ما يخليك تسرقينهم أكيد_عادت إلى ملابسها لتطلب منها_ميزو التفتي أبي ألبس
أجابت و هي توليها ظهرها ..
: حاضر يا حضرة البرنسيسة

بعد لحظات .. أحست بها تركض إليها لتحتضنها من الخلف .. و هي تهتف ..
: خلللللصت

التفت لتتأملها و هي تحتضنها أيضاً .. لطافتها دوماً مؤثرة .. لكنها اليوم بدت كدمية .. بفستانها الصوفي البسيط .. كطيف الألوان .. و هي ترتدي قبعتها الصوفية الوردية .. التي يعلوها كرتين من الفرو الملون الناعم .. و تفيض منها رائحة مسك قطنية ..
: يااانااااس على اللي ختموا الكياتة

خرجتا من الغرفة و هي تخبرها عما فعلته مع صديقاتها .. و هي كعادتها تشاكسها على كل كلمة .. لينقطع حديث وتين المنساب معها ..
حين انفتح الباب أمامهما فجأة .. ليقف خالها رياض يراهما بصدمة ..
شعرت بالذعر و هي تنقل نظراتها بينه و بين وتين .. التي كانت على عكسهما .. لا تشعر إلا بالفرحة .. و اتسعت عيناها البريئتان .. ليغدوان كنهار العيد يشعان سعادة .. و محبة .. و شوق .. و هي تهتف بعدم تصديق ..
: بابا جاء !!

ابتلعت ريقها الذي جف تماماً و هي ترى وجه رياض الباهت .. و نبضات قلبها تضرب بعنف على جدران صدرها .. و هي ترى تلك النظرة المتحجّرة رعباً في عينيه .. حالما رأى وتين ..
ازدرت ريقها أكثر من مرة .. ليخرج صوتها المرتبك أخيراً .. تبرر له وجودهما .. قبل أن يثور بها ..
: آآ جيينااا تبدددل ملابسسها...لأن....

التفت عليها .. و كأنه الآن أدرك وجودها .. لم يتحدث .. فقط أشار لها برأسه أن تخرج ..
و لم تفهم إن كان يرغب أن تأخذها معها .. أو تتركها عنده .. و لم تكن هذه اللحظة تمتلك أبداً الشجاعة لتستفسر .. أو لتقنع وتين بالذهاب عنه ..
لذا خانتها شجاعتها .. و تركتها .. وخرجت سريعاً لا تلتفت لهما للحظة ..

:
:

و بقي معها .. وحدهما !!
هي ! و هو ! فقط !!
بينهما مجرد خطوة .. و ألف مسافات للندم .. و القهر ..

أمامها .. راح ينهار بداخله الكثير .. حتى هدمت قوته السنوات المفقودة .. المنثورة .. بينهما ..
لا يقوى على سحب نفسٍ واحد .. و يكاد يختنق من تلك الإنقضاضات التي تتهالك بروحه ..

إنها لحظة الختام .. لعهدٍ مرير من .. أشواك الشوق .. و قهر الصبر ..
إنها لحظة الضياء .. و الصفاء .. لسماء عمره التي ما عرفت إلا كدر العتمة .. و دياجير الظلام ..

راح يشعر ببركة المطر .. تهطل على قلب أجدب لأعوام .. يسمع وقع قطرات سعادته .. يغمر صداها أوردته ..
يشمّ رائحة ثرى روحه التي طابت .. بعدما اشتاقت .. و تاقت ..
أغصان شرايينه اليابسة .. اخضرّ فيها الأمل .. من ذاك الفرح الكبير التي أشرقت ملامحها به ..

جثى على ركبتي الفقد .. فتح لها ذراعيّ الندم .. لتطير أجنحة لهفتها شوقاً إليه .. لتسكن صدراً ما عرف له من ساكنة غيرها ..
ليحتضنها .. و يحتضنها .. و يحتضنها .. يلم سنين الهجر بروحها .. و يمحو أسئلة الغياب من قلبها ..

بدأ يسمع أصوات الحياة .. يألف تفاصيل العالم من حوله ..
و هي بحضنه عرف أن لعمره عمراً آخر ..
أن الأيام أيام .. لها ليل و نهار ..
أدرك أن للسماء نجوم .. و شمس .. و قمر ..
و أن في الأرض شجر .. و زهر .. و حجر ..
هناك أناس .. و أرواح .. وجوه و ملامح ..
هناك حياة غابت لأعوام عنها حياته ..

كان يريدها أن تسكن لما تبقى من العمر بين ضلوع صدره .. تكبر أيامها الباقية بين أوردته ..
يريد من ظلال شذاها أن تغطي مساحات كل شعور مهجور بفقدها ..
تنشر أضواء سعادتها .. في سواد بدأ يتلاشى حين وصلت به إلى فجر طالما غابت سنواته ..

لكنه أخيراً أفاق من غمام الحلم الذي يغرق بأحضانه .. ليبعدها قليلاً عنه .. فتنعم عيناه برقة ملامحها على قلبه ..
أراد أن يثبت لخوفه أن فرط هذه السعادة حقيقة و ليست وهم ..إنها حقاً هنا ..
بالكاد يمسك بكتفيها .. يخشى على ضآلتهما أن تتهشم .. من قسوة الشوق في كفيه ..
أخذ يسترد العمر الضائع من ملامحها ..
يجبر تصدعات القلب بنظراتها ..
و يمحو أسى الغياب بتلك الضحكة التي تشرق له بوجهها ..

كانت نظراتها المنبهرة باللحظة .. تجول وجهه برحلة شوق ممتدة ..
تتأمله بعظمة .. تنتظر .. و ترتقب كل شيء منه .. بطواعية و سعادة ..
و حين طال صمته .. خشيت أن يموت اللقاء بقلبها كسابقه .. قبل أن يعبر مسامعها صوته .. لتسأل بشك بريء .. أتى موجع على قلبه الثائر ..
: تعرف اسمي؟

آه من صوتها .. الذي بنى في قلبه ألف بيتاً من فرح .. ردم إنهيارات الأحزان .. و رمم كل طرق الندم الهالكة ..
حتى خنقت عبراته التي تزاحمت بحيرتها بين أسى و أمل .. أقل كلمة قد تخرج منه .. ليرد عليها بها .. لذا هزّ رأسه بنعم ..
لكنها لم تستسلم لصمته هذه المرة .. و عادت ترفع آمالها بتحقيق اللقاء بينهما بأكمل وجه ..
:وش اسمي؟

كلما كانت تتحدث .. كانت تذيب سنين الهجر بصوتها ..
تُقيم وسط روحه الأعياد المنسية .. و تجبر صباحاتٍ ما عرفت للفرح من إشراق قبلها ..
لذا انتشل لها صوته .. من ركام الندم .. نفض عنه خيبات القهر .. و الأسى .. ليخرج يملأه شوقاً مريراً لإسم حرّم على نفسه مجرد الهمس به ..
: وتين...وتيين...و تييين

ردده بوجل .. حتى أُضيئت به عتمة لطالما أرّقت ضلوع صدره .. و اطفأت لأعوام قلبه ..
حينها ابتسمت له بفرح .. متنهدة بإرتياح .. و عيناها تتلألأ بدموع سعادتها ..
:أخيراً سمعت صوتك !!

أغمض عينيه يبتلع وجعاً لا تعيه.. و تنهيدتها تثقب روحه الآثمة ..
يالله!! لحظة فقط معها ..كانت بآلاف اللحظات التي كان يظن أنه قادر على أن يحيى فيها .. وهو بعيد عنها ..


:
:


مر معها الوقت كالسحر .. لا يعي فيما حوله شيء .. إلا رقتها.. و ملامحها .. و صوتها ..
حبس حياة كاملة .. خلف هذا الباب الذي أوصّد لأول مرة عليهما .. لا يعي فيما حوله .. غير وجودها .. متكئة على قلبه ..
لتصبح له الوقت .. و الهواء .. و الأنفاس .. جرعة سعادة ضخمة تفوق مساحة إحساسه ..

لم تصمت للحظة .. راحت تسرد له أحداث صباحاتها كلها ..
أسماء كثيرة تعبر أحاديثها .. لا يستوعبها .. و أحياناً كثيرة لا يستوعب حتى معنىً لحديثها ..
لكن هل يهم ؟؟
إنها هنا بين يديه .. تنثر عطرها بين شرايينه المتمزقة .. لتلسع كل لحظة غياب تخلى عنها بها ..
تعبر وجهها عينان أهلكهما الشوق لعذوبة ملامحها .. فلا ترتوي .. و يغرقه ندم الحرمان أكثر .. و أكثر ..

قرأت له نصاً من كتابها ..
أنشدت له تلك القصيدة التي حفظتها ..
حسبت له الأرقام بأصابعها ..
تلت على روحه التي تفزع لأول مرة من الفرح .. آياتٌ تسكّنها ..
تحدثت عن صديقاتها ..
تحدثت عن كل ما يغضبها .. و ما يفرحها ..
عن ما كان يخيفها .. و عن إنتظارها الطويل له ..

كانت السعادة ترسل إشعاعات متوهجة من عينيها .. و هي تتأمل ملامحه كل حين ..
تداعب وجهه بيديها الرقيقتين .. تمسك يده .. تتلمس شعره .. أكتافه .. و عارضه ..
و كأنها تتأكد كل لحظة إن كان حقيقة .. و ليس وهماً ..
لتتسع في كل مرة شفتيها بإبتسامة فرح .. و أمان .. و تعود لتكمل حديثاً دارتُه في حرمانها .. لأعوام ..


.
.
.


منذ أكثر من ساعة .. و هي تشعر بفوران الدم يضج برأسها .. قلقاً .. خوفاً .. و توجسات .. و ظنون !
حينما أتاها إتصال مزن .. معتذرة .. مرتبكة .. كادت تفقد عقلها .. كانت سترمي بكل شيء لتطير خشية عليها ..
لكن صوت زوجة عمها .. التي سحبت الهاتف من مزن غاصبة .. كان قادراً على تهدئة جنون خوفها ..
و مازالت تتسلح بكلماتها .. في رجاء أن تصبّر هذا القلب .. الذي يخفق بقوة .. و لا يهدأ ..
(يمنى تعوذي من إبليس ...هدي نفسك و كملي دوامك ! رياض أبوها و حتى لو كابر ترى قلبه ميت على شوفتها من سنين و أنتي عارفة هالشيء...تطمني ما فيهم إلا العافية إن شاء الله)

نعم تعلم هذا .. و إلا لما وافقت لرمي حياتها من جديد بين يديه ..
لكنه قلبها الذي أعتاد الفزع يأبى أن يهدأ .. حتى تطمأن عليها بنفسها ..
حتى ترى صورة تعجز أن تتخيل لها ملامحاً في وهم حياتها .. و خذلانها ..

:

وصلت أخيراً إلى بيته .. لتسري في جسدها رعدة قوية و هي تقف أمام الباب الذي يفصلها عنهما .. لا تتخيل ماذا سترى خلفه؟؟

لكن حالما فتحت الباب .. راح قلبها يترنّح و هي تراهما .. في تلك الصورة المفقودة لهما .. حتى في أبعد خيالاتها ..
كان يجلس على الكنب ساكناً .. و جسدها الصغير يستكين في حضنه .. تسند رأسها على صدره .. و تغفو بسكينة .. و أمان .. بين ذراعيه ..

رأته للمرة الأولى .. بملامح بعيدة عن ذاك الوجه .. الذي أفزع أحلامها ..و أمانها لأعوام ..
جرّدته من كل خوف .. و كره .. لا تريد أن ترى به سوى الملجأ الثاني لتلك الصغيرة التي غفت آمنة بين ذراعيه ..

رفع لها رأسه .. لتلتقي نظرته التائهة .. بنظراتها المرتعشة .. للحظة طالت .. حتى وصلت بها مشاعرهما للحياد ..
كانت إتفاقاً بلا كلام .. أن الحياة ستمضي بينهما .. من أجل هذه التي غفت على تحقق الحلم ..
هنا حياة عادت لتبتديء بينهما .. تحمل ملامحاً مبهمة .. أياماً داكنة .. لا أحد منهما قادر على أن يرسم خطاً واضحاً لها ..

:
:

و قبل أن يتبدد هذا اللاشعور وهو يراها .. قبل أن يتفقّد حال قلبه معها .. قبل أن يرتفع صوتٌ لأي إحساس ..
استعجل الصد بنظراته .. عن ذاك الجسد النحيل الذي وقف يرتجف أمامه .. بين عجزٍ و رجاء ..
عن عينيها الحزينة و إنطفائها القاتم ..
عن أنين ملامحها الشاحبة .. التي تحرق بذكراها ماتبقى من روحه ..

تسلّح بالحلم المفقود بحضنه .. وهو يلف ذراعيه بلطف على جسدها الصغير .. ليقف وهو يحملها .. و يذهب بها إلى غرفته ..
فلا يتخيل أنه لوقت طويل قد يكون قادراً على البعد عنها ..
أراد أن يُقفل الباب بينهما .. لكن شيء أوجع صدره .. منعه من ذلك ..
ليُنزل ابنته بهدؤ على جانب سرير .. و يغطيها .. و يجلس بجانبها ..
يدّعي أنه لا يرى .. ظلال روح وقفت ساكنة .. لكن يكاد يصمُ قلبه .. ضجيج الفقد الذي يصدح بداخلها ..

:
:

بعد وقت طويل من شرودها بهما عادت إلى وعيها .. لتسحب نفسها إلى غرفتها ..
حين دخلتها .. هوى قلبها بفراغ موجع .. و هي لا ترى فيها سوى صدى وحدتها .. و أساها ..
أحست بإنقباض قلبها .. و يداها تبدأ بالإرتجاف .. و هي تتعرف للمرة الأولى على مكان .. و زمان لا يحتويها ..

ماذا تفعل بهذا العمر بدونها؟؟
أحداق الحزن لا تراها .. حتى تفرح !
صوتها يموت صداه في حناجر الصمت العتيدة !
لترحل أغانيهما .. و أمانيهما .. في ريح الفُرقى التي تعرفها لأول مرة ..
تلك الأحاديث المطرزة بضحكاتها .. راحت تخفت في قلبها شيئاً فشيئاً ..
لتقبض على قلبها بكفها بقوة .. تحاول أن تحفظ ما تبقى لها منها ..
و هي تلجأ لسريرها الصغير .. تشد بين يديها ذاك الغطاء الذي كانت لا تغفو إلا به .. لكنها اليوم غفت !!

لم تخبرها عن كل ثناء امتدحوها به اليوم..؟
لم تسألها إن كانت تناولت فطورها كاملاً..؟
لم تتفقد حرارتها..؟
لم تتأكد من يديها .. قدميها .. إن كانت قد خدشتها و هي تلعب..؟

تلك التفاصيل الكثيرة التي اعتادتها معها .. ُسلبت منها لأول مرة .. مُرّة .. هذا اليوم ..!!



~*~*~*~



أغاني الشتاء.. متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-22, 06:11 PM   #3287

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 578
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26



حالما خرج آخر مريض لديه هذا اليوم .. أسند ظهره على الكرسي وهو يزفر بقلق .. و عيناه كما كانت طوال اليوم .. ترتكز نظراتها بين حين و آخر على هاتفه ..
و هاجس يعبث برأسه سريعاً .. منذ أن أخذ رقم هاتفها .. يدفعه للإتصال بها .. في حين يرده ذاك الخطاب الغاضب الذي ألقته عليه منذ أيام ..
لكن ضعفها الذي تهاوى في آخر لقاء بين يديه .. لا يتركه أبداً و شأنه .. ليزيد تعلّقه بها كل ما بات يعرفه عنها .. فيُدنيها منه أكثر ..

فيبدأ يُجاهد بينه و بين نفسه .. أن يرتّب كلاماً .. يسكّن طبعها الثائر .. ليجد كل الكلام يتفلّت متعذراً بيأسه ..

.. لكن قلقاً عليها لازال يلوي خافقه .. جعله ينفض من عقله كل محاذيرها .. و يلتقط هاتفه أخيراً ليتصل بها ..
رنّة .. رنتان .. ثم أتاه صوتها المتكدر كعادته ..
: نعم
تحدث بهدؤه المعتاد ..
: هلا سماح...أنا ليث
أغمض عينيه يرتقب ردة فعلها .. لكن لا غضب ! لا صراخ! فقط كلمة مجهولة المعنى! ألقتها مستفهمة ؟!
:طيّب؟!

ماذا تعني هذه الـ (طيّب) ! بعُرفك؟ هل أعتبرها مرحباً بلهجتك القاسية !
أم إنذاراً لعاصفة ستهبين بها على وجهي قريباً ؟
هل أتمادى لأسأل عن حالك .. فصوتك لا يزال شاحباً .. ضعيفاً .. لا يحتمل حتى قسوة كلماتك ..
: وش أخبارك اللحين؟
ردت بصوت نزق .. يبدو كمن يرغب في التخلص منه .. رغم ذاك أجابت على سؤاله ..
: الحمدلله بخير
كان من المفترض أن تكون هذه بداية جيدة معها .. لكن بعد إنفجارها الأخير به .. أتت طواعيتها .. و هدؤها هذا .. مريبين بشدة ..
ليتفحّص مدى تقبلها إلى مكالمته سيسري بها نحوه إلى أي حد ..
: ابغى اتكلم معك...فاضية اللحين؟
صوتها الحاد .. كان جافاً .. لا يحمل تلك النبرات الرقيقة التي لا يتخيل أن يخلو منها صوت أي أنثى .. و هي ترد عليه ..
:يعني_لتستدرك بإهمال_بس تكلم..قول اللي عندك....
تركت تكملة جملتها معلّقة .. ليتمها في عقله بدلاً عنها (كي لا تتصل مرة أخرى) .. لذا أجابها .. بسؤال مباشر .. فلا يظن أن ثورانها السريع سيحتمل مقدماته ..
: سماح أنتي تذكرين السبب لزواجنا ؟

:
:

يالله! ما إني تعطيه مساحة إحتمال صغيرة .. حتى تراه يتمادى سريعاً في الإقتراب .. و النبش في حياتها .. و كأنه لن يرتاح حتى يجد نفسه مستقراً بقلبها ؟!
لذا يستفزها بسرعة .. و يبدأ معه طبعها المائل للغضب بالظهور .. لتتوجس الآن من هذا السؤال و ما سيليه .. و نبرة صوتها تحتد و هي تستفسر ..
: ايـه؟
صارحها بما يشعر به ..
: سماح أنا أشوف إن الوضع بعد زواجنا ما تغير.. حالي معكم مثل ما هو قبل
بدأت تضيق أكثر من حديث لا تعلم أين سيصل به .. فمعه كل الطرق تبدو غامضة! مبهمة ! ثقيلة على روحها ..
: وش تبي يتغير يعني؟
تنهد قبل أن يشرح معنى حديثه .. ببحة صوته المنخفضة ..
: سماح أنا مثل ما كنت بعيد عنكم مو عارف عن حالكم شي و مو قادر اتطمن عليكم...انحرج و أنا متعب خالتي بجياتي و اتصالي فيها دائماً و المشكلة أعرفها إن حتى لو ضايقها شيء أو صار معكم شيء بتداري و لا راح تقوله لي_أكمل بحذر وهو يمس قناعاتها_حتى إذا جيت هي اللي تتعنى و تطلع تقابلني

كم كانت تريد أن تقول له بكل بساطة أنه لا يجب عليه أن يشغل باله بهم.. أن يعيش حياته كما يريد .. و إن احتاجوه سيطلبونه ..
لكن رغم كل إعتراضاتها عليه .. وجدت فظاظة لا تُستساغ بأن ترد عليه هكذا رد ..
رغم أنها سابقاً لطالما رددت هذا الشيء و اقتنعت به .. و تشدقت أمام والدتها أن بإستطاعتها إخباره إياه بوجهه ..
فلما الآن لم تستطيع أن تنطق ما كانت تهذر به .. آمرة والدتها أن تقوله له ..

هل هذا ماكانت تشعر به والدتها ؟؟ أينعقد لسانها أمام هذه النبرة المثقلة بالإهتمام !!

لا .. لا تظنوا أنها تأثرت بإهتمامه .. و من الممكن أن يخترق دفاعات قلبها الصلبة ..
هي تدرك فقط أنه كرت رابح في حياتها .. و لا تريد أن تخسره ..
أكثر من رعبها منه هو .. من لا يعنيها أمره .. يُرعبها الوجع الذي قد يصيبها ممن يهمها أمرهم .. و حتى بعد الخذلان .. و القهر .. لازالت ترفض الإستسلام و الهزيمة لهم ..

لكن ليث هذا سيبقى غريب .. علّق نفسه بوصية لم يسمعها حتى ..
أرادهم إكراماً لصديق عمره .. أو شفقة .. أو رحمة .. و لن يتمادى يوماً لأ كثر من تلك الحدود التي رسمتها له ..

لذا أدركت أنه من السخيف أن تتخفى عنه أكثر من ذلك ..
لن يقبل دائماً أن تُبعده كما ترغب .. و تجبره أن يظل على الرف يهب إليها ساعة تحتاجه ..
...حسناً فليبقى إذن كما يرغب معلقاً بهم .. لكن ضمن المنطقة الآمنة التي تعزله عن حياتها فيها ..

: سمــاح...وش فيك؟ ليه ما تردين علي ؟ فيه شي بكلامي ازعجك!

أنت هو المزعج و ليس كلامك فقط .. لا أدري لما تهوى ترديد اسمي بكثرة! بكل حديثك! ..
و لما يتردد كل شيء بداخلي .. و لا أجد ما أرد عليك به .. مقلق جداً التعامل معك !
أجابته بملل .. متسائلة ببرود ..
: لا....بس أنا مادري وش تبي يعني؟

ارتاح مبدئياً لهدوئها .. على الاقل تقبلت فكرة إتصاله .. و هاهي تتحدث ولو بإقتضابها الحانق ..
: أبي تعرفين إنك زوجتي مسؤولة مني أياً كان شكل زواجنا بنظرك...أبيك تعتبريني واحد منكم أي شي تحتاجينه أي شي يصير لكم أنا أبي أوقف معك فيه...لا تتحملين كل شيء لحالك

لا تتمادى بحُسن ظنك معي .. كونك طيب إلى هذا الحد .. هذا سيجعلني أمارس عليك كل طقوس الشر التي أكبتها في داخلي..
لتتأكد في عقلها تلك الفكرة التي كانت تطردها منذ يومين من أفكارها .. فتهتف سريعاً بها ..
: دامك تبي هالشيء...إذا تقدر تعال بكره الصبح أنا ماراح أداوم...أبي اتكلم معك بموضوع قبل تصحى أمي

:
:

هل ابتسم؟!! نعم لن يُخفي هذا لقد ابتسم بشدة .. و ببلاهة أيضا ..
فهذه الدعوة .. كانت بعيدة كُل البعد عن سقف توقعاته المنخفض معها ..

: أبشري بكره الصبح و أنا عندك

:
:

ما إن أغلقت .. حتى رأت أسماء التي كانت تتكيء على الباب .. ترتقب إنهاء مكالمتها .. تتقدم بحماس منها .. متسائلة بدهشة ..
:كنتي تكلمين ليث!
رمقت ذاك الحماس بعينيها بلا مبالاة .. لترد ببرود ..
: ايه
هزت رأسها بإنتظار .. و هي تجلس بجانبها ..
:ايه؟!
ضاقت بها .. كل ما تشعر به .. هو فقط رغبة بنسيان كل شيء يتعلق به .. لا أن تعيد سرده عليها .. لتنهرها بملل ..
: وش تبين أقولك يعني؟ خير متحمسة كذا!
لم تهتم لسخريتها .. لتعترف بصدقها المعتاد ..
: ايه متحمسة و فرحانة...ولو مبشرتني عطيتك بشارة بعد

تفهم كل ما يدور في رأسها .. و لا ترغب الحديث عنه .. لا ترغب حتى بسؤال نفسها عن سبب طواعيتها .. و قبولها أن يدخل إلى حياتها بهذه السرعة .. أن تسمح لنفسها أن تحتاجه إلى هذا القدر .. لذا نبهتها ساخرة .. ولو كانت سخريتها حقيقة ..
: ترى مو من مصلحته إني ألتفت له
رقت ملامح أسماء .. لترجوها بحنان .. و كأنها لم تصدق أن ترى مجالاً واهناً لحديثها الذي تكتمه ..
: سماح...والله ليث واضح إنه طيب و قلبه كبير
بدأت تقتنع بهذا .. لكنها صرّحت لها بالحقيقة المرّة التي تشعر بها ..
: طيب لنفسه ... ما عادت تفرق يا أسماء...صدقيني ما عادت تفرق معي



~*~*~*~



كانت تجلس مع أخواتها .. و رتيل .. و بنات عمتها .. يستمعن لأحاديث صبا .. و مواقفها المضحكة .. التي تسردها عليهم ..
و والدها و جدها اللذان جلسا على مقربة منهما .. يتحدثان حيناً مع بعضهما .. و يشاركانهما حيناً آخر في أحاديثهم ..
في ذلك المجلس الواسع .. الوحيد .. في إستراحة والدها .. التي لا تتكون من سواه .. مع صالة صغيرة .. و مطبخ ..
لذا كانوا لا يحضرون هنا كثيراً .. فمزرعة والدها مخصصة لعمله فقط .. مليئه بالعمال .. و لا يوجد بها أسوار و حواجز تحجبهم عنهم ..
و لم يوافق على مجيئهم اليوم .. إلا تحت إصرارمن صبا كالعادة .. ليرسل جميع العمال خارجاً .. أكمل صبا حديثها ..

: أهم شيء أقولكم عشان أطلّعكم هالطلعة الحلوة...استغلني الشيخ أبوحاتم و قال لي إذا طردت عمالي من المزرعة ترى أنتي اللي بتعشينهم
امتدحتها بمحبة ..
: ماشاءالله تآخذين أجرهم إن شاء الله
لكنها ردت مصححة .. مستنكرة ..
: الأجر بصلاة الفجر...عشر عمال طول بعرض وش يشبعهم! وش يبقى من المكافأة بعدهم!
لتتدخل سحاب تسأل بإستغراب ..
: أجل وين راحوا المساكين؟ اللي أنتي توليتي أمرهم!!
ابتسمت بتفاخر .. لتخبرها بتآمر ..
: دلعتهم آخر دلع...خليت الامبراطورة غزلان هي اللي تعشيهم
هزت رتيل رأسها و هي تضحك ..
: الله يعين غزلان عليك!
لتكمل موّضحة ..
: أبي لها الأجر...بعدين هي اللي محرضتني على الطلعة عشان ننتقم من أمي اللولو ههههه خليها تكفر ذنوبها

و عادت من يتحدثون عنها .. و التي غابت منذ لحظات .. حين أتاها إتصال ما .. لتقف قريباً منهم .. تُخفي إبتسامة مكر .. و هي تهتف ببراءة كاذبة .. و كأنها لم تتفق معه منذ الصباح على هذا ..

: دانية غالب يقول روحي له...ينتظرك في البلكونة عند المدخل الرئيسي مافيه أحد معه
اتسعت عينيها بصدمة ..
: غالب! هنا! ليه؟
رفعت غزلان كتفيها .. و هي ترفع حاجبيها بتلاعب ..
: يعني تبينه يقول لي! روحي اسأليه
همست لها ديم .. ساخرة ..
: هههه حشى كأنك أنا إذا طلبتني المديرة للإدارة
تنهدت بتوتر .. لتعترف بذات الهمس ..
: صدقيني نفس الشعور

وقفت بتوتر و هي ترفع عينيها لوالدها .. و جدها .. اللذان كانا يتحادثان بهدؤ .. بلا إهتمام بما يجري .. و كأنهما لم يسمعا بوجوده .. لتذهب إليه ..

لا تفهم مالذي يحدث لها معه؟!
كانت طوال الوقت تنتظر منه أن يتحرك .. أن يُقدم على خطوة إتجاهها ..
و ها هو يقدم على الخطوة الأولى .. فمالذي يربككها لهذه الدرجة؟

هل ألفت محبته من بعيد؟!
هل تخشى من إنكسار شخصيتها المزيفة .. حين تعود بين يديه ؟!

.. لم يعطها مجال للتحايل وهو يتصل بغزلان و ليس بها .. لتأتي تُعلن حضوره على الجميع ..
لذا ها هي تخرج بسرعة .. و إن كان إليه .. لكن تريد الهرب من كل تلك النظرات الآملة التي تحدّق فيها ..

لكنها تباطأت بخطاها بقدر ما استطاعت .. لتحاول أن تجد فكرة واحدة في رأسها لحوار تديره معه ..
فهي حقاً ما عادت تدري مالذي تفعله معه ؟ ماذا كسبت ؟ و ماذا تنتظر ؟ و أيهما ترجّحه أكثر؟!
على بطء خطواتها .. وجدت نفسها تصل سريعاً إليه .. و تلك النظرة الثابتة التي قابلتها في عينيه .. أخبرتها أن هواجسها نحوه صادقة ..
أنه انتهى من كل ذاك الغياب الذي تمارسه عليه ..
انتهى من إعطاءها دور .. بدأت تعبث به بتخبط .. غير قادرة على إنهائه .. و لا الوصول إلى ما تريده فيه ..

تقدمت منه .. و نظراتها المتسائلة .. المترقبة .. تقرّ له بمعرفتها بسبب هذا اللقاء .. لتهمس بخفوت ..
: هلا غالب_لم يرد فقط بدأت تحمل عيناه ما إن اقتربت منه تلك النظرة المشتاقة .. التي فاضت به إلى آخر حد_ليه اللفة الطويلة؟ متصل على غزلان ما اتصلت علي؟!

:
:

جاءت أعذب من العتب .. بدت خلابة بأناقتها البنفسجية .. فأتت تقطع أي سبيل لصبر لم يعد يملكه حتى ..
لتغرق عيناه بتفاصيل كان يسترجعها عنها .. كل ليلة مضت بعدها ..
لتأتي أمانيه المنتظرة .. في لُطف ملامحها التي تستسلم له .. كالنور على قلبه ..

وقفت أمامه لترفع عينيها له .. شفتيها تتقوس للأسفل ..
: ماراح تجاوب بعد!
اقترب منها بخطوة .. ليصبح ملاصقاً لها أكثر .. يُخبرها بما تعرفه ..
: ليه أجاوب على شيء وصل لك جوابه...و بان بنظرة عيونك ..و أولاً و قبل كل شيء...خليني أبرد خاطري

عقدت حاجبيها بعدم فهم .. قبل أن تُدرك معنى حديثه حين لمحت للحظة نظرة عينيه الهائمة تتأملها بعمق شديد .. قبل أن يحيط وجهها بكفيه .. لتحكي قصة شوق تلك الليالي .. أنفاساً تاقت لقربها .. و ها هي تنتهي إليها ..
ليُطفيء احتراقاً كان يتقد بفقدها ..
و يُعيد لحياته .. قلبها الذي لا ينبض إلا له ..
لتتكسر بقربهما .. تلك الحواجز الواهية التي كانا يرفعانها للصد ..
و تعود لتطوف في أروقة فؤاده .. برقتها .. و غرامها ..

ابتعد عنها .. لتحاوط ذراعاه خصرها .. وهو يأخذ نفساً عميقاً .. كان مغترباً بعيداً عن هذا الوطن .. الذي يستملكه .. ليهمس لها مؤكداً ..
: هذا أول حقوقي
ابتسمت بإستنكار .. لتسأل بصوت مهتزّ لازال يحمل ختمه عليها ..
: اللحين صرت أنا محقوقة لك؟!
نظر بعمق عينيها .. يأسر نظراتها الهائمة به ..
: ايه و يا كثر ما تبوفيني حقوق
ابتسمت بعذوبة .. لتسأله بتفكير ..
: و الحق الثاني؟
أطلق آه شوق صادقة.. قبل أن يخبرها ..
: أبغى زوجتي
رفرفت عينيها .. تحاول حصر تلك المشاعر التي تتدفق بملامحه ..
: و أنا مين؟
ضاقت ملامحه بعتب .. و رجاء ..
: أقولك زوجتي..يعني بيت و استقرار..مو مواعيد الغرام اللي تلوين ذراعي فيها
لم تجد في ذهنها المشوش .. و مشاعرها الثائرة بين يديه .. ما تخبره به ..
: غااالب...أنا....
احتضنها .. ليدفن وجهها بصدره .. وهو يقاطعها ..
: مابقى بغالب أنا! غير احطك بقلبي و امشي...شهرك عدى بسنة علي..و ماعاد باقي لك بصبري أيام

لا تستطيع أن تكابر أكثر .. ماذا تريد و أحلامها به تتحقق ..
لا تريد أكثر من هذا القلب الذي يخفق بعنف ..بينها و بينه ..
لا تريد أكثر من حديثه معها .. صوته .. مجادلته .. و سخريته ..
ستعشق حتى صمته .. إلى أن يتسرب بأمانها كل ما يصدّ به عنها ..

: خذني لبيتنا يا غالب حتى أناماعاد فيني صبر عنه و عنك


.
.
.


في مكان آخـر ..~


أخيراً ها هي تجد فرصة للحديث معها .. رغم أنها لا تدري للآن .. كيف ستبدأ بهذا الحديث الصعب معها؟؟
و إلى أي مدى ستتقبل غزلان بالذات .. معرفتها هي بهذا السر .. و إنتقاد تصرفها الذي قامت به !!

دخلت عليها المطبخ .. لتبتسم بإستنكار و هي تراها تجلس على الطاولة .. تنشر حولها مكياجها الذي تعشقه .. و الذي تتقن وضعه بإتقان ..
ليزيد من فتنة ملامحها الجذابة .. أنيقة جداً في كل ما تلبسه .. في رشاقة جسدها .. و ذاك الشعر الذي لونت أطرافه حديثاً بلون أزرق ..
تقدمت منها و هي تغني لها مشاكسة ..
: الغزااالة رااايقة
لتكمل معها .. تنتقي من كلمات تلك الأغنية ما تراه يليق بها ..
: الدلع ليييه ناااسه متأسسين بأساااسه
ضحكت .. قبل أن تتبدل ملامحها و تنبهها بجدية .. و هي تسكب الماء في الغلاية ..
: يا صدمة أبوي حماد اللي على باله دخلتي المطبخ تسوين لهم الشاهي
أجابت بصراحة ..
: ياقلبي قلبه متأمّل فيني...أنا متخبية عنه و مالقيت غير المطبخ...لأنه كل ما شافني ميك أب...قال لي يابنتي والله إن ربي محليك بدون هالصبغ!
جلست أمامها ..
: وهو صادق أنتي حلوة بميك أب و أحلى بدونه_ لتكمل بجدية حذرة .._لولي...فيه موضوع أبي اكلمك فيه دام البنات مو عندنا
كانت قد أنهت لمساتها الأنيقة .. و هي تجمع أغراضها المبعثرة .. لتعيدها لتلك الحقيبة السوداء اللامعة .. و ترفع رأسها لها ..
: كلي أذان صاغية..رتوّ
ابتسمت ممازحة ..
: فديت الحلوة و أذانيها...ممكن اتكلم بدون مقدمات؟
أكدت لها بثقة .. فهي لن تتخيل أبداً الموضوع الذي سستحدثها به ..
: أكيد خوذي راحتك
سألت بحذر ..
: أنتي تحبين مروان؟
اتسعت عيناها بصدمة للحظة .. قبل أن تخفضها بتوتر .. و يديها تقلب تلك الحقيبة بشرود .. لكنها لم تنكر حتى و هي تسأل بإستغراب ..
: كيف عرفتي؟
تنهدت بضيق و هي تجيبها بنبرة عاتبة ..
: من رسالتك له
شهقت و هي ترفع رأسها لتبحلق فيها بفزع .. و تسأل بقلق ..
: قال لك عن الرسالة؟! عرف إنها أنا؟!!

طمأنتها .. إن كان ما تخبرها به يعتبر لديها أفضل .. مما كانت تأمله بتلك الرسالة .. و هي تخبرها بما حدث ..
كانت صامتة و هي تستمع لها بضيق .. تبتعد بنظراتها عنها .. و تزم شفتيها بقهر .. لتسألها مستفسرة ..
: تضايقتي إني عرفت أو متضايقة إنه ما عرف؟
بعد صمت طويل .. اعترفت بصدق ..
: رتيل أنااا...مادري كيف ارسلت له! كنت مترددة كثير... و صدقيني ندمت أول ما أرسلت هالرسالة ..أنا من أمس مانمت أفكر و قلقانة...خايفة من ردة فعله.....
مدت يدها .. لتشد على ذراعها ..
: عشان هالطريق ما يليق فيك ربي سترها معك و الحمدلله عدت على خير...و لا أتوقع إنه بيبحث عن الرقم مرة ثانية...هالطريقة غلط ياقلبي غلط...و مابي أزيد عليك كلام...خوفك دليل إنك عارفة هالشيء غلط
همست لها بمخاوفها ..
: أكيد _لتكمل بحزن و خيبة _لكنه ماراح ينتبه لي يا رتيل...عمري ماراح ألفت إنتباهه...أحس إني بعيدة عن تفكيره

صمتت حائرة .. ضائقة .. لا تدري بماذا تخبرها ؟
هل تنصحها بنسيانه! و إخراجه من قلبها؟
أم تمنحها الأمل .. و تبحث معها عن جسور تصلها به ؟

لكن شعوراً ثقيلاً .. كان يعيقها عن التفكير ..
لما على كل شيء ركد لأعوام ألفتها .. أن يُسارع بالتغير من حولها على التوالي ..
جدها! رياض! و الآن مروان!
الكل بدأت تتفرع بهم الطرق .. بعيداً عن الطريق الذي طالما مشوا فيه معها ..

تحس بتهتك شيء ما .. اعتادته في حياتها ..
ترى لوناً آخر .. راح يتسرّب إلى الحياد الذي كانت تغلّف نفسها به معهم ..
بدأ ينحل ذاك الرباط الذي جبر القلب لأعوام .. بعد فقده !
و تخشى أن تسأل نفسها .. لو مضت بهم الحياة .. هي إلى أين تمضي بدونهم ؟؟

أفاقت من خيالاتها الحائرة معها .. حين وصلتها عدة إشعارات متتالية .. لتلتقط هاتفها تقرأها ..
لكنها أعادته و لم تهتم .. حين رأتها من مجموعة زميلاتها .. يتحدثن عن الدكتور الجديد .. الذي باشر عمله منذ ساعات ..

لتعود لترمق تلك الشاردة بحيرة .. تسأل نفسها وسط فوضى المشاعر في داخلها ..
كيف ستختم حديثها معها ؟؟!!



~*~*~*~



خرج مع حاتم من منزله .. الذي قد كان قد أتى إليه.. ليتحدث معه عن تفاصيل تلك القضية التي يترافع فيها عن مشكلة شراكة تواجه أحد أصدقائه ..
طلب منه المجيء إلى منزله .. لهدف لم يتحقق له .. فعلى عكس ما كان يتمنى .. لم يسمع صوتها الصاخب كالعادة ..
منذ عاد و منزلهم يبدو هادئاً على غير عادته .. بالطبع ليس الهدؤ الذي يتمناه .. فمازال صراخ فارس في تلك اللعبة التي يلعبها .. يقطع الصمت بين لحظة و أخرى ..
لكن الصخب الذي كان يفتقده .. هو صوتها .. و أحاديثها .. و ضحكتها السخيفة ..

كم كان يتمنى أن يرى ردة فعل حاتم .. على إنسياب شخصيتها الأخرى التي لاتظهر إلاّ له .. لا يدري لما ؟؟
هل كان يرقب بفضول ردة فعله .. بعدما عرف مشاعرها إتجاهه ؟ و ما مدى تقبله لها ؟
أم أراده أن يعرف مدى الإختلاف الهائل .. بين الشخصية التي كانت ترسمها أمامهم .. بهدؤها .. و رزانتها ..
و بين طفولتها الممتدة .. وسذاجة أحاديثها التي تهذر بها في كل وقت ..

.. و كأن الخيالات عنها .. ما تلبث أن تحققها له بصدف سخية .. ليراها تأتي في الدرب مع أختها و صبا .. و ابنتي حاتم ..
كانت عينيه ترقبها بإبتسامة مكر مترقبة .. بذات الوقت انتبه لتصاعد التوتر .. من هذا الذي وقف بجانبه .. وهو يتراجع خطوة للخلف .. و كأن أفكاره تُملي عليه الهروب ..
لا يدري إن كان رأفةً بقلب هذه المغرمة .. أو وقاية لقلبه الذي لم يستوعب الأمر بعد ..
لذا همس له بتلاعب .. وهو يدفعه قليلاً بكتفه ليجعله يتراجع عن الدخول ..
: ما يمديك شافتك خلاص
التفت له بإستغرب.. وهو يسأل بحروف متوترة ..
: مين تقصد؟
ارتسمت على شفتيه إبتسامة كذب .. رغم حديثه الواثق ..
: وريف! يعني من مين بتهرب غيرها..صح؟

قبل أن يبحث أكثر بزيف ملامحه المتسلية .. كانتا ريف و وريف قد وصلتا إليهما .. لتريه وريف بحماس بالغ ما يوجد في الكيس الذي تحمله ..
و تخبره أنهم توقفوا عند أحد البقالات .. لشراء هذه الحلويات في طريق عودتهم ..
لم يكن هذا أمر جديد فخزاناتهما تغرق بكل شيء .. لكن كل تلك الفرحة .. كانت بسبب من اشترت لهم تلك هذه الحلويات .. و اسمها يتردد سعادة في أحاديثهما ..

وقف بإسترخاء .. ينقل نظراته بينهما .. ليُراقب إدعائهما المزيف ..!!

يتأمل رفرفة أهدابها المتوترة .. و أصابعها التي تشبكهما بشدة ببعضهما .. و تفلتهما .. لتعود و تعقدهما معاً من جديد ..
و هي ترفع نظرة مرتجفة لحاتم للحظة .. لتهرب مرتبكة بخجل .. بان واضحاً جداً في صوتها ..
هذا الصوت لا يُشبه أبداً حجة الصوت الذي صرخت به أمام وجهه حين أفزعها ذاك الدفتر الذي تركته خلفها ..
لا يُشبه صوتها في أحاديث صباحها المرحة .. و لا سذاجته التي تتفاقم كلما امتد بها السهر ..

عتقتها نظراته .. بعدما أخيراً التفتت للحظة عليه .. لتعي أن بجانب من راح يشد لهفة قلبها ..
شخصاً آخر يرصد مشاعرها الخفية .. بدقة عالية .. لتتسع عينيها بإستغراب ! مستنكرة تفحصه لها ؟!

إلى ماذا تحدقين أيتها الصغيرة ؟؟
هل تجرؤين حقاً على تصويب هذه النظرة المتسائلة .. الحانقة صوبي؟!
بينما ترتجف نظرتك بمجرد العبور خلسة على ملامحه !!
كيف تكونين شخصين؟ في شخص واحد!
هل أنتي شخص آخر فقط معه؟
أم أنتي شخص آخر لا يظهر إلا لي!

التفت يراقب بنظرات ساخرة .. متحفصة .. إرتباك حاتم الذي كانت هذه المرة نظراته لا تمسها أبداً .. و لا حتى تجرأ ليوجه لها أي حديث ..
رغم تواجدها في كل تلك القصص التي تسردها أمامها .. ابنتيه .. كان يتحاشا الرد عليهما .. و يشغل نفسه التي تدّعي الثقة و الثبات بالحديث مع صبا فقط ..

:
:

كانت قد هربت بنظراتها المتوترة عن حاتم .. و هي تُعيد في خيالها ذكرى ذاك اللقاء المُربك معه ..
لتلتقي بهذه النظرة المُدركة .. الهازئة .. التي جعلت أنفاسها المرتجفة تعلق في حلقها .. و هي تحاول أن تجد معنى لما تحمله عينيه !!
لم تكن تدرك أنها تُحدق فيه بذهول .. لتتفحص مستنكرة نظراته التي علقت معها !
إلا حين رفع لها حاجبيه بتسلية .. لتطرف عينيها بفزع من تلك الضحكة التي بالكاد يُمسكها كي لاتفلت .. من بين شفتيه التي تميلان بمكر يستفهم منها ما تريد؟

لتستفيق أخيراً من شرودها الشاخص به .. بقلب تكاد تصل إليهم تخبّط نبضاته .. و تهرب بنظراتها .. بعيداً عنه ..
ليصل إلى ذهنها ببطء موجع .. إستنتاج تخشى أن تدرك حقيقته .. ( يدري؟؟ .. يمكن قرأ الورقة!!! )

التفتت بصدمة لتراه ..و لم يُفتها مراقبته من بعدها لحاتم .. و ملامح التسلية التي ترتسم على وجهه الوسيم تثير أعصابها المتوترة ..
لا .. لا يفيدها إدعاء الغباء أكثر من ذلك (إنه يعلم!! هل حقاً يعلم ؟!!)

.
.
.

كانت يداها لا تزال تنتفض بتوتر .. و نبضات قلبها تتواتر بسرعة مرهقة .. حتى حين بقيت مع الفتاتين أخيراً لوحدهما ..
بعدما ذهبت صبا و مُزن لتنفيذ ذاك المقلب الذي كانتا تخططان له بإحدى صديقاتها .. و لم تكن هي تعي حتى عن ماذا تتحدثان ؟
حدّقت بالصغيرتين بتردد .. لكن رغم ذعرها من إدراك الحقيقة .. إلا أنها يجب أن تسأل ..
: وريف حبيبتي تذكرين يوم كنا الصبح نرسم مع بعض؟
ابتسمت لها بحماس ..
: ايه عندي الرسمات كلهم...خلصتهم بأجيبهم تشوفينهم
زفرت بإرتجاف .. و هي تساير فرحتها ..
: تمام جيبيهم إذا صاروا حلوات لك هدية حلوة مثلك
لتترك رفيف اللعبة التي كانت تشغلها .. و تلتفت عليها ..
: و أنا؟
ابتسمت لها بتأكيد .. لتسألهما أخيراً .. و ليتها لم تسأل .. لتنهال عليها تبعات سؤالها موجعة .. مُحرجة ..
: و أنتي بعد...بس بسألكم الدفتر اللي كنت أرسم فيه عموو عزام شافه ؟
أكدتا لها معاً بحماس ..
:ايه
و لم تكد المصيبة تحل فوق رأسها .. حتى سقطت خفقات قلبها .. و وريف تكمل بحماس ..
: حتى بابا شافها...و سأل مين كتبها و قلت له سوسو كتبتها

هوى قلبها بين جنباتها بارداً .. مرتجفاً ..
حينما تعرّت مشاعره .. حرجاً .. أمامهما !
حبها الذي عاش لسنة كاملة مخفياً بين أضلعها ..
لماذا عليه أن يعرف عنه بهذا الشكل ؟؟
ليعرف غيره أيضاً ؟!!
كيف ارتكبت هذه الهفوة ؟ لتُفضح مشاعرها الخاصة أمامهما بهذه القسوة !

بدأ رأسها يضجّ بالدم من شدة الحرج ..
تشعر أنها كمن أُلقي بها .. سهوة .. من حُلم بعيد شردت طويلاً به ..
لم تكن تريده أن يعرف!
لم تتخيل يوماً حتى ردة فعل له .. حين يعرف!
هي فقط كانت تحبه جداً .. بلا آمال .. و لا توقعات ..
و لا رسم نهاية تجمعهما معـاً ..
وجوده في قلبها كان يكفيها .. حتى لو لم تراه .. حتى لو لم تتحدث معه .. حتى لو لم يعرف ..
هي فقط بَنت له عالماً آمناً في قلبها .. لتطمئن عليه بين حين و حين ..
فكيف تُدخله الآن بفوضى مشاعرها ؟!
و كأن ما فيه لا يكفيه!

بدأت تحسّ بالإختناق ..
غصّات الخيبة تتكوم دمعاً يلتمع منتفضاً بأحداقها ..
حين فهمت لما كان يتوارى الحرج في حديثه الذي أصبح محدوداً ..مقتضباً؟!
أكُل هذا خشية أن يلمح لهفتها عليه !!

لقد خسرته !! خسرت أمان مشاعرها معه !
خسرت دفء المواعيد في لقاءه ..
خسرت الطمأنينة التي تغشى قلبها من صوته ..
لم تعد قادرة على تأمّل تفاصيل عينيه ..
لن تعبرها الذكريات .. و الحنين لأيام طفولتها بحماه ..
لقد أفسدت كل شيء .. كل شيء أحبته ..

و ما كان أقسى من سفك مشاعرها أمامهما .. إلا ردة فعله هو على هذه المشاعر !!



~*~*~*~


سبحانك اللهم و بحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، استغفرك و أتوب إليك


^
^
^

إلى هنا سأقف .. في إنتظاركم ...~


أغاني الشتاء.. متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-22, 06:12 PM   #3288

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 578
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26


🌟🤩
نجمتنا للجميلة الحاضرة دائماً في القلب..

Jojo💜

(( انا اتوقع انها مستقله عن كل الناس إلا ابوها

اظن انه هو اللي منحها هذي المكانه بعد الله سبحانه

فممكن هذا اللي يخليها توافق على طلبه))

:

توقعك كان صحيح ياقلبي👏🏻👏🏻



/

\



موعدنا القادم يوم السبت..

آخر إستثناء في الموعد .. لنعود بعدها لأربعانا الجميل😘💛


أغاني الشتاء.. متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-22, 06:56 PM   #3289

نجمة مساء

? العضوٌ??? » 87018
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 572
?  نُقآطِيْ » نجمة مساء is on a distinguished road
افتراضي

هلا اغاني
زين ماتوقعت ابو غاية واقف معها توقعته مثل أبو غالب ، وأمها وش فيها تعبانة
سماح شكلها بتناقش مع ليث كلام أختها أحسن خليه يوقف زوج أختها عند حده
زين ام سماح تكلمت عن سلمان عشان يستوعب ليث الرفض حبيت مشاعره لصديقه صديق بحق

الدكتور الجديد أكيد راجح صديق الطفولة، ليكون بتتشابك خيوط رتيل براجح وتزوجينها اياه ، خصوصا رتيل تعرف بمشاعر غزلان لمروان ، ومااهتمت الا ان مروان بيتزوج

رياض ووتين أخيرااا شكرا لغالب

شكرا أغاني


نجمة مساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-22, 07:04 PM   #3290

sarah72
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 407216
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,307
?  نُقآطِيْ » sarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond reputesarah72 has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أغاني الشتاء.. مشاهدة المشاركة

🌟🤩
نجمتنا للجميلة الحاضرة دائماً في القلب..

Jojo💜

(( انا اتوقع انها مستقله عن كل الناس إلا ابوها

اظن انه هو اللي منحها هذي المكانه بعد الله سبحانه

فممكن هذا اللي يخليها توافق على طلبه))

:

توقعك كان صحيح ياقلبي👏🏻👏🏻



/

\



موعدنا القادم يوم السبت..

آخر إستثناء في الموعد .. لنعود بعدها لأربعانا الجميل😘💛

تستاهل جوجو القلب 🖤🖤🖤 مُبارك ياحبيبتنا المُميزه 🤍

فصل رائع جميل يأسر القلب 🖤
مشاعر جمّه ووصف خلاب ، ساحر ، مُبهر ، ياخذنا لعالم آخر بديع الالوان 💛
استمتعت جدا جدا جدا اكثر مما كنت اتوقع احببته جدا جدا ايضا 🖤🖤
فصل مُلون بالالوان وبرائحة الورود الجميله 💛

شُكرا اغاني الحبيبه على ماتقدمينه لنا من ابداع ، يتغلغل في دواخلنا بفرح وحب وعميق 💛
فصل يستحق التّميز 💛 مملوء بمشاعر الفرح والحب ، لولا النهايه الحزينه ل سحاب القلوب حبيبة قلبي وروحي 💛😔

انيقتنا المُلهمه و مُزدانتنا العذبه ، وجوجو اللطيفه ، تستحقون الاهداء المميز والرائع جدا ❤❤
أحبكم وفخوره بكم ❤❤❤❤❤❤

لي عودة باذن الله للتعليق بشكل يستحقه الفصل الاستثنائي المميز 💛


sarah72 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:46 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.