08-03-22, 04:51 PM | #1 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| يوم المرأة العالمى _ علا سمير الشربينى من كتاب ( مدموزيل من فضلك ) قصة قصيرة #يوم_المرأة_العالمي انتهت ضحى من عملها بإحدى المصالح الحكومية، وانصرفت عدوًا حيث قفزت حرفيًا في أول ميكروباص قابلها، فقد تأخرت على موعد خروج مدرسة طفليها. لم تجد مكانًا في السيارة من الخلف، فاضطرت للركوب بالأمام بجوار السائق، وبجوارها امرأة أخرى أصرت على الجلوس بجوار الباب. وبالفعل حدث ما توقعته، وبدأ السائق يتحرش بها لامسًا ساقها من آن لآخر أثناء تحريك (الفتيس) متعللًا بضيق المكان، وأخذ يعتذر: "لا مؤاخذة يا أبلة". حاولت التراجع مبتعدة عنه قدر الإمكان، لكن ذلك لم يكن متاحًا، وحتى لا تثير مشكلة، وينتهي الأمر بالناس يأخذون جانب السائق لكي لا تتعطل رحلتهم، صاحت به عندما فاض بها الكيل: "اركن على جنب ونزلني. حسبي الله ونعم الوكيل". وبالفعل توقف السائق، وردد وهو يرسم على وجهه الدهشة: "هي مالها دي!". وكما قفزت مسرعة لتركب السيارة، فعلت المثل لتغادرها كما لو كانت شياطين الجحيم تطاردها، وأكملت الطريق لمدرسة الأولاد عدوًا على قدميها، وبعد أن اصطحبتهما اتخذت طريقها سيرًا إلى منزل والدتها القريب من المدرسة، حيث تركت طفلها الثالث الرضيع هناك. وفي طريق العودة لمنزل زوجها، اضطرت مجددًا لركوب الميكروباص، فهو أقل الحلول المتاحة ضررًا، بعيدا عن التكدس الشديد في أتوبيسات النقل العام، فضلًا عن الاضطرار لانتظارها لفترات طويلة، وعن أجرة التاكسي التي لا يمكنها تحملها بشكل يومي. في الميكروباص احتمت بأطفالها، وأخذت أريكة لأسرتها فقط، وعندما وصلت إلى وجهتها، اضطرت لضيق المكان أن تستجيب لطلب السيدة التي تجلس أمامها: "ناوليني الواد أشيلهولك لحد ما تنزلي، وحناولهولك من الشباك"، لكن بمحرد نزولها من السيارة مع الطفلين، انطلق السائق بالميكروباص مسرعًا، وسط صراخها، وهتافات الركاب، وأخذت تعدو خلف السيارة إلى أن تنبه السائق، وتوقف، وتمكنت من استعادة طفلها، وسط اعتذار السائق: "لا مؤاخذة يا أبلة!". احتضنت طفلها الباكي بقوة، ونظرت خلفها لتجد طفليها الآخرين قادمان يهرولان، ودون أن تعي جلست في مكانها على الأرض، وضمت الجميع إليها، ودموعها تحرق وجنتيها، وتختلط بدموع أطفالها الذين يبكون لبكائها ولا يمكنهم فهم ما يحدث! وبعد قليل هدأت نفسها قليلًا، فنهضت وحملت الصغير على كتفها، وأمسكت الطفلين الآخرين في يدها الأخرى، واتخذت طريقها للمنزل. (تمت) #علا_سمير_الشربيني | |||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|