آخر 10 مشاركات
62 - قل كلمة واحدة - آن ميثر - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : pink moon - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          متزوجات و لكن ...(مميزة و مكتمله) (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          [تحميل] لمحت سهيل في عرض الجنوب للكاتبه : ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ (جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          411 - سارقة القلوب - جاكلين بيرد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          8 - نداء الدم - آن ميثر (تم تجديد الرابط ) (الكاتـب : pink moon - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          75 - كن صديقي (الكاتـب : فرح - )           »          مستأجرة لمتعته (159) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          4- عمري بين يديك -كاي ثورب - (كتابة /كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree12256Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-09-22, 07:56 PM   #661

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile21 وانطوت صفحة الهوى - النصف الأول من القصاصة الثالثة والعشرين: المشاركة الأولى


القصاصة الثالثة والعشرون
(تزوج.. وابتسم للحياة)

الحب يشبه طعامك المفضل، ذلك الذي عندما تتناوله، ترفض أن تأكل أو تحتسي شيئا بعده كيلا يضيع مذاقه من بين شفتيك..
هو تجسيد لأجمل أحلامك، فيجعلك ترفض طوعا الخلود للنوم، لأن الواقع قد أصبح أخيرا أروع من أي حلم، فتصبح طامعا فجأة، لا تريد أن تفوّت لحظة واحدة منه..
والحب هو الجنة على تلك الأرض.. هو الجائزة الكبرى.. هو المفاجأة الأروع.. هو مدى سرمدي لا آخر له يطوقك بشعور غريب لا يشبهه شيء أبدا..
هو أجمل الكلمات وآخر الكلمات.. هو كل الكلمات.... ولا تكفيه كلمات.. حتى بلا كلمات، سيترك عليك بصماته وتحيطك ظلاله.. أساسيا مثل التنفس، بل إنه الوجود نفسه..
والزواج هو الجذوة التي تحرر المشاعر المتأججة من عقالها، فتضيئ الروح بقنديل أشعله غرام ملتهب..
هو الفرصة الذهبية لكي تحصل على طعامك المفضل يوميا وبإمدادات غير محدودة، فتشعر بلذة لا نهائية..
وإذا كان الحب عبارة عن رغبة مكسوة برداء أثيل.. فإن الزواج يأتي لينزع عنها ثوب الدماثة ويكسر كل قيد للرشاد بداخل العاشق، لتتحول للوحة حية من الرَوم..
الزواج هو المعجزة التي تجعلك تشعر أخيرا أنه يمكنك ملامسة روح حبيبك.. أن تسكن أعماقه.. أن تستدفئ بلهيب عواطفه..
هو أن تكتشف أخيرا أنه ليس كل اللهيب حارقا، فهناك لهيب يشع.. يزهر.. يحقق الاكتمال ويمنح الخلود.. وإذا كنت لا تصدقني.. تزوج وابتسم للحياة..




هل أخبروك يوما عن مقاتل اعتاد مواجهة الأهوال
واستكان للنوم على وسادة من أشواك وذرات رمال
تمدد على أحجار وأخشاب وتدثر بالبرد والتحف عتمة الليل
فإذا عانق الحرير وتشمم المسك.. هل تراه قد تنعم بالجنة؟
أم هذا ضرب من خيال؟
في كل مرة غادر فيها نبيل فرقته ليعود لأرض الوطن من قبل، فإنه كان يفعل الأمر برتابة وعدم تحفز حقيقي.. إذ لم يكن لديه ما يتحفز لحدوثه، سوى رؤيته لأمه وشقيقته الصغرى.. وأحيانا والده إذا كان محظوظا وشاءت الأقدار أن يتصادف تواجدهما في المنزل بنفس التوقيت..
لكن، أن يعود لحبيبته التي كتم حبها في قلبه لسنوات وانتظرها لتكبر أمامه من مجرد يرقة صغيرة حتى صارت فراشة تخلب اللب بألوانها الزاهية وأجنحتها الناعمة.. فهذا هو الحلم الذي لا يريد أن يستفيق منه أبدا..
في كل مرة يعود إليها بعد سفر طويل، يشعر أنه أخيرا قد عثر على مفتاح الجنة بعد طول ارتحال جعل الشوق يغلبه ويهلك تماسكه.. فلا يكفيه فترة إجازة محدودة لكي يروي اشتياقه ولهفته، فيغادر مرتحلا من جديد متسلحا بابتساماتها وصدى ضحكاتها ووعودها بانتظاره ليعود لحنو صدرها وبراح ذراعيها ودفء عينيها..
كان قد انتهى لتوه من ارتشاف رحيقها المسكر، وهي بطبعها كانت عاشقة سخية فور أن تتخلى عن تحفظها ويغادرها حياؤها المتأصل بها، لكنه شعر أن هناك حاجزا شفافا بينهما اليوم، جعل بهجته بلقائها ليست على نفس الدرجة المألوفة بالنسبة له، فسألها بما يتوقع أنه قد يكون السبب الرئيسي في تغير أحوالها، حتى وإن ظنت أنها قد نجحت في إخفاء الأمر عنه: "هل فعلت لطيف شيئا وأنا مسافر؟"
ردت زهو نافية باندفاع: "هاه.. لا.. لا شيء"..
رفع نبيل حاجبه مجدِدا سؤاله بلا كلمة واحدة، فأطرقت رأسها أرضا وعقدت أصابعها بتوتر، وقالت بنبرة مذنبة بعد أن مطت شفتيها أسى: "لا أريد أن أستغل عطلتك القصيرة في الشكوى يا نبيل.. صدقني لم يحدث شيء يستحق أن أذكره على مسامعك.. كل الأمور بخير.. اطمئن"..
لم يبدُ على نبيل أنه قد صدقها تماما، لكنه تقبّل كلماتها، ورد قائلا: "إذا كان هناك شيء تخفينه عني يا زهو، سأغضب كثيرا.. تعلمين أنني وعدتُ عمو سمير بالعناية بكِ وتدليلكِ.. لا أريده أن يظن أنني غير قادر على تنفيذ وعدي له.. والأهم.. لا أريدكِ أن تحزني بسبب بعض الكلمات التي قد توجهها والدتي لكِ دون أن تدري تأثيرها.. لذا لا تُخفي عني شيئا.. مفهوم؟"
أومأت زهو رأسها، وردت: "سأخبرك إن حدث ما يجعلني أظن أنني بحاجة لتدخلك.. هيا لأعد لك شيئا لتتناوله من يديّ.. ماذا تريد؟"..
سحبها نبيل من كفيها لتستقر بين ذراعيه، فيحتويها بقوة، قبل أن يقول بنبرة عابثة: "أنتِ.. ولا شيء آخر"، ليغيب معها من جديد في مغامرة عشق زاهية الألوان تراقصت بها فراشته بدلال ونعومة وخفر، لتعزف معه أجمل معزوفة للحياة تراقصت معها نبضات قلبه لتتبخر معها كل همومه..



يتبــــــــــــــــــــــ ــــــع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-09-22, 07:57 PM   #662

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
1111 وانطوت صفحة الهوى - النصف الأول من القصاصة الثالثة والعشرين: المشاركة الثانية

في منزل عبد المنصف الحلواني، كان الوضع ينذر بتوترات لا حصر لها..
فمنذ قليل قد وصل عامل التوصيل يحمل صندوقا ضخما للسيد (عبد المنصف الحلواني).. ولما تسلّمه الأخير، وجد أن المرسل هو بحر عدنان الديب الذي أرفق اللفافة الضخمة برسالة بريدية داخل مظروف وردي صغير، ففتحه ليقرأ ما بداخله متحفزا، وهو يظن أن بحر قد خرق اتفاقهما، ليجد الأخير قد كتب بأنامله بأحرف فوضوية وخط رجولي غير منسق:
(عمي عبد المنصف..
بعد التحية،
لقد أرسلت هدية صغيرة لابنة خالتي العزيزة، وأرجو أن تتولى تسليمها إليها..
لم أخالف تعليمات حضرتك، ولم أحاول التحدث إليها منذ ذلك اليوم، ولكنني لا أريدها أن تشعر أنني أقاطعها،
فهي لم تخطئ في شيء لكي أعاقبها بالهجر.. وأنا ألتمس موافقة حضرتك على منحها تلك الهدية البسيطة من ابن خالتها..
حتى نلتقي بإذن الله بعد انقضاء عددٍ من الأشهر، لك مني أطيب التحيات وسلامي لخالتي الغالية،
بحر الديب)
زفر عبد المنصف، وأمسك الصندوق، وتحرك به صوب غرفة المعيشة، ليجد فايزة تجلس بجوار ابنتهما، تشاهدان معا مسلسلا تركيا مدبلجا..
بعد نظرة سريعة، سألته فايزة بتركيز مشتت، أغلبه منصب على الشاشة المسطحة: "ما هذا؟"
رد عبد المنصف بوجه عابس: "طرد لأمواج"..
سألته ابنته بعدم اهتمام: "لي أنا؟ غريب.. لم أطلب شيئا"..
قال والدها بعد أن زفر ممتعضا: "هذا من بحر"..
نهضت أمواج من جلستها باندفاع كضربة برق مضيئة عالية الشحنات، أو كإعصار اندفع من عمق المحيط صوب الشطآن، وأمسكت بالصندوق، ليتورد وجهها فور أن لمسته أناملها، ثم تحركت لغرفتها بخطوات شبه متقافزة رغم صخامة الصندوق مقارنة بجسدها الضئيل وقصر قامتها..
جلس عبد المنصف إلى جوار زوجته يزفر بغيظ، فسألته الأخيرة عما به، ولمّا أجاب بما توقعته تماما، ردت تقول: "كن منصفا كاسمك يا زوجي العزيز.. بحر ملتزم بكلمته ولم يحاول التواصل معها بكلمة واحدة على الرغم من أن ابنتك لا تتوقف عن مراسلته"..
سأل عبد المنصف باستياء: "تراسله؟ هل سمحتُ لها؟"
قالت فايزة بمهادنة: "حسنا.. أنت منعته هو من التواصل معها، لكنك لم تطلب منها أن تفعل المثل.. وتعلم جيدا أن بحر كان صديقها المفضل حتى في فترة سفرنا للخليج.. كانت تراسله بشكل دائم.. فإذا كنت تريد فعلا لبحر أن يلتزم بكلمته دون أن يفقد عقله، فلا تبالغ وتمنعها أيضا من التواصل معه، فينشغل عقله بها ويؤذي نفسه بعدم تركيزه في عمله"..
قال عبد المنصف بغيظ: "يرسل لها الهدايا.. الولد يتحداني"..
ابتسمت فايزة، وقالت بحنو: "بل يثبت لك أنه ليس هوائيا.. ومازال يحترم اتفاقه معك.. يريد أن يخبرك أنه متمسك بها وأن يطمئنها أنه لا يتجاهلها قصدا"..
أعطاها عبد المنصف رسالة بحر المقتضبة لتقرأها، فابتسمت تقول: "الولد يصرّح أنه في كل الحالات سيظل ابن خالتها وسندا لها في الحياة.. ويجب أن تكون فخورا به لحرصه على الرابط العائلي قبل كل شيء، فابنتك وحيدة بلا أخوة.. وهو وفرات مع نادر ونبيل سندها في الحياة من بعدنا.. هل تذكر حين أحضر المزهريات يوم أن تقدم لطلب يدها؟"
أومأ عبد المنصف رأسه، فتابعت فايزة بعد أن احتضنت يده بين كفيها: "بحر سيظل جزء من حياة أمواج.. وزواجه بها سيحقق حلما قديما جمعني بأختي فاطمة.. رفعنا أكفنا بالدعاء نبتهل الله أن يتقبل أمنيتنا.. ربما أنا نسيت مع الوقت.. أو أردت ألا أضغط على وحيدتنا.. لكن فاطمة ظلت تحافظ على أمنيتها وتسكبها في قلب ابنها حتى نبتت وأزهرت بحب شديد يكنه لها برغم صغر عمره، وتصرفاته الواعية برغم قلة خبرته في الحياة خير دليل.. بحر منذ أن أدرك أنه يحمل مشاعر خاصة لأمواج، لم يرتكب أية حماقة تسيء لها كما يفعل بعض الشباب.. وأخمن أنه ليس هو من بادر بالتصريح"..
ناظرها عبد المنصف متغاظا، وقال بحمائية وقد برقت عيناه بتوعدٍ: "أتقولين أن ابنتي هي من عرضت عليه الزواج؟"
ابتسمت فايزة، وقالت بنبرة رقيقة لا تستخدمها سوى معه: "وهل أمواج هي من جلست بغرفة الاستقبال تتحدث بدلا منه ذلك اليوم؟ الشاب جاء إليك وهو يعلم أنك قد ترفض ولم يشأ أن يُحضر والده كيلا تتحرج منه وتضطر للموافقة.. لكنني أقول فقط إن ابنتك تريده"..
قال عبد المنصف لائما: "ولهذا يؤثر عليها بعد بتصرفاته الرومانسية التي تشبه ما يفعله أبطال القصص العاطفية.. حركات ملفتة براقة تدغدغ مشاعر أية فتاة.. وبالأخص ابنتك التي تورد وجهها فور أن أمسكت بالصندوق، قبل حتى أن ترى محتوياته"..
سألته فايزة بفضول بعد أن اتسعت ابتسامتها لسعادة ابنتها: "هل رأيتَ ما بداخل الصندوق؟"
هز عبد المنصف رأسه نافيا، وقال: "لم أكن بحاجة لتفحصه.. أثق بذلك الوغد الصغير"..
أسندت فايزة رأسها على كتف زوجها، وعانقت ذراعه بكيفها، وهي تقول: "ليس لأنه ابن أختي، لكن الولد والله نعم الشباب.. أخلاق وتربية واجتهاد.. ومشاعره نحوها تسبقه في كل خطوة.. لن نجد أفضل منه نأتمنه على ابنتنا"..
زفر عبد المنصف بغيرة أبوية، وقد شعر للحظة أن الوقت يقترب لكي تبتعد ابنته الوحيدة عن كنفه، ليفوز بها هذا الوغد المحظوظ..
أما في غرفتها، فقد سارعت أمواج تفتح الصندوق، وأخرجت فستانها الرياضي الذي اشتراه بحر من أجلها لتجد بالصندوق أيضا حذاء رياضيا بتصميم عصري مبهر مع حقيبة ظهر رياضية صغيرة، بالإضافة لصندوق أصغر بداخله، فتحته لتجد بداخله مجسما ملفوفا عدة لفات بورق مطاطي لحفظ الأشياء القابلة للكسر.. وبعد أن أزاحت اللفافات المطاطية عن المجسم، وجدته تمثالا لطيفا بحجم طبيعي من البورسلين لقطيطة رمادية اللون بعينين زرقاوين..
أخذت تفتش داخل الصندوق بحثا عن بطاقة أو أية كلمة منه، لكنها وجدت الصندوق فارغا، فزفرت بضيق ودفعت الصندوق بغيظ..
ورغم ضيقها من صمته القاتل، إلا أن الابتسامة لم تغادر وجهها أبدا، حين فردت الفستان على سريرها ووضعت الحقيبة جواره والحذاء عند ذيله، ثم وضعت بجوار عرض أزيائها الصامت على الفراش، قطتها الخزفية الرمادية زرقاء العينين ، ثم التقطت صورة للتصميم، وأرسلته له عبر "واتساب"، ممهورة بعدة قلوب حمراء.. وقُبلة واحدة..
أما بحر، فقد تلقى رسالتها، وهو يجلس إلى المائدة بين أمه وأخيه اللذين كانا يملآن فمه بالطعام، بينما تتعالى ضحكات والده الذي كان يحرك عينيه بين أفراد أسرته بسعادة بالغة ويحمد الله على عودة ابنه سالما ويدعو له بالهناء والسعادة وتيسير أموره..

بتبــــــــــــــــــــع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-09-22, 08:00 PM   #663

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile14 وانطوت صفحة الهوى - النصف الأول من القصاصة الثالثة والعشرين: المشاركة الثالثة

كان يوما شاقا لا نهاية له، فقد أمضت أكثر من ثماني عشرة ساعة على قدميها وحوالي أربع وعشرين ساعة كاملة مستيقظة إلا من قيلولة قصيرة لأقل من خمس وأربعين دقيقة.. بدأت صباحا برحلة لمقر كليتها لمقابلة أستاذها المشرف على رسالتها العلمية التي انتهت من جمع المادة النظرية لها، وبقى أن تبدأ عملها الميداني لتوثيق المحتوى العملي، قبل أن تتفرغ لكتابتها، سيستغرق الأمر حوالي سنة ونصف إن أجدّت في عملها..
عرجت بعدها على المستشفى العام لكي تتولى مناوبة طويلة امتدت من ثماني ساعات إلى ست عشرة ساعة، وذلك بسبب اعتذار زميلتها المفاجئ نتيجة ظرف طارئ، فأبلغتها أنها ستغطي مكانها على أن تضطلع زميلتها بمناوبتها غدا..
من الجيد أنها ستحصل على راحة في الغد، لأن جسمها كله بصراحة متيبس بشدة ولا تظن نفسها قادرة على تحمل مناوبة جديدة غدا قبل أن يستعيد جسدها طاقته بعد فترة راحة مستحقة..
عادت لمنزلها بحالة شديدة الإنهاك.. أخذت تنزع ملابسها بآلية رغم أنين عضلاتها وتشنج رقبتها، وهي تفكر أنها لم تعد بنفس حيويتها السابقة.. ربما لأن مقر عملها الجديد يبتعد عن بيتها بمسافة تقارب مرة ونصف تلك التي كانت تفصل المشفى السابق عنه، والذي كان يقع في حي قريب، فيوفر عليها أيضا مصاريف المواصلات الإضافية التي تضطر لتحملها حاليا حيث تستقل يوميا ثلاثة حافلات في رحلة الذهاب، واثنتين عند العودة..
أو ربما هي فقط تكبر بالعمر، فأصبح جسمها يشكو من التعب بشكل أكثر وضوحا حتى ترضخ له وترتاح من وقتٍ لآخر بدلا من سعيها الدؤوب بشكل دائم كنحلة شغالة..
ابتسامة عابسة بطعم الكدر غادرت ثغرها.. كيف تشعر بالهرم وهي لا تزال في بدايات العشرينات من عمرها؟
لماذا تحس مؤخرا أن روحها باتت مثقلة وكأنها تحمل على كاهلها أطنانا من الوجع لا لون لها؟؟..
مدّت يدها تخرج من حمالة صدرها سكين المطبخ القابل للطي، والذي باتت تضعه دائما في هذا المكان الاستراتيجي تحسبا لوقوعها مرة أخرى في وضع متأزم تحت وطأة وحش غادر، كذلك اليوم الذي حاول فيه أحدهم الاعتداء عليها لمجرد أنه استباح جسدها بعد أن تنامى لمسامعه بعض الشائعات الكاذبة عنها..
ليست مطواة.. لكنها ستفي بالغرض وتحمي نفسها بها عند الخطر..
لن تترك نفسها للاحتمالات، ولن تثق بأحد.. ستعتمد على نفسها..
لن تنسى أبدا الإحساس الذي تملكها كأرنب مذعور في تلك اللحظات، حين تسارعت نبضات قلبها بجنون، تجعله يكاد ينفجر ذعرا بينما جسدها بالكامل يختض بعد أن سكنته برودة مرعبة، ولولا أن ألهمها الله بغرس إبرة المحقن في ظهره لكي تعطله عما كان ينتويه فتتمكن من الهرب، لكانت أصيبت الآن بشيء قميء لا تستطيع حتى أن تتخيله..
لقد تحملت كل شيء في هذه الحياة طالما لا تزال تسير باعتداد وأنف مرفوع، لكنها لن تحتمل أبدا خزي الهزيمة والإذلال إذا أصابتها كارثة كتلك لمجرد أنها جمدت عن حماية نفسها..
رمت ذكرى السكين على طاولة الزينة أمامها في موقعها المعتاد حتى تعود غدا لارتدائها داخل صديريتها كجزء لا يتجزأ من إطلالاتها اليومية.. سلاح يمنحها القوة كأنثى وحيدة تجردت من الشعور بالأمان في عالم يحكمه الضواري بقوانينهم المجحفة..
أمسكت ذكرى بفستانها الأحمر الذي كان ممددا على فراشها كي تعلقه بالمشجب..
نفس الفستان الأحمر الذي شهد آخر لقاء لهما معا..
أخذت تمرر كفها برفق على سطح قماشه، وعقلها يشرد ببعض الومضات من لقائهما الأخير..
شعرت بقلقه عليها، بنبرته المعتذرة.. لكنه لم يمنحها اعترافا كالذي قدّمته له..
صحيح أن كلماتها لم تكن مباشرة، لكنه بالتأكيد قد استشعر أحاسيسها تجاهه.. سمع أنينها.. رأى مشاعرها محتجزة بين قضبان مقلتيها، تتحين لحظة الحرية..
قاطع شرودها رنين هاتفها معلنا وصول بعض الرسائل عبر تطبيق "واتساب"..
سارعت تضع قميصها القطني الفضفاض ذات الأكمام النصفية، ثم فكت عقدة شعرها تحرره من دبابيس كانت تخنقه..
مررت أصابعها بين خصلاتها كي تسترخي قليلا، ثم تهاوت على الفراش وأمسكت الهاتف تطالع الرسالة بفضول، فهي متأكدة أنه لن يراسلها بعد مواجهتهما الأخيرة.. لقد انتهى كل شيء بالفعل..
التحفز الذي سكنها وهي تتفقد هاتفها مبعثه أنها لا تتلقى الكثير من الرسائل من زميلاتها، فهي لم تعقد صداقات جديدة بعد في محيط عملها، بسبب انشغالها الدائم من أجل اختيار الحالات الخاصة برسالتها.. فلا يجمعها بالمحيطين بها سوى علاقات مهنية ودية في إطار احترافي بحت..
أو ربما هي ببساطة قد كفرت بانفاق طاقتها على صداقة جديدة تنتهي بفاجعة كما حدث مؤخرا..
ضيّقت حاجبيها حين وجدت أن الرسالة من إحدى زميلاتها من المشفى القديم..
نورا.. زميلة من قسم آخر لم تكن تجمعها بها علاقة قوية، ولا تذكر عنها سوى أنها كانت واحدة من الشامتات بها حين انتشرت الشائعات المسيئة بحقها..
فتحت الرسالة تقرأ محتواها، فوجدت بضع كلمات مجاملة رتيبة تتحدث عن شوقها لها وأمنيتها لها بالتوفيق في عملها الجديد، لكن الرسالة التالية جعلتها تفهم سبب تواصلها معها في هذه اللحظة، حيث كتبت:
(لقد حضرنا حفل زفاف الدكتور آدم عزازي مساء أمس.. وكانت سهرة جميلة..
كان ينقصنا حضورك.. ألم تتم دعوتك؟)

لم تتكلف ذكرى عناء الرد عليها، لكن الأخرى على ما يبدو أرادت أن تستمر بكيدها، فتابعت برسالة أخرى:
(الدكتورة رحاب دعت فريق التمريض بقسمها كله.. وكذا فعل الدكتور آدم بقسمه... وأنا تمت دعوتي من قبل الدكتورة رقية)..
هذه المرة كانت ذكرى تنوي الرد بوجه تعبيري مبتسم بعدم اكتراث، لكن الأخيرة لاحقتها برسالة ثالثة كتبت فيها:
(آه.. تذكرت.. أنتِ لم تكوني يوما بقسم جراحات العظام ليدعوكِ العريس.. رغم زياراتك العديدة له..
على كلٍ.. لأرسل لكِ صورة للعروسين.. كانا غاية في الجمال.. يليقان ببعضهما كثيرا.. العقبى لكِ)

وكأن تلك الفتاة، كانت تنتظر لتتأكد أن ذكرى تشاهد الرسائل بنفسها، حيث سارعت ترسل صورة التقطتها بنفسها على ما يبدو من حفل الزفاف..
صورة مقربة للغاية.. لم تحتاج ذكرى لتكبيرها لكي ترى التفاصيل..
إذ تصدر آدم المشهد ببدلته الكلاسيكية برابطة العنق الفراشة وحزام الخصر العريض اللامع.. يبدو فائق الوسامة.. مذهل كحلم بعيد المنال.. كطاووس منتفشٍ متباهٍ مكتمل الزينة بألوانه التي تبهج الأنظار..
مدت أصابعها تكبّر الصورة عند الوجه، لكي تطالع ملامحه..
الذاكرة لا تخونها.. لم تنس ملامحه بعد لكنها – وإن لم تعترف علنا – اشتاقت لعينيه بنظراتهما الطفولية العابثة..
بنظرة متفحصة، لاحظت أن البريق العابث الذي يسكن عادة بين أجفانه واعدا بالشغب والفوضى، قد خبا قليلا، لكنه يظل الرجل الأوسم الذي تعرفت إليه بحياتها..
وسامته ليست شكلية، وتعلم أن هناك من يفوقونه وسامة.. فهي ليست سطحية لهذه الدرجة..
لم تكن سطحية أبدا بالأساس.. ولكن جزء كبيرا من جاذبيته بالنسبة لها يسكن بعينيه، تلكما اللتان لا تشبهان خاصتيّ والدها أبدا..
أجل، ستعترف ذكرى الآن أن أشد ما جذبها لآدم عزازي هو جانبه الطفولي العابث، والنظرات المنبعثة من عينيه، والتي يمكن قراءتها بسهولة.. والتي على الرغم من عشقه للشغب، إلا أن نقاء سريرته كان ينطبع على عينيه فيكلل نظراته..
هو ليس خبيثا، ولا يتمتع بدهاء منفر.. صحيح أنه ذكي للغاية في مجاله، لكنه ليس مؤذيا ولا كريه النفس..
كانت تشعر في وجوده دائما بالراحة.. الخطر لا يحدق بها عندما يكون آدم حولها.. بل كان كبالونة ضخمة تمتص بداخلها كل ما تسرده على مسامعه من أوجاع، فيحوله لألوان مبهجة، فتنفجر البالونة مبددة كل الآلام والخذلان وتاركة فقط غيمة وردية تظللهما معا..
باختصار، كانت تتنفس بأريحية في محيطه.. وتعلم أن تأثيرها عليه مشابه لما يتركه في روحها من خفة..
لم تظن يوما أنها ستتعلق برجلٍ.. كانت تظن أن جمال شعبان قد جعلها تنفر من صنف الرجال كله..
لكن الجانب الطفولي في شخصية آدم عزازي كان يشدها إليه كمغناطيس عالي القطبية، وكأنه بعينيه ونظراته وتصرفاته المشاكسة العابثة، ينادي الطفلة بداخلها ويسحبها مؤقتا إلى عالمٍ مبهجٍ غير ذلك الرمادي الذي علقت به لسنوات..
تلك الطفلة – بروح مُسنة - لم تعرف اللعب واللهو في صغرها، ونشأت على تحمل المسئولية.. كانت تخرج لتلتهي معه فقط، حين ترد له بعضا من المقالب السخيفة التي كان يحيكها ضدها..
إن حسبت ذكرى عمرها الحقيقي، ستعترف أنه لا يتعدى سوى أيام معدودة..
أيام الفرح التي قضتها برفقة الدكتور آدم عزازي.. كصديقته..
والرجل لم يخدعها أبدا.. لم يخبرها أنه يحبها، بل كررها على مسامعها أكثر من مرة..
(أنتِ صديقتي الوحيدة يا ذكرى)..
تُرى كيف هو حاله الآن بدون صديقته الوحيدة؟؟
نهرت ذكرى نفسها عن تلك الفكرة، وانتفضت جالسة توبخ نفسها.. لا يهمها كيف حاله الآن..
لم تعد صديقته..
كادت أن تغلق الشاشة، لكن عينيها انسحبتا إلى تلك التي تقف بجواره.. بثقة واعتداد.. وكأنها اغتنمت كنزا نفيسا..
مس من غيرة ضرب قلبها ليعتصر أوردته التي تضخمت باحتقان مشاعرها..
كم تليق به؟..
إذا كانت منصفة، ستعترف أن الدكتورة رحاب تبدو مذهلة إلى جواره.. ثنائي رائع..
لقد أجاد الاختيار .. لن تنكر..
ترجو فقط ألا يتبادلان القُبل مجددا داخل محيط العمل كيلا يتعرضان للغمز واللمز..
أو ليصيبهما ما يصيبهما.. لِمَ تهتم؟
بل تهتم..
كمثل حلم مستحيل بمدينة فاضلة سقفها الحب وجدرانها السلام، تبدد ليتحول لديستوبيا ظالمة كريهة مزعجة.. كمثل كنز مفقود لا تمتلك خارطته ولا تعرف طريقا إليه، لكنها تحتاجه..
يا الله .. كم تحتاجه وتشعر أنه يخصها..!
رمت ذكرى هاتفها بحنق، ثم شهقت شهقة مكلومة خرجت من بؤرة آلامها محملة بعويل لم تعرف أنه ظل يسكن جنبات روحها لسنوات طويلة، مصرا على التحرر الآن..
وهي لم تقاوم.. لم تعد بها ذرة واحدة للمقاومة..
كأن سدا احتجز خلفه طوفانا حتى عجزت بواباته وجدرانه عن تقويضه، فتهدمت أُسسه لينهار مغرقا كل شيء حوله، أخذت تنشج أوجاعها وكأنها في حالة حداد مقيم..
تبكي وتبكي وتبكي.. وكأن آلامها لا تنتهي.. وكأنها لأول مرة تعرف معنى الألم.. وكأنها مراهقة غراء تركها حبيبها الوسيم في مشهد درامي ركيك، فأخذت تذرف دمعات خيبتها متوارية عن العيون..
كادت أن تزوي تحت وطأة شعورها المقيت بالوحدة، إلا أن يدا حنونا ربتت على ظهرها، لتبسط على روحها المنهكة ستائر الرحمة..
انتفضت ذكرى من بين شهقاتها، وفتحت عينيها لتكتشف أن والدتها قد تسللت إلى داخل غرفتها خلال استسلامها لفورة البكاء الأسيفة، دون أن تنتبه لدخولها وجلوسها خلفها على الفراش..
استدارت ذكرى ترتمي بأحضان أمها الرحبة تشكو إليها بدموعها قهرها وأوجاعها، وكأنها في تلك اللحظة تشكو إليها بلا كلمات كل ما تعرضت له من خيبات في حياتها.. تحكي على مسامعها بدون حاجة لأحرف اللغة عن كل خذلان نال منها وأذاها بعمق روحها..
ظلت والدتها تربت على ظهرها، وهي تهمس بكلمات مواساة ودعم تهدئها وتطمئنها وتدعو لها بسلامة الروح وذهاب الهم، وتؤكد لها أن الشمس تسطع بعد كل عاصفة، والسيول تنمو في أعقابها الزهور والزروع واعدة بخير وفير لمن يصبر ويحتسب..
ظلت ذكرى تنشج دموعها حتى فرغت تماما من كل ما تخزنه بداخلها.. ولمّا عادت أنفاسها للاستقرار نوعا ما سألتها أمها بقلق: "ماذا حدث يا أميرتي؟ لماذا تبكين هكذا؟ هل حدث شيء بالمشفى؟"..
أطرقت ذكرى رأسها، ومدت أناملها تمسح بقايا دموع علقت على أطراف أجفانها، تحاول أن تكتسب بعض الوقت لتفكر في إجابة ملائمة..
كيف تخبر أمها أنها خسرت حبها الوحيد؟
حب لم يكن في الحسبان، قد نال من القلب واحتل أركانه في غفلة من فارسته الحارسة..
خسرت حبيبا لم تكتشف انها تحبه بكل هذا القدر إلا حين وجدته بين ذراعي امرأة أخرى.. غراما لم تظن أنها تريده من الأساس، إلا حينما تأكدت أنها لا تمتلكه.. فهو لن يخصها.. أبدا..
هتفت ذكرى بلوعة: " كيف أنتحب على خسارة شيء لم أمتلكه من الأساس؟ أشعر أنني فقدت القمر يا أمي"..
أمسكت أمها بكفها، وناظرتها بتعاطف، ترجوها أن تفصح، فتابعت ابنتها بنفس كلماتها المبهمة وكأنها أحجية يصعب تفسيرها: "لم أحس بمرارة التخلي إلا حين أعلن أنه سيهجر الأفق لتصبح الليالي معتمة من بعده.. قمر جميل.. لم يكن يخصني لكن أثر فقدانه لا يمكن تجاهله.. سماواتي أصبحت معتمة يا أمي.. ومدني صارت خاوية بعد أن غادرتها الضحكات"..
شهقت ذكرى تقاوم ذرف المزيد من شلالات الوجع، ثم تابعت بحسرة وهي تضغط براحتها المضمومة على قلبها: "توجد حفرة كبيرة في صدري كوحش ضخم يتضور جوعا.. كلما نمت أمامه نبتة سعادة وليدة في أرض روحي القاحلة، فإنه يلتهمها ليزداد ضخامة ولا يشبع أبدا.. وكلما التهم المزيد وتمدد بداخلي، كلما ازداد شعوري بالاختناق"..
هذه المرة، حين شهقت مجددا، كانت الدموع قد سقطت بهيمنة قاسية زادتها ألما، فصرخت تقول من تحت كومات الوجع: "كيف يكون الفراغ بقلبي ثقيلا هكذا يا أمي؟؟ ما الذنب الذي اقترفته لينالني كل هذا الوجع؟؟ متى سأرتاح؟؟"..
ظلت آمال تربت على ظهر ابنتها، وتهدهدها بكلماتها المطمئنة الداعمة رغم تمكن الدموع منها هي أيضا.. شريكة الأسى والخذلان..
حين أفرغت ذكرى مخزون دموعها الضخم وهدأت تماما بين ذراعيّ أمها إلا من نشيج خفيض يفطر القلوب، اصطحبتها آمال إلى الشرفة الداخلية، وأجلستها عنوة كي تستنشق بعض الهواء..
ابنتها تزوي ولا حيلة لها لمساعدتها إلا بدعمها لآخر قطرة في دمائها..
صنعت لها بعض شاي الياسمين المهدئ للأعصاب، وأحضرته مع كعكات صغيرة منزلية الصنع، ثم همست لها بإصرار: "احتسي الشاي وتناولي الكعك.. وأنا سأجلس معك.. أنا موجودة يا أميرتي.. لستِ وحدك.. تحدثي مع أمكِ يا ذكرى.. سأسمعك وأفهمك.. إذا خذلك الكون كله، أنا أمك.. لن أتخلى عنكِ أبدا"..
تخلت عن المقاومة.. ليست مضطرة للوقوف صلبة الآن وأمها تخبرها أن بإمكانها السقوط وهي ستسندها ولن تتركها تتحطم..
كل ما تريده الآن الانزلاق خلف خط الهشاشة بعد أن تصلبت طويلا عند خط التحمل والجلد.. تريد أن تنهار بحرية وهي تعلم أنها لن تتهشم لشظايا أو تتفتت لأشلاء..
لن تمارس اليوم دور الراعية لوالدتها، بل ستعود مجددا لدورها الطبيعي.. الابنة التائهة المحبطة المهزومة..
اليوم ستشكو وتبكي وتتألم، وغدا ستتجلد وتقف من جديد في ميادين القتال كزعيمة لا يُشق لها غبار..
ستستعين بأمها اللحظة لتبدأ مرحلة حدادٍ على حلمٍ تبخر في الهواء، لتعود وتشحن طاقتها مجددا فتستمر في قتالها ضد الحياة كما تعودت..
كطفلة خسرت لعبتها المفضلة، أخذت ذكرى تحتسي الشاي وهي تسرد على والدتها حكاية شاب يخشى الحشرات ويحب المقالب.. شاب وسيم ذكي راقٍ.. شاب تحركت له نبضات قلبها بلحن خاص، فرقصت هي على أنغامه، قبل أن يسود الصمت القاتل وتغادر ترانيم البهجة حياتها لتترك خلفها الصمت المزعج الذي يكاد يصيبها بالجنون..
تنهدت آمال وقالت متأوهة: "آه يا ابنتي.. خبأتِ كلُ هذا في صدركِ لسنوات دون أن تنفسي بعضا من وجعك"، ثم مدت يدها تسحب ابنتها إلى أحضانها بقدر ما سمحت لها طاقتها، فارتمت الأخيرة على صدرها بلا تردد، لتطوقها أمها بذراعها كمن تفرد عليها عباءة من الحماية تقيها بأس الأيام..
همست آمال بعد أن لثمت شعر ابنتها بعشرات القبلات المشفقة: "لا تكوني قاسية عليه يا ذكرى.. إنّا لا نعلم ظروفه"..
رفعت ذكرى عينيها تناظر أمها بامتعاض، فتابعت الأخيرة بنبرتها الحانية: "قد يكون مال قلبه إليكِ.. ومن لا يحب أميرة مثلك؟ الأعمى من يراكِ ولا يشعر كم أنتِ مميزة.. لكنه بنفس الوقت لم يعترف لكِ بمشاعره.. لم يعدكِ بشيء.. لم يطلب الارتباط بكِ.. ولا يمكنك أن تعاقبيه لمجرد أن قلبه يخبئ لك بعض الحب وتظهره عيناه وتصرفاته من وقتٍ لآخر.. هو غير مسئول عن مشاعركِ تجاهه.. هو لم يشجعها أبدا أو يلمح لكِ أن هناك شيئا خاصا بينكما"..
مطت ذكرى شفتيها بأسى، بينما برقت عيناها بتفكر.. كلمات أمها صحيحة وهي نفسها قد قالتها لنفسها مرارا، لكنها لا تزال تشعر بالحزن كلما سمعتها..
لاحظت آمال شرود أفكارها وتبدّل ملامحها للحزن من جديد، فأكملت: "إذا اختزنتِ كل تلك المشاعر السلبية بداخلك.. ستحترقين بها.. انظري ما فعله بي غضبي ونفوري من والدكِ"..
رفعت ذكرى وجهها تطالع أمها بنظرات متفحصة.. لأول مرة تشعر أن لوجع أمها جانبا آخر لم تنتبه إليه من قبل.. سألتها بدهشة: "هل كنتِ تحبين أبي يا أمي؟"..
تنهدت آمال وقالت بتعب: "في البداية.. كنت أظنه طموحا يبحث عن فرصة مثالية، قبل أن أكتشف كم هو شخص كسول متواكل.. وتحولت مشاعري نحوه لنفور وبغض.. إنما كنتُ أتحمله فقط لأجلكِ وكنت أدعو أن يستفيق من غيبوبته الطويلة ويكتشف أن لديه ابنة رائعة تستحق التعب.. ولما زادت خيبة أملي وأصابني المرض.. شعرت أن كل غضبي تجاهه قد كان محتجزا بصدري يأكلني من الداخل حتى أوهنني تماما.. ولا أريدك أن تقضي أجمل سنوات حياتك تعيشين في دائرة من الخيبات الوهمية.. اركضي للمستقبل وحققي كل آمالك.. والرجال هم من سيركضون خلفكِ.. وليدعو سعيد الحظ ربه أن يتمكن من اللحاق بكِ حتى ينال شرف الركض إلى جانبك"..

يتبــــــــــــــــع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-09-22, 08:01 PM   #664

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
:sss4: وانطوت صفحة الهوى - النصف الأول من القصاصة الثالثة والعشرين: المشاركة الرابعة

(أيها السادة.. برجاء الالتزام بالجلوس في مقاعدكم وربط الأحزمة تأهبا للهبوط على أرض مطار القاهرة الدولي.. نهنئكم بسلامة الوصول.. لضيوفنا الأعزاء مرحبا بكم في مصر.. ولإخواننا العائدين للوطن.. أهلا بعودتكم إلى وطنكم)..
ردّد قائد الرحلة رسالة التهنئة بأكثر من لغة، تزامنا مع إضاءة مؤشر حركة الطائرة على الشاشة المواجهة لمقعده، إيذانا بتوغلها داخل المجال الجوي المصري، واقترابها من الهبوط..
ورغم سلاسة رحلة الطيران وكونها ليست المرة الأولى التي يسافر بها، إلا أن طيفا من توتر كان يسيطر عليه، خاصة بعد أن ضربته كلمات الطيار عبر سماعات الطائرة في الصميم..
من هو؟ زائر متجول يستمتع بزيارة الأماكن السياحية والأثرية لتلك البلاد غنية الحضارة ومتعددة الأبعاد الثقافية، أم مواطن مصري يشارك أبناءها نفس الدماء والجينات الوراثية والتاريخ والخصائص الديموغرافية حتى وإن كانت هيئته الشكلية مغايرة؟؟..
هل هو عابر يتسلى برحلة سفر مبهرة؟ أم نبتة خضراء انغرست بأرض أخرى، فلم تفلح في النمو كما كان مقدرٌ لها، فصار عليها العودة لأرضها، فتطوقها تربتها بأحضانها القاسية حتى تمتد جذورها ويشتد عودها فتنمو ذات بأس، قادرة على مواجهة ما تضعه الحياة أمامها من معوقات..
بالنسبة لوالديه، هو وشقيقته ثمرة حبهما النقي..
أما بالنسبة للجانب المصري من عائلته ، هو مجرد شاب غربي متحرر لا يعرف شيئا عن دينه وعادات وتقاليد وطن أبيه.. وبالنسبة للجانب الاسكتلندي، هو مجرد شاب منغلق متأثر بجذوره الشرقية التي أورثته التزمت وضيق الأفق وعدم المرونة..
وهو...
هو يشعر أنه ضائع بين هذا وذاك، فلا هو ذلك الغربي الغارق في ليبراليتيه، ولا هو الشرقي الملتزم بالأصول..
ببساطة، هو يشعر أنه دَعِيّ متظاهر..
حين أخبر (تامر هانتر جميل) والديه أنه سينتقل للإقامة في القاهرة لبضعة أشهر، وربما أطول قليلا كي يزور المطاعم المحلية ويتعرف على طرق إعداد أشهر الأطباق الشعبية المصرية بوصفاتها الأصلية، رحّب والده بالأمر كثيرا، لأنه كان يتوق دائما لأن يقيم ابنه الأصغر بوطن أبيه، فيقيم بين أعمامه ويتعرف عن كثب على مسقط رأسه وأماكن نشأته، ويخالط أبناء وطنه فيتعلم منهم بعضا من العادات الشرقية.. أما والدته، فهي تدعمه في كل قراراته واختياراته، لكنها طلبت منه ألا يطيل السفر، خاصة وأن أخته الكبرى دينا قد تزوجت قبل نحو عام، وقررت الاستقرار مع زوجها اللبناني في دبي..
يخطط تامر لزيارة دبي ذات يوم لكي يشبع شوقه لأخته، وربما لتعلم بعض الوصفات الخليجية والآسيوية، لكنه حاليا سيقيم في مصر بقدر ما يحتاج..
سيجرب معايشة أجواء شهر رمضان في مصر.. فوالده كان يتحدث كثيرا عن الأمر، ويخبره أن الاحتفالات برمضان والعيدين في مصر تكون مختلفة عن كل أرجاء العالم بأجوائها الدافئة التي تشمل العديد من مظاهر الاحتفال الجماعية والطقوس الدينية التي تملأ القلب سكينة..
لقد علّمه والده الصلاة والصوم، لكنه كان يؤديهما كفرضين من ضمن طقوس حياته اليومية وكأنها محض تمرينات بدنية و حمية غذاية، بدون شعور فعلي بالتدين من داخله..
ورغم أنه كان يقاطع الخمور ويمتنع عن ممارسة الرذيلة، الأمر الذي رحبت به والدته للغاية، وكان هذا سببا لإعجابها بوالده وزواجها منه في المقام الأول، إلا أن أخواله وأقاربه من جهة الأم، كانوا دوما يسخرون من التزامه الأخلاقي النابع من تعاليم دينه وفقا لتوجيهات والده، لكنه هو نفسه كان يخفي عن الجميع أن هذا الالتزام لم يكن بالنسبة له أكثر من مجرد مجموعة اختيارات وجدها مقبولة لأسلوب حياة أفضل له وليست عبادات وتعاليم إسلامية تقربه إلى الله.. ولذا سيحاول خلال زيارته لمصر أن يتعرف أكثر عن الإسلام.. أن يقترب من جوهر الدين حتى يشعر به في قلبه، فلا يكون مجرد اختيارٍ إرضاء لوالده، وإنما كقناعة داخلية تنبع من روحه وتضيئها بإيمان حقيقي راسخ..
سيصلي في الأزهر الشريف ومسجد عمرو بن العاص وجامع السلطان حسن ويزور مساجد آل البيت.. سيحضر خطبة الجمعة ويؤدي صلاتي التراويح والتهجد حين يبدأ شهر رمضان عما قريب..
سيجلس مع أعمامه وأبناء عمومته، ويصادق بعضهم ويتعلم منهم شيئا أو أكثر عن سحر الشرق..
أو بالأخص.. سحر أرض الكنانة وتفردها..
هذه المرة لم يأتِ كزائر، بل كابن من أبناء الوطن يبحث له عن مكان تحت شمسه..

يتبــــــــــــــــــع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-09-22, 08:05 PM   #665

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile17 وانطوت صفحة الهوى - النصف الأول من القصاصة الثالثة والعشرين: المشاركة الخامسة

بضعة أشهر مرت منذ انضمامه للعمل بنفس الفرقة مع الرائد سفيان مرتجي والنقيب نبيل الحلواني، كملازم حديث التخرج من الكلية الحربية..
وبعد أن تم اختياره بتوصية خاصة من رؤسائه للانضمام للكتيبة المصرية التابعة لبعثة الأمم المتحدة لقوات حفظ السلام الدولية، انتقل بحر الديب لمقر مهمته الجديدة تحت إدارتهما في هاييتي للمساعدة في عودتها للاستقرار والنماء بعد تعرضها لزلزال مدمر قبل عدة سنوات..
يتمركز في منطقة (بورت أوبرانس) تحالف كبير بين عسكريين ومدنيين من عدة دول حول العالم، ويشارك وفدٌ مصري كبير ما بين متطوعين من القطاعات الطبية والهندسية والتعليمية، وبين عسكريين ليساعدوا في إعادة إعمار البلاد، ولذا فإن الأجواء هنا شبه سلمية ليست بها احتمالية صراع أو نزاع مسلح، فالبلد وقعت تحت سطوة كارثة طبيعية شلّت شرايين الحياة بها ودمرت البنية التحتية وأتلفت العديد من المشروعات الهامة للتنمية..
الأسابيع الأخيرة خصيصا كانت مشحونة بالعمل لإزالة الركام عن بعض القرى وبدء عمليات إعادة الإعمار.. ولذا، فإنه في تلك اللحظات، يستمتع أعضاء الوحدة التي يقودها الرائد سفيان مرتجي بعطلة قصيرة لثلاثة أيام، سيقضونها على الساحل يتسامرون مع بعض أعضاء البعثات الأخرى الذين يتصادف وجودهم أيضا بنفس البقعة السياحية التي لم تطالها قبضة الزلزال المدمر..
ممددا على مقعدٍ طويل أمام صفحة الماء، يطالع زرقته التي تذكّره بعينيها.. تنهد بحر عندما تراءت صورتها الحبيبة أمام مخيلته..
كم يشتاقها.. يتوق لضحكتها ونظراتها المغيظة وطاقتها المشتعلة دائما، حتى خجلها الذي يحضر بينهما في لحظات نادرة يتلهف إليه.. لذا، سارع يتصفح حسابها على "Facebook" ليكي يشاهد تحديثاتها من الصور، والتي لا تبخل عليه بمشاركتها وكأنها تعرف أنها وسيلته المفضلة للاطمئنان عليها..
لكنه هذه المرة لاحظ مشاركتها لمقطع من أغنية أنغام "قلبك معدش ملكك"، وبتصفحه للحساب اكتشف أنها تقوم بمشاركة الأغنية مرة مع مطلع كل شهر منذ ذلك اليوم الذي تقدم فيه لوالدها لطلب يدها.. وكأنها تتعهد له بحبها مع كل هلال ينبت في السماء.. وتقسم له أنها قد امتلكت قلبه وانتهى الأمر..
بحث بحر عن الأغنية عبر تطبيق الأغنيات Soundcloud، وشرع في الاستماع إليها، مغمضا عينيه يستحضر صورتها الحبيبة مع انسياب كلمات الأغنية عبر سماعات أذنيه:
قلبك ماعدش ملكك.. مادام عشقتك
قلبك ماعدش ملكك.. مادام سكنتك
مادام بحبك.. خلاص بقى (قلبي انا)
قلبك ماعدش عندك.. مابقاش يخصك
قلبك ماعدش عندك.. مادام بحسك
خدته وأخدتك عندي انا
من المستحيل انك تبعد حبيب عنك
حبيب لقي منك كل اللي يتمناه
من المستحيل تهرب.. ارتاح بقي وقرب
اصل اللي بيحبك معرفش كلمه لا


عاود تشغيل الأغنية مرة أخرى، ثم انشغل بتصفح رسائله عبر تطبيق "واتساب" لمطالعة أحدث الرسائل التي أمطرتها أمواج بعناد على هاتفه طوال الأيام التي انشغل فيها بخدمته مؤخرا ولم يتمكن من تصفحه، ظنا منها أنها ستفلح في استمالته ليكسر تعهده لوالدها بعدم التواصل معها احتراما لرغبته..
حمقاء تظن أنه سيقبل أن يقلل من احترامه لكلمته أمام والدها ويتنازل ويختلس بعض المحادثات القصيرة معها..
لا تعلم أن احترام الذئاب للسلطة العائلية أمرٌ لا تردد فيه..
ورغم مقاطعته للحديث معها مباشرة، لكنه يتواصل بالفعل معها، إذ يطمئن عليها من خلال رسائله الصوتية والمكتوبة المتبادلة مع شادن، ويثبت لها ملكيتها لقلبه وكيانه بإرساله بطاقات بريدية من وقتٍ لآخر مع بعض الهدايا البسيطة..
سيلتزم بكلمته أمام والدها حتى تمر الأشهر المتبقية من تلك الهدنة المقيتة، ليعود ويطلب يدها.. وهذه المرة لن يتقبل الرفض أو التسويف..
(آه يا أمواجي.. كم يقتلني الشوق.. اللهم ألهمني الصبر)..
ابتهال مترجٍ خرج منه بعفوية، يخالطه شعور بالشجن والاشتياق لا يزال يحاول التغلب عليه حتى ينجح ف الاختبار القاسي الذي وضعه فيها والدها..
أما نبيل، فقد استغل عطلته لكي يجري مكالمة مرئية مع زوجته عبر تطبيق "Skype"، لذا فإنه آثر أن ينعزل قليلا في غرفته المطلة على البحر..
وعن سفيان، فكان القائد يستمتع بركوب الأمواج على متن لوح ركمجة في منافسة صاخبة مع عدد من أعضاء البعثة البرازيلية ذات التمثيل الضخم في جهود إعادة الإعمار بـ هاييتي..
عاود بحر تصفح هاتفه بعد أن تشتت تركيزه بسبب صرخات بعض الفتيات اللاتي كن يسبحن بالقرب من سفيان، في محاولة مكشوفة للفت أنظاره..
أخذت أمواج تحدّثه عبر رسائلها الصوتية عن منجزاتها في تطوير مهاراتها كمدربة يوجا، وحصولها على دورات تدريبية متقدمة بمركز (مولانا ازاد) الثقافى الهندى في مصر.. كما طلبت منه أن يتحدث إلى شادن بعد أن فشل مشروع خطوبة جديد لها مؤخرا..
يحيره أمر شادن كثيرا.. لا يعلم ما سبب انكماشها على ذاتها كلما تقدم أحد معارفهم لطلب يدها..
وكأنها تخشى الزواج.. أم تراها تنفر منه؟؟..
لديه فكرة لا بأس بها عن كيفية إدارة الأمور في منزلها، ولكن لا يمكن أن تكون صرامة والدتها سببا في تخوفها من الزواج ونفورها منه..
سيتحدث إليها حتما في العطلة المقبلة.. بالتأكيد الفتاة لا تفصح عما يعتمل بداخلها من تردد أو مخاوف لأخيها نبيل..
ليمنحها أذنيه إذًا لكي تسرد على مسامعه كل ما يحبطها ويثير حفيظتها من الزواج.. فهو أيضا أخوها ولها حق عليه..
خرج نبيل من غرفته يرتدي زيا ملونا للسباحة، استعدادا للقفز في الماء، في نفس التوقيت الذي خرج فيه سفيان من الماء حاملا لوحه تحت ذراعه، وإلى جواره تسير حسناء برازيلية شديدة الفتنة..
ابتسم نبيل، وقال مازحا: "يا سلام.. الباشا رغم إعلانه لخطوبته، لا تزال تطارده دانييلا صاروخ ساو باولو الفتاك"..
رفع بحر أنظاره نحو زميله، وسأله بفضول: "صاروخ فعلا.. لِم تطارده؟؟"
اتسعت ابتسامة نبيل بعبث، وقال: "دانييلا فيريرا (Miss Bumbum) عام 2011"..
ببلاهة، سأله بحر: "ميس ماذا؟"، ليرد نبيل مجددا بعد أن تهاوى إلى جوار صديقه على نفس المقعد: "ميس بام بام.. ملكة جمال الأرداف يا غشيم"..
فغر بحر شفتيه وتحركت عيناه تلقائيا أعلى ساقي الحسناء البرازيلية ذات الشعر العسلي البراق، قبل أن يمد نبيل يده ليغلق له فكه الذي كاد أن يلامس رمال الشاطئ، ويحرك وجهه بعيدا عن اتجاه سير سفيان مع دانييلا، خاصة وأن الأخيرين كانا على ما يبدو يتحدثان بجدية وانفعال..
حين تخلص بحر من صدمته، قال نبيل: "الفتاة باختصار كانت ملكة جمال الأرداف بالبرازيل.. وهي مسابقة حقيقية تقام سنويا هناك، وهي بعد أن فازت بها بدأت تشارك في الأعمال التطوعية إلى أن انتهى بها الحال عضوة ضمن بعثة البرازيل لإعادة الإعمار هنا، فالفتاة بالأساس معلمة للرياضيات، ولذا فهي تقوم بتعليم المادة للمراحل التعليمية المختلفة في (بورت أو برانس)، كما تقوم بالتدريس لبعض المناطق الأخرى عبر مقاطع مرئية مسجلة، نظرا لطبيعة البلاد الجبلية الصعبة وعدم وجود بنية أساسية قوية وطرق ممهدة بها"..
سأله بحر بفضول: "وما علاقتها بسفيان؟ أقصد ألا يستعد سفيان للزواج؟"
قال نبيل بعد أن رفع ناظريه يطالع صديقه وهو يتحدث مع الفتاة الغاضبة: "في الحقيقة الفتاة واقعة في حب سفيان، وحتى بعد أن علمت أنه قد خطب شابة أخرى، لا تزال تظن أن بإمكانها إغوائه وإقناعه بحبها كي يستقر معها هنا ولا يعود لمصر أبدا"..
شهق بحر دهشة، ثم سأل صديقه: "وهل يحبها سفيان؟ أقصد هل حدث شيء بينهما جعلها تتمسك به هكذا؟"
قال نبيل: "لقد خرج بصحبتها بضع مرات خلال أوقات الترفيه قبل أن يجبره والده على الارتباط رسميا بخطيبته، لكنه بالطبع لم يدخل معها في علاقة حميمية.. سفيان أعرفه طوال عمري.. لقد جرب بعض العلاقات السطحية إشباعا لشعوره بالوحدة، لكنه لا يتورط أبدا فيما هو أبعد من بضعة لقاءات في أماكن عامة"..
عاود بحر السؤال بإلحاح: "إذًا هل يحبها؟"
في تلك اللحظات، جاء صوت سفيان من خلفه والذي على ما يبدو أنهى حديثه مع دانييلا سريعا: "لا.. سفيان لا يحبها.. سفيان لا يحب أحدا.. إنما وافق على الزواج لأن والده قد خطب له الفتاة وكأنه فاقد الأهلية"..
اعتدل بحر في جلسته شاعرا بالحرج لأن سفيان ضبطه يتحدث عن شئونه الخاصة في غيابه.. فرغم احتواء نبيل وسفيان له منذ انضمامه للعمل تحت إمرتهما، إلا أنه لا يزال يشعر في بعض الأحيان بغرابة الأمر، فيحرص على أن يكون على مسافة معينة منهما احتراما لفارق السن والرتبة بينه وبينهما، وكذلك بسبب طول فترة صداقتهما التي تجعل بينهما رابطا غريبا وكأنهما يفهمان أحدهما الآخر دون حديث..
طالع نبيل سفيان باستياء، قبل أن يقول: "تظلم عمي عاصم يا سفيان.. لقد بلغت الثلاثين من عمرك، وأنا الذي أصغرك بعام كامل قد تزوجت قبلك.. وإذا لم يدفعك والدك للزواج، لتركت الأمر للأبد وظللت عازبا طوال حياتك"..
ابتسم سفيان بسخافة، وقال ساخرا: "تتحدث كأبي"..
انتفش نبيل في جلسته بخيلاء، وقال مازحا: "العظماء يتحدثون بطريقة متشابهة"..
مد سفيان قبضته يلكم بها جبهته بدون عنف حقيقي، قبل أن يتهاوى جالسا أمامهما على الرمال، ويقول: "في الحقيقة لا أظن أن أمثالي يجدر بهم الزواج"..
سأله بحر عما يقصد، لكن نبيل هو من رد قائلا: "إن سفيان يخشى أن يصيبه شيء بعد أن يؤسس أسرة فيترك خلفه زوجته وأطفاله ثكالى ومكلومين"..
جحظت عينا بحر، قبل أن يقول معارضا: "الأعمار بيدي الله.. كما أن الموت حق.. يمكن أن يصيبنا في أي مكان، وليس لأن عملنا صعب"..
قال سفيان معترفا: "ونعم بالله.. ولكنني لم أفكر في الأمر حقا إلا بعد أن إلحاح والدي.. في كل الأحوال لقد استسلمت لضغوطه الأخيرة ولم يتبقى سوى أشهر قليلة على زفافي"..
ابتسم نبيل وقال ممازحا: "فقط حاول أن تخفي الأمر عن لوريت، وإلا ستطلب من شباب قبيلتها اختطافك وحلق شعر رأسك بالكامل.. واستخلاص جلد فخذيك وتحويله إلى نعال للشاطئ"..
مد سفيان يديه تلقائيا يتحسس فخذيه بحركة متوترة، فيما سأل بحر مصدوما: "ومن لوريت هذه إذًا؟"..
حدج سفيان نبيل بنظرة مغتاظة، فرفع الأخير حاجبيه قاصدا أن يزيد من حنقه، قبل أن يرد بنبرة شبه شامتة: "حسناء من قبيلة التاينو التي تعتبر من السكان الأصليين لشبه جزيرة هاييتي، وقد وقعت السمراء ذات العيون العنبرية الخلابة في غرام أخيك سفيان، حتى أنها تنطق اسمه على مقطعين ( سووف يَن )، وكأنه أحد أعضاء قبيلتها، وتحب كثيرا لقبه (حاتي عا)، خاصة بعد أن ترجمت معناه لها بفرنسيتي المحدودة.. بالاختصار هي تريد أن تتزوجه وتجعله عمدة على إحدى البقع الجبلية ليستقر هنا"..
تعالت ضحكات بحر، الذي قال محاولا السيطرة على ضحكاته: "هل هي أيضا تريدك أن تستقر هنا ولا تعود لمصر؟ ما هذا يا (حاتي عا)؟ هل أصبحت سفيرا للغراميات؟ وتكون عمدة لقبيلة أيضا؟؟ أكاد أتخيل شكلك بالزي التقليدي للقبيلة"..
انقلب وجه سفيان وازداد قتامة على دكنته بسبب التعرض المستمر للشمس هنا، ثم قال موبخا بحر: "هل ستسخر من قائدك يا وقح؟ قف انتباه"..
ترك بحر هاتفه، ووقف فورا بانضباط عسكري صارم، قبل أن يقف سفيان أمامه، ويقول بنبرة آمرة: "أريدك أن تقطع المسافة من الشاطئ وحتى الكابينة التي نقيم فيها عشر مرات ذهابا وعودة، ثم تعود لتعطيني (تمام).. هيا اركض"..
لبى بحر أوامر قائده دون معارضة، وهرع راكضا، فيما التفت نبيل إليه وسأله بهدوء: "ألم تكن قاسيا عليه قليلا؟"..
ابتسم سفيان بسخافة، وقال: "وأنت.. تحرك لتنظيف دراجة الدفع الرباعي خاصتي.. أريدها براقة.. هيا يا سِنوچ.. حتى تتعلما عدم السخرية من قائدكما يا وغدين"..
زفر نبيل وتحرك ينفذ أوامره، والغيظ يملؤه، وهو يتمتم لنفسه بحنق: "كانت الخطة أن أمارس أنا دور القائد على بحر بانضمامه لوحدتنا، لأعوض بعضا مما يفعله بي سفيان.. الآن وقع كلانا تحت رحمته"..
بعد حوالي ساعة، هرول بحر صوب الكوخ منهكا، فوجد نبيل يلمع الدراجة الرباعية بعد أن انتهى من غسلها، فسأله بسخافة: "هل عاقبك أنت أيضا؟"..
أومأ نبيل رأسه، وأخرج من جيبه هاتف بحر الذي تركه على المقعد أمام الشاطئ، وهو يقول: "لم يتوقف عن الرنين.. مزعجة للغاية ابنة عمي أمواج تلك"..
تناول بحر الهاتف، وقبل أن يتفحص الرسائل، اقتربت فتاة حسناء من الفوج البرازيلي تسأله بغنج صريح:
“Would you like to partner with me for a mixed beach volleyball game?”
"هل تحب أن تنضم لي لتلعب معنا مباراة كرة طائرة شاطئية مختلطة؟"..
التمعت عينا بحر بالموافقة ممنيا نفسه بمنافسة منعشة أمام الشاطئ قبل الغروب رغم إنهاكه من الركض المتواصل لنحو ساعةٍ كاملةٍ، لكن صوت نبيل جاء من خلفه يقول محذرا بشماتة: "إذا تحركت خطوة واحدة سأخبر أمواج.. ومنصف"..
زفر بحر بضيق بعد أن جحظت عيناه، فاعتذر للفتاة بأسف متعللا بشدٍ عضلي في ساقه بسبب الركض حافيا على الشاطئ..
انصرفت الفتاة بوجه ممعتض وشفتين مقوستين، بينما دلف بحر ونبيل لداخل الكوخ ليجدا سفيان قد أعد لهما بعضا من المكرونة بصلصة الطماطم وكرات اللحم المفروم، وقال بابتسامة سخيفة: "أعددت الغداء لكما كبادرة طيبة من قائدكما بعد طاعتكما لأوامره.. أنا فخور بكما"..
قال بحر بامتعاض: " لا أعترض على أوامرك يا قائد لكننا في عطلة الآن.. وكنتُ أمني نفسي بالاسترخاء قليلا، فوجدت نفسي أركض حافيا لمدة ساعة"..
رد سفيان بنبرة صارمة: "كرجل عسكري يجب أن تظل دائما مستعدا لانقلاب الأحوال بأية لحظة، وتلك التدريبات المفاجئة تجعلك في حالة تحفز دائم، كما تحافظ على لياقتك البدنية من التأثر باسترخائك على الشاطئ.. هيا لنأكل، وأحذركما من السخرية من طهيي.. ستأكلان بابتسامة عريضة وكأنها مكرونة بالكفتة حقيقية أشهى من تلك التي تعدها والدة كلٍ منكما"..
تناول ثلاثتهم الطعام وتعبيرات وجوههم تعبر تماما عن طعمه غير المستساغ، فالمكرونة قد تم سلقها بإفراط والصلصة بلا توابل، أما كرات اللحم فكانت شبه جافة..
كان بحر الأسرع بإنهاء طبقه، وقال بمجاملة منافقة مفضوحة: "سلمت يداك يا (حاتي عا).. لم أتذوق مثلها أبدا في حياتي"..
أما نبيل، فقد شرد بذهنه لبضع دقائق حتى لاحظ صديقاه، فبادر سفيان يسأله ما خطبه، ليرد قائلا: "لقد تذكرت طعم المكرونة التي تعدها لي زهو.. تذوب بالفم كالزبد.. والكفتة المتبلة طعمها ولا أشهى.. آخر مرة تناولناها معا على العشاء، ونمنا لساعات قليلة قبل أن"..
قاطعه بحر مذعورا: "توقف بالله عليك.. ماذا ستحكي؟"..
صفعه نبيل بأنامله على رأسه ممازحا، وقال موبخا: "يا أحمق.. ماذا ستظنني أقول؟؟ أقول إنها أيقظتني في الثالثة فجرا في تلك الليلة كي"..
اتسعت أجفان سفيان وجحظت عيناه، فسقط نبيل في نوبة ضحك، قبل أن يقول: "دعاني أكمل يا صاحبي الخيال المريض.. أقول إنها أيقظتني لكي نشاهد معا كسوفا جزئيا للقمر من شرفة وحدتنا السكنية.. والتقطنا عدة صور بالكاميرا الرقمية خاصتها.. وبعدها سهرنا معا حتى شاهدنا بزوغ الفجر ثم الشروق.. كانت ليلة رومانسية حالمة.. آه أتشوق للعودة لمنزلي الآن"..
أطلق سفيان ضحكة ساخرة قصيرة، ثم قال: "الثالثة فجرا؟؟ ما لم يكن هناك انفجار أو المبنى ينهار، فلا أسمح لأحد بإيقاظي في الثالثة فجرا أبدا، وإذا تجرأ أحدهم وفعلها.. أيا كانت صلة قرابته لي، فإنني سأقتله أولا ثم أقطع علاقتي به بعدها"..
ابتسم نبيل وشردت عيناه بشوق لثوانٍ، وكأن ملامح حبيبته زهو تشخص أمامه الآن، قبل أن يقول بهيام واضح: "هذا لأن قلبك لم يدق بالحب بعد"، ثم تحركت عيناه صوب بحر، فوجد عينيّ الأخير تلتمعان بشجن وشوق يوازيان ما يشعر به حاليا تجاه زوجته، فطرق المائدة بعنف بكفه ثم هتف محتدا بعد أن رمقه بحنق: "أنت.. لا تنظر هكذا.. ولا تنطق كلمة واحدة عن حبك لابنة عمي أمامي.. ابتلع لسانك"..
ضيّق بحر عينيه، وقال معترضا: "أنا..."
قاطعه نبيل يقول بحمائية: "أنت ماذا؟ أنت لم تخطبها رسميا بعد.. لن تقف أمامي الآن وتغازلها أمامي.. أنا رجل شرقي حار الدماء.. إذا تفوهت أمامي بكلمة واحدة عن مشاعرك نحو أمواج، ستقضي الساعات المتبقية وحتى بزوغ الفجر تقوم بتدريبات بدنية مرهقة.. لا تتباسط في الحديث معي وتتواقح بالكلام عن ابنة عمي"..
زفر بحر وقال معترضا: "هي ابنة خالتي أيضا.. ولم أكن لأتواقح عنها بالكلام أبدا.. كما أنني طلبت يدها بالفعل من والدها.. أي أنها في حكم خطيبتي"..
حرك نبيل أصابعه بمحيط فمه وكأنه يغلق سحابا، قاصدا أن يحث بحر على قطع كلامه والتزام الصمت، فنهض بحر غاضبا، قبل أن يناديه سفيان بصرامة ليرتب المائدة ويغسل الأطباق..



نهاية الجزء الأول من القصاصة الثالثة والعشرين
عذرا لضيق الوقت وطول القصاصة لم أتمكن من إكمالها كما أريد، فأرجأت كتابة وتنقيح النصف الثاني منها للأسبوع القادم حتى تخرج بالمستوى الذي أريده
قراءة ممتعة



مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 06-09-22, 09:58 AM   #666

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا.صباح الخير عزيزتى مروة

عفوا المشاركة السابقة عن الفصل الثانى
وللحق اسلوبك سلس ومرتب بالاحداث والمواقف
وغير مرهق لمن يتابعك
حتى مع تتابع ظهور أشخاص جدد لا يشعر القارئ بالتيه
مع الشعور بدفء الحوار والسرد بأسلوب مميز
ليس غريبا على صاحبة حس فنى مثلك

دمتى ودام إبداعك
صباح الجمال

شكرا جزيلا.. من اجمل التعليقات التي تلقيتها.. كلما وصفتيني بفنانة ينتابني الخجل فهناك من بين القارئات الغاليات من يرين أن أسلوبي يشبه أكثر أساليب الكُتاب الرجال.. وهذا شيء لا يضايقني إطلاقا.. إنما أكتب ما أشعر به حين تخاطبني شخصياتي.. لكن وصفك لي بالفنانة يشعرني أن أسلوبي بالفعل ملفت


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 06-09-22, 01:10 PM   #667

قلوب نابضة بالإيمان

? العضوٌ??? » 484184
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » قلوب نابضة بالإيمان is on a distinguished road
افتراضي

فصل رائع ذكرى تعور القلب مرة
اخ يا ادم الله يصطفل فيك


قلوب نابضة بالإيمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-22, 01:29 PM   #668

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,578
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الخير فنانتنا الرقيقة
*وقصاصتنا الرابعة المتميزة*

☆ليس مجرد إنتصار☆

حبيبتى ما اجمل إستهلالك للفصل بالصراع الأبدى بين الإنسان والحياة
الحياة ليست بخصم سهل فنقف بوجهها مكشوفى الصدر بلا دروع تقينا تقلباتها
لذا فكلا يتعامل حسب قوته وحسب الحال التى يكون عليها إما بالهجوم أو المهادنةاو الإنتظار حتى يكون مستعدا

لكن بشكل أو آخر الكل يبغى الإنتصار وليس القائد فقط لكنها فقط اللحظة التى يتحين فيها الفرصة للوصول لمأربه

تحقيق الفوز لسفيان ليس مجرد ميدالية ولكنه نوع من إستعادة الثقة بالنفس من ناحية وقربان يقدمه لروح نبيل ووسيلته لمساعدة بحر وإخراجه من جبه المظلم
ولقد صورتى لحظة فوزه بشكل رائع
لا يخلو من نبض حياة شعر به حينما إحتضن شادن

☆مع ذكرى☆

في مشهد واحد جمعت بين تاريخ ذكرى من ماض بحي شعبى و حاضر بمستوى إجتماعى افضل ومستقبل يفتح ذراعيه لها بعروض عمل تنهال عليها بعد أن حازت الكثير من الدرجات العلمية
والتى تفكر بها بشكل عقلانى وعملى
فتقبل عرض بسام الزين بعد تحرى الدقة في تفاصيل عملها القادم معه

واظنها تنتقل بالآفاق الجديدة التى فتحت لها لمستوى آخر من الثقة بالنفس وإزالة الكثير من الحواجز الوهمية بينها وبين من يظنون انهم من سلالة غير البشر أمثال بنت سلطح بابا

أنا ايضا جميلتى أعجبنى إسم ترياق وفجر

لتجمعى الثلاث لحظات معا في تتبعها لصفحة آدم وليس بذلك النفور او الإستحالةكما كانت تصورها
ولكن ما أندهش له أن آدم تزوجها بحالتها المتواضعة بالنسبة له أى أنه أحبها وبشدة ليستطيع إقناع والدته المهووسة به بالموافقة عليها وتلك الموافقة من امثالها لا تأتى بسهولة

فلا ريب أنه خاض حربا من أجلها
ولكن حبهما لم يصمد امام تلك الفوارق الطبقية
فهل ما زال هناك مجال لعودتهما أم أن الأمر منتهي كما قالت هي لثلاثى الاسي رفقتها

☆رسائل قلب☆

هل من الممكن أن تصل رسائل القلب لآخر وهو خارح دائرة حواسه بمعنى أنه وضعه بإطار لا يسمح بأن يتغير مكانته أو يدرك اى حرف من رسائله

مفاجأة سفيان بمشهد شادن وقد تغيرت صورتها عن تلك الاخت الصغيرة لصديقه
وكأنه كان في غربة أو غفلة

بمنطقه لا تخصه فلماذا الغضب اولا لأنه اغضبها ثم بدء التحفز لهذا المغازل لها
ولماذا دقات قلب مرتعدة عندما ضمها لا إراديا

ربما هى ما زالت متعلقة به فترتجف لمجرد مقربه بينما هو ذلك المتنائي لماذا يغير عليها؟
وإيلاف ذلك الجميل يلمس مشاعر شادن فيحاول التقريب بينهما بذكاء بإدعائه تجاوز أخيه في غضبته عليها بينما يتغافل عن إحتضانه لها

المشكلة هنا ليست في شادن ولكن في سفيان وهل يتلقى قلبه الرسائل ويدرك معناها أم لا؟

☆عودة مرتقبة☆

الغربة مهما كانت أوضاع المرء مريحة حتى ولو وسط اهله ليست سهلة فالتوق للعودة للوطن تظل موجودة
فالعربي خاصة المصرى يسافر ليعود فهو يحمل وطنه في قلبه

مرح وشذى يعودان حاملين على أكتافهم احزانهم لم ارى مظهرا للسعادة بالنسبة لهم
فهل بعودتهم وإنضمامهم للرباعى المرح ستزيد تعاسة الكل أم ستنفرج امورهم ويتشاركوا في بقايا البهجة والسعادة التى يملكونها

كم هى صعبة السعادة ...وصفة صعبة نقوم بمزجها بانفسنا ولكن الخطأ في مكون واحد يفسد تلك الوصفة لتصبح مرارة بالحلق وعلقما بالقلب

☆للحب فرصة اخيرة☆

احيانا تكون إتاحة الفرصة لإثنين لديهما تلك النبتة التى تنمو بين قلبيهما من المشاعر والإنجذب فإذا رويت بالتقرب بينهما نمت وترعرعت وبسقت ثمارها

ايلاف الجميل يقوم بهذا الدور بمهارة لم يضيع فرصة للتقريب بين شادن وسفيان
فهو مطمأن لجانب شادن وميلها لسفيان بينما المشكلة لدى حائط الصد سفيان

بينما آيلاف يشعل الاجواء بموسيقاه في الدرجة الاقتصادية
وعلى الجانب الآخر كل ما لم تنله شادن هو إبتسامة خفية وهى تتفاوض بمهارة مع طفليه ليغرق بعدها في النوم لتضيع مجهودات ايلاف سدى

☆ذوبان الجليد☆

سفيان كان بحاجة لهذا الإنجاز الذى حققه لتبدأ بوادر التغيير تدب فيه ويعاود الإنخراط في عالمه الذى إبتعد عنه

بينما سلوك سفيان الغريب حال وصولهم مع شادن وزهو فهو فرارا من نفسه وليس منهما
هو لا يستوعب كم المشاعر الغريبةالتى انتابته طوال الرحلة

وقد وصلوا ارض الوطن وانتهت المهمة فماذ بعد؟
سفيان يحارب شياطينه وشادن تتلقي اللوم من والديها على تلك اللقطة لإحتضان سفيان لها
ووالدتها زادتها عليها كثيرا إذ يبدو أن عشقها لسفيان لم يكن خافيا سوى عليه هو فقط

من يدرى ربما رسالة القلب الضالة من شادن تعرف طريقها لقلب سفيان
سفيان على الرغم من رأيه اليابس إلا انه يخضع للامر الواقع كإستبقاء سميحة له ببيت والده وأراه الحل الامثل لمشكلةالمربيةالتى يبحث عنهافما حاجته اليهاوالاطفال سيسعدون اكثر مع االاسرة

ولا ادرى لماذا لا يفكر بالزواج فهو يحيا كإنسان آلى يحيد مشاعره منذ الحادث
ويبدو أن علاجه المتبقي سيكون لدى الدكتورة مارية

ولا جليسة اطفال متاحة ليكون الحل في حضانة شادن وكأن كل الطرق تؤدى الى روما
أتراه ينهزم مثل سبارتاكوس ام يتحرر من كل القيود التى يغل بها نفسه

أول مرة حبيبتى اسمع عن تخصص علاج الكرب كفرع للطب النفسي
اتعلمين ابنتى ايضا تحب الجرافيك وتأخذ دورات به هو هواية جميلة جدا خاصة لمن يهوى الرسمx أو كان فنانا مثلك

وإنتهاء فصلنا الجميل بحاجة كيان لأب تفتح الباب من جديدة لمحاولة بث الحياة لدى البحر الميت عل أمواجه تثور من جديد وتحرك السفن الرابضة بمرفأ مينائه المهجور

سلمتي حبيبتى على الفصل الرائع
والطويل بشكل غير ممل
والمرهق لمن فكر به وصاغه ورسم كل تلك الاحداث
فلكى كل الود والحب والتقدير يا جميلة


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-22, 01:58 PM   #669

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


صل على النبي محمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
رد مع اقتباس
قديم 06-09-22, 02:40 PM   #670

Nour fekry94

? العضوٌ??? » 461550
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 339
?  نُقآطِيْ » Nour fekry94 is on a distinguished road
افتراضي

نص فصل بس نينجا والله يا مارو ❤❤
ذكرى وامال مشهدهم ماستر سين بجدارة ❤
نورا الحق%يرة بكرهها هي و رقية و رحاب 🙂🙂
نبيل وزهو وجمالهم يخطفوا القلب ❤❤
بحر وامواج قمر و كلام فايزة وعبد المنصف جميل جدا و مقدرة موقف عبد المنصف وغيرته على بنته ❤❤
والهدايا بتاعت بحر كيوت يارب اوعدنا 😂❤❤
واخيرا مشهد تجمع الثلاثي خلاني دمعت من الضحك 😂😂😂😂😂 رهيب جدا جدا ❤❤
تسلم ايدك يا مارو مش عارفة هستنى اسبوع ازاي 🥺♥️


Nour fekry94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:11 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.