آخر 10 مشاركات
عيون حزينة (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب حزينة (الكاتـب : mira24 - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          594- فراشة الليل -روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Just Faith - )           »          قـيد الفـــيروز (106)-رواية غربية -للكاتبة الواعدة:sandynor *مميزة*كاملة مع الروابط* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          319 - زواج غير تقليدي - راشيل ليندساى - احلامي (اعادة تنزيل ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          307 – الحب والخوف - آن هامبسون -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          غزة والاستعداد للحرب القادمة (الكاتـب : الحكم لله - )           »          253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree42053Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-06-23, 03:14 AM   #6161

رؤيا حق

? العضوٌ??? » 426854
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 41
?  نُقآطِيْ » رؤيا حق is on a distinguished road
افتراضي


يعطيك العافية
الرواية أسلوبها وأحداثها مميزة تجبرك تواصلي قراءتها بدون مقاطعة..تسلم يمينك ويبارك فيك


رؤيا حق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-06-23, 10:46 PM   #6162

مفآهيم الخجل

? العضوٌ??? » 149255
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 63
?  نُقآطِيْ » مفآهيم الخجل is on a distinguished road
افتراضي

شكراً جزيلاً لك

مفآهيم الخجل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-06-23, 03:01 PM   #6163

Maha bint saad

? العضوٌ??? » 437412
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 4,265
?  نُقآطِيْ » Maha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond reputeMaha bint saad has a reputation beyond repute
افتراضي



أدام الله لكُم الأعياد دُهوراً …

وألبسكُم من تقواهُ نوراً …

_ وكُل عامٍ وأنتم بخير _


Maha bint saad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-06-23, 08:24 PM   #6164

عقد لؤلؤ

? العضوٌ??? » 485619
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 510
?  نُقآطِيْ » عقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond reputeعقد لؤلؤ has a reputation beyond repute
افتراضي

الحمدلله على التمام ..
تقبل الله منا ومنكم ..
وكل عام وأنتم بخير وصحة وسعادة ..
عيدكم مُبارك ♥️♥️????


عقد لؤلؤ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-06-23, 10:10 PM   #6165

الشمـوخ
 
الصورة الرمزية الشمـوخ

? العضوٌ??? » 490893
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 238
?  نُقآطِيْ » الشمـوخ is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

عيدكم مبارك ،وكل عام وانتو بخير جميعاً
تقبل الله منّا ومنكم صالح الأعمال..????

انقطعت الفتره الي فااتت عن الرواية ولا قرأت اخر الفصول ..

لي عودة بعد القراءة بإذن الله ..????


الشمـوخ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-23, 05:42 AM   #6166

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 578
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Flower2

أحبة القلب .. و الروح ..
كل عام و أنتم بخير .. و فرح .. و رضا ..
أعاد الله أعيادكم .. و أفراحكم كل عام ..
و جعلكم ممن يبشر بالرضوان. و سكنى الجنان. و عفو الرحمن

:

الفصل عيدية متأخرة .. أتمنى ينال إعجابكم ..
قراءة ممتعة ..



أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-23, 05:43 AM   #6167

أغاني الشتاء..

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 472215
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 578
?  نُقآطِيْ » أغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond reputeأغاني الشتاء.. has a reputation beyond repute
Icon26

[..الجــزء الـثـــالث و الـعــشـــرون..]
_الفصل الثاني_

*
*
*
سبحان الله و بحمده
سبحان الله العظيــم

*
*
*

أرخت نقابها على وجهها .. و دخلت مجدداً إلى المجلس لتجد الخمسة المنفيين .. منذ الصباح .. كما يطلق عليهم مروان وهو واحد منهم ..
فجدها و عمها ليث .. و عمها أبوحاتم و ابنيه .. يجلسون هنا منذ وصول عاملات الصالون .. و الديكور ..إلى المنزل ..
ما إن ألقت السلام عليهم .. و هي تدخل .. حتى هتف عمها أبوحاتم بترحيب ..
: و حنا وش لنا بباقي الوجيه...دام هالوجه الزين يطل علينا و مانسانا
اقتربت منه لتقبّل رأسه ..
: عسى ينساك الموت يا عمي...ما أصبر عنكم لازم اتطمن عليكم

اقتربت من جدها لتبتسم في الحال و هي ترى تلك الإبتسامة التي لا تغادر وجهه هو وجدتها منذ الصباح .. فرحاً بإستقرار ذاك الراحل دائماً .. تاركاً بقلبيهما أيام ثقيلة من الشوق .. و العتب ..
كان قد ارتدى ثوبه .. و تعلم أنه سيخرج باكراً للمجالس الخارجية .. لإستقبال من سيأتي .. لتجلس بجانبه و هي تضع على ركبتيه بشتين أحدهما بلون أسود .. و الآخر بلون بيج .. و تعبق منهما رائحة العود الملكية ..
: وش تبي تلبس يبه؟ هذا أو هذا؟
حمل كفها بكفه .. ليضعها فوق قلبه .. يشد عليها .. وهو يرى أن كل البشتين كانا جديدين .. طلبتهما له من الكشمير حتى يناسبان برودة جو هذه الليلة ..
: كل اللي منك أبيه...لو تبين ألبسهم كلهم
تدخّل مروان ..
: لا لا يبه...نبغى عرض أزياء هنا عشان نختار الأكشخ عليك

و تقدّم من جده .. ليلتقط كفه من كفيها .. وهو يساعده على الوقوف .. لتمد له بأحد البشوت .. فتتلامس أصابعهما بخفة .. لتتسع عيناها بإرتباك و هي تبعد كفها .. فيخفق قلبها بقوة .. حين رأت ملامحه تنتفض بتوتر ..
ليلتقطه منها بسرعه .. وهو يوليها ظهره .. فتضع هي البشت الآخر على الكنب .. و تبتعد عدة خطوات عنهما ..
تقف تراقبه بإبتسامة ألفتها معه لأعوام .. و هي ترى حيويته المعتادة .. و تستمع إلى تعليقاته المضحكة مع جده ..
حتى لو لم يكن الحديث بينهما كما اعتادت .. لكنه مازال .. اقتباس الفرح الذي تتحدى به .. وجع الأيام .. و ثقل الذكريات على قلبها ..
فأصبحت معه على هذا الحال .. تسرق الضحكات معه .. بعد أن كان يسكبها بسخاء على روحها طوال اليوم ..

دخلت دانية مع صبا .. ليسلموا عليهم .. ثم يخبرونهم أنهم هنا في مهمة لإختطاف رتيل .. و دانية ترجوها ..
: يلا رتيل ما بقى غيرك ناموا هالعاملات و هم ينتظرونك...روحي اجهزي
هزت رأسها بإستنكار ..
: تو الناس!
و لم تكن دانية لتقتنع .. فهي قد حضرت باكراً .. لتجد أنها اتفقت مع زوجة عمها أم مروان .. على برنامج مطوّل .. ماذا أسمته؟
عناية .. ما قبل العناية! فالدلال عند دانية يأخذ مسميات كثيرة لم تستوعبها يوماً ..
حثها عمها أبوحاتم ..
: روحي يبه إن مالاق لك الزين أنتي...على من يليق بس! شوفي مرة عمك جايبه لها وحدة ترسم على ظفر رجلها الصغير أربع نملات يتهاوشون
ضحكت بشدة على مزحته .. قبل أن تصحح له صبا و هي تضحك معها ..
: يبه!! وش نملات هذي ورقة نفل
لوّح بيده بلا إهتمام بمعنى تلك الرسمة التي لازال لايستوعب مكانها .. ليسألها مازحاً بسخريته المعتادة ..
:و أنتي يا أبوك يوم الحريم مستلمة أصابع اليدين و الرجلين و ترسم عليهم...ليه ما تكلفين حالك و تمشطين شوشتك...ودي لو مرة أشوفها هاجدة قبل أموت
ردت ضاحكة ..
: عمرك طويل يا أبوحاتم...اتخلى عن هويتي الليلة عشان خاطرك

.
.
.

كانت قد لحقت بهم حين أعلنت صبا للفتيات .. أنها ستذهب مع دانية في حملة لإختطاف رتيل .. و حجزها بالقوة .. لتدخل بعدهما بهاتفها توّثق اللحظة ..
لتنتقل بين تلك الوجوه بسعادة .. تلتقط تفاصيل الفرح فيها .. لتوثّقها .. بتلك الفيديوات التي تهوى تصميمها .. و جمعها .. كذكرى لهم ..
حين توقفت يداها عن الحركة !
لتقف على وجهه بذهول وصدمة !!
و شاشة هاتفها تعرض لها نظرته الهائمة .. نظرة عاشق لا يختلف عليها اثنين ..
خفق قلبها بإرتباك .. و عيناها تتركا الشاشة .. لتحدّق به طويلاً ..

هل يمكن أن تخطئ في معنى تلك النظرة التي تهيم برتيل .. الواقفة تتجادل مع صبا و دانية ؟؟
لاااا .. ليست مخطئة .. و لا تتوهم .. كل شيء فيه بدى لها واضحاً بشدة .. بعيداً عن غفلة الكل عنه ..
تكاد نظراته التي تذوب بإحتضان ملامحها .. تسرد سنوات من عشق خفي !!
تكاد تصل إليها رفرفات قلبه .. و تنهيدته التي عجز أن يكتم بها سره !!

أبعدت هاتفها عن وجهه .. و هي تتراجع لتخرج من المجلس بفزع ..
لتعيد مشاهدة ذاك الفيديو من جديد .. و ذهولها يصبح أكبر مرة بعد مرة ..
يا الله كم هو مفضوح بنظراته! .. و إهتمامه! .. و غرامه! ..
فكيف لم تنتبه له من قبل .. و كيف يتغافل عنه كل من حوله !!!

يحبها؟؟
كيف!!!
و منذ متى؟!

هزت رأسها بلا إستيعاب .. إنهما رتيل و مروان .. لا حساب لعدد السنين التي جمعتهما ..
سنوات تتعدى حتى عمرها هي .. إنهما مرتبطان دائماً في ذاكرتها .. و لا تكاد تذكر أحدهما دون أن يرتبط بذهنها الآخر ..
لتبدأ تلك القصاصات الزاخرة التي كانت تعبرها كل يوم .. تكتسب سبباً .. و معنى ..
كلما تعبت رتيل .. كان هو يحوم في الصالة .. لا يعرف النوم طريقاً لأجفانه ..
كلما ضاقت و هربت إلى بيت خالها .. ألقى بنفسه متكاسلاً هنا .. و هناك .. يغطي سأمه بتلك المزحات التي يلقيها بتتابع .. على كل من يمر أمامه ..
كان يصنع الضحكات بوجودها ..
يطيل الأحاديث التي ينسجها من صوتها ..
كان يصطنع الغباء لتشرح له أي شيء ..
يصطنع الإهمال لتهتم به ..
يصطنع الضعف لتكون قوته ..
كان معها .. و لها .. شخصاً مختلفاً دوماً ..

لطالما حقق كل شيء كانت تريده ..
لطالما كان موجود حولها .. و من أجلها ..
لطالما كان كل شيء فيه .. يجد سبيلاً إليها ..



~*~*~*~



حالما انتهت من إكمال زينتها هزّت رأسها بإستسلام ساخرة من حالها .. و هي ترى إنعكاس ملامحها في المرآة ..
لتدرك أن والدها دائماً كان مفاوض ناجح .. و لم يفشل يوماً في كسب ما يريد ..
فبعد جدال البارحة بينها و بينه .. حين أخبرته .. أن عليه أن يتحدث مع عمار عن والدتها ..
و أنها لن تبالغ في خداعه أكثر .. لن تكمل سرقة عواطفه .. أملاً أن يضعف أمام مشاعره و يرضخ لخداعهما ..
.. لا تدري كيف أنتهى بها الحديث معه لرضوخها لمماطلته في الموافقة .. و تلبية طلبه .. لا طلبها ..

و ها هي أنهت إستعدادها .. لتلك الحفلة المجهولة التي أخبرها والدها أنه يريدها أن تحضرها من أجله .. بعدما وعدها أنه سيبحث عن الوقت المناسب .. و الطريقة المناسبة .. ليتحدث معه ..
لتخرج من غرفتها تمشيء ببرود .. و ثقة .. تعبر ممر غرفتها الساكن .. فوحدها غرفتها في الطابق الأسفل .. بينما أختيها .. و أخاها الأصغر غرفهما في الأعلى .. لكن هي دوماً تؤثر الإبتعاد .. و العزلة .. و هم لم يهتمون يوماً بالإقتراب أكثر من تلك الأخت التي فُرضت على والدتهم .. و على حياتهم ..

لكن ما إن خرجت من الممر حتى تلاشت ثقتها و تبدد ذاك الهدؤ الذي تسير به ..
حين رأت والدها ينتظرها في الصالة .. مع ذاك الذي كان يوليها ظهره ..
لكنها تعرفت عليه في الحال .. فمن سيملك تلك الأكتاف العريضة .. المرعبة .. سواه !!

لتتنهد بإستدراك متأخر و يربط ذهنها الذي كان شارداً منذ الصباح .. موعد تلك الحفلة التي تحدث عنها والدها .. بموعد (ملكة) ابن عمه ..
ها هو والدها يراوغ ما إن أعلنت رغبتها في كشف الحقيقة أمامه .. فلا يكتفي بأن يدفعها إتجاهه أكثر ..ليجعلها تذهب تواري خديعتهما لوجوه أكثر ..
تقدمت خطواتها بضيق و قلق و هي تتأمل بعينين عاتبتين .. ملامح أبيها المتهللة .. و التي كانت تتحاشى نظراتها ..

:
:

ما إن سمع صوت خطواتها .. حتى وقف و استدار لها .. لتخفق بقلبه ذات الخفقة القوية .. التي تهز صدره كلما رآها ..
أتت على قلبه .. تُعطي المساء حقه .. و ألقه .. فلن يعرف لجماله إكتمالاً بلا هاتان النجمتان اللتان تلمعان في عينيها ..
أتت تستفتح أغاني المساء .. بلحن خطواتها .. تملأ صدره كحالها دوماً بعبق الورد .. و مسرّة الأنوار .. و سطوة جمالها ..

لم تفقد يوماً .. و لن تفقد .. خفقة الإنبهار التي تُصيب فيها قلبه كلما رآها ..
ليتأمل بهيام تفاصيلها المذهلة .. و هي تسدل شعرها الطويل على كتفها الأيسر .. لأول مرة ناعماً .. حريراً ..
فيما تُزين نحرها بتلك السلاسل الذهبية الرقيقة المتتابعة ..
كعبها النحاسي المرتفع جداً .. يبرز رشاقة ساقيها .. اللتان تتعاقبان بالظهور .. من بين طيات فستانها الزيتي .. كلما اتسعت خطواتها ..
نظرة التردد و الإرتباك التي نظرت إليها به .. قبل أن تملأ نظراتها اللوم .. و العتب .. و هي تتجه بعينيها لأبيها هرباً منه .. أخبرته أن خطة والدها في مراوغتها للذهاب لم تروق لها بالطبع .. و ها هو الآن يجعله شريكاً له في هذه الخدعة ..
بغض النظر إن كان حتى هو سُحب إلى هنا دون أن يُدرك السبب لمجيئه سوى من بضع لحظات ..
لكن بدت حجة والدها مقنعة .. وهو يخبره برغبته أن تلتقي بالناس بعفوية .. و مودة .. بعيداً عن إجتماعات عملها .. التي تغرق بها طوال الوقت ..
و السبب الأهم له .. أنه سيكسب وقتاً معها .. يتمشى فيه عطرها بين أوردته .. و تحتضن عيناه هالة حسنها التي لا تخفت ..


.
.
.


كانت غزلان قد تحدثت معها منذ أيام لتسألها .. إن كانت قادرة على أن تهتم بتجهيزات الحفل الذي أقاموه سريعاً ..
لتتغاضى عن كل الحجوزات المتكدسة لديها .. و تستلم هي بنفسها حجزهم لتتمه بشكل مذهل على الوقت ..
لتنهال عليها الإتصالات من والدة العروس .. و جدته .. يشكرونها و يدعونها بإصرار للمجيء .. فترفض ..
لكن والدها ما إن سمع بتلك الدعوة .. حتى كان هو أشد حماس منهم أن تذهب إليها .. فلا تعلم إن كان هو من اتصل بعمار .. أو عمار من اتصل به .. لخداعها ..
لذا ما إن ركبا السيارة حتى تحدثت بعتب ..
: أذكر إني اعتذرت لغزلان عن حضوري...و أنت ما فتحت معي الموضوع من قبل_لتتسائل بشك_أبوي قال لك تجي تحطني أمام الأمر الواقع!
أجاب ببساطة ..
: حتى لو مو عذر مقنع...بس أنا ما عرفت إنك ماتعرفين إلا و أنا جالس مع عمي من شوي

اهتزت ثقتها الجامحة في نفسها .. و هي ترى والدها لايزال يسير على نهجه في نسج المواقف بينهما بخداع واضح ..
وهو حتى يتحجج قبل قليل بأمرٍ ما قد طرأ .. لا تذكره حتى .. كي تذهب مع عمار بدلاً عنه .. إلى هذه الحفلة .. و كأنها لا تستطيع الذهاب وحدها !!
لتدرك أنه يعجب أبيها .. بدأ يعجبه .. و هاهو ما إن طالبته بالإبتعاد راوغ الوقت معها .. لتجده من خلفها يشغل باله في ربطهما أكثر كل حين ..
و تخشى أن يبدأ من وراء علمها .. يضع له القيود ليربطه فيها أكثر .. باتت تخشى عليه من البقاء مجبراً .. كما تخشى على قلبها من رحيله ..

طال صمتها ليشاكسها سائلاً ..
: إذا ما تبين تحضرين الملكة نروح مكان ثاني...ماعندي مانع
التفتت تنظر إليه بعدم تصديق .. لتسأل بشك ..
: يعني بتترك ملكة ولد عمك عشاني؟
أعترف لها سريعاً ..
: بصراحة...لا ما أقدر...عزام أخو أكثر من ولد عم

ابتسمت بهدؤ .. لا تدري لما أسعدتها صراحته .. و وفائه .. أكثر من لو كان أختارها هي ..
: ليه سكتي؟ زعلتي؟
أجابت بواقعية ..
: و ليه أزعل...ما فيه وجه مقارنة...ولد عمك عشرة عمر و أنا ما تعرفني إلا من كم يوم
تنهد وهو يلتفت لها ..
: و للحين ما عرفتك...للحين كل الكلام معك ما ياخذ أي اتجاه صحيح
ضمت كفيها بتوتر .. و هي تلتفت بنظرها للنافذة .. لتعترف بشرود .. قبل أن يأخذها الصمت الشارد مجدداً ..
: أنا تقريباً أسرد لك كل شيء أسويه في يومي...وش أكثر من كذا...ما عمري سويت هالشيء مع أحد

يريدها فقط أن تتحدث بذاك الصوت الآسر أكثر .. لكنها دائماً مقتضبة الأحاديث .. جملها مبتورة ..
كأنها تعرف إن صوتها الرخيم .. عملة نادرة فلا تصرفه على أي كان .. لذا لم يستسلم لصمتها وهو يجرها أكثر للحديث ..
: كل اللي سمعته يخص الشغل بس...أخذت خبرة سنين بكم يوم...لو افتح مشروع بمجالك بأنافسك فيه
انفلتت منها ضحكة ساخرة .. لا تتخيله أبداً بضخامته هذه .. و حدة ملامحه .. في مجال عملها أبداً ..

اجتاحت قلبه نبضات عنيفة .. هل ضحكت؟
فتنتها التي تهزه ببرودها .. و تعاليها .. ماذا ستفعل به .. إن رأى عفويتها .. و ضحكتها ..!
أين سيخبيء قلبه عنها .. الذي كلما رآها يشعر به يفر منه إليها .. متلهفاً لكل همسة أو إلتفاتة ؟

أجابت بصراحة .. و صدق ..
: أنت ما تسمع إلا عنه...لأنه كل وقتي
حثها بإصرار ..
: خلاص سولفي عن طفولتك...عن أي يوم لك قبل تشييدين هالمؤسسة
_بدأ ينسف كل تلك المسافات التي تبعده عن إحتضانها للأبد .. وهو يضع خطوات الأساس الجديدة في حديثه .. و تعامله معها _
: بس أول شي....

كانت عيناها التي ترفّ كل لحظة بتوتر .. و هي تراه لا يرضخ أبداً لصمتها و تباعدها .. كعادته .. تراقب ملامحه بترقب متوجس حين صمت ..
قبل أن تُخفض أهدابها إلى أين تنظر عينيه .. لتجده بسط كفه بجانبها .. لتطيل النظر فيها للحظات .. فترفع نظرتها المترددة لوجهه ..
فيخفق قلبها بقوة .. لإبتسامته المشجّعة .. التي ترجوها أن تتخذ حتى هي خطوة بإتجاهه ..
فخانت العهود مع قلبها .. هذه اللحظة .. لا تدري من أجلها .. أو من أجله .. و هي تضع كفها الرقيقة .. بدفء كفه .. ليشدّ عليها بتملك .. و إهتمام ..
لتنبت من كفها العطرة .. بكفه .. بساتين من ورد .. برقتها .. و شذاها العابق دوما ..

كان يُدرك أن الحديث عن والدتها محضور معها .. منذ هروبها المرتبك من ذاك السؤال .. و من غيابها عن أي حديث لها .. لذا ابتعد عن أي حديث يرتبط بها .. وهو يسأل ..
: كيف كنتي في المدرسة...أكيد كنتي شاطرة؟
أجابت بتساؤل .. و فضولها يغلبها .. عن تلك الأفكار التي تسكنه إتجاهها .. و التي لم تعطي نفسها يوماً الحق .. بتصفحها ..
: ليه أكيد؟
أجابها بإفتتان ..
: ما اتخيلك إلا مميزة بكل شيء
لكنها أجابت بواقعية ..
: أنت تحكم من حالي اللحين! بس مو ضروري النجاح يكون من البداية....أنت كنت شاطر؟
التفت لها بتساؤل ..
: وش تتخيلين؟
أجابت بصراحة ..
: إذا باتخيل...اتخيلك فتوة المدرسة
رد عليها حديثها ..
: مو بس أنا اللي احكم ع المظهر...ما جاوبتي كيف كنت في المدرسة؟
عادت تجيب عن سؤاله ..
: بصراحة ما كنت متفوقة كان اهتمامي بالأنشطة أكثر من الدروس...بس ماشي حالي بالدراسة_اعترفت بكبرياء_كنت باربي المدرسة.. و ربي مسخر لي الناس تساعدني
ابتسم وهو يلتفت عليها للحظة .. ليخبرها متنهداً ..
: الجمال دايم كرت رابح!
لترد ملاحظته عليه ..
: يعني أنت ماستغليت قوتك ولا مرة؟
عقد حاجبيه بإستنكار ..
: مين قال لك إني كنت في المدرسة بهالشكل!!
عاد حديث زوجته و غزلان في خيالها بلحظة .. لتهتف بإستدراك عجل .. و غيرة ساخرة ..
: آه...نسيت إن فيه عمار قبل و عمار بعد
تركت عيناه الطريق للحظة .. ليحدق فيها بإستغراب وهو يسأل ..
: قبل و بعد! وش قصدك؟
تلك النظرة التي هربت من عينيه بها .. أتت تزامناً مع تعالي رنات هاتفها .. ليزفر بإعتراض ..
: أنا ودي أعرف جوالك هذا مضبوط على مزاجك! اذا بغيتي تهربين من الكلام يدق دايركت

حاولت سحب كفها لترد .. لكنه شد قبضته عليها .. و كأنه يخبرها أن يد واحدة تكفي لتلك المكالمة التي قطعت حديثهما ..
و أجابت على منسقة أعمالها .. التي اتصلت لتخبرها بإلغاء أحدهم لموعد إستشارة في الغد .. و تسألها إن كانت تريد أن ترتب لها موعداً آخر .. أم تترك لها ذاك الوقت لترتاح .. بين زحمة المواعيد التي لديها في الغد .. لتجيبها بعدم إهتمام ..
: خلاص نارة خلي الموعد أوف عشان ندرس فيه آخر عقدين ماراجعناهم

كيف كانت تجيب بكل تلك اللامبالاة التي ملأت روحها عن عملها ..
فقد كان بعيداً جداً عن إهتمامها هذه اللحظة ..
هل بسبب وجودها قربه؟
أم إحتوائه كفها بكفه القوية ؟؟
أم نظراته العميقة التي تترك الطريق كل حين لتنحرف إليها ؟؟
أم عطره الذي يزاحم الأنفاس إلى صدرها ؟؟



~*~*~*~



كان الصمت الثقيل بمراره رفيقهما .. بعد خروجه معها من موعدها الأول في هذا الحمل .. فهي قد أهملت الذهاب سابقاً إلى المستشفى رغم تعبها ..
لتبدأ تلك الإشعارات التي تتوالى في (قروب أبناء عمه) تعزله بهمه أكثر .. فأكثر .. عن تلك الفرحة التي سيلفظونه منها .. ما إن يعرفون بهذا الخبر ..
ألا يعرف نفسه!
ألا يدرك ماضيه؟
كيف بالغت به ثقته بنفسه .. ليقتطف وردتهم المرهفة .. ليدهسها أمامهم .. و ينتظر حكمهم في حقه كيف سيكون ؟؟
إن كانت خلافاتهم التافهة .. هروبها اللآمبرر .. وجد منهم كل تلك الإستجابة الرحبة في إبقاءها بينهم .. و نفيه هو من حدود تمسّها !
فمن سيقف في صفه؟ من سيختلق له عذراً لا يملكه؟ وهو يكذب كل يوم في أوجههم جميعاً .. هو و والده !!

استفزها صمته .. و تلك الملامح التي أقتمت بغم يكاد يفيض منه .. و كأنه لم يُبشّر للتو بإبن له .. لتنوح حتى هي بنكد .. باحثةً بروحها عن أي همٍ تنافسه به ..
: الظاهر حتى منك مو مكتوب لي أفرح ببنت تخليني أتقبل هالحمل على الأقل!!
التفت لها ليجيبها ببرود .. فهي للتو عرفت معه .. بجنس الجنين .. الذي سيكون ابنها الرابع ..
: استغفري ربك يا أم رائد..لا تعترضين........
قاطعته بغيض ..
: أنا!! أنا اللي معترضة يا غالب!
زفر أنفاسه بإختناق .. وهو يسأل بصبر ..
: أنا قلت لك شيء؟
صرخت فيه بقهر ..
: مو ضروري تقول! أنت مو شايف وجهك..أنت حتى مو قادر تتنفس مثل الناس من الهم_لتتهمه بِغل_لو يموت هالولد اللي ببطني لا تقول إنك ماراح ترتاح أو تفرح

صمت .. فأحاديثها هذه اعتاد أن لا يرد عليها ..
فهي منذ رآها بعد حملها .. تحولت لإنسانة أخرى ..
عصبية .. غاضبة .. ترمي أحاديثها لأول مرة بلا رقي أو رزانة ..

.
.
.

بعدما أوصلها إلى بيتها .. عاد سريعاً ليبدل ملابسه .. و يذهب إليهم فقد تأخر كثيراً .. و يخشى أن يصل إليها عدم حضوره ..
فتهاتفه لتسأل .. فيكذب عليها أكثر .. و أكثر ..
و ما إن وصل إلى بيت جده .. سؤ حظه جعله يصل تزامناً مع والده وهو في مزاجه العكر هذا .. ليشيح بوجهه عنه .. فهو قد اختنق من لوم نفسه .. و جلد ذاته طوال الأيام السابقة ..
ليرى الآن في إسقاطه كل هذا الضيق الذي يملئه على والده .. متنفساً ضيقاً للراحة .. أو ليس هو السبب الرئيسي في كل تلك الفوضى الذي أجبره أن يُحدثها في حياته ..
ليس لآنه صاحب الفكرة فقط .. بل رفضه إعطائه المال .. و إنكار حقه عليه .. هو السبب الذي حدّه على كل ما فعله ..

تعداه بضع خطوات .. ليجده قد لحق به وهو يهتف بغيض ..
: وش فيك ما تسلّم! كل هذا عشان المشروع اللي كلمتك عنه! الله يغنيني عن مساعدتك ما أبي منك شيء
التفت عليه .. ترنّ كلماته لأول مرة بحقد صريح .. لطالما واراه بأحاديثه معه .. مدعياً عدم الإحساس به ..
: أكيد! ماراح تغلب تلقى لك أحد ثاني تدوس عليه عشان تحقق اللي تبيه
أجابه بقهر .. و صدمة ..
: غالب عدّل أسلوبك...و في خاطرك شيء قوله لا تجلس تحذف الكلام يمين و شمال
حسناً .. إن كان هناك إحساس متبقي في صدر والده .. فليملآه بالضيق الذي يكاد يختنق به ..
: مبروك بتصير جد
استرخت ملامحه بعد الحدة التي كانت تملأها ..
: ماشاء الله دانية حامل! و أنت ليه ماتعرف تفرح شاب في صدرك نار اكلتني فيها
أطلق ضحكة ساخرة .. وهو يوّضح له .. سائلاً بمرار ..
: نوال اللي حامل مو دانية!! تبي تبشر أبوي حماد و عمي و إلا أنا أبشّرهم!

كادت نبضات قلبه أن تقف .. ما إن أنهى حديثه تزامناً مع تلك الخطوات التي اقتربت منهما .. لتتسع عيناه بفزع .. وهو يلتفت يرى من القادم ..!!

حين رأى عمار يتقدم منهما .. هبطت نبضاته .. لا يعلم أماناً .. أم خيبة ..
مرتعب من معرفتهم بهذا الخبر .. لذا ألقاه على والده لعله يشاركه هذا الضيق الذي يقضي على مساحات التنفس في صدره ..
لكن قد يكون هناك .. شيء بعيد .. في أعماق قلبه .. كان يتمنى الخلاص من كل هذا الإختناق الذي لا يعرف كيف ينهيه ..
كان ينتظر أن تسوق النهاية نفسها إليه .. لأنه عاجز .. و سيعجز دائماً على أن يسوق نفسه إليها .. ليخسر كل شيء ..

أفسد لقاءه بوالده .. القلّة الحماسية التي سخرها لهذه الليلة .. ليجاري أفراحهم بها .. ليعود أدراجه .. يحوم حول سيارته ..
لعل هذا الهشيم الذي يعيث في صدره .. يترك له ضلعاً ناجياً .. يرتكز عليه ما تبقى له من أيام معهم ..
ليرى عمار بعد لحظات من حديثه مع والده .. لحق به .. وهو يسأل بضيق .. و إستنكار ..
: غالب!! أنت متزوج بالسررر؟ مين نوال هذي؟
تكلم بغيض .. و حرقة لوم .. و ندم ..
: الغلطة اللي حدني أبوك عليها يوم أنكر حقي...واللي أنت حديتني عليها يوم رفضت نرفع القضية عليه! لحد ما تجبر و صار يدوس على الكل لين يوصل مادري إلى وين يبي يوصل...المداراة على طمعه هي اللي وصلتنا لهالحال معه! لكن اسمع يا عمار...حياتي آخر شي بأسمح له يدمره...والله لو أسمع إنه أنت أو غزلان لكم درب في طريقه والله لا أحطه في بالي و أخليه يخسر كل هاللي أخذه من عمرنا بدون حساب و لا حق



~*~*~*~



كان يجلس بين الحضور بوجهٍ لا يُشبهه .. لا يزال غاضب بشدة منها بعد آخر لقاء ..
و كل هذه الأيام التي مضت .. تُعلن الفراق في وجهه أكثر .. فأكثر ..
لم يعاود الإتصال بها .. استنزف جميع الخطوات إليها .. و لا شيء .. لا شيء .. هزّ جمود قلبها .. و بدد قسوتها ..
حتى ذاك الإتصال من أختها .. التي وعدته فيه أنها ستتحدث معها .. بدى له وعداً تبدد مع أدراج الرياح ..
فها هي والدتهما بالأمس اتصلت .. لتُبلغ والدته بموافقة ابنتها على حاتم ..
و تتصل بعدها به لتعتذر بشدة نيابة عن ابنتها التي اختارت الفراق بقلب مستسلم ..
كيف لها أن ترفضه؟! في حين ستبقى معلّقة في حياته بعد هذا الإرتباط بين عائلتيهما !!

تقدما إليه راجح و مروان .. الذي رمى نفسه بجانبه .. وهو يشير إلى عزام و حاتم ..
: كأن عظماء الليل راحوا؟ ممدانا نضمه بقروبنا نستفيد منه إلا لحق خويّه... لكن الشرهة مو عليه الشرهة على حاتم مابيّنت بعينه العشرة__ضرب على كتفه وهو يدّعي الجدية-يبغالي أركز انتباهي عليك و اقرأ عليك المعوذات ما بقالي غيرك
أجابه بحنق مازحاً .. حديثه ساخر .. لكن ملامح وجهه تربط سخريته هذه بأفكاره التي يشرد بها طوال تلك الأيام ..
: والله أنا اللي يبغالي اقرأ على نفسي منك و آخذ من أثرك بعد...الظاهر من قوة ما خاطرك فيني بأصير عزوبي للأبد
ضاقت نظراته على وجهه الضائق بشك .. لكنه رد ساخراً .. بمكر ..
: بعيداً إنك جالس تهزأني اللحين...بس ترى ماراح ينفع الأثر و أنا عارف بنيّتك...يعني خاطري معلق معلق فيك
رد عليه ممتعضاً ..
: ياخوي عندك راجح استلمه و فكنا من خاطرك
ابتسم بفخر .. ليرد كاذباً ..
: ايه الله يخليه لي راجح توه قايل لي يبغاله عشر سنين يعوضني عن غيابه قبل يعرس
ضحك راجح مستنكراً ..
: هذا ليه ما نزوجه هو .. و يفكنا من شره و حبه المؤبد!!
انقطع حديثهم بدخول أبوغالب .. وذهابهم للسلام عليه .. ليبقى ليث للحديث معه ..
و مروان يعود للجلوس وهو يراقبه بشك .. هذا الكدر الذي لم يفارقه منذ معرفتهم بخطبة حاتم .. و الجميع ربطه بإثارة ذكرى رفيق عمره في قلبه ..
هل يعقل أن يكون هناك سبب آخر .. هو الذي هذى به ضيقه للتو ..
هل هو أيضاً .. قلب آخر يقف على رصيف الإنتظار .. و الترقب ؟؟

فابتسم وهو يخرج هاتفه ليرسل له .. متنبئاً بخيالاته ..
(ما عليك بتلين ما فيه وحده عاقلة و لا مجنونة حتى...تعرف قلبك الأبيض و ترفضه )

رفع له نظرة مستنكرة .. ليرفع له حاجبه بمكر .. وهو يشير إليه بشكل قلب بإصبعيه ..



~*~*~*~



كانت تراقب غاية الواقفة قريباً منهم تتحدث .. مع رتيل و دانية .. لتلتفت إلى مزن و ديمه .. و تتحدث بتفكير عميق .. يعاكس حديثها الساخر ..
: بناااات أبي خلطة ..طب شعبي ..طب حديث يخليني غاية
ضحكت مزن ساخرة .. و هي تتأمل غاية بإفتتان ..
: هههه يبغالك ولادة من جديد_لتلتفت على غزلان تسأل بإهتمام مصطنع_أنتي متأكدة إن عمار قلبه بمكانه؟!
سايرتها غزلان مازحة .. و هي تنشغل بهاتفها ..
: الظاهر عمار كله مو في مكانه
أشارت لها صبا .. و هي تترك غاية لتستلم غزلان بتعليقاتها ..
: شوفوا البزنس ومن غزلان...صارت ترد علينا من طرف خشمها !
وضحت لها ..
: مو بزنس...عمل تطوعي...بأجنّدك مع فريقي عشان تستوعبين
هزت كتفيها معترضة ..
: لا حبيبتي أنا ما أركض إلا على شيء فيه فلوس_لتكمل بفخر_أنا جشعة
هزت ديمه رأسه ساخرة ..
: أختي المفاهيم بحياتها كلها غلط...تتفاخر بعيوبها
وافقتها مزن .. و هي تكمل ساخرة ..
: لا و طاحت بكبدنا هالليلة صديقاتها وحده عروس و الثانية بزنس وومن على قولتها
حشرت صبا نفسها بينهما .. و هي تتحدث بلا إهتمام بحديثهما الساخر عنها ..
: اييي احتاج فعاليات...اتفقوا كيف بتونسوني الليلة


.
.
.

في جانب آخر .. كانت جدتهم تجلس بين النساء .. تراقب حفيداتها و ضحكاتهن بزهو .. و فرح ..
حتى تحدثت من تهوى أن تجد عيباً يُفسد كل شيء جميل ..
: و أنتي يا أم متعب ماهو مالي عينك أحد ... يوم ما تزوجين البنات إلا من عيال عمهم
تنهدت و هي تلتفت على جارتها .. لترد عليها ..
: الخير بالكل...بس هذي قسمة ربك...و هذا عمار ماتزوج من بنات عمه
التفتت جارتها لتراقب غايه بإعجاب .. رغم ذلك لابد أن تتحدث بإنتقاد ..
: ايه عشان هالطخمة غصب بتطلعينهم من بنات عمهم ...هذي من قوو الباس اللي فيها حاضرة زواج ببيت حماها و هي بعدها ما أخذت ولدهم! ماعمرنا شفناها هذي!! ماهي من عوايدنا
هزت رأسها بيأس وهو تجيب على حديثها ..
: اذا العلوم اللي ماتعودتي عليها ما هي ضد شرعنا...بتشوفينها...البنت ما سوت غلط غير الناس ماتعودت على هالشيء
و لكن إنتقاداتها لم تكن لتهدأ .. و هي تسأل بفضول .. و إتهام .. ساخرة ...
: و زوجة رياض اسم بدون صورة! وينها ؟ ما عمرنا شفناها؟
ضاقت ملامحها و هي تجيبها ..
: تعبانة
ردت بإمتعاض .. وسط نظرات إستنكار من حولها و التي لم تهتم يوماً لها .. و هي تتمادى كعادتها بحديثها ..
: والله اللي تتزوج ذاك الثور الهايج إلا ماتتعب و ينهد حيلها بعد

فبحثت حينما أصابها الإرهاق من مجاراتها عن أم مروان .. لتراها فتُشير بعينيها لتلك التي لن تصمت إنتقاداتها ما إن تبدأ .. لتتقدم منهم ..
فطاقتها هي قد انتهت من أحاديث أم محمد اللاذعة.. و لا أحد يجيد الرد عليها .. و إسكاتها .. كما تفعل أم مروان ..



~*~*~*~


استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه


^
^
^

إلى هنا سأقف .. في إنتظاركم ...~

roudha, yasser20, 5maha and 22 others like this.

أغاني الشتاء.. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-23, 09:20 AM   #6168

فاطمه السعد

? العضوٌ??? » 507071
?  التسِجيلٌ » Sep 2022
? مشَارَ?اتْي » 43
?  نُقآطِيْ » فاطمه السعد is on a distinguished road
Elk

*كـــــــــــل عام وأنتــــــــــم بخير...*

فاطمه السعد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-23, 02:41 PM   #6169

بنت جنوب النيل

? العضوٌ??? » 361259
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 65
?  نُقآطِيْ » بنت جنوب النيل is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أغاني الشتاء.. مشاهدة المشاركة
المحتوى المخفي لايقتبس
السلام عليكم ورحمه الله تحيه طيبه موفقه باذن الله


بنت جنوب النيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-23, 03:05 PM   #6170

روان. ر

? العضوٌ??? » 496619
?  التسِجيلٌ » Dec 2021
? مشَارَ?اتْي » 34
?  نُقآطِيْ » روان. ر is on a distinguished road
افتراضي

اخخخ اشتقت للرواية????. ايش الرجعة القوية ذي بشويش علينا????????????????????

روان. ر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:17 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.