26-06-22, 02:04 PM | #1 | ||||
نجم روايتي وقاص في قسم قصص من وحي الأعضاء و كاتب بقسم روايات من وحى الخيال
| الوطاويط قصة بقلم طارق الصاوى خلف الوطاويط جلسوا قرفصاء منتظرين جفاف عرقهم بعد مباراة فى جرن تنضح تربته ملحا، يجاور ملعبهم بركة قميئة الرائحة، تقع فيها الكرة ، يمد المتسبب بركلها غابة طويلة تتهدل ذراعيه فى مناورات متعدده ليستعيدها، يمسح بها الحوائط اللبنية، يظل السيرك منصوبا، لا يفضه سوى دخول المغرب، تركهم الصبى عابسا، سار مكتئبا لمنزله، عبر شارع ضيق يفضى لآخر أكثر اتساعا، خنقته الدموع لمروره بثلاثة أشجار كافور يابسة، تسارعت أنفاسه كلما تلفت خلفه خشية سقوطها فوقه، توقف أمام طلمبة الماء، اجتهد ليرفع يدها بكف و يغسل بالآخرى وجهه، بادرت لمعاونته بنت تصغره سنا، ذكره حزن ساكن بعينيها بمخاوف تعشش برأسه كوطاويط اتخذت وكرا مقابل بيت ملتصق بالشجرات الثلاث، تهاجم صاحبه كلما فتح نافذته ليلا، اشعل -الرجل- النار فى الأشجار للتخلص من الوطاويط، تأملها الفتى تتفحم بشماته، تطايرت ألسنة اللهب، أمسكت بحطب سقف الدار،، دعته البنت ليدير ذراع الطلمبة، ملئت الإناء، هرولت تحمله، نافست النسوة على لقب اسرع من تلقى دلوها على النار، لم تفلح ابتسامتها النادرة فى نهاية عملهما الشاق أن تخرجه من قلق وجودى، سال هاجسه على لسانه: ابتلعت النار الأشجار بعد.شيخوختها. قطع شروده صوت منادى: جنة،جنة، غرقت فى ارتباكها، انسحب شبحها من ناظريه. خفف معاناته مع اوهامه غزو الأضواء لليل قريته لكن كلابا يخشاها، صكت ساقيه برهاب نباحها، أوغلت قدميه فى غفلة وعيه بطريقه القديم، انقطعت بغته الكهرباء، استمر فى السير، داس ذيل كلب راقد بنهر الطريق، عوى، قفز مبتعدا، أقعى برشاقة على ذيله متخذا وضع للهجوم، صرخ مستغيثا: جنة جنة. فتح شقيقها الباب هز العصا ليفلق دماغ مجاهر باسمها، صافحه بحرارة، دفع كتفا ضيق عليه فتحة الولوج ليرتشف قهوته من فنجال عينيها. طارق الصاوى خلف #طارق_الصاوى_خلف | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|