13-02-22, 04:59 PM
| #1 | |||||||
| كاتبة في قصص من وحي الاعضاء و قسم الروايات المنقولة 
|  عودة نوت بسم الله الرحمن الرحيم .. توكلنا على الله .. أعود من جديد لأحكي لكم حكاية أنزرعت داخلي .. أستهواني الغرق بخيالها ..وأستمتع بروايتها لكم ... الحكايا جزء من الخيال ..نهرب إليها من قسوة الواقع .. قصص الغرام وحكايات الحب الأثيرية .. هي جزء منقح من الحقيقة وليست كلها ... أنتظر نقدكم بحب ..الفرق بين النقد البناء والهادم شعره تمسكوا بها ... أتركم مع مقدمة *عودة نوت* -المقدمة - العودة هي تراجع للخلف .. خطوة تتوقف فيها عن التقدم للأمام .. تلتف وتعاود تقدمك لكن للجهة المعاكسة .. خطوة أحذر منها فقد تعود لتقابل كوابيس الماضي .. أو تتوجه مع النسخة المظلمة من حياتك التي لم تكن تعلم بوجودها حتى ... لحياتنا زوايا مختلفة قد نعيش جزء منها ولكن نتجاوز الكثير دون أن ندركه .. والأغرب ربما غيرنا يرى من حياتنا مالم نراه ... هذا ماسنــراه في قصة بطلتنا *نـــوت * **** بركن منزوي من باحة المنزل الشعبي يغطيه الظلام .. طلبها وأغدق عليها بالمغريات :هاتيلي سمراء وبعطيك خمسة آلاف وأسفرك لديرتك ... بدل الحماس ونشوة الأنتصار قابلته بنظرة أمتعاض وعدم رضا ... همس لها :تبغين تبقين معي ..أبشري ..بس تجيبينها لي ... لاتخافين هي شيء عابر وأنتي الأصل ... بعد ذالك بعدة ليال .. خرجت له بليلة أشد ظلمة من سابقتها ... قطعت الطريق الترابي تحمل حقيبة صغيرة .. وجدته ينتظرها بالسيارة وماأن رآهما حتى أدار محرك السيارة ... ركبت هي بالمقدمة وركبت تلك بصمتها بالخلف ... كانت صامته لم تتحدث أبداً ... لايعلم هل سقتها هذه مشروب ما لتجعلها تنساق إليهما بهذه البساطة ... قطع مسافة ليست بالقصيرة ... حينما سمع الصوت الذي أفزعه ليوقف السيارة بتهور بمنتصف الطريق ويلتف بكامل جسده لينظر للمقعد الخلفي .. ليسألها بصدمة عدم تصديق :وش هذا ؟؟؟؟؟ رفعت الرضيع الذي أحدث الصوت الذي أفزعه : ماهو كان هذا شرطنا ؟؟؟ أهتز قلبه ذعراً حين رأى نظرتها ..أرادها بطهر يوسف فجائته بذنب إمراءة العزيز ... موعد التنزيل كل يوم احد روابط الفصول المقدمة .. اعلاه الفصل 1 .. بالأسفل الفصل 2 الفصل 3 الفصل 4 ج1 الفصل 4 ج2 الفصل 5 الفصل 6 الفصل 7 الفصل 8 الفصل 9 الفصل 10 الفصل 11 الفصل 12 الفصل 13 الفصل 14 الفصل 15 الفصل 16 الفصل 17 الفصل 18 التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 21-02-23 الساعة 12:00 AM | |||||||
|
|
13-02-22, 05:09 PM
| #5 | |||||||
| كاتبة في قصص من وحي الاعضاء و قسم الروايات المنقولة
|  الفصل الأول -1- في خيمته الواسعة أعلى التله المطلة على قريتة ... يجلس وحيداً ... ومن مكانه هنا بأمكانة رؤية أنوار أحتفالات الخلف ... الليلة غريمة يزف عريساً .... خرج منه صرير تهكم على الفكرة ... صوت الرعد الذي هز أركان الأرض .. جعل الفنجان يهتز بيده ...قبل أن تفتح السماء ستارها وتنهمر الأمطار .. رمى فنجانه بالنار قربه لتحدث فرقعة ويتطاير الشرار من حولها ...تركها تستعر خلفه ...وتوجه ليرتدي عبائته الرجاليه ويمتطى حصانه الذي صهل منزعجاً من أجواء الليلة .... مع القليل من التشجيع أنطلق في طريقه الذي يعرفه جيداً إلى القرية ... عادةً يتوقف عند الأسطبل التي تمتلكه عائلته قبل دخول القرية ولكن الليلة كان لديه نيه أخرى ... توجه حيث الخيمة الكبيرة التي نصبتها أسرة العريس أمام منزلهم ... كانت مزينة بعقود من الأضاءة ... أمامها نار عملاقة غطيت بمظلة أتقاءً للمطر ...كانو تحتها يعدون القهوة والشاي للضيوف ... من الأمس وضيوفهم تتهافت من المدينة والقرى المجاورة ... سالم من حاول أقتلاع عينه في مراهقتهم ...عريس الليلة ... وهو جارح سليل الجوارح وعقيدهم هل سيترك له ليلته كامله دون أن يضع أمضائه عليها ... لم يحتاج أن ينزل من حصانه حتى كان من جاء لأجله يقف على طرف الخيمة يستقبل ضيوفه ... حينها أندفع مقترباً بحصانه الذي صهل منزعجاً حين أشتم رائحة العدو ... كان صيحات الأستهجان تصله من كل مكان ... وعبارات مثل :فكنا من شرك ...أرجع وراك محلنا يتعذرك .. ولكنه لم يعيرها أي أهتمام ... رفع سوطه ونزل فيه على كتف سالم الذي كان متحفزاً لدفاع عن نفسه وحاول أشهار سلاحه ولكنه كان أسرع بأستخدام سوطه ... قبل أن ينفض عبائته ويخرج يده الأخرى التي حملت خنجره وينزل فيه على عنق سالم ويجتـــــــزه ... تحت صيحات الرعب من الأطفال الحاضرين والضيوف المذهولين وهم يرون عريسهم يموت بطريقة بشعة أمام أعينهم ... كانت صرخة وجع أبي سالم هي الأصدق الليلة وهو يسأله على سبيل الألم والدهشة وليس الأستفسار :ليه.. ليه هاليوم...؟؟؟ مسح الدم الذي غطى وجهه وهو يرد بخشونته المعتادة :السن بالسن والعين بالعين والبادي أظلم .... ماأكون ولد مطلق لو تركت حقي لكم .. وتراجع بحصانه لينطلق للجهة الأخرى من القرية قبل أن يلتهمه الظلام ... *جارح 28 سنه ..لديه لقب موروث ...حوله الكثير من البشر ولكن يعشق كائنين حصانة وصقره .. هناك كائن ثالث يحمل له أيضاً بعض المشاعر الكلب الذي يستخدمه للصيد ...حين تسأله عن مهنته سيخبرك أنه فلاح ...رغم أنه لايعرف من الفلاحة سوى الفاكهة التي توضع على سفرته ... **** صالون متواضع لم يكن هناك إلا زبونه تعمل عليها وأخرى بالأنتظار ... ولوزة المشغوله بالحسابات تحدثها عن الوليمة التي أعدتها لضيوف زوجها ليلة أمس :المحشي ثالث أيام أحفر فيه بالأخير يقولي ...المحشي اللي نطلبه من أم سماح أحلى ..أكيد ياغبي محشي أم سماح أحسن ..عط الخباز خبزة ... نوت وهي تقطع الخيط بأسنانها نظرت برضا لوجه الزبونه :خلاص كذا تمام ... الزبونه التي تلتقط حقيبها وتهم بالمغادرة :متى بتطورون من أمكانياتكم هاتوا موظفات آسيويات أشتغلوا شوي على أنفسكم ... لوزة الأرقام الموجودة أمامها لاتعجبها:موعاجبينك روحي صالون ثاني ...ماضربناك على يدك قلنا تعالي .. الزبونة بتكبر :لو رحت من يبقى لكم تهشون ذبان ..مع السلامة ... بعد خروجها نادت على الزبونه التاليه التي أخبرتها :أنا بديكير وين موظفتكم ماصارت كل هالطعة وآخرتها مو عندك ..!!! نوت بنظرة ود تخفي خلفها أنزعاج شديد:سحاااب شوفي الزبونه ... خرجت سحاب من الغرفة الأخرى لتنادي على الزبونه :هنا ياحبيبتي البديكير تعالي ياعيني ... لوزة مستمرة بشرح ماحدث بالعزيمة :ثلاث أنواع شاهي سويت بعد العشاء وبعد ماكان عاجبه ...يقول بعزيمة صديقي مسوين شاهي بالياسمين ...أمنتك بالله يانوت عمرك سمعتي بهالشيء... نوت التي جلست على الكرسي محل الزبونة وتعمل على بشرتها قليلاً :سحاااب عمرنا شربنا شاهي ياسمين ... سحاب تطل برأسها من الغرفة :ماأدري كل شيء ناقص !!! سوو جرد ... لوزة تهز رأسها بأستنكار :اللحين أنا بويش وأنتي وبنتك بويش ..!!! نوت تفرك خدها الذي أحمر بعد أن أذته بالخيط :أنا سؤالي صح هي اللي جوابها خطأ .. وألقت نفسها على المقعد المقابل للمكتب لوزه :آآه يالوزه ياشفت لك شوفه يالوزه ...تبرق تبرق ساعة بمية ألف ..آحح كبدي عورتني عليهااا ... لوزة ترمي القلم وتغلق الدفتر هي ترهق نفسها برؤيه هذه الأرقام فقط :وبكم تقهويتي أنتي وبنتك ... نوت :ماسألت عن الحساب مانظرت حتى بالرقم تبغين أنكد على نفسي ورسالة السحب أحذفها وأنا مغمضة عيوني ... بنظرة شفقة يغلفها الكثير من الضيق على حال رفيقتها :خبال اللي تسوينه خبال وتفتحين عيون بنتك على أشياء غلط ..تخلينها تتعلق بالمستحيل ... نوت وهي تحدق بأظافر قدمها رفعت صوتها لتسمع سحاب:سحاااب لاطلعت الزبونه تعالي سويلي رجولي .. قبل أن تعود لتتحدث بلهجة طبيعية : ليه مستحيل ...لما تجلسين مكانك ويكون ماعندك أحلام تشوفين كل شيء مستحيل ...بس أنا وبنتي نشوفه أمر صعب تحقيقة بس ... ومع الأجتهاد بنقدر عليه ... نفس الحديث يتكرر من سنوات ...لاجديد ... نوت لن تنضج وهي لن تستطيع فهمها ... حدقت بهاتفها لتجد أنه الوقت المناسب لرحيل ... خرجت الزبونة وخرجت لوزة خلفها .. وبقيت نوت لترتب وتنظف فعاملة التنظيف لم تأتي منذ أسبوع ... نادت سحاب لتساعدها وحين فتحت غرفة البديكير وجدتها غير موجودة ... نوت تحدث نفسها :ايه لك الله يانوت خدامة في البيت وبالصالون ... رمت نفسها وهي تحدق بالمكان المتواضع :متى أضبطك وأكبرك وتصير الصالون رقم واحد على مستوى الرياض ... أنهت جملتها بنظرة عابرة ألقتها على المراءة جعلتها تقفز مقتربة للتأكد من حقيقة مارأت ... سحبت مقدمة شعرها غير مصدقة :شيب شيب ..آه يانوت وش بقى مامر عليك ... زعلانه على شيبة وحدة المفروض شعري كله شايب على هاللي أعيشة ... توجهت لحيث منتجات الصبغ أخرجتها وبدأت بخلط محتوياتها قبل أن تبدأ بصبغ شعرها ... بلون موحد .. وكأن لسان حالها يقول لن تهزمني أيها الشيب فكل معاركي مع الحياة خرجت فيها منتصرة .. *نوت 34 سنه ..أرملة لديها أبنان ..ظاهرياً هي إمراءة متفتحه على الحياة ولكن بالحقيقة هي بعقلية عتيقة ..فمازالت ترى أن أبنها الذكر هو رأس مالها ...أدخلت أبنها أفضل المدارس الخاصة على مستوى منطقتها فهي تراه دكتور المستقبل ..وتبحث عن عريس لأبنتها من طبقة ثرية ... **** لم يخرج الليلة من أبناء الجوارح للشارع أحد ... فقد قطع كبارهم الوعود وأعطوا العهـــود أن يتركوا الفرصة الليلة للخلف ليقيمــوا أحتفالهم ... لذا حين تعالت أصوات الصياح والعـــويل ...خرج بعضهم لتحري الخبر ... كان منهم مفضي الجوارح ...الذي خرج من دكانه متأملاً المارة الحانقين ليوقف أحدهم :عسى خير ... نظر إليه الرجل المتوسط العمر وعلى ملامحه الكثير من علامات الصالح رد :خير ومن وين يجينا الخير وفرعونكم حي مامات ... إذا لم يجيبه هذا فلن يجد من يعطيه الخبر اليقين عاد يسأله :ياأبو ساره أذكر الله العلم ويش ؟؟؟؟ بنظرة يأس هز راسه :جارح ذبح سالم .... لم ينتظر ليرى ردة فعله بعد أن أوصل له الخبر ... مضى بطريقة ...وبقى مفضي الذي حين أستوعب الخبر وأستطاع أعطاء ردة فعل ضرب كفيه ببعضهما وأسرع مغلقاً الدكان وحث الخطى حيث منزل عائلة جارح لينقل لهم خبره .... رن الجرس عدة مرات ... قبل أن يفتح له الباب أحد الصبية طلب منه :ناد أبوك عجل علي ... الصبي وهو يفتح الباب بأكمل :أقلط يامفضي أبوي سرى للمزرعة عمتي عتقاء تقول قلط اللي عند الباب ... دخل مسرعاً ليجد العجــوز التي تجلس بدكتها بمنتصف الحوش وقد أوقدت نارها تتأمل المطر وكأنها تثبت أن لاشيء بأمكانه أفساد مِزاجها ولاحتى جنون الطقس .. وقف غير بعيد عنها :السلام عليكم ..كيف أمسيتى ياأم حارث ..؟؟؟؟ عقتاء التي ترتدي برقعها وثياب شديدة الأحتشام ومن فوقها عبائتها ..ردت سلامه وسألت بتوجس :وش العلم ؟؟؟ مفضي :الناس تهوج وتموت وتقول جارح ذبح سالم ... عتقاء بأنفعال :تسذب ...ولاصار ولاحصل .... أرتعد من صيحتها التي ردت عليه فيها ومسح العرق الذي تجمع على صدغه بطرف شماغه :أنا أقول اللي سمعته ... عتقاء بثقة وكأنها رأت ماحصل بعينها :تسذب يتبلون على ولد أخوي ... مفضي ليس بموقف ليدافع عن أحد هو جاء لينقل الخبر الثقيل على الجميع ... لم يتمنى الموت لسالم ..ولايفرح بمصير جارح القادم وبمجمل الأوضاع تصرفه كانت شرارة جديد توقد نار العداوة التي لم تنطفأ منذ عقود ... أنصرف قائلاً:هذا اللي سمعته ياأم حارث تمسون على خير ... رغم أنه بقرارة نفسه ..فكر أي خير سيحل بهم بعد هذه الحادثة ... *** دخل المطبخ ليشرب الماء .. نظر للفتيات أمام النافذة اللاتي يختلسن النظر للخارج .. ثم نظر لأمه ليقول بعد ان أخذ رشفتين متتاليتين من الماء البارد :يمه ...يقولون خالي جارح ذبح سالم ..!!!! وصلته شهقة الفتيات بينما أمه أستمرت بتحريك المزيج على النار بقسوة ... أرتجفت الملعقة الخشبية بيدها ولكنها لم تعلق ...كانت تنتظر هذا الخبر ...تعلم في قرارة نفسها أن أخيها سيرتكب حماقة مشابهة ...لأنها رأت الأبتسامة العابسة التي كانت تغزو وجهه كلما سمع أمر زواج غريمة ... سحر بشهقة ألم وعدم تصديق:عمه تسمعين وش قاااال ...عمــــــي ؟؟؟؟ كبحت شهقت الألم التي أرتجفت داخلها واستمرت بعملها ليس الأول من عائلتها الذي يندفع بطريق الأنتقام والثأر ويذهب ضحية لهما ... لقد أنتهت من ذرف الدموع خلف الراحلين هي أكثر تركيز على تربية أبنائها الآن وأبنة أخيها التي تركها خلفه ... لولو التي أحتارت بين سحر الباكية على قريبهما المشترك ... وبين والدتها التي لاتذرف حتى دمعة رعب على أخيها الذي أرتكب جريمة شنعاء ..لاتريد حتى التفكير فيها ... عادت للواقع على دفعة من ذراع سحر التي أبعدتها عنها وركضت للأعلى حيث غرفتها لتكمل نواحها المبكر على فقد عمها ... كانت تفرك ذراعها حين دخلت فضة ملتفه بثياب الصلاة أزالتها عن رأسها ليتكهرب شافي من تصرفها ويركض خارجاً ... فضة وهي تنقل نظرها بينهم :خير وش فيكم ... لولوة سويلي شاهي بالله عليك ...ومدت لها الكوب الذي نزلت فيه ...هي من العصر بالأعلى متذرعة بالمذاكرة لأمتحان الغد ...وكلتاهما تعلمان أنه لايوجد أي أمتحان ... **** كان يجلس بعقل شارد كعادته ...ولكن صوت صاعقة جديدة أعادته لحاضره ...وكأنه عاد إليه بلحضة المناسبة فتلى صوت الصاعقة ...صوت جري حصان ... أرتطام حوافرة على الأرض المبلله كان واضح جداً ...وبدى قريب جداً ليسمعه بساحة منزله مثلاً ... بقى مترقباً ولكن لم يطرق أحد بابه .. ولأنه غير مستعد للخروج وتبليل ثيابه بهذا الوقت تجاهل الأمر ... ربما نام مكانه أو عادت ذكريات الماضي تسرقة لكن لايتذكر من أحداث تلك الليلة شيء .. **** عرف أن هذا المكان المناسب نزل من ظهر حصانه .. أطلقه ليعود لأسطبلة بالجهة الأخرى من القرية .. دخل للحمام ذالك المكان حاول تنظيف نفسه جيداً من الدماء ... قال متبرماً ويده ترتجف لايعلم من ذنب جريمته التي أرتكبها أو من البرد :الله يلعـ** هو ودمه لازم يطشر علي ... مسح بخار الماء الذي غطى المراءة .. وتطلع لوجهه جيداً لم يخطأ لقد أخذ ثأره فقط ... كبح أفكاره ... وعاد ليتطلع لمظهره لحسن الحظ أنه كان يرتدي عبائته معظم الدماء كانت عليها ... وهذه الشماغ أيضاً يستطيع التخلص منها ... وسيكون بمظهر جيد لقطع طريق طويل .. عاد يفرك يديه ليتأكد من نظافتها ...رائحة الدم التي لاتختفي رغم كل نظافته ... دفع باب الحمام الذي أحدث صرير قوي غطته الصاعقة الجديدة التي أنفجرت تلك اللحضة ... عاود المطر الأنهمار فأسرع للسيارة المتوقفة أمام ذالك المنزل بحث أسفل عجلاتها عن المفتاح فوجده كما أعتاد أن يفعل صاحبها .... أحتاج بعض الوقت حتى ينجح بتشغليها وبعدها أنطلق بمساعدتها بعيداً عن هذه القرية ...على خطى هارب سبقه لذالك .. **** اليوم الثاني من جريمة جارح ... كان قرب الظهيرة حين دخل عليه العامل الذي يعمل على خدمته ليخبره :ياعمي لقيت ملابس عليها دم في حمام الحوش .. و صمت قليلاً :وسيارتك ماهي فيه ...؟؟ بقى على نفسه هيئته وكأنه لم يسمع أي شيء ...ولكن العامل عاد يخبره :والعم جارح ... ذابح له رجال ... كان يعتقد أنه لايستمع له...ولكن حين رفع يده يهزها بمعنى أنه لايريد سماع المزيد ... أنصرف العامل لشئونة ... وبقي هو تحت ضغط عاصف من الذكريات ومواقف مشابهة ..فلان مات ..فلان قتل ...فلان هرب ... والكثير من المشاكل لن تنتهي لم يعد يستغرب أي شيء ... يحاول تصفية عقله ... يشد على عينيه التي فقدت بصرها هو لايرى ولكن بهذه الطريقة يعتقد أنه يوقف تدفق الذكريات السيئة ... أسترخى جبينه عند مشهد فتاة حسناء تقتطف الرمان ... آه هنا ليدفنوه أسفل شجرة الرمان يريد البقاء هناك للأبد ... *حارث 37 سنه ...لديه لقب موروث .. ظاهرياً يعيش حياة زاهد منصرفاً عن البشر ومغريات الحياة ..ولكن بالواقع ذاكرته دفنت تحت شجرة الرمان ...وترك بصره غارقاً بعينين نامت للأبد * ***** أستيقظت بكسل ...لقد أصبح الوقت بعد الظهيرة ومازالت نائمة .. ماهذا ...؟ ركلت علبة المشروبات الغازية التي تركها رعد خلفه على الأرض ...شقتهم الصغيرة تعمها الفوضى ... والدتها لم تفكر بالتنظيف حتى ..بسبب بقائها بالمنزل وعدم دخولها الجامعة هذا العام أصبحت المسئولة عن التنظيف .... نظرت لساعة الحائط عليها أن تنظف سريعاً قبل الخروج .. لديها حصة عند الأستاذة التي تدرسها لتتجاوز أختبار القدرات .. بعد فشلها العام الماضي بالحصول على معدل جيد .... نظفت بسطحية ركزت على أزالة الفوضى فقط ...وغسل المواعين المتراكمة ..وأغلبها وضعتها بغسالة الأطباق... نزلت سريعاً لصالون والدتها أسفل شقتهم ... كانت والدتها تسرح شعر زبونة وهناك أخرى تنتظر الدور ... وحتى لاتقاطعها توجهت مباشرة لمحفظتها على المكتب وأخذت منها ورقة بخمسين ريال وخرجت ... ومازالت والدتها لم تلاحظ وجودها ... *سحاب الأبنة الكبرى لنوت 19 عام ...أخبرتها والدتها أنها أنجبتها بعمر صغيراً جداً ...وتعتقد هي أن والدتها وجدتها أمام الباب فربتها على سبيل الشفقة .. لديها طموح لمستقبل مختلف عن الذي تحاول والدتها دفعها إليه ولكنها تجاريها بماتفعل ... **** استيقظت على أقتحام عاصف لغرفتها ... جلست بسريرها تراقب من دخلت عليها ... سألتها بتعجب :ماداومتي ... فضة وعينيها محمره :لاااا ..أنتي ليه ماداومتي ..!!!ماهو عادة .. سحر :يعني ماقالت لك لولوة ..؟؟أنا راسي بينفجر من كثير مابكيت الليل كله ... فضة التي تجلس وكأنها على جمر حارق :ليه مستغربة عمك أصلاً كذا شي متوقع اللي سواه ... شدت سحر شعرها للخلف :لاماهو متوقع أنا ماأدري كيف تحكمين عليه من راسك مايحق لك أبداً ... أنتي ماعمرك تعاملتي معه عن قرب فماتعرفينه لحد اللي يسمح لك تحكمين عليه .. فضة وهي تفتح شعرها وتعيد ترتيبه :اه بدينا بالفلسفة .. كانت تتصرف بعكس شعورها الحقيقي ...فهي ربما متألمة أكثر من سحر ..ولكن لايحق لها الحزن عليه فلا علاقة تجمعهما .. جدتي تبغاك يالله ننزل تحت .. ألتقطت ثياب الصلاة وأرتدتها أحتياطاً في حال وجود أحد من غير محارمها ... كان تسير خلف فضة ...فكلتاهما ربما تصادفان بالأسفل رجال غير محارم لهما لكن فضة كانت أجرأ منها بالتقدم وقيادة الطريق ... ألقت نظرة سريعة على الصالة وعادت تهمس لها :مافيه غير جدتي ومرت خالـــي .. أشارت لها عمة والدها ماأن رأتها لتجلس جوارها وسألتها فوراً :عمتس طيب ماعليه خلاف مايحتاج تندبينه من اللحين .. لم تهتم بالرد فقط إيماءة موافقة رغم أنها غير مقتنعة بقرارة نفسها ...لتسقط نظرتها الغير راضية بنظرة العجـــوز زوجة عم أبيها لتقول تلك ساخرة وبنبرتها بعض الشماتة :عيال مطلق يذبحون وماله غريم ... عتقاء بأنزعاج :وش بلاتس يامرة أهجدي ماحنا ناقصين شفاحتس (عينك الحاسدة )... أنقطع الحديث برنين الهاتف الذي كان على الطاولة بينها وبين العمة عتقاء ..رأت أنه رقم المجلس فلم ترفعه فهو أحد الرجال ..أستمعت عتقاء فقط لحديث الطرف الآخر ولم ترد إلابـ:تعال فهمني ...وألقت نظرة عليها وعلى فضة وأشارت بيدها لتختفيان من المكان .. ماأن وصلتا المطبخ حتى سمعتا طرقاته على باب المنزل الداخلي وبصوت عالي :ياووولد طريق ... عند عتقاء التي تنتظر على نار الخبر القادم صاحت به :أدخل ماعندك أحد .. دخل الشاب ليقول حين لاحظ وجود أمه :ماشاءالله الشيخة أم الشيخ موجوده ... لترد عتقاء بأنزعاج :شاخت ركبك ...ماعاد بعد أبوك وعمانك مشيخة ..علم ابن عمك وش هو ؟؟؟ سهل الذي دفع شماغه للأمام ثم أعادها للخلف وهو يعيد ترتيب المتكيء تحت ذراعه :مسكوه ...هبيلة على بوابة الطايف أنمسك ...؟؟؟ عتقاء بغضب :الهبيلة جابته أمك .... أم سهل بأنزعاج :أنت وش فيتس علي مره من دخلت عليتس وأنتي حاطتن علي وش اللي قاله الولد ..ماقال غير الحق ..هو لاذبح ولانحر ...هذي عمايل عيال مطلق ... والله بلانا فيهم ... هز رأسه بأستنكار :يايمه ياعمة ماهو وقت حربكن الأهلية حنا في مصيبتن أكبر ... بقت الأثنتان محتدتان حتى قالت الكبرى منهما والدته :لاتخافين الخلف بيرضون بالدية ... بس خطي الشيك .. عتقاء التي أضمرت دعوة ساخطة عليها وجهت حديثها لسهل :عينت حارث جاكم بالمجلس ... شتت سهل نظرته بالأرجاء قبل أن يقول بهدوء:لاياعمة ماعيناه ... عتقاء بأنزعاج شديد :ولادق على تلفونكم ... لم يجد مايرد عليها فيه فصمت لكن والدته لديها الكثير لتقوله :ياأم حارث الله يرفع عن حارث هو وين ومشاكلكم وين خليه في حاله بهذلتيه أول وتالي ... وسرعان ماوقفت رغم أشتكائه من الكثير من الأوجاع ولكن لم تكن مستعدة لسماع رد عتقاء فغادرت المكان سريعاً وبقي هو الذي حين حطت عينه بعين عمته عتقاء تمنى لو كان قد سبق والدته بالمغادرة ... سمع صيحتها التي وصلت لفتيات بالمطبخ :القهووووة يمل ... ماأن أنهت جملتها حتى سمع صوت طرقات حادة على الباب الفاصل لتأمره :قم خذ قهوتك ولاتبيهن يجن يقهونك ... سهل وهو يقف للباب لينفذ أمرها عدل شماغه بتلقائية .. فتح الباب وأخذ القهوة التي تركت له على الطاولة قرب الباب ... أدخله وسكب الفنجان الأول لعمته التي بدأت بمِزاج شديد الأنزعاج ولايمكن لأي حديث أن يحسنه ... فألتزم الصمت لسلامته .. جارح من يخطيء وهم من يقع اللوم عليهم .. لقد أفسد ليلتهم كانت سهرة رائعة بمزرعتهم أنتهت بخبر فعلته الشنيعة ..هل أندهش أحد ...؟؟ كلا الجميع توقف تصرف أرعن منه ولكن ليس بتلك الطريقة الحمقاء أمام الجميع .. حسناً لو كان منصف جارح تصرف بطريقة شجاعة لم يكن لتصدر من أحد آخر سواه ... بزمنهم هذا ليس من السهل الأقتصاص لنفسك بتلك الطريقة وأمام الجميع .... جارح أقتص من غريمة بطريقة ستخلد تاريخه لأجيال قادمة .... -فضه 24 عام- حفيدة عتقاء من أبنتها بعد أنفصال والديها وزواج كل منهم تعيش مع جدتها - تدرس بأحد الكليات التابعة لأقرب محافظه من قريتهم ..هي دخيله على المنزل الذي تعيش فيه ولكنها تتعامل وكأنها الأصل فيه .. سهل 25 عام- ابن عم جارح - سحر 20 عام- ابنة أخ جارح - تدرس بأحد الكليات التابعة لأقرب محافظه من قريتهم ..تشعر أنها تم التخلي عنها .. فقد أختفى والدها بعد حمل والدتها فيها التي تركتها لعمة والدها ماأن انجبتها وعادت لبلدها هي الأخرى ... ***** كانت مشغولة بصبغ شعر الزبونه باللون السخيف الذي أختارته حين دخلت عليها لوزة متأخرة جداً لقد فكرت أنها لن تأتي اليوم ... ألقت سلام سريع وجلست مكانها كانت بمِزاج سيء حتى لم تفكر أن تتحدث معها ... لكنها نادتها بعد قليل :تعالي خذي لك فنجال.. قهوة على كيف كيفك كنت ..مسويتها للعلة بيجيه خويه ...بس سم بدني بكم كلمة أخذت القهوة وخليته يسوي لنفسه خدامة أبوه أنا ... والله لولا هالوراعين اللي بينا كان تركته من مبطي ... شربت الفنجان الذي مدته لها مستمعة غير معلقه على موشحها بزوجها ... تنهيدة حارة خرجت من لوزه تدل على عمق ألمها :آخ ياليتني بقيت في بيتك ياخالي راشد ياليتني مت يوم مت وماعشت لهالأيام السوداء ..آه يالمغاريب ..يازينتس ويازين أيامتس .. أستمرت بالأستماع ورددت بهدوء :الله يعينك .. لتقول تلك :خطتي لتقاعد أقضي باقي حياتي في بيت خالي راشد بالمغاريب ...نسمة الهواء هناك ترد الروح ... شعرت هي أيضاً بحنين مشابه لمسقط رأسها ولكنها تعلم جيداً أن قبرها قد حفر هناك ...هي شخص لايمكنه الحنين للماضي أو النظر للخلف ... عادت لتقول لوزه وكأنها قرأت تفكيرها :ما عمرك فكرتي ترجعين ... نوت بأندهاش وعدم تصديق :أرجع لمين أرجع لموتـــــــــي .....؟؟؟؟؟ شعرت أن دمائها قد فارت بعروقها وهي تتذكر الماضي ... ليصلها سؤال لوزة التي لايوجد خفلها ماضي مريع مثلها :ندمتي على اللي سويتيه ...؟؟؟؟ بعينين متقدة :ولا لحضة .. كانت ضحكت لوزة غريبة فهمتها جيداً :ايه يالوزة نار أخوك جنه مقابل الماضي ... على الأقل هو حفظني يوم غيره فرط فيني .... لوزة كانت تتلاعب بقلم بيدها :ألحقي الحرمة يمدي شعرها أحترق وبتروح تشتكي علينا وماحنا ناقصين ... كان عذر مناسب لتعفي نوت من الذكريات .. هيا بالحقيقة لاتريد أن ترى دموعها كانت غلطة تطرقها للماضي... عند نوت التي أزالت الغطاء عن شعر الزبونة وبدأت بغسلة قبل أن تتأكد حتى من وصوله للون المناسب ... دمائها تغلي جسدها يرتجف بمجملة ... كما عادتها حين يصل الموضوع إليه ... كانت الزبونة تتحدث معها ولاتعرف عن ماذا تسألها أدارتها أمام المرآة وهي تجفف شعرها بالفوطة قبل أن تزيلها وتكشف لها شعرها لتقول تلك :وواااو أحلى من اللي توقعته ... أجل ويال الغرابة بدى اللون جيد حين أعتقدت أنها أفسدت الأمر بأكمله ... *لوزة الخلف 37سنه -الصديقة المقربه من نوت - وصاحبة الصالون الذي تعمل فيه ..لديها كابوس من الصديقات اللاتي يسرقن أزواج صديقاتهن وتعتقد أنه سيحدث لها المثل .. ***** يجلس على أرضية التوقيف الذي أدخل إليه ... لايحتمل الأماكن الضيقة فهي تضغط على أعصابه وتخرج أسوأ مافيه لكنه مازال متماسكاً وكأن عقله أرسل الأرشادات لأعصابه تبقى متماسكة فأمامها الكثير من الأماكن الضيقة والمغلقة ... لم تنجح خطة الفرار .. لأنه تخلى عن حذره وأرخى دفاعاته للنوم الذي أخل بتركيزه مما أوقعه في قبضتهم ... ستكون نهاية حياته مخزية لو أقتص منه لأجل فعلته بسالم ... لم يمت أحد من الخلف ولا الجوارح جراء قصاص .. فثأرهم يقتصوه بأنفسهم جيلاً بعد جيل لم يدخل القضاء ولا الحكومات بأنتقاماتهم ... المختلف هذه المره أن الحادثة شهدها ضيوف من خارج القرية ...وهم من أشتكوه لدى الحكومة ... ناداه العسكري :جارح بن مطلق الجوارح ...عندك تحقيق .. قيده قبل أن يخرجه ..فهو يصنف من أصحاب الجرائم البشعة فمازالت فرقة التحقيق التي عاينت الواقعة تحكي عن بشاعة الطريقة التي قتل بها سالم ... كان يسير مقيد المعصمين والقدمين ... جلس على المقعد بعد أن أشار عليه العسكري ... كان الشخص المفترض أن يكون المحقق مهندم جداً ... من جهة المحقق الذي تم أستدعائه من مكان آخر لتحقيق في هذه القضية .. لأنها أحتاجت محقق محترف ... نظر إلى المتهم بشك ثم للأوراق بين يديه ..فهناك صورة فتيه جداً على الهوية الوطنية التي من المفترض أن تكون له ... عاد ينظر لذاك الذي تحمل ملامحة نظرة عدم أرتياح وكأنه لايعجبه ... سأله بشك :جارح ماكأن هويتك قديمة ومحتاجة تجديد .. نظرة طويلة منه قبل أن يرفع أبهاميه معاً ليحك خده ..فيدية مقيدتين معاً لايستطيع رفع واحدة دون الأخرى وقال بفتور :مالي عازة فيها والظروف ماساعدتني أنزل الأحوال أجددها .. أشار للعسكري ليفك قيده .. المحقق :تعرف سالم الخلف العريس اللي أنذبح ليلة عرسه ؟؟؟ لم يجيب ...عاد يشرح أكثر :يتهمونك بقتله ... تملل بجلسته قبل أن يقول :سالم تجوز والله مادريت ولامديت له العانية ...؟؟ أنا مالي عهد بالديرة عندي أشغال بالمزرعة ماأطلع منهاا ... المحقق بشك :وش تسوي بالمزرعة ... جارح يشرح كخبير:أحرث الأرض ثم أبذر العيش ... وأجلس شهور أراقبه ينبت وأرشه لا طلع فيه أعشاب سامة ...أتحراه لين تحين حزته ثم أحصده ... المحقق مختصراً بعد أن أزعجه أسلوبه بالشرح :يعني أنت مزارع .. جارح يغمز بعينه السليمة :أن بغيتها مزارع وأن بغيتها فلاح اللي هي ماتفرق عندنااا ... المحقق :بس يقولون عنك عقيد !!! .. جارح الذي بدى بالأنزعاج لقد تعمق هذا الشخص بالبحث خلفه :لقب ورثناه مافيه زوده ..يوم العرب تغير على بعضها(تهاجم ) كان جد جدي عقيدهم .. المحقق :بس فيه ناس من الخلف قالوا غير هاللي تقول ..يقولون للحين وأنت تغير (تهاجمهم ) عليهم ..لا وتأخذ عليهم جزية ... جارح :ماأغير على أحد طال عمرك واللي أخذه قيمة الأجار ...يستأجرون مني أرضي .. المحقق :كيف حصلت على كل هالأرض ؟؟؟؟ جارح :باعوها علي الخلف ...لأعتازوا القرش باعو أرضهم وإذا أكسبوه جائوا لي وقالوا أجرنا أراضيك بنعتاش منها ... المحقق هز رأسه متفهماً :من وين جبت فلوسك ووينها اصلاً فلوسك ماعندك حسابات بنكية .؟؟؟؟ جارح مماطلاً بالأجابة :ماعندي فلوس عندي xxxxات وأراضي.. صرفه وبقي يتأمل أوراق القضية .. أي مجرم بقلب متحجر قد يفعلها ... حسناً ربما المتهم الذي كان في حضرته من أشير له بأول القضية لكن .. لايستطيع الحكم عليه من مظهره لكن حتى بمظهره ذاك بدى ألطف من أرتكاب جريمة بهذه الشناعة .. نظر بقائمة الشهود الذي سيحقق معهم بعد قليل ... ثلاثة أشخاص سيشهدون أن جارح كان رابعهم ليلة الجريمة .. أستدعى أولهم ووجه حديث له :أستاذ مطلق ..وين كنت ليلة مقتل سالم الخلف .. مطلق :كنت مع سهل وجارح ومغير بالمزرعة ... المحقق :والسبب ؟؟ مطلق :ليلة حصاد .. عادة عندنا نبات الليالي اللي فيها أعمال واجد بالمزرعة .. المحقق:المزرعة التي تكلم عنها مزرعة جارح ..ماهو غريب كلكم تشتغلون فيها .. مطلق بعد نظرة طويلة لطاولة الفاصلة بينهما :ملك فلان هذي على الورق بينا الحلال واحد .. وجارح ماهو لحاله معه خشرى ؟؟ المحقق :شركاء تقصد اللي هم ؟؟؟ مطلق:خواته وأخوه ...؟ هز رأسه متفهماً .. وصرفه قبل أن يستدعي الشاهد التالي من جهة القتيل .. المحقق وهو يتصفح الأوراق أمامه :أخوي محمد قلت بشهادتك السابقة رأيت جارح راكب على خيله تهجم على سالم ونحره ...!!!! محمد :ايه قلت هالكلام من غيره ... المحقق :رأيت الوجه الملامح شفتهااا ..تقدر تشهد أنه اللي رأيته هو جارح ... محمد بأنفعال :الخيل أسود والخيال ولبسه وعباته وسوطه كلها مواري (علامات ) جارح الله لايرده .... المحقق :جاوب على قدر السؤال ..ولو تهجمت بالحديث على شخص آخر بسجلها عليك ...حنا بتحقيق ماهو وقت تصفية حسابات سابقة ... محمد :كان ليل ظلام ماقدرت أشوف الوجه بس كل شيء ثاني حتى الريحة ريحة بخورهم ...أعرفهااا .... المحقق :كل اللي توصفه علامات بدون رؤية الوجه ماتفيدني ...غير أنك قلت بشهادتك السابقة ..أن القاتل أستخدمه يمينه ليضرب كتف سالم بالسوط وأستخدم يساره اللي تحمل خنجر عشان ينحره ... وخلال التحقيق الأولي مع جارح لاحظنا أنه أنسان طبيعي ويستخدم يده اليمنــى ماكان أعسر ...فكيف بيقدر يستخدم يساره لنحر شخص ...نشكرك لتعاونك معنا بالتحقيق ... خرج محمد وهو متضايق لأنه بعد كل هذا لم تثبت التهمة على جارح لقد أعتقد أنهم أستطاعوا التخلص منه أخيراً ... بعد سماع المحقق لشهادة الشهود فكر أن يعيد التحقيق من جديد بحثاً عن متهم آخر .. سينزل بنفسه هذه المره للقرية التي وقعت فيها الحادثة ويطلع على الأمر عن قرب .... **** دخل على عمته التي تجلس بأنتظاره بعد عودته من المدينة .... نادى :ياولد ياهدى يالولوة ... عتقاء :أقرب ياولدي ماقدامك أحد ... ماأن دخل وسلم عليها حتى بدأ يخبرها بأخباره :أبشرتس الأمور على خير ... الضيوف كلهم إلا خوينا اللي أشتكى قالوا ماميزنا اللي ذبح سالم ولايقدرون يشهدون هو جارح ولاغيره ...واللي أشتكى يقول سمعتهم يقولون اللي ذبحه جارح ...ولا أنا ماأعرف هالجارح ... عتقاء بتركيز شديد :وأبوه ؟؟؟؟ مطلق بثقة :مثل ماأتفقنا بيأخذ الدية على الساكت .. وقدام الحكومة بيقول مثل ماوعدنا مايدري من اللي ذبح ولده وماله عداوة مع أحد منااا ... عتقاء وهي تشرب فنجان راحة :زين زين ..أحسن له كسب الآخرة ..والدنيا بعد ...هي الدية اللي بيأخذها شوي .... صمتت قليلاً قبل أن تهز فنجانها :اذبح كبشين ووزعها على بيوت ربعنا من المحتاجين ...ايه ولاتخلي مساكين الخلف فيهم الأجر... مطلق وهو يشير على أنفه :أبشري على هالخشم ... قبل أن ينادي بصوت عالي :لولوة وأنا أبوتس عطيني ورقة مقاضيكم .... قالت عتقاء بأنزعاج :وهن لهن خاطر بالمقاضي وجارح بالسجن مايندرى يأكل ويشرب ولا ذبحوه بأكلهم ... مطلق :ياعمة البيت مليان وراعين وضعوف مالهم ذنب ... وجارح أموره زينة بسجون ديرتنا ماهو بديار اليهود ... ***** توقفت عن التنصت وألتفتت على لؤلؤة التي تنتظر بملل حتى تسمح لها بالعبور لتسليم والدها الورقة التي كتبوا فيها حاجياتهم من المؤونة المنزلية .. فضة بهمس :يالله روحي وأنا بسوي عنك قهوة العصر ...آه وبجلي المواعين ... تجاوزتها لؤلؤة لوالدها ...وصعدت هي سريعاً للأعلى ... فتحت غرفة سحر دون أن تطرق الباب حتى :بقولك بشارة بس قبل قهوة العصر ومواعين الغداء عليك ... سحر التي كانت تسرح شعرها أجابتها بشك :خليني أسمعها قبل يمكن مايسوى !!! فضة لم يكن من السهل عليها الحديث عنه.. فأشارت إليه بصفة القرابة :عمك بيطلع من السجن ضبطوا كل أموره .. سحر بشهقة عدم تصديق :قولي والله ... تتأمل فرحتها بحسد لايوجد لديها من تشعر له بمثل هذا الأنتماء :والله ..لاتنسين وعدك ... أغلقت الباب خلفها وتوجهت لغرفتها .. نزعت ثوب الصلاة الذي ترتديه ووضعته جانباً .. آه لو لم يخطبها هذه المره ستخرج من هذا المنزل للأبد ... لقد تحملت كثيراً بل أصبحت على مشارف العنوسة ... وهو يلتهي بشجاراته التافهة مع الخلف ... هي تستحق الأفضل ولكن لايوجد بهذه القرية المشئومة سوى شخصين على مستوى يناسبها الأول يكون خالها حارث والثاني هو ...ولن ترضا بمن هو أقل منهما ... **** قامت فزعة ومنزعجة من المنام الذي رأته ... خرجت لتجد سحاب مستلقيه على الأريكة وعينيها على هاتفها والتلفاز مدار على أحد الأفلام ... نوت بأنزعاج :طفي الزفت هذا ماجمع الشياطين في بيتنا غيره... قومي سويلي شي أشربه ... سحاب تعتدل بجلستها وبشك :أمي وش مصحيك هالوقت ترى باقي كثير على الصلاة ... نوت التي أفزعها المنام حقاً وأشعرها بعدم الأرتياح:قمت على كابوس وعجزت أرجع أنام قومي سويلي هوت شوكلت يحسس روحي بالدفى ويجيب لي النوم ... أعدت لها كبسولة جاهزة من الشوكلاته الساخنة وعادت سريعاً لتسلمها الكوب وتسألها :أمي وش الكابوس اللي شفتي ؟؟؟لأن بالأسبوع الأخير ثلاث مرات أتحلم أني أروح للقاعة الأختبار وألقى الناس مخلصين ....!!! هزت رأسها بأستنكار :الله يستر شكل حظك مثل حظي .. حلمي ياسوسو ياليته قاعة أختبارات .. تحلمت أن لوزه تطعني بشوكه بظهري ... وأنا طعنتها بسكين بخصرها ... القلوب اللي تغير لدار الزمان يغني الله من وفاها وباقي ودها . إنتهى | |||||||
|
|
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
42139Likes
العرض العادي
