04-11-22, 06:24 PM
| #211 | ||||
 
|  الخاتمة… _ تعقلي يا فريدة صاح بها من خلفها بغضب مصطنع بينما تسير هي بحدة تسحب خلفها حقيبتين واحدة لها والأخ رى لابنهما الذي يسير بجوارها بتحفز ينقصه بندقية على كتفه غاظتها كلماته فتركت الحقائب من يدها بحدة لتستدير نحوه ليرى الغضب المتطاير من وجهها بينما تصيح فيه _ أتعقل.. أنا من أتعقل يا ريان وقف أمامها يعقد ذراعيه على صدره بهدوء لا يلائم عاصفتها _ ألستِ تبالغين بعض الشيئ.. كل هذا لأنك حامل بروده هذا سيفقدها عقلها لا محالة فاقتربت منه تلكمه في صدره بقبصتها الصغيرة التي لم تهزه بينما تصرخ فيه _ حامل .. حامل فقط.. أم حدث بسبب فعلتك إرتفع حاجبيه بتسلية بغيضة لها _ عادي تحدث بين أي زوجين محبين شغوفين.. قاطعت وصلة وصفه اللزجة التي يغيظها بها بدفعة ضعيفة في كتفه العريض _ تغير دواء منع الحمل خاصتي بأخر فيتامين وتتلاعب بي وترتب لحملي دون علمي وتقول تحدث.! فعلتها بطريقة لم تنطلي علي أنا الطبيبة الصيدلانية إيها ال… قاطعها بقبلة خاطفة لشفتيها المذمومتين يمنعها عن سبه ليتدخل الشبل الصغير بحمائية وغيرة على أمه الغاضبة _ إبتعد عن ماما نظر ريان للأسفل بغيظ يرمق هذا القزم الذي يحول بينه وبين زوجته دائما بينما يسير خلفها كظلها ثم نظر لها مرة أخرى هاتفا _ أرأيت.. لهذا أريد طفلا أخر أهتم به منذ حملك به ليشعر بي ليس كهذا القزم الذي يغار عليك مني أريد فتاة جميلة تحبني وتغار علي أيضا.. أليس حقي عقدت حاجبيها بذهول تستمع لسخطه الطفولي نحو ابنهما الذي لم يتجاوز عمره أربعة أعوام بعد لتدرك أنه تحول لطفل ولكن بحجم أكبر فقالت بينما تجز على أسنانها بنفاد صبر _ ولكنني كنت أريد الإنجاب في عمر الثلاثين تهللت ملامحه وكأنه على وشك نيل رضاها _ وأنا لم أخالف مخططك فحين تلدين ستكونين اتممتِ الثلاثين ومضى شهرين أيضا.. أرايت إحترمت رغبتك لأخر لحظة تنفست ببطئ ينبئ عن خطر يلوح في الأفق وهي تسأله بحذر _ هل خطط لهذا أيضا..! أجابها بثقة غافل عما سيحل به _ أجل.. وهنا لم تحتمل المزيد من برودة أعصابة التي تتلف أعصابها هي لتصيح في ابنها الذي امتثل من فوره مؤيدا _ أحمد..! _ نعم يا ماما أمسكت بالحقيبتين مرة أخرى ثم أردفت وهي تنظر في عيني ريان الذي داهمه انفعالها _ هيا بنا سنذهب لبيت جدك ثم سحبت الحقائب خلفها بينما مشي بجوارها ابنها المتحفز وقبل أن تغلق الباب في وجه المتخشب وقد ظنها نوبة غضب وستنتهي دون رحيل _ عقابك يا ريان أنك ستحرم من طفلتك في الحمل أيضا اراك بعد أن ألدها ثم صفعت الباب خلفها بقوة أجفلته ليلحق بهما وأمام المصعد كان يحملها من ظهرها بغتتاً بينما يهتف _ يبدو أنني دللتك كثيرا ولكن مازلت تحتاجين الكثير ولست ببخيل كي تحتاجين شيء في وجودي ثم عاد بها لبيتهم بينما ترفص بقدميها في الهواء وخلفهم ابنهما الذي يصيح به _ أترك ماما تركها أولا ثم أغلق الباب وهو ينظر بغيظ له مردفا _ إن لم تصمت يا ولد لركلتك الأن ركلة تلصقك في هذا الحائط ثم تهكم عليه تحت نظراته الساهمة في محاولة لفهم ما سمعه _ أترك ماما ومع ترقيق الميم انفجرت فريدة بالضحك فنظر إليها بحزم ينوي ذبح قطته حتى لو كان متأخرا _ والأن إلى الغرفة تسطحي على السرير كي تستريح أميرتي .. إهتمي بها في غيابي سألته بغيظ _إلى أين العزم يا سبعي _ لن أتأخر على صغيرتي زفرت أنفاسها كتنين غاضب _ أميرتي ..أميرتي.. وما أدراك ابتسم بمكر بينما يلاعب حاجبيه _ قلب الأب ثم رمق ابنه بطفولية _ إهتم بماما يابن ماما لم تحتمل مرة أخرى وهو يرقق الميم لتنفجر ضاحة ويقلدها الصغير بغير فهم ويغلق هو الباب خلفه بالمفتاح فالمجنونة بالداخل لن يأتمنها بعد الأن 🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸 فتحت باب غرفته ووجدته مستيقظ كعادته ينتظرها تهللت ملامحه فكانت تبادله بابتسامة حانية إقتربت منه ثم مالت على وجنتيه تقبلهما بينما تحمد الله كل يوم على نعمة بقائه حيا مازالت تتذكر يوم رأته أول مرة بعد أن كذب عليها حسين يخبرها أنه مات ذهب إليه بعد ذلك وبدون إذن من أحد كانت تقتحم غرفته مازالت تلك الغصة تتمكن منها حين تتذكر كان نائما على سريره بلا حراك فقط عينيه التي لم يأسرها المرض جثت على ركبتيها تبكي وهو معها بدموع صامتة اعتذرت وأوضحت أنها لم تفعل ما يخجله وأن مداح كذب عليهم ثم نهضت وعلى صدره كانت تضع رأسها تضمه ثم تأخذ بيديه تقبله بشوق السنين تروي جفاء عمر مر بينهم وكان يبادلها في صمته وكم أوجعه هذا وبعد قليل كانت تنهض عنه تنظر لعينيه بنظراتها القوية الحاسمة تخبره بوعدها الذي وفت به _ لن أتركك للسرير هذا يا أبي لا يليق بك يا شيخ سنتعب قليلا ولكن سنجد علاج إن شاء الله ووفت به وعامين ونصف كانت تسابق فيهم الزمن حولت غرفته لأخرى مجهزة طبيا كانت ترسل لأفضل الاطباء كي يأتوا هم لتشخيصه وإن احتاج الذهاب للمشفى كانت تأخذه لم تتكاسل يوما حتي حملها رغم تعبه لم يثنيها عن عزمها حتي وصل لهذه الحالة التي أرضتها يستطيع الجلوس وتحريك يد ولسانه بدء يتحرك ولكن بثقل ولولا أن الأطباء أخبروها أن هذا أقصى ما يستطيع بلوغه لكبر سنه لما توقفت لأخر عمر أحدهما ولكنها رضيت بما وصل إليه فصار يستطيع الخروج لمجلسه ومجالسة عائلته .. صار يستطيع طلب ما يريد وكم أراحها هذا إكتفت بزيارته يوميا مرتين بعد أن رفض حسين أخذه معها واستقلالها في بيت منفصل بجوار عائلة زوجها أخبرها أنه لن يخطو خطوة خارج بيته ولن يسمح بذلك فلم تجادل رغم احتياجه الشديد لرعايتها له وعنايتها به فأخبرها أنه سيساعدها فكانت مشاركتهما في الإعتناء به هي نقطة اللقاء بينهما من جديد.. وببطئ عادت علاقتهم كما كانت يهتم هو بتحميمه وقضاء حاجته وكل ما يضطره لكشف عورته وكانت هي تهتم بملابسه وغسلها وكيها وطهي طعام يومه كاملا ورفضت بشدة تلقي المساعدة من زوجات أخواتها رفضت أن تعطي هذا الحق لغيرها فهي ابنته ولن يكون لأحد فضل عليه مادامت تتنفس _ صباح الخير نظرت نحو الباب ترد تحية حسين الذي وصل في موعده _صباح النور _ لم أتاخر أليس كذلك قالها باهتمام وهو يقترب منهم ثم يميل على كف والده يلثمه بتقدير _ لا في موعدك .. حمم أنت أبي بينما أعد له الإفطار وأعود قالتها وهي تتجه نحو الباب بنشاط فنظرا في اثرها بحبور فهذه الشمس استطاعت أن تشرق من جديد أن تبدد بدفئها ذلك البرد الذي خيم عليهم لأعوام ورغم شعورهم أحيانا بمرارة الذكريات إلا أنها كانت دائما تبددها بإصرارها انهت طهي طعام الغداء أيضا وبعد أن حفظته جيدا اتجهت لغرفة والدها وبيدها فطوره ودوائه وبيدها كانت تطعمه بصبر على بطئ مضغه وبعد أن انتهى وهمت بالخروج نحو المطبخ تعيد ما تبقى هتف بثقل ينادي عليها _ ش..شمس التفتت له من فورها _ هل تريد شيء أومأ برأسه ومرت ثوانٍ قليلة كان يحاول تجميع حروف الاسم الذي يريد نطقه _ هـ..هـدى تهلل وجهها بينما تعود إليه تسأله _ هل تريد رؤية الأولاد أومأ مرة أخرى ..تفهمة من حرف لا يحتاج للمعاناة لشرح رغبته يكفي نطقه لكلمة ليكون ما أراد طوع بنانه _ سأتي بهم في المساء قالتها بينما تمسد على كتفه تبثه طمأنينة تنشدها هي في وجوده ثم نظرت في ساعتها لتجد أنها تأخرت نصف ساعة على صغارها ابتسمت بتسلية بينما تهبط السلم تتجه لبيتها وهي تتخيل هرولة حماتها خلفهم وهي التي كانت تظن أن استحواذها عليهم حتى مبيتهم الذي أصرت أن يكون معها أنها بذلك تكيد لشمس إلا أنها وجدت ترحيبا منها مما غاظها هي يتبع... | ||||
|  |
|
04-11-22, 06:28 PM
| #212 | ||||
| أن تكون هناك امرأة واحدة تتمنى وجودها في حياتك تنام على ألحان أنفاسها وتستيقظ على بقايا عطرها أن تتمنى عمرا فوق عمرك لكي لا تحرم منها تتخيل طيفها حولك في غيابها تتأمل وجودها في حضرتها أن تكون هي جنتك ونارك عشقك وجنونك شغفك ومرادك حلوك ومرك الشعلة التي تهوى الإقتراب منها حتى لو فيها هلاكك فأنت قد أصبحت متيما وقف يتأملها من مكان وقوفه على الباب منهمكة في عملها فلم تشعر بدخوله تضع نظارتها الطبية ..خصلاتها التي استعادت مجدها مبعثرة في قبضة هذا المشبك الذي يقيده وكأنه يصرخ يريد فك سراحه فاقترب منها بمهل وبكل خطوة يستشعر حلاوة وجودها برضاها في غرفته وبيته وحياته .. مال عليها يلثم وجنتها بينما يفك وثاق شعرها عشقه الأول الذي ضرب صدره حين رأه أول مرة في تلك الصورة التي مزقها ذات يوم من أجل شقيقته أشرق وجهها وهي تلتف إليه بصمت تأخذه بين ذراعيها فقد اشتاقت هي أيضا فمنذ الصباح لم يلتقيا دوامة مسؤولياتها تسحبها بينما عمله مع والده لا يتركه ساعات الليل هي موعد اللقاء موعد إزالة الشوق موعد مع السكن والألفة موعد صار روتين بينهما بدون اعتراض منهما كل راض بدوره في حياة الآخر مستمتع بالوقت القليل الذي يجمعهما قِلته تجعل ما بينهما لا يفتر أبدا ولا يظنه سيحدث فمن أمامه هذه متجددة كل يوم بحال يأسر قلبه فيركع في حضرتها مرات ومرات وقفت في وجهه منذ ثلاثة أعوام تطلب منه المكوث في البلدة ولم يكد ينتهي من دهشته لتصيبه بالأخرى _ أريد أن أعتني بأبي يا يزيد.. أريد بيت لنا بجواره وأخذه معي .. أبي يحتاجني رفض حسين خروج والدها من البيت فاضطرت للذهاب إليه كل يوم وحين طلب منها الاستقلال في بيت منفصل عن عائلته رفضت _ هما زادك في دنياك فاغتنم وجودهما واحرص على نيل رضاهم كلمات تمنى لو نقشها بالذهب ولكن نبض قلبه الهادر إحتراما وإجلالا لها كان كافيا لتكون فوق رأسه العمر كله أسطورة هي في برها بوالديها كانت كالجبل المنيع خلف أمها رحمها الله والأن هي الأمل لوالدها بينما تعيينه هو على بر والديه شدد هو في ضمها حين تذكر حين أفصحت له بحلمها الوليد في أسعد أوقاتهما .. ليخر هذه المرة طوع بنانها وكيف لا يفعل وهي لا تكف عن إدهاشه وفي كل مرة يهيم بها أكثر وأكثر _ كنت أبيع شقتي و برامجي التي صممتها فهم أنها تخبره عن سبب لقائها بوليد الذي كان سبب في عودته إليها ولكن لماذا فعلت فسألها بفضول لعلمه أنها لن تفرط بتلك البرامج بسهولة ليس وقد ساومها عليها من قبل فرفضت _ لماذا _ أريد أن أرى وجه أمي ثانية لم يفهم ما قصدت وكيف يفهم وهي التي ترقت في درجات البر حتى وصلت عنانها _ كيف..؟ _ أريد أن افتتح مبنى لإيواء النساء المسنين الذين لا يجدون مأوى ومساعده.. من هجرها زوجها.. من هي عبئ على ذويها بسبب مرضها.. من نبذها أولادها.. من باتت بلا حائط يأويها ولم يجد غير الإبتسام وهو يغوص معها بتخيله عما تحكيه سيكون عظيما والأعظم أنها اختارت البلدة مكان له كي لا تبتعد عن والدها انقشعت غيمة ذكرياته على تملمها ليراها تضع نظارتها جانبا بينما تترك جلستها هاتفة باهتمام وهي تخلع عنه سترته _ كيف كان يومك.. زم شفتيه بطفولية مصطنعة أوقفتها حائرة للحظات _ ألا يوجد اشتقت إليك وأنا الذي جئتك بخبر أستحق عليه الكثير ضحكت بملئ فيها وما أن انتهت جذبته من يده نحو سريرهما تعيد توثيق قلبه بعشقها وكأنها تأبى فكاكه للحظة واحده _ وهل كلمة اشتقت إليك تكفي ما في صدري نحوك أتدري أنا أصارع الزمن طوال اليوم كي يحين موعد هذه اللحظة حين أجدك أمامي فأشعر بالكمال فكل شيء بدونك ناقص يا يزيد تهدجت أنفاسه بانفعال وقد أذابته كلماتها كان يمزح معها ولكنه خرج باعتراف أجمل من كل كلمات الغزل ليردف بنبرة داعبت مشاعرها بينما يدنو منها ينوي استعارت شفتيها يخبرها بما في صدره من شوق كافي لإغراقهما _ وأنت هي الكمال كله ..شمس أيامي المظلمة ودفئ قلبي البارد .. أرض تمنيت أن أزرع فيها بذرتي وحين حدث أزهرت بأجمل زهرتين في الوجود وعلى ذكرهما تبددت اللحظة بسحرها على طرق عنيف على الباب بينما صوت بكاء يأتي من خلفه فهرعا سويا نحوه ليجد أمه ترمقهما بغيظ بينما تدفع برفق الصغار نحوهما بينما بيكون _ هؤلاء المشاغبين ليتكم تتفرغون لتربيتهما قليلا هذه الشقية لا تفتر عن ضرب عبد الرحمن وأخذ ما بيده ثم رمت شمس بنظرة مغتاظة بينما تردف _ تشبه من يا ترى..! ثم رحلت من أمامهما وهي تظن أنها عكرت صفو خلوتهما ولكن كيف وقد اكتملت الصورة الآن وبين جدران أربعة وخلف باب أغلقه يزيد بصدر متضخم برضا ولسان لا يكد يفتر عن الحمد كانت أسرته الصغيرة يجتمع شملها بينما كل منهما يحمل واحدا منهما ليقضيا أجمل لحظاتهما و حين تذكرت أردفت _ قلت أنك جئت بخبر تستحق عليه الكثير تذكر من فوره فهتف بينما يجري ولا تلك المشاكسه التي تشبه في ناريتها أمها رفعها ثم فجأة للأعلى ينهال عليها بالقبلات التي تدغدغها _ حصد أبي القطن اليوم وورد له حماد أخي النقود من التجار ثم رماها بنظرة ذات مخزى يعرفون كهنها جيدا لتنهض فجأة تترك الصغير الذي كان مستسلما ليدها التي تدلك له ظهره حيث هذه عادته المحببة التي اعتادها قبل النوم تصنع له مساجا ليسترخي رغم شغب شقيقته ثم تهرول نحو الخارج تحت ضحكاته العالية مردفا _ عذرا يا أبي ولكن لا أستطيع حين أراها إلا أن أخبرها لأرى هذه النظرة ورد الفعل اللذيذ هذا وبعد لحظات بعد أن التهمت السلم كانت تطرق باب غرفة نومه بإصرار تأففت حماتها على أثره وهي تأذن للطارق بنزق لتجدها أمامها ولكن شمس تجاهلتها بينما ترمق حماها بنظرة فمهما لتصدم ملامحه بينما يردف من بين أسنانه _ هذا ال.. لم يستطع مسك لسانه فداهمتها حماتها بغيظ _ ماذا تريدين في هذا الوقت استرخت ملامحها بدلال باتت تجيده بمكر في تلك اللحظة التي تتكررت سابقا _ جئت ومعي جبال من حسنات فهل من مشتري تأفف بينما يسألها وقد حفظ اسطوانتها التي تجعله يستحي أمام حسناتها هذه وهو يعطها الكثير في كل مرة _ كم تحتاجين وبذكاء كانت تحيبه _ بقدر الحسنات التي تريدها ضاقت عينيه بغيظ وعقله يردد ‘‘ تلك الماكرة‘‘ ثم يفتح الدرج المجاور له يأخذ منه شيكا وقلم يدون عليه رقم استطاعت عد الأصفار التي تحتويه بعين لامعة ليعطيها إياه ما إن انتهى مردفا _ أخبري زوجك أنه مرفود من العمل معي فمساعدته تعود على بالخسائر وشاكرين أفضاله أخذته منه بلهفة بينما تهز رأسها موافقة على إيصال الرسالة التي لم تسمع منها شيء وقد انبهرت بالمبلغ الذي أعطاها إياه لتقول _ بهذا المال أستطيع أن أحدد موعد الإفتتاح وحينها ستشكرني كثيرا على الخير الذي جعلتك تشترك فيه ثم رحلت من أمامه ليشرد للحظات في الباب الذي أغلقته من كان يصدق أن تصل بينهما العلاقة لهذا الحد من الود والألفة بعد العداء الذي كان من كان يتخيل أنها ستزرع نفسها بينهم بهذا الحب والسكينة ولكن ابنه الماكر استطاع ذلك حين صنع بينهم رابط بواسطته تبدد الماضي لينغلق على ما فيه مفسحا الطريق لحاضر أضائته بوهجها 🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸 حين ينزل عليك لطف الله ويحين يولد من باطن ما نظنه شرا كل الخير وحين تأتيك النعمة في هيئة رجل يستحق الشكر على وجوده ليلا ونهارا هكذا كانت بدايتهما .. من وهج النار كان نجمهما يلمع ومن باطن الضيق كانا الفرج لبعضهما وقصة حب وألفة ومودة كانت في انتظارهما رن هاتفها فردت بلهفة تطيع طلبه لتكمل بعدها إرتداء ملابسها وبالأسفل كان ينتظرها طلت عليه بسواد ملابسها بينما وحده من يعرف بنور ملامحها وصفاء قلبها فتبسمت ملامحه تلقائيا ترحيبا بلقياها مردفا حين اقتربت _ هل أنت جاهزة همهمت بموافقة ثم أردفت بسكون كشف توترها _ لن نيأس أليس كذلك إحتوى وجنتيها بين راحتيه برفق بينما تفيض نظراته العاشقة بكرم لا يستطيع سواه في حضرتها _ أنتِ عندي بالدنيا كلها .. لو لم أرزق بسواك فأنا راضٍ بل وأحمد الله كل يوم على نعمة لقياكِ فاضت عينيها بالدموع بينما قبضة من خوف تتمكن منها كل شيء في حياتها جميل هو أمه وأبيه وعائلته نعمة لا تستطيع نكرانها ولكن ينقصهم شيء.. طفل يداعب حياتهم أمل للمستقبل ودفئ للحاضر.. قطعة منهما تكبر يوما بيوم بين أيديهما ولكنها لم تستطع طوال الثلاثة أعوام حتى ضجت العيون بالأسئلة ولم يستطيعا التجاهل أكثر من ذلك ذهبا سابقا وقاما بكل الفحوصات المطلوبة واليوم النتيجة التي سيخبرهم بها الطبيب أخذ بيدها بل تشبث بها يبثها دعمه وهي أيضا كانت تلتمس الهدوء بين أنامله لعل ثورة توترها تهدئ جلسا أمام الطبيب الذي أخذ أنفاسه بثقل بينما يحدق بتركيز في الأوراق التي بيده فكانت لحظات قاتلة من الانتظار أخذ يربت على يدها التي لم يتركها منذ دخلا وقد شعر بتوترها الذي انتابها _ في الحقيقة يا دكتور عابد هناك مشكلة سأكون صريحا معكما فالطريق طويل بعض الشيء ضربت كلماته معدتها بقوة وطن الحزن أذنيها قليلا ففاتها الجزء الخاص بها لتعود لوعيها على كلماته _ المشكلة بك أنت يا دكتور..لكن الأمل موجود وبنسبة كبيرة تحتاج منكما الصبر حادت بها الدنيا وهي تنظر للكسر الذي أصاب نظراته قبل أن يخفضها بينما يسحب يده من يدها إلا أنها لم تسمح له بل شددت من تشبثها بها وبعد حديث طويل لم يسمعا منه شيء رحلا وبداخل السيارة حل الصمت الثقيل بينهما .. صمت بغيض لأول مرة يحدث لهما..لذلك كانت هي من تبادر بتبديده وهي تأمره بحزم _ أوقف السيارة يا عابد ألتفت إليها متعجبا من طلبها _ لماذا هل تعبتِ لم يرى ملامحها ولكن صوتها أخبره أنه لأول مرة يختبر غضبها فأوقف السيارة جانبا لتترجل هي أولا ثم تشير إليه ليتبعها وفعل وقف أمامها عينيه تعانق الأرض بانكسار وشرود لا يليق به وكم أوجعها هذا فهدرت فيه بجدية تحكَّم ألمها به _ إرفع عينيك ..عابد إرفع عينيك وانظر إليّ هنا فعل بثقل فغاص قلبها بين قدميها فعينيه كانا على وشك البكاء ففتحت ذراعيها ولكنه لم يفهم ما قصدت فسحبته نحوها ليختبئ بين ذراعيها في عناق طويل لأم ينفطر قلبها على طفلها لزوجة بات عشقها لزوجها حياه وألمه هو مصدر وجعها فهتفت تخبره بصدق نبضها _ لا أهتم.. هل تفهم لا أريد سواك في الدنيا كانت تربت على ظهره بحنان وكانت نبرتها كل الأمان وعلي قارعة الطريق اهتزت نبرته فزلزلتها _ سأكون سببا في حرمانك..كما كنت السبب فيه.. تحملتِ النظرات ..حتى أنا ظننت السبب فيك ولكن… قاطعته _ هشششششش.. ليته كان أنا ما كنت رأيت هذه النظرة ولا سمعت هذا الصوت هتف بحيرة وكأن العالم حط بهمومه فوق رأسه فأمه تنتظر وأبيه بدون حديث يريد الحفيد اليوم قبل الغد والطبيب أخبره أنهم يحتاجون الصبر وكلمة صبر هنا قوس مفتوح لا نهاية له _ ماذا أفعل يا صفية أبعدته قليلا تنظر في عينيه تخبره بما سيفعلان سويا _ أولا نقول قدر الله وما شاء فعل ثم يطمئن قلبك بأنه الخير لنا لأنه لا شك في ذلك.. هل سأعلمك أنا يا دكتور شردت عينيه في عينيها يلتهمها بغير وعي قبل أن تشرئب على أصابع قدميها لتستطيع إدراك وجنتيه وحين اقتربت رفعت زاوية نقابها لتهديه قبلتها الخاطفة ثم قالت ممازحة _ فعل فاضح في قارعة الطريق يا دكتور امتثل لرغبتها في اضحاكه ثم عاد الصمت لتقطعه هي _ لن تخبر أحد في البيت بما سمعناه سنقول أن الطبيب أخبرنا أنني … قاطعها بحزم رافضا _ مستحيل.. لن تتعرضي لنظرة ولا لكلمة أو حتى مجرد سؤال كل شهر كما كان يحدث.. ليس بسببي يا صفية أنا لا أخشى إخبار أحد..أنا خائف أن أكون سببا في حرم… وضعت يدها على فمه تبتر تلك الكلمة التي لم ولن تشعر بها أبدا وهي بين يديه وفي حياته ليس وهي تحبه كل هذا الحب _ لا تقلها أبدا.. أبدا يا عابد.. أي حرمان هذا الذي تتسبب فيه الطبيب قال هناك أمل كبير فلا تكبر الأمر لهذا الحد قال نحتاج الوقت والصبر وسنفعل وأغلق هذا الموضوع وارفع رأسك للأعلى وأزل عن عينيك هذه النظرة كانت تنفعل مع كل كلمة حتى ظنها توبخه وعند انتهائها تهدجت أنفاسها فسحبها هو لصدره ليشعر بدفء وجودها لعله يقضي على هذا الصقيع الذي أصاب فؤاده أعلن هاتفها عن اتصال انتبهت له فاتجهت للسيارة تلتقطه بوجه باسم بعد أن تركها تبتعد _ وعليكم السلام يا شمس وبعد قليل من الاستماع هتفت بذهول _ ماذا..متى.. كيف.. ألم تقولي أنك تحتاجين للكثير من المال بعد الدفعة التي أخذتها من أخيك.. تبا لك ثم أغلقت وهي تتأفف فاقترب منها يسألها عن السبب _ ماذا حدث..؟! قالت بنزق _هذه شمس بالأمس أخبرتني أن أمامها وقت بسبب نقص المال وتحتاج الكثير من الوقت على افتتاح الدار واليوم تخبرني أنه بعد أسبوعين و أنا لم أستعد بعد أخذ بيدها بحنان بينما يسالها _ ماذ ينقصك تغيرت نبرتها لحزن وحيرة وهي تخبره _ الكثير..مصدر دائم للمواد والكثير من الأيدي العاملة وبالطبع نقود فهتف بتفاؤل بدد حزنها وهو يجذبها نحو صدره مطمئنا _ هذا فقط.. لا تحملي هما في الصباح كل شيء سيكون جاهز لم تندهش وكيف تفعل وفي حضرته تبدد كل صعابها لم يعترض على إقامة مشروعها فقط تغير بسيط في المكان لان قريته تبتعد قليلا عن قريتها فلم تعترض مادام الهدف قائم وبعد مرور ثلاثة أعوام على إقامته طلبت منها شمس أن تكون مسئولة عن توريد طعام المسنين يوميا للدار فرحت كثيرا أن الله ساق لها هذا الثواب العظيم وقد رفضت في البداية تقاضي المال عليه ولكن شمس رفضت بإصرار على دفع المال في المقابل وأخبرتها أن تعتبر الجزء الخاص بالدار ربحي لتستطيع النفقة منه على الجانب الخيري لتستطيع المداومة والإستغناء عن التبرعات والإعتماد عليها يتبع... | ||||
|
| |
|
04-11-22, 06:32 PM
| #213 | ||||
| وعلى مساحة شاسعة تبرع بها والدها صدقة جارية على أمها شيدت البناء الذي كتب عليه من الخارج ‘‘ دار الهدى للمسنات ‘‘ ولم تكن هذه مساهمته الوحيدة التي تقبلتها هي بحب بل الكثير من الأموال التي تعترف أنها بدونهم ما كانت تستطيع تحقيق حلمها كانت تسير بتألق ووجه مشرق تشعر كأنها فراشة تنهل من كل زهرة حين تقف أمام كل أم استطاعت إيوائها.. تضحك مع هذه وتبكي لدموع هذه بينما تطعم أخرى وتمسد كتفي تلك وكانت عينيه تدور في فلكها بلا كلل فخور هو بما استطاعت إنجازه في هذه الأعوام القليلة ولكن وحده يعلم كم تعبت وسهرت بلا تأفف ولا شكوى وصلت عائلته يتقدمهم والده الذي انبهر بالمكان وجماله فبحث عنها بعينيه وكلمتها تتردد في عقله ‘‘ ستشكرني كثيرا على الخير الذي جعلتك تشترك فيه‘‘ صدقت حقا فالمكان يبعث على الفخر مبنى من خمس طوابق بمساحة شاسعة تم زرعها بعناية محاطة بسور كبير عالٍ حتى حماتها التي انبهرت بما رأت لم تشعر بقدميها وهي تتجول في المكان بوجه بشوش ولم يمر الكثير حتى شمرت عن ساعديها تساعد العاملات في مساعدت من تحتاج من المسنات نظرلها يزيد بسعادة حين وقف بجوار والده الذي يتابع بعين الرضا مردفا _ هل أستطيع العودة إلى عملي أجلى أبيه صوته بينما يرمقه بفتور هاتفا _ حسنا لا بأس أشعر أنها الأموال الوحيدة التي أنفقتها في مكانها .. عد لعملك وأخبرها متى احتاجت لشيء أنا موجود ضحك يزيد قبل أن يتصنع الإنكسار وهو ينحني على يد والده يقبلها _ حفظك الله لنا يا شيخ الأن أستطيع أن أطعم صغارى بلا حمل هم لقمة العيش اعتدل ثم أردف _ ولا تحمل هم لشمس هي تنوي اليوم إفلاس كل من حضر.. عقد والده حاجبيه مستفها _ ماذا يعني هذا ربت يزيد على كتفه بمواسه بينما يطأطأ رأسه بحزن مصطنع _ سترى لا تتعجل على رزقك يا شيخ ثم تركه في حيرته بينما العبث يتجلى على وجهه وهو يتجه نحوها ليتقدما سويا للترحيب بوالدها الذي حضر استقبلته بحبور وهي تنحني على رأسه تقبلها بينما يرحب يزيد بحسين الذي جاء أيضا بينما يدفع بالكرسي المتحرك الذي يجلس عليه والدهما _ المكان رائع يا شمس.. بورك لك فيه أسعدها ما سمعت منه لتقترب منه تضمه إليها شاكرة _ لولاك يا أخي ما استطعت المواصلة سمعها يزيد لميل نحو أذنها محذرا _ لا تدعي أبي يسمع هذا فهمت قصده فابتسمت ثم تحركت نحو كرسي والدها من الخلف تتولى دفعه مردفه _ هيا أبي سوف أجولك في المكان لترى جيدا ثمرة جهدك معي ثم رحلت به وبين الناس والمقيمين كانت تشرح له كل شيء حتى اندفع نحوه الصغيرين مهللين بسعادة فطلب من شمس أن تضعهم على قدميه ففعلت وبعد قليل من الوقت بعد أن جلس الجميع في أماكنهم حيث جهزت الحديقة الأمامية بمقاعد وطاولات حتى تستطيع ضيافتهم والترحيب بهم وشكرهم على مشاركتها هذا اليوم العظيم وجدت صفية وزوجها قادمين ومعهم والد عابد الشيخ يونس الهواري الذي لام على يزيد عدم إشراكه في هذا الخير الكبير لتتدخل شمس مردفة بعملية _ ما زلنا في البداية يا شيخ وتستطيع متى شئت المساهمة بما تستطيع نظر لها الشيخ بإعجاب لجرئتها وانطلاقها في الحديث بلا تردد ليقاطعهم الضيف القادم _ مرحبا يا قوم امتعضت ملامح يزيد بغيظ بينما يرمق شمس التي تجاهلته مرحبة بضيفها الخاص الذي لم تخبر يزيد عنه منتظرة أن تضعه أمام الأمر الواقع لمعرفتها رد فعله _ مرحبا يا أستاذ وليد.. جئت في موعدك انتهت من ترحيبها ليلتفت وليد نحو يزيد المتجهم الملامح _ مرحبا يا يزيد _ أهلا قالها بفتور ابتسم له وليد فهو يعلم كره يزيد اقترابه من شمس ليردف _ استأذنك قليلا يا وليد المكان مكانك شمس أريدك .. ثم انزوى بها جانبا يسألها بغيظ مكبوت _ ماذا يفعل هذا هنا عضت على شفتيها بدلال لم ينطلي عليه مردفة _ قدم لي عرض رائع شبك ذراعيه على صدره متهكما _ حقا وما هو _ سيتولى الشئون القانونية للدار بدون أجر هتف باستهجان _ طبعا ..وأنت أمام العروض المجانية تضعفين حاولت كتم ابتسامتها لكنها فشلت فقررت الهجوم فهو خير وسيلة تستطيع الربح بها.. فالدلال هذا يمرره لها بغرفة نومهما فقط ذلك الفظ فقالت بانفعال مصطنع _ سيأتي يوم واحد كل أسبوع فلن أرفض بالتأكيد لأن سيادتك تغار وأخسر هذا العرض فوليد محام بارع ولكي آتِ بواحد مثله سيكلفني الكثير والدار أولى بكل قرش.. ثم يمكنك الحضور اليوم الذي سيأتي به وأنا أتخذه عطلة تركته شاخص العينين بعد أن أردفت دون أن تعطيه فرصة للرد _ عن إذنك سأتصل بريما فقد تأخرت عن الحضور وبعد أن اختفت من أمامه لكزه وليد في ساعده يخرجه من شروده _ وليد جيد فقط في أعمال الشغب والبلطجة الخاصة بسيادتك يا يزيد باشا أما فعل الخير تجيد الغيرة ببراعة إلتفت إليه يزيد هاتفا _ أخفض صوتك ضحك وليد باستهزاء _ على أساس أن أهل بلدتك لا يعرفون أن ما حل به كان من تدبيرك هو محق فمن لا يعرف أن ما حدث لبدر منذ ثلاثة أعوام أن يزيد المتسبب فيه بالتأكيد لم يولد بعد إنطلقت كشائعة ولكنه لم ينفيها عنفه والده آنذاك ولكنه لم يرد ترك الجميع في حيرته يخمن عن الفاعل حتى التصقت به وهو لم ينفي ولن ينكر أن وليد ساعده كثيرا لاتمام هذا الأمر ولكن ماذا يفعل هو يقدره كصديق له في حدوده هو ويكره إشراك شمس في هذه العلاقة ولكنها تصر على التعامل معه 🌸🌸🌸🌸 وبداخل غرفتها بالدار كانت تقول عبر الهاتف _ أين أنت يا ريما هانم ما هذا التأخير ردت ريما بخفوت _ شمس كنت قادمة بالأمس كما اتفقنا ولكنني وضعت في الطريق.. نزلت رأس البيبي في السيارة اغتاظت شمس مما سمعت فقالت متأففه _ تبا لك ولأولادك.. ألم يجد سوى هذا اليوم ألم يكن أمامك أسبوع وبعد وصلة من النحيب من ريما أغلقت في وجهها بانفعال ولكن سرعان ما عاودت الإتصال _ اسمعي أرسلي يوسف غدا مع فريدة .. فهي الأخرى لا أدري لماذا لم تأتِ _ فريدة حامل وريان يخشى على الجنين ويحتبسها بالبيت تدلى فك شمس مما سمعت فسألتها _ كيف عرفتي _ جائتني اليوم صباحا للمباركة وأخبرتني _ تبا لك ولريان في ساعة واحدة.. الجميع بجواري عداكما.. تبا لقرابتكما عديمة الفائدة هذه ثم أغلقت الهاتف مرة أخرى قبل أن تسمع طرقا على الباب سرعان ما أذنت لصاحبه بالدخول _ سيدتي هناك رجل يريدك بالخارج ضاقت عينيها بفصول _ لم يخبرك من هو _ قال سوف تعرفيه إن رأيته أذنت لها بالرحيل وتبعتها وعلى بعد خطوات تفصلها عن زائرها توقفت .. بل خشبتها المفاجئة وازدادت ضربات قلبها حين أبصرت من ترافقه حتى نطق هو _ كيف حالك يا شمس وبين الماضي والحاضر خطوة تستطيع التراجع الآن وتجاهل كل شيء لن يلومها أحد فهذا حقها وإن تقدمت تلك الخطوة تعلم أنها لن تلوم سوى نفسها وهي لن تستطيع.. لم تعد تقوى على معانقة الألم لذلك التفت تنوي العودة من حيث جائت ولكن أوقفتها كلماته _ شجن تحتاج إليك يا شمس اعتصرت مقلتيها تحارب دموعها التي جففها الماضي بأوجاعه ولكن يبدو أنه لن يتركها ليستطرد عمها الذي جاءها طالبا المساعدة متشبثا بأمل ضعيف _ أنظري إليها يا شمس … لا حول لها ولا قوة أنظري لها ولن أثني لك كلمة تقولينها إلتفت ببطئ تستجدي عينيها أن ترميها بنظرة واحدة كي تستطيع الخلاص من هذا الألم إلي الأبد وحين فعلت بكت ولا تدري لما بكت هل لحالها الذي لم تكن تتمناه لعدوها.. تقف شاردة.. مهلهلة الملابس رغم كونها جديدة لا تعي لما حولها يمسكها والدها من يدها بينما عينيها لا تستقر على مكان لثوان معدودة في حين تحتضن دمية باليد الأخرى تضمها لصدرها بتملك ذكرها بأمها حين كانت تفعل وهي تظنها يوسف وهنا لم تستطع فأجهشت بالبكاء وكعادته لا يتأخر حين يحتاجها فكان كتفه ملاذها حين ضمها إليه وهو يلهس فيبدو أنه جاءها مهرولا.. أخذت من كتفه ستارا حتى اكتفت ففهم عمها أنها لن تستمع إليه فهم بالرحيل منكس الرأس ولكن ندائها أوقفه _ إنتظر يا عمي.. ماذا تريد عاد إليها بوجه يحمل الأمل في طياته يسرد عليها الحكاية في إيجاز يعقبها بطلبه _ أخرجتها المشفى التي كانت تعالجها بعد أن أقر الطبيب أن حالتها لن تتقدم عن هذا الحد فكما ترين تبدو كالشاردة وكلما ألبسناها ملابس جديدة تعمدت تمزيقها ولكن لا تستطيع المكوث في البيت .. ينتابها حالة من الهياج لا نستطيع السيطرة عليها.. فجئت أطلب لها غرفة لديك هنا في الدار ربما كانت تعودت على المشفى وإن سمحتِ ستعتني بها أمها ولن يزعجك أحد وكل ما تطلبينه سيكون طوع بنانك انتهى من سرد كلامه وسكتت هي تفكر بينما ترنو بالنظر لشجن تحاول تنحية مشاعرها نحوها ..تحاول وتجاهد تخيلها شخص غريب جاء طالبا حائط يأويه .. حاولت وجاهدت نفسها لدقائق أوحت للواقفين بالرفض الأكيد ولكنها لا تريد للماضي أن يكبلها أكثر من ذلك فوجعه صار حمل لم تعد تقوى على تحمله لا تريد العودة لذلك الصقيع الذي جمد وهجها لا تريد أن يرى أطفالها تلك الملامح البائسة على محياها.. لذلك قررت أن تتعلم المسامحة والغفران نظرت ليزيد فأهداها دعمه لما تقرره فلا لوم عليها في أي قرار ستأخذه _ حسنا .. دعها هنا ولكن بشرط أجابها بلهفة _وأنا موافق ولكنها أصرت على قوله _ ستتكفل بخمس مسنات من المقيمين هنا كل شهر طول مدة مكوثها هنا ابتسم يزيد فيبدو أنها لا تنوي عن التراجع بإفلاس من يقابلها فقال عمها بنبرة ممتنة لقبولها _ عشرة.. سأكفل عشرة طول العمر حتى لو خرجت شجن في يوم من الأيام أومأت له موافقة ثم نادت العاملة التي تقف بجوارها _ أريد فاطمة وبعد قليل كانت فاطمة تقف أمامهم تلك الفتاة التي كانت تعتني بأمها ذات يوم أختارتها هي لتعتني بشجن مردفة _ شجن في أمانتك يا فاطمة خذيها لأحدى الغرف ولا تتركيها امتثلت الفتاة من فورها وهي تقترب من شجن تأخذ بيدها نحو الداخل وتبعتهم شمس التي انسحبت بلا حرف زائد وبعد أن ودع يزيد عمها وقبل أن يأمر بإغلاق البوابة لمح على بعد أمتار شخص ينظر نحوه بحقد بينما يحتمي بشجرة وبعد أن أمعن النظر فيه قليلا عرف هويته فرماه بنظرة شامته قبل أن يغلق الباب فما زادت الشاب إلا حقدا ووعيدا _ سأقتلك.. والله سأقتلك حتى لو قطعت قدمي هي الأخرى سأفعل اقترب منه جده يلهث بفزع _ بدر ما الذي تفعله هنا نظر بدر نحو جده بقهر _ سأقتله يا جدي نظر جده ليده بحزن ليتذكر ما حدث منذ ثلاث سنوات حين أتاه أحد رجاله يلهث يخبره أنهم وجدو حفيده مدرج في دمائه بين الحقول وحين لحق به وجده وقد بترت ذراعه بل وملقاة بجابنه بلا رحمة أفجعته _ هيا يا بني ..هيا فلا دليل لديك أنها من فعل يزيد هدر بحقد _ ومن غيره يجرؤ على فعلها.. فعلها انتقاما لزوجته ربت على ظهره يهدئه _ إذا تجنب الإحتكاك به فقد رأيت أن لا حد لما يستطيع فعله هيا يا بني .. هيا رحل مع جده وقلبه مازال يشتعل حزنا على ما صار له بعد أن استولت إحدى زوجاته على ممتلكاته وتجرأت على خلعه وطرده من بيته وكل ما له فلم يجد حينها سوى جده الذي استقبله وفتح له بابه لعله يستطيع تعويضه ما فاته 🌸🌸🌸🌸 بعد أن تركت عمها إحتمت بغرفتها ووقفت تتابع الجميع من النافذة بشرود لتجد يد تطوقها من الخلف _ متى ستفجرين المفاجئة التفتت إليه وقد استطاع رسم الإبتسامة على وجهها لتردف _ ما رأيك أن نفعلها الأن _ حسنا ولكن أتركي لنا غرفة هنا تأوينا لأن أبي بالتأكيد سيطردنا هذه المرة ضحكت بقوة وقد شعرت بالتحدي ينعشها _ إذا هيا بنا وبالأسفل أحضرت صندوق كبير كتب عليه بالخط العريض ‘‘ تبرعات‘‘ وحين رأه حماها رمق ابنه بغيظ فيبدو أن كنته لن تتراجع عن إفلاسهم حقا تلك الماكرة تستغل رقة قلوبهم لما يروه من خير عظم فلم تنتظر ليوم أخر ولكن اختارت طرق الحديد ساخنا إنتهى… قراءة ممتعة ومنتظرة أرائكم❤ | ||||
|
| |
|
06-11-22, 12:28 PM
| #217 | ||||
| اشراف القسم 
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تم تمييز الرواية وتثبيتها بتميز اسلوب كاتبتها اسلوبا وطرحاً الف مبروك ونتمنى لك دوام التميز ونرجو أن يعجبك الغلاف الاهداء من احدى مصممات فريق وحي الاعضاء  اشراف وحي الاعضاء | ||||
|
| |
|
07-11-22, 02:39 AM
| #220 | |||||
| اقتباس:
حقيقي كانت مفاجأة رائعة لم اتوقعها والغلاف أكثر من رائع سلمت الأيادي❤ | |||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
1089Likes
العرض العادي
