07-02-22, 01:09 AM | #1 | ||||
| الخوف كان العش في حالة من الفوضى، فقد اختفى العصفور الصغير - آخر العنقود - وهذا اليوم ليس كأي يوم .. إنه وعد اختباره للطيران للمرة الأولى. صوت خشخشة في الخارج ، ووقع أقدام تقترب ، يحبس أنفاسه قد استطاعته لكن صوت قلبه يعلو في مقابل ذلك و هو ما ليس له سلطان عليه ، يخيم الهدوء على المكان بالخارج "لقد غادر ، أليس كذلك ؟" لكن فجأة يقتحم المكان عليه ، يصرخ العصفور الصغير من الخضة فيضع جناحه على فمه "ششش ، أنت لا تريدهم أن يكتشفوا مكانك ألست محقا ؟" التقط العصفور أنفاسه وقال " إنه أنت يا أخي .. لقد أخفتني " قال العصفور الأخ " حسنا ..تستحق ذلك ، هل تدرك الجلبة التي تسببت بها في الخارج " " لكن كيف عثرت عليّ؟" "كيف لا أعثر عليك ؟ هل اعتقدت حقا أن أحدا لن ينتبه لتلك الحفرة في الشجرة ؟ ها ها ..ينبغي عليك أن تشكرني لصرفهم عن المكان كل ذلك الوقت " تغيرت تعابير وجهه إلى الحزن و رقت نبرة صوته " أنا آسف يا أخي ، لم أقصد أن أفعل بكم ذلك ولكنني خائف ، ماذا لو لم أتمكن من الطيران وفشلت فأجلب لنفسي العار ، انظر ..جناحاي ضعيفان " "هذا محتمل بالفعل " "ماذا ؟ اذا الفشل..وارد حقا " " نعم " " إذا أنا مصيب بفعلي ذلك ؟ لن أجرب الطيران أبدا " " لا ..أنت مخطئ " "لماذا ؟ ألم تقل أن الاخفاق وارد الحدوث ؟" "نعم .. وهذا هو روح التجربة ؛ لا نعلم ما الذي قد يحدث وإلا لصار الأمر مملا حد الموت ، فالحياة في النهاية هي مغامرة " " لكن .. يظل الفشل مخيفا " "لماذا لا تنفك تكرر تلك الكلمة ؟..بالنسبة لي ليس لها معنى فأنا لا أراها سوى نتيجة مختلفة عن المتوقع وعن الذي أرغب فيه فقط ومع ذلك تظل أفضل بكثير من عدم خوض التجربة نهائيا " " لماذا ؟ أنا لا أرى فرقا بين الاثنين " "بالطبع هناك فرق .. كل تجربة نخوضها ونغوص في أعماقها ، وعلى قدر المشاق التي نواجهها فيها والإخفاقات التي قد نتعرض لها، هي تغير بنا شيئا - حتى و إن لم نشعر بذلك لحظتها - تصنع منا نسخا جديدة أقوى من تلك التي كنا عليها سابقا - حتى و إن اعتقدنا غير ذلك-" " ولماذا قد أرغب في أن أتعرض لتلك المشاق أو حتى أصبح نسخة جديدة يا أخي .. إنني راض بنسختي الحالية " "هذا لأنه لم تنتهي صلاحيتها بعد .. إنه قانون الكون، إما أن تتغير لنسخة جديدة أفضل أو أن تتعفن في الجحر الذي تختبئ فيه وتفنى " " إذا في النهاية يجب علي فعل ذلك ؟" " يمكنك اعتبار كل تجربة كهف ملئ بالكنوز ولكي تحصل عليها ، عليك أن تستكشفه بنفسك " "لكن مازلت خائف من نظرات الآخرين " "ربما لأنك تنظر بأعينهم " "كيف ذلك؟" حينما تنظر بعين الآخرين لن تجد امامك سوى عصفور صغير ضعيف خائف أما عندما تفتح عينيك و تنظر بها ستجد الأرض و السماء و الشجر وهذا الكون الفسيح الذي سترغب حينها بشدة أن تطير لتجوب كل ركن فيه وأيضا ...هناك بعض العصافير على تلك الشجرة ، هل ستهتم حينها بماذا تفكر تلك العصافير ؟" هز العصفور رأسه بالنفي " يا أخي الصغير الحبيب ، هذان الجناحان لديك خُلقا ليحلقا..فلا تظلم نفسك بدفنها هنا في ذلك الجحر بينما قلبك يتوق لأن يرى العالم " " حسنا يا أخي ..سأذهب معك " عانق العصفور أخاه وقال " قبل أن نذهب أود أن أخبرك بأنني ممتن لوجودك ف حياتي " ربت على ظهره ثم انطلق معه ليبدأ فصلا جديدا وشيقا في حياته | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|