07-03-23, 10:39 PM | #5885 | ||||
| 💕💕اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد لا تنسوا الباقيات الصالحات سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله الله أكبر لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم💕💕 | ||||
07-03-23, 11:37 PM | #5886 | ||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء
| 💛💐 مرحباً ي أحبة ..~ شكراً جميلاتي على ردودكم الغالية..أعشق دائماً قراءة الشخصيات و المواقف بمشاعركم😍❤️ : الجو حلو بكره☁️💙 .. أكيد بتصحون بدري😌 فصلنا بيكون صباحي مع الأجواء الغايمة بإذن الله : نلتقي الساعة السابعة صباحاً🐣🤍 | ||||
08-03-23, 01:40 AM | #5888 | |||||
| اقتباس:
| |||||
08-03-23, 01:46 AM | #5889 | ||||
| وعزام راح يبلش مع امه يلقاها خاطبة له بنت خالته مدري شنو تقرب له اللي نسى انه امه كانت تلمح له بالعرس والحين تجي تخرب ابو وام الخطبة كلها لما تدري بولدها راح يخطب من عمامه اللي ما تحبهم ولا تبي قربهم قريبا قريبا انتظروا الانفجار😂😂😂😂 طبعا كله توقعات من واقع الخبرات الحياتية😝😝😝😝 | ||||
08-03-23, 07:06 AM | #5890 | ||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء
| [..الجـــزء الـواحــد و الـعـشـــرون..] _الفصل الثالث_ * * * استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه * * * ها هو بعد عدة أشهر .. كان يحاول فيها طمس كل تلك الحياة السابقة له من قلبه .. يعود من جديد لملامحه القديمة التي طالما تناساها معها .. لكنه لم يعد نفس الشخص .. أدرك ذلك الآن .. و كأن أعواماً مرت على روح الهوان .. و القهر التي تركها هنا .. حتى بات المكان يشعره بالإختناق .. و اللوم .. يعلم أنه هذه المرة .. اتخذ قراراً نهائياً للفراق .. لكنه بات يخشى من تبعات هذا القرار .. يخشى أن ينتهي بشكل لا يليق بها .. و لا به .. يساوره هذا الشك .. منذ بكاءها الصادم له .. هل تنوي حقاً أن تتمسك به و لا تتقبل الطلاق بشكل ودي .. كما كان يرسمه بآماله .. و خيالاته . لا .. لن ينساق خلف تلك المخاوف .. يعلم بعزتها .. و رُقيّ روحها .. إن تخلّى عنها .. كرامتها و إن جُرحت .. أملها و إن خاب .. لن تتمسك به أكثر .. قد تلومه .. قد تكرهه .. قد تضعه بصنفٍ غادر يستحق أن تحشره فيه .. لكنها لن تؤذيه .. لن تُفسد حياته .. يعلم هذا جيداً .. أو يتمنى هذا كثيراً .. كان يسطّر ثقته في روحه .. يرفد بها زعزعة شكوكه .. لكن حالما دخلت عليه .. بهتت تلك التقطيبة التي كانت تعقد جبينه .. لتتحجر ملامحه بصدمة ذُعره .. و عيناه تتسع بوجعٍ .. و رفض .. و ذهول .. راح قلبه يضرب بعنف .. و فزع .. حتى كاد ينفجر وسط صدره .. و عيناه الذاهلة تعي شيئاً فشيئاً سبب تغير مظهرها الذي يرفض قلبه تصديقه .. ..لم تحتاج لكلمات تُلقيها عليه .. لتهشّم بها أمن حياته و فرحته .. بطنها المنتفخ هو من اتخذ هذا القرار لحياته الباقية !! ظل يحدّق بها بذهول و إستنكار و هي تقترب منه .. من بين أنفاس القهر .. و الندم .. بالكاد استطاع أن يسألها بصوت يُخفضه الغضب من نفسه .. : ليه ما قلتي؟ متى كان المفروض أعرف!! وقفت أمامه بملامح ذابلة يجرحها ذاك الرفض و الإستنكار بعينيه .. و الحزن و الخيبة تكسوان نظرتها .. :آسفة يا غالب...كنت تعبانة و رافضة هالحمل و مو متقبلته حتى! أنا فكرت أكثر من مرة أنزله لولا خوفي من ربي يوقفني بآخر لحظة .. و أنت ماتبي تتكلم معي و لا اتصل فيك! ما كنت عارفة أي طريقة ما تنجرح كرامتي فيها و أنا أوصل لك خبر متأكدة إنه ماراح يعجبك!! لحد ماللحين عرفت بأوجع طريقة لي و لك و لم تكن لتخبره .. أنها كانت تأمل أن لا يتصالح مع زوجته .. حينما طال خصامهما أشهر .. أنها كانت تنتظر أن خبر حملها قد يكون مقبولاً لديه على الأقل .. حين ينفصل عن زوجته .. شعر بضيق يخنق صدره .. بتهالك أطرافه التي ما عادت تقوى على حمل خيبته .. ليستند جالساً على أقرب كرسي يفتح أزرته العلوية لعل الأنفاس التي شحت عنه .. تجد طريقها إلى قلبه .. ليسألها بصدمة تأبى أن تستقر حقيقتها في عقله .. : بأي شهر؟ جلست هي أيضاً بإرهاق .. و هي تهمس بذات ضيقه .. : نهاية الخامس إنها تلك الليلة! تلك الليلة التي غضب فيها بشدة من هروبها اللاّمبرر .. لكي يفزع من افتقادها في بيتهما .. ليعود هنا .. سترحل دانية .. هذه المرة سترحل و لن يملك أي حق يبقيه في قلبها !! لن يملك حق أمامها .. أو أمامهم في إرجاعها ! سيُراق ذاك العشق كحلاً أسوداً .. يهدر سواد خيبته من عينيها .. لن يضحك معها .. و لن تبكيه على صدره ! لن يلمس كفيها .. و لن تغرق يديه في عطر خصلاتها ! لن ينجب منها الأطفال الذين حلمت بهم معه !! .. بلحظة رأى حياتهما تنقسم .. طرقهم تفترق .. أجسادهم تغترب .. .. رأى نفسه يُنفى من ذاك القلب الذي كان ملاذه من كل سؤ يعبرها به .. كيف سيحتمل السقوط من قلبها ؟ كيف سيتصدى قلبه لخناجر الخيبة في نظرتها ؟ كيف ستمضي الأيام بلا حديثها! كيف ستهسر الليالي بلا عطرها! ضاعت المساءات التي كان يحفّها قمر وجودها .. و بهتت الصباحات التي كانت تُشرق بشمسها دفئاً على روحه .. ستتوارى هي خلف خيبة الغياب .. و سيسجن هو بعدها أعواماً على قيد اللوم .. و الندم .. و الحسرة .. ~*~*~*~ وصل إلى حيّهم بعد إتصال خالته به .. حين تملّكها القلق على ذاك الحفيد الذي خرج غاضباً بعد خلافه مع والدته .. و لا يعلمن أين ذهب .. لكنه ما إن دخل إلى شارعهم .. حتى لمح ذاك الجسد الذي يتأرجح بين طفولة .. و رجولة مبكرة .. يجلس على عتبات ذاك الدكان وحيداً .. شارداً .. حتى لو لم ترسل جدته صورةً له .. كان سيعرفه .. من ذاك القهر الذي أشتعل بعينيه .. من تلك القارورة الفارغة .. التي كان يعتصره بقبضته .. لذا توقف قريباً منه ليسأل .. : ثامر؟ رفع رأسه .. ينظر إليه بريبة .. : نعم! مين أنت؟ نزل من سيارته ليتقدم منه .. : أنا ليث...زوج خالتك سماح اتسعت عيناه بقهر .. حين عرف أنهم من أرسلوه له .. ليقف بتهديد .. : ماراح أرجع البيت ابتسم له بتفهم .. و تسامح .. : و أنا ماراح أرجعك إلا و أنت راضي...بس تعال معي و المكان اللي تبيه بآخذك له تردد للحظات غير مصدق .. فسأله .. : وين تبي نروح؟ رفع كتفيه بلا حماس .. ليجيبه بكدر .. : مابي اروح لمكان سأله بحذر .. : تبي نروح لأبوك؟ لكن عيناه اتسعت برعب .. : لااااااا حين أدرك أنه فقط تائه بإحساسه .. تحايل عليه .. حتى ركب السيارة معه .. و بدأ يتحدث معه بتفهم .. و مودة .. عمّا حدث .. ليبث له بلحظات مخاوفه كلها .. : أنا خايف من أبوي و خايف من أمي و خايف من خالتي سماح...كلهم مايحبونا كلهم كانوا يتهاوشون على الفلوس وبس..... و حين رآه يتوقف أمام منزلهم .. صمت ليلتفت عليه بتردد .. و ندم .. : مابي أدخل خايف...أمي تعبت و أول مرة اشوفها تصيح..مابي أشوفها كذا احسها تكرهنا...أخاف تخلينا نروح لأبوي...أنا...أنا ماكنت أبي اسمع وش تقول..ما كنت أبي اسمعها تقول ما أبيك..مادري كيف دفيتها و طاحت...بس أنا مابي اسمع شي ليس غاضباً حتى كما كان يتخيل .. ليس جانحاً حتى .. كل ما يراه أمامه هو فتى عاش هماً أكبر من عمره .. حتى خاف من نهاية هذه الأوجاع التي كبر على أنينها .. لذا كان من السهل دفعه للسكون .. و إقناعه أن يستمع إليه .. : أنا تكلمت مع أمك...و بأتكلم مع أبوك...ماراح تترككم معه...أنتم أهم شيء عند أمك و هي كانت تبي تقولكم هالشيء...تبيكم تعيشون معها و ما تتركونها ظل يعيد على سمعه حديث والدته .. و يملأه بوعود يرجو أن يفي بها .. و لا يعرقلها والده .. حتى تسرب إلى فزعه الأمان شيئاً فشيئاً .. ليدخلان أخيراً إلى المنزل .. ليشدّ على كتفه وهو يوصيه .. : يله ادخل و اعتذر منها...و قول كل اللي قلته لي عندها...و اسمع كل اللي بخاطرها...أنت ولدها الكبير و سندها.... لم يكمل حديثه حين وصل إلى سمعه تلك الخطوات الغاضبة من خلفه ..فالتفت لها تزامناً مع صراخها به .. : أنت مجنووون! كيف تمد يدك عليها!! وقف معقود النظر .. و الفكر للحظات !! لا يدري مالذي عليه أن يتعامل معه أولاً ؟؟ غضبها الثائر على هذا الفتى !! أم إطلالتها الغير معهودة بقلبه !! : يعني كانت عاجبتك العيشة مع أبوك! يوم هو مكسر يدينك ساكت و اللحين جاي تتقاوى على اللي حمتك منه! راحت تعبر الباحة إليهما .. لتعبر مع خطواتها الغاضبة صعقة كهربائية لقلبه.. وهو يتأملها بذهول .. جسدها البعيد عن النحافة .. بدت تفاصيل أنوثته مرتوية بإكتفاء لا زيادة فيها .. في فستان أغمق إزرقاقه حتى بدى إنسيابه الفاتن عليها .. كليلة صيفية عذراء .. حُجب قمرها .. ليتركها للغموض .. و الفتنة .. غافلهُ الغرق .. بسحر الكحل في عينيها ..و الربيع الذي أزهر بإمتلاء شفتيها .. و وجهها أخيراً يأخذ حق تألقه منها .. ملامحها الشرسة تعاظم ظلمها على قلبه... و نظراتها العدائية بدأت تقضّ أسوار عشقه المتهادي الصامت... حقاً .. للحسن معها شأن غريب... بدت جميلة بشكل لم يألفه... جمالها الذي فكت أسره أخيراً أتى على قلبه المتجلّد بصبره .. حاد .. مزعج .. مستفز .. لم يكن ليجد صوته .. قبل صراخ هذا الفتى بوجهها و هي تقترب منه .. : مالك دخل أنتي بالذات مالك دخل...عارف إنك ماتحبينا...عارف إنك بتطردينا من البيت وقفت بجانبه .. تشتعل بكلماتها .. منشغلة بخصامها لذاك الفتى .. عن قلب يقصف كالرعد بسببها .. كفرس جامحة .. تباري ثورة مشاعرها .. تلك الخصلات التي أسدلت ليلها ليتعدى أكتافها .. بعد سبات عميق كانت تهجعها فيه .. فما عرف لها شكلاً أو طول .. : أنت يا.......... التفت يده على خصرها كي يوقفها حين كانت تنوي شن هجوم آخر على ذاك الفتى .. وهو يعاتبها .. بصوت ثقيل .. : سماح ! اذكري الله لا تكبرين السالفة...الولد عارف إنه غلطان و جاي يعتذر من أمه : : تبددت بلحظة كل الكلمات التي كانت في عقلها .. حين أحست بدفء ذراعه تطوقها.. و وصلها صوته قريباً جداً منها .. لتستوعب أخيراً وجوده بجانبها .. بل ملتصق بها .. أبعدت يده عنها بقوة .. لترتد خطوة بعيداًعنه .. و عيناها تبحث عن ذاك الفتى الذي جعل الدم يثور في عروقها الثائرة دوماً .. فتجده قد هرب للداخل .. كانت لا تزال بثورة غضبها التي لم تهدأ للآن .. فتكرار مشاهد العنف التي ثارت بذاكرتها .. لحظة رأته يصرخ بوالدتها و يدفعها أرضا .. لا تزال تعصف بعقلها .. رغم حديثه المطمئن لها .. الذي لم تكن لتستوعبه .. أو لم تريد أن تستوعبه .. فبدأت تتمسك بغضبها بشدة .. رغم إنتهاء أسبابه .. لأنها لا تحتمل الآن بالذات التعامل مع نظراته هذه التي أربكتها .. لتفزع أكثر من هذا الحديث الذي يكاد يهذي به و لا تريد أن تسمعه .. فراحت روحها الفزعة تبحث بقلق .. عن أي عثرة توقف إنسياق مشاعره نحوها .. لتقطع همسه الأجش .. و هي تراه يقترب منها .. : سماح لا تعصبين...... لم تصدق أن يعطيها المجال لتغضب .. فتلك النظرة في عينيه بدأت توهن قلبها .. و تعلم أنها لن تقوى على التصرف حيالها .. لذا ثارت بمبالغة جداً عليه .. كي تمحوها من عينيه .. فلا يضطر قلبها الوقوف أمامها .. : و أنا أبي أعصب اللحين...يعني بأعصب...أبي انقهر بأنقهر..أبي أنسى بأنسى..._رفعت صوتها بحدة لتستفز هدؤه أكثر_أنت مالك حق تتحكم بمشاعري...ما تقدر تفرض على أي إحساس أنا ما أبيه تفهم.. ماتقدر... أذهله حديثها الذي ثار من العدم .. و قلبه يخيب بقوة من ذاك الكره الذي لا يخفت بملامحها إتجاهه .. فاحتدت نظرته بغضب تراه للمرة الأولى .. في وداعة ملامحه .. : أنتي وحدة ما تستحين و لا تحسين!! لتشعر بالراحة حين انمحت تلك النظرة المفتونة في عينيه .. و ملئته بالغضب .. لتثبت عليه التهمة أكثر .. نعم .. يجب أن تضعه في الصنف الذي تعرفه .. تكرهه .. فلا يملك أي تأثير عليها .. : أخيراً قلت اللي بقلبك...أخيرا طلع وجهك الثاني اقترب منها بغضب أكبر .. يصرخ للمرة الأولى في وجهها .. لأنه أدرك من غضبها اللامبرر .. أنها فقط تريد أن تسوقه للنهاية التي تريدها .. : و بس هذا اللي تبينه؟ هذا اللي تنتظرينه من كل هالجفاء اللي تعامليني فيه؟! تبين تستفزيني عشان أغلط؟ عشان أصير مثلك...و يصير معك الحق!! رغم معرفتها أنها مخطئة .. لكنها لم و لن تعترف بذلك أمامه و لا أمام نفسها حتى .. لتتصلب بعناد أفكارها .. و هي تصرخ به بقهر .. : مثلي! وش فيني يعني ماتتنازل حضرتك تكون مثلي...أنا اللي ما أبيك تفهم؟ ما أبييييك...اتررركني بحاااالي تعبت منك جنحت بثورتها حتى آخر حدودها .. ثائر قلبها لدرجة تفزعها .. متورطة بما فعلته بعدما رأت غضبه .. فلا تتخيل كلاماً تلقيه عليه بعد كل ما ألقته .. لتنوي هروباً سيمتد عمره طويلاً عنه .. بعد أن رمت على قلبه ألف حجر يعيقه عنها .. لكنها ما إن صدت عنه للحظة .. حتى أحست بكفه تشتد على مرفقها .. ليلفها بشدة إليه .. جعلتها تترنح للحظة .. و قبل أن تستعيد إتزانها .. كان يسند بعثرتها .. بقبلة عميقة .. و يديه اللتا تحتضنا أكتافها .. تأسرها بعناد طويلاً رهينة شفتيه .. : : فعلها غضباً؟ رداً لكرامته؟ أم شوقاً كان يقتله بلقاءها ألف مرة ؟ لا يعلم! انتظر منها أن تصده ! تقاومه ! .. لكن لصدمته أحس بها تذوب بين يديه .. ليغرق حتى العمق بها .. و ابتعد عنها .. ينتظر ردة فعلها العاصفة .. لكنها رفعت له نظرةً مرتجفة .. مذهولة تتسع في وجهه .. ليسألها متنهداً بإستغراب .. : بس! بتطالعيني كذا؟ هذا إحساسي الحقيقي...و بأفرضه عليك و انتظر الرد تلاشى ذهولها سريعاً لتحتد نظرتها النارية .. تحاول سحب يديها من بين كفيه اللتا اشتدت قبضتهما عليها .. لتهمس من بين أنفاسها المرتجفة .. الثائرة .. بتحذير .. : ليث اتركني لكنه لم يكن ليفلتها .. وهو يهمس لها بهدؤ .. و عيناه تهيم بملامحها عن قرب .. ليشكوها بعتب مفتون .. : يا هالجبروت اللي أنا متحمله فيك! تدرين إن هذي أول مرة أسمع اسمي بصوتك هددته بغضب يتجدد بلا إنقطاع في روحها .. رغم أن حروفها كانت ترتجف .. و عيناها تصد عن ملامحه .. : و آخر مرة بتسمعه...و آخر مرة بأشوفك لو تماديت بهالشكل معي مرة ثانية : : كانت ستغادره .. ليشدها إليه من جديد .. و يقبلها مرة أخرى .. قبلة بدت ألطف .. و أعذب من سابقتها .. و يبعد وجهه قليلاً عن وجهها فيما تحتضن كفيه وجنتيها .. وهو يهمس لها بعشقه .. : ما كانت غلطة! و لا ردة فعل! و لا عناد.. و لا عقاب..ولا أي سبب من الأسباب اللي بتزرعينها بعقلك..كانت شوق و إعتراف و حب...تفهمين يا سماح تفهمين؟ وش يقول هالقلب اللي مو ناوية تعتقينه و لا تريحينه! أتت صراحته الغاشمة .. التي استفزتها بعنادها القاسي الذي كانت تهدم به كل تلك الأحاسيس المجهولة التي تعبث بها من قربه .. ضخمة على فهمها المتبلّد .. قاسية على مشاعرها المتصلبة .. حاولت الهروب منه لتشتد كفيه على أكتافها .. لترفع رأسها له من جديد .. ترجوه الحيرة .. و الضياع في عينيها أن يتركها ترحل بذهولها .. ترمم إنقضاض عالمها المتحفّظ بقسوتها .. و إنهيار أسوار جزعها التي كانت تُرهبه بها .. لكن عهد اللين عنده أعلن الإنتهاء .. وهو يسبر أغوار نظرتها بإصرار .. و عناد .. ينتظر .. ماذا ينتظر؟؟ لا تملك أي إجابة ! لا تدرك أي معنى لطوفان الأحاسيس التي عصفت بها ! لا تستطيع أن تتحدث .. فلا يوجد في جميع قواميسها التي عرفتها .. كلمة ترد على حديثه الذي لفه كحبل يخنق روحها اللامبالية به .. لا طاقة لها بغضب .. لا تعرف على أي سبب ترميه .. و هي لا تريد أن تمس حواره الأخير بحرف واحد .. أو شعور حتى .. فقط سبيل النجاة الوحيد .. لإنفجارات الحيرة و العجز التي تملأ صدرها أمامه .. كانت دموعاً مُرتبكة راحت تسكب الأسئلة .. و المخاوف .. ماء مالحاً أسوداً ملأت به صدره الذي احتضنها بحنان إليه .. : : مرت لحظات و هي تبكي شتاتها .. حتى أحس بها تهدأ .. و ما إن تركها للحظة حتى غادرته سريعاً .. ليزفر نفساً لازال يحمل ذكراها .. و قلبه يخفق بين يأس و أمل بها .. .. مالنتيجة لخطواته العنيدة التي تأتي معها دائما عشوائية .. بسبب جموح عنادها و قسوتها ؟؟ ~*~*~*~ كانت عائدة إلى منزلهم ترتجف أطرافها .. صدمة .. أم قهر .. لا تدري .. لا تحس بشيء سوى نبضات قلبها الصاخبة التي ترفض أن تستكين .. و تهدأ .. لا زالت لا تستوعب حرفاً واحداً من ذاك الطلب الذي صعقها .. لتُلحقه جدتها برجاءتها الطوال .. و سعادتها التي كانت ترفرف بين كل حرف و حرف .. هي لم تكن تسألها عن رأيها .. هي كانت تزف لها بشرى .. أنارت دروب فقدها المعتمة .. حتى يقف الرفض مأسوراً على طرف فمها .. لا تقوى على إطلاق سراحه .. لتُعدم لها آمالاً بدأت تتراقص في وهن عينيها .. فرحاً بهما .. فكيف ستخبرها برفضها .. و تحمل على عاتقها ذنب إبتعاده الذي تشكو منه سنوات طوال ؟! لكن كيف جعلتها هي رهان العودة .. لذاك الطائر المهاجر دوماً .. البعيد دوماً ؟! هل كانت فكرتها هي ؟ و لماذا اختارتها هي بالذات ؟ لما لم تختار له رتيل الأقرب لقلبها ؟ لما لا تختار له غزلان .. الأقرب لحياته .. هي من قد تُرضي شخصاً مثله !! لما تتركهم كلهم لتربطها هي به!! بدون معرفة ما يعرفه .. تجد من المستحيل لعقلها أن يتخيله زوجاً لها .. أن تتخيل حياة قد تعيشها مع شخص مثله !! وهو !! هل وافق من أجل جدته ؟ طوال تلك السنوات كان يرفض الإرتباط .. فلما الآن وافق عليها هي بالذات؟! كادت أن تشهق حين مرت أمام بيته .. لينفتح الباب فيظهر بلحظة أمامها .. لكنه لم ينتبه لوجودها .. كان بإمكانها الهرب سريعاً قبل أن يلتفت لها .. لا تدري لما توقفت خطاها ؟؟ كيف تقدمت منه ؟؟ و من هذه التي تهتف بإسمه بغضب !! : عزام!!!! التفت إليها عاقد حاجبيه بإستغراب .. لكن ما إن لمحها حتى استرخت ملامحه .. و نظرة غريبة تسكن عينيه العابثتين وهو يتأملها بترقب .. : آمري سألت وصوتها ينتفض بإرتباك .. : وش الكلام اللي قالته لي أمي اللولو! وش صار عشان تكلمك في هالموضوع!! و أنت ليه توافق؟؟ وش تبي أسوي اللحين أنا؟ كان يستمع إليها مدّعياً الإهتمام .. فيما كان واضحاً أن ثورتها هذه لم تهزّه .. ليخبرها ببساطة .. : عزام أنت خطبتني_حين اتسعت عيناها بعدم فهم لجملته...أكمل موضحاً_هذا اختصار السؤال اللي المفروض تسألينه بدال الأسئلة اللي ما أذكر منها شيء عشان أجاوب عليها استفزها بروده و سخريته هذه .. و تلاعبه بإجابته .. لتتهمه بإنتقاد مستنكر .. : ترى هذا زواج! مو شيء تمزح فيه بعد !! عقد حاجبيه بإستنكار حقيقي هذه المرة .. ليؤكد بجدية .. : و مين قالك إني أمزح! لم تستوعب تغير ملامحه و لا حديثه .. حين بدى لها ساخراً .. كان أفضل .. لكن جديته هذه أرعبتها .. لتسأل بعدم إستيعاب .. : إذا مو مزح ليه وافقت أجل؟ كرر كلامها مستنكراً .. : وافقت!_أكمل بثقة_أنا اللي اخترتك..مو أمي انفلتت الكلمة منها قبل أن تنتبه لها .. و للمعاني التي ستصل إليه منها .. : ليييه؟ صمت للحظة في عينيه حرب لمشاعر مختلفة .. ليجيب على سؤالها بسؤال صارم .. : سحاب بسألك و جاوبيني بصراحة...فيه أي شيء بقلبك يمنع هالإرتباط؟ هتفت برفض .. حين أدركت معنى سؤاله .. : طبعااااا لااااااااا برقت نظرة غريبة في عينيه .. وهو يجيبها بثقة .. و إرتياح .. : خلاص إذا السالفة بيننا بس تحبيني أو ما تحبيني...خليها علي ارتباط !! حب !! موافقة !! و هذا الوسيم الذي وقف ينظر لها بهذه النظرة الفاتنة!! لا .. ليست هي حقاً من تقف هنا أمامه! تجرؤ أن تصرخ بوجهه ! كل ما يجري الآن يبدو لها كمقطع من فيلم .. اعتادت أت تشاهده لا أن تعيشه .. و هي تقف .. تتحدث بهذا الحوار الغريب معه .. و يخصها بهذه المشاعر التي تثقل نظراته .. نسيت مشاعرها للحظات .. و هي تحاول أن تفهم أو تستوعب مشاعره الغريبة .. التي وقف ينظر إليها بها .. قبل أن تدرك تحديقها الصامت به .. لتنفض رأسها برفض .. و تغادره .. ~*~*~*~ ملّت نور من ترددها .. لتخطو عنها الخطوة الأولى .. فتخبرها أنها أرسلت له حسابها الوهمي الذي سجلته لها .. و كل ما عليها أن تفتحه فقط و تستقبل رسائله .. و هاهي تستلقي على سريرها منذ وقت طويل .. منذ أن ادخلت ذاك الحساب في هاتفها .. تغالب نفسها و وساوسها حيناً .. و تتنافس مع ترددها حيناً آخراً .. و هي تفتح هاتفها تقرأ رسائله .. لتفزع .. فتعود لتغلقه و ترميه .. لا تنكر أن كلامه العذب أعطاها قيمة .. لكنه ظلّ مُعلقاً دون المستوى الذي ترضى به لنفسها ! عادت عيناها تعبر رسائله .. حديثه عن نفسه .. خفة ظله .. إهتمامه بالتعرف عليها .. و تلك العلاقة التي يريد أن يبدأها معها كيفما أرادتها .. تلك الكلمات تستمر بالتسلل إلى قلبها .. لتملأ ثغرات تلك الأحاسيس التي تعيشها لأول مرة .. لتثير فضولها .. و تعبث بمشاعرها .. التقطت هاتفها لتفتحه .. حسناً هي لن تتحدث معه الآن ! سترد عليه برسالة فقط ! لكنها ظلت تصف في عقلها الكلمات التي تحاول الرد بها عليه .. فلا تجدها تقتنع بشيء !! لا تدري مالذي يُجمّد أصابعها عن رصف تلك الحروف التي تجاريه بها .. و هو ينتظرها بصبر منذ بداية اليوم .. بلا إلحاح .. و لا إجبار .. فلماذا تعجز عن كتابة أي شيء ترد عليه به ؟! لكن هل ستجرؤ حقاً أن تخط حرفاً واحداً له؟ تظلّ تفكر .. إن كتبت له؟ إن تحدثت معه؟ ماذا بعد؟!! تتعرف عليه! تحدثه عن نفسها ! يتصادقان!!! .. هل ستتقن مشاعرها الغباء .. لتُصدق الكلام الذي سيسرده على قلبها ؟ ..و هل ستكون مجرد أحاديث لتمضية الوقت .. أم ستضعف .. و تُساق خلفه .. لتنزلق يوماً من عفتها إلى لقاء؟؟!! .. هل تستطيع تحجيم الذنب ! لتعد أنها ستبقى ضمن الحدود الآمنة .. و هي تُخطيء هذا الخطأ هل تضمن أن لا يكون عقابه .. هوانها فيه ! حتى و إن كانت وحيدة .. حتى و إن كانت مُهملة .. حتى لو لم تجد حولها أي رقيب يُصحح مساراتها التي بدأت تعوّج أمام أعينهم الغافلة .. لكنها هي نفسها .. تعشق نفسها .. ترى نفسها أرقى من كل تلك السقطات التي اعتادها من حولها .. حتى إن لم يهتم بها أحد .. هي تهتم لذاتها .. لدينها .. لعزتها .. لكرامتها .. مازالت ترى لنفسها مقاماً أرفع من هذا الهوان .. و العبث .. و الظُلمة .. مازالت ترى قلبها أغلى من أن يتبعثر بين يدي هذا الغريب .. و غيره .. مازالت تسمو بروحها عن هذه المشاعر المصطنعة .. و المواعيد الهزيلة .. و الأحاديث الآثمة .. ( مُخطئة يا نور .. ليس هذا درباً سهلاً .. إنها طُرقات بلا أرصفة .. أمواج غادرة لا تعرف طمأنينة المرفأ .. إنها سُبل آثمة لا يحفها سلام و لا بركة .. ستأخذنا لقاعٍ بعيد عن الله .. بعيداً عن طهر أرواحنا بقربه ) حسناً .. إن كان لا بد من غرق .. ستغرق في ذاتها لتنجو بروحها .. ستبني لها برجاً شامخاً و ستطل على الناس من فوقه .. إن كان لا بد من وحدة .. ستعيش وحدتها بثراء و رفاهية نفس .. بإستغناء و إستعلاء .. ستطوي هذه المشاعر الحمقاء .. فليست هي من تبعثر عمرها في الظلام .. لا تناسبها الأحزان .. و لا ذل المشاعر .. و لا دروب الهوان .. ستتعلم كيف تكتب سعادتها بعيداً عن البشر .. التقطت هاتفها الذي كان قد انزلق من يدها منذ لحظات .. لتفتحه .. و تقوم بمسح محادثته .. و حضره .. و حذف هذا الحساب من هاتفها .. و تنهض بثقة و كبرياء .. من سريرها التي كانت تدفن نفسها فيه بإنكسار .. و مذلّة .. لتتنفس أنفاس الأمان و الحياة و هي تشعل جميع الأنوار .. و تعود لعزة نفسها التي كادت أن تتخلى عنها للحظات .. اخذت هاتفها من جديد .. لتبحث عن أسمها في جهات الإتصال .. لتتصل بها .. : هلا غاية أتاها صوتها مرحباً .. رغم إرتفاع تلك الأصوات بجانبها .. لتدرك إنشغالها .. : أهلين حبيبتي لذا سألت بإعتذار .. و تردد .. : مشغولة؟ طمأنتها .. و هي تبتعد عن علو تلك الأصوات من حولها .. : لا باقي عندي وقت قبل اجتماعي لتتحدث معها بلا مقدمات .. : تذكرين يوم تكلميني عن فكرة فريق التطوع أجابتها بإستحثاث .. : ايه لتُخبرها عازمة بتأكيد .. : اعجبتني الفكرة ...أبي ابدأ بس مو عارفة كيف؟و ...... قاطعتها بحماس .. : إجتماعي اللحين مع بنات بيفيدونك في هالموضوع...تقدرين تجيني للمؤسسة اللحين اعرفك عليهم ابتسمت بإرتياح .. بذات الحماس .. : تمام...مسافة الطريق و أنا عندك ~*~*~*~ خرجت من غرفتها بعد أن فرغت من صلاة وترها .. لتعقد حاجبيها بإستنكار حين رأت نور الصالة مشتعل .. وهو يجلس بإرهاق يراجع ملف أحد قضاياه .. لأن صبا في فترة إختبارات .. رفض أن تهتم بطفلتيه .. ليجلس هو معهما طوال اليوم ينجز تلك المهام المطلوبة منهما .. فتتعلقان به .. و تكثر طلباتهما .. و يتزايد دلالهما و رغبتهما في الخروج و اللعب.. حتى بالكاد نامتا بعد لعبتا معه طويلاً .. تقدمت منه .. ليلتفت لها مرحّباً .. وهو يغلق ملفه و يضعه جانباً .. : حي الله أم حاتم...ما نمتي؟ أجابت بضيق عجزت أن تخفيه .. عن إهتمامه .. : لا يمه ما نمت جلست بجانبه .. لتطيل النظر إلى وجهه بعتب .. فيتنهد وهو يدرك سبب ضيقها .. لتصارحه بما يقلقها .. : يمه حاتم...ترى والله اللي تسويه في نفسك و بناتك مايرضي أحد! اللحين هم صغار بس بكره يكبرون و تكبر احتياجاتهم و تكبر مسؤوليتهم...ليه تحرمهم حياة طبيعية مستقرة و كأنك تعاقبهم بسبب أمهم..خل ظنك بالله كبير و توكل عليه و تزوج و أنت متفائل بعطاء ربك..و ربي بيرزقك على نيتك البيضاء اللي تعوضك عن اللي راح و تسعد قلبك نعم كان حديث والدته على حق .. لقد كسرته تلك بذاك الخذلان الذي استعمر روحه طويلاً .. حتى أوصد على قلبه الذي رمته بإهمال الباب .. لأي درب جديد للحياة .. لكن شيءٌ من شعور عبر شرايينه التي أقفرت .. ليهتز قلبه الذي أرقده بسبات طويل ..حينما أحبته تلك الطفلة .. فأعطته نوعاً من العزاء .. و مسحت مشاعرها على القلب برفق .. ذكّرته أن هناك قلباً له .. صوت .. وجود .. أن هناك متسعٌ في روحه للحياة .. و الأمان .. و الفرح .. ليزفر بعزم .. وهو يبتسم لها إبتسامة ثقيلة .. : تم يا أم حاتم...موافق على فكرة الزواج مبدئياً...بس إذا لقيت وحده تناسب وضعي...و ترضى تاخذني أنا و بناتي شيء واحد ما يتقسم ابتسمت برضا .. و محبة .. و إمتنان .. : ربي يرضى عليك مثل ما أنت مرضيني...لا تخاف يمه أنا مابيك تتزوج عشان الزواج و بس...أنا أبيكم كلكم تستقرون و ترتاحون أخيراً كان قادراً على تمزيق تلك الصفحة السابقة في حياته .. و التي علق بها لفترة طويلة .. حين خذلته الحياة .. و الأماني .. و الأفراح .. حين لم تهتم و هي تنفض سعادتهم .. و أمانهم .. لترحل عنهم .. .. ليبدأ من جديد .. بعد ذاك العمر الذي شوّهت به مشاعره .. بأخطائها .. و أنانيتها .. ~*~*~*~ سبحانك اللهم و بحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، استغفرك و أتوب إليك ^ ^ ^ إلى هنا سأقف .. في إنتظاركم ...~ | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|