آخر 10 مشاركات
جناح مهيض*مميزة ومكتملة* (الكاتـب : بدر albdwr - )           »          586 - حب لايموت - صوفي ويستون - ق.ع.د.ن ( عدد حصري ) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          598 - حين يتحطم القلب - ريبيكا ونترز ( أنت قدري ) - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          قـيد الفـــيروز (106)-رواية غربية -للكاتبة الواعدة:sandynor *مميزة*كاملة مع الروابط* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          الفجر الخجول (28) للكاتبة الرائعة: Just Faith *مميزة & مكتملة&روابط اخف* (الكاتـب : Andalus - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          عيون حزينة (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب حزينة (الكاتـب : mira24 - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree42053Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-06-23, 01:15 PM   #6121

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 578
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26


مساء المودة .. و كل الحب .. لكل من عبرت هنا ..

Msamo…

qhoa…

الشموخ…

فيحاء….

ارجوان…
*مجرد ما خطب عزام سحاب و هي وافقت
كذا انتهى موضوع حاتم بينهم
و كان هالشيء واضح بسؤال عزام لها اذا تذكرين
لو فيه شيء بقلبهاًيمنع ارتباطه فيها..و هي جاوبت بلا
*هههه غالب محتاج أحد يشتاق له و يوقف معه
الأيام الجاية بتطلع عينه

مرام ناصر…

nmnooomh…
فعلاً يمنى تعيش تحت ضغط نفسي يتزايد يوم بعد يوم

زهر رمان…

تغريد…

ندى الحمدان…

منال مختار…

أفنان…
تحليلك لشخصية سماح رائع

مها…
هلا وغلا نوورتي الأروقة
أحب التفهم بتعليقاتك
و أنا أحب تواجدي بينكم جداً و إن شاءالله ماأخسر شغف الكتابة بتفاعلكم الجميل

شهرزادك…
ماضي رياض و يمنى انكشف في الجزء ١٠

لطيفة…
فعلاً غاية عندها تسبيق مبالغ به للخوف من المرض وهالشيء دعمه تعامل أزواجها السابقين معها و مع معرفتهم بمرض والدتها
تفكيرك صح الصح يا لطيفة
ليه نضيع الحاضر و الأيام اللي نعيشها اللحين بخوف من مستقبل كله بيد رب العالمين
أو نعلق بماضي انتهى و راح أياً كانت آثاره
لكن ضعف الشخصيات هو اللي سمح لهالآثار تبقى بتأثيرها السلبي عليهم

سوير…
يشرفني رأيك بكتاباتي..و إن شاءالله نقرأ مشاعرك اتجاه الرواية مرة ثانية

مونتاج…

هنو…
الهدوء سكينة…
أتمنى أكون قد ثقتكم و أقدر أكمل الرواية
أنا اجتهد بكل حب في الجانب اللي يخصني وهو الكتابة
أتمنى يكون عندكم نفس التقدير و الإهتمام و تدعمون هالصفحات بتواجدكم و تعليقاتكم لأنها الجانب المكمل و الأهم لإستمرار الرواية

منو…
رديت على اجوان بموضوع مشاعر سحاب السابقة
و بحديث النفس للشخصيات في السرد بالأجزاء السابقة وضحت مشاعرهم اتجاه هذا الشيء

qhoa…
هلا بتعليقاتك اللي تجيب لنا السوالف و النقاشات الحلوة

*غاية ..المرض وراثي من جهة الأم
وخالتها أخت لوالدتها من الأب فقط

بالنسبة لسحاب..
*ما أشوف إن شخصية سحاب سطحية أبداً
بالعكس سحاب شخصية تلقائية و طبيعية جداً
موافقتها على عزام طبيعية لأنه قريبها و مافيه أي سبب يخليها ترفضه..و كونها استخارت..و شور أهلها كلهم موافقين عليه
يخلي الموافقة هي الإختيار الأرجح لها

..أما مشاعرها إتجاه حاتم
>>(فيه كلام من زمان خاطري اقوله عن هالموضوع)
بصراحة أنا كنت مستغربة إن فيه عدد كبير منكم كان متقبّل حبها لحاتم و متوقع علاقة بينهم
أعجز اتخيلهم كثنائي أبداً
فرق العمر! فرق الحالة الإجتماعية! فرق النضج والخبرة بينهم!
يعني هي بتكون طفلة ثالثة يتحمل مسؤوليتها
وهو بشخصيته و عمره و طبيعة وظيفته مستحيل يجاري حياة سحاب و أحلامها و متطلباتها بهالعمر
.. و و وضحت هالفكرة بشخصية حاتم اللي ما هز إعجابها فيه أي شعور بقلبه..

*و كفكرة طرحتها .. لأن أي بنت ممكن تكون قد أُعجبت بشخص ما .. جار أو قريب و رسمت أحلام لحياتهما معه
لكن إذا هالشيء ماتعدى مشاعرها فقط..
فأشوف طبيعي إن أي علاقة حقيقية تدخل حياتها تمسح كل هالخيالات من قلبها
و هذا كان حال سحاب اللي هي عارفته. و عزام يعرفه. و حاتم يعرفه.
مشاعر بسيطة لاتُدينها أبداً و من غير الطبيعي إنها تظل متعلقة فيها و ترفض شخص تقدم لها عشانها
و مافيه أي منطق يخليها تتعلق فيه و لا تنساه و هم ماصار بينهم أي مواقف أو عشرة أو حتى كلام

:

الجزء الـ23

جزء كامل عن ملكة الكابتن و السحابة
مقسّم على ٣فصول

بيكون الفصل الأول جزئية صباحية بسيطة من يوم الملكة .. بما إننا بدأنا في العشر
أسألي الله لي و لكم البركة فيها و القبول
و أن يتمها بفضله علينا بخير و صحة و عافية
و أن يبلغنا رضاه و الجنة

لقاءنا الأربعاء .. الساعة السادسة مساءً ~.
و لآ تحرموني دعواتكم الصادقة في هذه الأيام الفضيلة


أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-23, 01:49 PM   #6122

سارة مالك ٨٩١

? العضوٌ??? » 511997
?  التسِجيلٌ » May 2023
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » سارة مالك ٨٩١ is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أغاني الشتاء..;***58028
المحتوى المخفي لايقتبس
لا اله الا الله..


سارة مالك ٨٩١ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-23, 09:59 PM   #6123

سارة مالك ٨٩١

? العضوٌ??? » 511997
?  التسِجيلٌ » May 2023
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » سارة مالك ٨٩١ is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أغاني الشتاء.. مشاهدة المشاركة
المحتوى المخفي لايقتبس


جاري القراءة


سارة مالك ٨٩١ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-23, 01:35 AM   #6124

منو6

? العضوٌ??? » 404248
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » منو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond reputeمنو6 has a reputation beyond repute
افتراضي

الله يرزقنا وياك وجميع اللي في النتدى قبول دعواتنا ورضا ربنا وحسن الخاتمه وحسن اللقا ء بوجهه الكريم ويامنا في وطننا ويحفظ احبابنا و

منو6 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-23, 06:28 AM   #6125

ندى الحمدان

? العضوٌ??? » 478905
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 39
?  نُقآطِيْ » ندى الحمدان is on a distinguished road
افتراضي

سماح وعائلتهاا ..
ما توقعت يكون اختيار ام حاتم اسماء..
صدفه جميله وضعها يناسب وضعه تماماً
وطيبتها و هدوءها يناسب طيبة و هدوء حاتم
اختيار موفق و اتوقع تنجح علاقتهم ..

غضب والدة سماح في محله صدق الوضع زاد عن حده
موقفها امام الؤلؤ صعب جداً وخطوتها هي الصح
اذا ما ترضى فيه ك زوج تنفصل
علاقة العائلتين بتقوى بعد زواج اسماء و حاتم
و مو معقول يستمروا في اخفائهم ..
لكن اتوقع قبل ما يتخذون اي قرار رح تصدمهم اللولو
وترشح سماح لليث خصوصا انها عارفة بمدى محبة ليث لصديقه
و استمراره بتواصله مع والدته
و بعد من باب الحنيه ع ام سماح و حملها مسوؤليه بناتها و احفادها .


عزام والدته
يا حظ هالعزام الكل داعمه و مساعده
خلاص بعد كل هالضغوطات لازم توافق سحابته

رتيل و يمنى
كان لازم من قبل يتلتقوا و اكثر من مره
حتى يتقبلوا ويبدوا يعتادوا لينسوا
الهروب خلاهم عالقين بالماضي
طبيعة الانسان ينسى ما يمر به مع الوقت
و يبقى له الذكريات اما الحزن والفقد يتلاشى
المصيبه تبداء كبيره لكن كل ما مر يوم تبداء تصغر
لكن رتيل ظلت عالقه في نفس المكان لان م اعطت نفسها فرصه
تواجه مصيبتها ولا اللي حولها ساعدوها
الكل يحاول يتجنب حزنها و جرح مشاعرها
لدرجة ان كبتها ظل سنين كان لازم تفرغ حتى تقدر تغفر و تسامح .


يمنى تحزني هي مب ظالمه هي مظلومه
استغلوا ظروفها وظروف والدها واستغلوا صغر سنها
وجهلها وحاجتها ابشع استغلال وكانت ضحيه ..
و استمرت تضحي بنفسها وراحتها وصحتها برجعتها
و هالشئ فوق طاقتها هذي هي وصلت لقاع اليأس ..
حتى هي مثل رتيل لازم تواجه و ترضى بقدرها
وتغفر لنفسها هذا ابوه وامه غفروا وسامحوا .

غايه ..
متى تصحين ي غاية و تفهمين الحياه
تضيعي عمرك و شبابك بسبب مرض علمه وموعده بالغيب !!
هذا انتي وحيده بعز قوتك و شبابك كيف بمشيبك
مين بيرعاك ومين بيهتم فيك و مين بيتحمل مسؤوليتك
اخوانك ؟؟؟
المفروض هالطاقة و هالتفاني تكون لزوجك و ابناءك
و المفروض م تكتفي بطفل او طفلين بل تخليهم سور يسندك
لو مرضتي و كبرتي و فقدتي
او اذا ظليتي بصحتك يملوا عليك حياتك و يعوضوك الوحده اللي عشتيهاا ..

واعتقد رأي عمار من رأي ????????

رتيل وراجح
احيانا اقول الانسب لرتيل راجح حتى تبعد و تتناسى
وتقدر يمنى تكمل حياتها..
لكن بعد افتقادها لمروان م اظن توافق تبعد و تعيش حياه منفصله عنه
ولو عرفت و انصدمت بمشاعره
رح تكون عكس سحاب و تتفهمه وتفهم مشاعرها
انه اول سند وكتف تقبل حزنها وعطاها كامل الحق في التنفيس ..

سحاب ي سحاب ..
ي زين عروستنا ???????? حياه سعيده ي جميله


ندى الحمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-23, 12:21 AM   #6126

nmnooomh

? العضوٌ??? » 314998
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 486
?  نُقآطِيْ » nmnooomh is on a distinguished road
افتراضي

موفقة خير ي الغالية
وربي يوفقنا ويسخرنا لما يحبه ويرضيه عنا اجمعين


nmnooomh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-23, 02:28 PM   #6127

عدويه

? العضوٌ??? » 512184
?  التسِجيلٌ » Jun 2023
? مشَارَ?اتْي » 11
?  نُقآطِيْ » عدويه is on a distinguished road
افتراضي

الحماس مليون

عدويه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-23, 05:49 PM   #6128

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,825
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي

بانتظارك
متشوقة للفصل
الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله


Msamo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-23, 06:02 PM   #6129

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 578
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26

[..الجــزء الـثـــالث و الـعــشـــرون..]
_الفصل الأول_

*
*
*
سبحان الله و بحمده
سبحان الله العظيــم
*
*
*


نهض متأخراً من سريره .. مُتكاسلاً .. بعد ليلةٍ بالكاد استطاع أن يغفو فيها .. في إنتظار هذا الصباح ..
ليلة البارحة افتقد صوتها .. فهي تسهر في بيت جده مع بقية الفتيات .. وهو لم يقوى على إطباق جفنيه .. حتى أحس بعودتها ..
حتى خطت فوق قلبه .. حتى أحست بها روحه .. و ألف تنهيدة للحيرة يعلم أنها تُسهرها كما تُسهره ..

كان يسير بشبه إغفاء لايشغل ذهنه سوى شرود أفكاره فيها ..
لكنه ما إن خرج من حمامه حتى وقف بإستدراك لما حوله .. لتتسع إبتسامة دافئة .. حقيقية ..مُفتقدة على وجهه ..

إنها هنا !!
حضورها لايمكن أن يغفل عنه أدنى إحساس بداخله .. ألهذا لم تخبره بموعد رحلتها .. كي لايذهب باكراً لإستقبالها في المطار ؟!
و خرج بلهفة .. ليرى البيت كما لم يراه منذ سنوات طوال ..
عادت رائحتها المأثورة في شوق خياله تسكنه .. ليعبق صباحه من جديد برائحة الهيل و الزعفران ..

رآها تخرج من المطبخ المهجور لسنوات .. أنيقة .. جميلة .. ملامحها متألقة بفتنة .. و كأنها لم تقضي ليلها كله في رحلة طويلة ..
ترتدي جلابيةً بلون داكن بنقوش ناعمة .. و حزام مطرز على خصرها الذي بات أكثر نحولا .. وشعرها الطويل ترفعه بعفوية لم تُفقد ملامحها طلتها الأنيقة دوماً ..
هتفت بفرح و شوق .. راح يبرق دمعاً بنظرة عينيها الواثقة دوماً ..
: صح النوم يا عريس
أجابها وهو يصل إليها ليحتضنها بلهفة .. و حب .. و سعادة غامرة وهو يراها تُحيي المكان الذي يفتقدها .. و يزرع الغربة في روحه بدونها ..
: صح بدنك...منورة بيتك يا أم عزام
همست و هي تُقبل كتفه التي كانت آخر حد يصل طولها معه إليه ..
: البيت منور براعيه
أبعدها ليقبل رأسها و يديها و يعود ويحتضن أكتافها بذراعه ليسيران معاً ..
: و أنتي راعيته
لم تجب على تلميحاته الموجعة .. لتلتفت إليه بإبتسامة شوق لملامحه لا تخفت ..
: أنا عارفة إنك ما تحب تفطر فطور ثقيل...بس بصراحة أنا خاطري بفطور شعبي و الظاهر ما بقيت شي ما جبته
لم يهتم لذوقه .. و إنتقاءات نرجسيته التي اعتادها .. وهو يخبرها بصدق ..
: كل اللي بخاطرك بناكله

:
:

جلسا بعد دقائق على المائدة التي حضّرتها له .. بعد رفض تام منها أن يساعدها بأي شيء .. ليتركها تعيش الدور الذي طالما تمناه لها ..
و عيناه لا تغفل عنها للحظة .. يراقبها بشوق يباري سنوات عمره .. و هي تنهال عليه بألف سؤال و سؤال عن حاله .. استعداده .. أهله .. زوجته ..
كل شيء بدى مختلفاً معها هذا الصباح .. حتى طعم ذاك الشاي الذي لا يستسيغه .. راحت أحاديثهما .. و صوتها الدافيء .. يجعله يرتشفه بإستمتاع .. و لذّة ..

مرّت بعد أحاديثهما المطوّلة لحظة صمت .. كان حتى السكون فيها دافئاً .. لا يشبه سكونه النرجسي .. الثقيل .. الذي اعتاده ..
حتى غشى هُدنة الصمت .. صوتٌ لطيف صاخب ..
: ميزووو أيتها السلحفاة البرية مليت و أنا انتظرك بأروح ليمنى و أنتي حاولي تلحقين تفطرين معنا قبل نتغدى

قطبت حاجبيها وهي تلتفت إليه تسأل بإستغراب .. فهي على ما يبدو مثله .. لم تتخيل أن تلك الأصوات في الأعلى تنسكب سريعاً في أذانهم .. و أرواحهم التي اعتادت الهجر .. و الوحدة ..
: مين هذي؟؟
اتسعت إبتسامته .. و عيناه تفيض عشقاً لا يحاول أن يخيفه عنها .. وهو يجيبها متنهداً بسعادة ..
: هذي المدام



~*~*~*~



مازال يختار الصمت .. على كل تلك الحلول اليائسة التي تقوده لإعتراف لا يرغب به ..
فليتمهل الزمان بينهما لآخر مايسمح به عمر كذبته..
ليسعفه قربها لتلك الجراح التي ستملأ روحه برحيلها .. فيأخذ بين يديها نفساً شاهقاً .. لإختناقات العمر بعدها ..
لتهنأ منازل الفرح التي بنتها في صدره .. بهمساتها .. بلمساتها ..
قبل أن تتركه أطلالاً .. لا يجوبه سوى أنين الذكريات التي ستتركها تعبق به .. تثور كلما هبّت رياح الندم من قلبه ..
.. ليس مجنوناً ليرفع مرساته عن قلبها .. و يترك أمواج غدره تأخذه بعيداً عن شواطيء روحها العذبة ..

هو مخطيء .. مخطيء جداً .. بحقها و بحق الكل .. لن يجد له أي أحد .. أي عذر في تلك الحياة الكاملة التي أخفاها عنهم ..
لذا لن تفيده النزاهة و الصدق اللذان سيأتيان متأخران جداً .. في إعترافه الكسيح بكذبه و خداعه ..
سيعيش أطول وقت ممكن معها .. سيبقى ما استطاع داخل حدود روحها الرحبة ..
يريد هذا السكون لقلبه معها .. يحتاج أياماً من تلك السكينة التي تملأ بها روحه ..
قبل أن يواجه حرب الأيام .. قبل أن تهرب منه لجبهة أخرى .. و تحتسبه لطهر روحها من الأعداء ..

حالما أنهيا فطورهما .. اختفت في غرفتها ساعة كاملة .. لتعود و هي ترتدي عبائتها .. و تجرّ خلفها حقيبة كبيرة.. و تهتف له بحماس ..
: جهزت كل شيء...يلا نروح حبيبي؟
أجابها وهو يمد يده إليها .. لتمسك بكفه .. فيسحبها و يجلسها بجانبه ..
: أنا أبي افهم أم العروس أنتي يوم تروحين لهم من الصبح!!
أجابت بإعتراض .. بقلبها الهائل ..
: ما فيه أروح لهم...أنا للحين أحس إني هم...ماعندي قناعة البنت اللي تزوجت وصارت لها حياة خاصة...أنا ما أعرف أعيش من غير أهلي و أحب أشاركهم بكل شيء

هذا ما يُفزعه .. أنها ستجد ألف عوض .. و جبر عنه .. لن يأخذ الكثير حتى يُمحى من قلبها ..
لكن هو !! برحيلها ! ماذا سيتبقى له ؟!

[ هل ستسطيعين العيش من غيري يادانية؟
هل سيجبر الجميع كسر قلبك .. و هم يخبرونك أن الله سيعوضك بمن هو أفضل مني؟
هل ستتذكرين جميع عيوبي .. و تحمدين الله النجاة مني؟
هل ستكرهينني؟ أم تشفقين علي؟
هل ستتخيلن حتى كيف سأفتقدك! كيف سأغدو من بعدك؟
أم ذاك الكسر الهائل الذي سأحدثه في قلبك .. سيمحو حتى خيالاتي من فكرك ]



~*~*~*~



وصلت إليها قبل مزن .. و رأتها تجلس وحيدة كعادتها .. لأن وتين أصبحت تقضي أغلب وقتها هناك .. مع والدها ..
الذي انتقل إلى المُلحق الخارجي منذ إصابته .. لتقف تبتسم لها بسكون .. و هي تحتضنها ..
: ألف مبروك ياروحي...ألف مبروك يا أرق و أطيب و أحلى عروس_أبعدتها لترى وجهها و هي تجيبها بصدق و مودة_أمه راضية عليه عزام عشان ياخذ سحابتنا و قلبنا الأبيض

عادت لتحتضنها هي .. و سيل كلماتها بحقها يُثقل قلبها .. و روحها .. المثقلين نحوها منذ أعوام أكثر .. فأكثر ..
لتبتلع كومة الأسى التي تكورت بحلقها بوجع .. و هي تخبرها مازحة .. رغم أن دمعة غادرة كان انزلقت على خدها .. لتمحوها سريعاً .. و هي تخبرها مازحة ..
: أنا محد مصبرني على تحطيمات مُزن إلا كلامك الحلو...هههه هو اللي سوى موازنة لمشاعري و إلا يمدي تعقدت..تدرين من أمس تدعي لعزام ربي يسعده و يجبر خاطره و تستودعني عشان ما أنهار من جماله!!
ابتسمت يمنى بصدق .. لتتمنى هي لو أن هذا اليوم تمضيه كله معهم بذات الإبتسامة ..
: ياحلوها مُزن...لاتزعلين ياقلبي تدرين إن كلامها دايم عكس اللي في قلبها
كشرت بإمتعاض .. لتهتف بتعالي ..
: و من يهتم بمزن و غيرها بعد كلامك الحلو...ربي يخليك لي

جلستا معاً .. لتنتبه لهدؤ المنزل .. أكثر من المعتاد ..
: وينها توتة؟ للحين ما صحت؟
أخبرتها بهدؤ ..
: نايمة عند أبوها البارحة
اعتصر قلبها الضيق .. و هي تتخيلها هنا وحدها .. طوال المساء .. و الليل ..
: كان ناديتيني أسهر معك
قطبت ملامحها ..
: العروس لازم تنام بدري...عشان تصحين موّردة كذا...بعدين أبيها تعيش معكم اليوم من أوله جهزت لها كل أغراضها و بأوصي مزن عليها تتجهز معها

لا .. لم تعد قادرة على رسم هذه البسمة المتخاذلة أمام وحدتها الطويلة أكثر .. و هي تتخيلها طوال اليوم هنا وحدها .. لتهمس بمرار ..
: يمنى.........
كانت تعرف ماذا ستقول .. لتقوم و تجلس بجانبها تحتضن كفها بين كفيها .. لتخبرها بصوت بدى لها أكثر برودةً .. و إستسلام .. من أي وقت مضى ..
: سحاب اليوم يوم تفرحين فيه من أوله لآخره...تكفين لا يمرك الحزن عشاني...أنتي تعرفين إن كل هالحفلة و الناس ما يهموني...إذا أنتي مرتاحة و فرحانة و كلكم بخير...هذا أهم شيء عندي...و بعد ما فيه شيء بيفوت...كل شيء بأشوفه بالسناب عند مزون

صمتت بإنهزام و مساحات الضيق تتسع لتطغى على حماسها الباهت لهذا اليوم ..
و كل تلك الكلمات الرثة التي تحاول جمعها .. لتغدو حديثاً لائقاً أمام وجع نفيها .. ووحدتها الممتدة لسنوات .. تلاشت بوجع و خجل من صوتها ..
مالذي تجرؤ أن تقوله له لها !! أعذار!! .. مجرد أعذار!!!
فقط تأتي كعادتهم تسرد العذر الكسيح .. لتأخذ من حزن عينيها براءة العفو .. الذي يدين قلوبهم أكثر فأكثر ..

الكل موجوع .. فلماذا وجعها هي فقط الذي يُهمل دائماً ؟؟
لماذا لا تنصرها هذه المرة هي .. و لتغيب رتيل عن حفلتها إن كانت لا تحتمل رؤيتها .. فمالذي تعنيه هي أو هو لرتيل على أي حال ؟!
لكن لو صرّحت بهذه الرغبة .. تعلم أنها ستوجعها .. بقدر ما توجعهم .. بإثارة ذكرى الندم .. و الرحيل ..

عادت لتراقب ملامها الهادئة ..
مشاعرها الراكدة ..
هي لم تذرف دمعة واحدة كعادتها حين تفرح ..
لم تدمع عيناها حتى ..
كانت كأنها تجاري حديثها فقط لتنتهي منه ..

[ذاك السلام الذي يغشى عينيك مُفزع يا يمنى ..
تلك الطمأنينة الباهتة التي بدأت تتحدثين بها تجعلني أخشى على تهتك حبال مقاومتك التي تربطك بنا ]

.
.
.

بعدما أتت مزن .. و أنهوا فطورهم .. و ساعدوها في ترتيب المطبخ .. و غسل الأواني رغم إصرارها الكبير أن لا تفعلا ..
رحلتا أخيراً .. لتعود إلى الصالة .. تفتح النافذة .. التي كانت تغطي أغلب مساحاتها أغصان تلك الشجرة الضخمة بجانب البيت .. و التي تتخللها أشعة الشمس ..
لتتأمل ضياءها .. تشعر بدفئها .. و المكان من حولها يشرق حيناً .. و يغيم حيناً آخر حين تهزم الغيوم ذاك الإشعاع المتوهج لها ..

كانت سابقا تضيق .. تحزن .. لإنكارها من أي فرحة لا تسعها بين قلوبهم .. لكنها اليوم حقاً لم تهتم ..
أدركت أنها اعتادت الوحدة .. ألفت النفي .. حتى رُكنت روحها بسلام بين أسوار اللوم الذي نُسيت سجينة فيه ..
لا كلمات تواسيها .. و لا سكينة تعبر أسوار قلبها الموصدة ..
لم تعد حتى تعبرها ضحكاتهم بأمان .. أصبحت تأخذ وقتاً طويلاً لتشعر بها ..
فاليأس الذي يحشر روحها أخذ يؤّطرها أكثر فأكثر .. زجاج اللوم و الندم الذي لا ينكسر راح يقسو أكثر فأكثر .. ليعزلها عنهم ..
حتى ابنتها بدأت تختصر أوقاتها معها .. لا تدري هل باتت تخشى عليها من كآبتها ..
أم تُطلق من يديها قيدها .. قبل أن تمّل منها فتكسره هي .. فتنكسر روحها الرثة معه ..
أصبحت تحتاج شيء أكبر ليبعث الحياة .. و الفرح .. في تلك الدروب التي خوت بروحها ..

شردت أنظارها ساهمة للبعيد .. و هي تجلس متكئة بمرفقيها على حافة الشباك ..
فقط تريد أن تصحو يوماً على شرشفها الأبيض المُزهر ..
على رائحة البيض المقلي الذي لا يجيد والدها عمل إفطار غيره ..
على رائحة الشاي الأسود الثقيل الذي يحب أن يشربه ..
تحتاج أن تقضي أوقاتها على صوت تسبيحه الهامس الذي كان يرافقه كل الوقت ..
حتى أنها ظلّت بعد وفاته شهوراً .. تسمع همسه كل ليلة .. و كأن قلبها اختزن لها أمان صوته .. لغربة الأيام التي عاشتها بعده ..
تريد جلوسهما على تلك العتبة صباحاً .. يتناولان الإفطار معاً .. و والدها يأكل لقمة .. و لقمة أخرى يقوم بتفتيتها و نثرها للحمام الذي كان يدور بحوش الدار بإنتظاره ..
تلك التفاصيل البسيطة ستظلّ خالدة بقلبها .. لأنها كانت و لا زالت السعادة و الحياة الحقيقية لها ..

.
.
.

بعد عدة أيام هرب بها من لقاءها .. ها هو يعود إلى مكان يجمعهما من جديد ..
على ذاك الممر التصقت قدماه غير قادرة على المضي إلى بيته أكثر .. حين اقتنصت نظرته .. شرودها .. وهو يراها تطلّ من النافذة ..
تنهد بثقل إستعمار اليأس .. الذي يستوطن مدائن صدره الهالكة ..
أصبح هذا الدرب القصير .. الذي يقطعه في هذا المنزل .. حتى يواري نفسه المنهكة في غرفته .. كحقل ألغام .. يخطو فيه ..
كل خطوة تعده بموت ما تبقى منه .. أو إنفجار لتلك الأوجاع التي طالما دفنها .. و راكمها .. حبيسة ًداخل قلبه ..

مالذي فعله بها؟
و مالذي سيفعله بها أكثر ؟!
هل كان سعيداً أنها ستأتي تقاسمه الذنب الذي يجثم أعواماً على صدره !
هل حقاً كان يظن أن قهرها سيخفف ذاك القهر المستوطن بأنفاسه كل لحظة ..
لا .. رؤيتها كانت كحد سيف .. أقل مساس به .. يسفك كل الذكريات و المشاعر التي وئدها .. حية .. داخل مقابر النسيان .. التي ملأ بها روحه ..

أكمل طريقه أخيراً .. يحد عيناه قسراً عن الإلتفات ناحيتها ..
و فتح أخيراً الباب ..وهو يجمع أشلاء محاذيره .. لتقف خطواته الثقيلة للحظة ..
حين انتبه أنها لم تتحرك .. لم تفزع كعادتها لتهرب من أمامه ..
ظلّت في مكانها تنظر إليه بشرود .. تحمل تضادات اللوم و الذنب في نظرة عينيها ..
لتتركه يواجه أكثر .. قسوة الشتات الذي بات يمزق روحه نحوها كل ليلة ..

تحاشى النظر في ذاك الأسى الذي زرعه بملامحها ..
أنكرت ما تبقت من قسوته .. نصيبه الأكبر في الحزن الذي صار عنوان نظرتها ..
وهو يشد قبضة كفيه التي تنفض عنه بإستماتة .. أوجاع تمزق تلك الروح التي جمعتها من بعده ..

أولاها ظهره .. يردد بيأس .. ( إنها مدانة .. مدانة مثلي .. بكل ما حدث بسببنا )
عليه أن لا يجد لها عذراً في أي شيء .. و إلا لن يجد عزاء لذلك العمر الذي ماتت أيامه بينهما ..
( رحماك يا الله .. أحتاج أسباباً أكثر لأتمسك أكثر بكرهها )

فمنذ تلك الليلة .. و هي تجتاح حدود صبره العتيدة .. لتوهنها أكثر فأكثر ..
للآن تنساب رقتها العطرة .. بين محاني صدره المتصلبة ..
عطرها يفقد التجلّد .. و عيه .. ليهيم به في خيالات لطالما حرمها عليها .. و على نفسها ..
نكهة الدفء الذي ملأته بها .. تركت أنفاسه تعبق بزهرها .. حتى أطلقت قيد أطياف الذكرى .. لتلك الأيام التي تناسى سحرها معها ..

لتعود تلك الأسئلة اليائسة .. تنسج لياليه .. مرارة .. و شجن ..
..كيف لبرائتها أن تخون؟
..كيف لرقتها أن تتمثل ذاك الغدر الذي طعنته به؟
..كيف حملت ظلماً لا يعنيها .. لتلوث طهر يديها به ؟
.. لما كانت الطعنة؟؟
و لما كان هو جرحها الغائر ؟
..بأي ذنب فسدت حياتهما بلا سبب ؟ بلا حق؟ بلا عدل؟!!



~*~*~*~



كانت تمسك بيده بشدّة .. و هي تعبر معه تلك الباحات الواسعة .. يمشيان تحت أشعة الشمس الدافئة .. التي تتخلل سعف النخيل الممتد على جنبي تلك الممرات ..
هذا المنزل الحجري .. تلك الدروب المرصوفة بالحجر .. و ألف ذكرى و ذكرى تخلت عنها هنا .. تعود لها الآن مُثقلة بندم فائت .. و خسائر لا تعوّض ..
هنا فقط عرفت معنى العائلة .. هنا فقط تركن ذكريات الحكايا المسائية المنقوشة بالمودة .. و الدفء ..
حين أحست أنها ستخسر رتم أنفاسها الهادئة .. التي بدأت تثور و تتسارع .. توقفت خطاها .. لتلتفت لنظرته المستغربة وهو يقف معها ..
: روح يمه...لعيال عمك...أنا للحين أذكر دربي لغرفتها...ولو عشت سنين...عمري ماراح اضيعه أو أنساه

احترم رغبتها .. بالإنفراد بها .. يرى هنا في عينيها ألف حديث للندم .. و أبواب مشرعة بأنفاسها المرتجفة لإستقبال دمعات العتب ..
ذاك الحديث الذي هربت سابقاً منه في عزاء والده .. قبل أن يجف الدمع .. و قبل أن يستكين مرار الفقد بركنٍ سرمدي لذكراه في الروح ..

.
.
.

عبرت الممر .. الذي لازال يعبق برائحته الأثيرية .. ليعود بها إلى زمانٍ بعيد جداً بأعوامه ..
لتتكثف الرائحة و الذكريات في روحها أكثر فأكثر .. و هي تقف أمام بابها ..
شتان بين الشعور الذي غادرت به هذا المنزل .. تلك الخفة التي كانت تعتنقها أحلامها .. و طموحاتها .. و هي تتركهم خلفها ..
و شعورها الثقيل .. الخانق .. و هي تعود لترى الوجه الآخر .. لأحلامها .. فقداً و فرحاً مسلوباً من عمرهم .. و ذكرياتهم ..

كانت نبضات قلبها الموجعة .. تتضخم .. و تواترها يصبح أسرع .. و أثقل .. و هي تدخل إلى غرفتها بعد أن طرقت الباب و سمعت صوتها الدافيء .. الواهن .. يدعوها للدخول .. لتجدها على سجادتها .. تسأل قبل أن تلتفت ..
: مين؟

اقتربت لتستند خلفها بركبتيها على الأرض .. و هي تحيط كتفيها بذراعها لتقبل رأسها .. و تسأل بصوت يهتز بغصات الندم ..
: للحين باقي لي بقلبك غلا صغينون يخليك تحبين شوفتي على هالصبح! و إلا عوابتي مسحته كله
هتفت بفرح .. و شوق .. تعدى وهن صوتها ..
: ساااامية!

واجهتها لتحتضنها مجدداً .. و تسكب بين ضعف ذراعيها .. حرقة الأيام التي خسرتها بينهم ..
لم ترى في العالم أحنّ عليها من هذا المنزل الذي هجرته ..
و لم تعرف حناناً لأم .. غير حنان هذه المرأة الذي فرّطت به .. و لم تدرك قيمته إلا متأخراً جداً ..

عاشت عمرها كله .. مع والدها الذي كانت أيامه مقسومة بغير عدل .. قليلاً معهم .. و أيام كثيرة منتقلاً بين رحلاته الطويلة ..
لتجلس في البيت وحدها طويلاً .. تقرأ تدوينات والدها .. فتتوق لهجرة مثله .. ترى كل تلك البلدان .. و الشعوب التي تذهل عقله .. و تشغله عنهم ..
خسرت والدتها قبل أن تعرفها .. و لم تملك سوى ثلاثة إخوة فقط .. الكبيران منهم أوقاتهم كلها انقسمت بينها و بين رحلاتهم البرية المطولة .. حتى خسرت الاثنان منهم بحادث .. لتخسر بعد أعوام قليلة والدها بعد مرض قضى عليه سريعاً .. فلم يتبقى لها سوى ذاك الأخ الذي لم تكن تراه إلا نادراً بسبب غربته الطويلة للدراسة .. و العمل ..
فلم تعرف يوماً .. ماهي العائلة؟ ماذا يعني البيت؟ و كيف تتقبل الناس .. و الإجتماعات .. و العلاقات المقرّبة ..
لذا رسمت لحياتها خطاً .. بعيداً عن كل تلك العلاقات التي لم تعتاد عليها ..
حلّقت روحها بعيداً .. بأحلامها التي كانت تختزنها لسنوات ..ليأتي عشق زوجها لها .. و روحه المنطلقة داعماً بقوة لرغبتها بالإبتعاد ..
كان شرطه في الزواج أنه لايريد امرأة عاطفية جداً .. نوّاحة .. مرتبطة بأهلها تحدّ من حريته .. و عشقه للسفر و الترحال ..
ليجد معها حدوداً أوسع مما رسم لنفسه .. فيأخذهما الإغتراب .. و السفر .. بعيداً عن كل شيء ..

أبعدتها قليلاً لترى وجهها بقلق .. فكثافة هذه الدموع .. تعدت حد الشوق فقط ..
: يمه سامية...ليه كل هالدموع؟! اليوم نبي نفرح و بس
أدركت أن قلقها في محله .. حين رفعت لها ملامحاً تقطر بالدمع .. و الحزن ..
: سامحيني يمه تكفين سامحيني على كل شيء و على أي شيء أوجعتكم فيه
تحدثت بتسامح رغم إنفطار حروفها من الألم .. الذي تراه معلقاً بها ..
: يا يمه وش أسامح عليه...كل شيء مكتوب و مقدّر من رب العالمين اللهم لا اعتراض على حكمك
أكملت سرد إعتذاراتها .. و الدمع رقراقاً على خديها .. حتى ابتلت رقبتها و ملابسها .. بتلك البلورات السخية التي تتناثر على خديها .. و يديها ..
: سامحيني يمه على الفقد اللي تركته بقلبك من سنين...سامحيني على الصورة اللي تمنيتيها بلّمتنا و ماكملناها لك...سامحيني على كل فرحة مكسورة بقلبك من غيابنا...سامحيني على اللي راح و أنتي ماشبعتي حتى من شوفته
شاركتها الدمع .. بمرار الذكرى التي فاتت و لم تعش الكثير منها معهما .. لتجيبها مواسية بصدق موجع ..
: يمه اللي راح راح بقدر من رب العالمين..لا تفكرين فيه ..إذا أنتي مبسوطة و مرتاحة هذا أهم شيء
اعترفت بحروف نُسجت من أسى .. يسطرها الندم حرقة لا تُطفأ بصدرها ..
: يمه أنا حققت كل اللي أبيه...ما بقى بخاطري من هالدنيا أي شيء...بس متأخر اعترفت إنكم أنتم و عزام كنتم الثمن_لتحتنق بغصة تتضخم بصدرها حتى تكاد تسحق ضلوع صدرها و هي تكمل_و الثمن كان غالي يمه...أغلى من كل اللي كنت أركض وراه كل هالسنين
وضعت كفها الواهنة على خدها .. تحاول مسح ذاك الدمع الذي اختزنته لسنوات .. و أتت تُغرقها به إعتذاراً ..
: ليه ماترجعين يابنيتي..ليه ماترجعين لبيتك بيننا...سافري شهر شهرين اللي تبين...بس ارجعي لبيتك...لمي بصدرك هالولد و خليه يستقر و يرتاح
وضعت جبينها بين كفيها مرهقة .. متعبة .. وصوتها يخرج ثقيلاً من شدة بكاها .. لتهمس بخيبة مريرة ..
: أرجع بعد كل اللي راح! هالرجعة خايبة يمه...هالرجعة بتوجعني و ماراح تعوضه بشيء
تأملتها بوجع .. و توجس ينبع من قلبها .. لتضع كفها على ظهرها تربت عليها بحنو .. قبل أن تسأل بقلق ..
: يمه أنتي بخير؟ حلّفتك بالله تقولين لي الصدق
أحنت رأسها لتقبّل يدها الأخرى .. و تستند برأسها عليها و هي تضمها ..
: الحمدلله...الحمدلله على كل حال يمه



~*~*~*~


استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه


^
^
^

إلى هنا سأقف .. في إنتظاركم ...~


أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-23, 06:25 PM   #6130

Cloud24

كاتبة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Cloud24

? العضوٌ??? » 398399
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 377
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » Cloud24 has a reputation beyond reputeCloud24 has a reputation beyond reputeCloud24 has a reputation beyond reputeCloud24 has a reputation beyond reputeCloud24 has a reputation beyond reputeCloud24 has a reputation beyond reputeCloud24 has a reputation beyond reputeCloud24 has a reputation beyond reputeCloud24 has a reputation beyond reputeCloud24 has a reputation beyond reputeCloud24 has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام علييييكم اهلاً اهلاً غنوو عودًا حميدًا ♥️♥️♥️

انا توقفت ماقرأت اخر بارت بس عرفت ان فيه ملكة ثنائيي المفضل .. قلت ستووب اعلق اول بعدين اكمل

اول شي ليه غنوو كل هذا الابداع واحتمال مايكتمل حرام عليك انتِ مبدددعه من الاخررر ماشاءالله تبارك الله وااصلي وحنا معك ????????

احس يبغى لي قعدة ع كل ثنائي اعلمك برايي وايش احب واكره
بس بتعليق ثاني مطول ان شاءالله
ومثل ماقلت ثنائيي المفضل سحاب وعزام
من بدايه الروايه قلت هذول لبعض وهالحين ملكتهم انا بروح اتجهز والبس فستاني واجيكم
اممم انا صاحبة العروس ????


Cloud24 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:59 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.